الكتاب: تفسير العياشي
المؤلف: محمد بن مسعود العياشي
الجزء: ٢
الوفاة: ٣٢٠
المجموعة: مصادر التفسير عند الشيعة
تحقيق: تحقيق وتصحيح وتعليق : السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: المكتبة العلمية الإسلامية - طهران
ردمك:
ملاحظات: تصدى لطبعه ونشره : السيد محمود الكتابچي وأولاده صاحب المكتبة العلمية الإسلامية

كتاب
التفسير
لمؤلفه
المحدث الجليل أبي النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي
المعروف بالعياشي رضوان الله عليه
الجزء الثاني
وقف على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه الفاضل المتتبع الورع
الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصدر لطبعه ونشره
السيد الجليل الحاج السيد محمود الكتابچي وأولاده صاحب
المكتبة العلمية الاسلامية
طهران - سوق الشيرازي
1

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة الأعراف
1 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الأعراف في كل
شهر كان يوم القيمة من الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون، فان قرأها في كل جمعة
كان ممن لا يحاسب يوم القيمة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: اما ان فيها آيا محكمة (1)
فلا تدعوا قرائتها وتلاوتها والقيام بها، فإنها تشهد يوم القيمة لمن قرأها عند ربه (2)
2 - عن أبي جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بنى أمية وكان زنديقا إلى جعفر
بن محمد عليه السلام فقال له: قول الله في كتابه (المص) أي شئ أراد بهذا وأي شئ فيه من الحلال
والحرام؟ وأي شئ في ذا مما ينتفع به الناس؟ قال: فأغلظ ذلك جعفر بن محمد عليه السلام
فقال: امسك ويحك؟ الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون،
كم معك؟ فقال الرجل: مائة واحدى وستون، فقال له جعفر بن محمد عليه السلام: إذا
انقضت سنة احدى وستين ومائة ينقضي ملك أصحابك، قال: فنظرنا فلما انقضت

(1) وفى نسخة (آي ومحكم).
(2) البرهان ج 2: 2. البحار ج 19: 69.
2

احدى وستون ومائة يوم عاشوراء دخل المسودة (1) الكوفة وذهب ملكهم (2).
3 - خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا با لبيد انه
يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة (3)
فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم (4) منهم الفويسق
الملقب بالهادي، والناطق والغاوي، يا بالبيد ان في حروف القرآن المقطعة لعلما
جما، ان الله تبارك وتعالى أنزل (آلم ذلك الكتاب "، فقام محمد صلى الله عليه وسلم حتى ظهر نوره و
ثبت كلمته، وولد يوم ولد، وقد مضى من الألف السابع مأة سنة وثلث سنين، ثم قال:
وتبيانه في كتاب الله [في] الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار، وليس من
حروف مقطعة حرف ينقضي أيام (الأيام خ ل) الا وقائم من بني هاشم عند انقضائه،
ثم قال: الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فذلك مأة
واحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليه السلام ألم الله، فلما بلغت مدته
قام قائم ولد العباس عند " المص "، ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر فافهم ذلك وعه و
اكتمه (5).

(1) المسودة بكسر الواو أي لابسي سواد والمراد أصحاب الدعوة العباسية لأنهم
كانوا يلبسون ثيابا سوداء.
(2) البرهان ج 2: 3. البحار ج 19: 92. الصافي ج 1: 563 ونقله الصدوق
(رحمه الله) في معاني الأخبار لكن في أكثر نسخه ثلثين بدل ستين في المواضع الثلاثة ولعله الأصح
كما سيظهر وسيأتي شرحه في ذيل الحديث الآتي.
(3) الذبحة - كهمزة -: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فتنسد
معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق.
(4) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري (رحمه الله) ان
الأصل (سريرتهم).
(5) البحار ج 19: 94. البرهان ج 2: 3. الصافي ج 1: 57. ثم إنه قد اختلفت
كلمات القوم في فواتح السور وتلك الحروف المقطعة وكثرت الأقوال وربما تبلغ إلى
ثلثين قولا ذكر جلها الرازي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى (ألم ذلك الكتاب اه) في
سورة البقرة فراجع ولعل أقربها إلى الصواب كما يستفاد من هذه الأخبار ويؤيده آيات
الكتاب ما ذهب إليه جمع من محققي علماء الإمامية وبعض المفسرين من العامة وهو ان
هذه الحروف هي اسرار بين الله ورسوله ورموز لم يقصد بها افهام غيره وغير الراسخين
في العلم من ذريته كما قال تعالى (واخر متشابهات) إلى قوله (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون
في العلم) وهذين الخبرين وغيرهما أيضا يدلان على أنها من جملة الرموز المفتقرة
إلى البيان وقد روى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب
حروف التهجي.
ثم لا يخفى ان هذين الخبرين من معضلات الاخبار ومخيبات الاسرار ونحن
نذكر بعض ما قيل في شرحهما على ما هو المناسب لوضع هذه التعليقة فنقول: قال العلامة
المجلسي رحمه الله: بعد نقلهما عن كتاب معاني الأخبار في شرح حديث الأول ما لفظه: هذا
الخبر لا يستقيم إذا حمل على مدة ملكهم لأنه كان الف شهر ولا على تاريخ الهجرة مع
ابتنائه عليه لتأخر حدوث هذا التاريخ عن زمن الرسول ولا على تاريخ علم الفيل لأنه يزيد
على أحد وستين ومأة مع أن أكثر نسخ الكتاب (يعنى كتاب معاني الأخبار) أحد و
ثلاثون ومأة وهو لا يوافق عدد الحروف ثم قال رحمه الله: وقد أشكل على حل هذا الخبر
زمانا حتى عثرت على اختلاف ترتيب الأبجد في كتاب عيون الحساب فوجدت فيه ان
ترتيب الأبجد في القديم الذي ينسب إلى المغاربة هكذا: أبجد، هوز، حطي، كلمن،
صعفض، قرست، ثخذ، ظغش، فالصاد المهملة عندهم ستون والضاد المعجمة تسعون و
السين المهملة ثلاثمائة والظاء المعجمة ثمانمأة والغين المعجمة تسعمأة والشين المعجمة الف
فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد المجموع ولعل الاشتباه في قوله والصاد
تسعون من النساخ لظنهم انه مبنى على المشهور وحينئذ يستقيم إذا بنى على البعثة أو نزول
الآية كما لا يخفى على المتأمل (انتهى) وقال في شرح الحديث الثاني: الذي يخطر
بالبال في حل هذا الخبر الذي هو من معضلات الاخبار هو انه بين ان الحروف المقطعة
التي في فواتح السور إشارة إلى ظهور ملك جماعة من أهل الحق وجماعة من أهل الباطل
فاستخرج عليه السلام ولادة النبي صلى الله عليه وآله من عدد أسماء الحروف المبسوطة بزبرها وبيناتها كما يتلفظ
بها عند قرائتها بحذف المكررات كان يعد الف لام ميم تسعة ولا تعد مكررة بتكررها
في خمس من السور فإنك إذا عددتها كذلك تصير مأة وثلاثة أحرف وهذا يوافق تاريخ
ولادة النبي صلى الله عليه وآله لأنه كان قد مضى من الألف السابع من ابتداء خلق آدم عليه السلام مأة سنة
وثلث سنين واليه أشار بقوله عليه السلام (وتبيانه) أي تبيان تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم ثم بين ان كل
واحدة من تلك الفواتح إشارة إلى ظهور دولة من بني هاشم ظهرت عند انقضائها
(فالم) التي في سورة البقرة إشارة إلى ظهور دولة الرسول إذا أول دولة ظهرت في
بني هاشم كانت دولة عبد المطلب فهو مبدء التاريخ ومن ظهور دولته إلى ظهور دولة
الرسول وبعثته كان قريبا من أحد وسبعين الذي هو عدد (ألم) - فالم ذلك - إشارة إلى
ذلك وبعد ذلك نظم القرآن (ألم) الذي في آل عمران فهو إشارة إلى خروج الحسين
عليه السلام إذا كان خروجه في أواخر سنة ستين من البعثة.
ثم بعد ذلك في نظم القرآن " المص " فقد ظهرت دولة بنى العباس عند انقضائها
لكن يشكل هذا من حيث إن ظهور دولتهم وابتداء بيعتهم كان في سنة اثنين وثلثين ومائة
وفد مضى من البعثة حينئذ مأة وخمس وأربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر ثم قال رحمه:
ويمكن التفصي عن هذا الاشكال بوجوه:
الأول: أن يكون مبدء هذا التاريخ غير مبدء (ألم) بان يكون مبدء ولادة النبي
صلى الله عليه وآله مثلا فان بدو دعوة بنى العباس كان في سنة مأة من الهجرة وظهور بعض أمرهم
في خراسان كان في سنة سبع أو ثمان ومأة من ولادته صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الزمان كان مأة
واحدى وستين سنة.
الثاني: أن يكون المراد بقيام قائم ولد عباس استقرار دولتهم وتمكنهم وذلك
كان في أواخر زمن المنصور وهو يوافق هذا التاريخ من البعثة:
الثالث: أن يكون هذا الحساب مبنيا على ما في شرح الحديث السابق من كون الصاد
في ذلك الحساب ستين فيكون مأة واحدى وثلثين فيوافق تاريخه تاريخ (ألم) إذ في سنة مأة و
سبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم في خراسان.
ثم قال رحمه الله ويحتمل أن يكون مبدأ هذا التاريخ نزول الآية وهي وان كانت مكية
كما هو المشهور فيحتمل أن يكون نزولها في زمان قريب من الهجرة فيقرب من بيعتهم
الظاهر وان كانت مدنية فيمكن أن يكون نزولها في زمان ينطبق على بيعتهم بغير تفاوت
ثم قال رحمه الله في شرح قوله عليه السلام: فلما بلغت مدته أي كملت المدة المتعلقة بخروج
الحسين عليه السلام فان ما بين شهادته صلوات الله عليه إلى خروج بنى العباس كان من توابع
خروجه وقد انتقم الله له من بنى أمية في تلك المدة إلى أن استأصلهم ثم قال رحمه الله:
وقوله: ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر هذا يحتمل وجوها:
الأول: أن يكون من الاخبار المشروطة البدائية ولم يتحقق لعدم تحقق شرطه
كما يدل عليه بعض اخبار هذا الباب.
الثاني: أن يكون تصحيف (المر) ويكون مبدء التاريخ ظهور امر النبي صلى الله عليه وآله
قريبا من البعثة كالف لام ميم ويكون المراد بقيام القائم قيامه بالإمامة تورية فان إمامته
3



كانت في سنة ستين ومأتين فإذا أضيف إليها أحد عشر من البعثة يوافق ذلك.
الثالث: أن يكون المراد جميع اعداد كل (الر) يكون في القرآن وهي خمس
مجموعها الف ومأة وخمسة وخمسون ثم ذكر وجهين آخرين واستبعدهما تركناهما حذرا
من الإطالة والاطناب وهذا آخر ما نقلناه من كلامه رحمه الله.
وقال تلميذه المحدث المحقق المولى أبو الحسن بن محمد طاهر العاملي رحمه الله بعد نقل
كلامه رحمه الله: ولقد أجاد في إفادة المراد بما لا يتطرق إليه المزاد الا ان فيه بعض ما ينبغي
ذكره فاعلم أن قوله عليه السلام في حديث المخزومي ان ولادة النبي كانت في سنة مأة وثلث
من الألف السابع موافق بحسب الواقع لما ضبطه أكثر أهل الزيجات والتواريخ المضبوطة
وإن كان بحسب الظاهر موهما للمخالفة فان الذي ضبطه الأكثر ان عمر آدم كان الف سنة
الا سبعين كما يظهر من كثير من اخبارنا أيضا وان من وفات آدم إلى الطوفان كان ألفا وثلاثماءة
سنة وكسرا، ومن الطوفان إلى مولد إبراهيم عليه السلام كان ألفا وثمانين وكسرا ومن مولد
إبراهيم عليه السلام إلى وفات موسى عليه السلام كان خمسمأة سنة وكسرا ومن وفات موسى عليه السلام
إلى مبدء ملك بخت نصر كان تسعمأة سنة وكسرا وقيل سبعمأة وكسرا وان بين ملك بخت
نصر ومولد النبي صلى الله عليه وآله كان ألفا سنة وعشر سنين ما سوى الكسورات المذكورة، فبين
في الحديث انها ثلث وتسعون سنة وكذا لو بنى على قول من قال بان ما بين وفات موسى
وملك بخت نصر كان سبعمأة وكسرا يمكن تصحيح الحساب بأنه يكون مجموع ما بين
خلق آدم إلى ولادة النبي صلى الله عليه وآله على هذا الحساب خمسة آلاف سنة وثمانمأة وكسرا كما صرح به
بعضهم أيضا بان هذا كله على حساب السنين الشمسية فيكون بالقمرية المضبوط بالشهور
العربية ستة آلاف سنة وكسرا.
ففي الحديث المذكور أيضا صرح عليه السلام بان ذلك الكسر مأة وثلث سنين مع قطع
النظر عن الشمسية والقمرية نقول أيضا إذا كان على هذا الحساب عدد الألوف خمسة والمأة المعلومة
ثمانية بقيت الكسور التي بين هذه التواريخ غير معلومة فربما يكون جميعها ثلاثمائة وثلث
سنين كما أخبر الإمام عليه السلام ويؤيده تصريح بعض المؤرخين بان من هبوط آدم إلى مولد
النبي صلى الله عليه وآله ستة آلاف سنة ومأة وثلاث وستون فافهم.
واعلم أيضا ان مراد شيخنا رحمه الله بقوله في تطبيق ألم الله على خروج الحسين عليه السلام
وإنما كان شيوع امره يعنى امر النبي صلى الله عليه وآله بعد سنتين من البعثة دفع ما يرد على ذلك من أن
ما بين مبدء البعثة إلى خروج الحسين عليه السلام كان ثلثا وسبعين سنة فزيد حينئذ سنتان، ولعله
رحمه الله لم يحتج إلى هذا التكلف مع بعده بل كان له ان يجعل مبنى الحساب على السنين
الشمسية فان خروجه عليه السلام كان في آخر سنة ستين من الهجرة بحساب سنين القمرية
فيصير من البعثة إليها بحساب الشمسية واحدة وسبعين سنة كما هو ظاهر على الماهر
وكأنه رحمه الله لم يتوجه إلى هذا التوجيه لأنه لا يجرى فيما سيأتي في تاريخ قيام القائم عليه السلام
فتأمل.
ثم اعلم أيضا ان الوجه الأول الذي ذكره طاب مرقده في التفصي عما استشكله في
كون المص تاريخ قيام قائم بنى العباس وجه جيد، لكن لم يكن له حاجة إلى أن يتكلف
بجعل تاريخ القيام زمان ظهور أمرهم بل إن جعل تاريخ ذلك زمان أصل ظهور دعوتهم
في خراسان وبدو خروج قائمهم والأعوان أعني أبا مسلم المروزي لتم الكلام أيضا حق
التمام فان أصل ظهور تلك الدعوة على ما صرح به هو أيضا أخيرا كان في سنة مأة وسبع
عشرة من الهجرة من ولادة النبي صلى الله عليه وآله إلى الهجرة كان ثلثا وخمسين سنة تقريبا بالسنين
القمرية وتلك بعد اخراج التفاوت الذي يحصل بسبب اختلاف اشهر الولادة والبعثة والهجرة
وغيرها وتحويلها إلى السنين الشمسية تصير مأة وواحدة وستين سنة تقريبا.
واما توجيهه رضي الله عنه بما وجهه به حديث رحمة بن صدقة أيضا من كون مبنى الحساب
على عدد الصاد ستين كما هو عند المغاربة فهو وإن كان حاسما لمادة الاشكال في الخبرين
جميعا الا انه بعيد من كليهما من وجوه غير خفية.
منها: تصريح الامام فيهما معا بان الصاد تسعون والحمل على اشتباه النساخ في
كل منهما لا سيما في الخبر الذي يستلزم ان يقال بالاشتباه في كلمتين كما هو ظاهر مما يرتفع
باحتماله الاعتماد على مضامين الاخبار والوثوق بها.
على أنه يمكن توجيه حديث رحمة أيضا بنوع لا يحتاج إلى القول بهذا الاشتباه مع
البناء على ما في أكثر النسخ (يعنى من كتاب معاني الأخبار) أعني كون ثلثين بدل ستين
كما هو الأنسب بالنسبة إلى عجز الحديث إذ لا كلام في أن دخول المسودة الكوفة كان عند
انقضاء سنة مأة واحدى وثلثين من الهجرة، والتوجيه ان يقال لعل الإمام عليه السلام في ذلك الحديث
عد أولا عدد حساب الحروف بقوله الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد
تسعون ثم قال كم معك؟ حتى يقول الرجل مأة وواحد وستون فيخبره بمبدء ظهور امر
بنى العباس على وفق حديث أبي لبيد لكن الرجل توهم في الحساب والجواب فقال: مأة
واحدى وثلاثون وكان ذلك أيضا موافقا ليوم دخول المسودة الكوفة إذا حوسب من
الهجرة فأقره الإمام عليه السلام على خطائه ولم يخبره بتوهمه حيث كان ذلك الذي ذكره أيضا
من أيام فناء أصحابه بل أشدها عليهم فأخبره بما أحرق قلبه على وفق جوابه أيضا فافهم
وتأمل جيدا حتى تعلم أن ما ذكره شيخنا المتقدم طاب ثراه في آخر توجيه حديث رحمة من أن
استقامة ما ذكره من التوجيه إذا بنى على البعثة وقد أشار إلى مثله بما في حديث أبي
لبيد أيضا ليس على ما ينبغي بل المعنى يستقيم حينئذ إذا حوسب من الهجرة كما صرح
الراوي في آخر الحديث ونص عليه أهل التواريخ أيضا فتأمل.
واعلم أيضا ان الأظهر في الوجوه التي ذكرها رحمه الله في توجيه قيام القائم عليه السلام
الوجه الثاني فان في أكثر النسخ المعتبرة ضبط (المر) بدل (الر) مع كونه حينئذ على
نسق ما تقدم عليه في كون الجميع (ألم) وربما يكون نظم القرآن أيضا كذلك عند أهل البيت
أن يكون (المر) قبل (الر) ولا بعد أيضا في التعبير عن امامة القائم عليه السلام بقيامه
هذا ما خطر بالبال والله وحججه اعلم بحقايق الأحوال. (انتهى).
3

4 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام
في خطبته قال الله: (اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا
ما تذكرون " ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المبين (1).
5 - عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الملائكة كانوا يحسبون
ان إبليس منهم، وكان في علم الله انه ليس منهم، فاستخرج الله ما في نفسه بالحمية،
فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين (2).
6 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الصراط الذي قال إبليس (لأقعدن لهم
صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم) الآية وهو علي عليه السلام (3).
7 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (لأقعدن لهم صراطك المستقيم)
إلى (شاكرين) قال: يا زرارة إنما عمد لك (4) ولأصحابك، واما الآخرون فقد فرغ
منهم. (5)
8 - عن موسى بن محمد بن علي عن أخيه أبى الحسن الثالث عليه السلام قال: الشجرة التي
نهى الله آدم وزوجته ان يأكلا منها شجرة الحسد، عهد اليهما ان لا ينظر إلى من فضل
الله عليه وعلى خلايقه بعين الحسد، ولم يجد الله له عزما. (6)
9 - عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال: سألته كيف أخذ الله

(1) البرهان ج 2: 4 - 5.
(2) البرهان ج 2: 4 - 5.
(3) البرهان ج 2: 4 - 5. الصافي ج 1: 568.
(4) عمد للشئ: قصد. وفى بعض النسخ (صمد) وهو بمعناه أيضا.
(5) البرهان ج 2: 5. البحار ج 14: 627.
(6) البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51.
9

آدم بالنسيان؟ فقال: انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له إبليس (ما نهاكما
ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين). (1)
10 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله ان موسى سأل
ربه أن يجمع بينه وبين أبيه آدم حيث عرج إلى السماء في أمر الصلاة ففعل، فقال له
موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته،
وأباح لك جنته، وأسكنك جواره، وكلمك قبلا ثم نهاك عن شجرة واحدة فلم تصبر
عنها حتى أهبطت إلى الأرض بسببها فلم تستطع ان تضبط نفسك عنها حتى أغراك
إبليس فأطعته؟ فأنت الذي أخرجتنا من الجنة بمعصيتك؟ فقال له آدم: ارفق بأبيك
أي بنى محنة ما (فيما خ ل) لقى في أمر هذه الشجرة [يا بنى] ان عدوى أتاني من وجه
المكر والخديعة، فحلف لي بالله انه في مشورته على لمن الناصحين، وذلك أنه قال
لي مستنصحا: أنى لشأنك يا آدم لمغموم؟ قلت: وكيف؟ قال: قد كنت آنست بك
وبقربك منى وأنت تخرج مما أنت فيه إلى ما ستكرهه، فقلت له: وما الحيلة؟ فقال إن
الحيلة هو ذا هو معك، أفلا أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى؟ فكلا منها أنت
وزوجك فتصيرا معي في الجنة أبدا من الخالدين وحلف لي بالله كاذبا انه لمن الناصحين،
ولم أظن يا موسى ان أحدا يحلف بالله كاذبا، فوثقت بيمينه، فهذا عذري فأخبرني
يا بنى هل تجد فيما أنزل الله إليك ان خطيئتي كائنة من قبل ان أخلق؟ قال له موسى:
بدهر طويل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله فحج آدم موسى قال ذلك ثلثا. (2)
11 - عن عبد الله بن سنان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام - وانا حاضر - كم لبث آدم و
زوجه في الجنة حتى أخرجتهما منها خطيئتهما؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى نفخ في آدم
روحه بعد زوال الشمس (3) من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه، ثم أسجد
له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك، فوالله ما استقر فيها الا ست ساعات في يومه

(1) البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51.
(2) البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51.
(3) وفى نسخة البرهان (عند زوال الشمس).
10

ذلك حتى عصى الله، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس، وما باتا فيها وصيرا بفناء
الجنة حتى أصبحا، فبدت لهما سوآتهما وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة
فاستحيا آدم من ربه وخضع وقال: ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا،
قال الله لهما: اهبطا من سماواتي إلى الأرض فإنه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سماواتي
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان آدم لما أكل من الشجرة ذكر انه ما نهاه الله عنها فندم فذهب
ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها، وقالت له: أفلا كان فرارك
من قبل أن تأكل منى؟ (1)
12 - عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (فبدت لهما سوآتهما)
قال: كانت سوآتهما لا تبدو لهما فبدت، يعنى كانت من داخل. (2)
13 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
عن قوله: (يا بني آدم) قالا: هي عامة. (3)
14 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام من زعم أن الله أمر بالسوء
والفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم أن الخير والشر بغير مشية منه فقد
اخرج الله من سلطانه، ومن زعم أن المعاصي عملت بغير قوة الله فقد كذب على الله، ومن
كذب على الله أدخله الله النار (4)

(1) البرهان ج 2: 7. البحار ج 5: 51.
(2) البرهان ج 2: 7. البحار ج 5: 51.
(3) وفى نسخة البرهان بعد قوله (يا بني آدم) زيادة وهي هذه:
: (لباس التقوى: ثياب بيض.
قال وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى (يا بني آدم قد
أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى) قال: فاما اللباس التي يلبسون
واما الرياش فالمتاع والمال، واما لباس التقوى فالعفاف ان العفيف لا تبدو له عورة وإن كان
عاريا عن اللباس، والفاجر بادي العورة وإن كان كاسيا من اللباس، ويقول الله، (و
لباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما
اخرج أبويكم من الجنة (انه محكم) (انتهى).
(4) البرهان ج 2: 8.
11

15 - عن محمد بن منصور عن عبد صالح عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (وإذا
فعلوا فاحشة) إلى قوله: (أتقولون على الله ما لا تعلمون) فقال أرأيت أحدا يزعم أن
الله أمرنا بالزنا وشرب الخمر وشئ من هذه المحارم؟ فقلت: لا، فقال: ما هذه
الفاحشة التي تدعون ان الله أمر بها فقلت: الله أعلم ووليه، فقال: ان هذا من أئمة
الجور، ادعوا ان الله أمرهم بالايتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم، فأخبرنا انهم قد قالوا
عليه الكذب فسمى ذلك منهم فاحشة (1).
16 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من زعم أن الله يأمر
بالفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم أن الخير والشر إليه فقد كذب على الله (2).
17 - عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد)
قال: هو إلى القبلة (3).
18 - عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وأقيموا وجوهكم عند كل
مسجد) قال يعنى الأئمة (4).
19 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام عن
قوله: (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) قال: مساجد محدثة، فأمروا ان يقيموا
وجوههم شطر المسجد الحرام (5).
20 - أبو بصير عن أحدهما قال: هو إلى القبلة ليس فيها عبادة الأوثان خالصا
مخلصا (6).
21 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: (خذوا زينتكم
عند كل مسجد) قال: هي الثياب (7).

(1) البرهان ج 2: 8. البحار ج 7: 129. الصافي ج 1: 571.
(2) البرهان ج 2: 8. البحار ج 7: 129. الصافي ج 1: 571.
(3) البرهان ج 2: 8. البحار ج 18: 152. الصافي ج 1: 571.
(4) البرهان ج 2: 8. البحار ج 7: 69. الصافي ج 1: 571.
(5) البرهان ج 2: 8. البحار ج 18: 152.
(6) البرهان ج 2: 8. البحار ج 18: 152.
(7) البرهان ج 2: 9 - 10. البحار ج 18: 85 و 97.
12

22 - عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (خذوا زينتكم
عند كل مسجد) قال: يعني الأئمة (1).
23 - عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أترى الله أعطى من أعطى من
كرامته عليه ومنع من منع من هوان به عليه؟ لا ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل
ودايع، وجوز لهم أن يأكلوا قصدا ويشربوا قصدا، ويلبسوا قصدا، وينكحوا
قصدا، ويركبوا قصدا، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويلموا به
شعثهم، فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالا ويشرب حلالا، ويركب حلالا، وينكح
حلالا، ومن عدا ذلك كان عليه حراما ثم قال: (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين)
أترى الله ائتمن رجلا على مال خول له أن يشترى فرسا بعشرة آلاف (2) درهم و
يجزيه فرس بعشرين درهما ويشترى جارية بألف دينار ويجزيه جارية بعشرين دينارا
وقال: (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) (3).
24 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (خذوا زينتكم عند
كل مسجد) قال: عشية عرفة (4).
25 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته: (خذوا زينتكم عند كل
مسجد) قال: هو المشط عند كل صلاة فريضة ونافلة (5).
26 - عن عمار النوفلي عن أبيه قال: سمعت أبا الحسن يقول: المشط يذهب
بالوباء، قال: وكان لأبي عبد الله مشط في المسجد يتمشط به إذا فرغ من صلاته (6).
27 - عن المحاملي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (خذوا
زينتكم عند كل مسجد) قال الأردية في العيدين والجمعة. (7).

(1) البرهان ج 2: 10. البحار ج 7: 69.
(2) قال الفيروزآبادي: خوله الله المال: أعطاه إياه متفضلا.
(3) البرهان ج 2: 10. البحار ج 15 (ج 4) 201 و 16 (م): 41. الصافي ج 1
: 573.
(4) البرهان ج 2: 10.
(5) البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافي ج 1: 572 - 573.
الوسائل ج 1. أبواب آداب الحمام باب 71 و ج 2 أبواب وجوب الاحرام باب 26.
(6) البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافي ج 1: 572 - 573.
الوسائل ج 1. أبواب آداب الحمام باب 71 و ج 2 أبواب وجوب الاحرام باب 26.
(7) البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافي ج 1: 572 - 573.
الوسائل ج 1. أبواب آداب الحمام باب 71 و ج 2 أبواب وجوب الاحرام باب 26.
13

28 - عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من سأل الناس شيئا وعنده
ما يقوته يومه فهو من المسرفين (1)
29 - عن خيثمة بن أبي خيثمة قال: كان الحسن بن علي عليه السلام إذا قام إلى الصلاة
لبس أجود ثيابه، فقيل له: يا بن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك؟ فقال: ان الله
تعالى جميل يحب الجمال، فأتجمل لربي، وهو يقول: (خذوا زينتكم عند كل
مسجد) فأحب ان ألبس أجود ثيابي (2).
30 - عن الحكم بن عيينة قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام وعليه ازار احمر (3) قال
فاحدت النظر إليه (4) فقال يا با محمد ان هذا ليس به بأس، ثم تلا: (قل من حرم
زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (5).
31 - عن الوشا عن الرضا عليه السلام كان علي بن الحسين يلبس الجبة والمطرف
من الخز والقلنسوة (6) ويبيع المطرف ويتصدق بثمنه ويقول: (قل من حرم زينة
الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (7).

(1) البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافي ج 1: 572 - 573.
(2) البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 85 و 87. الصافي ج 2: 572. الوسائل
ج 1 أبواب لباس المصلي باب 54. مجمع البيان ج 3: 412.
(3) وفى نسخة البرهان بعد قوله: رأيت أبا جعفر هكذا: (وهو في بيت منجد و
عليه قميص رطب اه)
أقول: وهو موافق لرواية الكليني في الكافي وبيت منجد - بضم الميم وفتح النون
والجيم وشدها -. مزين بنجوده وهي ستوره التي تشد على الحيطان.
(4) أحد إليه النظر - بتشديد الدال - بالغ في النظر إليه.
(5) البرهان ج 2: 12. البحار ج 16 (م): 41.
(6) المطرف - بضم الميم وفتحها -: رداء من خز مربع ذو اعلام قال الفراء: و
أصله الضم لأنه في المعنى مأخوذ من أطراف أي جعل في طرفيه العلمان ولكنهم استثقلوا
الضمة فكسروه.
(7) البرهان ح 2: 13. البحار ج 16 (م): 41.
14

32 - عن يوسف بن إبراهيم قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام وعلى جبة خز
وطيلسان خز (1) فنظر إلى فقلت: جعلت فداك على جبة خز وطيلسان خز ما تقول
فيه؟ فقال: وما بأس (2) بالخز قلت: وسداه (3) إبريسم؟ فقال: لا بأس به فقد
أصيب الحسين بن علي عليه السلام وعليه جبة خز، ثم قال: ان عبد الله بن عباس لما بعثه
أمير المؤمنين عليه السلام إلى الخوارج لبس أفضل ثيابه، وتطيب بأطيب طيبه، وركب
أفضل مراكبه، فخرج إليهم فوافقهم فقالوا: يا بن عباس بينا (بيننا خ ل) أنت
خير الناس إذ أتيتنا في لباس من لباس الجبابرة ومراكبهم، فتلا هذه الآية: (قل
من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) البس وأتجمل، فان الله
جميل يحب الجمال وليكن من حلال (4).
33 - عن العباس بن هلال الشامي [قال: قال أبو الحسن] عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك وما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب (5) ويلبس
الخشن ويتخشع، قال: أما علمت أن يوسف بن يعقوب عليه السلام نبي ابن نبي كان يلبس
أقبية الديباج مزرورة بالذهب (6) ويجلس في مجالس آل فرعون، يحكم ولم يحتج
الناس إلى لباسه، وإنما احتاجوا إلى قسطه، وإنما يحتاج من الامام إلى أن إذا
قال صدق وإذا وعد أنجز، وإذا حكم عدل، ان الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من

(1) الطيلسان - بالفتح وتثليث اللام: كساء مدور اخضر لا أسفل له يلبسه الخواص
من العلماء والمشايخ وهو من لباس العجم.
(2) وفى بعض النسخ (لا بأس).
(3) السدى من الثوب: ما مد من خيوطه ويقال له بالفارسية (تار) وهو بخلاف
اللحمة (پود).
(4) البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41.
(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان لكن في الأصل والبحار (الخشن)
بدل (الجشب) والجشب من الطعام: الغليظ وقيل وهو مالا ادم فيه.
(6) المزرور: المشدود بالازرار وهي جمع الزر بالكسر: الحبة تجعل في العروة
15

حلال، وإنما حرم الحرام قل أو كثر، وقد قال: (قل من حرم زينة الله التي أخرج
لعباده والطيبات من الرزق) (1).
34 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسين عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس
الثوب بخمسمائة دينارا، والمطرف بخمسين دينارا يشتوفيه (2) فإذا ذهب الشتاء
باعه وتصدق بثمنه (3).
35 - وفى خبر عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام (4) انه كان يشترى
الكساء الخز بخمسين دينارا، فإذا صاف تصدق به، لا يرى بذلك بأسا ويقول: (قل
من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (5).
36 - عن محمد بن منصور قال: سألت عبدا صالحا عن قول الله: (إنما حرم ربى
الفواحش ما ظهر منها وما بطن) قال: ان القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم
(6) به في الكتاب هو في الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل
في الكتاب هو في الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق (7).
37 - عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ما من أحد أعز (8) من الله تبارك وتعالى، ومن أعز ممن حرم الفواحش
ما ظهر منها وما بطن (9).

(1) البرهان 2: 13. البحار ج 16 (م) 41.
(2) شتا يشتو بالبلد: أقام به شتاءا.
(3) البرهان ج 2: 13. البحار 16 (م): 41.
(4) وفى نسخة مخطوطة كنسخة البرهان هكذا (عمر بن علي عن الحسين عليه السلام).
(5) البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41.
(6) وفى نسخة البرهان (فاما ما حرم) بدل (فجميع ما حرم)
(7) البحار ج 7: 153. البرهان ج 2: 13.
(8) وفى نسخة البرهان (أغير) من الغيرة ولعله الظاهر.
(9) البرهان ج 2: 14.
16

38 - عن علي بن يقطين قال: سأل المهدى أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل
هي محرمة في كتاب الله فان الناس يعرفون النهى ولا يعرفون التحريم؟ فقال له
أبو الحسن: بل هي محرمة، قال: في أي موضع هي محرمة بكتاب الله يا أبا الحسن؟ قال:
قول الله تبارك وتعالى: (قال إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم
والبغي بغير الحق) فأما قوله: (ما ظهر منها) فيعني الزنا المعلن: ونصب الرايات
التي [كانت] ترفعها الفواجر في الجاهلية، واما قوله: (وما بطن) ينعى ما نكح
من الاباء فان الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله إذا كان للرجل زوجة ومات
عنها تزوجها ابنه من بعده إذا لم يكن أمه، فحرم الله ذلك، واما الاثم فإنها الخمر بعينها
وقد قال الله في موضع آخر (ويسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس)
فاما الاثم في كتاب الله فهي الخمر، والميسر فهي النرد [والشطرنج] وإثمهما كبير كما
قال الله، واما قوله (البغي) فهو الزنا سرا قال: فقال المهدى: هذه والله فتوى هاشمية (1)
39 - عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
قال: هو الذي يسمى لملك الموت عليه السلام (2).
40 عن منصور بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ان الذين
كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى
يلج الجمل في سم الخياط) نزلت في طلحة والزبير والجمل جملهم (3)
41 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله: (فاذن مؤذن
بينهم أن لعنة الله على الظالمين) قال المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام (4)
42 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام

(1) - البرهان ج 2: 14. البحار ج 16 (م). 22. الصافي ج 1: 575
(2) البرهان ج 2: 14: الصافي ج 1: 576. وزاد بعد قوله لملك الموت
(في ليلة القدر).
(3) البرهان ج 2: 14.
(4) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 17. الصافي ج 1: 578.
17

قال: أنا يعسوب المؤمنين وأنا أول السابقين وخليفة رسول رب العالمين، وانا قسيم
[الجنة و] النار وأنا صاحب الأعراف (1).
43 - عن هلقام عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وعلى الأعراف رجال
يعرفون كلا بسيماهم) ما يعنى بقوله (وعلى الأعراف رجال) قال: ألستم تعرفون
عليكم عرفاء على قبايلكم ليعرفون (2) من فيها من صالح أو طالح؟ قلت: بلى، قال
فنحن أولئك الرجل الذين يعرفون كلا بسيماهم (3).
44 - عن زاذان عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى أكثر من
عشر مرات: يا علي انك والأوصياء من بعدك أعراف (4) بين الجنة والنار لا يدخل
الجنة الا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار الا من أنكركم وأنكرتموه (5).
45 - عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الآية (وعلى الأعراف رجال
يعرفون كلا بسيماهم) قال: يا سعد هم آل محمد عليهم السلام لا يدخل الجنة الا من عرفهم و
عرفوه، ولا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه (6).
46 - عن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أي شئ أصحاب الأعراف؟ قال:
استوت الحسنات والسيئات فان أدخلهم الجنة فبرحمته، وان عذبهم لم يظلمهم (7)
47 - عن كرام (8) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا كان يوم القيامة أقبل

(1) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20.
(2) وفى نسخة البرهان (ليعرفوا) وفى البحار (ليعرف).
(3) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20.
(4) قال الطريحي: قوله تعالى (وعلى الأعراف اه) أي وعلى أعراف الحجاب
وهو السور المضروب بين الجنة والنار وهي أعاليه، جمع عرف مستعار من عرف الفرس و
الديك.
(5) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. الصافي ج 1: 579.
(6) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. الصافي ج 1: 579.
(7) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. الصافي ج 1: 579.
(8) هو عبد الكريم بن عمرو بن صالح الخثعمي و (كرام) لقبه راجع تنقيح المقال
وغيره.
18

سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض، في كل قبة امام دهره قد احتف به أهل
دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة، فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز
أهل ولايته وعدوه ثم يقبل على عدوه فيقول: أنتم الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة
ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم [يقوله] لأصحابه فيسود وجه الظالم فيميز (1)
أصحابه إلى الجنة وهم يقولون: (ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) فإذا نظر أهل قبة
الثانية إلى قلة من يدخل الجنة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها، و
ذلك قوله: (لم يدخلوها وهم يطمعون) (2)
48 - عن الثمالي قال: سئل أبو جعفر: عن قول الله (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا
بسيماهم) فقال أبو جعفر نحن الأعراف الذين لا يعرف الله الا بسبب معرفتنا ونحن
الأعراف الذين لا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من أنكرنا
وأنكرناه وذلك بان الله لو شاء ان يعرف الناس نفسه لعرفهم، ولكنه جعلنا سببه
وسبيله وبابه الذي يؤتى منه (3)
49 - إبراهيم بن عبد الحميد عن أحدهما قال: ان أهل النار يموتون عطاشا، و
يدخلون قبورهم عطاشا [ويحشرون عطاشا]، ويدخلون جهنم عطاشا، فيرفع [لهم]
قراباتهم من الجنة، فيقولون: (أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) (4)
50 - عن الزهري عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: (يوم التناد) يوم ينادى أهل النار
أهل الجنة ان أفيضوا علينا من الماء (5)
51 - عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (لا تفسدوا في الأرض بعد صلاحها)
قال: ان الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله بنبيه عليه السلام، فقال: (لا تفسدوا في الأرض
بعد اصلاحها) (6)

(1) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري رحمه الله
(فيسير) بدل (فيميز) وكأنه في محله. وفى نور الثقلين (فيمر).
(2) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20 - 22.
(3) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20 - 22. الصافي ج 1: 582
(4) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20 - 22. الصافي ج 1: 582
(5) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20 - 22. الصافي ج 1: 582
(6) البحار ج 8: 44. البرهان ج 2: 23. الصافي ج 1: 585.
19

52 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: قال: سمعته يقول: ما
أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول العبد الصالح (انتظروا انى معكم من
المنتظرين) (1)
53 - عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي
بن الحسين عليه السلام فقال: أنت علي بن الحسين؟ قال: نعم، قال أبوك الذي قتل
المؤمنين؟ فبكى علي بن الحسين ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت
على أبى انه قتل المؤمنين؟ قال: قوله: اخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم،
فقال: ويلك اما تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قال: فقد قال الله: (والى مدين أخاهم
شعيبا، والى ثمود أخاهم صالحا) فكانوا اخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟ قال له
الرجل: لا بل في عشيرتهم، قال: فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم،
في دينهم قال: فرجت عنى فرج الله عنك. (2)
54 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله
سئل جبرئيل: كيف كان مهلك قوم صالح؟ فقال: يا محمد ان صالحا بعث إلى قومه وهو
ابن ست عشر سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومائة سنة لا يجيبوه إلى خير، قال: و
كان لهم سبعين صنما يعبدونها من دون الله، فلما رأى ذلك منهم قال: يا قوم انى قد
بعثت إليكم وانا ابن ست عشر سنة، وقد بلغت عشرين ومائة سنة، وانا أعرض
عليكم أمرين ان شئتم فسلوني حتى اسئل الهي فيجيبكم فيما تسئلوني، وان شئت
(3) سألت آلهتكم فأجابتني بالذي أسئلها خرجت عنكم فقد شنئتكم وشنئتموني
(4) فقالوا: قد أنصفت يا صالح فاتعدو اليوم يخرجون فيه، قال: فخرجوا بأصنامهم

(1) البرهان ج 2: 23.
(2) البحار ج 8: 464. البرهان ج 2: 25.
(3) كذا في النسخ وفى نسختي البرهان والبحار (شئتم) على صيغة الجمع وهو
موافق لرواية الكليني رحمه الله في الكافي أيضا.
(4) وفى بعض النسخ كرواية الكليني رحمه الله (سئمتكم وسئمتموني)
20

إلى ظهرهم، ثم قربوا طعامهم وشرابهم فاكلوا وشربوا، فلما ان فرغوا دعوه
فقالوا: يا صالح سل فدعا صالح كبير أصنامهم فقال: ما اسم هذا؟ فأخبروه باسمه،
فناداه باسمه فلم يجب فقال صالح: ما له لا يجيب؟ فقالوا له: ادع غيره فدعاها كلها بأسمائها
فلم يجبه واحد منهم فقال: يا قوم قد ترون قد دعوت أصنامكم فلم يجبني واحد منهم
فسلوني حتى ادعو الهي فيجيبكم الساعة، فأقبلوا على أصنامهم فقالوا لها: ما بالكم
لا تجبن صالحا؟ فلم تجب، فقالوا: يا صالح تنح عنا ودعنا وأصنامنا قليلا، قال:
فرموا بتلك البسط التي بسطوها وبتلك الآنية وتمرغوا في التراب (1) وقالوا
لها: لئن لم تجبن صالحا اليوم لنفضحن قال ثم دعوه فقالوا: يا صالح تعال فسلها فعاد
فسئلها فلم تجبه، فقال: (2) إنما أراد صالح ان تجيبه وتكلمه بالجواب، قال:
فقال لهم: يا قوم هو ذا ترون قد ذهب [صدر] النهار ولا أرى آلهتكم تجيبني فسلوني
حتى ادعوا إلهي فيجيبكم الساعة، قال: فانتدب له منهم سبعون رجلا من كبرائهم و
عظمائهم والمنظور إليهم منهم فقالوا: يا صالح نحن نسئلك، قال: فكل هؤلاء يرضون
بكم؟ قالوا: نعم فان أجابوك هؤلاء أجبناك، قالوا: يا صالح نحن نسئلك فان أجابك
ربك اتبعناك وأجبناك وتابعك جميع أهل قريتنا فقال لهم صالح: سلوني ما شئتم،
فقالوا: انطلق بنا إلى هذا الجبل وكان الجبل جبل قريب منه حتى نسئلك عنده قال:
فانطلق [معهم الصالح] فانطلقوا معه، فلما انتهوا إلى الجبل قالوا: يا صالح سل ربك
أن يخرج لنا الساعة من هذا الجبل ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء. (3)
وفى رواية محمد بن نصير حمراء شعراء بين جنبيها ميل، قال: قد سألتموني شيئا
يعظم على ويهون على ربى، فسأل الله ذلك فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه العقول
لما سمعوا صوته، قال: فاضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عند المخاض، ثم لم

(1) تمرغ في التراب: تقلب.
(2) وفى البحار والبرهان (فقالوا) وهو الظاهر.
(3) شقراء: شديده الحمرة. وبراء: كثيرة الوبر. عشراء: التي أتت عليها من
اليوم الذي ارسل فيها الفحل عشرة اشهر وزال عنها اسم المخاض.
21

يعجلهم (1) الا ورأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع، فاستقيمت رقبتها حتى أخرجت
(2) ثم خرج ساير جسدها ثم استوت على الأرض قائمة، فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح
ما أسرع ما أجابك ربك، فسله أن يخرج لنا فصيلها (3) قال: فسأل الله ذلك فرمت به
فدب حولها (4) فقال لهم: يا قوم أبقى شئ؟ قالوا: لا انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم
ما رأينا ويؤمنوا بك، قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل إليهم حتى ارتد منهم
أربعة وستون رجلا وقالوا سحر وبقيت (ثبتت خ ل) الستة وقالوا: الحق ما رأينا،
قال: فكثر كلام القوم ورجعوا مكذبين الا الستة; ثم ارتاب من الستة واحد، فكان
فيمن عقرها وزاد محمد بن نصير في حديثه قال سعيد بن يزيد: فأخبرني انه رأى الجبل
الذي خرجت منه بالشام، فرأى جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه، وجبل آخر بينه
وبين هذا ميل. (5)
55 - عن يزيد بن ثابت قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام أن يؤتى النساء في
أدبارهن؟ فقال: سفلت سفل الله بك، اما سمعت الله يقول) أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها
من أحد من العالمين) (6)
56 - عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ذكر عنده اتيان
النساء في دبرهن، فقال: ما أعلم آية في القرآن أحلت ذلك الا واحدة (انكم لتأتون
الرجال شهوة من دون النساء) الآية. (7)

(1) وفى بعض النسخ (يؤجلهم) وفى آخر (يفجأهم).
(2) وفى بعض النسخ - كرواية الكليني رحمه الله - (فما استتمت رقبتها حتى اجترت)
وقوله اجترت من اجتر البعير: اكل ثانيا ما أخرجه مما أكله أولا.
(3) الفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه.
(4) دب دبا ودبييا: مشى على هيئته.
(5) البحار ج 5: 105. البرهان ج 2: 25.
(6) البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 25. الوسائل ج 3. أبواب مقدمات النكاح باب 72.
(7) البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 25. الوسائل ج 3. أبواب مقدمات النكاح باب 72.
22

57 - عن الحسين بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: يا ويح هذا
القدرية، إنما يقرؤن هذه الآية (الا امرأته قدرناها من الغابرين) ويحهم من قدرها
الا الله تبارك وتعالى. (1)
58 - عن صفوان الجمال قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام فأطرق ثم
قال: اللهم لا تؤمني مكرك ثم جهر (2) فقال: (فلا يأمن مكر الله الا القوم
الخاسرون) (3)
59 - عن أبي ذر قال: قال: والله ما صدق أحد ممن أخذ الله ميثاقه فوفى بعهد الله
غير أهل بيت نبيهم، وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله (وما وجدنا لأكثرهم
من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين) وقوله (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) (4)
60 - قال: وقال الحسين بن الحكم الواسطي كتبت إلى بعض الصالحين أشكو
الشك، فقال: إنما الشك فيما لا يعرف، فإذا جاء اليقين فلا شك يقول الله (وما وجدنا
لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين) نزلت في الشكاك (5).
61 - عن عاصم المصري رفعه قال: ان فرعون بنى سبع مداين يتحصن فيها
من موسى عليه السلام، وجعل فيما بينهما آجاما وغياضا (6) وجعل فيها الأسد ليتحصن
بها من موسى، قال: فلما بعث الله موسى إلى فرعون فدخل المدينة، فلما رآه الأسد
تبصبصت (7) وولت مدبرة ثم لم يأت مدينة الا انفتح له بابها حتى انتهى إلى قصر

(1) البحار ج 3: 17. البرهان ج 2: 26.
(2) وفى بعض النسخ (جهم) وهو بمعنى عبس وجهه والظاهر هو المختار في
المتن.
(3) البحار ج 18: 425. البرهان ج 2: 26.
(4) البحار ج 15 (ج 1): 125. البرهان ج 2: 26. الصافي ج 1: 600
(5) البحار ج 15 (ج 3): 12. البرهان ج 2: 26.
(6) الآجام جمع الأجمة محركة: الشجر الكثير الملتف. وغياض جمع الغيضة
مجتمع الشجر في مغيض ماء.
(7) بصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبه والتبصبص: التملق.
23

فرعون الذي هو فيه، قال: فقعد على بابه وعليه مدرعة (1) من صوف ومعه عصاه
فلما أخرج الآذن قال له موسى: استأذن لي على فرعون فلم يلتفت إليه، قال: فقال
له موسى: انى رسول رب العالمين قال فلم يلتفت إليه قال: فمكث بذلك ما شاء الله
يسئله أن يستأذن له، قال فلما أكثر عليه قال له: أما وجد رب العالمين من يرسله
غيرك؟ قال: فغضب موسى وضرب الباب بعصاه فلم يبق بينه وبين فرعون باب الا انفتح
حتى نظر إليه فرعون وهو في مجلسه، فقال: أدخلوه قال: فدخل عليه وهو في
قبة له مرتفعة كثيرة الارتفاع ثمانون ذراعا، قال: فقال: انى رسول رب العالمين
إليك، قال: فقال: فأت بآية ان كنت من الصادقين، قال: فألقى عصاه وكان لها
شعبتان، قال: فإذا هي حية قد وقع أحد الشعبتين في الأرض والشعبة الأخرى في
أعلى القبة، قال: فنظر فرعون إلى جوفها وهو يلتهب نيرانا قال: وأهوت إليه فأحدث
وصاح يا موسى خذها (2).
62 - عن يونس بن ظبيان قال: قال: ان موسى وهارون حين دخلا على
فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح (3) كانوا ولد نكاح كلهم، ولو كان فيهم
ولد سفاح لامر بقتلهما، فقالوا: (أرجه وأخاه) وأمروه بالتأني والنظر، ثم وضع يده
على صدره قال: وكذلك نحن لا ينزع الينا الا كل خبيث الولادة (4).
63 - عن موسى بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اشهد ان المرجئة على دين
الذين قالوا (ارجه وأخاه وابعث في المداين حاشرين) (5).
64 - عن محمد بن علي عليه السلام قال: كانت عصا موسى لآدم، فصارت إلى شعيب،

(1) المدرعة: هو الثوب من الصوف يتدرع به وعند اليهود: ثوب من كتان
كان يلبسه عظيم أحبارهم.
(2) البحار ج 5: 254. البرهان ج 2: 26. الصافي ج 1: 600.
(3) السفاح: الزنا.
(4) البحار ج 5: 254. البرهان ج 1: 27. الصافي ج 1: 602.
(5) البرهان ج 2: 27.
24

ثم صارت إلى موسى بن عمران، وانها لتروع وتلقف ما يأفكون، وتصنع ما تؤمر
يفتح لها شعبتان، (شفتان خ ل) إحديهما في الأرض والأخرى في السقف، وبينهما
أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها (1).
65 - عن عمار الساباطي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الأرض لله يورثها
من يشاء من عباده، قال: فما كان لله فهو لرسوله ومكان لرسول الله فهو للامام بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
66 - عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام
ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، وأنا وأهل بيتي الذين أورثنا
[الله] الأرض، ونحن المتقون والأرض كلها لنا، فمن أحيا أرضا من المسلمين فعمرها
فليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي، وله ما أكل منها فان تركها وأخربها بعدما
عمرها، فأخذها رجل من المسلمين. بعده فعمرها وأحياها فهو أحق به من الذي تركها
فليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي، وله ما أكل منها حتى يظهر القائم من أهل
بيتي بالسيف، فيحوزها ويمنعها ويخرجهم عنها كما حواها رسول الله صلى الله عليه وآله
ومنعها الا ما كان في أيدي شيعتنا، فإنه يقاطعهم ويترك الأرض في أيديهم (3).
67 - عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: ما الطوفان؟ قال: هو
طوفان الماء والطاعون (4).
68 - [عن محمد بن علي عن أبي عبد الله أنبأني] عن سليمان عن الرضا عليه السلام في
قوله: (لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك) قال: الرجز هو الثلج، ثم قال: خراسان
بلاد رجز (5).
69 - عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وواعدنا موسى ثلثين
ليلة وأتممناها بعشر) قال: بعشر ذي الحجة ناقصة حتى انتهى إلى شعبان فقال:

(1) البحار ج 5: 254. البرهان ج 2: 27.
(2) البحار ج 21. 107. البرهان ج 2: 28. الصافي ج 1: 604.
(3) البحار ج 21. 107. البرهان ج 2: 28. الصافي ج 1: 604.
(4) البرهان ج 2: 29. البحار ج 5: 254.
(5) البرهان ج 2: 29. البحار ج 5: 254.
25

ناقص ولا يتم (1).
70 - عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك وقت لنا وقتا
فيهم؟ فقال: ان الله خالف علمه علم الموقتين أما سمعت الله يقول: (وواعدنا موسى
ثلثين ليلة) إلى) أربعين ليلة)، اما ان موسى لم يكن يعلم بتلك العشر ولا بنو إسرائيل،
فلما حدثهم (2) قالوا: كذب موسى وأخلفنا موسى، فان حدثتم به فقالوا: (3)
صدق الله ورسوله، توجروا مرتين (4).
71 - عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان موسى لما خرج وافدا
إلى ربه وأعهدهم (5) ثلاثين يوما فلما زاد الله على الثلثين عشرا قال قومه: أخلفنا موسى
فصنعوا ما صنعوا (6).
عن محمد بن علي بن الحنفية أنه قال مثل ذلك.
72 - عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام قال: لما سأل موسى ربه تبارك
وتعالى (قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر
مكانه فسوف تراني) قال: فلما صعد موسى على الجبل فتحت أبواب السماء وأقبلت
الملائكة أفواجا في أيديهم العمد (7) وفى رأسها النور يمرون به فوجا بعد فوج،
يقولون: يا بن عمران أثبت فقد سألت عظيما، قال: فلم يزل موسى واقفا حتى تجلى
ربنا جل جلاله، فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا، فلما أن رد الله إليه روحه

(1) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33.
(2) وفى نسخة البرهان (فلما مضى مدتهم) مكان (فلما حدثهم).
(3) وفى نسخة البرهان (فقولوا).
(4) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33. وفى بعض النسخ (توجدوا
صوابين) بدل (توجروا مرتين).
(5) وفى نسختي البحار والبرهان (واعدهم) مكان (وأعهدهم).
(6) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33.
(7) العمد - بضم العين والميم وفتحهما - جمع العمود.
26

أفاق، (قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) (1)
73 قال ابن أبي عمير: وحدثني عدة من أصحابنا: ان النار أحاطت به حتى
لا يهرب من هول (2) ما رأى [قال: وروى هذا الرجل عن بعض مواليه قال: ينبغي
ان ينظرها بالمصعوق ثلاثا أو يتبين قبل ذلك لأنه ربما رد عليه روحه] (3)
74 عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان موسى بن عمران
عليه السلام لما سأل ربه النظر إليه وعده الله ان يقعد في موضع ثم امر الملائكة ان تمر
عليه موكبا موكبا (4) بالبرق والرعد والريح والصواعق، فكلما مر به موكب
من المواكب ارتعدت فرايصه (5) فيرفع رأسه فيسئل أفيكم ربى؟ فيجاب هو آت
وقد سألت عظيما يا بن عمران (6).
75 عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: (فلما
تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا) قال: ساخ الجبل في البحر (7) فهو
يهوى حتى الساعة (8).
76 - وفى رواية أخرى ان النار أحاطت بموسى لئلا يهرب لهول ما رأى وقال:
لما خر موسى صعقا مات فلما أن رد الله روحه أفاق فقال: سبحانك تبت إليك وأنا
أول المؤمنين (9).

(1) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافي ج 1: 610.
(2) وفى نسخة (لهول).
(3) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافي ج 1: 610.
(4) الموكب: الجماعة ركبانا أو مشاة أو ركاب الإبل للزينة.
(5) الفرايص جمع الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد من
الدابة كما عن الأصمعي وقيل الفريصة: لحمة بين الثدي والكتف يقال ارتعدت فريصته أي
فزع.
(6) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافي ج 1: 609.
(7) أي دخل فيه وغاب.
(8) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35.
(9) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35.
27

77 عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في الجفر ان الله تبارك وتعالى
لما أنزل الله الألواح على موسى عليه السلام أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ كان
أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت أيام موسى أوحى الله إليه ان استودع
الألواح وهي زبرجدة من الجنة جبلا يقال له زينة، فأتى موسى الجبل فانشق
له الجبل، فجعل فيه الألواح ملفوفة فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها، فلم تزل
في الجبل حتى بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وآله، فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول
صلى الله عليه وآله، فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى،
فأخذها القوم، فلما وقعت في أيديهم ألقى الله في قلوبهم [الرعب] ان لا ينظروا
إليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وأنزل الله جبرئيل على نبيه فأخبره
بأمر القوم، وبالذي أصابوه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله ابتدأهم فسألهم
عما وجدوا فقالوا: وما علمك بما وجدنا؟ قال: أخبرني به ربى وهو الألواح قالوا:
نشهد انك لرسول الله، فأخرجوها فوضعوها إليه فنظر إليها وقرأها و
كانت (1) بالعبراني ثم دعا أمير المؤمنين عليه السلام فقال: دونك هذه
ففيها علم الأولين وعلم الآخرين، وهي ألواح موسى وقد أمرني ربى ان أدفعها
إليك فقال: يا رسول الله لست أحسن قرائتها، قال: ان جبرئيل أمرني ان
آمرك أن تضعها تحت رأسك كتابك هذه الليلة (2) فإنك تصبح وقد علمت قرائتها، قال
فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها، فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله بنسخها
فنسخها في جلد شاة وهو الجفر، وفيه علم الأولين والآخرين وهو عندنا والألواح عندنا، و
عصا موسى عندنا، ونحن ورثنا النبيين صلى الله عليهم أجمعين، قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا. (3)

(1) وفى نسخة (وكتبها) بدل (وكانت).
(2) وفى نسختي الصافي والبرهان (ليلتك هذه) مكان (كتابك هذه الليلة) وهو
الظاهر.
(3) البحار ج 6: 277. البرهان ج 2: 36. الصافي ج 1: 612.
28

78 - عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: كان مما قال هارون لأبي الحسن
موسى عليه السلام حين ادخل عليه ما هذه الدار؟ قال: هذه دار الفاسقين، قال: وقرأ " سأصرف
عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وان يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلا)
يعنى وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، فقال له
هارون: فدار من هي؟ قال: هي لشيعتنا قرة ولغيرهم فتنة قال: فما بال صاحب الدار
لا يأخذها؟ قال: أخذت منهم (منه خ ل) عامرة ولا يأخذها الا معمورة. (1)
79 - عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى (واتخذ
قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار) (2) فقال موسى: يا رب ومن أخار
الصنم (العجل خ ل)؟ فقال الله: أنا يا موسى أخرته فقال موسى: ان هي الا فتنتك
تضل من تشاء وتهدى من تشاء. (3)
80 عن ابن مسكان عن الوصاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان فيما ناجى الله موسى
ان قال: يا رب هذا السامري صنع العجل فالخوار من صنعه؟ قال: فأوحى الله إليه: يا
موسى ان تلك فتنتي فلا تفصحني (تفحص خ ل) عنها.
عن إسماعيل بن عبد العزيز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حيث قال موسى أنت أبو
الحكماء. (4)
81 - عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك و
تعالى لما أخبر موسى ان قومه اتخذوا عجلا له خوار، فلم يقع منه موقع العيان، فلما
رآهم اشتد غضبه فألقى الألواح من يده فقال أبو عبد الله: وللرؤية فضل على الخبر (5)
82 - عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت إلى ربى حاجة فهجرت (6)

(1) البرهان ج 2: 39.
(2) الخوار بالضم: صوت شديد كصوت البقر يقال كانت الريح تدخل به فيسمع
له صوت كصوت البقر من قولهم خار الثور يخور خوارا: صاح.
(3) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 39. الصافي ج 1: 613.
(4) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 39. الصافي ج 1: 613.
(5) البرهان ج 1: 38. البحار ج 5: 277.
(6) بتشديد الجيم أي مضيت وقت الهاجرة وهي شدة الحر.
29

فيها إلى المسجد وكذلك أفعل إذا عرضت بي الحاجة، فبينا انا اصلى في الروضة إذا
رجل على رأسي، قال: فقلت: ممن الرجل؟ فقال: من أهل الكوفة قال: قلت: ممن
الرجل؟ قال: من أسلم قال: فقلت: ممن الرجل؟ قال: من الزيدية قال: قلت: يا
أخا أسلم من تعرف منهم؟ قال: أعرف خيرهم وسيدهم ورشيدهم وأفضلهم هارون.
بن سعد، قلت: يا أخا أسلم ذاك رأس العجلية كما سمعت الله يقول: (ان الذين اتخذوا
العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا) وإنما الزيدي حقا محمد بن سالم
بياع القصب. (1)
83 - عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان عبد الله بن
عجلان قال في مرضه الذي مات فيه: انه لا يموت فمات، فقال: لا غفر الله شيئا من
ذنوبه أين ذهب؟ ان موسى اختار سبعين رجلا من قومه، فلما أخذتهم الرجفة قال:
رب أصحابي أصحابي! قال: انى أبدلك بهم من هو خير لك منهم، فقال: انى عرفتهم
ووجدت ريحهم، قال: فبعثهم (فبعث خ ل) الله له أنبياء. (2)
84 - عن أبان بن عثمان عن الحارث مثله الا انه ذكر فلما أخذتهم الصاعقة
ولم يذكر الرجفة. (3)

(1) البحار ج 11: 209. البرهان ج 2: 38. ثم لا يخفى ان الرجل ممن اختلفت
الكلمات فيه قال في تنقيح المقال - بعد نقل كلام ابن طاوس والعلامة وابن داود ورميه
بأنه زيدي ونقل الحديث بعينه من كتاب الكشي - ما لفظه: لكن لا يخفى عليك انه على
خلاف ما ذكروه أدل لان الزيدي حقا هو الامامي الذي يقول بامامة الاثني عشر ولا يدخل
فيهم زيدا وإنما يحب زيدا لكون عزمه انه ان لو ملك الامر سلمه إلى أهله والوجه في
هذا التفسير ظاهر ضرورة ان القائل بامامة زيد لا يكون حقا بل باطلا كما يشهد بذلك أيضا
مقابلته بالعجل ولو كان غرضه التصلب في الزيدية والقول بإمامته لقال وإنما الزيدي عن جد
فلان و (ح) فلا يكون محمد بياع القصب زيديا اه.
(2) البحار ج 5: 281 و 11: 209. البرهان ج 2: 38.
(3) البحار ج 5: 281 و 11: 209. البرهان ج 2: 38.
30

85 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام (1) قال: لما ناجى موسى ربه أوحى
الله إليه: ان يا موسى قد فتنت قومك، قال: وبماذا يا رب؟ قال: بالسامري
صاغ لهم من حليهم عجلا، قال: يا رب ان حليهم لا يحتمل أن يصاغ منه (2) غزال
[أ] وتمثال [أ] وعجل فكيف فتنتهم؟ قال: صاغ لهم عجلا فخار، قال: يا رب و
من أخاره؟ قال: أنا، قال عنده موسى: ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من
تشاء. (3)
86 - عن علي بن أسباط قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: لم سمى النبي الأمي؟ قال:
نسب إلى مكة، وذلك من قول الله: (لتنذر أم القرى ومن حولها) " وأم القرى مكة،
فقيل أمي لذلك. (4)
87 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: في قوله: (يجدونه) يعنى اليهود و
النصارى صفة محمد واسمه مكتوبا عندهم في التورية والإنجيل، يأمرهم بالمعروف و
ينهاهم عن المنكر. (5)
88 - عن أبي بصير في قول الله: (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور
الذي انزل معه " قال أبو جعفر عليه السلام: النور: علي عليه السلام. (6)
89 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ومن قوم موسى أمة

(1) وفى نسخة البرهان هكذا (عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تبارك
وتعالى أوحى إلى موسى اه).
(2) وفى نسخة البرهان (ان حليهم ليحتمل من أن يصاغ منه اه).
(3) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 39.
(4) البحار ج 6: 129. البرهان ج 2: 40. الصافي ج 1: 616. ثم في وجه
تسميته صلى الله عليه وآله بالأمي وجوه أخر ذكرها الطبرسي (ره) وغيره فراجع.
(5) البحار ج 6: 53. البرهان ج 2: 40. الصافي ج 1: 616.
(6) البحار ج 9: 76. البرهان ج 2: 40. البرهان ج 2: 40. الصافي ج 1: 618.
31

يهدون بالحق وبه يعدلون) فقال: قوم موسى هم أهل الاسلام. (1)
90 - عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام قائم آل محمد استخرج من
ظهر الكعبة (2) سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق
وبه يعدلون، وسبعة من أصحاب الكهف، ويوشع وصى موسى ومؤمن آل فرعون، و
سلمان الفارسي، وأبا دجانة الأنصاري، ومالك الأشتر. (3)
91 - عن أبي الصهبان البكري قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام ودعا رأس
الجالوت وأسقف النصارى فقال: انى سائلكما عن أمر وانا أعلم به منكما فلا تكتماني
يا رأس الجالوت بالذي انزل التورية على موسى وأطعمكم المن والسلوى، وضرب
لكم في البحر طريقا يبسا وفجر لكم من الحجر الطورى اثنتا عشرة عينا لكل سبط من
بني إسرائيل عينا، الا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال: فرقة
واحدة (4) فقال: كذبت والذي لا اله غيره لقد افترقت على احدى وسبعين فرقة كلها
في النار الا واحدة، فان الله يقول: (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)
فهذه التي تنجو (5)
92 - عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كانت مدينة حاضرة
البحر فقالوا لنبيهم: إن كان صادقا فليحولنا ربنا جريثا (6) فإذا المدينة في وسط
البحر قد غرقت من الليل، وإذا كل رجل منهم مسودا جريثا يدخل الراكب في

(1) البرهان ج 2: 41. الصافي ج 1: 618.
(2) وفى نسخة البرهان (الكوفة) بدل (الكعبة).
(3) البحار ج 13: 190 و 223. البرهان ج 2: 41 ونقله الفيض رحمه الله في حاشية
الصافي ج 1: 618. اثبات الهداة ج 7: 98.
(4) وفى نسخة البحار (فقال: ولا الا وفرقة اه).
(5) البحار ج 8: 2. البرهان ج 2: 41.
(6) الجريث - بالثاء المثلثة - كسكيت: ضرب من السمك يشبه الحيات ويقال له
بالفارسية (مارماهى).
32

فيها. (1)
93 - عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب أمير المؤمنين
عليه السلام ان قوما من أهل أيلة (2) من قوم ثمود، وان الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت
ليختبر الله طاعتهم في ذلك، فشرعت لهم يوم سبتهم في ناديهم (3) وقدام أبوابهم
في أنهارهم وسواقيهم، فتبادرا إليها فاخذوا يصطادونها ويأكلونها، فلبثوا بذلك
ما شاء الله لا ينهاهم الأحبار (4) ولا ينهاهم العلماء من صيدها، ثم إن الشيطان أوحى إلى
طائفة منهم إنما نهيتم من اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوا يوم السبت
وأكلوها فيما سوى ذلك من الأيام، فقالت طائفة منهم الآن نصطادها (5) وانحازت (6)
طائفة [أخرى] منهم ذات اليمين وقالوا: الله الله انا نهيناكم عن عقوبة الله ان تعرضوا
لخلاف امره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم يعظهم، وقالت الطايفة
التي لم تعظهم: لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا وقالت الطايفة التي
وعظتهم: معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون، قال الله: (فلما نسوا ما ذكروا
به) يعني لما تركوا ما وعظوا به ومضوا على الخطيئة قالت الطايفة التي وعظتهم
لا والله لا نجا معكم ولا نبايتكم (7) الليل في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها
مخافة أن ينزل بكم البلاء، فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء، فلما

(1) البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 43.
(2) أيلة بفتح اللام - مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام وقيل آخر الحجاز
وأول الشام قيل: سميت بايلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام. (كذا في معجم البلدان).
(3) النادي: مجلس القوم ومتحدثهم نهارا وقيل المجلس ما داموا مجتمعين فيه
فإذا تفرقوا زال عنه هذا الاسم.
(4) الأحبار جمع الحبر - بكسر الحاء - الصالح من العلماء.
(5) وفى نسخة البرهان (الا لا نصطادها).
(6) انحاز عنه انحيازا: عدل.
(7) من البيتوتة.
33

أصبح أولياء الله المطيعون لامر الله غدوا (1) لينظروا ما حال أهل [المعصية
فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد
فوضعوا سلما على سور] المدينة ثم اصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة، فنظر
فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون (2) فقال الرجل لأصحابه: يا قوم أرى والله عجبا!
فقالوا: وما ترى؟ قال القوم قردة يتعاوون لهم أذناب [قال]: فكسروا
الباب ودخلوا المدينة، قال فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم تعرف الانس
أنسابها من القردة قال: فقال القوم للقردة: ألم ننهكم؟ قال: فقال أمير المؤمنين:
والذي فلق الحبة وبرء النسمة انى لأعرف أنسابها من هذه الأمة، لا ينكرون ولا
يغيرون، بل تركوا ما أمروا به [فتفرقوا] وقد قال الله: (فبعدا للقوم الظالمين)
وقال الله (فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما
كانوا يفسقون) (3).
94 - عن علي بن عقبة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان اليهود أمروا
بالامساك يوم الجمعة [فتركوا يوم الجمعة] فامسكوا يوم السبت (4)
95 - عن الأصبغ عن علي عليه السلام قال: أمتان تابعنا (5) من بني إسرائيل
فأما الذي أخذت البحر فهي الجرارى (6) واما الذي أخذت البر فهي الضباب (7)

(1) غذا غدوا من باب قعد: ذهب غدوة وجمع الغدوة غدى كمدية ومدى هذا
أصله - ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت كان.
(2) من عوى الكلب والذئب أي صاح.
(3) البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 43. الصافي ج 1: 621.
(4) البحار ج 5: 343. البرهان ج 2: 44.
(5) كذا في نسخ الكتاب ونسخة البرهان لكن في نسخة الوسائل (مسختا) مكان
(تابعنا) وهو الظاهر.
(6) الجراري جمع الجري - بتشديد الراء والياء كسكيت - بمعنى الجريث وقد
مر معناه وفى بعض النسخ (الجريث) مكان (الجراري) وكذا فيما يأتي في الحديث الآتي
(7) البرهان ج 2: 44. الوسائل ج 3 أبواب الأطعمة المحرمة باب 8 والضباب
جمع الضب: دويبة على حد فرخ التمساح الصغير وذنبه كثير العقد كذنب التمساح ولهذا
قالوا (أعقد من ذنب الضب) ويقال له بالفارسية (سوسمار).
34

96 - عن هارون بن عبيد (1) رفعه إلى أحدهم قال: جاء قوم إلى أمير المؤمنين
عليه السلام بالكوفة وقالوا له: يا أمير المؤمنين ان هذه الجراري تباع في أسواقنا، قال:
فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ثم قال: قوموا لأريكم عجبا ولا تقولوا في
وصيكم الا خيرا، فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات،
فإذا بجرية رافعة رأسها، فاتحة فاها، فقال له أمير المؤمنين: من أنت؟ الويل لك
ولقومك! فقالت: نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يقول الله في
كتابه: (إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا) الآية فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا
عنها فمسخنا الله، فبعضنا في البر وبعضنا في البحر، فأما الذين في البحر فنحن
الجراري، واما الذين في البر فالضب واليربوع قال: ثم التفت أمير المؤمنين عليه السلام
الينا فقال: أسمعتم مقالتها؟ قلنا: اللهم نعم، قال: والذي بعث محمدا بالنبوة لتحيض
كما تحيض نساؤكم (2)
97 - عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام في قول الله: (فلما
جاء أمرنا أنجينا الذين ينهون عن السوء) قال: افترق القوم ثلث فرق، فرقة انتهت
واعتزلت، وفرقة أقامت ولم تقارف الذنوب، وفرقة اقترفت الذنوب، فلم تنج من
العذاب الا من انتهت، قال جعفر: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما صنع بالذين أقاموا ولم
يقارفوا الذنوب؟ قال أبو جعفر: بلغني انهم صاروا ذرا (3)
98 - عن إسحاق بن عبد العزيز عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: ان الله خص

(1) وفى نسخة البرهان (هارون بن عبد العزيز) وفى الوسائل (هارون بن
عبد ربه).
(2) البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 44. ونقله في الوسائل ج 3 أبواب
الأطعمة المحرمة باب 8 مختصرا.
(3) البرهان ج 2: 44.
35

عباده بآيتين من كتابه (1) ان لا يكذبوا بما لا يعلمون أو يقولوا بما لا يعلمون،
وقرأ: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) وقال: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان
لا يقولوا على الله الا الحق) (2)
99 - عن إسحاق قال أبو عبد الله عليه السلام: خص الله الخلق في آيتين من كتاب
الله، أن لا يقولوا على الله الا بعلم ولا يردوا الا بعلم، ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب
ان لا يقولوا الا الحق، وقال: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم
تأويله) (3).
100 - عن إسحاق بن عمار (4) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أيضع الرجل
يده على ذراعه في الصلاة؟ قال: لا بأس ان بني إسرائيل كانوا إذا دخلوا
في الصلاة دخلوا متماوتين (5) كأنهم موتى فأنزل الله على نبيه عليه السلام خذ ما آتيتك بقوة،
فإذا دخلت الصلاة فادخل فيها بجلد وقوة، ثم ذكرها في طلب الرزق، فإذا طلبت

(1) قال الفيض رحمه الله في الوافي بعد نقل الحديث من الكافي ما لفظه: قيل يعنى عباده الذين هم
من أهل الكتاب والكلام كأن من سواهم ليسوا مضافا إليه بالعبودية بآيتين أي مضمونهما والا
فالآيات في ذلك فوق اثنتين كقوله تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كاذبا أو كذب بآياته
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. فأولئك هم الفاسقون. فأولئك هم
الظالمون) إلى غير ذلك.
ثم قال: ولا يردوا ما لم يعلموا (على لفظ الكافي) يعنى لا يكذبوا به بل يكلوا
علمه إلى قائله فان التصديق بالشئ كما هو محتاج إلى تصوره اثباتا فكذلك هو مفتقر
إليه نفيا وهذا في غاية الظهور ولكن أكثر الناس لا يعلمون (انتهى).
(2) البرهان ج 2: 44. البحار ج 1: 100. الصافي ج 1: 623.
(3) البرهان ج 2: 44. البحار ج 1: 100. الصافي ج 1: 623.
(4) وفى نسخة البرهان (معاوية بن عمار). ولعله الظاهر بقرينة الحديث الآتي
(5) المتماوت: الناسك المرائي أي الذي يرى أنه كميت عن الدنيا، يقال تماوت
الرجل: إذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم. وفى
نسخة الأصل (متهاونين) بدل متماوتين ولكن الظاهر هو المختار ولعله تصحيفه.
36

الرزق فاطلبه بقوة (1).
101 - وفى رواية إسحاق بن عمار عنه في قول الله: (خذوا ما آتيناكم بقوة)
أقوة في الأبدان أم قوة في القلوب؟ قال: فيهما جميعا (2).
102 - عن محمد بن حمزة عمن اخبره (3) عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (خذوا ما
آتيناكم بقوة) قال: السجود وضع اليدين على الركبتين في الصلاة. (4)
103 - عن رفاعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وإذ أخذ ربك من
بني آدم من ظهورهم ذريتهم) قال: أخذ ا لله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق
هكذا وقبض يده (5).
104 - عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف أجابوه وهم ذر؟ قال:
جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه (6) يعنى في الميثاق (7).

(1) البحار ج 18: 317. البرهان ج 2: 45.
(2) البحار ج 15 (ج 2): 37. البرهان ج 2: 45. الصافي ج 1: 624.
(3) وفى نسخة البرهان هكذا (عن محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابنا اه).
(4) البرهان ج 2: 45.
(5) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 49.
(6) قال الفيض رحمه الله في تفسير الآية: ان الله نصب لهم دلائل ربوبية وركب في
عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار بها حتى صاروا بمنزلة الاشهاد على طريقة التمثيل نظير
ذلك قوله عز وجل (إنما قولنا لشئ إذا أردناه ان نقول له كن فيكون) وقوله جل و
علا (فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) ومعلوم انه لا قول ثمة و
إنما هو تمثيل وتصوير للمعنى وذلك حين كانت أنفسهم في أصلاب آبائهم العقلية ومعادنهم
الأصلية يعنى شاهدهم وهم دقائق في تلك الحقايق وعبر عن تلك الاباء بالظهور لان كل
واحد منهم ظهر أو مظهر لطائفة من النفوس أو ظاهر عنده لكونه صورة عقلية نورية
ظاهرة بذاتها الخ.
ثم قال بعد نقل الحديث ما لفظه: أقول: وهذا بعينه ما قلناه انه عز وجل ركب في
عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار. وقال المجلسي رحمه الله: أي تعلقت الا روح بتلك الذر وجعل
فيهم العقل وآلة السمع وآلة النطق حتى فهموا الخطاب وأجابوا وهم ذر.
(7) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 49. الصافي ج 1: 625.
37

105 - عن عبد الله بن الحلبي عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال:
حج عمر أول سنة حج وهو حليفة، فحج تلك السنة المهاجرون والأنصار، وكان على
قد حج في تلك السنة بالحسن والحسين عليهما السلام وبعبد الله بن جعفر، قال: فلما
أحرم عبد الله لبس إزارا ورداءا ممشقين (1) مصبوغين بطين المشق، ثم أتى فنظر إليه
عمر وهو يلبى وعليه الإزار والرداء وهو يسير إلى جنب علي عليه السلام، فقال عمر من
خلفهم: ما هذه البدعة التي في الحرم؟ فالتفت إليه علي عليه السلام فقال له: يا عمر لا
ينبغي لاحد أن يعلمنا السنة، فقال عمر: صدقت يا با الحسن لا والله ما علمت أنكم هم
قال: فكانت تلك واحدة في سفر لهم، فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر
وقال: اما والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله استلمك
ما استلمتك، فقال له علي عليه السلام: [مه] يا با حفص، لا تفعل فان رسول الله لم يستلم الا
لامر قد علمه ولو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعلمت انه يضر وينفع،
له عينان وشفتان ولسان ذلق (2) يشهد لمن وافاه بالموافاة، قال: فقال له عمر:
فأوجدني ذلك من كتاب الله يا با الحسن، فقال على: قوله تبارك وتعالى: (وإذ أخذ
ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألست
بربكم قالوا بلى شهدنا) فلما أقروا بالطاعة بأنه الرب وانهم العباد أخذ عليهم
الميثاق بالحج إلى بيته الحرام، ثم خلق الله رقا أرق من الماء وقال للقلم: اكتب
موافاة خلقي بيتي الحرام، فكتب القلم موافاة بني آدم في الرق، ثم قيل للحجر:
افتح قال: ففتحه فالقم الرق، ثم قال للحجر: احفظ واشهد لعبادي بالموافاة، فهبط
الحجر مطيعا لله، يا عمر أوليس إذا استلمت الحجر قلت: أمانتي أديتها وميثاقي
تعاهدته لتشهد لي بالموافاة؟ فقال عمر: اللهم نعم، فقال له علي عليه السلام: [امن] ذلك (3).

(1) الممشق: المصبوغ بالمشق وهو الطين الأحمر.
(2) لسان ذلق: جديد بليغ.
(3) البرهان ج 2: 49. ونقله المجلسي رحمه الله في المجلد الثامن من البحار ص:
38

106 - عن الحلبي قال: سألته لم جعل استلام الحجر؟ قال: ان الله حيث أخذ
الميثاق من بني آدم دعا الحجر من الجنة، وأمره والتقم الميثاق، فهو يشهد لمن
وافاه بالوفا (1)
107 - عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان بعض قريش قال لرسول
الله صلى الله عليه وآله: بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ فقال: انى كنت أول
من أقر بربي وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم
ألست بربكم؟ فقال: بلى، فكنت أول من قال: بلى، فسبقتهم إلى الاقرار بالله. (2).
108 - عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وإذا أخذ ربك من
بني آدم من ظهورهم) إلى (قالوا بلى) قال: كان محمد عليه وآله السلام أول
من قال: بلى، قلت: كانت رؤية معاينة؟ قال: (نعم ظ) فأثبت المعرفة في قلوبهم
ونسوا ذلك الميثاق، وسيذكرونه بعد، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من
رازقه. (3)
109 - عن زرارة ان رجلا سأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وإذ أخذ ربك من
بني آدم من ظهورهم ذرياتهم) (4) فقال وأبوه يسمع: حدثني أبي ان الله تعالى
قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم، فصب عليها الماء العذب الفرات،
فتركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الأجاج (5) فتركها أربعين
صباحا، فلما اختمرت الطينة أخذها تبارك وتعالى فعركها عركا شديدا (6) ثم
هكذا حكى بسط كفيه فخرجوا (7) كالذر من يمينه وشماله فأمرهم جميعا ان يقعوا

(1) البرهان ج 2: 50. وفيه (وافاه بالموافاة).
(2) البرهان ج 2: 50. البحار ج 6: 5 و 3: 71. الصافي ج 1: 626.
(3) البرهان ج 2: 50. البحار ج 6: 5 و 3: 71. الصافي ج 1: 626.
(4) وهذا احدى القراءات في الآية والقراءة المشهورة (ذريتهم).
(5) الأجاج: المالح المر الشديد الملوحة يقال أج الماء أجوجا إذا ملح واشتدت ملوحته
(6) يقال عرك البعير جنبه بمرفقه: إذا دلكه فأثر فيه.
(7) وفى نسخة البرهان (فجمد فجروا) بدل (فخرجوا) ولعل هذا الاختلاف
من جهة وقوع التحريف في هذه النسخة. ثم إن الذر بمعنى صغار النمل واحدتها ذرة قال
الفيض رحمه الله في الوافي: ووجه الشبه: الحس والحركة أو كونهم محل الشعور (الحياة خ ل)
مع صغر الجثة واجتماعهم في الوجود عند الله إنما هو لاجتماع اجزاء الزمانية عنده سبحانه
دفعة واحدة في عالم الامر وجود ملكوتي ظلي ينبعث من حقيقة هذا الوجود الخلقي الجسماني
وهو صورة علمه سبحانه بها اه
قوله من يمينه اه: قال المجلسي رحمه الله أي من يمين الملك المأمور بهذا الامر و
شماله أو من يمين العرش وشماله أو استعار اليمين للجهة اتى فيها اليمن والبركة وكذا
الشمال بعكس ذلك.
39

(يدخلوا خ ل) في النار فدخل أصحاب اليمين، فصارت عليهم بردا وسلاما، وأبى
أصحاب الشمال أن يدخلوها. (1)
110 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (الست بربكم قالوا بلى)
قالوا بألسنتهم؟ قال: نعم، وقالوا بقلوبهم، فقلت: وأي شئ كانوا يومئذ؟ قال
صنع منهم ما اكتفى به. (2)
111 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام (3) عن قول الله: (وإذ أخذ ربك من
بني آدم) إلى (أنفسهم) قال: أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة فخرجوا
[وهم] كالذر، فعرفهم نفسه وأراهم نفسه ولولا ذلك ما عرف أحد ربه، وذلك قوله:
(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله). (4)
112 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: (وإذ أخذ ربك من بني آدم)
أي (شهدنا) قال: ثم قال: ثبتت المعرفة ونسوا الموقف [وسيذكرونه] ولولا ذلك لم
يدر أحد من خالقه ولا من رازقه. (5)

(1) البرهان ج 2: 50. البحار ج 3: 71. الصافي ج 1: 625.
(2) البرهان ج 2: 50. البحار ج 3: 71. الصافي ج 1: 625.
(3) وفى البرهان (أبا عبد الله عليه السلام) مكان (أبا جعفر عليه السلام).
(4) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 50.
(5) البحار ج 3: 67. البرهان ج 2: 50.
40

113 - عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: متى سمى أمير المؤمنين أمير المؤمنين؟
قال: قال والله نزلت (1) هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله (وأشهدهم على أنفسهم الست
بربكم وان محمد رسول الله [نبيكم] وان عليا أمير المؤمنين، فسماه الله والله
أمير المؤمنين). (2)
114 - عن جابر قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر لو يعلم الجهال متى سمى
أمير المؤمنين على لم ينكروا حقه، قال: قلت: جعلت فداك متى سمى؟ فقال لي:
قوله (وإذ أخذ ربك من بني آدم) إلى (ألست بربكم وان محمدا [نبيكم] رسول الله وان
عليا أمير المؤمنين) قال: ثم قال لي يا جابر: هكذا والله جاء بها محمد صلى الله عليه وآله (3)
115 - عن ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله ان أمتي عرضت على في الميثاق، فكان أول من آمن بي على، وهو أول من
صدقني حين بعثت، وهو الصديق الأكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل. (4)
116 - عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: أتاه ابن الكواء فقال: يا أمير
المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى؟ فقال
على: قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم، وردوا عليه الجواب، فثقل ذلك على
ابن الكوا ولم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال له: أوما تقرء
كتاب الله إذ يقول لنبيه: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم
على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) فقد أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما
تسمع في قول الله يا بن الكوا (قالوا بلى) فقال لهم: انى انا الله لا اله الا انا وأنا الرحمن
[الرحيم] فأقروا له بالطاعة والربوبية، وميز الرسل والأنبياء والأوصياء، وأمر
الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق، فقالت الملائكة عند اقرارهم بذلك:

(1) وفى نسخة البرهان (لما نزلت).
(2) البحار ج 9: 256. البرهان ج 2: 50. اثبات الهداة ج 3: 545.
(3) البحار ج 9: 256. البرهان ج 2: 50. اثبات الهداة ج 3: 545.
(4) البحار ج 6: 231. البرهان ج 2: 51.
41

شهدنا عليكم يا بني آدم أن تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين. (1)
117 - قال أبو بصير: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن الذر حيث
أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، واسر بعضهم خلاف ما أظهر، فقلت:
كيف علموا القول حيث قيل لهم ألست بربكم؟ قال: ان الله جعل فيهم ما إذا سألهم
أجابوه (2).
118 - عن سليمان اللبان قال: قال أبو جعفر عليه السلام: أتدري ما مثل المغيرة بن
شعبة (3) قال: قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم الذي أوتى الاسم الأعظم الذي قال
الله: (آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) (4).
119 - عن محمد بن أبي زيد الرازي عمن ذكره عن الرضا عليه السلام قال: إذا نزلت بكم
شدة فاستعينوا بنا على الله، وهو قول الله: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال: قال أبو
عبد الله: نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل من أحد الا بمعرفتنا [قال فادعوه
بها] (5).
120 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق
وبه يعدلون) قال: هم الأئمة (6).
121 - وقال محمد بن عجلان عنه نحن هم. (7)

(1) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 51.
(2) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 51.
(3) مغيرة بن شعبة بن عامر بن مسعود الثقفي الكوفي صحابي مات سنة خمسين.
من الهجرة النبوية وهو يومئذ ابن سبعين سنة. ولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها
حتى شهد عليه بالزنا فعزله ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر فأقره عثمان
عليها ثم عزله وولاه معاوية الكوفة فلم يزل عليها إلى أن مات وكيف كان فقد ورد في
ذمه روايات كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال فراجع.
(4) البحار ج 5: 313. البرهان ج 2: 51. الصافي ج 1: 626.
(5) البرهان ج 2: 52. البحار ج 19 (ج 2): 63. الصافي ج 1: 628.
(6) البرهان ج 2: 52. البحار ج 7: 120. الصافي ج 1: 628 اثبات الهداة
ج 3: 50. مجمع البيان ج 3: 503.
(7) البرهان ج 2: 52. البحار ج 7: 120. الصافي ج 1: 628 اثبات الهداة
ج 3: 50. مجمع البيان ج 3: 503.
42

122 - عن ابن الصهبان البكري قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: و
الذي نفسي بيده لتفرقن هذه الأمة على ثلث وسبعين فرقة، كلها في النار الا فرقة،
(وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) فهذه التي تنجو من هذه الأمة (1).
123 - عن يعقوب بن زيد: قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: (وممن خلقنا أمة يهدون
بالحق وبه يعدلون) قال: يعنى أمة محمد صلى الله عليه وآله. (2)
124 - عن خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله يقول في
كتابه: (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) يعنى الفقر (3).
125 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: (فلما آتاهما صالحا
جعلا له شركاء فيما آتاهما) قال: هو آدم وحوا إنما كان شركهما شرك طاعة وليس
شرك عبادة، وفى رواية أخرى ولم يكن شرك عبادة (4).
126 - عن الحسين بن علي بن النعمان عن أبيه عمن سمع أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول:
ان الله أدب رسوله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
قال: خذ منهم ما ظهر وما تيسر، والعفو الوسط. (5). 127 - عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله في قول الله: (خذ العفو وأمر بالعرف)
قال بالولاية " (وأعرض عن الجاهلين) قال: [عنها] يعنى الولاية. (6)
128 - عن زيد بن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (إن
الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) قال: هو الذنب

(1) البرهان ج 2: 52 - 53. البحار ج 8: 2. الصافي ج 1: 628. مجمع البيان ج 3: 503.
(2) البرهان ج 2: 52 - 53. البحار ج 8: 2. الصافي ج 1: 628. مجمع البيان ج 3: 503.
(3) البرهان ج 2: 53. البحار ج 7: 300. الصافي ج 1: 631.
(4) البحار ج 5: 69. البرهان ج 2: 55. الصافي ج 1: 631. مجمع البيان
ج 3: 510.
(5) البرهان ج 2: 55. الصافي ج 1: 632.
(6) البرهان ج 2: 55. البحار ج 7: 129.
43

يهم به العبد فيتذكر فيدعه (1).
129 - عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته في قول الله:
(ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) ما ذلك
الطائف؟ فقال: هو السئ يهم العبد به ثم يذكر الله فيبصر ويقصر. (2)
130 - أبو بصير عنه قال: هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه (3).
131 - عن زرارة قال أبو جعفر عليه السلام: (وإذا قرئ القرآن) في الفريضة خلف
الامام (فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (4).
132 - عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يجب الانصات للقرآن
في الصلاة وفى غيرها، وإذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الانصات والاستماع (5).
133 - عن أبي كهمس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قرء ابن الكوا خلف
أمير المؤمنين عليه السلام: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فانصت
له أمير المؤمنين عليه السلام (6)
134 - عن زرارة عن أحدهما قال: لا يكتب الملك الا ما اسمع نفسه وقال الله:
(واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة) قال: لا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس
العبد لعظمته الا الله وقال: إذا كنت خلف امام فأتم به فأنصت وسبح في نفسك (7)
135 - عن إبراهيم بن عبد الحميد يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (و
اذكر ربك في نفسك) يعنى مستكينا (وخيفة) يعنى خوفا من عذابه (ودون الجهر
من القول) يعنى دون الجهر من القراءة (بالغدو والآصال) يعنى بالغداة و
العشى (8).

(1) البحار ج 15 (ج 2): 95. البرهان ج 2: 56. الصافي ج 1: 633.
(2) البحار ج 15 (ج 2): 95. البرهان ج 2: 56. الصافي ج 1: 633.
(3) البحار ج 15 (ج 2): 95. البرهان ج 2: 56. الصافي ج 1: 633.
(4) البحار ج 18 (ج 2): 615 - 616. البرهان ج 2: 57.
(5) البحار ج 18 (ج 2): 615 - 616. البرهان ج 2: 57.
(6) البحار ج 18 (ج 2): 615 - 616. البرهان ج 2: 57. مجمع
البيان ج 3: 515.
(7) البحار ج 18 (ج 2): 349 البرهان ج 2: 57. الصافي ج 1: 635.
(8) البحار ج 18 (ج 2): 349 البرهان ج 2: 57. الصافي ج 1: 635.
44

136 - عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (واذكر
ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال) قال: تقول
عند المساء لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت [و
يميت ويحيى] وهو على كل شئ قدير، قلت: (بيده الخير)؟ قال: [ان] بيده الخير و
لكن [قل] كما أقول لك عشر مرات، وأعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين،
وأعوذ بك رب ان يحضرون، ان الله هو السميع العليم، عشر مرات حين تطلع الشمس،
وعشر مرات حيت تغرب (1)
137 - عن محمد بن مروان عن بعض أصحابه قال: قال جعفر بن محمد عليه السلام:
استعيذوا بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأعوذ بالله ان يحضرون ان الله
هو السميع العليم، وقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى و
يميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير، فقال له رجل: مفروض هو؟ قال:
نعم مفروض هو محدود، تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرات، فان
فاتك شئ منها فاقضه من الليل والنهار (2)

(1) البحار ج 18: 491. البرهان ج 2: 57. الصافي ج 1: 635.
(2) البحار ج 18: 491. البرهان ج 2: 57. الصافي ج 1: 635.
45

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة الأنفال
1 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرء سورة براءة
والأنفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا،
وأكل يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب (1)
2 - وفى رواية أخرى عنه في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا وكان من شيعة
أمير المؤمنين عليه السلام حقا (2)
3 - عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في سورة الأنفال جدع
الأنوف (3)
4 - عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام (4) قال: سألته أو سئل عن الأنفال،

(1) البحار ج 19: 69. البرهان ج 2: 58. مجمع البيان ج 3: 516. الصافي
ج 1: 742.
(2) البرهان ج 2: 58.
(3) البرهان ج 2: 58. البحار ج 20: 54 مجمع البيان ج 3: 516
وجدع الانف: قطعه ولعل الوجه في كلامه عليه السلام هو اشتمال السورة على ذكر الخمس
لذوي القربى.
(4) وفى نسخة البرهان (عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام).
46

فقال: كل قرية تهلك أهلها، أو انجلوا عنها، فمن نفل نصفها يقسم بين الناس،
ونصفها للرسول (1)
5 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الأنفال ما لم يوجف عليه (2) بخيل
ولا ركاب (3)
6 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الأنفال؟
قال: هي القرى التي قد جلا أهلها وهلكوا، فخربت فهي لله وللرسول (4).
7 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: ان الفئ و
الأنفال ما كان من أرض لم يكن فيها هرقة دم أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا
بأيديهم، وما كان من أرض خربة أو بطون الأودية، فهذا كله من الفئ فهذا
لله وللرسول، فما كان لله فهو لرسوله يضعه حيث يشاء وهو للامام من
بعد الرسول. (5)
8 - عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله فرض طاعتنا في
كتابه، فلا يسع الناس جهلنا (حملنا خ ل) لنا صفو المال ولنا الأنفال ولنا قراين
(كرائم خ ل) القرآن. (6)
9 - عن أبي إبراهيم قال: سألته عن الأنفال؟ فقال: ما كان من أرض باد أهله
فذلك الأنفال فهو لنا. (7)
10 - عن أبي أسامة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الأنفال؟ فقال:
هو كل أرض خربة لم يوجف عليها خيل ولا ركاب، وزاد في رواية أخرى
عنه غلبها رسول الله صلى الله عليه وآله. (8)

(1) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب
1 وفى نسخة البرهان بعد قوله فمن نقل هكذا: (فهي لله تعالى وللرسول) مكان قوله
: (نصفها يقسم اه).
(2) الايجاف: سرعة السير.
(3) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
(4) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
(5) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
(6) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
(7) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
(8) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
47

11 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لنا الأنفال، قلت: وما
الأنفال؟ قال: منها المعادن والآجام (1) وكل أرض لا رب لها، وكل أرض باد
أهلها فهو لنا (2).
12 - وفى رواية أخرى عن أحدهما عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كل مال لا مولى له ولا ورثة له فهو من أهل هذه الآية (يسئلونك عن الأنفال قل
الأنفال لله وللرسول). (3)
13 - وفى رواية ابن سنان قال: هي القرية التي قد جلا أهلها وهلكوا فخربت
فهي لله وللرسول. (4)
14 - وفى رواية ابن سنان ومحمد الحلبي عنه عليه السلام قال: من مات وليس له مولى فماله من
الأنفال. (5).
15 - وفى رواية زرارة عنه قال: هي كل أرض جلا أهلها من غير أن يحمل عليها
خيل ولا رجال ولا ركاب، فهي نفل لله وللرسول. (6).
16 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في الملوك الذين يقطعون
الناس هي من الفئ والأنفال وأشباه ذلك. (7).
17 - وفى رواية أخرى عن الثمالي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله:
(يسئلونك عن الأنفال) قال: ما كان للملوك فهو للامام (8).
18 - عن سماعة بن مهران قال: سألته عن الأنفال؟ قال: كل أرض خربة و
أشياء كانت تكون للملوك فذلك خاص للامام، ليس للناس فيه سهم، قال: ومنها
البحرين لم توجف بخيل ولا ركاب. (9).
19 - عن بشير الدهان قال: كنا عند أبي عبد الله والبيت غاص بأهله، فقال لنا

(1) الآجام جمع الأجمة - محركة -: الشجر الكثير الملتفت ويقال له بالفارسية
(بيشه)
(2) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 - 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1
(3) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 - 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1
(4) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 - 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1
(5) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 - 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1
(6) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 - 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1
(7) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 - 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1
(8) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 - 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1
(9) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 - 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1
48

أحببتم وابغض (أبغضنا خ ل) الناس ووصلتم وقطع (قطعنا خ ل) الناس وعرفتم و
انكر (أنكرنا خ ل) الناس وهو الحق، وان الله اتخذ محمدا عبدا قبل ان يتخذه رسولا،
وان عليا عبد نصح لله فنصحه، وأحب الله فأحبه وحبنا بين في كتاب الله، لنا صفو المال
ولنا الأنفال، ونحن قوم فرض الله طاعتنا، وانكم لتأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وليس له امام يأتم به فميتته جاهلية، فعليكم
بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي عليه السلام. (1)
20 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام (يسئلونك عن الأنفال) قال: ما كان
للملوك فهو للامام، قلت: فإنهم يعطون ما في أيديهم أولادهم ونسائهم وذوي
قرابتهم وأشرافهم حتى بلغ ذكر من الخصيان، فجعلت لا أقول في ذلك شيئا الا قال،
وذلك حتى قال يعطى منه مائتي الدرهم (2) إلى المائة والألف ثم قال: هذا عطاؤنا
فامنن أو أمسك بغير حساب. (3)
21 - عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وآله
أقطع عليا عليه السلام ما سقى الفرات؟ قال: نعم وما سقى الفرات، الأنفال أكثر ما سقى
الفرات، قلت: وما الأنفال؟ قال: بطون الأودية ورؤس الجبال والآجام والمعادن،
وكل أرض لم يوجف عليها خيل ولا ركاب، وكل أرض ميتة قد جلا أهلها وقطايع
الملوك. (4)
22 - عن أبي مريم الأنصاري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله (يسئلونك عن
الأنفال قل الأنفال لله وللرسول) قال سهم لله وسهم للرسول، قال: قلت فلمن سهم الله؟
فقال: للمسلمين. (5)
23 - عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وإذ يعدكم الله
احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم (فقال الشوكة

(1) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
(2) وفى نسخة البرهان (ما بين درهم إلى المأة اه).
(3) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
(4) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
(5) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1
49

التي فيها القتال (1).
24 - عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في قول الله:
(يريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين) قال أبو جعفر عليه السلام:
تفسيرها في الباطن يريد الله، فإنه شئ يريده ولم يفعله بعد، واما قوله (يحق الحق
بكلماته) فإنه يعنى يحق حق آل محمد، واما قوله: (بكلماته) قال: كلماته في الباطن
على هو كلمة الله في الباطن، واما قوله: (ويقطع دابر الكافرين) فهم بنو أمية، هم
الكافرون يقطع الله دابرهم، واما قوله: (ليحق الحق) فإنه يعنى ليحق حق آل محمد
حين يقوم القائم عليه السلام، واما قوله: (ويبطل الباطل) يعنى القائم فإذا قام يبطل باطل
بنى أمية، وذلك قوله: (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) (2).
25 - عن جابر عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في
البطن (وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان و
ليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام) قال: السماء في الباطن رسول الله، والماء علي عليه
السلام جعل الله عليا من رسول الله صلى الله عليه وآله فذلك قوله: (ماءا ليطهركم به) فذلك على
يطهر الله به قلب من والاه، واما قوله: (ويذهب عنكم رجز الشيطان) من والى عليا
يذهب الرجز عنه، ويقوى قلبه و (يربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام) فإنه يعنى
عليا، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلى فثبت على ولايته (3).
26 - عن محمد بن يوسف قال: أخبرني أبي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت:
(وإذ يوحى ربك إلى الملائكة انى معكم) قال: الهام (4).
27 - عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ويذهب عنكم رجز الشيطان)
قال: لا يدخلنا ما يدخل الناس من الشك (5).

(1) الصافي ج 1: 638. البرهان ج 2: 68.
(2) البحار ج 7: 127. البرهان ج 2: 68. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله
في اثبات الهداة ج 7: 98 مختصرا عن هذا الكتاب.
(3) البرهان ج 2: 69.
(4) البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 467.
(5) البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 467.
50

28 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده عن آبائه قال: قال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: اشربوا ماء السماء فإنه يطهر البدن، ويدفع الأسقام،
قال الله: (وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به) إلى قوله: ويثبت به الاقدام) (1).
29 - عن زرارة عن أحدهما قال: قلت: الزبير شهد بدرا؟ قال: نعم ولكنه
فر يوم الجمل، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك بقتاله إياهم، وإن كان قاتل
كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره (2).
30 - عن أبي جعفر عليه السلام ما شأن أمير المؤمنين عليه السلام حين [ما] ركب منه
ما ركب لم يقاتل؟ فقال: للذي سبق في علم الله أن يكون ما كان لأمير المؤمنين عليه السلام
أن يقاتل وليس معه الا ثلاثة رهط فكيف يقاتل؟! ألم تسمع قول الله جل وعزه
(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) إلى (وبئس المصير) فكيف يقاتل
أمير المؤمنين بعد هذا؟ وإنما هو يومئذ ليس معه مؤمن غير ثلاثة رهط (3).
31 - عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك
انهم يقولون ما منع عليا إن كان له حق أن يقوم بحقه؟ فقال: ان الله لم يكلف
هذا أحدا الا نبيه عليه وآله السلام قال له: (قاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك)
وقال لغيره (الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة) فعلى لم يجد فئة، ولو وجد فئة
لقاتل، ثم قال: لو كان جعفر وحمزة حيين إنما بقي رجلان.
قال (متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة) قال: متطردا (5) يريد الكرة
عليهم، أو متحيزا يعنى متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز
صف أصحابه فقد باء بغضب من الله (5).

(1) البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 473.
(2) البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 473.
(3) البحار ج 8: 152. البرهان ج 2: 69.
(4) الطرد - ويحرك: الابعاد ومتطردا أي متباعدا.
(5) البرهان ج 2: 70. البحار ج 8: 152. الصافي ج 1: 653.
51

32 - عن محمد بن كليب الأسدي عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) قال: على ناول رسول الله صلى الله عليه وآله
القبضة التي رمى بها (1)
33 - وفى خبر آخر عنه ان عليا ناوله قبضة من تراب فرمى بها (2)
34 - عن عمرو بن أبي المقدام عن علي بن الحسين قال: ناول رسول الله
صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قبضة من تراب التي رمى بها في وجوه
المشركين، فقال الله: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) (3)
35 - عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (يحول بين
المرء وقلبه) قال: هو ان يشتهى الشئ بسمعه وببصره ولسانه ويده، اما ان هو غشى
شيئا مما يشتهى فإنه لا يأتيه الا وقلبه منكر لا يقبل الذي يأتي، يعرف ان الحق
ليس فيه (4).
36 - وفى خبر هشام عنه قال: يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق (5)
37 - عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام (واعلموا ان الله يحول
بين المرء وقلبه) قال: هو أن يشتهى الشئ بسمعه وبصره ولسانه ويده، واما انه
لا يغشى شيئا منها وإن كان يشتهيه فإنه لا يأتيه الا وقلبه منكر، لا يقبل الذي يأتي
يعرف ان الحق ليس فيه (6)
38 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: هذا الشئ يشتهيه الرجل بقلبه
وسمعه وبصره، لا تتوق (7) نفسه إلى غير ذلك، فقد حيل بينه وبين قلبه إلى ذلك
الشئ (8).

(1) البرهان ج 2: 70. الصافي ج 1: 654.
(2): 39: البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1: 656.
(3) البرهان ج 2: 70. الصافي ج 1: 654.
(4) البحار ج 15 (ج 2): 38 - 39. البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1: (655 - 656).
(5) البحار ج 15 (ج 2): 38 - 39. البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1: (655 - 656).
(6) البحار ج 15 (ج 2): 38 - 39. البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1: (655 - 656).
(7) تاق توقا إليه: اشتاق.
(8) البحار ج 15
52

39 - وفى خبر يونس بن عمار عن أبي عبد الله قال: لا يستيقن القلب ان الحق
باطل أبدا، ولا يستيقن ان الباطل حق أبدا (1)
40 - عن عبد الرحمن بن سالم عنه في قوله: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين
ظلموا منكم خاصة) قال: أصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه حتى تركوا
عليا وبايعوا غيره، وهي الفتنة التي فتنوا بها، وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع
على والأوصياء من آل محمد عليهم السلام (2).
41 - عن إسماعيل السرى عن البهى (3) (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا 1 - منكم خاصة) قال أخبرت
انهم أصحاب الجمل (4).
42 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما ان قريشا اجتمعت فخرجت
من كل بطن أناس، ثم انطلقوا إلى دار الندوة ليشاوروا فيما يصنعون برسول الله
عليه وآله السلام، فإذا هم بشيخ قائم على الباب فإذا ذهبوا إليه ليدخلوا قال: ادخلوني
معكم، قالوا: ومن أنت يا شيخ؟ قال: أنا شيخ من بنى مضر، ولى رأى أشير به
عليكم فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس، وأجمعوا أمرهم على أن يخرجوه
فقال: ليس هذا لكم برأي ان أخرجتموه أجلب عليكم الناس (5) فقاتلوكم
قالوا: صدقت ما هذا برأي، ثم تشاوروا فاجمعوا أمرهم على أن يوثقوه، قال:
هذا ليس بالرأي ان فعلتم هذا ومحمد رجل حلو اللسان أفسد عليكم أبناءكم و
خدمكم وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه أو امرأته، ثم تشاوروا فأجمعوا

(1) البحار ج 15 (ج 2): 39: البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1: 656
(2) البرهان ج 2: 72. الصافي ج 1: 656.
(3) كذا في النسخ لكن في نسخة البرهان هكذا (عن الصيقل سئل أبو عبد الله عليه السلام
واتقوا فتنة اه) ثم ذكر الرواية بعينها فيحتمل تعدد الروايتين ويحتمل وحدتهما ووقوع
التحريف وكيف كان فلا تخلوا النسخ من التحريف والتصحيف فلا تغفل.
(4) البرهان ج 2: 72.
(5) أي أجمعهم عليكم
53

أمرهم على أن يقتلوه ويخرجون من كل بطن منهم بشاهر (1) فيضربونه بأسيافهم
جميعا عند الكعبة (2) ثم قرأ الآية (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك)
إلى آخر الآية. (3).
43 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام قوله (والله خير
الماكرين) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان لقى من قومه بلاءا شديدا حتى أتوه ذات
يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة، فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه،
فرفعته عنه ومسحته، ثم أراه الله بعد ذلك الذي يحب، انه كان ببدر وليس معه غير
فارس واحد، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا حتى جعل أبو سفيان والمشركون،
يستغيثون، ثم لقى أمير المؤمنين عليه السلام من الشدة والبلاء والتظاهر عليه ولم يكن معه
أحد من قومه بمنزلته، اما حمزة فقتل يوم أحد، واما جعفر فقتل يوم موتة. (4)
44 - عن عبد الله بن محمد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان رسول الله
صلى الله عليه وآله والاستغفار حصينين لكم من العذاب، فمضى أكبر الحصنين وبقى الاستغفار،
فأكثروا منة فإنه منجاة (5) للذنوب، وان شئتم فاقرأوا: (وما كان الله ليعذبهم وأنت
فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون). (6)
45 - عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلوات الله عليه و
آله وهو في نفر من أصحابه: ان مقامي بين أظهركم خير لكم وان مفارقتي إياكم خير
لكم، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله اما مقامك بين أظهرنا خير

(1) وفى نسخة البرهان (بشاب) بدل (بشاهر).
(2) وفى نسخة البحار (الكتفين) بدل (الكعبة).
(3) البحار ج 6: 415. البرهان ج 2: 78. الصافي ج 1: 658.
(4) البحار ج 6: 348 و 473. البرهان ج 2: 79.
(5) وفى نسخة الصافي (ممحاة) بدل (منجاة) والممحاة: خرقة يزال بها المنى
ونحوه كما قاله الجوهري وغيره.
(6) البحار ج 19 (ج 2): 34. البرهان ج 2: 79. الصافي ج 1: 665.
54

لنا فقد عرفنا، فكيف يكون مفارقتك إيانا خيرا لنا؟ فقال: اما مقامي بين أظهركم
فان الله يقول: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)
فعذبهم بالسيف، واما مفارقتي إياكم فهو خير لكم لان أعمالكم تعرض على كل
اثنين وخميس، فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سئ استغفر الله
لكم. (1)
46 - عن إبراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
(وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه) يعنى أولياء البيت يعنى
المشركون (ان أولياؤه الا المتقون) حيث ما كانوا هم أولى به من المشركين
(وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاءا وتصدية) قال التصفير والتصفيق (2)
47 - علي بن دراج الأسدي قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له: انى
كنت عاملا لبني أمية فأصبت مالا كثيرا فظننت ان ذلك لا يحل لي (3) قال: فسألت
عن ذلك غيري، [قال: قلت: قد سألت] فقيل لي: ان أهلك ومالك وكل شئ
لك حرام؟ قال: ليس كما قالوا لك قال: قلت جعلت فداك على (فلى خ ل) توبة؟
قال: نعم توبتك في كتاب الله (قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد
سلف) (4).

(1) البحار ج 7: 70. البرهان ج 2: 79. الصافي ج 1: 665.
(2) البرهان ج 2: 81. الصافي ج 1: 665. وصفر صفرا وصفر تصفيرا: صوت
بالنفخ من شفتيه وشبك أصابعه ونفح فيها وكثيرا ما يفعل ذلك للدابة عند دعائه للماء.
وصفق بيديه: صوت بهما ضربا. قيل: وكانوا يطوفون بالبيت عراءا يشبكون بين أصابعهم
ويصفرون فيها ويصفقون وكانوا يفعلون ذلك إذا قرء رسول الله صلى الله عليه وآله في صلاته يخلطون
عليه. وفى المجمع روى أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من
بنى عبد الدار عن يمينه فيصفران ورجلان عن يساره فيصفقان بأيديهما فيخلطان عليه صلاته
فقتلهم الله جميعا ببدر.
(3) وفى نسخة (أصبت مالا من وجه كذا وكذا فظننت ان ذلك لا يسعني).
(4) البحار ج 15 (ج 4): 219. البرهان ج 2: 81. الصافي ج 1: 667.
55

48 - عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام (1) سئل أبى عن قول الله:
(قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة حتى لا تكون فتنة (2) ويكون
الدين كله لله) فقال: انه [تأويل] لم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمنا بعده
سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغن دين محمد صلى الله عليه وآله ما بلغ
الليل حتى لا يكون شرك (مشرك خ ل) على ظهر الأرض كما قال الله (3).
49 - عن عبد الأعلى الجبلي (الحلبي خ ل) قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يكون
لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب، ثم أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى،
حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذي يكون بين يديه حتى يلقى
بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم هاهنا؟ فيقولون نحو من أربعين رجلا، فيقول:
كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو يأوى بنا الجبال لآويناها معه،
ثم يأتيهم من القابلة (القابل خ) فيقول لهم أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم
عشيرة فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتى يأتون صاحبهم، ويعدهم إلى الليلة
التي تليها.
ثم قال أبو جعفر: والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد
الله حقه ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ومن يحاجني
في آدم فأنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس من يحاجني في نوح فانا أولى الناس بنوح، يا
أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فانا أولى بإبراهيم، يا أيها الناس من يحاجني في موسى
فأنا أولى الناس بموسى، يا أيها الناس من يحاجني في عيسى فانا أولى الناس
بعيسى، يا أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، يا

(1) وفى نسخة البرهان رواه عن أبي جعفر عليه السلام.
(2) وفى نسخة (مشرك) وفى آخر (شرك) وفى ثالث (مشركا) بدل (فتنة).
(3) البرهان ج 2: 81. الصافي ج 1: 667 وزاد فيه بعد قوله: كما قال الله
(يعبدونني لا يشركون بي شيئا). ونقله المحدث الحر العاملي في كتاب اثبات الهداة ج 7
: 99 عن هذا الكتاب أيضا.
56

يا أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فانا أولى بكتاب الله، ثم ينتهى إلى المقام
فيصلى [عنده] ركعتين، ثم ينشد الله حقه.
قال أبو جعفر عليه السلام: هو والله المضطر في كتاب الله، وهو قول الله: (أمن يجيب
المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) وجبرئيل على الميزاب
في صورة طاير أبيض فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل، ويبايعه الثلثمائة والبضعة
العشر رجلا، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: فمن ابتلى في المسير وافاه في تلك الساعة،
ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، ثم قال: هو والله قول علي بن أبي طالب عليه السلام:
المفقودون عن فرشهم، وهو قول الله: (فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم
الله جميعا) أصحاب القائم الثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، قال: هم والله الأمة المعدودة
التي قال الله في كتاب: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة) قال: يجمعون
في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف (1) فيصبح بمكة فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه
صلى الله عليه وآله، فيجيبه نفر يسير ويستعمل على مكة، ثم يسير فيبلغه أن قد قتل عامله فيرجع
إليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئا يعنى السبي، ثم ينطلق فيدعو الناس إلى
كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله السلام، والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والبراءة
من عدوه ولا يسمى أحدا حتى ينتهى إلى البيداء، فيخرج إليه جيش السفياني
فيأمر الله الأرض فيأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول الله: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت
وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به) يعنى بقائم آل محمد (وقد كفروا به) يعنى بقائم
آل محمد إلى آخر السورة، ولا يبقى منهم الا رجلان يقال لهما وترووتير من مراد، وجوههما
في أقفيتهما يمشيان القهقرى، يخبران الناس بما فعل بأصحابهما، ثم يدخل المدينة
فتغيب عنهم عند ذلك قريش، وهو قول علي بن أبي طالب عليه السلام: والله لودت قريش أي
عندها موقفا واحدا جزر جزور بكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس أو غربت،

(1) القزع: قطع من السحاب متفرقة صغار. قيل وإنما خص الخريف لأنه أول
الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد
ذلك.
57

ثم يحدث حدثا فإذا هو فعل ذلك، قالت قريش: اخرجوا بنا إلى هذه الطاغية، فوالله
ان لو كان محمديا ما فعل، ولو كان علويا ما فعل، ولو كان فاطميا ما فعل، فيمنحه
الله أكتافهم، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية، ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة (1) فيبلغه
انهم قد قتلوا عامله فيرجع إليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة (2) إليها بشئ، ثم
ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة
من عدوه، حتى إذا بلغ إلى الثعلبية (3) قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس
ببدنه وأشجعهم بقلبه، ما خلا صاحب هذا الامر، فيقول: يا هذا ما تصنع؟ فوالله انك
لتجفل الناس أجفال النعم (4) أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا؟ فيقول المولى الذي

(1) موضع في الحجاز.
(2) الحرة بفتح الحاء والراء المهملتين -: ارض ذات حجارة نخرة سود كأنها
أحرقت بالنار وهي قريبة من حرة ليلى - قرب المدينة - ووقعة الحرة المشهورة كانت في
أيام يزيد بن معاوية سنة 63. وسبب ذلك ان أهل المدينة اجتمعوا بعد قتل الحسين عليه السلام عند
عبد الله بن حنظلة بن عامر وبايعوه بالامارة واخرجوا عامل يزيد من المدينة وأظهروا
خلع يزيد من الخلافة فلما سمع بذلك يزيد بعث إليهم مسلم بن عقبة المري في اثنا عشر
ألفا من أهل الشام وسموه لقبيح صنيعه مسرفا فنزل حرة (المسماة بحرة وأقم وهي الحرة
الشرقية من حرتى المدينة) وخرج إليه أهل المدينة يحاربونه فكسرهم وقتل من الموالي
ثلاثة آلاف وخمسمأة رجل ومن الأنصار ألفا وأربعمأة، وقيل ألفا وسبعمأة ومن قريش
ألفا وثلاث مأة ودخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبوا الذرية واستباح الفروج وحملت
منهم ثمانمأة حرة وولدن، وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرة، ثم احضر الأعيان
لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض الا أن يبايعوه على أنهم عبيد يزيد بن معاوية فمن تلكأ
امر بضرب عنقه وكيف كان قصة الحرة طويلة وكان بعد قتل الحسين عليه السلام من أشنع شئ
جرى في أيام يزيد بن معاوية لعنه الله تعالى.
(3) من منازل طريق مكة من الكوفة وفى وجه تسمية الموضع خلاف ذكره الحموي
في المعجم فراجع.
(4) جفل الطير عن المكان: طردها. وأجفلت الريح التراب: أي أذهبته وطيرته
58

ولى البعية: والله لتسكنن أو لأضربن الذي فيه عيناك، فيقول له القائم عليه السلام: اسكت
يا فلان، أي والله ان معي عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله، هات لي يا فلان العيبة (1) أو الطيبة
(2) أو الزنفليجة (3) فيأتيه بها فيقرأه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقول: جعلني
الله فداك أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ثم يقول: جعلني الله فداك
جدد لنا بيعة، فيجدد لهم بيعة.
قال أبو جعفر عليه السلام: لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة و
بضعة عشر رجلا، كأن قلوبهم زبر الحديد جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره،
يسير الرعب امامه شهرا وخلفه شهرا، أمده الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين
حتى إذا صعد النجف، قال لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد
يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح، قال: خذوا بنا طريق النخيلة (4) وعلى الكوفة
جند مجند (5) قلت: جند مجند؟ قال: أي والله حتى ينتهى إلى مسجد إبراهيم عليه السلام
بالنخيلة، فيصلى فيه ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم
من جيش السفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم.
قال أبو جعفر عليه السلام: ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى

(1) العيبة: ما يجعل فيه الثياب.
(2) كذا في الأصل وفى نسخة البرهان (الطبقة) ولم اظفر فيه ولا فيما يضاهيه
في الكتابة في اللغة على معنى يناسب المقام وقد خلت نسخة البحار من اللفظة رأسا.
(3) الزنفليجة: شبه الكنف وهو وعاء أدوات الراعي، فارسي معرب.
(4) النخيلة - تصغير نخلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام وهو الموضع الذي
خرج إليه علي عليه السلام لما بلغه ما فعل بالأنبار من قبل عامله عليها وخطب خطبة مشهورة ذم
فيها أهل الكوفة وقال: اللهم إني لقد مللتهم وملوني فأرحني منهم، فقتل بعد ذلك بأيام
(5) جند مجند أي مجموع. وقد اختلفت النسخ هيهنا ففي نسخة (خندق مخندق)
وفى أخرى (جند مجندخ) وفى ثالثة (جنة مجنة) ولعل الظاهر ما اخترناه ثم الثاني.
59

مؤمن الا كان فيها أو حن إليها (1) وهو قول أمير المؤمنين علي عليه السلام ثم يقول لأصحابه
سيروا إلى هذه الطاغية، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، فيعطيه السفياني
من البيعة سلما فيقول له كلب: وهم أخواله [ما] هذا ما صنعت؟ والله ما نبايعك على هذا
أبدا، فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله فيستقبله، ثم يقول له القائم صلى الله عليه وآله: خذ
حذرك (2) فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم. و
يأخذ السفياني أسيرا، فينطلق به ويذبحه بيده، ثم يرسل جريدة خيل (3) إلى الروم
فيستحضرون بقية بنى أمية، فإذا انتهوا إلى الروم قالوا: اخرجوا الينا أهل ملتنا
عندكم، فيأبون ويقولون والله لا نفعل، فيقول الجريدة: والله لو أمرنا
لقاتلناكم، ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه، فيقول: انطلقوا
فأخرجوا إليهم أصحابهم، فان هؤلاء قد أتوا بسلطان [عظيم] وهو
قول الله: (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم
فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) قال: يعنى الكنوز التي كنتم تكنزون،
(قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعويهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين)
لا يبقي منهم مخير ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلثمائة والبضعة عشر رجلا إلى
الآفاق كلها، فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم، فلا يتعايون (4) في فضاء ولا تبقى
ارض الا نودي فيها شهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا رسول الله، و
هو قوله: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) ولا
يقبل صاحب هذا الامر الجزية كما قبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قول الله: (وقاتلوهم حتى
لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله).

(1) حن إليه: اشتاق إليه.
(2) الحذر: التحرز ومجانبة الشئ خوفا منه وقالوا في تفسير قوله تعالى (خذوا
حذركم) أي خذوا طريق الاحتياط واسلكوه واجعلوا الحذر ملكة في دفع ضرر الأعداء
عنكم والحذر والحذر بمعنى واحد كالأثر والأثر.
(3) الجريدة: خيل لا رجالة فيها.
(4) تعاياه الامر: أعجزه.
60

قال أبو جعفر عليه السلام: يقاتلون والله حتى يوحد الله ولا يشرك به شيئا، وحتى تخرج
العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد، ويخرج الله من الأرض
بذرها، وينزل من السماء قطرها، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي عليه السلام
، ويوسع الله على شيعتنا ولولاه ما يدركهم (ينجز لهم خ ل). من السعادة لبغوا، فبينا
صاحب هذا الامر قد حكم ببعض الاحكام وتكلم ببعض السنن، إذ خرجت خارجة
من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لأصحابه: انطلقوا فتلحقوا بهم في التمارين
فيأتونه بهم اسرى ليأمر بهم فيذبحون وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد
صلى الله عليه وآله (1).
50 عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قول الله: (واعلموا إنما
غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) قال: هم أهل قرابة رسول الله
عليه وآله السلام، فسألته: منهم اليتامى والمساكين وابن السبيل؟ قال: نعم (2)
51 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: في الغنيمة يخرج
منها الخمس، ويقسم ما بقي فيمن قاتل عليه وولى ذلك، فاما الفئ والأنفال فهو
خالص لرسول الله صلى الله عليه وآله (3).
52 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته ان نجدة الحروري
كتب إلى ابن عباس يسئله عن موضع الخمس لمن هو؟ فكتب إليه: اما الخمس
فانا نزعم انه لنا، ويزعم قومنا انه ليس لنا فصبرنا (4).
53 - عن زرارة ومحمد بن مسلم وأبى بصير انهم قالوا له: ما حق الامام في
أموال الناس؟ قال: الفئ والأنفال والخمس، وكل ما دخل منه فئ أو أنفال أو خمس

(1) البحار ج 13: 188 - 189. البرهان ج 2: 81 - 83. ونقله المحدث
الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7: 99 مختصرا عن هذا الكتاب.
(2) البحار ج 20: 50 - 52. البرهان ج 2: 87. الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1: الصافي ج 1. 668.
(3) البحار ج 20: 50 - 52. البرهان ج 2: 87. الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1: الصافي ج 1. 668.
(4) البرهان ج 2: 87. البحار ج 20: 52. مجمع البيان ج 3: 545.
61

أو غنيمة فان لهم خمسة، فان الله يقول: (واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه،
وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين) وكل شئ في الدنيا فان لهم فيه نصيبا
فمن وصلهم بشئ مما يدعون له أكثر مما يأخذون منه (1).
54 - عن سماعة عن أبي عبد الله وأبى الحسن عليه السلام قال: سألت أحدهما عن الخمس؟
فقال: ليس الخمس الا في الغنائم. (2).
55 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (واعلموا إنما غنمتم
من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) قال: هم أهل قرابة نبي الله صلى الله عليه وآله (3).
56 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (و
اعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) قال: الخمس لله و
للرسول وهو لنا (4).
57 - عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: يا أبا الفضل لنا حق في كتاب
الله في الخمس، فلو محوه فقالوا: ليس من الله أو لم يعلموا به لكان سواء (5).
58 - عن ابن الطيار (6) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يخرج خمس الغنيمة
ثم يقسم أربعة أخماس على من قاتل على ذلك أو وليه (7).
59 - عن فيض بن أبي شيبة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أشد
ما يكون الناس حالا يوم القيمة إذا قام صاحب الخمس، فقال: يا رب خمسي وان

(1) الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88
(2) الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88.
(3) الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88.
(4) الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88.
(5) البحار ج 20: 48. البرهان ج 2: 88.
(6) هو حمزة بن محمد الطيار وفى نسخة البحار (عن الطيار) يحذف ابن وهو
أيضا يطلق عليه وعلى أبيه محمد بن عبد الله
(7) البحار ج 20: 50. البرهان ج 2: 88.
62

شيعتنا من ذلك لفي حل (1)
60 - عن إسحاق بن عمار قال: سمعته يقول: لا يعذر عبد اشترى من
الخمس شيئا أن يقول: يا رب اشتريته بمالي، حتى يأذن له أهل الخمس (2)
61 - عن إبراهيم بن محمد قال: كتبت إلى أبى الحسن الثالث عليه السلام اسئله عما
يجب في الضياغ، فكتب: الخمس بعد المؤنة، قال: فناظرت أصحابنا فقالوا:
المؤنة بعد ما يأخذ السلطان، وبعد مؤنة الرجل، فكتبت إليه انك قلت: الخمس
بعد المؤنة وان أصحابنا اختلفوا في المؤنة؟ فكتب: الخمس بعدما يأخذ السلطان
وبعد مؤنة الرجل وعياله (3).
62 - عن إسحاق (4) عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن سهم
الصفوة؟ فقال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وأربعة أخماس للمجاهدين والقوام، وخمس
يقسم بين مقسم رسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن نقول هو لنا والناس يقولون: ليس لكم،
وسهم لذي القربى وهو لنا، وثلاثة أسهام لليتامى والمساكين وأبناء السبيل، يقسمه
الامام بينهم، فان أصابهم درهم درهم لكل فرقة منهم نظر الامام بعد، فجعلها في ذي
القربى، قال: يردوها الينا (5).
63 - عن المنهال بن عمرو عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال: ليتامانا.
ومساكيننا وأبناء سبيلنا (6).
64 - عن زكريا بن مالك الجعفي (7) عن أبي عبد الله عليه السلام سألته عن قول

(1) البحار ج 20: 50. البرهان ج 2: 88. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 4
(2) البحار ج 20: 48 و 50. البرهان ج 2: 88.
(3) البحار ج 20: 48 و 50. البرهان ج 2: 88.
(4) وفى نسخة البرهان (عن عمار) بدل (اسحق).
(5) البحار ج 20: 52 البرهان ج 2: 88. الوسائل أبواب قسمة الخمس باب 1
(6) البحار ج 20: 52 البرهان ج 2: 88. الوسائل أبواب قسمة الخمس باب 1
(7) وفى نسخة البرهان (زكريا بن عبد الله) ولكن الظاهر وهو المختار.
63

الله: (واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى و
والمساكين وابن السبيل) قال: اما خمس الله فلرسوله يضعه في سبيل الله ولنا
خمس الرسول ولأقاربه وخمس ذوي القربى فهم أقرباءه، واليتامى يتامى أهل
بيته، فجعل هذه الأربعة الأسهم فيهم، واما المساكين وأبناء السبيل فقد علمت
أن لا تأكل الصدقة ولا تحل لنا فهو للمساكين وأبناء السبيل (1).
65 - عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: قال:
ان الله لا إله إلا هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس، والصدقة علينا حرام،
والخمس لنا فريضة، والكرامة أمر لنا حلال (2).
66 - عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في الرجل من أصحابنا في لوائهم
فيكون معهم فيصيب غنيمة؟ قال: يؤدى خمسنا ويطيب له (3).
67 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في تسعة عشر من شهر
رمضان يلتقى الجمعان، قلت: ما معنى قوله: (يلتقى الجمعان)؟ قال: يجتمع فيها
ما يريد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه (4).
68 - عن عمرو بن سعيد قال: جاء رجل من أهل المدينة في ليلة الفرقان
حين التقى الجمعان، فقال المدني: هي ليلة سبع عشرة من رمضان، قال: فدخلت
على أبى عبد الله عليه السلام: فقلت له وأخبرته، فقال لي: جحد المدني أنت تريد مصاب
أمير المؤمنين انه أصيب ليلة تسعة عشر من رمضان وهي الليلة التي رفع فيها عيسى
بن مريم عليه السلام (5).

(1) البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88 الصافي ج 1: 668.
(2) البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88. مجمع البيان ج 3: 545.
(3) البرهان ج 2: 88. البحار ج 20: 50.
(4) البحار ج 20: 100. البرهان ج 2: 89. ونقله الفيض رحمه الله في حاشية
الصافي ج 1: 669 عن هذا الكتاب أيضا.
(5) البحار ج 20. 100. البرهان ج 2: 89.
64

69 - عن محمد بن يحيى عن أبي عبدا لله عليه السلام في قوله: (والركب أسفل
منكم) قال: أبو سفيان وأصحابه (1).
70 - عن عمرو بن أبي مقدام عن أبيه عن علي بن الحسين عليه السلام قال: لما
عطش القوم يوم بدر انطلق على بالقربة يستقى وهو على القليب (2) إذ جاءت
ريح شديدة ثم مضت فلبث ما بدا له، ثم جاءت ريح أخرى ثم مضت ثم جاءته أخرى
كاد أن تشغله وهو على القليب ثم جلس حتى مضى، فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
أخبره بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما الريح الأولى [فيها] جبرئيل مع ألف من
الملائكة، والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة، والثالثة فيها إسرافيل مع
ألف من الملائكة، وقد سلموا عليك وهم مدد لنا، وهم الذين رآهم إبليس فنكص
على عقبيه يمشى القهقرى حتى يقول: (انى أرى مالا ترون، انى أخاف الله والله شديد
العقاب) (3).
71 - أبو علي المحمودي عن أبيه رفعه في قول الله: (يضربون وجوههم و
أدبارهم) قال: إنما أراد وأستاههم (4) ان الله كريم يكن (5).
72 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية (ان شر الدواب
عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) قال: نزلت في بني أمية، هم شر خلق الله، هم
الذين كفروا في بطن القرآن وهم الذين لا يؤمنون (6).

(1) البحار ج 6: 473. البرهان ج 2: 89. الصافي ج 1: 669.
(2) القليب: البئر قبل ان تطوى.
(3) البحار ج 6: 471. البرهان ج 2: 90. الصافي ج 1: 672.
(4) الاست: العجز واصلها سته على فعل بالتحريك يدل على ذلك ان جمعه استاه
مثل جمل واجمال، ولا يجوز أن يكون مثل جذع وقفل اللذين يجمعان أيضا على افعال
لأنك إذا أردت الهاء التي هي لام الفعل وحذفت العين قلت سه بالفتح صلى الله عليه وآله.
(5) البرهان ج 2: 90. البحار ج 6: 467.
(6) البرهان ج 2: 90. الصافي ج 1: 674.
65

73 - عن محمد بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (واعدوا
لهم ما استطعتم من قوة) قال: سيف وترس (1).
74 - عبد الله بن المغيرة (2) رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله (وأعدوا لهم
ما استطعتم من قوة) قال الرمي (3).
75 - عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (وان جنحوا للسلم
فاجنح لها) فسئل ما السلم؟ قال. الدخول في أمرك (4).
76 - عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن جده ما أتى على يوم قط أعظم
من يومين أتيا على، فاما اليوم الأول فيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، واما اليوم الثاني
فوالله انى لجالس في سقيفة بنى ساعدة عن يمين أبى بكر والناس يبايعونه، إذ قال له
عمر: يا هذا ليس في يديك شئ مهما لم يبايعك على، فابعث إليه حتى يأتيك
يبايعك، فإنما هؤلاء رعاع (5) فبعث إليه قنفذ فقال له: اذهب فقل لعلى: أجب
خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله، فذهب قنفذ فما لبث أن رجع فقال لأبي بكر: قال لك: ما خلف
رسول الله أحدا غيري، قال: ارجع إليه فقل: أجب فان الناس قد أجمعوا على بيعتهم
إياه، وهؤلاء المهاجرين والأنصار يبايعونه وقريش، وإنما أنت رجل من المسلمين
لك ما لهم وعليك ما عليهم، فذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع فقال: قال لك: ان
رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي وأوصاني ان إذا واريته في حفرته لا أخرج من بيتي حتى أؤلف
كتاب الله، فإنه في جرايد النخل وفى أكتاف الإبل، قال عمر: قوموا بنا إليه، فقام
أبو بكر، وعمر، وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة بن الجراح، و

(1) البحار ج 23: 45. البرهان ج 2: 90 الصافي ج 1: 674.
(2) وفى نسخة البرهان (عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اه)
(3) البحار ج 23: 45. البرهان ج 2: 91. الصافي ج 1: 674.
(4) البحار ج 7: 124. البرهان ج 2: 91. الصافي ج 1: 675 وفيه كرواية
الكليني (أمرنا) بدل (امرك) ولعله من باب النقل بالمعنى.
(5) الرعاع - بالفتح -: سقاط الناس وسفلتهم وغواؤهم.
66

سالم مولى أبى حذيفة، وقنفذ، وقمت معهم، فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم فاطمة
صلوات الله عليها أغلقت الباب في وجوههم، وهي لا تشك أن لا يدخل عليها الا باذنها،
فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف (1) ثم دخلوا فأخرجوا عليا عليه السلام ملببا
(2) فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت: يا با بكر أتريد أن ترملني من زوجي (3) والله
لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبى ولأصيحن (4) إلى
ربى، فأخذت بيد الحسن والحسين عليهم السلام، وخرجت تريد قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال
علي عليه السلام لسلمان: أدرك ابنة محمد فانى أرى جنبتي المدينة تكفيان، والله ان نشرت
شعرها وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف
بها [وبمن فيها] فأدركها سلمان رضي الله عنه.
فقال: يا بنت محمد ان الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي، فقالت: يا سلمان يريدون
قتل على ما على على صبر فدعني حتى آتى قبر أبى فانشر شعري واشق جيبي وأصيح
إلى ربى، فقال سلمان: انى أخاف أن تسخف بالمدينة، وعلى بعثني إليك ويأمرك
أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي، فقالت: إذا أرجع واصبر وأسمع له وأطيع، قال:
فأخرجوه من منزله ملببا ومروا به على قبر النبي عليه وآله السلام قال: فسمعته يقول:
(يا بن أم ان القوم استضعفوني) إلى آخر الآية وجلس أبو بكر في سقيفة بنى ساعدة
وقدم على فقال له عمر: بايع، فقال له على: فان أنا لم افعل فمه؟ فقال له عمر:
إذا أضرب والله عنقك، فقال له على إذا والله أكون عبدا لله المقتول، وأخا رسول
الله، فقال عمر اما عبدا لله المقتول فنعم، واما أخو رسول الله فلا - حتى قالها ثلثا -

(1) السعف: جريد النخل.
(2) أي وقد اخذ بتلبيبه وهو ما في المنحر وموضع القلادة من الثياب.
(3) رملت الزوجة من زوجها: صارت أرملة وهي المرأة التي مات زوجها و
هي فقيرة.
(4) وفى نسخة البرهان (لأضجن) بدل (لأصيحن) والظاهر وهو المختار في المتن
لما يأتي في قول علي عليه السلام (وصاحت إلى ربها ا ه).
67

فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل مسرعا يهرول (1) فسمعته يقول: ارفقوا
بابن أخي ولكم على أن يبايعكم، فأقبل العباس واخذ بيد على فمسحها على يد أبى
بكر، ثم خلوه مغضبا فسمعته يقول: ورفع رأسه إلى السماء اللهم انك تعلم أن
النبي صلى الله عليه وآله قد قال لي: ان تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك (ان يكن
منكم عشرون صابرون يغلبوا مأتين) قال: وسمعته يقول: اللهم وانهم لم يتموا
عشرين، حتى قالها ثلاثا ثم انصرف (2).
77 - عن فرات بن أحنف عن بعض أصحابه عن علي عليه أنه قال: ما نزل
بالناس أزمة (3) قط الا كان شيعتي فيها أحسن حالا، وهو قول الله: (الآن خفف
الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) (4).
78 - عن حسين بن صالح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان على
صلوات الله عليه يقول: من فر من رجلين في القتال [من الزحف فقد] فر من
الزحف (5) ومن فر من ثلاثة رجل في القتال فلم يفر من الزحف (6).
79 - عن معاوية بن عما عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في هذه
الآية (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا
يؤتكم خيرا مما اخذ منكم) قال: نزلت في العباس وعقيل ونوفل (7) وقال:
ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهى يوم بدر أن يقتل أحد من بني هاشم أو أبو البختري

(1) الهرولة: ضرب من العدو. قال الجوهري: وهو بين المشي والعدو.
(2) البحار ج 8: 44. البرهان ج 2: 93.
(3) الأزمة والآزمة: الشدة والقحط والسنة الشديدة.
(4) البرهان ج 2: 93.
(5) في الحديث أنهاكم عن الفرار من الزحف أي من الجهاد ولقاء العدو في الحرب
والزحف: الجيش يزحفون إلى العدو أي يمشون (م).
(6) الصافي ج 1: 676. البرهان ج 2: 93.
(7) وهو نوفل بن الحارث بن عبد المطلب من أسارى بدر.
68

فاسروا فأرسل عليا فقال: انظر من ههنا من بني هاشم، قال: فمر على على عقيل
بن أبي طالب فجاز عنه قال: فقال له: يا بن أم على اما والله لقد رأيت مكاني، قال:
فرجع إلى رسول الله عليه وآله السلام فقال له: هذا أبو الفضل في يد فلان، وهذا
عقيل في يد فلان، وهذا نوفل في يد فلان، يعنى نوفل بن الحارث فقام رسول الله
عليه وآله السلام حتى انتهى إلى عقيل، فقال له: يا بايزيد قتل أبو جهل (1) فقال: إذا
لا تنازعون في تهامة (2) قال: ان كنتم أثخنتم القوم والا فاركبوا أكتافهم، قال:
فجئ بالعباس فقيل له: أفد نفسك وأفد ابني أخيك، فقال: يا محمد تركتني اسئل
قريشا في كفى؟ قال: اعط مما خلفت عند أم الفضل وقلت لها: ان أصابني شئ في
وجهي فانفقيه على ولدك ونفسك، قال: يا ابن أخي من أخبرك بهذا؟ قال: أتاني
به جبرئيل من عند الله فقال: ومحلوفه (3) ما علم بهذا أحد الا أنا وهي، واشهد
انك رسول الله، قال: فرجع الأسارى كلهم مشركين الا العباس وعقيل ونوفل بن
الحارث وفيهم نزلت هذه الآية (قل لمن في أيديكم الأسارى) (4) إلى
آخرها (5).
80 - عن علي بن أسباط سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول قال أبو عبد
الله عليه السلام: أتى النبي عليه وآله السلام بمال فقال للعباس: ابسط رداءك فخذ من
هذا المال طرفا (6) قال: فبسط ردائه فأخذ طرفا من ذلك المال، قال ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: هذا مما قال الله: (يا أيها النبي قال لمن في أيديكم من الأسارى ان يعلم

(1) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان والصافي ورواية الكليني رحمه الله في الكافي
لكن في ساير النسخ هكذا (فقال له: انا نريد قتل أبى جهل).
(2) من أسماء مكة المعظمة.
(3) ومحلوفة أي اقسم بالذي يقسم به في شرع محمد صلى الله عليه وآله وحاصله والله.
(4) وهذا احدى القراءات في الابة.
(5) الصافي ج 1: 677. البحار ج: 470
(6) الطرف - محركة -: طائفة من الشئ.
69

الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) (1)
81 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام قالوا:
سألناهما عن قوله: (والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى
يهاجروا) قالا بان أهل مكة لا يرثون (2) أهل المدينة (3)
82 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن آبائه قال:
دخل علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه وقد أغمي عليه ورأسه في حجر
جبرئيل وجبرئيل في صورة دحية الكلبي، فلما دخل علي عليه السلام قال له جبرئيل:
دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به منى، لان الله يقول في كتابه: (وأولوا
الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فجلس علي عليه السلام وأخذ رأس رسول الله
صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره، فلم يزل رأس رسول الله في حجره حتى غابت الشمس،
وان رسول الله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي فقال: يا علي أين جبرئيل؟
فقال: يا رسول الله ما رأيت الا دحية الكلبي دفع إلى رأسك قال:
يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به منى، لان الله يقول في كتابه: (وأولوا الأرحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فجلست وأخذت رأسك فلم تزل في حجري حتى غابت
الشمس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أفصليت العصر؟ فقال لا قال: فما منعك أن تصلى؟

(1) البحار ج 6: 467. الصافي ج 1: 678.
(2) وفى نسخة الصافي (لا يولون) بدل (لا يرثون) والمعنى واحد كما لا يخفى.
(3) البحار ج 6: 423. البرهان ج 2: 98. الصافي ج 1: 678 ثم إن الآية على ما
ذكره المفسرون نزلت في الميراث وقوله تعالى (أولئك بعضهم أولياء بعض) أي يتولى بعضهم بعضا
في الميراث، وكانوا يتوارثون بالهجرة فجعل الله الميراث للمهاجرين والأنصار دون
ذوي الأرحام وكان الذي آمن ولم يهاجر لم يرث من اجل انه لم يهاجر ولم ينصر
وكانوا يعملون بذلك حتى وقعت غزوة بدر فأنزل الله (النبي أولى بالمؤمنين من
أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فنسخت
هذه الآية.
70

فقال: قد أغمي عليك وكان رأسك في حجري، فكرهت ان أشق عليك يا رسول الله،
وكرهت ان أقوم واصلي أوضع رأسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إن كان في طاعتك
وطاعة رسولك حتى فاتته صلاة العصر، اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلى العصر في
وقتها، قال: فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية، ونظر إليها أهل المدينة
وان عليا قام وصلى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب (1).
83 - عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: الخال والخالة يرثان إذا لم
يكن معهم أحد غيرهم ان الله يقول: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب
الله) إذا التقيت القرابات فالسابق أحق بالميراث من قرابته. (2).
84 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اختلف علي بن أبي طالب عليه السلام
وعثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه، وله ذو قرابة لا يرثونه ليس
له بينهم مفروض، فقال على: ميراثه لذوي قرابته، لان الله تعالى يقول: (وأولوا
الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وقال عثمان: اجعل ميراثه في بيت مال المسلمين
ولا يرثه أحد من قرابته. (3)
85 - عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي عليه السلام لا يعطى موالي
شيئا مع ذي رحم سميت له فريضة أم لم تسم له فريضة، وكان يقول: (وأولوا الأرحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شئ عليم) قد علم مكانهم فلم يجعل
لهم مع أولى الأرحام حيث قال: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب
الله). (4)

(1) البحار ج 9: 549. البرهان ج 2: 98. ونقله المحدث الحر العاملي في كتاب
اثبات الهداة ج 2: 137 عن هذا الكتاب مختصرا.
(2) البحار ج 24: 26. البرهان ج 2: 98. الوسائل ج 3 أبواب ميراث
الأعمام والأخوال باب 5.
(3) البحار ج 24: 26 البرهان ج 2: 98 - 99. الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 7.
(4) البحار ج 24: 26 البرهان ج 2: 98 - 99. الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 7.
71

86 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في وقول الله: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض
في كتاب الله) ان بعضهم أولى بالميراث من بعض، لان أقربهم إليه [رحما] أولى به ثم
قال أبو جعفر: انهم أولى بالميت، وأقربهم إليهم أمه وأخوه وأخته لامه وأبيه، أليس
الام أقرب إلى الميت من اخوته وأخواته. (1).
87 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له أخبرني عن
خروج الإمامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين كيف ذلك وما الحجة فيه؟ قال: لما
حضر الحسين ما حضره من أمر الله لم يجز ان يردها إلى ولد أخيه ولا يوصى بها فيهم،
يقول الله: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فكان ولده أقرب رحما إليه
من ولد أخيه، وكانوا أولى بالإمامة وأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها، فصارت
الإمامة إلى الحسين، وحكمت بها الآية لهم فهي فيهم إلى يوم القيمة. (2)

(1) البرهان ج 2: 99. البحار ج 24: 26.
(2) البرهان ج 2: 99. البحار ج 7: 242.
72

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة البراءة
1 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرأ سورة براءة و
الأنفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا. وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا، واكل
يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعة علي عليه السلام حتى يفرغ الناس من الحساب (1).
2 - عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الفتح في سنة ثمان، و
براءة في سنة تسع، وحجة الوداع في سنة عشر (2).
3 - عن أبي العباس عن أحدهما قال: الأنفال وسورة براءة واحدة (3).
4 - عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر مع براءة
إلى الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل فقال: لا يبلغ عنك الا على، فدعا
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فأمره أن يركب ناقة العضباء (4) وأمره أن يلحق أبا بكر

(1) البحار ج 19: 69. البرهان ج 2: 58.
(2) البرهان ج 2: 100. البحار ج 6: 602 و 9: 56. الصافي ج 1: 681.
(3) البرهان ج 2: 100. البحار ج 19: 69. الصافي ج 1: 680.
(4) العضباء: اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله قيل هو علم لها وقيل كانت مشقوقة الأذن
وفى كلام الزمخشري وهو منقول من قولهم ناقة عضباء وهي القصيرة اليد.
73

فيأخذ منه براءة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبو بكر: أسخطة؟ فقال: لا الا انه
انزل عليه لا يبلغ الا رجل منك، فلما قدم على مكة وكان يوم النحر بعد الظهر وهو يوم
الحج الأكبر، قام ثم قال: انى رسول رسول الله إليكم، فقرأها عليهم: (براءة من الله و
رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) عشرين من
ذي الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الأول، وعشرا من شهر ربيع الآخر، وقال: لا يطوف
بالبيت عريان ولا عريانة، ولا مشرك الا من كان له عهد عند رسول الله، فمدته إلى هذه
الأربعة الأشهر (1).
5 - وفى خبر محمد بن مسلم فقال: يا علي هل نزل في شئ منذ فارقت رسول الله؟
قال: لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد الا رجل منه، فوافى الموسم فبلغ عن الله وعن
رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار، وفى أيام التشريق كلها ينادى: (براءة
من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) ولا
يطوفن بالبيت عريان (2).
6 - عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا والله ما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله
أبا بكر ببراءة أهو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه؟! ولكنه استعمله على الموسم
وبعث بها عليا بعدما فصل أبو بكر عن الموسم، فقال لعلى: حين بعثه انه لا يؤدى
عنى الا أنا وأنت (3).
7 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب على بالناس واخترط سيفه
(4) وقال: لا يطوفن بالبيت عريان، ولا يحجن بالبيت [مشرك ولا] مشركة، ومن كانت
له مدة فهو إلى مدته، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر، وكان خطب يوم النحر،

(1) البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. الصافي ج 1: 681 - 682.
الوسائل ج 2 - أبواب الطواف باب 53.
(2) البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. الصافي ج 1: 681 - 682.
الوسائل ج 2 - أبواب الطواف باب 53.
(3) البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. ونقله الفيض في حاشية الصافي ج 1
682 عن الكتاب.
(4) اخترط السيف: استله أخرجه من غمده.
74

وكان عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع
الآخر، وقال: يوم النحر يوم الحج الأكبر (1).
8 - وفى خبر أبي الصباح عنه فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة وعند
الجمار في أيام الموسم كلها ينادى (براءة من الله ورسوله) ولا يطوفن عريان، ولا يقربن
المسجد الحرام بعد عامنا هذا مشرك (2).
9 - عن حبيش (3) عن علي عليه السلام ان النبي عليه وآله السلام حين بعثه ببراءة وقال: يا نبي الله
انى لست بلسن (4) ولا بخطيب قال ما بد ان أذهب بها أو تذهب بها أنت، قال: فإن كان
لابد فسأذهب أنا قال: فانطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك، ثم وضع يده
على فمه وقال: انطلق فاقرأها على الناس، وقال: الناس سيتقاضون إليك، فإذا أتتك
الخصمان فلا تقضين لواحد حتى يسمع الآخر، فإنه أجدر أن تعلم الحق (5).
10 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن
قوله: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) قال: عشرين من ذي الحجة، والمحرم وصفر
وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الآخر (6).
11 - جعفر بن أحمد عن علي بن محمد بن شجاع قال: روى أصحابنا قيل لأبي عبد الله
عليه السلام: لم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟ قال: ان الله جل ذكره أمر
المشركين فقال: (فسيحوا في الأرض أربعة اشهر) ولم يكن يقصر بوفده (برفده
بوعده خ) عن ذلك (7).

(1) البحار ج 9: 56 - 57. البرهان ج 2: 101. الصافي ج 1: 682 الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.
(2) البحار ج 9: 56 - 57. البرهان ج 2: 101. الصافي ج 1: 682 الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.
(3) وفى نسخ البحار والبرهان والوسائل (الحسن) بدل (الحبيش).
(4) اللسن ككتف: الفصيح البليغ.
(5) البحار ج 9: 57. البرهان ج 2: 101. الوسائل ج 3 أبواب آداب القاضي باب 4.
(6) البحار ج 21: 106. البرهان ج 2: 102.
(7) البرهان ج 2: 102
75

12 - عن حكيم بن الحسين عن علي بن الحسين عليه السلام قال: والله ان لعلى لاسماء
في القرآن ما يعرفه الناس، قال: قلت: وأي شئ تقول جعلت فداك؟ فقال لي (وأذان
من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين
وكان على هو والله المؤذن، فاذن باذان الله ورسوله يوم الحج الأكبر من المواقف
كلها، فكان ما نادى به أن لا يطوف بعد هذا العام عريان ولا يقرب المسجد الحرام
بعد هذا العام مشرك. (1) 13 - عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال في الاذان: هو اسم في كتاب الله لا يعلم
ذلك أحد غيري. (2)
14 - عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليه السلام في قول الله: (واذان من الله و
رسوله) قال: الاذان أمير المؤمنين علي عليه السلام. (3)
15 - عن جابر عن [جعفر بن محمد و] أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (واذان من الله و
رسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) قال: خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه (4).
16 - عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر،
والحج الأصغر العمرة. (5)
17 - وفى رواية ابن سرحان عنه عليه السلام قال: الحج الأكبر يوم عرفة وجمع (6)
ورمى الجمار والحج الأصغر العمرة. (7)

(1) البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.
(2) البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.
(3) البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الصافي ج 1: 682 - 683
(4) البرهان ج 2: 102. اثبات الهداة ج 7: 99.
(5) البرهان ج 2: 102. الوسائل ج 2 أبواب العمرة باب 1
(6) وجمع بالفتح فالسكون: المشعر الحرام وهو أقرب الموقفين إلى مكة المشرفة
ومنه حديث آدم عليه السلام ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب والعشاء، قيل سمى به لان
الناس يجتمعون فيه ويزدلفون إلى الله تعالى أي يتقربون إليه بالعبادة والخير والطاعة، و
قيل لان آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف ودنا منها وقيل لأنه يجمع فيه المغرب والعشاء (م)
(7) البرهان ج 2: 102. الصافي ج 1: 683. الوسائل ج 2 أبواب العمرة باب 1
76

18 - وفى رواية ابن أذينة عن زرارة عنه قال: الحج الأكبر الوقوف بعرفة، و
بجمع، وبرمي الجمار بمنى، والحج الأصغر العمرة. (1)
19 - وفى رواية عبد الرحمن عنه قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر، ويوم
الحج الأصغر يوم العمرة. (2)
20 - وفى رواية فضيل بن عياض عنه عليه السلام قال: سألته عن الحج الأكبر قال: ابن
عباس كان يقول: عرفة قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحج الأكبر يوم النحر ويحتج بقول
الله: (فسيحوا في الأرض أربعة اشهر) عشرون من ذي الحجة، والمحرم وصفر و
شهر ربيع الأول، وعشر من شهر ربيع الاخر، ولو كان الحج الأكبر يوم عرفة لكان
أربعة اشهر ويوما. (3)
21 - عن جعفر بن محمد عن أبي جعفر عليه السلام ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف،
فسيف على مشركي العرب قال الله جل وجهه: (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا) يعنى فان آمنوا (فاخوانكم
في الدين) لا يقبل منهم الا القتل أو الدخول في الاسلام ولا تسبى لهم ذرية [ومالهم
فئ]. (4)
22 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم
فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) قال: هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر
ربيع الآخر. (5)
23 - عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول دخل على أناس من

(1) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 102.
(2) البحار ج 21: 75. الوسائل ج 2 أبواب العمرة باب 1 وقد سقط من نسخة
البرهان ذيل الحديث السابق وصدر هذا الحديث فراجع.
(3) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 102.
(4) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 106. الصافي ج 1: 682.
(5) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 106. الصافي ج 1: 682.
77

أهل البصرة فسألوني عن طلحة وزبير، فقلت لهم: كانا امامين من أئمة الكفر، ان
عليا صلوات الله عليه يوم البصرة لما صف الخيول قال لأصحابه: لا تعجلوا على القوم
حتى اعذر فيما بيني وبين الله وبينهم فقام إليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون على
جورا في الحكم؟ قالوا: لا، قال: فحيفا في قسم؟ (1) قالوا: لا، قال: فرغبة في
دنيا أصبتها لي ولأهل بيتي دونكم فنقمتم على فنكثتم على بيعتي؟ قالوا: لا، قال:
فأقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم؟ قالوا: لا، قال: فما بال بيعتي تنكث و
بيعة غيري لا تنكث؟ انى ضربت الامر أنفه وعينه فلم أجد الا الكفر أو السيف، ثم ثنى
إلى أصحابه فقال: ان الله يقول في كتابه (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا
في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) فقال أمير المؤمنين
عليه السلام: والذي فلق الحبة وبرء النسمة واصطفى محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة، انكم (2)
لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت. (3)
24 - عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا صلى الله عليه يوم الجمل وهو يحرض
(يحض خ) الناس على قتالهم ويقول: والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل هذا اليوم
قاتلوا أئمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون، فقلت لأبي الطفيل: ما الكنانة؟
قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة. (4)
25 - عن الحسن البصري قال خطبنا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه على هذا المنبر
وذلك بعدما فرغ من أمر طلحة والزبير وعايشة، صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه و
صلى على رسوله صلى الله عليه وآله، ثم قال: أيها الناس والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس الا بآية تركتها
في كتاب الله ان الله يقول (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم
فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون) اما والله لقد عهد إلى رسول الله
عليه وآله السلام وقال لي يا علي لتقاتلن الفئة الباغية والفئة الناكثة، والفئة المارقة. (5)

(1) وفى نسخة الصافي (في قسمة) وهو الظاهر.
(2) وفى نسختي الصافي والبرهان (انهم).
(3) البحار ج 8: 422. البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 685
(4) البحار ج 8: 422. البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 685
(5) البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107.
78

26 - عن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من طعن في دينكم هذا فقد كفر، قال الله
(وطعنوا في دينكم) إلى قوله: (ينتهون) (1)
27 - عن الشعبي قال: قرأ عبد الله (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم) إلى آخر
الآية ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها علي عليه السلام ثم قال: ما قوتل
أهلها منذ يوم نزلت حتى [كان] اليوم. (2)
28 - عن أبي عثمان مولى بنى قصي قال: شهدت عليا [صلى الله عليه سنته كلها فما
سمعت منه ولاية ولا براءة وقد سمعته يقول:] عذرني الله من طلحة والزبير بايعاني
طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل
هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في
دينكم) الآية. (3) 29 - عن علي بن عقبة عن أبيه قال: دخلت أنا والمعلى على أبى عبد الله عليه السلام
فقال: أبشروا انكم على احدى الحسنيين شفى الله صدوركم واذهب غيظ قلوبكم و
أنالكم على عدوكم وهو قول الله: (ويشف صدور قوم مؤمنين) وان مضيتم قبل ان يروا
ذلك مضيتم على دين الله الذي ارتضاه (رضيه خ) لنبيه عليه وآله السلام ولعلي عليه السلام. (4)
30 - عن أبي الأعز التميمي (5) قال: انى لواقف يوم صفين إذا نظرت إلى
العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب شاك في السلاح (6)، على رأسه مغفر
وبيده صفيحة يمانية (7) وهو على فرس له أدهم وكان عينيه عينا أفعى، فبينا

(1) البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 686.
(2) البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 686
(3) البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 686
(4) البرهان ج 2: 108.
(5) وفى نسخة الصافي (التيمي) وفى البرهان (اليمنى).
(6) رجل شاك السلاح أي ذو شوكة وحدة في سلاحه.
(7) الصفيحة: السيف العريض.
79

هو يروض فرسه ويلين من عريكته (1) إذ هتف به هاتف من أهل الشام: يقال له
عرار بن أدهم: يا عباس هلم إلى البراز قال: فالنزول إذا فإنه اياس من القفول قال: فنزل
الشامي ووجد وهو يقول:
ان تركبوا فركوب الخيل عادتنا * أو تنزلون فانا معشر نزل
قال: وثنى عباس رجله (2) وهو يقول:
ويصد عنك مخيلة الرجل العريض (3) موضحة عن العظم
بحسام سفك أو لسانك والكلم الأصيل كارغب الكلم (4)
قال: ثم عصب (5) فضلات درعه في حجزته (6) ثم دفع فرسه (قوسه خ)
إلى غلام له يقال له: أسلم كأني أنظر إلى قلائد شعره، ودلف (7) كل واحد منهما
إلى صاحبه، قال: فذكرت قول أبى ذؤيب:
فتنازلا وتواقفت خيلاهما * وكلاهما بطل اللقاء مخدع (8)

(1) كذا في الأصل وفى نسخة البرهان (فبينا هو يعبث ويلين اه) وفى المنقول
عن كتاب كشف الغمة (فبينا هو يمغته ويلين اه) وفى عيون الأخبار لابن قتيبة ج 2: 74 هكذا
(وهو على فرس له صعب يمنعه اه) وراض الفرس: ذلله وجعله مطيعا ومسخرا وعلمه السير
والعريكة. النفس والطبيعة وفلان لين العريكة أي سلس الخلق منقاد منكسر النخوة
(2) وفى عيون الأخبار وركه - وهو ما فوق الفخذ - وثنى الشئ: عطفه
(3) رجل عريض: يتعرض الناس بالشر.
(4) حسام السيف بضم الحاء -: طرفه الذي يضرب به.
(5) وفى عيون الأخبار (غضن) وهو من الغضن - بالفتح: الكسر في الجلد والثوب
والدرع ولكن الظاهر هو المختار
(6) حجزة الانسان: معقد السراويل والإزار.
(7) دلف إليه: اسرع.
(8) وفى نسخة (فتبارزا) وقوله بطل اللقاء أي عند اللقاء. والمخدع: المجرب
للأمور. الذي خدع في الحرب مرة بعد مرة حتى حذق وصار مجربا.
80

قال: ثم تكافحا بسيفهما مليا (1) من نهارهما لا يصل واحد منها إلى صاحبه
لكمال اللامة (2) إلى أن لحظ العباس وهيا (3) في درع الشامي فاهوى إليه بيده فهتكه إلى
ثندوته (4) ثم عاود لمجاولته وقد أصحر له مفتق الدرع (5) فضربه العباس بالسيف فانتظم به
جوانح صدره (6) وخر الشامي صريعا بخده وأم في الناس (7) وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها
الأرض فسمعت قائلا يقول من ورائي (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم
عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء)
فالتفت فإذا هو أمير المؤمنين علي عليه السلام، وقال يا أبا الأعز من المبارز لعدونا؟
قلت: هذا ابن شيخكم العباس بن ربيعة، قال: يا عباس قال: لبيك، قال: ألم
أنهك وحسنا وحسينا وعبد الله بن جعفر ان تخلوا بمركز أو تباشروا حدثا؟ قال:
ان ذلك لذلك (8) قال: فما عدا مما بدا؟ قال: أفادعى إلى البراز يا أمير المؤمنين
فلا أجيب جعلني الله فداك؟ قال: نعم طاعة امامك أولى بك من إجابة عدوك، ود
معاوية انه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة الا طعن في نيطه (9) اطفأ لنور الله

(1) تكافحا أي تضاربا والملى: الساعة الطويلة من النهار. الزمان الطويل.
(2) اللامة: الدرع.
(3) الوهى: الشق في الشئ.
(4) هتك الثوب: شقه طولا. والثندوة بضم الثاء المثلثة وسكون النون وضم
الدال المهملة: للرجل بمنزلة الثدي للمرأة.
(5) جاوله مجاولة: دافعه وطارده. واصحر الشئ: أظهره ومفتق الثوب مشقه.
(6) الجوانح جمع الجانحة: الأضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر كالضلوع مما
يلي الظهر.
(7) وفى نسخة البحار (وسمى العباس).
(8) وفي عيون الأخبار (ان ذلك، يعنى نعم).
(9) الضرمة: النار يقال: ما بالدار نافخ ضرمة أي أحد. والنيط: نياط القلب
وهو العرق الذي القلب متعلق به فإذا طعن مات صاحبه. وقال في اللسان بعد ان أورد هذا
الحديث في مادة (نيط) معناه: الامات.
81

ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون، اما والله ليملكنهم منا رجال، ورجال
يسومونهم الخسف حتى يتكففوا بأيديهم (1) ويحفروا الآبار ان عادوا لك فقل لي
(2) قال: ونمى الخبر إلى معاوية (3) فقال: والله دم عرار الا رجل يطلب بدم عرار؟
قال: فانتدب له رجلان من لخم، فقالا: نحن له قال: اذهبا فأيكما قتل العباس
برازا فله كذا وكذا، فأتياه فدعواه إلى البراز، فقال: ان لي سيدا اؤامره،
قال: فأتى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره فقال: ناقلني سلاحك بسلاحي، فناقله قال:
وركب أمير المؤمنين عليه السلام على فرس العباس ودفع فرسه إلى العباس وبرز إلى
الشاميين، فلم يشكا أنه العباس فقالا له: اذن لك سيدك؟ فخرج (4) أن يقول نعم
فقال: (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)
قال: فبرز إليه أحدهما فكأنما اختطفه (5) ثم برز إليه الثاني فالحقه
بالأول وانصرف وهو يقول: (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن
اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ثم قال: يا عباس خذ سلاحك
وهات سلاحي، قال ونمى الخبر إلى معاوية فقال: قبح الله اللجاج انه لقعود ما ركبته
قط الا خذلت، فقال عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت، قال: اسكت
أيها الشيخ فليس [هذه] من ساعاتك، قال: فإن لم يكن رحم الله اللخميين وما أراه
يفعل! قال: ذلك والله أضيق لجحرك وأخسر لصفقتك، قال: أجل ولولا مصر لقد
كانت المنجاة منها، فقال: هي والله أعمتك ولولاها لألفيت بصيرا (6)

(1) تكفف الناس: مد كفه إليهم بالمسألة.
(2) وفى جملة من النسخ (فعد إلى).
(3) نمى الحديث إلى فلان: ارتفع إليه.
(4) وفى نسخة البرهان (فتخرج) والظاهر أنه تصحيف تحرج أي جانب الحرج
وهو الاسم والمعنى انه عليه السلام احترز عن الكذب فقال اه.
(5) اختطف الشئ: اجتذبه واستلبه بسرعة. وفى بعض النسخ (اخطأه)
(6) البحار ج 8: 515. البرهان ج 2: 108. ونقله الفيض في الصافي ج 1:
686 عن الكتاب مختصر أيضا.
82

31 - عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله
فقال: بايعني يا رسول الله، فقال: على أن تقتل أباك؟ [قال فقبض الرجل
يده، ثم قال: بايعني يا رسول الله قال على أن تقتل أباك فقال الرجل: نعم على أن اقتل أبى
فقال رسول الله عليه وآله السلام: إلى من حين من يتخذ من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين
وليجة (1) انا لا نأمرك ان تقتل والديك، ولكن نأمرك أن تكرمهما (2).
32 - عن ابن ابان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا معشر الاحداث اتقوا الله
ولا تأتوا الرؤساء دعوهم حتى يسيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولايج من دون الله
انا والله خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره (3).
33 - عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا الصباح إياكم
والولايج فان كل وليجة دوننا فهي طاغوت [أو قال ند] (4)
34 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه
قيل له: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك؟ قال: نعم كنت أنا وعباس وعثمان بن أبي
شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن أبي شيبة: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله الخزانة يعنى
مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله السقاية وهي زمزم ولم يعطك
شيئا يا علي، قال: فأنزل الله (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن
آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) (5).
35 - عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة
المسجد الحرام) قال: نزلت في علي وحمزة وجعفر والعباس وشيبة انهم فخروا في
السقاية والحجابة، فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحاج) إلى قوله: (واليوم الآخر) الآية،
فكان على وحمزة وجعفر والعباس عليهم السلام الذين آمنوا بالله واليوم الآخر و
جاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله (6).

(1) الوليجة: البطانة وخاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك.
(2) البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 109.
(3) البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 109.
(4) البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 109.
(5) البحار ج 9: 317. البرهان ج 2: 110. الصافي ج 1: 688
(6) البحار ج 9: 317. البرهان ج 2: 110. الصافي ج 1: 688
83

36 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول الله: (يا
أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم أولياء) إلى قوله: (الفاسقين) فاما
لا تتخذوا آبائكم واخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر على الايمان، فان الكفر في
الباطن في هذه الآية ولاية الأول والثاني وهو كفر، وقوله على الايمان فالايمان ولاية
علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: (فمن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) (1).
37 - يوسف بن السخت قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة فنذر لله ان شفاه الله
يصدق بمال كثير، فعوفي من علته فسأل أصحابه عن ذلك فأعلموه ان أباه تصدق
بثمانمأة (2) ألف ألف درهم وان أراه تصدق بخمسة الف ألف درهم فاستكثر ذلك،
فقال أبو يحيى بن أبي منصور المنجم لو كتبت إلى ابن عمك يعني أبا الحسن عليه السلام فامر
أن يكتب له فيسئله فكتب إليه، فكتب أبو الحسن: تصدق بثمانين درهم، فقالوا:
هذا غلط سلوه من أين؟ قال: هذا (3) من كتاب الله قال الله لرسوله: (لقد نصركم الله في
مواطن كثيرة) والمواطن التي نصر الله رسوله عليه وآله السلام فيها ثمانون موطنا، فثمانين
درهما من حله مال كثير (4).
38 - عن عجلان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله تعالى (ويوم حنين إذ أعجبتكم
كثرتكم) إلى (ثم وليتم مدبرين) فقال: أبو فلان (5).
39 - عن الحسن بن علي بن فضال قال: قال أبو الحسن على الرضا عليه السلام للحسن
بن أحمد: أي شئ السكينة عندكم؟ قال: لا أدرى جعلت فداك أي شئ هو؟ فقال:
ريح من الله (6) تخرج طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان، فتكون مع الأنبياء،

(1) البحار ج 8: 220. البرهان ج 2: 111.
(2) وفى بعض النسخ (بثمانية) (3) وفى نور الثقلين سلوه من أين قال هذا؟ فكتب
قال الله. (4) البحار ج 23: 147. البرهان ج 1: 112.
(5) البحار ج 8: 220. البرهان ج 1: 112. الصافي ج 1: 690.
(6) وفى رواية الكليني رحمه الله (من الجنة) بدل (من الله).
84

وهي التي نزلت على إبراهيم خليل الرحمن حيث بنى الكعبة، فجعلت تأخذ كذا وكذا
فبنى الأساس عليها (1)
40 - عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه قال: قال:
من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفى المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال
متكلف، قاله لعمر بن عبيد حيث سأله أن يبايع عبد الله بن الحسن (2).
41 - عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما حد الجزية على أهل
الكتاب وهل عليهم في ذلك شئ موظف لا ينبغي ان يجاوزه إلى غيره؟ قال: فقال لا ذاك إلى
الامام يأخذ منهم من كل انسان ما شاء على قدر ماله، وما يطيق إنما هم قوم فدوا
أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا فالجزية تؤخذ منهم ما يطيقون له أن يأخذهم بها
حتى إذا يسلموا فان الله يقول: (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وكيف
يكون صاغرا وهو لا يكترث (3) لما يؤخذ منه، لا حتى يجد ذلا لما أخذ منه فيألم
لذلك فيسلم (4).
42 - عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ان الله بعث محمدا
صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف، فسيف على أهل الذمة، قال الله: (وقولوا للناس حسنا) نزلت
في أهل الذمة ثم نسختها أخرى قوله: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر)
إلى وهم (صاغرون) فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا أداء الجزية أو
القتل ويؤخذ مالهم، وتسبى ذراريهم، فإذا قبلوا الجزية ما حل لنا نكاحهم ولا
ذبائحهم ولا يقبل منهم الا أداء الجزية أو القتل (5).

(1) البحار ج 7: 331 و 21: 12. البرهان ج 1: 112
(2) البرهان ج 1: 115.
(3) قال في المجمع: في الحديث لا يكترث لهذا الامر أي لا يعبأ به ولا يباليه ومنه
حديث أهل الكتاب في الجزية كيف يكون صاغرا ولا يكترث لما يؤخذ منه ولا يستعمل
الا في النفي.
(4) البحار ج 21: 109. البرهان ج 2: 116. الصافي ج 1: 694.
(5) البرهان ج 2: 116. البحار ج 21: 109.
85

43 - عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا عزير ابن الله واشتد غضب الله على النصارى حين
قالوا المسيح ابن الله، واشتد غضب الله من أراق دمى وآذاني في عترتي (1).
44 - عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انه لن يغضب لله شئ
كغضب الطلح (2) والسدر، ان الطلح كانت كالأترج، والسدر كالبطيخ، فلما قالت
اليهود: يد الله مغلولة نقصا حملهما فصغر فصار له عجم، واشتد العجم، فلما أن قالت
النصارى المسيح بن الله اذعرتا فخرج لهما هذا الشوك ونقصتا حملهما، وصار
الشوك إلى هذا الحمل وذهب حمل الطلح، فلا يحمل حتى يقوم قائمنا [ان تقوم
الساعة ثم] قال: من سقى طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظمان. (3)
45 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (اتخذوا أحبارهم و
رهبانهم أربابا من دون الله) قال: اما والله ما صاموا لهم ولا صلوا، ولكنهم أحلوا لهم
حراما وحرموا عليهم حلالا فأتبعوهم.
46 - وقال في خبر آخر [عنه] ولكنهم أطاعوهم في معصية الله. (4)
47 - عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله: (اتخذوا أحبارهم و
رهبانهم أربابا من دون الله) قال: اما انهم لم يتخذوهم آلهة الا أنهم أحلوا حراما
فأخذوا به، وحرموا حلالا (5) فأخذوا به، فكانوا أربابهم من دون الله. (6)

(1) البرهان ج 2: 120. الصافي ج 1: 695.
(2) الطلح: شجر حجازية ومنابتها بطون الأودية ولها شوك كثير ويقال لها
أم غيلان أيضا تأكل الإبل منها أكلا كثيرا. وقيل: كل شجر عظيم كثير الشوك.
(3) البحار ج 4: 59. البرهان ج 2: 120
(4) البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 120.
(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخ البحار والبرهان والصافي ولرواية الكليني
رحمه الله في الكافي لكن في نسخة الأصل هكذا (أحلوا لهم حلالا وحرموا حراما) وكذا
في الحديث الآتي.
(6) البحار ج 4: 59 و 7: 141: البرهان ج 2: 120. الصافي ج 1: 695.
86

48 - وقال أبو بصير قال أبو عبد الله: ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى
عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فكانوا
يعبدونهم من حيث لا يشعرون. (1)
49 - عن حذيفة سئل عن قول الله: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا
من دون الله) فقال: لم يكونوا يعبدونهم ولكن كانوا إذا أحلوا لهم أشياء استحلوها،
وإذا حرموا عليهم حرموها (2)
50 - عن أبي المقدام عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون يكون ان لا يبقى أحد الا أقر بمحمد صلى الله عليه وآله.
51 - وقال في خبر آخر عنه قال: (ليظهره الله) في الرجعة (3)
52 - عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قال: إذا خرج القائم لم يبق مشرك
بالله العظيم ولا كافر الا كره خروجه (4)
53 - عن سعدان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (الذين يكنزون الذهب والفضة)
إنما عنى بذلك ما جاوز ألفي درهم (5)
54 - عن معاذ بن كثير صاحب الأكسية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام قال: موسع
على شيعتنا ان ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف، فإذا قام قائمنا حرم على كل ذي
كنز كنزه حتى يأتيه فيستعين به على عدوه وذلك قول الله: (الذين يكنزون الذهب
والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) (6)
55 - عن الحسين بن علوان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن

(1) البحار ج 4: 59 و 7: 141. البرهان ج 2: 120. الصافي ج 1: 695.
(2) البحار ج 4: 59 و 7: 141. البرهان ج 2: 120. الصافي ج 1: 695.
(3) البحار ج 13: 190. البرهان ج 2: 121. الصافي ج 1: 697. اثبات الهداة ج 7: 99.
(4) البحار ج 13: 190. البرهان ج 2: 121. الصافي ج 1: 697. اثبات الهداة ج 7: 99.
(5) البحار ج 15 (ج 3): 102. البحار ج 2: 122. الصافي ج 1: 699
(6) البحار ج 15 (ج 3): 102. البحار ج 2: 122. الصافي ج 1: 699
87

كان (1) عنده من ذلك شئ ينفقه على عياله ما شاء ثم إذا قام القائم فيحمل إليه ما
عنده، فما بقي من ذلك يستعين به على أمره فقد أدى ما يجب عليه (2)
56 - عن أبي خالد الواسطي قال: أتيت أبا جعفر يوم شك فيه من رمضان فإذا
مائدة موضوعة وهو يأكل ونحن نريد أن نسئله، فقال: ادنوا الغداء إذا كان مثل
هذا اليوم لم يحكم فيه سبب ترونه فلا تصوموا، ثم قال: حدثني أبي عن علي بن
الحسين عن أمير المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما ثقل في مرضه قال: يا أيها الناس
ان السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، وذو القعدة
وذو الحجة، والمحرم ثلث متواليات، ألا وهذا الشهر المفروض رمضان فصوموا
لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإذا خفى الشهر فأتموا العدة، شعبان ثلثين، وصوموا
الواحد والثلثين، وقال بيده: الواحد والاثنين والثلاثة، ثم ثنى ابهامه ثم قال أيها
الناس شهر كذا وشهر كذا.
وقال علي عليه السلام: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله تسعا وعشرين ولم نقضه ورآه تماما (3)
57 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنت عنده قاعدا خلف المقام وهو
محتب (4) مستقبل القبلة فقال: اما النظر إليها عبادة وما خلق الله بقعة من
الأرض أحب إليه منها ثم أهوى بيده إلى الكعبة ولا أكرم عليه منها لما (ولها خ ل)
حرم الله الأشهر الحرم في كتابه (يوم خلق السماوات والأرض) ثلاثة اشهر متوالية وشهر
مفرد للعمرة قال أبو عبد الله عليه السلام: شوال وذو القعدة وذو الحجة ورجب (5)
58 - عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند أبي الحسن الثاني عليه السلام و
معي الحسن بن الجهم، قال له الحسن: انهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى:

(1) هذا هو الظاهر الموافق للبحار والبرهان ولكن في الأصل (المأمون) بدل المؤمن
(2) البحار ج 15 (ج 3): 102. البرهان ج 2: 122.
(3) البحار ج 20: 77. البرهان ج 2: 124.
(4) احتبى بالثوب: اشتمل به وقيل جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند
(5) البحار ج 21: 12. البرهان ج 2: 124.
88

(ثاني اثنين إذ هما في الغار) قال: وما لهم في ذلك؟ فوالله لقد قال الله: (فأنزل الله
سكينته على رسوله) وما ذكره فيها بخير، قال قلت له: انا جعلت فداك وهكذا
تقرؤونها، قال: هكذا قرأتها قال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام: فأنزل الله سكينته على رسوله
ألا ترى ان السكينة إنما نزلت على رسوله (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى)
فقال: هو الكلام الذي تكلم به عتيق رواه الحلبي عنه (1).
59 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام في
قول الله: (لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك) الآية انهم يستطيعون وقد كان
في علم الله انه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا (2).
60 - عن المغيرة قال: سمعته يقول في قول الله: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا
له عدة) قال: يعنى بالعدة النية، يقول: لو كان لهم نية لخرجوا. (3)
61 - عن يوسف بن ثابت عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له: لما دخلنا عليه
انا أحببناكم لقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وآله، ولما أوجب الله من حقكم، ما أحببناكم لدنيا
نصيبها منكم الا لوجه الله والدار الآخر، وليصلح امرء منا دينه، فقال أبو عبد الله:
صدقتم صدقتم ومن أحبنا جاء معنا يوم القيمة هكذا - ثم جمع بين السبابتين - وقال: والله لو أن
رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله بغير ولايتنا لقيه غير راض أو ساخط عليه، ثم قال:
وذلك قول الله: (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله)
إلى قوله: (وهم كافرون) ثم قال: وكذلك الايمان لا يضر معه عمل، وكذلك
الكفر لا ينفع معه عمل. (4)
62 - عن إسحاق بن غالب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا اسحق كم ترى أهل
هذه الآية (ان أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)؟ قال: هم

(1) البحار ج 6: 421. البرهان ج 2: 128. الصافي ج 1: 703.
(2) البحار ج 6: 627. البرهان ج 2: 129. الصافي ج 1: 703.
(3) البحار: 627. البرهان ج 2: 132.
(4) البحار ج 7: 398. البرهان ج 2: 133.
89

أكثر من ثلثي الناس (1).
63 - عن سماعة قال: سألته عن الزكاة لمن يصلح أن يأخذها؟ فقال: هي
للذين قال الله في كتابه: (للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم و
في الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله) وقد تحل الزكاة
لصاحب ثلاثمائة درهم وتحرم على صاحب خمسين درهما فقلت له: وكيف يكون هذا؟
قال: إذا كان صاحب الثلثمأة درهم له مختار (عيال خ ل) كثير فلو قسمها بينهم لم يكفهم، فلم
يعفف عنها نفسه، وليأخذها لعياله، واما صاحب الخمسين فإنها تحرم عليه إذا كان
وحده وهو محترف يعمل بها، وهو يصيب فيها ما يكفيه إن شاء الله (2).
64 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام عن الفقير والمسكين قال: الفقير
الذي يسئل، والمسكين أجهد منه الذي لا يسئل (3).
65 - عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)
قال: الفقير الذي يسئل والمسكين أجهد منه والبائس أجهدهما. (4)
66 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته
عن رجل أوصى بسهم من ماله وليس يدرى أي شئ هو؟ قال: السهام ثمانية، ولذلك
قسمها رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم تلا (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) إلى آخر الآية
ثم قال: ان السهم واحد من ثمانية (5).
67 - عن أبي مريم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (إنما الصدقات) إلى آخر
الآية، فقال: ان جعلتها فيهم جميعا، وان جعلتها لواحد أجزء عنك (6).
68 - عن زرارة عن أبي عبد الله قال: قلت: أرأيت قوله: (إنما الصدقات)

(1) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 134. الصافي ج 1: 707.
(2) البرهان ج 2: 136. البحار ج 20: 16 وفى البرهان (فيكفيه) بدل ما يكفيه
(3) البرهان ج 2: 136. البحار ج 20: 16 وفى البرهان (فيكفيه) بدل ما يكفيه
(4) البرهان ج 2: 136. البحار ج 20: 16 وفى البرهان (فيكفيه) بدل ما يكفيه
(5) البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 136.
(6) البحار ج 20: 160. البرهان ج 2: 136 - 137
90

إلى آخر الآية، كل هؤلاء يعطى إن كان لا يعرف؟ قال: ان الامام يعطى هؤلاء جميعا
لأنهم يقرون له بالطاعة، قال قلت له: فان كانوا لا يعرفون؟ فقال: يا زرارة لو
كان يعطى من يعرف دون من لا يعرف لم يوجد لها موضع، وإنما كان يعطى من
لا يعرف ليرغب في الدين فيتثبت عليه واما اليوم فلا تعطها أنت وأصحابك الا
من يعرف (1)
. 69 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (والعاملين عليها) قال: هم
السعاة (2).
70 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام في قوله: (والمؤلفة قلوبهم) قال:
هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله تبارك وتعالى وشهدوا ان لا إله إلا الله
وان محمدا رسول الله، وهم في ذلك شكاك من بعد ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله فأمر الله
نبيهم أن يتألفهم بالمال والعطاء لكي يحسن اسلامهم، ويثبتوا على دينهم الذين
قد دخلوا فيه، وأقروا به وان رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين تألف رؤسهم من رؤس
العرب من قريش وساير مضر، منهم أبو سفيان بن حرب وعيينة بن حصين الفزاري
وأشباههم من الناس، فغضبت الأنصار فأجمعوا إلى سعد بن عبادة (3) فانطلق بهم
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالجعرانة (4) فقال: يا رسول الله أتأذن لي في الكلام؟ قال:
نعم، فقال: إن كان هذا الامر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئا أمرك الله
به رضينا، وإن كان غير ذلك لم نرض، قال زرارة: فسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال

(1) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 136 - 137 وقوله (السعاة) أي السعاة في اخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها.
(2) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 136 - 137 وقوله (السعاة) أي السعاة في اخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها.
(3) وهو رئيسهم.
(4) الجعرانة - بتسكين العين والتخفيف وقد تكسر وتشدد الراء -. موضع بين
مكة والطائف على سبعة أميال من مكة وهي أحد حدود الحرم وميقات للاحرام، سميت باسم ريطة
بنت سعد وكانت تلقب بالجعرانة، وهي التي أشار إليها قوله تعالى (كالتي نقضت غزلها
من بعد قوة أنكاثا اه).
91

رسول الله: يا معشر الأنصار كلكم على مثل قول سعد [سيدكم؟] قالوا: الله سيدنا و
رسوله فأعادها عليه ثلث مرات كل ذلك يقولون: الله سيدنا ورسوله، ثم قالوا بعد
الثالثة: نحن على مثل قوله ورأيه قال زرارة: سمعت أبا جعفر يقول: فحط الله نورهم
وفرض للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن (1).
71 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام و
(المؤلفة قلوبهم) قال: قوم تألفهم رسول الله وقسم فيهم الشئ قال زرارة قال أبو جعفر
عليه السلام: فلما كان في قابل جاءوا بضعف الذين اخذوا وأسلم ناس كثير، قال: فقام
رسول الله صلى الله عليه وآله خطيبا فقال: هذا خير أم الذي قلتم؟ قد جاءوا من الإبل بكذا وكذا ضعف
ما أعطيتهم وقد أسلم لله عالم وناس كثير والذي نفسي (نفس محمد خ ل) بيده، لوددت
ان عندي ما أعطى كل انسان ديته على أن يسلم لله رب العالمين عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام نحوه (2).
73 - قال الحسن بن موسى من غير هذا الوجه أيضا رفعه رجل منهم حين قسم
النبي صلى الله عليه وآله غنايم حنين ان هذه القسمة ما يريد الله بها؟ فقال له بعضهم: يا عدو الله
تقول هذا لرسول الله؟ ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبر مقالته، فقال عليه السلام: قد أوذى أخي
موسى بأكثر من هذا فصبر، قال: وكان يعطى لكل رجل من المؤلفة قلوبهم مأة
راحلة (3).
73 - عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام أو أبى الحسن عليه السلام قال: ذكر أحدهما
ان رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غنيمة حنين وكان يعطى المؤلفة قلوبهم
يعطى الرجل منهم مأة راحلة ونحو ذلك، وقسم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث أمر فأتاه
ذلك الرجل قد أزاغ الله قلبه وران عليه (4) فقال له: ما عدلت حين قسمت، فقال
له رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك ما تقول ألم تر قسمت الشاة حتى لم يبق معي شاة، أولم

(1) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 137.
(2) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 137.
(3) البرهان ج 2: 137.
(4) ران على قلبه: غلب عليه.
92

أقسم البقرة حتى لم يبق معي بقرة واحدة، أولم أقسم الإبل حتى لم يبق معي بعير
واحد؟ فقال بعض أصحابه له: اتركنا يا رسول الله حتى نضرب عنق هذا الخبيث
فقال: لا هذا يخرج في قوم يقرؤن القرآن لا يجوز تراقيهم، بلى قاتلهم الله (1).
74 - عن زرارة قال: قال: دخلت أنا وحمران على أبى جعفر عليه السلام فقلنا:
انا بهذا المطهر (2) فقال: وما المطهر؟ قلنا: الدين فمن وافقنا من علوي أو غيره
توليناه، ومن خالفنا برئنا منه من علوي أو غيره قال: [تارك] إذ قول الله أصدق من قولك
فأين الذي قال الله: (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين
لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) أين المرجون لامر الله؟ أين الذين خلطوا
عملا صالحا وآخر سيئا أين أصحاب الأعراف؟ أين المؤلفة قلوبهم؟ فقال زرارة:
ارتفع صوت أبى جعفر وصوتي حتى كان يسمعه من على باب الدار، فلما كثر الكلام
بيني وبينه قال لي: يا زرارة حقا على الله أن يدخلك الجنة (3).
75 - عن العيص بن القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أناسا من بني هاشم
أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه أن يستعملهم على صدقة المواشي والنعم، فقالوا:
يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله للعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم فنحن أولى به
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بنى عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لي ولا لكم ولكن وعدت
الشفاعة، ثم قال: أنا أشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبد المطلب إذ أخذت
بحلقة باب الجنة أتروني مؤثرا عليكم غيركم؟ (4).
76 - عن أبي إسحاق عن بعض أصحابنا عن الصادق عليه السلام قال: سأل عن مكاتب
عجز عن مكاتبته وقد أدى بعضها؟ قال: يؤدى من مال الصدقة ان الله يقول في كتابه
(وفى الرقاب) (5).
77 - عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: عبد زنى؟ قال يجلد نصف الحد

(1) البحار ج 6: 613. البرهان ج 2: 137
(2) كذا في الأصل وفى بعض النسخ (المطمر) بدل (المطهر) و (الذين من وافقنا اه) مكان
(الدين فمن وافقنا اه)
(3) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 138.
(4) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138
(5) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138
93

قال: قلت فإنه عاد فقال: يضرب مثل ذلك، قال: قلت فإنه عاد؟ قال: لا يزاد على
نصف الحد، قال: قلت: فهل يجب عليه الرجم في شئ من فعله؟ فقال: نعم، يقتل
وفى الثامنة ان فعل ذلك ثمان مرات، فقلت: فما الفرق بينه وبين الحر وإنما فعلهما
واحد؟ فقال: ان الله تعالى رحمه ان يجمع عليه ربق (1) الرق وحد الحر، قال
ثم قال: على امام المسلمين أن يدفع ثمنه إلى مولاه من سهم الرقاب (2)
78 - عن الصباح بن سيابة قال: أيما مسلم مات وترك دينا لم يكن في فساد
وعلى اسراف فعلى الامام أن يقضيه، فإن لم يقضه فعليه اثم ذلك، ان الله يقول:
(إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين (
فهو من الغارمين وله سهم عند الامام فان حبسه فاثمه عليه. (3)
79 - عن عبد الرحمن بن الحجاج ان محمد بن الخالد سأل أبا عبد الله عليه السلام عن
الصدقات قال: أقسمها فيمن قال الله، ولا يعطى من سهم الغارمين الذين ينادون نداء
الجاهلية، قلت: وما نداء الجاهلية؟ قال: الرجل يقول: يا آل بنى فلان فيقع فيهم
القتل والدماء فلا يؤدى ذلك من سهم الغارمين، والذين يغرمون من مهور
النساء، قال: ولا أعلمه الا قال: ولا الذين لا يبالون بما صنعوا من أموال
الناس. (4)
80 - عن محمد القصرى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الصدقة؟ فقال:
اقسمها فيمن قال الله، ولا يعطى من سهم الغارمين الذين يغرمون في مهور النساء
ولا الذين ينادون بنداء الجاهلية قال: قلت: وما نداء الجاهلية؟ قال: الرجل
يقول: يا آل بنى فلان فيقع بينهم القتل، ولا يؤدى ذلك من سهم الغارمين، والذين
لا يبالون ما صنعوا بأموال الناس. (5)
81 - عن الحسن بن راشد قال: سألت العسكري بالمدينة عن رجل أوصى

(1) الربق - بالكسر -: حبل فيه عدة عرى يشد به البهم كل عروة منه ربقة
(2) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.
(3) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.
(4) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.
(5) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.
94

بمال في سبيل الله: فقال سبيل الله شيعتنا (1)
82 - عن الحسن بن محمد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان رجلا أوصى لي في
سبيل الله قال: فقال لي: اصرف في الحج، قال: قلت: انه أوصى في السبيل؟ قال
اصرفه في الحج، فانى لا أعلم سبيلا من سبيله أفضل من الحج. (2)
83 - عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انى أردت ان أستبضع
فلانا بضاعة إلى اليمن، فاتيت إلى أبى جعفر عليه السلام فقلت: انى أريد ان استبضع فلانا فقال
لي: أما علمت أنه يشرب الخمر؟ فقلت: قد بلغني من المؤمنين انهم يقولون
ذلك، فقال: صدقهم فان الله يقول: (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) فقال: يعنى
يصدق الله ويصدق المؤمنين لأنه كان رؤوفا رحيما بالمؤمنين (3)
84 - عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: نزلت هذه الآية: (ولئن
سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) إلى قوله: (نعذب طائفة) قال: قلت لأبي
جعفر عليه السلام تفسير هذه الآية؟ قال: تفسيرها والله ما نزلت آية قط الا ولها تفسير ثم
قال: نعم نزلت في التيمي والعدوي والعشرة معهما (4) انهم اجتمعوا اثنا عشر، فكمنوا
لرسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة وائتمروا بينهم ليقتلوه، فقال بعضهم لبعض: ان فطن
نقول إنما كنا نخوض ونلعب، وان لم يفطن لنقتلنه، فأنزل الله هذه الآية (ولئن
سئلتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) فقال الله لنبيه (قل أبالله وآياته ورسوله)
يعنى محمدا صلى الله عليه وآله (كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعف عن
طائفة منكم) يعنى عليا ان يعف عنهما في أن يلعنهما على المنابر ويلعن غيرهما فذلك
قوله تعالى: (ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) (5)
85 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام (نسوا الله) قال: قال تركوا طاعة الله (فنسيهم)

(1) البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 138.
(2) البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 138.
(3) البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 138.
(4) وفى بعض النسخ هكذا (نزلت في عدد بنى أمية والعشرة معها) ولكن
الظاهر هو المختار.
(5) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 140.
95

قال فتركهم (1)
86 - عن أبي معمر السعدي (السعداني خ) قال: قال علي عليه السلام: في قول الله
(نسوا الله فنسيهم) فإنما يعنى انهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا له بالطاعة، و
لم يؤمنوا به وبرسوله، فنسيهم في الآخرة، أي لم يجعل لهم في ثوابه نصيبا فصاروا
منسيين من الخير (2).
87 - عن صفوان الجمال قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بابى أنت وأمي تأتيني
المرأة المسلمة قد عرفتني بعملي وعرفتها باسلامها، وحبها وإياكم وولايتها لكم
وليس لها محرم، قال: فإذا جاءتك المرأة المسلمة فاحملها فان المؤمن محرم
المؤمنة، وتلا هذه الآية (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) (3)
88 - عن ثوير عن علي بن الحسين عليه السلام قال: إذا صار أهل الجنة في الجنة و
دخل ولى الله إلى جناته ومساكنه واتكأ كل مؤمن [منهم] على أريكته حفته خدامه
وتهدلت (4) عليه الثمار وتفجرت حوله العيون، وجرت من تحته الأنهار، وبسطت
له الزرابي وصففت له النمارق (5) وأتته الخدام بما شائت شهوته من قبل ان يسئلهم
ذلك، قال: ويخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثم إن
الجبار يشرف عليهم فيقول لهم: أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنتي في جواري
ألا هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه! فيقولون: ربنا وأي شئ خير مما نحن فيه [نحن]
فيما اشتهت أنفسنا ولذت أعيينا من النعم في جوار الكريم، قال: فيعود عليهم

(1) البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 712. البرهان ج 2: 144.
(2) البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 712. البرهان ج 2: 144.
(3) البرهان ج 2: 144.
(4) تهدلت الثمرة: تدلت أي تعلقت واسترسلت.
(5) الزرابي - بتشديد الياء - جمع الزربية: البساط ذو الخمل. وروى عن المؤرج
أنه قال في قوله تعالى (وزرابي مبثوثة) قال زرابي النبت: إذا اصفر واحمر وفيه خضرة،
وقد ازرب، فلما رأوا الألوان في البسط والفرش شبهوها بزرابي النبت. والنمارق:
الوسائد واحدتها النمرقة بكسر النون وفتحها.
96

القول، فيقولون: ربنا نعم، فأتنا بخير مما نحن فيه، فيقول لهم تبارك وتعالى:
رضاي عنكم ومحبتي لكم خير وأعظم مما أنتم فيه، قال: فيقولون: نعم يا ربنا
رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا، ثم قرأ علي بن الحسين عليه السلام هذه
الآية (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين
فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) (1)
89 - عن جابر بن أرقم قال: بينا نحن في مجلس لنا وأخو زيد بن أرقم
يحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئة السفر فسلم علينا ثم وقف، فقال: أفيكم
زيد ابن أرقم؟ فقال زيد: انا زيد بن أرقم فما تريد؟ فقال الرجل: أتدري من أين جئت
قال: لا، قال: من فسطاط مصر (2) لأسئلك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول
الله صلى الله عليه وآله! فقال له زيد: وما هو؟ قال: حديث غدير خم في ولاية علي بن أبي طالب
عليه السلام، فقال: يا بن أخ ان قبل غدير خم ما أحدثك به ان جبرئيل الروح الأمين صلوات الله
عليه نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم
في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول [له]، وبكى صلى الله عليه وآله فقال له جبرئيل
ما لك يا محمد أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربى ما لقيت
من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي واهبط إلى جنودا من السماء
فنصروني فكيف يقروا لي لعلى من بعدي.
فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به
صدرك) فلما نزلنا الجحفة راجعين وضربنا اخبيتنا (3) نزل جبرئيل عليه السلام
بهذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت

(1) البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 145.
(2) الفسطاط: علم لمصر القديمة.
(3) الأخبية جمع الخباء: ما يعمل من وبر أو صوف وقد يكون من شعر ويكون على
عمودين أو ثلاثة، وما فوق ذلك فهو بيت.
97

رسالته والله يعصمك من الناس) فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو
ينادى: أيها الناس أجيبوا داعى الله انا رسول الله فأتيناه مسرعين في شدة الحر،
فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه وبعضه على قدميه من الحر وأمر بقم ما تحت
الدوح (1) فقم ما كان ثمة من الشوك والحجارة، فقال رجل: ما دعاه إلى قم هذا
المكان وهو يريد أن يرحل من ساعته ليأتينكم اليوم بداهية، فلما فرغوا من
ألقم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يؤتى بأحلاس دوابنا وأثاث ابلنا وحقائبها (2) فوضعنا
بعضها على بعض، ثم ألقينا عليها ثوبا ثم صعد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس انه نزل على عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا (3) مخافة تكذيب أهل
الافك حتى جاءني في هذا الموضع وعيد من ربى ان لم أفعل، الا وانى غير هائب
لقوم ولا محاب لقرابتي (4) أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله و
رسوله قال: اللهم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلثا ثم أخذ بيد على
ابن أبي طالب عليه السلام فرفعه إليه، ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله قالها ثلثا، ثم قال: هل سمعتم؟
فقالوا اللهم بلى قال: فأقررتم؟ قالوا اللهم نعم، ثم قال: اللهم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد
ثم نزل فانصرفنا إلى رحالنا.
وكان إلى جانب خبائي نفر من قريش وهم ثلاثة، ومعي حذيفة بن
اليمان فسمعنا أحد الثلاثة وهو يقول: والله ان محمدا لأحمق إن كان يرى أن الامر

(1) قم البيت: كنسه. والدوح جمع الدوحة: الشجرة العظيمة.
(2) الأحلاس جمع الحلس - بكسر الحاء وفتحها: كل شئ ولى ظهر البعير والدابة
تحت الرحل والقتب والسرج. والحقائب جمع الحقيبة: خريطة يعلقها المسافر في الرحل
للزاد ونحوه.
(3) ضقت بالامر ذرعا أي لم أقدر عليه.
(4) حاباه محاباة: اختصه ومال إليه - وحابى القاضي فلانا في الحكم: مال إليه
منحرفا عن الحق.
98

يستقيم لعلى من بعده، وقال آخرون أتجعله أحمق ألم تعلم أنه مجنون قد كاد أن
يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة؟ وقال الثالث: دعوه ان شاء أن يكون أحمق وان
شاء أن يكون مجنونا! والله ما يكون ما يقول أبدا، فغضب حذيفة من مقالتهم
فرفع جانب الخباء فأدخل رأسه إليهم وقال: فعلتموها ورسول الله عليه وآله السلام
بين أظهركم، ووحي الله ينزل عليكم، والله لأخبرنه بكرة بمقالتكم، فقالوا له:
يا با عبد الله وانك لها هنا وقد سمعت ما قلنا اكتم علينا فان لكل جوار أمانة، فقال
لهم: ما هذا من جوار الأمانة ولا من مجالسها ما نصحت الله ورسوله ان انا طويت
عنه هذا الحديث، فقالوا له: يا با عبد الله فاصنع ما شئت فوالله لنحلفن انا لم نقل،
وانك قد كذبت علينا أفتراه يصدقك ويكذبنا ونحن ثلاثة؟ فقال لهم: اما أنا فلا
أبالي إذا أديت النصيحة إلى الله والى رسوله فقولوا ما شئتم ان تقولوا، ثم مضى حتى
أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام إلى جانبه محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم،
فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله فأتوه فقال لهم: ماذا قلتم؟ فقالوا: والله ما قلنا شيئا
فان كنت بلغت عنا شيئا فمكذوب علينا، فهبط جبرئيل بهذه الآية: (يحلفون بالله
ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا) وقال
علي عليه السلام عند ذلك: ليقولوا ما شاءوا والله ان قلبي بين أضلاعي، وان سيفي لفي
عنقي ولئن هموا لاهمن فقال جبرئيل للنبي صلى الله عليه وآله: اصبر للامر الذي هو كائن
فأخبر النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بما أخبره به جبرئيل، فقال: إذا أصبر للمقادير،
قال أبو عبد الله عليه السلام: وقال رجل من الملاء شيخ: لئن كنا بين أقوامنا كما يقول
هذا لنحن أشر من الحمير، قال: وقال آخر شاب إلى جنبه: لئن كنت صادقا لنحن
أشر من الحمير (1).
90 - عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: لما قال النبي صلى الله عليه وآله ما قال في غدير خم، وصار بالأخبية (2) مر المقداد

(1) البحار ج 9: 210. البرهان ج 2: 145. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله
في كتاب اثبات الهداة ج 3: 546 عن هذا الكتاب مختصرا.
(2) أي دخلوا خيامهم.
99

بجماعة منهم وهم يقولون: والله ان كنا وقيصر لكنا في الخز والوشي والديباج
والنساجات وانا معه في الاخشنين نأكل الخشن ونلبس الخشن حتى إذا دنى موته
وفنيت أيامه وحضر أجله أراد ان يوليها عليا من بعده، اما والله ليعلمن! قال: فمضى
المقداد وأخبر النبي صلى الله عليه وآله به، فقال: الصلاة جامعة، قال: فقالوا قد رمانا المقداد
فقوموا نحلفه عليه قال: فجاؤوا حتى جثوا بين يديه (1) فقالوا: بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله
صلى الله عليه وآله والذي بعثك بالحق، والذي أكرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك، لا والذي اصطفاك على
البشر قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: (بسم الله الرحمن الرحيم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا
كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بك يا محمد ليلة العقبة وما نقموا الا ان أغناهم الله من
فضله) كان أحدهم يبيع الرؤس وآخر يبيع الكراع ويفتل القرامل (2) فأغناهم
الله برسوله، ثم جعلوا حدهم وحديدهم عليه (3)
91 - قال أبان بن تغلب [عنه] لما نصب رسول الله عليا يوم غدير خم فقال:
من كنت مولاه فعلى مولاه فهم رجلان من قريش رؤسهما وقالا: والله
لا نسلم له ما قال أبدا فأخبر النبي عليه وآله السلام فسألهما عما قالا فكذبا وحلفا
بالله ما قالا شيئا، فنزل جبرئيل على رسول الله عليه وآله السلام (يحلفون بالله ما
قالوا) [الآية] قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد توليا وما تابا. (4)
92 - عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ان الله تعالى
قال لمحمد صلى الله عليه وآله: (ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) فاستغفر لهم مائة
مرة ليغفر لهم فأنزل الله: (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم)
وقال: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) فلم يستغفر لهم بعد ذلك

(1) أي جلسوا واجتمعوا.
(2) الكراع من الدابة: مستدق الساق وقيل: الكراع من الدواب ما دون
الكعب ومن الانسان ما دون الركبة والقرامل: ما تشد المرأة في شعرها من الخيوط.
(3) البحار ج 9: 211. البرهان ج 2: 146. اثبات الهداة ج 3: 547. الصافي ج 1: 716.
(4) البحار ج 9: 211. البرهان ج 2: 146. اثبات الهداة ج 3: 547. الصافي ج 1: 716.
100

ولم يقم على قبر أحد منهم (1)
93 - عن أبي الجارود عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (الذين يلمزون المطوعين
من المؤمنين في الصدقات) قال: ذهب على أمير المؤمنين فآجر نفسه على أن يستقى
كل دلو بتمرة يختارها فجمع تمرا فأتى به النبي عليه وآله السلام وعبد الرحمن
بن عوف على الباب، فلمزه أي وقع فيه، فأنزلت هذه الآية (الذين يلمزون المطوعين
من المؤمنين في الصدقات) إلى قوله (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين
مرة فلن يغفر الله لهم) (2)
94 - عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان النبي صلى الله عليه وآله قال لابن
عبد الله بن أبي (3) إذا فرغت من أبيك فأعلمني، وكان قد توفى فأتاه فأعلمه فأخذ
رسول الله عليه وآله السلام نعليه للقيام فقال له عمر: أليس قد قال الله: (ولا تصل على
أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره)؟ فقال له: ويحك - أو ويلك - إنما أقول
اللهم املا قبره نارا واملا جوفه نارا واصله يوم القيمة نارا (4).

(1) البرهان ج 2: 148. الصافي ج 1: 718. وقال الفيض رحمه الله بعد نقل
الخبر ما لفظه أقول: لا يبعد استغفار النبي صلى الله عليه وآله لمن يرجو ايمانه من الكفار (انتهى)
وقيل يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وآله قد استغفر لهم قبل أن يعلم بأن الكافر لا يغفر هو قبل ان
يمنع منه، ويجوز أن يكون استغفاره لهم واقعا بشرط التوبة من الكفر فمنعه الله منه و
خبره بأنهم لا يؤمنون ابدا فلا فائدة في الاستغفار لهم.
(2) البحار ج 9: 333. البرهان ج 2: 148. الصافي ج 1: 719.
(3) عبد الله بن أبي بن أبي سلول هو رئيس منافقي المدينة وهو الذي قال (ليخرجن
الأعز منها الأذل) ونزلت سورة المنافقين في ذلك ورد عليه ابنه استذلالا له، وهو الذي
قال لرسول الله صلى الله عليه وآله حين ورد المدينة: يا هذا اذهب إلى الذين غروك وخدعوك ولا تغشنا
في دارنا فسلط الله على دورهم الذر فخرب ديارهم وقصة كيده لرسول الله صلى الله عليه وآله في قتله
ورده عليه مشهورة.
(4) البرهان ج 2: 148. الصافي ج 1: 720 والصلاء ككساء: الشواء لأنه
يصلى بالنار والاصطلاء بالنار: التسخن بها.
101

95 - حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام توفى رجل من المنافقين فأرسل
رسول الله إلى ابنه: إذا أردتم ان تخرجوا فأعلموني فلما حضر أمره أرسلوا إلى النبي
عليه وآله السلام فأقبل عليه السلام نحوهم حتى أخذ بيد ابنه في الجنازة فمضى، قال: فتصدى
له عمر ثم قال: يا رسول الله أما نهاك ربك عن هذا أن تصلى على أحد منهم مات أبدا أو
تقوم على قبره، فلم يجبه النبي صلى الله عليه وآله قال: فلما كان قبل أن ينتهوا به إلى القبر
قال عمر أيضا لرسول الله صلى الله عليه وآله: أما نهاك الله عن أن تصلى على أحد منهم مات أبدا أو
تقوم على قبره (ذلك بأنهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون) فقال النبي صلى الله عليه وآله
لعمر عند ذلك: ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا له على قبر، ثم قال: ان ابنه
رجل من المؤمنين وكان يحق علينا أداء حقه، وقال له عمر: أعوذ بالله من سخط الله و
سخطك يا رسول الله (1)
96 - عن محمد بن المهاجر عن أمه أم سلمة قالت: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام
فقلت له: أصلحك الله صحبتني امرأة من المرجئة فلما أتينا الربذة أحرم الناس فأحرمت
معهم، وأخرت احرامي إلى العقيق، فقالت: يا معشر الشيعة تخالفون الناس في
كل شئ: يحرم الناس من الربذة وتحرمون من العقيق، وكذلك تخالفون الناس في
الصلاة على الميت يكبر الناس أربعا وتكبرون خمسا وهي تشهد بالله أن التكبير على
الميت اربع، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى على الميت كبر فتشهد
ثم كبر فصلى على النبي صلى الله عليه وآله ودعا ثم كبر واستغفر للمؤمنين ثم كبر فدعا للميت ثم كبر
وانصرف، فلما نهاه الله عن الصلاة على المنافقين كبر وتشهد ثم كبر وصلى على النبي ثم كبر
فدعا للمؤمنين، ثم كبر فانصرف ولم يدع للميت (2).

(1) البرهان ج 2: 149. الصافي ج 1: 720 وقال الفيض رحمه الله بعد نقل الحديثين من
الكتاب ما لفظه: أقول: وكان رسول الله حييا كريما كما قال الله (فيستحيى منكم والله
لا يستحيى من الحق) فكان يكره ان يفتضح رجل من أصحابه ممن يظهر الايمان وكان
يدعو على المنافقين وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله لعمر: ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا
على قبر.
(2) البرهان ج 2: 149. الصافي ج 1: 721.
102

97 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)
قال: مع النساء. (1)
98 - عن عبد الله الحلبي قال: سألته عن قوله: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)
فقال: النساء، انهم قالوا إن بيوتنا عورة، وكانت بيوتهم في أطراف البيوت حيث
يتفرد (يتقذر خ ل) الناس، فأكذبهم الله قال: (وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا) و
هي رفيعة السمك (2) حصينة. (3)
99 - عن عبد الرحمن بن حرب قال: لما أقبل الناس مع أمير المؤمنين عليه السلام من
صفين أقبلنا معه فأخذ طريقا غير طريقنا الذي أقبلنا فيه، حتى إذا جزنا النخيلة
(4) ورأينا أبيات الكوفة إذا شيخ جالس في ظل بيت وعلى وجهه أثر المرض، فأقبل
إليه أمير المؤمنين ونحن معه حتى سلم عليه وسلمنا معه، فرد ردا حسنا، وظننا انه
قد عرفه فقال له أمير المؤمنين: ما لي أرى وجهك منكسرا مصفارا (5) فمم ذاك أمن
مرض؟ فقال: نعم، فقال: لعلك كرهته؟ فقال: ما أحب انه يعتريني قال: احتساب
بالخير فيما أصابك به (6) قال فأبشر برحمة الله وغفران ذنبك فمن أنت يا عبد الله؟
فقال: انا صالح بن سليم، فقال: ممن؟ قال: اما الأصل فمن سلامان بن طي، واما
الجوار والدعوة فمن بنى سليم بن منصور، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أحسن اسمك و
اسم أبيك واسم أجدادك واسم من اعتزيت إليه، فهل شهدت معنا غزاتنا هذه؟ فقال
لا ولقد أردتها ولكن ما ترى من لجب الحمى خذلني عنها، فقال أمير المؤمنين: (ليس

(1) البرهان ج 2: 149 الصافي 1: 721. البحار ج 6: 628.
(2) السمك: السقف أو من أعلى البيت إلى أسفله.
(3) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 149.
(4) النخيلة - بضم النون تصغير نخلة -: موضع قرب الكوفة على سمت الشام
ومعسكر أمير المؤمنين عليه السلام.
(5) وفى بعض النسخ (متفكرا مصفرا).
(6) وفى نسخة البحار (قال احتسب الخير فيما أصابني به اه)
103

على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون) إلى آخر الآية ما قول الناس
فيما بيننا وبين أهل الشام؟ قال: منهم المسرور، والمحسود فيما كان بينك وبينهم و
أولئك أغشى الناس لك، فقال له: صدقت، قال: ومنهم الكاسف العاسف لما كان
من ذلك وأولئك نصحاء الناس لك، فقال له: صدقت جعل الله ما كان من شكواك حطا
لسيئاتك، فان المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع على العبد ذنبا الا حطه: وإنما الاجر
في القول باللسان والعمل باليد والرجل، فان الله ليدخل بصدق النية والسريرة الصالحة
جما من عباده الجنة. (1)
100 - [عن الحلبي] عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله
عليهما السلام قال: ان الله احتج على العباد بالذي أتيهم وعرفهم، ثم أرسل إليهم
رسولا، ثم أنزل عليهم كتابا فأمر فيه ونهى، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة فنام عنها
فقال: أنا أنمتك وأنا أيقظتك، فإذا قمت فصله ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون
وليس كما يقولون إذا نام عنها هلك، وكذلك الصائم انا أمرضتك وانا أصحتك،
فإذا شفتيك فاقضه، وكذلك إذا نظرت في جميع الأمور لم تجد أحدا في ضيق، ولم
تجد الا ولله عليه الحجة وله فيه المشية، قال: فلا يقولون إنه ما شاؤوا صنعوا وما
شاءوا لم يصنعوا، وقال: ان الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء وما أمر العباد الا يرون
سعيهم، وكل شئ أمر الناس فأخذوا به فهم موسعون له، وما يمنعون له فهو
موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم ثم تلا هذه الآية: (ليس على الضعفاء و
لا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) قال: وضع عنهم ما على
المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد
ما أحملكم عليه وتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون) قال:
وضع عنهم إذ لا يجدون ما ينفقون، وقال (إنما السبيل على الذين يستأذنوك وهم
أغنياء) إلى قوله: (لا يعلمون) قال وضع عليهم لأنهم يطيقون، (إنما السبيل
على الذين يستأذنوك وهم أغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف) فجعل

(1) البحار ج 8: 530. البرهان ج 2: 150.
104

السبيل عليهم لأنهم يطيقون (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) الآية قال: عبد الله بن يزيد بن ورقاء الخزاعي أحدهم (1)
101 - عن عبد الرحمن بن كثير قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا عبد الرحمن شيعتنا
والله لا يتختم الذنوب والخطايا، هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه وهو قول الله
(ما على المحسنين من سبيل) (2)
102 - عن داود بن الحسين عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله (ومن الاعراب
من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله) أيثيبهم عليه؟ قال: نعم (3)
103 - وفى رواية أخرى عنه: يثابون عليه؟ قال: نعم (4)
104 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله عز وجل سبق بين
المؤمنين كما سبق بين الخيل يوم الرهان، قلت: أخبرني عما ندب الله المؤمن من
الاستباق إلى الايمان قال: قول الله: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض
السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) وقال: (السابقون السابقون أولئك
المقربون) وقال: (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان
رضي الله عنهم ورضوا عنه) فبدأ بالمهاجرين الأولين على درجة سبقهم ثم ثنى بالأنصار
ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده (5)
105 - عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة
قال: قال أبو جعفر عليه السلام في قول الله: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب
عليهم) والعسى من الله واجب، وإنما نزلت في شيعتنا المذنبين (6).
106 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر رفعه إلى الشيخ في قوله تعالى: (خلطوا عملا

(1) البحار ج 3: 83. البرهان ج 2: 150.
(2) البرهان ج 2: 151.
(3) البرهان ج 2: 151. البحار ج 15 (ج 1): 262.
(4) البرهان ج 2: 151. البحار ج 15 (ج 1): 262.
(5) البرهان ج 2: 154 - 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. وفى نسخة
البرهان (المؤمنين) بدل (المذنبين) في الحديث الثاني.
(6) البرهان ج 2: 154 - 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. وفى نسخة
البرهان (المؤمنين) بدل (المذنبين) في الحديث الثاني.
105

صالحا وآخر سيئا) قال: قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة وجعفر الطيار، ثم تابوا
ثم قال: ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة الا ان الله لا يقطع طمع العباد فيه، ورجاهم
منه، وقال هو أو غيره: ان عسى من الله واجب (1)
107 - عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما قال: المعترف
بذنبه قوم اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا (2)
108 - عن أبي بكر الحضرمي قال: قال محمد بن سعيد: إسئل أبا عبد الله عليه السلام
فأعرض عليه كلامي وقل له: انى أتولاكم وأبرأ من عدوكم وأقول بالقدر وقولي
فيه قولك، قال فعرضت كلامه على أبى عبد الله عليه السلام فحرك يده ثم قال: (خلطوا عملا
صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم) قال: ثم قال: ما أعرفه من موالي أمير المؤمنين
قلت: [يزعم ابن عمر] ان سلطان هشام ليس من الله؟ فقال: ويله، ما علم أن الله جعل لآدم
دولة ولإبليس دولة (3).
109 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (وآخرون اعترفوا بذنوبهم
خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) قال: أولئك قوم مذنبون يحدثون وايمانهم من
الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهها، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم (4).
110 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلنا له من وافقنا من علوي أو غيره
توليناه، ومن خالفنا برئنا منه من علوي أو غيره، قال: يا زرارة قول الله أصدق من
قولك: أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا (5).
111 - عن علي بن الحسان الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سألته عن قول الله: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) جارية هي في
الامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم (6).

(1) البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:
725. ونقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضا.
(2) البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:
725. ونقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضا.
(3) البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:
725. ونقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضا.
(4) البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:
725. ونقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضا.
(5) البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:
725. ونقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضا.
(6) البحار ج 20: 22. البرهان ج 2: 156. الصافي ج 1: 725
106

112 - عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله: (خذ من أموالهم صدقة
تطهرهم وتزكيهم بها) هو قوله (وآتوا الزكاة)؟ قال: قال: الصدقات في النبات
والحيوان، والزكاة في الذهب والفضة وزكاة الصوم (1).
113 - عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: تصدقت
يوما بدينار فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أما علمت أن صدقة المؤمن لا تخرج من يده
حتى يفك بها عن لحى سبعين شيطانا، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب
تبارك وتعالى؟ ألم يقل هذه الآية) ألم تعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ
الصدقات) إلى آخر الآية (2).
114 - عن معلى بن خنيس قال: خرج أبو عبد الله عليه السلام في ليلة قد رشت (3) وهو يريد
ظلة بنى ساعدة؟ فأتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ فقال: بسم الله اللهم أردد علينا
فأتيته فسلمت عليه فقال: معلى؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: التمس بيدك، فما
وجدت من شئ فادفعه إلى فإذا أنا بخبز كثير منتشر فجعلت أدفع إليه الرغيف و
الرغيفين، وإذا معه جراب (4) أعجز عن حمله فقلت: جعلت فداك أحمله على،
فقال: انا أولى به منك ولكن امض معي، فأتينا ظلة بنى ساعدة فإذا نحن بقوم نيام
فجعل يدس (5) الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم حتى إذا انصرفنا، قلت
له: يعرف هؤلاء هذا الامر؟ قال: لا لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة
وهو الملح، ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة، فان الرب تبارك و
تعالى يليها بنفسه، وكان أبى إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتجعه منه
فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، وذلك انها تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل،

(1) البحار ج 20: 22 - 34. البرهان ج 2: 156 الصافي ج 1: 725 - 726.
(2) البحار ج 20: 22 - 34. البرهان ج 2: 156 الصافي ج 1: 725 - 726.
(3) أي أمطرت قليلا.
(4) الجراب بالكسر: وعاء من جلد الشاة وغيره ويقال له بالفارسية) انبان)
(5) أي يدخل تحت ثيابهم.
107

فأحببت ان أقبلها إذ وليها الله ووليها أبى، ان صدقة الليل تطفى غضب الرب وتمحو
الذنب العظيم، وتهون الحساب، وصدقة النهار تنمى المال وتزيد في العمر (1).
115 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة
فإنها تقع في يد الله (2).
116 - عن أبي بكر عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: خصلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد وضوئي فإنه من صلاتي، وصدقتي
من يدي إلى يد سائل فإنها تقع في يد الرحمن (3).
117 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه
إذا أعطى السائل قبل يد السائل فقيل له: لم تفعل ذلك؟ قال: لأنها تقع في يد الله قبل يد
العبد، وقال: ليس من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فإنها تقع في يد الله، قال
الفضل: أظنه يقبل الخبز أو الدرهم (4)
118 - عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال علي بن الحسين
صلوات الله عليه: ضمنت على ربى ان الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد
الرب وهو قوله: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات) (5)
119 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: سئل عن الاعمال هل تعرض
على رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: ما فيه شك، قيل له أرأيت قول الله: (وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: لله شهداء في أرضه (6)
120 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (اعملوا فسيرى
الله عملكم ورسوله والمؤمنون)؟ قال: تريد أن تروون على، هو الذي في
نفسك. (7)
121 - عن يحيى بن مساور [الحلبي] عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: حدثني في علي
حديثا فقال: اشرحه لك أم أجمعه؟ قلت بل اجمعه، فقال: علي باب هدى،

(1) البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156 - 157. الصافي ج 1: 726
(2) البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156 - 157. الصافي ج 1: 726
(3) البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156 - 157. الصافي ج 1: 726
(4) البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156 - 157. الصافي ج 1: 726
(5) البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156 - 157. الصافي ج 1: 726
(6) البحار ج 7: 27. البرهان ج 2: 159. الصافي ج 1: 727.
(7) البحار ج 7: 27. البرهان ج 2: 159. الصافي ج 1: 727.
108

من تقدمه كان كافرا ومن تخلف عنه كان كافرا، قلت: زدني، قال: إذا كان يوم
القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، فيأتي على وبيده اللواء
حتى [يرتقيه و] يركبه ويعرض الخلق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، ومن أنكره
دخل النار، قلت له: توجد فيه من كتاب الله (1) قال: نعم، ما يقول في هذه
الآية يقول تبارك وتعالى: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) هو والله علي بن
أبي طالب (2)
122 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان أبا الخطاب كان يقول: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم تعرض عليه أعمال أمته كل خميس فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو هكذا و
لكن رسول الله صلى الله عليه وآله تعرض عليه أعمال الأمة كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا،
وهو قول الله: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (3)
123 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله
تبارك وتعالى: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: تعرض على رسول
الله عليه وآله السلام أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا (4)
124 - [عن زرارة] عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: في قول
الله: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فقال: ما من مؤمن يموت ولا
كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، فهلم
إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد (5)
125 - وقال أبو عبد الله (والمؤمنون) هم الأئمة (6)
126 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام (اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله) قال: ان لله شاهدا في أرضه، وان أعمال العباد تعرض على رسول الله
عليه وآله السلام (7)

(1) وفى نسخة البرهان (هل فيه آية من كتاب الله).
(2) البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159 - 160. الصافي ج 1: 727.
(3) البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159 - 160. الصافي ج 1: 727.
(4) البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159 - 160. الصافي ج 1: 727.
(5) البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159 - 160. الصافي ج 1: 727.
(6) البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159 - 160. الصافي ج 1: 727.
(7) البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159 - 160. الصافي ج 1: 727.
109

127 - عن محمد بن حسان الكوفي عن محمد بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: إذا كان
يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، ويجئ علي بن
أبي طالب عليه السلام وبيده لواء الحمد فيرتقيه ويركبه وتعرض الخلايق عليه، فمن عرفه
دخل الجنة، ومن أنكره دخل النار، وتفسير ذلك في كتاب الله (قل اعملوا فسيرى
الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: هو والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه (1)
128 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (وآخرون مرجون
لامر الله) قال: هم قوم من المشركين أصابوا دما من المسلمين ثم اسلموا، فهم المرجون
لامر الله (2).
129 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
قالا: المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر واحد ويوم حنين، وسلموا من المشركين
ثم اسلموا بعد تأخر، فاما يعذبهم واما يتوب عليهم (3).
130 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (وآخرون مرجون لامر الله)
قال: هم قوم مشركون، فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين، ثم إنهم
دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يؤمنوا فيكونوا من المؤمنين
فتجب لهم الجنة، ولم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال مرجون لامر
الله، قال حمران: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المستضعفين، قال: هم ليسوا بالمؤمنين
ولا بالكفار وهم المرجون لامر الله. (4)
131 - عن ابن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة فرق يؤتون
إلى ثلث فرق الايمان والكفر والضلال، وهم أهل الوعد من الذين وعد الله الجنة و
النار، وهم المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما
يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل

(1) البحار ج 3: 286. البرهان ج 2: 160.
(2) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.
(3) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.
(4) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.
110

الأعراف (1).
132 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: (المرجون لامر الله) قوم كانوا
مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما، ثم دخلوا بعد في الاسلام فوحدوا
الله وتركوا الشرك، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم
الجنة، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال
اما يعذبهم واما يتوب عليهم، قال أبو عبد الله عليه السلام: يرى فيهم رأيه قال: قلت:
جعلت فداك من أين يرزقون؟ قال: من حيث شاء الله، وقال أبو إبراهيم عليه السلام: هؤلاء
قوم وقفهم حتى يرى فيهم رأيه (2)
133 - عن الحارث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته بين الايمان والكفر
منزلة؟ فقال: نعم ومنازل لو يجحد شيئا منها أكبه الله في النار، بينهما آخرون
مرجون لامر الله، وبينهما المستضعفون، وبينهما آخرون خلطوا عملا صالحا وآخر
سيئا، وبينهما قوله: (وعلى الأعراف رجال). (3)
134 - عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام المرقوم ذكر لهم فضل
على فقالوا: ما ندري لعله كذلك وما ندري لعله ليس كذلك؟ قال: أرجه قال:
(وآخرون مرجون لامر الله) الآية (4)
135 - عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن (المسجد الذي أسس
على التقوى من أول يوم) فقال مسجد قبا (5).
136 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
عن قوله: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم) قال: مسجد قبا، واما قوله (أحق
أن تقوم فيه) قال: يعنى من مسجد النفاق، وكان على طريقه إذا أتى مسجد قبا
فقام فينضح بالماء والسدر (6) ويرفع ثيابه عن ساقيه، ويمشي على حجر في ناحية

(1) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.
(2) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.
(3) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.
(4) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.
(5) البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافي ج 1: 731.
(6) نضح عليه الماء: رشه. وفى نسخة البحار (فكان ينضح).
111

الطريق، ويسرع المشي، ويكره أن يصيب ثيابه منه شئ فسألته هل كان النبي
صلى الله عليه وآله يصلى في مسجد قبا؟ قال: نعم كان منزله (نزل ظ) على سعد بن خيثمة
الأنصاري فسألته هل كان لمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله سقف؟ فقال: لا وقد كان بعض
أصحابه قال: ألا تسقف مسجدنا يا رسول الله؟ قال: عريش كعريش موسى (1)
137 - عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (فيه رجال
يحبون أن يتطهروا) قال: الذين يحبون أن يتطهروا نظف الوضوء وهو الاستنجاء
بالماء، وقال نزلت هذه الآية في أهل قبا (2)
138 - وفى رواية ابن سنان عنه قال: قلت له: ما ذلك الطهر؟ قال: نظف
الوضوء إذا خرج أحدهم من الغائط فمدحهم الله بتطهرهم (3)
139 - عن زرارة قال: كرهت ان اسئل أبا جعفر عليه السلام في الرجعة، فأقبلت
مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: جعلت فداك أخبرني عمن قتل مات؟ قال:
لا، الموت موت والقتل قتل، قال: فقلت له: ما أحد يقتل الا مات، قال: فقال: يا
زرارة قول الله أصدق من قولك قد فرق بينهما في القرآن قال: (أفإن مات أو قتل)
وقال (ولان متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون) ليس كما قلت يا زرارة، الموت موت
والقتل قتل، وقد قال الله: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم
الجنة) الآية قال: فقلت له: ان الله يقول: (كل نفس ذائقة الموت) أفرأيت من
قتل لم يذق الموت؟ قال: فقال: ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، ان
من قتل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت (4)
140 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ان الله اشترى
من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) الآية قال: يعنى في الميثاق، قال:
ثم قرأت عليه (التائبون العابدون) فقال أبو جعفر: لا ولكن اقرءها التائبين

(1) البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافي ج 1: 731.
(2) البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافي ج 1: 731.
(3) البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافي ج 1: 731.
(4) البحار ج 13: 216. البرهان ج 2: 166.
112

العابدين (1) إلى آخر الآية، وقال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم
أنفسهم وأموالهم يعنى في الرجعة (2)
141 - محمد بن الحسن عن الحسين بن خرزاد عن البرقي في هذا الحديث
ثم قال: ما من مؤمن الا وله ميتة وقتلة، من مات بعث حتى يقتل، ومن قتل بعث
حتى يموت (3)
142 - صباح بن سيابة في قول الله: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم
وأموالهم) قال: ثم قال: ثم وصفهم فقال: التائبون العابدون الحامدون الآية، قال:
هم الأئمة عليهم السلام (4)
143 - عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان
على إذا أراد القتال قال هذه الدعوات (اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت إليه أولياءك (5) وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا وأكرمها إليك
مآبا، وأحبها إليك مسلكا، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان
لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فاجعلني ممن اشتريت
فيه منك نفسه، ثم وفى لك ببيعته التي بايعك عليها غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا
مبدل تبديلا) مختصر. (6)
144 - عن عبد الرحيم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قرأ هذه الآية (ان الله اشترى

(1) قال الطبرسي رحمه الله في المجمع بعد نقل قراءة (التائبين العابدين) عن أبي
جعفر وأبى عبد الله عليه السلام وابن مسعود والأعمش: الحجة في هذه القراءة فيحتمل أن يكون جرا و
أن يكون نصبا اما الجر فعلى أن يكون وصفا للمؤمنين أي من المؤمنين التائبين، واما
النصب فعلى اضمار فعل بمعنى المدح كأنه قال: أعنى وامدح التائبين.
(2) البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 166. الصافي ج 1: 734
(3) البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 166. الصافي ج 1: 734
(4) البرهان ج 2: 167.
(5) ندبه إلى الامر: دعاه ورشحه للقيام به وحثه عليه.
(6) البحار ج 21: 98. البرهان ج 2: 167.
113

من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة) فقال: هل تدرى ما يعنى؟ فقلت: يقاتل
المؤمنون فيقتلون ويقتلون، قال: قال: من مات من المؤمنين رد حتى يقتل، ومن
قتل رد حتى يموت، وذلك القدر فلا تنكرها. (1)
145 - عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من أخذ سارقا
فعفا عنه فإذا رفع إلى الامام قطعه، وإنما الهبة قبل أن ترفع إلى الامام وكذلك قول
الله: (والحافظون لحدود الله) فإذا انتهى بالحلال إلى الامام فليس لأحد ان
يتركه. (2)
146 - عن إبراهيم بن أبي البلاد عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
ما يقول الناس في قول الله (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه)؟
قلت: يقولون إن إبراهيم وعد أباه ليستغفر له، قال: ليس هو هكذا، ان إبراهيم
وعده أن يسلم فاستغفر له، فلما تبين انه عدو لله تبرء منه. (3)
147 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: قوله (ان إبراهيم لاواه حليم)
قال: الأواه دعاء (4)
148 - عن أبي إسحاق الهمداني عن رجل (5) قال: صلى رجل إلى جنبي فاستغفر
لأبويه وكانا ماتا في الجاهلية، فقلت: تستغفر لأبويك وقد ماتا في الجاهلية؟ فقال:
قد استغفر إبراهيم لأبيه فلم أدر ما أرد عليه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله فأنزل الله: (و
ما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه)
قال: لما [مات] تبين انه عدو لله فلم يستغفر له. (6)

(1) البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 167.
(2) البرهان ج 2: 167.
(3) البرهان ج 2: 167. البحار ج 5: 24.
(4) البرهان ج 2: 167. البحار ج 5: 114.
(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الأصل كنسخة البرهان هكذا (عن أبي إسحاق
الهمداني عن الخليل عن أبي عبد الله عليه السلام قال صلى الخ).
(6) البحار ج 5: 24. البرهان ج 2: 167.
114

149 - عن علي بن أبي حمزة قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام ان أباك أخبرنا بالخلف
من بعده فلو أخبرتنا به فأخذ بيدي فهزها، ثم قال: (ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم
حتى يبين لهم ما يتقون) قال فخفقت فقال لي: مه لا تعود عينيك كثرة النوم فإنها أقل
شئ في الجسد شكرا. (7)
150 - عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وما كان الله
ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون) قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما
يسخطه ثم قال اما انا أنكرنا لمؤمن بما لا يعذر الله الناس بجهالته، والوقوف عند الشبهة
خير من الاقتحام في الهلكة وترك رواية حديث لم تحفظ خير لك من رواية حديث لم
تحصى، ان على كل حق حقيقة وعلى كل ثواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه و
ما خالف كتاب الله فدعوه، ولن يدعه كثير من أهل هذا العالم. (2)
151 - عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وعلى
الثلاثة الذين خلفوا) قال: كعب ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية. (3)
152 - عن فيض بن المختار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كيف تقرأ هذه الآية
في التوبة: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) قال: قلت خلفوا قال: لو خلفوا لكانوا في حال طاعة، وزاد
الحسين بن المختار عنه: لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل، ولكنهم خالفوا
عثمان وصاحباه، اما والله ما سمعوا صوت كافر (4) ولا قعقعة حجر (5) الا قالوا أتيناه فسلط
الله عليهم الخوف حتى أصبحوا (6).

(1) البرهان ج 2: 168.
(2) البرهان ج 2: 168. البحار ج 1: 150.
(3) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافي ج 1: 737.
(4) وفى رواية الكليني (حافر) مكان (كافر).
(5) وفى نسخة البحار (سلاح) بدل (حجر) والقعقعة: حكاية صوت السلاح وصوت
الرعد والترسة ونحوها.
(6) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافي ج 1: 737
115

153 - قال صفوان: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبو لبابة أحدهم يعنى في
(وعلى الثلاثة الذين خلفوا) (1).
154 عن سلام عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ثم تاب عليهم ليتوبوا) قال:
أقالهم فوالله ما تابوا (2).
155 - عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا با حمزة إنما يعبد
الله من عرف الله فاما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالا قلت: أصلحك الله وما
معرفة الله؟ قال: يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة على والايتمام به، و
بأئمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوهم، وكذلك عرفان الله، قال: قلت:
أصلحك الله أي شئ إذا عملته انا استكملت حقيقة الايمان؟ قال: توالي أولياء الله،
وتعادى أعداء الله، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله، قال: قلت: ومن
أولياء الله ومن أعداء الله؟ فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلى والحسن والحسين
وعلي بن الحسين، ثم انتهى الامر الينا ثم ابني جعفر، وأومأ إلى جعفر وهو جالس
فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمره الله، قلت: ومن أعداء الله
أصلحك الله؟ قال: الأوثان الأربعة، قال: قلت من هم؟ قال: أبو الفصيل ورمع ونعثل و
معاوية (3) ومن دان بدينهم فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله (4).

(1) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافي ج 1: 737.
(2) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافي ج 1: 737.
(3) حكى عن الجزري أنه قال: كانوا يكنون بأبى الفصيل عن أبي بكر لقرب البكر.
بالفصيل (انتهى) ويعنى بالبكر: الفتى من الإبل. والفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه وفى كلام
بعض انه كان يرعى الفصيل في بعض الأزمة فكنى بأبى الفصيل، وقال بعض أهل اللغة أبو بكر بن أبي
قحافة ولد عام الفيل بثلاث سنين وكان اسمه عبد العزى اسم صنم وكنيته في الجاهلية
أبو الفصيل فإذا أسلم سمى بعبد الله وكنى بأبى بكر واما كلمة رمع فهي مقلوبة من عمر
وفى الحديث أول من رد شهادة المملوك رمع وأول من أعال الفرائض رمع.
واما مثل فهو اسم رجل كان طويل اللحية قال الجواهري: وكان عثمان إذا نيل منه و
عيب شبه بذلك.
ثم لا يخفى عليك ان النسخ في ضبط الكلمات مختلفة والمختار هو الموافق لنسخة البحار.
(4) البحار ج 7: 37. البرهان ج 2: 170.
116

156 - وروى المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (كونوا مع
الصادقين) بطاعتهم (1).
157 - عن هشام بن عجلان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أسئلك عن شئ لا
اسئل عنه أحدا بعدك، أسئلك عن الايمان الذي لا يسع الناس جهله، فقال: شهادة
أن لا إله إلا الله، وان محمدا رسول الله والاقرار بما جاء من عند الله، وإقام الصلاة، وايتاء
الزكاة وحج البيت وصوم شهر مضان والولاية لنا والبراءة من عدونا وتكون مع
الصديقين (2).
158 - عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إذا حدث
للامام حدث كيف يصنع الناس؟ قال: يكونوا كما قال الله (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
ليتفقهوا في الدين) إلى قوله: (يحذرون) قال: قلت: فما حالهم؟ قال: هم في عذر (3)
159 - وعنه أيضا في رواية أخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون؟
قال: فقال لي: اما تقرأ كتاب الله (فلولا نفر من كل فرقة) إلى قوله (يحذرون)؟ قلت:
جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون؟ قال: فقال لي: رحمك الله اما
علمت أنه كان بين محمد وعيسى عليه السلام خمسون ومأتا سنة، فمات قوم على دين عيسى انتظارا
لدين محمد صلى الله عليه وآله فأتاهم الله أجرهم مرتين. (4)
160 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب إلى إنما
شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف وإذا امنا أمن، قال الله: (فاسئلوا
أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) الآية فقد فرضت عليكم
المسألة والرد الينا، ولم يفرض علينا الجواب (5).

(1) البرهان ج 2: 170.
(2) البرهان ج 2: 170. البحار ج 15 (ج 1): 214.
(3) البرهان ج 2: 172. وفى رواية الكافي زيادة وهي هذه (ما داموا في الطلب
وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم).
(4) البحار ج 7: 422. البرهان ج 2: 173.
(5) البرهان ج 2: 173.
117

161 - عن عبد الأعلى قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بلغنا وفاة الامام؟ قال:
عليكم النفر، قلت جميعا؟ قال: ان الله يقول: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا)
الآية، قلت: نفرنا فمات بعضنا في الطريق؟ قال: فقال: (ومن يخرج من
بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) إلى قوله (أجره على الله) قلت: فقدمنا المدينة،
فوجدنا صاحب هذا الامر مغلقا عليه بابه مرخى عليه ستره؟ (1) قال: ان هذا الامر
لا يكون الا بأمر بين، هو الذي إذا دخلت المدينة قلت إلى من أوصى فلان قالوا إلى فلان (2)
162 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: تفقهوا فان من لم يتفقه
منكم فإنه أعرابي ان الله يقول في كتابه: (ليتفقهوا في الدين) إلى قوله: (يحذرون) (3)
163 - عن عمران بن عبد الله القمي (4) عن جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله تبارك
وتعالى (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) قال: الديلم. (5)
164 - عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام (واما الذين في قلوبهم مرض
فزادتهم رجسا إلى رجسهم) يقول: شكا إلى شكهم (6)
165 - عن ثعلبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: (لقد جائكم
رسول من أنفسكم) قال: فينا (عزيز عليه ما عنتم) قال: فينا (حريص عليكم)
قال: فينا (بالمؤمنين رؤوف رحيم) قال: شركنا المؤمنون في هذه الرابعة وثلاثة لنا (7).
166 - عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليه السلام قال: تلا هذه الآية (لقد جائكم
رسول من أنفسكم) قال: من أنفسنا قال: (عزيز عليه ما عنتم) قال: ما عنتنا قال:
(حريص عليكم) قال: علينا (بالمؤمنين رؤوف رحيم) قال بشيعتنا رؤوف رحيم فلنا ثلاثة
أرباعها، ولشيعتنا ربعها (8)

(1) أرخى الستر: أسدله وأرسله، واللفظ كناية.
(2) البرهان ج 2: 173. البحار ج 7: 422.
(3) البرهان ج 2: 173. البحار ج 1: 68.
(4) وفى بعض النسخ (التميمي) وفى آخر (التيمي) ولكن الظاهر وهو المختار و
هما تصحيفه.
(5) البرهان ج 2: 173. الصافي ج 1: 741 - 742.
(6) البرهان ج 2: 173. الصافي ج 1: 741 - 742.
(7) البرهان ج 2: 173. الصافي ج 1: 741 - 742.
(8) البرهان ج 2: 173. الصافي ج 1: 741 - 742.
118

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة يونس
1 - عن أبان بن] عثمان عن محمد قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اقرأ قلت: من
أي شئ أقرأ قال [أقرأ] من السورة السابعة، قال: فجعلت التمسها، فقال: اقرأ سورة
يونس فقرأت حتى انتهيت إلى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم
قتر ولا ذلة) ثم قال: حسبك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انى لأعجب كيف لا أشيب
إذا قرأت القرآن (1)
2 - عن فضيل الرسان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة يونس في
كل شهرين أو ثلاثة لم يخف أن يكون من الجاهلين، وكان يوم القيمة من المقربين (2)
3 - عن يونس عمن ذكره في قول الله: (وبشر الذين آمنوا) إلى آخر الآية
قال الولاية (3)
4 - عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (وبشر الذين
آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم) قال: الولاية (4)

(1) البحار ج 19: 70. البرهان ج 2: 175 - 176.
(2) البحار ج 19: 70. البرهان ج 2: 175 - 176.
(3) البحار ج 9: 95. البرهان ج 2: 177. الصافي ج 1: 745 وقال
الفيض رحمه الله: وهذا لان الولاية من شروط الشفاعة وهما متلازمان.
(4) البحار ج 9: 95. البرهان ج 2: 177. الصافي ج 1: 745 وقال
الفيض رحمه الله: وهذا لان الولاية من شروط الشفاعة وهما متلازمان.
119

5 - عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (وبشر
الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم) قال: هو رسول الله صلى الله عليه وآله (1)
6 - عن أبي جعفر عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (ان الله خلق السماوات و
الأرض في ستة أيام) فالسنة تنقص ستة أيام (2)
7 - عن الصباح بن سيابة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق الشهور اثنا
عشر شهرا وهي ثلاثمائة وستون يوما، فخرج منها ستة أيام خلق فيها السماوات و
الأرض، فمن ثم تقاصرت الشهور (3)
8 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الله جل ذكره
وتقدست أسماؤه خلق الأرض قبل السماء، ثم استوى على العرش لتدبير الأمور (4)
9 - عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التسبيح، فقال: هو
اسم من أسماء الله ودعوى أهل الجنة (5)
10 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (وإذا تتلى عليهم آياتنا
بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي ان
أبدله من تلقاء نفسي ان أتبع الا ما يوحى إلى) قالوا: بدل كان على أبو بكر أو
عمر اتبعناه (6)
11 - عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (ائت بقرآن غير هذا
أو بدله) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام (7)
12 - عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: (انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم) حتى نزلت سورة الفتح، فلم

(1) البرهان ج 2: 177. البحار ج 9: 95. الصافي ج 1: 744.
(2) البرهان ج 2: 177. البحار ج 14: 21.
(3) البرهان ج 2: 177.
(4) البرهان ج 2: 177.
(5) البرهان ج 2: 180. الصافي ج 1: 476.
(6) البرهان ج 2: 180. البحار ج 9: 111.
(7) البرهان ج 2: 180. البحار ج 9: 111.
120

يعد إلى ذلك الكلام (1)
13 - عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله ثلاث يرجعن على صاحبهن:
النكث والبغي والمكر، قال الله: (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم) (2)
14 - عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك انا نتحدث
ان لآل جعفر راية ولآل فلان راية، فهل في ذلك شئ؟ فقال: اما لآل جعفر فلا، و
اما راية بنى فلان فان لهم ملكان مبطئا يقربون فيه البعيد، ويبعدون فيه القريب
وسلطانهم عسر ليس فيه يسر، لا يعرفون في سلطانهم من اعلام الخير شيئا، يصيبهم
فيه فزعات (3) كل ذلك كل ذلك يتجلى عنهم حتى إذا أمنوا مكر الله وأمنوا عذابه وظنوا
انهم قدر الكافر (4) صيح فيهم صيحة لم يكن فيها مناد يسمعهم ولا يجمعهم
وذلك قول الله (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها) إلى قوله (لقوم يتفكرون) ألا انه
ليس أحد من الظلمة الا ولهم بقيا الا آل فلان، فإنهم لا بقيا لهم قال: جعلت فداك
أليس لهم بقيا؟ قال: لا ولكنهم يصيبون منادما فيظلمهم [نحن وشيعتنا ومن يظلمه]
نحن وشيعتنا فلا بقيا له. (5)
15 - عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من عبد اغرورقت عيناه (6) بمائها الا حرم الله ذلك الجسد على النار، وما فاضت
عين من خشية الله الا لم يرهق ذلك الوجه قتر (7) ولا ذلة (8)

(1) البرهان ج 2: 181. الصافي ج 1: 749.
(2) البرهان ج 2: 181. الصافي ج 1: 749.
(3) وفى نسخة الأصل كنسخة البرهان (زرعات فزرعات ذلك الخ) والمختار
هو الموافق لنسخة البحار.
(4) وفى نسخة البرهان هكذا (وظنوا فعلموا انهم قد زال المكافاة صيح فيهم
الخ) وفى نسخة البحار (وظنوا انهم قد استقروا صيح الخ).
(5) البحار ج 11: 72. البرهان ج 2: 182.
(6) اغرورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما.
(7) رهق الشئ فلانا: غشيه ولحقه وقيل دنا منه سواء اخذه أم لم يأخذه. والقتر
- محركة -: الغبار فيها سواد كالدخان.
(8) البحار ج 19: 47. البرهان ج 2: 184.
121

16 - عن محمد بن مروان عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من شئ
الا وله وزن أو ثواب الا الدموع، فان القطرة يطفى البحار من النار، فإذا أغر ورقت
عيناه بمائها حرم الله عز وجل ساير جسده على النار، وان سالت الدموع على خديه
لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ولو أن عبدا بكى في أمة لرحمها الله (1)
17 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (كأنما غشيت وجوههم
قطعا من الليل مظلما) قال: أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشد سوادا من خارج
فكذلك وجوههم تزداد سوادا (2)
18 - عن عمرو بن أبي القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وذكر أصحاب
النبي عليه السلام ثم قرأ (أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع) إلى قوله: (يحكمون)
فقلنا: من هو أصلحك الله؟ فقال: بلغنا ان ذلك علي عليه السلام. (3)
19 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الأمور العظام
الذي تكون مما لم يكن، فقال لم يأن (يكن خ ل) أوان كشفها بعد، وذلك قوله:
(بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله). (4)
20 - عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الأمور العظام من الرجعة
وغيرها؟ فقال: ان هذا الذي تسئلوني عنه لم يأت أوانه، قال الله: (بل كذبوا بما لم
يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله). (5)
21 - عن أبي السفاتج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: آيتان في كتاب الله حصر
(حظر خ ل) الله (6) الناس، ألا يقولوا ما لا يعلمون، قول الله: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق
الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق) وقوله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما
يأتهم تأويله) (7)

(1) البحار ج 19: 47. البرهان ج 2: 184.
(2) البحار ج 3: 246. البرهان ج 2: 184 الصافي ج 1: 751.
(3) البرهان ج 2: 186.
(4) البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافي ج 1: 753.
(5) البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافي ج 1: 753.
(6) وفى نور الثقلين (خص الله..) ولعله الأصح.
(7) البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافي ج 1: 753.
122

22 - عن إسحاق بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله
خص هذه الأمة بآيتين من كتابه: ألا يقولوا ما لا يعلمون، وألا يردوا ما لا يعلمون،
ثم قرأ: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب) الآية وقوله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه
ولما يأتهم تأويله) إلى قوله: (الظالمين). (1)
23 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية (لكل
أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) قال: تفسيرها بالباطن
ان لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم
رسول، وهم الأولياء وهم الرسل، واما قوله: (فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط)
قال: معناه ان الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله (2)
24 - عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (إذا جاء اجلهم فلا
يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) قال: هو الذي سمى لملك الموت عليه السلام في ليلة
القدر (3)
25 - عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه في قول الله: (ويستنبئونك
أحق هو قل أي وربى) فقال: يستنبئك يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب اماما
هو؟ قل أي وربى انه لحق (4)
26 - عن حماد بن عيسى عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن قول الله:
(وأسروا الندامة لما رأوا العذاب) قال: قيل له: وما ينفعهم اسرار الندامة وهم في العذاب؟
قال: كرهوا شماتة الأعداء (5)

(1) البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافي ج 1: 753.
(2) البرهان ج 2: 186. البحار ج 7: 155. الصافي ج 1: 475.
(3) البرهان ج 2: 187. البحار ج 3: 131. الصافي ج 1: 755.
(4) البرهان ج 2: 187.
(5) البرهان ج 2: 187. البحار ج 3: 246.
123

27 - عن السكوني ان أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: شكى رجل إلى
النبي صلى الله عليه وآله وجعا في صدره، فقال: استشف بالقرآن لان الله يقول: (وشفاء لما في الصدور) (1)
28 - عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله: (قل بفضل الله
وبرحمته فبذلك فليفرحوا) قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطى عدونا من الذهب و
الفضة (2)
29 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك
فليفرحوا هو خير مما يجمعون) فقال: الاقرار بنبوة محمد عليه وآله السلام والايتمام
بأمير المؤمنين عليه السلام هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم (3)
30 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن بعض الفقهاء قال: قال: أمير المؤمنين
(ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ثم قال: تدرون من أولياء الله؟ قالوا: من
هم يا أمير المؤمنين؟ فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا طوبى
لنا وطوبا لهم، وطوباهم أفضل من طوبانا، قيل: ما شأن طوباهم أفضل من طوبانا؟
ألسنا نحن وهم على امر؟ قال: لا لأنهم حملوا ما لم تحملوا عليه واطاقوا ما لم
تطيقوا (4)
31 - عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين
عليهما السلام (الا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) قال: إذا أدوا فرايض الله،
وأخذوا بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، و
رغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر والتكاثر
ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا
ويثابون على ما قدموا لآخرتهم (5).
32 - عن عبد الرحيم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنما أحدكم حين يبلغ نفسه

(1) البرهان ج 2: 187 الصافي ج 1: 756.
(2) البرهان ج 2: 187 الصافي ج 1: 756.
(3) البرهان ج 2: 187 الصافي ج 1: 756. البحار ج 9: 80
(4) البرهان ج 1: 190. الصافي ج 1: 757. البحار ج 15 (ج 1): 111 و 291
(5) البرهان ج 1: 190. الصافي ج 1: 757. البحار ج 15 (ج 1): 111 و 291
124

هاهنا فينزل عليه ملك الموت، فيقول له: اما ما كنت ترجوا فقد أعطيته، واما ما
كنت تخافه فقد أمنت منه، ويفتح له باب إلى منزله من الجنة، ويقال له: انظر
إلى مسكنك من الجنة، وانظر هذا رسول الله وعلى والحسن والحسين عليهم السلام رفقاؤك
وهو قول الله (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة) (1).
33 - عن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا والمعلى على أبى عبد الله عليه السلام
فقال: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيمة الا هذا الدين الذي أنتم عليه، وما
بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينيه الا ان يبلغ نفسه إلى هذه وأومأ بيده
إلى الوريد (2) ثم اتكأ وغمزني المعلى (3) أن سله فقلت: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا
بلغت نفسه إلى هذه فأي شئ يرى؟ فقال: يرى، فقلت له بضع عشر مرة: أي شئ.
يرى؟ فقال في آخرها: يا عقبة! فقلت: لبيك وسعديك، فقال: أبيت الا أن تعلم؟
فقلت: نعم يا بن رسول الله إنما ديني مع دمى فإذا ذهب ديني كان ذلك (4). فكيف
بك يا بن رسول الله كل ساعة وبكيت فرق لي، فقال: يراهما والله، فقلت: بابى
وأمي من هما؟ فقال: رسول الله وعلي عليه السلام، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى
يراهما، قلت: فإذا نظر اليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ قال: لا مضى امامه
[إذا نظر اليهما مضى امامه] فقلت له: يقولان له شيئا جعلت فداك؟ فقال: نعم
فيدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله صلى الله عليه وآله عند رأسه وعلي عليه السلام عند رجليه
فيكب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله (5) فيقول: يا ولى الله أبشر باني رسول الله، انى خير
لك مما تترك من الدنيا، ثم ينهض رسول الله عليه وآله السلام فيقوم علي عليه السلام حتى
يكب عليه فيقول: يا ولى الله ابشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني، اما

(1) البرهان ج 2: 190. الصافي ج 1: 758. البحار ج 3: 141.
(2) الوريد: عرق في العنق ويقال له حبل الوريد وقال الفراء: هو ينبض ابدا
(3) غمزه: عصره وكبسه بيده.
(4) وفى نسخة إنما ديني مع دينك وقوله كان ذلك أي ان ديني مقرون بحياتي فمع عدم
الدين فكأني لست بحي.
(5) أكب عليه: اقبل إليه ولزمه
125

لأنفعنك ثم قال: اما ان هذا في كتاب الله، قلت: جعلت فداك أين في كتاب الله؟ قال:
في يونس: (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة)
إلى قوله: (العظيم) (1)
34 - عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما يصنع بأحد عند الموت
قال: اما والله يا با حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله ومكانه
منا يقر به عينه الا ان يبلغ نفسه ها هنا، ثم أهوى بيده إلى نحره، الا أبشرك يا با حمزة
فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه
السلام معه، قعد عند رأسه فقال له إذا كان ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله:
أما تعرفني؟ أنا رسول الله هلم الينا فما امامك خير لك مما خلفت، اما ما كنت تخاف
فقد أمنته، واما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه، أيتها الروح أخرجي إلى روح الله
ورضوانه، ويقول له علي عليه السلام مثل قول رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا با حمزة الا
أخبرك بذلك من كتاب الله؟ قوله: (الذين آمنوا وكانوا يتقون) الآية (2).
35 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: ان الله خلق
الخلق وهي أظلة فأرسل رسوله محمد صلى الله عليه وآله، فمنهم من آمن به ومنهم من كذبه،
ثم بعثه في الخلق الآخر فآمن به من كان آمن في الأظلة وجحده من جحد به
يومئذ، فقال: (ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل). (3)
36 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ثم بعثنا من بعده رسلا
إلى قومهم) إلى (بما كذبوا به من قبل) قال: بعث الله الرسل إلى الخلق وهم في
أصلاب الرجال وأرحام النساء فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلك، ومن كذب حينئذ
كذب بعد ذلك (4).
37 - عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله خلق

(1) البحار ج 3: 143. البرهان ج 2: 190. الصافي ج 1: 760.
(2) البحار ج 3: 141. البرهان ج 2: 191
(3) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 192
(4) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 192
126

الخلق فخلق من أحب مما أحب وكان ما أحب ان يخلقه من طينة من الجنة، وخلق
من أبغض مما أبغض وكان ما أبغض ان خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال،
فقلت: وأي شئ الظلال؟ فقال: اما ترى ظلك في الشمس شئ وليس بشئ، ثم
بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى الاقرار بالله فأقر بعضهم وانكر بعض، ثم دعوهم إلى
ولايتنا فأقروا لله بها من أحب الله وأنكرها من أبغض، وهو قوله: (وما كانوا
ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبو جعفر: كان التكذيب [من قبل] ثم (1)
38 - عن زرارة وحمران ومحمد بن سلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن
قوله: (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) قال: لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا (2)
39 - عن أبي رافع قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله خطب الناس فقال: أيها الناس ان
الله امر موسى وهارون ان يبيتا لقومهما بمصر بيوتا وأمرهما ان لا يبيت في مسجدهما
جنب ولا يقرب فيه النساء الا هارون وذريته، وان على منى بمنزلة هارون وذريته
من موسى فلا يحل لاحد ان يقرب النساء في مسجدي ولا يبيت فيه جنبا الا على وذريته
فمن سائه ذلك فهاهنا وأشار بيده نحو الشام (3)
40 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان بين قوله (قد أجيبت
دعوتكما) وبين أن أخذ فرعون أربعين سنة (4)
41 - عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا يرفعه قال: لما صار موسى في البحر اتبعه
فرعون وجنوده، قال فتهيب فرس فرعون ان يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل على

(1) البرهان ج 2: 192. البحار ج 3: 68.
(2) البرهان ج 2: 192. الصافي ج 1: 761.
(3) البرهان ج 2: 192. الصافي ج 1: 762. وقوله صلى الله عليه وآله فمن سائه اه
أي فمن سائه فهيهنا مقره أي البرهوت أو الشام مثل قوله فمن سائه ففي السقر أو في جهنم
(عن هامش الصافي).
(4) البرهان ج 2: 195. البحار ج 5: 255. الصافي ج 1: 762.
127

رمكة (1) فلما رأى فرس فرعون الرمكة اتبعها فدخل البحر هو وأصحابه فغرقوا (2)
42 - عن محمد بن سعيد الأزدي ان موسى بن محمد بن الرضا عليه السلام أخبره ان يحيى
بن أكثم كتب إليه يسئله عن مسائل أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى (فان كنت
في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) من المخاطب
بالآية فإن كان المخاطب فيها النبي صلى الله عليه وآله ليس قد شك فيما أنزل الله، وإن كان
المخاطب به غيره فعلى غيره إذا أنزل الكتاب؟ قال موسى: فسألت أخي
عن ذلك قال: فاما قوله: (فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن
الكتاب من قبلك) فان المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يك في شك مما انزل الله
ولكن قالت الجهلة كيف لم يبعث الينا نبيا من الملائكة انه لم يفرق. بينه وبين
نبيه في الاستغناء في المأكل والمشرب والمشي في الأسواق، فأوحى الله إلى نبيه
(فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) بمحضر الجهلة هل بعث الله رسولا. قبلك الا و
هو يأكل الطعام ويشرب ويمشي في الأسواق، ولك بهم أسوة، وإنما قال: (فان كنت
في شك) ولم يكن ولكن ليتبعهم كما قال له عليه السلام (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم
ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولو
قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيئون للمباهلة، وقد عرف
ان نبيكم مؤد عنه رسالته، وما هو من الكاذبين، وكذلك عرف النبي عليه وآله
السلام انه صادق فيما يقول، ولكن أحب أن ينصف من نفسه (3)
43 - عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (فان كنت في شك
مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) قال لما اسرى بالنبي صلى الله عليه وآله
ففرغ من مناجاة ربه رد إلى البيت المعمور وهو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة، فجمع
الله النبيين والرسل والملائكة، وأمر جبرئيل فاذن وأقام، فتقدم فصلى بهم فلما فرغ التفت إليه
فقال: (فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) إلى قوله: (من الممترين) (4).

(1) الرمك - محركة -: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل.
(2) البحار ج 5: 255. البرهان ج 2: 196. الصافي ج 1: 762.
(3) البحار ج 6: 214. البرهان ج 2: 197 - 198. الصافي ج 1: 766.
(4) البحار ج 6: 214. البرهان ج 2: 197 - 198. الصافي ج 1: 766.
128

44 - عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: وجدنا
في بعض كتب أمير المؤمنين عليه السلام قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله ان جبرئيل عليه السلام حدثه
ان يونس بن متى عليه السلام بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلثين سنة، وكان رجلا يعتريه
الحدة (1) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل
حمل أوقار النبوة وأعلامها وانه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله (2)
وانه أقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به وأتباعه ثلثا وثلثين سنة، فلم
يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان، اسم أحدهما روبيل واسم الآخر تنوخا
وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من
قبل أن يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في
العبادة (3) وليس له علم ولا حكم، وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها،
وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة
من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته فلما رأى يونس
ان قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكى ذلك إلى
ربه وكان فيما يشكى ان قال: يا رب انك بعثتني إلى قومي ولى ثلاثون سنة،
فلبثت فيهم أدعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالاتي وأخوفهم عذابك ونقمتك
ثلثا وثلثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بي، وجحدوا نبوتي، واستخفوا برسالاتي
وقد تواعدوني وخفت أن يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فإنهم قوم لا يؤمنون.
قال: فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير
والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبى لا
أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يا يونس عبادي وخلقي وبريتي في
بلادي وفى عيلتي أحب أن أتأناهم (4) وأرفق بهم وانتظر توبتهم، وإنما بعثتك

(1) أي يصيبه البأس والغضب.
(2) فسخ الرجل: ضعف.
(3) انهمك في الامر: جد فيه ولج.
(4) من التأني بمعنى الرفق والمداراة.
129

إلى قومك لتكون حيطا عليهم (1) تعطف عليهم لسخاء (2) الرحمة الماسة
منهم، وتأنأهم برأفة النبوة فاصبر معهم بأحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب
المداوى العالم بمداواة الدواء، فخرقت بهم (3) ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ولم
تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك
وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي،
وأبلغ في العذر فغضبت له حين غصب لي، وأجبته حين دعاني.
فقال يونس: يا رب إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوت عليهم حين عصوك
فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم و
تكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا.
فقال الله: يا يونس انهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون
عبادي ومحبتي ان أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير
علمك وتقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم وعلمي فيهم يا يونس باطن في
الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك
إلى ما سئلت من إنزال العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي، ولا
أجمل لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع
الشمس فأعلمهم ذلك.
قال فسر ذلك يونس ولم يسوئه ولم يدر ما عاقبته وانطلق يونس إلى تنوخا العابد

(1) وفى نسخة الصافي (حفيظا عليهم)
(2) وفى نسخة الصافي (لسجال الرحمة) والسجل كفلس: الدلو العظيمة إذا
كان فيها ماء قل أو كثر وهو مذكر ولا يقال لها فارغة سجل وقولهم سجال عطيتك من
هذا المعنى.
(3) وفى نسخة الصافي (فخرجت بهم) وقوله فخرقت بهم أي لم تتصرف فيهم
حسن التصرف ويمكن أن يكون مصحف (حزقت) بالزاي المعجمة من حزق الوتر: جذبه
وشده.
130

فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له: انطلق
حتى اعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم
(1) ومعصيتهم حتى يعذبهم الله، فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره فإنه رجل
عالم حكيم من أهل بيت النبوة فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله إليه
من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس
فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك، فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة
نبي حكيم ورسول كريم، واسئله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غنى عن عذابهم و
هو يحب الرفق بعباده وما ذلك بأضر لك عنده، ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك
بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأناهم، فقال له
تنوخا: ويحك يا روبيل [على] ما أشرت على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله وجحدهم
لنبيه وتكذيبهم إياه واخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه فقال
روبيل لتنوخا: اسكت فإنك رجل عابد لا علم لك.
ثم اقبل على يونس فقال: أرأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك
أنزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقى بعضا؟ فقال له يونس: بل يهلكهم الله
جميعا وكذلك سألته ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأرجع الله فيهم وأسئله ان يصرف عنهم
فقال له روبيل: أتدري يا يونس لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به، ان تتوبوا إليه
ويستغفروه فيرحمهم فإنه أرحم الراحمين ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم
عن الله انه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا.
فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل ان
الله أوحى إليه بان العذاب ينزل عليهم فترد قول الله وتشك فيه وفى قول رسوله؟!
اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك (2) ثم اقبل على

(1) أي في جهلهم وغفلتهم.
(2) فشل الرجل: ضعف وجبن وتراخى عند حرب أو شدة وفى نسخة الصافي
(فسد) بدل (فشل) وهو الظاهر.
131

يونس فقال: انزل الوحي والامر من الله فيهم على ما أنزل عليك فيهم من انزال
العذاب عليهم، وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم
أليس يمحو الله اسمك من النبوة وتبطل رسالتك وتكون كبعض ضعفاء الناس،
ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس، فأبى يونس أن يقبل وصيته
فانطلق ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد، ورجع يونس إلى قومه فأخبرهم
ان الله أوحى إليه انه منزل العذاب (1) عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط
الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله فكذبوه وأخرجوه من قريتهم اخراجا
عنيفا (2)
فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد وأقاما ينتظران
العذاب، واقام روبيل مع قومه في قريتهم حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل
(3) بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم انا روبيل شفيق عليكم الرحيم بكم
[إلى ربه قد أنكرتم عذاب الله] هذا شوال قد دخل عليكم وقد دخل عليكم وقد أخبركم يونس
نبيكم ورسول ربكم ان الله أوحى إليه ان العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط
الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسله، فانظروا ما أنتم
صانعون فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل
(4) وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا يا روبيل؟ فإنك رجل عالم حكيم لم نزل
نعرفك بالرقة (الرأفة خ ل) علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس
فينا: فمرنا بأمرك واشر علينا برأيك، فقال لهم روبيل: فانى أرى لكم وأشير
عليكم ان تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء وسط الشهر ان تعزلوا
الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتقفوا النساء في سفح

(1) وفى نسخة البرهان (انى منزل اه) وفى البحار (انه ينزل اه).
(2) العنف ضد الرفق والعنيف: الشديد من القول والسير.
(3) صرخ صراخا: صاح شديدا.
(4) أي اسرعوا نحوه بالذهاب.
132

الجبل (1) [وكل المواشي جميعا عن أطفالها] ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس
[فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق] فعجوا عجيج الكبير منكم والصغير
(2) بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤوسكم
إلى السماء وقولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا، وان
لمن تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم
الراحمين ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى توارى
الشمس بالحجاب أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.
فأجمع رأى القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان
يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم و
يرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل
به فلما بزغت الشمس (3) أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف و
هدير (4) فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله وتابوا إليه
واستغفروه وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجت سخال البهايم (5) تطلب
الثدي وعجت الانعام تطلب الرعى، فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان
ضجيجهم (صيحتهم خ ل) وصراخهم ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم،
وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويرى ما نزل وهو يدعو الله بكشف
العذاب عنهم.
فلما ان زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالى رحمهم

(1) السفح: عرض الجبل المنبسط أو أسفله
(2) عج الرجل عجا وعجيجا: صاح ورفع صوته.
(3) بزغ الشمس: طلعت.
(4) الصرير: الصوت الشديد. وحفيف الريح: صوتها في كل ما مرت به و
الهدير بمعناه.
(5) السخال جمع السخلة: ولد الشاة.
133

الرحمن فاستجاب دعائهم وقبل توبتهم وأقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى إسرافيل عليه السلام ان
اهبط إلى قوم يونس فإنهم قد عجوا إلى البكاء والتضرع وتابوا إلى واستغفروني فرحمتهم
وتبت عليهم، وانا الله التواب الرحيم اسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب
وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه وقد أنزلته عليهم، وأنا
الله أحق من وفى بعهده وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني ان أنزل
عليهم العذاب ان أهلكهم فأهبط إليهم فأصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي، فقال
إسرافيل: يا رب ان عذابك قد بلغ أكتافهم وكاد ان يهلكهم وما أراه الا وقد نزل بساحتهم
فإلى أين أصرفه؟ فقال الله: كلا انى قد أمرت ملائكتي ان يصرفوه (يوقفوه خ ل) فلا
ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي فاهبط يا إسرافيل عليهم واصرفه عنهم
واصرف به إلى الجبل بناحية مفاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية (1) العادية
المستطيلة على الجبال فأذلها به ولينها حتى تصير ملينة حديدا جامدا.
فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها (2) ذلك العذاب حتى ضرب بها
الجبال التي أوحي الله إليه أن يصرفه إليها، قال أبو جعفر عليه السلام: وهي الجبال التي بناحية
الموصل اليوم، فصارت حديدا إلى يوم القيمة، فلما رأى قوم يونس ان العذاب قد صرف
عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم،
وحمدوا الله على ما صرف عنهم، وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما التي
كانا فيه لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما،
فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم
فلما دنوا من القوم واستقبلتهم الحطابون والحمارة (3) والرعاة بأغنامهم
ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحي (4) و

(1) الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة.
(2) استاق الماشية: حثها على السير من خلف. عكس قادها.
(3) الحمارة: أصحاب الحمير في السفر وفى بعض النسخ (الحماة)
(4) أي باعتقاد القوم كما قاله المجلسي رحمه الله.
134

وكذبت وعدي لقومي لا وعزة ربى لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه (1) ناحية بحر أيلة (2) متنكرا
فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: (وذا النون
إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه) الآية ورجع تنوخا إلى القرية فلقى روبيل
فقال له: يا تنوخا أي الرأيين كان أصوب وأحق ان يتبع رأيي أو رأيك؟ فقال له
تنوخا: بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء، وقال
له تنوخا: اما انى لم أزل أرى انى أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان
فضلك بفضل علمك وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع أن التقوى أفضل من الزهد
والعبادة بلا علم، فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضى يونس على وجهه
مغضبا لربه، فكان من قصته ما أخبر الله به في كتابه إلى قوله: (فآمنوا فمتعناهم
إلى حين)
قال أبو عبيدة قلت لأبي جعفر عليه السلام: كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع
إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه؟ قال: أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه
إلى البحر، وسبعا منها في رجوعه إلى قومه، فقلت له: وما هذه الأسابيع شهور أو
أيام أو ساعات؟ فقال: يا با عبيدة ان العذاب اتاهم يوم الأربعاء في النصف من شوال، و
صرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا، فمضى يوم الخميس سبعة أيام
في مسيره إلى البحر، وسبعة أيام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء
وسبعة أيام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه مسير ثمانية وعشرين يوما
ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فلذلك قال الله (فلولا كانت قرية آمنت
فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي) (3).

(1) أي على قومه لربه تعالى. أي كان غضبه لله تعالى لا للهوى، أو خائفا عن
تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه (قاله المجلسي رحمه الله).
(2) أيلة: جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع، وبلد بين ينبع ومصر.
(3) البحار ج 5: 425. البرهان ج 2: 200. الصافي ج 1: 767.
135

45 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أظل قوم يونس العذاب
دعوا الله فصرفه عنهم، قلت: كيف ذلك؟ قال: كان في العلم انه يصرفه عنهم (1).
46 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم
فأصبحوا أول يوم ووجوههم صفرة وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال: و
كان الله واعدهم ان يأتيهم العذاب فأتاهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا
بين النساء وأولادهن والبقر وأولادها ولبسوا المسوح والصوف (2) ووضعوا الحبال
في أعناقهم والرماد على رؤسهم وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، وقالوا آمنا بإله
يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد (3) قال: وأصبح يونس وهو
يظن أنهم هلكوا فوجدهم في عافية فغضب وخرج كما قال الله: (مغاضبا) حتى ركب
سفينة فيها رجلان، فاضطربت السفينة فقال الملاح: يا قوم في سفينتي مطلوب، فقال
يونس: أنا هو، وقام ليلقى نفسه فابصر السمكة وقد فتحت فاها فهابها، وتعلق به الرجلان،
وقالا له: أنت وحدك ونحن رجلان فساهمهم فوقعت السهام عليه، فجرت السنة بان السهام
إذا كانت ثلث مرات انها لا يخطى، فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار سبعة
حتى صار إلى البحر المسجور وبه يعذب قارون، فسمع قارون دويا (4) فسأل الملك
عن ذلك فأخبره انه يونس، وان الله قد حبسه في بطن الحوت فقال له قارون:
أتأذن لي ان أكلمه فاذن له فسأله عن موسى فأخبره انه مات وبكى ثم سأله عن هارون
فأخبره انه مات (5) فبكى وجزع جزعا شديدا وسأله عن أخته كلثم وكانت مسماة

(1) البحار ج 5: 424. البرهان ج 2: 202.
(2) المسوح جمع المسح - بالكسر -: الكساء من شعر كثوب الرهبان.
(3) قال الحموي: آمد - بكسر الميم -: أعظم ديار بكر.
(4) الدوى: الحفيف وقد مر معناه آنفا فراجع.
(5) وفى نسخة البرهان هكذا (فقال يا يونس: فما فعل الشديد الغضب لله موسى
بن عمران؟ فأخبره انه مات، قال: فما فعل الرؤوف العطوف على قومه هارون بن عمران؟
فأخبره انه مات).
136

له فأخبره انها ماتت [فقال: وا أسفا على آل عمران] قال: فأوحى الله إلى الملك
الموكل به: ان ارفع عنه العذاب بقية الدنيا لرقته؟ على قرابته (1).
47 - عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما امره الله بما أمره
فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم وبين أولادهم وبين البهائم وأولادها، ثم عجوا
إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم فذهب يونس مغاضبا فالتقمه الحوت فطاف
به سبعة في البحر (2) فقلت له: كم بقي في بطن الحوت؟ قال: ثلاثة أيام، ثم لفظه
الحوت، وقد ذهب جلده وشعره فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فأظلته، فلما قوى
أخذت في اليبس، فقال: يا رب شجرة أظلتني يبست فأوحى الله إليه: يا يونس تجزع
لشجرة أظلتك ولا تجزع لمائة ألف أو يزيدون من العذاب؟ (3).
48 - عن علي بن عقبة عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اجعلوا أمركم
هذا الله ولا تجعلوا للناس، فإنه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، ولا
تخاصموا الناس بدينكم فان الخصومة ممرضة للقلب، ان الله قال لنبيه صلى الله عليه وآله: يا محمد
(انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) قال: (أفأنت تكره الناس حتى
يكونوا مؤمنين) ذروا الناس فان الناس اخذوا من الناس، وانكم أخذتم من رسول الله
وعلى ولا سواء، انى سمعت أبي عليه السلام وهو يقول: ان الله إذا كتب إلى عبد ان يدخل
في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (4).
49 - عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول لما
اسرى برسول الله عليه وآله السلام أتاه جبرئيل عليه السلام: بالبراق فركبها فأتى بيت
المقدس، فلقى من لقى [من اخوانه] من الأنبياء، ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه انى

(1) البحار ج 5: 427. البرهان ج 2: 203.
(2) وفى نسخة البحار (سبعة أبحر) وهو الظاهر.
(3) البحار ج 5: 427. البرهان ج 2: 203.
(4) البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 204. والوكر. عش الطائر أين
كان في جبل أو شجر وان لم يكن فيه، ويقال له بالفارسية (آشيانه).
137

أتيت بيت المقدس الليلة، ولقيت اخواني من الأنبياء، فقالوا: يا رسول الله وكيف
أتيت بيت المقدس الليلة؟ فقال: جاءني جبرئيل عليه السلام بالبراق فركبته، وآية ذلك
انى مررت بعير لأبي سفيان على ماء بنى فلان وقد أضلوا جملا لهم وهم في طلبه، قال:
فقال له القوم بعضهم لبعض: إنما جاء راكبا سريعا، ولكنكم قد اتيتم الشام
وعرفتموها فسلوه عن أسواقها وأبوابها وتجارها قال: فسلوه فقالوا: يا رسول الله كيف
الشام وكيف أسواقها؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سئل عن الشئ لا يعرفه شق عليه
حتى يرى ذلك في وجهه، قال: فبينا هو كذلك إذ أتاه جبرائيل عليه السلام فقال: يا رسول الله
هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله عليه وآله السلام فإذا هو بالشام، وأبوابها و
تجارها، فقال: أين السائل عن الشام؟ فقالوا: أين بيت فلان ومكان فلان؟ فأجابهم
في كل ما سألوه عنه، قال: فلم يؤمن فيهم الا قليل، وهو قول الله: (وما تغنى الآيات
والنذر عن قوم لا يؤمنون) فنعوذ بالله ان لا نؤمن بالله ورسوله، آمنا بالله ورسوله،
آمنا بالله وبرسوله (1)
50 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شئ في
الفرج، فقال: أوليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج ان الله يقول: (انتطروا انى
معكم من المنتظرين) (2).
51 - عن مصقلة الطحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما يمنعكم ان تشهدوا
على من مات منكم على هذا الامر انه من أهل الجنة، ان الله يقول: (كذلك حقا
علينا ننج المؤمنين) (3)

(1) البحار ج 6: 332. البرهان ج 2: 205.
(2) البرهان ج 2: 205. البحار ج 13: 137. الصافي ج 1: 775.
(3) البرهان ج 2: 205. البحار ج 15 (ج 1): 131. الصافي ج 1: 775.
138

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة هود
1 - عن ابن سنان عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة هود في كل
جمعة بعثه الله يوم القيمة في زمرة [المؤمنين و] النبيين وحوسب حسابا يسيرا ولم
يعرف خطيئة عملها يوم القيمة (1).
2 - عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: أخبرني جابر بن عبد الله ان المشركين
كانوا إذا مروا برسول الله صلى الله عليه وآله طأطأ أحدهم رأسه (2) وظهره هكذا وغطى رأسه بثوبه
حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله (الا انهم يثنون صدورهم) إلى (وما يعلنون) (3)
3 - عن محمد بن فضيل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: اتى رسول الله صلى الله عليه وآله
رجل من أهل البادية فقال: يا رسول الله ان لي بنين وبنات واخوة وأخوات، وبنى بنين
وبنى بنات، وبنى اخوة وبنى أخوات، والمعيشة علينا خفيفة، فان رأيت يا رسول الله
ان تدعو الله ان يوسع علينا، قال: وبكى فرق له المسلمون، فقال رسول الله
عليه وآله السلام: (ما من دابة الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل
في كتاب مبين) من كفل بهذه الأفواه المضمونة على الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا
كالماء المنهمر، ان قليل فقليلا، وان كثير فكثيرا قال: ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله
وأمن له المسلمون قال: قال أبو جعفر عليه السلام: فحدثني من رأى الرجل في زمن عمر فسأله

(1) البرهان ج 2: 206. البحار ج 19: 70. مجمع البيان ج 5: 140 لكن
فيه هكذا (عن الحسن بن علي الوشاء عن ابن سنان عن أبي جعفر عليه السلام الخ).
(2) طأطأ رأسه: خفضه.
(3) البرهان ج 2: 206. الصافي ج 1: 777 مجمع البيان ج 5: 143.
139

عن حاله فقال: من أحسن من خوله حلالا (1) وأكثرهم مالا (2)
4 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله خلق الخير يوم الأحد
وما كان ليخلق الشر قبل الخير، وخلق يوم الأحد والاثنين الأرضين، وخلق يوم
الثلاثاء أقواتها وخلق يوم الأربعاء السماوات، وخلق يوم الخميس أقواتها والجمعة
وذلك في في قوله: (خلق السماوات والأرض في ستة أيام) فلذلك أمسكت اليهود يوم
السبت (3)
5 - محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الله تبارك وتعالى
كما وصف نفسه، (وكان عرشه على الماء) والماء على الهواء والهواء لا يجرى (4)
6 - قال محمد بن عمران العجلي: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أي شئ كان موضع
البيت حيث كان الماء في قول الله (وكان عرشه عليه الماء)؟ قال: كانت مهاة بيضاء
يعنى درة (5)
7 عن أبان بن مسافر عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ولئن أخرنا عنهم
العذاب إلى أمة معدودة) يعنى عدة كعدة بدر (ليقولن ما يحبسه الا يوم يأتيهم ليس
مصروفا عنهم) قال: العذاب (6)
8 - عن عبد الأعلى الحلبي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: أصحاب القائم عليه السلام
الثلثمائة والبضعة عشر رجلا، هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه: (ولئن
أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة) قال: يجمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع

(1) خوله الله مالا: أعطاه إياه متفضلا وملكه إياه.
(2) البرهان ج 2: 206.
(3) البرهان ج 2: 207. البحار ج 14: 14.
(4) البرهان ج 2: 208. البحار ج 14: 20 - 21
(5) البرهان ج 2: 208. البحار ج 14: 20 - 21
(6) البرهان ج 2: 209.
140

الخريف (1)
9 - عن الحسين عن الخراز عن عبد الله عليه السلام: (ولئن أخرنا عنهم العذاب
إلى أمة معدودة) قال: هو القائم وأصحابه (2)
10 - عن جابر بن أرقم عن أخيه زيد بن أرقم قال: ان جبرئيل الروح الأمين
نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام عشية عرفة فضاق بذلك
رسول الله صلى الله عليه وآله مخافة تكذيب أهل الافك والنفاق فدعا قوما انا فيهم فاستشارهم في
ذلك يقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له وبكى صلى الله عليه وآله، فقال له جبرئيل: مالك
يا محمد أجزعت من امر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل، ولكن قد علم ربى ما لقيت من
قريش إذا لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم وأهبط إلى جنودا من السماء
فنصروني فكيف يقرون لعلى من بعدي، فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: (فلعلك
تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك (3) (
11 - عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الآية (فلعلك
تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك) إلى قوله: (أو جاء معه ملك) قال: ان
رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزل غديرا (4) قال لعلي عليه السلام: انى سألت ربى ان يوالي بيني و
بينك ففعل، وسألت ربى ان يواخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربى ان يجعلك وصيي
ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال (5) أحب الينا فيما
سأل محمد ربه، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته، والله

(1) البرهان ج 2: 209. الصافي ج 1: 778. اثبات الهداة ج 7: 100 و
القزع - محركة -: قطع من السحاب متفرقة صغار قيل وإنما خص الخريف لأنه أول
الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض.
(2) تقدم آنفا تحت رقم 1.
(3) البرهان ج 2: 210. البحار ج 9: 310. الصافي ج 1: 780.
(4) وفى بعض النسخ كرواية الكليني في الكافي (قديدا) بدل (غديرا).
(5) الشن - بفتح الشين -: القربة الخلق الصغيرة يكون الماء فيها أبرد من
غيرها.
141

ما دعاه إلى باطل الا اجابه له، فأنزل الله عليه (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك) إلى آخر
الآية قال: ودعا رسول الله عليه وآله السلام لأمير المؤمنين في آخر صلاته رافعا بها صوته
يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلى المودة في صدور المؤمنين والهيبة والعظمة في صدور
المنافقين، فأنزل الله: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا
فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) بنى أمية فقال رمع: (1)
والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلى مما سأل محمد ربه أفلا سأله ملكا يعضده أو
كنزا يستظهر به على فاقته، فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: (فلعلك تارك
بعض ما يوحى إليك) إلى (أم يقولون افتريه ولاية على قل فاتوا بعشر سور مثله
مفتريات) إلى (فإن لم يستجيبوا لك) في ولاية على (فاعلم إنما انزل إليك بعلم الله
وان لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون (لعلى ولايته) من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها)
يعنى فلانا وفلانا (نوف إليهم أعمالهم فيها) أفمن كان على بينة من ربه (رسول الله
صلى الله عليه وآله ويتلوه شاهد منه) أمير المؤمنين عليه السلام (ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة) قال
كان ولاية على في كتاب موسى (أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار
موعده فلا تك في مرية منه) في ولاية على (انه الحق من ربك) إلى قوله: (ويقول
الاشهاد) هم الأئمة عليهم السلام (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) إلى قوله (هل
يستويان مثلا أفلا تذكرون) (2)
12 - عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: الذي على بينة من
ربه رسول الله صلى الله عليه وآله والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين عليه السلام، ثم أوصياؤه
واحد بعد واحد. (3)
13 - عن جابر عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا عليه السلام وهو يقول: ما من

(1) قد مر المراد من الرجل آنفا وان الكلمة مقلوبة.
(2) البحار ج 9: 101. البرهان ج 2: 210. ونقله الطبرسي في المجمع ج 5:
146 مختصرا.
(3) البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافي ج 1: 782.
142

رجل من قريش الا وقد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال له رجل من
القوم: فما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟ فقال: اما تقرأ الآية التي في الهود (أفمن
كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) محمد صلى الله عليه وآله عليه بينة من ربه، وانا
الشاهد (1). 14 - عن أبي عبيدة قال: سألت أبا حعفر عليه السلام عن قول الله: (ومن أظلم
ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم) إلى قوله (ويبغونها عوجا)
فقال: هم أربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضا (2)
15 - عن أبي أسامة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان عندنا رجلا يسمى
كليب، لا يجئ عنكم شئ الا قال أنا أسلم فسميناه كليب تسليم قال: فترحم عليه
ثم قال: أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا فقال: هو والله الاخبات قول الله: (ان الذين
آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم). (3)
16 - عن ابن أبي نصر البزنطي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال الله في قوم نوح (ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان انصح لكم إن كان الله يريد ان يغويكم)

(1) البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافي ج 1: 782.
(2) الصافي ج 1: 783 وقال الفيض: الملوك الأربعة الثلاثة ومعاوية ونقله
المحدث البحراني في البرهان ج 2: 215. لكن فيه اختلاف وزيادة ففيه هكذا:
(العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام في قول الله ومن أظلم
ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم إلى قوله يبغونها عوجا أي يطلبون
لسبيل الله ربقا عن الاستقامة يحرفونها بالتأويل ويصفونها بالانحراف عن الحق والصواب.
وعن النبي في خبر ان الله تعالى فرض على الخلق خمسة فأخذوا أربعة وتركوا واحدا
فسئلوا عن الأربعة؟ قال: الصلاة والزكاة والحج والصوم، قالوا فما الواحد الذي
تركوا؟ قال ولاية على ابن أبي طالب عليه السلام قالوا: هي واجبة من الله تعالى؟ قال نعم
قال الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا الآيات). انتهى.
(3) البرهان ج 2: 216.
143

قال: الامر إلى الله يهدى ويضل (1) 17 - عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام في قول الله (ولا
ينفعكم نصحي ان أردت ان أنصح لكم) قال: نزلت في العباس. (2)
18 - عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح ان
يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الأنداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها،
وأخذ ميثاقه على نوح والنبيين أن يعبدون الله ولا يشركون به شيئا، وأمره بالصلاة
والامر والنهى والحرام والحلال، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرض مواريث
فهذه شريعته، فلبث فيهم ألف سنة الا خمسين
عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا
وعتوا قال: رب انى مغلوب فانتصر، فأوحى الله (انه لن يؤمن من قومك الا من قد
آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) فلذلك قال نوح: (ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) و
أوحى الله إليه (ان اصنع الفلك) (3).
19 - عن المفضل بن عمر قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة أيام قدم
على أبى العباس، فلما انتهينا إلى الكناسة فنظر عن يساره ثم قال: يا مفضل
ههنا صلب عمى زيد رحمه الله، ثم مضى حتى أتى طاق الزياتين وهو آخر
السراجين، فنزل فقال لي: انزل فان هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول
الذي خطه آدم، وانا أكره ان أدخله راكبا، فقلت له: فمن غيره عن خطته؟
فقال: اما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح، ثم غيره بعد أصحاب كسرى والنعمان
بن منذر، ثم غيره زياد بن أبي سفيان، فقلت له: جعلت فداك وكانت الكوفة و
مسجدها في زمن نوح؟ فقال: نعم يا مفضل، وكان منزل نوح وقومه في قرية على
متن الفرات مما يلي غربي الكوفة، قال: وكان نوح رجلا نجارا فأرسله الله و
انتجبه، ونوح أول من عمل سفينة تجرى على ظهر الماء، وان نوحا لبث في قومه

(1) البرهان ج 2: 216 الصافي ج 1: 786.
(2) البرهان ج 2: 216 الصافي ج 1: 786.
(3) البرهان ج 2: 221 البحار ج 5: 93.
144

الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الهدى فيمرون به ويسخرون منه، فلما رأى
ذلك منهم دعا عليهم، فقال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) إلى قوله:
(الا فاجرا كفارا) قال: فأوحى الله إليه يا نوح (ان اصنع الفلك) وأوسعها وعجل
عملها (بأعيننا ووحينا) فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب
من بعد حتى فرغ منها، قال مفضل: ثم انقطع حديث أبي عبد الله عليه السلام عند ذلك
عند زوال الشمس، فقام فصلى الظهر ثم العصر ثم انصرف من المسجد فالتفت عن
يساره، وأشار بيده إلى موضع دار الداريين وهو في موضع دار ابن حكيم، وذلك
فرات اليوم، فقال لي: يا مفضل ها هنا نصبت أصنام قوم نوح، يغوث ويعوق و
نسرا، ثم مضى حتى ركب دابته فقلت له: جعلت فداك في كم عمل نوح سفينته
حتى فرغ منها؟ قال: في الدورين فقلت: وكم الدوران؟ قال: ثمانون سنة، قلت:
فان العامة تقول: عملها في خمسمائة عام؟ قال: فقال: كلا كيف والله يقول (و
وحينا) (1).
20 - عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه قال: كانت السفينة طولها

(1) البرهان ج 2: 221 البحار ج 5: 93. الصافي ج 1: 790. وقال المجلسي رحمه الله:
الظاهر من الخبر انه عليه السلام فسر الوحي بالسرعة كما صرح الجوهري بمجيئه بهذا
المعنى وحمله المفسرون على معناه المشهور قال الشيخ الطبرسي: معناه: وعلى ما
أوحينا إليك من صفتها وحالها عن أبي مسلم وقيل المراد بوحينا: ان أصنعها (انتهى)
وقال الفيض رحمه الله آخر الحديث يحتمل معنيين أحدهما ان ما يكون بأمر الله و
تعليمه كيف يطول زمانه إلى هذه المدة والثاني: أن يكون قد فسر الوحي هنا بالسرعة
والعجلة فإنه جاء بهذا المعنى يقال الوحا الوحا ممدودا ومقصورا يعنى البدار البدار و
والمعنى الثاني أتم في الاستشهاد.
وقال في الوافي بعد بيان معنى الحديث كما هنا (إلى قوله) أتم قال: وأصوب
بل يكاد يتعين لما مر في هذا الحديث من قوله عليه السلام: فأوحى الله إلى نوح ان اصنع
سفينة وأوسعها وعجل عملها.
145

أربعين في أربعين سمكها (1) وكانت مطبقة بطبق وكان معه خرزتان (2) تضئ إحداهما
بالنهار ضوء الشمس، وتضئ إحداهما بالليل ضوء القمر، وكانوا يعرفون وقت
الصلاة، وكان عظام آدم معه في السفينة، فلما خرج من السفينة صير قبره تحت
المنارة التي بمسجد منى. (3)
21 - عن المفضل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أرأيت قول الله: (حتى إذا
جاء أمرنا وفار التنور) ما هذا التنور وأين كان موضعه؟ وكيف كان؟ فقال: كان
التنور حيث وصفت لك فقلت فكان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال:
نعم ان الله أحب أن يرى قوم نوح الآية، ثم إن الله بعده أرسل عليهم مطرا يفيض
فيضا، وفاض الفرات فيضا أيضا والعيون كلهن عليها، فغرقهم الله وأنجى نوحا ومن
معه في السفينة، فقلت له: فكم لبث نوح ومن معه في السفينة حتى نضب الماء
(4) وخرجوا منها؟ فقال: لبثوا فيها سبعة أيام ولياليها، وطافت بالبيت ثم استوت
على الجودى وهو فرات الكوفة (5) فقلت له: ان مسجد الكوفة لقديم؟ فقال:
نعم وهو مصلى الأنبياء ولقد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله حيث انطلق به جبرئيل على
البراق، فلما انتهى به إلى دار السلام وهو ظهر الكوفة وهو يريد بيت المقدس،
قال له: يا محمد هذا مسجد أبيك آدم ومصلى الأنبياء، فأنزل فصل فيه، فنزل رسول الله
صلى الله عليه وآله فصلى، ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى ثم إن جبرئيل عرج به إلى
السماء (6)

(1) السمك: القامة من كل شئ بعيد طويل السمك.
(2) الخرزة: الثقبة.
(3) البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 93. ثم لا يخفى انه قد اختلفت الكلمات
في موضع قبر آدم عليه السلام والذي تدل عليه أكثر أخبارنا انه في الغري فراجع كتاب المزار
من البحار وغيره.
(4) نضب الماء: غار في الأرض وسفل.
(5) واستظهر بعض ان الصحيح (قرب الكوفة).
(6) البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 92.
146

22 - عن الحسن بن علي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله قال: جاءت امرأة
نوح إليه وهو يعمل السفينة فقالت له: ان التنور قد خرج منه ماء، فقام إليه
مسرعا حتى جعل الطبق عليه فختمه بخاتمه، فقام الماء فلما فرغ نوح من السفينة
جاء إلى خاتمه ففضه (1) وكشف الطبق ففار الماء (2)
23 - أبو عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: مسجد كوفان فيه فار التنور
ونجرت السفينة، وهو سرة بابل ومجمع الأنبياء (3).
24 - عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له في فضل مسجد
الكوفة فيه نجر نوح سفينته، وفيه فار التنور، وبه كان بيت نوح ومسجده (4).
وفى زاوية اليمنى (رواية اليمين خ) فارت التنور يعنى في مسجد الكوفة (5). 25 - عن الأعمش رفعه إلى علي عليه السلام في قوله: (حتى إذا جاء أمرنا وفار
التنور) فقال: اما والله ما هو تنور الخبز، ثم أومأ بيده إلى الشمس، فقال: طلوعها (6)
26 - عن إسماعيل بن جابر الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صنعها في مائة
سنة، ثم أمره ان يحمل فيها من كل زوجين اثنين الأزواج الثمانية [الحلال] التي
خرج بها آدم من الجنة ليكون معيشة لعقب نوح في الأرض، كما عاش عقب آدم،
فان الأرض تغرق وما فيها الا ما كان معه في السفينة، قال: فحمل نوح في السفينة من
الأزواج الثمانية التي قال الله: (وانزل بكم من الانعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين
ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين) فكان زوجين من الضأن زوج

(1) فض ختم الكتاب: كسره وفتحه.
(2) البرهان ج 2: 222 البحار ج 5: 93. الصافي ج 1: 787.
(3) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222.
(4) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. الصافي ج 1: 789.
(5) البرهان ج 2: 222.
(6) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.
147

يربيها الناس ويقومون بأمرها وزوج من الضأن التي تكون في الجبال الوحشية
أحل لهم صيدها، ومن المعز اثنين يكون زوج يربيه الناس، وزوج من الظباء
[سمى الزوج الثاني] ومن البقر اثنين زوج يربيه الناس، وزوج هو البقر الوحشي
ومن الإبل زوجين وهي البخاتي والعراب (1) وكل طير وحشى أو انسى ثم غرقت
الأرض (2).
27 - عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام ان نوحا حمل الكلب في السفينة ولم
يحمل ولد الزنا (3).
28 - عن عبد الله (عبيد الله خ ل) الحلبي عنه قال: ينبغي لولد الزنا ان لا تجوز
له شهادة، ولا يؤم بالناس، لم يحمله نوح في السفينة، وقد حمل فيها الكلب والخنزير (4)
29 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (وما آمن معه الا قليل)
قال: كانوا ثمانية. (5)
30 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ونادى نوح ابنه) قال: إنما في
لغة طي ابنه بنصب الألف يعنى ابن امرأته. (6)
31 - عن موسى عن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ونادى
نوح ابنه قال: ليس بابنه إنما هو ابن امرأته، وهو لغة طي يقولون لابن امرأته

(1) البخاتي جمع البخت والبختية - أعجمي معرب -: الإبل الخراسانية تنتج من
بين عربية وفالج: والخيل العراب - بالكسر: الكرائم السالمة عن الهجنة أي العيب.
(2) البرهان ج 2: 222. الصافي ج 1: 788 البحار ج 5: 93 وقال المجلسي في بيان
الحديث: قرأ حفص (من كل) بالتنوين والباقون أضافوا وفسرهما المفسرون بالذكر والأنثى
وقالوا على القراءة الثانية معناه احمل اثنين من كل زوجين أي من كل صنف ذكر وصنف
أنثى ولا يخفى ان تفسيره عليه السلام ينطبق على القرائتين من غير تكلف:
(3) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.
(4) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.
(5) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.
(6) البرهان ج 2: 222.
148

ابنه (1) قال نوح: (رب انى أعوذ بك) إلى (الخاسرين) (2)
32 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول نوح: (يا بنى اركب معنا) " قال:
ليس بابنه قال: قلت: ان نوحا قال يا بنى؟ قال فان نوحا قال ذلك وهو لا يعلم (3).
33 - عن إبراهيم بن أبي العلا عن غير واحد عن أحدهما قال: لما قال الله:
(يا ارض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي) قالت الأرض: إنما أمرت ان أبلع مائي انا فقط
ولم امر ان أبلع ماء السماء، قال: فبلعت الأرض ماءها وبقى ماء السماء فصير بحرا
[حول السماء] (4) وحول الدنيا (5)
34 - عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (يا ارض ابلعي
ماءك) قال: نزلت بلغة الهند اشربي [وفى رواية عباد عنه (يا ارض ابلعي ماءك)
حبشية] (6).
35 - عن الحسن بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث
عطاء قال: كان [طول] سفينة نوح ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ثمان مائة ذراع
وطولها في السماء (7)، ثمانون ذراعا وطافت بالبيت سبعا (8) وسعت بين الصفا والمروة
سبعة أشواط ثم استوت على الجودى (9)
36 - عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام استوت على الجودى هو فرات

(1) يعنى بفتح الهاء مخفف ابنها ويؤيده ما روى من قراءة ابنها كما في الصافي
ومجمع البيان فراجع.
(2) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. الصافي ج 1: 791.
(3) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. الصافي ج 1: 791.
(4) هذه الزيادة ليست في نسختي البحار والبرهان وكذا فيما رواه القمي رحمه الله في تفسيره
(5) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222.
(6) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. الصافي ج 1: 791.
(7) أي عمقها كما في رواية قصص الأنبياء.
(8) وفى البرهان (وطافت بالبيت سبعة أيام ولياليها).
(9) البحار ج 5: 90. البرهان ج 2: 222. الصافي ج 1: 789.
149

الكوفة (1)
37 - عن أبي بصير عن أبي الحسن عليه السلام (2) قال: قال يا أبا محمد ان [الله
أوحى إلى الجبال انى مهرق] (3) سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان فتطاولت
وشمخت وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له الجودى، فمرت السفينة تدور
في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودى، فوقعت عليه، فقال نوح
يا راتقي يا راتقي (4) قال: قلت له: جعلت فداك أي شئ هذا الكلام؟ فقال: اللهم
أصلح اللهم أصلح (5)
38 - عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: كان نوح في السفينة
فلبث فيها ما شاء الله، وكانت مأمورة فخلى سبيلها نوح، فأوحى الله إلى الجبال انى
واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكم، فتطاولت الجبال وشمخت غير الجودى
وهو جبل بالموصل، فضرب جؤجؤ السفينة (6) الجبل فقال نوح: عند ذلك رب

(1) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. وقد مر استظهار بعض بان الصحيح
(قرب الكوفة).
(2) وفى البرهان هكذا (عن ابن أبي نصر (أبي بصير خ) عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: قال: يا أبا النصر (يا أبا محمد خ) (وفى البحار) عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى
عليه السلام (كما في الحديث الآتي.
(3) وفى نسخة البحار والصافي كما في الحديث الآتي (واضع) مكان (مهرق)
ومثله رواية الكليني رحمه الله.
(4) وفى نسخة (بارت قنى بارت قنى) وفى نسخة البحار (بارات) بزيادة الألف وفى
رواية الكليني رحمه الله: (يا ماري اتقن) وقد خلت نسخة البرهان عن اللفظة ومكانها هكذا
(فقال نوح بالسريانية كلاما) قال قلت جعلت فداك اه)
(5) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 223. الصافي ج 1: 793.
(6) جؤجؤ السفينة: صدرها.
150

اتقن (1) وهو بالعربية رب أصلح (2)
39 - وروى كثير النوا عن أبي جعفر عليه السلام يقول: سمع نوح صرير السفينة
على الجودى فخاف عليها، فأخرج رأسه من كوة (3) كانت فيها فرفع يده وأشار بإصبعه
وهو يقول: ربعمان (4) اتقن تأويلها: رب أحسن (5)
40 - عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما ركب نوح في
السفينة قيل بعدا للقوم الظالمين (6)
41 - عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبو عبد الله
عليه السلام: ان الله قال لنوح: (انه ليس من أهلك) لأنه كان مخالفا له، وجعل من اتبعه
من أهله قال: وسألني كيف يقرؤن هذه الآية في نوح (7) قلت: يقرؤها الناس على
وجهين، انه عمل غير صالح وانه عمل غير صالح (8) فقال: كذبوا هو ابنه، ولكن الله
نفاه عنه حين خالفه في دينه (9)
42 - عن أبي معمر السعدي قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: في قوله (ان ربى
على صراط مستقيم) يعنى انه على حق يجزى بالاحسان احسانا وبالسئ سيئا، و
يعفو عمن يشاء ويغفر سبحانه وتعالى (10)
43 عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان علي بن الحسين صلوات الله
عليه كان في مسجد الحرام جالسا فقال له رجل من أهل الكوفة: قال علي عليه السلام ان

(1) وفى نسخة البحار (يا مار يا أتقن).
(2) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 223.
(3) الكوة: الخرق في الحائط.
(4) وفى بعض النسخ (يا رهمان).
(5) البرهان ج 2: 223. البحار ج 5: 94.
(6) البرهان ج 2: 223. البحار ج 5: 94.
(7) وفى رواية الصدوق في العلل والعيون (في ابن نوح).
(8) أي بفتح اللام في (عمل) على كونه فعلا والراء (في غير) وهذه القراءة هي المحكية عن
الكسائي ويعقوب وسهل والمعنى عمل عملا غير صالح.
(9) البرهان ج 2: 224. الصافي ج 1: 798.
(10) البرهان ج 2: 224. الصافي ج 1: 798.
151

اخواننا بغوا علينا؟ فقال له علي بن الحسين: يا با عبد الله اما تقرأ كتاب الله (والى
عاد أخاهم هودا) فأهلك الله عادا وأنجى هودا (والى ثمود أخاهم صالحا) فأهلك
الله ثمودا وأنجى صالحا (1).
44 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لما
قضى عذاب قوم لوط وقدره أحب أن يعرض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم
ليسلي به مصابه بهلاك قوم لوط، قال: فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل
قال: فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا، فلما رأته الرسل فزعا
مذعورا (قالوا سلاما قال سلام انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم)
قال أبو جعفر: والغلام العليم هو إسماعيل بن (من خ ل) هاجر فقال إبراهيم للرسل:
(أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من
القانطين) قال إبراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة؟ (قالوا انا أرسلنا إلى قوم
مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين) لننذرهم عذاب رب العالمين، قال
أبو جعفر: قال إبراهيم: (ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله
الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين) فلما عذبهم الله ارسل الله إلى إبراهيم رسلا
يبشرونه بإسحاق ويعزونه بهلاك قوم لوط، وذلك قوله: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم
بالبشرى قالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فما لبث ان جاء بعجل حنيذ) يعنى
زكيا مشويا نضيجا (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا
لا تخف انا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة) قال أبو جعفر: إنما عنى سارة قائمة
فبشروها بإسحاق (فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحق يعقوب فضحكت) يعنى فعجبت من قولهم. (2)
45 - وفى رواية أبى عبد الله فضحكت قال: حاضت فعجبت من قولهم و (وقالت
يا ويلتي ألد وانا عجوز وهذا بعلى شيخا ان هذا لشئ عجيب) إلى قوله (حميد
مجيد) فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق فذهب عنه الروع، واقبل يناجى ربه في

(1) البرهان ج 2: 224. يعنى ان المراد من الاخوان اخوانه في العشيرة لا في الدين
(2) البحار ج 5: 158. البحار ج 2: 228.
152

قوم لوط ويسئله كشف البلاء عنهم، فقال الله: يا إبراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء
امر ربك وانهم اتاهم عذابي بعد طلوع الشمس من يومك محتوما غير مردود (1).
46 - أبى يزيد الحمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله بعث أربعة املاك
باهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل، فمروا بإبراهيم
وهم متعممون فسلموا عليه فلم يعرفهم، ورأي هيئة حسنة فقال: لا يخدم هؤلاء الا
انا بنفسي، وكان صاحب أضياف، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه (2) ثم
قربه إليهم، فلما وضعه بين أيديهم (رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم
خيفة) فلما رأى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه (3) فعرفه إبراهيم فقال له
أنت هو؟ قال: نعم، ومرت امرأته سارة (فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحق يعقوب)
قالت: ما قال الله وأجابوها بما في الكتاب، فقال إبراهيم فيما جئتم؟ قالوا: في
هلاك قوم لوط، فقال لهم: إن كان فيها مأة من المؤمنين أتهلكونهم؟ فقال له جبرئيل:
لا، قال: فان كانوا خمسين؟ قال: لا، قال: فان كانوا ثلثين؟ قال لا قال: فان
كانوا عشرين؟ فقال: لا، قال: فان كانوا عشرا؟ قال: لا قال: فان كانوا خمسة؟
قال: لا، قال فإن كان واحدا؟ قال: لا، قال: ان فيها لوطا؟ (قلوا نحن اعلم بمن فيها
لننجينه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين) ثم مضوا قال: وقال الحسن بن علي:
لا اعلم هذا القول الا وهو يستبقيهم (4) وهو قول الله (يجادلنا في قوم لوط) (5).
47 - عن عبد الله بن أبي هلال عن أبي عبد الله عليه السلام مثله وزاد فيه: فقال كلوا
فقالوا: انا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه؟ فقال: إذا أكلتم فقولوا: باسم الله، وإذا

(1) البحار ج 5: 158. البرهان ج 2: 229.
(2) انضج اللحم: جعله نضيجا وهو الذي أدرك وطاب اكله.
(3) حسر الشئ حسرا: كشفه.
(4) قال المجلسي رحمه الله في بيان الحديث (قال الحسن بن علي) أي ابن فضال
: أي أظن أن غرض إبراهيم عليه السلام كان استبقاء القوم والشفاعة لهم لا محض انجاء لوط من بينهم.
(5) البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 229.
153

فرغتم فقولوا: الحمد لله، قال: فالتفت جبرئيل إلى أصحابه - وكانوا أربعة رئيسهم
جبرئيل - فقال: حق لله أن يتخذ هذا خليلا (1).
48 - عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام [يقول]: (جاء بعجل
حنيذ) قال: مشويا نضيجا. (2)
49 - عن فضل بن أبي قرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوحى الله إلى
إبراهيم انه سيولد لك، فقال لسارة، فقالت: أألد وانا عجوز؟ فأوحى الله إليه: انها
ستلد ويعذب أولادها اربع مأة سنة بردها الكلام على، قال فلما طال على بني إسرائيل
العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون
ان يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومأة سنة، قال: وقال أبو عبد الله: هكذا
أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا، فاما إذا لم تكونوا فان الامر ينتهى إلى منتهاه (3).
50 - عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال إن علي بن أبي طالب عليه السلام مر
بقوم فسلم عليهم فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، فقال
لهم أمير المؤمنين عليه السلام: لا تجاوزونا ما قالت الأنبياء لأبينا إبراهيم، إنما قالوا:
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد، وروى الحسن بن محمد مثله غير أنه
قال: ما قالت الملائكة لأبينا عليه السلام (4).
51 - عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (ان إبراهيم لحليم أواه
منيب) قال: دعاء (5).
عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام مثله. (6)
52 - عن أبي بصير عن أحدهما قال: ان إبراهيم جادل في قوم لوط، وقال:
ان فيها لوطا؟ قالوا: نحن اعلم بمن فيها، فزاد إبراهيم فقال جبرئيل: (يا إبراهيم

(1) البحار ج 5: 158 البرهان ج 2: 229: الصافي ج 1: 801
(2) البحار ج 5: 158 البرهان ج 2: 229: الصافي ج 1: 801
(3) البرهان ج 2: 229. الصافي ج 1: 802.
(4) البرهان ج 2: 229. البحار ج 15 (ج 4): 246.
(5) البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113. الصافي ج 1: 803.
(6) البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113. الصافي ج 1: 803.
154

أعرض عن هذا انه قد جاء أمر ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود). (1)
53 - عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى بعث أربعة
املاك في هلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل، فأتوا لوطا وهو في
زراعة قرب القرية، فسلموا عليه وهم متعممون فلما رآهم رأى لهم هيئة حسنة،
عليهم ثياب بيض وعمائم بيض، فقال لهم: المنزل؟ فقالوا: نعم، فتقدمهم ومشوا
خلفه فندم على عرضه المنزل عليهم، فقال؟ أي شئ صنعت آتى بهم قومي
وانا أعرفهم [طائفة] فالتفت إليهم فقال لهم انكم: لتأتون شرارا من خلق الله، فقال
جبرئيل: لا تعجل عليهم (2) حتى يشهد عليهم ثلث مرات، فقال جبرئيل: هذه واحدة،
ثم مضى ساعة ثم التفت إليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل
هذه اثنتين ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من
خلق الله، فقال جبرئيل: هذه الثلاثة، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله، فلما
رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصعقت فلم يسمعوا، فدخنت فلما
رأوا الدخان اقبلوا يهرعون (3) حتى جاؤوا إلى الباب، فنزلت المرأة إليهم فقالت
عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم، فجاؤوا إلى الباب ليدخلوها فلما
رآهم لوط قام إليهم فقال لهم: (يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم
رجل رشيد)؟ وقال فدعاهم إلى الحلال (فقالوا لقد علمت ما لنا
في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد) قال لهم (لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن
شديد) قال: فقال جبرئيل: لو يعلم أي قوة له قال: فكابروه حتى دخلوا البيت
فصاح به جبرئيل، فقال: يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه
نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله (فطمسنا أعينهم) ثم ناداه جبرئيل: (انا رسل ربك

(1) البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113.
(2) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة البحار (الطبع الجديد) أن يكون
هكذا (فقال الله لجبرئيل لا تعجل عليهم اه).
(3) هرع إليه: مشى إليه باضطراب وسرعة.
155

لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل) وقال له جبرئيل: انا بعثنا في
اهلاكهم، فقال: يا جبرئيل عجل (فقال إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) فأمره
فتحمل ومن معه الا امرأته ثم اقتلعها يعنى المدينة جبرئيل بجناحه من سبع أرضين
ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديوك، ثم قلبها وأمطر
عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل (1)
54 - عن أبي بصير عن أحدهما قال: ان جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه
ودخلوا عليه وجائه قومه يهرعون إليه، قال: فوضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال
اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي، قالوا: أولم ننهك عن العالمين ثم عرض عليهم بناته
بنكاح، فقالوا: ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد، قال: فما منكم رجل
رشيد، قال: فأبوا فقال: لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد، قال جبرئيل
ينظر إليهم فقال: لو يعلم أي قوة له (2) ثم دعاه وأتاه، ففتحوا الباب ودخلوا وأشار
جبرئيل بيده فرجعوا عميان يلمسون الجدران بأيديهم، يعاهدون الله لئن أصبحنا
لا نستبقي أحدا من آل لوط، قال، فلما قال جبرئيل: (انا رسل ربك) قال له لوط
يا جبرئيل عجل، قال: نعم، ثم قال: يا جبرئيل عجل، قال: الصبح موعدهم أليس الصبح بقريب
ثم قال جبرئيل: يا لوط أخرج منها أنت وولدك حتى تبلغ موضع كذا وكذا قال
يا جبرئيل ان حمراتى (3) حمرات ضعاف قال: ارتحل فأخرج منها فارتحل حتى
إذا كان السحر نزل إليها جبرئيل فأدخل جناحه تحتها، حتى إذا استقلت قلبها
عليهم، ورمى جبرئيل المدينة بحجارة من سجيل، وسمعت امرأة لوط الهدة فهلكت
منها قال: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) قال أبو عبد الله: عرض عليهم التزويج (4)
55 - عن صالح بن سعد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (لو أن لي بكم

(1) البحار ج 5: 157، البرهان ج 2: 230.
(2) وفى نسخة البرهان هكذا (قال جبرئيل لأصحابه لو يعلم إلى أي قوة تؤويه)
(3) جمع الحمار.
(4) البحار ج 5: 156 - 158. الصافي ج 1: 803. البرهان ج 2: 230
156

قوة أو آوى إلى ركن شديد) قال: قوة القائم والركن الشديد الثلثمائة وثلاثة عشر
أصحابه (1)
56 - عن الحسين بن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن عن اتيان الرجال
المرأة من خلفها؟ قال: أحلتها آية في كتاب الله قول لوط (هؤلاء بناتي هن أطهر
لكم) وقد علم أنهم ليس الفرج يريدون (2)
57 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله سأل جبرئيل
كيف كان مهلك قوم لوط؟ فقال: يا محمد ان قوم لوط كانوا أهل قرية لا
يتنظفون من الغائط، ولا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام، وان لوطا
لبث فيهم ثلثين سنة، وإنما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا
قوم وانه دعاهم إلى الايمان بالله واتباعه، وكان ينهاهم عن الفواحش ويحثهم على
طاعة الله فلم يجيبوه ولم يتبعوه، وان الله لما هم بعذابهم بعث إليهم رسلا منذرين
عذرا ونذرا، فلما عتوا عن أمره بعث الله إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم
من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين، فأخرجوهم منها وقالوا
للوط: أسر بأهلك من هذه الليلة (3) بقطع من الليل، ولا يلتفت منكم أحد
وامضوا حيث تؤمرون.
قال: فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة فانطلقت إلى قومها تسعى بلوط وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته، وانى نوديت من تلقاء العرش
لما طلع الفجر: يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط اليوم فأهبط إلى

(1) البرهان ج 2: 230. اثبات الهداة ج 7: 100. البحار ج 5: 158 وقال
المجلسي رحمه الله: يحتمل أن يكون المعنى انه تمنى قوة مثل قوة القائم وأصحابا مثل أصحابه
أو مصداقهما في هذه الأمة: القائم وأصحابه مع أنه لا يبعد أن يكون تمنى ادراك زمان
القائم عليه السلام وحضوره وأصحابه عنده إذ لا يلزم في المتمني امكان الحصول.
(2) البحار ج 21: 98. البرهان ج 2: 230.
(3) وفى رواية العلل (من هذه القرية الليلة).
157

قرية قوم لوط وما حوت، فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء فأوقفها
حتى يأتيك أمر الجبار ثم قلبها ودع منها آية بينة منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على
أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت
بجناحي الأيسر على ما حوى غربها، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل
لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في جوافى جناحي إلى السماء حتى أوقفتها حيث
يسمع أهل السماء زقاء ديوكها (1) ونباح كلابها فلما أن طلعت الشمس نوديت
من تلقاء العرش: يا جبرئيل اقلب القرية على القوم المجرمين، فقلبتها عليهم حتى
صار أسفلها أعلاها، وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل منضودة مسومة عند ربك و
ما هي يا محمد من الظالمين من أمتك ببعيد.
قال: فقال له رسول الله عليه وآله السلام: يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من
البلاد؟ قال: كان موضع قريتهم إذ ذلك في موضع الحيرة، وبحيرة الطبرية اليوم،
وفى نواحي الشام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبرئيل أرأيت حيث قلبتها عليهم
في أي موضع الأرض وقعت القرية وأهلها؟ فقال: يا محمد وقعت فيما بين الشام إلى مصر
فصارت تلالا في البحر (2)
58 - عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (انا رسل ربك لن
يصلوا إليك فاسر باهلك بقطع من الليل مظلما) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام وهكذا
قراءة أمير المؤمنين عليه السلام (3)
59 - عن ميمون اللبان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقرأ عنده آيات من
هود فلما بلغ (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من
الظالمين ببعيد) فقال: من مات مصرا على اللواط لم يمت حتى يرميه الله بحجر من
تلك الحجارة، يكون فيه منيته ولا يراه أحد (4)

(1) الزقاء بضم الزاء بمعنى الصيحة
(2) البحار ج 5: 153. البرهان ج 2: 231.
(3) البرهان ج 2: 231. البحار ج 5: 158.
(4) البرهان ج 2: 231. البحار ج 16 (م): 12. الصافي ج 1: 805.
158

60 - عن السكوني عن أبي جعفر عن أبيه قال: قال النبي عليه وآله السلام:
لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الأرض إلى ربها حتى بلغ دموعها إلى السماء وبكت
السماء حتى بلغ دموعها العرش، فأوحى الله إلى السماء ان أحصبيهم (1) وأوحى
إلى الأرض ان اخسفي بهم (2)
61 - عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول
الله (انى أريكم بخير) قال: كان سعرهم رخيصا (3)
62 - عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن انتظار الفرج
فقال: أوليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟ ثم قال: ان الله تبارك وتعالى يقول
(وارتقبوا انى معكم رقيب) (4)
63 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قرأ (فمنها قائما وحصيدا) بالنصب ثم
قال: يا با محمد لا يكون حصيدا الا بالحديد (5)
64 - وفى رواية أخرى (فمنها قائم وحصيد) أيكون الحصيد الا بالحديد (6)
65 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: في قول الله (ذلك يوم مجموع له الناس
وذلك يوم مشهود) فذلك يوم القيمة وهو اليوم الموعود (7)
66 - عن مسعدة بن صدقة قال: قص أبو عبد الله عليه السلام قصص أهل الميثاق من
أهل الجنة وأهل النار، فقال في صفات أهل الجنة: فمنهم من لقى الله شهيدا لرسله

(1) أي أمطر عليهم الحصباء وهي الحصاء.
(2) البرهان ج 2: 232. البحار ج 16 (م): 12. الصافي ج 1: 805.
(3) البرهان ج 2: 232. البحار ج 5: 315. الصافي ج 1: 808.
(4) البرهان ج 2: 232. البحار ج 13: 137. الصافي ج 1: 811.
(5) البرهان ج 2: 232. الصافي ج 1: 812.
(6) البرهان ج 2: 233.
(7) الصافي ج 1: 813.
159

ثم من (مر خ ل) في صفتهم حتى بلغ من قوله ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين
جميعا، فقال الجاهل بعلم التفسير: ان هذا الاستثناء من الله إنما هو لمن دخل الجنة
والنار، وذلك أن الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان فليس فيهما أحد وكذبوا
لكن عنى بالاستثناء ان ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الأرض والسماوات
تظلهم، فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين وهي النار، فذلك
الذي عنى الله في أهل الجنة وأهل النار ما دامت السماوات والأرض يقول في الدنيا والله
تبارك وتعالى ليس بمخرج أهل الجنة منها ابدا ولا كل أهل النار منها ابدا، وكيف يكون
ذلك وقد قال الله في كتابه (ماكثين فيه ابدا) ليس فيهما استثناء، وكذلك قال أبو جعفر:
من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة، ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار، وهذا
الذي عنى الله من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول (1).
67 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام في قول الله (فاما الذين سعدوا ففي
الجنة) إلى آخر الآيتين قال: هاتان الآيتان في غير أهل الخلود من أهل الشقاوة
والسعادة، إن شاء الله يجعلهم خارجين ولا تزعم يا زرارة انى أزعم ذلك (2).
68 - عن حمران قال: سألت أبا جعفر: جعلت فداك قول الله (خالدين فيها
ما دامت السماوات والأرض الا ما شاء ربك) [لأهل النار أفرأيت (اقرات خ) قوله
لأهل الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض الا ما شاء ربك] (3) قال: نعم
ان شاء جعل لهم دنيا فردهم وما شاء، وسئلته عن قول الله (خالدين فيها ما دامت السماوات
والأرض الا ما شاء ربك) فقال: هذه في الذين يخرجون من النار (4).
69 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (فمنهم شقى وسعيد) قال: في
ذكر أهل النار استثنى وليس في ذكر أهل الجنة استثنى، (واما الذين سعدوا
ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض الا ما شاء ربك عطاءا غير مجذوذ) (5)

(1) البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234. الصافي ج 1: 814.
(2) البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234. الصافي ج 1: 814.
(3) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار والبرهان.
(4) البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234.
(5) البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234.
160

70 - وفى رواية حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام (عطاءا غير مجذوذ)
بالذال (1).
71 - عن بعض أصحابنا فقال أحدهم: انه سئل عن قول الله: (ولا تركنوا
إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) قال: هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء
الجابرين (2).
72 - عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام (ولا تركنوا
إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) قال: اما انه لم يجعلها خلودا، ولكن تمسكم
النار فلا تركنوا إليهم (3).
73 - عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أقم الصلاة طرفي النهار) وطرفاء
المغرب والغداة، (وزلفا من الليل) وهي صلاة العشاء الآخرة (4)
74 - عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أحدهما يقول: ان عليا عليه السلام أقبل
على الناس فقال: أي آية في كتاب الله أرجى عندكم؟ فقال بعضهم: (ان الله لا يغفر ان
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) قال: حسنة وليست إياها فقال بعضهم:
(يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) قال: حسنة وليست إياها
وقال بعضهم: (الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم)
قال: حسنة وليست إياها، قال: ثم أحجم الناس (5) فقال: ما لكم يا معشر المسلمين؟
قالوا: لا والله ما عندنا شئ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أرجي آية في كتاب
الله (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل) وقرأ الآية كلها، وقال: يا علي والذي بعثني
بالحق بشيرا ونذيرا ان أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جواحه الذنوب،
فإذا استقبل [الله] بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته (6) وعليه من ذنوبه شئ كما

(1) البحار ج 3: 392 البرهان ج 2: 334
(2) البرهان ج 2: 235 البحار ج 15 (ج 4): 219: الصافي ج 1: 815
(3) البرهان ج 2: 235 البحار ج 15 (ج 4): 219: الصافي ج 1: 815
(4) البرهان ج 2: 235. الصافي ج 1: 815.
(5) أحجم الناس - بتقديم المهملة -: كفوا ونكثوا هيبة.
(6) انفتل عن الصلاة: انصرف عنها.
161

ولدته أمه، فان أصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس
ثم قال: يا علي إنما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب أحدكم فما ظن
أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى
في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لامتي (1).
75 - عن إبراهيم الكرخي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه مولى
له فقال: يا فلان متى جئت؟ فسكت فقال أبو عبد الله: جئت من هيهنا ومن هيهنا
انظر بما تقطع به يومك، فان معك ملكا موكلا يحفظ عليك ما تعمل، فلا تحتقر
سيئة وان كانت صغيرة، فإنها ستسوئك يوما، ولا تحتقر حسنة فإنه ليس شئ أشد
طلبا ولا أسرع دركا من الحسنة، انها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به، و
قال الله في كتابه: (ان الحسنات يذهبن السيئات) قال: قال: صلاة الليل تذهب
بذنوب النهار، وقال يذهب بما جرحتم (2).
76 - عن إبراهيم بن عمر يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (أقم الصلاة
طرفي النهار) إلى (السيئات) فقال: صلاة الليل بالليل (3) يذهب بما عمل من
ذنب النهار (4)
77 - عن سماعة بن مهران قال: سأل أبا عبد الله عليه السلام رجل من أهل الجبال
عن رجل أصاب مالا من اعمال السلطان فهو يتصدق منه، ويصل قرابته ويحج
ليغفر له ما اكتسب، وهو يقول: (ان الحسنات يذهبن السيئات) فقال أبو عبد الله:
ان الخطيئة لا تكفر الخطيئة، ولكن الحسنة تكفر الخطيئة، ثم قال أبو عبد الله
عليه السلام: إن كان خلط الحلال حراما فاختلط جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام
فلا بأس (5).

(1) البرهان ج 2: 239. الصافي ج 1: 816.
(2) البرهان ج 2: 239. الصافي ج 1: 816.
(3) وفى نسختي البرهان والصافي (صلاة المؤمن بالليل).
(4) البحار ج 18: 556. البرهان ج 2: 239. الصافي ج 1: 815.
(5) البرهان ج 2: 239.
162

78 - وعنه في رواية المفضل بن سويد أنه قال: انظر ما أصبت به فعد به
على اخوانك، فان الله يقول: (ان الحسنات يذهبن السيئات) قال المفضل: كنت
خليفة أخي على الديوان، قال: وقد قلت: جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء
القوم وما ترى؟ قال: ولم تكن كنت (1).
79 - عن المفضل بن مزيد الكاتب قال: دخل على أبو عبد الله عليه السلام وقد
أمرت ان أخرج لبنى هاشم جوايز فلم أعلم الا وهو على رأسي وانا مستجل فوثبت
إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، فقال: ما أرى لإسماعيل هيهنا شيئا،
فقلت: هذا الذي خرج الينا، ثم قلت له: جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء
القوم؟ فقال لي: انظر ما أصبت به فعد به على أصحابك (اخوانك خ ل) فان الله يقول:
(ان الحسنات يذهبن السيئات) (2).
80 - عن إبراهيم الكرخي قال: انى كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل
عليه رجل من أهل المدينة فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان من أين جئت؟ ثم قال له:
جئت من هيهنا وهيهنا لغير معاش تطلبه ولا لعمل آخرة انظر بماذا تقطع
يومك وليلتك، واعلم أن معك ملكا كريما موكلا بك يحفظ عليك ما تفعل، ويطلع
على سرك الذي تخفيه من الناس فاستحى ولا تحقرن سيئة فإنها ستسوئك يوما، ولا
تحقرن حسنة وان صغرت عندك وقلت في عينك، فإنها ستسرك يوما، واعلم أنه
ليس شئ أضر عاقبة ولا أسرع ندامة من الخطيئة، وانه ليس شئ أشد طلبا ولا
اسرع دركا للخطيئة من الحسنة، اما انها لتدرك العظيم القديم المنسى عند عامله
فيجديه ويسقط ويذهب به بعد إسائته، وذلك قول الله: (ان الحسنات يذهبن السيئات
ذلك ذكرى للذاكرين) (3).

(1) البرهان ج 2: 239. وفى نسخة منه (لو لم يكن كتب).
(2) البرهان ج 2: 239.
(3) البحار ج 15 (ج 2): 166 ونقله البحراني في البرهان ج 2: 239 عن
الكتاب مع اختلاف فيه فراجع.
163

وقرأ بن خراس (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (ان الحسنات يذهبن السيئات)
قال: صلاة الليل يكفر ما كان من ذنوب النهار (2).
81 - عن عبد الله بن سنان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله: (ولو شاء
ربك لجعل الناس أمة واحدة) إلى (من رحم ربك) قال: كانوا أمة واحدة فبعث الله
النبيين ليتخذ عليهم الحجة (3).
82 - عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل قال: سألت علي بن الحسين عليه السلام
عن قول الله: (ولا يزالون مختلفين) قال: عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة، و
كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم، واما قوله (الا من رحم ربك ولذلك خلقهم)
فأولئك أولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة اما تسمع لقول إبراهيم
(رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله) قال: إيانا
عنى وأوليائه وشيعته وشيعة وصيه قال: (ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى
عذاب النار) قال: عنى بذلك [والله] من جحد وصيه ولم يتبعه من أمته، وكذلك
والله حال هذه الأمة (4)
83 - عن يعقوب بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وما خلقت
الجن والإنس الا ليعبدون) قال: خلقهم للعبادة، قال: قلت وقوله: (ولا يزالون
مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فقال: نزلت هذه بعد تلك (5)
84 - عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عليه السلام في قوله: (ولا يزالون

(1) كذا في نسخة الأصل وفى نسخة (قراعى بن خراس) وفى نسخة البرهان (قراعى
بن حواس (خواس خ)) والكل لا يخلو عن تصحيف ولم اظفر عليه في كتب الرجال.
(2) البرهان ج 2: 240.
(3) البرهان ج 2: 240. الصافي ج 1: 818.
(4) البرهان ج 2: 240. البحار ج 7: 132 الصافي ج 1: 818.
(5) البرهان ج 2: 241.
164

مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فأولئك هم أولياؤنا من المؤمنين و
لذلك خلقهم من الطينة الطيبة، اما تسمع لقول إبراهيم: (رب اجعل هذا بلدا
آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله) إيانا عنى بذلك وأوليائه
[وشيعته] وشيعة وصيه فمن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار، عنى بذلك
[والله] من جحد وصيه ولم يتبعه من أمته، وكذلك والله حال هذه الأمة (1)

(1) البرهان ج 2: 241. البحار ج 7: 132.
165

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة يوسف
1 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول من قرأ سورة يوسف
عليه السلام [في كل يوم أو] في كل ليلة بعثه الله يوم القيمة وجماله على جمال يوسف
عليه السلام، ولا يصيبه يوم القيمة ما يصيب الناس من الفزع وكان جيرانه من عباد الله
الصالحين، - ثم قال: ان يوسف كان من عباد الله الصالحين - وأومن في الدنيا أن يكون
زانيا أو فحاشا (1)
2 - عن مسعدة بن صدقة قال: قال جعفر بن محمد عليه السلام: قال والدي عليه السلام: و
الله انى لأصانع بعض ولدى واجلسه على فخذي، وأكثر له المحبة وأكثر له الشكر،
وان الحق لغيره من ولدى، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره، لئلا يصنعوا
به ما فعل بيوسف واخوته، وما أنزل الله سورة يوسف الا أمثالا لكي لا يحسد بعضنا
بعضا كما حسد بيوسف اخوته، وبغوا عليه فجعلها حجة (رحمة خ) على من
تولانا، ودان بحبنا، وجحد أعدائنا على من نصب لنا الحرب والعداوة (2).
3 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الأنبياء على خمسة أنواع، منهم من
يسمع الصوت مثل صوت السلسلة، فيعلم ما عنى به، ومنهم من ينبأ في منامه
مثل يوسف وإبراهيم، ومنهم من يعاين، ومنهم من ينكت في قلبه ويوقر في
اذنه. (3)

(1) البرهان ج 2: 242. البحار ج 19: 70. الصافي ج 1: 862.
(2) البرهان ج 2: 245. البحار ج 15 (ج 4): 24.
(3) البرهان ج 2: 246. البحار ج 5: 15.
166

4 - عن أبي خديجة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما ابتلى يعقوب
بيوسف انه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى بقوم محتاج لم يجد ما يفطر
عليه فأغفله ولم يطعمه، فابتلى بيوسف، وكان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادى:
من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب، فإذا كان المساء نادى: من كان صائما
فليشهد عشاء يعقوب (1).
5 - عن أبي حمزة الثمالي قال: صليت مع علي بن الحسين صلوات الله عليه
الفجر بالمدينة في يوم الجمعة، فدعا مولاة له يقال، لها وشيكة (2) وقال لها:
لا يقفن على بابى اليوم سائل الا أعطيتموه، فان اليوم الجمعة فقلت: ليس كل من
يسئل محق جعلت فداك؟ فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسئلنا محقا
فلا نطعمه ونرده، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله، أطعموهم أطعموهم
ثم قال: ان يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا يتصدق منه ويأكل هو وعياله، وان
سائلا مؤمنا صواما قواما له عند الله منزلة مجتازا غريبا اعتر (3) بباب يعقوب
عشية جمعة عند أوان افطاره، فهتف ببابه: أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع
من فضل طعامكم، يهتف بذلك على بابه مرارا وهم يسمعونه جهلوا (4) حقه و
لم يصدقوا قوله، فلما أيس منهم أن يطعم وتغشاه الليل استرجع واستعبر (5) و
شكى جوعه إلى الله وبات طاويا (6) وأصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله، و
بات يعقوب وآله شباعا بطانا وأصبحوا وعندهم فضلة من طعامهم.
قال: فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت عبدي ذلة

(1) البرهان ج 2: 246: الصافي ج 1: 822.
(2) وفى نسخة (الفتيكة) وفى رواية الصدوق في العلل (سكينة).
(3) اعتره: اتاه للمعروف.
(4) وفى رواية العلل (قد جهلوا).
(5) استعبر: جرت عبرته. والعبرة: الدمعة.
(6) أي جائعا.
167

استجررت بها غضبى، واستوجبت بها أدبى ونزول عقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك
يا يعقوب، اما علمت أن أحب أنبيائي إلي وأكرمهم على من رحم مساكين عبادي،
وقربهم إليه وأطعمهم وكان لهم مأوى وملجئا، يا يعقوب أما رحمت ذميال (1)
عبدي المجتهد في عبادي، القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما اعتر
ببابك عند أوان افطاره، يهتف بكم: اطعموا السائل الغريب المجتاز فلم تطعموه
شيئا، واسترجع واستعبر وشكا ما به إلى، وبات طاويا حامدا صابرا وأصبح لي
صائما، وبت يا يعقوب وولدك ليلكم شباعا وأصبحتم وعندكم فضلة من طعامكم،
وما علمت يا يعقوب انى بالعقوبة والبلوى إلى أوليائي أسرع منى بها إلى أعدائي،
وذلك منى حسن نظر لأوليائي، واستدراج منى لأعدائي، اما وعزتي لأنزلن بك
بلواي ولأجعلنك وولدك غرضا لمصابي وللأؤدبنك بعقوبتي، فاستعدوا لبلائي و
ارضوا بقضائي واصبروا للمصائب.
قال أبو حمزة: فقلت لعلي بن الحسين عليه السلام: متى رأى يوسف الرؤيا؟ فقال:
في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وولده شباعا، وبات فيها ذميال جايعا رائها
(2) فأصبح فقصها على يعقوب من الغد فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع
ما أوحى الله إليه ان استعد للبلاء، فقال ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه على اخوتك
فانى أخاف أن يكيدوك، فلم يكتم يوسف رؤياه وقصها على اخوته، فقال علي بن
الحسين عليه السلام فكان أول بلوى نزلت بيعقوب وآله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا التي
رآها، قال: واشتد رقة يعقوب على يوسف وخاف أن يكون ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء
إنما ذلك في يوسف فاشتدت رقته عليه، وخاف أن ينزل به البلاء في يوسف من بين ولده
فلما أن رأوا اخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من اكرامه وايثاره إياه عليهم
اشتد ذلك عليهم، وابتدء البلاء فيهم، فتآمروا (3) فيما بينهم وقالوا: ان يوسف

(1) اسم ذلك الرجل.
(2) أي مضطربا.
(3) أي تشاوروا.
168

وأخاه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة، اقتلوا يوسف أو القوة أرضا يخل لكم وجه
أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين، أي تتوبون فعند ذلك قالوا: (يا أبانا ما
لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب) قال يعقوب: (انى ليحزنني
أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون) حذرا منه عليه أن يكون
البلوى من الله على يعقوب في يوسف، وكان يعقوب مستعدا للبلوى في يوسف خاصة
قال: فغلبت قدرة الله وقضاؤه، ونافذ أمره في يعقوب ويوسف واخوته، فلم يقدر
يعقوب على دفع البلاء عن نفسه ولا عن يوسف واخوته، فدفعه إليهم وهو لذلك كان
(1) متوقع البلاء من الله في يوسف خاصة لموقعه من قلبه وحبه له.
فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم فضمه إليه واعتنقه
وبكى، ثم دفعه إليهم وهو كاره فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ثم لا يدفعه
إليهم، فلما أمعنوا به مالوا به إلى غيضة أشجار (2) فقالوا: نذبحه ونلقيه تحت هذه
الشجرة فيأكله الذئاب الليلة، فقال كبيرهم: (لا تقتلوا يوسف) ولكن (ألقوه في
غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين) فانطلقوا به إلى الجب فألقوه في
غيابت الجب وهم يظنون أنه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم: يا ولد
رومين اقرؤا يعقوب منى السلام فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تفرقوا من
هاهنا حتى تعلمون انه قد مات، قال: فلم يزالوا بحضرته حتى آيسوا (وجاءوا
أباهم عشاءا يبكون قالوا يا أبانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله
الذئب) فلما سمع مقالتهم استرجع (3) واستعبر وذكر ما أوحى الله إليه من الاستعداد
للبلاء، فصبر وأذعن للبلوى وقال لهم: (بل سولت لكم أنفسكم امرا فصبر جميل)
وما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل ان أرى تأويل رؤياه الصادقة، قال أبو
حمزة: ثم انقطع ما قال علي بن الحسين عند هذا الموضع. (4)

(1) وفى رواية العلل (كاره) وكأنه الظاهر.
(2) الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء أي مدخله في الأرض.
(3) أي قال: انا لله وانا إليه راجعون.
(4) البحار ج 5: 185. البرهان ج 2: 246. الصافي ج 1: 822 مختصرا.
169

6 - عن مسمع أبى سيار عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما ألقى يوسف في الجب نزل عليه
جبرئيل فقال له: يا غلام ما تصنع هاهنا؟ من طرحك في هذا الجب؟ فقال: اخوتي
لمنزلتي من أبى حسدوني ولذلك في هذا الجب طرحوني، فقال له جبرئيل: أتحب
أن تخرج من هذا الجب؟ فقال: ذلك إلى اله إبراهيم واسحق ويعقوب، فقال له
جبرئيل: فان اله إبراهيم واسحق ويعقوب يقول لك (1) قل اللهم إني أسئلك
بان لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والاكرام
أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من امرى فرجا ومخرجا وترزقني من
حيث احتسب ومن حيث لا احتسب) فقالها يوسف، فجعل الله له من الجب يومئذ
فرجا، ومن كيد المرأة مخرجا وأتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب (2)
ومن رواية أخرى عنه وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب (3)
7 - عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (لتنبئنهم بأمرهم هذا و
هم لا يشعرون) قال: كان ابن سبع سنين. (4).
8 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قول الله (انى رأيت أحد عشر كوكبا
والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) قال: في تسمية النجوم هو الطارق وخوبان
والريان وذو الكنفان (5) ووابس (قابس خ) ووثاب وعمروان (6) وفيلق وفصيح

(1) وفى نسخة البرهان (امرك أن تقول اللهم اه).
(2) البحار ج 5: 178. البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 825.
(3) البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 825.
(4) البرهان ج 2: 247. البحار ج 5: 191.
(5) وفى رواية الخصال (جوبان) وفى نسخة منه (حربان) وعن العرائس للثعلبي
(جريان) مكان (حوبان) (والذبال) وفى رواية تفسير القمي (الذيال) وفى نسخة
البرهان (أمان) بدل (الريان). وفى تفسير القمي (ذو الكتفين) وفى البرهان (ذو الكتاف)
عوض (ذو الكنفان).
(6) وفى البرهان (عروان). وفى تفسير القمي وعن العرائس والخصال (عمودان).
170

والصرح (1) والبدوع (4) والضياء والنور يعنى الشمس والقمر وكل هذه
النجوم محيطة بالسماء. (3)
9 - عن أبي جميلة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أوتى بقميص
يوسف إلى يعقوب فقال: اللهم لقد كان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص، قال: و
كان به نضح من دم (4)
10 - عن أبي حمزة قال: ثم انقطع ما قال علي بن الحسين عند هذا الموضع (5)
فلما كان من غد غدوت إليه فقلت له: جعلت فداك انك حدثتني أمس حديث يعقوب
وولده، ثم قطعته، فما كان من قصة يوسف بعد ذلك؟ فقال: انهم لما أصبحوا قالوا
: انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف مات أم هو حي؟ فلما انتهوا إلى الجب وجدوا
بحضرة الجب السيارة قد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه، فلما جذب دلوه إذا هم بغلام
متعلق بدلوه، فقال لأصحابه: يا بشرى هذا غلام، فلما أخرجه أقبل إليه اخوة
يوسف، فقالوا هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب، وجئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه
من أيديهم وتنحوا به ناحية، ثم قالوا له: اما ان تقر لنا بأنك عبد لنا فنبيعك
من بعض أهل هذه السيارة أو نقتلك، فقال لهم يوسف: لا تقتلوني واصنعوا ما شئتم
فأقبلوا به إلى السيارة فقالوا: هل منكم أحد يشترى منا هذا العبد؟ فاشتراه رجل
منهم بعشرين درهما وكان اخوتهم فيه من الزاهدين، وسار به الذي اشتراه حتى

(1) وفى الخصال (الصدح) وفى نسخة (الصوح) وفى أخرى (الضروج) وعن
العرائس (الضروح)
(2) وفى البرهان (الفروع) وفى تفسير القمي (القروع) وعن العرائس (الفرع)
وفى الخصال (ذو القرع).
(3) البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 820.
(4) البرهان ج 2: 247. البحار ج 5: 191. الصافي ج 1: 823. والنضح: الرش
(5) قد مضى صدر هذا الحديث تحت رقم (5) وقد وقع الفصل بينهما بأحاديث و
قد ذكره الصدوق رحمه الله في العلل من غير فصل.
171

ادخل مصر فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر، وذلك قول الله (وقال الذي
اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) (1).
11 - عن الحسن عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وشروه بثمن
بخس دراهم معدودة) قال: كانت عشرين درهما (2).
12 - عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثله وزاد فيه: البخس النقص، وهي قيمة
كلب الصيد إذا قتل كانت ديته عشرين درهما (2).
13 - عن عبد الله بن سليمان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: قد كان يوسف بين
أبويه مكرما ثم صار عبدا حتى بيع بأخس وأوكس الثمن (4) ثم لم يمنع الله ان
بلغ به حتى صار ملكا (5)
14 - عن ابن حصين عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (وشروه بثمن بخس دراهم
معدودة) قال: كانت الدراهم ثمانية عشر درهما (6)
15 - وبهذا الاسناد عن الرضا عليه السلام قال: كانت الدراهم عشرين درهما وهي قيمة
كلب الصيد إذا قتل، والبخس النقص (7).
16 - قال أبو حمزة: قلت لعلي بن الحسين: ابن كم كان يوسف يوم القى في
الجب؟ فقال: ابن سبع (8) سنين، قلت: فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين
مصر؟ قال: مسيرة ثمانية عشر يوما، قال: وكان يوسف من أجمل أهل زمانه فلما راهق
(9) يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه، فقال لها: معاذ الله انا من أهل بيت لا يزنون،
فغلقت الأبواب عليها وعليه وقالت لا تخف وألقت نفسها عليه فأفلت (10) هاربا إلى

(1) البرهان ج 2: 247 الصافي ج 1: 824 ويأتي تمام الحديث تحت رقم 16 و 20 أيضا فانتظر
(2) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247. الصافي 1: 824.
(3) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247. الصافي 1: 824.
(4) الأوكس: الأنقص.
(5) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247.
(6) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247.
(7) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247.
(8) وفى حديث العلل (تسع) بدل (سبع).
(9) راهق الغلام: قارب الحلم.
(10) أي تخلص منها.
172

الباب ففتحه وألحقته فجذبت قميصه من خلفه، فأخرجته منه وأفلت يوسف منها
في ثيابه (1).
17 - عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله قال: فلما همت به وهم بها قالت كما
أنت، قال: ولم؟ قالت: حتى أغطي وجه الصنم لا يرانا، فذكر الله عند ذلك وقد علم أن
الله يراه ففر منها هاربا (2).
18 - عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: ان يوسف لما حل
سراويله رأى مثال يعقوب قائما عاضا على إصبعه (3) وهو يقول له: يا يوسف

(1) البحار ج 5: 185 - 191. البرهان ج 2: 248.
(2) البحار ج 5: 185 - 191. البرهان ج 2: 248.
(3) عض على إصبعه: امسكه بأسنانه. ثم لا يخفى ان الرواية محمولة على التقية
بدلالة الخبر الآتي والا ففيها ما يخالف عقائد الإمامية وان شئت تفصيل الكلام في ذلك
فراجع تنزيه الأنبياء 60 - 68. والبحار ج 5: 198 - 200 ولقد أجاد المحقق المحدث
العارف الفيض قدس سره في الصافي في ما أفاده في المقام ولا بأس بذكر كلامه قدس سره
الشريف قال بعد نقل شطر من الروايات في الباب ما لفظه: وقد نسبت العامة خذلهم
الله إلى يوسف في هذا المقام أمورا ورووا بها روايات مختلفه لا يليق للمؤمن نقلها
فكيف باعتقادها؟!
ونعم ما قيل: ان الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم يوسف والمرأة وزوجها والنسوة
والشهود ورب العالمين وإبليس، وكلهم قالوا ببراءة يوسف عن الذنب فلم يبق لمسلم
توقف في هذا الباب.
اما يوسف فقوله (هي راودتني عن نفسي) وقوله (رب السجن أحب إلى مما
يدعونني إليه) واما المرأة فلقولها (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) وقالت (الان حصحص
الحق انا راودته عن نفسه) واما زوجها فلقوله (انه من كيدكن ان كيدكن عظيم) واما النسوة
فلقولهن (امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراها في ضلال مبين)
وقولهن (حاش لله ما علمنا عليه من سوء) واما الشهود قوله تعالى (شهد شاهد من
أهلها) الآية واما شهادة الله بذلك فقوله عز من قائل (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء
انه من عبادنا المخلصين) واما اقرار إبليس بذلك فلقوله (فبعزتك لأغوينهم
أجمعين الا عبادك منهم المخلصين) فأقر بأنه لا يمكنه اغواء العباد المخلصين وقد قال الله
تعالى (انه من عبادنا المخلصين) فقد أقر إبليس بأنه لم يغوه وعند هذا نقول إن هؤلاء
الجهال الذين نسبوا إلى يوسف الفضيحة ان كانوا من اتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله
بطهارته، وان كانوا من أتباع إبليس وجنوده فليقبلوا اقرار إبليس بطهارته.
173

قال: فهرب ثم قال أبو عبد الله: لكني والله ما رأيت عورة أبى قط، ولا رأى أبى
عورة جدي قط ولا رأى جدي عورة أبيه قط، قال: وهو عاض على إصبعه، فوثب
فخرج الماء من ابهام رجله (1)
19 - عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام قال: أي شئ يقول الناس في قول
الله عز وجل: (لولا أن رأى برهان ربه)؟ قلت: يقولون رأى يعقوب عاضا على إصبعه
فقال: لا ليس كما يقولون، فقلت: فأي شئ رأى؟ قال: لما همت به وهم بها
قامت إلى صنم معها في البيت، فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف: ما صنعت؟ قال:
طرحت عليه ثوبا استحيى أن يرانا، قال: فقال يوسف: فأنت تستحيي من صنمك
وهو لا يسمع ولا يبصر ولا أستحي أنا من ربى؟ (2)
نرجع إلى حديث أبي حمزة: وأفلت يوسف منها في ثيابه (وألفيا سيدها لدى
الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا الا أن يسجن أو عذاب اليم) قال: فهم
الملك بيوسف ليعذبه فقال له يوسف: واله يعقوب ما أردت بأهلك سوءا هي راودتني
عن نفسي، فسل هذا الصبي أينا راود صاحبه عن نفسه؟ قال: وكان عندها
صبي من أهلها زائر (3) [في المهد فقال: هذا طفل لم ينطق؟ فقال: كلمه ينطقه
الله فكلمه فأنطق الله] لها فأنطق الله الصبي بفصل القضاء، فقال للملك: انظر أيها
الملك إلى القميص فإن كان مقدودا من قدامه فهو راودها، وإن كان مقدودا من
خلفه فهي التي راودته عن نفسه، وصدق وهي من الكاذبين، فلما سمع الملك كلام

(1) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 248.
(2) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 248.
(3) أي باك.
174

الصبي وما اقتص به أفزعه ذلك فزعا شديدا، فدعا بالقميص فنظر إليه فلما رأى
القميص مقدودا من خلفه قال لها: (انه من كيدكن ان كيدكن عظيم) وقال ليوسف
(اعرض عن هذا) فلا يسمعه منك أحد واكتمه فلم يكتمه يوسف وأذاعه في المدينة
حتى قال نسوة منهم: (امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) فبلغها ذلك فأرسلت
إليهن وهيئت لهن طعاما ومجلسا ثم آتتهن بأترج وآتت كل واحدة منهن سكينا
وقالت ليوسف: اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن ما قلن فقالت
لهن: فهذا الذي لمتنني في حبه؟ قال: فخرج النسوة من عندها فأرسلت كل واحدة
منهن إلى يوسف سرا من صواحبها تسئله الزيارة فأبى عليهن: وقال (رب الا تصرف
عنى كيدهن أصب إليهن واكن من الجاهلين) فلما أذاع امر يوسف وامر امرأة
العزيز والنسوة في مصر، بدا للملك بعد ما سمع من قول الصبي ما سمع ليسجنن
يوسف، فحبسه في السجن ودخل مع يوسف في السجن فتيان، فكان من قصتهما وقصة
يوسف ما قصه الله في كتابه، قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين عند
ذلك. (1)
20 - عن محمد بن مروان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف خطب
امرأة جميلة كانت في زمانه، فردت عليه ان عبد الملك إياي يطلب، قال:
فطلبها إلى أبيها، فقال له أبوها: ان الامر أمرها، قال: فطلبها إلى ربه وبكى،
قال: فأوحى الله إليه: انى قد زوجتكها ثم ارسل إليها انى أريد أن أزوركم،
فأرسلت إليه: ان تعال، فلما دخل عليها أضاء البيت لنوره، فقالت: ما هذا الا ملك
كريم، فاستسقى فقامت إلى الطاس لتسقيه، فجعل يتناول الطاس من يدها فتناوله
فاها فجعل يقول لها: انتظري ولا تعجلي، قال: فتزوجها. (2)
21 - عن العباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ان يوسف
النبي قال له السجان: انى لأحبك فقال له يوسف: لا تقل هكذا فان عمتي

(1) البرهان ج 2: 248. البحار 5: 185.
(2) البرهان ج 2: 253. البحار ج 5: 191.
175

أحبتني فسرقتني، وان أبى أحبني فحسدني اخوتي فباعوني، وان امرأة العزيز
أحبتني فحبستني (1)
22 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال جاء جبرئيل إلى يوسف في السجن
قال: قل في دبر كل صلاة فريضة (اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا وارزقني من حيث
احتسب ومن حيث لا احتسب) (2)
23 - عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما امر الملك بحبس يوسف في السجن
ألهمه الله علم تأويل الرؤيا، فكان يعبر لأهل السجن رؤياهم وان فتيين ادخلا معه
السجن يوم حبسه، فلما باتا أصبحا فقالا له: انا رأينا رؤيا فعبرها لنا، فقال: و
ما رأيتما؟ فقال أحدهما: (انى أراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه) وقال
الآخر: انى رأيت أن أسقي الملك خمرا ففسر لهما رؤياهما على ما في الكتاب، ثم
قال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك، قال: ولم يفزع يوسف في حاله
إلى الله: فيدعوه فلذلك قال الله: (فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع
سنين) قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من أراك الرؤيا التي
رأيتها؟ فقال: أنت يا ربي، قال: فمن حببك إلى أبيك؟ قال: أنت يا ربي: قال:
فمن وجه السيارة إليك؟ فقال: أنت يا ربي، قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل
لك من الجب فرجا؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا؟ قال: أنت
يا ربي، قال: فمن انطق لسان الصبي بعذرك؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن صرف
عنك كيد امرأة العزيز والنسوة؟ قال: أنت يا ربي؟ قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟
قال: أنت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري ولم تستغث بي وتسئلني ان أخرجك
من السجن، واستغثت وأملت عبدا من عبادي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في
قبضتي ولم تفزع إلى؟ البث في السجن بذنبك بضع سنين بإرسالك عبدا إلى عبد.
قال ابن أبي عمير قال ابن أبي حمزة: فمكث في السجن عشرين سنة (3).

(1) البرهان ج 2: 254. البحار ج 5: 178. الصافي ج 1: 831.
(2) البرهان ج 2: 254. البحار ج 5: 191.
176

24 - سماعة (1) عن قول الله (اذكرني عند ربك) قال: هو العزيز (2)
25 - ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام (قال الآخر انى أراني أحمل فوق
رأسي خبزا) قال: احمل فوق رأسي جفنة فيها خبر تأكل الطير منها (3)
26 - عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله ليوسف:
ألست الذي حببتك إلى أبيك وفضلتك على الناس بالحسن؟ أو لست الذي سقت
إليك السيارة وأنقذتك وأخرجتك من الجب؟ أو لست الذي صرفت عنك كيد النسوة؟
فما حملك على أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دوني؟ فالبث لما قلت في السجن
بضع سنين (4)
27 - عن عبد الله بن عبد الرحمن عمن ذكره عنه قال: لما قال للفتى: اذكرني
عند ربك أتاه جبرئيل فضربه برجله حتى كشط له عن الأرض السابعة (5) فقال له:
يا يوسف انظر ماذا ترى؟ قال: أرى حجرا صغيرا ففلق الحجر فقال: ماذا ترى؟
قال: أرى دودة صغيرة، قال: فمن رازقها؟ قال: الله، قال: فان ربك يقول: لم انس
هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الأرض السابعة، أظننت انى أنساك حتى تقول
للفتى: (اذكرني عند ربك)؟ لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين! قال:
فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان، قال: فتأذى به أهل السجن،
فصالحهم على أن يبكى يوما ويسكت يوما فكان في اليوم الذي يسكت أسوء
حالا (6)
28 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بكى أحد بكاء
ثلاثة، آدم ويوسف وداود، فقلت: ما بلغ من بكائهم؟ قال: اما آدم فبكى
حين أخرج من الجنة وكان رأسه في باب من أبواب السماء فبكى حتى تأذى

(1) كأن سماعة سئل عنهم عليه السلام عن الآية فأجابوه بما في الحديث.
(2) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254.
(3) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254.
(4) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254.
(5) كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه.
(6) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254 الصافي ج 1: 834.
177

به أهل السماء، فشكوا ذلك إلى الله فحط من قامته، واما داود فإنه
بكى حتى هاج العشب من دموعه، وانه كان ليزفر زفرة فيحرق ما نبت من دموعه،
واما يوسف فإنه كان يبكى على أبيه يعقوب وهو في السجن فتأذى به أهل السجن،
فصالحهم على أن يبكى يوما ويسكت يوما (1).
29 - عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف أتاه جبرئيل
فقال: يا يوسف ان رب العالمين يقرؤك السلام ويقول لك: من جعلك أحسن خلقه
قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب، قال: ثم قال له: ويقول لك:
من حببك إلى أبيك دون اخوتك؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال:
أنت يا رب، قال: ويقول لك: من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها وأيقنت
بالهلكة؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض ثم قال: أنت يا رب، قال: فان ربك قد
جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره فالبث في السجن بضع سنين.
قال: فلما انقضت المدة اذن له في دعاء الفرج ووضع خده على الأرض ثم قال
: اللهم ان كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فانى أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين
إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب، قال: ففرج الله عنه قال: فقلت له: جعلت فداك
أندعو نحن بهذا الدعاء؟ فقال: ادع بمثله اللهم ان كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي
عندك فانى أتوجه إليك بوجه نبيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وعلى وفاطمة والحسن و
الحسين والأئمة عليهم السلام (2).
30 - عن يعقوب بن يزيد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (فلبث
في السجن بضع سنين) قال سبع سنين (3)
31 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رأت فاطمة في النوم كان الحسن
والحسين ذبحا أو قتلا، فأحزنها ذلك، قال: فأخبرت به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:

(1) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254 - 255 الصافي ج 1: 834 - 835.
وفى نسخة البرهان (تسع) بدل (سبع) في الحديث الأخير.
(2) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254 - 255 الصافي ج 1: 834 - 835.
وفى نسخة البرهان (تسع) بدل (سبع) في الحديث الأخير.
(3) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254 - 255 الصافي ج 1: 834 - 835.
وفى نسخة البرهان (تسع) بدل (سبع) في الحديث الأخير.
178

يا رؤيا فتمثلت بين يديه قال: أرأيت فاطمة هذا البلاء؟ قالت: لا فقال: يا أضغاث أنت
أرأيت فاطمة هذا البلاء؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال فما أردت بذلك؟ قالت: أردت
ان أحزنها، فقال لفاطمة: اسمعي ليس هذا بشئ (1)
32 - عن أبان عن محمد بن مسلم عنهما (2) قالا إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لو كنت
بمنزلة يوسف حين أرسل إليه الملك يسئله عن رؤياه ما حدثته حتى اشترط عليه
أن يخرجني من السجن وعجبت لصبره عن شأن امرأة الملك حتى أظهر الله عذره (3)
33 - عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ سبع سنابل (4) خضر (5)
34 - عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سنين (سبق خ) يوسف
الغلاء الذي أصاب الناس ولم يمر (يتمن خ ل) الغلاء لاحد قط، قال: فأتاه التجار فقالوا:
بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: نأخذ كذا بكذا فقال: خذوا وأمر فكالوهم فحملوا
ومضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم قوم تجار فقالوا لهم: كيف أخذتم؟ فقالوا: كذا بكذا
وأضعفوا الثمن، قال: فقدموا أولئك على يوسف، فقالوا بعناه فقال: اشتروا كيف تأخذون
قالوا: بعنا كما بعت كذا بكذا فقال: ما هو كما تقولون ولكن خذوا فأخذوا ثم
مضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم آخرون فقالوا كيف أخذتم؟ فقالوا: كذا بكذا،
واضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء وقالوا: اذهبوا بنا حتى نشتري
قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، فقال:
وكيف بعت؟ قالوا: كذا بكذا، فقال: ما هو كذلك ولكن خذوا، قال: فأخذوا
ورجعوا إلى المدينة فأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نكذب في
الرخص كما كذبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا له: بعنا، فقال:

(1) البرهان ج 2: 255.
(2) وفى البرهان (عن أحدهما).
(3) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافي ج 1: 837.
(4) وفى البرهان (سنبلات).
(5) البرهان ج 2: 255. البحار ج 5: 192.
179

اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، قال: وكيف بعت قالوا: كذا بكذا بالحط من
السعر فقال: ما هو هكذا ولكن خذوا، قال: وذهبوا إلى المدينة فلقيهم
الناس فسألوهم بكم اشتريتم؟ فقالوا: كذا بكذا بنصف الحط الأول، فقال
الآخرون: اذهبوا بنا حتى نشتري فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا فقال: اشتروا،
فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت؟ فقالوا: كذا بكذا بالحط من النصف،
فقال: ما هو كما تقولون. ولكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الأمر الأول
كما أراد الله. (1)
35 - عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام (عام فيه يغاث
الناس وفيه يعصرون) بالياء (2): يمطرون ثم قال: أما سمعت قوله (وأنزلنا من المعصرات
ماءا ثجاجا). (3)
36 - عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (عام فيه يغاث
الناس وفيه يعصرون) مضمومة، ثم قال: (وأنزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا). (4)
37 - عن سماعة قال: سألته عن قول الله (ارجع إلى ربك فاسئله ما بال النسوة)
قال: يعنى العزيز (5)
38 - عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا عن الرضا عليه السلام قال: قال له
رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون وكأنه أنكر ذلك عليه
فقال أبو الحسن: يا هذا أيهما أفضل: النبي أو الوصي؟ فقال: لا بل النبي عليه السلام قال:
فأيهما أفضل مسلم أو مشرك؟ قال: لا بل مسلم، قال: فان العزيز عزيز مصر كان
مشركا وكان يوسف نبيا، وان المأمون مسلم وانا وصى؟ ويوسف سأل العزيز ان
يوليه حتى قال: استعملني على خزائن الأرض انى حفيظ عليم، والمأمون اجبرني على
ما انا فيه (6)

(1) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255.
(2) في البحار (بضم الياء).
(3) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافي ج 1: 386.
(4) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافي ج 1: 386.
(5) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافي ج 1: 386.
(6) البرهان ج 2: 256. البحار ج 5: 183.
180

39 - قال: وقال في قوله: (حفيظ عليم) قال: حافظ لما في يدي، (عليم) عالم
بكل لسان (1).
40 - قال سليمان قال سفيان: قلت لأبي عبد الله: [ما] يجوز ان يزكى الرجل
نفسه! قال: نعم إذا اضطر إليه، اما سمعت قول يوسف: (اجعلني على خزائن الأرض
انى حفيظ عليم) وقول العبد الصالح: (انا لكم ناصح امين) (2).
41 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ملك يوسف مصر وبراريها لم يجاوزها
إلى غيرها (3).
42 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث قال: لما فقد يعقوب
يوسف اشتد حزنه عليه وبكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن، واحتاج حاجة شديدة
وتغيرت حاله، قال: وكان يمتار القمح (4) من مصر لعياله في السنة مرتين للشتاء
والصيف، وانه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت فلما
دخلوا على يوسف وذلك بعد ما ولاه العزيز مصر فعرفهم يوسف ولم يعرفه
اخوته لهيبة الملك وعزته فقال لهم: هلموا بضاعتكم قبل الرفاق، وقال لفتيانه:
عجلوا لهؤلاء الكيل وأوفوهم، فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم ولا تعلموهم
بذلك ففعلوا ثم قال لهم يوسف: قد بلغني انه كان لكم أخوان لأبيكم فما فعلا؟
قالوا: اما الكبير منهما فان الذئب اكله، واما الصغير فخلفناه عند أبيه وهو به
ضنين (5) وعليه شفيق، قال: فانى أحب ان تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتارون
(فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وانا
لفاعلون).

(1) البرهان ج 2: 256. البحار ج 5: 183.
(2) البرهان ج 2: 256. الصافي ج 1: 938.
(3) البرهان ج 2: 257. البحار ج 5: 192.
(4) أمتار لعياله: أتاهم بميرة وهي طعام يمتاره الانسان أي يجلبه من بلد إلى
بلد. والقمح البر.
(5) الضنين: البخيل، أي هو يختص به يحفظه عن غيره.
181

فلما رجعوا إلى أبيهم فتحوا متاعهم فوجدوا بضاعتهم فيه (1) قالوا: يا أبانا
ما نبغي هذه بضاعتنا قد ردت الينا وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير، (فأرسل معنا
أخانا نكتل وانا له لحافظون قال هل آمنكم عليه الا كما أمنتكم على أخيه من
قبل) فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة اشهر بعثهم يعقوب، وبعث معهم بضاعة
يسيرة وبعث معهم ابن ياميل واخذ عليهم بذلك موثقا من الله لتأتنني به الا ان يحاط
بكم أجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف، فقال لهم معكم ابن ياميل؟
قالوا: نعم هو في الرحل قال لهم: فأتوني فأتوه به وهو في دار الملك، فقال: أدخلوه وحده
فأدخلوه عليه، فضمه يوسف إليه وبكى، وقال له: انا أخوك يوسف فلا تبتئس بما
تراني اعمل، واكتم ما أخبرتك به ولا تحزن ولا تخف، ثم أخرجه إليهم وامر فتيته
ان يأخذوا بضاعتهم، ويعجلوا لهم الكيل، فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن
ياميل ففعلوا به ذلك وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا، فلحقهم يوسف وفتيته فنادوا
فيهم: (قال أيتها العير انكم لسارقون قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد
صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا
لنفسد في الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزائه ان كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من
وجد في رحله فهو جزاؤه) قال (فبدا بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه قالوا إن
يسرق فقد سرق أخ له من قبل).
فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا (قالوا يا أيها العزيز ان له أبا شيخا كبيرا)
وقد اخذ علينا موثقا من الله لنرد به إليه، (فخذ أحدنا مكانه انا نريك من المحسنين)
ان فعلت (قال معاذ الله أن نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده) فقال كبيرهم: انى
لست أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي، ومضى اخوة يوسف حتى دخلوا
على يعقوب فقال لهم: فأين ابن ياميل؟ قالوا: ابن ياميل سرق مكيال الملك
فاخذه الملك بسرقته فحبس فسل أهل القرية والعير حتى يخبروك بذلك

(1) وفى البرهان (في رحالهم).
182

فاسترجع واستعبر واشتد حزنه حتى تقوس ظهره (1)
43 - أبو حمزة عن أبي بصير عنه ذكر فيه ابن يامين ولم يذكر ابن ياميل (2)
44 - عن أبان الأحمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما دخل اخوة يوسف عليه
وقد جاءوا بأخيهم معهم وضع لهم الموائد ثم قال: يمتار كل واحد منكم مع
أخيه لامه على الخوان، فجلسوا وبقى أخوه قائما فقال له: مالك لا تجلس مع
اخوتك؟ قال: ليس لي منهم أخ من أمي، قال: فلك أخ من أمك زعم هؤلاء ان الذئب
أكله؟ قال: نعم، قال: فاقعد وكل معي، قال: فترك اخوته الاكل وقالوا: انا نريد أمرا
ويأبى الله الا أن يرفع ولد يامين علينا، قال: ثم حين فرغوا من جهازهم أمر أن
يوضع الصاع في رحل أخيه، فلما فصلوا نادى مناد: (أيتها العير انكم لسارقون)
قال: (فرجعوا فقالوا ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك) إلى قوله (جزاؤه من
وجد في رحله فهو جزاؤه) يعنون السنة التي تجرى فيها أن يحبسه (فبدأ بأوعيتهم
قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه فقالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل)
قال الحسن بن علي الوشاء فسمعت الرضا عليه السلام يقول: يعنون المنطقة (3)
فلما فرغ من غدائه، قال: ما بلغ من حزنك على أخيك؟ قال: ولد لي عشرة أولاد
فكلهم شققت لهم اسما من اسمه، قال: فقال له: أريك حزنت عليه حيث اتخذت
النساء من بعده، قال: أيها العزيز ان لي أبا شيخا كبيرا صالحا فقال: يا بنى تزوج
لعلك [ان] تصيب ولدا يثقل الأرض بشهادة ان لا إله إلا الله.
قال أبو محمد عبد الله بن محمد هذا من رواية الرضا (4).
45 - عن علي بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

(1) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 257. الصافي ج 1: 841.
(2) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 257. الصافي ج 1: 841.
(3) سيأتي قصة المنطقة في حديث إسماعيل بن همام ورواه الصدوق رحمه الله في العلل و
العيون أيضا وفى سنده العياشي رحمه الله فراجع.
(4) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258. الصافي ج 1: 843.
183

وقد كان هيأ لهم طعاما، فلما دخلوا إليه قال: ليجلس كل بنى أم على مائدة قال:
فجلسوا وبقى ابن يامين قائما، فقال له يوسف: ما لك لا تجلس؟ قال له: انك قلت
ليجلس كل بنى أم على مائدة وليس لي منهم ابن أم، فقال يوسف: اما كان لك ابن
أم؟ قال له ابن يامين: بلى، قال يوسف: فما فعل؟ قال زعم هؤلاء ان الذئب أكله،
قال: فما بلغ من حزنك عليه؟ قال: ولد لي أحد عشر ابنا كلهم اشتق له اسم من اسمه،
فقال له يوسف: أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده؟ قال له ابن يامين:
ان لي أبا صالحا، وانه قال، تزوج لعل الله أن يخرج منك ذرية يثقل الأرض بالتسبيح
فقال له: تعال فاجلس معي على مائدتي، فقال اخوة يوسف: لقد فضل الله يوسف و
أخاه، حتى أن الملك قد اجلسه معه على مائدته (1).
46 - عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سمى
أمير المؤمنين أمير المؤمنين؟ قال لأنه يميرهم العلم (2) اما سمعت كلام الله (ونمير
أهلنا) (3).
47 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا خير فيمن لا تقية له، و
لقد قال يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون) وما سرقوا (4).
48 - وفى رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: التقية من دين الله، ولقد
قال يوسف (أيتها العير انكم لسارقون) ووالله ما كانوا سرقوا شيئا وما كذب (5).
49 - وفى رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قيل له وأنا
عنده: ان سالم بن حفصة يروى عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج،
فقال: ما يريد سالم منى أيريد أجئ بالملائكة، فوالله ما جاء بهم النبيون ولقد
قال إبراهيم (انى سقيم) ووالله ما كان سقيما وما كذب، ولقد قال إبراهيم (بل فعله
كبيرهم) وما فعله كبيرهم وما كذب، ولقد قال يوسف (أيتها العير انكم لسارقون)
والله ما كانوا سرقوا وما كذب (6).

(1) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258. الصافي ج 1: 843.
(2) يقال فلان يمير أهله: إذا حمل إليهم أقواتهم من غير بلدهم.
(3) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258.
(4) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258.
(5) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258.
(6) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258.
184

50 - عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله في
يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون) قال: انهم سرقوا يوسف من أبيه، الا ترى أنه قال
لهم حين قالوا (واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك) ولم يقولوا
سرقتم صواع الملك، إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه (1).
51 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: صواع
الملك طاس الذي يشرب فيه (2).
52 - عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال قوله: (صواع
الملك) قال: كان قدحا من ذهب وقال: كان صواع يوسف إذ كيل به (3) قال
(لعن الله الخوان لا تخونوا به) بصوت حسن (4).
53 - عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام: في قول الله (ان يسرق
فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم) قال: كانت لإسحاق
النبي منطقة (5) يتوارثها الأنبياء والأكابر، فكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف
عندها وكانت تحبه فبعث إليها أبوه ان ابعثيه إلى وارده إليك، فبعثت إليه ان دعه
عندي الليلة لأشمه ثم ارسله إليك غدوة، فلما أصبحت اخذت المنطقة فربطتها في
حقوه (6) وألبسته قميصا وبعثت به إليه، وقالت: سرقت المنطقة فوجدت عليه، وكان

(1) البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 186. الصافي ج 1: 844.
(2) البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 193. الصافي ج 1: 845.
(3) وفى الصافي (إذا كيل كيل به) من دون الزيادة.
(4) البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 193. الصافي ج 1: 845. قال
المجلسي رحمه الله وجدت في كتاب الفهرست لأبي غالب الزراري ما هذا لفظه: أبو حمزة
البطائني اسمه سالم روى عنه ان صاع يوسف كان يصوت بصوت حسن واحد واثنان.
(5) المنطقة: ما يشد به الوسط وتسمى بالحياصة وبالفارسية (كمربند).
(6) الحقو: موضع شد الإزار وهو الخاصرة.
185

إذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة فأخذته فكان عندها (1).
54 - عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كانت الحكومة
في بني إسرائيل إذا سرق أحد شيئا استرق به، وكان يوسف عند عمته وهو صغير و
كانت تحبه، وكانت لإسحاق منطقة ألبسها يعقوب، وكانت عند أخته، وان يعقوب طلب
يوسف ان يأخذه من عمته، فاغتمت لذلك وقالت له: دعه حتى ارسله إليك، فأرسلته و
أخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما أتى يوسف أباه جاءت فقالت:
سرقت المنطقة؟ ففتشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال اخوة يوسف حيث جعل الصاع
في وعاء أخيه، فقال لهم يوسف: ما جزاء من وجدنا في رحله؟ قالوا: جزاؤه
بإجراء السنة التي تجرى فيهم فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء
أخيه، فلذلك قال اخوة يوسف (ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل) يعنون المنطقة
فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم (2)
عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا عليه السلام وذكر مثله.
55 - عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر بنى يعقوب قال
كانوا إذا غضبوا اشتد غضبهم حتى يقطر جلودهم دما أصفر، وهم يقولون خذ أحدنا
مكانه يعنى جزاؤه فأخذ الذي وجد الصاع عنده (3
56 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما استيأس اخوة يوسف من
أخيهم قال لهم يهودا (4) - وكان أكبرهم - (لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو
يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) قال: ورجع إلى يوسف يكلمه في أخيه فكلمه حتى

(1) البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 182. الصافي ج 1: 846. وفى
رواية الصدوق رحمه الله في العلل والعيون (فكان عبده) مكان (فكان عندها).
(2) البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 178.
(3) البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 193.
(4) وفى بعض النسخ (يهوذا) بالذال في المواضع.
186

ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا، وكان إذا غضب قامت شعرة في كتفه وخرج
منها الدم (1) قال: وكان بين يدي يوسف ابن له صغير معه رمانة من ذهب، وكان
الصبي يلعب بها، قال: فأخذها يوسف، من الصبي فدحرجها نحو يهودا، قال وحبا الصبي (2)
نحو يهودا، ليأخذها فمس يهودا فسكن يهودا ثم عاد إلى يوسف فكلمه في أخيه حتى ارتفع
الكلام بينهما حتى غضب يهودا وقامت الشعرة وسال منها الدم، فأخذ يوسف الرمانة
من الصبي فدحرجها نحو يهودا وحبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا فقال يهودا:
ان في البيت معنا لبعض ولد يعقوب قال: فعند ذلك قال لهم يوسف (هل علمتم ما فعلتم
بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون).
وفى رواية هشام بن سالم عنه قال: لما أخذ يوسف أخاه اجتمع عليه اخوته
فقالوا له: خذ أحدنا مكانه وجلودهم تقطر دما اصفر وهم يقولون: خذ أحدنا مكانه،
قال: فلما أن أبى عليهم وأخرجوا من عنده، قال لهم يهودا: قد علمتم ما فعلتم بيوسف
فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين، قال فرجعوا
إلى أبيهم وتخلف يهودا قال: فدخل على يوسف فكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلام
بينه وبينه، وغضب وكان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة فلا يزال تقذف بالدم
حتى يمسه بعض ولد يعقوب، قال: فكان بين يدي يوسف ابن له صغير في يده رمانة من
ذهب يلعب بها فلما رآه يوسف قد غضب وقامت الشعرة تقذف بالدم اخذ الرمانة
من يدي الصبي ثم دحرجها نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا
قال: فذهب غضبه، قال: فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف، ثم ارتفع
الكلام بينهما حتى غضب وقامت الشعرة فجعلت تقذف بالدم فلما رأى يوسف
دحرج الرمانة نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها، فوقعت يده على يهودا فسكن
غضبه، قال: فقال يهودا: ان في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثلث مرات (3)

(1) في المحكى عن بعض نسخ البحار زيادة وهي هذه (وكان لا يسكن حتى يمسه
بعض ولد يعقوب).
(2) أي دنا نحوه.
(3) البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 193. الصافي ج 1: 847.
187

57 - عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: رحمك الله ما الصبر الجميل؟ فقال:
ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس، ان إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان
(1) عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه،
ثم قال: مرحبا بخليل الرحمن، قال يعقوب: انى لست بإبراهيم ولكني يعقوب بن إسحاق
بن إبراهيم، فقال له الراهب: فما بلغ بك ما رأى من الكبر؟ قال: الهم
والحزن والسقم فما جاوز صغير الباب (2) حتى أوحى الله إليه: ان يا يعقوب شكوتني
إلى العباد فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول: رب لا أعود فأوحى الله إليه: انى قد
غفرتها لك فلا تعودن إلى مثلها، فما شكى شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا الا أنه قال
يوما: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون) (3)
58 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال له بعض أصحابنا: ما
بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال: حزن سبعين ثكلى حرى (4).
59 - وبهذا الاسناد عنه قال: قيل له: كيف يحزن يعقوب على يوسف وقد
اخبره جبرئيل انه لم يمت وانه سيرجع إليه؟ فقال: انه نسي ذلك (5).
60 - [عن محمد بن سهل البحراني] عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
البكاؤن خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين عليهم السلام
واما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له: (تفتؤ تذكر يوسف
حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين) (6).

(1) قال المجلسي رحمه الله في بيان الحديث بعث إبراهيم يعقوب عليه السلام بعد كبر يعقوب
غريب، ولعله كان بعد فوت إبراهيم وكان البعث على سبيل الوصية وفى بعض النسخ
(ان الله بعث) وهو الصواب.
(2) وقال رحمه الله وقوله: صغير الباب لعله من إضافة الصفة إلى الموصوف أي
الباب الصغير أي باب البيت دون باب الدار ورواه في كتاب التمحيص عن جابر وفيه فما
جاوز عتبة الباب (انتهى).
أقول: وفى بعض نسخ الكتاب كنسخة البرهان (عتبة الباب) أيضا مكان صغير
الباب.
(3) البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194.
(4) البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194.
(5) البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194.
(6) البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194.
188

61 - عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان يعقوب أتى ملكا
بناحيتهم يسئله الحاجة، فقال له الملك: أنت إبراهيم؟ قال: لا، قال: وأنت إسحاق بن
إبراهيم؟ قال: لا، قال: فمن أنت؟ قال: انا يعقوب بن إسحاق قال: فما بلغ بك ما أرى
من حداثة السن قال: الحزن على ابني يوسف قال: لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب كل
مبلغ، فقال: انا معشر الأنبياء اسرع شئ البلاء الينا ثم الأمثل فالأمثل من الناس،
فقضى حاجته فلما جاوز [صغير] بابه هبط عليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب ربك يقرئك
السلام ويقول لك: شكوتني إلى الناس فعفر وجهه في التراب (1) وقال: يا رب زلة
اقلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا، ثم عاد إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ارفع رأسك ان ربك
يقرئك السلام ويقول لك: قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي، فما رؤى ناطقا
بكلمة مما كان فيه حتى اتاه بنوه فصرف وجهه إلى الحائط فقال (إنما أشكو بثي و
حزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون) (2).
62 - في حديث آخر عنه جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة فلما دخل عليه و
كان أشبه الناس بإبراهيم قال له: أنت إبراهيم خليل الرحمن؟ قال: لا (الحديث) (3).
63 - الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إنما أشكو بثي وحزني
إلى الله) منصوبة (4)
64 - عن حنان بن سدير [عن أبيه] قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أخبرني عن
يعقوب حين قال: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) أكان علم أنه حي وقد فارقه
منذ عشرين سنة وذهبت عيناه من الحزن؟ قال: نعم علم أنه حي، قال: وكيف علم؟
قال: انه دعى في السحر أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه تربال (5) وهو ملك
الموت، فقال له تربال: ما حاجتك يا يعقوب؟ قال: أخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة

(1) عفره في التراب: مرغه ودلكه.
(2) البحار ج 5: 194. البرهان ج 2: 264.
(3) البحار ج 5: 194. البرهان ج 2: 264.
(4) البرهان ج 2: 264.
(5) وفى بعض النسخ (تريال) وفى آخر (قوبال).
189

أو متفرقة؟ قال: بل متفرقة روحا روحا، قال: فمر بك روح يوسف؟ قال:
لا قال: فعند ذلك علم أنه حي، فقال لولده: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) (1)
وفى خبر آخر: عزرائيل وهو ملك الموت وذكر نحوه عنه (2)
65 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام عاد إلى الحديث الأول (3) قال: و
اشتد حزنه يعنى يعقوب حتى تقوس ظهره وأدبرت الدنيا عن يعقوب وولده حتى
احتاجوا حاجة شديدة، وفنيت ميرتهم، فعند ذلك قال يعقوب لولده: (اذهبوا
فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم
الكافرون)، فخرج منهم نفر وبعث معهم ببضاعة يسيرة وكتب معهم كتابا إلى
عزيز مصر يتعطفه على نفسه وولده، وأوصى ولده أن يبدو بدفع كتابه قبل البضاعة
فكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل من يعقوب
بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله صاحب نمرود الذي جمع لإبراهيم الحطب والنار
ليحرقه بها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأنجاه منها أخبرك أيها العزيز انا أهل
بيت قديم لم يزل البلاء الينا سريعا من الله ليبلونا بذلك عند السراء والضراء وان
مصائب تتابعت على منذ عشرين سنة أولها انه كان لي ابن سميته يوسف وكان سروري من
بين ولدى وقرة عيني وثمرة فؤادي، وان اخوته من غير أمه سألوني ان أبعثه معهم يرتع ويلعب،
فبعثته معهم بكرة وانهم جاؤني عشاءا يبكون وجاؤني على قميصه بدم كذب فزعموا أن
الذئب أكله فاشتد لفقده حزني وكثر على فراقه بكائي حتى ابيضت عيناي من
الحزن، وانه كان له أخ من خالته، وكنت به معجبا وعليه رفيقا وكان لي أنيسا
وكنت إذ ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فيسكن بعض ما أجد في صدري، وان
اخوته ذكروا لي انك أيها العزيز سألتهم عنه وأمرتهم ان يأتوك به، وان لم يأتوك
به منعتهم الميرة لنا من القمح من مصر، فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا، فرجعوا

(1) البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 186. الصافي ج 1: 849
(2) البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 186. الصافي ج 1: 849
(3) وهو ما تقدم تحت رقم 42.
190

إلى فليس هو معهم وذكروا انه سرق مكيال الملك، ونحن أهل بيت لا نسرق، وقد
حبسته وفجعتني به، وقد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري، وعظمت به
مصيبتي مع مصائب متتابعات على فمن على بتخلية سبيله واطلاقه من محبسه (1) وطيب
لنا القمح واسمح لنا في السعر (2) وعجل بسراح آل يعقوب.
فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه نزل جبرئيل على يعقوب فقال
له: يا يعقوب ان ربك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك التي كتبت بها إلى عزيز مصر؟
قال يعقوب: أنت بلوتني بها عقوبة منك وأدبا لي، قال الله: فهل كان يقدر على صرفها
عنك أحد غيري؟ قال يعقوب: اللهم لا، قال: أفما استحييت منى حين شكوت مصائبك
إلى غيري ولم تستغث بي وتشكو ما بك إلي؟ فقال يعقوب: أستغفرك يا الهي وأتوب
إليك، وأشكو بثي وحزني إليك، فقال الله تبارك وتعالى: قد بلغت بك يا يعقوب و
بولدك الخاطئين الغاية في أدبى، ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إلي عند نزولها
بك واستغفرت وتبت إلي من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري إياها عليك ولكن
الشيطان أنساك ذكرى فصرت إلى القنوط من رحمتي، وانا الله الجواد الكريم
أحب عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إلي فيما عندي، يا يعقوب أنا راد إليك
يوسف وأخاه ومعيد إليك ما ذهب من مالك [ولحمك ودمك] وراد إليك بصرك و
مقوم لك ظهرك وطب نفسا وقر عينا وان الذي فعلته بك كان أدبا منى لك فأقبل أدبى.
قال: ومضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر حتى دخلوا على يوسف في دار
المملكة، (فقالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا
الكيل وتصدق علينا) بأخينا ابن يامين وهذا كتاب أبينا يعقوب إليك في امره
يسئلك تخلية سبيله، وان تمن به عليه، قال: فأخذ يوسف كتاب يعقوب
فقبله ووضعه على عينيه وبكى وانتحب (3) حتى بلت دموعه القميص الذي

(1) وفى بعض النسخ (من محبسك).
(2) سمح بكذا: جاد.
(3) انتخب: تنفس شديدا. بكى شديدا.
191

عليه، ثم أقبل عليهم فقال: (هل علمتم ما فعلتم بيوسف) من قبل (وأخيه) من بعد
(قالوا إنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا قالوا تالله لقد آثرك
الله علينا) فلا تفضحنا ولا تعاقبنا اليوم واغفر لنا (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر
الله لكم).
وفى رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر نحوه (1).
66 - عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا قال: لما قال اخوة يوسف: (يا
أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر) قال: قال يوسف لا صبر على ضر آل يعقوب، فقال عند
ذلك:) هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه) إلى آخر الآية (2).
67 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن قوله: (و
جئنا ببضاعة مزجاة) قال: المقل (3) وفى هذه الرواية (وجئنا ببضاعة
مزجئة) قال: كانت المقل، وكانت بلادهم بلاد المقل، وهي البضاعة (4).
68 - عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: كتب يعقوب النبي إلى
يوسف: عن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر اما
بعد فأنا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا الينا، ابتلى جدي إبراهيم فالقى في النار،
ثم ابتلى أبى اسحق بالذبح، فكان لي ابن وكان قرة عيني، وكنت أسر به فابتليت

(1) البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 265. الصافي ج 1: 852.
(2) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195.
(3) أي المراد من البضاعة المقل. وهو الكندر الذي تدخن به اليهود وحبه يجعل
في الدواء، وصمغ شجرة.
(4) البرهان ج 2: 266. الصافي ج 1: 850 البحار ج 5: 195. وفيه بعد
نقل الحديث: بيان: قال البيضاوي مزجاة: رديئة أو قليلة ترد وتدفع رغبة عنها من ازحبيته:
إذا دفعته وقيل كانت دراهم زيوفا (وهو جمع الزائف: الردى المردود لغش فيه) وقيل صوفا
وسمنا وقيل صنوبر وحبة الخضراء وقيل: الاقط وسويق المقل (انتهى) وفى رواية أخرى
لعله عليه السلام قرأ (مزجاة) بتشديد الجيم أو (مزجية) بكسر الجيم وتشديد الياء ولم ينقل في
القراءة الشاذة غير المشهورة.
192

بان أكله الذئب، فذهب بصرى حزنا عليه من البكاء، وكان له أخ وكنت أسر
إليه بعده فأخذته في سرق، وانا أهل بيت لم نسرق قط ولا يعرف لنا السرق (1) فان
رأيت أن تمن على به فعلت، قال: فلما أوتى يوسف بالكتاب فتحه وقرأه، فصاح ثم
قام فدخل منزله فقرأ وبكى ثم غسل وجهه، ثم خرج إلى اخوته ثم عاد فقرأه فصاح
وبكى ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكي ثم غسل وجهه وعاد إلى اخوته فقال (هل علمتم
ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون) وأعطاهم قميصه وهو قميص إبراهيم وكان
يعقوب بالرملة (2) فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب (انى لأجد ريح يوسف
لولا أن تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم) (3)
69 - عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس رجل من ولد فاطمة
يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر للامام بإمامته، كما أقر ولد يعقوب ليوسف
حين قالوا (تالله لقد آثرك الله علينا) (4)
70 - عن أخي مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ولما فصلت العير) قال
وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر وهو بفلسطين (5)
71 - عن مفضل الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أتدري ما
كان قميص يوسف؟ قال: قلت لا قال: ان إبراهيم لما أوقدوا النار له أتاه جبرئيل
من ثياب الجنة فألبسه إياه، فلم يضره معه حر ولا برد، فلما حضر إبراهيم الموت
جعله في تميمة (6) وعلقه على اسحق وعلق اسحق على يعقوب فلما ولد ليعقوب
يوسف علقه عليه، وكان في عضده (7) حتى كان من أمره ما كان، فلما أخرج يوسف

(1) وفى نسخة البحار (ولا نعرف بالسرق).
(2) قال الحموي: الرملة واحدة الرمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد
خربت الان، وكانت رباطا للمسلمين.
(3) البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 266.
(4) البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 266.
(5) البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 266.
(6) التميمة: خزرة أو ما يشبهها كان الاعراب يضعونها على أولادهم للوقاية
من العين ودفع الأرواح.
(7) وفى رواية القمي في التفسير (في عنقه)
193

القميص من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله (اني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)
فهو ذلك القميص الذي أنزل من الجنة قلت: جعلت فداك فإلى من صار ذلك القميص؟ فقال
إلى: أهله ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره قد انتهى إلى محمد صلى الله عليه وآله (1).
72 - عن إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان
القميص الذي أنزل به على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة أو حديه، وكان إذا
لبس كان واسعا كبيرا، فلما فصلوا بالقميص ويعقوب بالرملة، قال يعقوب: (انى
لأجد ريح يوسف) عنى ريح الجنة حتى فصلوا بالقميص لأنه كان في الجنة (2).
73 - عن محمد بن إسماعيل بن بزيع رفعه باسناد له قال: ان يعقوب
وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال، وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف
بمصر، وهو القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة، فدفعه إبراهيم إلى اسحق
واسحق إلى يعقوب، ودفعه يعقوب إلى يوسف عليه السلام (3)
74 - عن نشيط بن صالح البجلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أكان اخوة
يوسف صلوات الله عليه أنبياء، قال: لا ولا بررة أتقياء، وكيف وهم يقولون لأبيهم
يعقوب: (تالله انك لفي ضلالك القديم) (4).
75 - عن سليمان بن عبد الله الطلحي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما حال بنى
يعقوب هل خرجوا من الايمان؟ فقال: نعم، قلت له: فما تقول في آدم؟ قال:
دع آدم (5).
76 - عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان بنى يعقوب بعد ما
صنعوا بيوسف أذنبوا فكانوا أنبياء؟! (6).

(1) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 178.
(2) البرهان ج 2: 266. البحار 5: 186.
(3) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 196. الصافي ج 1: 855.
(4) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 196. الصافي ج 1: 855.
(5) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 189. الصافي ج 1: 856.
(6) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195. وقال المجلسي رحمه الله: استفهام
على الانكار.
194

77 - عن نشيط عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته أكان ولد يعقوب
أنبياء؟ فقال: لا ولا بررة أتقياء، كيف يكون كذلك وهم يقولون ليعقوب (تالله انك
لفي ضلالك القديم) (1).
78 - عن مقرن (2) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كتب عزيز مصر إلى يعقوب اما بعد
فهذا ابنك يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة، واتخذته عبدا، وهذا ابنك
ابن يامين أخذته قد سرق واتخذته عبدا، قال: فما ورد على يعقوب شئ أشد
عليه من ذلك الكتاب، فقال للرسول: مكانك حتى أجيبه فكتب إليه يعقوب:
اما بعد فقد فهمت كتابك بأنك أخذت ابني بثمن بخس واتخذته عبدا، وانك اتخذت
ابني ابن يامين وقد سرق (3) فاتخذته عبدا، فانا أهل بيت لا نسرق ولكنا أهل
بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا إبراهيم بالنار فوقاه الله، وابتلى أبونا اسحق بالذبح
فوقاه الله، وانى قد ابتليت بذهاب بصرى وذهاب ابني، وعسى الله ان يأتيني بهم
جميعا، قال: فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال: يا حسن الصحبة
يا كريم المعونة يا خيرا كله ائتني بروح منك وفرج من عندك، قال: فهبط عليه
جبرئيل فقال ليعقوب: الا أعلمك دعوات يرد الله بها بصرك، ويرد عليك ابنك (4)
فقال: بلى، فقال: قل: يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته الا هو، يا من
سد الهواء بالسماء وكبس الأرض على الماء (5) واختار لنفسه أحسن الأسماء،
آتني بروح منك، وفرج من عندك. فما انفجر عمود الصبح حتى أتى بالقميص فطرح
على وجهه فرد الله عليه بصره ورد عليه ولده (6).

(1) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195.
(2) وفى نسخة البرهان (حمران) بدل (مقرن).
(3) وفى المحكى عن تفسير القمي (قد وجدت متاعي عنده) مكان (قد سرق).
(4) وفى نسخة (ابنيك) وفى أخرى (ولديك).
(5) قال الطريحي: في الدعاء) يا من كبس الأرض على الماء أي أدخلها فيه من
قولهم كبس رأسه في ثوبه: أخفاه وأدخله فيه أو جمعها فيه.
(6) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195.
195

79 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام عاد إلى الحديث الأول الذي قطعناه (1)
(قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا بقميصي هذا) الذي بلته دموع
عيني (فالقوه على وجه أبى يرتد بصيرا) لو قد شم بريحي (واتوني بأهلكم
أجمعين) وردهم إلى يعقوب في ذلك اليوم وجهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما
فصلت عيرهم من مصر، وجد يعقوب ريح يوسف، فقال لمن بحضرته من ولده: (انى
لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون) قال: وأقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا و
سرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذي أعطاه الله، والعز الذي صاروا إليه
في سلطان يوسف، وكان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة أيام، فلما
أن جاء البشير القى القميص على وجهه فارتد بصيرا وقال لهم: ما فعل ابن ياميل؟
قالوا أخلفناه عند أخيه صالحا، قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدة
الشكر، ورجع إليه بصره وتقوم له ظهره، وقال لولده: تحملوا إلى يوسف في
يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل (2)
فأحثوا السير فرحا وسرورا، فصاروا تسعة أيام إلى مصر. (3)
80 - عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله:
(سوف استغفر لكم ربى) فقال: أخرهم إلى السحر قال: يا رب إنما ذنبهم فيما بيني
وبينهم، أوحى الله انى قد غفرت لهم (4)
81 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (استغفر لكم ربى)
قال: أخره إلى السحر ليلة الجمعة (5)

(1) وهو ما تقدم تحت رقم 42 وقد أورد قطعة منه تحت رقم 65 أيضا.
(2) يظهر من هذا الخبر وبعض ما مر ويأتي من الاخبار ان أخي يوسف لم يكن
من أم يوسف بل من خالته وإنما دعاه أخا من أمه مجازا كما تجوز في قوله (ورفع أبويه)
وهو قول جماعة من المفسرين والمؤرخين كما قاله المجلسي رحمه الله وسيأتي تحت رقم 84
ما فيه التصريح على أنه لم يكن أخاه من أمه.
(3) البرهان ج 2: 267. البحار ج 5: 196.
(4) البرهان ج 2: 271. البحار 5: 196. الصافي ج 1: 855.
(5) البرهان ج 2: 271. البحار 5: 196. الصافي ج 1: 855.
196

82 - عن محمد بن سعيد الأزدي صاحب موسى بن محمد بن الرضا عن موسى
قال لأخيه: ان يحيى بن أكثم كتب إليه يسئله عن مسائل، فقال أخبرني عن قول
الله: (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا) أسجد يعقوب وولده ليوسف؟
قال: فسألت أخي عن ذلك، فقال: اما سجود يعقوب وولده ليوسف فشكرا لله،
لاجتماع شملهم ألا ترى انه يقول في شكر ذلك الوقت: (رب قد آتيتني من الملك و
علمتني من تأويل الأحاديث) الآية (1).
83 - عاد إلى الحديث الأول (2) عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: فساروا
تسعة أيام إلى مصر، فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه فقبله وبكى،
ورفعه ورفع خالته على سرير الملك، ثم دخل منزله فأدهن فاكتحل ولبس ثياب
العز والملك ثم خرج إليهم، فلما رأوه سجدوا جميعا له اعظاما له وشكرا لله، فعند
ذلك قال: (يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل) إلى قوله: (بيني وبين إخوتي) قال:
ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك، ولا
يمس النساء (3) حتى جمع الله ليعقوب شمله، جمع بينه وبين يعقوب واخوته (4).
84 - عن الحسن بن أسباط قال: سألت أبا الحسن في كم دخل يعقوب من ولده
على يوسف؟ قال: في أحد عشر ابنا له، فقيل له: أسباط، قال: نعم، وسألته عن يوسف
وأخيه أكان أخاه لأمه أم ابن خالته؟ فقال ابن خالته (5)
85 - عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (و
رفع أبويه على العرش) قال: العرش السرير، وفى قوله: (وخروا له سجدا) قال:
كان سجودهم ذلك عبادة لله. (6)

(1) البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 178.
(2) أي ما تقدم تحت رقم 42 وقطعة منه تحت رقم 65 و 79.
(3) قال الفيض رحمه الله: لعل المرار بنفي مسه النساء عدم مسهن للالتذاذ والشهوة
فلا ينافي ما سبق انه كان له ابن يلعب برمانة بين يديه حين خاصمه اخوه في أخيه فلعله
إنما مسهن لتثقيل الأرض بتسبيح الولد كما مضى في اعتذار أخيه في مثله.
(4) البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196.
(5) البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196.
(6) البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196.
197

86 - عن محمد بن بهروز عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: ان يعقوب قال ليوسف
حيث التقيا: أخبرني يا بنى كيف صنع بك؟ فقال له يوسف: انطلق بي، فاقعدت
على رأس الجب فقيل لي انزع القميص فقلت لهم: انى أسئلكم بوجه أبى الصديق
يعقوب لا تبدوا عورتي ولا تسلبوني قميصي، قال: فأخرج على فلان السكين،
فغشى على يعقوب فلما أفاق قال له يعقوب: حدثني كيف صنع بك؟ فقال له يوسف:
انى أطالب يا أبتاه لما كففت فكف (1).
87 - عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: كم عاش يعقوب مع
يوسف بمصر بعد ما جمع الله يعقوب شمله، وأراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة؟ قال: عاش
حولين، قلت: فمن كان يومئذ الحجة لله في الأرض يعقوب أم يوسف؟ فقال: كان
يعقوب الحجة وكان الملك ليوسف، فلما مات يعقوب حمل يوسف عظام يعقوب في
تابوت إلى ارض الشام، فدفنه في بيت المقدس ثم كان يوسف بن يعقوب الحجة. (2)
88 - عن إسحاق بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ان الله بعث إلى يوسف
وهو في السجن يا ابن يعقوب ما أسكنك مع الخطائين؟ قال: جرمي، قال: فاعترف
بجرمه. فأخرج فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله (3) فقال له: ادع
بهذا الدعاء يا كبير كل كبير يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا
عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير (عنيد خ) يا مغنى البائس الفقير يا
جابر العظم الكسير يا مطلق المكبل (4) الأسير أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تجعل
لي من أمري فرجا ومخرجا وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب، قال: فلما أصبح
دعاه الملك فخلى سبيله، وذلك قوله: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن) (5)

(1) البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196 و 190.
(2) البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196 و 190.
(3) هذا أيضا مما يحمل على التقية لما فيه من مخالفة المذهب وقد مر تفصيل الكلام
في ذلك ذيل حديث 18 فراجع.
(4) المكبل: المقيد بالكبل وهو القيد.
(5) البرهان ج 2: 272 البحار ج 5: 196
198

89 - عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله
جالس في أهل بيته إذا قال: أحب يوسف ان يستوثق لنفسه، قال: فقيل بماذا يا
رسول الله؟ قال لما عزل له عزيز مصر عن مصر لبس ثوبين جديدين أو قال: نظيفين،
وخرج إلى فلاة من الأرض، (1) فصلى ركعات فلما فرغ رفع يده إلى السماء فقال:
(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت
وليي في الدنيا والآخرة) قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له: يا يوسف ما حاجتك؟
فقال: رب (توفني مسلما والحقني بالصالحين) فقال أبو عبد الله عليه السلام: خشي الفتن (2).
90 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم
مشركون) قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك (3).
91 - عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام (وما يؤمن أكثرهم بالله الا
وهم مشركون) قال: كانوا يقولون: نمطر نبؤ كذا ونبؤ كذا [لاعطى] (4) ومنهم
انهم كانوا يأتون الكهان فيصدقونهم بما يقولون (5)
92 - عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: شرك لا يبلغ به الكفر (6)
93 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: شرك طاعة، قال الرجل لا والله وفلان ولولا
الله لوكلت فلان والمعصية منه (7)
94 - أبو بصير عن أبي إسحاق قال: هو قول الرجل لولا الله وأنت ما فعل بي كذا و
كذا ولولا الله وأنت ما صرف عنى كذا وكذا، وأشباه ذلك (8)
95 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال شرك طاعة وليس بشرك عبادة والمعاصي
التي تركبون مما أوجب الله عليها النار شرك طاعة أطاعوا الشيطان وأشركوا بالله
في طاعته، ولم يكن بشرك عبادة، فيعبدون مع الله غيره (9).

(1) لفلاة: القفر. الصحراء الواسعة لا ماء فيها.
(2) البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196.
(3) البرهان ج 1: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافي ج 1: 860.
(4) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار.
(5) البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.
(6) البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.
(7) البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.
(8) البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.
(9) البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.
199

96 - عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وما يؤمن أكثرهم بالله الا
وهم مشركون) قال: هو الرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان لأصبت كذا
وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، الا ترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه و
يدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لولا أن الله من على بفلان لهلكت؟ قال: نعم لا
بأس بهذا (1).
97 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام قالوا:
سألناهما، فقالا: شرك النعم (2).
98 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة في المعاصي
التي يرتكبون فهي شرك طاعة، أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا في الله في الطاعة
غيره، وليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله (3).
99 - عن إسماعيل الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله
على بصيرة أنا ومن اتبعني) قال: فقال: علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة، والا فلا أصابني
شفاعة محمد عليه وآله السلام (4)
100 - عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الثاني قال: قلت: جعلت فداك انهم يقولون
في الحداثة (في حداثة سنك خ ل) قال ليس شئ يقولون، ان الله تعالى يقول (قل هذه سبيلي
أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) فوالله ما كان تبعه الا على وهو ابن تسع
سنين (5) [ومضى أبى الا] وانا ابن تسع سنين، فما عسى أن يقولوا قال: ثم كانت
امارات فيها وقبلها أقوام، الطريقان في العاقبة سواء، الظاهر مختلف، هو رأس اليقين
ان الله يقول في كتابه: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) إلى قوله (ويسلموا

(1) البرهان ج 2: 274 البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافي ج 1: 860.
(2) البرهان ج 2: 274 البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافي ج 1: 860.
(3) البرهان ج 2: 274 البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافي ج 1: 860.
(4) البرهان ج 2: 275. البحار ج 9: 94.
(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان ورواية الكليني والصدوق قدس سرهما
لكن في الأصل (سبع) بدل (تسع) في الموضعين.
200

تسليما) (1)
101 - عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قوله: (قل هذه سبيلي) إلى (أنا
ومن اتبعني) قال: على، وزاد قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى والأوصياء من بعدهما (2)
102 - عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله تعالى (حتى إذا
استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا) مخففة قال: ظنت الرسل ان الشياطين تمثل
لهم على صورة الملائكة (3).
103 - عن ابن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وكلهم الله إلى أنفسهم أقل من طرفة
عين (4).
104 - عن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب
وما كانوا الامن الذين وكلهم الله إلى أنفسهم ليمن عليهم (5).
105 - عن محمد بن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما علم رسول الله ان جبرئيل من
عند الله الا بالتوفيق (6).
106 - عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام كيف لم يخف رسول الله صلى الله عليه وآله فيما يأتيه
من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان قال: فقال: ان الله إذا اتخذ عبدا
رسولا أنزل عليه السكينة والوقار، فكان [الذي] يأتيه من قبل الله مثل الذي
يراه بعينه (7).

(1) البرهان ج 2: 275. البحار ج 9: 94.
(2) البرهان ج 2: 275. البحار ج 9: 94.
(3) البرهان ج 2: 276. البحار ج 6: 361. الصافي ج 1: 861.
(4) البرهان ج 2: 276. البحار ج 6: 361. الصافي ج 1: 861.
(5) البرهان ج 2: 276.
(6) البرهان ج 2: 276. البحار ج 6: 360. وفى نسخة البرهان (الا يأتي
هو (بدل) الا بالتوفيق).
(7) البحار ج 6: 361. البرهان ج 2: 276.
201

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة الرعد
1 - عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من أكثر قراءة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا وإن كان ناصبيا، [فإنه لا يكون] (1)
أشر من الناصب وإن كان مؤمنا أدخله الله الجنة بغير حساب ويشفع في جميع من يعرف
من أهل بيته واخوانه من المؤمنين (2).
2 - عن أبي لبيد المخزومي عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا بالبيد ان في حروف
القرآن لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل: ألم ذلك الكتاب فقام محمد صلى الله عليه وآله حتى ظهر
نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الألف السابع مأة سنة وثلث سنين ثم قال:
وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف
مقطعة حرف تنقضي أيامه الا وقائم، من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد،
واللام ثلاثون، والميم أربعون والصاد ستون (3) فذلك مأة واحدى وثلاثون (4) ثم
كان بدو خروج الحسين بن علي عليه السلام آلم الله، فلما بلغت مدته قام قائم من ولد العباس

(1) الزيادة ليست في نسخة الصافي وكذا في رواية الصدوق رحمه الله
(2) البرهان ج 2: 277. البحار ج 19: 70.
(3) وفى بعض النسخ (تسعون)
(4) وفى بعض النسخ (ستون) وقد مر تفصيل الكلام في اختلاف النسخ في هذه
الرواية ونظائرها مما وردت في الحروف المقطعة في أول هذا الجزء فراجع.
202

عند المص، ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر (1) فافهم ذلك وعه واكتمه (2).
3 - عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أخبرني عن قول
الله (والسماء ذات الحبك) قال: محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه فقلت:
كيف يكون محبوكة إلى الأرض وهو يقول: (رفع السماوات بغير عمد ترونها)؟
فقال: سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها؟ فقلت: بلى، فقال: فثم عمد ولكن
لا ترى، فقلت: كيف ذاك فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها، فقال: هذه
الأرض الدنيا والسماء الدنيا عليها قبة (3).
4 - عن الخطاب الأعور رفعه إلى أهل العلم والفقه من آل محمد عليه وآله
السلام، قال: (في الأرض قطع متجاورات) يعنى هذه الأرض الطيبة تجاورها هذه المالحة
وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم (4).
5 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين
عليه السلام: فينا نزلت هذه الآية (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أنا المنذر وأنت الهادي يا علي [فمنا الهادي والنجاة والسعادة إلى يوم القيمة] (5)
6 - عن عبد الرحيم القصير قال: كنت يوما من الأيام عند أبي جعفر عليه السلام فقال:
يا عبد الرحيم قلت: لبيك، قال: قول الله (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) إذ قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: انا المنذر وعلى الهاد ومن الهاد اليوم؟ قال: فسكت طويلا ثم رفعت
رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك، فأنت
جعلت فداك الهاد، قال: صدقت يا عبد الرحيم، ان القرآن حي لا يموت، والآية حية
لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام ماتوا فمات القرآن، ولكن هي جارية
في الباقين كما جرت في الماضين، وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله عليه السلام ان القرآن

(1) وفى بعض النسخ (المر)
(2) البرهان ج 2: 277. البحار ج 19: 94.
(3) البرهان ج 2: 278. البحار ج 14: 302 الصافي ج 1: 863 - 864
(4) البرهان ج 2: 278. البحار ج 14: 302 الصافي ج 1: 863 - 864
(5) البرهان ج 2: 281. البحار ج 9: 76.
203

حي لم يمت، وانه يجرى ما يجرى الليل والنهار، وكما تجرى الشمس والقمر، و
يجرى على آخرنا كما يجرى على أولنا (1).
7 - عن حنان بن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله تبارك
وتعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المنذر وعلى
الهاد، وكل امام هاد للقرن الذي هو فيه (2).
8 - عن يزيد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (إنما أنت منذر ولكل قوم
هاد) فقال: قال رسول الله عليه وآله السلام: أنا المنذر وفى كل زمان امام منا يهديهم إلى ما
جاء به نبي الله صلى الله عليه وآله، والهداة من بعده على، ثم الأوصياء من بعده واحد بعد واحد،
اما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة، رسول الله المنذر، وبعلى يهتدى
المهتدون (3).
9 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي عليه وآله السلام: انا المنذر
وعلى الهادي إلى أمري (4).
10 - عن حريز رفعه إلى أحدهما عليه السلام في قول الله (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما
تغيض الأرحام وما تزداد) قال: الغيض: كل حمل دون تسعة أشهر، وما تزداد: كل
شئ يزداد على تسعة أشهر، وكلما رأت الدم في حملها من الحيض يزداد بعدد
الأيام التي رأت في حملها من الدم (5)
11 - عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام في قوله: (ما تحمل كل
أنثى) يعنى الذكر والأنثى (وما تغيض الأرحام) قال: الغيض ما كان أقل من الحمل
وما تزداد: ما زاد على الحمل، فهو مكان ما رأت من الدم في حملها (6))
12 - محمد بن مسلم وحمران وزرارة عنهما قال. ما تحمل كل أنثى أو ذكر،

(1) البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76.
(2) البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. اثبات الهداة ج 3: 51 و 548.
(3) البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. اثبات الهداة ج 3: 51 و 548.
(4) البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. اثبات الهداة ج 3: 51 و 548.
(5) البرهان ج 2: 282 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 865.
(6) البرهان ج 2: 282 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 865.
204

(وما تغيض الأرحام) قال: ما لم يكن حملا وما تزداد من أنثى أو ذكر (1)
13 - عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (يعلم ما
تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام)؟ قال: ما لم يكن حملا (وما تزداد) قال:
الذكر والأنثى جميعا (2)
14 - عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (يعلم ما تحمل كل اثنى)
قال: الذكر والأنثى (وما تغيض الأرحام) قال: ما كان دون التسعة فهو غيض، (وما
تزداد) قال: ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الأشهر، ان كانت رأت الدم
خمسة أيام أو أقل أو أكثر زاد ذلك على التسعة الأشهر (3).
15 - عن بريد العجلي قال: سمعني أبو عبد الله عليه السلام وانا أقرأ (له معقبات
من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) فقال: مه وكيف يكون المعقبات
من بين يديه؟ إنما يكون المعقبات من خلفه [إنما أنزلها الله له رقيب من بين
يديه ومعقبات من خلفه] يحفظونه بأمر الله (4).
16 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (يحفظونه من أمر الله)
قال: بأمر الله، ثم قال: ما من عبد الا ومعه ملكان يحفظانه فإذا جاء الامر من عند
الله خليا بينه وبين أمر الله (5).
17 - عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام: قال في هذه الآية (له معقبات
من بين يديه) الآية قال: من المقدمات المؤخرات، المعقبات الباقيات الصالحات (6)
18 - عن سليمان بن عبد الله قال: كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام قاعدا
فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى
من خلف ذلك، ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال (ان الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم) فرجع وجهها فقال: احذري ان تفعلين كما فعلت، قالوا: يا
ابن رسول الله وما فعلت؟ فقال: ذلك مستور الا أن تتكلم به، فسألوها فقالت:

(1) البرهان ج 2: 282 - 283. البحار ج 2: 131: الصافي ج 1: 865
(2) البرهان ج 2: 282 - 283. البحار ج 2: 131: الصافي ج 1: 865
(3) البرهان ج 2: 282 - 283. البحار ج 2: 131: الصافي ج 1: 865
(4) البرهان ج 2: 283.
(5) البرهان ج 2: 283.
(6) البرهان ج 2: 283.
205

كانت لي ضرة (1) فقمت اصلى فظننت أن زوجي معها، فالتفت إليها فرأيتها
قاعدة وليس هو معها، فرجع وجهها (2) على ما كان (3)
19 - عن أبي عمرو المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أبى كان يقول:
ان الله قضى قضاءا حتما لا ينعم على عبده بنعمة فسلبها إياه قبل أن يحدث العبد ذنبا
يستوجب (4) بذلك الذنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله (ان الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم) (5)
20 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: (ان الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له) فصار
الامر إلى الله تعالى (6)
21 - عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه عليه السلام في كتاب له: جعلت
فداك يا سيدي علم مولاك مالا يقبل لقائله دعوة، وما لا يؤخر لفاعله دعوة، وما حد
الاستغفار الذي وعد عليه نوح والاستغفار الذي لا يعذب قائله؟ وكيف يلفظ بهما، و
معنى قوله: (ومن يتق الله ومن يتوكل على الله) وقوله: (ومن اتبع هداي) ومن (من اعرض
عن ذكرى) و (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وكيف تغير القوم ما بأنفسهم
فكتب صلوات الله عليه كافاكم الله عنى بتضعيف الثواب والجزاء الحسن الجميل،
وعليكم جميعا السلام ورحمة الله وبركاته، الاستغفار الف، والتوكل من توكل على
الله فهو حسبه، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، واما قوله:
(ومن اتبع هداي) أي من قال بالإمامة (7) واتبع أمرهم بحسن طاعتهم، واما التغير

(1) ضرة المرأة: امرأة زوجها. وبالفارسية (هوو).
(2) وفى نسخة (وجهي) فالمعنى كما رأيتموني من صيرورة وجهي على القفا و
على ما اخترناه فهو تفريع على قوله عليه السلام: ثم عصر وجهها.
(3) البرهان ج 2: 284. البحار ج 11: 242. اثبات الهداة ج 5: 550.
(4) وفى نسخة البرهان (ما يستوجب)
(5) البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. الصافي ج 5: 866.
(6) البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. الصافي ج 5: 866.
(7) وفى نسخة البرهان (بالأئمة).
206

فإنه لا يسئ إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم، وارتكابهم ما نهى عنه وكتب
بخطه (1).
22 - عن يونس بن عبد الرحمن ان داود قال: كنا عنده فارتعدت السماء
فقال هو: سبحان من يسبح له الرعد بحمده والملائكة من خيفته، فقال له أبو بصير:
جعلت فداك ان للرعد كلاما؟ فقال: يا أبا محمد سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك (2).
23 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرعد أي شئ
يقول؟ قال: انه بمنزلة الرجل يكون في الإبل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك،
قلت فما البرق؟ قال لي: تلك من مخاريق الملائكة (3) تضرب السحاب [فتسوقه]
إلى الموضع الذي قضى الله فيه المطر (4).
24 - عن عبد الله بن ميمون القداح قال: سمعت زيد بن علي يقول يا معشر
من يحبنا لا ينصرنا (5) من الناس أحد، فان الناس لو يستطيعوا أن يحبونا
لأحبونا والله لأحبتنا أشد خزانة من الذهب والفضة، ان الله خلق ما هو خالق ثم جعلهم
أظلة، ثم تلا هذه الآية (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها) الآية،
ثم اخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا، فلا ينقص منها واحد، ولا يزداد فينا واحد (6)
25 - عن عقبة بن خالد قال: دخلت على أبى عبد الله فاذن لي وليس هو في
مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه، وليس عليه جلباب فلما نظر

(1) البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108.
(2) البرهان ج 2: 285. البحار ج 14: 277.
(3) قال الطريحي: في الحديث: البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق، و
هو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا يعنى البرق آلة تزجر الملائكة
بها السحاب وتسوقه.
(4) البرهان ج 2: 285: البحار ج 14: 277.
(5) وفى نسخة البرهان (ألا ينصرنا).
(6) البرهان ج 2: 286.
207

الينا قال: أحب لقائكم، ثم جلس ثم قال: أنتم أولوا الألباب في كتاب الله، قال الله
(إنما يتذكر أولوا الألباب) (1).
26 - عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة،
قال الله: (إنما يتذكر أولوا الألباب) (2)
27 - عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: الرحم معلقة بالعرش،
تقول: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني وهي رحم آل محمد ورحم كل مؤمن
وهو قول الله: (والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل) (3).
28 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بر الوالدين
وصلة الرحم يهون الحساب ثم تلا هذه الآية (والذين يصلون ما امر الله به أن يوصل
ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) (4)
29 - عن محمد بن الفضل قال: سمعت العبد الصالح يقول (والذين يصلون ما أمر
الله به أن يوصل) قال: هو رحم آل محمد معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني و
اقطع من قطعني وهي تجرى في كل رحم (5)
30 - عن عمر بن مريم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (الذين يصلون
ما أمر الله به ان يوصل) قال من ذلك صلة الرحم، وغاية تأويلها صلتك إيانا (6)
31 - عن صفوان بن مهران الجمال قال: وقع بين عبد الله بن الحسن (7) و

(1) البرهان ج 2: 287. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 870
(2) البرهان ج 2: 287.
(3) البرهان ج 2: 288 - 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1 871.
(4) البرهان ج 2: 288 - 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1 871.
(5) البرهان ج 2: 288 - 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1 871.
(6) البرهان ج 2: 288 - 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1 871.
(7) هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام الملقب بالمحض،
وإنما سمى المحض لان أباه الحسن بن الحسن وأمه فاطمة بنت الحسين عليه السلام وكان يشبه رسول
الله صلى الله عليه وآله وكان شيخ بني هاشم في زمانه، ويتولى صدقات أمير المؤمنين عليه السلام بعد أبيه
الحسن ويظهر من بعض الأخبار انه ادعى الإمامة وكيف كان فقد ورد في ذمه روايات فراجع
تنقيح المقال وغيره ان شئت تفصيل الكلام فيه.
208

بين أبى عبد الله عليه السلام كلام حتى ارتفعت أصواتهما واجتمع الناس ثم افترقا تلك العشية
فلما أصبحت غدوت في حاجة لي فإذا أبو عبد الله على باب عبد الله بن الحسن،
وهو يقول: قولي يا جارية لأبي محمد هذا أبو عبد الله بالباب فخرج عبد الله بن الحسن وهو
يقول: يا أبا عبد الله ما بكر بك؟ قال: انى مررت البارحة بآية من كتاب الله فأقلقني قال:
وما هي؟ قال: قوله عز وجل: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم
ويخافون سوء الحساب) قال: فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبد الله بن الحسن: صدقت
والله يا با عبد الله كأني لم اقرأ هذه الآية قط كأني لم يمر بي هذه الآية قط [كتب الينا] (1)
32 - الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد عن
سالمة مولاة أم ولد كانت لأبي عبد الله قالت: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام حين حضرته
الوفاة فأغمي عليه فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن الحسين وهو الأفطس
سبعين دينارا، قلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة (2) قال: ويحك اما تقرئين
القرآن؟ قلت: بلى قال: اما سمعت قول الله تبارك وتعالى (الذين يصلون ما أمر الله به
أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)
33 - قال: وقال (يصلون ما أمر الله به أن يوصل) فقال هو صلة الامام (3)
34 - عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن
قوله تعالى: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) قال: هو صلة الامام في كل سنة بما
قل أو كثر، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: وما أريد بذلك الا تزكيتكم (2).
35 - عن سماعة قال: سألته عن قول الله: (الذين يصلون ما أمر الله به أن
يوصل) فقال: هو ما افترض الله في المال غير الزكاة، ومن أدى ما فرض الله عليه
فقد قضى ما عليه (5).

(1) البرهان ج 2: 289. البحار ج 14 (ج 4): 28.
(2) الشفرة: السكين العظيم.
(3) البرهان ج 2: 289.
(4) البرهان ج 2: 289. البحار ج 20: 56.
(5) البرهان ج 2: 289.
209

36 - عن سماعة قال: ان الله فرض للفقراء من أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون
بأدائها وهي الزكاة، بها حقنوا دمائهم، وبها سموا مسلمين، ولكن الله فرض في
الأموال حقوقا غير الزكاة، ومما فرض الله في المال غير الزكاة قوله: (الذين يصلون
ما امر الله به أن يوصل) ومن أدى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه وادى شكر ما أنعم
الله عليه من ماله، إذا هو حمده على ما أنعم عليه، بما فضله به من السعة على غيره، و
لما وفقه لأداء ما افترض الله وأعانه عليه (1).
37 - عن أبي إسحاق قال: سمعته يقول: في (سوء الحساب) لا يقبل حسناتهم
ويؤخذون بسيئاتهم (2).
38 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (يخافون سوء الحساب)
قال: يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء (3).
39 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله في قوله (ويخافون سوء الحساب) قال
الاستقصاء والمداقة، وقال: يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات (4).
40 - عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لرجل: يا فلان مالك و
لأخيك؟ قال: جعلت فداك كان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي، قال أبو عبد الله عليه السلام:
أخبرني عن قول الله: (ويخافون سوء الحساب) أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو
يظلمهم؟ لا والله خافوا الاستقصاء والمداقة (5).
41 - قال محمد بن عيسى: وبهذا الاسناد ان أبا عبد الله عليه السلام قال لرجل شكاه
بعض اخوانه: ما لأخيك فلان يشكوك؟ فقال: أيشكوني ان استقصيت حقي!
قال: فجلس مغضبا ثم قال: كأنك إذا استقصيت لم تسئ أرأيت ما حكى الله تبارك
وتعالى: (ويخافون سوء الحساب) أخافوا أن يجور عليهم الله لا والله ما خافوا الا
الاستقصاء، فسماه الله سوء الحساب، فمن استقصى فقد أساء (6).
41 - عن الحسين بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن صلة الرحم

(1) البرهان ج 2: 289.
(2) البرهان ج 2: 289.
(3) البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871.
(4) البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871.
(5) البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871.
(6) البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871.
210

تزكى الاعمال وتنمى الأموال وتيسر الحساب، وتدفع البلوى وتزيد في الاعمار (1).
42 - عن الحسن بن المجبوب عن أبي ولاد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
جعلت فداك ان رجلا من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلاة، قد ابتلى بحب اللهو و
هو يسمع الغنا، فقال: أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أو من صوم أو من عيادة مريض
أو حضور جنازة أو زيارة أخ؟ قال: قلت: لا ليس يمنعه ذلك من شئ من الخير والبر
قال: فقال: هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك انشاء الله، ثم قال: ان طائفة من
الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات أعني لكم الحلال ليس الحرام، قال:
فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم، قال: فألقى الله في همم أولئك
الملائكة اللذات والشهوات كي لا يعيبون المؤمنين. قال: فلما أحسوا ذلك من هممهم
عجوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربنا عفوك عفوك، ردنا إلى ما خلقتنا له، وأجبرتنا عليه،
فانا نخاف ان نصير في امر مريج (2) قال: فنزع الله ذلك من هممهم قال: فإذا كان يوم
القيمة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنة فيؤذن لهم فيدخلون
عليهم فيسلمون عليهم، ويقولون لهم: (سلام عليكم بما صبرتم) في الدنيا عن اللذات
والشهوات الحلال (3).
43 - عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام (سلام عليكم بما صبرتم)
على الفقر في الدنيا (فنعم عقبى الدار) قال: يعنى الشهداء (4).
44 - عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: (الا بذكر الله تطمئن
القلوب) فقال: بمحمد عليه وآله السلام تطمئن القلوب وهو ذكر الله وحجابه (5).
45 - عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن آبائه
قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس ذات يوم إذ دخلت عليه أم أيمن في ملحفتها (6)

(1) البرهان ج 2: 290.
(2) امر مريج: مختلط أو ملتبس.
(3) البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 291.
(4) البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 291.
(5) البرهان ج 2: 291.
(6) الملحفة: اللباس فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه.
211

شئ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم أيمن أي شئ في ملحفتك؟ فقالت يا رسول
الله فلانة بنت فلانة أملكوها (1) فنثروا عليها فأخذت من نثارها شيئا ثم إن أم
أيمن بكت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك؟ فقالت فاطمة زوجتها فلم ينثر عليها شيئا
فقال لها رسول الله: لا تبكين فوالذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، لقد شهد أملاك فاطمة
جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في ألوف من الملائكة ولقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم
من حللها وسندسها وإستبرقها ودرها وزمردها وياقوتها وعطرها فاخذوا منه حتى
ما دروا ما يصنعون به، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة، فهي في دار علي بن أبي طالب (2)
46 - عن أبان بن تغلب قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة، قال:
فعاتبته على ذلك عايشة، فقالت: يا رسول الله انك لتكثر تقبيل فاطمة؟ فقال لها: ويلك
لما أن عرج بي إلى السماء مر بي جبرئيل على شجرة طوبى، فناولني من ثمرها فأكلتها،
فحول الله ذلك إلى ظهري، فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة
عليهما السلام، فما قبلت فاطمة الا وجدت رائحة شجرة طوبى منها (3).
47 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: طوبى هي شجرة يخرج من جنة عدن
غرسها ربنا بيده (4)
48 - عن أبي قتيبة تميم بن ثابت عن ابن سيرين في قوله: (طوبى لهم
وحسن مآب) قال: طوبى شجرة في الجنة أصلها في حجرة على وليس في
الجنة حجرة الا فيها غصن من أغصانها (5).
49 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: ان المؤمن إذا لقى أخاه

(1) أملك امرأة: تزوجها.
(2) البحار ج 3: 331 - 332. البرهان ج 2: 292.
(3) البحار ج 3: 331 - 332. البرهان ج 2: 292.
(4) البحار ج 3: 332. البرهان ج 2: 293. وفيه هكذا (طوبى شجرة في
الجنة قد غرسها ربنا بيده)
(5) البرهان ج 2: 293. البحار ج 3: 332.
212

فصافحا (1) لم تزل الذنوب تتحات عنهما (2) ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر،
فإذا افترقا قال ملكاهما: جزاكما الله خيرا عن أنفسكما، فان التزم كل واحد
منهما صاحبه ناداهما مناد: طوبى لكما وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها
في دار أمير المؤمنين، وفرعها في منازل أهل الجنة، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان
أبشرا يا ولي الله بكرامة الله والجنة من ورائكما (3).
50 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
ان لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاة العهد،
وقلة العجز والبخل، وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء، وقلة المواطاة للنساء، وبذل
المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم، واتباع العلم فيما يقرب إلى الله زلفى لهم وطوبى
لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله صلى الله عليه وآله، فليس من مؤمن
الا وفى داره غصن من أغصانها لا ينوى في قلبه شيئا الا أتاه ذلك الغصن، ولو أن راكبا
مجدا سار في ظلها مأة عام ما خرج منها، ولو أن غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها
حتى يبياض (4) هرما، الا ففي هذا فارغبوا، ان للمؤمن في نفسه شغلا والناس منه في
راحة، إذا جن عليه الليل فرش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجى الذي خلقه في
فكاك رقبته، الا فهكذا فكونوا (5).
51 - عن معاوية بن وهب قال: سمعته يقول: الحمد لله الذي قدح عنه (عند
خ ل) آل عمر (6) [فقال:] كان في بيت حفصة ويأتيه الناس وفودا فلا يعاب ذلك
عليهم، ولا يقبح عليهم، وان أقواما يأتونا صلة لرسول الله صلى الله عليه وآله فيأتونا خائفين مستخفين

(1) وفى البرهان (وتصافحا).
(2) تحات الورق عن الشجر: تناثر.
(3) البرهان ج 2: 293. البحار ج 15 (ج 4): 255.
(4) وفى نسخة البرهان كرواية الأمالي (يسقط) بدل (يبياض).
(5) البحار ج 15 [ج 2]: 95: البرهان ج 2: 293.
(6) وفى البحار (نافع عبد عمر).
213

يعاب ذلك، ويقبح عليهم، ولقد قال الله في كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا
لهم أزواجا وذرية) فما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله الا كأحد أولئك، جعل الله له أزواجا
وجعل له ذرية، ثم لم يسلم مع أحد من الأنبياء من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله من أهل
بيته، أكرم الله بذلك رسوله صلى الله عليه وآله (1).
52 - عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أتى الله أحدا من المرسلين
شيئا الا وقد أتاه محمدا صلى الله عليه وآله، وقد أتى الله محمدا كما أتى المرسلين من قبله (2) ثم تلا هذه
الآية: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) (3).
53 - عن علي بن عمر بن أبان الكلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اشهد على
أبى انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين ان يغبط أو يرى ما تقر به عينه الا ان يبلغ
نفسه هذه، واهوى إلى حلقه قال الله في كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا
لهم أزواجا وذرية) فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله. (4).
54 - عن المفضل بن صالح عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الله
الخلق قسمين فألقى قسما وامسك قسما، ثم قسم ذلك القسم على ثلاثة أثلاث فالقى
ثلثين وامسك ثلثا، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بنى عبد المطلب
ثم اختار من بنى عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وآله، فنحن ذريته، فان قلت للناس لرسول الله
(5) ذرية جحدوا ولقد قال الله (ولقد أرسلنا من قبلك رسلا وجعلنا لهم أزواجا وذرية)
فنحن ذريته قال: فقلت: انا أشهد انكم ذريته، ثم قلت له: ادع الله لي جعلت فداك
ان يجعلني معك في الدنيا والآخرة، فدعا لي ذلك قال: وقبلت باطن يده (6).
55 - وفى رواية شعيب عنه أنه قال: نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، والله ما ادرى على

(1) البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 297. الصافي ج 1: 877.
(2) وفى البحار (وقد اتاه ما لم يؤت المرسلين من قبله).
(3) البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 279.
(4) البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 279.
(5) وفى نسخة البحار (فان قال الناس لم يكن لرسول الله اه).
(6) البرهان ج 2: 297.
214

ما يعادوننا الا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
56 - عن علي بن عبد الله بن مروان، عن أيوب بن نوح، قال: قال لي أبو الحسن
العسكري عليه السلام وانا واقف بين يديه بالمدينة ابتداءا من غير مسألة: يا أيوب انه ما نبأ
الله من نبي الا بعد أن يأخذ عليه ثلث خصال: شهادة ان لا إله إلا الله، وخلع الأنداد
من دون الله، وان لله المشية يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، اما انه إذا جرى الاختلاف
بينهم لم يزل الاختلاف بينهم إلى أن يقوم صاحب هذا الامر (2).
57 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله نبيا حتى يأخذ
عليه ثلث خلال: الاقرار لله بالعبودية، وخلع الأنداد، وان الله يقدم ما يشاء ويؤخر
ما يشاء (3).
58 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر فقال:
ينزل فيها الملائكة والكتبة [إلى السماء الدنيا] فيكتبون ما يكون من امر السنة و
ما يصيب العباد،، وأمر عنده موقوف له فيه المشية، فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما
يشاء ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب (4).
59 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: لولا
آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون (5) إلى يوم القيمة، فقلت له: أية آية؟ قال:
قول الله (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (6).
60 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (يمحو الله ما يشاء
ويثبت وعنده أم الكتاب) قال: هل يثبت الا ما لم يكن، وهل يمحو الا ما كان (7).
61 - عن الفضيل بن يسار (8) عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله لم يدع شيئا

(1) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 234.
(2) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138 - 136 - 134.
(3) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138 - 136 - 134.
(4) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138 - 136 - 134.
(5) وفى البرهان (بما كان وبما يكون).
(6) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.
(7) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.
(8) وفى نسخة البحار (الفضل بن بشار) لكنه مصحف.
215

كان أو يكون الا كتبه في كتاب فهو موضوع بين يديه ينظر إليه، فما شاء منه
قدم وما شاء منه أخر، وما شاء منه محا، وما شاء منه كان، وما لم يشأ لم
يكن (1).
62 - عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام (يمحو الله ما يشاء ويثبت
وعنده أم الكتاب) فقال: يا حمران انه إذا كان ليلة القدر ونزلت الملائكة
الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر، فإذا أراد الله ان
يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص منه أو يزيد امر الملك فمحا ما يشاء ثم أثبت الذي
أراد قال: فقلت له عند ذلك: فكل شئ يكون فهو عند الله في كتاب؟ قال: نعم،
قلت: فيكون كذا وكذا ثم كذا وكذا حتى ينتهى إلى آخره قال: نعم، قلت: فأي شئ
يكون بيده [بعده]؟ قال: سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما شاء تبارك وتعالى (2).
63 - عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: العلم علمان علم علمه
ملائكته ورسله وأنبيائه وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد يحدث فيه ما يشاء (3).
64 - عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله كتب كتابا فيه
ما كان وما هو كائن، فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم وما شاء منه اخر، وما شاء
منه محا، وما شاء منه أثبت، وما شاء منه كان، وما لم يشأ منه لم يكن (4).

(1) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.
(2) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.
(3) البرهان ج 2: 299. والبحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878. وقال الفيض رحمه الله في
بيانه ما لفظه أقول: وربما يعلم نادرا من علمه المخزون بعض رسله كما جاءت به الاخبار
وبه يحصل التوفيق بين هذا الحديث والذي قبله (انتهى)
وقال بعض ينبغي ان يحمل على ذلك ما ورد في الأحاديث من البداء لا على المعنى
المتبادر منه ابتداءا لان الله لا يندم على شئ ولا يظهر له شئ بعد الخفاء فما يمحوه يمحوه
قبل ان يعلم به أحدا.
(4) البرهان ج 2: 299 - 300. البحار ج 2: 139
216

65 - عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من الأمور أمور محتومة
كائنة لا محالة، ومن الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدم فيها ما يشاء ويمحو ما يشاء
، ويثبت منها ما يشاء لم يطلع على ذلك أحدا يعنى الموقوفة، فاما ما جاءت به
الرسل فهي كائنة لا يكذب نفسه ولا نبيه ولا ملائكته (1).
66 - عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر عليه السلام وأبو عبد الله عليه السلام:
يا با حمزة ان حدثناك بأمر انه يجئ من هيهنا فجاء من هاهنا فان الله يصنع ما يشاء،
وان حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدا بخلافه، فان الله يمحو ما يشاء و
يثبت. (2)
67 - عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول: العلم علمان فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلم
علمه ملائكته ورسله وأنبيائه فاما علم ملائكته (3) فإنه سيكون لا يكذب نفسه ولا
ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدم فيه ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء
ويثبت ما يشاء (4).
68 - عن عمرو بن الحمق قال: دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام حين ضرب
على قرنه، فقال لي: يا عمرو انى مفارقكم، ثم قال: سنة [إلى] السبعين فيها بلاء
قالها ثلثا، فقلت: فهل بعد البلاء رخاء؟ فلم يجبني وأغمي عليه، فبكت أم كلثوم
فأفاق فقال: يا أم كلثوم لا تؤذيني فإنك لو قد ترين ما أرى لم تبكى، ان الملائكة
في السماوات السبع بعضهم خلف بعضهم، والنبيون خلفهم، وهذا محمد صلى الله عليه وآله اخذ
بيدي ويقول: انطلق يا علي فما امامك خير لك مما أنت فيه، فقلت: بأبى وأمي
قلت لي: إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء؟ فقال: نعم يا عمرو، وان بعد البلاء
رخاء، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (5)

(1) البرهان ج 2: 299 - 300. البحار ج 2: 139.
(2) البرهان ج 2: 299 - 300. البحار ج 2: 139.
(3) والظاهر كما في رواية المحاسن (فاما ما علم ملائكته).
(4) البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.
(5) البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.
217

69 - قال أبو حمزة: فقلت لأبي جعفر: ان عليا كان يقول إلى السبعين بلاء
وبعد السبعين رخاء وقد مضت السبعون ولم يروا رخاءا؟ فقال لي أبو جعفر: يا
ثابت ان الله كان قد وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه
اشتد غضب الله على أهل الأرض، فاخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم
الحديث، وكشفتم قناع الستر فأخره الله ولم يجعل لذلك عندنا وقتا ثم قال يمحو
الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (1)
70 - عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله إذا أراد فناء قوم
أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان فإذا أراد الله
بقاء قوم امر الفلك فأبطأ الدور بهم فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فان
الله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (2).
71 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: ان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء
ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وعنده أم الكتاب، وقال: لكل امر يريده الله فهو في علمه قبل
ان يصنعه، وليس شئ يبدو له الا وقد كان في علمه ان الله لا يبدو له من جهل (3).
72 - عن إبراهيم بن أبي يحيى (4) عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: ما من مولود
يولد الا إبليس من الأبالسة بحضرته، فان علم الله انه من شيعتنا حجبه عن ذلك
الشيطان، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه السبابة في دبره فكان
مأبونا [وذلك أن الذكر يخرج للوجه] فان كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت
فاجرة، فعند ذلك يبكى الصبي بكاءا شديدا إذا هو خرج من بطن أمه، والله بعد
ذلك يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (5).
73 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اهبط

(1) البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300
(2) البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300
(3) البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300
(4) في البرهان (ابن ميثم بن أبي يحيى) وفى البرهان (أبى ميثم) ولم اظفر
على ترجمة الرجل (على اختلاف النسخ) في كتب الرجال.
(5) البحار ج 2: 139 البرهان ج 2: 300.
218

إلى الأرض ظللا من الملائكة على آدم، وهو بواد يقال له الروحاء، وهو واد بين الطائف
ومكة [قال: فمسح على ظهر آدم] ثم صرخ بذريته وهم ذر، قال: فخرجوا كما
يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي فقال الله لآدم: انظر ماذا
ترى؟ فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال الله: يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم
من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، ولمحمد بالنبوة كما أخذت عليهم
في السماء قال آدم: يا رب وكيف وسعتهم ظهري؟ قال الله: يا آدم بلطف صنعي
ونافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق؟ قال الله: ان لا يشركوا بي
شيئا قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه؟ قال الله: أسكنه جنتي، قال آدم
فمن عصاك فما جزاؤه؟ قال: أسكنه ناري، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، وليعصينك
أكثرهم ان لم تعصمهم.
قال أبو جعفر: ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم، قال: فمر آدم
باسم داود النبي عليه السلام، فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما أقل عمر داود وأكثر
عمرى يا رب ان أنا زدت داود من عمرى ثلثين سنة أينفذ ذلك له؟ قال: نعم يا آدم،
قال: فانى قد زدته من عمرى ثلثين سنة، فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك وأطرحها من
عمرى! قال: فاثبت الله لداود من عمره ثلثين سنة ولم يكن له عند الله مثبتا، و
محا من عمر آدم ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر عليه السلام: فذلك قول
الله (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) قال: فمحا الله ما كان عنده مثبتا
لآدم وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت
عليه السلام ليقبض روحه، فقال له آدم عليه السلام: يا ملك الموت قد بقي من عمرى ثلاثون فقال له
ملك الموت ألم تجعلها لابنك داود النبي وأطرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك
أسماء الأنبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الروحا؟ فقال
آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل ألم تسئل الله ان
يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر؟
قال: فقال آدم: فاحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر: وكان آدم صادقا لم
219

يذكر [ولم يجهل جود الألفاظ] (1) قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم امر الله العباد
ان يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى اجل مسمى، لنسيان آدم وجحوده ما جعل
على نفسه (2).
74 - عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله: (يمحو الله
ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) قال: ان ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت،
فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء
حتى إذا صار إلى أم الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا (3).
75 - عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله ان المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره الا ثلث سنين فيمدها الله إلى ثلث وثلثين
سنة، وان المرء ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلث وثلاثون سنة فيقصرها الله إلى ثلث
سنين أو أدنى قال الحسين: وكان جعفر يتلو هذه الآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده
أم الكتاب) (4).
76 - عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بيني
وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: إيانا عنى وعلى أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي
صلى الله عليه وآله (5).
77 - عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام
[بن عمران] يزعم أن أباه الذي يقول الله: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن
عنده علم الكتاب) قال: كذب، هو علي بن أبي طالب عليه السلام (6).

(1) الزيادة ليست في نسخة البحار وفى رواية الصدوق رحمه الله وفى العلل هكذا
(وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد).
(2) البرهان ج 2: 300. البحار ج 5: 334. ورواه الصدوق في العلل (ج 2
ص 239 ط قم) مع اختلاف يسير فراجع ان شئت.
(3) البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139.
(4) البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139.
(5) البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 - 83. الصافي ج 1: 880.
(6) البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 - 83. الصافي ج 1: 880.
220

78 - عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله (قل كفى بالله
شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) فقال: نزلت في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
وفى الأئمة بعده وعلى عنده علم الكتاب (1).
79 - عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ومن عنده علم الكتاب)
قال: نزلت في علي عليه السلام، انه عالم هذه الأمة بعد النبي صلوات الله عليه وآله (2).

(1) البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 - 83. الصافي ج 1: 880.
(2) البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 - 83. الصافي ج 1: 880.
221

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة إبراهيم
1 - عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة إبراهيم والحجر
في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا، ولا جنون ولا بلوى (1).
2 - عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (وذكرهم بأيام
الله) قال: بآلائه يعنى نعمه (2).
3 - عن أبي عمر المدايني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما عبد أنعم الله عليه
فعرفها بقلبه - وفى رواية أخرى فاقر بها بقلبه - وحمد الله عليها بلسانه لم ينفد كلامه
حتى يأمر الله له بالزيادة (3).
4 - وفى رواية أبى اسحق المدايني حتى يأذن الله له بالزيادة، وهو قوله: (لئن
شكرتم لأزيدنكم) (4).
5 - وعن أبي ولاد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أرأيت هذه النعمة الظاهرة علينا
من الله أليس ان شكرناه عليها وحمدناه زادنا كما قال الله في كتابه: (لئن شكرتم
لأزيدنكم)؟ فقال: نعم من حمد الله على نعمه وشكره وعلم أن ذلك منه لا من غيره [زاد الله
نعمه] (5).
6 - عن الحسن بن ظريف (6) عن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (وعلى الله
فليتوكل المتوكلون) قال الزارعون (7).

(1) البرهان ج 2: 305. البحار ج 19: 70. الصافي ج 1: 896 و 881،
(2) البرهان ج 2: 305. البحار ج 19: 70. الصافي ج 1: 896 و 881،
(3) البرهان ج 2: 306 - 308. البحار ج 15 (ج 2): 136.
(4) البرهان ج 2: 306 - 308. البحار ج 15 (ج 2): 136.
(5) البرهان ج 2: 306 - 308. البحار ج 15 (ج 2): 136.
(6) وفى نسخة البحار (الحسين بن ظريف) ولعل الظاهر ما اخترناه
(7) البحار ج 23: 19. البرهان ج 2: 308.
222

7 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان أهل النار لما غلى الزقوم والضريع (1) في بطونهم كغلى
الحميم سألوا الشراب، فأتوا بشراب غساق وصديد (2) يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه
الموت من كل مكان وما هو بميت، ومن ورائه عذاب غليظ، وحميم يغلى به جهنم منذ خلقت
كالمهل يشوى الوجوه، بئس الشراب وساءت مرتفقا (3)
8 - عن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر في قول الله: (وقال الشيطان لما قضى
الامر) قال: هو الثاني وليس في القرآن [شئ] (وقال الشيطان) الا وهو الثاني (4)
9 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يؤتى بإبليس في
سبعين غلا وسبعين كبلا (5) فينظر الأول إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة
غل فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا؟
فيقال: هذا زفر، فيقول: بما حدد له هذا العذاب؟ فيقال: ببغيه على علي عليه السلام
فيقول له إبليس: ويل لك وثبور لك، أما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته،
وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني على ذلك، وقال: (ان
عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين)، وما عرفتهم حين استثناهم إذ
قلت: (ولا تجد أكثرهم شاكرين) فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدي الخلائق
فقال له: ما الذي كان منك إلى علي والى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف؟ فيقول
الشيطان - وهو زفر - لإبليس: أنت أمرتني بذلك، فيقول له إبليس: فلم عصيت

(1) روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك امر
من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار.
(2) الغساق - بالتشديد والتخفيف -: ما يغسق من صديد أهل النار أي يسيل،
يقال غسقت العين إذا سالت دموعها. والصديد: قيح ودم وقيل هو القيح كأنه الماء في
رقته والدم في شكله، وقيل: هو ما يسيل من جلود أهل النار (مجمع).
(3) البرهان ج 2: 309. البحار ج 3: 378. الصافي ج 1: 884.
(4) البرهان ج 2: 310 البحار ج 8: 220. الصافي ج 1: 885.
(5) الكبل القيد.
223

ربك وأطعتني؟ فيرد زفر عليه ما قال الله: (ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم
وما كان لي عليكم من سلطان) إلى آخر الآية (1).
10 - عن محمد بن علي الحلبي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
في قول الله (ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) قال يعنى
النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده هم الأصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها (2)
11 - عن محمد بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (وفرعها في السماء)
فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله أصلها وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والأئمة من ذريتهما
أغصانها، وعلم الأئمة ثمرها، وشيعتهم ورقها، فهل ترى فيها فضلا؟ قلت: لا والله
قال: والله ان المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، وانه ليولد فتورق ورقة
فيها، قال: قلت: (تؤتى اكلها كل حين باذن ربها)؟ قال: يعنى ما يخرج إلى الناس
من علم الإمام في كل حين يسئل عنه (3).
12 - عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام ان
عليا عليه السلام قال: في رجل نذر أن يصوم زمانا؟ قال: الزمان خمسة أشهر، والحين ستة
أشهر لان الله يقول: (تؤتى اكلها كل حين) (4).
13 عن الحلبي قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل جعل الله عليه صوما
حينا في شكر، قال: فقال قد سئل علي بن أبي طالب عليه السلام عن هذا فقال: فليصم ستة أشهر،
ان الله يقول (تؤتى اكلها كل حين باذن ربها) والحين ستة أشهر (5).
14 - عن خالد بن جرير قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل قال: لله على أن
أصوم حينا وذلك في شكر، فقال أبو عبد الله: قد أتى علي عليه السلام مثل هذا، فقال: صم ستة
أشهر، فان الله يقول: (تؤتى أكلها كل حين) يعنى ستة اشهر (6).

(1) البرهان ج 2: 310. البحار ج 8: 220
(2) البرهان ج 2: 311.
(3) البرهان ج 2: 311. البحار ج 7: 120.
(4) البرهان ج 2: 312 البحار ج 23: 147.
(5) البرهان ج 2: 312 البحار ج 23: 147.
(6) البرهان ج 2: 312 البحار ج 23: 147.
224

15 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام (ضرب الله
مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة) الآيتين قال: هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه ولمن
عاداهم، هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار (1)
16 - عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الشيطان ليأتي الرجل
من أوليائنا [فيأتيه] عند موته، يأتيه عن يمينه وعن يساره ليصده عما هو عليه، فيأبى
الله له ذلك، وكذلك قال الله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا
وفى الآخرة) (2).
17 - عن زرارة وحمر ان ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
قالا: إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن يساره وأقيم الشيطان
بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج من بين
ظهرانيكم يزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وآله فيفزع لذلك فزعة، ويقول إن كان مؤمنا: محمد
رسول الله فيقال له عند ذلك نم نومة لا حلم (3) فيها ويفسح له في قبره (4) تسعة أذرع
ويرى مقعده من الجنة وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة
الدنيا) وإن كان كافرا قالوا: من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم؟ يقول: انه رسول
الله؟ فيقول: ما ادرى فيخلى بينه وبين الشيطان (5).
18 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان الميت إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة
إلى قبره يترحمون عليه، حتى إذا انتهى إلى قبره قالت الأرض له: مرحبا بك وأهلا
وسهلا والله لقد كنت أحب ان يمشى على مثلك لا جرم لترى ما أصنع بك فيوسع له
مد بصره ويدخل عليه في قبره قعيدا القبر (ملكا القبر وهما قعيدا القبر خ) منكرو

(1) البرهان ج 2: 312. الصافي ج 1: 887.
(2) البرهان ج 2: 312. الصافي ج 1: 887.
(3) الحلم - بالضم -: ما يراه النائم في نومه لكنه قد غلب على ما يراه من الشر
والقبيح. كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والحسن.
(4) فسح له في المجلس: وسع وفرج له عن مكان يسعه.
(5) البحار ج 8: 158. البرهان ج 2: 314.
225

نكير، فيلقى فيه الروح إلى حقويه (1) فيقعدانه فيسئلانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول
الله، فيقولان: وما دينك؟ فيقول: الاسلام فيقولان: ومن نبيك؟ فيقول: محمد، فيقولان:
ومن امامك؟ فيقول: على فينادى مناد من السماء: صدق عبدي افرشوا له في القبر
من الجنة، وألبسوه من ثياب الجنة، وافتحوا له في قبره بابا إلى الجنة حتى يأتينا 1 - وما عندنا خير له ثم يقولان له: نم نومة العروس، نم نومة لا حلم فيها.
وإن كان كافرا أخرجت له ملائكة يشيعونه إلى قبره يلعنونه حتى إذا انتهى إلى
الأرض قالت الأرض: لا مرحبا بك ولا أهلا، اما والله لقد كنت أبغض ان يمشى على مثلك
لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم، فتضايق عليه حتى تلتقي جوانحه، ويدخل عليه
ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، قال: قلت له جعلت فداك يدخلان على المؤمن
والكافر في صورة واحدة؟ فقال: لا، فيقعدانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: سمعت
الناس يقولون، فيقولان: لا دريت فما دينك؟ فيقول: سمعت الناس يقولون ويتلجلج
لسانه، فيقولان: لا دريت فمن نبيك؟ فيقول: سمعت الناس يقولون ويتلجلج لسانه
فيقولان: لا دريت، فينادى مناد من السماء: كذب عبدي افرشوا له في قبره من
النار وألبسوه من ثياب النار، وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وماله عندنا
شر له، قال: ثم يضربانه بمرزبة (2) معهما ثلث ضربات ليس منها ضربة الا تطاير قبره
نارا ولو ضربت تلك الضربة على جبال تهامة لكانت رميما.
قال أبو عبد الله عليه السلام ويسلط الله عليه في قبره الحيات والعقارب تنهشه نهشا (3)
والشياطين تغمه غما يسمع عذابه من خلق الله الا الجن والإنس، وانه ليسمع خفق
نعالهم ونفض أيديهم وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة
الدنيا) قال: عند موته (وفى الآخرة) قال: في قبره، (ويضل الله الظالمين ويفعل الله
ما يشاء) (4)

(1) الحقو: بفتح المهملة وسكون القاف -: موضع شد الإزار وهو الخاصرة.
(2) المرزبة: عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر.
(3) نهشه الحية أو العقرب: لسعته. عضه أو اخذه بأضراسه.
(4) البرهان ج 2: 314. البحار ج 3: 166.
226

19 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا وضع الرجل في قبره أتاه
ملكان ملك عن يمينه وملك عن شماله، وأقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس
فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ قال: فيفزع
لذلك فيقول إن كان مؤمنا: عن محمد تسئلاني فيقولان له عند ذلك: نم، نومة لا حلم
فيها، ويفسح له في قبره خمسة (سبعة خ ل) أذرع، ويرى مقعده من الجنة، وإن كان
كافرا قيل له: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول: ما
أدرى ويخلى بينه وبين الشياطين، ويضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شئ
وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة
ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) (1).
20 - عن سويد بن غفلة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ابن آدم إذا كان
في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت
إلى ماله فيقول: والله انى كنت عليك لحريصا شحيحا فما عندك؟ فيقول: خذ منى
كفنك، فيلتفت إلى ولده فيقول: والله انى كنت لكم محبا وانى كنت عليكم لمحاميا
فماذا عندكم؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها، فيلتفت إلى عمله فيقول:
والله انى كنت فيك لزاهد وان كنت على ثقيلا فما عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك
ويوم نشرك حين أعرض أنا وأنت على ربك، فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا
وأحسنهم رياشا (2) فيقول: ابشر بروح وريحان وجنة نعيم، قدمت خير مقدم
فيقول: من أنت؟ فيقول: انا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا إلى الجنة وانه ليعرف
غاسله ويناشد حامله أن يعجله.
فإذا أدخل قبره أتاه اثنان هما فتانا القبر يجزان اشعارهما، ويبحثان الأرض
بأنيابهما، أصواتهما كالرعد العاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف ثم يقولان: من
ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربى الله وديني الاسلام ونبيي محمد، فيقولان:

(1) البحار ج 3: 158. البرهان ج 2: 315.
(2) الرياش: اللباس الفاخر.
227

ثبتك الله فيما تحب وترضى، وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
في الحياة الدنيا وفى الآخرة) ثم يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له بابا
إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم (1) فإنه يقول الله:
(أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا)
واما إن كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله رياشا وأنتنهم ريحا فيقول:
ابشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يحبسه
فإذا أدخل في قبره أتاه ممتحنا القبر فالقيا أكفانه ثم قالا له: من ربك وما دينك و
من نبيك؟ فيقول: لا أدرى، فيقولان: لا دريت ولا هديت فيضربان يافوخه (2) بمرزبة
[ضربة] ما خلق الله من دابة الا تذعر لها ما خلا الثقلين، ثم يفتح له باب إلى النار ثم يقولان
له: نم بشر حال فإنه من الضيق مثل ما فيه القناة من الزج (3) حتى أن دماغه ليخرج
ما بين ظفره ولحمه، ويسلط الله عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها، فتنهشه حتى
يبعثه من قبره، وانه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر (4).
21 - قال جابر: قال أبو جعفر عليه السلام: قال النبي صلى الله عليه وآله: انى كنت لأنظر إلى
الغنم والإبل وأنا أرعاها، - وليس من نبي الا قد رعى - فكنت انظر إليها قبل النبوة وهي
متمكنة في المكينة ما حولها شئ ينشرها حي فانظر (5) فأقول: ما هذا وأعجب،
حتى حدثني جبرئيل عليه السلام ان الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا الا سمعها ويذعر الا
الثقلان، فعلمت ان ذلك إنما كان بضربة الكافر فنعوذ بالله من عذاب القبر (6).

(1) الناعم من العيش: الرغد الطيب.
(2) اليافوخ: الموضع الذي يتحرك من رأس الصبي وهو فراغ بين عظام جمجمته
في مقدمته وأعلاها لا يلبث ان تلتقي فيه العظام.
(3) الزج - بالضم: الحديدة التي في أسفل الرمح.
(4) البرهان ج 2: 314. البحار ج 3: 155.
(5) كذا في النسخ لكن في رواية الكليني هكذا (ما حولها شئ يهيجها حتى
تذعر فتطيراه) وهو الظاهر.
(6) البرهان ج 2: 315
228

22 - عن عمرو بن سعيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (الذين
بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: فقال: ما تقولون في ذلك؟
فقال: نقول: هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة، فقال: بلى هي قريش
قاطبة، ان الله خاطب نبيه فقال: انى قد فضلت قريشا على العرب، وأتممت عليهم نعمتي،
وبعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي، وكذبوا رسولي (1).
23 - وفى رواية زيد الشحام عنه قال: قلت له: بلغني ان أمير المؤمنين عليه السلام
سئل عنها (2) فقال: عنى بذلك الأفجران من قريش أمية ومخزوم، فاما مخزوم
فقتلها الله يوم بدر، واما أمية فمتعوا إلى حين، فقال أبو عبد الله عليه السلام: عنى الله والله بها
قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له الحرب (3).
24 - عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: في قول الله
(ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) قال: قال: نحن نعمة الله التي أنعم الله بها على
العباد (4).
25 - عن ذريح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: جاء ابن الكوا إلى
أمير المؤمنين علي عليه السلام فسأله عن قول الله: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا
وأحلوا قومهم دار البوار) قال: تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا وكذبوا نبيهم
يوم بدر (5).
26 - عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: كان مما قال هارون لأبي
الحسن موسى عليه السلام حين ادخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي؟ قال: لشيعتنا فترة
ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها
الا معمورة، فقال: أين شيعتك؟ فقرأ أبو الحسن: (لم يكن الذين كفروا من أهل

(1) البرهان ج 2: 315. البحار ج 4: 61.
(2) أي عن الآية.
(3) البرهان ج 2: 316.
(4) البرهان ج 2: 316. البحار ج 7: 102.
(5) البرهان ج 2: 316. البحار ج 7: 102.
229

الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) قال له: فنحن كفار؟ قال: لا ولكن
كما قال الله: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) فغضب
عند ذلك وغلظ عليه (1).
27 - علي بن حاتم قال: وجدت في كتاب أبى عن حمزة الزيات عن عمرو
بن مرة قال: قال ابن عباس لعمر: يا أمير المؤمنين هذه الآية (ألم تر إلى الذين بدلوا
نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: هما الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك
فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر: واما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين (2)
28 - عن مسلم المشوب (3) عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله: (وأحلوا
قومهم دار البوار) قال: هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة (4)
29 - عن زرعة عن سماعة قال: ان الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة
لا يحمدون بأدائها وهي الزكاة، بها حقنوا دمائهم، وبها سموا مسلمين، ولكن
الله فرض في الأموال حقوقا غير الزكاة وقد قال الله تبارك وتعالى (وينفقوا مما رزقناهم
سرا وعلانية) (5).
30 - عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سمعته يقرأ هذه الآية (وآتاكم من كل ما سألتموه) قال: ثم قال أبو جعفر: الثوب
والشئ الذي لم تسئله إياه أعطاك (6).
31 - عن الزهري قال: اتى رجل أبا عبد الله عليه السلام فسأله عن شئ فلم يجبه
فقال له الرجل: فان كنت ابن أبيك فإنك من أبناء عبدة الأصنام، فقال له: كذبت

(1) البرهان ج 2: 316 317.
(2) البرهان ج 2: 316 317.
(3) وفى نسخة البرهان (معصم المسرف) ولم اظفر على ترجمة الرجل (على كلتا
النسختين) في كتب الرجال.
(4) البحار ج 8: 381. البرهان ج 2: 318.
(5) البرهان ج 2: 318.
(6) البرهان ج 2: 318. الصافي ج 1: 889.
230

ان الله أمر إبراهيم أن ينزل إسماعيل بمكة ففعل، فقال إبراهيم (رب اجعل هذا البلد
آمنا واجنبني وبنى ان نعبد الأصنام) فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنما قط ولكن العرب
عبدة الأصنام وقالت بنو إسماعيل: هؤلاء شفعاءنا عند الله فكفرت ولم تعبد الأصنام (1)
32 - عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام (2) قال: من أحبنا فهو منا أهل
البيت قلت: جعلت فداك منكم؟ قال: منا والله، اما سمعت قول إبراهيم عليه السلام: (فمن
تبعني فإنه منى) (3).
33 - عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اتقى الله منكم وأصلح فهو
منا أهل البيت، قال: منكم أهل البيت؟ قال منا أهل البيت قال فيها إبراهيم: (فمن تبعني فإنه
منى) قال عمر بن يزيد: قلت له من آل محمد؟ قال: أي والله من آل محمد، أي والله من أنفسهم
اما تسمع الله يقول: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) وقول إبراهيم: (فمن
تبعني فإنه منى). (4)
34 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تولى آل محمد وقدمهم
على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله فهو من آل محمد لتوليه آل محمد
لا انه من القوم بأعيانهم وإنما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه إياهم، وكذلك حكم
الله في كتابه: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) وقول إبراهيم: (فمن تبعني فإنه منى و
من عصاني فإنك غفور رحيم). (5).
35 عن رجل ذكره عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (انى أسكنت من ذريتي
بواد غير ذي زرع) إلى قوله: (لعلهم يشكرون) قال: فقال أبو جعفر: نحن هم ونحن
بقية تلك الذرية (6).

(1) البرهان ج 2: 318. الصافي ج 1: 889.
(2) وفى البرهان (عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله).
(3) البرهان ج 2: 318.
(4) البرهان ج 2: 318.
(5) البرهان ج 2: 318. البحار ج 15 (ج 1): 111.
(6) البرهان ج 2: 319. الصافي ج 1: 890.
231

36 - وفى رواية أخرى عن حنان بن سدير عنه: نحن بقية تلك العترة (1).
37 - عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال:
ان إبراهيم صلوات الله عليه لما أسكن إسماعيل صلوات الله عليه وهاجر مكة ودعهما
لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما إبراهيم: ما يبكيكما فقد خلفتكما في أحب الأرض
إلى الله وفى حرم الله؟ فقالت له هاجر: يا إبراهيم ما كنت أرى ان نبيا مثلك يفعل
ما فعلت؟ قال: وما فعلت؟ فقالت: انك خلفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما
بلا أنيس من بشر ولا ماء يظهر، ولا زرع قد بلغ، ولا ضرع يحلب؟ قال: فرق إبراهيم
ودمعت عيناه عندما سمع منها فأقبل حتى انتهى إلى باب بيت الله الحرام فأخذ
بعضادتي الكعبة ثم قال: (اللهم إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك
المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات
لعلهم يشكرون).
قال أبو الحسن: فأوحى الله إلى إبراهيم ان اصعد أبا قبيس فناد في الناس: يا
معشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة محرما من استطاع إليه
سبيلا، فريضة من الله، قال: فصعد إبراهيم أبا قبيس فنادى في الناس بأعلى صوته
يا معشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة محرما من استطاع إليه
سبيلا فريضة من الله، قال: فمد الله لإبراهيم في صوته حتى أسمع به أهل المشرق و
المغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في أصلاب الرجال من النطف وجميع
ما قدر الله وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيمة، فهناك يا فضل وجب الحج على جميع
الخلايق، فالتلبية من الحاج في أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم عليه السلام يومئذ
بالحج عن الله (2).
38 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول:
ان إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم قال:

(1) البرهان ج 2: 319. الصافي ج 1: 890.
(2) البحار ج 5: 142. البرهان ج 2: 320.
232

رب ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، فأمر الله تبارك وتعالى قطعة من الأردن
حتى جاءت فطافت بالبيت سبعا، ثم أمر الله ان تقول الطائف فسميت الطائف لطوافها
بالبيت (1).
39 - عن أبي جعفر في قوله تعالى: (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم)
اما انه لم يعن الناس كلهم أنتم أولئك ونظراؤكم إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء
في الثور الأسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض، ينبغي للناس ان يحجوا
هذا البيت ويعظموه لتعظيم الله إياه، وان يلقونا (2) حيث كنا، نحن الادلاء على
الله (3).
40 - عن ثعلبة بن ميمون عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان أبانا إبراهيم
كان مما اشترط على ربه فقال: (رب اجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم) (4)
41 - وفي رواية أخرى عنه قال: كنا في الفسطاط عند أبي جعفر عليه السلام نحو
من خمسين رجلا، قال: فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال: ما لكم لا تنطقون
لعلكم ترون انى نبي؟ لا والله ما أنا كذلك، ولكن في قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله
قريبة وولادة، من وصلها وصله الله، ومن أحبها أحبه الله، من أكرمها أكرمه الله
أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه،
فقال: تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها.
ثم قال: أتدرون أي بقعة أفضل من مكة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد
على نفسه، فقال: ما بين الحجر الأسود إلى باب الكعبة ذلك حطيم إبراهيم نفسه
الذي كان يذود فيه غنمه ويصلى فيه، فوالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان
قام النهار مصليا حتى يجنه الليل (5) وقام الليل مصليا حتى يجنه النهار ثم لم يعرف

(1) البحار ج 5: 142. البرهان ج 2: 320.
(2) وفى نسخة البرهان (أن يأتونا) مكان (يلقونا).
(3) البحار ج 15 (ج 1): 125. البرهان ج 2: 320. الصافي ج 1: 890
(4) البرهان ج 2: 320.
(5) جنه الليل: ستره. وفى نسخة (يجيئه) في الموضعين.
233

لنا حقا أهل البيت، وحرمنا حقنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا، ان أبانا إبراهيم
صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال: (اجعل أفئدة من الناس تهوى
إليهم) اما انه لم يقل الناس كلهم أنتم أولئك رحمكم الله ونظراؤكم، إنما مثلكم
في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسوة، أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض
وينبغي للناس ان يحجوا هذا البيت، وان يعظموه لتعظيم الله إياه، وان يلقونا أينما
كنا، نحن الادلاء على الله (1).
42 - وفى خبر آخر: أتدرون أي بقعة أعظم حرمة عند الله؟ فلم يتكلم أحد
وكان هو الراد على نفسه فقال: ذلك ما بين الركن الأسود والمقام إلى باب الكعبة
ذلك حطيم إسماعيل الذي كان يذود فيه غنمه ثم ذكر الحديث (2)
43 - عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: انظر إلى الناس يطوفون
حول الكعبة، فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا ان يطوفوا ثم
ينفروا الينا فيعلمونا ولايتهم، ويعرضون علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الآية
(فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم) فقال: آل محمد آل محمد، ثم قال: الينا
الينا (3).
44 - عن السدى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ (ربنا انك تعلم ما
نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شئ) شأن إسماعيل وما اخفى أهل البيت
(4).
45 - عن حريز بن عبد الله عمن ذكره عن أحدهما انه كان يقرأ هذه الآية
(رب اغفر لي ولولدي) يعنى إسماعيل واسحق. (5).
46 - وفى رواية أخرى عمن ذكره عن أحدهما انه قرأ (رب اغفر لي ولوالدي)

(1) البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125.
(2) البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125.
(3) البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125. الصافي ج 1: 892.
(4) البرهان ج 2: 321.
(5) البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132. الصافي ج 1: 893.
234

قال: آدم وحوا (1).
47 - عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (رب اغفر لي ولوالدي)
قال: هذه كلمة صحفها الكتاب، إنما كان استغفاره لأبيه عن موعدة وعدها إياه
وإنما قال: (رب اغفر لي ولولدي) يعنى إسماعيل واسحق، والحسن والحسين والله
ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله (2)
48 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ألم تر إلى الذي قيل لهم
كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) إنما هي طاعة الامام وطلبوا القتال
فلما كتب عليهم القتال مع الحسين (قالوا ربنا لولا اخرتنا إلى اجل قريب نجب دعوتك
ونتبع الرسل) أرادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام (3)
49 - عن سعد بن عمر (4) عن غير واحد ممن حضر أبا عبد الله عليه السلام ورجل
يقول قد ثبت دار صالح ودار عيسى بن علي ذكر دور العباسيين فقال رجل: اراناها
الله خرابا أو خربها بأيدينا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا تقل هكذا، بل يكون مساكن
القائم وأصحابه، لما سمعت الله يقول: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا
أنفسهم) (5).
50 - عن جميل بن دارج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن كان مكرهم
لتزول منه الجبال) وإن كان مكروا العباس (6) بالقائم لتزول منه قلوب الرجال (7)
51 - عن الحارث عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ان نمرود أراد أن ينشر

(1) البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132
(2) البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132
(3) البرهان ج 2: 321. البحار ج 13: 137.
(4) وفى نسخة (مسعدة) بدل (سعد) وفى أخرى (عثمان) مكان (عمر).
(6) كذا في المخطوطتين لكن في نسخة البرهان هكذا (وان مكر بنى العباس
51) وهو الظاهر.
(7) البرهان ج 2: 321.
235

إلى ملك السماء فأخذ نسورا أربعة (1) فرباهن [حتى كن نشاطا] (2) وجعل
تابوتا من خشب وأدخل فيه رجلا، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت، ثم أطارهن
ثم جعل في وسط التابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما فلما رأى النسور اللحم
طرن وطرن بالتابوت والرجل، فارتفعن إلى السماء فمكث ما شاء الله ثم إن
الرجل أخرج من التابوت رأسه فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الأرض
فإذا هو لا يرى الجبال الا كالذر، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فإذا هي على
حالها، ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى الا الماء، ثم مكث ساعة فنظر إلى
السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى شيئا، فلما ترى سفل
العمود (3) وطلبت النسور اللحم وسمعت الجبال هدة النسور فخافت من امر السماء
(4) وهو قول الله: (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) (5).
52 - عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين عليه السلام قال: (تبدل الأرض
غير الأرض) يعنى بأرض لم تكتسب عليها الذنوب بارزة، ليست عليها جبال ولا

(1) النسور جمع النسر: طائر حاد البصر وأشد الطيور ارفعها طيرانا، وأقواها
جناحا وليس في سباع الطير أكبر جثة منه ويقال له (أبو الطير) وبالفارسية
(كركس).
(2) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار وكان في نسخة الأصل (نشاكم)
بدل (نشاطا).
(3) وفى البرهان (فلما نزل اللحم إلى سفل العمود اه).
(4) كذا في المخطوطين ونسخة البرهان باختلاف يسير ذكرناه لكن في نسخة
البحار اختلاف وزيادة بعد قوله: فإذا هو لا يرى شيئا اه وها هي:
(ثم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه وما تحته ففزع فالقى اللحم فأتبعه النسور منقضات
فلما نظرت الجبال إليهن وقد أقبلن منقضات وسمعت حفيفهن فزعت وكادت ان تزول
مخافة امر (وفى نسخة من امر (السماء اه)
(5) البرهان ج 2: 321، البحار ج 5: 123.
236

نبات (1) كما دحاها أول مرة (2).
53 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام (3) عن قول الله: (يوم تبدل الأرض
غير الأرض) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال
الله: (وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام) (4)
54 - عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال له الأبرش
الكلبي (5) بلغني انك قلت في قول الله: (يوم تبدل الأرض غير الأرض) انها تبدل
خبزة؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: صدقوا تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف يأكلون
منها، فضحك الأبرش وقال: أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز فقال ويحك
في أي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوأ حالا، إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون؟
فقال: لا في النار فقال: ويحك وان الله يقول: (لآكلون من شجر من زقوم فمالئون
منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم) قال: فسكت (6).
55 - وفى خبر آخر عنه فقال: وهم في النار لا يشغلون عن اكل الضريع وشرب
الحميم وهم في العذاب، فكيف يشتغلون عنه في الحساب؟ (7).

(1) وفى نسخة البحار (النبك) ونقل المجلسي في بيانه عن الفيروزآبادي
النبكة محركة وتسكن: اكمة محددة الرأس وربما كانت حمراء، وارض فيها صعود
وهبوط، أو التل الصغير، والجمع نبك ونبك (محركة) ونبوك انتهى.
ثم قال: لا ينافي هذا الخبر ما مر وما سيأتي إذ كونها مستوية لا ينافي كون كلها أو
بعضها من خبز فتكون المغايرة مرادة على الوجهين معا.
(2) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221. الصافي ج 1: 894.
(3) وفى البرهان (أبا عبد الله عليه السلام) مكان (أبا جعفر عليه السلام)
(4) البحار ج 3: 221. البرهان ج 2: 323.
(5) هو أبو مجاشع بن الوليد من علماء العامة كان من خواص هشام بن عبد الملك
وبقى إلى زمن المنصور وله مع منصور حكاية لطيفة ذكرها القمي رحمه الله في الكنى
والألقاب فراجع ان شئت.
(6) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221.
(7) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221.
237

56 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (يوم تبدل الأرض
غير الأرض) قال: تبدل خبزة نقية يأكل منها حتى يفرغ فمن الحساب، فقال
له قائل: انهم يومئذ في شغل عن الأكل والشرب؟ فقال له: ابن آدم خلق أجوف
لا بد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا؟ فقال:
(وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) (1).
57 - عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلق الله في
الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الأرض فاسكنوها
واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله آدم أبا هذا البشر وخلق ذريته منه، ولا
والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها الله، ولا خلت النار من أرواح
الكافرين منذ خلقها الله لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان أهل
الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، ان
الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه [بلى والله ليخلقن
خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه] ويعظمونه ويخلق لهم أرضا تحملهم
وسماء تظلهم أليس الله يقول: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) وقال الله:
(أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد) (2)

(1) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221
(2) البحار ج 3: 398. البرهان ج 2: 324. الصافي ج 1: 895.
238

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة الحجر
1 - عن عبد الله بن عطاء المكي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله
(ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) قال ينادى مناد يوم القيمة يسمع الخلايق:
انه لا يدخل الجنة الا مسلم ثم يود ساير الخلق انهم كانوا مسلمين (1)
2 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله عليه السلام فثم يود الخلق انهم كانوا مسلمين (2).
3 - عن بكر بن محمد الأزدي عن عمه عبد السلام عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال: يا عبد السلام احذر الناس ونفسك، فقلت بأبى أنت وأمي اما الناس
فقد أقدر على أن أحذرهم، فاما نفسي فكيف؟ قال: ان الخبيث يسترق السمع يجيئك فيسترق ثم يخرج في صورة آدمي، فيقول، قال عبد السلام، فقلت: بأبى أنت وأمي
هذا ما لا حيلة له قال: هو ذلك (3).
4 - عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لا تسبوا الريح فإنها بشر وانها نذر، وانها لواقح فاسئلوا الله من خيرها، وتعوذوا
به من شرها (4)
5 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لله رياح (5) رحمة لواقح ينشرها

(1) البرهان ج 2: 325. الصافي ج 1: 897 وفيهما (لو كانوا مسلمين) بزيادة لفظة (لو).
(2) البرهان ج 2: 325. الصافي ج 1: 897 وفيهما (لو كانوا مسلمين) بزيادة لفظة (لو).
(3) البحار ج 14: 619. البرهان ج 2: 328.
(4) البرهان ج 2: 328. البحار ج 14: 285، الصافي ج 1: 900.
(5) وفى نسخة البرهان (ان لله رياح اه).
239

بين يدي رحمته (1).
6 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد
علمنا المستأخرين) قال: هم المؤمنون من هذه الأمة (2)
7 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال الله للملائكة
(انى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا
له ساجدين) قال: وكان من الله ذلك تقدمة منه إلى الملائكة احتجاجا منه عليهم، و
ما كان الله يغير ما بقوم الا بعد الحجة عذرا ونذرا، فاغترف الله غرفة بيمينه وكلتا
يديه يمين (3) من الماء العذب الفرات فصلصلها في كفه (4) فجمدت ثم قال: منك
أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين الأئمة المهديين (5) الدعاة إلى الجنة و

(1) البرهان ج 2: 328. البحار ج 14: 285.
(2) البرهان ج 2: 328. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1
901.
(3) قال الجرزي: في الحديث وكلتا يديه أي ان يديه تبارك وتعالى بصفة
الكمال لا نقص في واحدة منهما، لان الشمال تنقص عن اليمين وكل ما جاء في القرآن و
الحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى
فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله منزه عن التشبيه والتجسيم.
وقال المجلسي رحمه الله بعد نقل كلامه -: لما كانت اليد كناية عن القدرة فيحتمل أن يكون
المراد باليمين القدرة على الرحمة والنعمة والفضل، وبالشمال: القدرة على العذاب
والقهر والابتلاء، فالمعنى ان عذابه وقهره وإمراضه وإماتته وساير المصائب والعقوبات
لطف ورحمة لاشتمالها على الحكم الخفية والمصالح العامة، وبه يمكن ان يفسر ما ورد
في الدعاء: والخير في يديك. (انتهى) وقد مر الحديث باختلاف يسير في سورة البقرة.
(4) الصلصال: الطين اليابس الذي لم يطبخ إذا نقر به صوت كما يصوت الفخار
والفخار ما طبخ من الطين.
(5) وفى البرهان (المهتدين).
240

أتباعهم إلى يوم القيمة ولا أبالي ولا اسئل عما افعل وهم يسئلون، ثم اغترف الله غرفة
بكفه الأخرى من الماء الملح الأجاج فصلصلها في كفه فجمدت ثم قال لها: منك أخلق
الجبارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين وأئمة الكفر، والدعاة إلى النار واتباعهم
إلى يوم القيمة ولا أبالي ولا اسئل عما افعل وهم يسئلون، واشترط في ذلك البداء
فيهم ولم يشترط في أصحاب اليمين البداء لله فيهم، ثم خلط المائين في كفه جميعا
فصلصلها ثم أكفاهما قدام عرشه وهما بلة من طين (1)
8 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ونفخت فيه
من روحي فقعوا له ساجدين) قال: روح خلقها الله فنفخ في آدم منها (2)
9 - عن محمد بن أورمة عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته
عن الروح التي في آدم قوله: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) قال: هذه روح مخلوقة
لله، والروح التي في عيسى بن مريم مخلوقة لله (3)
10 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (فإذا سويته ونفخت فيه من
روحي) قال: خلق خلقا وخلق روحا، ثم امر الملك فنفخ فيه وليست بالتي نقصت
من الله شيئا، هي من قدرته تبارك وتعالى (4).
11 - وفى رواية سماعة عنه خلق آدم فنفح فيه، وسئلته عن الروح قال: هي
من قدرته من الملكوت (5).
12 - عن ابان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان علي بن الحسين إذا اتى الملتزم قال
اللهم ان عندي أفواجا من ذنوب، وأفواجا من خطايا، وعندك أفواج من رحمة و
أفواج من مغفرة، يا من استجاب لأبغض خلقه إليه إذ قال (انظرني إلى يوم يبعثون)
استجب لي وافعل بي كذا وكذا (6).
13 - عن الحسن (الحسين خ ل) بن عطية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

(1) البرهان ج 2: 328. البحار ج 3: 66 وفيه (سلالة من طين)
(2) البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342.
(3) البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342.
(4) البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342.
(5) البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342.
(6) البرهان ج 2: 343. البحار ج 21: 44.
241

ان إبليس عبد الله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة، وكان من انظار الله إياه
إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة (1).
14 - عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول إبليس: (رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم
الوقت المعلوم) قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو؟ قال: يا وهب أتحسب انه
يوم يبعث الله فيه الناس؟ ان الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا
كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه (2) فيقول: يا ويله
من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم (3).
15 - عن أبي جميلة عن عبد الله بن أبي جعفر (4) عن أخيه عن قوله: (هذا
صراط على مستقيم) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام (5).
16 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت أرأيت قول الله: (ان عبادي ليس
لك عليهم سلطان) ما تفسير هذا؟ قال: قال الله: انك لا تملك ان تدخلهم جنة ولا نارا (6).
17 - عن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
(ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) قال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان، قال:
قلت: وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم؟ قال: ليس حيث تذهب إنما قوله: (ليس لك
عليهم سلطان) أن يحبب إليهم الكفر ويبغض إليهم الايمان (7).

(1) البرهان ج 2: 343. البحار ج 14: 628.
(2) جثا: جلس على ركبتيه.
(3) البرهان ج 2: 343. البحار ج 14: 628. الصافي ج 1: 906.
(4) كذا في المخطوطتين وفى البرهان (عن أبي عبد الله عن أبي جعفر) وفى
نسخة الصافي هكذا (العياشي عن السجاد اه). وفى البحار هكذا: (عن أبي جميلة عن أبي
عبد الله، وعن جابر عن أبي جعفر قال قلت: أرأيت اه) وذكر الحديث الثاني.
(5) البرهان ج 2: 344. الصافي ج 1: 107.
(6) البرهان ج 2: 344. البحار ج 14: 628.
(7) البرهان ج 2: 344. البحار ج 14: 628.
242

18 - عن أبي بصير قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام وهو يقول: نحن أهل
بيت الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة، ونحن في الأرض بنيان وشيعتنا عرى
الاسلام (1) وما كانت دعوة إبراهيم الا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله إلى يوم القيمة
إلى إبليس فقال: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) (2).
19 - عن أبي بصير عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب،
بابها الأول للظالم وهو زريق وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع
لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك والباب السادس لعسكر بن هو سر، والباب
السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم (3).
20 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن قال: سأله رجل عن الجزؤ و
جزؤ الشئ فقال: من سبعة ان الله يقول في كتابه: (لها سبعة أبواب لكل باب منهم

(1) العرى جمع العروة: كلما يؤخذ باليد وما يوثق به ويعول عليه وقولهم
(عرى الايمان - أو عرى الاسلام) على التشبيه بالعروة التي يستمسك بها ويستوثق.
(2) البرهان ج 2: 344. البحار ج 15 (ج 1): 111.
(3) البرهان ج 2: 345. البحار ج 4: 378 و 8: 220. وقال المجلسي رحمه الله
زريق كناية عن الأول لان العرب يتشأم بزرقة العين. والحبتر هو الثعلب ولعله إنما كنى
عنه لحيلته ومكره. وفى غيره من الاخبار وقع بالعكس وهو أظهر إذ الحبتر بالأول أنسب
ويمكن أن يكون هنا أيضا المراد ذلك، وانها قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ واغلظ، و
عسكر بن هو سر كناية عن بعض خلفاء بنى أمية أو بنى العباس. وكذا أبى سلامة كناية
عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عايشة وساير أهل الجمل،
إذ كان اسم جمل عايشة عسكرا، وروى أنه كان شيطانا.
وقال في غير هذا الموضع: ويحتمل أن يكون كناية عن بعض ولاة بنى أمية كأبي
سلامة، ويحتمل أن يكون أبو سلامة كناية عن أبي مسلم إشارة إلى من سلطهم من
بنى العباس
243

جزؤ مقسوم) (1).
21 - عن إسماعيل بن همام الكوفي قال: قال الرضا عليه السلام: في رجل أوصى بجزؤ
من ماله، فقال: جزؤ من سبعة، ان الله يقول في كتابه (لها سبعة أبواب لكل باب
منهم جزؤ مقسوم) (2).
22 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (اخوانا على سرر متقابلين)
قال: والله ما عنى غيركم (3).
23 - عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: سمعته يقول: أنتم
والله الذين قال الله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) إنما
شيعتنا، لا أصحاب الأربعة الأعين، عينين في الرأس، وعينين في القلب، ألا والخلائق
كلهم كذلك الا أن الله فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم (4).
24 - عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس منكم رجل ولا امرأة
الا وملائكة الله يأتونه بالسلم، وأنتم الذين قال الله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل
اخوانا على سرر متقابلين) (5).
25 - عن محمد بن القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان سارة قالت لإبراهيم عليه السلام:
قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا فتقر أعيننا، فان الله قد أتخذك خليلا وهو مجيب
دعوتك إن شاء الله، فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما حليما، فأوحى الله إليه انى واهب
لك غلاما حليما ثم أبلوك فيه بالطاعة لي، قال أبو عبد الله عليه السلام: فمكث إبراهيم بعد
البشارة ثلث سنين ثم جائته البشارة من الله بإسماعيل مرة أخرى بعد ثلث سنين (6).
26 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: أصلحك الله
أكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل؟ قال: نعم يا با محمد في كل صباح ومساء،

(1) البحار ج 23: 50. البرهان ج 2: 345 - 346.
(2) البحار ج 23: 50. البرهان ج 2: 345 - 346.
(3) البرهان ج 2: 347 - 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 908.
(4) البرهان ج 2: 347 - 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 908.
(5) البرهان ج 2: 347 - 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 908.
(6) البرهان ج 2: 348. البحار ج 5: 147. الصافي ج 1: 908.
244

ونحن نعوذ بالله من البخل، ان الله يقول في كتابه (ومن يوق شح نفسه فأولئك
هم المفلحون) وسأنبئك عن عاقبة البخل، ان قوم لوط كانوا أهل قرية بخلاء أشحاء
على الطعام فأعقبهم الله داء لا دواء له في فروجهم، قلت: وما أعقبهم؟ قال: ان قوم
(قرية خ ل) لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت المارة تنزل بهم
(1) فيضيفونه، فلما ان كثر ذلك عليهم ضاقوا به ذرعا (2) وبخلا ولوما، فدعاهم
البخل إلى أن كان إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وإنما
كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى تنكل النازلة عليهم فشاع أمرهم في القرى
وحذرتهم المارة فأورثهم البخل بلاء لا يدفعونه عن أنفسهم في شهوة بهم إليه، حتى
صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد، ويعطونهم عليه الجعل، فأي داء أعدى (أداى
خ ل) من البخل، ولا أضر عاقبة ولا أفحش عند الله.
قال أبو بصير: فقلت له: أصلحك الله هل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا
مبتلين؟ قال: نعم الا أهل بيت من المسلمين، اما تسمع لقوله: (فأخرجنا من
كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) ثم قال أبو جعفر عليه السلام
ان لوطا لبث مع قومه ثلثين سنة يدعوهم إلى الله ويحذرهم عقابه، قال: وكانوا قوما
لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة، وكان لوط وآله يتنظفون من
الغائط ويتطهرون من الجنابة، وكان لوط ابن خالة إبراهيم، وإبراهيم ابن خالة
لوط، وكانت امرأة إبراهيم سارة أخت لوط، وكان إبراهيم ولوط نبيين عليهما
السلام مرسلين منذرين، وكان لوط رجلا سخيا كريما يقرى الضيف (3) إذا نزل
به ويحذر قومه، قال: فلما ان رأى قوم لوط ذلك قالوا: انا ننهيك عن العالمين
لا تقري ضيفا نزل بك، فإنك ان فعلت فضحنا ضيفك وأخزيناك فيه وكان لوط إذا

(1) وفى نسخة (تنزلونهم).
(2) ضاق بالامر ذرعه وضاق به ذرعا: ضعف طاقته ولم يجد من المكروه فيه
مخلصا.
(3) قرى الضيف: اضافه واجاره واكرمه.
245

نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه، وذلك أن لوطا كان فيهم
لا عشيرة له.
قال: وان لوطا وإبراهيم لا يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط، وكانت
لإبراهيم ولوط منزلة من الله شريفة، وان الله تبارك وتعالى كان إذا هم بعذاب
قوم لوط أدركته فيهم مودة إبراهيم وخلته ومحبة لوط فيراقبهم فيه فيؤخر
عذابهم.
قال أبو جعفر: فلما اشتد أسف الله على قوم لوط وقدر عذابهم وقضاه أحب
ان يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام حليم فيسلى به مصابه بهلاك قوم لوط،
فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف
ان يكونوا سراقا قال: فلما ان رأته الرسل فزعا وجلا قالوا سلاما قال سلام، قال
انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام حليم، قال أبو جعفر عليه السلام: والغلام
الحليم هو إسماعيل من هاجر، فقال إبراهيم للرسل: (أبشرتموني على أن مسني
الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين) فقال إبراهيم للرسل
فما خطبكم بعد البشارة؟ (قالوا انا أرسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا
قوما فاسقين) لننذرهم عذاب رب العالمين قال أبو جعفر عليه السلام: فقال إبراهيم للرسل:
(ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين)
قال: (فلما جاء آل لوط المرسلين قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما
كانوا فيه يمترون) يقول: من عذاب الله لننذر قومك العذاب، (فأسر باهلك) يا لوط
إذا مضى من يومك هذا سبعة أيام بلياليها (بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد الا
امرأتك انه مصيبها ما أصابهم).
قال أبو جعفر فقضوا إلى لوط ذلك الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين، قال أبو جعفر:
فلما كان يوم الثامن مع طلوع الفجر قدم الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسحاق ويعزونه
بهلاك قوم لوط وذلك قول الله في سورة هود (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا
سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ) يعنى ذكيا مشويا نضيجا (فلما رأى أيديهم لا
246

تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته
قائمة) قال أبو جعفر عليه السلام: إنما عنى امرأة إبراهيم سارة قائمة (فبشروها بإسحاق ومن وراء
اسحق يعقوب قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز) إلى قوله: (انه حميد مجيد).
قال أبو جعفر عليه السلام: فلما ان جاءت البشارة بإسحاق ذهب عنه الروع واقبل يناجى
ربه في قوم لوط ويسئله كشف العذاب عنهم، قال الله: (يا إبراهيم اعرض عن هذا
انه قد جاء امر ربك وانهم آتيهم عذاب غير مردود) بعد طلوع الشمس من يومى (1)
هذا محتوم غير مردود (2).
27 - عن صفوان الجمال قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام فأطرق ثم
قال: اللهم لا تقنطني من رحمتك، ثم جهر فقال: (ومن يقنط من رحمة ربه الا
الضالون) (3).
28 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (ان في ذلك لآيات
للمتوسمين) قال: هم الأئمة قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر
بنور الله لقوله: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) (4).
29 - عن أسباط بن سالم قال: سأل رجل من أهل هيت (5) أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم) قال: نحن المتوسمين
والسبيل فينا مقيم (6).
30 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل رفعه في قوله (لآيات للمتوسمين)

(1) وفى البرهان (من يومك).
(2) البحار ج 5: 152. البرهان ج 2: 348. الصافي ج 1: 909.
(3) البرهان ج 2: 349. البحار ج 18: 452.
(4) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.
(5) قال ياقوت هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير
وخيرات واسعة، وقال ابن سكيت: سميت هيت هيت لأنها في هوة من الأرض انقلبت الواو
ياءا لانكسار ما قبلها.
(6) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 116 - 118
247

قال: هم آل محمد الأوصياء عليهم السلام (1).
31 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان في الامام آية للمتوسمين، وهو
السبيل المقيم ينظر بنور الله وينطق عن الله، يعزب عليه (عنه خ ل) شئ مما
أراد (2)
32 - عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: بينما أمير المؤمنين
عليه السلام جالس في مسجد الكوفة قد احتبى بسيفه والقى برنسه (3) وراء ظهره
إذ أتته امرأة مستعدية على زوجها، فقضى للزوج على المرأة فغضبت، فقالت: لا و
الله ما هو كما قضيت، لا والله ما تقضى بالسوية، ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند
الله بالمرضية، قال: فنظر إليها أمير المؤمنين فتأملها ثم قال لها: اكذبت يا جرية
يا بذية يا سلسع يا سلفع (4) أيا التي تحيض من حيث لا تحيض النساء، قال: فولت هاربة وهي
تولول وتقول: يا ويلي يا ويلي يا ويلي ثلثا، قال: فلحقها عمرو بن حريث (5) فقال لها:
يا أمة الله أسئلك! فقالت: ما للرجال وللنساء في الطرقات؟ فقال: انك استقبلت
أمير المؤمنين عليا بكلام سررتني به ثم قرعك أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة؟

(1) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.
(2) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.
(3) احتبى احتباءا: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند إذ لم يكن للعرب
في البوادي جدران تستند إليها في مجالسها. والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر
الاسلام. كل ثوب رأسه ملتزق به.
(4) وفى بعض النسخ (أيا) بدل (يا) في المواضع.
والبذية: الفحاشة. السلفع: السليط. وامرأة سلفع: الذكر والأنثى فيه سواء يقال
سليطة جريئة. وقال الطريحي: السلفع: من تحيض من حيث لا تحيض النساء.
(5) عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبيد الله المخزومي القرشي ملعون زنديق
مات سنة 85 قيل إنه أول قرشي اتخذ بالكوفة دارا وانه كان من اغنى أهل الكوفة وولى
لبني أمية بالكوفة وكانوا يميلون إليه ويتقوون به وكان هواه معهم والروايات في خبثه
وزندقته كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال.
248

فقالت: ان ابن أبي طالب والله استقبلني فأخبرني بما هو في وبما كتمته من بعلى منذ ولى
عصمتي، لا والله ما رأيت طمثا قط من حيث ترينه النساء، قال: فرجع عمرو بن حريث
إلى أمير المؤمنين فقال له: والله يا أمير المؤمنين ما نعرفك بالكهانة؟ فقال له:
وما ذلك يا بن حريث؟ فقال له: يا أمير المؤمنين ان هذه المرأة ذكرت انك أخبرتها بما
هو فيها، وانها لم تر طمثا قط من حيث تراه النساء فقال له: ويلك يا بن حريث
ان الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، وركب الأرواح في
الأبدان فكتب بين أعينها كافر ومؤمن، وما هي مبتلاة بها إلى يوم القيمة ثم أنزل بذلك
قرآنا على محمد صلى الله عليه وآله، فقال: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) فكان رسول الله صلى الله عليه وآله المتوسم
ثم أنا من بعده، ثم الأوصياء من ذريتي من بعدي، انى لما رأيتها تأملتها فأخبرتها
بما هو فيها ولم أكذب (1).
33 - عن سورة بن كليب قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن المثاني
التي اعطى نبينا (2).
34 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قوله: (ولقد آتيناك سبعا من
المثاني) قال: فاتحة الكتاب يثنى فيها القول (3).
35 - عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال إذا كانت لك حاجة
فاقرأ المثاني وسورة أخرى، وصل ركعتين وادع الله قلت: أصلحك الله وما المثاني؟
فقال: فاتحة الكتاب [بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين] (4).
36 - عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن المثاني

(1) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 117. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله
في كتاب اثبات الهداة ج 3: 51 مختصرا عن الكتاب.
(2) البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912.
(3) البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912.
(4) البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912. البحار ج 18: 96.
249

التي أعطى نبينا (1) ونحن وجه الله في الأرض، نتقلب بين أظهركم عرفنا من عرفنا
فامامه اليقين ومن أنكرنا فامامه السعير (2).
37 - عن يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره رفعه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) قال: ان ظاهرها الحمد و
باطنها ولد الولد، والسابع منها القائم عليه السلام (3).
38 - قال حسان العامري سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (ولقد آتيناك
سبعا من الثماني والقرآن العظيم) قال: ليس هكذا تنزيلها، إنما هي (ولقد آتيناك
سبعا من المثاني) نحن هم (والقرآن العظيم) ولد الولد (4).
39 - عن القاسم بن عروة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (ولقد آتيناك سبعا
من المثاني والقرآن العظيم) قال: سبعة أئمة والقائم عليه السلام (5).

(1) عن الصدوق رحمه الله: أنه قال: قوله نحن المثاني أي نحن الذين قرننا النبي
صلى الله عليه وآله إلى القرآن، وأوصى بالتمسك بالقرآن وبنا. وأخبر أمته انا لا نفرق حتى نرد حوضه.
وقال الفيض رحمه الله: لعلهم عليه السلام إنما عدوا سبعا باعتبار أسمائهم فإنها سبعة وعلى
هذا فيجوز ان يجعل المثاني من الثناء، وأن يجعل من التثنية باعتبار تثنيتهم مع القرآن و
ان يجعل كناية عن عددهم هم الأربعة عشر بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتغاير الاعتباري
بين المعطى والمعطى له (انتهى).
وقيل: ان المراد بالسبع المثاني النبي والأئمة وفاطمة عليهم السلام فهم أربعة عشر، سبعة
وسبعة لقوله: المثاني فكل واحد من السبعة مثنى.
(2) البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115.
(3) البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. اثبات الهداة ج 7: ولمؤلفه رحمه الله
بيان في الحديث فراجع ان شئت.
(4) البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354.
(5) البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354. اثبات الهداة ج 3: 52.
250

40 - عن السدى عمن سمع عليا يقول: (سبعا من المثاني) فاتحة الكتاب (1).
41 - عن سماعة قال: قال أبو الحسن عليه السلام: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني و
القرآن العظيم: قال: لم يعط الأنبياء الا محمدا صلى الله عليه وآله وهم السبعة الأئمة الذين يدور عليهم
الفلك، والقرآن العظيم محمد عليه وآله السلام (2).
42 - عن حماد عن بعض أصحابه عن أحدهما في قول الله (لا تمدن عينيك إلى
ما متعنا به أزواجا منهم) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل به ضيقة [فاستسلف من يهودي]
(3) فقال اليهودي: والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية (4) فعلى ما أسلفه، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: انى لأمين الله في سمائه وأرضه ولو ائتمنني على شئ لأديته إليك قال: فبعث
بدرقة له (5) فرهنها عنده، فنزلت عليه: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا
منهم زهرة الحياة الدنيا) (6).
43 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: في (الذين جعلوا القرآن عضين)
قال: هم قريش (7).

(1) البرهان ج 2: 354.
(2) البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. اثبات الهداة ج 3: 52. وقال
المحدث الحر العاملي رحمه الله: هؤلاء السبعة من جملة الاثني عشر، ولعل لهم امتيازا على الباقي
من بعض الجهات والخصوصات والله أعلم، والسبعة منهم غير منصوص على أعيانهم وهم
عليه السلام اعلم بما أرادوا (انتهى).
أقول: وقد مر شطر من الكلام في ذلك تحت رقم 36 فراجع وكأن أقرب الأقوال ما قاله
الفيض رحمه الله في ذلك.
(3) استسلف: اقترض.
(4) ثغا الشاة: صوتت. والثاغية: الشاة. ورغا الناقة مثل ثغا والراغية: الناقة و
قوله ماله ثاغية ولا راغية أي ماله شاة ولا بعير.
(5) الدرقة محركة: الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب.
(6) البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 - 356. الصافي ج 1: 913
(7) البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 - 356. الصافي ج 1: 913
251

44 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام عن قوله
(الذين جعلوا القرآن عضين) قال: هم قريش (1).
45 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها)
قال: نسختها (فاصدع بما تؤمر) (2).
46 - عن أبان بن عثمان الأحمر رفعه قال: كان المستهزئين خمسة من قريش،
الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص بن وائل السهمي، والحارث بن حنظلة (3)
والأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري، والأسود بن المطلب بن أسد، فلما قال
الله: (انا كفيناك المستهزئين) علم رسول الله انه قد أخزاهم فأماتهم الله بشر ميتات (4).

(1) البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 - 356. الصافي ج 3: 913.
(2) البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 - 356. الصافي ج 3: 913.
(3) كذا في النسخ لكن في كثير من الروايات كرواية الصدوق رحمه الله والطبرسي
في الاحتجاج والقمي رحمه الله في التفسير (حارث بن طلاطله) وفى تفسير المجمع (حارث
بن قيس).
(4) البرهان ج 2: 61. البحار ج 4: 61. الصافي ج 1: 914.
ثم إنه قد ذكر في ساير الروايات كيفية قتلهم وميتتهم وان الله تعالى قتل كل واحد
منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد ولا بأس بذكر القصة مجملا فنقول:
اما الوليد بن المغيرة فإنه مر بسهم لرجل من خزاعة قد راشه (أي الزق عليه الريش)
ووضعه في الطريق فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك فانقطع أكحله حتى أدماه فمات و
هو يقول: قتلني رب محمد، واما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى
موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول: قتلني رب محمد، و
اما الأسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل الشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ
رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه: امنع هذا عنى، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا
الا نفسك، فقتله وهو يقول: قتلني رب محمد، وقيل: انه اكل حوتا مالحا فأصابه العطش
فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، واما الأسود بن المطلب فان النبي صلى الله عليه وآله
دعا عليه ان يعمى بصره وان يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع
فأتاه جبرئيل بورقة خضراء، فضرب بها وجه فعمى وبقى حتى أثكله الله ولده، واما
الحارث فإنه خرج من بيته في السموم (وهي الريح الحارة وقيل: الحر الشديد النافذ في
المسام) فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: انا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول
قتلني رب محمد.
كل ذلك في ساعة واحدة وذلك انهم كانوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا يا محمد
ننتظر بك إلى الظهر فان رجعت عن قولك والا قتلناك، فدخل النبي صلى الله عليه وآله منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم فأتاه جبرئيل عن الله من ساعته فقال: يا محمد السلام يقرء عليك
السلام وهو يقول: اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين اه.
252

47 - عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله
بمكة سنين ليس يظهر، وعلى معه وخديجة، ثم امره الله أن يصدع بما يؤمر فظهر
رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فإذا أتاهم قالوا: كذاب
امض عنا (1).

(1) البرهان ج 2: 356. الصافي ج 1: 914.
253

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة النحل
1 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة النحل في كل شهر دفع
الله عنه المعرة في الدنيا (1) وسبعين نوعا من أنواع البلاء اهونه الجنون والجذام
والبرص، وكان مسكنه في جنة عدن.
وقال أبو عبد الله عليه السلام: وجنة عدن هي وسط الجنان (2).
2 - عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن
قول الله: (اتى أمر الله فلا تستعجلوه) قال: إذا اخبر الله النبي صلى الله عليه وآله بشئ إلى وقت فهو
قوله: (أتى امر الله فلا تستعجلوه) حتى يأتي ذلك الوقت وقال: ان الله إذا أخبر
ان شيئا كائن فكأنه قد كان (3).
3 - عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام: ان أول من يبايع القائم جبرئيل
عليه السلام ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا علي البيت الحرام ورجلا
على البيت المقدس، ثم ينادى بصوت رفيع يسمع الخلائق: أتى امر الله فلا تستعجلوه (4).
4 - وفى رواية أخرى عن ابان عن أبي جعفر عليه السلام نحوه (5).
5 - عن الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يذكر الحج فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: هو أحد الجهادين هو جهاد الضعفاء، ونحن الضعفاء، انه ليس شئ أفضل من

(1) المعرة: المساءة والاثم والأذى وفى نسختي البرهان والصافي (المغرم) و
هو بمعنى الدين.
(2) البرهان ج 2: 359. البحار ج 19: 70. الصافي ج 1: 948.
(3) البحار ج 13: 133. البرهان ج 2: 360. الصافي ج 1: 916.
(4) البرهان ج 2: 360. البحار ج 13: 175.
(5) البرهان ج 2: 360. البحار ج 13: 175.
254

الحج الا الصلاة، وفى الحج هيهنا صلاة، وليس في الصلاة قبلكم حج، لا تدع الحج
وأنت تقدر عليه الا ترى انه تشعث فيه رأسك ويقشف فيه جلدك (1) وتمنع فيه من
النظر إلى النساء، انا هاهنا ونحن قريب ولنا مياه متصلة، فما نبلغ الحج حتى يشق علينا
فكيف أنتم في بعد البلاد، وما من ملك ولا سوقة (2) يصل إلى الحج الا بمشقة من تغير
مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها، وذلك لقول الله (وتحمل أثقالكم إلى
بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الأنفس ان ربكم لرؤف رحيم) (3).
6 - عن زرارة عن أحدهما قال: سألته عن أبوال الخيل والبغال والحمير؟ قال:
فكرهها (4) فقلت: أليس لحمها حلال؟ قال: فقال: أليس قد بين الله لكم (والانعام
خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون) وقال [في الخيل] (والخيل والبغال و
الحمير لتركبوها وزينة) فجعل للاكل الانعام التي قص الله في الكتاب وجعل للركوب
الخيل والبغال والحمير، وليس لحومها بحرام ولكن الناس عافوها (5).
7 - عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام في قوله: (وعلامات
وبالنجم هم يهتدون) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام (6).
8 - عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وعلامات وبالنجم هم
يهتدون) قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله، والعلامات الأوصياء بهم يهتدون (7).

(1) شعث الشعر: تغير وتلبد لقلة تعهده بالدهن. والقشف: يبس الجلد.
(2) السوقة: الرعية من الناس.
(3) البرهان ج 2: 361. البحار ج 21: 3.
(4) في نسخة (نكرهها).
(5) البحار ج 14: 775. البرهان ج 2: 361 وعاف الرجل الطعام والشراب و
غيرهما عيفا: كرهه فلم يأكله أو لم يشربه.
(6) البحار ج 7: 108. البرهان ج 2: 362. الصافي ج 1: 919. اثبات الهداة ج 3: 53.
(7) البحار ج 7: 108. البرهان ج 2: 362. الصافي ج 1: 919. اثبات الهداة ج 3: 53.
255

9 - عن أبي مخلد الخياط (1) قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: (وعلامات وبالنجم
هم يهتدون) قال: النجم محمد صلى الله عليه وآله والعلامات الأوصياء عليه السلام (2).
10 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله: (وعلامات بالنجم هم
يهتدون) قال: نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
11 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون)
قال هم الأئمة (4).
12 - عن إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن
أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (وبالنجم هم يهتدون) قال: هو الجدي لأنه
نجم لا تزول وعليه بناء القبلة، وبه يهتدى أهل البر والبحر (5).
13 - عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وعلامات وبالنجم
هم يهتدون) قال: ظاهر (6) وباطن الجدي وعليه تبنى القبلة وبه يهتدى أهل البر
والبحر لأنه لا يزول (7).
14 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية (والذين يدعون من
دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير احياء وما يشعرون إيان يبعثون)
قال: الذين يدعون من دون الله الأول والثاني والثالث كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله
والوا عليا واتبعوه، فعادوا عليا ولم يوالوه ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك
قول الله: (والذين يدعون من دون الله) قال: واما قوله: (لا يخلقون شيئا) فإنه يعنى
(لا يعبدون شيئا وهم يخلقون) فإنه يعنى وهم يعبدون، واما قوله (أموات غير أحياء)
يعنى كفار غير مؤمنين، واما قوله: (وما يشعرون أيان يبعثون) فإنه يعنى انهم لا يؤمنون

(1) وفى البرهان (أبو خالد) بدل (أبو مخلد) ولكن الظاهر ما اخترناه.
(2) البحار ج 7: 108 - 152، البرهان ج 2: 362، الصافي ج 1: 919.
(3) البحار ج 7: 108 - 152، البرهان ج 2: 362، الصافي ج 1: 919.
(4) البحار ج 7: 108 - 152، البرهان ج 2: 362، الصافي ج 1: 919.
(5) البحار ج 7: 108 - 152، البرهان ج 2: 362، الصافي ج 1: 919.
(6) وفى البحار (له ظاهر اه).
(7) البرهان ج 2: 362. البحار ج 7: 108. الصافي ج 1: 919 وقال الفيض
رحمه الله في بيانه يعنى معناه الظاهر الجدي والباطن رسول الله صلى الله عليه وآله.
256

انهم يشركون، الهكم اله واحد، فإنه كما قال الله، واما قوله: (الذين لا يؤمنون) فإنه
يعنى لا يؤمنون بالرجعة انها حق، واما قوله (قلوبهم منكرة) فإنه يعنى قلوبهم كافرة
واما قوله: (وهم مستكبرون) فإنه يعنى عن ولاية علي مستكبرون، قال الله لمن
فعل ذلك وعيدا منه (لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين
عن ولاية علي عليه السلام) (1)
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء (2)
15 - عن مسعدة بن صدقة قال: مر الحسين بن علي عليه السلام بمساكين قد بسطوا
كساءا لهم فالقوا عليه كسرا فقالوا: هلم يا بن رسول الله، فثنى وركه (3) فاكل
معهم، ثم تلا (ان الله لا يحب المستكبرين) ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني؟ قالوا: نعم
يا بن رسول الله وتعمى عين، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: أخرجي
ما كنت تدخرين (4)
16 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ليحملوا أوزارهم كاملة
يوم القيمة) يعنى ليست كملوا الكفر يوم القيمة، (ومن أوزار الذين يضلونهم
بغير علم) يعنى كفر الذين يتولونهم قال الله: (الا ساء ما يزرون) (5)
17 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل هذه الآية هكذا
(وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين) [يعنون بني إسرائيل
] (6)
18 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم
في علي قالوا أساطير الأولين) سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم، فذلك قوله (أساطير

(1) البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 363.
(2) البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 363.
(3) الورك ككتف: ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد.
(4) البرهان ج 2: 363. البحار ج 10: 143. الصافي ج 1: 920.
(5) البحار ج 15 (ج 3): 33.
(6) البرهان ج 2: 363. البحار ج 9: 102. الصافي ج 1: 920.
257

الأولين) واما قوله: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيمة) فإنه يعنى ليتكلموا الكفر
يوم القيمة واما قوله (ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) يعنى يتحملون كفر الذين
يتولونهم، قال الله (ألا ساء ما يزرون) (1)
19 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (فأتى الله بنيانهم من
القواعد) قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه. (2)
20 - عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليه السلام انه قرأ (فاتى الله بنيانهم) [وعنه
بيتهم] من القواعد يعنى بيت مكرهم (3)
21 عن كليب عن أبي عبد الله عليهم السلام قال: سألته عن قول الله (فأتى
الله بنيانهم من القواعد) قال: لا، فأتى الله بيتهم من القواعد، وإنما كان بيتا (4)
22 - عن الحسين بن زياد الصيقل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول:
(قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم) ولم يعلم الذين آمنوا (فأتى الله بنيانهم،
فخر عليهم السقف) قال محمد بن كليب عن أبيه قال: قال: أتى بيتا (5)
23 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: فأتى الله بيتهم من القواعد
قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر (6).
24 - عن ابن مسكان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولنعم دار المتقين) قال:
الدنيا (7).
25 - عن خطاب بن مسلمة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما بعث الله نبيا قط الا
بولايتنا والبراءة من عدونا، وذلك قول الله في كتابه: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا
منهم ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه
الضلالة) بتكذيبهم آل محمد، ثم قال: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة
المكذبين) (8).

(1) البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 363.
(2) البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.
(3) البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.
(4) البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.
(5) البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.
(6) البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.
(7) البرهان ج 2: 367. البحار ج 15 (ج 3): 33.
(8) البرهان ج 2: 368. الصافي ج 1: 923.
258

26 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وأقسموا بالله جهد ايمانهم
لا يبعث الله من يموت) قال: ما يقولون فيها؟ قلت: يزعمون أن المشركين كانوا
يحلفون لرسول الله ان الله لا يبعث الموتى قال: تبا لمن قال هذا ويلهم هل كان
المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ قلت: جعلت فداك فأوجدنيه أعرفه
قال: لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا قبايع سيوفهم (1) على عواتقهم
فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان وفلان من قبورهم
مع القائم فيبلغ ذلك قوما من أعدائنا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم، هذه
دولتكم وأنتم تكذبون فيها، لا والله ما عاشوا ولا تعيشوا إلى يوم القيمة، فحكى
الله قولهم فقال: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) (2)
27 - عن أبي عبد الله صالح بن ميثم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله
تعالى (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) قال: ذلك بهذه الآية (3)
(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر
الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا
كاذبين) (4)
28 - عن سيرين (5) قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ قال: ما يقول الناس
في هذه الآية: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت)؟ قال: يقولون: لا
قيامة ولا بعث ولا نشور، فقال: كذبوا والله إنما ذلك إذا قام القائم وكر معه المكرون

(1) قبيعة السيف: ما كان على طرف مقبضه من فضة أو حديد. والجمع: قبايع.
(2) البرهان ج 2: 368. البحار ج 13: 223.
(3) وفى البرهان زيادة وهي: (ذلك حين يقول على أنا أولى الناس بهذه الآية اه).
(4) البحار ج 13: 212. البرهان ج 2: 368 وقد سقط منه قطعة من ذيل هذا
الحديث وصدر الحديث الآتي فراجع ان شئت.
(5) كذا في النسخ ولم أظفر على ترجمته ويمكن أن يكون مصحف (السرى) و
هو مشترك بين جمع من أصحاب الصادق عليه السلام من معلوم الحال وغيره.
259

فقال: أهل خلافكم قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم، يقولون
رجع فلان وفلان وفلان لا والله لا يبعث الله من يموت؟ الا ترى انهم قالوا: (وأقسموا
بالله جهد أيمانهم) كانت المشركون أشد تعظيما باللات والعزى من أن يقسموا
بغيرها، فقال الله: (بلى وعدا عليه حقا لنبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين
كفروا انهم كانوا كاذبين إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) (1)
29 - عن الفضيل قال: قلت لأبي عبد الله: اعلمني آية كتابك، قال: اكتب
بعلامة كذا وكذا، وقل آية (2) من القرآن، قلت لفضيل: وما تلك الآية؟ قال:
ما حدثت أحدا بها غير بريد العجلي قال زرارة: انا أحدثك بها (وأقسموا بالله جهد
ايمانهم) إلى آخر الآية قال: فسكت الفضيل ولم يقل لا ولا نعم (3)
30 - عن حمزة بن محمد الطيار قال: عرضت على أبى عبد الله عليه السلام كلاما لأبي
فقال: اكتب فإنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون الا الكف عنه والتثبيت
فيه، وردوه إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد، ويجلو عنكم فيه
العمى، قال الله (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) (4)
31 - عن حمزة بن الطيار قال: عرضت على أبى عبد الله عليه السلام بعض خطب
أبيه حتى انتهى إلى موضع، فقال: كف فأمسكت ثم قال لي: اكتب واملى على أنه
لا يسعكم، الحديث الأول (5)
32 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: ان من عندنا يزعمون أن
قول الله: (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) انهم اليهود والنصارى فقال:
إذا يدعونكم إلى دينهم، قال: ثم قال بيده (6) إلى صدره: نحن أهل الذكر، و

(1) البحار ج 13: 217. البرهان ج 2: 368.
(2) وفى البرهان (وقرأ آية).
(3) البرهان ج 2: 368.
(4) البرهان ج 1: 371. البحار ج 7: 37.
(5) البرهان ج 1: 371. البحار ج 7: 37.
(6) أي أشار.
260

نحن المسؤولون، قال: قال أبو جعفر: الذكر القرآن (1)
33 - عن أحمد بن محمد قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام عافانا الله وإياك
أحسن عافية، إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف وإذا امنا أمن،
قال الله (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) قال: (فلولا نفر من كل فرقة منهم
طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم) الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد
الينا، ولم يفرض علينا الجواب، أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا
(2) إياكم وذاك فإنه إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم، قال الله:
(يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) (3)
34 - عن إبراهيم بن عمر عمن سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: ان عهد نبي
الله صار عند علي بن الحسين عليه السلام، ثم صار عند محمد بن علي عليهما السلام، ثم يفعل
الله ما يشاء، فألزم هؤلاء فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة رجل ومعه راية
رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء فيقول: هذا مكان القوم الذين
خسف الله بهم، وهي الآية التي قال الله (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله
بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم
بمعجزين) (4).
35 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله (أفأمن الذين مكروا
السيئات أن يخسف الله بهم الأرض) قال: هم أعداء الله وهم يمسخون ويقذفون و
يسيحون في الأرض (5).
36 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ولا تتخذوا الهين اثنين
إنما هو اله واحد) يعنى بذلك: ولا تتخذوا امامين إنما هو امام واحد (6).

(1) البحار ج 7: 37. البرهان ج 2: 371. الصافي ج 1: 925.
(2) وفى نسخة البرهان (فأنبئهم أن تنتهوا).
(3) البرهان ج 2: 371. البحار ج 2: 37. الوسائل ج 3 أبواب صفات القاضي باب 7
(4) البرهان ج 2: 373. الصافي ج 1: 926.
(5) البرهان ج 2: 373. الصافي ج 1: 926.
(6) البرهان ج 2: 373. البحار ج 7: 74.
261

37 - عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وله الدين واصبا)
قال: واجبا (1).
38 - عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الأجل الذي يسمى في ليلة القدر هو الأجل
الذي قال الله (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (2).
39 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أنس اسكب لي وضوءا (3)
قال: فعمدت فسكبت للنبي وضوءا في البيت (4) فأعلمته فخرج فتوضأ ثم عاد إلى
البيت إلى مجلسه ثم رفع رأسه إلى انس فقال: يا أنس أول من يدخل علينا أمير المؤمنين
وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، قال أنس فقلت بيني وبين نفسي: اللهم اجعله
رجلا من قومي، قال: فإذا أنا بباب الدار يقرع، فخرجت ففتحت فإذا علي بن أبي طالب
عليه السلام، فدخل فيمشي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله حين رآه وثب على قدميه مستبشرا فلم
يزل قائما وعلى يمشى حتى دخل عليه البيت، فاعتنقه رسول الله فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله
يمسح بكفه وجهه (5) فيمسح به وجه على ويمسح عن وجه على بكفه فيمسح به
وجهه يعنى وجه نفسه فقال له على: يا رسول الله لقد صنعت بي اليوم شيئا ما صنعت بي قط
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وما يمنعني وأنت وصيي وخليفتي والذي يبين لهم ما يختلفون
[فيه] بعدي، وتسمعهم نبوتي (6).
40 - عن سعيد بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله امر نوحا ان يحمل
في السفينة من كل زوجين اثنين، فحمل النخل والعجوة فكانا زوجا، فلما نضب

(1) البرهان ج 2: 374.
(2) البرهان ج 2: 374.
(3) سكب الماء: صبه.
(4) وفى نسخة مخطوطة (إليه البيت).
(5) وفى رواية الأربلي في كشف الغمة بطريقة عن العامة (يمسح العرق من جبهته
ووجهه اه).
(6) البرهان ج 2: 374. البحار ج 9: 290.
262

الماء (1) أمر الله نوحا ان يغرس الحبلة (2) وهي الكرم، فأتاه إبليس فمنعه عن غرسها
وأبى النوح الا ان يغرسها، وأبى إبليس أن يدعه يغرسها، وقال: ليست لك ولا
لأصحابك إنما هي لي ولأصحابي، فتنازعا ما شاء الله، ثم إنهما اصطلحا على أن جعل
نوح لإبليس ثلثيها ولنوح ثلثها وقد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه (ومن
ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا) فكان المسلمون بذلك،
ثم أنزل الله آية التحريم هذه الآية (إنما الخمر والميسر والأنصاب) إلى (منتهون) يا
سعيد فهذه آية التحريم، وهي نسخت الآية الأخرى (3).
41 - عن محمد بن يوسف عن أبيه قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (وأوحى
ربك إلى النحل) قال: الهام (4).
42 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لعقة العسل (5) فيه شفاء قال: (مختلف
ألوانه فيه شفاء للناس) (6).
43 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وأوحى ربك إلى
النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) إلى (ان في ذلك لآيات
لقوم يؤمنون) فالنحل الأئمة والجبال العرب، والشجر الموالي عتاقه، ومما يعرشون
يعنى الأولاد والعبيد ممن لم يعتق. وهو يتولى الله ورسوله والأئمة، والثمرات
المختلف ألوانه فنون العلم الذي قد يعلم الأئمة شيعتهم، (فيه شفاء للناس) يقول في

(1) نضب الماء نضوبا: غار وذهب في الأرض.
(2) وفى بعض النسخ (الجبلة) وفى البرهان (النخلة) ولكن الظاهر هو المختار
قال الفيروزآبادي: الحبلة بالضم الكرم أواصل من أصوله.
(3) البرهان ج 2: 374. البحار ج 16 (م): 22.
(4) البرهان ج 2: 375. البحار ج 14: 714. الصافي ج 1: 930.
(5) لعق العسل: لحسه أي اكله بإصبعه أو باللسان. واللعقة - بالضم -: مصدر،
اسم ما تأخذه بالإصبع
(6) البرهان ج 2: 375. البحار ج 14: 874.
263

العلم شفاء للناس، والشيعة هم الناس، وغير هم الله أعلم بهم ما هم؟ ولو كان كما
يزعم أنه العسل الذي يأكله الناس إذا ما أكل منه ولا شرب ذو عاهة الا برأ لقول الله
(فيه شفاء للناس) ولا خلف لقول الله، وإنما الشفاء في علم القرآن لقوله (وننزل من
القرآن ما هو شفاء ورحمة [للمؤمنين) فهو شفاء ورحمة] لأهله لا شك فيه ولا مرية (1).
وأهله الأئمة الهدى الذين قال الله: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (2)
44 - وفى رواية أبى الربيع الشامي عنه في قول الله: (وأوحى ربك إلى النحل)
فقال: رسول الله (ان اتخذي من الجبال بيوتا) قال: تزوج من قريش (ومن الشجر) قال:
في العرب (ومما يعرشون) قال في الموالي (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)
قال: أنواع العلم (فيه شفاء للناس) (3)
45 - عن سيف بن عميرة عن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنا
عنده فسأله شيخ فقال: بي وجع وانا اشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ، فقال له:
ما يمنعك من الماء الذي جعل الله منه كل شئ حي؟ قال: لا يوافقني، قال له
أبو عبد الله عليه السلام: فما يمنعك من العسل؟ قال الله (فيه شفاء للناس) قال: لا أجده، قال: فما
يمنعك من اللبن الذي نبت منه لحمك واشتد عظمك؟ قال: لا يوافقني فقال له أبو عبد الله:
أتريد ان آمرك بشرب الخمر؟ لا والله لا آمرك (4).
46 - عن عبد الرحمن الأشل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عن قول الله: (وجعل
لكم من أزواجكم بنين وحفدة) قال: الحفدة بنو البنت، ونحن حفدة رسول الله صلى الله عليه وآله (5).
47 - عن جميل بن دارج عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وجعل لكم من
أزواجكم بنين وحفدة) قال: هم الحفدة وهم العون منهم يعنى البنين (6).
48 - عن محمد بن مسلم قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل ينكح أمته من رجل؟

(1) بمعنى الشك أيضا.
(2) البحار ج 7: 114. البرهان ج 2: 375. الصافي ج 1: 931.
(3) البحار ج 7: 114. البرهان ج 2: 375. الصافي ج 1: 931.
(4) البرهان ج 2: 375. البحار ج 16 (م): 22.
(5) البرهان ج 2: 376. الصافي ج 1: 932.
(6) البرهان ج 2: 376. الصافي ج 1: 932.
264

قال: إن كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء، لان الله يقول: (عبدا مملوكا لا يقدر
على شئ) فليس للعبد من الامر شئ وإن كان زوجها حرا فان طلاقها عتقها (1).
49 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: مر عليه غلام له فدعاه إليه ثم قال:
يا فتى أرد عليك فلانة وتطعمنا بدرهم حرثت (2) قال: فقلت: جعلت فداك انا نروى
عندنا ان عليا عليه السلام أهديت له أو اشتريت جارية فسئلها أفارغة أنت أم مشغولة؟ قالت:
مشغولة، قال: فأرسل فاشترى بضعها من زوجها بخمس مأة درهم، فقال: كذبوا على
على ولم يحفظوا، أما تسمع إلى قول الله وهو يقول: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا
يقدر على شئ) (3).
50 - عن زرارة عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله عليهما السلام قال: المملوك
لا يجوز طلاقه ولا نكاحه الا باذن سيده، قلت: فإن كان السيد زوجه بيد من الطلاق؟
قال: بيد السيد (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) أفشئ الطلاق؟ (4).
51 - عن أبي بصير في الرجل ينكح أمته لرجل أله ان يفرق بينهما إذا شاء؟
قال: إن كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء لان الله يقول: (عبدا مملوكا لا يقدر على
شئ) فليس للعبد من الامر شئ، وإن كان زوجها حرا فرق بينهما إذا شاء المولى (5).
52 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا زوج الرجل
غلامه جاريته فرق بينهما متى شاء (6).
53 - عن الحلبي عنه: (7) الرجل ينكح عبده أمته؟ قال: ينزعها (8) إذا شاء بغير طلاق
لان الله يقول: (عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) (9)

(1) البرهان ج 2: 376. البحار ج 23: 79.
(2) في البرهان (يزلف) وفى البحار (جريب).
(3) البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79.
(4) البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79.
(5) البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79.
(6) البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79.
(7) في نسخة (عن الحلبي عن الرجل ينكح اه).
(8) في البرهان (يفرق بينهما).
(9) البحار ج 23: 79.. البرهان ج 2: 377.
265

54 - عن أحمد بن عبد الله العلوي عن الحسن بن الحسين عن الحسين بن
زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:
(ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) ويقول: للعبد لا طلاق ولا نكاح ذلك
إلى سيده والناس يرون خلاف ذلك إذا أذن السيد لعبده لا يرون له ان يفرق بينهما. (1)
55 - عن جعفر بن أحمد عن العمركي عن النيشابوري عن علي بن جعفر
بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام انه سئل عن هذه الآية (يعرفون نعمة الله)
الآية قال: عرفوه ثم أنكروه. (2)
56 - عن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام: انى لاعلم
خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن كأنه في كفى، ثم قال: من كتاب
الله أعلمه ان الله يقول: (فيه تبيان كل شئ). (3)
57 - عن منصور عن حماد اللحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن والله نعلم
ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك، قال: فبهت
انظر إليه، فقال: يا حماد ان ذلك في كتاب الله - ثلث مرات - قال: ثم تلا هذه
الآية: (يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا
ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) انه من
كتاب الله فيه تبيان كل شئ. (4)
58 - عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال الله لموسى:
(وكتبنا له في الألواح من كل شئ) فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشئ كله وقال
الله لعيسى (ليبين لهم الذي يختلفون فيه) وقال الله لمحمد عليه وآله السلام: (و
جئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ). (5)

(1) البرهان ج 2: 378. الصافي ج 1: 935.
(2) البرهان ج 2: 378. الصافي ج 1: 935.
(3) البرهان ج 2: 380. الصافي ج 1: 936.
(4) البرهان ج 2: 380. الصافي ج 1: 936.
(5) البرهان ج 2: 380. الصافي ج 1: 936.
266

59 - عن سعد عن أبي جعفر عليه السلام (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) قال: يا
سعد ان الله يأمر بالعدل وهو محمد، والاحسان وهو على، وايتاء ذي القربى وهو
قرابتنا، أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر، من بغى على
أهل البيت ودعا إلى غيرنا (1).
60 - عن إسماعيل الحريري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله: (ان الله
يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)
قال: اقرأ كما أقول لك يا إسماعيل (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء
ذي القربى حقه) قلت: جعلت فداك انا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد، قال: ولكنا
نقرأها هكذا في قراءة علي عليه السلام، قلت: فما يعنى بالعدل؟ قال: شهادة ان لا إله إلا الله
، قلت، والاحسان؟ قال: شهادة ان محمدا رسول الله، قلت: فما يعنى
بايتاء ذي القربى حقه؟ قال: أداء امامة (2) إلى امام بعد امام، (وينهى عن الفحشاء
والمنكر) قال: ولاية فلان وفلان (3).
61 - عن عمرو بن عثمان قال: خرج علي عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروة
فقال: أين أنتم أنسيتم من كتاب الله وقد ذكر ذلك؟ قالوا: يا أمير المؤمنين في
أي موضع؟ قال: في قوله: (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى
عن الفحشاء والمنكر) فالعدل الانصاف، والاحسان التفضل (4).
62 - عن عامر بن كثير وكان داعية الحسين بن علي (5) عن موسى بن أبي

(1) البرهان ج 2: 381 الصافي ج 1: 937. البحار ج 7: 130.
(2) كذا في المخطوطتين لكن في البحار والبرهان (من امام إلى امام بعد امام)
وفى الصافي (أداء امام إلى امام بعد امام) والأخير هو الظاهر. (3) البرهان ج 2: 381. البحار ج 7: 129. الصافي ج 1: 931.
(4) البرهان ج 2: 381.
(5) أي الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام
صاحب فخ وقصة خروجه على بنى العباس وقتله مشهورة مدونة في كتب التواريخ.
267

الغدير عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (ان الله يأمر بالعدل والاحسان
وايتاء ذي القربى قال: العدل شهادة ان لا إله إلا الله، والاحسان ولاية أمير المؤمنين
(وينهى عن الفحشاء) الأول، (والمنكر) الثاني (والبغي) الثالث (1).
63 - وفى رواية سعد الإسكاف عنه قال: يا سعد (ان الله يأمر بالعدل) وهو محمد
فمن أطاعه فقد عدل (والاحسان) على فمن تولاه فقد أحسن والمحسن في الجنة (و
إيتاء ذي القربى) قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وايتاءنا ونهاهم عن الفحشاء والمنكر
من بغى علينا أهل البيت ودعا إلى غيرنا (2).
64 - عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لما سلموا على
علي عليه السلام بإمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله للأول: قم فسلم على على بإمرة المؤمنين
فقال: أمن الله ومن رسوله (3) يا رسول الله؟ فقال: نعم من الله ومن رسوله، ثم قال لصاحبه
: قم فسلم على على بإمرة المؤمنين، فقال: من الله ومن رسوله؟ قال: نعم من الله ومن
رسوله، ثم قال: يا مقداد قم فسلم على على بإمرة المؤمنين قال: فلم يقل ما قال
صاحباه، ثم قال: قم يا باذر فسلم على على بإمرة المؤمنين فقام وسلم ثم قال: قم يا
سلمان وسلم على على بأمرة المؤمنين، فقام وسلم حتى إذا خرجا وهما يقولان:
لا والله لا نسلم له ما قال ابدا فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه (ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها
وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) بقولكم أمن الله ومن رسوله، (ان الله يعلم ما تفعلون. ولا
تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم أن تكون
أئمة هي أزكى من أئمتكم)
قال: قلت: جعلت فداك إنما نقرؤها (أن تكون أمة هي أربى من أمة) فقال:
ويحك يا زيد وما أربى أن يكون والله كي أزكى من أئمتكم (4)) إنما يبلوكم الله

(1) البرهان ج 2: 381. البحار ج 7: 130.
(2) البرهان ج 2: 381. البحار ج 7: 130.
(3) وفى بعض النسخ (أو من رسوله) وكذا في المواضع الآتية.
(4) وفى رواية الكليني والقمي في التفسير هكذا (فقال: ويحك وما أربى وأومى
بيده بطرحها إنما يبلوكم اه).
268

به) يعنى عليا (وليبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة
واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون * ولا تتخذوا
ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها) بعد ما سلمتم على على بإمرة المؤمنين
(وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله) يعنى عليا (ولكم عذاب عظيم).
ثم قال لي: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على فاظهر ولايته قالا جميعا: والله
من تلقاء الله (1) ولا هذا الا شئ أراد أن يشرف به ابن عمه فأنزل الله عليه (ولو تقول
علينا بعض الأقاويل لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد
عنه حاجزين * وانه لتذكرة للمتقين * وانا لنعلم ان منكم مكذبين) يعنى فلانا
وفلانا (وانه لحسرة على الكافرين) يعنى عليا (وانه لحق اليقين) يعنى عليا (فسبح
باسم ربك العظيم) (2)
65 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عنه قال: (التي نقضت غزلها من بعد
قوة أنكاثا) عايشة هي نكثت ايمانها. (3)
66 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: * وإذا قرأت القرآن
فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم
يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) قال: فقال:
يا با محمد يسلط والله المؤمنين (4) على أبدانهم ولا يسلط على أديانهم) قد سلط على
أيوب فشوه خلقه ولم يسلط على دينه، وقوله: (إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين
هم به مشركون) قال: الذين هم بالله مشركون، يسلط على أبدانهم وعلى

(1) كذا في المخطوطتين وفى البرهان (من تلقاه) وهو الظاهر.
(2) البحار ج 9: 111. البرهان ج 2: 383. ورواه المحدث الحر العاملي رحمه الله في
اثبات الهداة ج 3: 548 مختصرا عن الكتاب أيضا.
(3) البرهان ج 2: 383. البحار ج 7: 454. (4) وفى البرهان وكذا في نسخة مخطوطة (يسلط من المؤمنين اه).
269

أديانهم. (1)
67 - عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (وإذا قرأت القرآن فاستعذ
بالله من الشيطان الرجيم) قلت: كيف أقول؟ قال: تقول: أستعيذ بالله السميع العليم
من الشيطان الرجيم، وقال: ان الرجيم أخبث الشياطين، قال: قلت له: لم يسمى
الرجيم؟ قال: لأنه يرجم، قلت: فانفلت (2) منها بشئ؟ قال: لا قلت: فكيف سمى
الرجيم ولم يرجم بعد؟ قال: يكون في العلم انه رجيم (3)
68 - عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن التعوذ من الشيطان
عند كل سورة نفتحها، قال: نعم فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر ان الرجيم أخبث
الشياطين، فقلت: لم سمى الرجيم؟ قال: لأنه يرجم، فقلنا: هل ينفلت شيئا إذا
رجم؟ قال: لا ولكن يكون في العلم انه رجيم (4)
69 - عن حماد بن عيسى رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله
(انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين
يتولونه والذين هم به مشركون) قال: ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فاما الذنوب
وأشباه ذلك فإنه ينال منهم كما ينال من غيرهم. (5)
70 - عن محمد بن عرامة الصيرفي عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان
الله تبارك وتعالى خلق روح القدس (6) فلم يخلق خلقا أقرب إلى الله منها وليست
بأكرم خلقه عليه، فإذا أراد امرا ألقاه إليها فألقاه إلى النجوم فجرت به (7)

(1) البحار ج 14: 628. البرهان ج 2: 384. الصافي ج 1: 940.
(2) انفلت: نجا وتخلص.
(3) البرهان ج 2: 384. البحار ج 14: 628. الصافي ج 1: 939.
(4) البرهان ج 2: 384. البحار ج 19: 54.
(5) البرهان ج 2: 384. البحار ج 14: 628. الصافي ج 1: 940.
(6) وفى نسخة (أرواح القدس).
(7) البرهان ج 2: 384. الصافي ج 1: 940.
270

71 - عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر رجلا كذابا
ثم قال: قال الله: (إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون) (1)
72 - عن محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما منع ميثم رحمه الله
من التقية؟ فوالله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه (الا من اكره وقلبه
مطمئن بالايمان) (2)
73 - عن معمر بن يحيى بن سالم (3) قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان أهل
الكوفة يروون عن علي عليه السلام أنه قال: ستدعون إلى سبى والبراءة منى فان دعيتم
إلى سبى فسبوني، وان دعيتم إلى البراءة منى فلا تبرؤا منى فانى على دين محمد
عليه الصلاة والسلام؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ما أكثر ما يكذبون على علي عليه السلام،
إنما قال: انكم ستدعون إلى سبى والبراءة منى فان دعيتم إلى سبى فسبوني وان دعيتم
إلى البراءة منى فانى على دين محمد صلى الله عليه وآله، ولم يقل فلا تتبروا منى قال: قلت:
جعلت فداك فان أراد الرجل يمضى على القتل ولا يتبرء؟ فقال: لا والله الا على الذي
مضى عليه عمار، ان الله يقول: (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) قال: ثم كسع
هذا الحديث (4) بواحد: والتقية في كل ضرورة (5)

(1) البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 3): 43.
(2) البحار ج 15 (ج 4): 228. وملخص قصة عمار هو ان قريشا أكرهوه و
أبويه: ياسر، وسمية على الارتداد فأبى أبواه فقتلوهما وهما أول قتيلين في الاسلام، و
أعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا مكرها، فقيل يا رسول الله ان عمارا كفر؟ فقال: كلا!
ان عمار املئ ايمانا من قرنه إلى قدمه. واختلط الايمان بلحمه ودمه، فأتى عمار رسول
الله صلى الله عليه وآله وهو يبكى فجعل النبي صلى الله عليه وآله يمسح عينيه وقال: ما لك؟ ان عادوا لك فعد لهم
بما قلت.
(3) وفى بعض النسخ (معاوية بن يحيى) والظاهر ما اخترناه.
(4) أي أتبعه ذلك يقال كسعه بكذا: إذا جعله تابعا له.
(5) البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 4): 228. الصافي ج 1: 942
271

74 - عن أبي بكر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: وما الحرورية (1) انا قد
كنا وهم متتابعين (2) فهم اليوم في دورنا، أرأيت ان أخذونا بالايمان؟ قال: فرخص لي
في الحلف لهم بالعتاق والطلاق، فقال بعضنا: مد الرقاب أحب إليك أم البراءة من
على؟ فقال: الرخصة أحب إلى اما سمعت قول الله في عمار (الا من اكره وقلبه مطمئن
بالايمان). (3)
75 - عن عمرو بن مروان (4) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول
الله صلوات الله عليه: رفعت عن أمتي أربعة خصال: ما أخطئوا (5) وما نسوا، وما
أكرهوا عليه وما لم يطيقوا، وذلك في كتاب الله [قوله: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا
أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا
ولا تحملنا ما لا طاقه لنا به) وقول الله:] (6) (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان)
مختصر (7)
76 - عن عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته فقلت له: ان
الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك أن تدعى إلى البراءة من على فكيف نصنع؟ قال:
فابرء منه، قال: قلت له: أي شئ أحب إليك؟ قال: أن يمضون (8) على ما مضى

(1) صنف من الخوارج.
(2) في نسخة (منا يعسر) وفى أخرى (معسر).
(3) البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 4): 228. الوسائل ج 2 أبواب الأمر
بالمعروف باب 27.
(4) في نسخة (عمر بن مروان) لكن الظاهر ما اخترناه.
(5) في نسخة الوسائل (ما اضطروا) بدل (ما أخطئوا).
(6) ما بين المعقفتين في نسخة الوسائل فقط دون غيرها.
(7) البرهان ج 2: 386. الوسائل ج 2: أبواب الأمر بالمعروف باب 25.
البحار ج 15 (ج 4): 228.
(8) في البرهان (ان يمضى في علي اه).
272

عليه عمار بن ياسر أخذ بمكة فقالوا له: ابرء من رسول الله صلى الله عليه وآله فبرأ منه، فأنزل
الله عذره (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1)
77 - عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله كان يدعو أصحابه فمن أراد به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه، ومن أراد به
شرا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل، وهو قوله: (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم
وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون) (2)
78 - عن حفص بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان قوما كان في بني إسرائيل
يؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم
يستنجون بها، فلم يزل الله (3) بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يتبعونها ويأكلون
منها وهو قول الله (ضرب الله مثلا قرية كانت أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من
كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا
يصنعون) (4).
79 - عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يكره أن يمسح يده
بالمنديل وفيه شئ من الطعام تعظيما له الا ان يمصها أو يكون إلى جانبه صبي فيمصها
له، قال: وانى أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده فيضحك الخادم ثم قال: ان أهل
قرية ممن كان قبلكم كان الله قد أوسع عليهم حتى طعنوا فقال بعضهم لبعض: لو
عمدنا إلى شئ من هذا النقي فجعلناه نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة؟ قال
فلما فعلوا ذلك بعث الله على أرضهم دوابا أصغر من الجراد، فلم يدع لهم شيئا خلقه
الله يقدر عليه الا اكله من شجر أو غيره فبلغ بهم الجهد (5) إلى أن أقبلوا على الذي

(1) البرهان ج 2: 386. البحار ج 15 (ج 4): 228. الوسائل ج 2 أبواب الأمر
بالمعروف باب 27.
(2) البرهان ج 2: 386. الصافي ج 1: 942.
(3) في البحار (فلم ينزل الله).
(4) البرهان ج 2: 386. البحار ج 18 (ج 1): 49.
(5) الجهد - بالضم -: المشقة.
273

كان يستنجون به فأكلوه، وهي القرية التي قال الله: (ضرب الله مثلا قرية كانت
آمنه مطمئنة) إلى قوله: (بما كانوا يصنعون) (1).
80 - عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام محرم اضطر إلى الصيد
والى ميتة من أيهما يأكل؟ قال: يأكل من الصيد، قلت: أليس قد أحل الله الميتة
لمن اضطر إليها؟ قال: بلى، ولكن الا ترى انه يأكل من ماله يأكل الصيد وعليه
فداء (2).
81 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
عن قوله: (ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا) قال: شئ فضل الله به (3).
82 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ان إبراهيم كان أمة قانتا
لله حنيفا) سماه الله أمة (4).
83 - يونس بن ظبيان عنه (ان إبراهيم كان أمة قانتا) أمة واحدة (5)
84 - عن سماعة بن مهران قال: سمعت العبد الصالح (6) يقول: لقد كانت الدنيا
وما كان فيها الا واحد يعبد الله، ولو كان معه غيره إذا لأضافه إليه حيث يقول: (ان
إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) فصبر بذلك ما شاء الله، ثم إن الله
تبارك وتعالى آنسه بإسماعيل واسحق فصاروا ثلاثة (7).
85 - عن الحسين بن حمزة قال سمعت أبا عبد الله السلام يقول: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله
ما صنع بحمزة بن عبد المطلب قال: اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان
على ما أرى، ثم قال: لئن ظفرت لأمثلن ولأمثلن قال: فأنزل الله: (وان عاقبتم فعاقبوا

(1) البرهان ج 2: 387. البحار ج 18 (ج 1): 49. الصافي ج 1: 943.
(2) البرهان ج 2: 387.
(3) البرهان ج 2: 388. الصافي ج 1: 944. البحار ج 5: 114.
(4) البرهان ج 2: 388. الصافي ج 1: 944. البحار ج 5: 114.
(5) البرهان ج 2: 388. الصافي ج 1: 944. البحار ج 5: 114.
(6) في البرهان (أبا عبد الله عليه السلام) بدل (العبد الصالح) وفى البحار (عبدا
صالحا).
(7) البرهان ج 2: 388. البحار ج 5: 114. الصافي ج 1: 944.
274

بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم فهو خير للصابرين) قال: فقال رسول الله صلوات الله عليه
وآله: أصبر أصبر (1).

(1) البحار ج 6: 504. البرهان ج 2: 389. الصافي ج 1: 947.
275

بسم الله الرحمن الرحيم
ومن سورة بني إسرائيل
1 - عن الحسين بن علي بن أبي حمزة الثمالي عن الحسين بن أبي العلا عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك
القائم ويكون من أصحابه (1).
2 - عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله (سبحان) فقال:
انفة لله. (2) وفى رواية أخرى عن هشام عنه مثله (3). 3 - عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان جبرئيل عليه السلام أتى بالبراق إلى
النبي صلى الله عليه وآله وكان أصغر من البغل وأكبر من الحمار مضطرب الاذنين عيناه في
حوافره خطوته مد البصر (4).
4 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى بالنبي عليه السلام اتى
بالبراق ومعها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب،
وامسك الاخر باللجام، وسوى عليه الآخر ثيابه فلما ركبها تضعضعت، فلطمها

(1) البرهان ج 2: 389. الصافي ج 1: 1000. البحار ج 19: 7.
(2) قال الطريحي وفى الحديث: سئلته عن سبحان الله فقال: أنفة هو كقصبة أي
تنزيه لله تعالى كما أن سبحان تنزيه، قال بعض الشارحين: الانفة في الأصل الضرب على
الانف ليرجع ثم استعمل لتبعيد الأشياء فيكون هنا بمعنى رفع الله عن مرتبة المخلوقين
بالكلية لأنه تنزيه عن صفات الرذائل والأجسام.
(3) البرهان ج 2: 394.
(4) البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 373. الصافي ج 1: 949.
276

جبرئيل عليه السلام وقال لها: قرى يا براق فما ركبك أحد قبله مثله، ولا يركبك أحد
بعده مثله الا انه تضعضعت عليه (1).
5 - وفى رواية أخرى عن هشام عنه لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله حضرت الصلاة فأذن
جبرئيل وأقام جبرئيل للصلاة فقال: يا محمد تقدم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: تقدم يا
جبرئيل، فقال له: انا لا نتقدم الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم (2)
6 - عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا هارون كم بين منزلك و
بين المسجد الأعظم؟ فقلت: قريب قال: يكون ميلا؟ فقلت: لكنه أقرب، فقال:
فما تشهد الصلاة كلها فيه؟ فقلت: لا والله جعلت فداك ربما شغلت فقال: اما انى
لو كنت بحضرته ما فاتننى فيه صلاة، قال: ثم قال هكذا بيده ما من ملك مقرب ولا
نبي مرسل ولا عبد صالح الا وقد صلى في مسجد كوفان حتى محمد عليه الصلاة والسلام
ليلة اسرى به أمر به جبرئيل فقال: يا محمد هذا مسجد كوفان، فقال: استأذن لي حتى
اصلى فيه ركعتين، فاستأذن له فهبط به وصلى فيه ركعتين، ثم قال: أما علمت أن عن
يمينه روضة من رياض الجنة، وعن يساره روضة من رياض الجنة، أما علمت أن الصلاة
المكتوبة فيه تعدل الف صلاة في غيره، والنافلة خمس مائة صلاة، والجلوس فيه
من غير قراءة القرآن عبادة، ثم قال هكذا بإصبعه فحركها: ما بعد المسجدين أفضل
من مسجد كوفان (3)
7 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان جبرئيل احتمل
رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه وقال له: ما وطى شئ قط
مكانك (4).
8 - عن ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله إلى
السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملائكة الا استبشر به الا مالك خازن جهنم، فقال
لجبرئيل: يا جبرئيل ما مررت بملك من الملائكة الا استبشرني الا هذا الملك

(1) البرهان ج 2: 400.
(2) البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 397.
(3) البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 397.
(4) البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 397.
277

فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن جهنم وهكذا جعله الله: قال: فقال له النبي يا جبرئيل
سله أن يرينها، فقال جبرئيل: يا مالك هذا محمد صلى الله عليه وآله وقد شكى إلى وقال: ما مررت
بأحد من الملائكة الا استبشرني وسلم على الا هذا فأخبرته ان الله هكذا جعله وقد
سألني ان أسئلك أن تريه جهنم، قال: فكشف له عن طبق من أطباقها، فما رؤى
رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكا حتى قبض صلى الله عليه وآله (1)
9 - عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى رسول الله صلى الله عليه وآله
حضرت الصلاة فاذن جبرئيل فلما قال: الله أكبر الله أكبر قالت الملائكة: الله أكبر الله
أكبر، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله قالت الملائكة: خلع الأنداد، فلما قال: اشهد
أن محمد رسول الله، قالت: نبي بعث، فلما قال: حي على الصلاة، قالت: حث على عبادة
ربه، فلما قال: حي على الفلاح، قالت: أفلح من تبعه (2).
10 - عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أخبرهم (3) انه اسرى
به قال بعضهم لبعض: قد ظفرتم، فاسئلوه عن أيلة (4) قال: فسألوه عنها قال: فاطرق
فسكت فأتاه جبرئيل فقال: يا رسول الله ارفع رأسك فان الله قد رفع لك أيلة وقد
أمر الله كل منخفض من الأرض فارتفع، وكل مرتفع فانخفض فرفع رأسه فإذا أيلة قد
رفعت له، قال: فجعلوا يسئلونه ويخبرهم وهو ينظر إليها، ثم قال: ان علامة ذلك
عير لأبي سفيان يحمل برا (5) يقدمها جمل أحمر مجمع تدخل غدا هذا مع الشمس

(1) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 381.
(2) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 381.
(3) أي كفار مكة.
(4) أيلة بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام. وقيل: هي
آخر الحجاز وأول الشام. وقال المجلسي رحمه الله: لعله إيليا (وهو مدينة القدس) على وفق
الاخبار الاخر فصحف.
(5) وفى بعض النسخ (ندا) وهو طيب معروف، أو هو العنبر. وفى آخر
(قدا) وهو بالفتح: جلد السخلة وبالكسر: اناء من جلد. وفى ثالث (بزا) أي
متاعا.
278

فأرسلوا الرسل وقالوا لهم: حيث ما لقيتم العير فاحبسوها ليكذبوه بذلك قوله: قال
فضرب الله وجوه الإبل فأقربت (1) على الساحل وأصبح الناس فتشرفوا فقال أبو عبد الله
فما رؤيت مكة قط أكثر متشرفا ولا متشرفة منها يومئذ لينظروا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: فأقبلت الإبل من ناحية الساحل فقال: يقول القائل: الإبل، الشمس، الإبل
قال: فطلعتا جميعا (2).
11 - عن هشام بن حكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله صلى العشاء
الآخرة وصلى الفجر في الليلة التي اسرى به فيها بمكة (3)
12 - عن زرارة وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: حدث
أبو سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان جبرئيل قال لي (4) ليلة اسرى بي وحين رجعت
فقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة؟ فقال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومنى
السلام وحدثنا عند ذلك انها قالت حين لقيها نبي الله عليه وآله السلام فقال لها الذي قال
جبرئيل، قالت: ان الله هو السلام، ومنه السلام، واليه السلام، وعلى جبرئيل
السلام (5).
13 - عن سلام الحناط (6) عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المساجد
التي لها الفضل، فقال: المسجد الحرام ومسجد الرسول، قلت: والمسجد الأقصى
جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء، إليه اسرى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: ان الناس
يقولون: انه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه (7).

(1) وفى نسخة (فنفرت).
(2) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.
(3) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.
(4) وفى البحار (أتاني) مكان (قال لي) وهو الظاهر.
(5) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.
(6) وفى البرهان (سالم) بدل (سلام).
(7) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392. الصافي ج 1: 949.
279

14 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما اسرى بالنبي
فانتهى إلى موضع: قال له جبرئيل: قف فان ربك يصلى، قال قلت: جعلت فداك وما
كان صلاته؟ فقال كان يقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبى (1).
15 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما
اسرى به رفعه جبرئيل بإصبعه وضعها في ظهره حتى وجد بردها في صدره، فكان
رسول الله دخله شئ فقال: يا جبرئيل أفي هذا الموضع؟ (2) قال: نعم ان هذا الموضع
لم يطأه أحد قبلك، ولا يطأه أحد بعدك، قال: وفتح الله له من العظمة مثل مسام الإبرة
فرأى من العظمة ما شاء الله، فقال له جبرئيل: قف يا محمد وذكر مثله - الحديث الأول -
سواء (3).
16 - عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله قال: كان نوح إذا أصبح قال: اللهم
انه ما كان من نعمة وعافية في دين أو دنيا فإنه منك، وحدك لا شريك لك، لك الملك
ولك الشكر به على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا (4).
17 - عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما سمى نوح عبدا
شكورا لأنه كان يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم انه ما أصبح وأمسي به من نعمة
أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر به على يا رب
حتى ترضى وبعد الرضا، يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا (5).
18 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (كان عبدا شكورا) قال إذا
كان امسى وأصبح يقول: أمسيت أشهدك انه ما أمست بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها
من الله وحده لا شريك له له الحمد بها والشكر كثيرا (6).
19 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما عنى الله بقوله

(1) البحار ج 6: 392. البرهان ج 2: 401.
(2) أي تتركني في هذا الموضع؟.
(3) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.
(4) البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491 - 988.
(5) البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491 - 988.
(6) البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491 - 988.
280

لنوح (انه كان عبدا شكورا) فقال: كلمات بالغ فيهن وقال: كان إذا أصبح وأمسى
قال: اللهم أصبحت أشهدك انه ما أصبح بي من نعمة في دين أو دنيا فإنه منك، وحدك
لا شريك لك، ولك الشكر بها على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا، فسمى بذلك
عبدا شكورا (1).
20 - عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (وقضينا إلى بني إسرائيل
في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) قتل على، وطعن الحسن (ولتعلن علوا كبيرا)
قتل الحسين (فإذا جاء وعد أوليهما) إذا جاء نصر دم الحسين (بعثنا عليكم عبادا لنا أولى
بأس شديد فجاسوا خلال الديار) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترا
لآل محمد الا حرقوه (2)) وكان وعدا مفعولا) قبل قيام القائم (ثم رددنا لكم الكرة
عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) خروج الحسين في الكرة
في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه، عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان
المؤدى إلى الناس ان الحسين قد خرج في أصحابه حتى لا يشك فيه المؤمنون وانه ليس
بدجال ولا شيطان، الامام الذي بين أظهر الناس يومئذ، فإذا استقر عند المؤمن انه الحسين
لا يشكون فيه، وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون
بذلك، جاء الحجة الموت فيكون الذي غسله، وكفنه وحنطه وايلاجه في حفرته (3)
الحسين، ولا يلي الوصي الا الوصي.
وزاد إبراهيم في حديثه ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه (4).
21 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان يقرأ (بعثنا عليكم عبادا لنا أولى
بأس شديد) ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولى بأس شديد (5).

(1) البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491.
(2) وفى نسخة البرهان (أخذوه) وفى رواية الكليني رحمه الله (قتلوه).
(3) وفى البرهان (ويلحده في حفرته) وهو الظاهر. وفى البحار (فيكون الذي يلي
غسله كفنه وحنوطه) وهو الأظهر
(4) البرهان ج 2: 407. البحار ج 13: 13. الصافي ج 1: 959. ونقله
المحدث الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7: 102 مختصرا عن الكتاب.
(5) البرهان ج 2: 407. البحار ج 13: 13. الصافي ج 1: 959. ونقله
المحدث الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7: 102 مختصرا عن الكتاب.
281

22 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته، يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فان بين جوانحي
علما جما فسلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية (1) تطأ في خطامها (2) ملعون
ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها، فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو
بويلها دخله أو حولها لا مأوى يكنها (3) ولا أحد يرحمها، فإذا استدار الفلك قلتم
مات أو هلك وأي واد سلك، فعندها توقعوا الفرج وهو تأويل هذه الآية (ثم رددنا
لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) والذي فلق
الحبة وبرء النسمة ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا
حتى يولد لصلبه ألف ذكر آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل عاملين بكتاب الله
وسنة رسوله، قد اضمحلت عنهم الآفات والشبهات (4)
23 - عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان أول من يكر إلى الدنيا
الحسين بن علي عليه السلام وأصحابه ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة
(5) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين
وجعلناكم أكثر نفيرا) (6).
24 - عن أبي إسحاق (ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم) قال: يهدى إلى

(1) أي ترفع برجلها. قيل: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر، و
قال بعض: كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها.
(2) الخطام - ككتاب -: كل ما يجعل في انف البعير ليقتاد به.
(3) أي يسترها.
(4) البحار ج 13: 13. البرهان ج 2: 408.
(5) القذة: ريش السهم وهذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان
وقد تكرر ذكرها في الحديث.
(6) البحار ج 13: 219. البرهان ج 2: 408. الصافي ج 1: 959.
282

الامام (1).
25 - عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام (ان هذا القران يهدى للتي هي أقوم)
قال: يهدى إلى الولاية (2). 26 - عن سلمان الفارسي قال: ان الله لما خلق آدم وكان أول ما خلق عيناه،
فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق، فلما حانت ان يتبالغ الخلق في رجليه فأراد القيام
فلم يقدر وهو قول الله: (خلق الانسان عجولا) وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يلبث (3)
ان تناول عنقود العنب فأكله (4).
27 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما خلق آدم نفخ فيه
من روحه وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال الله عز وجل (خلق الانسان
عجولا) (5).
28 - عن أبي بصير عنه (فمحونا آية الليل) قال: هو السواد الذي فجوف
القمر (6).
29 - عن نصر بن قابوس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السواد الذي في القمر:
محمد رسول الله (7)
30 - عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا وهو على المنبر
وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن هذه السواد
في القمر؟ فقال: هو قول الله (فمحونا آية الليل) (8).
31 - عن أبي الطفيل قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: سلوني عن كتاب الله فإنه
ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار أو في سهل أو في جبل، قال: فقال له ابن
الكوا: فما هذه السواد في القمر؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء اما سمعت الله يقول:

(1) البرهان ج 2: 409. البحار ج 7: 120. الصافي ج 1: 960.
(2) البرهان ج 2: 409. البحار ج 7: 120. الصافي ج 1: 960.
(3) وفى نسخة (لم يستجع).
(4) البحار ج 5: 32. البرهان ج 2: 410. الصافي ج 1: 960.
(5) البحار ج 5: 32. البرهان ج 2: 410. الصافي ج 1: 960.
(6) البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.
(7) البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.
(8) البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.
283

(وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) فذلك محوها
قال: يقول الله: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم
يصلونها) قال تلك في الأفجرين من قريش (1).
32 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
عن قوله: (وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه) قال: قدره الذي قدر عليه (2)
33 - عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (اقرأ كتابك كفى بنفسك
اليوم) قال: يذكر بالعبد جميع ما عمل، وما كتب عليه، حتى كأنه فعله تلك الساعة
فلذلك قالوا) يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصيها) (3).
34 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا
مترفيها) مشددة منصوبة (4) تفسيرها: كثرنا وقال: لا قرأتها مخففة (5).
35 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (إذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا
مترفيها) قال: تفسيرها أمرنا أكابرها (6).
36 - عن أبي بصير عن أحدهما انه ذكر الوالدين فقال: هما الذان قال الله: (وقضى

(1) البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.
(2) البرهان ج 2: 411. البحار ج 3: 282. الصافي ج 1: 961.
(3) البرهان ج 2: 411. البحار ج 3: 282. الصافي ج 1: 961.
وفى البحار نقل بعد هذا الحديث حديث آخر عن كتاب العياشي عن خالد بن نجيح
أيضا ولما لم يكن في النسخ موجودا نذكره ها هنا وهو هكذا:
(العياشي عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة دفع إلى
الانسان كتابه، ثم قيل له: اقرأ، قلت: فيعرف ما فيه؟ فقال: ان الله يذكره، فما من
لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شئ فعله الا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا
(يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها).
(4) وفى الصافي (مشددة ميمه).
(5) البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 412. الصافي ج 1: 962.
(6) البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 412. الصافي ج 1: 962.
284

ربك ان لا تعبدوا الا إياه وبالوالدين احسانا) (1).
37 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (اما يبلغن عندك الكبر أحدهما
أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) قال: هو أدنى الأدنى حرمه الله فما فوقه (2).
38 - عن حريز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أدنى العقوق أف، ولو
علم الله ان شيئا أهون منه لنهى عنه (3).
39 - عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (وبالوالدين
احسانا) فقال: الاحسان ان تحسن صحبتهما، ولا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما
يحتاجان إليه، وان كانا مستغنيين، أليس يقول الله: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
تحبون) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: واما قوله: (اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو
كلاهما فلا تقل لهما أف) قال: ان أضجراك فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما ان ضرباك
قال: (وقل لهما قولا كريما) قال: يقول لهما: غفر الله لكما. فذلك منك قول كريم،
وقال: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال لا تملأ عينيك من النظر اليهما الا برحمة
ورقة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يديك فوق أيديهما ولا تتقدم قدامهما (4).
40 - عن الأصبغ قال: خرجنا مع علي عليه السلام فتوسط المسجد فإذا ناس
يصلون (5) حين طلعت الشمس فسمعته يقول: نحروا صلاة الأوابين نحرهم الله،
قال: قلت: فما نحروها؟ قال: عجلوها، قال: قلت يا أمير المؤمنين ما صلاة الأوابين؟
قال: ركعتان (6).
41 - عن عبد الله بن عطاء المكي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: انطلق بنا إلى حائط
لنا، فدعا بحمار وبغل فقال: أيهما أحب إليك؟ فقلت: الحمار، فقال: انى أحب ان
تؤثرني با لحمار فقلت: البغل أحب إلى فركب الحمار وركبت البغل، فلما مضينا
اختال الحمار (7) في مشيته حتى هز منكبي أبى جعفر عليه السلام فلزم قربوس السرج فقلت

(1) البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافي ج 1: 964
(2) البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافي ج 1: 964
(3) البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافي ج 1: 964
(4) البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافي ج 1: 964
(5) وفى البرهان (يتنفلون) مكان (يصلون).
(6) البرهان ج 2: 414.
(7) الاختيال: التكبر والتبختر.
285

جعلت فداك كأني أراك تشتكي بطنك قال: وفطنت إلى هذا منى، ان رسول الله صلى الله عليه وآله
كان له حمار يقال له: عفير إذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول الله حتى يهز
منكبيه، فيلزم قربوس السرج، فقول: اللهم ليس منى ولكن ذامن عفير، وان
حماري من سروري اختال في مشيه، فلزمت قربوس السرج وقلت: اللهم هذا ليس
منى ولكن هذا من حماري، قال، فقال يا ابن عطاء ترى زاغت الشمس (1) فقلت:
جعلت فداك وما علمي بذلك وانا معك، فقال لا لم تفعل وأوشك قال: فسرنا قال فقال
قد فعلت، قلت: هذا المكان الأحمر قال: ليس يصلى ها هنا، هذه أودية النمال و
ليس يصلى، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء قال: هذه سبخة وليس يصلى بالسباخ قال:
فمضينا إلى ارض حصباء قال: هاهنا فنزل ونزلت، فقال: يا ابن عطاء أتيت العراق
فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة، قال: قلت: نعم فقال:
أولئك شيعة أبى على، هذه صلاة الأوابين، ان الله يقول: (انه كان للأوابين
غفورا) (2).
42 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في قوله (انه كان للأوابين
غفورا) قال: هم التوابون المتعبدون (3).
43 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا با محمد عليكم بالورع والاجتهاد،
وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الصحبة لمن صحبكم، وطول السجود كان
ذلك من سنن الأوابين، قال أبو بصير: الأوابون التوابون (4).
44 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال من صلى أربع ركعات
[فقرأ] في كل ركعة خمسين مرة (قل هو الله أحد) كانت صلاة فاطمة عليها السلام وهي صلاة
الأوابين (5).

(1) زاغت الشمس: أي مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها.
(2) البرهان ج 2: 414. البحار ج 18: 122.
(3) البرهان ج 2: 414. البحار ج 3: 101.
(4) البرهان ج 2: 414. الصافي ج 1: 965.
(5) البرهان ج 2: 414. البحار ج 18: 909.
286

45 - عن محمد بن حفص بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت صلاة الأوابين
خمسين صلاة كلها بقل هو الله أحد (1).
46 - عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما انزل الله (فلت ذا القربى حقه
والمسكين) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوي القربى؟
قال: هم أقاربك، فدعى حسنا وحسينا وفاطمة، فقال: ان ربى امرني ان أعطيكم مما
أفاء على، قال: أعطيتكم فدك (2).
47 - عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان رسول الله اعطى فاطمة
فدكا قال: كان وقفها، فأنزل الله: (وآت ذات القربى حقه) فأعطاها رسول الله حقها،
قلت: رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاها؟ قال: بل الله أعطاها (3).
48 - عن ابن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أكان رسول الله اعطى فاطمة فدكا؟
قال: كان لها من الله (4).
49 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتت فاطمة أبا بكر تريد
فدك، قال: هاتي اسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فاتت بأم أيمن، فقال لها: بم
تشهدين؟ قالت: أشهد ان جبرئيل أتى محمدا فقال: ان الله يقول: (فلت ذا القربى
حقه) فلم يدر محمد صلى الله عليه وآله من هم؟ فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم؟ فقال: فاطمة ذو
القربى فأعطاها فدكا: فزعموا أن عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر (5).
50 - عن عطية العوفي قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله خيبر، وأفاء الله عليه فدك
وانزل عليه (وآت ذا القربى حقه) قال: يا فاطمة لك فدك (6).
51 - عن عبد الرحمن بن صالح كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى العبسي
(7) يسئله عن قصة الفدك فكتب إليه عبيد الله بن موسى بهذا الحديث. رواه عن

(1) البرهان ج 2: 414.
(2) البرهان ج 2: 415. الصافي ج 1: 965.
(3) البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.
(4) البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.
(5) البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.
(6) البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.
(7) من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية.
287

الفضل بن مرزوق عن عطية فرد المأمون فدك على ولد فاطمة صلوات الله عليها (1).
52 عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تم
نوره من السماء حين قال (وآت ذا القربى حقه والمسكين)؟ قالوا: لا (2)
53 - عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله (ولا تبذر
تبذيرا) قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر، ومن انفق؟؟ الخير فهو
مقتصد (3).
54 - عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تبذر تبذيرا) قال:
بذل الرجل ماله ويقعده ليس له مال قال: فيكون تبذير في حلال؟ قال: نعم (4).
55 - عن علي بن جذاعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام [في قوله لا تبذر تبذيرا]
يقول: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف، وقال
الله: (لا تبذر تبذيرا) ان الله لا يعذب على القصد (5).
56 - عن جميل عن إسحاق بن عمار عن عامر بن جذاعة قال: دخل على أبى
عبد الله عليه السلام رجل فقال: يا با عبد الله قرضا إلى ميسرة؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: إلى غلة
تدرك؟ فقال: لا وا لله، فقال: إلى تجارة تؤدى؟ فقال: لا والله، قال: فإلى عقدة تباع؟
فقال: لا والله، فقال: أنت إذا ممن جعل الله له في أموالنا حقا، فدعا أبو عبد الله عليه السلام
بكيس فيه دارهم، فأدخل يده فناوله قبضة، ثم قال: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن
بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف قال الله: (ولا تبذر تبذيرا) وقال: ان الله لا يعذب
على القصد (6).
57 - عن جميل عن إسحاق بن عمار في قوله: (ولا تبذر تبذيرا) قال: لا تبذر
في ولاية علي عليه السلام (7).
58 - عن بشر بن مروان قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فدعا برطب فأقبل

(1) البرهان ج 2: 416. البحار ج 8: 93.
(2) البرهان ج 2: 416. البحار ج 8: 93.
(3) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافي ج 1: 966
(4) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافي ج 1: 966
(5) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافي ج 1: 966
(6) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافي ج 1: 966
(7) البرهان ج 2: 416. الصافي ج 1: 966.
288

بعضهم يرمى بالنوى، قال: فأمسك أبو عبد الله يده، فقال: لا تفعل ان هذا من التبذير
وان الله لا يحب الفساد (1).
59 - عن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فجاءه سائل فقام إلى مكتل
(2) فيه تمر فملأ يده ثم ناوله، ثم جاء آخر فسأله فقال وأخذ بيده فناوله، ثم جاء
آخر فسأله فقال: رزقنا الله وإياك، ثم قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يسئله أحد من
الدنيا شيئا الا أعطاه؟ قال: فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله فان
قال: ليس عندنا شئ، فقل: أعطني قميصك، فأتاه الغلام فسأله فقال النبي صلى الله عليه وآله ليس
عندنا شئ، فقال: فاعطني قميصك، فأخذ قميصه فرمى به إليه فأدبه الله على القصد،
فقال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما
محسورا) (3).
60 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى
عنقك) قال: فضم يده وقال: هكذا، فقال: (ولا تبسطها كل البسط) وبسط راحته وقال
هكذا (5).
61 - عن محمد بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ولا تجعل
يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) قال: الاحسار
الاقتار (5).
62 - عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيم قال: لا يملق حاج أبدا قلت: وما
الاملاق؟ قال: قول الله (ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق). (6)
63 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحاج لا يملق أبدا،

(1) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 201.
(2) المكتل - كمنبر: - الزنبيل الكبير.
(3) البرهان ج 2: 417. البحار ج 20: 44. الصافي ج 1: 967.
(4) البرهان ج 2: 417. البحار ج 20: 44. الصافي ج 1: 967.
(5) البرهان ج 2: 417. البحار ج 20: 44. الصافي ج 1: 967.
(6) البرهان ج 2: 417. الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 37.
الصافي ج 1: 968.
289

قال: قلت: وما الاملاق؟ قال: الافلاس، ثم قال: (ولا تقتلوا أولادكم من املاق
نحن نرزقهم وإياكم). (1)
64 - عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قتل
النفس التي حرم الله، فقد قتل الحسين في أهل بيته. (2)
65 - عن جابر بن عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في الحسين عليه السلام
(ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) قاتل الحسين (انه
كان منصورا) قال الحسين عليه السلام. (3)
66 - عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا اجتمع العدة على قتل رجل حكم
الوالي يقتل أيهم شاء وليس له أن يقتل بأكثر من واحد ان الله يقول: (ومن قتل مظلوما
فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) وإذا قتل واحدا
ثلاثة خير الوالي أي الثلاثة شاء أن يقتل، ويضمن الآخران ثلثي الدية لورثة
المقتول. (4)
67 - عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ومن قتل مظلوما
فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) قال: هو الحسين
بن علي عليه السلام قتل مظلوما ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام منا طلب بثار الحسين،
فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل، وقال: [المسى] (5) المقتول الحسين عليه السلام
ووليه القائم، والاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله انه كان منصورا، فإنه لا يذهب
من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله صلى الله عليه وآله، يملأ الأرض قسطا وعدلا
كما ملئت جورا وظلما. (6)

(1) البرهان ج 2: 418. الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 37. الصافي
ج 1: 968.
(2) البرهان ج 2: 418. البحار ج 10: 150.
(3) البرهان ج 2: 418. البحار ج 10: 150.
(4) البرهان ج 2: 418. البحار ج 24: 40. الصافي ج 1: 968.
(5) كذا في نسخة الأصل وفى أخرى (الشئ) والكلمة غير موجودة في البحار، ولعلها
من النساخ
(6) البرهان ج 2: 419. البحار ج 10: 150. اثبات الهداة ج 7: 102 مختصرا.
290

68 - عن أبي العباس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين قتلا رجلا فقال:
يخير وليه ان يقتل أيهما شاء، ويغرم الباقي نصف الدية أعنى دية المقتول، فيرد
على ورثته، وكذلك ان قتل رجل امرأة ان قبلوا دية المرأة فذاك، وان أبى
أوليائها الا قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله: (فقد جعلنا
لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) (1)
69 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله
زعم ولد الحسن عليه السلام ان القائم منهم وانهم أصحاب الامر، ويزعم ولد ابن الحنفية
مثل ذلك، فقال: رحم الله عمى الحسن عليه السلام لقد غمد الحسن عليه السلام أربعين الف سيف
حين أصيب أمير المؤمنين عليه السلام، وأسلمها إلى معاوية ومحمد بن علي سبعين ألف سيف
قاتله، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها حتى يموتوا جميعا، وخرج الحسين
صلوات الله عليه فعرض نفسه على الله في سبعين رجلا من أحق بدمه منا، نحن و
الله أصحاب الامر، وفينا القائم، ومنا السفاح والمنصور، وقد قال الله: (ومن قتل
مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) نحن أولياء الحسين بن علي عليهما السلام وعلى
دينه. (2)
70 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام ان نجدة الحروري (3)
كتب إلى ابن عباس سأله عن أشياء عن اليتيم متى ينقطع يتمه؟ فكتب إليه ابن
عباس: اما اليتيم فانقطاع يتمه إذا بلغ أشده وهو الاحتلام (4)
71 - وفى رواية أخرى عن عبد الله بن سنان عنه قال: سأله أبى وأنا حاضر: اليتيم
متى يجوز أمره فقال: حين يبلغ أشده، قلت: وما أشده؟ قال: الاحتلام، قلت:

(1) البرهان ج 2: 419. البحار ج 24: 40. الوسائل ج 3: أبواب القصاص
باب 31.
(2) البرهان ج 2: 419. البحار ج 8: 152.
(3) هو نجدة بن عامر من الخوارج. والحرورية: طائفة منهم.
(4) البرهان ج 2: 419. البحار ج 23: 40 و 15 (ج 4): 121.
291

قد يكون الغلام ابن ثماني عشرة سنة لا يحتلم أو أقل أو أكثر؟ قال: إذا بلغ ثلث عشرة
سنة كتب له الحسن وكتب عليه السئ وجاز أمره الا أن يكون سفيها أو ضعيفا (1)
72 - عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بلغ العبد ثلثا وثلثين سنة فقد
بلغ أشده وإذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه وإذا بلغ احدى وأربعين فهو في النقصان
وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النزع (2).
73 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا بلغ أشده الاحتلام ثلث
عشرة سنة (3).
74 - عن الحسن قال: كنت أطيل القعود في المخرج لاسمع غناء بعض
الجيران قال: فدخلت على أبى عبد الله فقال لي يا حسن: (ان السمع والبصر والفؤاد
كل أولئك كان عنه مسؤولا) السمع وما وعى، والبصر وما رأى، والفؤاد وما
عقد عليه (4).
75 - عن الحسين بن هارون عن أبي عبد الله في قول الله: (ان السمع والبصر
والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) قال: يسئل السمع عما يسمع والبصر عما يطرف
(5) والفؤاد عما يعقد عليه (6).
76 - عن أبي جعفر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل: بابى أنت و
أمي انى ادخل كنيفا لي ولى جيران وعندهم جواري يتغنين ويضربن بالعود،
فربما اطلب الجلوس استماعا منى لهن فقال: لا تفعل، فقال الرجل: والله ما
آتيتهن (7) إنما هو سماع أسمعه بأذني فقال له: اما سمعت الله يقول: ان السمع

(1) البرهان ج 2: 419. البحار ج 23: 40.
(2) البرهان ج 2: 429.
(3) البرهان ج 2: 429.
(4) البرهان ج 2: 421. الصافي ج 1: 969.
(5) طرفت عينه، تحركت بالنظر.
(6) البرهان ج 2: 421. الصافي ج 1: 969.
(7) وفى البحار هكذا (والله ما هو شئ أتيته برجلي اه).
292

والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) قال: بلى والله فكأني لم أسمع هذه الآية قط
من كتاب الله من عجمي ولا من عربي، لا جرم انى لا أعود إن شاء الله وانى استغفر الله
فقال له: قال فاغتسل وصل ما بدا لك، فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوء
حالك لو مت على ذلك، احمد الله واسئله التوبة من كل ما يكره، فإنه لا يكره الا كل
القبيح، والقبيح دعه لأهله فان لكل اهلا (1)
77 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: ان الله تبارك و
- تعالى فرض الايمان على جوارح بني آدم، وقسمه عليها، فليس من جوارحه جارحة
الا وقد وكلت به من الايمان بغير ما وكلت به أختها، ومنها عيناه اللتان ينظر بهما و
رجلاه اللتان يمشى، ففرض على العين ان لا تنظر إلى ما حرم الله عليه وان تغض
عما نهاه الله عنه مما لا يحل له، وهو عمله وهو من الايمان قال الله تبارك وتعالى:
(ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)
فهذا ما فرض الله من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان، وفرض الله
على الرجلين ان لا يمشى بهما إلي شئ من معاصي الله وفرض عليهما المشي فيما فرض الله
فقال: (ولا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) و
قال: (واقصد في شيك واغضض من صوتك ان انكر الأصوات لصوت الحمير) (2)
78 - عن علي بن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام (ولقد صرفنا في ذا القرآن
ليذكروا) يعنى ولقد ذكرنا عليا في القرآن وهو الذكر فما زادهم الا نفورا (3)
79 - عن أبي الصباح عن أبي عبد الله قال: قلت له: قول الله (وان من شئ
الا يسبح بحمده) قال: كل شئ يسبح بحمده وانا لنرى ان ينقض الجدر هو

(1) البرهان ج 2: 421. البحار ج 3: 101.
(2) البرهان ج 2: 421. البحار ج 21: 117.
(3) البرهان ج 2: 422 وفيه زيادة ليست في ساير النسخ وها هي:
(وقال: قوله: وما يزيدهم الا نفورا، قال: قال: إذا سمعوا القرآن ينفرون عنه
ويكذبونه) انتهى.
293

تسبيحها (1).
80 - وفى رواية الحسين بن سعيد عنه: (وما من شئ الا يسبح بحمده ولكن
لا تفقهون تسبيحهم) قال: كل شئ يسبح بحمده، وقال: انا لنرى ان ينقض الجدار
وهو تسبيحها (2)
81 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (وان من شئ الا يسبح
بحمده) فقال: ما ترى ان تنقض الحيطان (3) تسبيحها (4).
82 - عن الحسن [عن] النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم
السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن أن توسم البهائم في وجوهها، وأن يضرب وجوهها
فإنها تسبح بحمد ربها (5).
83 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا
شئ يصاد من الوحش الا بتضييعه التسبيح (6)
84 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام انه دخل عليه
رجل فقال له: فداك أبي وأمي انى أجد الله يقول في كتابه (وان من شئ الا يسبح بحمده
ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فقال له: هو كمال فقال له: أتسبح الشجرة اليابسة؟
فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على
كل حال (7).

(1) البرهان ج 2: 422. الصافي ج 1: 971. البحار ج 14: 329.
(2) البرهان ج 2: 422. الصافي ج 1: 971. البحار ج 14: 329.
(3) وفى البحار (انا نرى ان تنقض الحيطان).
(4) البحار ج 14: 329.
(5) البرهان ج 2: 422 - 423. البحار ج 14: 705 و 657 و 339.
(6) البرهان ج 2: 422 - 423. البحار ج 14: 705 و 657 و 339.
(7) البرهان ج 2: 422 - 423. البحار ج 14: 705 و 657 و 339.
وقال الفيض رحمه الله بعد نقل جملة من الأحاديث عن الكتاب وغيره ما لفظه:
أقول: وذلك لان نقصانات الخلايق دلائل كمالات الخالق، وكثراتها و
اختلافاتها شواهد وحدانيته، وانتقاء الشريك عنه والضد والند، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام
بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له وبمضادته
بين الأشياء عرف ان لا ضد له وبمقارنته بين الأشياء عرف ان لا قرين له - الحديث - فهذا
تسبيح فطري واقتضاء ذاتي نشأ عن تجل تجلى لهم فأحبوه، وابتعثوا إلى الثناء عليه من
غير تكليف، وهي العبادة الذاتية التي أقامهم الله فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه جل
جلاله، انتهى.
294

85 - عن زيد بن علي قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فذكر بسم الله الرحمن
الرحيم فقال: تدرى ما نزل في بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقلت: لا فقال: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله كان أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان يصلي بفناء الكعبة
فرفع صوته، وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وجماعة
منهم يستمعون قرائته، قال: وكان يكثر قراءة بسم الله الرحمن الرحيم فيرفع
بها صوته، قال: فيقولون: ان محمدا ليردد اسم ربه تردادا انه ليحبه، فيأمرون من
يقوم فيستمع عليه، ويقولون: إذا جاز بسم الله الرحمن الرحيم فأعلمنا حتى نقوم
فنستمع قرائته فأنزل الله في ذلك (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده) بسم الله الرحمن
الرحيم (ولوا على أدبارهم نفورا) (1).
86 - عن زرارة عن أحدهما قال: في بسم الله الرحمن الرحيم قال: هو أحق ما
جهر به فأجهر به وهي الآية التي قال الله (وإذا ذكرت ربك في لقرآن وحده)
بسم الله الرحمن الرحيم (ولوا على أدبارهم نفورا) كان المشركون يستمعون إلى
قراءة النبي عليه وآله السلام، فإذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم نفروا وذهبوا، فإذا
فرغ منه عادوا وتسمعوا (2).
87 - عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا
صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فيخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف
فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: انه ليردد اسم ربه
تردادا انه ليحب ربه فأنزل الله (وإذا ذكرت ربك في القران وحده ولوا على
أدبارهم نفورا). (3)

(1) البرهان ج 2: 243. البحار ج 18 (ج 2): 349. الصافي ج 1 972.
(2) البرهان ج 2: 243. البحار ج 18 (ج 2): 349. الصافي ج 1 972.
(3) البرهان ج 2: 243. البحار ج 18 (ج 2): 349. الصافي ج 1 972.
295

88 - عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا ثمالي ان
الشيطان ليأتي قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال: نعم اكتسع (1) فذهب
وان قال: لأركب على كتفيه، وكان امام القوم حتى ينصرفوا، قال: قلت: جعلت
فداك وما معنى قوله ذكر ربه؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. (2)
89 - عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء أبي بن خلف (3) فأخذ عظما
باليا من حائط ففته (4) ثم قال: يا محمد (إذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا

(1) اكتسع الخيل بأذنابها: ادخلها بين رجليه. واللفظ كناية.
(2) البرهان ج 2: 423. البحار ج 18 [ج 2]: 349.
(3) من مشركي مكة وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وآله يوما
بمكة ان عندي فرس اعلفه كل يوم فرقا [مكيال] من ذرة أقتلك عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
بل أنا أقتلك إن شاء الله، فكان من قصته انه خرج إلى المدينة مع من خرج لحرب رسول
الله في وقعة أحد، فلما ان هزم المسلمون وبقى مع رسول الله صلى الله عليه وآله نزر قليل ادركه ابن أبي
خلف وهو يقول: أين محمد لا نجوت ان نجوت فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل
منا؟ قال: دعوه فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وآله الحربة من رجل من أصحابه - وهو الحارث
بن صمة - ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا - فرجع أبى إلى
قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدشه في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال
قتلني والله محمد! قالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس! قال: لو كان الطعنة
بربيعة ومضر لقتلهم. أليس انه قد كان بمكة قال لي: انا أقتلك، فوالله لو بصق على
بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث الا يوما أو بعض يوم حتى مات. وقيل: مات بسرف
وهو موضع على ستة أميال من مكة - وفى ذلك يقول حسان شاعر النبي صلى الله عليه وآله: لقد ورث الضلالة عن أبيه * أبى حين بارزه الرسول
أتيت إليه تحمل منه عضوا * وتوعده وأنت به جهول
وفى نسخة [أجئت محمدا عظما رميما * لتكذبه وأنت به جهول]
وقد نالت بنو النجار منكم * أمية إذ يغوث يا عقيل
(الأبيات). راجع ديوانه ص 340 ط مصر.
(4) فت الشئ: دقه وكسره بالأصابع.
296

فأنزل الله (من يحيى العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو
بكل خلق عليم). (1)
90 - عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام (وان من قرية الا نحن مهلكوها
قبل يوم القيمة أو معذبوها عذابا شديدا) قال: اما أمة محمد من الأمم فمن مات
فقد هلك. (2)
91 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (وان من قرية الا نحن
مهلكوها قبل يوم القيمة) قال: هو الفناء بالموت أو غيره. (3)
92 - وفى رواية أخرى عنه (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة)
قال: بالقتل والموت أو غيره. (4)
93 - عن حريز عمن سمع عن أبي جعفر عليه السلام (وما جعلنا الرؤيا التي
أريناك الا فتنة) لهم ليعمهوا فيها (والشجرة الملعونة في القرآن) يعنى بنى
أمية. (5)
94 - عن علي بن سعيد قال: كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ،
فقال لي أبو عبد الله: ان عليا عليه السلام قال لعمر: يا با حفص ألا أخبرك بما نزل في
بنى أمية؟ قال: بلى، قال: فإنه نزل فيهم (والشجرة الملعونة في القرآن) قال:
فغضب عمر وقال: كذبت بنو أمية خير منك وأوصل للرحم. (6)
95 - عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله
(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك) قال: ان رسول الله أرى ان رجالا على المنابر
يردون الناس ضلالا: رزيق وزفر (7) وقوله (والشجرة الملعونة في القرآن) قال:

(1) البرهان ج 2: 424. الصافي ج 1: 973.
(2) البرهان ج 2: 424. الصافي ج 1: 975.
(3) البرهان ج 2: 424. الصافي ج 1: 975.
(4) البرهان ج 2: 424 - 425. البحار ج 8: 380. الصافي ج 1: 975.
(5) البرهان ج 2: 424 - 425. البحار ج 8: 380. الصافي ج 1: 975.
(6) البرهان ج 2: 424 - 425. البحار ج 8: 380. الصافي ج 1: 975.
(7) كناية عن الأول والثاني وقد مر أيضا.
297

هم بنو أمية. (1)
96 وفى رواية أخرى عنه ان رسول الله قد رأى رجالا من نار على منابر من
نار يردون الناس على أعقابهم القهقرى، ولسنا نسمى أحدا. (2)
97 - وفى رواية سلام الجعفي عنه أنه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم،
ولكن رسول الله رأى قوما على منبره يضلون الناس بعده على الصراط القهقرى. (3)
98 - عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله
يوما حاسرا حزينا، فقيل له: ما لك يا رسول الله؟ فقال: انى رأيت الليلة صبيان
بنى أمية يرقون على منبري هذا، فقلت: يا رب معي؟ فقال: لا ولكن
بعدك. (4)
99 - عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا يقول وهو
على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني
عن قول الله (والشجرة الملعونة في القرآن) فقال: الأفجران من قريش ومن بنى
أمية. (5)
100 - عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (وما جعلنا الرؤيا التي
أريناك) قال: أرى رجالا من بنى تيم وعدي على المنابر يردون الناس عن الصراط
القهقرى، قلت: (والشجرة الملعونة في القرآن) قال: هم بنو أمية يقول الله (ونخوفهم
فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا) (6)
101 - عن يونس بن عبد الرحمن الأشل قال: سألته عن قول الله: (وما جعلنا
الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس) الآية فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله نام فرأى أن بنى أمية
يصعدون المنابر فكلما صعد منهم رجل رأى رسول الله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا
من ذلك، وكان الذين رآهم اثنا عشر رجلا من بنى أمية، فأتاه جبرئيل بهذه
الآية، ثم قال جبرئيل: ان بنى أمية لا يملكون شيئا الا ملك أهل البيت ضعفيه (7)

(1) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 - 381. الصافي ج 1: 975.
(2) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 - 381. الصافي ج 1: 975.
(3) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 - 381. الصافي ج 1: 975.
(4) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 - 381. الصافي ج 1: 975.
(5) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 - 381. الصافي ج 1: 975.
(6) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 - 381. الصافي ج 1: 975.
(7) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 - 381. الصافي ج 1: 975.
298

102 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن شرك الشيطان
قوله: (وشاركهم في الأموال والأولاد) قال: ما كان من مال حرام فهو شريك
الشيطان، قال ويكون مع الرجل حتى يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل إذا كان
حراما. (1) 103 - عن زرارة قال كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلي بن الحسين صلوات
الله عليه وانه دخل على امرأته فأراد أن يضمها أعني أم الحجاج قال: فقالت له:
أليس إنما عهدك بذاك الساعة؟ قال فأتى علي بن الحسين فأخبره فأمره أن يمسك عنها
فأمسك عنها فولدت بالحجاج وهو ابن شيطان ذي الردهة (2)
104 - عن عبد الملك بن أعين قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا زنى
الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم يختلط النطفتان، فيخلق الله منهما
فيكون شركة الشيطان (3).
105 - عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ان الله حرم الجنة على كل فاحش بذى (4) قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا
ما قيل له، فإنك ان فتشته لم تجده الا لغية (5) أو شرك شيطان قيل: يا رسول الله
وفي الناس شرك الشيطان؟ فقال: أو ما تقرأ قول الله (وشاركهم في الأموال و
الأولاد) (6).

(1) البرهان ج 2: 426. الصافي ج 1: 979.
(2) البرهان ج 2: 426. الصافي ج 1: 979. البحار ج 8: 381
وقال الجزري: في حديث على أنه ذكر ذا الثدية (هو رئيس الخوارج) فقال: شيطان
الردهة اه الردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وقيل: الردهة: قلة الرابية.
(3) البرهان ج 2: 427. الصافي ج 1: 979.
(4) البذى - بتشديد الياء -: الفحاش.
(5) أي زنية.
(6) البرهان ج 2: 427. الصافي ج 1: 978.
299

106 - عن يونس عن أبي الربيع الشامي (1) قال: كنت عنده ليلة فذكر شرك
الشيطان فعظمه حتى أفزعني، فقلت: جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع؟
قال: إذا أردت المجامعة فقل بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو بديع
السماوات والأرض اللهم ان قصدت تصب منى في هذه الليلة خليفة (2) فلا تجعل للشيطان
فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا واجعله عبدا صالحا [خالصا مخلصا] مصفيا وذريته جل
ثناؤك (3).
107 - عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما قول الله (شاركهم
في الأموال والأولاد) قال: فقال قل في ذلك قولا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان
الرجيم (5).
108 - عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال: شرك الشيطان ما كان من
مال حرام فهو من شركة الشيطان ويكون مع الرجل حين يجامع، فيكون نطفته
مع نطفته إذا كان حراما قال: كلتيهما جميعا مختلطين (يختلطان خ) وقال: ربما خلق
من واحدة، وربما خلق منهما جميعا (5).
109 - صفوان الجمال قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فاستأذن عيسى بن منصور
عليه، فقال له: مالك ولفلان يا عيسى اما انه ما يحبك، فقال بأبى وأمي يقول قولنا
وهو يتولى من نتولى فقال: ان فيه نخوة إبليس، فقال: بأبى وأمي أليس يقول إبليس
(خلقتني من نار وخلقته من طين) فقال أبو عبد الله عليه السلام: وقد يقول الله (وشاركهم
في الأموال والأولاد) فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا وقرن بين إصبعيه (6).

(1) هو خالد - أو خليد (مصغرا) -: بن أوفى العنزي الشامي عده الشيخ رحمه الله في
رجاله من أصحاب الباقر عليه السلام وعليه فالضمير في قوله (عنده) يرجع إليه صلوات
الله عليه.
(2) وفى نسخة البرهان هكذا (اللهم ان قضيت شيئا خلقته في هذه اه) وفى البحار
(ولدا) بدل (خليفة).
(3) البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.
(4) البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.
(5) البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.
(6) البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.
300

110 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول كان الحجاج ابن شيطان
يباضع ذي الردهة، ثم قال: ان يوسف دخل على أم الحجاج فأراد أن يصيبها، فقالت:
أليس إنما عهدك بذلك الساعة؟ فأمسك عنها فولدت الحجاج (1).
111 - عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يذكر
في حديث غدير خم انه لما قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام ما قال، وأقامه للناس صرخ
إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة فقال: ويلكم يومكم
كيوم عيسى، والله لأضلن فيه الخلق قال: فنزل القرآن (ولقد صدق عليهم إبليس
ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين)
فقال: صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه
الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وأنزل عليه (ولقد صدق
عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال:
وعزتك وجلالك لألحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله بسم الله الرحمن
الرحيم (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) قال: صرخ إبليس صرخة، فرجعت إليه
العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب على ولكن
وعزتك وجلالك يا رب لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك، قال: فقال أبو عبد الله
عليه السلام: والذي بعث بالحق محمدا للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم
والمؤمن أشد من الجبل والجبل قد نواليه بالفأس فتنحت منه (2) والمؤمن لا يستقل
عن دينه (3).
112 - عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان
وكفى بربك وكيلا) قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، ونحن نرجو أن يجرى

(1) البرهان ج 2: 427. البحار ج 8: 381.
(2) الفأس - كفلس -: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له
بالفارسية (تبر). ونحت منه: اتخذ ونحت الجبل: حفره.
(3) البرهان ج 2: 427. البحار ج 14: 628.
301

لمن أحب الله من عباده المسلمين (1).
113 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى (وفضلناهم على كثير ممن خلقنا
تفضيلا) قال: خلق كل شئ منكبا غير الانسان خلق منتصبا (2).
114 - عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (يوم ندعو كل أناس
بامامهم) قال: يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قومه وعلى في قومه، والحسن في قومه،
والحسين عليه السلام في قومه، وكل من مات بين ظهراني امام جاء معه (3).
115 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يدعى كل
بامامه الذي مات في عصره، فان أثبته اعطى كتابه بيمينه، لقوله (يوم ندعو كل
أناس بامامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم) واليمين اثبات الامام
لأنه كتاب يقرئه ان الله يقول: (فمن اوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه
انى ظننت انى ملاق حسابيه) إلى آخر الآية، والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره
كان كما قال (فنبذوه وراء ظهورهم) ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله:
(ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم) إلى آخر الآية (4).
116 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال سألته عن قوله: (يوم ندعو كل أناس

(1) البحار ج 14: 628. البرهان ج 2: 427. الصافي ج 1: 979.
(2) البرهان ج 2: 430. البحار ج 14: 292. الصافي ج 1: 981 وقوله
بين ظهراني اه أي بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم، وزيدت فيه الف ونون
مفتوحة تأكيدا ومعناه ظهرا منهم قدامهم، وظهرا ورائهم فهم مكتوفون من
جوانبهم.
(3) تقدم تحت رقم 2.
(4) البرهان ج 2: 430. الصافي ج 1: 981. البحار ج 14: 292 وقال المجلسي
رحمه الله في بيان الحديث: على هذا التأويل من بطن الآية يكون المراد بالكتاب الامام
لاشتماله على علم ما كان وما يكون، وايتائه في الدنيا الهداية إلى ولايته، وفى الآخرة
الحشر معه وجعله من اتباعه، والمراد باليمين البيعة فإنها تكون باليمين، أي من أوتى
امامه في الآخرة بسبب بيعته له في الدنيا.
302

بامامهم) قال: من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر، ويقذفان في جهنم
ومن يعبدهما (1).
117 - عن جعفر بن أحمد عن الفضل بن شاذان انه وجد مكتوبا بخط أبيه
مثله (2).
118 - عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عن قول أمير المؤمنين عليه السلام الاسلام
بدأ غريبا وسيعود غريبا كما كان، فطوبى للغرباء، فقال: يا با محمد (3) يستأنف
الداعي منا دعاءا جديدا كما دعى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، فأخذت بفخذه فقلت: اشهد
انك امامي، فقال: اما انه يستدعى كل أناس بامامهم، أصحاب الشمس بالشمس،
وأصحاب القمر بالقمر، وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجارة (4).
119 - عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تترك الأرض بغير امام
يحل حلال الله ويحرم حرامه وهو قول الله: (يوم ندعو كل أناس بامامهم) ثم قال: قال
رسول الله صلى الله وآله: من مات بغير امام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليست الجاهلية الجهلاء، فلما أخرجنا من عنده فقال لنا سليمان:
هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رأكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم
كذلك (5).
120 - عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنتم والله على دين الله ثم تلا
(يوم ندعو كل أناس بامامهم) ثم قال: على امامنا ورسول الله صلى الله عليه وآله امامنا كم من
امام يجئ يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه ونحن ذرية محمد وامنا فاطمة صلوات الله

(1) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292.
(2) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292.
(3) كنية أخرى لأبي بصير.
(4) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292. الصافي ج 1: 981.
(5) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292. ونقله المحدث الحر العاملي
رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 1: 265 عن الكتاب مختصرا أيضا.
303

عليهم (1).
121 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام لما نزلت هذه الآية (يوم ندعو كل أناس
بامامهم) قال المسلمون يا رسول الله ألست امام المسلمين أجمعين؟ قال: فقال: انا رسول الله
إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي، يقومون
في الناس فيكذبون ويظلمون، الا فمن تولاهم فهو منى ومعي وسيلقاني، الا ومن
ظلمهم أو أعان على ظلمهم وكذبهم فليس منى ولا معي، وانا منه برئ.
وزاد في رواية أخرى مثله يؤخر: ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم (2).
122 - عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: السمع والطاعة
أبواب الجنة، السامع المطيع لا حجة عليه، وامام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم
يلقى الله لقول الله (يوم ندعو كل أناس بامامهم). (3)
123 - عن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين
ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه ها هنا - وأشار بإصبعه إلى حنجرته - قال: ثم تأول بآيات
من الكتاب فقال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (ومن يطع الرسول
فقد أطاع الله) (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) قال: ثم قال: (يوم ندعو
كل أناس بامامهم) فرسول الله امامكم وكم من امام يوم القيمة يجئ يلعن أصحابه
ويلعنونه (4).
124 - عن محمد عن أحدهما انه سئل عن قوله (يوم ندعو كل أناس بامامهم)
فقال: ما كانوا يأتمون به في الدنيا، ويؤتى بالشمس والقمر فتقذفان في جهنم، ومن
كان يعبدهما (5).
125 - عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام (6) في قول الله: (يوم

(1) البرهان ج 2: 430 - 431. البحار ج 3: 293.
(2) البرهان ج 2: 430 - 431. البحار ج 3: 293.
(3) البرهان ج 2: 430 - 431. البحار ج 3: 293.
(4) البرهان ج 2: 430 - 431. البحار ج 3: 293.
(5) البرهان ج 2: 430 - 431. البحار ج 3: 293.
(6) وفى البرهان (عن إسماعيل بن همام عن أبي عبد الله (عليه السلام اه) لكن الظاهر ما
اخترناه لان إسماعيل بن همام من أصحاب الرضا عليه السلام ولا يروى عن أبي عبد الله عليه السلام بلا
واسطة.
304

ندعو كل أناس بامامهم) فقال: إذا كان يوم القيمة قال الله أليس عدل من ربكم ان
تولوا كل قوم من تولوا؟ قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون (1)
126 - عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان كنتم تريدون ان تكونوا
معنا يوم القيمة لا يلعن بعض بعضا (2) فاتقوا الله وأطيعوا، فان الله يقول: (يوم
ندعو كل أناس بامامهم) (3)
127 - عن أبي بصير قال سألته عن قول الله (ومن كان في هذه أعمى فهو في
الآخرة أعمى وأضل سبيلا) فقال: ذاك الذي يسوف الحج يعنى حجة السلام يقول
العام أحج، العام أحج، حتى يجيئه الموت (4)
128 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام مثل ذلك (5)
129 - عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل
إلى أبى فقال: ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت
وفيمن نزلت، قال أبى: فسله فيمن نزلت؟ (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة
أعمى وأضل سبيلا) وفيمن نزلت: (6) (ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان أنصح لكم
إن كان الله يريد ان يغويكم) وفيمن نزلت: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا
ورابطوا) فأتاه الرجل فغضب فقال: وددت ان الذي امرك بهذا واجهني به فأسائله،
ولكن سله مم العرش وفيم خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبى، فقال: ما
قيل له، فقال أبى: وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا، قال: لكني أجيبك فيها
بنور وعلم غير المدعى ولا المنتحل، اما الأوليان فنزلتا في أبيه، واما الأخرى فنزلت
في أبيه وفينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به فعل (بعد خ) وسيكون من نسلنا

(1) البرهان ج 2: 431. البحار ج 3: 293.
(2) وفى البحار (بعضكم بعضا).
(3) البرهان ج 2: 431. البحار ج 3: 293.
(4) البحار ج 21: 3. البرهان ج 2: 433. الصافي ج 1: 982.
(5) البحار ج 21: 3. البرهان ج 2: 433. الصافي ج 1: 982.
(6) وفى البرهان (وفى أي يوم نزلت).
305

المرابط، ومن نسله المرابط (1)
130 - عن كليب (2) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله أبو بصير وانا أسمع:
فقال له: رجل له مأة ألف، فقال: العام أحج، العام أحج، فأدركه الموت ولم
يحج حج الاسلام؟ فقال: يا با بصير أوما سمعت قول الله (ومن كان في هذه أعمى
فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) عمى عن فريضة من فرايض الله (3)
131 - عن علي بن الحلبي عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله: (ومن كان
في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) فقال: الرجعة (4)
132 - عن أبي يعقوب (5) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله
(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) قال: لما كان يوم الفتح اخرج
رسول الله صلى الله عليه وآله أصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة وطلبت إليه قريش
ان يتركه وكان مستحيافهم بتركه ثم أمر بكسره، فنزلت هذه الآية (6)
133 - عن عبد الله بن عثمان البجلي عن رجل ان النبي صلى الله عليه وآله اجتمعا عنده
وابنتيهما فتكلموا (7) في علي وكان من النبي صلى الله عليه وآله ان يلين لهما في بعض القول،
فأنزل الله: (لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف
الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا) ثم لا تجد بعدك مثل على وليا (8)
134 - عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال: ان الله قضى الاختلاف على خلقه

(1) البرهان ج 2: 433. البحار ج 7: 173.
(2) وفى بعض النسخ (المثنى) بدل (كليب).
(3) البرهان ج 2: 433. البحار ج 21: 3.
(4) البحار ج 13: 216.
(5) وفى البحار (أبن أبى يعفور) مكان (أبى يعقوب).
(6) البرهان ج 2: 434. البحار ج 6: 602. الصافي ج 1: 982.
(7) وفى بعض النسخ هكذا (اجتمع عنده رؤساؤهم فتكلموا اه).
(8) البرهان ج 2: 434. البحار ج 8: 220.
306

وكان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على الأمم من قبلكم، وهي السنن والأمثال
يجرى على الناس، فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا، وقول الله حق،
قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله: (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد
لسنتنا تحويلا) وقال: (فهل ينظرون الا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا
ولن تجد لسنة الله تحويلا) وقال (فهل ينظرون الا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل
فانتظروا انى معكم من المنتظرين) وقال: (لا تبديل لخلق الله).
وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والنذر ثم مروا على
قوم يعبدون أصناما (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون)
فاستخلف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار فقالوا: هذا الهكم وآله موسى
وتركوا هارون فقال (يا قوم إنما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري
قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى) فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف
صنع بهم.
وقال: ان نبي الله صلى الله عليه وآله لم يقبض حتى أعلم الناس أمر على فقال: من كنت مولاه
فعلي مولاه، وقال: انه منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وكان
صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخله على
كل حال، وكان أول الناس ايمانا، فلما قبض نبي الله صلى الله عليه وآله كان الذي كان لما قد
قضى من الاختلاف وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله صلى الله عليه وآله بعد، فلما رأى ذلك
علي عليه السلام ورأي الناس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس ففرغ إلى كتاب الله و
أخذ يجمعه في مصحف فأرسل أبو بكر إليه ان تعال فبايع فقال على: لا أخرج حتى اجمع
القرآن، فأرسل إليه مرة أخرى فقال: لا اخرج حتى أفرغ فأرسل إليه الثالثة ابن عم
له (1) يقال قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله عليها تحول بينه وبين علي عليه السلام

(1) كذا في المخطوطتين وفى البحار والبرهان (فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا
يقال له اه).
307

فضربها فانطلق قنفذ وليس معه علي عليه السلام فخشي أن يجمع على الناس فأمر بحطب
فجعل حوالي بيته ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على علي بيته وفاطمة والحسن
والحسين صلوات الله عليهم، فلما رأى على ذلك خرج فبايع كارها غير طائع (1)
135 - عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (سنة من قد
أرسلنا قبلك من رسلنا) قال: هي سنة محمد، ومن كان قبله من الرسل وهو
الاسلام (2).
136 - عن زرارة عن أبي جعفر (3) قال: سألته عما فرض الله من الصلوات
قال: خمس صلوات في الليل والنهار، وقلت: سماهن الله وسمى في كتابه لنبيه
قال: نعم - قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) و
دلوكها زوالها فيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن
ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، وقال: (قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا)
هذه الخامسة (4)
137 - عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية (أقم الصلاة لدلوك
الشمس إلى غسق الليل) قال: دلوك الشمس زوالها عند كبد السماء (5) (إلى غسق
الليل) إلى انتصاف الليل فرض الله فيما بينهما اربع صلوات الظهر والعصر والمغرب
والعشاء (وقرآن الفجر) يعنى القراءة (ان قرآن الفجر كان مشهودا) قال: يجتمع
في صلاة الغداة جزء من الليل والنهار من الملائكة، قال: وإذا زالت الشمس فقد
دخل وقت الصلاتين ليس يعمل الا السبحة التي جرت بها السنة امامها، (وقرآن الفجر)

(1) البحار ج 8: 47. البرهان ج 2: 434.
(2) البرهان ج 2: 437.
(3) وفى البرهان (عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام).
(4) البرهان ج 2: 437 البحار ج 18: 41. الصافي ج 1: 984.
(5) كبد كل شئ: وسطه، وعند كبد السماء أي إذا توسطت الشمس في السماء
وهو وقت الزوال.
308

قال: ركعتا الفجر، وضعهن رسول الله صلى الله عليه وآله ووقتهن للناس (1)
138 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (أقم الصلاة لدلوك الشمس
إلى غسق الليل) قال: زوالها غسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن
رسول الله صلى الله عليه وآله ووقتهن للناس، (وقرآن الفجر) صلاة الغداة (2)
139 - عن محمد الحلبي عن أحدهما (وغسق الليل) نصفها بل زوالها، وقال:
افرد الغداة وقال: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) فركعتا الفجر
تحضرهما الملائكة ملائكة الليل وملائكة النهار (3)
140 - عن سعيد الأعرج قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام وهو مغضب وعنده
نفر من أصحابنا وهو يقول: تصلون قبل ان تزول الشمس؟ قال: وهم سكوت قال
فقلت: أصلحك الله ما نصلى حتى يؤذن مؤذن مكة، قال: فلا بأس اما انه إذا أذن
فقد زالت الشمس، ثم قال: ان الله يقول: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)
فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذا الوقتين، وافرد صلاة الفجر قال: (وقرآن
الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) فمن صلى قبل ان تزول الشمس فلا صلاة له (4)
141 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام عن
قوله (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: جمعت الصلوات كلهن، ودلوك
الشمس زوالها، وغسق الليل انتصافه، وقال: انه ينادى مناد من السماء كل ليلة إذا
انتصف الليل: من رقد عن صلاة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت عيناه، (وقرآن
الفجر) قال: صلاة الصبح، واما قوله (كان مشهودا) قال: تحضر ملائكة الليل و
ملائكة النهار (5).
142 - عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قلت له: متى
فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة
وقوى الاسلام وكتب الله على المسلمين الجهاد، زاد في الصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله سبع
ركعات، في الظهر ركعتين، وفى العصر ركعتين، وفى المغرب ركعة، وفى العشاء

(1) البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41 - 42. الصافي ج 1: 984.
(2) البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41 - 42. الصافي ج 1: 984.
(3) البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41 - 42. الصافي ج 1: 984.
(4) البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41 - 42. الصافي ج 1: 984.
(5) البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41 - 42. الصافي ج 1: 984.
309

ركعتين، وأقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول الملائكة إلى الأرض،
وتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء، فكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون
مع رسول الله صلى الله عليه وآله الفجر، ولذلك قال الله: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا)
يشهده المسلمون وتشهده ملائكة الليل وملائكة النهار (1).
143 - عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (أقم الصلاة لدلوك
الشمس إلى غسق الليل) قال: ان الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس
إلى انتصاف الليل، منها صلاتان أول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها، الا
ان هذه قبل هذه، ومنها صلاتان أول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل، الا
ان هذه قبل هذه (2).
144 - عن أبي هاشم الخادم عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: ما بين غروب
الشمس إلى سقوط القرص غسق (3).
145 - عن خيثمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمد عليه السلام أنا ومفضل بن عمر
ليلا ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به
قال: نعم، إذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد (4) حفاة عراة غرلا
(5) قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل؟ قال: كما خلقوا أول مرة فيقفون حتى
يلجمهم العرق (6) فيقولون: ليت الله يحكم بيننا؟ ولو إلى النار يرون ان في النار

(1) البحار ج 18: 20. البرهان ج 2: 437.
(2) البرهان ج 2: 438. البحار ج 18: 42 - 43.
(3) البرهان ج 2: 438. البحار ج 18: 42 - 43.
(4) قال الطريحي في الحديث يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد قيل
هي ارض واسعة مستوية.
(5) الغرل - بضم الغين - جمع اغرل: من لم يختن.
(6) قال الجرزي: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى أفواههم فيصير
لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر.
310

راحة فيما هم فيه، ثم يأتون آدم فيقولون: أنت أبونا وأنت نبي فسل ربك يحكم
بيننا ولو إلى النار فيقول آدم: لست بصاحبكم خلقني ربى بيده وحملني على عرشه
وأسجد لي ملائكة، ثم أمرني فعصيته، ولكني أدلكم على ابني الصديق الذي مكث
في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا أشتد تصديقه: نوح قال: فيأتون
نوحا فيقولون: سل ربك حتى يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم
انى قلت: ان ابني من أهلي، ولكن أدلكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا
ائتوا إبراهيم، قال: فيأتون إبراهيم فيقول: لست بصاحبكم انى قلت انى سقيم، ولكني
أدلكم على من كلمه الله تكليما: موسى، قال فيأتون موسى فيقولون له، فيقول
لست بصاحبكم انى قتلت نفسا ولكني أدلكم على من كان يخلق بإذن الله ويبرئ
الأكمه والأبرص بإذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم ولكني أدلكم
على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.
ثم قال أبو عبد الله: ما من نبي من ولد آدم إلى محمد صلوات الله عليهم الا وهم تحت
لواء محمد صلى الله عليه وآله قال: فيأتونه ثم قال فيقولون يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار،
قال: فيقول: نعم أنا صاحبكم فيأتي دار الرحمن وهي عدن، وان بابها سعته بعد ما
بين المشرق والمغرب، فيحرك حلقة من الحلق فيقال: من هذا؟ - وهو أعلم به -
فيقول: انا محمد، فيقال: افتحوا له قال: فيفتح له قال: فإذا نظرت إلى ربى (1)
مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلي ولا يمجده أحد كان بعدي، ثم أخر ساجدا
فيقول: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع قولك، واشفع تشفع، وسل تعط،
قال: فإذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الأول ثم أخر
ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل يسمع قولك، واشفع تشفع، وسل تعط قال
فإذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الأول والثاني
ثم اخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك، وقل يسمع قولك واشفع تشفع وسل تعط،
فإذا رفعت رأسي وأقول رب احكم بين عبادك ولو إلى النار، فيقول: نعم يا محمد، قال:

(1) قال المجلسي رحمه الله أي إلى عرشه أو إلى كرامته أو إلى نور من أنوار عظمته
311

ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر وزمامها زبرجد أخضر حتى اركبها ثم أتى المقام المحمود
حتى اقضي عليه (1) وهو تل من مسك أذفر يحاذ بحيال العرش ثم يدعى إبراهيم
فيحمل على مثلها، فيجئ حتى يقف عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم رفع رسول الله يده فضرب على كتف علي بن أبي طالب ثم قال: ثم تؤتى والله
بمثلها فتحمل عليها، ثم تجئ حتى تقف بيني وبين أبيك إبراهيم، ثم يخرج مناد
من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلائق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما
كانوا يقولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى وأي شئ عدل غيره؟ قال: فيقوم
الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عيسى هو الله وابن الله، فيتبعونه
إلى النار، ويقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عزير بن الله
حتى يتبعونه إلى النار، ويقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار، حتى يبقى
هذه الأمة.
ثم يخرج مناد من عند الله فيقول يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم ان يولى كل
فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا فيقولون: بلى [وأي شئ عدل غيره]؟ فيقوم شيطان
فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث
فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه ويقوم على فيتبعه من كان
يتولاه ثم يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه
ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم مروان بن الحكم وعبد الملك فيتبعهما من
كان يتولاهما، ثم يقوم علي بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم الوليد بن
عبد الملك، ويقوم محمد بن علي فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم أقوم أنا فيتبعني من كان
يتولاني، وكأني بكما معي، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا (2) ويؤتى بالكتب

(1) في البرهان (فأقف عليه).
(2) وفى نسخة البحار (فيجلس على العرش ربنا) ثم إن العرش في الاخبار على
معان ذكره المجلسي رحمه الله في كتاب السماء والعالم وقال في الموضع: ان الجلوس على
العرش كناية عن ظهور الحكم والامر من عند العرش وخلق الكلام هناك.
312

فتوضع فنشهد على عدونا ونشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا قال: قلت: جعلت
فداك فما المرهق؟ قال: المذنب، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله بمفازتهم
لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون: قال: ثم جاءته جارية له فقالت: ان فلان القرشي
بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا. (1)
146 - عن محمد بن حكيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لو قد قمت المقام المحمود شفعت لأبي وأمي وعمي وأخ كان لي موافيا (2) في
الجاهلية (3)
147 - عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام ان ناسا من بني هاشم أتوا
رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي، وقالوا: يكون لنا
هذا السهم الذي جعلته للعالمين عليها فنحن أولى به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بنى
عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لي ولا لكم، ولكني وعدت بالشفاعة، ثم قال: والله
اشهد أنه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبد المطلب إذا اخذت بحلقة الباب؟ أتروني
مؤثرا عليكم غيركم؟
ثم قال: ان الجن والإنس يجلسون يوم القيمة في صعيد واحد، فإذا طال
بهم الموقف طلبوا الشفاعة، فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحا فيسئلونه الشفاعة، فيقول
هيهات قد رفعت حاجتي (4) فيقولون: إلى من؟ فيقال: إلى إبراهيم فيأتون إلى إبراهيم

(1) البرهان ج 2: 439. البحار ج 3: 302.
(2) وفى البرهان (مواليا).
(3) البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303. وقال المجلسي رحمه الله بعد نقل الحديث
عن تفسير القمي رحمه الله في غير الموضع ما لفظه: كون الأخ في الجاهلية أي قبل البعثة لا
ينافي كونه مؤمنا.
(4) قال المجلسي رحمه الله: قد رفعت حاجتي أي إلى غيري والحاصل انى أيضا استشفع
من غيري فلا أستطيع شفاعتكم، ويمكن ان يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء، أي رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الأولى.
313

فيسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال: ايتوا
موسى فيأتونه فيسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى
من؟ فيقال: ايتوا عيسى فيأتونه ويسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي
فيقولون: إلى من؟ فيقال ايتوا محمدا فيأتونه فيسئلونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى
يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه، فيقال: من هذا؟ فيقول: احمد
فيرحبون (1) ويفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه
فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فيرفع رأسه ويدخل
من باب الجنة فيخر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل
تعط واشفع تشفع فيمشي في الجنة ساعة ثم يخر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك
فيقول ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فما يسئل شيئا الا أعطاه إياه (2)
148 - عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال: في قوله: (عسى أن يبعثك ربك
مقاما محمودا) قال: هي الشفاعة (3).
149 - عن صفوان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انى
استوهب من ربى أربعة: آمنة بنت وهب، وعبد الله بن عبد المطلب، وأبا طالب
ورجلا جرت بيني وبينه أخوة وطلب إلى أن اطلب إلى ربى أن يهبه لي (4)
150 - عن عبيد بن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المؤمن هل له
شفاعة؟ قال: نعم، فقال له رجل من القوم: هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد صلى الله عليه وآله
يومئذ؟ قال: نعم للمؤمنين خطايا وذنوبا وما من أحد الا ويحتاج إلى شفاعة محمد
يومئذ؟ قال: وسأله رجل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: انا سيد ولد آدم ولا فحز،
قال: نعم يأخذ حلقة باب الجنة فيفتحها فيخر ساجدا فيقول الله: ارفع رأسك اشفع
تشفع، اطلب تعط، فيرفع رأسه ثم يخر ساجدا فيقول الله: ارفع رأسك اشفع تشفع
واطلب تعط، ثم يرفع رأسه فيشفع فيشفع ويطلب فيعطى (5)

(1) وفى البرهان (فيجيئون).
(2) البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303.
(3) البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303.
314

151 عن سماعة بن مهران عن أبي إبراهيم في قول الله: (عسى أن يبعثك
ربك مقاما محمودا) قال: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما ويؤمر الشمس
فتركب على رؤس العباد ويلجمهم العرق ويؤمر الأرض لا تقبل عن عرقهم شيئا
فيأتون آدم فيشفعون له فيدلهم على نوح، ويدلهم نوح على إبراهيم، ويدلهم إبراهيم
على موسى، ويدلهم موسى على عيسى، ويدلهم عيسى على محمد صلى الله عليه وآله فيقول: عليكم
بمحمد خاتم النبيين، فيقول محمد: انا لها فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق فيقال
له: من هذا والله أعلم؟ فيقول: محمد فيقال: افتحوا له، فإذا فتح الباب استقبل ربه
فخر ساجدا فلا يرفع رأسه حتى يقال له تكلم وسل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه
فيستقبل ربه فيخر ساجدا، فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتى أنه ليشفع من
قد أحرق بالنار، فما أحد من الناس يوم القيمة في جميع الأمم أوجه من محمد صلى الله عليه وآله، وهو
قول الله تعالى: (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) (1)
152 - عن أبي الجارود عن زيد بن علي في قول الله: (واجعل له من لدنك سلطانا
نصيرا) قال: السيف (2.
153 - عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن بعض أصحابنا قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اللعب بالشطرنج فقال: الشطرنج من الباطل (3).
154 عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما الشفاء في علم القرآن
لقوله: (ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) لأهله لا شك فيه ولا مرية، وأهله أئمة الهدى
الذين قال الله (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (4)
155 - عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على
محمد عليه وآله السلام بهذه (ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم الا خسارا) (5)
156 - عن صالح بن الحكم قال: سئل وانا عنده عن البيع فقال: صل فيها ما أنظفها

(1) البحار ج 3: 303. البرهان ج 2: 440.
(2) البرهان ج 2: 442.
(3) البرهان ج 2: 442. البحار ج 16 (م): 34.
(4) البرهان ج 2: 442. الصافي ج 1: 987.
(5) البرهان ج 2: 442. الصافي ج 1: 987.
315

قد رايتها وانا عندكم، قال: اصلى فيها وهم يصلون فيها، قال: صل إلى قبلتك ودعهم
يصلون حيث شاؤوا، أما تقرء هذه الآية (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن
هو اهدى سبيلا) (1).
157 - عن حماد عن صالح بن الحكم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وقد
سئل عن الصلاة في البيع والكنائس؟ فقال: صل فيها فقد رأيتها وما أنظفها
قال: فقلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها؟ فقال: صل فيها وان كانوا يصلون
فيها اما تقرأ القرآن (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا)
صل إلى القبلة ودعهم (2).
158 - عن أبي هاشم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الخلود في الجنة والنار
فقال: إنما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها
ان يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان
لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله: (قل كل
يعمل على شاكلته) قال: على نيته (3).
159 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (يسئلونك عن
الروح قل الروح من امر ربى) قال: خلق من خلق الله، والله يزيد في الخلق ما
ما يشاء (4).
160 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله تعالى:
(يسئلونك عن الروح) قالا: ان الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشئ الذي
ليس له جوف، فإنما الروح خلق من خلقه له بصر وقوة وتأييد، يجعله في قلوب الرسل
والمؤمنين (5).

(1) البرهان ج 2: 444. البحار ج 18: 123. الصافي ج 1: 987.
(2) البرهان ج 2: 444. البحار ج 18: 123. الصافي ج 1: 987.
(3) البرهان ج 2: 444. الصافي ج 1: 987.
(4) البرهان ج 2: 444. البحار ج 14: 398.
(5) البرهان ج 2: 445. البحار ج 2: 108.
316

161 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (يسئلونك عن
الروح قل الروح من امر ربى) قال: خلق عظيم أعظم من جبرئيل وميكائيل
لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد عليه وآله السلام، ومع الأئمة يسددهم وليس
كما طلب وجد (1).
162 - وفى رواية أبى أيوب الخزاز قال: أعظم من جبرئيل وليس كما
ظننت (2).
163 - عن أبي بصير عن أحدهما قال: سألته عن قوله: (ويسئلونك عن الروح
قل الروح من امر ربى) ما الروح؟ قال: التي في الدواب والناس، قلت: وما هي؟
قال: هي من الملكوت من القدرة (3).
164 - عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (وما أوتيتم
من العلم الا قليلا) قال: تفسيرها في الباطن انه لم يؤت العلم الا أناس يسير، فقال: (وما
أوتيتم من العلم الا قليلا) منكم (4).
165 - عن أسباط بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال خلق أعظم من جبرئيل و
ميكائيل مع الأئمة يفقههم وهو من الملكوت (5).
166 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الآيات هكذا
(فأبى أكثر الناس ولاية على الا كفورا) (6)
167 - عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام (قالوا أبعث الله
بشرا رسولا) قالوا: ان الجن كانوا في الأرض قبلنا، فبعث الله إليهم ملكا، فلو
أراد الله ان يبعث الينا لبعث الله ملكا من الملائكة، وهو قول الله: (وما منع الناس ان
يؤمنوا إذ جائهم الهدى الا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا) (7).

(1) البرهان ج 2: 445. الصافي ج 1: 988.
(2) البرهان ج 2: 445. الصافي ج 1: 988.
(3) البرهان ج 2: 445. الصافي ج 1: 988.
(4) البرهان ج 2: 445. الصافي ج 1: 988.
(5) البرهان ج 2: 445.
(6) البرهان ج 2: 445. البحار ج 9: 102. الصافي ج 1: 989.
(7) البرهان ج 2: 451.
317

168 - عن إبراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما في قول الله: (ونحشرهم يوم
القيمة على وجوههم) قال: على جباههم (1).
169 - عن بكر بن بكر رفع الحديث إلى علي بن الحسين عليه السلام قال: ان في جهنم
لواديا يقال له سعير إذا خبت جهنم فتح بسعيرها وهو قول الله: (كلما خبت زدناهم سعيرا) (2).
170 - عن سلام عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولقد آتينا موسى تسع
آيات بينات) قال: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر و
العصا ويده (3).
171 - عن العباس بن معروف عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر قول الله يا
فرعون يا عاصي (4)
172 - عن المفضل قال: سمعته يقول وسئل عن الامام: هل عليه أن يسمع
من خلفه وان كثروا؟ قال: يقرا قراءة وسطا يقول الله تبارك وتعالى (ولا تجهر بصلاتك
ولا تخافت بها). (5)
173 - عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ولا تجهر بصلاتك
ولا تخافت بها) قال: المخافة ما دون سمعك، والجهر أن ترفع صوتك شديدا (6).
174 - عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الامام هل عليه أن
يسمع من خلفه وان كثروا؟ قال: ليقرأ قراءة وسطا، ان الله يقول: (ولا تجهر بصلاتك
ولا تخافت بها) (7).
175 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام في
قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان بمكة جهر بصوته، فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه،

(1) البرهان ج 6: 451. الصافي ج 1: 996. البحار ج 3: 236.
(2) البرهان ج 6: 451. الصافي ج 1: 996. البحار ج 3: 375.
(3) البرهان ج 2: 452. الصافي ج 1: 997، البحار ج 5: 255.
(4) البحار ج 5: 255. البرهان ج 2: 452.
(5) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.
(6) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.
(7) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.
318

فأنزلت هذه الآية عند ذلك (1).
176 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تجهر بصلاتك ولا
تخافت بها) قال: نسختها (فاصدع بما تؤمر) (2).
177 - عن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها) فقال: الجهر بها رفع الصوت، والمخافة ما لم تسمع أذناك، وما
بين ذلك قدر ما يسمع اذنيك (3).
178 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله:
(ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: تفسيرها ولا تجهر
بولاية على ولا بما أكرمته به، حتى آمرك بذلك (ولا تخافت بها) يعنى ولا تكتمها عليا وأعلمه
ما أكرمته به (4).
179 - عن الحلبي عن بعض أصحابنا عنه قال قال أبو جعفر عليه السلام لأبي عبد الله عليه السلام
يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبه؟ قال: مثل
قول الله: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) لا تجهر بصوتك سيئة، ولا تخافت بها سيئة
وابتغ بين ذلك سبيلا حسنة ومثل قوله: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها
كل البسط) ومثل قوله: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) فاسرفوا سيئة
واقتروا سيئة (5) وكان بين ذلك قواما حسنة، فعليك بالحسنة بين السيئتين (6).
180 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله
(ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: لا تجهر بولاية على
فهو الصلاة، ولا بما أكرمته به حتى آمرك به، وذلك قوله: (ولا تجهر بصلاتك)
واما قوله (ولا تخافت بها) فإنه يقول: ولا تكتم ذلك عليا يقول: أعلمه ما أكرمته

(1) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453 الصافي ج 1: 999.
(2) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453 الصافي ج 1: 999.
(3) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453 الصافي ج 1: 999.
(4) البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999. البحار ج 9: 102.
(5) وفى البرهان (فإذا أسرفوا سيئة وإذا اقتروا اه).
(6) البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999. البحار ج 18: 349.
319

به فاما قوله: (وابتغ بين ذلك سبيلا) يقول: تسئلني ان آذن ذلك أن تجهر بأمر
على بولايته، فآذن له باظهار ذلك يوم غدير خم، فهو قوله يومئذ، اللهم من كنت
مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (1).
181 - عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد أبيه عليهما السلام قال:
قال النبي صلى الله عليه وآله وقد فقد رجلا، فقال: ما أبطأ بك عنا؟ فقال: السقم والعيال فقال:
الا أعلمك بكلمات تدعو بهن يذهب الله عنك السقم وينفى عنك الفقر؟ تقول: لا
حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي
لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره
تكبيرا (2).
181 - عن عبد الله بن سنان قال شكوت إلى أبى عبد الله عليه السلام فقال: ألا أعلمك
شيئا إذا قلته قضى الله دينك وأنعشك وأنعش حالك؟ (3) فقلت: ما
أحوجني إلى ذلك، فعلمه هذا الدعاء قل في دبر صلاة الفجر (توكلت على الحي
الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن
له ولى من الذل وكبره تكبيرا، اللهم إني أعوذ بك من البؤس والفقر ومن غلبة
الدين والسقم وأسئلك أن تعينني على أداء حقك إليك والى الناس) (4)

(1) الصافي ج 1: 999. البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 454.
(2) البرهان ج 2: 454. البحار ج 19 (ج 2): 267.
(3) نعشه الله نعشا: رفعه واقامه. تداركه من هلكة. جبره بعد فقر وسد فقره.
(4) البرهان ج 2: 454. البحار ج 19 (ج 2): 269.
320

بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة الكهف
1 - عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت الا شهيدا ويبعثه الله مع الشهداء
وأوقف يوم القيمة مع الشهداء (1)
2 - عن البرقي عمن رواه رفعه عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام (لينذر بأسا
شديدا من لدنه) قال: البأس الشديد: على وهو من لدن رسول الله عليه وآله السلام،
قاتل معه عدوه، فذلك قوله: (لينذر بأسا شديدا من لدنه) (2)
3 - عن الحسن بن صالح قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: لا تقرأ يبشر إنما البشر
بشر الأديم قال: فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ تبشر (3)
4 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أصحاب الكهف أسروا الايمان
وأظهروا الكفر، فآجرهم الله مرتين (4)
5 - عن محمد عن أحمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (أم حسبت ان
أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) قال: هم قوم فروا وكتب ملك ذلك
الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشايرهم في صحف من رصاص فهو قوله (أصحاب
الكهف والرقيم) (5)

(1) البرهان ج 2: 455 البحار ج 19: 70. مجمع البيان ج 3: 447.
الوسائل ج 1: أبواب الجمعة باب 53
(2) البرهان ج 2: 455. الصافي ج 2: 2.
(3) البرهان ج 2: 455
(4) البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434.
(5) البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434. الصافي ج 2: 4.
321

6 - عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج أصحاب الكهف
على غير معرفة ولا ميعاد، فلما صاروا في الصحراء اخذوا بعضهم على بعض العهود و
المواثيق، فأخذ هذا على هذا، وهذا على هذا، ثم قالوا: أظهروا أمركم، فأظهروه
فإذا هم على أمر واحد (1)
7 - عن درست عن أبي عبد الله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال: كانوا
صيارفة كلام ولم يكونوا صيارفة دراهم (2).

(1) البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434.
(2) البرهان ج 2: 456. الصافي ج 2: 7. البحار ج 5: 434. والصرف هو
بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم. وصيارفة جمع الصيرفي وهو النقاد
والهاء للنسبة.
ثم إن المشهور كراهية بيع الصرف لأنه يفضى إلى المحرم أو المكروه غالبا ولعل
هذا الخبر إنما ورد ردا على من يرى اباحته متمسكا بعمل أصحاب الكهف وقد روى
الكليني وغيره بالاسناد عن سدير الصيرفي قال قلت لأبي جعفر عليه السلام حديث بلغني عن
الحسن البصري فإن كان حقا فانا لله وانا إليه راجعون! قال: وما هو؟ قلت: بلغني ان
الحسن البصري كان يقول: لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي، ولو
تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا، وهو عملي وتجارتي، وعليه نبت
لحمي ودمى، ومنه حجى وعمرتي فجلس ثم قال: كذب الحسن خذ سواءا واعط سواءا
فإذا حضرت الصلاة دع ما بيدك وانهض إلى الصلاة، أما علمت أن أصحاب الكهف
كانوا صيارفة؟!.
وقال المجلسي رحمه الله بعد نقل الخبر عن الكافي: لعله عليه السلام إنما ذكر ذلك الزاما
عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم لئلا ينافي ما سبق (ومراده مما سبق رواية
العياشي وغيره مما ورد فيه التصريح بأنهم كانوا صيارفة الكلام ولم يكونوا صيارفة
الدراهم).
وقال الصدوق رحمه الله في الفقيه بعد ايراد الخبر: يعنى صيارفة الكلام ولم يعن
صيارفة الدراهم وذكر المجلسي رحمه الله في الوجه على حمل الصدوق الخبر على هذا المعنى
وجوها يطول المقام بذكرها وعلى الطالب ان يطلبها.
وعن بعض شراح الحديث أنه قال: المعنى كأن الإمام قال لسدير: ما لك ولقول الحسن
البصري اما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الأقاويل، فانتقدوا ما
قرع اسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا أماني أهل الضلال وأكاذيب رهط
النفاهة، فأنت أيضا كن صيرفيا لما يبلغك من الأقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل
وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدارهم كما هو المتبادر إلى بعض الأوهام لأنهم كانوا
فتية من اشرف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم.
322

8 - عن عبيد الله بن يحيى عن أبي عبد الله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف
فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم، فقيل له: وما كلفهم قومهم؟ فقال:
كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشرك وأسروا الايمان حتى جائهم
الفرج. (1)
9 - عن درست عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب
الكهف كانوا ليشدون الزنانير ويشهدون الأعياد وأعطاهم الله أجرهم مرتين (2)
10 - عن الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أصحاب الكهف كانوا أسروا
الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على اجهار الكفر أعظم اجرا منهم على الاسرار
بالايمان (3)
11 - عن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال لي جعفر بن محمد: يا سليمان
من الفتى؟ قال: قلت له جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لي: أما علمت أن أصحاب
الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم، يا سليمان من آمن بالله
واتقى فهو الفتى (4)
12 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قد فهمت نقصان
الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟ وما الحجة فيها؟ قال: قول الله:، (وإذا ما أنزلت

(1) البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6 - 7.
(2) البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6 - 7.
(3) البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6 - 7.
(4) البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6 - 7.
323

سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا) إلى قوله (رجسا إلى رجسهم) وقال (نحن
نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ولو كان كله
واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على أحد ولا يستوى النعمة فيه
ولا يستوى الناس، وبطل التفضيل، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة،
وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنقصان منه دخل
المفرطون النار (1).
13 - عن محمد بن سنان عن البطيخي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (لو
اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) قال: ان ذلك لم يعن به النبي
صلى الله عليه وآله، إنما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض، لكنه حالهم التي هم عليها (2)
14 - عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه قال: إذا حلف الرجل بالله فله ثنياها (3) إلى أربعين يوما وذلك أن
قوما من اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وآله عن شئ، فقال: ائتوني غدا ولم يستثن حتى
أخبركم فاحتبس عنه جبرئيل عليه السلام أربعين يوما ثم اتاه، وقال: (ولا تقولن لشئ انى
فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) (4)
15 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام ذكر ان آدم لما أسكنه الله الجنة،
فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، فقال: نعم يا رب ولم يستثن، فأمر الله نبيه
فقال: (ولا تقولن لشئ انه فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) ولو بعد
سنة (5).
16 - وفى رواية عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تقولن

(1) البرهان ج 2: 456.
(2) البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457.
(3) الثنيا - بالضم مع القصر -: الاسم من الاستثناء.
(4) البحار ج 16: 84 - 85 و ج 24: 147. البرهان ج 2: 464. الصافي ج 2: 10 - 11.
(5) البحار ج 16: 84 - 85 و ج 24: 147. البرهان ج 2: 464. الصافي ج 2: 10 - 11.
324

لشئ اني فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) ان تقول الا
من بعد الأربعين، فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين الأربعين يوما إذا نسي (1)
17 - عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله: (ولا تقولن
لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله) الا افعله فسبق مشية الله في أن لا افعله
فلا أقدر على أن أفعله، قال: فلذلك قال الله (واذكر ربك إذا نسيت) أي استثن مشية
الله في فعلك (2)
18 - عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قول الله (و
اذكر ربك إذا نسيت) قال إذا حلف الرجل فنسي أن يستثنى فليستثن إذا ذكر (3)
19 - عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله: (واذكر ربك
إذا نسيت) فقال: ان تستثنى ثم ذكرت بعد فاستثن حين تذكر (4)
20 - عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (واذكر
ربك إذا نسيت) قال: هو الرجل يحلف فنسي ان يقول: إن شاء الله فليقلها
إذا ذكر (5)
21 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (ولا تقولن
لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله) قال: هو الرجل يحلف على الشئ وينسى
ان يستثنى فيقولن لأفعلن كذا وكذا غدا أو بعد غد عن قوله، (عن قول كذا خ) (و
اذكر ربك إذا نسيت) (6)
22 - عن حمزة بن حمران قال: سألته عن قول الله: (واذكر ربك إذا نسيت)
قال: إذا حلفت ناسيا، ثم ذكرت بعد فاستثنه حين تذكر (7)
23 - عن القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي عليه السلام قال: الاستثناء
في اليمين متى ما ذكر وإن كان بعد أربعين صباحا ثم تلا هذه الآية (واذكر
ربك إذا نسيت) (8)

(1) البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11.
(2) البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11.
(3) البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11.
(4) البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11.
(5) البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11.
(6) البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11.
(7) البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11.
(8) البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11.
325

24 - عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: والله ليملكن رجل منا أهل البيت
الأرض بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا قال: قلت فمتى ذلك؟ قال: بعد موت القائم قال:
قلت: وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته
قال: قلت: فيكون بعد موته هرج؟ قال نعم خمسين سنة، قال: ثم يخرج المنصور إلى الدنيا
فيطلب دمه ودم أصحابه، فيقتل ويسبي حتى يقال: لو كان هذا من ذرية الأنبياء ما قتل الناس كل
هذا القتل، فيجتمع الناس عليه أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئونه إلى
حرم الله، فإذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر،
فيقتل كل عدو لنا جائر ويملك الأرض كلها، ويصلح الله له امره ويعيش ثلاثمائة سنة
ويزداد تسعا، ثم قال أبو جعفر: يا جابر وهل تدرى من المنتصر والسفاح؟ يا جابر
المنتصر الحسين والسفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين (1).
25 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهم السلام في قوله:
(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) قال: إنما عنى بها الصلاة (2)
26 - عن عاصم الكورى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: في قول الله:
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) قال: وعيد (3).
27 - عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلاثة، ظلم لا يغفره الله،
وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه، فاما الظلم الذي لا يغفره الله الشرك، واما الظلم الذي
يغفره الله فظلم الرجل نفسه، واما الظلم الذي لا يدعه فالذنب بين العباد (4).
28 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا
على محمد صلى الله عليه وآله فقال: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا
للظالمين آل محمد حقهم نارا) (5)

(1) البرهان ج 2: 465. البحار ج 13: 236.
(2) البرهان ج 2: 465. البحار ج 18: 10.
(3) البرهان ج 2: 465. الصافي ج 2: 12.
(4) البرهان ج 2: 465 - 466.
(5) البرهان ج 2: 465 - 466.
326

29 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ابن آدم خلق أجوف
لا بد له من الطعام والشراب، فقال: (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى
الوجوه) (1).
30 - وعنه عليه السلام في قول الله: (يوم تبدل الأرض غير الأرض) قال: تبدل خبزة
بيضاء نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال له قائل: انهم يومئذ لفي
شغل عن الأكل والشرب، فقال له: ابن آدم خلق أجوف لابد له من الطعام والشراب،
أهم أشد شغلا أم من في النار قد استغاثوا؟ قال الله: (وان يستغيثوا يغاثوا بماء
كالمهل) (2).
31 - عن إدريس القمي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الباقيات الصالحات؟
فقال: هي الصلاة فحافظوا عليها، وقال: لا تصل الظهر أبدا حتى تزول الشمس (3).
32 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذوا
جننكم (4) قالوا: يا رسول الله عدو حضر؟ قال: لا، ولكن خذوا جننكم من النار،
فقالوا: بم نأخذ جننا يا رسول الله من النار؟ قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيمة ولهن مقدمات ومؤخرات ومنجيات ومعقبات،
وهن الباقيات الصالحات، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام (ولذكر الله أكبر) قال: ذكر الله عندما
أحل أو حرم وشبه هذا ومؤخرات (5).
33 - عن محمد بن عمرو عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال الله عز وجل،
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) كما أن ثماني ركعات يصليها العبد آخر الليل
زينة الآخرة (6).

(1) البرهان ج 2: 466. البحار ج 3: 221.
(2) البرهان ج 2: 466. البحار ج 3: 221.
(3) البرهان ج 2: 470. البحار ج 15 (ج 2): 57. الصافي ج 2: 15.
(4) الجنن جمع الجنة - بضم الجيم - الترس وكلما وقى من سلاح
(5) البرهان ج 2: 470. البحار ج 19 (ج 2): 6 و 18 (ج 2): 557 الصافي ج 2: 15.
(6) البرهان ج 2: 470. البحار ج 19 (ج 2): 6 و 18 (ج 2): 557 الصافي ج 2: 15.
327

34 - عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة دفع
إلى الانسان كتابه، ثم قيل له اقرأه قلت: فيعرف ما فيه؟ فقال: انه يذكره فما من
لحظة، ولا كلمة، ولا نقل قدم، ولا شئ فعله الا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة فلذلك
قالوا (يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها) (1).
35 - عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (اقرأ كتابك كفى بنفسك
اليوم) قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك
قالوا (يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها) (2).
36 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن إبليس أكان
من الملائكة؟ وهل كان يلي من أمر السماء شيئا؟ قال: انه لم يكن من الملائكة
ولم يكن يلي من امر السماء شيئا، كان من الجن وكان مع الملائكة وكانت الملائكة
تراه انه منها، وكان الله يعلم أنه ليس منها، فلما امر بالسجود كان منه الذي كان (3)
37 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: امر الله إبليس بالسجود
لآدم مشافهة، فقال: وعزتك لئن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدها
خلق من خلقك (4). 38 - وفى رواية أخرى عن هشام عنه ولما خلق الله آدم قبل أن ينفخ فيه
الروح كان إبليس يمر به فيضربه برجله فيدب (5) فيقول إبليس: لامر ما
خلقت؟ (6).
39 - عن محمد بن مروان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ما أشهدتهم خلق
السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) قال: ان رسول
الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام، فأنزل الله

(1) البرهان ج 2: 471. البحار ج 3: 282. الصافي ج 2: 16.
(2) البرهان ج 2: 471. البحار ج 3: 282. الصافي ج 2: 16.
(3) البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 34 و 14: 619.
(4) البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 34 و 14: 619.
(5) دب دبيبا: مشى على هنيئة كمشي الطفل والنمل والضعيف.
(6) البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 32.
328

(وما كنت متخذ المضلين عضدا) يعنيهما (1)
40 - عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أعز الاسلام بأبى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب؟ فقال: يا محمد
قد والله قال ذلك، وكان على أشد من ضرب العنق، ثم اقبل على فقال: هل تدرى
ما انزل الله يا محمد؟ قلت: أنت اعلم جعلت فداك، قال: ان رسول الله كان في دار الأرقم
فقال: اللهم أعز الاسلام بابى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فأنزل الله (ما
أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)
يعنيهما (2).
41 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال:
انه لما كان من امر موسى عليه السلام الذي كان اعطى مكتل (3) فيه حوت مملح، قيل
له: هذا يدلك على صاحبك عند عين مجمع البحرين لا يصيب منها شئ ميتا الا حيى
يقال لها الحياة، فانطلقا حتى بلغا الصخرة (4) فانطلق الفتى يغسل الحوت في العين
فاضطرب الحوت في يده حتى خدشه وانفلت منه (5) ونسيه الفتى، فلما جاوز الوقت
الذي وقت فيه أعني موسى (قال لفتاه آتنا غدانا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا
قال أرأيت) إلى قوله (على آثارهما قصصا) فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر
فاقتصا الأثر حتى اتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر اما متكيا واما جالسا
في كساء له، فسلم عليه موسى فعجب من السلام وهو في أرض ليس فيها السلام فقال:
من أنت؟ قال: انا موسى، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟ قال:
نعم، قال: فما حاجتك؟ قال اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا، قال: انى وكلت بأمر

(1) البرهان ج 2: 471 - 472. البحار ج 8: 22. الصافي ج 2: 17.
(2) البرهان ج 2: 471 - 472. البحار ج 8: 22. الصافي ج 2: 17.
(3) المكتل - كمنبر - الزنبيل.
(4) وفى البرهان هكذا (فانظر إلى حين تلقى الصخرة اه)
(5) انفلت: تخلص.
329

لا تطيقه، ووكلت بأمر لا أطيقه، وقال له (انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر
على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني انشاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) فحدثه
عن آل محمد عليه السلام وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وعن أمير المؤمنين وعن ولد فاطمة وذكر له من فضلهم وما أعطوا حتى جعل يقول
يا ليتني من آل محمد وعن رجوع رسول الله عليه وآله السلام إلى قومه (1) وما يلقى
منهم ومن تكذيبهم إياه، وتلا هذه الآية: (ونقلب أفئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا
به أول مرة) فإنه اخذ عليهم الميثاق (2).
42 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان وصى موسى بن عمران يوشع
بن نون، وهو فتاه الذي ذكر الله في كتابه (3)
43 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان موسى اعلم من الخضر (4)
44 - عن الحفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول موسى لفتاه:
(آتنا غدائنا) وقوله: (رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير) فقال: إنما عنى الطعام
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان موسى لذو جوعات (5).
45 - عن بريد عن أحدهما قال: قلت له: ما منزلتكم في الماضين وبمن
تشبهون منهم؟ قال: الخضر وذو القرنين، كانا عالمين ولم يكونا نبيين (6)
46 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما مثل على ومثلنا
من بعده من هذه ا لامة كمثل موسى النبي صلى الله عليه وآله والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله
الصحبة، فكان من أمرهما ما أقتصه الله لنبيه صلى الله عليه وآله في كتابه، وذلك أن الله قال

(1) وفى نور الثقلين (وعن مبعث رسول الله...) وهو الظاهر، وقال المجلسي رحمه الله
في معناه: أي بعد الهجرة أو في الرجعة (انتهى). ويمكن أن يكون المراد الرجوع عن شعب أبى
طالب بعد ثلاث سنين - والله أعلم. (2) البرهان ج 2: 475. البحار ج 5: 297.
(3) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. وفى البرهان (لذو جوعان) بدل (جوعات) في الخبر الأخير.
(4) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. وفى البرهان (لذو جوعان) بدل (جوعات) في الخبر الأخير.
(5) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. وفى البرهان (لذو جوعان) بدل (جوعات) في الخبر الأخير.
(6) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 296.
330

لموسى: (انى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من
الشاكرين) ثم قال: (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل
شئ وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح، وكان موسى يظن
أن جميع الأشياء التي يحتاج إليها في تابوته، وجميع العلم قد كتب له في الألواح
كما يظن هؤلاء الذين يدعون انهم فقهاء وعلماء، وانهم قد أثبتوا جميع العلم و
الفقه في الدين مما يحتاج هذه الأمة إليه، وصح لهم عن رسول الله وعلموه ولفظوه،
وليس كل علم رسول علموه ولا صار إليهم عن رسول الله ولا عرفوه، وذلك أن الشئ
من الحلال والحرام والاحكام يرد عليهم فيسئلون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر
عن رسول الله ويستحيون ان ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون ان يسئلوا فلا
يجيبوا فيطلبوا الناس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين
الله، وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل بدعة ضلالة،
فلو انهم إذا سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردوه
إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر منهم، لعلمه الذين يستنبطونه منهم، من آل
محمد صلى الله وعليه وآله والذي منعهم من طلب العلم منا العداوة والحسد لنا، ولا والله ما حسد
موسى العالم، وموسى نبي الله يوحى إليه حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم، ولم
يحسده كما حسدتنا هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على ما علمنا وما ورثنا عن
رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يرغبوا الينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم، وسأله
الصحبة ليتعلم منه العلم ويرشده.
فلما ان سأل العالم ذلك علم العالم ان موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل
عليه ولا يصبر معه فعند ذلك قال العالم: (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا)
فقال له موسى وهو خاضع له يستعطفه على نفسه كي يقبله: (ستجدني انشاء الله
صابرا ولا أعصي لك أمرا) وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه، فذلك
والله يا إسحاق بن عمار حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم، لا يحتملون والله
علمنا، ولا يقبلونه ولا يطيقونه، ولا يأخذون به، ولا يصبرون عليه كما لم يصبر موسى
331

على علم العالم حين صحبه، ورأي من رأى من علمه، وكان ذلك عند موسى
مكروها، وكان عند الله رضا وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ
وهو عند الله الحق (1)
47 - عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان موسى صعد
المنبر وكان منبره ثلث مراق (2) فحدث نفسه ان الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه
جبرئيل فقال: انك قد ابتليت فأنزل فان في الأرض من هو اعلم منك فاطلبه
فأرسل إلى يوشع انى قد ابتليت فاصنع لنا زادا وانطلق بنا واشترى حوتا [من
حيتان الحية] فخرج بآذربيجان، ثم شواه ثم حمله في مكتل ثم انطلقا يمشيان
في ساحل البحر، والنبي إذا أمر ان يذهب إلى مكان (3) لم يعي أبدا حتى يجوز
ذلك الوقت، قال: فبينما هما يمشيان انتهيا إلى شيخ مستلقى معه عصاه، موضوعة إلى جانبه
وعليه كساء إذا قنع رأسه (4) خرجت رجلاه وإذا غطى رجليه خرج رأسه، قال: فقام
موسى يصلى وقال ليوشع: احفظ على قال: فقطرت قطرة من السماء (5) في المكتل فاضطرب
الحوت، ثم جعل يثب من المكتل إلى البحر، قال: وهو قوله: (واتخذ سبيله في
البحر سربا) قال: ثم إنه جاء طير فوقع على ساحل البحر ثم أدخل منقاره فقال:
يا موسى ما اتخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر، قال:
ثم قام يمشى فتبعه يوشع.
قال موسى وقد نسي الزبيل (6) يوشع قال: وإنما أعيى حيث جاز الوقت فيه
(7) فقال (آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) إلى قوله (في البحر عجبا) قال:

(1) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 297.
(2) مراق جمع المرقاة - بفتح الميم وكسرها -: الدرجة.
(3) وفى البحار هكذا (والنبي إذا مر في مكان اه).
(4) قنع رأسه بالشئ: غطاه به.
(5) وفى البرهان (الماء) بدل (السماء).
(6) وهو الزنبيل ويقال له المكتل أيضا وقد مر.
(7) كذا في النسخ وفى البحار هكذا (فقال موسى لما أعيا حيث جاز الوقت فيه اه)
332

فرجع موسى يقفى أثره حتى انتهى إليه وهو على حاله مستلق، فقال له موسى:
السلام عليك فقال وعليك السلام يا عالم بني إسرائيل، قال: ثم وثب فأخذ عصاه
بيده، قال: فقال له موسى: انى قد أمرت ان اتبعك على أن تعلمني مما عملت رشدا
فقال كما قص عليكم (إنك لن تستطيع معي صبرا)
قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى معبر (1) فلما نظر إليهم أهل المعبر فقالوا: والله
لا نأخذ من هؤلاء أجرا، اليوم نحملهم، فلما ذهب السفينة كثرت الماء خرقها (2)
قال له موسى كما أخبرتم، ثم قال: (ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا قال لا
تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا)
قال: وخرجا على ساحل البحر فإذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر في
اذنيه درتان فتوركه العالم (3) فذبحه فقال له موسى (أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت
شيئا نكرا) قال: (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما
فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا) خبزا نأكله
فقد جعنا، قال: وهي قرية على ساحل البحر يقال لها: ناصرة وبها تسمى النصارى
نصارى، فلم يضيفوهما ولا يضيفون بعدهما أحدا حتى تقوم الساعة.
وكان مثل السفينة فيكم وفينا ترك الحسين البيعة لمعوية، وكان مثل
الغلام فيكم قول الحسين بن علي لعبد الله بن علي: لعنك الله من كافر، فقال له: قد
قتلته يا با محمد وكان مثل الجدار فيكم علي والحسن والحسين (4)

(1) المعبر: ما عبر به النهر والمراد هنا السفينة.
(2) كذا في النسخ وفى البحار (فلما ذهبت السفينة وسط الماء خرقها اه).
(3) تورك فلان الصبي: جعله على وركه معتمدا عليها.
(4) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 297. وقال المجلسي رحمه الله في بيان
الحديث: اما كون ترك الحسين عليه السلام البيعة لمعاوية لعنه الله شبيها بخرق السفينة لأنه عليه السلام
بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة، وبها انكسرت سفينة أهل البيت صلوات الله عليهم
وكان فيها مصالح عظيمة
منها ظهور كفر بني أمية وجورهم على الناس، وخروج الخلق عن طاعتهم
ومنها: ظهور حقية أهل البيت عليهم السلام وإمامتهم إذ لو بايعه الحسين عليه السلام أيضا لظن
أكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهم عليهم السلام ولاة الامر.
ومنها: ان بسبب ذلك صار من بعده من الأئمة عليهم السلام آمنين مطمئنين،
ينشرون العلوم بين الناس، إلى غير دلك من المصالح التي لا يعملها غيرهم، ولو كان ما ذكره
المؤرخون من بيعته عليه السلام له أخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداءا، ولا يبعد أن يكون
في الأصل يزيد بن معاوية، فسقط الساقط الملعون هو وأبوه. واما ما تضمن من
قول الحسن عليه السلام لعبد الله بن علي فيشكل توجيهه لأنه كان من السعداء الذين
استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه على ما ذكره المفيد وغيره. والقول بأنه عليه السلام
علم أنه لو بقي بعد ذلك ولم يستشهد لكفر بعيد. والظاهر أن يكون عبيد الله - مصغرا -
بناءا على ما ذكره ابن إدريس انه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام ردا على المفيد،
وذكر صاحب المقاتل وغيره انه صار إلى المختار فسأل أن يدعو إليه ويجعل الامر له فلم
يفعل، فخرج ولحق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة وهو لا يعرف.
قوله: (فقال له) أي أمير المؤمنين عليه السلام. (قد قتلته) أي سيقتل بسبب
لعنك أو هذا اخبار بأنه سيقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره واما مثل الجدار فلعل المراد ان
الله تعالى كما حفظ العلم تحت الجدار للغلامين لصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح
على والحسن والحسين عليهم السلام في أولادهم إلى أن يظهره القائم عليه السلام للخلق أو
حفظ الله علم الرسول صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين للحسنين صلوات الله عليهم، فأقام عليا عليه السلام للخلافة بعد ان أصابه ما أصابه من المخالفين والله يعلم.
333

48 - عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام قال: بينما موسى
قاعدا في ملاء من بني إسرائيل إذ قال له رجل: ما أرى أحدا أعلم بالله منك قال موسى:
ما أرى، فأوحى الله إليه بلى عبدي الخضر فسأل السبيل إليه، وكان له آية الحوت ان
افتقده، وكان من شأنه ما قص الله (1)
49 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام كان سليمان اعلم من آصف،
وكان موسى أعلم من الذي اتبعه (2)

(1) البرهان ج 2: 477. البحار ج 5: 298.
(2) البرهان ج 2: 477. البحار ج 5: 298.
334

50 - عن ليث بن سليم عن أبي جعفر عليه السلام (1) شكى موسى إلى ربه الجوع في ثلاثة
مواضع (آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. لاتخذت عليه أجرا. رب انى لما أنزلت
إلى من خير فقير) (2).
51 - عن إسماعيل بن أبي زياد الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
عن ابن عباس قال: ما وجدت للناس ولعلي بن أبي طالب شبها الا موسى وصاحب
السفينة، فكلم موسى بجهل، وتكلم صاحب السفينة بعلم، وتكلم الناس بجهل،
ويكلم على بعلم (3).
52 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام ان نجدة الحروري كتب إلى
ابن عباس يسئله عن سبى الذراري، فكتب إليه: اما الذراري فلم يكن رسول الله
يقتلهم وكان الخضر يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم، فان كنت تعلم ما يعلم الخضر
فاقتلهم (4).
53 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: بينما العالم
يمشى مع موسى إذا هم بغلام يعلب قال: فوكزه العالم فقتله فقال له موسى: (أقتلت نفسا
زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا) قال فأدخل العالم يده فاقتلع كتفه فإذا عليه
مكتوب كافر مطبوع (5).
54 - عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يقرؤ (وكان ورائهم ملك) يعنى امامهم (6)

(1) في البرهان (عن أبي عبد الله عليه السلام وفى نسخة عن أبي جعفر عليه السلام. اه)
(2) البرهان ج 2: 478 - 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 23 - 24.
(3) البرهان ج 2: 478 - 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 23 - 24.
(4) البرهان ج 2: 478 - 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 23 - 24.
(5) البرهان ج 2: 478 - 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 23 - 24.
(6) قال الطبرسي رحمه الله في المجمع: الوراء والخلف واحد وهو نقيض جهة القدام
ويستعمل وراء بمعنى القدام أيضا على الاتساع لأنها جهة مقابلة فكأن كل واحدة من -
الجهتين وراء الأخرى ثم استشهد لذلك بشعر لعبيد وغيره
ونقل أيضا عن أبن عباس انه كان يقرأ (وكان امامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحا
غصبا) ثم قال: وروى أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام أيضا انه كان يقرأ كل سفينة
صالحة غصبا وروى ذلك أيضا عن أبي جعفر عليه السلام قال وهي قراءة أمير المؤمنين عليه السلام
وعن تفسير القمي رحمه الله أنه قال: هكذا نزلت وانه وإذا كانت معيوبة لم يأخذ منها شئ.
335

(يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) (1)
55 - عن حريز عمن ذكره عن أحدهما (2) انه قرأ (وكان أبواه مؤمنين) فطبع
كافرا (3).
56 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (فخشينا) خشي ان ادركه
الغلام ان يدعوا أبويه إلى الكفر فيجيبانه من فرط حبهما إياه (4).
57 - عن عبد الله بن خالد (5) رفعه قال: كان في كتف الغلام الذي قتله
العالم مكتوب كافر (6).
58 - عن محمد بن عمر عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله ليحفظ ولد المؤمن
إلى ألف سنة، وان الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمأة سنة (7).
59 - عن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (فأردنا ان يبدلهما
ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) قال: انه ولدت لهما جارية فولدت غلاما
فكان نبيا (8).
60 - عن الحسن بن سعيد اللحمى (9) قال: ولد رجل من أصحابنا جارية
دخل على أبى عبد الله عليه السلام فرآه متسخطا لها، فقال له أبو عبد الله: أرأيت لو أن
الله أوحى إليك انى اختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول؟ قال: كنت أقول يا رب
تختار لي، قال: فان الله قد اختار لك ثم قال: ان الغلام الذي قتله العالم كان مع موسى
في قول الله (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) قال: فأبدلهما جارية

(1) البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298.
(2) وفى البرهان (عن أبي عبد الله عليه السلام) مكان (عن أحدهما).
(3) البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 24.
(4) البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 24.
(5) وفى البرهان (عبد الله بن حبيب) مكان (عبد الله بن خالد).
(6) البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25
(7) البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25
(8) البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25
(9) والظاهر أنه مصحف اللخمي بالخاء قال في تنقيح المقال: اللخمي بالخاء
المعجمة لقب جمع، وعد منهم الحسن بن سعيد.
336

ولدت سبعين نبيا (1).
61 - عن أبي يحيى الواسطي رفعه إلى أحدهما عليه السلام في قول الله: (واما الغلام
فكان أبواه مؤمنين) إلى قوله: (وأقرب رحما) قال: أبدلهما مكان الابن بنتا فولدت
سبعين نبيا (2).
62 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام (3) قال: كم من انسان له حق لا يعلم
به، قال قلت: وما ذلك أصلحك الله؟ قال: ان صاحب الجدار كان لهما كنز تحته،
اما انه لم يكن ذهب ولا فضة، قال قلت: فأيهما كان أحق به؟ فقال: الأكبر،
كذلك نقول (4).
63 - عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله ليصلح
بصلاح (5) الرجل المؤمن ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله فلا
يزالون في حفظ الله لكرامته على الله ثم ذكر الغلامين فقال: (وكان أبوهما صالحا)
ألم تر ان الله شكر صلاح أبويهما لهما. (6)
64 - عن يزيد بن رويان قال: دخل نافع بن الأزرق المسجد الحرام والحسين
بن علي عليهما السلام مع عبد الله بن عباس جالسان في الحجر فجلس اليهما ثم قال: يا بن
عباس صف لي إلهك الذي تعبده، فأطرق ابن عباس طويلا مستبطئا بقوله فقال له
الحسين: إلى يا بن الارزق المتورط في الضلالة المرتكن في الجهالة أجيبك عما
سألت عنه، فقال: ما إياك سألت فتجيبني، فقال له ابن عباس: مه عن ابن رسول
الله فإنه من أهل بيت النبوة ومعه من (معدن ظ) الحكمة فقال له صف لي فقال له أصفه بما وصف
به نفسه وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب
غير ملتزق، وبعيد غير مقص، يوحد ولا يتبعض لا إله إلا هو الكبير المتعال، قال:

(1) البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298.
(2) البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298.
(3) كذا في الأصل لكن في ساير النسخ (عن أبي جعفر) بدل (أبى عبد الله)
(4) البرهان 2: 478. البحار ج 5: 298.
(5) وفى بعض النسخ (ليفلح بفلاح).
(6) البحار ج 5: 298. و ج 15 (ج 2): 187 البرهان ج 2: 487 الصافي ج 2: 25.
337

فبكى ابن الارزق بكاءا شديدا فقال له الحسين: ما يبكيك؟ قال: بكيت من حسن
وصفك، قال: يا بن الأزرق انى أخبرت انك تكفر أبي وأخي وتكفرني؟ قال له
نافع: لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام ومعالم الاسلام، فلما بدلتم استبدلنا بكم.
فقال له الحسين: يا بن الأزرق أسئلك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا إله إلا هو
: (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) إلى
قوله: (كنزهما) من حفظ فيهما؟ قال: فأيهما أفضل أبويهما أم رسول الله وفاطمة؟
قال: لا بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فما حفظهما حتى حيل
بيننا وبين الكفر، فنهض ثم نفض بثوبه ثم قال: قد نبأنا لله عنكم معشر قريش أنتم
قوم خصمون (1)
65 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: يحفظ الأطفال
باعمال آبائهم (2) كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبيهما (3)
66 - عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (واما
الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) فقال: اما انه ما
كان ذهبا ولا فضة، وإنما كان أربع كلمات: انى انا الله لا اله الا انا من أيقن
بالموت لم تضحك (4) سنه، ومن أقر بالحساب لم يفرح قلبه، ومن آمن بالقدر (5)
لم يخش الا ربه (6)
67 - عن ابن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان في الكنز الذي

(1) البرهان ج 2: 478.
(2) وفى البحار (بصلاح آبائهم).
(3) البحار ج 15 (ج 2): 178. البرهان ج 2: 479.
(4) وفى نسخة (لن تضحك)
(5) وفى البرهان (ومن أقر بالقبر اه) بدل (ومن آمن بالقدر) وفى الصافي
(ومن أيقن بالقدر لم يخش الا الله اه)
(6) البرهان ج 2: 479. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 25.
338

قال الله: (وكان تحته كنز لهما) لوح من ذهب فيه بسم الله الرحمن الرحيم محمد
رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف
يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن غفل
عن الله ان لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه (1)
68 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام ان النبي
صلى الله عليه وآله قال: ان الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله، وإن كان أهله
أهل سوء، ثم قرأ هذه الآية إلى آخرها (وكان أبوهما صالحا) (2).
69 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر انه سمع هذا الكلام من الرضا عليه السلام عجبا لمن غفل عن الله كيف يستبطئ الله في رزقه، وكيف اصطبر على قضائه (3)
70 - عن محمد بن عمرو الكوفي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله
يحفظ ولد المؤمن لأبيه إلى الف سنة، وان الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمأة
سنة (4).
71 - عن الأصبغ قال: قام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين
أخبرني عن ذي القرنين أملك كان أم نبي؟ واخبرني عن قرنيه أذهب أم فضة؟
قال: انه لم يكن النبي ولا ملك، ولم يكن قرناه ذهب ولا فضة، ولكنه كان عبدا
أحب الله فأحبه، ونصح لله فنصح له، وإنما سمى ذو القرنين لأنه دعا قومه فضربوه
على قرنه، فغاب عنهم، ثم عاد إليهم فدعاهم فضربوه بالسيف على قرنه الآخر و
فيكم مثله (5)
72 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان ذا القرنين لم يكن نبيا و

(1) البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178.
(2) البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178.
(3) البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178.
(4) البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178.
(5) الصافي ج 2: 27. البحار ج 5: 161 وقوله عليه السلام وفيكم مثله أي وفيكم
من يضرب على قرنه مرتين، قال الجزري في النهاية: ومنه حديث على وذكر قصة ذي
القرنين ثم قال: وفيكم مثله، فيرى انه إنما عنى نفسه لأنه ضرب على رأسه ضربتين، إحداهما
يوم الخندق والأخرى ضربة ابن ملجم.
339

لكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه، وناصح الله فناصحه، أمر قومه بتقوى الله
فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم
من هو على سنته، وانه خير بين السحاب الصعب والسحاب الذلول فاختار الذلول
فركب الذلول، فكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكي لا يكذب
الرسل (1)
73 - عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ان ذا القرنين لم يكن
نبيا ولا رسولا ولكن كان عبدا أحب الله فأحبه وناصح الله فنصحه، دعا قومه فضربوه على
أحد قرنيه فقتلوه، ثم بعثه الله فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه (2)
74 - عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام جميعا قال لهما
ما منزلتكم؟ ومن تشبهون من مضى؟ قال: صاحب موسى وذو القرنين، كانا عالمين
ولم يكونا نبيين (3) 75 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله لم يبعث أنبياء ملوكا
في الأرض الا أربعة بعد نوح، أولهم ذو القرنين واسمه عياش، وداود وسليمان،
ويوسف، فاما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب، واما داود فملك ما بين الشامات
إلى بلاد إصطخر، وكذلك كان ملك سليمان، فاما يوسف فملك مصر وبراريها
لم يجاوزها إلى غيرها (4) 76 - عن ابن الورقاء قال: سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن ذي القرنين ما كان
قرناه؟ فقال: لعلك تحسب كان قرنيه ذهبا أو فضة، وكان نبيا بعثه إلى أناس
فدعاهم إلى الله والى الخير، فقام رجل منهم فضرب قرنه الأيسر فمات، ثم بعثه
فأحياه وبعثه إلى الناس فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات فسماه الله ذا القرنين (5)
77 - عن ابن هشام عن أبيه عمن حدثه عن بعض آل محمد صلى الله عليه وآله قال: ان ذو القرنين
كان رجلا صالحا طويت له الأسباب ومكن له في البلاد، وكان قد وصف له عين الحياة

(1) البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27.
(2) البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27.
(3) البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27.
(4) البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27.
(5) البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27.
340

وقيل له: من يشرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصوت، وانه خرج في طلبها حتى
أتى موضعها، وكان في ذلك الموضع ثلاثمائة وستين (ستون ظ) عينا، وكان خضر
على مقدمته وكان من أشد (1) أصحابه عنده، فدعاه فأعطاه وأعطا قوما من
أصحابه كل رجل منهم حوتا مملحا، فقال: انطلقوا إلى هذه الموضع فليغسل كل
رجل منكم حوته عند عين ولا يغسل معه أحد، فانطلقوا فلزم كل رجل منهم عينا
فغسل فيها حوته، وان الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت و
وجد الحوت ريح الماء حيى فانساب في الماء (2)
فلما رأى ذلك الخضر رمى بثيابه وسقط وجعل يرتمس في الماء ويشرب و
يجتهد أن يصيبه ولا يصيبه فلما رأى ذلك رجع فرجع إلى أصحابه وأمره ذو القرنين
بقبض السمك، فقال: انظروا فقد تخلفت سمكة، فقالوا: الخضر صاحبها، قال فدعاه
فقال: ما خلف سمكتك؟ قال: فأخبره الخبر (الخضر ج ل) فقال له: فصنعت ماذا؟ قال:
سقطت عليها فجعلت أغوص فاطلبها فلم أجدها، فقال: فشربت من الماء؟ قال: نعم
قال: فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر أنت صاحبها (3).
78 - عن حارث بن حبيب قال: أتى رجل عليا فقال له: يا أمير المؤمنين
أخبرني عن ذي القرنين فقال له: سخر له سحاب وقربت له الأسباب، وبسط له في
النور، فقال له الرجل: كيف بسط له في النور؟ فقال علي عليه السلام: كان يبصره بالليل
كما يبصر بالنهار، ثم قال علي عليه السلام للرجل: أزيدك فيه؟ فسكت (4).
79 - عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: سئل عن ذي القرنين
قال: كان عبدا صالحا واسمه عياش واختاره الله وابتعثه إلى قرن من القرون الأولى
في ناحية المغرب، وذلك بعد طوفان نوح، فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها،
ثم أحياه الله بعد مأة عام، ثم بعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المشرق فكذبوه

(1) في نسخة (أفضل) وفى أخرى (آثر) مكان (أشد).
(2) أي دخل فيه.
(3) البرهان ج 2: 483. البحار ج 5: 165.
(4) البرهان ج 2: 483. البحار ج 5: 165.
341

فضربوه ضربة على قرنه الأيسر فمات منها، ثم أحياه الله بعد مأة عام وعوضه الله من
الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين أجوفين وجعل عز ملكه وآية
نبوته في قرنه.
ثم رفعه الله إلى السماء الدنيا فكشط له عن الأرض (1) كلها جبالها وسهولها
وفجاجها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب، وآتاه الله من كل شئ علما يعرف به
الحق والباطل، وأيده في قرنيه بكسف من السماء، فيه ظلمات ورعد وبرق، ثم
أهبط إلى الأرض وأوحى الله إليه: ان سر في ناحية غرب الأرض وشرقها فقد طويت لك
البلاد، وذللت لك العباد، فأرهبتهم منك، فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب
فكان إذا مر بقرية زأر فيها (2) كما يزأر الأسد المغضب، فينبعث من قرنيه
ظلمات ورعد وبرق وصواعق، ويهلك من ناواه وخالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس
حتى دان له أهل المشرق والمغرب، قال: وذلك قول الله (انا مكنا له في الأرض
وآتيناه من كل شئ سببا) فسار (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين
حمئة) إلى قوله (اما من ظلم ولم يؤمن بربه فسوف نعذبه) في الدنيا بعذاب الدنيا (ثم يرد إلى
ربه) في مرجعه (فيعذبه عذابا نكرا) إلى قوله: (وسنقول له من أمرنا يسرا ثم أتبع سببا)
ذو القرنين من الشمس سببا.
ثم قال أمير المؤمنين: ان ذا القرنين لما انتهى مع الشمس إلى العين
الحامية وجد الشمس تغرب فيها ومعها سبعون الف ملك يجرونها بسلاسل
الحديد، والكلاليب يجرونها من قعر البحر في قطر الأرض الأيمن، كما تجرى
السفينة على ظهر الماء، فلما انتهى معها إلى مطلع الشمس سببا (وجدها تطلع
على قوم) إلى قوله (بما لديه خبرا) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان ذا القرنين ورد
على قوم قد أحرقتهم الشمس وغيرت أجسادهم وألوانهم حتى صيرتهم كالظلمة
(ثم اتبع) ذو القرنين (سببا) في ناحية الظلمة، (حتى إذا بلغ بين السدين وجد

(1) كشط عن الشئ: كشفه عنه.
(2) زأر الأسد: صات من صدره.
342

من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قولوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج
خلف هذين الجبلين وهم يفسدون في الأرض، إذا كان أبان زروعنا وثمارنا خرجوا
علينا من هذين السدين، فرعوا من ثمارنا وزروعنا حتى لا يبقون منها شيئا، (فهل
نجعل لك خرجا) نؤديه إليك في كل عام (على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) إلى
قوله: (زبر الحديد) قال: فاحتفر له جبل حديد فقلعوا له أمثال اللبن، فطرح بعضه
على بعض فيما بين الصدفين، وكان ذو القرنين هو أول من بنى ردما على الأرض،
ثم جمع عليه الحطب وألهب فيه النار، ووضع عليه المنافيخ فنفخوا عليه، فلما ذاب
قال: آتوني بقسر وهو المس الأحمر.
قال: فاحتفروا له جبلا من مس فطرحوه على الحديد فذاب معه واختلط به،
قال: (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) يعنى يأجوج ومأجوج، (قال
هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعده ربى جعله دكا وكان وعد ربى حقا) إلى ها هنا رواية
علي بن الحسن (الحسين خ) ورواية محمد بن نصير.
وزاد جبرئيل بن أحمد في حديثه بأسانيد عن الأصبغ بن نباته عن علي بن
أبي طالب صلى الله عليه وآله (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) يعنى يوم القيمة، وكان
ذو القرنين عبدا صالحا وكان من الله بمكان نصح الله فنصح له، وأحب الله فأحبه،
وكان قد سبب له في البلاد ومكن له فيها حتى ملك ما بين المشرق والمغرب وكان
له خليلا من الملائكة يقال له رفائيل (1) ينزل إليه فيحدثه ويناجيه، فبينا هو ذات
يوم عنده إذ قال له ذو القرنين: يا رفائيل كيف عبادة أهل السماء وأين هي من عبادة
أهل الأرض؟ قال رفائيل: يا ذا القرنين وما عبادة أهل الأرض؟ (2) فقال: اما عبادة
أهل السماء ما في السماوات موضع قدم الا وعليه ملك قائم لا يقعد أبدا أو راكع لا يسجد أبدا
أو ساجد لا يرفع رأسه أبدا، فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: يا رفائيل انى أحب
ان أعيش حتى أبلغ من عبادة ربي وحق طاعته بما هو أهله، قال رفائيل: يا ذا القرنين

(1) وفى نسخة (رفات ئيل) وكذا في الموضع الآتية وفى البحار (روفائيل) و
في المنقول عن العرائس (روفائيل).
(2) وفى المحكى عن العرائس (يا ذا القرنين وما عبادتكم عند عبادتنا اه).
343

ان لله في الأرض عينا تدعى عين الحياة، فيها عزيمة من الله انه من يشرب منها لم
يمت حتى يكون هو الذي يسئل الله الموت، فان ظفرت بها تعيش ما شئت، قال: و
أين تلك العين وهل تعرفها؟ قال: لا، غير انا نتحدث في السماء ان لله في الأرض
ظلمة لم يطأها انس ولا جان (1)، فقال ذو القرنين: وأين تلك الظلمة؟ قال رفائيل: ما
أدرى، ثم صعد رفائيل.
فدخل ذو القرنين حزن طويل من قول رفائيل ومما أخبره عن العين والظلمة
ولم يخبره بعلم ينتفع به منهما، فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته وعلمائهم و
أهل دراسة الكتب وآثار النبوة، فلما اجتمعوا عنده قال ذو القرنين: يا معشر الفقهاء
وأهل الكتب وآثار النبوة هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله أو في كتب من كان
قبلكم من الملوك ان لله عينا تدعى عين الحياة؟ فيها من الله عزيمة انه من يشرب
منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسئل الله الموت؟ قالوا: لا يا أيها الملك قال:
فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب ان لله في الأرض ظلمة لم يطأها انس ولا جان؟
قالوا: لا يا أيها الملك فحزن عليه ذو القرنين حزنا شديدا وبكى، إذ لم يخبر عن
العين والظلمة بما يحب.
وكان فيمن حضره غلام من الغلمان من أولاد الأوصياء أوصياء الأنبياء وكان
ساكتا لا يتكلم حتى إذا آيس ذو القرنين منهم قال له الغلام: أيها الملك انك تسئل
هؤلاء عن امر ليس لهم به علم، وعلم ما تريد عندي، ففرح ذو القرنين فرحا شديدا
حتى نزل عن فراشه، وقال له: ادن منى، فدنا منه فقال: أخبرني فقال: نعم أيها
الملك انى وجدت في كتاب آدم الذي كتب يوم سمى له ما في الأرض من عين أو
شجر، فوجدت فيه ان لله عينا تدعى عين الحياة، فيها من الله عزيمة انه من يشرب
منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسئل الله الموت بظلمة لم يطأها انس ولا جان،
ففرح ذو القرنين وقال: ادن منى يا أيها الغلام تدرى أين موضعها؟ قال: نعم، وجدت

(1) وفى المحكى عن العرائس زيادة وهي: (فنحن نظن أن تلك العين في تلك الظلمة).
344

في كتاب آدم انها على قرن الشمس يعنى مطلعها.
ففرح ذو القرنين وبعث إلى أهل مملكته فجمع اشرافهم وفقهائهم وعلمائهم
وأهل الحكم منهم، فاجتمع إليه ألف حكيم وعالم وفقيه، فلما اجتمعوا إليه تهيأ
للمسير وتأهب له بأعد العدة، وأقوى القوة، فسار بهم يريد مطلع الشمس يخوض
البحار (1) ويقطع الجبال وألفيا في (2) والأرضين والمفاوز، فسار اثنا عشر سنة
حتى انتهى إلى طرف الظلمة، فإذا هي ليست بظلمة ليل ولا دخان ولكنها هواء يفور
فسد ما بين الأفقين، فنزل بطرفها وعسكر عليها وجمع علماء أهل عسكره وفقهائهم
وأهل الفضل منهم فقال: يا معشر الفقهاء والعلماء انى أريد ان اسلك هذه الظلمة
فخروا له سجدا فقالوا: أيها الملك انك لتطلب أمرا ما طلبه ولا سلكه أحد من كان
قبلك من النبيين والمرسلين، ولا من الملوك، قال: انه لابد لي من طلبها، قالوا:
يا أيها الملك انا لنعلم انك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك منها بغير عنت عليك لامرنا
ولكنا نخاف ان يعلق بك (3) منها أمر يكون فيه هلاك ملكك وزوال سلطانك، و
فساد من في الأرض، فقال: لابد من أن أسلكها فخروا سجدا لله وقالوا: انا نتبرء إليك
مما يريد ذو القرنين.
فقال ذو القرنين: يا معشر العلماء أخبروني بأبصر الدواب؟ قالوا: الخيل
الإناث البكارة أبصر الدواب، فانتخب من عسكره فأصاب ستة آلاف فرس إناثا أبكارا
وانتخب من أهل العلم والفضل والحكمة ستة آلاف رجل، فدفع إلى كل رجل فرسا
وعقد (4) لا فسحر - وهو الخضر - على ألف فرس، فجعلهم على مقدمته وأمرهم ان
يدخلوا الظلمة وسار ذو القرنين في أربعة آلاف، وامر أهل عسكره ان يلزموا معسكره
اثنا عشر سنة، فان رجع هو إليهم إلى ذلك الوقت والا تفرقوا في البلاد، ولحقوا

(1) خاض الماء: دخله.
(2) الفيافي كصحارى لفظا ومعنى.
(3) وفى نسخة (يتفق عليك).
(4) وفى نسخة (يتفق عليك) (وولى).
345

ببلادهم أو حيث شاؤوا.
فقال الخضر: أيها الملك انا نسلك في الظلمة لا يرى بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلال
إذا أصابنا فأعطاه ذو القرنين خرزة حمرا (1) كأنها مشعلة لها ضوء فقال خذ هذه الخرزة
فإذا أصابكم الضلال فارم بها إلى الأرض، فإنها تصيح، فإذا صاحت رجع أهل الضلال إلى
صوتها، فأخذها الخضر ومضى في الظلمة وكان الخضر يرتحل وينزل ذو القرنين فبينا
الخضر يسير ذات يوم إذ عرض له واد في الظلمة، فقال لأصحابه: قفوا في هذا الموضع
لا يتحركن أحد منكم عن موضعه، ونزل عن فرسه فتناول الخرزة فرمى بها في الوادي
فأبطأت عنه بالإجابة حتى ساء ظنه وخاف ان لا يجيبه ثم أجابته، فخرج إلى
صوتها فإذا هي على جانب العين [يقفوها] وإذا ماؤها أشد بياضا من اللبن وأصفى
من الياقوت، وأحلى من العسل، فشرب منه ثم خلع ثيابه فاغتسل منها، ثم لبس ثيابه
ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فأجابته، فخرج إلى أصحابه وركب وأمرهم بالمسير
فساروا.
ومر ذو القرنين بعده فأخطأوا الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يوما و
أربعين ليلة ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار ولا شمس ولا قمر ولكنه نور فخرجوا
إلى الأرض حمراء ورملة خشخاشة فركة (2) كان حصاها اللؤلؤ، فإذا هو بقصر مبنى
على طول فرسخ فجاء ذو القرنين إلى الباب فعسكر عليه ثم توجه بوجهه وحده إلي القصر
فإذا طائر وإذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبي القصر، والطير الأسود معلق
بأنفه في تلك الحديدة بين السماء والأرض مزموم كأنه الخطاف أو صورة الخطاف

(1) الخرزة: - واحدة الخرز محركة - الحب المثقوب من الزجاج ونحوه تنظم منه
المسابح والقلائد ونحوها. فصوص من حجارة كالماس والياقوت.
(2) قال الفيروزآبادي: الخشخشة: صوت السلاح، وكل شئ يابس إذا حل
بعضه ببعض والدخول في الشئ. وقوله عليه السلام: (فركة) أي كانت لينة بحيث كان يمكن
فركها باليد (بحار الأنوار).
346

أو شبيه بالخطاف أو هو خطاف، فلما سمع خشخشة ذي القرنين، قال: من هذا؟
قال أنا ذو القرنين، فقال الطائر: يا ذا القرنين اما كفاك ما ورائك حتى وصلت
إلى حد بابى هذا؟ ففرق ذو القرنين فرقا شديدا (1) فقال: يا ذا القرنين لا تخف
وأخبرني، قال: سل، قال: هل كثر بنيان الآجر والجص في الأرض؟ قال: نعم،
قال: فانتفض الطير وامتلأ حتى ملا من الحديدة ثلثها، ففرق ذو القرنين فقال:
لا تخف، فأخبرني قال: سل، قال: هل كثر المعازف؟ (2) قال: نعم، قال فانتفض
الطير وامتلاء حتى امتلاء من الحديدة ثلثيها، ففرق ذو القرنين فقال: لا تخف و
أخبرني، قال: سل قال: هل ارتكب الناس شهادة الزور في الأرض؟ قال: نعم،
فانتفض انتفاضة وانتفخ، فسد ما بين جداري القصر قال: فامتلاء ذو القرنين عند ذلك
فرقا منه، فقال له: لا تخف وأخبرني قال: سل قال: هل ترك الناس شهادة ان لا إله إلا الله
؟ قال: لا، فانضم ثلثه ثم قال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل،
قال: هل ترك الناس الصلاة المفروضة؟ قال: لا، قال: فانضم ثلث آخر، ثم قال: يا
ذو القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الغسل من الجنابة؟
قال: لا، قال: فانضم حتى عاد إلى الحالة الأولى.
وإذا هو بدرجة مدرجة إلى أعلى القصر فقال الطير: يا ذا القرنين اسلك هذه
الدرجة، فسلكها وهو خائف لا يدرى ما يهجم عليه حتى استوى على ظهرها، فإذا
هو بسطح ممدود مد البصر وإذا رجل شاب أبيض مضئ الوجه، عليه ثياب بيض حتى
كأنه رجل أو في صورة رجل أو شبيه بالرجل أو هو رجل، وإذا هو رافع رأسه إلى
السماء ينظر إليها، واضع يده على فيه، فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال: من
هذا؟ قال: انا ذو القرنين قال: يا ذا القرنين ما كفاك ما وراك حتى وصلت إلى؟
قال ذو القرنين: مالي أراك واضعا يدك على فيك؟ قال: يا ذا القرنين أنا صاحب
الصور، وان الساعة قد اقتربت، وانا أنتظر ان أؤمر بالنفخ فأنفخ، ثم ضرب بيده

(1) فرق - كعلم -: فزع.
(2) المعازف: الملاهي كالعود والطنبور.
347

فتناول حجرا فرمى به إلى ذي القرنين، كأنه حجر أو شبه حجر أو هو حجر، فقال
يا ذا القرنين خذها فان جاع جعت، وان شبع شبعت فارجع، فرجع ذو القرنين بذلك
الحجر حتى خرج به إلى أصحابه، فأخبرهم بالطير وما سأله عنه وما قال له، وما
كان من أمره وأخبرهم بصاحب السطح وما قال له وما أعطاه.
ثم قال لهم: انه أعطاني هذا الحجر وقال لي ان جاع جعت، وان شبع شبعت،
وقال: أخبروني بأمر هذا الحجر، فوضع الحجر في احدى الكفتين ووضع حجرا
مثله في الكفة الأخرى، ثم رفعوا الميزان فإذا الحجر الذي جاء به أرجح بمثل
الآخر، فوضعوا آخر فمال به حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله، ثم رفعوا الميزان
فمال بها ولم يستمل به الألف حجر، وقالوا: يا أيها الملك لا علم لنا بهذا، فقال
له الخضر: أيها الملك انك تسئل هؤلاء عما لا علم لهم به، وقد أوتيت علم هذا الحجر
فقال ذو القرنين: فأخبرنا به وبينه لنا فتناول الخضر الميزان فوضع الحجر الذي
جاء به ذو القرنين في كفة الميزان، ثم وضع حجرا آخر في كفة أخرى ثم وضع كفة
تراب (1) على حجر ذي القرنين يزيده ثقلا، ثم رفع الميزان فاعتدل وعجبوا وخروا
سجدا لله، وقالوا: أيها الملك هذا أمر لم يبلغه علمنا، وانا لنعلم ان الخضر ليس
بساحر فكيف هذا؟ وقد وضعنا معه ألف حجر كلها مثله فمال بها، وهذا قد اعتدل
به وزاده ترابا قال ذو القرنين: بين يا خضر لنا أمر هذا الحجر.
قال الخضر: أيها الملك ان أمر الله نافذ في عباده، وسلطانه قاهر، وحكمه
فاصل، وان الله ابتلى عباده بعضهم ببعض، وابتلى العالم بالعالم، والجاهل
بالجاهل، والعالم بالجاهل، والجاهل بالعالم، وانه ابتلاني بك وابتلاك بي، فقال
ذو القرنين: يرحمك الله يا خضر إنما تقول ابتلاني بك حين جعلت أعلم منى، وجعلت
تحت يدي، أخبرني يرحمك الله عن أمر هذا الحجر، فقال الخضر: أيها الملك ان هذا
الحجر مثل ضربه لك صاحب الصور، يقول: ان مثل بني آدم مثل هذا الحجر
الذي وضع ووضع معه ألف حجر فمال بها، ثم إذا وضع عليه التراب شبع

(1) في نسخة (كفا من تراب).
348

وعاد حجرا مثله، فيقول: كذلك مثلك، أعطاك الله من الملك ما أعطاك
فلم ترض به حتى طلبت أمرا لم يطلبه أحد كان قبلك، ودخلت مدخلا لم يدخله انس
ولا جان، يقول: كذلك ابن آدم لا يشبع حتى يحثى عليه التراب (1)
قال: فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: صدقت يا خضر يضرب لي هذا
المثل، لا جرم انى لا أطلب اثرا في البلاد بعد مسلكي هذا ثم انصرف راجعا في الظلمة، فبينا هم يسيرون إذا سمعوا خشخشة تحت سنابك خيلهم (2) فقالوا: أيها
الملك ما هذا؟ فقال: خذوا منه، فمن أخذ منه ندم ومن تركه ندم، فأخذ بعض
وترك بعض، فلما خرجوا من الظلمة إذا هم بالزبرجد، فندم الآخذ والتارك، ورجع
ذو القرنين إلى دومة الجندل (3) وكان بها منزله، فلم يزل بها حتى قبضه الله إليه.
قال: وكان صلى الله عليه وآله إذا حدث بهذا الحديث قال: رحم الله أخي ذو القرنين
ما كان مخطئا إذا سلك ما سلك، وطلب ما طلب، ولو ظفر بواد الزبرجد في مذهبه
لما ترك فيه شيئا الا أخرجه للناس، لأنه كان راغبا ولكنه ظفر به بعد ما رجع،
فقد زهد (4)
80 - جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال:
ان ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير، ثم حمل في مسيره ما شاء الله، ثم ركب البحر
فلما انتهى إلى موضع منه قال لأصحابه: دلوني فإذا حركت الحبل فأخرجوني فإن لم
أحرك الحبل فأرسلوني إلى آخره، فأرسلوه في البحر وأرسلوا الحبل مسيرة أربعين
يوما، فإذا ضارب يضرب جنب الصندوق، ويقول: يا ذا القرنين أين تريد؟ قال: أريد

(1) حثى عليه التراب: رماه وصبه.
(2) السنابك جمع السنبك - بالضم - طرف الحافر.
(3) موضع على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وآله، يقرب من
تبوك، وهي أحد حدود فدك. قيل سميت بدوم بن إسماعيل وسميت دومة الجندل لان
حصنها مبنى بالجندل.
(4) البرهان ج 2: 483 - 486. البحار ج 5: 165 - 168.
349

ان انظر إلى ملك ربى في البحر كما رأيته في البر، فقال: يا ذا القرنين ان هذا
الموضع الذي أنت فيه مر فيه نوح زمان الطوفان فسقط منه قدوم (1) فهو يهوى في
قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره، فلما سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل
وخرج (2).
81 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان اسم ذو القرنين
عياش، وكان أول الملوك من الأنبياء، وكان بعد نوح، وكان ذو القرنين قد ملك
ما بين المشرق والمغرب (3).
82 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الزلزلة فقال:
أخبرني أبى عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله عليه وآله السلام: ان ذا القرنين لما
انتهى إلى السد جاوزه فدخل الظلمة، فإذا هو بملك طوله خمس مأة ذراع، فقال له
الملك: يا ذا القرنين اما كان خلفك مسلك؟ فقال له ذو القرنين: ومن أنت؟ قال:
أنا ملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل، وليس من جبل خلقه الله الا وله عرق
إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله ان يزلزل مدينة أوحى إلى ربى فزلزلتها (4).
83 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه
تغرب الشمس في عين حامية في بحر دون المدينة التي تلي مما يلي المغرب يعنى
جابلقاء (5)
84 - عن أبي بصير عن أبي جعفر في قول الله (لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك)
قال: لم يعلموا صنعة البيوت (6).

(1) القدوم: آلة للنحت والنجر.
(2) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168.
(3) البرهان ج 2: 486. وقد مر الحديث تحت رقم 75 أيضا مع الزيادة فراجع
(4) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 161.
(5) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. الصافي ج 2: 28 - 29.
(6) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. الصافي ج 2: 28 - 29.
350

85 - عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام (1) قال: (اجعل بينكم وبينهم ردما)
قال: التقية (2) (فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا) قال: هو التقية (3).
86 - عن المفضل (4) قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله (اجعل بينكم و
بينهم ردما) قال: التقية (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) قال ما
استطاعوا له نقبا إذا عمل بالتقية لم يقدروا في ذلك على حيلة، وهو الحصن الحصين
وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا، قال: وسألته عن قوله: (فإذا
جاء وعد ربى جعله دكاء) قال: رفع التقية عند الكشف (5) فينتقم من أعداء
الله (6).
87 - عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (وتركنا بعضهم يومئذ
يموج في بعض) يعنى يوم القيمة (7).
88 - عن محمد بن حكيم (الحكم خ ل) قال: كتبت رقعة إلى أبى عبد الله عليه السلام
فيها أتستطيع النفس المعرفة؟ قال: فقال: لا فقلت: يقول الله: (الذين كانت أعينهم

(1) وفى البرهان (عن أبي جعفر عليه السلام)
(2) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان لكن في الأصل هكذا (اجعل بيننا و
بينهم سدا فما اسطاعوا اه).
(3) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168.
(4) وفى نسخة (الفضيل) بدل (المفضل).
(5) وفى البحار (رفع التقية عند قيام القائم عليه السلام اه).
(6) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168 وقال المجلسي رحمه الله كان هذا
كلام على سبيل التمثيل والتشبيه، أي جعل الله التقية لكم سدا لرفع ضرر المخالفين عنكم
إلى قيام القائم عليه السلام ورفع التقية، كما أن ذا القرنين وضع السد لرفع فتنة يأجوج ومأجوج
إلى أن يأذن الله لرفعها.
(7) البرهان ج 2: 487. الصافي ج 2: 32.
351

في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا) قال: هو كقوله (وما كانوا يستطيعون
السمع وما كانوا يبصرون) قلت: يعاتبهم؟ قال: لم يعتبهم بما صنع، قلوبهم ولكن
يعاتبهم بما صنعوا، ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شئ (1).
89 - عن امام بن ربعي قال: قام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال
أخبرني عن قول الله: (قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة
الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) قال: أولئك أهل الكتاب كفروا بربهم
وابتدعوا في دينهم فحبط اعمالهم وما أهل النهر منهم ببعيد (2)
90 - عن أبي الطفيل قال: منهم أهل النهر.
وفى رواية أبى الطفيل: أولئك هم أهل حرورا (3).
91 - عن عكرمة عن أبي عباس قال: ما في القرآن آية (الذين آمنوا وعملوا
الصالحات) الا وعلى أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل الا وقد عاتبه الله،
وما ذكر عليا الا بخير، قال عكرمة: انى لاعلم لعلى منقبة لو حدثت بها لبعدت أقطار
السماوات والأرض (4).
92 - عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية
(من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) قال من
صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس، فقد اشترك في عمله وهو مشرك
مغفور (5).
93 - عن جراح (2) عن أبي عبد الله عليه السلام [قال من كان يرجوا لي عبادة ربه
أحدا] انه ليس من رجل يعمل شيئا من البر لا يطلب به وجه الله إنما يطلب به تزكية

(1) البرهان ج 2: 494. البحار ج 3: 85. الصافي ج 2: 32.
(2) البرهان ج 2: 495. الصافي ج 2: 33.
(3) البرهان ج 2: 495. الصافي ج 2: 33.
(4) البرهان ج 2: 495.
(5) البرهان ج 2: 495. البحار ج 15 (ج 3): 54. الصافي جمع 2: 35 وقال
الفيض رحمه الله يعنى انه ليس من الشرك الذي قال الله تعالى: ان الله لا يغفر ان يشرك
به وذلك لان المراد بذلك الشرك الجلي، وهذا هو الشرك الخفي.
(6) وفى نسخة البحار (حزام).
352

الناس يشتهى ان يسمع به الناس، فذاك الذي أشرك بعبادة ربه (1)
94 - عن علي بن سالم عن أبي عبد الله قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا خير
شريك، من أشرك بي في عمله لن اقبله الا ما كان لي خالصا (2).
95 - وفى رواية أخرى عنه قال: ان الله يقول انا خير شريك، من عمل لي ولغيري
فهو لمن عمل له دوني (3).
96 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: لو أن عبدا عمل
عملا يطلب به رحمة الله (4) والدار الآخرة ثم أدخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركا (5)
97 - عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (فليعمل
عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) قال: العمل الصالح المعرفة بالأئمة، (ولا
يشرك بعبادة ربه أحدا) التسليم لعلى لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا
هو من أهله (6).

(1) البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496 - 497. الصافي ج 2: 36.
(2) البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496 - 497. الصافي ج 2: 36.
(3) البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496 - 497. الصافي ج 2: 36.
(4) وفى نسخة (وجه الله).
(5) البرهان ج 2: 497. البحار ج 15 (ج 3): 54 و 95 و 102. الصافي ج 2: 36.
(6) البرهان ج 2: 497. البحار ج 15 (ج 3): 54 و 95 و 102. الصافي ج 2: 36.
353

إلى هنا تم الجزء الثاني حسب تجزئتنا، وبه تم ما ظفرنا عليه من هذا
الكتاب، ونحمد الله تعالى على ما وفقنا لاتمامه تصحيحا وتعليقا، ونسئله التوفيق
للعمل بما يحبه عز وجل في كل حال، وأن يحشرنا مع محمد وآله صلوات الله عليهم
في المآل، وبذكره نختم الكتاب والمقال والحمد لله.
السيد هاشم الرسولي المحلاتي
عفى عنه وعن والديه بحق محمد
وآله 5 جمادى الأولى سنة 1381.
354