الكتاب: تناقضات الألباني الواضحات
المؤلف: حسن بن علي السقاف
الجزء: ٢
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٣ - ١٩٩٢ م
المطبعة:
الناشر: دار الإمام النووي - عمان - الأردن
ردمك:
ملاحظات:

تناقضات
الألباني الواضحات
فيما وقع له
في تصحيح الأحاديث وتضعيفها من أخطاء وغلطات
الجزء الثاني
بقلم
حسن بن علي السقاف
دار الامام النووي
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
الطبعة الثانية
1413 ه‍ - 1992 م
دار الامام النووي
الأردن / عمان ص. ب (925393).
هاتف (672011) فاكس (891584)
هذا الكتاب
إن يعبه أو يضع منه العدا * فاعذرهم فحقه أن يحسدا
1

يقول من ألف واسمه حسن * وظنه بالله مولاه حسن
وكم لمولاه عليه من منن * بالعد لا تدخل تحت الحصر
أحمد من قد زين الانسانا * بأثنين أعني العقل واللسانا
ألهمه الادراك والبيانا * والفهم والنطق جماع الخير
فهاك بالحمرة يا معاني * (تناقضا) مختلف الألوان
كأنه شقائق النعمان * بين البنفسج الذكي النشر
وحيث تم ما به القلب شغف * بعرضنا (تناقضات) من أنف
أعقبه بعد بذكر المؤتلف * من خلطه وخبطه بالكسر
فاجتل بدرا لاح في تمامه * ومسكه قد فاح في ختامه
وزهره يضحك في أكمامه * ضحك السماء بالنجوم الزهر
واجتن نقد الهاشمي العربي * أدلة جاءت بنيل الإرب
بديعة ما عابها غير غبي * هل يدرك المزكوم ريح العطر
قلت له إذ عاب ناشئا حسن * يا غافلا لم يتنبه من وسن
تأخذ منهم جوهرا بلا ثمن * وتجتلي بكرا بغير مهر
فالحمد لله الذي يسر ما * أردته من جمع ما قد تمما
مصليا على النبي مسلما * والآل عترة الحبيب الطهر
2

بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني الامام المحدث أبو الفضل عبد الله بن الصديق الغماري قال
أخبرني العلامة الفقيه محسن بن ناصر باحربه الحضرمي عن السيد عيدروس
ابن عمر الحبشي صاحب العقد عن السيد الإمام محمد بن عبد الرحمن بن
محمد بن حسين الحداد عن السيد العلامة عمر بن طه بن عمر البار عن أبيه
السيد طه عن أبيه السيد عمر البار عن السيد عبد الله بن علوي الحداد عن
السيد الإمام محمد بن علوي السقاف عن السيد عبد الله بن علي صاحب
الوهط عن السيد شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس بأحمد أباد
عن العلامة أحمد بن حجر الهيتمي المكي عن العلامة القاضي زكريا
الأنصاري عن الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عن
أبي هريرة ابن الحافظ الذهبي عن أبيه الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
قال أخبرنا محمد بن الحسين القرشي بمصر ويحيى بن أحمد الجذامي بالثغر،
قالا: أخبرنا محمد بن عماد أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا الحافظ أبو الحسن الخلعي،
أخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال أنبأنا محمد بن محمد
ابن الأشعث الكوفي حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد
ثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ين أبي طالب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تحريف، الغالين،
وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين).
قلت: صحح هذا المتن الإمام أحمد رحمه الله تعالى كما نقل ذلك عنه
الخطيب كما في (الجامع الكبير) للحافظ السيوطي (8 / 62 - 63).
3

نسب المؤلف
حسن بن علي بن هاشم بن أحمد بن علوي (مفتي الشافعية، وشيخ السادة
بمكة المحمية المتوفى سنه 1335 مصنف ترشيح المستفيدين) بن أحمد بن
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن حسين بن عيدروس بن أحمد بن (أبي بكر
با عقيل) بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن عقيل بن عبد الرحمن
السقاف بن محمد بن علي بن علوي بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد بن
علي بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر ابن عيسى بن
محمد النقيب ابن علي العريضي ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين
العابدين ابن سيدنا الحسين السبط ابن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب وابن
السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
خلق الله للمعالي أناسا * وأناسا لقصعة وثريد
4

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، وسيآت أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون)، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون
به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع
الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
(14) (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) (15)
5

الحمد لله الذي أنمى أهلة العلم فأبدرت، وكذا فروعه فأثمرت،
ونجومه فاستقلت مطالعها العلوية وتنورت، ولآلئه في بحار اللفظ
والفضل فتجوهرت، وأنهاره التي أخذت في المد مآخذ تلك البحار
فاسترحبت.
نحمده على نعمه التي قرت، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له شهادة امتزج بها اليقين خضلها فوفرت، ونصلها الاخلاص
فمضت في أوداج الباطل وفرت، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده
ورسوله الحاكم في فصل الأقضية لما شجرت، والناظم درر الايمان حتى
زهت في أعناق العقائد وزهرت، صلى الله عليه وعلى آله فئة الحق التي
ظهرت وطهرت، ورضي الله تعالى عن أصحابه الكرام المنتخبين وهم
عصابة الاسلام التي سرت خلفها سرايا الدين فهاجرت في الله تعالى
ونصرت، صلاة طيبة تحلو إذا تكررت، وتعبق نفحات نشرها إذا
الصحف بالأدلة والبراهين للمتناقض!! نشرت.
أما بعد:
فهذا (الجزء الثاني) من كتاب (تناقضات الألباني الواضحات) بينت
فيه بأوضح أسلوب وأسهل عبارة نماذج وتشكيلة واسعة من أنواع
(التناقضات) وأشكال وألوان (الأخطاء والغلطات) التي وقع فيها مما
شحنت بها كتبه التي يدعي أنه أفرغ فيها طاقته!! ونقحها ببالغ العناية
6

والجهد!! ولم أسرد في هذا الجزء تناقضاته - التي صارت مضبوطة عندي
بالآلاف - سردا كما فعلت في (الجزء الأول)، وإنما اقتصرت على سرد
(120) مائة وعشرين نموذج ومثالا من (تناقضاته) سردا، وأبقيت
الباقي مما يزيد في العدد على المئات إلى (الاجزاء) و (المجلدات) القادمة
بمشيئة الله تعالى وتوفيقه، فجعلت غالب هذا الجز في شرح وإيضاح
وبيان تناقضه في التصحيح والتضعيف ونحوهما مفصلا، وكذلك ما
يبنى عليه التصحيح والتضعيف مما يعتبر أساسه وقواعده وهو التوثيق
والتجريح للرواة وتناقضه في ذلك! وإظهار ما يبرهن على أنه يسلك
سبيل المزاجية! والانتصار بالعناد! والعصبية! لما يؤيد رأيه وتفكيره!
فهو - هداه الله تعالى - بلا شك ولا ريب أبدا يضعف كل حديث
خالف مشربه ويتمحل في رده أو تأويله بما يناسب مزاجه! ويطعن في
رواته من غير موجب لذلك على التحقيق!
كما أنه يصحح أحاديث ضعيفة كثيرة وهي تالفة الأسانيد لكنها تؤيد
آراءه!! وتحقق آماله!!
وقد برهنت ودللت على هذه القضية بما لا يدع مجالا للشك بتاتا،
فذكرت موازنات ومقارنات من تناقضات تقع له تبين كيفية وطريقة
تضعيفه لأدلة من يعتبرهم خصومه ممن ينبزهم! ويشتمهم! ويخالفهم في
رأيه! من أ كابر أهل العلم وعوامهم! فيضعف لهم مثلا رجلا في إسناد
7

الحديث الذي يحتجون به! مع كونه يوثق هذا الرجل بعينه في مكان آخر
وهو يدري أو لا يدري! وأحلاهما مر! كما قال القائل:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ولا بد من التنبيه ههنا على أشياء مهمة فأقول:
(التنبيه الأول): أنني لم أكتب هذا الكتاب ولم أظهر هذه
(التناقضات الواضحات) ليتباهى بغلاف الكتاب وبما كتبته أعداء هذا
الرجل مبغضوه! دون أن يعلموا ما فيه! ويدرسوه دراسة الباحث
المنصف المتأمل المتجرد عن العصبية، وإنما كتبته للعقلاء والصادقين من
طلاب العلم والعلماء الذين تخلوا بالاخلاص في أعمالهم لوجه الله تعالى
وابتغاء مرضاته، ومن كان همهم الوقوف على حقيقة أمر هذا الشيخ!!
الذي نصب نفسه مرجعا ومثلا أعلى لكل مسلم ما عليه من مزيد
(واعانه عليه قوم آخرون...) - مع عرائه عن مؤهلات ذلك -!!
فالواجب على كل مسلم مؤمن يخشى الله تعالى أن يجتهد في أن
يكون علمه وعمله وبحثه وتدريسه خالصا لوجه الله تعالى لا يريد بهذه
الأشياء إلا طاعة الله تعالى ورضاه، لئلا يقع كما وقع هذا الشيخ!! ولئلا
يؤول أمره إلى أن ينكشف عن غير ما يحمد عقباه كما اكشف أمره!
8

وليكون تحذير الصادق المخلص من المبتدعة أو المتناقضين صيانة لهذا
الدين الحنيف ليتحقق بنا جميعا إن شاء الله تعالى قول النبي صلى الله
عليه وآله وسلم:
(ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين).
وليعلم بأنني (لا أقول بدعاواه العريضة! فلا أدعي السلامة من
الخطأ، كما لا أدعي بأنني (العالم النحرير)! ولا بأنني (محدث الديار
الشامية)! ولا أقبل أن يقال عني بأنني (حافظ الوقت)! ولا أنني (ما رأيت
مثل نفسي)! كما أنني لا أدعي بأنني: (تفردت في هذا العصر بالوقوف
على أطراف الحديث ونوادر مخطوطاته)! ولا غير ذلك من فارغ
الادعاءات! وبهرج العبارات! وإنما أقول بأنني رجل من المسلمين كسائر
الناس ينطبق في ما ينطبق عليهم، وإذا وصلت أو بلغت درجة الاجتهاد
فإن الدعاية الفارغة والبهرجة لا تدل على ذلك، وإنما يدل عليه ويثبته
الواقع!
فمن الخطأ بمكان أن يترك - الألباني - الإجابة عن هذه الأخطاء
والتناقضات الفادحة التي شحنت وامتلأت بها كتبه التي يدعي بأنها
محققة!! ومغربلة!! فيظهر تناسيها أو يحاول أن ينسيها!! من حوله أو من
لا يزال يثق به!! فيشاغل ببيان ما يزعمه من أخطاء لي!! ويترك
الإجابة وتفسير هذه التناقضات الفادحة الظاهرة!!
9

وما نقوله هو: نسأل الله تعالى الاخلاص في النية والقول والعمل،
وأن لا يجعلنا ممن يدافعون عن أخطائهم بالباطل! أو يجادلون عن
غلطاتهم ليثبتوا البراءة والسلامة من الخطأ لأنفسهم! فلا يعترفون بفداحة
تناقضهم!!
هذا وقد وصفه بعض المفتونين به من شيعته بأوصاف ليس هو منها
في شئ! - مع أنهم ينكرون على غيرهم تفخيم الألقاب -! فما على هذا
الشيخ!! المفضال!! إلا أن ينكرها وخصوصا بعد قراءة هذا (المجلد) من
(التناقضات) ويعلن ردها! والبراءة منها! ورفضها! وعدم قبول أن يمدح
بما ليس وصفا له! وبما هو بمعزل عنه!
فإن لم يتراجع وينكر هذا الذي نذكره به الآن فليعلم بأن هذا ليس
من وصف المخلصين الذين أخلصوا لله تعالى في أعمالهم وأفعالهم وأقوالهم
وأحوالهم ونياتهم (1)، بل هذا وصف من نعتهم وبينهم الله تعالى في سوره

(1) بل إن هذا الألباني أيضا يتنابز بأسماء العلماء!! فضلا عن عامة المسلمين!!.
ويخالف أمر الله تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان،)
فقد وقفت على شريط تسجيل بصوته - وهو عندي الآن ويمكنني أن، أسمعه من
شاء - يقول فيه - نابز - العلامة أبا غدة: (إنه غدة كغدة البعير) ثم يتندر!
مستهزئا! ضاحكا! فيقول: (أتعرفون غدة البعير؟!) ويقول عني: (سخاف)
و (خساف) بدل: السقاف، ومنه يتبين لكل مسلم ومؤمن صادق يخاف الله تعالى
مبلغ أدب الألباني!! وأمثاله لأوامر الله تعالى ونواهيه!
ومن أراد معرفة ذلك موضحا مطولا فليراجع رسالتنا المسماة:
(قاموس شتائم الألباني وألفاظه النكرة التي يطلقها في حق علماء الأمة وفضلائها).
10

التوبة من أهل النفاق!! وفي غيرها بقول عز شأنه:
(ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من
العذاب).
فنسأل الله تعالى الاخلاص في النية والقول والعمل. آمين.
(التنبيه الثاني): لا عذر لهذا الشيخ!! في التناقض الذي وقع فيه
البتة، وليس له أن يتحجج بما وقع لأهل العلم الذين يعيبهم بما هو واقع
فيه وقد بينت ذلك ووضحته في القاعدة التي ستأتي ص (35) إن شاء
الله تعالى بما لا يستطيع أن يتفلت منه.
وأيضا لا يلزم من الكلام على شخص الكلام على آخر، إذا اتحد
في القضية لأنه توجد اعتبارات قد تمنع من الكلام على الشخص الاخر.
فدلالة الالتزام لا يستعين بها هنا في مثل هذه الحالة إلا شخص لا
معرفة له بالعلوم! ولم يعول أحد في آداب البحث والمناظرة على هذه
الطريقة العرجاء!!
ومما حاول أن يتعذر به هذا الشيخ!! في بعض (التناقضات) الواردة
في الجزء الأول بأنها: من تخريج المشكاة (وقد حالت دون اخراجه وتخريجه
على وجه لائق ظروف خاصة)!! كما يزعم!!
فجوابه: أن هذا تعذر لا قيمة له بل هو منتسف من أساسه
لأمور:
11

(أ): أن مما نسبته 35 % من الأحاديث التي أوردناها في (المجلد الأول)
من (تناقضات الألباني الواضحات) هي من تخريج المشكاة، وأما الباقي
وهو مما يقارب 65 % فمن كتبه الأخرى التي يدعي - وهو غير صادق - أنها
محققة!! ومغربلة!!
(ب): والثاني ما هي الظروف التي حالت دون تخريج الكتاب على
الوجه اللائق به وهو في قاعة الظاهرية!! وكتب مكتبته بين يديه! كما أن
مراجع المكتب الاسلامي مسخرة له!! ومريده! وصديقه القديم!! ماثل
في خدمته أيضا!!
أو أنه استعجال (الربح المادي) والخضوع (لطلبات تجار الكتب
السريعة)؟!!
ثم لم لم تعذر الامام الحدث أبا الفضل الغماري متعنا الله بعلمه
حينما صنف كتابه (الكنز الثمين) تحت ظروف قاهرة كما صرح هو بذلك،
واعترفت أنت أيضا به في كتبك! ثم لم تعذره وقد كان مضيقا عليه أحد
عشر عاما بعيدة عنه كتب الحديث والمراجع، والعذر قائم له، وقد اعترف
حفظه الله تعالى بأخطاء وقعت له فيه وصرح بأنه غير راض عنه، فما زلت
تلمز وتغمز دون أن ترعوي أو تنزجر ولعا بالشغب الفارغ والتشويش
المردود!!
12

أم أن الامر حل لك حرام على غيرك (1) يا من تدعي وضع النقط
البيضاء في صحائف العباد تشبثا وتشبها (بصكوك الغفران)؟!!
وغدا ستوضع على جنبك في التراب فترى كيف يفعل ربنا سبحانه
بمن (يبطر الحق)!! ويتطاول على العباد! ويحقر علماء الاسلام، والعمد
من الأئمة بالباطل المردود!!
أجب! ما هي الظروف الخاصة التي وقعت فيها أثناء تحقيقك
للكتاب؟!!
أهي العجلة في تطلب عائد المثسروع أم ماذا؟!!
إن حجج البراهين والأدلة وقوة الحق الآن بهذا الجزء آخذة
بتلابيبك!! قامعة لتخرصاتك ساحقة لادعاءاتك!!
فإن قبلنا هذا في بعض مواضع من ابن حبان أو الذهبي أو غيرهما
ممن أشبعت كلامك وكتاباتك طعنا فيهم! واستحقارا لهم! واستخفافا
بهم! فإن هذا غير مقبول منك يا (زبدة الحفاظ والمحدثين)!! ويا (من
بقيت السنة على طول القرون منتظرة لك وبحاجة إليك)!! حتى تنظر
فيها فتعطي خلاصة القول والحكم على أسانيدها ومتونها!! - كما يزعم

(1) فإذا كنت تحرم على الناس ما تحله لنفسك فتلك دعوى عريضة! نسأل الله
السلامة!! لم يدعها إلا مثل " مسيلمة) أو (رتن الهندي)!!
فما عليك الآن إلا أن تعلن البراءة منها! لأنها لازم غير منفك عنك! وليس لها تفسير
إلا هذا!
فما تفسيرك وجوابك على هذا الظاهر الواضح؟!!
13

بعض المفتونين بك وترضى ولا تنكره - وبخاصة في هذا الزمن الذي
طبعت فيه الكتب! وكثرت فيه الفهارس وتنوعت!!
وأخص من هذا أن الألباني قد فهرس لأحاديث كتبه في آخر كل جزء
منها! بحيث يمكن للواقف عليها أن يراجع الحديث المتكلم فيه في عدة
مواطن في وقت يسير، وقل هذا الكلام أيضا على الرجال الذين يتناقض
أيضا فيهم كما سيمر بك واضحا جليا في هذا الجزء مئات الأمثلة عليه!!
فلما كان الامر - والله تعالى أعلم بغيبه - لا يتعدى في أحيان كثيرة
مشروعا تجاريا ضخما! أو طلبا من أحد تجار الكتب الذين هم بالنسبة
إليه معين لا ينضب! أو جدي لا ينفذ! أو بئر غير معطلة بعد! فنرى أن
العائد من المشروع أرغم أنف صاحبه على عدم النيل من (مجلداته
المتناقضة) لأنه إن نال منها فاعترف بالحق الذي عرفناه! سقطت قيمتها
عند شيعته المغترين والمفتونين به!!
بل إن هذا العائد يقول له: إياك ثم إياك أن تقترب من هذه
المجلدات التي عولت عليها في تقسيم عدة كتب ليست لك!! إلى
صحيح وضعيف! بل وفي تحقيق كتب أخرى! فإنك إن نظرت في هذه
المجلدات! وأخرجت ما فيها من تناقضات سقطت وسقط ما بني
عليها!!
14

أليس هذا لسان حال العائد؟!! وإلا فليقل لنا ومعه مشايعوه ما
الذي يمنعك من النظر في (تناقضاتك الواضحات) و (أخطائك
اللائحات) التي عرفك بها الكثيرون والتي ذكرت لك منها في هذين
الجزئين (952)؟!!
(التنبيه الثالث): لا يجوز أن يشتغل بالتصحيح والتضعيف من
علم الحديث إلا من قرأ علم الفقه على أهل الشأن، وكذلك علم
الأصول وعلوم العربية ودرس علم التوحيد دراسة وافية، ليحكم على
الأحاديث برجاحة عقل، وتفكير عميق، وسلامة رأي، وصفاء ذهن،
مبتعدا عن المجازفات! والمسارعة والطيش! ولئلا يتوهم نكارة أو ضعف
كثير من الأحاديث الصحيحة التي قد لا يفهمها أو بالعكس كما وقع ذلك
واضحا للألباني!
ومما كتبته في مسألة (القنوت) و (الاجماع) خير شاهد على ذلك!
فهؤلاء الشباب الذين يقبلون أو قل يهجمون! اليوم على علم
الحديث من ناحية رجاله وأسانيده ومما يتعلق به من علم الجرح والتعديل!
قبل أن يفهموا معاني متونه المشروحة في كتب الفقه، المبسوطة قواعد
فهمها في كتب الأصول، والتي ينبغي أن تفهمها حسب قوانين لغة العرب
التي نزل بها القرآن الكريم، نجد عقولهم في غاية من التصلب! والبعد
عن إمكان الاخذ والرد بلطف! أو فهم ثاقب في معاني الألفاظ! بل
15

بجمود على ظاهرية قاسية وعناد لا مثيل له! وكل ذلك سببه الابتعاد عن
باقي علوم الاسلام وخصوصا عن أسلوب القرآن الكريم في المحاورة
والبيان وكذا الابتعاد عن فهم المراد بالنص! فهؤلاء أخطأوا وعلينا أن
ننصحهم ونبين لهم وقد تحمل بعض آثامهم من دفعهم إلى علم الجرح
والتعديل من غير استعداد ولا أهلية! قبل أن يعلمهم الفقه والأصول
والعربية! ولذا نجدهم قد جمدوا على ما فهموا من ظواهر النصوص!
فنسأل الله تعالى لهم الهداية. آمين.
(التنبيه الرابع): وقد حاولت جهدي في هذا (الجزء) أن أبين
تشكيلة واسعة! وباقة منوعة من (تناقضات) الشيخ المذكور!! وألوانا من
أخطائه!! ولم اقتصر على سرد نوح واحد بعينه لأنني أحببت أن يطلع
عليها في حياته وهو سليم معافى الآن! لئلا يقال بعد ذلك بأنني لم أستطع
أن أرد عليه أو أن أبين أخطاءه إلا بعد ذهابه! علما بأن لي نحو خمسين
رسالة في تعقبه أكثر من نصفها مطبوع الآن وقد قرأها واطلع عليها!!
لذا اقتضى التنبيه!!
وهناك أشياء أخرى أردت التنبيه عليها هنا، ولكونها مذكورة في
صلب الكتاب ما أحببت الإطالة والتكرار هنا بذكرها، فإنها ستمر بك
أيها القارئ المنصف المتجرد المخلص بإذن الله تعالى كقواعد ومسائل
وتنبيهات دقيقة تتعلق بهذا الامر الذي نكتب به الآن ونريد إيضاحه!
16

وإذا وصل بنا الكلام إلى هدا المقام وجب البدء والشروح فيما نحن
بصدده فنقول سائلين الله تعالى التوفيق والإعانة:
17

ملاحظة هامة
يوجد مقابل كل مأخذ يمثل خطأ أو تناقضا أو نحو ذلك دائرة
هكذا: على جهة اليسار في داخلها رقم ذلك المأخذ ليعرف
القارئ عدد ما وصل إليه من المآخذ من أول الكتاب، لان كل
فصل أو باب له أرقام على اليمين خاصة به، فنرجو ملاحظة ذلك.
وقد يتكرر الرقم على النقطة إذا تعددت وذلك لتنوع المماسك
فيها على أشياء مختلفة فتنبه!!
18

مناقشة وعرض
لبعض الأحاديث التي ضعفها وهي صحيحة
والتي صححها وهي ضعيفة
تعصبا أو لنصر آرائه المخطئة
عاب على الامام المحدث أبي الفضل عبد الله بن الصديق إيراده في (1)
كتابه (الكنز الثمين) حديث سيدنا جابر رضي الله عنه قال:
(نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يدخل الماء إلا بمئزر).
الذي رواه ابن خزيمة في (صحيحه) (1 / 124) والحاكم في
(مستدركه) (1 / 162) وهو قطعة من حديث رواه الترمذي في سننه
(5 / 113 برقم 2801) وفيه عن جابر مرفوعا:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار). اه‍
حسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة والحاكم، وأقره الذهبي كما
صححه المناوي.
قلت: قال الألباني متهكما بالعلامة المناوي وبالامام الغماري في (2)
(ضعيفته) (4 / 13) ما نصه:
(قلت: ولعل المناوي لم ينتبه لهاتين العلتين أو أنه قلد الحاكم
والذهبي، فقال في التيسير: إسناده صحيح، واغتر به الغماري، فقلده
كما هي عادته في كنزه) اه‍.
19

أقول: استيقظ عافاك الله تعالى!! فقد حسنته أنت في مواضع بل
صححته في مواضع أخرى منها:
أ - أنك قلت في (إرواء غليلك) (7 / 6) بعد ما ذكرته من رواية بن عمر (1)
وذكرت فيه لفظة (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا
بإزار) ما نصه:
(قلت: لكن الحديث صحيح، فإن له شواهد تقويه، أذكر
بعضها):
ثم ذكرت حديث جابر وقلت في الصحيفة التي تليها:
(ثم إن الاسناد وإن كان على شرط مسلم، فإن أبا الزبير مدلس،
معروف بذلك وقد عنعنه، فهو صحيح بما قبله ليس إلا) اه‍.
ب - وحسنه الألباني في (صحيح الترمذي) (2 / 365) من حديث جابر (4)
أيضا وفيه:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار).
ج‍ - وحسنه في (غاية المرام) ص (134) حيث قال: (5)
(حسن، أخرجه النسائي والحاكم وأحمد من طريق أبي الزبير عن
جابر وقال الحاكم:
" صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، وأبو الزبير مدلس وقد
عنعنه لكن تابعه طاووس أخرجه الترمذي...). اه‍
فتأملوا!!!
فهذه نصوص واضحة تبطل تهكم الألباني بمن ذكرناهم من أهل
العلم وتقلب الامر عليه وتثبت تعصبه وتناقضه و...
20

وقد أعل الحديث في (ضعيفته) (4 / 13) بعلتين:
(الأولى): ضعف الحسن بن بشر الهمداني إذ قال عنه:
(مختلف فيه، قال الحافظ: صدوق يخطئ) اه‍!!
وسنرد عليه الآن في هذا إن شاء الله ببساطة.
(والثانية): عنعنة أبي الزبير وقد تابعه فيه غيره كما اعترف هو بذلك
كما تقدم، فلا يحتاج هذا لرد ولا لتعليق.
فأما الحسن بن بشر الهمداني فهو من رجال البخاري في (صحيحه) (6)
وقد اعترف الألباني بصحة حديثه هذا في موضع آخر!! ولم يعله إلا بأبي
الزبير إذ قال في تعليقه على (ابن خزيمة) (1 / 124) معقبا على قول
محقق الكتاب (إسناد صحيح) ما نصه:
(لولا أن فيه عنعنة أبي الزبير ناصر) اه‍.
فتأملوا!!!
ثم هو متابع فيه كما تقدم باعتراف الألباني فبقي ماذا؟!!!
لم يبق إلا حب التفوق والشغب المنقوض الذي لا قيمة له!! وبذلك
يتضح صحة قول من صحح الحديث كالحاكم والذهبي والمناوي والسيد
أبي الفضل الغماري والحمد لله رب العالمين، فعلى الألباني أن ينقل هذا
الحديث إلى (صحيحته) ويضرب عليه في (ضعيفته) ليثق قراؤه به!! إن
بقي من يثق به!! ولينتبه المحققون و (الدكاترة) الذين يعولون على
كتبه!!
(تنبيه): وقد ذكر الألباني سند هذا الحديث في (ضعيفته) (4 / 13)
هكذا:
21

(عن الحسن بن بشر الهمداني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا) وعزاه
لابن خزيمة (1 / 38 / 2)، والحاكم (1 / 162)!!
قلت: وقد أسقط من سنده زهير وهو في سندي من عزاه إليهما!! (7)
وصوابه: (عن الحسن بن بشر عن زهير عن أبي الزبير...)
فليصلح هذا السقط والخلل أيضا إن كان من الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه!! وكذا عليه أن يضرب على الحديث في (ضعيف الجامع
وزيادته) وينقله لصحيحه، ومنه يتبين أن كتبه بعضها مبنية على بعض
فمتى انهدم بعضها انهدم الباقي، فينطبق الاق؟؟؟ عليه!! البيت الرائع
الذي أورده في الورقات التي أملاها على أحد غلمانه وتخيل أنه رد بها علي!
وهيهات!! فإنه يحلم أحلام اليقظة!! ص (16) إذ قال:
إذا ما مات بعضك فابك بعضا
فإن البعض من بعض قريب...
22

الألباني يقلد الناوي من وراء الستار ويقع في أوابد
ويتابع المناوي في أخطائه مع أنه يطعن فيه أشد الطعن
ويعيبه بالتقليد والتناقض والاغترار وقلة الاستحضار
وغير ذلك من مستشنع الأوصاف
اعلموا أن الألباني يتبجح ويتطاول - أمام من انغر وانخدع ببهارجه من (8)
قليلي البضاعة في علم الحديث - على المناوي فيصفه بأبشع الأوصاف في
مواضع لا تحصى فضلا عن غيره من الجهابذة الذين لا يساوي المناوي
أمامهم شيئا، وهو في الحقيقة - أي الألباني - أتبع للمناوي من ظله وإنما
بنى كتبه السقيمة هذه! على مؤلفات المناوي! لكنه زاد عليها مئات
الأخطاء! والتناقضات!! التي لا يستطيع الألباني أن يتفلت منها ولا أن
يتملص من القيد الذي أحكمناه عليه بكشفها! ولو تتبع الانسان كلام
الألباني في كتبه التي يدعي أنه أفرغ فيها طاقاته المخيفة!!! وجهوده
الجبارة!!! لوجد أنه يستطيع أن ينقل مجلدات ومئات النصوص التي
نقلها الألباني صراحة من المناوي الذي يتهمه بالتناقض وغيره، فإذا كان
المناوي متناقضا قاصرا! صاحب أخطاء فاحشة! كما سننقل الآن إن شاء
الله تعالى من وصف الألباني له بذلك، فلماذا يعول عليه وينقل نصوصه (9)
فيعتمدها دون أن يتعقبها ويبين ما فيها من الخطأ ونستطيع أن نلخص
الامر في هذا الباب فنقول:
23

إن الألباني غالبا يعترض وينتقص المناوي فيما هو مصيب فيه كما تبين
من الحديث السابق (نهى أن يدخل الماء - أو الحمام - إلا بمئزر) الذي
تناقض فيه الألباني! ويتابع المناري مقلدا له فيما أخطأ فيه!!
فليجب الألباني على ذلك إن كان لديه جواب لا تضحك منه الثكلى!!
وليفدنا قواعد جديدة مهلهلة!! كتلك التي أملاها على بعض المنتفعين!
بموالاته!
ولنكمل إثبات ذلك والبرهنة والتدليل عليه:
سرد بعض النصوص التي قالها الألباني في النيل من المناوي الذي يعول
عليه:
1 - قوله في (صحيحته) (5 / 292): (10)
(وهذا من أفحش الخطأ الذي رأيته للمناوي، وإنما ينشأ ذلك من
قلة حفظه) اه‍. (رمتني بدائها وانسلت)!!
2 - وقوله في (ضعيفته) (4 / 286): (11)
(وقد اغتر بهما المناوي، فأقرهما في (الفيض) ونتج من وراء ذلك
خطأ أفحش، وهو قوله في (التيسير): (إسناده صحيح)!) اه‍.
3 - وقال فضيلته!! في (ضيفته) (4 / 34) ما نصه:
(وإن من عجائب المناوي التي لا أعرف لها وجها أنه في كثير من
الأحيان يناقض نفسه) اه‍.
4 - وقال الألباني أيضا في (ضعيفته) (3 / 616): (13)
(وهذا من أعجب ما رأيت للمناوي، فإن حديث أبي هريرة هذا موضوع
24

أيضا، وما جاءه هذا الخبط والخلط، إلا من قلة التحقيق...) اه‍
فتأملوا يا قوم!!
5 - وقال الألمعي!! أيضا في (ضعيفته) الرابعة المصونة!! ص (14)
(386):
(وأما المناوي (1) فخفي عليه أن الحديث من رواية هذين
الكذابين) اه‍.
وبذلك يظهر لكل عاقل لبيب قيمة المناوي عند الألباني، فإذا كان
المناوي بهذه المنزلة العظيمة!! عند الألباني فلماذا يعول عليه وينقل من كتبه
ويتخذها مرجعا ما عليه من مزيد؟! ثم نراه يقلده في أخطائه التي يسميها
فاحشة؟!!
عرض مثال واضح يثبت (تقليد) الألباني المحض للمناوي في أخطائه: (15)
أورد الألباني في (سلسلته الضعيفة) الرابعة! ص (62) حديث:
(السماح رباح، والعسر شؤم).
وحكم عليه بأنه: (منكر) مع أنه لا نكارة فيه البتة، وليس هذا
موضوعنا وإنما الذي يهمنا أن الألباني قال هناك:
(والحديث رواه الديلمي في (مسند الفردوس) من حديث أبي
هريرة، كما في (الجامع)، وكذا ابن نصر وابن لآل. وعنهما أورده

(1) لولا أنك تنقل و (تشف) من الفيض والتيسير الذي هو من أهزل كتب الحديث
التي لا تعتمد على كشف الأسانيد وتوثيق النقول لما عكفت على النقل منه! فلا
مهرب لك من هذه الورطة!! وهذا مما يثبت أنه من أبعد الناس عن وصف
محدث!!
25

الديلمي، قال المناوي:
(فلو عزاه المصنف للأصل لكان أولى، وفيه حجاج بن فرافصة،
أورده الذهبي في (الضعفاء)، وقال: قال أبو زرعة: ليس بقوي. ونسبه
ابن حبان إلى الوضع، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه،
وقال الدارقطني: حديث منكر)) انتهى كلام الألباني إلى هنا عند هذا
الحديث دون أي زيادة أو تعقب مقرا (باصما) لكل ما أورده المناوي!!
وهذا الكلام يصور سندا من التخليطات أو سلسلة من التخبطات
والتخريفات لا بد من توضيحها بأبلغ بيان ليظهر لكل عاقل على وجه
الأرض كيف يقلد الألباني!! المناوي في أخطائه، وليرجع بعد اليوم من
يقول: إن الألباني يعرف الحديث والرجال والأسانيد، أو: لا يستهان
بمعرفته في هذا الفن!، فنقول وبالله تعالى التوفيق ومنه الإعانة:
1 - أما قوله (وكذا ابن نصر) أي: رواه ابن نصر!! فليس صحيحا وفيه (16)
أخطاء فاحشة منها:
أ - أن هذا من أخطاء المناوي!! في (فيض القدير) (4 / 145) حيث (17)
قال:
((فر عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضا ابن نصر وابن لآل ومن
طريقهما وعنهما أورده الديلمي) اه‍.
فعلى الألباني مماسك:
(أولها): أنه لم يبين أن هذا كلام المناوي الذي قلده فيه!! وإنما أوهم (18)
أن هذا من زياداته على المناوي!! ويا ليته أفلح فيها!! إذ للأسف وقع
في تقليد!! خطأ المناوي الفاحش!!
26

(ثانيهما): أن من المضحك جدا ومما يسلي الثكلى قوله (رواه ابن نصر) (19)
لان هذا الألمعي من فرط فطنته!! وذكائه!! ظن أن كل اسم يراه في
(مسند الديلمي) (1) يوافق اسم مخرج من المخرجين أصحاب المصنفات
ولو في نصف اسمه فإنه يعزو ذلك الحديث إليه، كالبزار وأبي يعلى وأبي
نعيم والسلمي وأمثالهم، فكل رجل مثلا وصف بالبزار فهو صاحب
المسند عند هذا الألمعي!! الحاذق!! سواء كان في عصر البزار أو بعده
بألف سنة!
بل أعجب من ذلك أنه كرر العزو إلى البزار بتكرر هذه النسبة مع
اختلاف الاسم والزمان! فتارة كان المذكور في السند عمر البزار وتارة كان
إبراهيم البزار وتارة كان محمد البزار وهذا الألمعي!! الحاذق!! في كل
ذلك يقول رواه البزار مستدركا بذلك على الحفاظ وأهل هذا الشأن!!
فبالبزار صاحب المسند الذي اسمه أحمد بن عمر كان يتسمى عنده
بأسامي متعددة هو وأبوه وجده! وكان يوجد عنده! في أزمان متعددة!!
تارة في القرن الثالث! وأخرى في الرابع وأخرى في الخامس، وقد وقفنا
له على كلام جعل فيه شيخا للديلمي واسمه أبو بكر أحمد بن زنجويه
فعزاه هذا (الفهمان)!! إلى ابن زنجويه المخرج المشهور الذي اسمه
حميد!! والذي توفي قبل ولادة الديلمي الراوي عنه بنحو مائتين وخمسين
سنة بل أكثر!!

(1) مع أن هذا المتناقض! الألمعي! لم يرجع إلى سند الديلمي ولم يره وإنما وقع في شرك (20)
مقلده!!!
27

وهنا جاء دور محمد بن نصر المروزي فعزا الحديث إليه!! لان
الديلمي قال في هذا الحديث:
(أخبرنا أحمد بن نصر أخبرنا أبو طالب بن الصباح المزكى أخبرنا بن لآل
حدثنا الزعفراني حدثنا جعفر بن محمد الصايغ حدثنا قبيصة حدثنا
سفيان عن الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن أبي
هريرة... به)، فقال هذا (الفهمان)!! الألمعي!!:
(رواه ابن نصر) يعني بلا شك الذي توفي سنة أربع وتسعين ومائتين قبل
ولادة الجد السادس للديلمي الذي روى عنه والذي توفي سنة ثماني
وخمسين وخمسمائة فأعجب من هذا الجهل بالرجال وهذه الغفلة المزرية!!
ومع هذا وافق من لام وعذل الحافظ السيوطي على عدم عزوه الحديث (21)
لابن نصر!! فما هذه الفداحة في (التخبيص الذي لا مثيل له)؟!!
2 - أما قوله عن الحديث إنه: رواه (ابن لآل) فما يقال في (ابن (22)
نصر) يقال في (ابن لآل) في بابة التقليد الأعمى!!
وعلى ذلك فإذا روى أحد المحدثين الحفاظ حديثا فقال مثلا:
حدثنا هلال بن علي الكوفي عن عطاء الخراساني عن..
فيصح لبعض الحمقى! أن يقول: رواه الكوفي هلال بن علي
والخراساني عطاء مع أنهما لم يصنفا مسندا أو نحوه!! هذا مع الاحتراز عن
قولنا عند البحث في الأسانيد رواه عن فلان: فلان، لأن هذه قضية
أخرى، أحببت التنبيه عليها لئلا يتشبث بها بعض السذج أو البسطاء!
28

3 - وأما قوله مقلدا المناوي في شأن الحجاج بن فرافصة (ونسبه ابن (23)
حبان إلى الوضع) فليس بصحيح قطعا! وذلك لان ابن حبان لم ينسبه
إلى الوضع ولم يترجمه في كتابه (المجروحين من المحدثين والضعفاء
والمتروكين) بل أورده في كتابه (الثقات) (6 / 203). ولم ينسبه هناك إلى
الوضع البتة!!
4 - وأما قوله في حجاج بن فرافصة أيضا: (وقال ابن عدي: عامة ما (24)
يرويه لا يتابع عليه) فمن المضحك جدا!!
وذلك لان ابن عدي لم يقل فيه ذلك! بل لم يورده في (كامله) فإن
عاند الألباني فيما قلد المناوي فيه فليخرج لنا قول ابن عدي الذي ادعاه
فيه ووافق من قاله وأقره عليه فلم يتعقبه!!
5 - وأما قوله في حجاج بن فرافصة أيضا (وقال الدارقطني: حديث (25)
منكر) فليس بصحيح أيضا وعليه فيه ثلاثة مماسك:
(الأول): لغوي فلو كان كلام الدارقطني فيه صحيحا لكان: (حديثه (26)
منكر) بإثبات الهاء، لان حجاجا رجل وليس حديثا!!
(الثاني): تقليده للمناوي الذي يعيبه بالخطأ الفاحش دون أن يمحص (27)
قوله وأكثر كتبه المهلهلة!! مبنية على مثل هذا!!
(الثالث): أن الدارقطني لم يقل ذلك!! وليخرج لنا هذا العنيد المعاند (28)
عبارة الدارقطني هذه في حجاج إن كان يستطيع!! ودونه خرط القتاد!!
29

عاب الألباني على أمرا ظنني واقعا فيه
ثم حكم على نفسه بما هو خارج من فيه
لما رأى الألباني الجزء الأول من (التناقضات الواضحات) أخذته العزة
بالاثم ولم ترض نفسه بأن يعترف بالخطأ والتناقض الواضح الذي وقع
فيه! ولعجزه أمام ما جلبناه من مئات الحجج والبراهين! ولافلاسه! لم
يجد إلا طريقة النبز والشتم التي يسلكها من اعتلق اعلاق الحرباء
بالأعواد، فأملى (1) على دريئة له قاموسا من الشتائم التي أنبأت عن بالغ (29)
أدبه ووفور علمه!!! والناس في الشرق والغرب يعلمون ويعرفون جيدا
بأنه لا يستطيع أن يملي مجلسا واحدا في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله كما كان
يملي أهل الحديث من قبل فكان مما أملى على أحد مريديه!! شيئان
تافهان:
الأول: اعترافه بالخطأ والتناقض في وسط باقة من السب والشتم واللمز (30)
حيث قال ص (28):
(وإن واجب الصدق مع الذات يلزمنا بأن نقر أن هناك عددا من
الانتقادات الخسافية (2) وهو أقل من القليل قد وافق الصواب فنحن نقبله

(1) ولدي شريط مسجل بصوته وقع فيه غالب تلك الكلمات النازلة التي شحن به (30)
املاؤه مما لا يستطيع أن يتملص منه بوجه من الوجوه.
(2) انظروا كيف ينبز آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله مما يدل على بالغ أدبه ونظافة لسانه ومخالفته (31)
لكتاب ربه!
30

ولا نرده لان الحق أحب إلينا من أنفسنا (3) وقبولنا لهذا الذي أصاب فيه (4)
إنما هو من باب القاعدة النبوية المعروفة (صدقك وهو كذوب)...) اه‍
قلت: فانظروا كيف يردف اعترافه بما هو مقلوب عليه ولا يتأمل (35)
مثل قوله تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف
تحكمون).
الثاني: قوله ص (20) - ليسوغ تناقضه -!!: (36)
(وكم من حديث أقر الذهبي في (تلخيصه) الحاكم في (مستدركه)
على تصحيحه، ثم يخالف ذلك في (الميزان) أو (مهذب سنن البيهقي)،
أو غيرهما؟!
وكم من حديث أودعه ابن الجوزي في (الموضوعات) ومع ذلك هو
عنده في (العلل المتناهية)؟! وكم من رأو وثقه ابن حبان، ثم تراه في كتابه
(المجروحين)؟!
وكم من رأو اختلف فيه قول الحافظ ابن حجر ما بين (تقريب
التهذيب) و (فتح الباري) أو (التلخيص الحبير)؟!
فهل يقال لمثل هؤلاء الحفاظ والجهابذة: متناقضون؟!
إن المتناقض هو من يزعم تناقضهم، ويدعي اضطرابهم) اه‍.
قلت: وهذا الكلام له جواب مختصر وآخر مفصل، ولنشرع في
ذلك بعون الله تعالى ومدده، فنقول:

(3) فالحمد لله الذي اعترف بعد لف ودوران بأننا أتينا بالحق. (33)
(4) وهذا اعتراف صريح بإصابة الهدف. فالحمد لله تعالى وحده. (34)
31

الجواب المختصر: لا يستطيع الألباني ولا من يملي عليهم من شيعته
المفتونين به إثبات أنني أقول عن هؤلاء الحفاظ بأنهم متناقضون البتة،
وكذلك ليس له عذر في أن يضرب أمثلة فيما يتخيله من تناقض هؤلاء
الحفاظ الجهابذة ليخرج من المأزق الذي وقع فيه البتة، لأنه قد انتقص
هؤلاء الحفاظ الأربع وعابهم بالتناقض والإساءة وحكم وهو لا يدري بأن
المتناقض هو من يزعم بأنهم متناقضون!! وإليكم نقل العبارات الموجودة
في كتبه التي يصرح فيها بوصم هؤلاء الحفاظ بالتناقض ويتهمهم ويعيبهم
بالإساءة منتقصا لهم علانية! وذلك على الترتيب الذي نقلناه آنفا من
كلامه: الذهبي فابن الجوزي فابن حبان فالحافظ ابن حجر:
1 - أما الذهبي فقد عابه الألباني بالتناقض في (سلسلته الضعيفة) (37)
(4 / 442) حيث قال ما نصه:
(قلت: فتأمل مبلغ تناقض الذهبي! لتحرص على العلم
الصحيح، وتنجو من تقليد الرجال) اه‍.
2 - وأما الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى فقد قال عنه الألباني في (38)
(صحيحته) (1 / 193) ما نصه:
(ولذلك فقد أساء ابن الجوزي بإيراده لحديثه في (الموضوعات)!
على أنه قد تناقض) اه‍.
3 - وأما الحافظ ابن حبان رحمه الله تعالى فقد قال عنه الألباني في (39)
(ضعيفته) (3 / 267) ما نصه:
(قلت: وهذا تناقض ظاهر من ابن حبان) اه‍.
32

4 - وأما الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فقد قال عنه الألباني في (40)
(ضعيفته) (3 / 266) ما نصه:
(وتناقض رأي ابن حجر فيه) اه‍.
فكيف يقول الألباني فيما أملاه على دريئته بأن المتناقض هو من يزعم
تناقض هؤلاء الجهابذة، مع أنه هو الذي وقع في ذلك وحكم على نفسه
بالتناقض كما ترون؟!!
وأفا الجواب الثاني المفضل فيكون بعقد باب خاص لتقرير قاعدة
هامة جدا في بيان هذا الامر، نطبق فيها قاعدة: (من فمك ندينك):
33

قاعدة هامة جدا
الألباني غير معذور في تناقضاته مهما حاول أن يتملص منها
ولما تيقن بأننا كشفنا أوراقه وبينا عدم معرفته لهذا الفن
سارع ليحتج بتنافر بعض من يعيب هو عليهم التناقض
ويرميهم بقلة التحقيق كابن حبان والذهبي وابن الجوزي
والمنذري والهيثمي وابن حجر والحافظ السيوطي والمناوي
وغيرهم من الحفاظ
فوقع في تناقض جديد
ونحن نبين ذلك فنقول
(من فمك ندينك)
35

(قاعدة): لا يعذر الألباني في شئ من تناقضاته وتخليطاته الكثيرة التي
هي بالمئات بعذر أنه انغر بقول الحافظ الفلاني أو الامام الفلاني، أو أنه
لم ينشط!! ليكشف عن حال الراوي الفلاني (1)، أو أنه لم يطلع على قول
فلان أو كلام فلان في هذا الرجل أو ذاك، وذلك لأنه يعيب على كبار
الحفاظ أنهم يقعون في مثل ذلك ويدعي متبجحا!! - وهو غير صادق - (42)
بأنه لا يقلد أحدا وأنه قد اطلع على كلام الحفاظ في الرجل الذي يحكم
عليه وأنه قد رجح عنده ما يقوله في الرجل بعد التمحيص الدقيق!! مع
أنه من أبعد الناس عن ذلك!؟ كما أنه جعل كتاب (التقريب) كتابا (43)
معصوما في غالب الأحوال إلا متى خالف مشربه - لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه -!!
وإليكم كلامه الذي يثبت ما قدمت ليحاكم إليه ويحكم هو على
نفسه!!:
أ - قوله في مقدمة (آداب زفافه)!! ص (30): (44)
(لعلمه هو فضلا عن غيره ممن له اطلاع على كتبي، وبخاصة
(صحيح الترغيب والترهيب) أنني كثير المخالفة له، وذلك لان الله تبارك
وتعالى امتن علي، ووفقني أن لا أقلد في دين الله أحدا (2) ما استطعت إلى

(1) وإنما نشط لسب فلان!! والاستهزاء بفلان!! واحتقار فلان!! وإظهار تناقض (41)
فلان!! و...
(2) وهذا غير صحيح قطعا لعراء هذا المدعي للاجتهاد عن مؤهلاته التي من أهمها (45)
الحديث ومعرفة رجاله وعلله التي يتناقض فيها غاية التناقض والذي ظهر عيانا أنه
مفلس فيه غاية الافلاس و...
36

ذلك سبيلا، فتصحيحي موافق له، وليس تقليدا) اه‍.
فانظروا كيف يقول بصراحة تامة بأنه لا يقلد - مع أنه غير صادق
في هذا - إذن هو غير معذور في أي موضع من كتبه أخطأ فيه أو ناقض
فيه نفسه في موضع آخر.
ب - يدعي هذا الألباني أثناء بحوثه المتناقضة! بأنه مطلع على كلام الأئمة (46)
في الجرح والتعديل وأنه يرجح منها ما يتبين له صوابه! من ذلك قوله في
(صحيحته) (1 / 134): في محمد بن راشد المكحولي - مع أنه متناقض
فيه!! كما تجده في هذا الكتاب -:
(ومحمد بن راشد هو المكحولي الخزاعي الدمشقي، وثقه جماعة من
كبار الأئمة كأحمد وابن معين وغيرهما، وضعفه آخرون، وتوسط فيه
أبو حاتم فقال: (كان صدوقا حسن الحديث) قلت: وهذا هو الراجح
لدينا) اه‍!! ما شاء الله!!
37

الألباني يصف الحافظ السيوطي بأنه:
(يجعجع)
ويعيب عليه أشياء وقع الألباني فيها حقيقة
ج‍ - إعلم أخي القارئ أن الألباني يتطاول على الامام الحافظ السيوطي (47)
رحمه الله تعالى ويصفه بأنه يجعجع، فيقول عنه في (ضعيفته)
(4 / 189):
" وجعجع حوله السيوطي في اللآلي دون طائل) اه‍.
وقال في (ضعيفته) (3 / 479) بدون أدب!!: (48)
(فيا عجبا للسيوطي كيف لم يخجل (1) من تسويد كتابه (الجامع الصغير)
بهذا الحديث...) اه‍
وقال هذا المؤدب!! أيضا في (ضعيفته) (3 / 187): (50)
(ومع هذا فقد تجرأ السيوطي أو غفل فسود بهذا الحديث الجامع
الصغير...) اه‍
وهل سلم الألباني من التجرؤ؟!!
وقال في (ضعيفته) (3 / 360): (51)
(والحديث مما سود به السيوطي جامعه الصغير) اه‍.
وقال أيضا في (ضعيفته) (3 / 297): (52)

(1) ويا للعجب!! فانظروا إلى لسانه النظيف!! ونسي نفسه حين صحح حديث (49)
(السلام قبل الكلام) في صحيح الترمذي مع أنه حكم بوضعه في (ضعيف الجامع
وزيادته) أنظر الجزء الأول من (التناقضات الواضحات) ص (166).
38

(والحديث مما لم يطلع عليه الحافظ السيوطي) اه‍.
وقال أيضا في حق الحافظ السيوطي في (ضعيفته) (4 / 182): (53)
(لقد شغله نهمة التعقب على ابن الجوزي عن معرفة علة هذا
الحديث الحقيقية).
قوله عن السيوطي متناقض: (54)
قال الألباني في (ضعيفته) (4 / 386):
(ثم إن السيوطي تناقض حيث أورد الحديث..) اه‍.
فنرجو أن يصحح الألباني لسانه النظيف!! مع العمد من الأئمة
وغيرهم!! اللهم ارزقنا الكلمة الطيبة وحسن أخلاقنا!!
ويقول في (سلسلته الضعيفة) (1 / 70) ما نصه: (55)
(ثم أليس من العجائب أن يورد السيوطي هذا الحديث في الجامع
الصغير مع تعهده في مقدمته أن يصونه مما تفرد به كذاب أو وضاع) اه‍!!
وأقول له: أنظر إلى نفسك أولا!!
أليس من العجائب أن تورد في (ضعيف الجامع وزيادته) (3 / 243 (56)
برقم 3372) حديث جابر مرفوعا:
(السلام قبل الكلام) وتقول عنه:
(موضوع).
ثم تورده في (صحيح الترمذي) (2 / 346 برقم 2170) وتقول
(حسن)؟!!
فأي القولين المتناقضين يرجع إليه أصحابك والمفتونون بك؟! وعلى
39

أي يعولون؟! وما الذي يترجح عندك الآن؟!!!
أوليس من العجيب أن تورد في (تخريج المشكاة)!! (2 / 918 (57)
برقم 3048) حديث:
(القاتل لا يرث) وتقول عنه هناك:
(إسناده ضعيف جدا)
وتنقل عن الإمام أحمد أنه قال:
(حديث موضوع).
ثم تقول عن نفس الحديث في (صحيح الترمذي) (2 / 215 برقم
1713):
(صحيح)؟!!
أوليس من العجيب أن تورد في (ضعيف الجامع وزيادته) (58)
(4 / 179 برقم 4363) حديث:
(كان صلى الله عليه وآله إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار) فتقول عنه:
(ضعيف جدا)!!
ثم تورده في (صحيح الترمذي) (2 / 4 برقم 968) وتقول:
(صحيح)؟!!
استيقظ عافاك الله!!!
40

الألباني ينتقص الحافظ الذهبي
ويعيبه بقلة النظر والتحقيق
ويصفه بالتناقض!
د - قال الألباني في كتابه الفذ!! (غاية المرام) ص (35) منتقصا الحافظ (59)
الذهبي ما نصه:
(قلت: فلم إذن وافق الحاكم على تصحيح إسناده؟! وكم له من
مثل هذه الموافقات الصادرة عن قلة نظر وتحقيق) اه‍!!
فالذهبي في نظر فضيلته!! قليل نظر وتحقيق!!
ويقول أيضا في (ضعيفته) (4 / 442) عن الحافظ الذهبي واصفا (60)
إياه بالتناقض!! عائبا عليه!! ما نصه:
(فتأمل مبلغ تناقض الذهبي! لتحرص على العلم الصحيح وتنجو
من تقليد الرجال) اه‍!!
فالذهبي متناقض بنظر فضيلته!! وفاقد للعلم الصحيح!! وإنما
صاحب العلم الصحيح هو الألباني الذي استأثره الله به!! لتروج تجارته في
الكتب المتناقضة!! فالله المستعان!!
فليس له أو لأي متشيع له مفتون به! يتعصب له أو من ينصب
نفسه دريئة له ممن ينصت لوحيه المشؤوم أن يحتج بما يقع للحافظ الذهبي
أو غيره، وليس له أن يحرم على غيره ما يستبيحه لنفسه.
وإذا كان يتعذر ويسوغ لنفسه التناقض فلم يعيبه على غيره؟! وهو (61)
41

يملك الفهارس الحديثية الحديثة التي تساعده في الابتعاد عن التناقض
وأولئك الذين يعيبهم من أئمة الحفاظ وينتقصهم بالتناقض وغيره ما كانوا
يملكون هذه الفهارس المتطورة!! التي يملكها الألباني اليوم!!
42

الألباني يعيب على الأئمة: الحكم والمنذري والذهبي
بالاهمال في التحقيق والاستسلام للتقليد
مع أنه هو واقع فيه.
كما يبرهن هذا الكتاب
ه‍ - قال الألباني طاعنا في عدد من أكابر الحفاظ دون أن يسلك أسلوب (62)
الأدب معهم! في (سلسلته الضعيفة) (3 / 416) لأنهم صححوا حديثا
يراه هو غير صحيح ما نصه:
(وقال الحاكم: (صحيح الاسناد)! ووافقه الذهبي! وأقره المنذري (63)
في (الترغيب) (3 / 166)! وكل ذلك من إهمال التحقيق، والاستسلام
للتقليد، وإلا فكيف يمكن للمحقق أن يصحح مثل هذا الاسناد) اه‍!!
أفلا يدل هذا الكتاب الذي فيه مئات من أخطاء الألباني على ما وصف
هو به هؤلاء الحفاظ وغيرهم؟!!
أم أن الامر جائز له حرام على غيره؟!!
ولو أن أمثال المعلمي وقع في نظر الألباني بمثل هذا لرأيتم كيف يتلطف (64)
معه!!
ولله في خلقه شؤون!!
43

الألباني يعيب على الحافظ المتقن
ابن القطان الفاسي ويرميه بالتناقض
إعلموا أن الحافظ المتقن ابن القطان الفاسي المتوفى سنة 628 تقريبا
لم يسلم أيضا من وصم الألباني له بالتناقض حيث قال عنه في (ضعيفته) (65)
(3 / 219):
(فأنت ترى أن ابن القطان تناقض في عمر هذا، فمرة يحسن حديثه
ومرة يضعفه (1)...) اه‍.
فتأملوا!!!

(1) فهو لم يعذر الحافظ ابن القطان وهو من حذاق أهل هذه الصناعة بما حاول أن يعذر
به نفسه - الألباني - فيما أملاه على غلامه وزعم أنه رد علينا! فتعذر به لنفسه في
(أنواره الكاسفة) ص (24 - 25)
فالألباني الآن محصور بين أمرين إما أن يعترف بالتناقض حيث لم يعذر ابن القطان (66)
الفاسي في حكمه عن الحديث تارة بأنه حسن وتارة بأنه ضعيف كما يزعم، وإما أن
يرجع عن انتقاص العلماء بالتناقض ويعلن ذلك على الملا وفي مثله يقال: (طبيب (67)
يداوي الناس وهو مريض)!!
أنظر (ضعيفته) (3 / 249)!
44

استخفاف الألباني بالحافظين
ابن خزيمة وابن حبان
قال الألباني في (ضعيفته) (3 / 402) ما نصه:
(فلا يفيد بعد الاطلاع على هذا أن ابن خزيمة أخرجه، لا سيما وهو (68)
معروف عند أهل المعرفة بهذا الفن أنه متساهل في التصحيح، على نحو
تساهل تلميذه ابن حبان الذي عرف عنه الاكثار من توثيق المجهولين) اه‍ (69)
فتأملوا!!
الألباني يرى خطأ الحكم فاحشا
ولا يرى خطأ نفسه فاحشا!!
قال الألباني في (ضعيفته) (3 / 458) معترضا!! بزعمه!! على الحافظ (70)
الحاكم صاحب (المستدرك) مستخفا به ما نصه:
(ولذلك فقد أخطأ الحاكم خطأ فاحشا) اه‍
وأقول له: وأغلاطك أليست فاحشة؟!
45

الألباني يستهين بل يلغي اعتبار
توثيق ابن حبان، بل في الحقيقة
يلغي اعتبار توثيق البخاري
صاحب الصحيح
إعلم يرحمك الله تعالى أن الألباني يصرح بأن توثيق ابن حبان مما لا (71)
ينبغي الاعتماد عليه، ويهون قيمة كلام الحافظ المتقن ابن حبان، وينغر
بذلك كثير ممن يثق بكلامه ممن فتن به أو من ينقل من كتبه ويتشيع له
فيحسبها من مظان التحقيق!!
وفي الحقيقة هو لا يقيم لتوثيق البخاري ولا لتوثيق مسلم وزنا متى (72)
خالف مزاجه! فهو لا يهدر ابن حبان فحسب إنما يهدر في الواقع
البخاري ومسلما وهذه هي الحقيقة، فتجده يضعف راويا أخرج له
البخاري أو البخاري ومسلم فيقول:
(وهو وإن روى له الشيخان فقد قال الحافظ في التقريب (1): صدوق
له خطأ كثير (2)) اه‍.

(1) وكأن كلام الحافظ ابن حجر مقدم على كلام الشيخين، مع كون الحافظ مقلدا في (73)
هذا الفن ناقلا لأنه من أهل القرن التاسع، والشيخان مجتهدان فيه لأنهما في عصر
الرواية الحقيقية في القرن الثالث الهجري، فتدبر!!
(2) مع أنه متناقض في هذا الرجل لأنه قال عنه في موضع آخر: (فيه كلام لا يضر)! (74)
وهو من رجال البخاري!! وقد بينت في هذا الكتاب ذلك بوضوح فقارن ما بين
(الارواء) (3 / 207) والصحيحة (3 / 215) في الفضيل بن سليمان الذي سيأتي
إن شاء الله تعالى.
46

فإن قال: إنما انتقى له صاحب الصحيح فهو ثقة في الحديث الذي
أخرجه له وينظر فيما لم يخرجه له.
قلنا له: هذا كلام غير صحيح لأنك:
ضعفت أحاديث في الصحيحين ذكرنا بعضها في الجزء الأول من (75)
(التناقضات الواضحات).
وضعفت حديث (من عادى لي وليا) الذي رواه البخاري لان في (76)
سنده خالدا القطواني. وضعفت في (ضعيفتك) (3 / 463) حديث (77)
البخاري (إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا..) حيث قلت
هناك:
والعلة الأولى: سوء حفظ عبد الرحمن هذا مع كونه قد احتج به
البخاري...) اه‍.
فلم تعبأ لاخراج البخاري رحمه الله تعالى له في الصحيح كما لم تعبأ
لانتقائه ولم تلتفت إليه فما ستقوله باطل قطعا أو نازل!!
ولنعرض ما يقوله الألباني في الحافظ ابن حبان رحمه الله تعالى:
1 - قال في (ضعيفته) (1 / 115) في الحاشية: (78)
(ومن المعلوم أن توثيق ابن حبان مما لا يعتد به أهل هذا
الشأن) اه‍!!
2 - وقال في (سلسلته الضعيفة) (2 / 300): (79)
(إن توثيق ابن حبان مما لا ينبغي الاعتماد عليه، لان من قاعدته فيه
توثيق المجهولين!) اه‍!!
قلت: ومن غرائب صنائعه! وعجائب تناقضه! أنه يعتمد عليه
47

متى وافق مزاجه ولو تفرد بالتوثيق!! بل هو لا يعتمد على كلام البخاري
ولا مسلم ولا ابن خزيمة ولا ابن حبان ولا الذهبي ولا الحافظ ابن حجر
ولا العراقي ولا السخاوي ولا السيوطي ولا من قبلهم أو بعدهم،
ويتناقض فيحتج ويتمسك ويتشبث ولو بأخطائهم التي يراها في أماكن (80)
أخرى وبما عابهم به متى (انحشر في الزاوية) وضيق عليه الخناق!!
48

الألباني يرمي الحافظ ابن الجوزي رحمه الله
بالتناقض ويتهمه بالإساءة
يحاول الألباني بين ثنايا كتبه وتخريجاته!! التي يزعمها! أن يزدرى كبار
الحفاظ وأعلام الأئمة والعمد من الأئمة، ليخدع القارئ البسيط
وطلاب العلم بأنه أعلم منهم وأكثر تحقيقا ومعرفة! ليروج كتبه المتناقضة
عندهم وليقبل الناس عليها وهيهات!! فإن العلم إذا لم يمتزج به
الاخلاص وابتغاء وجه الله تعالى فيه فإنه سيأتي عليه يوم ينسفه الله تعالى (81)
لصاحبه نسفا وسيجعل صاحبه ممن ماتوا كما مات من قبله إذ خمد
ذكرهم، وخمل اسمهم، أو ذكروا مقرونين على مر الأيام والدهور
بالتناقض!! والبدعة!! والخبط!! ويبقى أعلام السنة معروفين!! ويظل
علماؤها معلومين مشهورين وبالحق معهودين ومذكورين، والحمد لله رب
العالمين.
والذي يهمنا الآن أن نذكر تطاول الألباني على الحافظ ابن الجوزي
رحمه الله تعالى، فنقول:
قال في (صحيحته) (1 / 193):
(ولذلك فقد أساء ابن الجوزي بإيراده لحديثه في (الموضوعات)! (82)
على أنه تناقض (1)، فقد أورده أيضا في (الواهيات) يعني الأحاديث (83)
الواهية غير الموضوعة) اه‍!!

(1) فإذا تدبرت أيها القارئ الكريم وصمه للحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى هنا
بالتناقض والإساءة ثم رجعت إلى ما أملاه على أحد غلمانه ممن نصبهم دريئة له
في ما زعمه وحاول أن يخيل به لشيعته المغرورين به أنه رد على كتابنا (تناقضات
الألباني الواضحات) - الجزء الأول - ص (20) لوجدت وتحققت بأنه من السخف
بمكان ومن التغرير بالألوان قوله هناك:
(وكم من حديث أقر الذهبي في تلخيصه الحاكم في (مستدركه) على تصحيحه،
ثم يخالف ذلك في (الميزان) أو (مهذب سنن البيهقي) أو غيرهما؟!
وكم من حديث أودعه ابن الجوزي في (الموضوعات) ومع ذلك هو عنده في (العلل
المتناهية) وكم من راو وثقه ابن حبان، ثم تراه في كتابه (المجروحين)؟!
وكم من راو اختلف فيه قول الحافظ ابن حجر ما بين (تقريب التهذيب) و (فتح
الباري) أو (التلخيص الحبير)؟!
فهل يقال لمثل هؤلاء الحفاظ والجهابذة: متناقضون؟!
إن المتناقض هو من يزعم تناقضهم، ويدعي اضطرابهم) اه‍
فأقول مجيبا: لقد حكم الألباني على نفسه، وكذا حكم غلامه عليه بما لا يستطيع أن (84)
يفلت منه بأنه متناقض إذ قال: (فهل يقال لمثل هؤلاء الحفاظ والجهابذة
متناقضون؟! إن المتناقض هو من يزعم تناقضهم)، ونحن لم نحكم ولم نزعم
بأنهم رضي الله عنهم وأرضاهم!! متناقضون وإنما الذي زعم ذلك هو الألباني نفسه
وإليك بيان ذلك واحدا واحدا حسب الترتيب الذي ذكره في فقرته السابقة:
أ - أما الحافظ الذهبي فقد قال عنه الألباني - كما قدمنا - في (ضعيفته) (4 / 442):
(فتأمل مبلغ تناقض الذهبي! لتحرص على العلم الصحيح وتنجو من تقليد
الرجال) اه‍.
ب - وأما الحافظ ابن الجوزي فقد تقدم آنفا أنه قال عنه في (صحيحته)
(1 / 193):
(ولذلك فقد أساء ابن الجوزي بإيراده لحديثه في الموضوعات على أنه
تناقض...) آه
- وأما ابن حبان فقد رماه الألباني بالتناقض في مواضع لا تحصى منها في
(ضعيفته) (3 / 267) حيث قال:
(قلت: وهذا تناقض ظاهر من ابن حبان يشبه تناقض الحافظ السابق) اه‍
وقال في (صحيحته) (4 / 377):
(وثقه ابن معين، وكذا ابن حبان ثم تناقض فأورده في الضعفاء) اه‍!!
د - وأما الحافظ ابن حجر فقد رماه الألباني أيضا بالتناقض حيث قال عنه في مواضع
منها في (ضعيفته) (3 / 266):
(وتناقض رأي ابن حجر فيه) اه‍
ه‍ - وكذا وصم الحافظ السيوطي بالتناقض حيث قال عنه أيضا في مواضع منها
في (ضعيفته) (4 / 386):
(ثم إن السيوطي تناقض...) اه‍.
و - وكذا رمى المناوي رحمه الله بالتناقض في مواضع منها في (ضعيفته) (4 / 34)
حيث قال عنه:
(وإن من عجائب المناوي التي لا أعرف لها وجها، أنه في كثير من الأحيان يناقض
نفسه) اه‍
وكذلك رمى الحافظ ابن القطان الفاسي بالتناقض وذلك في (ضعيفته) (3 / 219)
حيث قال:
(قلت: فأنت ترى أن ابن القطان تناقض في ابن عمر هذا فمرة يحسن حديثه ومرة
يضعفه) اه‍
قلت: وبه أيضا تنسف وتنهدم القاعدة التي قررها في (أنواره الكاسفة) ص (24) (85)
في الحديث الحسن والتشدق به!! إذ أنه لم يعذر ابن القطان كما عذر نفسه بل
وصمه بالتناقض!!
فليعتبر بذلك أولوا الابصار!!
فالحق والحق أقول: لقد صدق الألباني هذه المرة عندما حكم على نفسه إذ قال:
(إن المتناقض هو من يزعم تناقضهم) وعلى نفسها جنت براقش!! والحمد لله!!
49

أقول: إذا اعتبرت أيها الألباني أن الحكم على الحديث أنه موضوع
تارة وواه تارة أخرى من التناقض!! ومما أساء فيه ابن الجوزي رحمه الله
بادعائك فالأمر سهل جدا فما علينا إلا أن نثبت أنك تناقضت في مواضع
لا أكاد أحصيها فحكمت على الحديث في موضع بأنه موضوع وفي موضع
آخر بأنه ضعيف جدا! أو في موضع بأنه ضعيف وفي موضع آخر بأنه
ضعيف جدا فينطبق عليك ساعتئذ المثل السائر (رمتني بدائها وانسلت)
وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
1 - حديث: (86)
(لو كان جريج الراهب فقيها عالما لعلم أن إجابته دعاء أمه أولى من
عبادة ربه).
قال الألباني في (ضعيف الجامع وزيادته) (5 / 48 برقم 4842):
(موضوع) اه‍
وتناقض!! فقال عنه في (سلسلته الضعيفة) (4 / 103):
(ضعيف) اه‍.
فهلا عبت على نفسك قبل أن تعيب على ابن الجوزي وتتهمه (87)
بالتناقض والإساءة وهما غير منفكين عنك!!
2 - حديث: (88)
(ما من عثرة، ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت
أيديكم وما يغفر الله أكثر).
حكم عليه الألباني في (ضعيف الجامع وزيادته) (5 / 123 برقم
5212) بأنه:
52

(موضوع) أد
وقال عنه في (ضعيفته) (4 / 279):
(ضعيف)!!
فيا للتناقض!!
3 - حديث: (89)
(ليس للذين دواء إلا القضاء والوفاء والحمد لله).
قال في (ضعيف الجامع وزيادته) (5 / 64 / 4920):
(ضعيف).
وقال في (سلسلته الضعيفة) (2 / 209):
(ضعيف جدا).
فمن الذي أساء وتناقض ابن الجوزي رحمه الله تعالى أم الحافظ!!
الجهبذ!! الألباني؟!!
53

الألباني يرمي الحافظ ابن حجر رحمه الله
بالذهول والتناقض
من العجيب الغريب حقا أن يتطاول الألباني على حفاظ الأمة والعمد
من الأئمة!! فيرميهم بالتناقض والإساءة والذهول والغفلة ثم متى وقع
في المصيدة واشتد الخناق عليه استغاث وتحجج بأخطاء وقعت لهؤلاء
الحفاظ بعد أن كان قد هولها وطولها وعرضها وتبجح بها عليهم!! وإذا به
الآن يدلس ويصحف فيقلب لام التهويل نونا يهون من أمرها ويستتر بها
وكان قبل ذلك قد عابها ونقص أصحابها!!
مع أنها لا تعدو عشر معشار معشار معشار ما هو غارق فيه من
التناقض والغلط والتلاعب!! فهل يدافع أو يصلح الخطأ بالخطأ؟! أم لا (90)
بذ له أن يعترف الآن بأنه صاحب غلط وخطأ وتناقض وأنه دون أولئك
الجهابذة بكرات ومرات؟!! بل لا يساوي شيئا!!
فإن لم يعترف بأن كتبه مليئة بأخطاء جاوزت المئات فسأخرج له قريبا
الجزء الثالث من (التناقضات الواضحات) حتى يقتنع جميع العقلاء
وأهل العلم وطلابه (1) بأنه لا يعول على مثله ولا يجوز أن يلتفت لكلامه
أصلا، والله الموفق!!

(1) ولا يهمنا البتة أولئك المفتونون المتعصبون له سواء اقتنعوا أم لا!! ونحن نعذرهم
لان غلاف العصبية حجب عقولهم، وقيد الاصرار على الباطل أحكم على قلوبهم،
فلا يستطيعون التفكير (لهم قلوب لا يفقهون بها) وإنما لا يعذر أولئكم المحققون
التجاريون المنتشرون اليوم الكسالى البعيدون كل البعد عن النقد والتمحيص
وغربلة الاخبار والآثار الذين ينقلون من كتبه المتناقضة!! فيقولون صححه الألباني
وضعفه الألباني فليستيقظوا عافاهم الله! ومن أولئك المعلق على (معجم الطبراني
الكبير) الذي يدعي تحقيقه!! وليس في ذلك التحقيق إلا نقل عبارات ونصوص
الألباني من الصحيحة والضعيفة وغيرهما إلى ذلك الكتاب وأمثاله ممن شاخ مفتونا
مولعا بصاحب هذه التناقضات!! راغبا في العائد المادي الآتي من هذه الكتب
المحققة بأهزل التعليقات التي يسمونها تحقيق!! وما هي إلا ترويج لتلك الكتب
بين العميان!!
وقد آن الأوان لان يترك أمثال هؤلاء المحققون الركض وراء الأرباح العائدة من
المتاجرة بكتب الشرع والإسلام، ويكتبوا - بعد أن يتعلموا ويتلقوا العلم على
الطريقة الصحيحة المتوارثة - للعلم لا للتجارة، وبإخلاص النية لوجه الله تعالى.
وأقول أخيرا: آن الأوان للحياء وترك هذه الترهات والاستخفاف بشرع الله تعالى،
والاقبال على العلم لوجه الله تعالى إرضاء له سبحانه وتعالى.
54

ومن أولئك الاعلام والجهابذة الذين يتعرض لهم كثيرا في ثنايا
كتبه!! ومؤلفاته!! ليظهر أنه فوقهم علما ومعرفة الامام الحافظ ابن حجر
العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث رحمه الله تعالى فيرميه بالتناقض إذ
يقول في أحد تلك المواضع وذلك في (ضعيفته) (3 / 267):
(وتناقض رأي ابن حجر فيه، ففي (التهذيب) يرجح قول أبي حاتم
إنه تابعي، وفي التقريب يجزم بأنه صحابي صغير له رؤية، وليس يخفى
على طالب العلم أن هذا التناقض من مثل هذا الحافظ ما هو إلا لأنه (91)
ليس هناك دليل قاطع في صحبة جعدة) اه‍.
ثم قال بعد أسطر:
(وهذا تناقض ظاهر من ابن حبان يشبه تناقض الحافظ
55

السابق) اه‍!!
ثم من تطاول الألباني على الحافظ ابن حجر ورميه له بالذهول والغفلة
قوله في (ضعيفته) (4 / 19):
(فإنه لم يدركه كما حققه الحافظ في التهذيب فكأنه ذهل عن هذه (92)
الحقيقة حين قال في بذل الماعون: وسنده حسن.. قلت: وهو شاهد
قاصر) اه‍!!
ولم لم يعذر الألباني الحافظ بأنه تغير اجتهاده في هذا الرجل بل وصمه (93)
بالتناقض!! ولذلك نحن نمنع قول من زعم بتغير اجتهاد الألباني! فضلا
عن أنه ليس من أهل الاجتهاد وخصوصا في هذا الامر بل هو مقلد
من أهل التناقض!! كما يثبت ويبرهن ذلك هذا الكتاب بكل وضوح!
وقد برهنا على أنه متناقض ولم يتغير اجتهاده في أي موضع من المواضع
التي ألزمناه بالتناقض فيها، فليس له أو لأي فرد من شيعته، المفتونين
بتسويداته أن يتبجح بتغير اجتهاده لان الامر لا يجوز أن يكون حلالا
جائزا له حراما ممنوعا على غيره، فتنبهوا لذلك جيدا!! ولدينا مزيد
من البراهين والأدلة التي تقطع شغبه في هذه البابة. والحمد لله رب
العالمين.
56

اتهامه للامام الحافظ السبكي
بالتعصب مع أن ذلك وصفه هو لا غير
ومن أولئك الذين يتطاول عليهم الألباني ويرميهم بشتى التهم (94)
ويصفهم بالتعصب الامام الحافظ السبكي رحمه الله تعالى فإنه قال عنه
في (ضعيفته) (2 / 285) أثناء تخريج حديث هناك ما نصه:
(ثم تعقبه السبكي نحو ما سبق من تعقب الحافظ لابن طاهر،
ولكنه دافع عنه بوازع من التعصب المذهبي، لا فائدة كبرى من نقل
كلامه وبيان ما فيه من التعصب...) اه‍.
ولم يتأدب الألباني!! مع الحافظ السبكي رحمه الله تعالى مع كونه صرح
بضعف الحديث كما حكم عليه الألباني! ولم يعتبر بتأدب العلماء بعضهم مع
بعض وذلك لعصبية مقيتة ربطت على قلبه تجاه الامام الحافظ السبكي (95)
رحمه الله تعالى! ولم يتأس بقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في انكاره على
ابن طاهر حينما تعدى على إمام الحرمين بعبارة قاسية فقال الحافظ ابن
حجر منكرا عليه كما في (التلخيص) (4 / 183):
(قلت: أساء الأدب على إمام الحرمين، وكان يمكنه أن يعبر بألين
من هذه العبارة! اه‍.
قلت: وما ذكرته في هذا الكتاب من البراهين الواضحة، والأدلة
الجلية اللائحة، في تضعيف الألباني لأحاديث صحيحة بالهوى حسب
المزاج! وتصحيح أحاديث أخرى ضعيفة كذلك! من أكبر البراهين على
57

تعصب الألباني الشديد وحيده عن طريق أهل العلم والحديث وعدائه لهم!
وتطاوله عليهم! والله المستعان!!
الألباني يطعن صراحة في
الحدث المناوي فيصفه بالتناقض
والتعصب
مع أن هذا وصفه هو لا غير
ليس للألباني أن يحتج بغلط وبخطأ من يسلك هذا السبيل فيقول (96)
فلان قال ذاك أو فلان قال ذلك البتة، لان الخطأ لا يصلح بخطأ مثله،
والغلط لا يحتج لتسويغه بغلط آخر، والتناقض لا يسوغ بتناقض
الآخرين، وليس له أن يقول فلان قال كذا وفلان قال كذا فلم تلومونني،
وإنما الواجب عليه أن يعتذر وأن يجيب عما وقع هو فيه وليترك ذكر فلان
وفلان، فإذا فهمنا هذا الامر فنقول إن الألباني رمى المحدث المناوي رحمه
الله تعالى بالتعصب! والتناقض! وإليكم ذلك:
قال في (ضعيفته) (2 / 345):
(بل هو من تعصب المناوي...) اه‍
وقال في (ضعيفته) (4 / 34):
(إنه من عجائب المناوي التي لا أعرف لها وجها أنه في كثير من الأحيان
يناقض نفسه) اه‍
قلت: ونسي الألباني نفسه حيث يناقضها في آلاف المواضع!! (97)
ونسيانه من تناقضه!! (98)
58

ملخص القاعدة التي برهنا عليها
إذا علمت وتأملت وتمعنت أيها القارئ المنصف فيما قلناه وذكرنا
أدلته وشواهده تحققت أن الألباني غير معذور في تناقضاته وتخبطاته
الواضحات وليس له أن يدافع عن نفسه أو يتستر بخطأ غيره والواجب
عليه أن يعترف بأنه مخطئ متناقض.
والألباني يعتبر نفسه أنه هو السنة!! وهو أهل الحديث!! كما أنه هو (99)
أهل التوحيد!! فمتى خالفه شخص أو رد عليه أو بين له خطأه فإذا لم
يكن خاضعا له أو دارا عليه من جدي لا ينضب اعتبره عدو السنة
والحديث والتوحيد!! وهذا من أعجب العجب!!
أفلا يكون هو عدو هذه الأمور الثلاثة (1) لما له من تهجم على أكابر
الحفاظ وأهل الحديث والعمد من الأئمة ورميهم بالتناقض وبقلة النظر
والتحقيق والاهمال؟!

(1) ومن تأمل ما قاله في مقدمة آداب زفافه عن المحدث الأعظمي وغيره ممن رد عليه
بأنهم أعداء السنة وأهل الحديث ودعاة التوحيد، وتأمل في رميه لصديقه ومريده!!
الشيخ نسيب بالشرك الأكبر لما خرج عن الخضوع له!! كما تجد ذلك مفصلا في
(التوسل) ص (92) (والتوصل) ص (م) في المقدمة تتحقق من ذلك!!
59

تناقض الألباني في موضوع هام جدا
يكشف عن التعصب
أسلوب اللف والدور الملتوي الحلزوني لديه
في
محاوراته ومداوراته ينص على
تضعيف الراوي إذا احتج به المخالفون له في
الرأي
ويوثق نفس الراوي إذا احتج هو به
مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنه
يتلاعب بالرجال - الرواة - وبأحاديثهم حسب
الهوى والمزاج
كما يلعب الصبي بالكرة
(وإبطال ذلك)
61

باب إيضاح التعصب
الألباني يوثق الرجل من الرواة إذ احتج به هو
ويضعفه إذ احتج به خصمه أو مخالفه
إعلم يرحمني الله وإياك أن الألباني قلب موازين علم الجرح والتعديل (100)
وقواعده، فجعله مطية!! سهلة له ليموه على قرائه البسطاء ومن يثق
بكلامه وتسويداته ليصحح به الأحاديث التي يحتج هو بها ويضعف ما
يحتج به جمهور الأمة المحمدية ومن يخالفهم في الرأي من أدلة، لينفق
بضاعته ويزداد العائد من التجارة التي يخوض غمارها والتي تتمثل سلعتها (101)
بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله!! والله تعالى يقول (قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى) الشورى: 23، وهو بذلك يخدع شيعته والمفتونين به ممن
لا يعرفون حقيقته ليقنعهم بإبطال أدلة خصومه حسب ما يتخيل ويخيل
لهم كما قيل: - يخيل إليهم من سحره أنها تسعى - (ولا يفلح الساحر
حيث أتى).
وهذه الأساليب التي يسلكها لا تنطلي على الجهابذة ولا على النقاد
العارفين بهذا الفن، لأنهم سيسارعون في تزييفها وكشفها، وبيان وهائها
وبطلانها للناس كافة، فهو يسلك في أسلوب محاوراته ومداوراته أنواعا
من المراوغة واللف والدوران المشوش لكنه يخطئ في أكثرها أو جلها (102)
بطرق غريبة وعجيبة جدا!! فيقع في التناقض!!
63

ومن ذلك أنه عند إمعان النظر في أساليبه وطرقه هذه تجده يضعف
للعلماء الذين يخالفهم في الرأي رجالا أو رجلا من الرواة في أسانيد
الأحاديث التي يحتجون بها! ليصل إلى إبطال أدلتهم أو دليلهم في مسألة
ما! ثم في موضع آخر ومقام مماثل يوثق ذلك الرجل بعينه ويصحح حديثه
في مسألة يريد هو إثباتها ويميل إليها هواه!!
ومنه يتضح بطلان طريقه الحلزوني الواهي، وتعصبه المشين على
أهل الحديث الذي يدل على تناقضه الواضح.
ولاثبات هذا الامر وإقامة الدليل والبرهان عليه لا بد أن أعقد
فصولا في هذا الباب أتحدث في كل فصل عن رجل ضعفه الألباني لخصمه
الذي يرد عليه أو ينتقده ووثقه وصحح حديثه لنفسه بأسلوب واضح،
وخير الكلام ما قل ودل، فأقول مستعينا بالله تعالى وحده لا شريك له:
ولا نعرف بماذا سيجيب عن مثل هذه الألاعيب الواضحة؟!
64

فصل
الألباني يضعف سعيد بن زيد وهو يرد على المحدث الغماري
ويوثقه في مكان آخر عندما يحتج بحديثه!!.
(1) سعيد بن زيد: (103)
طعن الألباني في كتابه (التوسل أنواعه وأحكامه) ص (128) في
سعيد بن زيد هذا لما كان في إسناد حديث أو أثر هنالك يخالف
مشربه، فأراد أن يضعفه!! فقال عنه ما نصه:
(قلت: وهذا سند ضعيف لا تقوم به حجة لأمور ثلاثة:
أولها: أن سعيد بن زيد وهو أخو حماد بن زيد فيه ضعف، قال فيه
الحافظ في (التقريب) صدوق له أوهام. وقال الذهبي في
(الميزان): (قال يحيى بن سعيد: ضعيف، وقال السعدي: ليس
بحجة، يضعفون حديثه، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي،
وقال أحمد: ليس به بأس، كان يحيى بن سعيد لا يستمرئه)). اه‍
قلت: ولم يذكر الشيخ!! المتناقض!! أن سعيد بن زيد هذا من
رجال مسلم في الصحيح، كما لم يذكر أن ابن معين ملك الحفاظ (104)
وابن سعد والعجلي وسليمان بن حرب قالوا عنه: ثقة، وأن (105)
البخاري والدارمي قالا عنه: صدوق حافظ. (106)
ولا ذكر أن ابن عدي قال عنه: وليس له من منكر، كما في (تهذيب (107)
التهذيب) (4 / 29)، لأن هذه الأشياء مما تعكر عليه في مثل هذا
المقام أعني كتابه: (التوسل أنواعه وأحكامه)!!
65

لكنه تناقض في موضع آخر في كتبه إذ أظهر حقيقة القول والامر
في سعيد بن زيد هذا إذ قال في (إرواء غليله) (5 / 338) عن
إسناد فيه سعيد بن زيد ما نصه:
((قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات، وفي سعيد بن
زيد - وهو أخو حماد - كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن إن (108)
شاء الله تعالى وقال ابن القيم في (الفروسية) (25): (وهو حديث
جيد الاسناد)) اه‍!!!
فانظروا كيف نص هنا صراحة على توثيق سعيد بن زيد ونقض ما
بناه في الموضع الأول!! فيا للعجب من هذا التلاعب!!
وما جوابه عن مثل هذا التلاعب الواضح؟!!
66

فصل
الألباني يضعف أبا صالح كاتب الليث وهو يرد على الحافظ
الهيثمي
والسيوطي والسيد أبي الفصل الغماري وغيرهم
ويحسن حديثه إذا احتج هو به
وفي ذلك ما لا يخفى من التعصب الظاهر
(2) عبد الله بن صالح: كاتب الليث: (109)
عاب الألباني على الحافظ الهيثمي والحافظ السيوطي والمناوي وكذلك
على المحدث أبي الفضل الغماري والقلعجي في (سلسلته
الضعيفة) (4 / 302) تصحيحهم لحديث هناك في إسناده
عبد الله بن صالح فضعفه لان حديثه في هذا المقام فيه إثبات (110)
الفراسة التي يقول بها أهل الله من العلماء الصالحين فقال عنه
ص (300) ما نصه:
(إذ كيف يكون ابن صالح لا بأس به وحديثه حسنا، مع كثرة
غلطه، وبالغ غفلته، حتى أدخلت الأحاديث المفتعلة في كتبه،
فيحدث بها وهو لا يدري!) انتهى كلامه!!
قلت: ولم يذكر هنالك أن عبد الله بن صالح هذا من رجال (111)
البخاري لان الحديث لا يوافق مزاجه، كما أنه لم يذكر أن ابن
معين وجماعة من أئمة النقاد وثقوه!! (112)
67

قلت: قد تناقض الألباني تناقضا ظاهرا في مواضع أخرى من كتبه (113)
فحسن وجود أسانيد فيها عبد الله بن صالح وإليك ذلك:
قال في (سلسلته الصحيحة) (3 / 229) عن إسناد هناك فيه
ابن صالح هذا ما نصه:
(قلت: وعليه فالاسناد جيد، لان راشد بن سعد ثقة اتفاقا، ومن
دونه من رجال الصحيح، وفي عبد الله بن صالح كلام لا يضر هنا
إن شاء الله تعالى..) اه‍!!
وقال في (صحيحته) (2 / 406) أيضا عن سند فيه ابن (114)
صالح:
(وهو إسناد حسن في المتابعات) اه‍.
وقال عنه في صحيحته (4 / 647) أيضا: (115)
(فهو حجة عند المتابعة) اه‍.
قلت: وفي الموضع الأول الذي ضعفه فيه له متابع وهو عطية
العوفي حسن له الألباني أيضا في المتابعات والشواهد في مواضع لا
أكاد أحصيها!! منها قوله في (صحيحته) (3 / 67) عن حديث
يرويه عطية عن أبي سعيد وقال عنه الترمذي: (حديث حسن) ما
نصه:
(قلت: يعني حسن لغيره، وذلك لان عطية العوفي ضعيف) اه‍
ومنها أيضا في (صحيحته) (5 / 536) حديث رقم (2412)!! (116)
فتأملوا يا قوم في هذه الطرق الحلزونية التي يسلكها!! وفي هذا
التناقض العريض الذي وقع فيه!!
68

وأنصح القارئ المعتني بهذا الفن بقراءة كتاب (بشارة المؤمن
بتصحيح حديث اتقوا فراسة المؤمن) للأستاذ محمود سعيد ممدوح
ليطلع على مسألة أبي صالح كاتب الليث، ويعرف مدى تلاعب
الألباني بالأسانيد، والرجال!! وكذلك عدم معرفته لهذا الفن!!
على أنني ذكرت هنا ما لم يذكره الشيخ محمود سعيد.
69

الألباني يضعف عمرو بن مالك النكري
وهو يرد على سيد سابق في كتابه (تمام المنة) ويضعف حديثه
وفي موضع آخر يوثقه ويصحح حديثه عندما يحتج هو به
وهذا هو التعصب بعينه
احتج سيد سابق في كتابه (فقه السنة) بحديث ابن عباس مرفوعا:
(عرى الاسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الاسلام، من
ترك واحدة منها فهو كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة
المكتوبة، وصوم رمضان) ثم قال - سيد سابق - ما نصه:
(رواه أبو يعلى بإسناد حسن) اه‍.
قلت: رد عليه الألباني في كتابه (تمام المنة) (ص 138) وضعف له هذا (117)
الحديث!! وطعن في أحد رواته!! وهو (عمرو بن مالك النكري) فقال
ما نصه:
(وكذا قال الهيثمي في المجمع (1 / 48)، قلت: وفيه عندي نظر،
لأنه من رواية عمرو بن مالك النكري، ولم يذكروا توثيقه إلا عن ابن
حبان، مع ذلك فقد وصفه ابن حبان بقوله:
(يخطئ ويغرب). وقال أيضا:
(يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه).
وكل هذا يفيد أنه لا يحتج بما انفرد به، ومنه تعلم قول الذهبي فيما نقله
المناوي عن كتابه (الكبائر):
(هذا حديث صحيح) أنه غير صحيح). اه‍ كلام الألباني.
70

أقول: فانظر كيف غلط الألباني ورد على سيد سابق والحافظ الهيثمي
والحافظ ابن حبان والمناوي والحافظ الذهبي وهذا من تعصبه على أهل (118)
الحديث!!
ولا أريد هنا أن أثبت له وللقارئ ثقة عمرو بن مالك النكري لان
هذا أمر مشهور معلوم وإنما أريد أن أطلعكم على أنه متناقض حيث وثق
عمرو بن مالك النكري هذا في مكان آخر، ومن ذلك يتبين لكل منصف (119)
كيف يضعف لمن يرد عليه ويوثق لنفسه!! وإليك ذلك:
قال في (صحيحته) (5 / 608) عن حديث هناك:
(أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (2712): حدثنا نوح بن قيس
قال: حدثني عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس
قال...
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رجال مسلم، غير
عمرو بن مالك النكري، وهو ثقة، كما قال الذهبي في (الميزان) ذكره فيه (120)
تمييزا، ووثقه أيضا من صحح حديثه هذا ممن يأتي ذكرهم) اه‍ كلام
الألباني!!
فتأملوا يا قوم في هذا التناقض العريض!!
71

الألباني يضعف - تعصبا - حديثا صحيحا
لان فيه مخاطبة أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وآله
ب (يا سيدي)
(4، 5) عثمان بن حكيم وجدته الرباب: (121) (122)
من أعجب وأغرب ما وقع لي في معرفة تعصب الألباني على السنة
الصحيحة وتعديه على أهلها!! تضعيفه في (سلسلته الضعيفة)
لحديث سيدنا سهل بن حنيف رضي الله عنه في قوله للنبي صلى الله عليه وآله:
(يا سيدي والرقى صالحة...)؟!.
إذ لما كانت هذه اللفظة سنة صحيحة ثابتة نشبت في حلقه ولم
يستطع استساغتها كما جاء: (يتجرعه ولا يكاد يسيغه) إبراهيم: 17،
أغار عليها بمحاولة تضعيف فاشلة (1) وإليك ذلك موضحا:
أورد في (ضعيفته) (4 / 335 برقم 1854) حديث سهل بن حنيف
مرفوعا:
((مروا أبا ثابت يتعوذ) قلت: يا سيدي! والرقى صالحة؟! فقال:
لا رقية إلا في نفس، أو حمة، أو لدغة).
فقال:
ضعيف، أخرجه أبو داود (2 / 154)، والحاكم (4 / 413)، وأحمد
(3 / 486) وابن السني (380) من طريق عبد الواحد بن زياد: ثنا

(1) هل وقع في خطأ فاختلط عليه راو بآخر أم اختلق سندا جديدا؟!! أم دلس؟!
72

عثمان بن حكيم، حدثتني جدتي الرباب قالت: سمعت سهل بن
حنيف...) اه‍.
ثم قال الألباني:
(وقال الحاكم: صحيح الاسناد. ووافقه الذهبي، وفيه نظر، فإن
عثمان بن حكيم وجدته الرباب غير مشهورين بالعدالة، وهما من
المقبولين عند الحافظ في تقريبه، وذلك عند المتابعة، كما نص عليه
في المقدمة، وقد توبعا على الشطر الثاني منه..) اه‍.
قلت: وهذا كلام باطل وتعليل فاسد من وجوه:
(أولا): (123)
عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري الذي يروي عن
جدته الرباب ليس مقبولا عند الحافظ في (التقريب) كما زعم الألباني
بل هو (ثقة) من رجال البخاري في التعاليق ومسلم في الصحيح
والأربعة، أنظر (التقريب) ص (383 طبعة عوامه) برقم (4461)
فهل يؤتمن بعد هذا الألباني على السنة ورواتها وهو يرمي مثل المحدث (124)
الكوثري باطلا بالتلاعب والتزوير المشين؟!!!
ثم لو رجعنا إلى (تهذيب التهذيب) (7 / 103 الفكر) لوجدنا أن
الأئمة لم يختلفوا في تعديل عثمان بن حكيم هذا، كما أنت لن نجد (125)
هناك ولو واحدا قد طعن فيه أو ضعفه فتأملوا يا أولي الألباب!!
فهل هذه هي الأمانة العلمية؟!!
73

(ثانيا): (126)
و (الرباب) جدة عثمان، صحح الحاكم والذهبي حديثها - ويقول
الألباني إن من صحح حديث رجل فإنما يعتبر توثيقا له كما مر قريبا في (127)
عمرو بن مالك النكري - وهي مقبولة عند الحافظ في (التقريب)
ولحديثها شاهد ومتابع، والألباني حسن وصحح حديث أشباهها (128)
وشبيهاتها فحديثها حسن لذاته صحيح لغيره.
وإليك بعض نماذج عن نساء مقبولات لم يرو عنهن إلا واحد صحح
الألباني حديثهن:
1 - قال الألباني في (صحيحته) (2 / 452) عن طريق حديث (129)
هناك:
(وسنده مقبول، رجال كلهم رجال الشيخين (1) غير أم سعيد،
هذه، وهي مقبولة (2)، غير أن الراوية عنها وهي أنيسة لا تعرف (3)،
كما في التقريب). اه‍
فتأملوا كيف يقبل ويصحح أحاديث في إسنادها (مقبولة) كما في (130)
التقريب (8736) وأخرى لا تعرف كما في (التقريب) (8542)
أيضا إذ صادف هوى في نفسه!!
2 - وقال الألباني في (صحيحته) (2 / 278) أيضا عن حديث (131)
اشتهى تصحيحه ما نصه:

(1) أنظروا إلى ركة تعبيره الدال على اعوجاج لسانه!! وسقم تفكيره واجتهاده!! (132)
(2) أي كما في التقريب. وهنا قبل حديثها!!
(3) أي كما في التقريب أيضا!!
74

((وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، غير أم حبيبة هذه، قال
الذهبي: (تفرد عنها وهب أبو خالد) وفي (التقريب): (مقبولة)
وقال الهيثمي (5 / 337): رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أم
حبيبة بنت العرباض ولم أجد من وثقها، ولا جرحها، وبقية
رجاله ثقات). قلت: وقال الذهبي أيضا: (وما علمت في النساء (133)
من اتهمت، ولا من تركوها) قلت: وعليه فحديثها حسن، لان
له شاهدا من حديث عبادة بن الصامت بلفظ...) اه‍ كلام
الألباني.
قلت: إذا حسنت حديث هذه فلم لم تحسن حديث الرباب مع (134)
اعترافك بأن لجملة حديثها شاهد كما لجملة حديث هذه شاهد
مع اختلاف الفظ؟!!
ولم لم تطبق قول الذهبي (وما علمت في النساء من اتهمت ولا من (135)
تركوها) إلا حيث لا يصادم هواك ومزاجك؟!!
يا رجل اتق الله تعالى!!
3 - وهناك نماذج أخرى أرجئها لموضع آخر إن شاء الله تعالى.
(ثالثا): (136)
لحديث الرباب شاهد في التسويد - أي وصف النبي بالسيادة -
وهو ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وآله: (أنا سيد ولد آدم) فلم
يستنكر الألباني فيضعف الحديث لان فيه لفظة (يا سيدي)؟!!
الجواب: لأن هذه اللفظة النبوية تخالف مشربه ليس إلا!!
75

(رابعا): (137)
قوله في هذا الحديث: (من طريق عبد الواحد بن زياد، ثنا عثمان
بن حكيم).
قلت: ليس هذا الحصر أو الاطلاق بجيد، بل هو خطأ وسيعرف
الشيخ!! ذلك متى رجع لأهل الفن!!
فعلى هذا فحديث (يا سيدي والرقى صالحة) حديت صحيح لا
سيما والصحابة كانوا يستعملون لفظة السيادة فهذا سيدنا عمر (138)
رضي الله تعالى عنه يقول عن سيدنا أبي بكر وسيدنا بلال رضي
الله عنهما كما في البخاري (فتح 7 / 99): (أبو بكر سيدنا وأعتق
سيدنا، يعني بلالا).
والنبي صلى الله عليه وآله استعمل هذه الكلمة كثيرا من ذلك قوله عن سبطه
الحسن رضي الله عنه (إن ابني هذا سيد) رواه البخاري
(5 / 306 فتح) وغير ذلك كثير، فلماذا التضعيف والنظر في هذا
الامر؟!!
اللهم إنا نعوذ بك من أن نحكم بالهوى!! أو أن نخالف أمرك
(فلا تتبعوا الهوى) آمين!!
76

الألباني يوثق حماد بن سلامة حينما يرد على
المحدث الكوثري ويضعفه ويجعله متى شاء علة في حديث لا
يوافقه
(6) حماد بن سلمة: (139)
قال الألباني في (سلسلته الضعيفة) (2 / 190) رادا على العلامة
الكوثري رحمه الله تعالى راميا له بالتعصب ما نصه:
أفمن عجائب تعصب الشيخ زاهد الكوثري على أهل الحديث
انتصارا لأهل مذهبه أنه يبرئ ابن شجاع هذا من عهدة هذا
الحديث ويتهم به حماد بن سلمة رحمه الله المتفق على جلالته
وصدقه والذي قال فيه بعضهم: (إذا رأيت الرجل يقع في حماد
فاتهمه على الاسلام)) اه‍ كلام الألباني.
وأقول: بل إذا أردت أن تعرف من ينبغي أن يتهم على الاسلام
وصن غرق لشحمتي أذنيه في التعصب فانظر إلى قول الألباني في نفس
المجلد في (ضعيفته) (2 / 333) معللا حديثا هناك بعدة علل
منها حماد بن سلمة هذا إذ يقول:
(ويتخلص مما تقدم أن الحديث أعل بأربع علل:
الأولى: الخلاف في زاذان.
الثانية: إن حماد له أوهاما...) اه‍ بحروفه هكذا!!!!!!.... (140)
فيا للعجب!!
77

ومما ينقض قول الألباني (حماد بن سلمة متفق على جلالته وصدقه)
في معرض رده على العلامة الكوثري تعصبا أنه ناقض نفسه فقال
عن حماد بن سلمة في تعليقه على (سنة ابن أبي عاصم)
ص (388):
(فيه كلام لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن، وقد توبع عليه (141)
حماد بن سلمة كما في الطريق الآتية بعده) اه‍ بمعناه!!
فأين الاتفاق على جلالته وصدقه وفيه كلام باعترافك أيها (142)
المتمجهد؟!!
فإذا علمنا هذا حقا ووقفنا على هذه الأدلة والبراهين بإنصاف دون
تعسف، فما علينا إلا أن نقلب كلاما للألباني وجهه إلى العلامة
الكوثري (1) وهو قوله عنه في ضعيفته (2 / 284):
(الحق، والحق أقول (2): إن هذا الرجل لا يخشى الله، فإنه يتبع
هواه انتصارا لمذهبه، فيبرم أمرا أو قاعدة من عند نفسه لينقضها
في مكان آخر متجاوبا مع مذهبه سلبا أو إيجابا (3)، وفي ذلك من

(1) متطاولا عليه بعد مماته ولو كان الكوثري حيا لم يستطع هذا الألباني أن ينبس ببنت (143)
شفه ولو نبس لألقمه حجارة البراهين والحجج.
(2) كلا والذي نفسي بيده!! وكان الواجب عليك أن تقول: الباطل، والباطل أقول!! (144)
(3) أنظروا كيف ينعت الألباني نفسه لأنه يظن الناس مثله! وقد أثبت هذا الكتاب وغيره (145)
أن هذا نعت الألباني الذي لا ينفك عنه بحال من الأحوال بما لا يدع مجالا للشك،
ومن حفر لأخيه حفرة أوقعه الله فيها!! وها أنا ذا أرد عليه في حياته وهو يتمتع
بكامل قواه العقلية والجسدية ولا يستطيع أن يرد أو ينبس ببنت شفة، بل يغري
بعض الغلمان لان ينالوا مني بالنبز والسباب والمهاترات دون أي منطق علمي!!
فالحمد لله!!
78

التضليل وقلب الحقائق ما لا يخفى ضرره على أهل العلم (1)،
نسأل الله العصمة من الهوى) (2) اه‍.

(1) كل هذه الحملة على الكوثري لأنه حنفي المذهب وهذا الحمل سببه ردة فعل عند (146)
الألباني جراء حقده على والده الحنفي الصالح الذي لم يرتضه كما لم يرتض آراءه!!
(2) للأسف الشديد لم يستجب الله سبحانه وتعالى دعاءك إذ لم يعصمك من الهوى (147)
ونحوه!!
79

الألباني يرد حديث عائذ بن حبيب في موضع
لان فيه تحريم القرآن على الجنب والحائض ويقبله
- متناقضا - في موضع آخر
رد الألباني في (إرواء غليله) (2 / 243) حديثا في سنده عائذ بن حبيب
لأنه خالف مشربه! ونقل كلاما للحافظ ابن عدي حرفه وتلاعب فيه
ليتم له مراده، ثم في حديث آخر في سنده عائذ بن حبيب قبله ولم يضعفه
وإليك ذلك مفصلا:
(7) عائذ بن حبيب: (148)
من رجال النسائي وابن ماجة، وهو ثقة، قال الذهبي في
(الكاشف) (2 / 59) وفي (الميزان) (2 / 363):
روى عن هشام بن عروة وعنه أحمد وأسحق وعدة وثقه ابن
معين) اه‍
وأما من طعن فيه كالجوزجاني فلأجل تشيعه وهو جرح ساقط لا
عبرة به عند المحققين كما هو معلوم، وقد قال الحافظ ابن عدي في
(الكامل) (5 / 1993) بعد أن سبر رواياته ومحصها ما نصه:
(روى هو عن هشام بن عروة أحاديث أنكرت عليه وسائر أحاديثه
مستقيمة) اه‍.
قلت: وبذلك يظهر جليا أن جهة الضعف في حديث عائذ هي
في روايته عن هشام بن عروة، وأما عن باقي الناس فمستقيمة.
والألباني عكس الامر فرفض روايته عن غير هشام بن عروة ولم يقبلها (149)
80

في حديث تحريم القرآن على الجنب، وقبل روايته عن هشام بن
عروة فلم ينبه على أن فيها ضعفا أو نكارة واكتنى بنقل قول
الحافظ فيه في (التقريب): (صدوق)!!
قال الألباني في (إرواء غليله) (2 / 243) عن سند أو حديث فيه عائذ
هذا:
((لو كان صريحا في الرفع فهو شاذ أو منكر لان عائذ بن حبيب وإن
كان ثقة فقد قال فيه ابن عدي: (روى أحاديث أنكرت
عليه)) أد.
قلت: ابن عدي لم يقل ذلك كما تقدم وإنما قال في (الكامل) (150)
(5 / 1993): (روى عن هشام بن عروة أحاديث أنكرت عليه
وسائر أحاديثه مستقيمة) اه‍.
قلت: ولم يرو عائذ بن حبيب هذا الحديث الذي ضعفه الألباني عن
هشام بن عروة وإنما رواه عن عامر بن السمط، وقد بينت ذلك
مفصلا في رسالتي: (إعلام المبيح الخائض بتحريم القرآن على
الجنب والحائض) وقد حاول الألباني أن يدافع عن نفسه ويدفع هذه
الورطة التي وقع بها فقال فيما أملاه على دريئة له: إنه نقل كلام
ابن عدي هذا من (الميزان) وهذا الذي أوقعه في الغلط.
قلت: هذا لن يفيدك أيها الألباني الألمعي!! لأمور عديدة منها:
أ - أنك لم تذكر هناك في (اروائك) أن هذا منقول من (151)
(الميزان)!!
81

ب - أن هذه العبارة سقط منها في (الميزان) عدة كلمات أفسدت (152)
هذه العبارة والعجب منك أنك مقلد لكتاب فيه سقط وتحريف
من الطابع ومتمسك بما فيه من الغلط دون أن ترجع إلى الكتب
الأصيلة الأصلية لهذا الفن، وكم عبت على أكابر من أهل العلم (153)
ما وقعت أنت فيه! من ذلك قولك في (ضعيفتك) (3 / 416) نابزا
وباهتا الحاكم والذهبي والمنذري بالاهمال والتقليد ما نصه:
(وقال الحاكم: صحيح الاسناد! ووافقه الذهبي وأقره المنذري في
(الترغيب) (3 / 166)! وكل ذلك من إهمال التحقيق والاستسلام
للتقليد وإلا فكيف يمكن للمحقق أن يصحح مثل هذا
الاسناد) اه‍. فتأمل!!
قلت: وقد نقض صاحبنا الألمعي!! كل ما تقدم في عائذ بن
حبيب فقال - مقلدا - في (إرواء غليله) (8 / 87):
((قلت: لكنه لم يتفرد به، بل تابعه هشام بن عروة وله عنه ثلاث
طرق:
الأولى: عن محمد بن يزيد بن سنان حدثنا أبي عنه.
قلت: ومحمد بن يزيد وأبوه ضعيفان.
الثانية: عن عائذ بن حبيب عنه.
قلت: وعائذ هذا صدوق كما في (التقريب)) اه‍. (154)
فتأملوا يا ذوي الابصار!!
هل عائذ صدوق أم ثقة أم ذو مناكير أم...؟!!! لا ندري بل لا
يدري المنجمون!! ماذا سيخترع الألباني من أوصاف أخرى!!
82

الألباني يتابع المعلمي على أغلاطه وأخطائه تعصبا
في تعليقه على كتابه (التنكيل)
الألباني يعظم المعلمي ويثني عليه وإن أخطأ ويتلطف معه لأنه يرد على (155)
المحدث الكوثري الحنفي رحمه الله تعالى وذلك يوافق هوى في قلب الألباني
ونفسه، فتجده يلقبه بشتى الألقاب التي فيها تفخيم وإن أخطأ خلافا
لمن يناصبهم العداء من أكابر أهل العلم والفضل!! فتجده يقول عن
المعلمي أثناء عرضه لخطأ له في (ضعيفته) (3 / 206):
أو أما قول الشيخ المحقق العلامة المعلمي اليماني فيما علقه على
(الفوائد المجموعة) للشوكاني (ص 280) في بسام هذا: (صوابه:
هشام) فكان يمكن أن يكون كذلك لولا أن الذهبي والعسقلاني نقلاه
كما وقع في المطبوعة من (العلل) إلا أن يقال: إن نسخة الشيخين
المذكورين فيها خطأ، وهو بعيد جدا) اه‍
فتأملوا في هذه اللطافة والنعومة!!!
(8) الامام الحافظ الدولابي: (156)
قلت: والألباني يتابع المعلمي على أغلاطه وتخطئته لخصومه بالباطل
فمن ذلك قول المعلمي وتقليد الألباني له تعصبا في (التنكيل)
(2 / 494):
(فأما الدولابي فهو محمد بن أحمد بن حماد له ترجمة في (الميزان)
83

و (اللسان) قال ابن يونس: (من أهل الصنعة حسن التصنيف
وكان يضعف) وقال الدارقطني: (تكلموا فيه لما تبين من أمره
الأخير..) اه‍.
قلت: الدارقطني لم يقل ما ذكره المعلمي ورضيه الألباني في سبيل
الطعن والتغليط للكوثري، وقد وقعت العبارة المنقولة عن
الدارقطني في (الميزان) و (اللسان) محرفة، والصحيح كما في
(سؤالات السهمي للدارقطني) ص (115) ترجمة (82) ما نصه:
(تكلموا فيه (وما) تبين من أمره (إلا خير)) اه‍. (157)
وكذا وقعت على الصواب في (سير أعلام النبلاء) (14 / 310)
و (تذكرة الحفاظ) (2 / 760)، فتأملوا!!
والدولابي إمام حافظ يرجع إليه ويعول عليه، وقد وصفه الحافظ
الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ب‍ (الامام الحافظ البارع).
والألباني يتناقض فيعول عليه في غير ما موضع من كتبه الفذة!!
أفلا يحق لنا أن نرجع كلام الألباني الذي ذكره في (ضعيفته)
(4 / 442) ونقلبه عليه فنقول:
(فتأمل مبلغ تناقض (الألباني)!! لتحرص على العلم (158)
الصحيح وتنجو من تقليد الرجال)!!!!!!
84

الألباني يضعف القاضي أبا يوسف صاحب الامام أبي حنيفة
في موضع ويوثقه في موضع آخر تعصبا
(9) الامام القاضي أبو يوسف: (159)
طعن الألباني في الامام القاضي أبي يوسف رحمه الله تعالى في
(ضعيفته) (2 / 30) في حديث رواه القاضي أبو يوسف في كتابه
(الخراج) فقال هناك:
(أبو يوسف فيه ضعف من قبل حفظه، قال الفلاس: (صدوق
كثير الخطأ) وضعفه البخاري وغيره ووثقه ابن حبان...) اه‍
وليس لأبي يوسف هنا في الحقيقة ذنب إلا لأنه حنفي روى حديثا (160)
يؤيد ويوافق مذهب الامام أبي حنيفة!!
قلت: ومن عجائب هذا الألباني!! وغرائب تناقضاته أنه اعتمد توثيق
أبي يوسف في مكان آخر!! وذلك في (إرواء غليله) (5 / 273)
حيث قال عنه ما نصه:
(قلت: وهذا سند جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير
يعقوب بن إبراهيم، وهو أبو يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة
رحمهما الله تعالى، وقد اختلفوا فيه، فوثقه جماعة، وضعفه
آخرون، ولم يتبين لي ضعفه) اه‍!!!
فتأملوا في هذا التناقض العريض!!!
85

الألباني يضعف أبا العوام القطان في حديث لأنه اشتم فيه
رائحة التصوف ويوثقه في موضع آخر تعصبا
(حديث الابدال)
(10) أبو العوام عمران بن داور: (161)
ضعف الألباني أبا العوام عمران بن داور القطان حيث جاء في
إسناد حديث يخالف مشربه فيه ذكر الابدال وذلك في
(ضعيفته) (4 / 435) حيث قال عنه ما نصه:
(لكن في الطريق إليه أبو العوام (1)، وهو عمران بن داور القطان،
وفيه ضعف من قبل حفظه، قال البخاري: (صدوق يهم) وقال
الدارقطني: (كان كثير المخالفة والوهم) اه‍!!
وتناقض في موضع آخر فاحتج بعمران هذا!! وذلك في (إرواء
غليله) (2 / 311) حيث قال:
(قلت: وهذا سند حسن رجاله كلهم ثقات وفي عمران القطان
كلام يسير لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن) اه‍.
فتأملوا يا قوم في هذا التعصب المشين!!

(1) أنظروا كيف يلحن وهو وشيعته يعيبون على غيرهم ذلك فيقول (أبو العوام) بدل أن
يقول (أبا العوام)!! وذلك لاعوجاج لسانه وللكنة في تفكيره!! ولله في خلقه
شؤون!!
ولولا أن كتبه كانت تعرض على لجان لتصحيح ما فيها من اللحن لرأيتم الطاقات
المزرية فيها!!
86

الألباني يضعف سعيد بن أبي هلال في حديث
السبحة لأنه يخالف مشربه ويوثقه في موضع آخر!!
(11) سعيد بن أبي هلال: (162)
ضعف الألباني سعيد بن أبي هلال في (سلسلته الضعيفة)
(1 / 114) لأنه في إسناد حديث يؤيد السبحة (المسبحة) التي
يكرهها!! الألباني ويبدع حاملها!! إلا إذا كان حاملها من
أصدقائه الذين يدرون عليه من جدي لا ينضب!! حيث يقول
عن سعيد هذا هناك:
(سعيد بن أبي هلال مع ثقته حكى الساجي عن أحمد أنه
اختلط، فأنى للحديث الصحة أو الحسن؟!).
قلت: تناقض المسكين إذ قال في (إرواء غليله) (1 / 115) عن
سند فيه سعيد بن أبي هلال هذا:
(رواه أحمد (2 / 400) ورجاله ثقات) اه‍!!
فتأملوا!!
87

الألباني يضعف محمد بن عجلان في حديث فيه نفي
تحريك الإصبع في التشهد في الصلاة لأنه يخالف مشربه
ويوثقه في موضع آخر لا يعارض مزاجه
(12) محمد بن عجلان: (163)
ضعف الألباني حديث عبد الله بن الزبير الذي فيه لفظة (لا
يحركها) يعني الإصبع السبابة في التشهد وأعله بابن عجلان
وذلك في (تمام منته) ص (218) فقال:
(وابن عجلان متكلم فيه) اه‍!!
قلت: الحق، والحق أقول: إن الرجل متناقض جدا وذلك لأنه
وثق محمد بن عجلان هذا في مواضع أخرى!! مما يكشف لنا
عن هوى وعصبية!! من تلك المواضع:
أ - قوله في (صحيحته) (3 / 272) عن سند فيه ابن عجلان: (164)
(ومن فوقه - وهو رجل دون ابن عجلان - ثقات معروفون على
كلام يسير في ابن عجلان فالاسناد حسن) اه‍!!
ب - ومن ذلك قوله أيضا في (صحيحته) (5 / 7) عن ابن (165)
عجلان وعن سند هو فيه:
(قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات معروفون من رجال
التهذيب على كلام يسير في محمد بن عجلان) اه‍!!
88

ج‍ - ومن ذلك أيضا قوله في (صحيحته) (5 / 271) عن سند (166)
فيه ابن عجلان:
(وإسناده جيد) اه‍!!
فتأملوا!!!
الألباني يضعف الفضيل بن سليمان في موضع لم يعجبه
حديثه لأنه يتعلق برفع القبور ويصحح حديثه
في موضع آخر لا يخالف مشربه!!
(13) الفضيل بن سليمان: (167)
ضعف الألباني الفضيل بن سليمان في (إرواء غليله) (3 / 207)
لأنه في سند حديث جابر رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وآله رفع
قبره عن الأرض قدر شبر (فقال هناك ما نصه:
(وهو إن احتج به الشيخان فقد قال الحافظ في التقريب:
صدوق له خطأ كثير) اه‍.
قلت: ونقض المسكين ما أبرمه هنا!! وتناقض!! إذ قال في
(صحيحته) (3 / 215) عن حديث في إسناده فضيل بن سليمان
هذا ما نصه؟
(وإسناده جيد رجاله رجال البخاري وفي الفضيل كلام لا (168)
يضر) اه‍!!
فهل هذا هو التحقيق؟!!!!! أم التلفيق!!
89

الألباني يضعف مالك بن نمير الخزاعي
لأنه روى حديثا فيه إشارة إلى عدم
تحريك الإصبع ويصحح حديثه في مكان آخر فيتناقض
(14) مالك بن نمير الخزاعي: (169)
ضعف الألباني مالك بن نمير الخزاعي في كتابه (تمام المنة)
ص (222) - ومالك هذا ابن الصحابي نمير الخزاعي - فضعف
حديثه الذي فيه: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قاعد في
الصلاة... رافعا إصبعه السبابة، وقد حناها شيئا وهو يدعو)
فقال الألباني ما نصه هناك:
(كلا، بل هو ضعيف الاسناد لان فيه مالك بن نمير الخزاعي
وقد قال فيه ابن القطان والذهبي:
لا يعرف حال مالك، ولا روى عن أبيه غيره، وأشار الحافظ في
التقريب إلى أنه لين الحديث) اه‍.
قلت: كلامه غير صحيح من وجهين:
أما الوجه الأول: فتناقضه لأنه في موضع آخر صحح حديثا في (170)
سنده مالك بن نمير الخزاعي وذلك في (صحيح سنن النسائي)
(1 / 272 برقم 1206) مع أنه متناقض فيه أيضا لأنه أورده في (171)
(ضعيف سنن أبي داود) 176 كما ذكر هو ذلك!!
90

ولو رجعنا إلى سنن النسائي (3 / 38 برقم 1271) لوجدنا سند
الحديث هناك كالآتي:
أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عن المعافي عن
عصام بن قدامة عن مالك وهو ابن نمير الخزاعي عن أبيه به.
وقد حكم عليه الألباني!! بالصحة
فسبحان الله تعالى وبحمده!!
وأما الوجه الثاني: فالحافظ لم يقل في (تقريبه) بأنه لين الحديث (172)
وإنما قال: (مقبول) فقول الحافظ فيه (مقبول) مع قول الذهبي (173)
فيه في (الكاشف) (3 / 116): (وثق) مع توثيق ابن حبان له (174)
في (ثقاته) (5 / 386) وروى حديثه هذا في صحيحه
(3 / 202 / 1943 الفكر) وصححه ابن خزيمة في صحيحه
(1 / 354) وسكت عليه الحافظ ابن حجر في الإصابة (175)
(3 / 574 برقم 8807) ولم يجرحه أحد مع كونه تابعيا أفلا (176)
يحكم على حديثه هذا بالحسن على الأقل؟!
لا سيما والألباني يصحح حديث من هو دونه بكثير!!! وحديث (177)
(استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) الذي صنف أحدهم
فيه مجلدا!! يرد على تصحيح الألباني له خير شاهد!! (178)
لا أرى للحديث ذنبا عند الألباني يستحق أن يضعفه إلا لأنه
يعارض تحريك الإصبع في التشهد الذي يحبذه في سبيل عشق (179)
الشذوذ!! ولذلك أيضا ضعف حديث: ابن الزبير الصحيح
الذي فيه: (لا يحركها) فالله المستعان على من يصحح ويضعف
91

بالهوى والمزاج!!
وقد بينت ذلك مفضلا في رسالتي (تحذير العبد الأواه من تحريك
الإصبع في الصلاة) فارجع إليها.
92

ومن تعصب الألباني أنه يصحح أحاديث سنة ابن أبي عاصم
ويوثق رجالها مع كونه متناقضا لأنه كان قد
ضعف كثيرا من أولئك الرجال في كتبه الأخرى
من أوضح الأمثلة على تعصب الألباني للمذهب الذي يسلكه وللآراء
التي يتشبث بها أنه كان قد ضعف رجالا في كتبه ثم عاد فوثقهم في تعليقه
وتخريجه!! على كتاب (السنة) لابن أبي عاصم!! وكان الواجب عليه أن (180)
يتشدد في شأنهم في كتاب السنة لأنه يحوي أحاديث العقيدة التي يطلب
فيها الحديث الصحيح القوي الذي ليس في سنده المقبول ولا ذو الوهم
أو الخطأ والخالي عن المعارض، لكن الألباني عكس القاعدة!! ولله في خلقه
شؤون!!
وإليكم مثالا في تناقضه في هذا الباب:
(15) عقيل بن مدرك: (181)
ضعفه في (إرواء غليله) (6 / 79) إذ قال:
(قلت: وعقيل بن مدرك ليس بالمشهور ولم يوثقه غير ابن حبان،
وقال الحافظ في التقريب (مقبول). وخلاصة القول: إن جميع
طرق الحديث ضعيف شديد الضعف (1)) اه‍.

(1) هل حديث المقبول يكون شديد الضعف؟!! وأنت قد حسنت أسانيد كثير ممن قيل (182)
فيهم مقبول؟!! بل حسنت حديث هذا الرجل بعينه أيها الشيخ!! المتناقض!!
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
93

قلت: وقد تناقض الألباني!! في موضع آخر إذ اعتمد توثيق
عقيل بن مدرك وذلك في تخريجه!! (لسنة ابن أبي عاصم)
ص (455 برقم 968) حيث قال هناك عن سند فيه عقيل بن
مدرك هذا:
(إسناده حسن، رجاله ثقات غير عقيل بن مدرك، وقد وثقه ابن
حبان، وروى عنه ثقتان آخران) اه‍.
ولم يذكر له لا شاهدا ولا متابعا!! (183)
فتأملوا يا ذوي الابصار!!
وإذا كان حديث عقيل بن مدرك حسن الاسناد لان ابن حبان
وثقه وروى عنه اثنان، فلماذا لم يسلك هذا السبيل في أثر مالك (184)
الدار الذي وثقه ابن حبان وروى عنه أربعة أو خمسة وصحح
الحافظ وغيره حديثه؟!!
ما هو إلا التعصب والهوى نسأل الله تعالى السلامة!!
94

من تعصب الألباني أنه يضعف
ابن عقيل متى احتج به البوطي
ويوثقه متى احتج هو به
من عجائب التناقضات الواضحات التي وقع بها الألباني أيضا عمدا
وتلاعبا أنه في رده على الشيخ البوطي الذي أورد في سيرته حديثا من
طريق عبد الله بن محمد بن عقيل ضعفه له واعتبر ذلك من إحدى
جهالات الشيخ البوطي، والذي ساعده على ذلك أنه يعلم أن الشيخ
البوطي بضاعته قليلة في هذا الفن فأخذ يتلاعب في الرد عليه!! يدل على (185)
ذلك أنه يصرح في مواضع لا تحصى بتصحيح وتحسين حديث عبد الله بن
محمد بن عقيل، وإليك ذلك وقد ذكرته دون أي تفصيل يتعلق
بالتعصب في الجزء الأول وأحببت إيراده هنا لبيان مزيد تعصبه:
(16) عبد الله بن محمد بن عقيل: (186)
ضعف الألباني ابن عقيل هذا في رده على العلامة البوطي الذي
سماه: (دفاع عن الحديث النبوي والسيرة في الرد على جهالات
الدكتور البوطي في كتابه فقه السيرة)!! ص (9) حيث قال
ليبرهن على جهالة البوطي التي يزعمها!! ما نصه:
(فإن ابن عقيل هذا تابعي على ضعف فيه، قال الحافظ في
التقريب: صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بأخرة...) اه‍.
قلت: ومن عجيب تناقضاته التي لا يمكنني إحصاؤها أنه قال
95

في شأن ابن عقيل هذا وفي حديث هو فيه في تعليقه على (سنة
ابن أبي عاصم) ص (225) ما نصه:
(حديث صحيح، وإسناده حسن أو قريب منه فإن ابن عقيل
حسن الحديث) اه‍!!! أفلا ينطبق على الألباني هنا قوله في العلامة
الكوثري في (ضعيفته) (3 / 356):
(فإياك أن تغتر بمقالات الكوثري وكتاباته فإنه على سعة اطلاعه
وعلمه (1) مدلس صاحب هوى) اه‍.

(1) فهذا اعتراف من الألباني صريح بسعة اطلاع وعلم المحدث الكوثري!! على أننا لا
نقول بسعة اطلاع وعلم الألباني لما برهن عليه هذا الكتاب!!
96

ذكر بعض الأدلة والبراهين الواضحة
على أن الألباني ضعيف في علم
الجرح والتعديل الذي
يبنى عليه التصحيح والتضعيف، وفقدانه
للمعرفة
الواسعة الكافية بالرجال التي لا يستطيع المحدث
بغيرها
أن يتكلم فب هذا الشأن
مما يذكرنا بقول القائل
(ليس هذا عشك فادرجي)
97

قوله عن بعض رواة الأحاديث لم أجد من ترجمه
مع كونه مترجما في أكثر المراجع العلمية
وكتب الجرح والتعديل المطبوعة فضلا عن المخطوطة
ومن دلائل قلة بضاعته في هذا الفن الذي يدعي أنه إمام فيه لا
يساويه إمام، أنه يدعي في بعض الرواة أنه لم يجد له ترجمة مع كون الرجل
مترجما له في غالب كتب (الجرح والتعديل) إلا أنه لم يهتد لذلك لأنه ليس
من أرباب هذا الفن وإن أكثر الكتابة والتسويد فيه وفي أمثاله يقال:
فدع عنك الكتابة لست منها
ولو سودت وجهك بالمداد
وإليك مثالا واضحا على ذلك:
(1) عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة: (187)
قال الألباني في (ضعيفته) (1 / 213):
(وهو مجهول لم أجد من ترجمه) اه‍!!
قلت: ليس كذلك أيها الألمعي!! فإن عبد الأعلى ثقة مترجم في
كتب كثيرة، ولما كنت لست من أهل هذا الميدان لم تعرفه!!
فلقد ترجمه الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (6 / 87 دار
الفكر) فقال:
(روى عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وزيد بن أسلم وابن
المنكدر والزهري وغيرهم. وعنه سليمان بن بلال والدراوردي
98

والوليد بن مسلم وحاتم بن إسماعيل وابن وهب وعدة، قال ابن
معين:
أولاد عبد الله بن أبي فروة كلهم ثقات إلا إسحاق...) اه‍ (188)
ووثقه أيضا الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي في (المعرفة
والتاريخ) (3 / 55) حيث قال:
(عبد الله وعبد الحكيم وعبد الأعلى بنو أبي فروة ثقات) اه‍.
وترجمه ابن حبان في (الثقات) (7 / 130)، والبخاري في تاريخه
(6 / 71)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (6 / 27)،
والحافظ ابن حجر في (تقريب التهذيب) (ص 331 طبعة عوامة)
وقال عنه (ثقة فقيه).
والألباني المسكين (1) يقول: (وهو مجهول لم أجد من ترجمه)!!
فيا للعجب!!
فليستيقظ أولئك المحققون!! الكسالى الذين يعتمدون على كلامه
في هذا الفن!!

(1) ولن أصف الألباني هنا بما يطلقه على بعض المحدثين من آل البيت النبوي، كما (189)
يسلك سبيل الاعتساف في كثير من مسوداته كمثل مقدمة (سلسلته الضعيفة) (4 /
ص 3) حيث يقول فيها عن السيد العلامة المحدث عبد الله بن الصديق أعلى الله
درجته:
(جاهل بعلم الجرح والتعديل جهلا بالغا)!!
ثم يدعي أنه يجب محبة العترة والحقيقة والواقع يشهدان بأنه غير صادق! لأننا لا (190)
نراه إلا وهو يتلفظ في حقهم بأبشع الألفاظ ولم نره أو نسمع قط عنه أنه يعظم أو
يحترم أحدا منهم! ويكفي أنه نبزني وشتمني لأنني بينت أخطاءه ولم يشكرني!! كما
لم يحترمني!! وهر يعلم بأنني من آل بيت رسوله صلى الله عليه وآله، ولدي أشرطة مسجلة بصوته
99

أمثلة واضحة في بيان ضعف علم
الألباني في علم الجرح والتعديل
وعدم معرفته بالرجال
أحببت أن أفرد في الفصل السابق مثالا واحدا لرجل ظهرت فيه
شدة ضعف علم المحترم!! بعلم الجرح والتعديل ومعرفة الرجال والمقام
يقتضي أن نسرد نماذج أخرى لتزداد وتتأكد قناعة الباحث المنصف
والمطلع البعيد عن التعصب بما قلناه في العنوان السابق قبل قليل،
ولنذكر بعض الأمثلة ونرجئ الباقي للجزء الآتي إن شاء الله تعالى
فنقول:
(2) عمرو بن غالب الهمداني الكوفي: ت س (191)
قال الألباني عنه في (إرواء غليله) (7 / 254) عند الكلام على أحد
الأسانيد:
(ورجاله ثقات غير عمرو بن غالب وثقه ابن حبان ولم يرو عنه غير
أبي إسحاق وهو السبيعي) اه‍.
قلت: ليس كذلك أيها الألمعي!! فإن عمرو بن غالب هذا تابعي
ثقة جليل، روى عن سيدنا علي رضي الله عنه وسيدنا عمار

فيها شتمي ورميي باليهودية وغيرها تثبت ذلك ولا يستطيع أن يتملص منها بوجه (192)
من الوجوه، كما ذكرت بعض ذلك في كتاب (قاموس شتائم الألباني وألفاظه المنكرة
التي يطلقها في حق علماء الأمة وفضلائها).
والله المستعان على أخلاقه!! (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).
100

والسيدة عائشة رضوان الله عليهم، وقد وثقه الحافظ النسائي (193)
زيادة على توثيق ابن حبان كما في (التهذيب) (8 / 77) وصحح له (194)
الترمذي كما في (ميزان) الذهبي (3 / 283) فاستيقظ!!
(تنبيه) وإنما ذكرت هذا لان الرجل عند الألباني في عداد المجهولين،
إذ لم يوثقه إلا ابن حبان، ولم يرو عنه إلا السبيعي، فليستيقظ
(محدث الديار الشامية)!!
(3) أبو الجوزاء: أوس بن عبد الله الزبعي: (195)
قال فضيلته!! في (إرواء غليله) (2 / 21) مضعفا لسند فيه
أبو الجوزاء هذا ما نصه:
(قلت: وقد أشار إلى ذلك البخاري في ترجمة أبي الجوزاء واسمه
أوس بن عبد الله فقال: (في إسناده نظر) قال الحافظ في
(التهذيب).
يريد أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما لا أنه
ضعيف عنده (وقد أعل الحافظ هذا الاسناد بالانقطاع في حديث
آخر يأتي ويؤيد الانقطاع ما في (التهذيب)... عن أبي الجوزاء
قال: أرسلت رسولا إلى عائشة يسألها، فذكر الحديث.
قلت: فرجع الحديث إلى أنه عن رجل مجهول هو الواسطة بين أبي
الجوزاء وعائشة، فثبت بذلك ضعف الاسناد) اه‍ كلام الألباني!!.
وأقول: ليس كذلك!! وأتعجب منك لم بترت تمام كلام الحافظ (196)
في (التهذيب) بل لم حذفت من وسطه ما ليس في صالحك؟!
101

ولم تذكر تمامه الذي يهدم كلامك وما ذهبت إليه؟!!
وتمام كلام الحافظ في (التهذيب) (1 / 336 دار الفكر) ما نصه:
(قلت: حديثه عن عائشة في الافتتاح بالتكبير عند مسلم).
ثم قال:
(عن أبي الجوزاء قال: أرسلت رسولا إلى عائشة يسألها فذكر
الحديث فهذا ظاهره أنه لم يشافهها لكن لا مانع من جواز كونه
توجه إليها بعد ذلك فشافهها على مذهب مسلم في إمكان
اللقاء) اه‍.
فانظروا كيف يحذف الألباني من كلام الأئمة ما لا يعجبه متى أراد (197)
أن يضعف أو يصحح حسب ما يشتهي!!
وما ذكرته في (الجزء الأول) من التناقضات ص (24) خير شاهد
على ذلك!!
بل إنه يحسن حديث من يرسل عن الصحابة ثم يضعف حديث
أبي الجوزاء المتصل على شرط مسلم وإليك ذلك:
(4) محمد بن قيس:
قال عنه الألباني في (إرواء غليله) (2 / 216) لما ذكر روايته عن
سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه ما نصه:
(وإسناده محتمل للتحسين...) اه‍
قلت: خفي عليك يا محدث الديار الشامية!! ويا حافظ الوقت!!
ويا من لم تر مثل نفسك!! أن رواية محمد بن قيس عن جابر بن
102

عبد الله مرسلة أي أن فيها انقطاعا، فقد قال الحافظ في ترجمته في
(التقريب):
(وحديثه عن الصحابة مرسل) اه‍.
فواعجباه!!!
ظإش صئ! تنبيه ظإئه!
ليتدبر هذا الخلد والخمبد المحققون
الكسالى الذين يعولون على كتبه
فيعتمدونها وينقلون منها
تنبيه اخر
بلغ عدد المماسك إلى هنا
ر 198) ممسكا
103

تنبيه
ليتدبر هذا الخلط والخبط المحققون
الكسالى الذين يعولون على كتبه
فيعتمدونها وينقلون منها
تنبيه آخر
بلغ عدد المماسك إلى هنا
104

فصل هام
ذكر بعض أمثلة مما وقع فيه الألباني
من خطأ فادح حيث اختلط عليه راو بآخر
من المضحك حقا أن يعيب الألباني (مجمع التناقضات)!! أمورا على
غيره ممن لا يخضع لأفكاره الخاطئة مع كونه واقعا فيها غارقا لشحمتي أذنيه
في لجتها! ومن ذلكم أنه عاب في مقدمة (ضعيفته) (4 / 7) على محقق!!
(مسند أبي يعلى) (1) بأنه اختلط عليه راو بآخر ولم ينظر إلى نفسه حيث (199)
اختلط عليه رواة بآخرين (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)!!!

(1) ووصفه ب (ناشئ) حيث قال منتقدا له ما نصه:
(فقد رأيته صحح حديثا مع ضعف أحد رواته عنده أيضا، لان له متابعا بزعمه،
وادعى أن إسناده صحيح لتوهمه أن بعض رواته من الثقات، وليس كذلك لأنه
اختلط عليه راو بآخر).
ثم قال:
(لهذه الأمثلة وغيرها أنصح لكل من يكتب في مجال التصحيح والتضعيف أن يتئد
ولا يستعجل في إصدار أحكامه على الأحاديث، إلا بعد أن يمضي عليه دهر
طويل في دراسة هذا العلم في أصوله، وتراجم رجاله، ومعرفة علله...).
ثم قال بعد ذلك:
(أنصح بهذا لكل إخواننا المشتغلين بهذا العلم، حتى لا يقعوا في مخالفة قول الله
تبارك وتعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه مسؤولا). ولكي لا يصدق عليهم المثل المعروف: (تزبب قبل أن
يتحصرم)! ولا يصيبهم ما جاء في بعض الحكم: (من استعجل الشئ قبل أوانه
ابتلي بحرمانه)).
وأقول مجيبا فضيلته!!:
1 - لقد صدق المثل المعروف (تزبب قبل أن يتحصرم)! عليك أول ما تحقق!! (200)
كما أصابك أول الناس!! وربما اختص بك ما جاء في بعض الحكم (من استعجل (201)
الشئ قبل أوانه ابتلي بحرمانه)!! وقد صار هذا الامر محققا واضحا بعد صدور
(المجلد الثاني) من هذه التناقضات والتخليطات التي وقعت بها وغرقت في
بحرها!!
2 - وأما قوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد (202)
كل أولئك كان عنه مسؤولا) فلا أجد إنسانا اليوم على وجه الأرض ينطبق عليه
هذا الامر ووقع في مخالفته غيرك! وقد أثبتنا ذلك - والحمد لله وحده - بالبرهان
العلمي المنهجي المحسوس بما لا يدع مجالا للشك (والمتشبع بما لم يعط يقرؤك
السلام)!!
3 - ومما يؤكد ذلك ويؤيده ويحققه أنك متطفل على علوم الشريعة عامة وعلى (203)
الحديث النبوي خاصة وذلك لأنك صحفي متهم غير أصيل مهما ادعيت
الأمانة، فأنت لم تتلق هذا العلم من أهله وابتدعت طريقة حادثة وخالفت سنة
التلقي عن أهل العلم التي قررها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وتلقاها من سيدنا جبريل
عليه السلام الذي بعثه الله بهذا المنهج الرباني لجميع الأنبياء وهو القادر على
تعليمهم دون واسطة الملك:
وكم بلا أدري أجاب المصطفى حيث أتى الوحي وإلا وقفا
وعلى ذلك درج الناس من عهد النبوة إلى اليوم حتى أتيت، يا فضيلة!! المحدث!!
فخالفت قواعد تلقي العلم التي سنها الله تعالى لأنبيائه وقررها ونفذها الرسل
عليهم الصلاة والسلام، فإذن اسمح لي أن أقول لك أنت (دعي)!! في هذا العلم
لا يعرف لك فيه أب!! وحسبك هذا!!
قال القائل:
يكتب العلم ويلقي في السفط ثم لا يحفظ لا يفلح قط
إنما يفلح من يفهمه من إمام كابر لا عن غلط
وقال أيضا:
لا تحسبن أن بالكتب مثلنا ستصير
فللدجاجة ريش لكنها لا تطير
4 - وأما قولك (ناشئ) فاعلم أنه قد بلغ الافلاس العلمي منك مبلغه إذ تيقظ (204)
لك أهل الشأن وفرسان الميدان بعد أن (دهلزت) على الناس ممن لا يميزون بين خطأ
وصواب نحوا من خمسة وثلاثين عاما وأنت تنشر لهم القشيب والرث، وتنشل لهم الهزيل
والغث، تطاولت على جماعة من الدماشقة وأشباههم ممن لا يعرفون هذه الصناعة،
حتى إذا جاءك من يضرب عنقك، ويجتث فكرك، ويهدم على رأسك سقف بيتك
(يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين) قمت تقول: (ناشئ) ولم يمض له في هذا
الفن مثلي دهر طويل (50 سنه)!!
فهل يا فضيلة!! المحدث الألمعي!! عين الشارع في الكتاب والسنة سنا معينة يبقى (205)
الانسان يسمى فيها (ناشئ) ولا يعترف بعلمه حتى يزكيه الألباني المتناقض!! وبشرط أن
لا يقع منه اعتراض على هذا الألباني الذي يقول لبعض الناس: (اخضعوا لنا حتى نضع
لكم نقطا بيضاء في صحائفكم عندنا)!!
أيها المتناقض!! ألا تستحي من الله!! ألا ترعوي خوفا منه!! وقد قرب وقت الرحيل!!
واعلم أنك بتهربك من الحقيقة عندما زللت فوقعت في الطين حيث لم تستطع مواجهة
الحقائق العلمية المبددة لحقيقة أمرك وما عندك! ولما صرت تقول (ناشئ) خالفت
الكتاب والسنة والصحابة رضي الله عنهم.
أما الكتاب الكريم: فنصوصه التي منها: (وآتيناه الحكم صبيا) وقوله تعالى: (إنهم (206)
فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) قاطعة لشغبك أنت وشيعتك!!
وأما السنة المطهرة: فسيدنا أسامة الذي جعله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله على الجيش ولم (207)
يتجاوز السابعة عشرة مما ينسف اصطلاحك الحادث!! الباطل!! بل إن إمامة عمرو بن
سلمة الصحابي بقومه ولم يتجاوز السابعة من عمره التي في صحيح البخاري. وغيره
ناسفة لاصطلاحك الحادث!! نسفا تاما والحمد لله!!
105

فانظروا كيف اختلط على فضيلة!! محدث!! الديار الشامية رواة بغيرهم
وإليكم ذلك أيها المنصفون المتيقظون:
(5) عمران بن أبي ليلى: (209)
من أوهامه الشنيعة أنه قال في (إرواء غليله) (6 / 134) عن سند
هناك أخرجه الحاكم عن محمد بن عمران بن أبي ليلى أنبأ أبي عن
أبي ليلى عن الشعبي... إلخ، ما نصه:
(قلت: وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن وهو سئ الحفظ)!!
أقول: ليس كذلك!! بل ابن أبي ليلى الذي في هذا السند هو
عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، الذي قال عنه
صاحب (التقريب) (برقم 5166):
(مقبول) وهو من رجال الترمذي وابن ماجة.
وليس كما توهمت أنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري
المترجم في (التقريب) (برقم 6081) الذي قيل عنه هناك:
(صدوق سئ الحفظ جدا) فاستيقظ!!
فقد اختلط عليك هنا راو بآخر!!

5 - أما قولك عائبا على محقق!! (مسند أبي يعلى) (اختلط عليه راو بآخر)!!: (208)
فكم اختلط عليك راو بآخر!! كما هو ثابت في هذا الكتاب فانظر إلى نفسك وعيبك
وأبصر الجذع الذي بعينك قبل أن تعيب القذاة التي بعين أخيك!! سامحك الله!! عد
وتب وأعلن رجوعك عما نبهناك وعلمناك إياه!! هداك الله!!
108

(6) أبو مريم الأنماري: بخ د ت (210)
قال الألباني في (صحيحته) (3 / 482):
(رواه الطبراني في الأوسط (1 / 95 / 1 من الجمع بين المعجمين)
عن كثير النواء، حدثني أبو مسلم الأنصاري وكان ابن خمسين ومائة
سنة سمعت عمر بن الخطاب...).
ثم قال الألباني:
(وأبو مسلم الأنصاري هذا المحمر لم أعرفه) اه‍.
قلت: لقد غلطت غلطا فادحا!! فأبو مسلم هذا الذي ادعيته
هو: أبو مريم الأنصاري ثقة من رجال (التهذيب)، ففي (مجمع
البحرين) (2 / 69) نسخة الحرم المكي واضح تماما بأنه: أبو مريم
الأنصاري، ولعدم معرفة الألباني بهذه الصناعة ولفقدانه التحقيق
فيها كما ينبغي! ولأنه حاطب ليل! لم يعرفه!!
فإن طول الزمن الذي يدعي أنه أمضاه في هذا الفن دون الاخذ
عن الشيوخ لم يحل دون وقوعه في مثل هذه البلايا والرزايا
العجيبة! ولم يمنع من يطلق عليه الألباني (ناشئ) أن يفق على
الصواب!! وكم ترك المعتق للناشئ!!
فهذا خلط واضح بين راو بآخر أيضا!!
109

(7) شعيب بن رزيق الطائفي الثقفي: (211)
قال الألباني عنه في (إرواء غليله) (3 / 78):
(فيه كلام يسير لا ينزل الحديث به عن رتبة الحسن). اه‍
قلت: قد خلط فأخطأ!! وذلك لأنه ظن أن شعيب بن رزيق
الطائفي هو الشامي الذي يكنى بأبي شيبة المقدسي الذي لم يترجم
في (التقريب) (ص 267) غيره - أي لا قبله ولا بعده في اسم
شعيب - فظنه هو!! لاعتماده على التقريب فقط!! ولم يرجع (212)
للتهذيب!! ولو رجع (للتهذيب) (4 / 308) لوجده ولم يجد فيه
كلاما!!
(8) عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي: د س (213)
قال الألباني عنه في (إرواء غليله) (8 / 93):
(عبد الله بن عبيد بن عبيد الله وهو ابن عبد الله بن عمر بن
الخطاب، قال أبو حاتم لا أعرفه) اه‍.
قلت: ليس كذلك!! وقد خلط الألباني ووهم!! ولم يصب!!
فالرجل ليس ابن عبد الله بن عمر، وإنما هو ابن عمر، وعمه:
عبد الله بن عمر، كما في (تهذيب التهذيب) (5 / 268).
ثم الرجل - عبد الله بن عبيد الله - قد روى عنه اثنان ووثقه ابن
حبان، فكيف يقتصر الألباني على قول أبي حاتم فيه: (لا
أعرفه) (1)؟!!!

(1) فتأمل في قصور باع هذا الألمعي لتحرص على العلم الصحيح وتنجو من تقليده أو (214)
الالتفات لكلامه!! راجع (ضعيفته) (4 / 442 سطر 10) وتأمل!!
110

(9) الرحمن بن زيد بن أسلم: ت ق (215)
قال الألباني في (صحيحته) (1 / 175):
(الثاني: عن ابن زيد قال: حدثني أبي قال: قال أبو ذر فذكره).
ثم قال بعد ذلك بثلاثة أسطر:
(إن ابن زيد هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن
الخطاب وهو ثقة من رجال الشيخين)!! اه‍.
قلت: ليس كذلك أيها الألمعي!! فقد اختلط عليك راو بآخر!!
لان ابن زيد هذا هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ضعيف) كما
في (التقريب) (ص 340).
وليتحقق فضيلة!! المحدث!! من ذلك بنفسه!!
111

الألباني يختلط عليه حديث بآخر أيضا
ولم يقتصر خطأ الألباني على أن يختلط عليه راو بآخر فحسب!! وإنما
تعدى خطؤه إلى أكثر من ذلك إذ اختلط عليه حديث بآخر وإليك
مثالا واضحا على ذلك:
(10) ذكر الألباني في تعليقه على (سنة ابن أبي عاصم) (ص 244 حديث
554) حديث أبي رزين مرفوعا: (216)
(ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره، قال أبو رزين: يا
رسول الله ويضحك ربنا؟ قال: نعم، قال: لن نعدم من رب
يضحك خيرا).
قال الألباني عقبه:
(إسناده ضعيف، وقد مضى الكلام عليه برقم (459)، وهو
طرف من الحديث المتقدم بعضه هناك، وقد خرجته ثم) اه‍.
قلت: كلا، ليس كذلك!! لأنك لم تخرجه ثم!! وذلك لان
الحديث رقم (459) ليس هذا وإنما هو حديث آخر عن أبي
رزين ونصه:
(قلت: يا رسول الله أكلنا يرى ربه يوم القيامة؟ قال: (أكلكم
يرى القمر مخليا به؟ قال: قلنا: نعم. قال الله أعظم).
قلت: اختلط هذا على الألباني بذاك انخداعا بالسند، لأنه رأى
كلا منهما عن وكيع عن أبي رزين!!
والحق أن الأول ليس طرفا من الثاني ولا العكس، بل كل واحد
112

منهما مستقل وإن اتحد السند، فكثير من الأحاديث المختلفة
تتحد أسانيدها، بل إن هذا الحديث لم يتحد سنده عند (ابن (217)
أبي عاصم) في (سنته) فرقم (459) هو من طريق: (يعلى بن
عطاء عن جعفر عن وكيع عن أبي رزين)، ورقم (554) من
طريق: (يعلى بن عطاء عن وكيع، عن أبي رزين) فالثاني ليس
فيه جعفر أو سقط فلم يتقن ضبطه ولم يعرف ذلك الألباني
وأحلاهما مر.
ثم إن كلا منهما حديث مستقل كما في سنن ابن ماجة (1 / 64)
برقم (180 و 181) وكذلك في (مسند أحمد) (4 / 12)
فليستيقظ فضيلته!!
113

تناقض شنيع جدا وقع الألباني
في رواية شريح عن أبي مالك الأشعري
(11) ضعف الألباني في (ضعيفته) (4 / 19) حديثا من طريق ضمضم (218)
عن شريح عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(إن الله أجاركم من ثلاث خلال، أن لا يدعو عليكم نبيكم
فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن
لا تجتصوا على ضلالة).
وأعله بالانقطاع بين شريح وأبي مالك الأشعري فقال:
(وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع بين شريح - وهو ابن
عبيد الحضرمي المصري (1) - وأبي مالك الأشعري، فإنه لم يدركه
كما حققه الحافظ في التهذيب، فكأنه ذهل عن هذه الحقيقة (219)
حين قال في بذل الماعون (25 / 1): وسنده حسن) اه‍.
ثم قال الألباني بعد ذلك ص (20):
(وبالجملة فالحديث ضعيف الاسناد لانقطاعه) اه‍!!
قلت: إذا كان الامر كذلك أيها الألمعي!! فلم التناقض
الفاضح!! والتخابط اللائح إذن؟!! ولماذا تصحح رواية شريح
هذا عن أبي مالك الأشعري في موضع آخر حيث يحلو لك؟!!
وإليك أيها القارئ المنصف ذلك:

(1) أقول: الصواب الحمصي وليس المصري فليصلح الألباني هذا الخطأ!! (220)
114

قال الألباني في (صحيحته) (1 / 394) عند حديث رقم (225):
(إذا ولج الرجل في بيته...) ما نصه:
(أخرجه أبو داود في سننه (رقم 5096) عن إسماعيل: حدثني
ضمضم عن شريح عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله:
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وإسماعيل هو
ابن عياش وهو صحيح الحديث عن الشاميين، وهذا منها، فإن
ضمضم وهو ابن زرعة بن ثوب شامي حمصي، وشريح هو ابن
عبيد الحضرمي الحممي ثقة، فالسند كله شامي) اه‍.
قلت: فهنيئا لك وهنيئا لشيعتك على هذا الخلط!! فمن الذي
ذهل الآن أنت أم الحافظ ابن حجر؟!!
وقد وقع له في هذا السند تناقض آخر وذلك في:
(12) في:
فقد قال في (صحيحته (2 / 144) عن ضمضم هذا: (221)
أوثقه جماعة وضعفه أبو حاتم، وقال الحافظ:
يهم)). اه‍.
ثم صحح حديثه بالشواهد فقال:
(والحديث صحيح، فإن له شواهد) اه‍.
فتأملوا بالله عليكم!!
أحاديث يزعم الألباني أنها غير موجودة حتى في الاجزاء
والأمالي المخطوطة مع أنها موجودة في
أشهر دواوين السنة المطبوعة
من أغرب الغرائب وأعجب العجائب أن الألباني يزدري ويسخر بكثير
من العلماء الحفاظ من أهل الحديث ويعيبهم بقصور الاطلاع!! بجعل
نفسه مرجعا للمسلمين ما عليه مزيد! ويحاول أن يتشبه بأئمة أهل
الحديث فيقول عن بعض الأحاديث لم يجده في ديوان من دواوين السنة!!
ويرمي كثيرا من جهابذة الحفاظ بالتناقض أو الغفلة مع أنه هو الموصوف
115

بذلك!! ومع كون الحديث الذي نفاه موجودا في أشهر كتب السنة
المطبوعة وإليك مثالا على ذلك:
(1) أورد صاحب (مشكاة المصابيح) الخطيب التبريزي في كتابه (222)
المذكور (1 / 62) حديث سيدنا ابن عمر رضي الله تعالى عنهما:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(اتبعوا السواد الأعظم، فإنه من شذ شذ في النار).
قال الألباني معلقا عليه:
(لم أجده في شئ من كتب السنة المعروفة حتى الأمالي والفوائد
والاجزاء التي مررت عليها وهي تبلغ المئات) اه‍.
قلت: ليس كذلك أيها الألمعي!! فالحديث موجود في مستدرك
الحاكم (1 / 115) وإليك إسناده ومتنه:
116

قال الحاكم: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الأصم
ببغداد، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا خالد بن يزيد القرني،
ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بن دينار، عن سيدنا
ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدا، وقال: يد الله
على الجماعة فاتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذ شذ في النار).
قلت: لم يجد الألباني هذا الحديث لأنه ليس بمحدث إذ لم يقرأ (223)
على أهل الفن وأرباب الصناعة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنما هو
مقلب فهارس!! لا غير كما قيل:
وكتبا كثيرة الصفوف
على الكتاب وعلى الرفوف
حظك منها أن تقلب الورق
ولم تصل للحم منها والمرق
مهلا هداك الله ما الحديث لك
من خاض اللجة حتما قد هلك
فلما لم يجد أول الحديث كما يتخيل (اتبعوا السواد...) في الألف
التي تليها التاء ظنه غير موجود!! حتى في الأمالي والاجزاء التي
تبلغ المئات!!
فلا يغترن أولئك المحققون الذين يعولون على مثل كتبه ولا
يرجعون إلى المصادر الأصلية بعد اليوم، لئلا يصبحوا مهزلة
وضحكة أمام طلبة العلم وأهل هذا الشأن!!
117

ضعف الألباني في اللغة العربية
وهذا الباب أيضا له فيه أغلاط كثيرة ذكرنا شيئا يسيرا جدا منها في
الجزء الأول ولا بأس ههنا بذكر طرف نزر من بعض أمثلتها أيضا فنقول
وبالله تعالى التوفيق
1 - يقول في (سلسلته الضعيفة) (2 / 333) ما نصه: (224)
(إن حماد له أوهاما). اه‍
فعكس عمل (إن) فجعله عمل (كان) وأخواتها وهذا قلب صريح
لمقاييس اللغة!! والصواب أن يقول:
(إن حمادا له أوهام). وما (تويز) منه ببعيد!!
2 - ويقول في (صحيحته)!! (4 / 315) في حديث رقم (1736): (225)
(على كل زوجة سبعون حلة يبدو مخ ساقها) اه‍.
هكذا بخفض آخر حرف من كلمة (حلة) لأنه فاقد للتمييز!!
فالتمييز عنده بالكسر خلافا للعرب!!!
وهكذا تعاكس شذوذاته!! أهل الفن في جميع المجالات!!
ولله في خلقه شؤون!!
3 - ويقول في (سلسلته الصحيحة) (1 / 47) ما نصه: (226)
(لكنهما غير متهمان) اه‍.
قلت: لو تحرى الصواب لعرف أن الصحيح أن يقول:
(لكنهما غير متهمين). وهذا مما يدلك على أن هذه أغلاط طبعية لا أخطاء
مطبعية!! ولدينا مزيد من ذلك ندخره لوقت الحاجة والله المستعان!!
118

تصحيفات شائنة وقع بها الألباني
(1) يقول في (إرواء غليله) (4 / 100) في حديث هناك: (227)
(إن كنت صائما فصم الغد) اه‍ بالدال.
والصواب هو (الغر) يعني: الأيام الغ ر (13 و 14 و 15 من كل
شهر).
(2) ويقول) الألباني في (إرواء غليله) (3 / 78): (شعيب بن زريق (228)
الطائفي) بتقديم الزين على الراء في (زريق)!!
والصواب هو (رزيق) بتقديم الراء المهملة، كا في (تهذيب
التهذيب) (4 / 308) وغيره.
(3) ويقول في تخريج (سنة ابن أبي عاصم) (ص 448) عن رجل (229)
اسمه سلمة تارة:
(سلمة بن نبابة)
وتارة:
(سلمة بن نباته)
فلا ندري ما هو الصواب فيه عنده؟!!
(4) ويقول الألباني عن رجل اسمه سليمان بن سلمان في (إرواء غليله) (230)
(5 / 333):
(الجنائزي)
وفي (صحيحته) (3 / 218)
يقول: الخبائزي)!!
فيا للتصحيف ويا للعجب! وليجب ما تفسير ذلك؟!!
119

تحليل طريقة الألباني في التصحيح
والتمثيل على ذلك
ومن تخليطات!! الألباني في هذا الفن:
أنه أورد في (صحيحته) (1 / 714) حديث: (صوتان
ملعونان...) وفي سند هذا الحديث محمد بن يونس وهو متهم بوضع (231)
الحديث باعترافه، ثم زعم أن للحديث طريقين آخرين عن الضحاك بن
مخلد ثنا شبيب بن بشر.. إلخ.
ثم قال:
(فالسند حسن إن شاء الله) اه‍.
قلت: كلا والذي خلق التناقض فيك!! كيف يكون السند حسنا
وشبيب بن بشر ضعيف عندك؟!! (232)
هل نسيت أو تناسيت أنك قلت في شبيب بن بشر في (ضعيفتك)
(3 / 174) وعن إسناد هو فيه:
(ضعيف، وذلك لان شبيب بن بشر صدوق يخطئ)؟!!
استيقظ!!
وقد ضعفته أيضا أيها الألمعي!! في مواضع أخرى!! عافاك الله!!
وأحسن عزاء شيعتك فيك وفي كتبك!!
ثم قال الألباني في (صحيحته) (1 / 714) زائدا في نغمة مزماره:
(وله شاهد يزداد به قوة، أخرجه الحاكم (4 / 40) من طريق
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى...) اه‍.
120

قلت: كلا، لم يزدد به إلا ضعفا!! وذلك لان محمد بن
عبد الرحمن بن أبي ليلى موصوف بأنه سئ الحفظ جدا كما في (التقريب) (233)
وقد ضعفته أنت في مواضع لا أكاد أحصيها منها قولك عنه في (234)
(ضعيفتك) (7 / 163) ناقضا ما قلته في (صحيحتك):
(فهو غير مستقيم، لان السئ الحفظ حديثه من قسم المردود كما هو (235)
مقرر في المصطلح) اه‍!!!!
فليهنأ فضيلته!! وشيعته!! الأكارم!! بهذا التناقض!! وليستيقظوا
عافاهم الله! وبه يتبين بطلان قوله هناك:
(فمثله يستشهد به ويعتضد)!! (236)
أقول: وكيف يعتضد وفي سند الحاكم أيضا مجهول قبل ابن أبي
ليلى؟!!
121

رواة ادعى الألباني أنه متفق على تضعيفهم
وليسوا كذلك
(1) الربيع بن سهل بن الركين: (237)
قال الألباني عنه في (صحيحته) (2 / 33):
(وهو ضعيف اتفاقا) اه‍.
قلت: ليس كذلك فقد وثقه ابن حبان في (الثقات) (4 / 227)
و (6 / 296) وغيره وقد اعترف الألباني بذلك فقال في (إرواء غليله)
(8 / 20) متناقضا:
(ضعفه النسائي وغيره ووثقه ابن حبان)!! (238)
فتبين باعترافه أنه ليس ضعيفا اتفاقا فتأملوا!!
قلت: وقد روى عنه شعبة وهو لا يروي إلا عن ثقة كما يزعم (239)
الألباني (1) في مواضع ويتناقض في مواضع!!
(2) عطية العوفي: (240)
ذكر الألباني في (ضعيفته) (3 / 45) ناقلا مقرا الاتفاق على ضعف
عطية فقال ما نصه:
(هذا إسناد مسلسل بالضعفاء، عطية متفق على تضعيفه) اه‍.

(1) قال الألباني في صحيحته (5 / 12) في سبيل توثيق رجل هناك:
(ويكفي في تعديله رواية شعبة عنه). اه‍ فيا للعجب.
122

قلت: ليس كذلك أيها الألمعي!! فقد قال الحافظ ابن حجر في
(أمالي الأذكار) (2 / 414):
(وقد قال أبو حاتم وابن عدي: يكتب حديثه، وقال الدوري عن
ابن معين: صالح الحديث، وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله
تعالى، وبعضهم لا يحتج به، قلت: والترمذي يحسن حديثه،
وهذا كله يرد قول من قال فيه: مجمع على ضعفه) اه‍
فتأمل أيها الألباني!!
123

رواة ادعى الألباني أنه متفق على توثيقهم
وليس الامر كذلك
ولا أترك ضرب ولو مثال واحد يثبت إفلاسه في هذا الفن الذي
يتبجح به على الناس وعلى من لا يتقنه يدعي فيه أن فلانا من الرواة متفق
على توثيقه مع بطلان كلامه:
(3) أبو الصديق بكر بن عمرو: (241)
يقول الألباني في (صحيحته) (4 / 40):
(وأبو الصديق اسمه بكر بن عمرو وهو ثقة اتفاقا محتج به عند
الشيخين وجميع المحدثين فمن ضعف حديثه هذا من المتأخرين
فقد خالف سبيل المؤمنين) اه‍!!
قلت: كذا قال!! وهو يضعف كثيرا من رجال الصحيحين (1) في
أماكن أخرى!! ولو علم أن الامام الحافظ ابن سعد السلفي قال
عن بكر بن عمرو هذا في طبقاته (7 / 226):
(يتكلمون في أحاديثه ويستنكرونها) اه‍.
لما جازف الألباني هذه المجازفة المزيفة!! وتفوه بهذا الكلام المهدوم!!

(1) أنظر صحيحته (1 / 514) أبو خالد الأحمر.
124

تناقضه في قوله عن الراوي في مكان
صدوق وفي مكان آخر ثقة مع أنه
يقول الصدوق غير الثقة
ومن أنواع تناقضات الألباني أنه صرح في أماكن كثيرة بأن الصدوق
مغاير للثقة كما هو معروف عند أهل الحديث، وهو متى تكلم على سند
مثلا قال فيه رجاله ثقات غير فلان فإنه صدوق، فأكد بذلك تغاير
الصدوق والثقة، من ذلك مثلا قوله في (إرواء غليله) (8 / 7) عن رجال
سند هناك:
(رجاله ثقات رجال الصحيح غير الأجلح وهو ابن عبد الله الكوفي
وهو صدوق) اه‍.
ثم نراه يتناقض فتارة يقول عن الراوي صدوق وفي موضع آخر
يقول ثقة وإليكم بعض الأمثلة على ذلك:
1 - هريم بن سفيان: (243)
قال عنه في (ضعيفته) (4 / 169):
(صدوق).
وخالف هذا فقال عنه في (صحيحته) (1 / 618):
(ثقة)!!
2 - ابن ثوبان: عبد الرحمن بن ثابت: (244)
قال عنه في (الصحيحة) (1 / 181):
(وهو مختلف فيه، والمتقرر أنه حسن الحديث إذا لم يخالف) اه‍.
125

وخالف هذا في (ضعيفته) (4 / 408) فقال عن سند هو فيه:
(رجاله موثوقون)!!
3 - إسماعيل بن زكريا: (245)
قال عنه في (صحيحته) (3 / 267):
(وهذا سند حسن فإن رجال الاسناد ثقات كلهم).
ثم استثنى إسماعيل فأكمل قائلا:
(وإسماعيل احتج به الشيخان، قال الحافظ: صدوق يخطئ
قليلا) اه‍.
فأنزل الحديث إلى درجة الحسن لأجله!!
وقد خالف ذلك في موضع آخر وذلك في (ضعيفته) (3 / 451) إذ
قال:
(إن إسماعيل بن زكريا ثقة محتج به في الصحيحين فالسند
صحيح...) اه‍
فتأملوا!!
4 - هوذة بن خليفة: (246)
وثقه (في صحيحته) (2 / 114) فقال عنه:
(وهو ثقة).
وخالف هذا في موضع آخر من (صحيحته)!! وذلك (3 / 329)
حيث قال:
(صدوق) اه‍.
فتأملوا!!
126

قصور اطلاع الألباني في مواضع لا تحضى
وأمثلة ذلك
أو
عرض بعض ما وقع فيه الألباني من أخطاء ظاهرة
وأغلاط فاحشة في علم الحديث مما يدل دلالة
واضحة على عدم معرفته بهذا الفن تماما
من الغريب العجيب أن نجد هذا الألباني يقع في أغلاط لا تقع
لصغار الطلبة عندنا!! ونجده يعيب على الجهابذة من المحدثين وكبار
الحفاظ الذين يبني مؤلفاته القيمة!! على فتات موائدهم ثم يتطاول
عليهم بما هو واقع فيه!! كما بينا بعض أمثلته سابقا فيقع بأشنع مما عابهم
به كرات ومرات والله المستعان.
وإن مما يشمئز له قلب المنصف قول الألباني في مقدمة (صحيح الجامع
وزيادته) ص (17) عن الامام الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى أنه:
(ليس من أهل النقد والدقة) (1) اه‍!!! (247)
أفلم يكن من واجب الألباني أن يشكر الامام السيوطي رحمه الله تعالى
ويترحم عليه ويدعوا له؟!! لا سيما وقد سرق كتبه علانية ونسبها إلى نفسه (248)
فوضع عليها: (تأليف محمد ناصر (2) الدين الألباني) مع أن الكتاب للحافظ
السيوطي رحمه الله!! وكان عليه أن يقول: (بتحقيق محمد ناصر (2) الدبن الألباني)

(1) وهل أنت من أهل النقد والدقة بعد بيان المئات من هذه التناقضات
والأغلاط؟!!! قل: لا!! إن كنت عاقلا!!
(2) هادم.
127

على ما في تحقيقه من الخبط والتناقض!! (1).
أفلم يستفد الألباني من الامام الحافظ السيوطي؟!! أفلم يستفد من
(الجامع الصغير) و (الزيادة عليه) و (الجامع الكبير) و (الدر المنثور)
و....؟!
و (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)!! (251)
فأين الأدب والتأدب أيها الألباني المتناقض!! المعثار! مع العمد من (252)
الأئمة؟!!!
ولنسرد نماذج وأمثلة تدل دلالة واضحة على قصور الألباني في الحديث
وفي الرجال وفي علم الجرح والتعديل وفي غير ذلك من ألوان تناقضاته
وبالله عز وجل نستعين لا رب سواه ولا إله غيره:
(1) قال الألباني في (صحيحته) (4 / 262) ما نصه: (253)
(وللحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا به نحوه. أخرجه
أحمد (2 / 49) ثنا إبراهيم بن وهب بن الشهيد: ثنا أبي عن

(1) وما طبع على غلاف بعض طبعات مسند الإمام أحمد وعلى كعب الغلاف أنه (مع (249)
فهرس الألباني) مما تضحك منه الثكلى!! وكل ذلك ترويجا ودعاية لهذا المتناقض!!
مع أن أصغر الطلبة عندنا لو كلفناه أن يصنع هذا الفهرس الذي يتبجح به الألباني
لما استغرق معه أكثر من ثلاث ساعات لا غير!!
ولله في خلقه شؤون فتنبهوا إلى الدعاية التي يقوم بها هذا الألباني!! ومريده!! القديم
صاحب المكتب الاسلامي اللذين اقتتلا في المحاكم النظامية على الدنيا والعوائد (250)
المادية!! لتدركوا الامر!! وقد انغر بمثل هذا الترويج بسطاء المحققين من
(الدكاترة)!
128

أنس بن سيرين عنه. وإبراهيم هذا وأبوه لم أعرفهما، ولم يترجمها (1)
الحافظ في التعجيل!) اه‍ كلامه.
أقول: كذا قال لم أعرفهما!! وذلك لقصوره!!
وقد تصحف الاسم عليه فلم يعرفهما!! والصواب هو:
إبراهيم بن حبيب بن الشهيد (254)
من رجال النسائي وهو (ثقة) كما في (تهذيب التهذيب) (1 / 98) (255)
فليستيقظ!!
وأبوه هو:
حبيب بن الشهيد الأزدي أبو محمد: (256)
(ثقة) من رجال البخاري ومسلم والأربعة مترجم في عدة كتب (257)
منها: (تهذيب الكمال) للحافظ المزي (5 / 378) و (التهذيب)
و (التقريب) و (الكاشف) و...
فيا للعجب من جهل الألباني برجال الصحيحين فضلا عن رجال
الكتب الستة فضلا عن رواة الحديث!!
ومن هذا البيان يتبين لك أنه (فهرسي) (صحفي) لا غير!! (258)
(2) قال الألباني في (صحيحته) (4 / 269) عن إسناد حديث هناك ما (259)
نصه:
(ورجال إسناده ثقات كلهم غير امرأة ابن عمر فلم أعرفها) اه‍
كلامه.

(1) وصوابه: ولم يترجمهما فليصلح ذلك!!
129

قلت: هي يا ألمعي!! صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية من
رواة البخاري في التعاليق ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة
كما رمز الحافظ لها وهي مترجمة في (التقريب) ص (749) برقم
(8623) وغيره فاستيقظ!!
(3) قال الألباني في (صحيحته) (4 / 114): (260)
(وابن عيينة إنما سمع من عطاء بعد اختلاطه فالاعتماد على رواية
الثوري عنه) اه‍.
قلت: كلا أيها الألمعي!! قال الحافظ في (تهذيب التهذيب)
(7 / 184 دار الفكر):
(قال الحميدي عن ابن عيينة: (كنت سمعت من عطاء بن
السائب قديما ثم قدم علينا قدمه فسمعته يحدث ببعض ما كنت
سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته) اه‍.
فاستيقظ!!
وأزيدك أيها المتناقض!! فأقول لك:
لقد نقضت ما أبرمته في (صحيحتك) حيث قلت في (إرواء (261)
غليلك) (7 / 39):
(وكأنه خفي عليه - المنذري - أنه عند أبي داود من رواية شعبة عن
عطاء وقد سمع منه قبل الاختلاط، وكذلك رواه أحمد عن شعبة
وعن سفيان أيضا وقد سمع منه قبل الاختلاط أيضا) اه‍!!
فتأملوا في تخبطاته!! وتناقضاته!!
فلا ندري التعويل الآن بعد هذا البيان عنده وعند شيعته المفتونين
130

به على ما ذكره في (صحيحته) أم على ما ذكره في (إروائه)؟!! والله
المستعان!!
ومن ذلك يتبين سخف وبطلان ما قاله في (ضعيفته) (2 / 284)
عن الامام المحدث الكوثري بأن ما يبرمه في مكان ينقضه في مكان (262)
آخر ويتبين أن هذا نعته لا غير!!
(4) ومن تناقضه الفاحش!! قوله في (صحيحته) (4 / 407) عن سند (263)
يرويه سيدنا محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين ما نصه:
(... عن محمد بن علي عن أبي هريرة به. قلت: وهذا سند
صحيح ورجاله كلهم ثقات، ومحمد بن علي هو أبو جعفر
الصادق..) اه‍.
قلت: تناقض المسكين مع نفسه!! لأنه قال قبل ذلك في
(صحيحته) (2 / 148) عن هذا السند نقلا عن الحافظ الذهبي:
(محمد بن علي بن الحسين وروايته عن أبي هريرة وعن أم سلمة
فيها إرسال، لم يلحقهما أصلا) اه‍.
ثم جزم بذلك فقال:
(إن كان محمد بن علي بن الحسين (1) فهو مرسل) اه‍
قلت: والمرسل من أقسام الضعيف فهو غير الصحيح أليس
كذلك أيها الجهبذ؟!!
عافاك الله تعالى!!

(1) أي إن كان يرويه عن أبي هريرة.
131

(5) من مجازفات التقليد الأعمى: (264)
قال الألباني في (صحيحته) (4 / 345) ما نصه:
(قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات غير محمد بن مالك..
واضطرب (1) فيه ابن حبان، فذكره في كتابه (الثقات
والضعفاء!) اه‍
قلت: كذا قال!! ولو أنه ترك التقليد في هذا الشأن وكان مجتهدا
لعرف أن من نقل عنه ذلك قد أخطأ!! وذلك لان ابن حبان لم
يترجم هذا المذكور - محمد بن مالك - في الثقات فليستيقظ هذا
الألباني!!
(6) قال الألباني في (صحيحته) (4 / 411) ما نصه:
(وعبد الرحمن بن إسحاق هذا الظاهر أنه أبو شيبة الواسطي وهو (266)
ضعيف) اه‍
قلت: كلا!! بل هو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث
بن كنانة العامري القرشي وهو صدوق من رجال مسلم،
فاستيقظ!! وراجع ذلك!!
(7) تطاول وتبجح: (267)
قال الألباني في تعليقه السقيم!! وتخريجه القاصر!! على سنة ابن أبي
عاصم ص (201) ما نصه:
(وعدس بضم العين المهملة، ويقال حدس بالحاء المهملة،

(1) وهذا تصريح من الألباني بأن التناقض هو اضطراب وهو من الضعف!! (265)
132

وهكذا وقع في الرواية المتقدمة وهو الصواب كما قال الإمام أحمد
في المسند (4 / 11) وهذا من الفوائد التي خلت منها كتب
الرجال!...) الخ هرائه!!
وأقول: كلا أيها الألمعي!! فإن كتب الرجال لم تخل من هذا
الضبط!!
وقد نقلوه عمن قبل الإمام أحمد!! فقد قال الحافظ ابن حجر في
(تهذيب التهذيب) (1 / 115 دار الفكر) نقلا عن الاجري:
(سمعت عيسى بن يونس يقول رأيت رجلا من ولد وكيع فسألته
عنه فقال: ابن حدس) اه‍.
ونقل الحافظ ضبط حدس في (التهذيب) عن جماعة فليرجع إليه!!
فتأملوا!!
(8) قال الألباني في (صحيحته) (4 / 101) عن حديث رواه عبد الله بن (268)
سلام ما نصه:
(أخرجه ابن حبان في صحيحه (2127 - موارد) قلت: واسناده
صحيح) اه‍.
قلت: كلا أيها الألمعي!! إذ كيف يكون صحيحا وفي سنده
عمرو بن عثمان الكلابي وهو ضعيف؟!
انظر التقريب ص (424) رقم (5074) واستيقظ!!
(9) ومن عجائب صنع الألباني في هذا الفن أنه قال عن عمرو بن واقد (269)
في صحيحته (5 / 605):
(متروك عند البخاري وغيره، ورمي بالكذب) اه‍.
133

وهو متناقض!! لأنه استشهد بحديثه قبل ذلك في صحيحته
(4 / 618) بل صحيحة في (صحيح الترمذي)!!
(10) جهل عجيب: (270)
ومما يثبت أن الألباني ليس بمحدث ولا شم رائحة التحقيق في هذا
الفن!! أنه قال في (صحيحته) (2 / 4) عن حديث هناك:
(أخرجه أحمد 6 / 22): ثنا يزيد بن هارون قال:
أخبرني الجريري به. وأخرجه أبو داود (4160) والنسائي
(2 / 292 - 293)
قلت: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين) اه‍.
قلت: كذا قال! وليس كذلك!! ولو عرف أن رواية يزيد بن
هارون عن الجريري في زمن اختلاطه لما فاه بهذا الهذيان
الفارغ!!
قال الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (4 / 7) - في ترجمة
الجريري - ما نصه:
(روى عنه في الاختلاط يزيد بن هارون..) اه‍
فتأملوا!!
وليستيقظ!!
(11) قال الألباني في (صحيحته) (2 / 30) عن سند حديث فيه يعلى بن (271)
عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو... الخ ما نصه:
(أخرجه الحاكم 4 / 151 - 152 من طريقين عنه وقال:
صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي وهو كما قالا) اه‍!!
134

قلت: كذا قال!! صحيح وعلى شرط مسلم!! ولو كان يعرف
هذا الفن حق المعرفة ويدري الحديث حق الدراية لما قال هذا!!
فالحديث ليس على شرط مسلم لان والد يعلى وهو عطاء
العامري الطائفي ليس من رجال مسلم كما في (تهذيب
التهذيب) (7 / 196).
وكذلك ليس الحديث صحيحا لان عطاء العامري هذا قال
عنه أبو الحسن القطان مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه يعلى
وتبعه الذهبي في الميزان.
فليستيقظ محدث الديار الشامية!! وحافظ الوقت!!
وكم له من خطأ فاحش في قوله في مواضع كثيرة (على شرط
مسلم) ونحو هذه الشروط واعدادها لا تكاد تحصى ولعلي أن
أفرد فصلا خاصا في ذكر بعضها في المجلد والجزء الآتي
(الثالث)!! إن شاء الله تعالى.
(12) ومما يدل على تعصب الألباني المقيت تثبيته في كتاب مختصر العلو (272)
ص (136) عبارة منقولة عن الامام أبي حنيفة رحمه الله تعالى
من طريق أبي مطيع البلخي حيث قال!! في معرض مدحه
والبناء على كلامه وتثبيته - ما نصه:
(قلت: أبو مطيع البلخي هذا من كبار أصحاب أبي حنيفة
وفقهائهم..) اه‍.
ونقول له: أثبت العرش ثم أنقش أيها الألمعي!!
وسبحان من جعلك تتناقض فتقول عن أبي مطيع هذا في موضع
135

آخر وذلك في (صحيحتك) (2 / 39) عن سند هو فيه:
(قلت: فهذا ضعيف جدا، من أجل البلخي، فقد ضعفوه،
واتهمه بعضهم بالكذب والوضع...) اه‍.
فليتأمل ذلك المفتونون بالشيخ!! والمتعصبون له!! وليتدبر ذلك
أدعياء التحقيق من (الدكاترة)!! الذين يعولون على مثله!!.
(تنبيه): ثم لو قال إنما صححت رواية أبي مطيع - لتلك
العبارة - التي أعشقها عن أبي حنيفة ولم أصحح ذلك الحديث
الذي في سنده أبو مطيع لان أبا مطيع من كبار أصحاب أبي
حنيفة لكنه في الحديث واه كما قال الذهبي ونقلته عنه.
قلنا: ليس كذلك أيها الألمعي!! وكيف تقبل رواية رجل عن (273)
حنيفة وهو وضاع يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله؟! أوليس من
كذب على رسول الله كان من السهل عليه أن يكذب على أبي
حنيفة؟!! أم أنك تجعله من كبار أصحاب أبي حنيفة وفقهائهم
في موضع يحلو لك تعصبا لتنصر ما برأسك من أفكار! وتجعله
في موضع آخر كذابا وضاعا حيث يروق لك ذلك؟!
يا رجل اتق الله تعالى وتب إليه!!
(ملاحظة مهمة جدا): ومما يؤكد تعصبك واعمالك الهوى في
الكلام على الأسانيد قبولك لما يرويه ابن بطة (صاحب الإبانة)
وردك لما يرويه أبو عبد الرحمن السلمي (صاحب الطبقات).
136

فأما ابن بطة
فقولك عنه مثلا في (ضعيفتك) (3 / 392) - رادا جرح الأئمة له!! -:
(قلت: لأنه عالم فاضل صالح بلا خلاف... ولمجرد وقوع
خطأ واحد من مثله لا يجوز أن ينسب إلى الوضع حتى يكثر
منه، ويظهر مع ذلك أنه قصد الوضع، وهيهات أن يثبت ذلك
عنه!) اه‍.
وهذا كلام مردود قطعا وفاسد تحقيقا!! ولن يغني الألباني من الحق
شيئا ما ذكره صاحب التنكيل (1 / 338 - 347) بعد ثبوت:
قول الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه (10 / 375) عن (274)
حديث موضوع هناك:
(والحمل فيه على ابن بطة).
وقول الحافظ ابن حجر فيه في (لسان الميزان) (4 / 113 (275)
هندية):
(وقد وقفت لابن بطة على أمر استعظمته واقشعر جلدي منه).
وبعد قول أبي القاسم الأزهري فيه كما في (اللسان) (276)
(4 / 113):.
(ابن بطة ضعيف ضعيف) اه‍.
وبعد قول الحافظ الذهبي فيه في (الميزان) بما معناه: (277)
(قليل إتقان في الرواية).
وبعد كشف الحافظ الدارقطني لكذب روايته حيث قال (278)
لنصر الأندلسي كما في (اللسان) (4 / 114):
137

(إيش كتبت عن ابن بطة، قال: كتاب السنن لرجاء بن مرجا.
حدثني به عن حفص بن عمر الأردبيلي عن رجاء بن مرجا،
فقال الدارقطني: هذا محال دخل رجاء بن مرجا بغداد سنة
أربعين ودخل حفص بن عمر سنة سبعين فكيف سمع
منه؟!!) اه‍.
قلت: ذلك يتم بالكذب والكشط والحك!!
فقد قال الخطيب في (تاريخه) (10 / 374): (279)
(حدثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: رأيت كتاب بن بطة
بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره، وقد حك اسم صاحبها
وكتب اسمه عليها).
وقال ابن عساكر: وقد أراني شيخنا أبو القاسم السمرقندي (280)
بعض نسخة ابن بطة بمعجم البغوي فوجدت سماعه فيه
مصلحا بعد الحك.
وبعد قول أبي ذر الهروي: أجهدت على أن يخرج لي شيئا (281)
من الأصول فلم يفعل فزهدت فيه.
وبعد إقرار الحافظ ابن حجر هذه الأشياء التي تشتمل على (282)
الطعن الصريح من أكابر الحفاظ في ابن بطة هذا الذي يتعصب
له الألباني دون طائل تقليدا وجريا وراء ترهات المعلمي.
وأما قول الألباني (عالم فاضل صالح بلا خلاف) فقد تبين بطلانه (283)
وأنه ضعيف بلا خلاف!! والوضاع لم يكن في يوم من الأيام
فاضلا!!
138

وأما قوله (صالح) فكثير من الصلحاء هتك الألباني عدالتهم ورد (284)
روايتهم وشنع عليهم! ومنهم أبو عبد الرحمن السلمي، والامام
أبي حنيفة - رحمه الله تعالى من كبار الصالحين ورؤوس أهل
الفضل ومثله كثير فلم يعبأ الألباني بصلاحه ولا بفضله بل طعن
فيه وسرد أقوال من ضعفه في مواضع منها في تعليقه!! على سنة
ابن أبي عاصم ص (76) حيث قال:
(إسناده ضعيف، رجاله رجال البخاري غير أبي حنيفة، فإنه
على جلالته في الفقه ضعفه الأئمة لسوء حفظه (1)، وقد خرجت
أسماء هؤلاء الأئمة في الأحاديث الضعيفة 5 / 76 بما لا تراه في
كتاب آخر، ولدينا مزيد!)
فيا للهول!!
وأما أبو عبد الرحمن السلمي: (285)
فقد طعن فيه الألباني في مواضع!! منها قوله في (ضعيفته)
(4 / 92):
(قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مظلم فإن مخرجه السلمي
نفسه متهم بأنه كان يضع الأحاديث...) اه‍
قلت: فعكس الألباني في شأنه عكس ما فعله في شأن ابن بطة مع
قول الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) (5 / 141) فيه:

(1) وهل أنت أيها الجهبذ!! مع هذه التناقضات الواضحات والأغلاط الفاحشات أكثر
حفظا وفقها من الامام أبي حنيفة أم أنك على صلاحك!! وفضلك!! تتلاعب
وتضعف وتكشط وتحك وتحذف كصديقك!! الصالح!! ابن بطة!! فأنت ترى
ذلك غير مسقط للعدالة فتدافع وتنافح!!
139

(وقال السراج مثله إن شاء الله لا يتعمد الكذب) اه‍ (286)
قلت: ومما عابوه به إيراده الأحاديث الموضوعة في كتبه مع أن
كثيرا من الحفاظ الذين يوثقهم الألباني يفعلون ذلك أيضا، وهو
يعلم ذلك جيدا.
وقد قال الذهبي في صدر ترجمته في (سير أعلام النبلاء):
(الامام الحافظ المحدث...) فلا ندري لم أثنى الألباني على ذلك
وطعن في ذا!!!
(13) ومما يدل أيضا على إفلاسه في علم الحديث وفي معرفة الأسانيد (287)
والحكم عليها قوله في (صحيحته) (2 / 74) عن حديث هناك:
(أخرجه الإمام أحمد (6 / 404) ثنا حجاج قال: ثنا ابن جريح
عن ابن شهاب عن حميد.. قلت: وهذا إسناد على شرط
الشيخين) اه‍.
قلت: يا ألمعي!! هل يقال عن سند فيه عنعنة ابن جريح أنه
على شرط الشيخين وقد رواه الطحاوي في (شرح المشكل)
(/) من طريق أبي عاصم عن ابن جريح قال:
(حدثت) اه‍
وهذا يبين لك أنه قد دلسه! فاستيقظ!! (288)
140

باب
تناقض الألباني
في
تصحيح الحديث في موضع وتضعيفه في موضع آخر
وكذلك
تناقضه في
توثيق الرجل في موضع وتضعيفه والطعن فيه
في موضع آخر!!
سرد (120) مثالا على ذلك
141

تنبيه
نرجو عند مراجعة هذه المسائل مراعاة الطبعة المذكورة في
فهرس ثبت المراجع المذكور آخر هذا الكتاب، وذلك لان هذا
المتناقض!! يغير أرقام الأحاديث في أحيان كثيرة لئلا يهتدي
الباحث إلى أخطائه
(لذا اقتضى التنبيه)
142

رد الألباني على الألباني
(كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)
فصل
تناقض الألباني الواضح في تصحيح بعض
الأحاديث في موضع وتضعيفها في موضع آخر
سرد (20) مثالا على ذلك
لم أخصص هذا الجزء (رقم 2) لتناقض هذا الألمعي! في الحكم على
متن الحديث ومع ذلك فإنني لا أترك ضرب ولو عشرين مثلا على إثبات
تناقضه في هذا المجال توكيدا للماضي الجزء (رقم 1) واستعدادا للآتي
الجزء (رقم 3) إن شاء الله تعالى حتى يطلع أهل العلم وطلاب الحديث
والمغرمون الوالهون من شيعته!! والمفتونون بكتبه والناقلون منها والمعولون
عليها على شئ من ذلك ههنا وتحقيقا لرغبة بعض الأصدقاء والمريدين!!
وإليك ذلك وبالله نستعين:
(1) حديث أبي برزة مرفوعا: (289)
(والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل مني).
رواه النسائي في سننه (7 / 120 برقم 4103).
قلت: صححه الألباني فأورده في (صحيح الجامع وزيادته)
(5 / 106 برقم 6978) وقال:
(صحيح).
143

ومن العجيب أنه ضعفه في موضع آخر!! حيث ذكره في كتابه
(ضعيف سنن النسائي) ص (164 حديث رقم 287) وقال:
(ضعيف).
فتأملوا في هذا التخابط!!
(2) حديث حرملة بن عمرو الأسلمي عن عمه مرفوعا: (290)
(ارموا الجمار بمثل حصى الخذف - أو الخاذف).
رواه ابن خزيمة في صحيحه (4 / 276 - 277 برقم 2874).
قلت: أقر الألباني تضعيفه في صحيح ابن خزيمة ونص العبارة:
(إسناده ضعيف).
وتناقض فصححه في (صحيح الجامع وزيادته) (1 / 312 برقم
923) حيث قال:
(صحيح) اه‍.
فتأملوا!!
(3) حديث سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (291)
سئل النبي صلى الله عليه وآله عن الجنب هل يأكل أو ينام قال:
(- نعم - إذا توضأ وضوءه للصلاة).
رواه ابن خزيمة برقم (217) وابن ماجة (592).
ضعفه هذا المتناقض!! حيث أقر تضعيفه في تعليقه على ابن
خزيمة (1 / 108 برقم 217).
ثم تناقض!! فصححه في صحيح ابن ماجة (1 / 96 برقم
144

482).
فيا للعجب.!!
(4) حديث السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعا: (292)
(إناء كإناء، وطعام كطعام) رواه النسائي في سننه (7 / 71 برقم
3957).
صححه الألباني - الذي حلف بعض المتعصبين بأنه لم ير مثل نفسه
- في كتابه الفذ!!! (صحيح الجامع وزيادته) (2 / 13 برقم
1462) قائلا:
(صحيح) اه‍.
وتناقض!! فخلط ولم يدر! حيث ضعفه في ضعيف سنن النسائي
ص (157) برقم (263) قائلا:
(ضعيف)
فتأملوا يا قوم!
(5) حديث سيدنا أنس رضي الله عنه: (293)
(ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا
انقطع).
حسنه الألباني في تخريج (المشكاة) (6 / 696 برقم 2251
و 2252).
وتناقض فضعفه في (ضعيف الجامع وزيادته) (5 / 69 برقم
4947 و 4948).
فأحكم قيد التناقض عليه!!
145

(6) حديث سيدنا أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا: (294)
(إن كنت صائما فعليك بالغر البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة
وخمس عشرة).
ضعفه في (ضعيف النسائي) ص (84). وفي تعليقه على ابن
خزيمة (3 / 302 / برقم 2127).
وصححه متناقضا مع نفسه!! في (صحيح الجامع وزيادته)
(2 / 10 برقم 1448)!! كما صححه في صحيح النسائي
(3 / 902 رقم 4021)!!
فتأمل!!
من الغريب العجيب في تناقض هذا الرجل أن يورد هذا الحديث
في (صحيح سنن النسائي) ويذكره أيضا في (ضعيف سنن
النسائي) مما يدل على أنه لا يعي ما يقول!! أو ما يخرج من رأسه!! (295)
فهل يعول على مثل كتب هذا الناقل!!
وهذا مما يؤكد لنا ما سمعناه في شأنه من أنه يجمع غلمانه فيأمرهم
بكتابة هذه التساويد ثم يلقي عليها نظرة فينسبها له كما يفعل غيره
من محققي هذه الأزمان لتروج هذه الكتب تجاريا عند من فتن بهذا (296)
الرجل وظن أنه يعرف علم الحديث!! وقد اعترف هو ببعض ذلك
فوقع من حيث لا يدري حيث صرح في مقدمة صفة صلاته
الجديدة ص (5 - 6) أن كتاب (الحلال والحرام) للقرضاوي بقي (297)
اسمه عليه هكذا: (تخريج المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني) مدة اثنتي
عشرة سنة أي من سنة 1400 ه‍ للآن، وبقي هكذا كما يقول
146

ويعبر: (فأسرها يوسف في نفسه) هذه المدة الطويلة لينخدع القراء
البسطاء الذين فتنوا به وكذلكم شيعته فيقبلوا على الكتاب
ويشتروه ليزداد العائد من المتاجرة به! وهكذا يكشف الله ما يقوم
به هذا الرجل من تلاعب وإيهام وادعاء فارغ للعلم الذي هو
بمعزل عن جوهره!!
(7) حديث السيدة ميمونة رضي الله عنها: (298)
(ما من أحد يدان دينا فعلم الله أنه يريد قضاءه إلا أداه الله عنه
في الدنيا).
رواه النسائي (7 / 315) وغيره.
قلت: قال ناصر في (ضعيف النسائي) ص (190):
(صحيح دون قوله في الدنيا) اه‍
قلت: أيها المتناقض لقد صححته بإثبات لفظة (في الدنيا) في
صحيح الجامع وزيادته (5 / 156) ولم تنبه على اللفظة.
فواعجبا من تناقضك!! ووا أسفا على من اغتر بكلامك!!
(8) حديث بريدة رضي الله عنه مرفوعا: (299)
(مالي أرى عليك حلية أهل النار) يعني خاتم الحديد.
رواه النسائي (8 / 172) في سننه وغيره.
قلت: صححه الألباني في (صحيح الجامع زيادته) (5 / 153 برقم
5540) فقال:
(صحيح 9
147

وتناقض فأورد الحديث في (ضعيف النسائي) ص (230)
قائلا:
(ضعيف) اه‍.
فيا للعجب وهل يعول على كلامك أيها المحقق الجهبذ؟!!
(9) حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (300)
(من ابتاع محفلة أو مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام إن شاء أن
يمسكها أمسكها وإن شاء أن يردها ردها، وصاعا من تمر لا
سمراء).
رواه النسائي (7 / 254) وغيره.
قلت: ضعفه الألباني بإثبات لفظة (ثلاثة أيام) فيه، فإنه يراها في
حال من أحوال تجلياته لا تثبت، وذلك في (ضعيف سنن
النسائي) له (ص 186) حيث قال:
(صحيح... دون ثلاثة أيام).
وأقول له: لقد تناقضت أيها الألمعي!! فصححته بإثبات (ثلاثة
أيام) وذلك في (صحيح الجامع وزيادته) (5 / 220 رقم 5804).
فاستيقظ!!
(10) حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:
(من أدرك من صلاة الجمعة ركعة، فقد أدرك).
رواه النسائي (3 / 112) وابن ماجة (1 / 356) وغيرهما.
ضعفه الألباني فأورده في (ضعيف سنن النسائي) ص (49) برقم
148

(78) وقال:
(شاذ بذكر الجمعة..) اه‍.
قلت: لقد وقعت أيها الألمعي!! في التناقض إذ قد صححته
بذكر الجمعة في (إرواء الغليل) (3 / 84 برقم 622)
حيث قلت:
(صحيح) اه‍
فاستيقظ!! عافاك الله!!
وبمثل هذا التناقض الفاضح اللائح تتناقض الاحكام التي يبني (302)
عليها الألباني فقهه الذي يمثل الآراء الشاذة!! مما يسبب فوضى
كبيرة جدا في الفقه الذي يزعم أنه فقه الكتاب والسنة
الصحيحة! وخلاصة وزبدة المذاهب والآراء! فهل يعول على
فقه سقيم مبني على مثل هذا التهافت والتناقض؟!!
(11) حديث النعمان بن بشير مرفوعا: (303)
(إن أهل الجاهلية كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا ينخسفان
إلا لموت عظيم من عظماء أهل الأرض وإن الشمس والقمر لا
ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما خليقتان من خلقه،
يحدث الله في خلقه ما يشاء، فأيهما انخسف فصلوا حتى
ينجلي، أو يحدث الله أمرا).
رواه النسائي (3 / 145).
صححه الألباني في (صحيح الجامع وزيادته) (2 / 186 برقم
149

(202) فقال:
(صحيح) اه‍
وتناقض المسكين!! حيث حكم على الحديث بأنه ضعيف في
(ضعيف النسائي) ص (58).
فيا للهول!!
(12) حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (304)
(إن كنت صائما فصم الغر).
ضعفه في موضعين من (ضعيف النسائي) (ص 83 برقم 144)
إذ قال:
(ضعيف) اه‍
وتناقض على عادته فأورده في (صحيحته) (4 / 93 برقم
1067).
فيا للعجب!!
(13) حديث:
(إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا عليه (1) بالايمان).
ضعفه الألباني في (ضعيف الجامع وزيادته) (1 / 184 برقم 608)
وتناقض في موضع آخر وذلك في تعليقه على
(صحيح ابن خزيمة) (2 / 379) فأقر من قال:
(إسناده صحيح).
وقد ذكر في مقدمة ابن خزيمة ص (32) أنه راجع الكتاب
150

وخاصة التعليقات.
فيا للعجب!!
(14) حديث عبد الله بن الزبير مرفوعا: (306)
(من شهر سيفه ثم وضعه، فدمه هدر).
رواه النسائي في سننه (7 / 117 برقم 4097) والحاكم في
(المستدرك) (2 / 159) وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم
يخرجاه) ووافقه الحافظ الذهبي هناك.
أقول: صححه الألباني في (صحيح الجامع وزيادته) (5 / 308
برقم 6198) فقال:
(صحيح).
وتناقض تناقضا عجيبا فضعفه في كتاب آخر، حيث أورده في
(ضعيف النسائي) ص (163) وقال:
(شاذ)
فيا سبحان الله!!!
(15) حديث إبراهيم بن جرير عن أبيه: (307)
(أن نبي الله صلى الله عليه وآله دخل الغيطة فقضى حاجته فأتاه جرير
بإداوة من ماء فاستنجى بها. قال: ومسح يده بالتراب).
رواه ابن ماجة في سننه (1 / 129) وغيره.
ضعفه الألباني في تعليقه على (صحيح ابن خزيمة) إقرارا (1 / 47
151

برقم 89) قائلا:
(إسناده ضعيف جه طهارة 29)
قلت: لقد تناقض إذ حسنه في صحيح ابن ماجة فأورده هناك
(1 / 63 برقم 288).
فتأملوا!!
أفهذه هي الدقة في تخريج الأحاديث والتعاون على التحقيق
والمراجعة؟!!
(16) حديث كعب بن عجرة مرفوعا: (308)
(إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه، ثم خرج عامدا إلى المسجد
فلا يشبكن يديه فإنه في صلاة).
رواه أبو داود (1 / 154) وابن خزيمة (1 / 227 برقم 441).
ضعف الألباني هذا الحديث في تعليقه على (صحيح ابن خزيمة)
(441) فقال:
(إسناده ضعيف أبو ثمامة مجهول الحال، ناصر) اه‍.
وتناقض تناقضا عجيبا!! حيث صحح الحديث في (صحيح أبي
داود) (1 / 112 برقم 526) وفي سنده هناك أبو ثمامة أيضا!!
فقال:
(صحيح) اه‍
فيا للعجب!!
152

(17) حديث سلمان بن عامر الضبي مرفوعا: (309)
(إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فليفطر
على الماء فإنه طهور).
رواه ابن خزيمة (3 / 278) وغيره.
قلت: صححه الألباني في (صحيح الجامع الصغير وزيادته)
(1 / 159 برقم 360) فقال:
(صحيح) اه‍.
وتناقض في موضع آخر فضعفه وذلك في تعليقه على (صحيح
ابن خزيمة) (3 / 278 برقم 2567) إذ قال:
(إسناده ضعيف)!!
فتأملوا!!
(18) حديث سلمان بن عامر الضبي مرفوعا: (310)
(الصدقة على المسكين صدقة، وهي على القريب صدقتان:
صدقة وصلة).
رواه ابن خزيمة في صحيحه (3 / 278 برقم 2067) وغيره.
قلت: صححه الألباني في (صحيح الجامع وزيادته) (3 / 263
برقم 3752) فقال:
(صحيح).
وتناقض فضعفه في تعليقه على (صحيح ابن خزيمة (3 / 278
برقم 2067) فقال:
153

(إسناده ضعيف) اط
فيا للتخابط!! والتهافت!!
(19) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: (311)
(إني كنت أعلمتها يعني الساعة التي في الجمعة ثم أنسيتها كما
أنسيت ليلة القدر).
ضعفه الألباني في (ضعيف الجامع وزيادته) (2 / 223) فقال:
(ضعيف). اه‍
وتناقض في تعليقه على (صحيح ابن خزيمة) (3 / 122 برقم
1741). فقال:
(رجال إسناده ثقات رجال الشيخين..) اه‍
(20) حديث معاوية مرفوعا: (312)
(من نسي شيئا من صلاته فليسجد مثل هاتين السجدتين).
رواه الإمام أحمد في المسند (4 / 100) والنسائي في سننه
(3 / 33 - 34 برقم 1260).
أقول: أورده الألباني في (صحيح الجامع الصغير وزيادته)
(5 / 362 برقم 6446) وقال:
(حسن) اه‍.
ومن عجيب تناقضاته الغريبة!! أنه أورده مضعفا إياه
في (ضعيف سنن النسائي) ص (43) حيث قال:
(ضعيف)!!
فيا للعجب من هذا الألمعي!!
154

(فصل)
تناقض الألباني
في الرجال
مع أنه يدعي بأنه خرج من علم الجرح والتعديل
بخلاصة ما قال فيه
السابقون ورجح القول
الصواب الصحيح
في كل رجل
واجتنب التناقض الذي وقع فيه
من يعيبهم من أهل هذا العلم
(وليس كذلك)
سرد (100) مثال على ذلك
155

رد الألباني على الألباني
(كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا 9
تناقض الألباني الواضح
في
توثيق بعض الرجال في موضع
وتضعيفهم والطعن فيهم في موضع آخر
(1) قنان بن عبد الله النهمي: (313)
تناقض الألباني حيث وثق قنانا هذا في موضع وضعفه في موضع
آخر، وإليك ذلك:
قال في (صحيحته) (3 / 481):
(قلت: وقنان حسن الحديث فقد وثقه ابن معين) اه‍
وتناقض تناقضا بينا حيث قال في (ضعيفته) (4 / 282):
(وقنان هذا فيه ضعف) اه‍!!
وجعله أحد سببي ضعف السند!! فتأملوا بالله عليكم!!
وبذلك يتحقق الباحث الذي سيطلع على ما سنورده في هذا
الكتاب أن هذا الرجل يمكنه أن يصحح أي حديث شاء متى
وافق ما يريد، ويضعف أي حديث شاء متى صادم ما يريد، وفي (314)
157

ذلك ما لا يخفى من الخطر، مع أنه يقول بأنه يريد الاعتماد في
إصدار أحكامه على الحديث النبوي الصحيح لا غير! ولا يريد أن
يسلك مسلك أهل الرأي الذين يعيبهم في غير ما موضع! وأنت
ترى أخي المؤمن المنصف المتعقل بعينك كيف يضعف الراوي في
مكان ثم يوثقه في مكان آخر، وقد قدمنا في فصل إظهار
التعصب في التصحيح والتضعيف وتوثيق الرواة وتجريحهم ما
يكفي دليلا واضحا لاثبات ذلك، وإنني أتركك أيها القارئ
تحكم بالعدل والانصاف، وهل يجوز التعويل على مثل تحقيقات
هذا الرجل؟!!!
(2) مجاعة بن الزبير: (315)
ضعفه الألباني في (إرواء غليله) (3 / 242) فقال:
(وهذا إسناد ضعيف، مجاعة هذا قال أحمد لم يكن به بأس،
وضعفه الدارقطني...) اه‍!!
ثم تناقض فقال في (صحيحته) (1 / 613):
(ورجاله ثقات غير مجاعة هذا وهو حسن الحديث) اه‍
فيا للعجب!!
ويا للتناقض!!
(3) عتبة بن حميد الضبي: (316)
ضعفه الألباني في (إرواء غليله) (5 / 237) حيث قال هناك ما نصه:
(قلت وهذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل...
158

الثانية: ضعف عتبة الضبي، قال الحافظ: صدوق له أوهام) اه‍
قلت: تنبهوا إلى أنه فسر كلام الحافظ (صدوق له أوهام) هنا
بأنه: ضعيف.
ثم تناقض تناقضا واضحا في موضع آخر وذلك في (صحيحته)
(2 / 432) حيث قال عن سند فيه عتبة هذا ما نصه:
(وهذا إسناد حسن، عتبة بن حميد صدوق له أوهام وبقية رجاله
ثقات) اه‍
قلت: فتنبهوا أيها العقلاء كيف فسر هنا قول الحافظ (صدوق له (317)
أوهام) بأنه: حسن الحديث خلاف ما تقدم!! كما قيل:
يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن وإن لقيت معديا فعدناني
وهكذا يجد مجالا واسعا أمامه ليضعف ويصحح حسب ما يراه
مناسبا لتفكيره ورأيه وما يميل إليه، ويكيد ويسفه لخصمه ومن (318)
قد يرفع رأسه لمعارضته!! وما كان يحسب ولا يتخيل أنه سيأتي
شخص يدك له هذه الألاعيب التي يقوم بها دكا وينسف له هذه
التساويد التي يخطها على رأسه نسفا!!
فسبحان قاسم العقول!! وقاصم من ادعى أنه من الفحول!!
(4) هشام بن سعد: (319)
قال عنه الألباني في (صحيحته) (1 / 325):
(وهشام بن سعد إذ قال حسن الحديث) اه‍
وتناقض إذ قال في موضع آخر وذلك في (إرواء غليله)
159

(1 / 283):
(لكن هشاما هذا فيه ضعف من قبل حفظه) اه‍
فيا للعجب!!
(5) عمر بن علي المقدمي: (320)
ضعفه الألباني في (صحيحته) (1 / 371) حيث قال عنه ما نصه:
(هو في نفسه ثقة لكنه كان يدلس تدليسا سيئا جدا بحيث يبدو
أنه لا يعتد بحديثه حتى لو صرح بالتحديث كما هو مذكور في
ترجمته من التهذيب). اه‍
قلت: تناقض!! في موضع آخر من (صحيحته) فقبل روايته
وعده من الثقات فقال في (صحيحته) (2 / 259) عن إسناد هناك
فيه عمر بن علي هذا:
(أخرجه الحاكم، وقال: صحيح الاسناد ووافقه الذهبي، وهو كما
قالا) اه‍!!
فيا للعجب!!
(6) علي بن سعيد الرازي: (221)
ضعفه الألباني (إرواء غليله) (7 / 13) ولم يحسن إسناده فقال
(والرازي تكلموا فيه) اه‍
ثم تناقض في موضع آخر من كتبه الفذة!! فحسن! إسنادا فيه
160

علي بن سعيد هذا وذلك في (صحيحته) (4 / 25) حيث قال:
(قلت: وهذا إسناد حسن ورجاله ثقات، وعلي بن سعيد الرازي
فيه كلام يسير من قبل حفظه) اه‍!!
فتأملوا!!!
(7) عاصم بن بهدلة عن زر: (322)
أشار الألباني إلى ضعف عاصم إذا خولف وتحسين حديثه إذا لم
يخالف، مما فيه تصريح منه بأنه ليس بثقة، لان هذا الوصف لا
ينطبق عليه، وفي مكان آخر صرح بأنه ثقة، وإليك ذكر ذلك
معزوا:
قال في (ضعيفته) (3 / 327) في عاصم هذا:
(المتقرر فيه أنه حسن الحديث يحتج به إذا لم يخالف) اه‍
ثم نقض هذا وناقضه حيث قال في (ضعيفته) (4 / 412) عن
سند فيه عاصم عن زر:
(رجاله كلهم ثقات غير العدوي) اه‍!!
قلت: والعدوي رجل آخر، فتأملوا!!
(8) أشعث بن أسحق بن سعد: (323)
من الغريب العجيب أن الشيخ!! الألباني!! قال عن أشعث بن
أسحق هذا في (إرواء غليله) (2 / 228):
(مجهول الحال لم يوثقه إلا ابن حبان). اه‍
ثم تناقض على عادته!! لأنه ناقل من الكتب لا غير! ومقلد دون
161

معرفة! وليس محدثا قطعا! فقال عن أشعث هذا في صحيحته
(1 / 450):
(ثقة). اه‍!!!
فيا للعجب من شذر مذر!!
وهذا التناقض الواضح البين وقع في كتابين من كتبه التي يدعى
الألباني وشيعته المتعصبون له أنه أفرغ طاقاته الجبارة!! ووسعه (324)
فيهما!! وهما (صحيحته) و (ارواؤه) فليعرف ذلك أهل العلم
والمهتمون بهذا الامر!!!
(9) إبراهيم بن هانئ: (325)
وثقه فضيلة!! المحدث!! الفذ!! في موضع وجعله مجهولا
صاحب بواطيل في موضع آخر!! وكل ذلك قد وقع في كتبه
الفذة!! التي أودع فيها دقائق تحقيقاته وتمحيصاته!! التي لم يسبق
إليها!! وإليك تفصيل ذلك:
قال الألباني في (صحيحته) (3 / 426) موثقا إبراهيم بن هانئ مقرا
لكلام الحاكم:
(فإن إبراهيم بن هانئ ثقة مأمون) اه‍
ثم ناقض نفسه!! فقال عنه في (ضعيفته) (2 / 225) ناقلا قول
المناوي فيه مقرا له:
(وفيه إبراهيم بن هانئ، أورده الذهبي في الضعفاء وقال:
مجهول أتى بالبواطيل) اه‍.
162

قلت: ومثل هذا النقل يبرهن لنا برهانا قاطعا أن الرجل مقلد بعيد
عن الاجتهاد والتحقيق، فلا يغرنك انخداع شيعته المفتونين به،
ووصفهم إياه بأوصاف هو بمنأى عنها!!
(10) الأجلح بن عبد الله الكوفي: (326)
صحح الألباني إسناد حديث هو فيه فجوده في (إرواء غليله)
(8 / 7) إذ قال فيه:
(قلت: وإسناده جيد رجاله ثقات رجال الصحيح غير الأجلح
وهو ابن عبد الله الكوفي وهو صدوق). اه‍
أقول: وتناقض على عادته في موضع آخر وذلك في (ضعيفته)
(4 / 71) حيث ضعف حديثا في إسناده الأجلح هذا وجعله من
علل إسناد حديث هناك حيث قال:
(الأجلح بن عبد الله فيه ضعف) اه‍
ثم نقل كلام ابن الجوزي رحمه الله تعالى فيه ليجهز على هذا
الأجلح فقال:
(الأجلح كان لا يدري ما يقول) اه‍!!
قلت: فهل يعتمد على تحقيقات وتخريجات مثل هذا؟!!
(11) أبو مروان والد عطاء: (327)
وثقه في موضع فاعتمد توثيق ابن حبان والعجلي فيه! مع أنه
لا يقيم لتوثيقهما وزنا في مواضع أخرى ورد تجهيل الحافظ
النسائي له إذ قال في (إرواء غليله) (8 / 57) عنه ما نصه:
163

(وثقه ابن حبان والعجلي، وقال النسائي: غير معروف) اه‍
ثم رد الألباني على الحافظ النسائي عقب ذلك فقال:
(قلت: لكن روى عنه جماعة، وقيل: له صحبة) اه‍
أقول: وقد هدم كل هذا وناقض نفسه كعادته في موضع آخر
من كتبه الفذة!! حيث جعل أبا مروان هذا من علل حديث
حكم عليه بالوضع!! وذلك في (ضعيفته) (3 / 294) حيث
قال:
(أبو مروان والد عطاء ليس بالمعروف كما قال النسائي) اه‍
فتأملوا يا قوم في أمر هذا الرجل!!
(12) قيس بن الربيع:
اعتمد الألباني توثيقه وكلام من أثنى عليه في موضع وذلك في
(إرواء غليله) (5 / 145) إذ قال في حقه ناقلا مقرا:
(قيس بن الربيع عامة رواياته مستقيمة، والقول فيه ما قال
شعبة وأنه لا بأس به). اه‍
قلت: شعبة قال عنه: (ثقة) كما في (تهذيب التهذيب)
(8 / 350 دار الفكر في السطر الأخير).
ومن عجيب التناقض والتخابط أنه قال في (ضعيفته)
(2 / 322) عن سند فيه قيس هذا ما نصه:
(قلت: ولكن إسناده واه جدا فلا يصلح للشهادة، فإن قيسا
164

ضعيف وابن عبدويه أشد ضعفا منه..) اه‍.
فسبحان الله!!
(13) رشدين بن سعد: (329)
وثقه في (صحيحته) (3 / 79) واعتمد ذلك فقال عن رشدين
ما نصه:
(وفيه رشدين بن سعد وقد وثق) اه‍.
ومن عجيب التناقض أنه ضعفه في موضع آخر وذلك في
(ضعيفته) (4 / 53) حيث قال عنه:
(ورشدين بن سعد ضعيف أيضا) اه‍
فتأملوا!!
(14) حبيب بن أبي حبيب: (330)
اعتمد الألباني في موضع أنه صدوق فقال عنه في (إرواء غليله)
(3 / 20):
(وهو حسن الحديث) اه‍
وطعن فيه فجرحه!! وأهدر روايته!! في موضع آخر!! حيث قال
عنه في (ضعيفته) (3 / 59):
(قد كذبه غير واحد) اه‍
ونقل عن الحافظ الهيثمي أنه متروك، كما نقل عن الذهبي أن له
حديثين موضوعين عن مالك، ولم يزد على ذلك فلم يرجح
165

حسن حديثه كما فعل في الموضع الأول!!
فتأملوا في هذا المتناقض!! الذي ينعت العلماء والمحدثين بما فيه
فيقول عن السيد الإمام أبي الفضل بن الصديق: إنه جاهل بعلم
الجرح والتعديل جهلا بالغا (1)!! (331)
فيا للعجب!!
(15) محمد بن راشد المكحولي: (332)
وثقه الألباني في موضع، وخالف ذلك فاعتمد قول من قال فيه
متروك في موضع آخر من كتبه العجيبة!! الفذة!! وإليك ذلك:
قال في (إرواء غليله) (7 / 332) عن محمد بن راشد ما نصه:
(قلت: وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، رجاله ثقات، وفي
محمد بن راشد وهو المكحولي وسليمان بن موسى كلام لا ينزل
حديثهما عن رتبة الحسن). اه‍
وتناقض في موضع آخر!! وذلك في (ضعيفته) (3 / 607) إذ
قال:
(قلت:... الأولى: ضعف محمد بن راشد وهو المكحولي
الخزاعي الدمشقي، قال ابن حبان: كثرت المناكير في روايته
فاستحق الترك...) اه‍
فسبحان الله وبحمده!!! وسبحان الله العظيم!!

(1) كما في (ضعيفته) (4 / 3).
166

(16) أبو ظبية: (333)
ضعفه الألباني في موضع، وتناقض فوثقه في موضع آخر ورد على
الحافظ ابن حجر العسقلاني في قوله عنه (مقبول)، وذلك أنه
قال عن أبي ظبية هذا في (إرواء غليله) (3 / 57):
(وأبو ظبية اسمه: عيسى بن سليمان الجرجاني، ضعيف) اه‍
ثم نقض هذا فقال في (صحيحته) (2 / 144) ما نصه:
(وقول الحافظ في أبي ظبية: مقبول، غير مقبول، بل هو
قصور، فإن الرجل قد وثقه جماعة من المتقدمين منهم ابن
معين، وقال الدارقطني: ليس به بأس، وقد روى عنه جماعة من
الثقات، والحديث صحيح) اه‍
فإن قلت: أبو ظبية هذا ليس عيسى بن سليمان!!
قلنا: كلا بل هو عندك عيسى بن سليمان والدليل عليه أنك (334)
أوضحت هذا في فهرس (صحيحتك) (2 / 820) حيث قلت
في السطر (12) تقريبا من الجانب الأيمن في فهرس الرواة
المترجم لهم في كتابك ما نصه:
(أبو ظبية عيسى بن سليمان 101، 144) اه‍!!
أي المترجم صفحة (101) والمترجم ص (144) فاستيقظ
عافاك الله!! ويكفيك قصورا وتطاولا على الحافظ ابن حجر!!
167

(17) عمرو بن مالك النكري: (335)
ضعفه الألباني في (إرواء غليله) (3 / 250) حيث قال عنه ما
نصه:
(قلت: وهذا سند ضعيف، عمرو بن مالك هذا هو أبو مالك
النكري أورده ابن أبي حاتم (3 / 1 / 259) ولم يذكر فيه جرحا
ولا تعديلا، وأما ابن حبان، فذكره في الثقات (2 / 212) ولكنه
قال: يعتبر بحديثه. قلت: والاعتبار والاستشهاد بمعنى واحد
تقريبا، ففيه إشارة إلى أنه لا يحتج به إذ تفرد، وذلك لسوء
حفظه) اه‍.
ثم تناقض فضيلته!! فهدم كل هذا إذ قال عن عمرو بن مالك
النكري هذا في (صحيحته) (5 / 608):
(قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رجال مسلم، غير
عمرو بن مالك النكري، وهو ثقة) اه‍!!
فتأملوا يا قوم في أعمال هذا المتخابط!!
(18) عبيد بن عبد الواحد بن شريك: (336)
ضعفه الألباني المتناقض!! في (صحيحته) (1 / 787 - 788) ولم
يثبت روايته فقال:
(ومع ذلك فإن في ثبوت هذا السياق عن يحيى نظر، لان الراوي
عنه عبيد بن عبد الواحد بن شريك فيه كلام أيضا) اه‍
168

ثم ناقض نفسه في (صحيحته) (3 / 188) فصحح حديثه
قائلا:
(قلت: وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير
عبيد بن عبد الواحد، وهو ابن شريك البزار وكان ثقة صدوقا
كما في اللسان) اه‍!!
فيا للعجب!! ويا للتخابط!!
(19) محمد بن الأشعث: (337)
ضعفه الألباني وضعف حديثه ورد على من قال إن إسناد حديثه
حسن أو صحيح!! وأعله بجهالة محمد بن الأشعث هذا، ونقل
تجهيله عن ابن القطان، وتضعيفه عن ابن حزم، وأقرهما!!
وذلك في (إرواء غليله) (5 / 169).
ثم تناقض تناقضا فاضحا في مكان آخر من كتبه المنقحة!! التي
أفرغ فيها جهده!! وطاقته!! وذلك في (صحيحته) (2 / 313)
حيث قال عن حديث هناك في سنده ابن الأشعث هذا:
(إسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم، غير محمد بن الأشعث
وقد وثقه ابن حبان وروى عنه جماعة وهو تابعي كبير) اه‍!!
فواعجبا من هذا الذي يدعي علم الحديث ويعيب على أهله
جهلهم به!!
169

(20) حماد بن أبي سليمان: (338)
ضعفه الألباني في (الارواء) (4 / 81) حيث قال فيه:
(مع فضله وفقهه في حفظه ضعف فلا يقبل منه ما تفرد به مخالفا
فيه الثقات) اه‍
قلت: وتناقض في موضع آخر فانقصم ما قال!! وذلك في
(صحيحته) (1 / 321) حيث قال هناك:
(قلت: وهذا سند جيد وهو على شرط مسلم، وحماد وهو ابن
أبي سليمان الفقيه وفيه كلام لا يضر والحديث صحيح
قطعا) اه‍.
فيا للهول من هذا التناقض!!
(21) الحكم بن أبان: (339)
وثقه الألباني!! المتناقض!! في (صحيحته) (4 / 551) إذ نقل عن
الحافظ الهيثمي أنه قال في الحكم: (ثقة) وأقره على ذلك ولم
يتعقبه.
ثم تناقض كعادته فضعفه وأعل حديثا به في موضع آخر، وذلك
في (إرواء غليله) (6 / 186).
فسبحان الله!!
170

(22) أبو إسحاق السبيعي: (340)
ضعف الألباني!! في تعليقه على (صحيح ابن خزيمة) (1 / 326)
حديثا وأعله باختلاط أبي إسحاق وعنعنته إذ قال هناك المعلق
على ابن خزيمة:
(إسناده صحيح)
فزاد الألباني عليه:
(لولا اختلاط أبي إسحاق وهو السبيعي وعنعنته. ناصر) اه‍
قلت: ومن غريب ما يقع به من التناقض الواضح أنه صحح
هذا الحديث بوجود أبي إسحاق السبيعي في سنده وروايته
بالعنعنة في (صحيح النسائي) (1 / 237 برقم 1057)!!
فانظروا (سنن النسائي) (2 / 212) للتأكد من ذلك!!
وهنا ممسك دقيق على الألباني في ادعائه اختلاط أبي إسحاق السبيعي (341)
وهو أن الحافظ الذهبي قال في (الميزان) (2 / 661) في ترجمة
عبد الملك بن عمير اللخمي ما نصه:
(والرجل من نظراء السبيعي أبي إسحاق وسعيد المقبري، لما
وقعوا في هرم الشيخوخة نقص حفظهم، وساءت أذهانهم، ولم
يختلطوا، وحديثهم في كتب الاسلام كلها) اه‍
فتأملوا!!
وقد رأيت أحاديث كثيرة لأبي إسحاق السبيعي قد عنعن في (342)
أسانيدها وصححها الألباني دون متابعات أو شواهد! يضيق المقام
171

الآن عن إيرادها ولعلي أن أفردها في الجزء الآتي قريبا بفصل
خاص إن شاء الله تعالى، حتى يتبين إفلاس هذا الرجل
واضطرابه وتناقضه الواضح في هذا الفن وحرمة التعويل على
كتاباته التي يتبجح بها على الناس!! والله المستعان!!
(23) محمد بن حميد الرازي: (343)
اعتمد الألباني توثيقه في موضع مقلدا!! الحافظ الهيثمي في المجمع
(9 / 290) ثم خالف ذلك فنقض ما أبرمه! في موضع آخر
وإليك ذلك:
نقل الألباني في (صحيحته) (3 / 225) قول الهيثمي فقال:
(وفي إسناد البزار محمد بن حميد الرازي وهو ثقة وفيه خلاف
وبقية رجاله وثقوا) اه‍
وأقر ذلك ولم يعقبه بشئ!!
ثم تناقض في موضع آخر تناقضا شديدا فطعن في محمد بن حميد
الرازي وذلك في (إرواء غليله) (1 / 88 - 89) إذ قال:
(الثانية: محمد بن حميد الرازي، فإنه وإن كان موصوفا بالحفظ
فهو مطعون فيه حتى كذبه بعضهم كأبي زرعة وغيره) اه‍!!
فتأملوا في هذا التخابط!!
أليس هذا جاهلا بعلم الجرح والتعديل جهلا بالغا؟!!
172

(24) موسى بن أبي عثمان (وأبوه): (344) (345)
(25) ومن غرائب تناقضات الألباني الجهبذ!! أنه ضعف موسى بن أبي
عثمان وأباه في (صحيحته) (3 / 64) ووصفهما بالجهالة حيث قال
هناك:
(وهذا سند ضعيف من أجل موسى بن أبي عثمان وأبيه، فإنهما
في عداد المجهولين) اه‍
ثم تناقض فنقض المسكين هذا في (إرواء غليله) (7 / 64) حيث
قال هناك عن سندهما فيه ما نصه:
(بحسبه أن يكون حسنا فإن موسى بن أبي عثمان وأباه لم يوثقهما
غير ابن حبان) اه‍
فتأملوا يا قوم!!
(26) شبيب بن بشر: (346)
وثقه الألباني في موضع وقبل حديثه، وتناقض في موضع آخر فرده
فتم بذلك تناقضه!! وذلك أنه قال في (صحيحته) (1 / 622)
عنه وعن سند هو فيه ما نصه:
(قلت: وهذا سند حسن رجاله ثقات وفي شبيب كلام لا
يضر) اه‍
ثم نقض هذا فقال في (إرواء غليله) (6 / 332) عنه ما نصه:
(وشبيب بن بشر ضعيف) اه‍!!
فتأملوا في هذا!!
173

(27) أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان: (347)
من العجائب والغرائب التي يأتي بها هذا الألباني قوله في
(صحيحته) (1 / 514) مضعفا طاعنا في أبي خالد الأحمر هذا
ما نصه:
(وهو عندي معلول بالمخالفة والوهم من قبل أبي خالد واسمه
سليمان بن حيان الأحمر، وهو وإن كان ثقة محتجا به في
الصحيحين فإن في حفظه ضعفا كما يتبين لمن راجع أقوال الأئمة
فيه من التهذيب، وقد لخصها الحافظ كعادته في كتابه التقريب
فقال: صدوق يخطئ) اه‍.
ومن عجيب أمر الألباني هذا أنه ناقض نفسه فقال عن أبي خالد
الأحمر هذا في (إرواء غليله) (2 / 121) رادا على الامام الحافظ
أبي داود في نسبة الوهم إلى أبي خالد ما نصه:
(قلت: هو سليمان بن حيان ثقة احتج به الشيخان) اه‍
فتأملوا في هذا التناقض الفاضح!! الذي يدل على أنه لا علم
له بهذا الفن البتة!! فلا يغرنكم كثرة التسويد والنقل!! فإنها
بنيت على جرف هار!!
174

(28) سلام بن سليمان بن سوار المدائني: أبو المنذر: (348)
ضعفه الألباني فطعن فيه في موضع وذلك في (ضعيفته) (4 / 303)
حيث قال: (سلام بن سليمان: قال الذهبي في الضعفاء: قال
ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، ولذا قال الحافظ في
التقريب: ضعيف) اه‍.
ثم تناقض تناقضا تاما فقال في موضع آخر وذلك في (صحيحته)
(2 / 65) عن سلام بن سليمان هذا:
(فإن سلاما موثق عند جماعة وهو حسن الحديث) اه‍!!
فتأملوا أيها العلماء!! وسبحان الله!!
(29) محمد بن عثمان بن أبي شيبة: (349)
ضعفه بل كذبه الألباني في موضع، ووثقه في موضع آخر!! فتم
بذلك تناقضه!!!
أما تضعيفه ففي (إرواء غليله) (7 / 107) حيث قال بعد أن
ذكر أن الحاكم صحح إسناد حديث فيه محمد بن عثمان بن أبي
شيبة هذا ووافقه الذهبي وقال على شرط مسلم، رادا عليهما -
أعني الحاكم والذهبي - مبطلا لكلامهما متعجبا منهما ما نصه:
(كذا قالا!! ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة فيه اختلاف كثير، تراه
في الميزان للذهبي وفي غيره، وحسبك هنا أن الذهبي نفسه قد
أورده في الضعفاء وقال:
175

كذبه عبد الله بن أحمد ووثقه صالح جزرة، قلت: فمثله كيف
يصحح حديثه؟!) اه‍
وهدم هذا في موضع آخر وتناقض!! حيث قال في (صحيحته)
(4 / 156) عن محمد بن عثمان ما نصه:
(إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن
عثمان بن أبي شيبة وفيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة
الحسن) اه‍!!
فيا عجبا لك!! أو ما تتقي الله؟!!
(30) موسى بن جبير: (350)
ضعفه الألباني فوصفه بالجهالة وذلك في (إرواء غليله) (7 / 158)
حيث قال:
(قلت: ورجاله ثقات غير موسى بن جبير فهو مجهول الحال) اه‍
وزاد ضغثا على إبالة في موضع آخر!! وذلك في (ضعيفته) (351)
(1 / 205) حيث قال في حديث في سنده موسى بن جبير هذا
ما نصه:
أو ذكره ابن حبان في الثقات ولكنه قال: (وكان يخطئ ويخالف)
قلت: واغتر به الهيثمي فقال في المجمع بعد ما عزى الحديث
لأحمد: (ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة).
قلت: لو أن ابن حبان أورده في كتابه ساكتا عليه كما هو غالب
عادته لما جاز الاعتماد عليه لما عرف عنه من التساهل في التوثيق
176

فكيف وهو قد وصفه بقوله: (يخطئ ويخالف) وليت شعري من
كان هذا وصفه فكيف يكون ثقة ويخرج حديثه في الصحيح؟!)
انتهى كلام الألباني المتناقض!!
وأقول له: سل نفسك كيف يخرج حديثه في الصحيح وقد
أخرجته أنت في (صحيحتك) (3 / 12) (فناقضت) نفسك
وهدمت ونسفت ما أبرمته آنفا حيث قلت عنه دون أن تعي ما
تقول:
(فمثله حسن الحديث عندي إذا لم يخالف) اه‍
فيا للعجب!! وسبحان الله تعالى وبحمده!! وهذا مما يؤكد أنه
حاطب ليل وكاسب ويل!!
(31) عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني: (352)
ضعفه الألباني في (إرواء غليله) (5 / 262) وضعف حديثه فقال
عنه:
(فإن عمر هذا أورده ابن أبي حاتم برواية جماعة عنه، وسماه
عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني، ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا) اه‍
أي أنه مجهول وحكم على حديثه قائلا:
(ضعيف) اه‍
ومن عجيب تناقضاته الغريبة أنه صحح حديثه وعدله فوثقه
واعتمد ذلك في موضع آخر من كتبه!! وذلك في (صحيحته)
177

(1 / 576) حيث قال عن إسناد حديثه:
(قلت: وهذا إسناد صحيح...)
ثم قال:
(رواية مالك عنه تعديل له، فقد قال ابن معين: كل من روى
عنه مالك فهو ثقة إلا عبد الكريم، وكذا قال ابن
حبان....) اه‍!! فانظره هناك وتعجب من تناقضات هذا
الرجل!!
وسبحان الله!! من شرم برم!!
(32) ابن لهيعة أبو عبد الرحمن عبد الله المصري: (353)
تناقض الألباني فاعتمد توثيق من وثقه في موضع، ورد على من وثقه
في موضع آخر وهذا من العجائب والغرائب!!
فأما تضعيفه له فقوله عنه في (صحيحته) (1 / 637) رادا على
الحافظ الهيثمي في تحسينه لحديثه متعقبا له ما نصه:
(وأقول: الصواب فيه أنه ضعيف الحديث في غير رواية العبادلة
عنه) اه‍
ونقل عن الحافظ ابن حجر من التقريب أنه قال فيه:
(صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن
وهب عنه أعدل من غيرهما...) اه‍
قلت: وقد عين فضيلة!! الألباني العبادلة وهم ثلاثة لا غير قال في) 354)
(صحيحته) (1 / 550):
178

(وابن لهيعة هو عبد الله المصري وهو سئ الحفظ إلا ما رواه
العبادلة عنه عبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقري،
وعبد الله بن المبارك) اه‍
وقال في (ضعيفته) (4 / 95) أيضا:
(أقول: فتحسين حديثه والحالة هذه لا يخلو من تساهل، إلا أن
يكون من رواية أحد العبادلة الثلاثة ذكر الحافظ اثنين منهم
والثالث عبد الله بن يزيد المقرئ) اه‍
قلت: فهؤلاء الثلاثة هم العبادلة حسب حصر وتحديد الألباني
لهم، وهناك أيضا نصوص صريحة في كتب الألباني فيها أن العبادلة
هم هؤلاء الثلاثة لا غير.
ثم رأيته أقر الحافظ الهيثمي في تحسينه لطريق فيها رواية ابن
لهيعة عن غير هؤلاء العبادلة الثلاث فتم بذلك تناقضه! وذلك
أنه أورد حديثا في (إرواء غليله) (5 / 267) فقال عقبه:
أخرجه الطبراني في الكبير كما في الإصابة لابن حجر والمجمع
للهيثمي (2 / 144 - 143) وقال: وابن لهيعة حديثه حسن،
وبقية رجاله رجال الصحيح) اه‍!!
قلت: والذي روى الحديث في الطبراني (22 / 291 برقم
745) ليس واحدا من العبادلة الثلاثة هؤلاء!!
فيا للعجب!! ويا للتناقض!!
179

(33) عمرو بن مرزوق: (355)
ضعفه الألباني وحكم على حديثه بالشذوذ وذلك في (صحيحته)
(1 / 374) حيث قال عنه:
(وهو ذو أوهام كما في التقريب) اه‍!!
قلت: أوهم أنه من رجال (الأدب المفرد) فقط لأنه ساق إسنادا
في (الأدب المفرد) هو فيه، واقتصر على بعض كلام الحافظ في
(التقريب) فذكر أنه: (ذو أوهام) فبتر صدر الكلام!! والحق أن
الحافظ قال فيه في (التقريب):
(ثقة فاضل له أوهام)
فتأمل في هذا!! الايهام الذي اقترفه الألباني جيدا!!
قلت: وهو من رجال البخاري في الصحيح. (356)
ثم هو متناقض!! لأنه أسقط (ذو أوهام) في مكان آخر أراد
الاحتجاج فيه بحديث عمرو بن مرزوق هذا وذلك في (إرواء
غليله) (2 / 173) حيث قال:
قلت: وهذا إسناد صحيح عندي، فإن عمرو بن مرزوق هو
أبو عثمان الباهلي وهو ثقة احتج به البخاري) اه‍!!
فأين (ذو أوهام) مقتصرة من (ثقة احتج به البخاري) مجردة؟!! (357)
أفرأيتم كيف يتلاعب؟!!
180

(34) سماك بن حرب: (358)
ضعفه الألباني المتناقض!! في موضع، وذلك في (سلسلته
الضعيفة) (3 / 191) فقال عنه هنالك وعن سنده هو فيه ما
نصه:
(وهذا إسناد ضعيف لان سماكا وإن كان من رجال مسلم ففيه
ضعف من قبل حفظه وخصوصا في روايته عن عكرمة) اه‍.
ثم تناقض في موضع آخر فقال في (صحيحته) (4 / 549) عن
سماك هذا وعن سند فيه رواية سماك عن عكرمة ما نصه:
(رواه أبو عبيد في غريب الحديث.. عن سماك بن حرب عن
عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله به، قلت: إسناد جيد،
رجاله ثقات كلهم رجال مسلم، وفي سماك كلام يسير) اه‍.
فتأملوا في أفانين خلطه!!
(35) شرحبيل بن مسلم: (359)
لينه الألباني في موضع وصرح بأنه: (ثقة) في موضع آخر فتم
بذلك تناقضه!!
وذلك أنه قال عن شرحبيل هذا في (إرواء غليله) (5 / 246) ما
نصه:
(شرحبيل بن مسلم شامي، لكن فيه لين) اه‍.
قلت: وتناقض فلم يذكر تليينا فيه في موضع آخر وصحح
181

حديثه ووثقه فقال عن سند هو فيه في (صحيحته) (1 / 163):
(وقال ابن بشران عقب الحديث: (حديث صحيح، وإسناده
كلهم ثقات) وهو كما قال) اه‍.
فتأملوا في هذا الذي يحسن في موضع ويصحح في موضع ومتى (360)
شاء ضعف في موضع ثالث وإن اقتضى المقام معه حكم عليه
بالوضع في مكان رابع!! فالله المستعان على من يدعي العلم
والفهم!!
(36) شيبان بن فروخ: (361)
ضعفه الألباني حاكما على روايته بالشذوذ راميا له بالوهم وذلك في
(إرواء غليله) (2 / 151 - 152) حيث قال:
(والعلة من شيبان هذا، فإنه وإن كان من رجال مسلم ففي
حفظه شئ، قال الحافظ في التقريب: صدوق يهم) اه‍.
قلت: وتناقض في موضع آخر فأطلق بأنه (ثقة) وذلك في تعليقه
وتخريجه على (سنة ابن أبي عاصم) ص (117 حديث رقم
265) حيث قال هناك عن حديث أو إسناد هو فيه:
(إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير شيبان بن فروخ
فمن رجال مسلم) اه‍!!
182

(37) الضحاك بن عثمان: (362)
ضعفه الألباني في موضع روى فيه عن هشام بن عروة، ووثقه أو
إن شئت فقل حسن حديثه في موضع آخر روى فيه عن
هشام بن عروة فتم بذلك تناقضه!! وإليك ذلك قال في (إرواء
غليله) (4 / 277) عن حديثه هناك:
(ضعيف) اه‍.
ثم قال مفصلا أثناء الكلام على سنده:
(إلا أن الضحاك فيه ضعف من قبل حفظه) اه‍.
قلت: وناقض هذا فقال في موضع آخر وذلك في (صحيحته)
(1 / 182) عن سند فيه الضحاك بن عثمان ما نصه:
(وهذا سند حسن، وهو على شرط مسلم.... لكن الضحاك
وهو ابن عثمان.... قد تكلم فيه بعض الأئمة من قبل حفظه،
لكن ذلك لا ينزل حديثه من رتبة الحسن) اه‍!!
فتأملوا في هذا التناقض!!
(38) صاح بن رستم أبو عامر الخزاز: (363)
ضعفه في موضع وذلك في (إرواء غليله) (6 / 242) حيث
قال:
(قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير أبي عامر الخزاز
واسمه صالح بن رستم) اه‍
183

وزعم أن ذلك بسبب كثرة خطئه كما نقله عن الحافظ.
وتناقض في موضع آخر من كتبه!! فنقض ما أبرمه هنا!! حيث
قال في (صحيحته) (1 / 377) في حقه:
(فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى) اه‍!!
وحسن إسناده لذاته وصححه لغيره والله المستعان!!
فيا للعجب!!
(39) مقسم بن بجرة: (364)
يقال إنه مولى ابن عباس رضي الله عنهما:
وثقه الألباني وجعله من رجال الصحيح في موضع وذلك في
(إرواء غليله) (4 / 275 - 276) فقال عنه:
قلت: وإسناده صحيح، ومقسم هو ابن بجرة. يقال له مولى
ابن عباس للزومه له، وهو ثقة احتج به البخاري) اه‍.
وتناقض في موضع آخر! فنسف ما أبرمه هنا!! حيث نقل عن
المناوي في (صحيحته) (4 / 317) أقوال من جرحه وأقرهم ولم
يتعقبهم على تضعيفهم لمقسم بأي شئ قائلا:
(ومقسم مولى ابن عباس أورده البخاري في كتاب (الضعفاء
الكبير) وضعفه ابن حزم وغيره) اه‍!!
فتأملوا يا قوم في هذا الهذيان!!
184

(40) مشرح بن هاعان: (365)
وثقه الألباني في (إرواء غليله) (6 / 35) فقال عن سند هو فيه:
(وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد رجاله ثقات غير ابن
لهيعة...) اه‍.
فصرح بتوثيق مشرح بن هاعان وهو من رجال الاسناد!!
ثم نقض ذلك فتناقض كعادته حيث ضعف مشرحا هذا في
موضع آخر وذلك في (ضعيفته) (2 / 201) حيث قال:
(قلت: وهذا إسناد تالف مشرح مختلف فيه...) اه‍
فجعله من أسباب تلف السند، وصرح بأنه من إحدى علله!!
فيا للعجب!!
(41) هشام بن عمار: (366)
ضعفه الألباني في (سلسلته الضعيفة) (4 / 312) وجعله من
إحدى علل حديث هناك فقال عنه ما نصه:
(وهشام بن عمار كان يلقن فيتلقن) اه‍.
ثم ناقض نفسه!! ونقض ما أبرمه!! حيث قال في (صحيحته)
(2 / 308) عن سند فيه هشام بن عمار ما نصه:
(وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات وفي هشام بن عمار
وإبراهيم الأفطس كلام لا ينزل الحديث عما ذكرنا) اه‍.
فتأملوا يا قوم في تخبطات من يدعي بأنه محدث الديار الشامية!!
185

(42) الفرج بن فضالة: (367)
تناقض الألباني فضعف روايته عن لقمان بن عامر في موضع
وصححها في موضع آخر فتم بذلك تناقضه!! وإليك ذلك:
ضعفه الألباني فأورد حديثه في (سلسلته الضعيفة) (4 / 312 -
313) حيث قال عنه:
((قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإن الفرج هذا وهو ابن فضالة
ضعيف، كما قال الحافظ في (التقريب). وقال الذهبي في
(الميزان): (ضعيف من قبل حفظه)، وقال في (الضعفاء):
(ضعفوه)، وقال الهيثمي في (المجمع) (8 / 111): (رواه أحمد
ورجاله ثقات، غير الفرج بن فضالة وقد وثق). قلت: ونقله
المناوي في (الفيض) عن الهيثمي، لكن لم يذكر قوله: (غير
الفرج...)، فلا أدري أهو سهو منه، أم كذلك هو في نسخته
من (المجمع)؟ وقد ترتب عليه خطأ فاحش منه، فإنه قال عقب (368)
ذلك: (ورمز المؤلف لحسنه، غير حسن، بل حقه الرمز
لصحته).
ثم لخص ذلك في (التيسير) فقال: (وإسناده صحيح، خلافا
لقول المؤلف: حسن).
وقد عرفت أنه لا يستحق الحسن، فضلا عن الصحة، وإنما
أوقعه في هذا الخطأ تقليده لما نقله بدون تحقيق منه)) اه‍!! (369)
قلت: بل أنت أيها المتطاول السادر الألمعي!! الذي أفحشت
186

في الخطأ!! وبالغت في التناقض!!
والدليل على ذلك أنك صححت في (صحيحتك) (4 / 558 -
559) حديثه!! حيث أوردت حديثا من طريق فرج بن فضالة
عن لقمان بن عامر وفصلت في رواية فرج بن فضالة بعد ذكرك
لضعفه فقلت هناك ما نصه:
(لكن فرق أحمد بين روايته عن الشاميين فقواها، وبين روايته (370)
عن الحجازيين، فقال:
" إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس، ولكنه حدث عن
يحيى بن سعيد مناكير) قلت: وهذا من روايته عن الشاميين،
فإن لقمان بن عامر منهم) اه‍
قلت: وفي الموضع الأول - في الضعيفة - أيها الألباني الألمعي!!
روى عن لقمان بن عامر، فاستيقظ عافاك الله!! وانظر ترجمة
لقمان في التهذيب (8 / 409 دار الفكر).
وسبحان الله!!
(43) هرم بن نسيب أبو العجفاء السلمي: (371)
أشعر الألباني بضعفه في (صحيحته) (3 / 242)، حيت قال عنه:
(مختلف فيه).
ثم بعد أن نقل توثيق اثنين له قال:
(وقال البخاري في حديثه نظر) اه‍.
ثم تناقض وخالف هذا الاختلاف في الرجل فجزم بتوثيقه ورد
187

على الحافظ ابن حجر العسقلاني، وذلك في (إرواء غليله)
(6 / 347) حيث قال:
(وقد وثقه ابن معين والدارقطني، وروى عنه جماعة من
الثقات، فلا يلتفت بعد هذا إلى قول الحافظ فيه مقبول) اه‍.
فما هذا التناقض أيها اللوذعي؟!!
ومن الذي لا يلتفت لكلامه؟!! (372)
وأراك قد التفت إلى كلامه في موضع أو مواضع أم لم تكن محدثا
ساعتئذ؟!!
فإذا لم تكن محدثا ولا مؤهلا ساعتئذ فكيف تصنف وتحكم؟!!
أيها الألمعي؟!!!
(44) الوليد بن القاسم الهمداني: (373)
ضعفه الألباني الشاطر!! في موضع وجعله من علل حديث وذلك
في (آداب زفافه) (1) حيث قال هناك ما نصه:
(وفيه علة أخرى، وهي ضعف الراوي عنه: الوليد بن القاسم
الهمداني ضعفه ابن معين وغيره، وقال ابن حبان: إنفرد عن
الثقات بما لا يشبه حديثهم، فخرج عن حد الاحتجاج
به) اه‍.

(1) ص (37 من طبعة مريد!! الشيخ المتناقض سابقا!! صاحب المكتب الاسلامي،
وهي الطبعة التي كتب على غلافها الداخلي: طبعة شرعية جديدة منقحة ومزيدة،
مفهرسة ومهذبة 1409 ه‍ - 1989 م) السطر الأول من أسفل.
188

قلت: وقد تناقض فهدم ما بناه هنا حيث قال عن الوليد بن
القاسم هذا في (صحيحته) (1 / 690) ما نصه:
(قلت: بلى قد تابعه الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، وهو
ثقة حسن الحديث...) اه‍.
(45) يعقوب بن حميد بن كاسب: (374)
ومن تناقضات الألباني العجيبة الغريبة!! في كتبه المنقحة!! أو
المهذبة!! أنه ضعف يعقوب بن حميد هذا في (ضعيفته)
(1 / 507) حيث قال:
(قلت: ويعقوب بن حميد فيه ضعف من قبل حفظه) اه‍
ثم تناقض في موضع آخر وذلك في (إرواء غليله) (5 / 9) حيث
قال هناك ما نصه:
(قلت: وهذا إسناد جيد، وابن كاسب هو يعقوب بن حميد
وعبد الله بن صالح هو أبو صالح العجلي، وكلاهما
ثقة...) اه‍!!
فهل بقي من أبواب التناقض باب لم يطرقه هذا الرجل؟!!
(46) أبو بكر بن عياش: (375)
وثقه الألباني في موضع، وتناقض في موضع آخر فأعل به حديثا
وضعفه وإليك ذلك:
قال في (صحيحته) (3 / 233) ما نصه:
189

(وقال أبو نعيم: (لم يروه عن أبي حصين إلا أبو بكر) قلت: وهو
ثقة من رجال البخاري، وفيه كلام لا يضر، وقد أحسن الدفاع
عنه، والثناء عليه ابن حبان في (الثقات)، ومن فوقه ثقات من
رجال مسلم فالاسناد صحيح) اه‍.
قلت! أصار ابن حبان الآن ممن يعول عليه أيها الألمعي؟!! (376)
ومن عجيب وغريب تناقضات هذا الرجل أنه ضعف حديثا في
(ضعيفته) (3 / 209) وأعله بأبي بكر بن عياش هذا فقال ما
نصه:
(قلت: وأبو بكر بن عياش وإن كان من رجال البخاري في
حفظه ضعف) اه‍!!
فيا للعجب!! ويا للذهول!!
(47) أبو بكر بن عياش: مرة أخرى (377)
تناقض الألباني في أبي بكر هذا في موضع آخر أيضا فجود في
(صحيحته) إسنادا فيه أبو بكر هذا فقال عنه هناك:
(قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات من رجال
الشيخين عدا أبا بكر وهو ابن عياش، فإنه من رجال البخاري
وحده، وفيه كلام، لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن) اه‍.
ثم بين نقلا عن الحافظ ابن حجر أن الاسناد صحيح.
ثم هدم هذا فقال في (إرواء غليله) (6 / 60) ما نصه:
أ أخرجه الحاكم وقال: (هذا إسناد صحيح، فقد صح عند
190

الأعمش الاسنادان جميعا على شرط الشيخين، ونحن على
أصلنا في قبول الزيادات من الثقات في الأسانيد والمتون) قلت:
وأقره الذهبي أيضا، وكان يكون ذلك كما قالا، لو كان
أبو بكر بن عياش حافظا ضابطا، وليس كذلك) اه‍.
فتأمل في هذا التخابط!!
أبو عبد الله الشامي: (378)
صحح الألباني حديثه في (صحيحته) (4 / 600 - 601) ومال إلى
توثيقه فقال بعد أن ذكر رواية شعبة عنه ما نصه:
(وقد قيل: إن شعبة لا يروى إلا عن ثقة) اه‍.
ثم تناقض وهدم ما أبرمه مما تقدم حيث قال في (إرواء غليله)
(3 / 56):
(وأبو عبد الله الشامي ضعفه الأزدي) اه‍.
فتأملوا!! في تناقضات محدث الديار الشامية!! وحافظ الوقت!!
أبو منيب الجرشي: (379)
وثقه الألباني في موضع وطعن فيه في موضع آخر فتم بذلك
تناقضه وذلك أنه ساق في (إرواء غليله) (5 / 109) سندا فيه
أبو منيب فقال:
(عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية عن أبي
منيب الجرشي عن ابن عمر قال: قال رسول اله....)
191

ثم قال:
(قلت: وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات غير ابن ثوبان
هذا...) اه‍
فصرح بتوثيق أبي منيب!!!
وتناقض تناقضا بينا فقال عن أبي منيب الجرشي في (ضعيفته)
(4 / 320):
ما نصه:
((وقال - الطبراني: (لم يروه عن يحيى إلا أبو المنيب الجرشي ولا
عنه إلا عبيد الله، تفرد به يحيى) قلت: وعبيد الله بن زحر
وأبو المنيب واسمه عبيد الله بن عبد الله ضعيفان...)) اه‍
قلت: كان عليه أن ينفي أنه الجرشي وقوله هو عبيد الله بن (380)
عبد الله لن يجديه في الدفاع عن نفسه ولو تنبه لذلك لفعل.
فسبحان الله!!
(50) إسماعيل بن مرزوق الكعبي: (381)
مال الألباني إلى توثيقه في (صحيحته) (4 / 630) إذ قال:
(وإسماعيل بن مرزوق هو المرادي الكعبي المصري، ذكره ابن
حبان في الثقات وتكلم فيه الطحاوي، لكن استنظف الحافظ
إسناد حديث آخر من طريقه) اه‍
قلت: ناقض!! هذا فقال في (إرواء غليله) (5 / 357) عن
طريق هناك:
192

(وإسناده ضعيف، فيه إسماعيل بن مرزوق الكعبي، ليس
بالمشهور...) اه‍.
فأين ذهب استنظاف الحافظ؟!!
فتأمل!!
(51) أسامة بن زيد الليثي: (382)
وثقه الألباني في (إرواء غليله) (6 / 274) وصحح حديثه على
شرط مسلم!! مع أن مسلما أخرج له في المتابعات فقط (1) فقال
عن سند هو فيه:
قلت: وهذا إسناد جيد على شرط مسلم إن كان أسامة بن زيد
هو الليثي) اه‍.
أقول: وضعفه في موضع آخر وأعل الحديث به وذلك في
(ضعيفته) (1 / 505) حيث قال:
(هذا إسناد ضعيف وله علتان:... الثانية: أسامة بن زيد (2)
في حفظه ضعف) اه‍.
فتأملوا في هذا التناقض!!

(1) وهذا مما يؤكد أيضا أنه يجهل رجال الصحيحين فضلا عن غيرهما!! (383)
(2) قلت: هو الليثي بلا شك لان الراوي عنه عند أبن ماجة (1 / 532 / 1666)
هو عبد الله بن موسى التميمي، وهو من جملة الرواة عن الليثي كما في (تهذيب
الكمال) (2 / 348) ولغير ذلك من الأدلة الواضحة، فتنبه، وإياك من الاعتراض.
193

(52) أسامة بن زيد العدوي: (384)
قال الألباني في (صحيحته) (1 / 739) مصححا إسناده:
(فالاسناد صحيح على شرط مسلم إن كان العدوي قد حفظ،
فإن في حفظه شيئا) اه‍.
قلت: قال الحافظ في (التقريب) في حق العدوي: (ضعيف من
قبل حفظه) فمن هنا قال الألباني: (في حفظه شيئا).
والحق أنه متناقض، وذلك لأنه قال في العدوي هذا في
(صحيحته) (2 / 79) أيضا:
(أما العدوي فضعيف) اه‍.
فتأملوا في خبطه وخلطه!!
(53) أيوب بن سويد: (385)
ضعفه الألباني في (إرواء غليله) (7 / 35) حيث قال عنه ما نصه:
(وأيوب بن سويد ضعيف) اه‍.
ثم تناقض فجود شاهدا أتى به أيوب هذا في (صحيحته)
(2 / 181) فقال ما نصه:
(وأيوب هذا صدوق يخطئ كما في التقريب فهو شاهد
جيد) اه‍.
قلت: ولا يملك أحد ههنا أن يبطل ما أثبتناه هنا من تناقض،
وذلك لان قوله: (فهو شاهد جيد) يعني به: حسن الاسناد،
194

وعندي على ذلك أدلة عديدة لا يمكن الفكاك من قيودها أذكر
الآن واحدا منها وهو: قوله في (صحيحته) (1 / 731):
(قلت: إذا لم يكن له علة غير ابن ثوبان هذا فهو حسن
الاسناد، لان ابن ثوبان صدوق يخطئ كما في التقريب) اه‍!!
فأحكم بذلك قيد التناقض، والحمد لله تعالى، ونسأله المزيد!!
(54) خالد بن خداش: (386)
اعتمد الألباني تضعيف خالد بن خداش هذا ورد قول الحافظ
العراقي بأن إسناد حديثه مرسل صحيح الاسناد، وذلك في
(ضعيفته) (2 / 316) حيث قال:
(قلت: كلا، فإن خالد بن خداش مخدوش) اه‍.
ثم قال بعد ذلك بأربعة أسطر:
(قلت: فالاسناد على إرساله ضعيف من أجله، فالحديث لا
يصح بوجه من الوجوه) اه‍!!
وأقول: تناقض المسكين!! (1) لان اعتراضه على الحافظ العراقي
رحمه الله هو المخدوش لا سيما وأنه خالف هذا كله في موضع
آخر!! وذلك في (إرواء غليله) (3 / 184) حيث قال عن سند
فيه خالد بن خداش الذي زعم أنه مخدوش ما نصه:
(أخرجه البيهقي من طريق خالد بن خداش عن حماد به، وهذا

(1) هكذا يقول هو عن من يستهين به من أهل العلم!! أنظر مثالا عليه (سلسلته
الضعيفة) (1 / 419).
195

سند جيد، وهو على شرط مسلم، وفي خالد كلام يسير) اه‍.
فتأملوا في هذا التخبط والتناقض!! فهل يدري هذا! ما يخرج
من رأسه؟!!
(55) موسى بن وردان: (387)
تناقض الألباني فحسن حديثه في موضع، وجعله من علل
حديث في موضع آخر!!
وذلك أنه قال في (إرواء غليله) (6 / 44):
(قلت: وهذا إسناد حسن كما قال الحافظ في التلخيص
(3 / 70) وضمام بن إسماعيل وموسى بن وردان قال في كل منهما
الحافظ في التقريب: صدوق ربما أخطأ). اه‍
وخالف ذلك في (ضعيفته) (4 / 95) وناقض نفسه حيث قال:
(قلت: وموسى بن وردان، فيه كلام أيضا، قال الذهبي في
الضعفاء: ضعفه ابن معين...) اه‍!!
فتأملوا!!
(56) صالح بن أبي عريب: (388)
ضعفه الألباني في موضع واعتمد قول من قال عنه (لا يعرف) ثم
في موضع آخر حسن حديثه ورد كلام من قال (لا يعرف) فتم
بذلك إحكام قيد تناقضه!! وغل مع الشطار المتطاولين على أهل
الحديث والعلم بغير حق!!
196

وذلك أنه قال في (ضعيفته) (4 / 143):
(وشيخه صالح بن أبي عريب، قال ابن القطان: لا يعرف
حاله) وأما ابن حبان فذكره في الثقات...) اه‍.
قلت: نقض هذا فقال في (إرواء غليله) (3 / 150):
(قلت: ورجاله ثقات كلهم، غير صالح بن أبي عريب، قال
ابن منده: (مصري مشهور). وقال ابن القطان: (لا يعرف
حاله، ولا يعرف من روى عنه غير عبد الحميد بن جعفر (قال
الذهبي: (قلت: بلى، روى عنه حياة بن شريح والليث وابن
لهيعة، وغيرهم، له أحاديث، وثقه ابن حبان).
قلت: فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى). اه‍
فانظروا يرحمكم الله تعالى كيف يورد في موضع كلام ابن القطان (389)
دون أن يردفه بتعقب الذهبي له متى أراد تضعيف الحديث
الذي هو في إسناده!!! ثم متى أراد تصحيح حديث آخر هو في
إسناده أردف كلام ابن القطان بكلام الذهبي مبطلا له، ولله في
خلقه شؤون!!!
فهو يتلاعب بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله تلاعب الصبي بالكرة (390)
حسب الهوى والمزاج!! وهذا مما لا يستطيع بعد هذا الجزء أن
يتملص منه أو يتفلت!!
197

(57) شهر بن حوشب: (391)
حسن الألباني حديثه في الشواهد ووصفه بالصدق وذلك في
(صحيحته) (4 / 438) إذ قال عن سند فيه شهر هذا:
(قلت: وهذا سند حسن في الشواهد، رجاله صدوقون، على
ضعف في شهر بن حوشب من قبل حفظه) اه‍.
قلت: وتناقض تناقضا فظيعا في مكان آخر وذلك أنه أورد في
(إرواء غليله) (5 / 133) قول ابن حزم في شهر هذا (متروك)
وأقره عليه فلم يتعقبه، فأين (المتروك) ممن هو (حسن في
الشواهد)؟!!
فيا للعجب!!
(58) محمد بن راشد المكحولي: مرة أخرى!! (392)
ضعفه الألباني في (ارواء غليله) (8 / 61) حيث قال عنه ما نصه:
(لكن محمد بن راشد هذا وهو المكحولي فيه ضعف من قبل
حفظه) اه‍
وتناقض حيث هدم هذا فقال في (صحيحته) (1 / 134):
(ومحمد بن راشد هو المكحولي الدمشقي، وثقه جماعة من كبار
الأئمة كأحمد وابن معين.. وتوسط فيه أبو حاتم فقال (كان
صدوقا حسن الحديث) قلت: وهذا هو الراجح لدينا) اه‍.
فتأملوا!!
198

(59) سوار بن داود المزني: (393)
حكم الألباني بضعف سوار هذا في (ضعيفته) (2 / 374) حيث
ذكر ليث بن أبي سليم وسوارا هذا فقال:
(فإن اتفاق ضعيفين على لفظ من لفظين، أولى بالترجيح من
اللفظ الاخر الذي تفرد به أحدهما) اه‍.
فحكم على كل منهما بالضعف!! ثم تناقض في موضع آخر من
كتبه!! وذلك في (إرواء غليله) (6 / 169) حيث قال عن سوار:
(وسوار هو ابن داود المزني، وهو صدوق له أوهام كما في
التقريب، قلت: فالحديث عندي حسن) اه‍.
فيا للتناقض ويا للتخابط!!
(60) سعيد بن سالم: (394)
حكم الألباني الألمعي!! على سند فيه سعيد بن سالم بأنه جيد
أي صحيح أو حسن وذلك في (إرواء غليله) (4 / 211) حيث
قال:
(وهذا إسناد جيد رجال كلهم ثقات رجال الشيخين غير
سعيد بن سالم، قال الحافظ في التقريب: صدوق يهم رمي
بالارجاء وكان فقيها) اه‍.
ثم تناقض تناقضا بينا فقال عنه في (صحيحته) (1 / 780):
(وهذا سند ضعيف من أجل عنعنة ابن جريح وضعف سعيد
199

بن سالم) فتأملوا يا ذوي الابصار في هذا التخابط!!
(61) الصعق بن حزن: (395)
ضعف الألباني حديثه في (إرواء الغليل) (1 / 141) فقال عن
طريق فيه الصعق بن حزن هذا ما نصه:
(وهو شاذ في الطريق إلى المنهال الصعق بن حزن وهو صدوق
يهم كما قال الحافظ) اه‍.
قلت: تنبه أنه لم يذكر ههنا أنه من رجال مسلم في صحيحه.
ثم تناقض فقال في (صحيحته) (4 / 569) عن إسناد فيه
الصعق هذا:
(وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال البخاري غير الصعق بن
حزن فهو من رجال مسلم وفيه كلام لا يضر) اه‍.
قلت: وذكر في (إرواء غليله) (2 / 299) إسنادا فيه الصعق بن (396)
حزن فقال نقلا عن الحاكم ما نصه:
(صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وإنما هو على
شرط مسلم وحده، فإن الصعق هذا إنما أخرجه (1) له البخاري
خارج الصحيح) اه‍.

(1) الصحيح أن يقول: (إنما أخرج له البخاري) وليس (إنما أخرجه له البخاري) وإنما (397)
قال ذلك لضعفه في اللغة العربية!!
200

(62) قطن بن نسير: (398)
مال الألباني إلى توثيقه في (إرواء غليله) (6 / 241) حيث قال
عنه:
(صدوق يخطئ، احتج به مسلم) اه‍
وتناقض تناقضا واضحا في موضع آخر فقال عن قطن هذا في
(ضعيفته) (3 / 539):
(قد عرفت من قول ابن عدي المتقدم فيه: أنه يسرق الحديث
ويوصله) اه‍.
فما هذا التخابط والتناقض يا قوم؟!!!!
(63) محمد بن صالح التمار: (399)
ضعفه الألباني في موضع ووصفه بأنه حسن الحديث في موضع آخر
فتم بذلك تناقضه!! بيان ذلك أنه ضعفه في (إرواء غليله)
(3 / 283) حيث قال عنه وعن عبد الرحمن بن إسحاق ما نصه:
(وفي حفظه ضعف كالتمار) اه‍.
قلت: وقال عن التمار هذا في موضع آخر من (إرواء غليله)
(5 / 275):
(فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يخالف) اه‍.
فتأملوا في أمر هذا الذي تسمى محدثا!!
201

(64) كثير بن زيد: (400)
تناقض الألباني إذ قال عنه في صحيحته) (4 / 328):
(كثير بن زيد هو الأسلمي ضعيف) اه‍.
ورد على الترمذي الذي حسنه!!
ثم في موضع آخر حسن إسنادا فيه كثير هذا فقال في
(صحيحته) (3 / 385) ناقلا قول الحاكم زائدا عليه:
(كثير بن زيد وأبو عبد الله القراظ مدنيان لا نعرفهما إلا
بالصدق، وهذا حديث صحيح) ووافقه الذهبي. قلت: بل
هو إسناد حسن....). اه‍
فتأملوا يا قوم كيف يتخابط!! يعترض على الحافظ الترمذي في (401)
موضع متعاليا عليه!! ثم يوافقه في موضع آخر! فيما اعترض
عليه في الموضع الأول فيقع في التناقض!!.
(65) هارون بن عنترة: (402)
ضعفه الألباني في (إرواء غليله) (4 / 36) وحكم على سنده
بالضعف إذ قال هناك عنه:
(وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه علتان:.....
والأخرى! هارون بن عنترة، مختلف فيه، نقل الذهبي في
الميزان عن الدارقطني أنه ضعفه، وأورده ابن حبان في
(الضعفاء) وقال: منكر الحديث جدا...) اه‍
202

ثم حكم واعتمد في موضع آخر قول الحافظ فيه (لا بأس به) ولم
يجعله من علل طريق، وذلك في (ضعيفته) (2 / 228) حيث
قال:
(وهارون بن عنترة لا بأس به) اه‍.
فتأملوا!!
(66) أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس: (403)
قال الألباني عنه وعن سند هو فيه في (صحيحته) (3 / 40)
ما نصه:
(وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي
أويس قال في التقريب (صدوق يهم) وأخرج له مسلم في
الشواهد) اه‍.
ثم تناقض في موضع آخر وذلك في نفس المجلد من صحيحته
ص (334) حيث قال عنه:
(وأبو أويس وهو مع كون مسلم احتج به، ففيه ضعف) اه‍.
فانظروا إلى تناقضه!! ثم إلى تخابطه في قوله هو (ممن احتج بهم
مسلم) وقوله قبل ذلك (أخرج له مسلم في الشواهد)!! لتعرفوا (404)
أنه طفيلي متطفل في هذا الفن!!
(67) عكرمة بن عمار: (405)
ضعفه الألباني في مواضع منها في (صحيحته) (5 / 527) حيث
ذكر سندا فيه عكرمة هذا فقال:
203

(قلت: وهذا إسناد ضعيف، عكرمة بن عمار مع أنه من رجال
مسلم، فإنه كما قال الحافظ صدوق يغلط....) اه‍
وقد تناقض فضيلته!! تناقضا واضحا!! إذ قال قبل ذلك في
نفس المجلد (ص 454) عن سند فيه عكرمة هذا ما نصه:
(وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
قلت: وهو كما قالا على ضعف يسير في عكرمة بن عمار)!!!
وقال عن سند آخر فيه عكرمة بن عمار هذا وذلك في (صحيحته)
(4 / 365):
(قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات، وفي عكرمة بن عمار
كلام) اه‍.
فتأملوا يا قوم في هذا التخابط!!
(68) أبو هلال محمد بن سليم الراسبي: (406)
تناقض الألباني فيه تناقضا واضحا!! أو فاضحا!! إذ أقر الحافظ
الترمذي على تحسين حديثه في (إرواء غليله) (4 / 31) إذ قال:
(والترمذي وقال: حديث حسن، قلت: وإنما لم يصححه لأنه
عنده من رواية أبي هلال...) اه‍ واعتمد ذلك!! فلم يتعقبه
بشئ!!
ثم تناقض فقال عن إسناد آخر فيه أبو هلال هذا في (ضعيفته)
(4 / 375) ما نصه:
(قلت: وهذا إسناد ضعيف أبو هلال اسمه محمد بن سليم
204

الراسبي قال الحافظ: صدوق فيه لين) اه‍.
فتأملوا!!
(69) إبراهيم بن مهاجر: (407)
ومن تناقضات الألباني العجيبة!! أنه حسن في (صحيحته)
(1 / 518) سندا فيه إبراهيم بن مهاجر هذا فقال عنه ما نصه:
(إسناده حسن عندي، رجاله ثقات رجال الشيخين، سوى ابن
مهاجر فإنه من رجال مسلم، وحده، وفيه ضعف يسير، قال
الحافظ في التقريب: (صدوق لين الحفظ) وأورده الذهبي في
الضعفاء تمييزا فقال: (ثقة)) اه‍.
ثم قال عنه في (ضعيفته) (4 / 261) وعن إسناد فيه ابن مهاجر
ما نصه:
(قلت: وإبراهيم هذا ضعيف لسوء حفظه) اه‍!!
فيا للعجب!!
فأين هذا من قول: (عندي) للمتشبع بما لم يعط!! بله من (408)
يدعي أنه إمام المحدثين؟!!
(70) حريث بن السائب الأسدي: (409)
ومن تناقضات الألباني الألمعي!! أيضا أنه قال عن حريث الأسدي
هذا وعن إسناد هو فيه في (صحيحته) (2 / 661) ما نصه:
(قلت: وهذا إسناد مرسل حسن الاسناد الحسن هو البصري،
205

وحريث قال الحافظ صدوق يخطئ من السابعة) اه‍.
ثم تناقض فقال في موضع آخر! وذلك في (ضعيفته) (4 / 109)
مضعفا حريث وإسناد حديثه ما نصه:
(وإسناده مع إرساله ضعيف لضعف حريث هذا) اه‍!!
أقول: سبحان الله لقد كان حسنا فما الذي صيره ضعيفا يا
محدث الديار الشامية!!
ويا حافظ الوقت!!
(71) الرباب بنت صليع الضبية أم الرائح: (410)
ضعفها الألباني وضعف حديثها في موضع وتناقض فحسن حديثها
في موضع آخر!! وإليك ذلك:
قال في (إرواء غليله) (4 / 50) معترضا على تصحيح أبي حاتم
الرازي والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبي
والحافظ ابن حجر ما نصه:
(ولا أدري ما وجه هذا التصحيح، لا سيما من مثل أبي حاتم فإنه
معروف بتشدده في التصحيح، والقواعد الحديثية تأبى مثل هذا
التصحيح، لتفرد حفصة عن الرباب كما تقدم ومعنى ذلك أنها
مجهولة فكيف يصحح حديثها؟!) اه‍.
ومثل هذا في تعليقه السقيم على ابن خزيمة (3 / 278 برقم
2067).
قلت: خالف ذلك فتناقض إذ قال في موضع آخر من (إرواء
206

غليله) (3 / 388) ما نصه:
(وقال الترمذي حديث حسن، وقال الحاكم: إسناده صحيح!
ووافقه الذهبي. قلت: وفيه نظر فإن الرباب هذه وهي بنت
صليع الضبية أم الرائح لم يرو عنها غير حفصة بنت سيرين ولم
يوثقها غير ابن حبان، وقال الحافظ: (مقبولة) فحديثها حسن
كما قال الترمذي) اه‍!!
فيا للعجب!!
(72) جعفر بن سليمان الضبعي: (411)
وثقه الألباني في موضع وتناقض فضعفه في موضع آخر!! وذلك
أنه قال عنه في (صحيحته) (5 / 261) ما نصه:
(قلت: وهو ثقة من رجال مسلم، وكذلك سائر رجاله، ولذلك
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وأقره الذهبي) اط.
ثم قال في نفس المجلد!! من (صحيحته) (5 / 609) ناقضا ما
قاله:
(فإنه - جعفر بن سليمان - وإن كان من رجال مسلم فقد ضعفه
غير واحد من الأئمة، منهم البخاري) اه‍!!
فتأملوا كيف يستخدم كلام العلماء فيما يهوى ليرد على الحفاظ، (412)
فيموه على البسطاء الذين ينغرون بكلامه ويعولون على
تصحيحاته وتضعيفاته أنه أكثر فهما وإدراكا ومعرفة من أولئك
الجهابذة الذين ينقل عنهم ويقلد أقوالهم ويقتات على
207

موائدهم!! ثم يأتي بعض الدكاترة والمحققين الكسالى فينقلون
من كتبه التي تمثل ساحات تخابطاته وتناقضاته دون وعي فيقول
أحدهم:
صححه الألباني!! وضعفه الألباني!! وإنني أنصحهم أن يستيقظوا
وأعلمهم بتحريم النقل عن مثل كتبه المخطئة وخصوصا بعد
اطلاع علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على ما كتبناه
من تناقضات هذا الرجل، ولله الامر من قبل ومن بعد، والله
الموفق.
(73) عباد بن راشد: (413)
ضعفه الألباني في (ضعيفته) (2 / 370) حيث قال:
(قلت: وعباد بن راشد صدوق له أوهام فمتابعته للمبارك
تذهب بالعلة الثانية) اه‍.
قلت: فقرر أنه إذا توبع أو تابع انتفت العلة من حديثه، لأنه
ذو أوهام، والمقرر عنده أن ذا الأوهام ضعيف، والدليل على
ذلك قوله في (إرواء غليله) (5 / 237):
(الثانية: ضعف عتبة الضبي، قال الحافظ: صدوق له
أوهام) اه‍.
قلت: ونقض ما تقدم في عباد بن راشد وأحكم قيد التناقض
على نفسه حيث قال عنه وعن سند هو فيه في (صحيحته)
(3 / 331):
208

(وهذا إسناد جيد، رجاله رجال الصحيح، وفي عباد كلام لا
يضر) اه‍.
فتأملوا في هذا التناقض!!
(74) فليح بن سليمان: (414)
تناقض الألباني تناقضا واضحا حين وثق فليحا في مكان. وضعفه
وأعل أحاديث له في أمكنة أخرى وإليك بعض ذلك:
أورد الألباني في كتابه (مختصر العلو) (ص 98 برقم 38) حديثا
موضوعا في سنده فليح هذا ونقل قول الذهبي فيه:
(رواته ثقات، رواه أبو بكر الخلال في كتاب السنة له).
وزاد على هذا ليوهم القراء البسطاء!! ومن يثق بكلامه!! أن
الحديث صحيح لأنه يوافق مشربه ما نصه:
(وذكر ابن القيم في (الجيوش الاسلامية) (ص 34) أن إسناده
صحيح على شرط البخاري) اه‍!!
وقد زعم هذا الألباني في (صحيحته) (2 / 632) أنه نزه (مختصر (415)
العلو) من الاخبار الواهية!!
وليس كذلك.
وبهذا تعلم أيها القارئ المنصف علما أكيدا أنه صحح حديث
فليح بن سليمان وأقر من وثقه وزعم أن حديثه على شرط
البخاري!!
وأزيد على ذلك بأنه قال في (صحيحته) (1 / 89) عن فليح ما
209

نصه:
(والراجح عندنا أنه صدوق في نفسه وأنه يخطئ أحيانا فمثله
حسن الحديث) اه‍.
قلت: تناقض فحكم على حديث (مختصر العلو) الذي زعم أنه
على شرط البخاري في موضع آخر بأنه منكر جدا وذلك في
(ضعيفته) (2 / 177 برقم 755) وأعله بفليح!!
وقال كأنه لا يدري ما خرج من رأسه وهو يرد على نفسه هنالك (416)
ما نصه:
(ثم إن قول أبي نصر (إن رواة طريق قتادة من رجال الصحيح)
صحيح... ولكن لا يلزم من ذلك، أن يكون سند الحديث
بالذات صحيحا لجواز أن يكون فيه من تكلم فيه...) إلخ
هرائه.
وأقول له: (أحكي لحالك) ولم لم تقل ذلك في (مختصر العلو)؟!
أم أن المقام اقتضى التدليس والتلاعب! أم أنك كتبت (مختصر
العلو) ضمن ظروف خاصة كما تدعي دائما متى أفلست
وأفلست أساليبك؟! هداك الله ارجع واعترف بالصواب وتراجع
عن أخطائك!!
وأزيد فأقول: وقد طعن الألباني في مواضع أخرى بفليح منها قوله (417)
في (ضعيفته) (3 / 323) عن طريق حديث هناك:
(قلت: وفي صحته نظر فإن فليحا هذا وإن كان من رجال
الشيخين ففيه كلام كثير) اه‍
210

ثم قال بعد ذلك عنه في نفس الصحيفة:
(فمثله لا يطمئن القلب لصحة حديثه عند التفرد...) اه‍
فتأملوا أيها العقلاء في هذا التناقض بل والتخابط!!
وسبحان الله تعالى وبحمده!!
(75) سعيد بن بشير: (418)
تناقض الألباني حيث قال عنه في (صحيحته) (4 / 381) ناقلا
قول ابن عدي فيه ومقرا غير متعقب له ما نصه:
(ولا أرى بما يروي عن سعيد بن بشير بأسا، ولعله يهم في الشئ
بعد الشئ ويغلط، والغالب على حديثه الاستقامة والغالب
عليه الصدق) اه‍.
ثم هدم هذا إذ قال في (ضعيفته) (4 / 409) عن سعيد بن بشير
هذا:
(ورجاله ثقات غير سعيد بن بشير، وهو ضعيف كما في
التقريب) اه‍.
قلت: تأملوا كيف يستعمل أقوال من يوثق الرجل حين يريد
تصحيح حديثه وكيف يستعمل أقوال من ضعفه حين يريد
تضعيف حديثه، وتنبهوا بأن هذا المتناقض يخبط كحاطب ليل
بلا قاعدة ولا أصل يرجع إليه!!
211

(76) أم حبيبة بنت العرباض: (419)
ومن عجيب تناقضات هذا الألباني أنه حكم على أم حبيبة هذه
بالجهالة في (إرواء غليله) (5 / 76) ووافق الهيثمي في قوله
عنها:
(ولم أجد من وثقها ولا جرحها) اه‍.
ثم تناقض فحسن حديثها في (صحيحته) (2 / 278) فقال:
(وعليه فحديثها حسن) اه‍.
فيا للعجب!!
(77) ربيعة بن ناجذ: (420)
مال الألباني إلى توثيقه وجود سند حديث هو فيه!! وذلك في
(صحيحته) (4 / 582) حيث قال:
(قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات غير ربيعة هذا فقد وثقه
الحافظ فقط تبعا لابن حبان) اه‍.
قلت: ربيعة بن ناجذ لم ينفرد ابن حبان بتوثيقه في (الثقات)
(4 / 229) وإنما وثقه أيضا العجلي حيث قال عنه كما في (تهذيب
التهذيب) (3 / 228 الفكر): (كوفي تابعي ثقة) فاستيقظ!! (421)
قلت: وتناقض الألباني لأنه كرر الحديث بحروفه متناقضا في
(صحيحته) حيث قال قبل ذلك فيها (2 / 279):
(وهذا إسناد رجاله ثقات غير ربيعة بن ناجذ قال في الخلاصة:
212

(روى عنه أبو صادق الأزدي فقط) ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا، وقال الذهبي في (الميزان): (لا يكاد يعرف) وأما
الحافظ فقال في التقريب: (إنه ثقة) وما أدري عمدته في ذلك،
وما أراه إلا وهما منه رحمه الله تعالى) اه‍.
أقول: عمدة الحافظ في توثيقه هو كما تقدم هو ابن حبان
والعجلي وعدم وجود جارح له وكونه من التابعين، وتصحيح (422)
الضياء له في المختارة (ق 67 / 1)، وقال الخطيب في (تاريخه) (423)
(8 / 420): (سمع علي بن أبي طالب، وورد الأنبار في (424)
صحبته) فيكفيه في ذلك توثيقا والله أعلم.
وتأملوا في تخابطات الألباني المتناقض!! الذي يكرر الحديث في
(صحيحته) وغيرها تكثيرا فارغا!! (1).

(1) ومثال ذلك: حديث (إذا جاء (وفي لفظ أتى) خادم أحدكم بطعامه قد كفاه حره
وعمله فإن لم يقعده معه ليأكل، فليناوله أكلة من طعامه) كرر هذا الحديث في مجلد
واحد (4) مرات وذلك في (صحيحته) الثالثة برقم (1043) و (1285)
و (1297) و (1399) على اختلاف يسير جدا في ألفاظه بتقديم أو تأخير وعزاه
في ثلاثة موضع منها للدارمي (2 / 107).
وأوضح من هذا بكثير حديث: (كان يأخذ الوبرة من جنب البعير من المغنم...)
أورده في صحيحته (2 / 278 برقم 670) وكرره فيها بعينه أيضا (4 / 582 برقم
1942 (فارجعوا إلى ذلك لتتأكدوا أيها المنصفون!! وهناك أمثلة كثيرة جدا جدا من
مثل هذا التكرار لتكثير الصفحات ومضاعفة الأرقام زيادة في التغرير والايهام!! (425)
وأقول: يا شيخ!! ألباني!! النار لا ينبغي أن تجرها دائما لقرصك!! والاناء لا ينبغي
أيضا أن تميله دوما لشقك!! سامحك الله وهداك!!
213

(78) الحسن بن يحيى الخشني: (426)
تناقض الألباني تناقضا واضحا!! حيث نص في (ضعيفته) على أن
الحسن بن يحيى هذا (متروك متهم) ونص في (صحيحته) على
أنه (صدوق) فاستحكم قيد التناقض على يديه!! وإليك ذلك:
قال الألباني في (ضعيفته) (3 / 410) ما نصه:
(كيف والخشني هذا متروك متهم برواية الأحاديث الموضوعة
التي لا أصل لها) اه‍.
ثم قال عنه في (صحيحته) (4 / 189):
(الحسن بن يحيى وهو الخشني، وهو صدوق كثير الغلط كما في
التقريب) اه‍
فتأملوا البون بين الصدوق الذي يكثر الغلط وبين المتروك المتهم
بالوضع، وتنبهوا لهذا الخلط والغلط!!
(79) حجاج بن فرافصة: (427)
وهاه الألباني وطعن فيه تماما في (ضعيفته) (4 / 62) حيث قال
عنه ما نصه:
(قال المناوي:... وفيه حجاج بن فرافصة، أورده الذهبي في
الضعفاء وقال أبو زرعة: ليس بقوي اه‍ ونسبه ابن حبان إلى
الوضع وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال
الدارقطني: حديث منكر) اه‍!!
وقال في (صحيحته) (2 / 645) محكما قيد التناقض:
214

(وقال في المستدرك: الحجاج بن فرافصة قال ابن معين: لا بأس
به، وقال أبو حاتم: شيخ صالح متعبد) اه‍.
ثم قال:
(قال الحافظ في التقريب: صدوق عابد يهم) اه‍!!
فتأملوا يا قوم في أفانين تخبطاته!! وفنون تصرفاته وتناقضاته!!
ويا للعجب!!
(80) جرير بن عبد الحميد: (428)
تناقض الألباني الألمعي!! حيث ضعف جريرا هذا في (ضعيفته)
(3 / 317) وجعله أحد علل حديث هناك!! فقال:
(قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ) اه‍.
ووثقه في (صحيحته) (1 / 388) فقال عنه وعن سند هو
(وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير زر
فمن رجال مسلم وحده وجرير هو ابن عبد الحميد الضبي
الكوفي). اه‍!!
فتأملوا!!
(81) بكر بن بكار: (429)
ضعفه الألباني فلتة الدهر!! في (إرواء غليله) (6 / 45) فقال عنه:
(وبكر هذا ضعيف) اه‍.
وتناقض تناقضا واضحا!! حيث صحح حديثه ومال إلى توثيقه
215

في تعليقه على (سنة ابن أبي عاصم) ص (325) حيث قال عن
حديث هو فيه:
(حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير بكر بن بكار
وهو أبو عمرو القيسي وثقه المصنف - ابن أبي عاصم - وغيره
وضعفه الجمهور) اه‍!!
فتأملوا!!
(82) زكريا بن أبي زائدة: (430)
قال الألباني مضعفا لرواية له في (إرواء غليله) (7 / 47):
(رجاله كلهم ثقات إلا أن زكريا هذا مدلس كما قال أبو داود
وغيره وقد عنعنه عند الجميع.. ولما سبق أقول إن الحديث
بحاجة إلى شاهد يعتضد به، ولعلنا نجده فيما بعد) اه‍.
ثم تناقض إذ قال في (صحيحته) (4 / 209) عن زكريا هذا في
نفس الحديث والسند ما نصه:
(لكنه يبدو أنه قليل التدليس...) اه‍!!
(83) الفضل بن الحباب: (431)
صحح الألباني حديثه في (إرواء غليله) (7 / 33) فقال:
(وهذا إسناد صحيح.. الفضل بن الحباب وهو ثقة حافظ) اه‍
ثم استنكر حديثه في موضع آخر!! وذلك في (صحيحته)
(4 / 484) فتم تناقضه حيث قال:
(يحتمل عندي أن تكون النكارة من شيخ ابن حبان: الفضل
216

بن الحباب، فإن فيه بعض الكلام) اه‍!!
فتأملوا يا قوم!!
(84) قبيصة بن عقبة: (432)
طعن الألباني في روايته عن سفيان الثوري في (إرواء غليله)
(7 / 198) وصحح الحديث من طريق آخر.
وتناقض في (صحيحته) (4 / 79) فصحح حديثه عن سفيان
الثوري وقبله!!
فيا للعجب!!
(85) مالك بن نمير الخزاعي: (433)
ضعفه الألباني!! وضعف حديثه الذي لم يوافق هواه!! في (تمام
منيته) (ص 222) حيث قال:
(بل هو ضعيف الاسناد لان فيه مالك بن نمير الخزاعي وقد قال
فيه ابن القطان والذهبي: (لا يعرف حال مالك، ولا روى عن
أبيه غيره) وأشار الحافظ في (التقريب) إلى أنه لين الحديث) اه‍.
قلت: تناقض تناقضا فاضحا!! حيث صحح حديث مالك بن
نمير الخزاعي في (صحيح سنن النسائي) (1 / 272 برقم
1206) فقال:
(صحيح)
والسند فيه مالك بن نمير كما في (سنن النسائي) (3 / 38 برقم
217

1271)!!
فتأملوا يا أولي الابصار في أفانين تخبطات هذا المتناقض!!
(86) الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب: (434)
قال الألباني في (صحيحته) (3 / 399) مضعفا ومجهلا للضحاك
هذا ما نصه:
(وابن عرزب مجهول) اه‍
قلت: وهو متناقض!! وذلك لأنه صحح حديثا في موضع آخر
في سنده الضحاك هذا وذلك في (صحيح الترمذي) له
(1 / 298 برقم 814) حيث ذكر حديثا هناك وذكر ابن عرزب
ثم قال:
(حسن / الصحيحة 1408).
فتأملوا!!
(87) أبو بلال الأشعري: (435)
ومن تناقضاته أنه حسن إسنادا في المتابعات أو الشواهد فيه:
أبو بلال الأشعري في (صحيحته) (1 / 249) فصحح به
الحديث الأصلي وقال:
(هذا إسناد حسن في المتابعات) اه‍.
ثم تناقض في (إرواء غليله) (5 / 65) حيث ضعف (أبا بلال
الأشعري) ونقل كلام الهيثمي في تضعيفه مقرا له، ولم يقبل
218

شاهده!! وضعف الحديث الأصلي!!
فسبحان الله!!
(88) شعيب بن رزيق الشامي: (436)
قال الألباني محسنا حديثه في (إرواء غليله) (3 / 78) مخلطا بينه
وبين الطائفي ما نصه:
(قلت: وهذا سند حسن وفي شهاب وشعيب كلام يسير لا
ينزل الحديث به عن رتبة الحسن) اه‍.
قلت: وتناقض تناقضا واضحا!! حيث ضعف حديث شعيب
في (ضعيفته) (4 / 351) فقال:
(قلت: وهذا إسناد ضعيف) اه‍.
ثم قال:
(وشعيب بن رزيق هو الشامي أبو شيبة المقدسي، قال الحافظ:
صدوق يخطئ) اه‍.
فتأملوا!!
(89) شهر بن حوشب: مرة أخرى وتناقض آخر: (437)
قال عنه الألباني في (ضعيفته) (3 / 666) ما نصه:
(وشهر بن حوشب ضعيف) اه‍.
ثم تناقض فقال عنه في (صحيحته) (5 / 583):
(وشهر لا بأس به في الشواهد وبعضهم يحسن حديثه، ولعله
لذلك سكت عنه الحاكم والذهبي) اه‍.
فتأملوا!!
219

(90) حديج بن معاوية: (438)
صحح الألباني حديثه في (صحيحته) (5 / 535) فقال:
(وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، غير حديج قال الحافظ
صدوق يخطئ) اه‍
قلت: وتناقض في موضع آخر!! وذلك أنه قال في (إرواء غليله)
(2 / 281) عن حديث هناك في سنده حديج هذا ما نصه:
(إسناده ضعيف، فيه حديج بن معاوية، وهو ضعيف كما قال
النسائي وغيره) اه‍!!
فتأملوا يا قوم كيف يستعمل تارة قول الحافظ ابن حجر وتارة قول الإمام
النسائي!! لتحقيق ما يريد!! ومنه يفهم ويعلم كل بصير (439)
أن أي انسان يستطيع إذا لم يتق الله أن يتلاعب فيقترف مثل هذه
الأساليب!!
(91) خلف بن خليفة: (440)
وثقه الألباني في موضع وأطلق بأنه من رجال مسلم وذلك في
(صحيحته) (4 / 65) إذ قال:
(خلف ومن فوقه من رجال مسلم) اه‍
وهذا توثيق صريح دون تعقب.
ثم قال عن نفس السند ونفس الحديث في (صحيحته)
(5 / 537):
(وهذا إسناد ضعيف، خلف بن خليفة قال الحافظ: صدوق
220

اختلط في الاخر، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي
فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد) اه‍.
فتأملوا في هذا التناقض الواضح!!
(92) عبيد بن أبي قرة: (441)
وثقه الألباني في موضع، وذلك في (صحيحته) (2 / 260) حيث
قال:
(قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات، وفي عبيد بن أبي
قرة كلام لا يضر) اه‍
وتناقض فاعتمد تضعيفه في مكان آخر!! فلم يقبله إلا في
الشواهد وذلك في (إرواء غليله) (8 / 186) حيث قال:
(وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد هذا وهو
مختلف فيه لا بأس به في الشواهد) اط.
فتأملوا في هذا التخابط!!
(93) أبو ميمونة: (442)
تناقض الألباني حيث وثقه في موضع وحكم عليه بأنه مجهول يترك
في موضع آخر!! وإليك ذلك:
قال في (سلسلته الضعيفة) (3 / 492):
(أبو ميمونة عن أبي هريرة، وعنه قتادة: مجهول يترك) اه‍.
ثم قال عنه في (إرواء غليله) (3 / 238):
(اسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير أبي ميمونة وهو
221

ثقة) اه‍!!
فتأملوا!!
(94) عبد الرحمن بن إسحاق القرشي: (443)
تناقض الألباني فقال عنه في (إرواء غليله) (3 / 287):
(وهو حسن الحديث كما تقدم مرارا وفي حفظه ضعف) اه‍.
ثم قال في موضع آخر وذلك في (ضعيفته) (4 / 442):
(والقرشي هذا ثقة من رجال مسلم) اه‍
فتأملوا!!
(95) أبو مروان محمد بن عثمان العثماني: (444)
صحح حديثه الألباني في (صحيحته) (3 / 367) وقال:
(فيه كلام يسير) اه‍.
ثم قال:
(فالحديث حسن على أقل الدرجات) اه‍
ثم تناقض كعادته فقال في (ضعيفته) (1 / 40):
(وعثمان وابنه أبو مروان لا يحتج بهما..) اه‍.
فتأملوا!!
222

(96) مسكين بين بكير الحذاء الحراني: (445)
ضعفه الألباني ورجح رواية غيره عليه وذلك في (صحيحته)
(1 / 42) حيث قال:
(ومسكين هذا صدوق يخطئ، فرواية ابن حمير المرفوعة
أرجح) اه‍.
وذكر أنه من رجال البخاري!!
ثم تناقض فأومأ إلى توثيقه!! في (إرواء غليله) (3 / 11 - 12)
وجعله من رجال الشيخين حيث قال:
(لكن قد تابعه في رفع هذا الحديث مسكين هذا، وقد احتج به
الشيخان) اه‍
يعني أنه ثقة لان الأصل في رجال الشيخين التوثيق.
فتأملوا!!
(97) إسماعيل بن أمية: (446)
ضعفه في (صحيحته) (2 / 354) حيث قال واهما عن سند فيه
إسماعيل هذا:
(قلت: ورجاله موثوقون غير إسماعيل هذا، والظاهر أنه الذي
في الميزان واللسان) اه‍ ثم ذكر أنه متروك.
قلت: تناقض في موضع آخر وذلك في (إرواء غليله)
(6 / 112) فقال عن سند فيه إسماعيل بن أمية:
(ورجاله ثقات رجال مسلم،....) اه‍ غير رجل آخر ذكره!!
فتأملوا!!
223

(98) أبو بلج يحيى بن أبي سليم: (447)
وثقه في (سلسلته الضعيفة) (1 / 122) فقال:
(وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي،
قلت: هو صحيح، أما على شرط مسلم فلا فإن فيه عند الحاكم
وكذا عند أحمد في بعض طرقه أبا بلج واسمه يحيى بن سليم وهو
ثقة، إلا أنه ليس من رجال مسلم) اه‍.
قلت: تناقض فخالف ذلك في (إرواء غليله) (7 / 51) إذ قال:
(وقال الحاكم: صحيح الاسناد، ووافقه الذهبي، قلت:
ويترجح عندي أنه حسن فقط كما قال الترمذي، لان أبا بلج هذا
تكلم فيه بعضهم، وذكر له الذهبي في ترجمته من الميزان بعض
المنكرات، وقال الحافظ في التقريب: صدوق ربما أخطأ) اه‍!!
فتأملوا في هذا التخابط!!
(99) جعفر بن زياد الأحمر: (448)
ضعف حديثه الألباني في (ضعيفته) (3 / 254) بعدما نقل توثيق
الذهبي له ثم أردف ذلك بقوله:
(قال ابن حبان في القلب منه!!، وقال الحافظ في التقريب:
صدوق يتشيع.
قلت: فمثله لا يطمئن القلب لحديثه) اه‍.
فرد حديثه ولم يقبله!!
224

وتناقض في موضع آخر إذ قال عن إسناد حديث في (إرواء
غليله) (7 / 270):
(قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير جعفر وهو ابن
زياد الأحمر وهو ثقة...) اه‍
فتأملوا!!
(100) زائدة بن نشيط: (449)
ضعفه الألباني وحكم عليه بالجهالة وذلك في تعليقه على
(صحيح ابن خزيمة) (2 / 188 برقم 1159) إذ قال:
(إسناده ضعيف زائدة مجهول الحال ناصر) اه‍
ومن غريب تناقضه أنه صحح حديث زائدة هذا فوثقه ضمنا
في صحيح أبي داود (1 / 246 برقم 1779) إذ قال:
(حسن) اه‍
فلو قال: حسنته أو صححه ولم أقل بتوثيقه
قلنا له: ليس كذلك أيها الألمعي! وهذا ليس مقبولا منك بعد
أن قلت في صحيحتك (5 / 608) عن رجل هناك مقعدا
قاعدة:
(ووثقه أيضا من صحح حديثه هذا ممن يأتي ذكرهم)!!
فنسأل الله تعالى السلامة!!
انتبه أخي القارئ الكريم إلى أن عدد المماسك وصل لغاية
هنا إلى الرقم (449)
225

ليتدبر هذه التناقضات الواضحات
أولئك المحققون التجاريون وغيرهم من الذين يعولون
على كتب هذا الشيخ!! وينقلون منها!!
فيقولون صححه الألباني!! وضعفه
الألباني!!
هل انخدعتم أيها المعلقون بالدعاية المبهرجة؟!!
وما تفسير هذه المئات من التناقضات
ولماذا لا نعول على الأئمة الكبار
والحفاظ الجهابذة الذين ينقل
هذا الألباني من كتبهم؟!!
بدلا من التعويل على كتبه المتناقضة؟!!
226

مناقثسة بعض الأحاديث الموضوعة والضعيفة
التي يصححها تعصبا لأنها تتعلق
بتأييد مذهب النواصب
إعلم أن الألباني يصحح أحاديث موضوعة وضعيفة فيها ذكر فضائل
لمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص شغبا وتأييدا للنواصب وهو
مخطئ وخاطئ في ذلك لأن هذه الأحاديث لا يمكن أن تصح حسب
موازين علم الحديث زيادة على تصريح الحذاق من أهل هذا الشأن من
كبار المحدثين بعدم صحتها وإليك ذلك:
1 - حديث عمير بن سعيد قال: لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت (450)
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (اللهم اهد به).
رواه الترمذي في (سننه) (5 / 687) وغيره.
قلت: صححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي) (3 / 236) فقال:
(صحيح بما قبله) اه‍!!
قلت: كلا والذي برأ النسمة، فإنه حديث موضوع لاشك في ذلك
فإن في سنده عمرو بن واقد، وقد قال فيه الألباني نفسه في (ضعيفته)
(2 / 341) متناقضا:
(وعمرو بن واقد متروك كما في التقريب) اه‍. (451)
وقال في (صحيحته) (1 / 458) عن طريق فيها عمرو هذا:
(فهذه طريق أخرى عن إسماعيل ولكنها واهية فإن عمرو بن واقد (452)
متروك) اه‍
227

قلت: بل هو كذاب كذبه جماعة من الحفاظ، ففي (تهذيب (453)
التهذيب) (8 / 102).
(قال أبو مسهر: كان يكذب...
وقال البخاري وأبو حاتم ودحيم ويعقوب بن سفيان: ليس
بشئ... وكان مروان يقول: عمرو بن واقد: كذاب...
وقال النسائي والدارقطني والبرقاني: متروك الحديث..
وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويروي المناكير عن المشاهير
واستحق الترك...) اه‍.
فعلى الألباني أن يضرب على هذا الحديث لأنه موضوع وراويه كذاب
متروك وهو لا ينفع ولا يصلح في الشواهد!!
فإن قال: (هذا الحديث صحيح بما قبله) قلنا له: أنت متناقض!! (454)
لأنك صححت الحديث الذي قبله بهذا الموضوع الذي بعده!! حيث
قلت في (صحيحتك) (4 / 618): مصححا ما قبله مما سأزيف
تصحيحك الآن له إن شاء الله تعالى ما نصه:
(ثم إن للحديث طريقا أخرى، يرويه عمرو بن واقد عن يونس بن
حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن عمير بن سعد الأنصاري قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: فذكره) (1). اه‍

(1) كلا لم يذكره بلفظه وإنما اقتصر على قوله فيه: (اللهم اهد به) ولم يسق لفظة (اجعله (455)
هاديا مهديا) فلم صححتها على فرض صلاحية طريق عمرو بن واقد الفاسدة التي
زعمتها؟!
ولم لم تسلك هذا في حديث: (يا سيدي والرقى صالحة) فاعتبرت أنها ضعيفة مع (456)
اعترافك هناك بوجود شاهد للحديث بالجملة ومع كون الرباب جدة عثمان بن
حكيم (مقبولة) وليست كعمرو بن واقد (كذاب متروك)؟!!
اتق الله أيها الشيخ!! وارجع عن هذا التلاعب المشين!!!
228

ثم قال الألباني:
(وبالجملة فالحديث صحيح، وهذه الطرق تزيده قوة على قوة) اه‍.
أقول: هل تزيد طريق الكذاب المتروك الحديث قوة إلى قوة! (457)
وجميع كتبك تشهد ببطلان هذا التهافت؟!!
عليك أيها الألباني أن تنقل هذا الحديث من الصحيحة إلى
الموضوعة!! وفقك الله تعالى إلى الرجوع إلى الحق!!
2 - فإذا تحققنا الآن وجوب الضرب على الحديث الثاني الذي أورده في
(صحيح الترمذي) (3 / 236 برقم 3019) وعلمنا أنه موضوع لا يصلح
للمتابعة ولا للاستشهاد فلنرجع إلى الحديث الأول الذي أورده برقم
(3018) ولنناقشه باختصار مفيد في تصحيحه إياه حيث أورده في
(الصحيحة) (4 / 615 - 618) فنقول:
أورد الألباني حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة مرفوعا (اللهم اجعله
هاديا مهديا واهد به) يعني معاوية وهذا حديث لا يصح بحال لوجوه:
(أولا): قال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (3 / 132) عن (458)
إسحاق بن راهويه أنه قال:
(لا يصح عن النبي صلى الله عليه وآله في فضل معاوية شئ) اه‍.
(ثانيا): هذا الحديث بالخصوص نص حذاق المحدثين على أنه لا (459)
يصح).
229

قال أبو حاتم الرازي كما في (علل الحديث) لابنه (2 / 362 -
363): إن عبد الرحمن ابن أبي عميرة لم يسمع هذا الحديث من النبي
صلى الله عليه وآله.
وقال الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (6 / 220) نقلا عن الحافظ (460)
ابن عبد البر إن عبد الرحمن بن أبي عمير هذا:
(لا تصح صحبته، ولا يثبت إسناد حديثه) اه‍!!
(ثالثا): طرق هذا الحديث تدور على سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن (461)
يزيد عن عبد الرحمن بن عميرة به.
وسعيد بن عبد العزيز اختلط كما أقر واعترف هناك الألباني.
وقد زعم الألباني أنه قد تابعه جمع!! ولم يصدق!! لان من رجع إلى (462)
المتابعات التي زعمها في كتابه وجدها كلها تدور على سعيد بن
عبد العزيز، وسعيد هذا اختلط كما قال أبو مسهر، وكذا قال أبو داود
ويحيى بن معين كما تجد ذلك في (التهذيب) (4 / 54) وقد اعترف الألباني
باختلاطه في مواضع منها في (ضعيفته) (3 / 393)، ومنها في
(صحيحته) (2 / 647) وغير ذلك، فكيف يصح هذا أيضا؟!!
فما على الألباني إلا أن ينقل الحديث (للضعيفة)!!!
230

3 - برهان عدم صحة حديث: (اللهم علمه الكتاب وقه العذاب): (463)
وأما حديث: (اللهم علم معاوية الكتاب، وقه العذاب) فلا يمكن
أن يصح للعلل والأسباب التالية:
1 - هذا الدعاء: (اللهم علمه الكتاب) هو دعاء النبي صلى الله عليه وآله لابن
عباس كما في البخاري في مواضع منها (1 / 169 فتح) فقلبه النواصب
وحرفوه لمعاوية، ومعاوية لا تؤثر عنه أنه كان عالما بالكتاب البتة، لأنما
العالم بالكتاب هو سيدنا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، كما امتلأت
كتب التفسير من أقواله في تفسير الكتاب العزيز، فالواقع أثبت بطلان
هذا الحديث بلا مثنوية.
2 - هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده (4 / 127) والطبراني (464)
(18 / 252) وابن عدي في الضعفاء (6 / 2402) وغيرهم.
قلت: وفي سنده: الحارث بن زياد وهو شامي لا تقبل روايته لمثل
هذا الحديث الضعيف بل الموضوع الذي يؤيد مشربه، ولم يرو عنه إلا
يونس بن سيف الكلاعي فهو مجهول، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته
في (تهذيب التهذيب) (2 / 123).
(قال الذهبي في الميزان - 1 / 433 -: مجهول، وشرطه أن لا يطلق
هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرازي قالها) (1) اه‍.
ثم قال الحافظ:
(نعم، قال أبو عمر بن عبد البر فيه: مجهول، وحديثه منكر) اه‍.

(1) أي أن الحارث بن زياد مجهول، قالها ابن أبي حاتم نقلا عن أبيه في (الجرح
والتعديل) (3 / 75).
231

قلت: وفي سنده يونس بن سيف: حمصي، ومعاوية بن صالح: حمصي،
قال عنه الحافظ في (التقريب): (صدوق له أوهام)، وقال في (التهذيب)
(10 / 189) ما ملخصه في أقوال من جرحه:
(كان يحيى بن سعيد القطان لا يرضاه، وفي رواية عن ابن معين:
ليس بمرضي، وقال أبو إسحاق الفزاري:
ما كان بأهل أن يروى عنه، وقال ابن أبي خيثمة: يغرب بحديث
أهل الشام جدا) اه‍.
قلت: وهذا منها بلا شك لمخالفته للواقع.
وحكم الحافظ الذهبي على هذا المتن من بعض طرقه في (الميزان)
(1 / 388) بأنه:
(منكر بمرة) وفي الطريق مجهول ورجل لا يعرف.
وفي طريق أخرى ذكرها الذهبي في (الميزان) (3 / 47): من طريق
إسحاق بن كعب، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عباس
وعثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي كما قال الذهبي في (الميزان)
(3 / 47) في ترجمة الجمحي، وهو متروك كما قال البخاري (1) وكذبه ابن
معين كما في (الميزان) (3 / 43).
وقد ضعف!! هذا الحديث الألباني في تعليقه على (صحيح ابن (465)
خزيمة) (3 / 214) فأنى تقوم لهذا الحديث قائمة بعد هذا البيان

(1) قال البخاري في كتابه (التاريخ الكبير) (6 / 238 ترجمة 2270): (تركوه).
232

الواضح العلمي؟!!
ولذلك أورده الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في كتابه (العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية) (1 / 272).
فتدبروا يا أولي الألباب!!
تنبه أخي القارئ الكريم إلى أن عدد المماسك وصل لغاية هنا
إلى الرقم (465)
233

مناقشة
أحاديث فضائل عمرو بن العاص التي
صححها الألباني والتي لا يصح منها شئ
في ميزان التحقيق
ومن تلك الأحاديث التي صححها الألباني مما يتعلق بنصرة مذهب
النصب أحاديث أوردها في (صحيحته) (1 / 238 برقم 155): (أسلم
الناس وآمن عمرو بن العاص).
وحديث رقم (156):
(ابنا العاص مؤمنان: هشام وعمرو).
فلنناقشه فيهما واحدا واحدا فنقول وبالله تعالى التوفيق:
أما حديث (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص) فليس بصحيح
ولا حسن من أوجه:
أ - ركاكة لفظه ومن ذلك: ما سبب هذا التخصيص مع ما فعل (466)
عمرو بن العاص مما هو مشهور ومتواتر؟!
ولفظة (أسلم الناس) ألا تفيد تفضيله على جماعة من الكبار مثل
سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر رضوان الله تعالى عليهما، ولم لم يأت (أسلم
الناس وآمن أبو بكر وعمر) فما هي الحكمة من تخصيص عمرو؟!!
ب - ضعف إسناده:
قال الإمام أحمد في مسنده (4 / 155) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا ابن
234

لهيعة حدثني مشرح بن هاعان قال سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فذكره.
قلت: في السند علتين قويتين:
العلة الأولى: ضعف ابن لهيعة حتى في رواية العبادلة عنه، حتى (467)
عند الألباني متى أراد وتشهى!!:
قال الألباني في (غاية المرام) ص (41): (468)
(وهذا إسناد ضعيف، علته ابن لهيعة واسمه عبد الله وهو ضعيف
سئ الحفظ) اه‍.
وقال الألباني في (غاية المرام) ص (189) أيضا عن سند هناك رواه
أحمد في مسنده من طريق (ابن لهيعة) وصرح في (صحيحته) (3 / 32)
أنه من رواية عبد الله بن وهب عنه ومع ذلك قال في (غاية المرام (ليظهر
قصور القرضاوي:
(وهذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة) اه‍. (469)
ودعوى الألباني أن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد
العبادلة الثلاثة دعوى غير صحيحة في ميزان التحقيق، وقد تشبث بها
الألباني وتبعه بعض من يدعي التحقيق والتخريج في هذا العصر ممن فتن
به أو تأثر بأسلوبه المخطئ وانغر به دون تمييز أو تحقيق وتبصر!!
وحسبك في ذلك أن الحافظ ابن حجر قال في ترجمته في (التقريب): (470)
(صدوق خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل
من غيرهما وله في مسلم بعض شئ مقرون) اه‍.
وفي (تهذيب التهذيب) (5 / 331):
235

(قال ابن أبي حاتم سألت أبي وأبا زرعة عن الإفريقي وابن لهيعة
أيهما أحب إليك فقالا جميعا ضعيفان، وابن لهيعة أمره مضطرب يكتب
حديثه على الاعتبار، قال عبد الرحمن: قلت لأبي: إذا كان من يروي عن (471)
ابن لهيعة مثل ابن المبارك فابن لهيعة يحتج به؟! قال: لا، قال أبو زرعة:
كان لا يضبط، وقال ابن عدي: حديثه كأنه نسيان وهو ممن يكتب
حديثه، وقال محمد بن سعد: كان ضعيفا، ومن سمع منه في أول أمره
أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخره، وقال مسلم في الكنى: تركه
ابن مهدي ويحيى ابن سعيد ووكيع، وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب
الحديث.
وقال ابن حبان: سبرت أخباره فرأيته يدلس عن أقوام ضعفاء على
أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي ما دفع إليه قرأه سواء كان من
حديثه أو لم يكن فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه (472)
لما فيها من الاخبار المدلسة عن المتروكين، ووجب ترك الاحتجاج برواية
المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه) اه‍ فتأمل.
وقال الذهبي في (الميزان) (2 / 477):
(وقال ابن معين: هو ضعيف قبل أن تحترق كتبه وبعد احتراقها). (473)
ثم قال:
(وقال أبو زرعة: سماع الأوائل والأواخر منه سواء، إلا أن ابن المبارك (474)
وابن وهب كانا يتبعان أصوله، وليس ممن يحتج به). اه‍.
أي ولو روى عنه ابن المبارك وابن وهب فروايته ضعيفة.
وقال الحافظ الذهبي في (الكاشف) (2 / 122) ملخصا القول فيه
236

غي ملتفت إلى رواية العبادلة عنه ما نصه:
(العمل على تضعيف حديثه) اه‍. (475)
العلة الثانية: لحديث (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص):
(1) (2) (3)
ضعف ابن هاعان، وعدم عدالته، ونكارة روايته عن عقبة
كما صرح بذلك الحفاظ وإليك ذلك:
ضعف مشرح: (476)
1 - قال الحافظ في (التقريب) ص (532): (مقبول).
فنقول للألباني مرددين عبارته المعروفة: (يعني عند المتابعة وإلا فهو لين (477)
كما صرح الحافظ في المقدمة) اه‍!!!!
هذا وقد ضعفه الألباني في مواضع منها: (478)
قوله في (ضعيفته) (2 / 201):
(قلت: وهذا إسناد تالف صريح مختلف فيه...) اه‍
فجعله من أسباب تلف السند، وصرح بأنه من إحدى علله!!
قال الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (10 / 141): (479)
(قال ابن حبان في الثقات: يخطئ ويخالف) (1) اه‍.

(1) والألباني ملزم لا محالة بأن يضعف حديث مشرح هذا، فإنه قال في مواضع فيمن (480)
يقول فيه ابن حبان: (يخطئ ويخالف) بأنه ليس ثقة ولا يخرج حديثه في الصحيح،
من ذلك قوله في (ضعيفته) (1 / 25) في موسى بن جبير ما نصه:
(وذكره ابن حبان في الثقات ولكنه قال: (وكان يخطئ ونحالف))
ثم قال الألباني بعد ذلك:
237

2 - وأما عدم عدالته:
فقد أورده العقيلي في كتابه (الضعفاء) (4 / 222) وقال الحافظ
الذهبي في (الميزان) (4 / 117):
(وذكره العقيلي فما زاد في ترجمته أكثر من أن قيل: إنه ممن جاء مع
الحجاج إلى مكة، ونصب المنجنيق على الكعبة) اه‍
قال الحافظ ابن حجر في (التهذيب) (10 / 141):
(وقد جزم بذلك ابن يونس في تاريخه) اه‍. (481)
قلت: فهل يعدل من مشى في جيش الحجاج (1)، ومن نصب
المنجنيق على الكعبة فرماها؟!!
ربما يكون عدلا عند الألباني تقليدا لمن وثفه لا نظرا وتمحيصا
واجتهادا!!
3 - وأما نكارة روايته عن عقبة:
فقد قال الذهبي في (الميزان) (4 / 117) والحافظ في (التهذيب)
(10 / 141):

(وليت شعري من كان هذا وصفه فكيف يكون ثقة ويخرج حديثه في
الصحيح) اه‍!!
وأقول: سل نفسك!! كيف خرجت حديثه في صحيحتك!!
(1) قال الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) في شأن الحجاج:
(قال طاووس: عجبت لمن يسميه مؤمنا، وكفره جماعة منهم: سعيد بن جبير
والنخعي ومجاهد وعاصم بن أبي النجود والشعبي وغيرهم، وقالت له أسماء بنت
أبي بكر: أنت المبير الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله) اه‍. والمبير: المهلك للأمة.
238

قال ابن حبان في الضعفاء: يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها (482)
فالصواب ترك ما انفرد به) (1) اه‍.
وبذلك ظهر جليا وهاء حديث: (أسلم الناس وآمن عمرو...).
البرهان والدليل على عدم ثبوت حديث: (ابنا العاص مؤمنان هشام
وعمرو) وأنه حديث ضعيف:
وأما حديث (ابنا العاص مؤمنان: هشام وعمرو) فليس صحيحا
أيضا وإليك ذلك:
روى هذا الحديث الإمام أحمد في مسنده (2 / 304 و 327 و 353)
وابن سعد (4 / 191) والحاكم (3 / 240 و 452) وغيرهم من طريق
حماد بن سلمة (2) ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
وفي هذا السند علتان:
الأولى: حماد بن سلمة، الذي قال عنه الألباني في (ضعيفته) (483)
(2 / 333) إذ جعله ضعيفا ومن إحدى علل حديث هناك ما نصه:
(إن حماد له أوهاما)!! اه‍ بحروفه.
هكذا قال!!
وقد جزم الذهبي في (الكاشف) (1 / 252) بأنه: يغلط. (484)
وقال الحافظ في (تهذيب التهذيب) (3 / 13): (485)
(قال الحاكم لم يخرج مسلم لحماد بن سلمة في الأصول إلا من حديثه

(1) أنظر كتاب (الضعفاء والمجروحين) للحافظ ابن حبان (3 / 283).
(2) هذا إذا تغاضينا عمن دون حماد بن سلمة.
239

عن ثابت وقد خرج له في الشواهد عن طائفة، وقال البيهقي: هو أحد
أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري، وأما مسلم
فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره) اه‍ فتأمل.
فمن أراد أن يصحح حديث حماد فليصحح ما رواه عن ثابت كما هو
معروف وليحذر ما يخالف به الثقات وخصوصا في العقائد كما بيناه في
التعليق على (دفع شبه التشبيه) ص (189 - 190)، وهذا الحديث لم
يروه عن ثابت.
وأما العلة الثانية: فضعف محمد بن عمرو بن علقمة: (486)
قال الحافظ في (التقريب): (صدوق له أوهام).
وليس هو من رجال الشيخين في الأصول، قال الحافظ في (التهذيب) (487)
(9 / 334):
(روى له البخاري مقرونا بغيره ومسلم في المتابعات).
وإليك أقوال من ضعفه منقولة من (تهذيب التهذيب):
1 - قال يحيى بن سعيد: ليس هو ممن تريد.
2 - وكذا قال مالك رحمه الله تعالى.
3 - وقال الجوزجاني: ليس بقوي الحديث.
4 - وقال ابن حبان في الثقات (7 / 377): يخطئ.
5 - وقال يعقوب بن شيبة: هو وسط وإلى الضعف ما هو.
6 - وقال ابن سعد: كان كثير الحديث يستضعف.
قلت: وأحاديثه عن أبي سلمة خاصة متكتم فيها، قال الحافظ في
240

(التهذيب) (9 / 334):
(قال ابن أبي خيثمة سئل ابن معين عن محمد بن عمرو فقال ما زال
الناس يتقون حديثه، قيل له، وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن (488)
أبي سلمة بالشئ من روايته، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن
أبي هريرة) اه‍.
فتأملوا!!
فعلى الألباني أن ينقل هذين الحديثين إلى (ضعيفته) المصونة!!
قلت: وطريق حكام عن ابن عساكر (13 / 252 / آ) فيها ضعفاء، (489)
وحكام قال عنه الإمام أحمد كما في (لسان الميزان) (4 / 415 الفكر):
(ترك حديثه).
وأما الحديث الذي أورده الألباني في (صحيحته) (2 / 256): حيث
قال:
(عن ابن أبي مليكة قال: قال طلحة بن عبيد الله: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول: (عمرو بن العاص من صالحي قريش)). اه‍
وعزاه للترمذي ولأحمد ثم قال:
(وقال الترمذي: (ليس إسناده بمتصل، ابن أبي مليكة لم يدرك
طلحة).
قلت: رجال إسناده ثقات أثبات) اه‍.
قلت: كيف تقول (ثقات أثبات)! وقد ضعفت ابن أبي مليكة بعد (490)
ذلك ب‍ (53) صحيفة في نفس المجلد حيث قلت هناك ص (310):
(وهو ضعيف)؟!!!
241

أم عند تشييد مذهب النصب صار ثقة عندك؟!!
ثم قال الألباني في (صحيحته) (2 / 257):
(وقد روي موصولا من طريق سليمان بن أيوب بن سليمان بن
عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله حدثني أبي عن جدي عن
موسى بن طلحة عن طلحة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله: فذكره) اه‍.
قلت: وهل قولك (وقد روي موصولا) مما يقطع وشيجة كل (491)
خطيب!! فيفيد أنه لا علة له؟!!
ومن العجائب والغرائب أن الألباني طعن في هذا السند في (ضعيفته) (492)
(4 / 49 - 50) إذ قال في بعض رجال هذا السند - وهو سليمان بن أيوب
ما نصه -:
(ذكره ابن عدي في ترجمة سليمان هذا مع أحاديث أخرى، وقال:
(لا يتابع سليمان عليها أحد) وأورده الذهبي في (الضعفاء)، وقال (له
مناكير عدة) وساق له في (الميزان) من منكراته أحاديث، هذا أحدها،
وأبوه، وهو أيوب بن سليمان بن عيسى، وجده عيسى لم أجد لهما ترجمة،
إلا أن الأول منهما قد أورده ابن أبي حاتم (1 / 1 / 248) من رواية ابنه
سليمان فقط! ولم يذكر توثيقا ولا تجريحا، فهو مجهول) اه‍.
قلت: وأزيد بأن ابن عدي ذكر في (الكامل في الضعفاء)
(3 / 1132) من مناكيره - أعني سليمان - هذا الحديث الذي استشهد به (493)
الألباني!!
فهل هذه الأسانيد المهلهلة التي يحاول ترقيعها الألباني في سبيل
النصب مما تقوم لها قائمة؟!! لا سيما وأنه يضعف مثل حديث: (حياتي
242

خير لكم....)؟!!
فتأملوا يا قوم!! ولم لم يصحح على هذه الطريقة مثل حديث (اتقوا (494)
فراسة المؤمن...) وحديث الابدال ونحوهما!! وعلى فضيلته!! أن ينقل
هذه الأحاديث للسلسلة المنكرة الضعيفة أو الموضوعة والله تعالى
المستعان، ومنه يتضح لك أيها القارئ المنصف مدى تلاعبه بالطرق
والأسانيد وبالتالي بالأحاديث!!!
تنبه أخي القارئ الكريم إلى أن عدد المماسك وصل إلى
ا لعدد (494)
243

ومما يدل على نصبه من جانب آخر
أنه ضعف أحاديث صحيحة في فضائل سيدنا علي
بل حكم على بعضها بالبطلان
(مثال ذلك)
أورد الألباني في (ضعيفته) (3 / 253) حديث سيدنا بريدة: (كان
أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة، ومن الرجال علي) وحكم عليه
بالبطلان!! فقال:
(باطل، أخرجه الترمذي (2 / 319) والحاكم (3 / 155) من طريق
جعفر بن زياد الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه
قال: فذكره. وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من
هذا الوجه) وقال الحاكم: (صحيح الاسناد). ووافقه الذهبي!!
قلت: عبد الله بن عطاء، قال الذهبي نفسه في (الضعفاء):
قال النسائي: (ليس بالقوي). وقال الحافظ في (التقريب):
(صدوق يخطئ ويدلس).
قلت: وقد عنعن إسناد هذا الحديث، فلا يحتج به لو كان ثقة،
فكيف وهو صدوق يخطئ؟!
ثم إن الراوي عنه جعفر بن زياد الأحمر، مختلف فيه، وقد أورده
الذهبي أيضا في (الضعفاء) وقال: (ثقة ينفرد، قال ابن حبان: في القلب
منه!!).
244

وقال الحافظ في (التقريب): (صدوق يتشيع). قلت: فمثله لا
يطمئن القلب لحديثه، لا سيما وهو في فضل علي رضي الله عنه! فإن
من المعلوم غلو الشيعة فيه، وإكثارهم الحديث في مناقبه مما لم يثبت! وإنما
حكمت على الحديث بالبطلان من حيث المعنى لأنه مخالف لما ثبت عن
النبي صلى الله عليه وآله في أحب النساء والرجال إليه كما يأتي) اه‍ كلام الألباني.
ولنناقش كلام الألباني هذا لنبين أنه باطل مهدوم وأنه متناقض في كل
ما قاله تقريبا لأنه قال عكس هذا أو خلافه في مواضع أخرى!!:
أما قوله عن عبد الله بن عطاء (أورده الذهبي في (الضعفاء) وقال:
(قال النسائي: ليس بالقوى) وقال الحافظ في (التقريب): (صدوق
يخطئ ويدلس) وقد عنعن إسناد هذا الحديث، فلا يحتج به لو كان ثقة،
فكيف وهو صدوق يخطئ؟!) اه‍.
فجوابه: أن عبد الله بن عطاء من رجال مسلم في الصحيح (495)
والأربعة ووثقه يحيى بن معين كما في تاريخ الدوري (2 / 320) وقال (496)
الترمذي في سننه (3 / 55): (ثقة عند أهل الحديث)، وذكره ابن حبان (497)
في (الثقات) (7 / 41) وقال الذهبي في (الكاشف): (صدوق). (498)
ومن عجيب تناقضات الألباني هذا!! أنه تناقض!! حيث صحح إسناد
حديث فيه عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه وذلك في (499)
كتابه (صحيح سنن ابن ماجة) (8 / 42 برقم 1939) وفي (صحيح
الترمذي) (1 / 204 برقم 535)!! أي نفس سند الحديث الذي ضعفه
هنا!!
245

قلت: وهذا السند صحيح ثابت في (صحيح مسلم) فانظره فيه (500)
(2 / 805 برقم 157) كتاب الصيام!! وأما قول الحافظ فيه: (يخطئ
ويدلس) فهو خطأ منه قلده فيه الألباني المتعصب الذي حرم من الاجتهاد (501)
في هذا الفن وإنما غايته التعويل على كلام المتأخرين!!
وأصل قول الحافظ والنسائي في تضعيفه إنما هو محصور حقيقة في (502)
حديث واحد ربما أخطأ فيه ابن عطاء يرويه عن عقبة بن عامر ذكره
الحافظ ابن حبان في المجروحين (1) (1 / 28 - 30)، وأما التدليس الذي
يذكره الحافظ في التقريب فهو في رواية عطاء عن عقبة بن عامر خاصة في
حديث واحد وهو الذي ذكره ابن حبان في المجروحين (1 / 28 - 30) (503)
وقد صرح ابن عطاء بأنه لم يسمعه من عقبة فالارسال في حديثه الذي (504)
ذكره الحافظ في (التهذيب) (5 / 281) عقب عقبة مختص بعقبة فقط كما
وضح ذلك كلام الحافظ المزي في) تهذيب الكمال) (15 / 132) فقول (505)
الحافظ فيه كان يدلس خطأ بلا شك ولو صح لكان في عقبة خاصة كما
وضح ذلك أهل الفن المتقدمين:
فاعن به ولا تخض بالظن ولا (تقلد) غير أهل الفن
ومنه ينهدم ما قاله الألباني في هذه النقطة وتتبين سخافة قوله: (وقد
عنعن إسناد هذا الحديث، فلا يحتج به لو كان ثقة، فكيف وهو صدوق
يخطئ) إذ قد صححه هو فيما ذكرنا من تناقضه بالعنعنة!! (506)
فتأمل مبلغ تناقض الألباني وفداحة خطئه! لتحرص على العلم

(1) ولم يذكر ابن عطاء قطعا في المجروحين فتنبه.
246

الصحيح، وننجو من تقليد الرجال (1)!
وأما قول الألباني في جعفر بن زياد الأحمر: (ثم إن الراوي عنه
جعفر بن زياد الأحمر، مختلف فيه، وقد أورده الذهبي أيضا في
(الضعفاء) وقال: (ثقة ينفرد، قال ابن حبان: في القلب منه!!) وقال
الحافظ في التقريب: (صدوق يتشيع)) اه‍.
فجوابه: أنه قول باطل وكلام متهافت متناقض لان الألباني وثقه في (508)
(إرواء غليله) (7 / 275) وأطلق ولان جعفرا هذا:
قال عنه أحمد: صالح الحديث. (509)
وقال ابن معين: ثقة (510)
وقال أبو زرعة وأبو داود: صدوق. (511)
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: ثقة. (512)
وقال الأردي: حديثه مستقيم. (513)
وقال عثمان بن أبي شيبة: صدوق ثقة. (514)
وقال العجلي: ثقة. كما في (تهذيب التهذيب) و (تهذيب الكمال). (515)
وإنما عابوا عليه التشيع وليس ذلك بقادح على التحقيق وقد اعترف
بذلك الألباني نفسه كما سيأتي بعد قليل إن شاء الله تعالى.
وما لنا نرى الألباني هنا يعول على كلام ابن حبان (وفي القلب منه) مع (516)
أنه يهدر كلام ابن حبان ويصفه بالتناقض في مواضع لا تكاد تحصى كما
مر نقل بعضها؟!

(1) أنظر ضعيفته الرابعة ص 442 السطر (10)!! حماك الله تعالى. (507)
247

ومن تناقضه الفاضح قوله فيه: (فمثله لا يطمئن القلب لحديثه، لا
سيما وهو في فضل علي رضي الله عنه! فإن من المعلوم غلو الشيعة فيه،
وإكثارهم الحديث في مناقبه مما لم يثبت!) اه‍.
فقد ناقض نفسه في موضع آخر حيث قال في (صحيحته) (517)
(5 / 262) عن رجل مثل هذا بالضبط قال عنه الحافظ في التقريب
أيضا: (صدوق يتشيع) ما نصه:
(قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأجلح،
وهو ابن عبد الله الكندي، مختلف فيه، وفي (التقريب): (صدوق
يتشيع) فإن قال قائل: راوي هذا الشاهد شيعي، وكذلك في سند
المشهود له شيعي آخر وهو جعفر بن سليمان، أفلا يعتبر ذلك طعنا في
الحديث وعلة فيه؟!
فأقول: كلا، لان العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق
والحفظ، وأما المذهب فهو بينه وبين ربه، فهو حسيبه، ولذلك نجد
صاحبي (الصحيحين)، وغيرهما، قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين
كالخوارج والشيعة وغيرهم...) اه‍!!
فتأملوا يا قوم في هذا التناقض والتخابط!!!
وبه يسقط كلام الألباني في تضعيفه لهذا الحديث وينهدم على رأسه!!
كما جاء (فخر عليهم السقف من فوقهم) والحمد لله الذي بنعمته تتم
الصالحات.
وأما قول الألباني: (وإنما حكمت على الحديث بالبطلان من حيث
المعنى لأنه مخالف لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله في أحب النساء والرجال إليه كما
248

يأتي) فلقصوره في علم الأصول وعدم معرفته بالجمع بين الأحاديث (518)
الصحيحة!!
وذلك لان النبي صلى الله عليه وآله كان أحب الناس إليه جماعة منهم سيدنا أبو بكر
وسيدنا علي والسيدة فاطمة والسيدة عائشة وزيد وابنه أسامة الحب بن
الحب وغيرهم رضي الله تعالى عنهم فكل انسان منهم أو ممن روى
الأحاديث في محبته صلى الله عليه وآله لواحد منهم كان يظن أنه صلى الله عليه وآله يحبه أكثر من فلان،
فالأحاديث صحيحة والجمع متعين، وقول الألباني باطل مردود عليه!! لا
سيما وهناك أحاديث صحيحة تشهد للحديث الذي زعم أنه باطل لم (519)
يذكرها الألباني هنا يأتي بعضها قريبا إن شاء الله تعالى.
ثم قال الألباني بعد ذلك في (ضعيفته) (3 / 254):
(وقد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنها، وهو باطل عنها
أيضا، يرويه جميع بن عمير التيمي قال:
(دخلت مع عمتي (وفي رواية: أمي) على عائشة، فسئلت: أي
الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالت: فاطمة، فقيل: من
الرجال؟ قالت: زوجها) أخرجه الترمذي (2 / 320) والحاكم
(3 / 154) من طريقين عن جميع به والسياق للترمذي وقال:
(حديث حسن غريب) وقال الحاكم - والرواية الأخرى له -:
(صحيح الاسناد)! ورده الذهبي فأحسن: (قلت: جميع متهم، ولم تقل
عائشة هذا أصلا) اه‍.
جوابه:
قلت: وما أدراك بالغيب؟! بل قد قالته لأدلة أخرى تشهد له، (520)
249

وإليكم تفنيد ما قاله أولا:
أما جميع: فأراك ههنا قد حدت عن قول الحافظ فيه في التقريب: (521)
(صدوق يخطئ) وأتيت بقول الذهبي من تلخيص المستدرك الذي
أخطأ فيه مع أنك تغلطه غالبا وترد عليه هنالك كما هو مشهور ولا يحتاج (522)
لدليل، وإنما حمل الذهبي عليه لأنه روى حديثا توهم منه كما توهمت أنت
بأن فيه تنقيصا للصديق الأكبر رضي الله تعالى عنه وليس كذلك.
ولو رجع الألباني إلى تحري القول في جميع بن عمير لوجد أن من حمل (523)
عليه راجع لتشيعه المحمود في ذلك الزمان والذي لا يؤثر على الرواية كما
اعترف بذلك الألباني ونقلناه من (صحيحته) الخامسة قبل قليل، ثم لقوله
- أعني جميع - أن طيور الكراكي تفرخ في السماء ولا يقع فراخها (1)، هذا
سبب تضعيفهم له!!
ومقابل ذلك قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (2 / 532):
(من عتق الشيعة ومحله الصدق صالح الحديث كوفي من التابعين). (524)
وابن حبان رجع فأورده في (الثقات) (4 / 115) وسكت عليه هناك
فلم يغمزه بشئ. وحسن له الترمذي، والساجي بعد أن غمز قال: وهو (525)
صدوق، وقال العجلي: (تابعي ثقة) كما في (التهذيب) (2 / 96) (2). (526)

(1) راجع المجروحين لابن حبان (1 / 218) تجد أنهم اتهموه بالوضع لأنه قال ذلك،
ولا علاقة لذلك بالحديث مع أنهم لم يسوقوا له حديثا واحدا وضعه، ومقابل ذلك
توثيق أئمة كبار له.
(2) ومن ذلك يتبين لكل منصف أن أمام الألباني مبادئ معروفة وهو مدفوع لتحقيقها (527)
وهي تشكل مذهبا يقلده ويتظاهر بدعوى الاجتهاد تغطية وتعمية لمن يثق به
250

ثم إن سلمنا لقول الحافظ (صدوق يخطئ) فإن جميعا لم يخطئ في
هذا الحديث لكثرة شواهده منها: الحديث السابق الذي بينا صحته وهو: (628)
(كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة ومن الرجال علي).
وقد كتم الألباني شاهدا صحيحا رواه الإمام أحمد في مسنده (529)
(4 / 275) عن النعمان بن بشير قال:
(استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وآله فسمع صوت عائشة عاليا وهي
تقول: والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ومني مرتين أو ثلاثا
فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها، فقال: يا بنت فلانة لا أسمعك
ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وآله).
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) (7 / 27):
(أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عن النعمان بن بشير).
وبما قدمناه يجمع بين الأحاديث التي فيها أن أحب الناس سيدنا أبو بكر
وعائشة أو سيدنا علي والسيدة فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، كما يجمع (530)
بين قوله صلى الله عليه وآله:
(أحب الاعمال إلى الله أدومها وإن قل).
وبين قوله صلى الله عليه وآله:
(أحب الاعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في

فينسف من الأحاديث ما يعارض هذه المبادئ ويصحح من الأحاديث الضعيفة
والموضوعة ما يؤيد هذه المبادئ كما بينا ومثلنا في (باب النصب) وغيره وانظر مثلا
إلى صحيحته (3 / 264 - 265) حديث رقم 1269 كيف صححه بالشاهد الذي
فيه رجل اعترف الألباني بأنه لا يدري من هو!!
251

سبيل الله).
وبين قوله صلى الله عليه وآله:
(أحب الاعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله).
وبين قوله صلى الله عليه وآله:
(أحب الاعمال إلى الله إيمان بالله، ثم صلة الرحم، ثم الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر...)
وكلها أحاديث صحيحة لا يستطيع الألباني أن يضعفها لأنه صححها (531)
في (صحيح الجامع وزيادته) (1 / 107 - 108).
بجمع بينها أيضا كما يجمع بين قوله صلى الله عليه وآله: (532)
(أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله والحمد لله، ولا إله
إلا الله، والله أكبر، ولا يضرك بأيهن بدأت).
وبين قوله صلى الله عليه وآله:
(أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحان الله وبحمده).
وبين قوله صلى الله عليه وآله:
(أحب الكلام إلى الله ما اصطفاه الله تعالى لملائكته: سبحان ربي
وبحمده، سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده) (1).
وبين قراءة القرآن الكريم الذي هو كلام رب العالمين، فليتأمل (533)
المنصف.

(1) ولا يستطيع الألباني أيضا تضعيف هذه الأحاديث لأنه صححها أيضا في (صحيح (534)
الجامع وزيادته) (1 / 109 - 110) ومثلها أمثلة كثيرة جدا.
252

فلماذا لم يحكم الألباني على بعضها بالبطلان كما فعل في الحديث الذي
فيه فضل سيدنا علي وفاطمة رضوان الله تعالى عليهما؟!
الجواب: لا شك أنه النصب!! نسأل الله السلامة!!
فما على الألباني إلا أن ينقل هذه الأحاديث من (ضعيفته) إلى
(صحيحته) ويعلن عن الرجوع عما قاله واقترفه!! والرجوع إلى الحق
فضيلة!!
وبذلك ظهر بطلان قوله بعد ذلك في (ضعيفته) (3 / 254):
(ويؤيد قوله شيئان..) إلخ ثم إن قوله بعد ذلك:
(وكون أبي بكر رضي الله عنه أحب الناس إليه صلى الله عليه وآله وهو الموافق
لكونه أفضل الخلفاء الراشدين عند أهل السنة بل هو الذي شهد به علي
نفسه رضي الله عنه..) إلخ.
باطل أيضا: لان الخصوصية لا تقتضي الأفضلية عند أهل السنة (535)
أيها الألمعي!! ألا ترى إلى سيدنا خزيمة بن ثابت رضي الله عنه الذي (536)
جعل رسول الله صلى الله عليه وآله شهادته بشهادة رجلين ولم يجعل سيدنا أبا بكر كذلك
مع تفضيلنا لسيدنا أبي بكر عليه فتنبه واستيقظ عافاك الله!!
وأما قول سيدنا علي: (خير الناس بعد النبي أبو بكر) في الحديث
الذي أورده الألباني، فمن التواضع الذي عرف به أجلاء الصحابة رضي
الله عنهم والذي تعلموه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وآله لما
جاءه رجل فقال له: يا خير البرية قال: (ذاك إبراهيم عليه السلام) رواه (537)
مسلم في (صحيحه) (4 / 1839) وغيره. فاعتبروا يا أولي الابصار!!
ثم أورد الألباني بعد ذلك خاتما الكلام في هذا الموضوع مجهزا حسب
253

تختله على الحديث ص (253 - 254) حديث سيدنا عمر رضي الله
عنه: (أنه دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا فاطمة والله ما
رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله منك، والله ما كان أحد من الناس
بعد أبيك صلى الله عليه وآله أحب إلي منك) وضعفه بعلتين:
الأولى: أنه ضعف عبد السلام بن حرب وهو من رجال
البخاري ومسلم. بقول الحافظ فيه في (التقريب): (ثقة حافظ له
مناكير)!!
والثانية: عبد المؤمن بن علي الزعفراني فقال: (لم أر من وثقه توثيقا
صريحا).
وإليك الجواب عن هاتين العلتين اللتين زعمهما الألباني تمويها:
الأول:
من عجيب تناقض الألباني أنه قال عن عبد السلام بن حرب في نفس
المجلد من (ضعيفته) (3 / 129) عندما لم يعارض رأيه وهواه:
(ثقة حجة) ولم يقل إن له مناكير!! (538)
وقد بين الحافظ في (التهذيب) (6 / 283) أن ما ينكر عليه هو ما (539)
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه:
(كنا ننكر من عبد السلام شيئا كان لا يقول حديثا إلا في حديث
واحد أو حديثين) وهذا معنى قول ابن سعد فيه: (وكان عسرا).
فالنكارة تتعلق من هذه الجهة لا غير ولذلك لم يسق له الذهبي في
(الميزان) (2 / 614) ولا حديثا واحدا أنكر عليه، وكذلك ابن عدي في
254

(الكامل) (5 / 1968).
فالألباني وقع في تقليد خطأ الحافظ في (التقريب) ومن المعلوم لأهل هذا (540)
الفن أن عبارات التقريب غير دقيقة وفيها خطأ، وهذا أمر مشهور فلا
يجوز التعويل عليها إلا بعد التأكد من دقتها، والألباني يعرف هذا ويخالف
كلام التقريب متى عارض مزاجه وهواه، فالله تعالى يصلحه!!
الجواب على العلة الثانية وهي:
تضعيف الألباني لعبد المؤمن بن علي الزعفراني وهي علة باطلة:
قال الألباني: (لم أر من وثقه توثيقا صريحا)!!
قلت: لو نظرت في ثقات ابن حبان (8 / 417) لوجدته ولعرفت أن
ابن حبان وثقه، فخذ هذه الفائدة فربما لا تجدها في كتاب آخر!! وكم (541)
ترك الأول للاخر!!
واعلموا أن ابن أبي حاتم قال في (الجرح والتعديل) (6 إ 66):
(روى عنه أبي وعلي بن الحسين بن الجنيد، والفضل بن العباس
المعروف بالصائغ) ثم قال ابن أبي حاتم:
(أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا مسلم بن الحجاج النيسابوري قال سألت
أبا كريب عن عبد المؤمن بن علي الرازي فأثنى عليه). (542)
قلت: رواية ثلاثة عنه منهم أبو حاتم الرازي مع ثناء أبي كريب عليه
وتوثيق ابن حبان كاف بلا شك أن يجعل حديثه حسنا في أقل الأحوال،
وكم حسن وصحح الألباني لمن كان دون هذا بكثير!! لكن التعصب يعمي
ويصم!!
وبه يبطل إعلال الألباني لحديث سيدنا عمر رضي الله عنه حسب
255

القواعد العلمية البعيدة عن التعصب والتقليد والحمد لله رب العالمين.
ولم لا يقر الألباني بهذا وقد روى البخاري (11 / 80 فتح) ومسلم
(4 / 1905) من حديث السبدة عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة في عام وفاته:
(يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين؟! أو سيدة نساء (543)
هذ الأمة؟) (1).
وصح حديث: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وفاطمة (545)
سيدة نساء أهل الجنة) المستدرك (3 / 151).
ولم لم يحكم هذا المتناقض!! الناصبي!! في (ضعيفته) (4 / 228) (546)
على حديث (أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة) بالبطلان مع
كونه أعترف بأنه ضعيف واعترف أن هناك حديثا ثابتا خرجه في صحيحته
(796) يخالفه وهو: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) واعرف
بتواتره!!
فليتأمل أهل الحديث وطلابه هذا التحقيق ليعرفوا كيف يصحح
الألباني ويضعف وبهذا نختم هذا الفصل، والله الموفق والحمد لله.

(1) وهذا الحديث الذي رواه الشيخان يقابل ذاك الحديث الذي روياه أيضا والذي (544)
ذكره الألباني ص (255) مما يجعل الجمع الذي قدمناه في حب السادة الأربعة واجبا
والله تعالى أعلم.
256

بيان أن تخريجات الألباني وكلامه في
(صفة صلاته) ضعيف جدا بل واه بمرة
وفيه من الخطأ الفاحش ما لا يحصى
فكتابه المذكور لا يعول على مثله لأنه مبني على
ضعف التحقيق والتقليد المحض
(ضرب مثال واضح على ذلك)
واعلموا أن من أشد كتب الألباني وهاء بعد سلسلتيه الصحيحة
والضعيفة واروائه هو كتابه (صفة الصلاة) فإنه مبني على عدم التحقيق
والشذوذ والادعاءات الفارغة وعدم الالتزام بطريقة معينة فضلا عن
فقدان غربلة الأحاديث ودراسة أسانيدها وقد بينت بعض الأمثلة على
ذلك في كتابي (تحذير العبد الأواه من تحريك الإصبع في الصلاة) ولا أترك
ههنا ضرب ولو مثل واحد على ذلك مما لم أذكره في كتابي الانف الذكر،
فأقول مستعينا بالله تعالى وحده:
أورد الألباني في (صفة صلاته) ص (78) من الطبعة الجديدة - دار
المعارف العبارة التالية:
((من صلى قائما فهو أفضل، ومن صلى قاعدا فله نصف أجر
القائم، ومن صلى نائما (وفي رواية: مضجعا) فله نصف أجر القاعد)).
والمراد به المريض، فقد قال أنس رضي الله عنه:
257

(خرج رسول الله صلى الله عليه وآله على ناس وهم يصلون قعودا من مرض فقال:
(إن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم)) اه‍.
ثم قال - الألباني - في الحاشية أسفل عن حديث سيدنا أنس رضي الله
تعالى عنه هذا:
(- رواه - أحمد وابن ماجة بسند صحيح) اه‍!!
قلت: كلا! ليس كذلك!! وقد أخطأ خطأ فاحشا جدا في شيئين:
الأول: أن حديث سيدنا أنس هذا لم يروه ابن ماجة بإثبات لفظة (547)
(من مرض) التي زعمتها وعقدت الباب لأجلها!! وأما الإمام أحمد فقد
رواه لكن بسند ضعيف!! وإليك ذلك:
أما ابن ماجة فقد أورد الحديث في (سننه) (1 / 388 برقم 1230)
وليس فيه ذكر المرض البتة، ولو تركت أيها الألباني التقليد!! والنقل (548)
المكشوف من كتب بعضهم!! وكلفت نفسك الرجوع إلى (سنن ابن
ماجة) لتبين لك فساد كلامك!!
وأما وجود الحديث كما ذكرته في مسند أحمد، فنعم! ولكن بإسناد
ضعيف وليس صحيحا كما زعمت مع اختلاف في اللفظ وإليك ذلك: (549)
قال ابن الإمام أحمد في (المسند) (3 / 136):
(حدثني أبي ثنا محمد بن بكر قال ثنا ابن جريج قال قال ابن شهاب
أخبرني أنس بن مالك قال قدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة وهي محمة فحم الناس
فدخل النبي صلى الله عليه وآله المسجد والناس قعود يصلون فقال النبي صلى الله عليه وآله: (صلاة
القاعد نصف صلاة القائم فتجشم الناس الصلاة قياما)) اه‍.
قلت: وهذا حديث ضعيف بإثبات حم الناس - أي مرضوا -
258

لأسباب أذكر الآن واحدا منها وهو:
ضعف إسناده من جهة تدليس ابن جريح: فإنه قال فيه:
قال ابن شهاب..). إلخ
وابن جريج إذا قال: قال فلان لم يعتد بروايته.
قال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (6 / 335) ما نصه:
(قال جعفر بن عبد الواحد، عن يحيى بن سعيد قال: كان ابن
جريح صدوقا. فإذا قال: حدثني فهو سماع، وإذا قال: أنبأنا أو أخبرني،
فهو قراءة، وإذا قال: قال، فهو شبه الريح) اه‍ فتأمل!!
الثاني: أن تفسير الألباني لقول النبي صلى الله عليه وآله: (ومن صلى قاعدا فله
نصف أجر القائم) بقوله:
(والمراد به المريض) اه‍.
هو غلط واضح! وخطأ فاحش لائح! وهو من باب الرأي المذموم
المصادم للأحاديث الصحيحة البعيدة عن الشذوذ والمعارضة القوية، (550)
وأبسط دليل على نسف هذا أن أقول:
لو درس الألباني الشريعة وتفقه في الدين على أهل العلم لعرف أن هذا (551)
الحديث يراد به الصحيح لا المريض، لان المريض الذي صلى قاعدا
وعجز أو شق عليه القيام يكتب الله تعالى له أجر القائم كاملا بصريح
أحاديث كثيرة صحيحة لا بأس هنا أن أورد طرفا يسيرا منها وأشير لمواضع
بعضها:
(فمنها): ما رواه الإمام أحمد في مسنده (2 / 194) والحاكم في (552)
(مستدركه) (1 / 348) وغيرهما عن عبد الله بن عمرو قال:
259

قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل
الحفظة الذين يحفظونه: اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح ما
دام محبوسا في وثاقي).
قلت: وهو حديث صحيح، وانظر (مجمع الزوائد) (2 / 300 -
303) (باب كفارة سيئات المريض وما له من الاجر) و (الترغيب
والترهيب) للحافظ المنذري (4 / 289 - 292) وتأمل لتدرك فداحة خطأ
الألباني وابتعاده عن السنة التي يزعمها!! وقوله بالرأي!!
تنبه أخي القارئ الكريم إلى أن عدد المماسك وصل إلى
العدد (552)
260

جهله برجال الصحيحين وأحاديثهما
(فرع)
رجال الصحيحين
إعلم يرحمني الله وإياك أن المحدث لا بد أن تكون معرفته بالرجال
واسعة وأن تكون له حافظة قوية حتى يتأهل لان يخوض في هذا الفن،
والألباني يفقد ذلك، فتراه لا يعرف رجال الصحيحين فضلا عن رجال
غيرهما، بل هو على التحقيق يجهل أحاديث الصحيحين فتراه يعزو
الحديث إلى (الحلية) لأبي نعيم مثلا مع كون الحديث في الصحيحين أو
أحدهما! وهذا مما يقضي على قوله هو وبعض من فتن به بأنه محدث
الديار الشامية!! أو حافظ الوقت!! أو الامام المجتهد!!
ورحم الله تعالى من قال في مقالاته ص (259):
(ولا يغترن القارئ الكريم بتلقيب بعض المهملين إياه بالامام..
فإننا في زمن نرى فيه من لا يصلح أن يكون إماما في مسجد حارته يلقب
بالامام الحجة)!!
ومن جعل كلام مثل هذا - الملقب عند غلمانه بالمحدث - أصلا
يرجع إليه فيقول: صححه وضعفه! فإنه لا يكون قاصدا إلا استئصال
الشرع، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وإنني لن أطيل الكلام أكثر في توضيح هذا وتقريره وإنما أشرع بسرد
261

أمثلة في الرجال تدل على هذا العنوان، ثم أسرد أحاديث في العنوان
التالي إن شاء الله تعالى تدل على ذلك أيضا، فأقول:
1 - المثال الأول: سليمان بن شرحبيل: خ 4 (553)
قال الألباني في (ضعيفته) (4 / 250):
(وسليمان بن شرحبيل... ولم أجد في هذه الطبقة من اسمه
سليمان بن شرحبيل أو شراحيل) اه‍:
قلت: كذا قال هذا الجهبذ!! ولو نظر في (التقريب) ص (253 طبعة
عوامه) برقم (2588) لوجده هناك ولعلم أنه من رجال (صحيح
البخاري) فاستيقظ!!
وأزيد على ذلك فأقول:
هو من رجال هذه الطبقة كما في (سير أعلام النبلاء) (11 / 136)
تجده روى عن إسماعيل بن عياش، وانظر (تهذيب التهذيب) (4 / 181)
والتاريخ الكبير (4 / 24) وتاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي (1 / 209)
والجرح والتعديل (4 / 129) وتذكرة الحفاظ (2 / 438) والميزان للذهبي
(2 / 212) والعبر (1 / 413) والبداية والنهاية (10 / 3112) وشذرات
ا لذهب (2 / 78) و....
واسم سليمان هذا على التفصيل هو:
سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى التميمي ابن بنت شرحبيل.
وأقول له: أكتب أن رجلا تسميه ناشئا علمك هذا!! بعد أن لم (554)
262

تكن تعرفه ولو في المنام!! (1)
2 - المثال الثاني: سعيد بن أشوع: خ م (556)
قال الألباني في (إرواء غليله) (3 / 121) عن أثر هناك:
(وسنده حسن لولا الرجل الذي لم يسم، وقد سماه الدارقطني
(179) في روايته: سعيد بن أشوع، ولم أجد له ترجمة) اه‍!!
قلت: كذا قال!! ولا بد - للناشئ!! - أن يعرفه به!!!
فأقول: بل له ترجمة! لان سعيدا هذا هو ابن عمرو بن أشوع
من رجال البخاري ومسلم وهو الذي يروي عن حبيش كما تجد ذلك في
(الجرح والتعديل) (4 / 50) و (تهذيب الكمال) (11 / 15) إلا أن اسمه
تصحف على محققه في كتاب المزي فأثبته: حبيش بن المعتمر الكناني!!،
والصحيح حنش بن المعتمر كما هو مشهور ومعلوم عند أهل الفن!!
وانظر ترجمته أيضا في (تقريب التهذيب) برقم (2368) وطبقات ابن
سعد (6 / 327) وتاريخ يحيى بن معين برواية الدوري (5 / 202)
وميزان الاعتدال (1 / 126) و... فاستيقظ وتنبه!!
3 - المثال الثالث: روح بن الفرج أبو الزنباع المصري: (557)
ومن تخليطات الألباني وما أكثرها أنه قال عن روح بن الفرج هذا في
(إرواء غليله) (5 / 31) أنه:
(من رجال البخاري) اه‍.
كذا قال!! وهو مخطئ في ذلك لعدم التمرس في هذا الفن دون

(1) أنظر لزاما (صفة صلاة الألباني) الطبعة الجديدة: المقدمة ص (21) السطر الأول!! (555)
263

أستاذ ولا شيخ!! وذلك لان أبا الزنباع هذا ليس من رجال البخاري كما
في (تهذيب التهذيب) (3 / 256 دار الفكر) وكذلك التقريب ص
(211) وإنما هو مذكور هناك للتمييز.
فيا حبذا لو أصاب صاحبنا!!
فليعتبر بذلك أولئك المفتونون!! الذين يعولون على كتبه!!
4 - المثال الأربع: أسامة العدوي: (558)
قال الألباني في (صحيحته) (1 / 739) عن إسناد هناك:
(فالاسناد صحيح على شرط مسلم إن كان العدوي قد حفظ) اه‍
قلت: كذا قال!! ولو كان بصيرا في هذا الشأن لعرف أن العدوي هذا
ليس من رجال مسلم كما يجد - ذلك إن قبل إرشادنا - في (التقريب) ص
(98) و (تهذيب التهذيب) (1 / 181)، وإنما هو من رجال ابن ماجة
عافاه الله!!
5 - المثال الخامس: عمرو بن أبي عمرو العبدي: خ م (559)
قلت: العبدي نسبة للمطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي،
فإنه مولاه كما في (الجرح والتعديل) (6 / 252) للرازي.
قال الألباني في (ضعيفته) (4 / 404):
(وعمرو بن أبي عمرو العبدي لم أعرفه) اه‍!!
قلت: بل هو معروف وهو من رجال البخاري ومسلم مترجم في
(التقريب) ص (425) وغيره فارجع إليه!! وإياك من الانكار فقد وقفت
عليه تماما!
264

6 - المثال السادس: إسماعيل بن أمية: خ م (560)
قال الألباني في (إرواء غليله) (6 / 112):
(ثقة من رجال مسلم) اه‍.
كذا قال!! وهو من رجال البخاري ومسلم كما في (التهذيب)
(1 / 247).
7 - المثال السابع: مسكين بن بكير الحذاء: خ م (561)
قال الألباني في (صحيحته) (1 / 42):
(إنه من رجال البخاري).
قلت: كلا بل هو من رجال الشيخين معا كما يجد ذلك في
(التقريب) ص (529) (والجمع بين رجال الصحيحين) للكلاباذي
(2 / 65) وغيرهما.
فتأملوا!!
8 - المثال الثامن: محمد بن الفضل أبو النعمان عارم: خ م (562)
قال الألباني في (صحيحته) (4 / 245) مضعفا لاسناده!!:
(كان اختلط ولا أدري أحدث به قبل الاختلاط أم بعده) اه‍
قلت: كذا قال!! ولو كان من أرباب هذا الفن لعرف أن الذهبي
أبطل هذا التضعيف في (ميزان الاعتدال) (4 / 8) حيث قال نقلا عن
الحافظ الدارقطني رحمه الله تعالى:
(تغير بأخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر. وهو ثقة).
فتأملوا!!
265

9 - المثال التاسع: أحمد بن المقدام: خ (563)
قال الألباني في تعليقه على (صحيح ابن خزيمة) (1 / 119 برقم
238) عن سند فيه أحمد بن مقدام:
(إسناده صحيح على شرط الشيخين. ناصر) اه‍.
قلت: كذا قال!! ولو كان جهبذا أو محدثا لعرف أن أحمد بن المقدام
من رجال البخاري فقط!! فقوله على شرط الشيخين خطأ منشؤه
القصور!! فليرجع إلى (التقريب) ص (85) وإلى الجمع بين رجال
الصحيحين) (1 / 12) وغير ذلك ليتحقق غلطه!!
وهذا غيض من فيض وفي الجزء الآتي إن شاء الله تعالى مزيد منها!!
والله الموفق.
266

الألباني لا يعرف أحاديث الصحيحين
ويتهم بعض الحفاظ الذين لم يعزوا الحديث
للصحيحين أنهم أصحاب قصور فاحش
وهذا وصفه هو حقيقة لا غير
من أغرب الغرائب أيضا!! بل من مجازفات هذا المحترم!! أنه لا
يعرف أحاديث الصحيحين ولا يعزو كثيرا من الأحاديث إليهما أو إلى
أحدهما ثم يتبجح ويتطاول على بعض أهل العلم ويعيبهم بالتقصير
الفاحش لأجل عدم عزو الحديث إلى الصحيحين أو أحدهما (1) مع وجوده
هناك والاقتصار على عزوه لغيرهما، وله عبارات كثيرة متناثرة في طوايا
وثنايا كتبه تصرح بذلك!!.
منها قوله في (صحيحته) المصونة!! الموقرة!! (الخامسة) ص
(292) ما نصه: - (إقرأ نص الألباني هذا جيدا بتمعن بالغ) -
(ولقد أخطأ في حق هذا الحديث جماعة من العلماء، فلا بد من
التنبيه على ذلك:

(1) ولا يفيده البتة أنه علق على (مختصر صحيح مسلم للمنذري) ولا الاختصار
للبخاري الذي زعمه! وذلك لأسباب عديدة أذكر منها اثنين الآن (الأول): أن
هذه كتب مسروقة وليست له وإنما عمل لها مقدمات واتكل على بعض عمال مكتب
التحقيق وشرح ذلك يطول وسأفصله إن شاء الله مستقبلا و (ثانيا): أنه لم يقرأ هذه
الكتب على المشايخ من أهل الفن فهو تلميذ الصحف ومحدث الأوراق وهذا مآل
الصحفي!! والله المستعان!!
267

الأول: الهيثمي في إيراده إياه في (المجمع) وهو من المتفق عليه عن (564)
حكيم بن حزام.
الثاني: السيوطي، فإنه لما أورده في (الجامع الصغير) و (الكبير) (565)
أيضا عزاه للطبراني فقط، وهذا قصير فاحش لإيهامه أنه ليس في
(الصحيحين) وإلا لعزاه إليهما! وهذا مما حمل بعض الشراح على
تضعيف الحديث! وهو المناوي كما يأتي (1).
ولقد أخطأ السيوطي خطأ آخر، قلده فيه المناوي، وهو أنه أورد (566)
الحديث دون الشطر الثاني منه، فأوهم أنه عند الطبراني كذلك....
الثالث: المناوي فإنه قال في شرحه (فيض القدير): (567)
(رمز المؤلف (السيوطي) لصحته، وليس كما قال، فقد قال
الهيثمي...).
فذكر كلامه المتقدم.
وهذا من أفحش الخطأ الذي رأيته للمناوي، وإنما ينشأ ذلك من
قلة حفظه (2)، أو عدم استحضاره أن الحديث في الصحيحين......
كما لا يخفى على أهل هذه الصناعة) انتهى كلام الألباني الذي سنجعله
يحكم به على نفسه!!
وأقول له: وهل أنت من أهل هذه الصناعة أيها الألمعي؟!! ويا

(1) لم يقل إن شاء الله فخالف أمر القرآن والله المستعان!!
(2) وكأنه هو من أهل الحفظ والاستحضار!! وكل من يعرف الألباني حقيقة يعرف تماما
ضعف حفظه الشديد وعدم استحضاره الحاد، وأنه ما حفظ حديثا واحدا باسناده (568)
بله الأربعين حديثا النووية!!
268

من تحفظ!! الصحيحين وقد اختصرتهما أيضا!! بالله عليك كف عن هذه
الدعاوى الفارغة: واعلمي أن هذا ليس عشك فادرجي!!
وقال الألباني أيضا مؤاخذا من لم يعز الحديث للصحيحين أو واحد
منهما في (صحيحته) (2 / 57) ما نصه:
(وفي هذا الكلام على قلته ثلاث مؤاخذات:
الأولى: لم يعزه لمسلم وهو عنده بهذا التمام كما رأيت) اه‍.
وإذا تأملتم أيها المنصفون قوله في حق من عزا أحاديث الصحيحين
إلى غيرهما أنه:
(تقصير فاحش) وكذلك هو: (من أفحش الخطأ).
وقوله:
(وإنما ينشأ ذلك من قلة حفظه، أو عدم استحضاره أن الحديث في
الصحيحين).
ولدي بين يدي نحو مائتي حديث في الصحيحين أو أحدهما عزاها
الألباني لغير الصحيحين أوردت واحدا منها في (الجزء الأول) من هذه
(التناقضات الواضحات) ولا بأس هنا أن أضرب ستة أمثلة على ذلك
فأقول وبالله تعالى التوفيق:
(1) حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (570)
(لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم، أو بعده يوم).
عزاه الألباني في (سلسلته الصحيحة) (3 / 712 برقم 981)
للترمذي وابن ماجة وأحمد و (شرح معاني الآثار) للطحاوي
والحاكم!! وهذا مصور واضح!! وذلك لان الحديث ثابت ومروي
269

في صحيح البخاري (4 / 232 فتح) ومسلم (1 / 802 برقم
147)!!
فتأملوا يا قوم في هذا المحدث!! الذي لا يعرف أحاديث
الصحيحين!!
وسبحان الله تعالى وبحمده!!!
(2) حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (571)
(إن الله خلق آدم على صورته، وطوله ستون ذراعا).
عزاه الألباني الجهبذ!! في (صحيحته) (3 / 64 برقم 1077) لأحمد
في مسنده، ولكتاب السنة لابنه!! وهذا تكاسل لائح!! وجهل
فاضح!! لأنه لم يبين أنه مروي برقم (455) عند البخاري
ومسلم!!
والحق أن الحديث في (صحيح البخاري) (11 / 3 فتح) بهذا
اللفظ بعينه وهو قطعة من حديث هناك، وكذلك هو في (صحيح
مسلم) (4 / 2183 برقم 2841).
فتدبروا يا قوم في أمر هذا الرجل!!
(3) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: (572)
(إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها،
لينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني
إسرائيل كانت في النساء).
قال الألباني في (سلسلته الصحيحة) (2 / 613):
270

(أخرجه أحمد في المسند 3 / 22 من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد
الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله: فذكره، قلت: (وإسناده صحيح
على شرط مسلم) اه‍.
قلت: كذا قال!! مع أن حديث أبي سعيد هذا من طريق أبي
نضرة ثابت في صحيح مسلم (4 / 2098 برقم 2742)!
فتأملوا يا قوم!!
(4) حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (573)
(من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة لا
يتمثل الشيطان بي).
عزاه الألباني في (صحيحته) (3 / 5 برقم 1004) لابن ماجة! وابن
حبان! والطبراني! والحق أن حديث أبي هريرة هذا في صحيح
البخاري (12 / 383 فتح) ومسلم (4 / 1775 برقم 10 و 11).
(5) حديث: (574)
(أيام التشريق أيام أكل وشرب).
لم يعزه الألباني في (صحيحته) (3 / 277) للصحيح!! وكذلك لم يعز
للصحيح أي طريق من طرقه! وقد ذكر طريق نبيشه الهذلي وعزاها
للطحاوي واقتصر على ذلك مع أن الحديث في صحيح مسلم
(2 / 800 برقم 144) وما بعده.
فتأملوا!!
271

(6) حديث سيدنا أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: (575)
(جاء رجل بناقة مخطومة. فقال: هذه في سبيل الله فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله:
(لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة) اه‍
قلت: عزاه الألباني في (صحيحته) (2 / 227) لأبي نعيم في
الحلية!! مع أن الحديث في صحيح مسلم (3 / 1505 برقم
1892) وفي مسند أحمد (4 / 121) وفي صحيح ابن حبان
(7 / 80) فليستيقظ من جمع أطراف الحديث وطرقه وتفرد
بذلك!! وعاب على أهل الفن بكل جراءة ما هو وصفه لا غير!!
قلت: وقد ذكر في تخريج هذا الحديث كلاما عليه فيه مماسك
ومؤاخذات عديدة وأخطاء شنيعة لا بأس من ذكرها بعد ذكر
كلامه:
قال الألباني في (صحيحته):
(أخرجه أبو نعيم في (الحلية) (8 / 116) من طرق عن فضيل بن
عياض عن سليمان بن مهران عن أبي عمرو الشيباني عن ابن
مسعود قال: (جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: يا رسول الله هذه
الناقة في سبيل الله، قال...) فذكره. وقال:
(مشهور من حديث الأعمش، ثابت، حدث به عن الفضيل
جماعة من المتقدمين).
قلت: والشيباني اسمه سعد بن إياس. وقد تابعه جرير عن
الأعمش به. أخرجه الحاكم (2 / 90) وقال:
272

(صحيح على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا).
انتهى كلامه! بأخطائه!!
وعليه في هذا الكلام عدة مماسك منها:
(الممسك الأول): أن راوي هذا الحديث هو (أبو مسعود (576)
البدري) وليس (ابن مسعود) رضي الله تعالى عنهما، وقد وقع في
ذلك تقليدا للتصحيف الذي وقع في الحلية المطبوعة.!! لأنه
صحفي ومقلب فهارس لا غير!! ولو راجع ذلك وكان من أهل
التحقيق لعرف أنه مخطئ!!
(الممسك الثاني): قوله عن اسناد الحاكم: (إنه على شرط
الشيخين) بإقراره واعترافه!! وهذا خطأ فادح! لان في السند:
1 - يحيى بن المغيرة: ليس من رجالهما مع قول ابن حبان فيه: (577)
(يغرب) وقول مسلمة في الصلة فيه: (ليس بالقوي له مناكير) كما
في التهذيب (11 / 252).
2 - ومحمد بن أيوب: وهو شيخ شيخ الحاكم ليس من رجال (578)
واحد منهما مع ضعفه فكيف يقول: (على شرطهما)؟!!
وما تفسيرك لهذا الامر؟!!
أحسن الله عزاء أصحابه المفتونين فيه!!!
(الممسك الثالث): قوله (قلت: والشيباني اسمه سعد بن (579)
إياس) هو نقل (وشف) عن مصحح المستدرك (2 / 90) راجع
ذلك أيها القارئ وليس ذلك من تحقيقه ولا من تعبه!!
والمتشبع بما لم يعط الذي يقول (قلت) يقرؤك السلام!!
273

(تنبيه):
وهناك كتابان يبحثان في بعض الأحاديث التي لم يعزها الألباني إلى
الصحيحين أو أحدهما مع كونها فيهما أو في أحدهما (الأول): هو
(التنبيهات المليحة على السلسلة الصحيحة) وفيه (29) حديثا وتعقبا
(والثاني): هو (إتمام الحاجة إلى صحيح ابن ماجة) وفيه (147) حديثا
لم يعزها الألباني للصحيح فليراجع الباحث هذين الكتابين وبين يدي نحو
(200) حديث زيادة على ما في الكتابين المذكورين كما ذكرت في مقدمة
هذا الفصل لعلي أن أفرد ذلك بجزء خاص والله ولي التوفيق.
وبذلك يسقط تطاول الألباني وتبجحه على من ذكرنا من أئمة الحديث
وينتسف استهتاره بهم رحمهم الله تعالى!!
فما هو تفسير احتقاره وتهكمه لمن لم يعز الحديث للصحيحين كما
قدمناه نقلا عنه ثم وقوعه بهذا الامر بل بأكثر منه؟!! وبماذا سيجيب؟!!
وهل الامر حرام على غيره جائز له؟!!
274

الألباني يتناقض في قواعد في علم الأصول
فيعتبر في موضع أن لازم المذهب مذهب
وفي موضع يقول إن لازم المذهب ليس بمذهب
لقد وقفت على كثير من القواعد المعروفة عند أصغر الطلبة في علم
الأصول، يثبتها الألباني في موضع ليؤيد رأيه بها، وفي موضع آخر نراه
ينسفها ويهدمها لأنها تصادم بعض آرائه، وفي هذا ما لا يخفى من
التعصب وإعمال الهوى، ولنضرب مثالا واضحا في تناقضه في هذا
الباب، فنقول وبالله تعالى التوفيق ومنه الإعانة:
قال الألباني في مقدمة (مختصر العلو) صفحة (17) ما نصه: (580)
(فإنه يتضمن نسبة القعود على العرش لله عز وجل، وهذا يستلزم
نسبة الاستقرار عليه لله تعالى وهذا مما لم يرد، فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى
الله عز وجل) اه‍ كلامه.
وقال الألباني أيضا في مقدمة (غاية المرام) صفحة (6) ما نصه:
(... ناسيا أن لازم مذهبه هذا أنه لا قيمة تذكر لهذا التخريج
وأمثاله القائم على قواعد علم الحديث ما دام أن المرجع في رد الحديث
وقبوله عنده إنما هو الرأي الشخصي وليس الميزان العلمي الحديثي الذي
يستلزم التصديق بثبوت ما حكم بصحته...) اه‍.
فصرح في هذين النصين أن لازم المذهب يكون مذهبا!!
قلت: وقد تناقض الألمعي!! حيث نسف هذا الذي أبرمه بقوله
275

ص (12) من مقدمة (غاية المرام) ما نصه:
(... وبينت له الفرق بينهما وأن لازم المذهب ليس بمذهب) اه‍.
فانظروا أيها العقلاء في هذا التخبط الواضح!!
وسبحان الله!!
فتأملوا كيف يدعي في مواضع بأن لازم المذهب يكون مذهبا وفي مواضع
أخرى يجزم بأن لازم المذهب غير مذهب!!
وما تفسير ذلك؟!
276

الألباني يتناقض حتى في أبسط الأشياء
فتارة يضع الخط تحت الكلمة المهمة في نظره
وتارة يضعه فوقها!!
ومن التناقض الذي لم يسلم منه الألباني حتى في أبسط الأشياء! بل في (581)
الشكليات!! أنه يضع في بعض المواضع تحت العبارة أو الكلمة
المهمة خطا، ثم يتناقض في مواضع أخرى فيضع ذلك الخط الدال على
أهمية الكلمة أو العبارة فوقها، وهذا مما يدل على عدم استقرار في
نفسيته!
ومما أضحكني! ما قرأته في كتاب (حياة الألباني)!! ص (462) تحت
عنوان: (مسائل وقضايا تفرد الشيخ في التنبيه عليها) (1) وهو ما نصه:
(وضعه الخط فوق الكلمات المراد لفت النظر إليها مخالفة لكتاب

(1) ولا أريد أن أتعقبه في تلك الأمور التي ادعى أنه تفرد بها!! على زعمه! لان بعضها
دال على الشذوذ ومخالفة السنة والاجماع وبعضها ليس صحيحا إذ لم يتفرد به وإنما
سبقه إليه كثيرون من أئمة أهل العلم وهو عنهم ينقل! ولهم يقلد! ومن ذلك قوله
هناك أنه تفرد بالتنبيه على أن:
(الخلاف شر وحديث اختلاف أمتي رحمة) اه‍.
وأقول له - وهو الذي قرأ الكتاب قبل طبعة وأقر ما فيه كما في مقدمته -:
ليس كذلك أيها الألمعي!! فقد سبقك إلى ذلك السيد الإمام الحافظ أحمد بن
الصديق المتوفى قبل نحو (32) سنة في كتابه (المغير) ص (16 - 17) وكذلك في
كتابه (جؤنة العطار) فاستيقظ! ومادح نفسه يقرئك السلام!!
277

الغرب) اه‍.
قلت وإليكم بيان التناقض في ذلك:
وضع فضيلته!! تحت الكلمة خطا في مواضع كثيرة جدا منها في
(سلسلته الضعيفة) المجلد الأول في الصفحات التالية: (246، 287،
299، 336، 349، 366، 467، 470) فارجعوا إليها.
ثم خالف ذلك فوضع خطا فوق الكلام في (السلسلة الضعيفة)
المجلد الثالث في الصفحات التالية: (66، 80، 109، 472، 473،
634، 658)!!!
فيا للعجب!!
278

قواعد منقوضة يبرمها الألباني ويقررها مستدلا بها في مواضع
وينقضها ناسفا لها في مواضع أخرى!!
اعلم أن الألباني لا يقول على التحقيق بقاعدة! ولا يرجع إلى أصل
يحتكم إليه بل ربما نقض ما عقده في مكان لينصر رأيه فيبطله في موضع
آخر لا يؤاتيه ولا يوافقه! وهو يخترع القواعد على حسب ما يظهر له ويريد
فهمه، ولهذا تجده في كلامه على الأحاديث يصحح ويضعف ويثبت
ويبطل بما يخالفه هو نفسه إذا اقتضى نظره وجداله وخصامه ولدده ذلك!
لان قواعده مبعثرة، فلا هي تابعة لأهل الحديث! ولا لأهل الأصول!
ولا للفقهاء! وغرضه بذلك الهروب من الوقوع في يد خصمه إذا وقع في
نزاع فيما يختاره من الأقوال الشاذة الواهية وهي كثيرة! في (صفة
صلاته)، و (تجهيز جنازته)، و (حجاب امرأته)، و (حلية نسائه)،
و (سلسلة أحاديثه)، بحيث لو تتبعها الانسان لأخرج منها كتابا مفيدا
للفكاهة وقت الاستراحة من العمل الشاق! يصلح أن يكون ذيلا لكتاب
الامام الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى المسمى (أخبار...) ولنسرد
على ذلك أمثلة واضحة لتتزين هذه التناقضات التي وقع فيها بها فنقول:
(المثال الأول):
قال في تعليقه على (سنة ابن أبي عاصم) ص (211) عن حديث
هناك ما نصه:
(إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن ثعلبة وهو
279

السدوسي البصري، روى عنه جمع من الحفاظ والثقات، ومنهم أبو زرعة
الرازي وهو لا يروي إلا عن ثقة، ولذلك قال الحافظ: صدوق) اه‍.
قلت: وهذا كلام مضحك جدا، وقد اشتمل على تقرير قاعدتين
في هذا الموضع نقضهما هذا المحدث!! الجهبذ!! في مكان آخر!
(أولاهما): تقريره أن من روى عنه ثقة أو ثقات كان حديثه مقبولا وهو
حسن أو صحيح لأنه صحح ذلك الاسناد كما ترون.
(والثانية):
قوله: إن أبا زرعة لا يروي إلا عن ثقة!
ولبيان تناقضه في هذا وإثبات ما قدمناه من حكاية أسلوبه نقول:
أما القاعدة الأولى: (583)
وهي قوله في سبيل توثيق السدوسي (1) (روى عنه جمع من الحفاظ
والثقات) فقد نقضه وهدمه هو إذ قال في (ضعيفته) (2 / 283):
(من أجل ذلك قالوا في علم المصطلح: وإذا روى العدل عمن
سماه لم يكن تعديلا عند الأكثرين، وهو الصحيح...) اه‍
فانظروا إلى هذا التناقض اللائح؟!!!
قلت: وقد روى كثير من الثقات عن رجال ضعفاء كابن لهيعة

(1) ولا يفوتني ههنا أن أنبه على أن السدوسي هذا محمد بن ثعلبة الذي سعى في توثيقه (584)
جرحه أبو حاتم الرازي إذ قال عنه: (أدركته ولم أكتب عنه) كما في (الجرح والتعديل)
(7 / 218) و (تهذيب التهذيب) (9 / 75) فتأملوا!!
280

وغيره كثير معلوم ومشهور فلم يعتبر ذلك توثيقا للمروي عنه، وهذا كاف
لابطال قاعدة الألباني الأولى التي خربها بيده!
(يخربون بيوتهم بأيدهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الابصار).
وأما القاعدة الثانية:
وهي قوله (إن أبا زرعة الرازي لا يروي إلا عن ثقة) فقد هدمها إذ
قد ضعف في مواضع أخرى رجالا روى عنهم أبو زرعة وإليك ذلك:
1) عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: (585)
ممن روى عنهم أبو زرعة: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي كما في ترجمة
أبي زرعة في (سير أعلام النبلاء) (13 / 66) وقد قال عنه الألباني المتناقض!
في (ضعيفته) (2 / 87) بعدما أقر البيهقي على تضعيفه وتضعيف ابن
لهيعة حيث قال:
(ضعيف. قلت: وشيخ الأويسي ابن لهيعة ضعيف أيضا).
فتأملوا!!
2) سنيد بن داود: (586)
هو ممن روى عنهم أبو زرعة كما في ترجمته من (تهذيب التهذيب)
(7 / 28) وقد ضعفه الألباني في (سلسلته الضعيفة) (1 / 337) فقال ناقلا
عن الذهبي مقلدا:
(ليس بذاك) اه‍!!
فتأملوا!!
281

3) الحسن بن بشر الهمداني البجلي: (587)
هو أيضا ممن روى عنه أبو زرعة الرازي كما في ترجمته في (تهذيب
التهذيب) (7 / 28) وقد ضعفه الألباني في (ضعيفته) (4 / 13) وأعل حديثا
به حيث قال:
(بل هو ضعيف الاسناد لان الهمداني هذا لم يخرج له مسلم وهو
مختلف فيه قال الحافظ: صدوق يخطئ) اه‍.
فيا للعجب!!
4) صفوان بن صالح: (588)
وممن روى عنهم أبو زرعة الرازي أيضا صفوان بن صالح كما في (سير
إعلام النبلاء) (13 / 66) وقد وصفه الألباني في (صحيحته) (4 / 502)
بأنه:
(يدلس)!!
فهذه أمثلة واضحة وبراهين ساطعة ناسفة تبطل قاعدة الألباني الثانية
وبالله تعالى التوفيق!
(المثال الثاني) على تناقض قواعده التي يذكرها:
قال في (صحيحته) المصونة! الخامسة التي خرجت من خدرها
قريبا!! ص (12) وهو يريد توثيق عمرو بن يحيى ويسعى إلى ذلك ما
نصه:
(ولم يذكر فيه - ابن أبي حاتم - جرحا ولا تعديلا، ويكفي في تعديله
رواية شعبة عنه، فإنه كان ينتقي الرجال الذين كان يروي عنهم كما هو
282

مذكور في ترجمته) اه‍ كلام الألباني.
أقول: وبهذا يقرر أن رواية شعبة عن رجل هي توثيق لهذا الرجل!
وهذه قاعدة مهزوزة مهدومة حتى عنده! ويكفي في نسفها أنه تطاول
وسفه بل شتم وعاب وانتقص من قال بها في المجلد الثاني من " ضعيفته!
رادا على أحد أكابر العلماء الذين يعتبرهم - حسب نظره السقيم - من
أعداء السنة حيث قال ص (282) ما نصه:
(إن كون شعبة معروفا بالتشدد بالرواية لا يستلزم أن يكون كل شيخ (589)
من شيوخه ثقة بله عمن فوقه فقد وجد من شيوخه جمع من الضعفاء) اه‍
كلامه.
قلت: ومن باب قولهم (والجنون فنون) أنه سرد هنالك أسماء ثمانية
عشر رجلا من شيوخ شعبة الذين اعتبرهم ضعفاء!!
فاعتبروا يا أولي الابصار!!
وهذا غيض من فيض وسترون بأعينكم إن شاء الله تعالى في الجزء
الثالث مزيدا من هذا التهافت!! ومنه يتبين بكل وضوح عدم إخلاصه
في العلم حيث يعتمد القاعدة أو توثيق الرجل أو تصحيح الحديث متى
يوافق هواه! ومخاصماته - التي يفجر فيها - ويعكس ذلك إذا تبدل
الموقف معه!! فنسأل الله الاخلاص في النية والقول والعمل والعلم!!
283

كشف فساد وإبطال تضعيف وتجهيل الألباني
للتابعي الجليل مالك الدار
رحمه الله تعالى
قال الألباني في كتابه (التوسل أنواعه وأحكامه) ص (120) من الطبعة
الثانية - مضعفا مالك الدار - ما نصه:
(قلت: والجواب من وجوه: الأول: عدم التسليم بصحة هذه
القصة، لان مالك الدار غير معروف العدالة والضبط، وهذان شرطان
أساسيان في كل سند صحيح كما تقرر في علم المصطلح، وقد أورده ابن
أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر راويا عنه غير أبي صالح هذا، ففيه
إشعار بأنه مجهول، ويؤيده أن ابن أبي حاتم نفسه - مع سعة حفظه
واطلاعه - لم يحك فيه توثيقا فبقي على الجهالة، ولا ينافي هذا قول الحافظ
(بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان...) لأننا نقول: إنه ليس
نصا في تصحيح جميع السند بل إلى أبي صالح فقط، ولولا ذلك لما ابتدأ
هو الاسناد من عند أبي صالح، ولقال رأسا: (عن مالك الدار...
وإسناده صحيح) ولكنه تعمد ذلك (1)، ليلفت النظر إلى أن هنا شيئا
ينبغي النظر فيه، والعلماء إنما يفعلون ذلك لأسباب منها: أنهم قد لا
يحضرهم ترجمة بعض الرواة، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند
كله، لما فيه من إيهام صحته لا سيما عند الاستدلال به، بل يوردون منه
ما فيه موضع للنظر فيه، وهذا هو الذي صنعه الحافظ رحمه الله هنا،

(1) وهذه دعوى باطلة مبنية على عصبية ظاهرة واطلاع على المغيبات!!
284

وكأنه يشير إلى تفرد أبي صالح السمان عن مالك الدار كما سبق نقله عن
ابن أبي حاتم، وهو يحيل بذلك إلى وجوب التثبت من حال مالك هذا أو
يشير إلى جهالته. والله أعلم.
وهذا علم دقيق لا يعرفه إلا من مارس هذه الصناعة (1)، ويؤيد ما
ذهبت إليه أن الحافظ المنذري أورد في الترغيب قصة أخرى من رواية
مالك الدار عن عمر ثم قال: (رواه الطبراني في الكبير ورواته إلى مالك
الدار ثقات مشهورون ومالك الدار لا أعرفه) وكذا قال الهيثمي في مجمع
الزوائد، وقد غفل عن هذا التحقيق صاحب كتاب (التوصل) (2) فاغتر (590)
بظاهر كلام الحافظ، وصرح بأن الحديث صحيح...) اه‍ كلام الألباني.
بيان فساد كلام الألباني هذا وبطلانه:
جوابه: كل ما ذكره الألباني هنا إما أنه دال على قصور الاطلاع أو التلاعب
والتدليس والتعصب والتعمية وإخفاء الحقائق!! وإليكم إبطال هذا
الكلام وإفساده وبيان وهائه مع إثبات ثقة مالك الدار:
1 - مالك الدار روى عنه أربعة رجال وليس رجلا واحدا كما زعم الألباني (591)
نقلا عما اقتصر عليه ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل)، وابن أبي حاتم
لم يشترط ذكر جميع من روى عن الرجل في التراجم التي يذكرها فما عقده
الألباني باطل بلا مثنوية.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في (كتابه الإصابة في تمييز
الصحابة) (3 / 482) في القسم الثالث وهم الذين قال عنهم الحافظ

(1)!!!!!!! بل هذا جهل عريض لا يعرفه إلا من سبر أقوال أهل الشأن وتأكد من
التلاعب المشين!!!
(2) يعني به الشيخ محمد نسيب الرفاعي الحلبي.
285

ص (482):
(من كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمكنه أن يسمع
منه ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلا أو مراهقا أو مميزا).
ما نصه:
(روى عنه أبو صالح السمان وابناه عون وعبد الله ابنا مالك).
فهؤلاء رواة ثلاثة عن مالك الدار.
ثم قال الحافظ:
(وروينا في فوائد داود بن عمرو الضبي جمع البغوي من طريق
عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي عن مالك الدار قال دعاني
عمر بن الخطاب...) اه‍.
فهذا رابع الرواة عن مالك الدار!! فأين كلام الألباني (من تفرد أبي
صالح السمان بالرواية عن مالك الدار)؟
2 - وجزم الحافظ في (الإصابة) هناك بأن مالكا له إدراك. (592)
3 - وقد أورد مالكا هذا ابن حبان في كتابه (الثقات) (5 / 384) ولم (593)
يصفه باغراب أو تفرد أو نكارة رواية.
4 - وقال ابن سعد في (الطبقات الكبرى) (5 / 12): (594)
(وكان معروفا) اه‍.
5 - وقال الحافظ الخليلي في كتابه (الارشاد) (1 / 313): (595)
(تابعي قديم. متفق عليه (1). أثنى عليه التابعون) اه‍.
قلت: وهذا كاف في توثيقه.

(1) أي على توثيقه كما يدل عليه الكلام الذي بعده صراحة
286

6 - وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في (الإصابة) (4 / 483): (596)
(وقال إسماعيل القاضي عن علي بن المديني كان مالك الدار خازنا
لعمر) اه‍.
قلت: الأصل أن سيدنا عمر لا يضع خازنا على بيت المال إلا أن
يكون عدلا ضابطا، حتى يتبين لنا خلاف ذلك وأنه ليس كذلك.
7 - لم يطعن في مالك الدار ولم يجرحه أحد من أهل العلم البتة. والحمد (597)
لله تعالى.
8 - وقول الحافظ المنذري (لا أعرفه) وكذا متابعة الهيثمي له، ليس (598)
جرحا باتفاق أهل العلم، ومن عرف فهو حجة على من لم يعرف! كما أن
من علم حجة على من لم يعلم، والألباني يقول ذلك ويكرره كثيرا!!
ولكن ليس القول كالفعل!!
وقد وثق الألباني عدة رجال لم يوثقهم إلا ابن حبان وروى عن الرجل
منهم اثنان أو أكثر منهم:
محمد بن الأشعث الذي قال فيه وفي حديثه في (صحيحته) (599)
(2 / 313):
(إسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم، غير محمد بن الأشعث
وقد وثقه ابن حبان وروى عنه جماعة وهو تابعي كبير) اه‍!!
فلم لم يوثق الألباني مالك الدار الذي يماثل ويشاكل هذا الرجل بهذا
الوصف بل يزيد عليه؟!!
لا شك أنه التعصب أعاذنا الله من أن نتعصب للباطل أو أن نفقد
عقولنا في متابعة!! أهوائنا في وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن
287

الهوى فإن الجنة هي المأوى).
وبعد هذا الايضاح والبيان يمكن للقارئ المنصف صاحب العقل
النير البعيد عن التعصب والهوى أن يقرر هل مالك الدار الذي ضعفه
الألباني ثقة أم لا؟!!
288

الألباني كل يغلط أهل الحديث وكبار العلماء
ويرد عليهم بالباطل ويتهمهم بالكذب
وهو غير محق في ذلك وإنما غايته
التطاول عليهم وترويج بضاعته على االبسطاء وخداعهم
ومن تطاول الألباني أنه قال في (مختصر العلو) عن حديث: (الكرسي
موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل) ص 124 ما نصه:
(قلت: لاسناده موقوف صحيح. عبد الله في السنة (ص 71)
وأبو الشيخ في العظمة (42 / 2) وأبو جعفر بن أبي شيبة (1) أيضا في
(العرش) (ق 114 / 1 - 2) ورجاله كلهم ثقات معروفون. وأعله
الكوثري المعروف بانحرافه عن أهل السنة في تعليقه على (الأسماء
والصفات) ص (404) بأن في إسناده عمارة بن عمير، قال: (ذكره
البخاري في (الضعفاء)). قلت: كذا قال، وهو خطأ محض، ولست
أدري إذا وقع ذلك منه سهوا، أم عمدا، فالرجل قد بلونا منه المغالطة
التي تشبه الكذب، بل الكذب نفسه، كما بين ذلك العلامة اليماني في
رده العظيم عليه المسمى ب‍ (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من
الأباطيل)، أقول هذا لان عمارة بن عمير تابعي ثقة اتفاقا، وقد أخرج له
الشيخان في (صحيحيهما)، وقال الحافظ: (ثقة ثبت) ومثله لا يمكن أن

(1) هو رجل كذاب، كذبه جماعة منهم عبد الله بن الإمام أحمد واعتمد ذلك الألباني في
مواضع من كتبه أنظر هذا الكتاب التناقض في الرجال رقم (29)!
289

يخفى على مثل الكوثري، وليس هو في (ضعفاء البخاري) كما زعم وإنما
فيه عمارة بن جوين وهذا متروك! فغفرانك اللهم) اه‍.
قلت: كذا قال!! وليس هذا الكلام صحيحا، بل فيه أخطاء
ومغالطات عديدة أذكر بعضها:
الأول: أن الألباني تناقض فأورد هذا الأثر الذي زعمه موقوفا (600)
صحيحا في ضعيفته (2 / 306).
الثاني: قوله (إسناده صحيح) غير صحيح، لان فيه انقطاعا بين (601)
عمارة بن عمير وأبي موسى إن قلنا بأن عمارة بن عمير هو التيمي المترجم
في تهذيب التهذيب (7 / 369)، لان عمارة بن عمير التيمي لم يدرك
أبا موسى وإنما يروي عن ابنه إبراهيم بن أبي موسى كما نص على ذلك
الحفاظ وأهل هذا الشأن.
الثالث: كلام من افترى عليه الألباني بأنه يكذب - وليس كذلك - (602)
صحيح جدا لان عمارة بن عمير صاحب الحديث المنكر الموضوع الذي
فيه ذكر القدمين والنعلين وأن الله تعالى عما يقولون (في صورة شاب ذي
وفرة قدماه في الخضرة عليه نعلان) هو عمارة بن عمير المترجم في (لسان
الميزان) (4 / 320 دار الفكر) وفي (الميزان) للذهبي، وهو الذي قال فيه
الذهبي في الميزان (3 / 177):
(ذكره البخاري في الضعفاء).
ولا يضير كلام من بهته الألباني بالكذب أن الألباني لم يجد ترجمته في
النسخة التي بين يديه من (الضعفاء) لأن الظاهر إنه سقط منها كما يحدث
290

ذلك كثيرا! وبذلك ينتسف كلام الألباني من أساسه (1)، لا سيما وقد صنف
الحافظ ابن عساكر جزءا في هذه المسألة سماه (بيان وجوه التخليط في
حديث الأطيط) فليستيقظ هذا الألباني!! ولا ندري لماذا تعامى عما ذكره
الذهبي في (الميزان) (3 / 177) والحافظ ابن حجر في (اللسان)
(4 / 320) وابن حبان في (الثقات) (5 / 245).

(1) ويؤكد ذلك أن أثر عمارة بن عمير هذا يرويه عنه سلمة بن كهيل، وسلمة بن كهيل (603)
هذا لا يروي عن عمارة بن عمير التيمي كما يجد ذلك من يراجع (تهذيب التهذيب)
و (تهذيب الكمال) وغير ذلك. عافى الله الألباني من التطاول والسب والشتم.
وهذا ما يصلح أن يوضع تحت باب (اختلط عليه راو بآخر).
291

الألباني يتهم زورا بعض أكابر أهل العلم بالكذب
وتلاميذه ومريدوه! يبرهنون الآن بأن هذا وصفه هو لا غير
من المعروف المشهور في هذه الأيام ومن الأمور التي اطلع عليها كثير
من العلماء وطلاب العلم أن كتاب (آداب زفاف) الألباني كان يطبع في
المكتب الاسلامي عند مريد الشيخ القديم!! ثم لما وقع بينهما ما وقع مما
اطلع عليه كثير من الناس، زعم الألباني في مقدمة الطبعة الجديدة من
(آداب زفافه) - طبع المكتبة الاسلامية عمان - الأردن - أن حقوق طبع
الكتاب المذكور كانت للشيخ!! المؤلف، لا للمريد! الناشر، كما تجد
ذلك في الصورة التالية لصحيفة رقم (4) من طبعة الشيخ الموقر!! في
المكتبة الاسلامية، فإنه قال فيها كما ترون (وبخاصة أن حقوق الطبع
كانت للمؤلف لا للناشئ، ثم بعد ذلك طبع المكتب الاسلامي وهو
صديق! الشيخ ومريده! القديم!! هذه الطبعة الجديدة التي وصفها
الشيخ بأنها ذات ثوب قشيب! وحرف جديد! وتنضيد جميل!! - ونسي
أن يقول أيضا: وسباب مقذع منطو وملفوف بالفحش والتفاحش والنيل
من أعراض المسلمين - وقد أحسن مريده القديم! جدا لما حذف تلك
المقدمة النابية التي تجعل من سيتزوج على طريقة الألباني أول ما يتعلم هذه
الألوان البراقة! القشيبة من السباب والشتم! وأثبت أن شيخه القديم غير
صادق في ما قاله، فأورد صفحة (8) من طبعته (المكتب الاسلامي)
صورة خطية لرسالة موجهة من الشيخ الألباني إلى صاحب المكتب
292

الاسلامي!! فيها تصريح الشيخ (الصادق)!! بأن حقوق الطبع كانت (604)
للمريد الناشر لا للشيخ المؤلف! - كما زعم في مقدمة طبعته - وهي بتوقيع
سيادته (1)! كما تراه في الصورة التالية، وترى أيها القارئ في ثنايا كتبه
نصوصا يرمي بها أهل الفضل والعلم بالكذب منها في (مختصر العلو) -
الطبعة الأولى (1401) المكتب الاسلامي - ص (124) السطر التاسع
كما تقدم قريبا حيث يقول عن العلامة محمد زاهد ما نصه:
(فالرجل قد بلونا منه المغالطة التي تشبه الكذب، بل الكذب (605)
نفسه). اه‍
وقد أثبتنا في هذا الكتاب بطلان تلك الدعوة. والحمد لله، وإليكم
صورة كل من الصحيفتين المشار إليهما قبل قليل في كل من الكتابين:

(1) يعني سيادته التي تمثل أنه نائب! ووكيل! الكتاب والسنة!! لان كل من يعارض
سيادته محكوم عليه بالاعدام لأنه عدو الكتاب والسنة والتوحيد وأهل الحديث...
إلخ!!! هرائه المعروف الممجوج!!
293

هذه هي صورة الصحيفة رقم (4) من طبعة الألباني! التي يصرح فيها
بأن حقوق طبع كتاب (آداب زفافه)! كانت له! وليست لتلميذه!
القديم! (صاحب المكتب الاسلامي)!! أنظر السهم!
أقول: تختلف هذه الطبعة عن تلك ليس فقط
بثوبها القشيب، وحرفها الجديد، وتنضيدها الجميل،
لأنما بما هو أهم من ذلك، ألا وهي غزارة مادتها، وكثرة
فوائدها، وتنقيح بعض عباراتها، ونقل بحث (شبهات
حول الأحاديث المتقدمة وجوابها) إلى متن الكتاب
وصلبه، وقد كان في الطبعات المشار إليها في حاشيته،
إلى غير ذلك من الفوائد التي سيراها القارئ.
من أجل ذلك؟ فتلك الطبعات تعتبر ملغاة، لا
يجوز لاحد أن يعيد طباعتها، ولو كان مأذونا له من قبل
بطبعها، لأني استغنيت بهذه الطبعة عنها، وبخاصة أن
حقوق الطبع كانت للمؤلف لا الناشر.
وإن مما تمتاز به هذه الطبعة: أنني أضعف إليها
فهرسين في: الأحاديث المرفوعة، والآثار الموقوفة،
فصارت بذلك ذات أربعة فهارس:
1 - مصادر الكتاب.
2 - الفصول والأبحاث.
3 - الأحاديث المرفوعة.
294

وهذه هي صورة الصحيفة رقم (8) من كتاب (آداب زفاف الألباني)!
طبعة تلميذه! (صاحب المكتب الاسلامي)! والتي يثبت فيها صراحة
كذب ادعاء شيخه!! ببرهان قاطع! وذلك ضمن وثيقة يملكها هذا
المريد! بخط شيخه! وعليها توقيعه! ويصرح فيها بأن حقوق طبع
الكتاب ليست له وإنما (للمكتب الاسلامي)!! فتدبروا يا أولي الألباب!
وهل يجوز أن يكذب المحدث؟!! فضلا عن المسلم؟!! أنظر السهم
الأخ الفاضل الأستاذ زهير شاوين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد رغب في أن أعطيه حق كتابي
آداب الزفاف. فقلت له لا مانع عندي لذلك. ولكن حق
الطبع للأستاذ (زهير) فيمكنك أن تتفق معه على شروط مقبولة
من الطرفين، فكتب بهذا إليك لتتعاون معه على الخير كما هو
دأبك وديدنك، وإلى اللقاء القريب إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
20 / 12 / 1292
ومن هدا يظهر أن حقوق الطبع والنثر هي للمكتب
الاسلامي لا لغيره ويؤكد ذلك ما ذكر في بيع الطبعات.
295

مقارنة بين حديثين لكل منهما إسناد مرسل
ومسند ضعف أحدهما الألباني لمخالفته لمشربه
وصحح الاخر لأنه يؤيد مشربه!!
ومن عجيب تناقضات الألباني أنه صحح حديث (من سب أصحابي،
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) في (صحيحته) (5 / 446) مح
وهاء إسناده!!
ومقابل ذلك ضعف حديث (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم
تعرض علي أعمالكم...) في (ضعيفته) (2 / 404) مع صحة إسناده!!
مع أن كل حديث منهما له إسناد صحيح مرسل لاسناد ضعيف مسند
بنظره!!
وإليكم ما قاله في الحديث الأول في (صحيحته) (5 / 446) مع تفنيد
عباراته وكلامه الخفيف!:
قال عن حديث (من سب أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين) ما نصه:
أرواه الطبراني (3 / 174 / 1) عن الحسن بن قزعة عن عبد الله بن خراش عن
العوام بن حوشب عن عبد الله بن هذيل عن ابن عباس مرفرعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن خراش قال الحافظ: (ضعيف، وأطلق
عليه ابن عمار الكذب) انتهى كلام الألباني.
قلت: على الألباني في هذه الفقرة عدة مماسك لا يمكنه الافلات منها
296

نذكر بعضها فنقول:
(الممسك الأول): أنه حذف اسم شيخ الطبراني فلم يذكره لأنه مجهول (606)
فيعكر عليه! وبذكره يزداد الحديث وهاء إلى وهائه!!
وذلك أن الحافظ الطبراني قال في معجمه الكبير (12 / 142 برقم
12709):
(حدثني عيسى بن القاسم الصيدلاني البغدادي حدثنا الحسن بن
قزعة...) إلخ.
فلم لم يذكر الألباني هذا الرجل المجهول؟!! الذي لم يوثقه أحد بل لم
يترجمه إلا الخطيب في (تاريخ بغداد) (11 / 173) ولم يذكر فيه شيئا!!
وما تفسير ذلك؟!!
(الممسك الثاني): أن عبد الله بن خراش الذي قال عن إسناده الألباني (607)
(ضعيف) بعدما أخفى المجهول الاخر! تناقض فيه!! إذ قال عن إسناد
هو فيه في (ضعيفته) (4 / 416):
(ولكنه ضعيف جدا، عبد الله بن خراش، قال الحافظ: ضعيف،
وأطلق عليه ابن عمار الكذب) اه‍.
وهناك فرق ولون بين (ضعيف) و (ضعيف جدا)!!
فلماذا اقتصر الألباني هنا في هذا الحديث الذي يؤيد مشربه على أنه:
(ضعيف) فقط؟!!!
وما تفسير ذلك؟!!
297

(الممسك الثالث): إسناد حديث ابن خراش ليس (ضعيفا جدا) كما
قال الألباني في الموضع الذي نقلناه عنه - مع أنه الأقرب للصواب - بل هو
(موضوع) على التحقيق! وذلك لان ابن خراش كما قال الحافظ ابن حجر
في (تهذيب التهذيب) (5 / 173): نقلا عن الساجي:
(ضعيف الحديث جدا ليس بشئ كان يضع الحديث). (608)
وقال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (5 / 46) نقلا عن أبيه: (609)
(منكر الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث) اه‍.
وقال البخاري كما في (تهذيب التهذيب) (14 / 454): (610)
(منكر الحديث) اه‍.
(الممسك الرابع): أن رواية عبد الله بن خراش عن العوام بن (611)
حوشب خاصة متكلم فيها، ففي كتاب (أبي زرعة 448) قال البرذعي:
قلت: لأبي زرعة: عبد الله بن خراش؟ قال: (منكر الحديث،
يحدث عن العوام بأحاديث مناكير) اه‍.
فعلى هذه المماسك يقال:
هل يكون سند فيه مجهول حاول الألباني أن يخفيه وآخر رموه بالكذب
وبأنه وضاع ومنكر الرواية عمن روى عنه هذا الحديث حسنا أو
صحيحا؟!! ثم يذكر في كتاب زعم! مؤلفه! أنه اقتصر فيه على
الصحيح؟!!
أفلا يكون إسناد الحديث موضوعا؟!! بدل أن يكون ضعيفا منجبرا
فقط؟!!
298

وما تفسير ذلك أيها العقلاء؟!!!
ولو كان الحديث يصادم هوى الألباني أو مشربه لرأيتم كيف يتعامل (612)
معه!!
ولله في خلقه شؤون!!
ولنكمل ما قاله الألباني في الحديث حيث قال:
وله طريق آخر، رواه أبو القاسم المهراني في (الفرائد المنتخبة) (2 / 10 / 1)
والسهمي (234) والخطيب في التاريخ (14 / 241): عن علي بن يزيد الصدائي قال:
نا أبو شيبة الجوهري عن أنس مرفوعا به، وزاد: (لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) قال:
والعدل الفرائض، والصرف التطوع. وقال المهراني:
(هذا حديث غريب من حديث أنس، تفرد بروايته أبو شيبة، الجوهري عنه، ولا
نعلم رواه عن أبي شيبة غير علي بن يزيد الصدائي).
قلت: وفيه لين كما في (التقريب) وأبو شيبة الجوهري اسمه يوسف بن إبراهيم
التميمي، وهو ضعيف) انتهى كلام الألباني.
قلت: وعلى الألباني أيضا في هذا الكلام عدة مماسك لا يمكنه الافلات
منها أذكر بعضها فأقول:
(الممسك الأول): أن الألباني طوى كذلك أسانيد المهراني والسهمي (613)
والخطيب فلم يذكرها بتمامها:! ولم يتكلم بالتمام على رجالها وفيهم
الضعفاء والمجاهيل!! وعليه أن يراجع ذلك!!
(الممسك الثاني): هل يقبل في تقوية سند حديث موضوع طريق (614)
آخر فيه مجاهيل وضعفاء طوى الألباني ذكرهم! وضعيفان أيضا اعترف بهما
الألباني
299

(الممسك الثالث): قول الألباني في علي بن يزيد الصدائي (وفيه لين
كما في التقريب) تهاون محض! لأنه: أظهر خفة ضعف الصدائي هنا مع
أنه صرح بضعفه في مواضع أخرى كما سيأتي إن شاء الله تعالى! فقوله هنا
(فيه لين) باطل! من وجوه:
(أولا): لأنه متناقض! إذ جزم بضعف يزيد الصدائي هذا في مواضع (615)
أخرى من كتبه الفذة!! منها: قوله في (صحيحته) (2 / 673) عن سند
هناك ما نصه:
(يرويه علي بن يزيد الصدائي، نا فضيل بن مرزوق عن عطية عنه
- يعني أبا سعيد الخدري - مرفوعا به...
قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء، عطية العوفي فمن
دونه) اه‍.
فتأملوا يا قوم!!!
(وثانيا): هو ضعيف جزما فقد قال فيه أبو حاتم الرازي: (ليس بقوي (616)
منكر الحديث عن الثقات) وقال ابن عدي: (أحاديثه لا تشبه أحاديث
الثقات وعامة ما يرويه لا يتابع عليه) وهذا جرح مفسر.
(الممسك الرابع): اعترافه بضعف أبي شيبة الجوهري وهذا مما يقضي (617)
على هذه الطريق قضاء تاما ولا يجعلها مما يقبل في الشواهد والمتابعات
وخصوصا لاسناد آخر فيه مجهول ووضاع كذاب!!
ثم أكمل الألباني كلامه فقال:
أوله شاهد مرسل، يرويه البغوي في (حديث علي بن الجعد) (9 / 92 / 2) عن
300

فضيل بن مرزوق عن محمد بن أبي رباح مرفوعا مرسلا به، دون قوله: (والملائكة).
قلت: ورجاله ثقات، غير محمد بن أبي مرزوق فلم أجد له ترجمة...).
ثم ذكر الألباني طرقا لهذا الشاهد المرسل كلها تدور على ضعفاء ثم
قال:
(ثم رأيت الحديث في (كتاب السنة) لابن أبي عاصم (1001): ثنا أبو بكر بن أبي
شيبة: ثنا أبو معاوية عن محمد بن خالد عن عطاء به.)
قلت: وعلى كلامه هنا أيضا عدة مماسك لا يمكنه الافلات منها نذكر
بعضها (1) فنقول:
(الممسك الأول): قوله في كلامه السابق (ورجاله ثقات، غير محمد بن (618)
أبي مرزوق فلم أجد له ترجمة) مع أن في السند فضيل بن مرزوق وقد
تقدم قبل قليل أنه قال عن إسناد هو فيه في (صحيحته) (2 / 673):
(وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء) اه‍ ومنهم فضيل بن
مرزوق!!
وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على عدم إخلاصه!! وشدة
غفلته!! وبالغ تناقضه!! وعدم أهليته!! وقوله بالهوى!! وكما قيل:
نطق الكتاب وأنت تنطق بالهوى
فهوى الهوى بك في المهاوي المتلفة

(1) ولم أذكر تمام كلامه في طريق مرسل عطاء الذي صحح الحديث به لكثرة ما فيه من
تخريف وتحريف!! فعلى من أراد الوقوف على ذلك أن يراجعه ليرى سقمه
ووهاءه!! ولان الكل يدور على أنه مرسل عن عطاء وسترون ما قيمة مرسلات
عطاء إن شاء الله تعالى!!
301

(الممسك الثاني): أنه لا فائدة من مرسل عطاء ولو كان كما ذكر (619)
بإسناد صحيح عنه! وذلك لان مرسلات عطاء لا قيمة لها عند المحققين
من أهل هذا الفن!! والجهابذة من علماء الحديث والحفاظ!!
فقد قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى كما في (تهذيب
التهذيب) (7 / 182):
(وليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء...) اه‍
فتلك الطرق التالفة مع فذا المرسل - والمرسل من أقسام الضعيف
- ولو صح عن قائله لن ينفع الألباني شيئا!! وعليه أن يتراجع عن تصحيح
هذا الحديث!! أو أن يقلب اسم هذا الكتاب إلى (الضعيفة) بدلا من
أن يسميه (الصحيحة)!!
(الممسك الثالث): أن علاقة هذا الحديث بعلي بن الجعد يدل على (620)
التوافق في وضعه لأنه يؤيد مشربه ومشرب الألباني (الناصبي) وأشير إلى
ذلك إشارة فأقول:
قال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (10 / 463):
(قال أبو يحيى الناقد: سمعت أبا غسان الدوري يقول: كنت عند
علي بن الجعد... فذكروا حديث (إن ابني هذا سيد) قال: ما جعله
الله سيدا.
قلت: أبو غسان لا أعرف حاله، فإذا كان قد صدق، فلعل ابن
الجعد قد تاب من هذه الورطة، بل جعله سيدا على رغم أنف كل
302

جاهل، فإن من أصر على مثل هذا من الرد على سيد البشر، يكفر بلا
مثنوية، وأي سؤدد أعظم من أنه بويع بالخلافة، ثم نزل عن الامر
لقرابته، وبايعه على أنه ولي عهد المؤمنين، وأن الخلافة له من بعد معاوية
حسما للفتنة، وحقنا للدماء، واصلاحا بين جيوش الأمة، ليتفرغوا لجهاد
الأعداء، ويخلصوا من قتال بعضهم بعضا، فصح فيه تفرس جده صلى الله عليه وآله،
وعد ذلك من المعجزات، ومن باب اخباره بالكوائن بعده، وظهر كمال
سؤدد السيد الحسن بن علي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وحبيبه، ولله
الحمد) اه‍. كلام الحافظ الذهبي.
فتأملوا!!
حديث: (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تعرض علي
أعمالكم...).
وبالمقابل فإن هناك حديثا آخر لا يوافق هوى الألباني ورأيه له إسناد
صحيح مرسل (لم يقل فيه العلماء ولا أئمة الحفاظ إنه من أضعف
المرسلات كما في الحديث السابق في مرسل عطاء) اعرف الألباني في
(ضعيفته) (2 / 405) بأنه - أي هذا المرسل -:
(رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين). (621)
وله إسناد متصل رجاله رجال الصحيح ومنهم عبد المجيد بن (622)
عبد العزيز بن أبي رواد وصحح الحديث جمع من الحفاظ وهو في نظر الألباني
غير صحيح لأنه يخالف مشربه كما قدمنا!! فتحجج وتظاهر بتضعيف
303

ابن أبي رواد! وليس مصيبا في ذلك!!
وعلى فرض ضعف ابن أبي رواد فلم لم يسلك الألباني في حديثه ما
سلكه في الحديث الأول الذي شرحنا وفصلنا حال إسناده الضعيف
المهلهل من جميع وجوهه؟!!
وما تفسير ذلك؟!!
أم هي العصبية وحب الشغب الفارغ؟!!
وعبد المجيد هذا الذي اعتمد الألباني ههنا تضعيفه وتناقض! فيه في
موضع آخر!! قال عنه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (9 / 434):
(وكان من المرجئة، ومع هذا فوثقه أحمد، ويحيى بن معين) اه‍. (623)
ثم ذكر الحافظ الذهبي عن ابن عدي أنه قال:
(عامة ما أنكر عليه الارجاء).
ثم دافع عنه فذكر أن الارجاء الذي عيب به كان عليه عدد كثير من
علماء الأمة وأنه ليس من الارجاء المذموم، وإنما هو، قولة خفيفة وهو
قولهم: أنا مؤمن حقا عند الله الساعة، مع اعترافهم بأنهم لا يدرون بما
يموت عليه المسلم من كفر أو إيمان. هكذا قال الذهبي.
فتأملوا كيف يسلك الألباني سبيل الهوى والمزاجية في التصحيح
والتضعيف فيتلاعب بعلم الجرح والتعديل حسب ما يملي عليه رأيه!!
وكل ما قدمناه يبرهن بأنه ليس أهلا لان يشتغل بهذا العلم الشريف
304

فيصحح ويضعف ولا يحل لاحد أن يعتمد قوله لما تقدم!!
والله تعالى الهادي!!
305

زعم الألباني بأن هناك حديثا لم يقف عليه
الأستاذ المحدث عبد الفتاح أبو غده
مع أنه خرجه ووقف عليه
وليس وراء كلام الألباني إلا
الافتراء والتشويش
وحب الشغب
ومما وقع فيه الألباني وهو يحاول أن يظهر قصور بعض أهل العلم
الذين يخالفهم في الرأي! وقد شغله نهمة التعقب (1) على الأستاذ المحدث
(عبد الفتاح أبو غدة) أنه - أعني الألباني - أورد في (صحيحته) (5 / 606)
حديث:
(إن من المؤمنين من يلين لي قلبه).
وعزاه لمسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى (5 / 267) ثم قال الألباني
أثناء الكلام عليه:
(تنبيه: انقلب هذا الحديث على الحارث المحاسبي، فأورده في كتابه -
(رسالة المسترشدين) (ص 66) بلفظ:
(له قلبي) وعلق عليه محققه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحنفي
الكوثري بقوله:

(1) أنظر (ضعيفته) (4 / 182 السطر الثالث).
306

(لم أقف عليه فيما رجعت إليه من المراجع الحديثية، فالله أعلم
بثبوته)
قلت: لو رجع إلى (المسند) لوجده، بل لو أنه رجع إلى ما هو أقرب
منالا منه لوقف عليه، فقد أورده الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد)
(10 / 276)...) انتهى كلام الألباني.
وأقول: وقع الألباني هنا وأنزلقت رجله! كعادته!! وعليه في هذا
الكلام الذي نقلناه عدة مماسك أذكر بعضها:
(الممسك الأول): هذا افتراء على الأستاذ المحدث عبد الفتاح!! وذلك (624)
لان الأستاذ عبد الفتاح سدد الله تعالى على الحق خطاه لم يقل ما ذكره
الألباني عنه في الحديث المذكور وإنما قال ذلك في الحديث الذي بعده وهو
حديث:
(إن الحق يأتي وعليه نور فعليكم بسرائر القلوب)!!
أما الحديث الذي نحن بصدده والذي يتكلم عليه الألباني فقد عزاه
الأستاذ عبد الفتاح حفظه الله (لمسند أحمد) (5 / 267) وللطبراني نقلا عن
الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) (10 / 276) فانظروه هناك صحيفة
(114) من الطبعة الرابعة من (رسالة المسترشدين) القاهرة سنة
1402 ه‍ أي قبل عشرة سنوات من كتابة هذه الأسطر!!
وكذلك قبل طبع الجزء الخامس من (صحيحة الألباني) بعشر سنين
أيضا لأنها طبعت كما هو مذكور خلف صفحة الغلاف الداخلي سنة
1412 ه‍ فتدبروا يا قوم!!
لا سيما قد كتبت ابنته! (أم عبد الله)!! في مقدمته ص (5) أنه: (625)
307

(أشرف بنفسه على تصحيح تجاربه، واطلع على جميع مراحل صفه
وتهذيبه) عند طباعته!!
ولا ندري ما هو تفسير الألباني لهذا الامر!!
أم أنه حب الشغب والاتهام الكاذب؟!!
(الممسك الثاني): قوله (انقلب الحديث على - الامام - الحارث (626)
المحاسبي) اتهام باطل! وقول عاطل! لان الحديث لم ينقلب عليه وإنما
انقلب عقل الألباني وتفكيره في هذا الامر! إذ قد أعماه حب اتهام أكابر أهل
العلم والفضل بالانقلاب وليس ثم!!
وقد اعترف الألباني - دون أن ينتبه إلى فاحش خطئه - بأن الطبراني رواه
(8 / 122 برقم 7499) باللفظ الذي ذكره الحارث المحاسبي فلم لم يقل
بأن الحديث انقلب على الطبراني أيضا وإنما اقتصر انقلابه عنده في عقله
على الحارث المحاسبي؟!!
وما تفسير ذلك؟!!
هل لأنه إمام في التصوف (1)؟!! (627)
عافى الله الألباني من التهجم على أهل العلم والفضل والافتراء
عليهم!!

(1) راجع ترجمته في (طبقات الشافعية الكبرى) للامام السبكي (2 / 275).
308

الألباني يتطاول على الشيخ الصابوني
مع بيان فساد هذا التطاول وإظهار
بطلان شغبه ومراوغته
وكشف تناقضه وخطئه
1 - أورد الشيخ الصابوني حفظه الله تعالى في (مختصره لابن كثير) (628)
(2 / 506) حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:
(أفش السلام وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس
نيام، ثم أدخل الجنة بسلام).
وصرح بصحته في الحاشية فجزاه الله تعالى خيرا على خدمة كتاب
الله تعالى.
فلم يعجب الألباني ذلك! فأراد أن يشاغب كعادته ويظهر تفوقه
الباطل الفارغ! على الشيخ الصابوني فقال متطاولا عليه! في (ضعيفته)
(3 / 493) ما نصه:
(والحديث مما صححه الرفاعي في مختصره فما أكثر تعديه، وظلمه
لنفسه وقرائه؟! وشاركه في ذلك بلدية الصابوني (2 / 506) وزاد
عليه...) إلخ هرائه.
قلت: وقد ذكرت أن من عجيب تناقضاته وتخابطاته أنه صحح
هذا الحديث بعينه! وبنفس إسناده!! في (إرواء غليله) (3 / 238) حيث
قال هناك:
309

(قلت: وإسناده صحيح) اه‍
فما أكثر تعدي الألباني!! وظلمه لنفسه وقرائه!!!!!!!
2 - وأوقح من هذا أنه ذكر في (ضعيفته) (3 / 360) حديث أبي هريرة
مرفوعا: (لما ألقي إبراهيم في النار، قال: اللهم إنك في السماء واحد،
وأنا في الأرض واحد أعبدك).
فضعفه!!! وقال في أثناء كلامه السقيم عليه هناك:
(والحديث ذكره ابن كثير في (التفسير) بإسناد أبي يعلى ساكتا عليه،
فظن بعض الجهلة أن سكوته يعني أنه صحيح عنده وليس كذلك كما
كنت بينته في مقدمة المجلد الرابع من (الصحيحة)، فقد أورده الشيخ
نسيب الرفاعي في (مختصر تفسير ابن كثير) (3 / 50) وتبعه بلدية
الصابوني فأورده في (مختصره) أيضا (2 / 514) وقد زعما كلاهما أنهما
التزاما في كتابيهما أن لا يذكرا إلا الأحاديث الصحيحة، وكذبا - والله -
فإنهما يفعلا، ولا يستطيعان ذلك، لأنهما يدرسا هذا العلم مطلقا،
بل وليس بإمكانهما أن يرجعا في ذلك إلى كتب أهل العلم وإلا لاعتمدا
عليهم في ما ادعياه من التصحيح، ولذلك ركبا رأسيهما، وجاءا ببلايا
وطامات لم يسبقا إليها. والله المستعان) اه‍.
قلت: وكلام الألباني هنا باطل من وجوه عديدة! وعليه فيه مماسك
شنيعة!! والحديث صحيح فما علينا إلا أن نبين بعض تلك المماسك
فنقول وبالله تعالى التوفيق:
310

(الممسك الأول): تضعيفه الحديث لوجود أبي هشام محمد بن يزيد
الرفاعي في إسناده واعتماد قول من قال فيه: (ليس بالقوي) تناقض
فاحش! وتخابط متواحش!! وذلك لامرين:
أ - أنه مع هذا الكلام في أبي هشام فقد حسن حديثه في موضع آخر (629)
حيث لا نهمة في المشاغبة والمراوغة وذلك في (صحيحته) (3 / 487)
حيث قال عن إسناد فيه أبو هشام هذا:
(وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في الرفاعي
واسمه محمد بن يزيد بن محمد).
ثم قال:
(فالحديث به حسن) اه‍
فتأملوا.
ب - وأما تضعيفه الحديث بأبي جعفر الرازي!! فتخابط غير مقبول (630)
وذلك لان الأئمة صححوا حديث أبي جعفر كما بسطنا هذا في رسالتنا:
(القول المبتوت في صحة حديث صلاة الصبح بالقنوت) وذكرنا هناك أن
أئمة أهل الجرح والتعديل نصوا صراحة على توثيق أبي جعفر الرازي وأن
تضعيف من ضعفه منصب في روايته عن مغيرة، وهنا لم يرو أبو جعفر عن
مغيرة وإنما روى عن عاصم!
وإليك بعض أقوال أئمة الجرح والتعديل المفصلة في حال أبي جعفر
عيسى بن ماهان كما ذكرها الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب)
311

قال الامام يحيى بن معين: (كان ثقة خراسانيا)، وقال مرة أخرى: (631)
(ثقة وهو يغلط فيما يروي عن مغيرة).
وقال علي بن المديني: (يخلط فيما روى عن مغيرة، كان عندنا ثقة). (632)
وقد بت القول في شأنه الحافظ ابن عدي في الكامل (5 / 1895) (633)
فلخص أقوال من وثقه وأقوال من جرحه فقال:
(ولأبي جعفر الرازي أحاديث صالحة مستقيمة يرويها، وقد روى
عنه الناس وأحاديثه عامتها مستقيمة أرجو أنه لا بأس به) اه‍.
فتأملوا يا قوم!! (1).

(1) وكما وقع الألباني في هذه التناقضات والأخطاء الظاهرة وقع من يقلده فيها ويعول
على كلامه ويتخذه شيخا له أيضا!! من غلمانه!! ومن أولئك الغلمان اثنان أثنى
عليهما في مقدمة (آداب زفافه) طبع صهره!! في حاشية ص (8 - 9).
(أولهما): الذي يقول في كتابه الفذ!! (المنهل الرقراق) الذي أفرغ فيه طاقته الجبارة
كشيخه!! ص (24 - 25) مضعفا ما ثبت عن سيدنا ابن عباس رضي الله تعالى
عنهما في تأويل لفظة الساق حيث قال المذكور في (رقراقه) هناك ما نصه:
خامسا: أخرج البيهقي في (الأسماء والصفات) (ص 437): أخبرنا أبو سعيد
بن أبي عمر: نا أبو العباس الأصم: نا محمد بن الجهم: نا يحيى بن زياد الفراء:
حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه قرأ: (يوم بكشف
عن ساق) يريد يوم القيامة والساعة لشدتها: قال الفراء: أنشدني بعض العرب لجد
طرفة:
كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر صراح) اه‍
قلت: وعليه في نقل هذا النص من (الأسماء والصفات) مؤاخذات في التحريف
(لأنه صحفي لا غير) منها:
1 - قوله (أبو سعيد بن أبي عمر) والصحيح هو: (ابن أبي عمرو) بإثبات الواو في
عمرو).
فليصلح ذلك!!
2 - قوله (حدثنا سفيان بن عيينة) والصحيح هو (حدثني سفيان بن عيينة) فليستيقظ
من يعتمد على غير نسخة العلامة الكوثري المحققة!!
3 - قوله (يريد يوم القيامة والساعة لشدتها) والصواب حذف لفظة (يوم) لأنها غير
موجودة في الأصل.
4 - قوله في بيت الشعر (وبدا من الشر صراح) والصواب (الصراح) بإثبات الألف
واللام كالأصل! وللوزن!
وليس هذا الذي يهمنا هنا إنما يهمنا حكمه على هذا الأثر مع عرائه عن مؤهلات ذلك!
إذ قال في كتابه المصون! (الرقراق)! ما نصه:
(قلت: محمد بن الجهم: هو ابن هارون السمري، له ترجمة في (لسان الميزان)
(5 / 111) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وروى عنه جماعة، فهو مجهول الحال) اه‍
قلت: وقع هذا الرقراق الهلالي في أوابد فعليه فيها مماسك!!:
أ - لم ينقل عبارة الحافظ في (لسان الميزان) كما هي بل حرف منها ما سيكون وبالا عليه
في النقطة الآتية (ب) إذ أن الحافظ قال في (لسان الميزان) (5 / 125 دار الفكر)
و (5 / 110 الهندية):
(ما علمت فيه جرحا (أر ولم يقل الحافظ) وما علمت فيه تعديلا)!!
(ب) قوله (فهو مجهول الحال) ثم تضعيفه الأثر لأجله باطل مردود على وجهه! وذلك
لان (محمد بن الجهم السمري) هذا وثقه الأئمة وإليك ذلك:
ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه (2 / 161) أن الحافظ الدارقطني قال عنه:
(ثقة صدوق).
وأن عبد الله بن الإمام أحمد قال عنه:
(صدوق ما أعلم إلا خيرا) اه‍.
وكذلك وثقه الحافظ ابن حبان حيث أورده في كتابه (الثقات) (9 / 149).
فنقول الآن:
(أولا): لقد انهدم وبطل رقراق هذا الهلالي وفسد اعتراضه على الشيخ الصابوني حفظه
الله تعالى لأنه زعم فيما بنى صلب كتابه عليه أن هذا الشئ لم يثبت عن ابن عباس رضي
الله عنهما.
(وثانيا): ما تفسير هذا القصور؟! والقول بأن محمد بن الجهم (مجهول) وهو ثقة؟!
وليس هناك إلا أمرين أحلاهما مر أو حنظل معصور في حلق هذا الهلالي الرقراقي:
(أولهما): إما أن يكون قد اطلع على ما نقلناه! لكنه دلس! فستره! ولم يظهره وهذا مما
يجعله ممن لا يعزل على مثله في نقل الدين والسنة وآثار السلف كشيخه!! الأمين علميا!!
(وثانيهما): وإما أنه لا يزال بعد غمرا لا يعرف هذه الصناعة ومع ذلك يتطاول فيصنف
كتابا يبت فيه الأمور حسب هواه! ويفند حسب ما يتخيل! كلام آلاف العلماء وفيما كتبناه
على (دفع شبه التشبيه) للحافظ ابن الجوزي الحنبلي رحمه الله تعالى علاج له ولأمثاله.
وعليه أن يعين الآن هل هو مدلس أو غمر!!
وربما أتفرغ قريبا لكتب هذا (الرقراق) لأثبت تفاهتها! فعسى الله تعالى أن يوفقنا لذلك
وهي وصاحبها (الرقراقي) كما قال القائل
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس
وأزيد هذا السباب الشتام (الذي يقول عن الشيخ شعيب ص (20) من رقراقه: (هذا
وهم فاحش أو تحريف طائش) وهو مقلوب عليه هنا بقيد لا يستطيع أن يتفلت منه
إطلاقا) فائدة هنا لا يعرفها بل لم يرها ولو في المنام - على لغة شيخه المتناقض!! - وأقول
له قبل ذلك: إن هذه الكتب التجارية التي (يداك أوكتا وفوك نفخ) أنت وقرينك!! لن
تنفعكما البتة لأنها ولو أرضيتم بها سادتكم اليوم!! وقبضتم أجرة التضليل بها!! فستنفذ
عما قريب هذه الدراهم! وستلقون الله تعالى لتجدون عقاب التغرير والمتاجرة بالدين
والإسلام! ولا بد أن يأتي يوم يكشفكم به المسلمون كما كشف شيخكم المتناقض!!
فالتطاول والسباب الفارغ على الصابوني وغيره بالباطل لقاء دراهم معدودة من هنا وهناك
لن ينفعكم أبدا عند الله والعمر قصير مهما توالت أسبابه!
فأزيد هذا الرقراقي وأقول: إن أثر ابن عباس هذا الذي هو ثابت كالطود العظيم وهو
متواتر عنه رواه أيضا الفراء المتوفى سنة 207 ه‍ شيخ محمد بن الجهم السمري في كتابه
(معاني القرآن) (3 / 177) عن سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس فاستيقظ عافاك
الله أنت وقرينك! مع شيخك! وهل هذا منك وهم فاحش أم تحريف طائش؟!!
أجب..
وأما قرينه الذي يهرف بما لا يعقل ولا يعرف! فيكفي أنه يقول في أحد تعليقاته
النفيسة!! على الكتب الغالية القيمة!! وهو كتاب (نجاة الخلف باعتقاد السلف)
ص (31) عن حديث (فيناديهم بصوت رفيع غير فظيع) في التعليقة رقم (3) هناك
ما نصه:
(تنبيه: قوله (رفيع غير فظيع) لعله من تفسير ابن بشر، فلم أره في شئ من طرق
الحديث!!) اه‍
وأقول له: وهذا لقصورك وعدم أخذك هذا الفن إلا عن المتناقض!
الصحفي! ولو أنك رجعت إلى (مسند الشاميين) (1 / 104 - 105) لوجدته في
متن الحديث في طريق هناك!
لكن زل.... في الطين!!
وهناك أيضا مريد!! وهو ثالثة الأثافي!! يحكي انتفاخا صولة الأسد!! ويدعي
الاطلاع والبحث! ولكن التجاري!! وقع في أوابد عظيمة في كل ما يكتبه
وخصوصا ما يعتمد به على شيخه! المتناقض! المفضال!! فمن ذلك قوله في رسالته
المتماسكة بشدة!! في (الجمع بين الصلاتين في الحضر بعذر المطر) ص (97) حيث
يقول معلما لنا عن واسع اطلاعه في (الرجال) و (التواريخ) و (الوفيات) ما نصه:
(وقال القاضي عبد الوهاب المالكي:
(ولا خلاف بين أصحابنا في هذا ووافق عليه الصيرفي وغيره من أصحاب الشافعي
كما حكاه الآمدي)) اه‍ كلامه بحروفه.
وأقول: إن عبد الوهاب المالكي رحمه الله تعالى توفي سنة (422 ه‍) والآمدي ولد
سنة (538 ه‍) أي بعد وفاته ب‍ (116) سنة فكيف يحكي عنه وهو لم يولد بعد أيها
(الألمعي)؟!!
أم أنك لكونك صحفيا لم تستطع أن تنقل نقلا صحيحا مميزا عن القاضي عياض
رحمه الله تعالى؟!!
لأنك لست من أهل التمييز؟!!
وهذا غيض من فيض مما وقعت به في تلك (الرسالة) الفذة!!
وعلى كل فرسالة هذا المريد!! المشغول بالتجارة بالعلم!! لردها وبيان ما فيها من
(الوهم والايهام) مكان آخر!! والله يقول الحق وهو يهدي السبيل!!
فأين الشيخ الصابوني حفظه الله تعالى من هذا؟!! وأين الثرى من الثريا؟!!
312

تصحيح الألباني لبعض الأحاديث أو الأسانيد الضعيفة
لعدم معرفته بها وبرجال أسانيدها
ولا بأس أن نختم هذا الجزء بعرض بعض نماذج واضحة تتعلق
بتصحيح الألباني لأسانيد أحاديث ضعيفة غير ما ذكرناه في ثنايا هذا الكتاب
وقد أحببت أن أنقل عشرة أمثلة واضحة في ذلك مذكورة في مقدمة (النقد
الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح) فأقول وبالله تعالى
التوفيق ومنه الإعانة:
لقد وجدنا الألباني يحاول أن يميز صحيح الأحاديث من سقيمها،
وهي غاية حميدة لكن كان عليه مؤاخذات عديدة، فتراه يصحح أو يحسن
ما هو بعيد عن الصحة والحسن تماما، مما يجعل حكمه يسقط عن درجة
الاعتبار.
وهذه أمثلة تبين إجمال ما ذكرته:
1 - حديث المهاجر بن قنفذ (1): أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وهو يبول، فسئم (634)
عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، وقال:
(إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر). رواه أبو داود، وروى
النسائي إلى قوله: حتى توضأ، وقال: فلما توضأ رد عليه.

(1) (مشكاة المصابيح) (1 / 145).
316

قال الألباني: (وإسناده صحيح كما حققته في صحيح السنن). اه‍
قلت: أي تحقيق هذا؟! فالسند كما في سنن أبي داود (1 / 33)
والنسائي (1 / 37) فيه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن
حضين عن المهاجر به.
وقتادة مدلس معدود في الطبقة الثالثة منهم (1)، وقد عنعن. والألباني
يرد عنعنته حتى ولو كانت في صحيح مسلم كما في صحيحته
(2 / 110)، فلماذا يقبلها هنا؟!! والحسن البصري عنعن أيضا وإن كان (635)
معدودا في الطبقة الثانية منهم (2)، إلا أن الألباني لا يبالي بذلك ويرد عنعنته
مطلقا. وما أبلغ رد الألباني على نفسه!!

(1) أنظر (طبقات المدلسين) للحافظ ابن حجر (ص 43).
(2) المرجع نفسه (ص 29).
317

2 - حديث عبد الله بن مسعود (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (636)
(من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه
خموش أو خدوش أو كدوح). قيل: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال:
(خمسون درهما أو قيمتها من الذهب). رواه أبو داود والترمذي والنسائي
وابن ماجة والدارمي.
قال الألباني: (وإسناده صحيح) اه‍.
قلت: السند فيه كما في أبي داود (2 / 156) والترمذي ((تحفة
الأحوذي): 3 / 313) والنسائي (5 / 97 وابن ماجة (1 / 589)
والدارمي (1 / 386): حكيم بن جبير، ضعفه أحمد وابن معين وابن
المديني ويعقوب بن شيبه وأبو حاتم الرازي وغيرهم، وقال الدارقطني،
متروك. وأكثر من هذا أن شعبة تركه من أجل حديث الصدقة المذكور
أعلاه والذي يدعي الألباني صحته!
وأخرجه ابن حبان في المجروحين (1 / 246) وابن عدي في الكامل
(2 / 636) في ترجمته على أنه من منكراته.
ولم تصح متابعة، لحكيم، ولذلك ضعف هذا الحديث الأئمة منهم
النسائي (5 / 97)، وأبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل 1 / 2 / 201)،
والخطابي في معالم السنن (2 / 226)، وأطال الحافظ المنذري في بيان
ضعفه في اختصار السنن (2 / 226 - 227).
3 - حديث ابن عمر (2) رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (637)

(1) (مشكاة المصابيح) (1 / 578).
(2) المرجع نفسه (2 / 1065).
318

(إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله) رواه ابن
ماجة.
قال الألباني: (وإسناده جيد) اه‍.
قلت: كيف يكون جيدا وفي سنده سعيد بن سنان الحمصي
(سنن ابن ماجة 2 / 848)، قال عنه البخاري، منكر الحديث، وقال
النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال
الجوزجاني: أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة، وقال الدارقطني: يضع
الحديث، وحكم على الحديث بالوضع ابن طاهر المقدمي في تذكرته (1).
4 - حديث علي بن أبي طالب (2) - رضي الله عنه وأرضاه - قال: (638)
(يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن
الجلوس أن يرد أحدهم) رواه البيهقي في شعب الايمان مرفوعا، ورواه
أبو داود وقال: (رفعه الحسن بن علي) وهو شيخ أبي داود.
قال الألباني: (وإسناده حسن) اه‍.
قلت: هذه خرافة! ليس بحسن ولا شئ، ففيه سعيد بن خالد
الخزاعي اتفقوا على ضعفه، بل قال عنه البخاري: فيه نظر، والذهبي
يقول في (الميزان) (3): قل أن يكون عند البخاري رجل فيه نظر إلا وهو
متهم اه‍.

(1) (تذكرة الموضوعات) (ص 41).
(2) (مشكاة المصابيح) (3 / 1318).
(3) (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) (3 / 52).
319

5 - حديث ابن عباس (1): أن رجلا نازعته الريح رداءه، فلعنها، فقال (639)
رسول الله صلى الله عليه وآله:
(لا تلعنها فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت
اللعنة عليه). رواه الترمذي وأبو داود.
قال الألباني: (إسناده صحيح) اه‍.
قلت: ليس كذلك فإنما يرويه الترمذي ((تحفة الأحوذي):
6 / 112) وأبو داود (4 / 382) من حديث قتادة عن أبي العالية، وقتادة
مشهور بالتدليس ولم يصرح بالسماع، وأكثر من هذا إن قتادة لم يسمع من
أبي العالية إلا بضعة أحاديث أنظرها في التهذيب (8 / 356)، وجامع
التحصيل (ص 312)، وشرح علل الترمذي لابن رجب (ص 496)
وليس هذا الحديث منها.
6 - حديث أبي هريرة (2) رض الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (640)
(أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك) رواه
الترمذي وابن ماجة.
قال الألباني: (إسناده حسن) اه‍.
قلت: فيه عند الترمذي ((تحفة الأحوذي): 9 / 537) وابن ماجة
(2 / 1415) عبد الرحمن بن محمد المحاربي وهو وإن. كان ثقة إلا أنه

(1) (مشكاة المصابيح) (3 / 1362).
(2) المرجع نفسه (3 / 1452).
320

معدود في الطبقة الثالثة من المدلسين (1) ولم يصرح بالسماع أو ما يقوم
مقامه، فكيف يحسن هذا السند؟.
ثمت إسناد آخر للحديث أخرجه الترمذي أيضا ((تحفة الأحوذي):
6 / 623) من حديث محمد بن ربيعة الكلابي عن كامل أبي العلاء عن
أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.
قال عنه الألباني في صحيحته (2 / 397):
(هذا إسناد حسن أيضا رجاله موثقون رجال مسلم غير محمد بن
ربيعة وهو الكلابي وهو صدوق كما في التقريب) اه‍.
قلت: كلامه احتوى على أخطاء مسلسلة، خذ بيانها:
أ - هذا الاسناد مما أنكر على كامل أبي العلاء، أنكره عليه ابن عدي في (641)
الكامل (6 / 2101)، وأقره الذهبي في الميزان (3 / 452).
ومن عادة ابن عدي أن يخرج في كامله الأحاديث التي أنكرت على
الثقة أو غير الثقة كما صرح بذلك الحافظ في مقدمة الفتح (2).
ب - إن لم ينكر هذا على كامل أبي العلاء فإنه لم يصح من وجه آخر؟ (642)
وحاصل هذا الوجه أن أبا صالح هو مولى ضباعة بنت الزبير كما في تحفة
الاشراف (1 / 85) والتهذيب (12 / 132)، واسمه مينا - لم يرو عنه إلا
كامل أبو العلاء - سكت عنه ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل

(1) أنظر (طبقات المدلسين) للحافظ (ص 40).
(2) أنظر مقدمة الفتح المسماة (هدي الساري) (ص 429).
321

4 / 1 / 395)، وأورده ابن حبان في ثقاته على قاعدته (5 / 455).
فالرجل مجهول ولا يصل إلى درجة المستورين من التابعين فيقبل
حديثه، فلم يرو عنه إلا واحد فقط وفي التقريب (1): لين الحديث. نعم
يرى بعضهم أن جهالة العين ترفع برواية واحد فقط وهو رأي متين
ورصين، ولكن هذا إذا كان هذا الراوي إمام ثقة كما يفهم من (شرح
علل الترمذي) لابن رجب (2).
والحاصل أن تحسين هذا السند فيه نظر ظاهر.
ج‍ - ليس رجال هذا الاسناد رجال مسلم كما ادعى الألباني، فكامل (643)
أبو العلاء لم يخرج له مسلم، وأيضا أبو صالح مولى ضباعة - وقد علمت
ما فيه - ليس له إلا هذا الحديث في الكتب الستة.
ومما سبق يعلم أن دعوى الألباني أن رجال السند موثقون دعوى مخالفة
للواقع يجب التحاشي عنها، والله أعلم.
7 - حديث أبي أمامة (3) رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (644)
(أغبط أوليائي عندي لمؤمن، خفيف الحاذ، ذو حظ من الصلاة،
أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه
بالأصابع، وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك)، ثم نقد بيده فقال:
(عجلت منيته، قلت بواكيه، قل تراثه) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة.

(1) (تقريب التهذيب) للحافظ (ص 649).
(2) ص 106.
(3) (مشكاة المصابيح) (3 / 1433).
322

قال الألباني: (وإسناده حسن) اه‍.
قلت: تحسين سنده بعيد جدا، فقد أخرجه أحمد (5 / 252) (1)
والترمذي ((تحفة الأحوذي): 7 / 12) من طريق علي بن يزيد الألهاني
عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعا، وهو سند مشهور بالضعف عند أهل
الحديث، وعلي بن يزيد اتفقوا على ضعفه، بل قال البخاري: منكر
الحديث، وقال الأزدي والدارقطني والبرقي: متروك.
أما سند ابن ماجة (2 / 1379) ففيه صدقة السمين وضعفه مشهور (645)
أيضا، وانظر تضعيف البوصيري لهذا السند في (مصباح الزجاجة) (2).
والحاصل أن كلا السندين غير حسن، بل تحسين الحديث بهما أيضا
نظر (3)، والله أعلم.

(1) وفي (5 / 255) وفيه ليث بن أبي سلم وضعفه مشهور، واختلط بأخرة.
(2) 4 / 215
(3) قلت: ومن الغريب العجيب مما يقع في (تناقضات الألباني الواضحات) أن الألباني) 646)
ضعف في بن يزيد الألهاني في مواضع بل هذا السند (علي بن يزيد عن القاسم
أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة) بعينه!! من تلك المواضع في (ضعيفته) (3 / 450)
وغيرها.
وكذلك وقع له في صدقة السمين! فقد تناقض الألباني!! فضعفه في مراضع منها في (647)
(ضعيفته) (4 / 257) حيث قال:
(قلت: وهذا سند ضعيف جدا، وفيه علتان:
الأولى: هشام الكتاني، لم أجد له ترجمة...
والأخرى: صدقة بن عبد الله، وهو السمين. وقال الذهبي في الضعفاء: قال
البخاري وأحمد: ضعيف جدا) اه‍.
فتأملوا!!
وقد بلغ تعصب الألباني على الحديث وأهله إلى الذروة!! وألجمه إلى شحمتي
أذنيه!! وذلك من جهات أذكر هنا اثنتين منها:
(الأولى): أنه حسن إسناده مع ما فيه من الضعف الظاهر!! ولم ينظر إلى (649)
الأحاديث التي فيها حث الشارع على النكاح والترغيب فيه 1! وهي كثيرة
مشهورة!!
(والأخرى): أنه عاب! على بعض أهل الحديث وهو السيد الإمام المفيد المحدث (650)
أبو الفضل ابن الصديق أعلى الله درجته إيراده في (كنزه الثمين) حديث: (بل
ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا،
ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام، فإن
من ورائكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهم مثل أجر
خمسين رجلا يعملون مثل عمله) مع أن هذا الحديث حسنه الترمذي (5 / 257
برقم 3058) وصححه ابن حبان (1 / 302) وللحديث شواهد ما أحببت أن
أطيل هذا الهامش بذكرها فانظرها في التعليق على (شرح السنة للبغوي)
(14 / 348) و (صحيح ابن حبان) (2 / 109) وبالله التوفيق.
323

8 - حديث السيدة عائشة (3) رضي الله تعالى عنها: قالت: سمعت (648)
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
(إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار) رواه
أبو داود.
قال الألباني: (إسناده صحيح) اه‍.
قلت: ليس بصحيح ولا حسن، بل هو ضعيف منقطع، فإن
أبا داود رواه في السنن (4 / 349) من حديث المطلب بن عبد الله بن
حنطب عن عائشة رضي الله عنها به مرفوعا.
قال أبو حاتم الرازي عن المطلب: روايته عن عائشة مرسلة ولم
يدركها.

(3) (المشكاة) (3 / 1409).
324

9 - حديث أبي هريرة (1) رضي الله تعالى عنه: قال: قال رسول الله (651)
صلى الله عليه وآله:
(من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأته حائضا، أو أتى
امرأته في دبرها، فقد برئ مما أنزل على محمد) رواه أحمد وأبو داود.
قال الألباني: (وإسناده صحيح) اه‍.
قلت: ليس بصحيح، بل ضعيف منقطع، فإن أبا داود يرويه
(4 / 21) من طريق حكيم الأثرم عن أبي تميمة عن أبي هريرة به مرفوعا.
وحكيم الأثرم - كما في التقريب (2): فيه لين، وقد انفرد بهذا الحديث
فأنكره عليه الأئمة. قال البخاري في التاريخ الكبير (1 / 2 / 17) بعد
اخراجه هذا الحديث: (هذا حديث لم يتابع عليه، ولا يعرف لأبي تميمة
سماع من أبي هريرة) اه‍.
وقال أيضا في التاريخ الصغير: (لا نعلم له سماعا من أبي
هريرة) اه‍.
وانظر تضعيف المنذري له في مختصر السنن (5 / 370 - 371).
وهو في ترجمة حكيم الأثرم من الكامل لابن عدي (2 / 637) على
أنه مما أنكر عليه ووافقه الذهبي في الميزان (1 / 587).

(1) المرجع نفسه (2 / 1294).
(2) (تقريب التهذيب) (ص 177).
325

10 - حديث السيدة عائشة (1) رضي الله تعالى عنها: قالت: صنعت (652)
للنبي صلى الله عليه وآله بردة سوداء فلبسها، فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها.
رواه أبو داود.
قال الألباني: (وإسناده صحيح) اه‍.
قلت: كيف يكون إسناده صحيحا وفيه قتادة مدلس ولم يصرح
بالسماع. أنظر سنن أبي داود (4 / 77). اه‍
وبهذا يتم هذا الجزء رقم (2) من (تناقضات الألباني الواضحات) وقد
ذكرت فيه (652) خطأ ما بين تناقض ووهم وخبط وغلط والله المستعان
ونسأل الله لنا وله الهداية!!
نصيحة أقدمها إلى الشيخ الألباني
أوجه نصيحتي الواجبة إلى حضرتك! فأقول لك: ينبغي أن تقلب اسم
(صحيحتك) و (ضعيفتك) فتبدل الاسم!! لان الاسم لا يوافق
المسمى، فيجب أن تسمي الصحيحة: (ضعيفة) و (الضعيفة):
(صحيحة) لان هذا هو الأقرب إلى الصواب أو تلغي هذه التسمية لئلا
تقع في الكذب!، وقد أوردنا لك في هذا الكتاب نماذج حية لا تستطيع
الخلاص منها ولا الفكاك من قيودها، تثبت وتحث على تحقيق ما جاء في
هذه النصيحة، فعسى أن تنزل على فراش القبول منك وألا تردها قبل
اخراج الجزء الثالث من التناقضات الواضحات الذي آن أوانه! وجاء
زمانه! وحق له بأن يلحق بأقرانه!

(1) (المشكاة) (2 / 1249).
326

نداء حار إلى الألباني
عليك أن تتمعن جيدا فيما كتبته وبينته من تناقضاتك وأخطائك
الظاهرة، فإذا فهمت هذا جيدا، وأدركت خطأك الذي لا مناص منه ولا
مهرب! فما عليك إلا أن تعلن على الملا وعلى رؤوس الاشهاد أن ما بينته
في هذا الجزء هو الصواب تحقيقا للحديث الصحيح الذي تصححه: (لا
يشكر الله من لا يشكر الناس) وأن تقوم باخراج كتاب تعلن فيه تصحيح
هذه الأخطاء.
وكذلك يلزمك أن تعتذر عن شتم الأئمة الذين تطاولت عليهم
ووجهت إليهم عبارات الاستهزاء والاستخفاف والتحقير، فالرجوع إلى
الحق فضيلة أيها الشيخ! المفضال!!
إلا إذا أخذتك العزة وقيدك العناد الذي اشتهرت به، ولن ينفعك
الاصرار لأنه كما قال العلامة الامام في (الترحيب) ص (295):
(وللإنسان الخيرة فيما يختاره لنفسه لغده قبل أن يغيب في رمسه،
ويحاسب على ما اقترفه في أمسه، لأننا نعلم جيدا أن الباطل زاهق في كل
مكان والحق لا يعدم نصيرا في كل زمان، وأن نصير الباطل صريع
مخذول، وعدو الحق هالك مرذول، فعلى المرء أن يقوم بواجبه في كل وقت
والنجاح إلى الله سبحانه وليس بيد العبيد) اه‍.
والله الموفق.
327

الخاتمة
وأختم هذا (الجزء) من سلسلة (تناقضات الألباني الواضحات) وبعد
أن وقف القارئ الكريم المنصف على مئات الأوهام والتخليطات
والأخطاء والتناقضات والتخبطات وكذلك الاتهامات التي يفتريها على
السادة العلماء! والذين هم أبرياء منها كما أثبتنا وبرهنا! وكذلك ما يتصل
بذلك من تبجحات! باردة - وقد هدمناها على رأسه - يفتخر بها هذا
الألمعي!! عند من فتن به من سذج الطلاب والمنتفعين الحيارى! يتبين
ويظهر ظهورا جليا واضحا أن ما يقوله أولئك المفتونون به من شيعته
(الفاقدين للتمييز) ما هو إلا هباء منثور وخصوصا أنهم ليسوا بمستوى
من المعرفة يؤهلهم أن يكشفوا تلك الطامات! وإنما هم مقلدون جامدون
أشربت قلوبهم الافتتان الخاطئ بهذا الرجل! الذي ما هو إلا (سراب
بقيعة يحسبه الظمآن ماء) حتى إذا جاءه بالعلم والعقل المستقيم
الصحيح المجرد عن العصبية والجهل (لم يجده شيئا..)!!!
فمن أولئك ذلك المريد!! الذي حقق! وخرج! بزعمه (منتقى ابن
الجارود) حيث يقول في مقدمة الكتاب:
(الاهداء) اه‍
ولا ندري هل هذا (الاهداء) سنة نبوية متبعة كان عليها الصحابة
والتابعين والإمام الشافعي والإمام أحمد والامام البخاري رحمهم الله تعالى
والشيخ ابن تيمية؟!!
328

أم أن هذا الامر بدعة أوربية غربية يدخل فيها (اتباع سنن من
قبلنا شبرا بشبر....)؟!!
ثم قال هذا المريد!!:
(إلى شيخنا! وأستاذنا! وقدوتنا! حافظ الوقت (1)! ونادرة العصر! ناصر ر الدين الألباني
الذي لو حلفت بين الركن والمقام أنني ما رأيت مثله! ولا رأى هو مثل نفسه!! أرجو أن
لا أكون حنثت).
ونقول للشيخ!! ناصر بعد اطلاعه على هذا الغلو في المدح الفارغ
المتهافت!!:
هل تقر هذا الكلام وتقبله وترضاه؟! وهل تحبذ ذلك؟!! وخصوصا
بعد اطلاعك على ما أوردناه في هذا (المجلد) والذي قبله؟!
وهل لا تزال مصرا على أنك المثل الأعلى!! النموذجي لكل
مسلم؟!!
وهل لا تزال تحض على تقليدك دون الأئمة الأربعة؟!!
ومن أولئك المفتونين مريده!! المشهور باستجداء الناس
واستعطافهم لدفع الجزية له! صاحب الانشائيات الفارغة التي هي
كفارغ البندق خالية من المعنى ولكنها تفرقع حيث سطر في بعض ترهاته
التي يسودها والتي يزعم فيها أنه يسعى لاصلاح مجتمع عصره ما نصه:
(وانقطع طلاب العلم بوفرة حماستهم إلى شيوخ السنة!!! وراجت
في المكتبات كتب الحديث والأثر، وصار شيخ السنة!!! (وإمامها)!!!

(1) الذي لا يحفظ الأربعين النووية بأسانيدها فضلا عن غيرها!!
329

(ومقدمها) (1) (وعلمها الأوحد)!!! (ومحدثها الأكبر)!!! الشيخ محمد ناصر
الدين الألباني... (قبلة) يقصدها الشباب من كل بقاع الأرض يأخذون
عنه العلم (2)!!!
فساعة واحدة يجلس فيها الواحد منهم إليه خير من ألف ساعة

(1) المتناقض!!
(1) وهو يقفل الهاتف حتى في وجه أتباعه فضلا عن غيرهم! ويبتدع طريقة عدم جواز
الزيارة لأكثر من اثنين قبل موعد مسبق كما يكتب ذلك على باب بيته!! إحياء للسنة
الألبانية!! وخوفا من أن يكشفه أحد! فهذا المحدث الأكبر!! لا يناقش إلا ضمن
شروط خاصة خوفا من أن يظهر عواره! أو أن يكتشف أحد ضعفه ولا بأس أن
يعلم هذه الشروط طلاب العلم ورواد الحقائق وها أنا ذا أذكر بعضها:
1 - أن تكون المناقشة أو المناظرة في بيته أو بيت من يطمئن له من شيعته.
2 - أن لا يحضر إلا المناقش أو المناظر وحده وقد يسمح بشخص آخر يحضر معه
لا غير.
3 - أن يحضر من أتباعه ما لا يقل عن عشرين مفتونا!! جلهم لا يفهم الموضوع
وإنما المراد من استحضارهم القوة والتهويش.
4 - أن يتكلم فضيلة! الشيخ!! عشرة دقائق مقابل أن يتكلم مناقشه دقيقة واحدة
ويمنع بالقوة من أن يزيد على ذلك! وقد لا يسمح له إلا حسب أوامر فضيلته!!
5 - أن يفرض عليه فضيلة!! الشيخ!! الجواب ويلزمه بكيفيته ولا يتركه يجيب
ويسأل حسب ما يرى هذا المناقش!!
6 - أن يدرس الشيخ شخصية مناقشه فإذا تيقن أنه مفلس أو ضعيف علميا أو
صاحب شخصية ضعيفة لا يستطيع أن يزدرد هذا الشيخ ازدرادا فساعتئذ يعتذر
وبظهر أن لديه أشغالا مهمة!! أهم عنده من هذه المناقشة!! مع أنه يدور ليلا نهارا
على المفتونين به ويقضي أوقاته في مجالس الغيبة والطعن معهم في فلان وفلان ممن
أنشب لهم شوكة في حلوقهم فلا يستطيعون بعدها الالتذاذ بطيب مأكل أو
مشرب!!!!
330

يجلس فيها إلى سواه..) (1).
وإنني لن أعلق على هذا المدح المزيف! والغلو المنمق! الذي فاق
غلو الروافض!! والذي لم يقع في محله للأسف زيادة على ما ذكرت لما
تبين وسبق من البراهين العلمية المنشورة في هذا الكتاب وغيره الهادمة
والناسفة له ولمثله! والذي لا يقوله مفرقعه في سيد الخلق سيدنا ومولانا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم!!
فلو كان الألباني محدثا!! كما يزعمون!! لبادر إلى قبضة من حصى أو
حفنة من تراب فحثاها في وجه هذا المادح! المغالي المفتون!! المتهوك!
اتباعا للسنة! وتمسكا بالخبر الصحيح الذي صححه في (صحيح الجامع
وزيادته) (1 / 113):
(أحثوا التراب في وجوه المداحين) (1).
وخصوصا أن هذا المريد المفتون لما شعر أنه لا يمكن لشيخه فضلا
عمن دونه أن يواجهني بالعلم وبالحجة والبرهان والدليل! وأنه عجز
وانبجز!! عمد إلى التشويش وتأليب السذج والعوام ممن خدعوا
بحشرجات التألبن! وترهات التقليد والعصبية! بالإشاعات الفارغة
والدعاوي الباطلة ونسي الخبر الصحيح المشهور: (وإن اجتمعوا على أن
يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام
وجفت الصحف) والحمد لله رب العالمين.

(1) وهذا مما يذكرنا بقول المجنون في حبيبته ليلى:
لقد فضلت ليلى على الناص مثلما على ألف شهر فضلت ليلة القدر
(2) هذا على طريقة الألباني المخطئة في عزو الحديث إلى كتبه دون عزوه إلى مكانه
الأصلي الحقيقي في) صحيح الإمام مسلم) (4 / 2297 برقم 69)!!
331