الكتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل
المؤلف: الزمخشري
الجزء: ٤
الوفاة: ٥٣٨
المجموعة: مصادر التفسير عند الشيعة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٣٨٥ - ١٩٦٦ م
المطبعة:
الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، عباس ومحمد محمود الحلبي وشركاهم - خلفاء
ردمك:
ملاحظات:

الكشاف عن
حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في
وجوه التأويل
تأليف
أبى القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي
467 - 538
الجزء الرابع
[وقد وضع بأعلى الصحائف القرآن الكريم برسم وضبط الدوري عن أبي عمرو البصري]
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
عباس ومحمد محمود الحلبي وشركاهم - خلفاء
1

الطبعة الأخيرة
1385 ه‍ = 1966 م
حقوق الطبع محفوظة للناشر
2

ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ
(قرآن كريم)
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة ق
مكية. وهى خمس وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
ق والقرآن المجيد. بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم
3

فقال الكافرون هذا شئ عجيب. أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد. قد علمنا
ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ. بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم
في أمر مريج. أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها
من فروج. والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج.
تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات
وحب الحصيد.
4

والنخل باسقات لها طلع نضيد. رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك
الخروج. كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود. وعاد وفرعون وإخوان
لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد. أفعيينا بالخلق
الأول بل هم في لبس من خلق جديد. ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به
نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد.
5

إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا
لديه رقيب عتيد.
6

وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. ونفخ في الصور ذلك يوم
الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا
عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. وقال قرينه هذا ما لدى عتيد. ألقيا في جهنم
7

كل كفار عنيد. مناع للخير معتد مريب. الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه
في العذاب الشديد. قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. قال
لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد.
8

ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد. يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول
هل من مزيد.
9

وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ. من
خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب.
10

ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود. لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد. وكم
أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص.
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ولقد خلقنا
السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب
11

فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. ومن
الليل فسبحه وأدبار السجود. واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب. يوم
يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج. إنا نحن نحيي ونميت وإلينا
المصير. يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير. نحن أعلم
بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن
12

من يخاف وعيد.
سورة الذاريات
مكية. وهى ستون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والذاريات ذروا. فالحاملات وقرا. فالجاريات يسرا. فالمقسمات أمرا.
13

إنما توعدون لصادق. وإن الدين لواقع. والسماء ذات الحبك. إنكم لفى قول
مختلف. يؤفك عنه من أفك.
14

قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون. يسألون أيان يوم الدين. يوم هم
على النار يفتنون. ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون، إن المتقين
في جنات وعيون. آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين. كانوا
قليلا من الليل ما يهجعون.
15

وبالأسحار هم يستغفرون. وفى أموالهم حق للسائل والمحروم. وفى الأرض آيات
للموقنين. وفى أنفسكم أفلا تبصرون
16

وفى السماء رزقكم وما توعدون. فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون.
هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. إذا دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام
قوم منكرون.
17

فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين. فقربه إليهم قال ألا تأكلون. فأوجس منهم
خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم. فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها
وقالت عجوز عقيم. قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم. قال فما خطبكم
أيها المرسلون. قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين. لنرسل عليهم حجارة من
طين: مسومة عند ربك للمسرفين.
18

فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين. فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين
وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم. وفى موسى إذ أرسلناه إلى فرعون
بسلطان مبين. فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون. فأخذناه وجنوده فنبذناهم
في اليم وهو مليم. وفى عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم. ما تذر من شئ
أتت عليه إلا جعلته كالرميم. وفى ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين. فعتوا
عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون. فما استطاعوا من قيام وما كانوا
منتصرين. وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين.
19

والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون. والأرض فرشناها فنعم الماهدون. ومن كل
شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون. ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين.
ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين. كذلك ما أتى الذين من
قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون. أتواصوا به بل هم قوم طاغون.
فتول عنهم فما أنت بملوم.
20

وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.
21

فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون. فويل للذين
كفروا من يومهم الذي يوعدون.
سورة الطور
مكية. وهى تسع وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والطور. وكتاب مسطور. في رق منشور. والبيت المعمور. والسقف المرفوع
والبحر المسجور.
22

إن عذاب ربك لواقع. ماله من دافع. يوم تمور السماء مورا. وتسير الجبال
سيرا. فويل يومئذ للمكذبين. الذين هم في خوض يلعبون. يوم يدعون إلى نار
جهنم دعا. هذه النار التي كنتم بها تكذبون. أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون.
اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون.
إن المتقين في جنات ونعيم. فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب عذاب
الجحيم. كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون. متكئين على سرر مصفوفة
23

وزوجناهم بحور عين. والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم
ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين وأمددناهم
بفاكهة ولحم مما يشتهون. يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم. ويطوف
عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون
24

وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين. فمن
الله علينا ووقانا عذاب السموم. إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم.
فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون. أم يقولون شاعر نتربص به
ريب المنون. قل تربصوا فإني معكم من المتربصين. أم تأمرهم أحلامهم
بهذا أم هم قوم طاغون. أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون. فليأتوا بحديث مثله
إن كانوا صادقين. أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون. أم خلقوا السماوات
25

والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون. أم لهم سلم
يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين. أم له البنات ولكم البنون.
أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون. أم عندهم الغيب فهم يكتبون. أم
يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون. أم لهم إله غير الله سبحان الله عما
يشركون. وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم. فذرهم
حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون. يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئا ولاهم
ينصرون. وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون. واصبر
لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك
26

حين تقوم. ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم.
سورة والنجم
مكية. وهى إحدى وستون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والنجم إذا هوى.
27

ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحى يوحى.
علمه شديد القوى. ذو مرة فاستوى. وهو بالأفق الأعلى. ثم دنا فتدلى.
فكان قاب قوسين أو أدنى.
28

فأوحى إلى عبده ما أوحى. ما كذب الفؤاد ما رأى. أفتمارونه على ما يرى. ولقد رآه
نزلة أخرى عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى. إذ يغشى السدرة ما يغشى.
29

ما زاغ البصر وما طغى. لقد رأى من آيات ربه الكبرى. أفرأيتم اللات والعزى
ومناة الثالثة الأخرى.
30

ألكم الذكر وله الأنثى. تلك إذا قسمة ضيزى. إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم
وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس
ولقد جاءهم من ربهم الهدى. أم للإنسان ما تمنى. فلله الآخرة والأولى. وكم
من ملك في السماوات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن
يشاء ويرضى. إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة

(1) قوله (والأصل ضوزى) الصواب ضيزى: أي بضم الضاد وبالياء الساكنة على فعلى مضموم الفاء فكسرت الضاد لتسليم
الياء، كتبه مصححه.
31

تسمية الأنثى. ومالهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من
الحق شيئا. فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا. ذلك
مبلغهم من العلم إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن
اهتدى. ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزى الذين أساءوا بما عملوا
ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى. الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش
إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم
أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى.
32

أفرأيت الذي تولى. وأعطى قليلا وأكدى. أعنده علم الغيب فهو يرى. أم لم ينبأ
بما في صحف موسى. وإبراهيم الذي وفى. ألا تزر وازرة وزر أخرى. وأن ليس
للإنسان إلا ما سعى. وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى:
33

وأن إلى ربك المنتهى وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا. وأنه خلق
الزوجين الذكر والأنثى. من نطفة إذا تمنى. وأن عليه النشأة الأخرى. وأنه
هو أغنى وأقنى وأنه هو رب الشعرى وأنه أهلك عادا الأولى وثمودا فما أبقى.
وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى. والمؤتفكة أهوى. فغشها
ما غشى. فبأي آلاء ربك تتمارى.
34

هذا نذير من النذر الأولى. أزفت الآزفة. ليس لها من دون الله كاشفة. أفمن
هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون. وأنتم سامدون. فاسجدوا
لله واعبدوا
سورة القمر
مكية، وهى خمس وخمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتربت الساعة وانشق القمر.
35

وإن يرو آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر. وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر
مستقر. ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغن النذر. فتول
عنهم يوم يدع الداع إلى شئ نكر. خاشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث
36

كأنهم جراد منتشر. مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر. كذبت
قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر. فدعا ربه أنى مغلوب
فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر. وفجرنا الأرض عيونا. فالتقى الماء
على أمر قد قدر.
37

وحملناه على ذات ألواح ودسر. تجرى بأعيننا جزاء لمن كان كفر. ولقد
تركناها آية فهل من مدكر. فكيف كان عذابي ونذر. ولقد يسرنا القرآن
للذكر فهل من مدكر. كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر. إنا أرسلنا عليهم

(1) قوله (ولكن قميصي) هو عجز بيت من الخفيف صدره * مفرشي صهوة الحصان ولكن * الخ، وقوله بعده: ولو في
عيون الخ، عجز بيت من الطويل صدره * وإني لأستوفي حقوقي جاهدا * ولو الخ كتبه مصححه.
38

ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر. تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر.
فكيف كان عذابي ونذر. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر. كذبت
ثمود بالنذر. فقالوا أبشرنا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفى ضلال وسعر. أألقي
الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر. سيعلمون غدا من الكذاب الأشر. إنا
مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر.
39

ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر. فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر
فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا. عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر. كذبت قوم لوط بالنذر. إنا أرسلنا
عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر. نعمة من عندنا كذلك نجزى
من شكر. ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر. ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا
أعينهم فذوقوا عذابي ونذر. ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر فذوقوا عذابي
ونذر. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر.
40

ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها فأخذناها أخذ عزيز مقتدر.
أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر. أم يقولون نحن جميع
منتصر. سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر
إن المجرمين في ضلال وسعر. يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس
سقر. إنا كل شئ خلقناه بقدر. وما أمرنا إلا واحدة
41

كلمح بالبصر. ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر. وكل شئ فعلوه
في الزبر. وكل صغير وكبير مستطر. إن المتقين في جنات ونهر. في
مقعد صدق عند مليك مقتدر.
42

سورة الرحمن
مكية. وهى ست وسبعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمن. علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان. الشمس والقمر بحسبان
والنجم والشجر يسجدان.
43

والسماء رفعها ووضع الميزان. ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط
ولا تخسروا الميزان. والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنحل ذات الأكمام
44

والحب ذو العطف والريحان. فبأي آلاء ربكما تكذبان خلق الإنسان من
صلصال كالفخار. وخلق الجان من مارج من نار. فبأي آلاء ربكما تكذبان.
رب المشرقين ورب المغربين. فبأي آلاء ربكما تكذبان. مرج البحرين
يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان. يخرج منهما اللؤلؤ
والمرجان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. وله الجوار
45

المنشآت في البحر كالاعلام. فبأي آلاء ربكما تكذبان. كل من عليها فان. ويبقى
وجه ربك ذو الجلال والإكرام. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يسأله من في السماوات
والأرض كل يوم هو في شأن. فبأي آلاء ربكما تكذبان.
46

سنفرغ لكم أية الثقلان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يا معشر الجن والإنس إن
استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان.
فبأي آلاء ربكما تكذبان.
47

يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. فبأي آلاء ربكما تكذبان.
فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيومئذ
لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان. فبأي آلاء ربكما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم
فيؤخذ بالنواصي والأقدام. فبأي آلاء ربكما تكذبان. هذه جهنم التي يكذب
بها المجرمون. يطوفون بينهما وبين حميم آن. فبأي آلاء ربكما تكذبان. ولمن
خاف مقام ربه جنتان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. ذواتا أفنان. فبأي آلاء
48

ربكما تكذبان. فيهما عينان تجريان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهما من كل
فاكهة زوجان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. متكئين على فرش بطائنها من إستبرق
وجنى الجنتين دان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهن قاصرات الطرف لم
يطمثهن إنس قبلهم ولا جان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. كأنهن الياقوت والمرجان
فبأي آلاء ربكما تكذبان. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان. فبأي آلاء ربكما
49

تكذبان. ومن دونهما جنتان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. مدهامتان. فبأي آلاء
ربكما تكذبان. فيهما عينان نضاختان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهما
فاكهة ونخل ورمان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهن خيرات حسان. فبأي
آلاء ربكما تكذبان. حور مقصورات في الخيام. فبأي آلاء ربكما تكذبان. لم
يطمثهن إنس قبلهم ولا جان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. متكئين على رفرف خضر
وعبقري حسان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام.
50

سورة الواقعة
مكية وهى سبع وتسعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا وقعت الواقعة. ليس لوقعتها كاذبة. خافضة رافعة.
51

إذا رجت الأرض رجا. وبست الجبال بسا. فكانت هباء منبثا. وكنتم
أزواجا ثلاثة. فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة. وأصحاب المشئمة
ما أصحاب المشئمة. والسابقون السابقون. أولئك المقربون. في جنات النعيم.
52

ثلة من الأولين. وقليل من الآخرين. على سرر موضونة. متكئين عليها متقابلين
يطوف عليهم ولدان مخلدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين. لا يصدعون
عنها ولا ينزفون.
53

وفاكهة مما يتخيرون. ولحم طير مما يشتهون وحور. عين كأمثال اللؤلؤ
المكنون. جزاء بما كانوا يعملون. لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما. إلا قيلا سلاما
سلاما. وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود. وطلح منضود.
وظل ممدود. وماء مكسوب. وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة.
إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارا.
54

عربا أترابا لأصحاب اليمين. ثلة من الأولين. وثلة من الآخرين. وأصحاب
الشمال ما أصحاب الشمال. في سموم وحميم. وظل من يحموم. لا بارد ولا كريم.
إنهم كانوا قبل ذلك مترفين. وكانوا يصرون على الحنث العظيم. وكانوا يقولون
أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون. أو آباؤنا الأولون. قل إن الأولين
والآخرين. لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم. ثم إنكم أيها الضالون المكذبون.
لآكلون من شجر من زقوم. فمالئون منها البطون. فشاربون عليه من الحميم
55

فشاربون شرب الهيم. هذا نزلهم يوم الدين. نحن خلقناكم فلولا تصدقون.
أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون. نحن قدرنا بينكم الموت
وما نحن بمسبوقين. على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في مالا تعلمون. ولقد علمتم
النشأة الأولى فلولا تذكرون. أفرأيتم ما تحرثون.
56

أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا
لمغرمون بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من
المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون. أفرأيتم النار
التي تورون.
57

أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون. نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين
فسبح باسم ربك العظيم. فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون
عظيم. إنه لقرآن كريم.
58

في كتاب مكنون. لا يمسه إلا المطهرون. تنزيل من رب العالمين. أفبهذا الحديث
أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون. فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم
حينئذ تنظرون. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون. فلولا إن كنتم غير
مدينين. ترجعونها إن كنتم صادقين. فأما إن كان من المقربين،
59

فروح وريحان وجنة نعيم. وأما إن كان من أصحاب اليمين. فسلام لك
من أصحاب اليمين. وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم.
وتصلية جحيم. إن هذا لهو حق اليقين. فسبح باسم ربك العظيم.
سورة الحديد
مكية. وهى تسع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. له ملك السماوات
60

والأرض يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير. هو الأول والآخر والظاهر والباطن
وهو بكل شئ عليم. هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى
على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج
فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير. له ملك السماوات والأرض
وإلى الله ترجع الأمور. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات
الصدور. آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم
وأنفقوا لهم أجر كبير. وما لكم لا تؤمنون بالله،
61

والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين. هو الذي
ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم
لرؤف رحيم. وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض
لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين
أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا
62

وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير. من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه
له وله أجر كريم. يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم
وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك
هو الفوز العظيم. يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس
من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه
فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم
فتنتم أنفسكم وتربصتم ارتبتم
63

وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية
ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير. ألم يأن للذين
آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا
الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. اعلموا
أن الله يحيى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون. إن المصدقين
64

والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم. والذين
آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم
والذين كفورا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم. اعلموا أنما الحياة
الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث
أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفى الآخرة عذاب
شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. سابقوا إلى مغفرة
من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ما أصاب من مصيبة
65

في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير
لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور.
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد.
لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب
66

إن الله قوى عزيز. ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب
فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون. ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى
ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية
ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها
67

فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر
لكم والله غفور رحيم. لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل الله
68

وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
سورة المجادلة
مدنية. وهى ثنتان وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله
69

والله يسمع تحاور كما إن الله سميع بصير. الذين يظهرون منكم من نسائهم ما هن
أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللاتي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن
الله لعفو غفور. والذين يظهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من
قبل أن يتماسا
70

ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين
71

من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله
72

وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم. إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما
كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين. يوم
يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد
ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو
رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين
ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم. ألم تر إلى
73

الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان
ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا
يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير. يا أيها الذين آمنوا
إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى
74

واتقوا الله الذي إليه تحشرون. إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس
بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون. يا أيها الذين آمنوا إذا قيل
لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع
الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير. يا أيها
75

الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم
وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم. أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم
76

صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله
ورسوله والله خبير بما تعملون. ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم
ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون. أعد الله لهم عذابا
شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون. اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله
فلهم عذاب مهين. لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب
النار هم فيها خالدون. يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم
ويحسبون أنهم على شئ
77

ألا إنهم هم الكاذبون. استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب
الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون. إن الذين يحادون الله ورسوله
أولئك في الأذلين. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوى عزيز. لا تجد قوما
يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم
أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم
بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم
78

ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون
سورة الحشر
مدنية. وهى أربع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم.
79

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم
أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا
80

وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار
. ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة
عذاب النار. ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب.
ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليجزى الفاسقين.
81

وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله
يسلط رسوله على من يشاء والله على كل شئ قدير. ما أفاء الله على رسوله من
أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كيلا
يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
واتقوا الله إن الله شديد العقاب:
82

للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا
وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم
83

يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدروهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم
ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. وللذين جاءوا
من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا
84

غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم. ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم
الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا
أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون. لئن أخرجوا لا يخرجون
معهن ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون. لأنتم
أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون. لا يقاتلونكم جميعا إلا
في قرى محصنة أو من وراء جدار، بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم
شتى، ذلك بأنهم قوم لا يعقلون.
85

كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم. كمثل الشيطان إذ قال
للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين. فكان
عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين. يا أيها الذين آمنوا
اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون. ولا
تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون. لا يستوى أصحاب
86

النار وأصحاب الجنة، أصحاب الجنة هم الفائزون. لو أنزلنا هذا القرآن على جبل
لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.
هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي
لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان
الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له
ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم.
87

سورة الممتحنة
وهى ثلاث عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء
88

تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن
تؤمنوا بالله ربكم أن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون
إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل
سواء السبيل.
89

إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا
لو تكفرون. لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما
تعملون بصير. قد كانت لكم إسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم
إنا براءا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة
والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك
لك من الله من شئ
90

ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا
واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم. لقد كان فيهم إسوة حسنة لمن
كان يرجوا الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد. عسى الله أن
يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم.
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم
91

وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم
في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم
فأولئك هم الظالمون. يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن
الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم
ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن
92

أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا
93

ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم. وإن فاتكم شئ من أزواجكم
إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي
أنتم به مؤمنون. يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن
بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين
أيديهن وأرجلهن
94

ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم. يا أيها الذين
آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم
95

قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور.
سورة الصف
مكية. وهى أربع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم.
96

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون.
إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص.
97

وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أنى رسول الله إليكم فلما زاغوا
أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدى القوم الفاسقين. وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل
إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي
من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين. ومن أظلم
98

ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدى القوم الظالمين.
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. هو الذي
أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. يا أيها
الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. تؤمنون بالله ورسوله
99

وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون.
يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات
عدن ذلك الفوز العظيم. وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب
100

وبشر المؤمنين. يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله كما قال عيسى بن مريم
للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من
بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين.
101

سورة الجمعة
مدنية. وهى إحدى عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
يسبح الله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي
بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين. وآخرين منهم لما يلحقوا بهم
102

وهو العزيز الحكيم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس
مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدى القوم الظالمين. قل يا أيها الذين
هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين
ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين. قل إن الموت الذي
تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم
103

تعملون. يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة.
104

فاسعوا إلى ذكر الله
105

وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا
في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. وإذا رأوا
تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن
التجارة والله خير الرازقين.
106

سورة المنافقين
مدنية. وهى إحدى عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله
يشهد إن المنافقين لكاذبون.
107

اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون. ذلك بأنهم
آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون.
108

وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة
يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم
109

قاتلهم الله أنى يؤفكون. وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا
رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليه استغفرت لهم.
110

أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدى القوم الفاسقين. هم الذين
يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض
ولكن المنافقين لا يفقهون. يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون. يا أيها الذين آمنوا
لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون.
وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت
111

فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكون من الصالحين. ولن يؤخر
الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون.
سورة التغابن
وهى ثماني عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير.
112

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير. خلق السماوات
والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير. يعلم ما في
113

السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور. ألم
يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم. ذلك
بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى
الله والله غنى حميد. زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ثم
لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا
والله بما تعملون خبير.
114

يوم بجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر
عنه سيئاته ويدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز
العظيم. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس
المصير. ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل
شئ عليم. وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين.
الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون. يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم
وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم.
115

إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم. فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا
وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. إن
تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم. عالم الغيب
والشهادة العزيز الحكيم.
116

سورة الطلاق
مدنية، وهى إحدى عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن
117

وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين
بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله
يحدث بعد ذلك أمرا فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف
وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله
119

ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا.
ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بليغ أمره
120

قد جعل الله لكل شئ قدرا. واللاء يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم
فعدتهن ثلاثة أشهر واللاء لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن
ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا. ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر
عنه سيئاته ويعظم له أجرا. أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم
121

ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كل أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن
حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم
فسترضع له أخرى. لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه
122

الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا. وكأين من قرية
عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت
وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولى
الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا. رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات
ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله
ويعمل صالحا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا
123

قد أحسن الله له رزقا. الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر
بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما.
سورة التحريم
مدنية، وهى ثنتا عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
124

يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك والله غفور رحيم
قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم
125

والله مولاكم وهو العليم الحكيم. وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت
به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض
126

فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا؟ قال نبأني العليم الخبير. إن تتوبا إلى الله
فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح
المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير. عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا
127

منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا. يا أيها
الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة
غلاظ شداد
128

لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم
إنما تجزون ما كنتم تعملون يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا
129

عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار
يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم
يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير. يا أيها النبي جاهد
الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. ضرب الله مثلا
للذين كفروا امرأت نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين
130

فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين. وضرب
الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة
131

ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين. ومريم ابنت عمران التي
أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت
من القانتين.
132

سورة الملك
مكية، وهى ثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير، الذي خلق الموت والحياة
133

ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور. الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى
في خلق الرحمن من تفاوت
134

فارجع البصر هل ترى من فطور. ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر
خاسئا وهو حسير. ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين
135

وأعتدنا لهم عذاب السعير. وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير. إذا
ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهى تفوز. تكاد تميز من الغيظ كلما ألقى فيها فوج
سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير. قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله
من شئ إن أنتم إلا في ضلال كبير. وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في
أصحاب السعير.
136

فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير. إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم
مغفرة وأجر كبير. وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور. ألا يعلم
من خلق وهو اللطيف الخبير. وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها
وكلوا من رزقه وإليه النشور.
137

أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور. أم أمنتم من في
السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير. ولقد كذب الذين من قبلهم
فكيف كان نكير. أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن
إلا الرحمن إنه بكل شئ بصير. أمن هذا

(1) يفتعل: أي لم يترك بقية من التذليل، كذا بهامش اه‍.
138

الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور. أمن هذا
الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور. أفمن يمشى مكبا على وجهه
أهدى أمن يمشى سويا على صراط مستقيم. قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع
والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه
تحشرون. ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين. قل إنما العلم عند الله
وإنما أنا نذير مبين. فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا
الذي كنتم به تدعون. قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو أرحمنا فمن يجير
الكافرين من عذاب أليم.
139

قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين. قل
أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين.
سورة ن
مكية. وهى ثنتان وخمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
ن والقلم
140

وما يسطرون. ما أنت بنعمة ربك بمجنون. وإن لك لأجرا غير ممنون. وإنك
لعلى خلق عظيم. فستبصر ويبصرون. بأيكم المفتون.
141

إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين. فلا تطع المكذبين
ودوا لوتدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم. مناع للخير
معتد أثيم. عتل بعد ذلك زنيم.
142

أن كان ذا مال وبنين. إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين. سنسمه على
الخرطوم. إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة
143

إذ أقسموا ليصر منها مصبحين ولا يستثنون. فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون.
فأصبحت كالصريم. فتنادوا مصبحين. أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين.
فانطلقوا وهم يتخافتون. ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين. وغدوا على حرد قادرين.
144

فلما رأوها قالوا إنا لضالون. بل نحن محرومون. قال أوسطهم ألم أقل لكم
لولا تسبحون. قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين. فأقبل بعضهم على بعض
يتلاومون. قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين. عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى
ربنا راغبون. كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون. إن للمتقين
عند ربهم جنات النعيم. أفنجعل المسلمين كالمجرمين.
145

ما لكم كيف تحكمون. أم لكم كتاب فيه تدرسون. إن لكم فيه لما تخيرون
أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون. سلهم أيهم
بذلك زعيم. أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين.
146

يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون. خاشعة أبصارهم ترهقهم
ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون. فذرني ومن يكذب بهذا الحديث
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدي متين.
147

أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون. أم عندهم الغيب فهم يكتبون. فاصبر
لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم. لولا أن تداركه نعمة
من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم. فاجتباه ربه فجعله من الصالحين. وإن يكاد
الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون. وما
هو إلا ذكر للعالمين.
148

سورة الحاقة
مكية. وهى إحدى وخمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاقة. ما الحاقة. وما أدراك ما الحاقة. كذبت ثمود وعاد بالقارعة. فأما
ثمود فأهلكوا بالطاغية. وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية.
149

سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم
أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية. وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات
بالخاطئة. فعصوا رسول الله ربهم فأخذهم أخذة رابية. إنا لما طغا الماء حملناكم
في الجارية.

(1) الذي في أبى السعود، وقيل ومكفى بزيادة واو.
150

لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية. فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة. وحملت
الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة. فيومئذ وقعت الواقعة. وانشقت السماء فهي
يومئذ واهية.
151

والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية. يومئذ تعرضون
لا تخفى منكم خافية. فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه.
152

إني ظننت أنى ملاق حسابيه. فهو في عيشه راضية في جنة عالية. قطوفها دانية.
كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية. وأما من أوتى كتابه بشماله
فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه. ولم أدرما حسابيه. يا ليتها كانت القاضية. ما أغنى
عنى ماليه. هلم عنى سلطانيه. خذوه فغلوه. ثم الجحيم صلوه. ثم في سلسلة
ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه.
153

إنه كان لا يؤمن بالله العظيم. ولا يحض على طعام المسكين. فليس له اليوم
هاهنا حميم. ولا طعام إلا من غسلين. لا يأكله إلا الخاطئون. فلا أقسم بما
تبصرون ومالا تبصرون. إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلا
ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين. ولو تقول
علينا بعض الأقاويل.
154

لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين وإنه
لتذكرة للمتقين. وإنا لنعلم أن منكم مكذبين. وإنه لحسرة على الكافرين. وإنه
لحق اليقين. فسبح باسم ربك العظيم.
155

سورة المعارج
مكية. وهى أربع وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
سأل سائل بعذاب واقع. للكافرين ليس له دافع. من الله ذي المعارج.
156

تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره ألف سنة فاصبر صبرا
جميلا. إنهم يرونه بعيدا. نراه قريبا. يوم تكون السماء كالمهل. وتكون
الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما. يبصرونهم يود المجرم لو يفتدى من
157

عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه. وفصيلته التي تؤويه. ومن في الأرض جميعا
ثم ينجيه. كلا إنها لظى. نزاعة للشوى. تدعوا من أدبر وتولى. وجمع فأوعى
إن الانسان خلق هلوعا. إذا مسه الشر جزوعا. وإذا مسه الخير منوعا. إلا
158

المصلين. الذين هم على صلاتهم دائمون. والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل
والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون.
إن عذاب ربهم غير مأمون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو
ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون.
والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم بشهاداتهم قائمون. والذين هم
على صلاتهم يحافظون. أولئك في جنات مكرمون. فمال الذين كفروا قبلك
159

مهطعين. عن اليمين وعن الشمال عزين. أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة
نعيم. كلا إنا خلقناهم مما يعلمون. فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا
قادرون. على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين فذرهم يخوضوا ويلعبوا
حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون. يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى
نصب يوفضون. خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون.
160

سورة نوح
مكية. وهى تسع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم.
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم.
قال يا قوم إني لكم نذير مبين. أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون. يغفر لكم من
ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون.
قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا. فلم يزدهم دعائي إلا فرار. وإني كلما
161

دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا
استكبارا. ثم إني دعوتهم جهارا. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا.
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم
بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا.
162

ما لكم لا ترجون لله وقارا. وقد خلقكم أطوارا. ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات
طباقا. وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا. والله أنبتكم من الأرض
نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا. والله جعل لكم الأرض بساطا. لتسلكوا منها
سبلا فجاجا. قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا.
163

ومكروا مكرا كبارا. وقالوا لا تذرن آهلتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث
ويعوق ونسرا. وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا. مما خطاياهم.
164

أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا. وقال نوح رب لا تذر
على الأرض من الكافرين ديارا. إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا
كفارا. رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات.
165

ولا تزد الظالمين إلا تبارا.
سورة الجن
مكية. وهى ثمان وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن
166

فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا. يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا.
وإنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا. وإنه كان يقول سفيهنا على الله
شططا. وإنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا. وإنه كان رجال من
الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا. وإنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث
167

الله أحدا. وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وإنا كنا نقعد
منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا. وإنا لا ندري أشر
أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا.
168

وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا. وإنا ظننا أن لن نعجز الله
في الأرض ولن نعجزه هربا. وإنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه
فلا يخاف بخسا ولا رهقا. وإنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك
تحروا رشدا. وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا.
169

وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا. لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر
ربه نسلكه عذابا صعدا. وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا. وأنه لما قام
عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا.
170

قال إنما ادعوا ربى ولا أشرك به أحدا. قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا. قل
إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا. إلا بلاغا من الله ورسالاته
171

ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا. حتى إذا رأوا ما يوعدون
فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا. قل إن أدرى أقريب ما توعدون أم يجعل
له ربى أمدا. عالم الغيب فلا يظهر على غيبة أحدا. إلا من ارتضى من رسول
172

فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم
وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا.
سورة المزمل
مكية. وهى تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها المزمل. قم الليل إلا قليلا.
173

نصفه أو انقص منه قليلا. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا.

(1) (قوله الحقحقة الخ). كتب عليه بالحاءين المهملتين: شدة السير. والهذرمة بمعنى الهذ. والالص: متقارب الأسنان.
وقوله بعد وتربد معناه: وتعبس اه‍ مصححه.
175

إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا. إن ناشئة الليل هي أشد وطاء وأقوم قيلا. إن لك
في النهار سبحا طويلا. واذكر اسم ربك.
176

وتبتل إليه تبتيلا. رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا. واصبر على
ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا. وذرني والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا إن
لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما. يوم ترجف الأرض والجبال
وكانت الجبال كثيبا مهيلا. إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا
إلى فرعون رسولا.
177

فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا. فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل
الولدان شيبا. السماء منفطر به كان وعده مفعولا. إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ
إلى ربه سبيلا. إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة
من الذين معك والله يقدر الليل والنهار،
178

علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم
مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في
سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا
وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله
إن الله غفور رحيم.
179

سورة المدثر
مكية. وهى ست وخمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر.
180

والرجز فاهجر. ولا تمنن تستكثر. ولربك فاصبر. فإذا نقر في الناقور.
فذلك يومئذ يوم عسير. على الكافرين غير يسير. ذرني ومن خلقت وحيدا.
181

وجعلت له مالا ممدودا. وبنين شهودا. ومهدت له تمهيدا. ثم يطمع أن
أزيد كلا إنه كان لا يأتنا عنيدا. سأرهقه صعودا إنه فكر
182

وقدر. فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر. ثم نظر. ثم عبس وبسر. ثم أدبر
واستكبر. فقال إن هذا إلا سحر يؤثر. إن هذا إلا قول البشر. سأصليه سقر.
وما أدراك ما سقر. لا تبقى ولا تذر. لواحة للبشر. عليها تسعة عشر.
183

وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن
الذين أتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا
184

ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض
والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء
وما يعلم جنود ربك إلا هو
185

وما هي إلا ذكرى للبشر، كلا والقمر. والليل إذا دبر. والصبح إذا أسفر.
إنها لاحدى الكبر. نذيرا للبشر. لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر. كل
نفس بما كسبت رهينة. إلا أصحاب اليمين.
186

في جنات يتساءلون. عن المجرمين. ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين
ولم نك نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين
حتى أتانا اليقين. فما تنفعهم شفاعة الشافعين. فما لهم عن التذكرة معرضين.
187

كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة، بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا
منشرة، كلا بلا يخافون الآخرة، كلا إنها تذكرة، فمن شاء ذكره، وما يذكرون
إلا أن يشاء الله هو أهل المغفرة.
188

سورة القيامة
مكية. وهى تسع وثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أقسم بيوم القيامة.
189

ولا أقسم بالنفس اللوامة. أيحسب الانسان أن لن نجمع عظامه. بلى قادرين على أن
نسوى بنانه. بل يريد الانسان ليفجر أمامه، يسأل أيان يوم القيامة. فإذا برق البصر.
190

وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر، يقول الانسان يومئذ أين المفر. كلا لاوزر.
إلى ربك يومئذ المستقر. ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر. بل الانسان على
نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيره لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه
وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه. كلا
191

بل يحبون العاجلة. ويذرون الآخرة. وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة. ووجوه
يومئذ باسرة. تظن أن يفعل بها فاقرة. كلا إذا بلغت
192

التراقي. وقيل من راق. وظن أنه الفراق. والتفت الساق بالساق. إلى ربك
يومئذ المساق. فلا صدق ولا صلى. ولكن كذب وتولى. ثم ذهب إلى أهله يتمطى.
أولى لك فأولى. ثم أولى لك فأولى، أيحسب الانسان أن يترك سدى ألم يك
نطفة من منى تمنى. ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى.
أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى.
193

سورة الانسان
مكية. وهى إحدى وثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. إنا خلقنا الانسان
من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا.
194

إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا. إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا
وسعيرا. إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا. عينا يشرب بها عباد الله
195

يفجرونها تفجيرا. يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. ويطعمون
الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء
ولا شكورا. إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا.
196

فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضره وسرورا. وجزاهم بما صبروا جنة
وحريرا. متكئين فيها على الأرائك ال يرون فيها شمسا ولا زمهريرا. ودانية
عليهم ظلالها
197

وذللت قطوفها تذليلا. ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا.
قواريرا من فضة قدروها تقديرا. ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا. عينا فيها
تسمى سلسبيلا.
198

ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا. وإذا رأيت ثم
رأيت نعيما وملكا كبيرا. عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من
199

فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا. إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا.
إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا. فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما
أو كفورا. واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا. ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا
طويلا. إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا.
200

نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا. إن هذه تذكرة فمن
شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما.
يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما.
201

سورة والمرسلات
مكية. وهى خمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والمرسلات عرفا. فالعاصفات عصفا. والناشرات نشرا. فالفارقات فرقا.
فالملقيات ذكرا. عذرا أو نذرا. إنما توعدون لواقع. فإذا النجوم
202

طمست. وإذا السماء فرجت. وإذا الجبال نسفت. وإذا الرسل وقتت. لأي يوم أجلت.
ليوم الفصل. وما أدراك ما يوم الفصل ويل يومئذ للمكذبين. ألم نهلك الأولين.
ثم نتبعهم الآخرين. كذلك نفعل بالمجرمين. ويل يومئذ للمكذبين. ألم
نخلقكم من ماء مهين. فجعلناه في قرار مكين. إلى قدر معلوم. فقدرنا فنعم
القادرون. ويل يومئذ للمكذبين. ألم نجعل الأرض كفاتا. أحياء وأمواتا.
وجعلنا فيها
203

رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا. ويل يومئذ للمكذبين. انطلقوا إلى ما كنتم
به تكذبون. انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب. لا ظليل ولا يغنى من اللهب. إنها
ترمى بشرر كالقصر. كأنه جماله صفر. ويل يومئذ للمكذبين. هذا يوم
204

لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون. ويل يومئذ للمكذبين. هذا يوم الفصل
جمعناكم والأولين. فإن كان لكم كيد فكيدون. ويل يومئذ للمكذبين.
إن المتقين في ظلال وعيون. وفواكه مما يشتهون. كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم
تعملون. إنا كذلك نجزى المحسنين. ويل يومئذ للمكذبين. كلوا وتمتعوا قليلا
إنكم مجرمون. ويل يومئذ للمكذبين. وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون. ويل
يومئذ للمكذبين. فبأي حديث بعده يؤمنون.
205

سورة النبأ
مكية. وهى أربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
عم يتساءلون. عن النبأ العظيم.
206

الذي هم فيه مختلفون. كلا سيعلمون. ثم كلا سيعلمون. ألم نجعل الأرض مهادا.
والجبال أوتادا. وخلقناكم أزواجا. وجعلنا نومكم سباتا. وجعلنا الليل لباسا.
وجعلنا النهار معاشا. وبنينا فوقكم سبعا شدادا. وجعلنا سراجا وهاجا.
207

وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا. لنخرج به حبا ونباتا. وجنات ألفافا. إن يوم
الفصل كان ميقاتا. يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا.
208

وفتحت السماء فكانت أبوابا. وسيرت الجبال فكانت سرابا. إن جهنم كانت
مرصادا. للطاغين مآبا. لابثين فيها أحقابا. لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا. إلا حميما
وغساقا. جزاء وفاقا. إنهم كانوا لا يرجون حسابا. وكذبوا بآياتنا كذابا.
209

وكل شئ أحصيناه كتابا. فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذبا. إن للمتقين مفازا. حدائق
وأعنابا. وكواعب أترابا. وكأسا دهاقا. لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا. جزاء
من ربك عطاء حسابا. رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه
خطابا. يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون.
210

إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا. ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا.
إنا أنذركم عذابا قريبا. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني
كنت ترابا.
سورة والنازعات
مكية. وهى خمس وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
211

والنازعات غرقا. والناشطات نشطا. والسابحات سبحا. فالسابقات سبقا.
فالمدبرات أمرا. يوم ترجف الراجفة. تتبعها الرادفة. قلوب يومئذ واجفة.
أبصارها خاشعة. يقولون أإنا لمردودون في الحافرة. أإذا كنا عظاما نخرة.
212

قالوا تلك إذا كرة خاسرة. فإنما هي زجرة واحدة. فإذا هم بالساهرة. هل أتاك حديث
موسى. إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى. اذهب إلى فرعون إنه طغى. فقل هل
لك إلى أن تزكى. وأهديك إلى ربك فتخشى.
213

فأراه الآية الكبرى. فكذب وعصى. ثم أدبر يسعى. فحشر فنادى. فقال أنا ربكم
الاعلى. فأخذه الله نكال الآخرة والأولى. إن في ذلك لعبرة لمن يخشى. أأنتم
أشد خلقا أم السماء بناها. رفع سمكها فسواها. وأغطش ليلها وأخرج ضحاها.
214

والأرض بعد ذلك دحاها. أخرج منها ماءها ومرعاها. والجبال أرساها. متاعا
لكم ولأنعامكم. فإذا جاءت الطامة الكبرى. يوم يتذكر الانسان ما سعى. برزت
الجحيم لمن يرى. فأما من طغى. وآثر الحياة الدنيا.
215

فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة
هي المأوى. يسألونك عن الساعة أيان مرساها. فيم أنت من ذكراها. إلى ربك
منتهاها. إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية
أو ضحاها.
216

سورة عبس
مكية. وهى إحدى وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
عبس وتولى. أن جاءه الأعمى.
217

وما يدريك لعله يزكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى. أما من استغنى. فأنت له تصدى.
وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى. كلا
إنها تذكرة. فمن شاء ذكره. في صحف مكرمة. مرفوعة مطهرة. بأيدي سفرة.
كرام بررة.
218

قتل الانسان ما أكفره. من أي شئ خلقه. من نطفة خلقه فقدره. ثم السبيل
يسره. ثم أماته فأقبره. ثم إذا شاء أنشره. كلا لما يقض ما أمره. فلينظر
الانسان إلى طعامه. إنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا. فأنبتنا فيها حبا.
219

وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولأنعامكم.
فإذا جاءت الصاخة. يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل
امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. وجوه يومئذ مسفرة. ضاحكة مستبشرة. ووجوه
220

يومئذ عليها غبرة. ترهقها قترة. أولئك هم الكفرة الفجرة.
سورة التكوير
مكية. هي تسع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا الشمس كورت. وإذا النجوم انكدرت. وإذا الجبال سيرت. وإذا العشار عطلت.
221

وإذا الوحوش حشرت. وإذا البحار سجرت. وإذا لنفوس زوجت. وإذا الموؤودة
سئلت. بأي ذنب قتلت؟ وإذا الصحف نشرت. وإذا السماء
222

كشطت. وإذا الجحيم سعرت. وإذا الجنة أزلفت. علمت نفس ما أحضرت.
فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس. والليل إذا عسعس. الصبح إذا تنفس
223

إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين.
224

وما صاحبكم بمجنون. ولقد رآه بالأفق المبين. وما هو على الغيب بظنين.
225

وما هو بقول شيطان رجيم. فأين تذهبون. إن هو إلا ذكر للعالمين. لمن شاء
منكم أن يستقيم. وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.
226

سورة الانفطار
مكية. وهى تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا السماء انفطرت. وإذا الكواكب انتثرت. وإذا البحار فجرت. وإذا القبور
بعثرت. علمت نفس ما قدمت وأخرت. يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم. الذي
227

خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك. كلا بل تكذبون بالدين. وإن
عليكم لحافظين. كراما كاتبين. يعلمون ما تفعلون. إن الأبرار لفى نعيم. وإن
228

الفجار لفى جحيم. يصلونها يوم الدين. وما هم عنها بغائبين. وما أدراك ما يوم
الدين. ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله.
سورة المطففين
وهى. ست وثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
ويل للمطففين.
229

الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم
230

يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب
العالمين. كلا إن كتاب الفجار لفى سجين. وما أدراك ما سجين. كتاب مرقوم.
ويل يومئذ للمكذبين. الذين يكذبون بيوم الدين. وما يكذب به إلا كل معتد
231

أثيم. إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين. كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا
يكسبون. كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. ثم إنهم لصالوا الجحيم. ثم
يقال هذا الذي كنتم به تكذبون. كلا إن كتاب الأبرار لفى عليين. وما أدراك
ما عليون. كتاب مرقوم. يشهده المقربون. إن الأبرار لفى نعيم. على الأرائك
ينظرون.
232

تعرف في وجوههم نضرة النعيم. يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك وفى
ذلك فليتنافس المتنافسون. ومزاجه من تسنيم. عينا يشرب بها المقربون.
إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون. وإذا مروا بهم يتغامزون. وإذا
انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين. إذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون. وما أرسلوا
عليهم حافظين. فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون. على الأرائك ينظرون.
هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون.
233

سورة الانشقاق
مكية. وهى خمس وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت. وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت.
وأذنت لربها وحقت.
234

يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه. فأما من أوتى كتابه بيمينه.
فسوف يحاسب حسابا يسيرا. وينقلب إلى أهله مسرورا. وأما من أوتى كتابه
وراء ظهره. فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا. إنه كان في أهله مسرورا. إنه
ظن أن لن يحور. بلى إن ربه كان به بصيرا. فلا أقسم بالشفق. والليل
وما وسق.
235

والقمر إذا اتسق. لتركبن طبقا عن طبق. فما لهم لا يؤمنون. وإذا قرئ عليهم
القرآن لا يسجدون. بل الذين كفروا يكذبون. والله أعلم بما يوعون. فبشرهم
بعذاب أليم. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون.
236

سورة البروج
مكية. وهى ثنتان وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والسماء ذات البروج. واليوم الموعود. وشاهد ومشهود. قتل أصحاب الأخدود
237

النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما نقموا
منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد.
238

الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شئ شهيد. إن الذين فتنوا المؤمنين
والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. إن الذين آمنوا
وعلموا الصالحات لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير. إن
بطش ربك لشديد. إنه هو يبدئ ويعيد. وهو الغفور الودود. ذو العرش المجيد.
فعال لما يريد. هل أتاك حديث الجنود. فرعون وثمود.
239

بل الذين كفروا في تكذيب. والله من ورائهم محيط. بل هو قرآن مجيد. في لوح
محفوظ.
سورة الطارق
مكية. وهى سبع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والسماء والطارق. وما أدراك ما الطارق. النجم الثاقب.
240

إن كل نفس لما عليه حافظ. فلينظر الانسان مم خلق. خلق من ماء دافق. يخرج من
بين الصلب والترائب. إنه على رجعه لقادر. يوم تبلى السرائر. فما له من قوة
241

ولا ناصر. والسماء ذات الرجع. والأرض ذات الصدع. إنه لقول فصل. وما هو
بالهزل. إنهم يكيدون كيدا. وأكيد كيدا. فمهل الكافرين أمهلهم رويدا.
سورة سبح
مكية. وهى تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح اسم ربك الاعلى.
242

الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى. والذي أخرج المرعى. فجعله غثاء أحوى.
سنقرئك فلا تنسى. إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى. ونيسرك لليسرى.
243

فذكر إن نفعت الذكرى. سيذكر من يخشى. ويتجنبها الأشقى. الذي يصلى
النار الكبرى. ثم لا يموت فيها ولا يحيى. قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى.
244

بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى. إن هذا لفى الصحف الأولى صحف
إبراهيم وموسى.
سورة الغاشية
مكية. وهى ست وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
245

هل أتاك حديث الغاشية. وجوه يومئذ خاشعة. عاملة ناصبة. تصلى نارا حامية.
تسقى من عين آنية، ليس لهم طعام إلا من ضريع. لا يسمن ولا يغنى من جوع.
246

وجوه يومئذ ناعمة. لسعيها راضية. في جنة عالية. لا تسمع فيها لاغية. فيها عين
جارية. فيها سرر مرفوعة. وأكواب موضوعة. ونمارق مصفوفه. وزرابي مبثوثة.
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. وإلى السماء كيف رفعت. وإلى الجبال كيف
نصبت. وإلى الأرض كيف سطحت.
247

فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمسيطر. إلا من تولى وكفر. فيعذبه الله
العذاب الأكبر. إن إلينا إيابهم. ثم إن علينا حسابهم.
248

سورة الفجر
مكية. هي تسع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والفجر وليال عشر. والشفع والوتر. والليل إذا يسر. هل في ذلك قسم الذي حجر.
249

ألم تر كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في البلاد.
وثمود الذين جابوا الصخر بالواد. وفرعون ذي الأوتاد. الذين طغوا في البلاد.
250

فأكثروا فيها الفساد. فصب عليهم ربك سوط عذاب. إن ربك لبالمرصاد. فأما
الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى أكرمن. وأما إذا ما ابتلاه فقدر
251

عليه رزقه فيقول ربى أهانن. كلا بل لا يكرمون اليتيم. ولا يحضون على
طعام المسكين.
252

ويأكلون التراث أكلا لما. ويحبون المال حبا جما. كلا إذا دكت الأرض
دكا دكا. وجاء ربك والملك صفا صفا. وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان
وأنى له الذكرى. يقول يا ليتني قدمت لحياتي. فيومئذ لا يعذب عذابه أحد.
253

ولا يوثق وثاقه أحد. يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية.
فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي.
سورة البلد
مكية. وهى عشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
254

لا أقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد. ووالد وما ولد. لقد خلقنا الانسان
في كبد. أيحسب أن لن يقدر عليه أحد.
255

يقول أهلكت مالا لبدا. أيحسب أن لم يره أحد. ألم نجعل له عينين. ولسانا
وشفتين. وهديناه النجدين. فلا اقتحم العقبة. وما أدراك ما العقبة. فك رقبة.
256

أو أطعم في يوم ذي مسغبة. يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة. ثم كان من الذين
آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. أولئك أصحاب الميمنة. والذين كفروا
بآياتنا هم أصحاب المشئمة. عليهم نار مؤصدة.
سورة الشمس
مكية. وهي خمس عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها.
257

(والنهار إذا جلاها. والليل إذا يغشاها. والسماء وما بناها. والأرض وما طحاها.
ونفس وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها.)
258

(قد أفلح من زكاها. وقد خاب من دساها. كذبت ثمود بطغواها. إذ انبعث أشقاها
فقال لهم رسول الله)
259

ناقة الله وسقياها. فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها. ولا يخاف
عقباها.
سورة والليل
مكية. وهي إحدى وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. وما خلق الذكر والأنثى.
260

إن سعيكم لشتى. فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى.
وأما من بخل واستغنى. وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى. وما يغني عنه ماله
إذا تردى. إن علينا للهدى. وإن لنا للآخرة والأولى. فأنذرتكم نارا تلظى.
لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى. وسيجنبها الأتقى.
261

الذي يؤتي ماله يتزكى. وما لأحد عنده من نعمة تجزى. إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى.
ولسوف يرضى.
262

سورة والضحى
مكية. وهي إحدى وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والضحى. والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى.
263

وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. ألم يجدك يتيما فآوى.
ووجدك ضالا فهدى.
264

ووجدك عائلا فأغنى. فأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر. وأما بنعمة
ربك فحدث.
265

سورة ألم نشرح
مكية. وهي ثمان آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك. ورفعنا
لك ذكرك.
266

فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا. فإذا فرغت فانصب.
267

وإلى ربك فارغب.
سورة والتين
مكية. وهي ثمان آيات
بسم الله الرحمين الرحيم
والتين والزيتون. وطور سنين. وهذا البلد الأمين.
268

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم. ثم رددناه أسفل سافلين. إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات فلهم أجر غير ممنون. فما يكذبك بعد بالدين. أليس الله بأحكم
الحاكمين.
269

سورة العلق
مكية. وهي تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي
علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم.
270

كلا إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى. إن إلى ربك الرجعي. أرأيت الذي ينهى
عبدا إذا صلى. أرأيت إن كان على الهدى. أو أمر بالتقوى. أرأيت إن كذب وتولى.
ألم يعلم بأن الله يرى. كلا لئن لم ينته
271

لنسفعا بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة. فليدع ناديه. سندع الزبانية. كلا
لا تطعه واسجد واقترب.
سورة القدر
خمس آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
272

إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف
شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى
مطلع الفجر.
273

سورة القيمة
مكية. وهي ثمان آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة.
رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة. وما تفرق الذين أوتوا الكتاب
إلا من بعد ما جاءتهم البينة.
274

وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة
وذلك دين القيمة. إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم
خالدين فيها أولئك هم شر البرية. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم
خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه.
سورة الزلزلة
تسع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا زلزلت الأرض زلزالها. وأخرجت الأرض أثقالها.
275

وقال الإنسان ما لها. يومئذ تحدث أخبارها. بأن ربك أوحى لها. يومئذ يصدر
الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة
شرا يره.
276

سورة والعاديات
وهي إحدى عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحا. فالموريات قدحا.
277

فالمغيرات صبحا. فأثرن به نقعا. فوسطن به جمعا. إن الإنسان لربه لكنود. وإنه
على ذلك لشهيد. وإنه لحب الخير لشديد. أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور.
وحصل ما في الصدور. إن ربهم بهم يومئذ لخبير.
278

سورة القارعة
مكية. وهي عشر آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
القارعة. ما القارعة. وما أدراك ما القارعة. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث.
279

وتكون الجبال كالعهن المنفوش. فأما من ثقلت موازينه. فهو في عيشة راضية.
وأما من خفت موازينه. فأمه هاوية. وما أدراك ما هيه. نار حامية.
سورة التكاثر
مكية. وهي ثمان آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
ألهاكم التكاثر. حتى زرتم المقابر.
280

كلا سوف تعلمون. ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين. لترون
الجحيم. ثم لترونها عين اليقين. ثم لتسألن يومئذ عن النعيم.
281

سورة العصر
مكية. وهي ثلاث آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا
بالحق وتواصوا بالصبر.
282

سورة الهمزة
مكية. وهي تسع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
ويل لكل همزة لمزة. الذي جمع مالا وعدده. يحسب أن ماله أخلده.
283

كلا لينبذن في الحطمة. وما أدراك ما الحطمة. نار الله الموقدة. التي تطلع على
الأفئدة. إنها عليهم مؤصدة. في عمد ممددة.
284

سورة الفيل
مكية. وهي خمس آيات
بسم الله الرحمن الرحيم)

(1) (قوله أربعين سنة) هكذا وجد لعله متعلق بمحذوف يعلم من المقام فتأمل، كتبه مصححه.
285

ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألم يجعل كيدهم في تضليل. وأرسل
عليهم طيرا أبابيل. ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول.

(1) (قوله ببحرية) في أبي السعود بنجدية وهو الموافق، كتبه مصححه.
286

سورة قريش
مكية. وهي أربع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. فليعبدوا رب هذا البيت. الذي
أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
287

سورة أرأيت
مكية. وهي سبع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
أرأيت الذي يكذب بالدين.
288

فذلك الذي يدع اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين. فويل للمصلين الذين
هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون.
289

ويمنعون الماعون.
سورة الكوثر
مكية. وهي ثلاث آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
290

إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر.
291

سورة الكافرين
مكية. وهي ست آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون.
292

ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم
دينكم ولي دين.
سورة النصر
مدنية. وهي ثلاث آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاء نصر الله والفتح.
293

(ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره)
294

إنه كان توابا.
سورة تبت
خمس آيات. وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
295

تبت يدا أبي لهب وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب.
296

سيصلى نارا ذات لهب. وامرأته حمالة الحطب. في جيدها حبل من مسد.
297

سورة الإخلاص
مكية. وهي أربع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد.
298

ولم يكن له كفؤا أحد.
299

سورة الفلق
وهي خمس آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق. ومن شر غاسق إذا وقب.
300

ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسد إذا حسد.
301

سورة الناس
وهي ست آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس.
302

الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس.
303

بحمد الله وحسن توفيقه قد تم طبع كتاب " تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه
التأويل " لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي
ومعه حاشية السيد الشريف " علي بن محمد الحسيني الجرجاني "
ومعه أيضا كتاب " الاتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال " لناصر الدين أحمد الإسكندري
مصححا بمعرفة لجنة التصحيح بشركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر.
القاهرة في
6 شوال سنة 1387 ه‍
6 يناير سنة 1968 م
304

نبذة من ترجمة المؤلف
بقلم الأستاذ الشيخ إبراهيم الدسوقي مصحح المطبعة الأميرية سابقا، ونصها:
نسبه والتعريف به
هو: أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، من هو بأحاسن النعوت حري،
صاحب التآليف الزاهرة، والتصانيف الفائقة الباهرة، فهو الإمام الكبير في الحديث والتفسير والنحو واللغة
والمعاني، والبيان وغيرها بلا معاني.
كان إمام عصره من غير مدافع، تشد إليه الرحال من كل مكان شاسع، أخذ الأدب عن شيخه منصور
أبي مضر.
مولده
كانت ولادة الزمخشري يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بزمخشر.
وزمخشر بفتح الزاي والميم وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وبعدها راء: قرية كبيرة من قرى خوارزم.
(قال رحمه الله: هي قرية مجهولة من قرى خوارزم تسمى زمخشر)، وسمعت أبي رحمه الله تعالى يقول: اجتاز
بها أعرابي فسأل عن اسمها واسم كبيرها؟ فقيل له زمخشر، فقال: لا خير في شر ورد ولم يلمم بها.
مصنفاته
صنف التصانيف البديعة الغرر، منها هذا الكتاب في تفسير القرآن، ولم يدرك شأوه فيه إنسان، والمحاجاة
بالمسائل النحوية، والمفرد والمركب في العربية، والفائق في تفسير الحديث، ولم ير مثله في القديم ولا في الحديث،
وأساس البلاغة في اللغة، ولم يبلغ كتاب قبله في التمييز مبلغه، وربيع الأبرار، ونصوص الأخبار، ومتشابه أسامي
الرواة، والنصائح الكبار، والنصائح الصغار، وضالة الناشد، والرائض في علم الفرائض، والمفصل في النحو وهو
كتاب كبير وقد اعتنى بشرحه خلق كثير، والأنموذج في علم العربية، والمفرد والمؤلف في المسائل النحوية،
ورؤوس المسائل الفقهية، والمستقصى في الأمثال العربية، والبدور السافرة في الأمثال السافرة، والكتاب الجليل
المسمى بديوان التمثيل، وشقائق النعمان في حقائق النعمان، وشافي العي من كلام الشافعي، والقسطاس في
العروض، ومعجم الحدود، والمنهاج في الأصول، ومقدمة الأدب في اللغة، وديوان الرسائل، وديوان الشعر
والرسائل الناصحة، والأمالي الواضحة في كل فن، وغير ذلك.
وكان شروعه في تأليف المفصل في غرة شهر رمضان سنة 513 ثلاث عشرة وخمسمائة، وفرغ منه في غرة
المحرم سنة 515 خمس عشرة وخمسمائة.
307

كنيته وسبب قطع رجله
وكان قد سافر إلى مكة حرسها الله تعالى وجاور بها زمانا فصار يقال له لذلك جار الله، وكان هذا الاسم
علما عليه، وقد اشتهر أن إحدى رجليه كانت ساقطة وأنه كان يمشي في جارن من خشب. واختلف في سبب
سقوطها، فقيل إنه كان في بعض أسفاره ببلاد خوارزم أصابه ثلج كثير وبرد شديد في الطريق فسقطت منه رجله
وأنه كان بيده محضر فيه شهادة خلق كثير ممن اطلعوا على حقيقة ذلك، خوفا من أن يظن من لم يعلم صورة الحال
أنها قطعت لريبة، والثلج والبرد الكثير ما يؤثر في الأطراف في تلك البلاد فتسقط به خصوصا خوارزم فإنها في غاية
البرودة، ومنها خلق كثير سقطت أطرافهم بهذا السبب فلا يستبعده من لا يعرفه.
وقيل إن الزمخشري لما دخل بغداد واجتمع بالفقيه الحنفي الدامغاني سأله عن سبب قطع رجله، فقال له:
دعاء الوالدة، وذلك أني كنت في صباي أمسكت عصفورا وربطته بخيط في رجله فأفلت من يدي فأدركته وقد
دخل في خرق فجذبته فانقطعت رجله في الخيط، فتألمت والدتي لذلك وقالت: قطع الله رجل الأبعد كما قطعت
رجله، فلما وصلت إلى سن الطلب رحلت إلى بخارى أطلب العلم فسقطت عن الدابة فانكسرت رجلي وعملت
علي عملا أوجب قطعها، والله أعلم بالصحة.
الإجازة بمؤلفاته
وكان الحافظ أبو الطاهر أحمد بن محمد السلفي قد كتب إليه من الإسكندرية وهو يومئذ مجاور بمكة حرسها الله
يستجيزه في مسموعاته ومصنفاته فرد جوابه بما لا يشفي الغليل.
فلما كان في العام الثاني كتب إليه أيضا مع الحجاج استجازة أخرى اقترح فيها مقصوده ثم قال في آخرها:
ولا يحوج أدام الله توفيقه إلى المراجعة، فالمسافة بعيدة، وقد كاتبته في السنة الماضية فلم يجب بما يشفي الغليل وله
في ذلك الأجر الجزيل.
فكتب الزمخشري ما لم يكن له في حساب، ولولا خوف التطويل لذكرت الاستدعاء والجواب، لكن
لا بأس بذكر بعض الجواب، وهو: ما مثلي مع أعلام العلماء إلا كمثل السها مع مصابيح السماء، والجهام الصفر
من الرهام، مع الغوادي الغامرة للقيعان والآكام، والسكيت المخلف مع خيل السباق، والبغاث مع الطير العتاق،
وما التقليب بالعلامة، إلا شبه الرقم بالعلامة، والعلم مدينة أحد بابيها الدراية، والثاني الرواية، وأنا في كلا
البابين ذو بضاعة مزجاة، ظلي فيه أقلص من ظل حصاة.
أما الرواية فحديثة الميلاد قريبة الإسناد، لم تستند إلى علماء نحارير، ولا إلى أعلام مشاهير.
وأما الدراية فثمد لا يبلغ أفواها، وبرض ما يبل شفاها، ولا يغرنكم قول فلان في وفلان.
وعدد جماعة من الشعراء والفضلاء مدحوه بمقاطيع من الشعر وأوردها كلها، ولو سردناها لطال الحال، ثم
قال: فإن ذلك اغترار منهم بالظاهر المموه، وجهل بالباطن المشوه، ولعل الذي غرهم مني ما رأوا من حسن
النصح للمسلمين، وإيصال الشفقة إلى المستفيدين، وقطع المطامع عنهم، وإضافة المبار والصنائع عليهم، وعزة
النفس والرب ء. بها عن السفاسف الدنيات، والإقبال على خويصتي والإعراض عما لا يعنيني، فجللت في عيونهم
308

وغلطوا في ونسبوني إلى ما لست منه في قبيل ولا دبير، وما أنا فيما أقول بهاضم لنفسي كما قال الحسن البصري
رحمه الله تعالى في قول أبي بكر الصديق رضوان الله عليه " وليتكم ولست بخيركم " إن المؤمن ليهضم نفسه، وإنما
صدقت الفاحص عني وعن كنه روايتي ودرايتي، ومن لقيت وأخذت عنه وما بلغ علمي، وقصارى فضلي،
وأطلعته طلع أمري، وأفضيت إليه بخيبة سري، وألقيت إليه عجري وبجري، وأعملته نجمي وشجري.
هذا آخر الإجازة وقد أطال الكلام فيها ولم يصرح له بمقصوده فيها ولا يعلم هل أجازه بعد ذلك أولا.
شعره
ذكره السمعاني في الذيل قال: أنشدني أحمد بن محمود الخوارزمي إملاء بسمرقند قال أنشدنا محمود بن عمر
الزمخشري لنفسه بخوارزم:
ألا قل لسعدي ما لنا فيك من وطر * وما نطلبن النجل من أعين البقر
فإنا اقتصرنا بالذين تضايقت * عيونهم والله يجزي من اقتصر
مليح ولكن عنده كل جفوة * ولم أر في الدنيا صفاء بلا كدر
ولم أنس إذ غازلته قرب روضة * إلى قرب حوض فيه للماء منحدر
فقلت له جئني بورد وإنما * أردت به ورد الخدود وما شعر
فقال انتظرني رجع طرف أجئ به * فقلت له هيهات ما لي منتظر
فقال ولا ورد سوى الخد حاضر * فقلت له إني قنعت بما حضر
ومن مرثيته لشيخه أبي مضر المذكور أولا:
وقائلة ما هذه الدرر التي * تساقط من عينيك سمطين سمطين
فقلت هو الدر الذي كان قد حشا * أبو مضر أذني تساقط من عيني
ومما أنشده لغيره في كتابه الكشاف عند تفسير قوله تعالى في سورة البقرة (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما
بعوضة فما فوقها):
يا من يرى مد البعوض جناحها * في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى عروق نياطها في نحرها * والمخ في تلك العظام النحل
اغفر لعبد تاب عن فرطاته * ما كان منه في الزمان الأول
وقيل إن الزمخشري أوصى أن تكتب على لوح قبره هذه الأبيات.
ومن نظمه رضي الله عنه:
زمان كل حب فيه خب * وطعم الخل خل لو يذاق
لهم سوق بضاعته نفاق * فنافق فالنفاق له نفاق
ومن كلامه: سهري لتنقيح العلوم ألذ لي * من وصل غانية وطيب عناق
309

وتمايلي طربا لحل عويصة * أشهى وأحلى من مدامة ساق
وصرير أقلامي على أوراقها * أحلى من الدوكاه والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها * نقرى لألقى الرمل عن أوراقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته * نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي
ومن كلامه: إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به * وأكتمه، كتمانه لي أسلم
فإن حنفيا قلت قالوا بأنني * أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مالكيا قلت قالوا بأنني * أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم
وإن شافعيا قلت قالوا بأنني * أبيح نكاح البنت والبنت محرم
وإن حنبليا قلت قالوا بأنني * ثقيل حلولي بغيض مجسم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه * يقولون تيس ليس يدري ويفهم
تعجبت من هذا الزمان وأهله * فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخرني دهري وقدم معشرا * على أنهم لا يعلمون وأعلم
ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني * أنا الميم والأيام أفلح أعلم
وفاته
توفى رحمه الله تعالى ليلة عرفة سنة 538 ثمان وثلاثين وخمسمائة بجرجانية بعد رجوعه من مكة رحمه الله تعالى.
(وجرجانية بضم الجيم الأولى وفتح الثانية وسكون الراء بينهما وبعد الألف نون مكسورة وبعدها ياء مثناة من
تحتها مفتوحة مشددة ثم هاء ساكنة، وهي قصبة خوارزم) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: يقال لها
بلغتهم كركانج فعربت، وقيل لها جرجانية، وهي على شاطئ جيحون.
ورثاه بعضهم بأبيات، ومن جملتها:
فأرض مكة تذري الدمع مقلتها * حزنا لفرقة جار الله محمود
والله المحمود، والمصلي على سيدنا محمد وآله وأصحابه.
310