الكتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل
المؤلف: الزمخشري
الجزء: ٣
الوفاة: ٥٣٨
المجموعة: مصادر التفسير عند الشيعة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٣٨٥ - ١٩٦٦ م
المطبعة:
الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، عباس ومحمد محمود الحلبي وشركاهم - خلفاء
ردمك:
ملاحظات:

الكشاف
عن
حقائق التنزيل وعيون الأقاويل
في
وجوه التأويل
تأليف
أبى القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي
467 - 538
الجزء الثالث
وقد وضع بأعلى الصحائف القرآن الكريم برسم وضبط الدوري عن أبي عمرو البصري
1

ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ
(قرآن كريم)
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الحج
مكية. وهى ثمان وسبعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم.
3

يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى
الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. ومن الناس من يجادل في الله
بغير علم.
4

ويتبع كل شيطان مريد. كتب عليه انه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب
السعير. يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من
نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم
5

ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم
من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض
هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج. ذلك
بأن الله هو الحق وأنه يحيى الموتى وأنه على كل شئ قدير. وأن الساعة آتية
لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. ومن الناس من يجادل في الله بغير علم
ولا هدى ولا كتاب منير.
6

ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزى ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق.
ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد. ومن الناس من يعبد الله على
حرف فإن اصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا
والآخرة ذلك هو الخسران المبين. يدعوا من دون الله مالا يضره ومالا ينفعه ذلك
هو الضلال العبيد. يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير.
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار إن الله
يفعل ما يريد. من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب
إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ.
7

وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدى من يريد. إن الذين آمنوا والذين هادوا
والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة
إن الله على كل شئ شهيد. ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في
الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير
حق عليه العذاب، ومن يهن الله فما له من مكرم
8

إن الله يفعل ما يشاء * هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب
من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم. يصهر به ما في بطونهم والجلود. ولهم
مقامع من حديد. كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب
الحريق. إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار
يحلون فيها من أساور من ذهب
9

ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد.
إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء
العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم. وإذ بوأنا لإبراهيم
مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود.
10

وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.
ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام
فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا
بالبيت العتيق. ذلك ومن يعظم حرمات الله.
11

فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الانعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من
الأوثان واجتنبوا قول الزور. حنفاء لله غير مشركين به. ومن يشرك بالله فكأنما
خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق.
12

ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
13

لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق. ولكل أمة جعلنا منسكا
ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر
المخبتين. الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي
الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير
فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا
14

القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون. لن ينال الله لحومها ولا
دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم
وبشر المحسنين * إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور.
أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من
15

ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت
صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره
إن الله لقوى عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا
بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور. وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم
نوح وعاد وثمود. وقوم إبراهيم وقوم لوط. وأصحاب مدين وكذب موسى
16

فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير. فكأين من قرية أهلكتها وهى
ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد. أفلم يسيروا في الأرض فتكون
لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الابصار ولكن
17

تعمى القلوب التي في الصدور. ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن
يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون. وكأين من قرية أمليت لها وهى ظالمة ثم
أخذتها وإلى المصير. قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين. فالذين آمنوا وعملوا
الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم. والذين سعوا في آياتنا معجزين أولئك أصحاب
الجحيم. وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى
18

ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم
حكيم. ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن
الظالمين لفى شقاق بعيد. وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به
فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم. ولا يزال الذين
كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم.
19

الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعلموا الصالحات في جنات النعيم
والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين. والذين هاجروا في سبيل
الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين. ليدخلنهم
مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم. ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى
عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور. ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج
النهار في الليل وأن الله سميع بصير. ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من
دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير. ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح
20

الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير. له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو
الغنى الحميد. ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجرى في البحر بأمره
ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤف رحيم. وهو
الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الانسان لكفور. لكل أمة جعلنا منسكا
هم ناسكوه فلا ينازعنك في الامر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم.
21

وان جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون. الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم
فيه تختلفون. ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن
ذلك على الله يسير. ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به
علم وما للظالمين من نصير. وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين
كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قلب أفأنبئكم بشر من
ذلك النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير. يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا
له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم
22

الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. ما قدروا الله حق قدره
إن الله لقوى عزيز. الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس ان الله سميع
بصير. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور. يا أيها الذين آمنوا
اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. وجاهدوا في الله
حق جهاده.
23

هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين
من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.
(سورة المؤمنون
مكية. وهى مائة وتسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
24

قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون.
25

والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم
أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون
26

والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون. أولئك هم
الوارثون. الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. ولقد خلقنا الانسان من
سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقناكم النطفة علقة فخلقنا
العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر
27

فتبارك الله أحسن الخالقين. ثم إنكم بعد ذلك لميتون. ثم إنكم يوم القيامة
تبعثون. ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين. وأنزلنا من
السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون. فأنشأنا لكم
به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون.
28

وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين. وإن لكم في الانعام
لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون. وعليها وعلى
الفلك تحملون. ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره
أفلا تتقون. فقال الملا الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل
عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين.
29

إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين. قال رب انصرني بما كذبون.
فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك
فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين
ظلموا إنهم مغرقون. فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله
الذي نجانا من القوم الظالمين.
30

وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين. إن في ذلك لايات وإن كنا
لمبتلين. ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين. فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا
الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون. وقال الملا من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء
الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه
ويشرب مما تشربون. ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون.
31

أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون * هيهات هيهات لما توعدون
إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين. إن هو إلا رجل افترى على
الله كذبا وما نحن له بمؤمنين. قال رب انصرني بما كذبون. قال عما قليل
ليصبحن نادمين. فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين.
ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين. ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون. ثم
أرسلنا رسلنا تترى كلما جاء أمة رسولها كذبوه.
32

فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون. ثم أرسلنا موسى
وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون و ملاه فاستكبروا وكانوا قوما عالين.
فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون. فكذبوهما فكانوا من المهلكين.
ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون. وجعلنا ابن مريم وأمة آية وآوينا هما
إلى ربوة ذات قرار ومعين.
33

يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم. وإن هذه
أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون. فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما
لديهم فرحون. فذرهم في غمرتهم حتى حين. أيحسبون أنما نمدهم به من مال
وبنين.
34

نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون.
والذين هم بآيات ربهم يؤمنون. والذين هم بربهم لا يشركون. والذين هم بربهم لا يشركون. والذين يؤتون ما آتوا
وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون. أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها
سابقون. ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون. بل
قلوبهم في غرمة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون.
35

حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجارون لا تجاروا اليوم إنكم منا لا تنصرون.
قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون. مستكبرين به سامرا
تهجرون. أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين. أم لم يعرفوا
رسولهم فهم له منكرون.
36

أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون. ولو اتبع الحق
أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم
معرضون.
37

أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين. وإنك لتدعوهم إلى صراط
مستقيم. وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون * ولو رحمناهم
وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون. ولقد أخذناهم بالعذاب فما
استكانوا لربهم وما يتضرعون.
38

حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون.
39

وهو الذي أنشأ لكم السمع والابصار والأفئدة قليلا ما تشكرون. وهو الذي ذرأكم
في الأرض وإليه تحشرون. وهو الذي يحيى ويميت وله اختلاف الليل والنهار
أفلا تعقلون. بل قالوا مثل ما قال الأولون. قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا
لمبعوثون. لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين. قل
لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل أفلا تذكرون. قل من
رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. سيقولون الله قل أفلا تتقون. قل من
بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون الله
قل فأنى تسحرون. بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون. ما اتخذ الله من ولد وما كان
معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله.
40

عما يصفون. عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. قل رب
إما تريني ما يوعدون. رب فلا تجعلني في القوم الظالمين. وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون.
ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم.

(1) (إما ترئنهم) هذه نسخة، وفى أخرى (وإما ترئنى بالهمزة) كما قرئ الخ اه‍ مصححه.
41

بما يصفون. وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين. وأعوذ بك رب أن يحضرون.
حتى إذا جاء أحدهم قال رب ارجعون. لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا
إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.
42

فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فمن ثقلت موازينه
فأولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم
خالدون. تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون. ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم
بها تكذبون. قالوا ربنا غلبت علينا.
43

شقوتنا وكنا قوما ضالين. ربنا أخرجنا منها فإن عدنا قإنا ظالمون. قال اخسئوا
فيها ولا تكلمون. إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا
وأنت خير الراحمين. فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم
تضحكون. إلى جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون. قال كم لبثتم في
الأرض عدد سنين. قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين. قال إن لبثتم إلا
قليلا لو أنكم كنتم تعلمون.
44

أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون. فتعالى الله الملك الحق لا إله
إلا هو رب العرش الكريم. ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه
عند ربه إنه لا يفلح الكافرون. وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
45

سورة النور
مدنية. وهى ثنتان وستون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون. الزانية
والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.
46

ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد
عذابهما طائفة من المؤمنين.
47

الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك
على المؤمنين.
48

والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا
تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون.
49

إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم. والذين يرمون أزواجهم
ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن
الصادقين. والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين.
50

ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين. والخامسة أن
غضب الله عليها إن كان من الصادقين.
51

ولو فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم.
52

إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل
امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. لولا
إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين.
53

لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون.
ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب
عظيم. إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا
وهو عند الله عظيم.
54

ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم. يعظكم
الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين. ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم.
إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة
والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم.
55

يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر
بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن
الله يزكى من يشاء والله سميع عليم. ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن
يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا
تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم. إن الذين يرمون المحصنات الغافلات
المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم.
56

يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. يومئذ يوفيهم الله
دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين.
57

الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات
أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم. يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا
بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا تسلموا على أهلها.
58

ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن
59

لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم. ليس
عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون
وما تكتمون. قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم
إن الله خبير بما يصنعون.
60

وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر
منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن
61

أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى
أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال
أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من
زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أية المؤمنون لعلكم تفلحون.
62

وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم
الله من فضله.
63

والله واسع عليم. وليستعفف الذين
64

لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت
65

أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا
فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن
66

فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم. ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من
الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين. الله نور السماوات والأرض مثل نوره
كمشكاة فيها مصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من
شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية
67

يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب
الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم. في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها
اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار.
68

ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب.
والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده
شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب. أو كظلمات في بحر لجي
يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده
لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
69

ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم
صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون. ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير.
ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من
خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من
يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار.

(1) كغيره من السراب كذا في الأصل ولعل فيها تحريفا والأصل كمن غره السراب كتبه مصححه.
70

يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لاولى الابصار. والله خلق كل دابة من
ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على
أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير. لقد أنزلنا آيات مبينات والله
يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم. ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى
فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين.
71

وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم
الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله
عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون. إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله
ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون. ومن يطع
الله ورسوله ويخش الله
72

ويتقه فأولئك هم الفائزون. وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل
لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون. قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول
إلا البلاغ المبين. وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
73

الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك
فأولئك هم الفاسقون. وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم
ترحمون. لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير.
يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم
ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة
العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم
74

بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم. وإذا بلغ الأطفال
منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته
والله عليم حكيم.
75

والقواعد من النساء التي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن
غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم. ليس على الأعمى
حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا
76

من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم
أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم
مفاتحة أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو اشتاتا
77

فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين
الله لكم الآيات لعلكم تعقلون. إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا
كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنوك أولئك
78

الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم
واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم. لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم
بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن
تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
79

ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم
بما عملوا والله بكل شئ عليم.
سورة الفرقان
مكية. وهى سبع وسبعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون
80

للعالمين نذيرا. الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له
شريك في الملك وخلق كل شئ فقدره تقديرا. واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون
شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا
نشورا. وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد
جاءوا ظلما وزورا.
81

وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا. قل أنزله الذي
يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما. وقالوا مال هذا الرسول
يأكل الطعام ويمشى في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا.
82

أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا
مسحورا. انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا. تبارك
الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ويجعل لك
قصورا. بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا. إذا رأتهم من
مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا.
83

وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا. لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا
وادعوا ثبورا كثيرا. قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم
جزاء ومصيرا. لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا. ويوم نحشرهم
وما يعبدون من دون الله فنقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل.
84

قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم
حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا. فقد كذبوكم بما تقولون فما يستطيعون
86

صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا. وما أرسلنا قبلك من المرسلين
إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون
وكان ربك بصيرا.
87

وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا
في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا. يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين
ويقولون حجرا محجورا. وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
88

أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا. ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل
الملائكة تنزيلا. الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا.
89

ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتا ليتني
لم أتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان
خذولا. وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. وكذلك جعلنا لكل
نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا. وقال الذين كفروا لولا نزل
90

عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. ولا يأتونك
بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا. الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم
أولئك شر مكانا وأضل سبيلا. ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون
وزيرا. فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا.
91

وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم و جعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين
عذابا أليما. وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا. وكلا ضربنا
له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا.
92

ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون
نشورا. وإذا رأوك إن يتخذونك الا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا. إن كاد ليضلنا
عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا.
أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا.
93

أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا.
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا.
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا. وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا.
94

وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا. لنحيى
به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا
95

ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا. ولو شئنا لبعثنا في كل
قرية نذيرا. فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا. وهو الذي مرج البحرين
هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا.
96

وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا. ويعبدون من
دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا. وما أرسلناك إلا مبشرا
ونذيرا. قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا. وتوكل
على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. الذي خلق
السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام.
97

ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا. وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا
وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا. تبارك الذي جعل في السماء بروجا
وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن
يذكر أو أراد شكورا.
98

وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم
إن عذابها كان غراما.
99

إنها ساءت مستقرا ومقاما. والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين
ذلك قواما. والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا
بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما.
100

يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا. إلا من تاب وآمن وعمل عملا
صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. ومن تاب وعمل
صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا. والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما.
101

والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا. والذين يقولون ربنا
هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
102

أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما. خالدين فيها حسنت
مستقرا ومقاما. قل ما يعبوا بكم ربى لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف
يكون لزاما.
103

سورة الشعراء
مكية. وهى مائتان وسبع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
طسم. تلك آيات الكتاب المبين. لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين.
إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين. وما يأتيهم من
ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين.
104

فقد كذبوا فسيأتيهم أنبأوا ما كانوا به يستهزئون. أو لم يرو إلى الأرض كم
أنبتنا فيها من كل زوج كريم. إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك
لهو العزيز الرحيم.
105

وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين. قوم فرعون ألا يتقون. قال رب
إني أخاف أن يكذبون. ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون.
106

ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون. قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون.
فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين.
107

أن أرسل معنا بني إسرائيل. قال ألم نربك فينا وليدا. ولبثت فينا من عمرك
سنين. وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين. قال فعلتها إذا وأنا من
الضالين. ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما وجعلني من المرسلين.
وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بني إسرائيل.
108

قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم
موقنين. قال لمن حوله ألا تستمعون. قال ربكم ورب آبائكم الأولين.
109

قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما
إن كنتم تعقلون. قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين. قال
أولو جئتك بشئ مبين. قال فأت به إن كنت من الصادقين.
110

فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين. ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين. قال للملاء
حوله إن هذا لساحر عليم. يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون.
111

قالوا أرجئه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين. يأتوك بكل سحار عليم. فجمع السحرة
لميقات يوم معلوم. وقيل للناس هل أنتم مجتمعون. لعلنا نتبع السحرة إن كانوا
هم الغالبين. فلما جاء السحرة قالو لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين.
112

قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين. قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون. فألقوا
حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون. فألقى موسى عصاه فإذا
هي تلقف ما يأفكون. فألقى السحرة ساجدين. قالوا آمنا برب العالمين. رب
موسى وهرون. قال أأمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر
فلسوف تعلمون. لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين. قالوا
لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون. إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين *
وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون. فأرسل فرعون في المدائن حاشرين.
113

إن هؤلاء لشرذمة قليلون. وإنهم لنا لغائطون. وإنا لجميع حذرون. فأخرجناهم
من جنات وعيون. وكنوز ومقام كريم.
114

كذلك وأورثناها بني إسرائيل. فأتبعوهم مشرقين. فلما تراء الجمعان قال أصحاب
موسى إنا لمدركون. قال كلا إن معي ربى سيهدين. فأوحينا إلى موسى أن اضرب
بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم. وأزلفنا ثم الآخرين.
وأنجينا موسى ومن معه أجمعين. ثم أغرقنا الآخرين. إن في ذلك لآية وما كان
أكثرهم مؤمنين.
115

وإن ربك لهو العزيز الرحيم. واتل عليهم نبأ إبراهيم. إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون.
قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين. قال هل يسمعونكم إذ تدعون. أو ينفعونكم
أو يضرون. قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون. قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون.
أنتم وآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي.
116

إلا رب العالمين. الذي خلقني فهو يهدين. والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت
فهو يشفين.
117

والذي يميتني ثم يحيين. والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين. رب
هب لي حكما وألحقني بالصالحين. واجعل لي لسان صدق في الآخرين. واجعلني
من ورثة جنة النعيم. واغفر لأبى إنه كان من الضالين. ولا تخزني يوم يبعثون.
يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم. وأزلفت الجنة للمتقين.
وبرزت الجحيم للغاوين. وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون.
118

من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون. فكبكبوا فيها هم والغاوون. وجنود
إبليس أجمعون. قالوا وهم فيها يختصمون. تالله إن كنا لفى ضلال مبين. إذ
نسويكم برب العالمين. وما أضلنا إلا المجرمون. فما لنا من شافعين. ولا صديق
حميم. فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين. إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم
مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
119

كذبت قوم نوح المرسلين. إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون. إني لكم رسول
أمين. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين.
فاتقوا الله وأطيعون. قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون. قال وما علمي بما كانوا
يعملون. إن حسابهم إلا على ربى لو تشعرون.
120

وما أنا بطارد المؤمنين. إن أنا إلا نذير مبين. قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن
من المرجومين. قال رب إن قومي كذبون. فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني
ومن معي من المؤمنين. فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون. ثم أغرقنا بعد
الباقين. إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
كذبت عاد المرسلين. إذا قال لهم أخوهم هود ألا تتقون. إني لكم رسول أمين.
فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين.
أتبنون بكل ربع آية تعبثون.
121

وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. وإذا بطشتم بطشتم جبارين. فاتقوا الله
وأطيعون. واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون. أمدكم بأنعام وبنين. وجنات وعيون.
إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من
الواعظين. إن هذا إلا خلق الأولين. وما نحن بمعذبين. فكذبوه فأهلكناهم إن في
ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم. كذبت ثمود
المرسلين. إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون. إني لكم رسول أمين. فاتقوا
الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين. أتتركون
122

في ما هاهنا آمنين. في جنات وعيون. وزروع ونخل طلعها هضيم. وتنحتون
من الجبال بيوتا فرهين. فاتقوا الله وأطيعون. ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين
يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا إنما أنت من المسحرين. ما أنت إلا
بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين. قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم.
123

فعقروها فأصبحوا نادمين. فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين.
وإن ربك لهو العزيز الرحيم. كذبت قوم لوط المرسلين. إذ قال لهم أخوهم
لوط ألا تتقون. إني لكم رسول أمين. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من
أجر إن أجرى إلا على رب العالمين. أتأتون الذكران من العالمين. وتذرون
ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون.
124

قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين. قال إني لعملكم من القالين.
رب نجني وأهلي مما يعملون. فنجيناه وأهله أجمعين. إلا عجوزا في الغابرين.
125

ثم دمرنا الآخرين. وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين. إن في ذلك لاية وما
كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم. كذب أصحاب الأيكة المرسلين.
إذ قال لهم شعيب ألا تتقون. إني لكم رسول أمين. فاتقوا الله وأطيعون. وما
أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين * أوفوا الكيل ولا تكونوا
من المخسرين. وزنوا بالقسطاس المستقيم. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا
في الأرض مفسدين. واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين. قالوا إنما أنت من
المسحرين. وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين. فأسقط علينا كسفا
من السماء إن كنت من الصادقين.
126

قال ربى أعلم بما تعملون. فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم
عظيم. إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين.
127

على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين. وإنه لفى زبر الأولين.
128

أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل. ولو نزلناه على بعض الأعجمين.
فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين. كذلك سلكناه في قلوب المجرمين. لا يؤمنون به
حتى يروا العذاب الأليم.
129

فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون.
أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون.
وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين. وما تنزلت به الشياطين.
وما ينبغي لهم وما يستطيعون. إنهم عن السمع لمعزولون. فلا تدع مع الله إلها آخر
فتكون من المعذبين. وأنذر عشيرتك الأقربين.
130

واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. فإن عصوك فقل إني برئ مما
تعملون. وتوكل
131

على العزيز الرحيم. الذي يراك حين تقوم. وتقلبك في الساجدين. إنه هو السميع
العليم. هل أنبئكم على من تنزل الشياطين. تنزل على كل أفاك أثيم. يلقون السمع
وأكثرهم كاذبون.
132

والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون
ما لا يفعلون.
133

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
سورة النمل
مكية. وهى ثلاث وتسعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين.
134

هدى وبشرى للمؤمنين. الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم
يوقنون.
135

إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون. أولئك الذين لهم
سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون.
136

وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم. إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا
سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون. فلما جاءها نودي أن
بورك من في النار ومن حولها،
137

وسبحان الله رب العالمين. يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم. وألق عصاك فلما رآها
تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدى المرسلون.
إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم. وأدخل يدك في جيبك تخرج
بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين.
138

فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين. وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم
ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. ولقد آتينا داود وسليمان علما
وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين.
139

وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن
هذا لهو الفضل المبين.

(1) آيينه لفظ أعجمي يستعمل في السياسة، ولهذا يضاف إلى الأكبر في الأكثر كذا بهامش الأصل.
140

وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون. حتى إذا أتوا على
واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده
وهم لا يشعرون.
141

فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى
والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين. وتفقد
الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين.
142

لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين. فمكث غير بعيد فقال
أحطت بما لم تحط به
143

وجئتك من سبأ بنبأ بيقين. إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم.
وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم
فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون. ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخب ء في السماوات
والأرض ويعلم ما يخفون وما يعلنون.
144

الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم. قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين.
اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم.
145

فانظر ماذا يرجعون. قالت يا أيها الملأ إني ألقى إلى كتاب كريم. إنه من سليمان وإنه
بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وائتوني مسلمين. قالت يا أيها الملأ أفتوني في
أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون. قالوا نحن أولوا قوة وأولوا باس شديد
والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين.
146

قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون.
وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون، فلما جاء سليمان قال أتمدونني
147

بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون. ارجع إليهم
فلنأتينهم بجنود لا قيل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون. قال يا أيها
الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال عفريت من الجن أنا
آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوى أمين. قال الذي عنده علم من
الكتاب أنا آتيك به
148

قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلوني
أأشكر أم كفر؟ ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم.
قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدى أم تكون من الذين لا يهتدون. فلما جاءت
قيل أهكذا عرشك
149

قالت كأنه هو، وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين. وصدها ما كانت تعبد
من دون الله إنها كانت من قوم كافرين.
150

قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح
ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون. قال
يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون.
قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون. وكان
في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض.
151

ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا
مهلك أهله وإنا لصادقون.

(1) في أبى السعود شمعان بالشين المعجمة اه‍.
152

ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم
إنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية
لقوم يعلمون. وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون. ولوطا إذ قال لقومه أتأتون
الفاحشة وأنتم تبصرون. أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم
قوم تجهلون.
153

* فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون.
فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين. وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر
المنذرين. قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون.
154

أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به الحدائق ذات بهجة
ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون. أمن جعل الأرض قرارا
وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله
بل أكثرهم لا يعلمون. أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم
خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون.
155

أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته
أإله مع الله تعالى الله عما يشركون. أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من
السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. قل لا يعلم من
في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون.
156

بل أدرك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها. عمون وقال الذين كفروا
أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون. لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن
هذا إلا أساطير الأولين. قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين.
157

ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون. ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم
صادقين. قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون. وإن ربك
لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون. وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم
وما يعلنون. وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين. إن هذا القرآن
يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون.
158

وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين. إن ربك يقضى بينهم بحكمه وهو العزيز العليم.
فتوكل على الله إنك على الحق المبين. إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم
الدعاء إذا ولوا مدبرين. وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن
بآياتنا فهم مسلمون.
159

* وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا
لا يوقنون. ويوم نحشر من كل أمة فوجا. ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون.
160

حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أما ذا كنتم تعملون.
ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. ألم يروا أنا جعلنا الليل لتسكنوا
فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون. ويوم ينفخ في الصور ففزع
من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل آتوه داخرين.
161

وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل
شئ إنه خبير بما يفعلون. من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ
آمنون. ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار.
162

بهل تجزون إلا ما كنتم تعملون. إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله
كل شئ وأمرت أن أكون من المسلمين. وأن ا أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما
يهتدى لنفسه، ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين.
163

وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما يعملون
سورة القصص
مكية. وهى ثمان وثمانون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
طسم. تلك آيات الكتاب المبين. نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق
لقوم يؤمنون. إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا
164

يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين.
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين.
ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.
وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي
ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين.
165

فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا
خاطئين. وقالت امرأة فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه
166

ولدا وهم لا يشعرون. وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدى به لولا أن
ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين. وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب
وهم لا يشعرون. وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت
يكفلونه لكم وهم له ناصحون.
167

فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم
لا يعلمون. ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين.
ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته
وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى
عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين.
168

قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم. قال رب بما
أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين. فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا
الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوى مبين. فلما أن أراد أن
يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن
تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين. وجاء رجل
من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني
169

لك من الناصحين. فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين.
ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهديني سواء السبيل. ولما ورد ماء
مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال
ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى
170

إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير. فجاءته إحداهما تمشى على
استحياء قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه
القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين.
171

قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين. قال إني أريد
أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج
172

فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من
الصالحين. قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على والله
على ما تقول وكيل.
173

فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا
إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون.
174

فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى
إني أنا الله رب العالمين. وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا
ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين. اسلك يدك في جيبك تخرج
بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذنك برهانان من ربك إلى
175

فرعون وملأه إنهم كانوا قوما فاسقين. قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن
يقتلون. وأخي هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف
أن يكذبون. قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما
بآياتنا أنتما ومن أتبعكما الغالبون. فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا
إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين.
176

وقال موسى ربى أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه
لا يفلح الظالمون
177

وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري.
178

فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلى أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه
من الكاذبين.
179

واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون. فأخذناه
وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. وجعلناهم أئمة يدعون
إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون.
180

وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين. ولقد آتينا موسى
الكتاب من بعدد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم
يتذكرون. وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من
الشاهدين. ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر.
181

وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين. وما كنت
بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من
قبلك لعلهم يتذكرون. ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا
لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين.
182

فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل ما أوتى موسى أولم يكفروا بما أوتى
موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا
183

وقالوا إنا بكل كافرون. قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم
صادقين. فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع
هواه بغير هدى من الله؟ إن الله لا يهدى القوم الظالمين * ولقد وصلنا لهم
القول لعلهم يتذكرون. الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون.
184

وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين. أولئك
يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون.
وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي
الجاهلين. إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين.
وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه
185

ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون. وكم من أهلكنا من قرية
بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين
وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا
مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون. وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها
186

وما عند الله خير وأبقى أفلا يعقلون. أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه
متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين. ويوم يناديهم فيقول أين
شركائي الذين كنتم تزعمون. قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين
أغوينا أغويناهم كما غوينا.
187

تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم
ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون. ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين.
فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون. فأما من تاب وآمن وعمل صالحا
فعسى أن يكون من المفلحين. وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة
188

سبحان الله وتعالى عما يشركون. وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون. وهو
الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون. قل
أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم
بضياء أفلا تسمعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من
إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون. ومن رحمته جعل لكم الليل
والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. ويوم يناديهم فيقول أين
شركائي الذين كنتم تزعمون. ونزعنا من كل أمة شهيدا
189

فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون * إن قارون كان
من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى
القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين. وابتغ فيما آتاك الله الدار
الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن.
190

كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين. قال إنما
أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد
منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. فخرج على قومه في زينته
قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون إنه لذو حظ عظيم.
وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله.
191

خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون. فخسفنا به وبداره الأرض
فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين. وأصبح الذين
تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر
لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون.
192

تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة
للمتقين. من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين
عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون. إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد
193

قل ربى أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين. وما كنت ترجوا أن يلقى
إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين. ولا يصدنك عن
آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين. ولا تدع
مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون.
194

سورة العنكبوت
مكية. وهى تسع وستون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون.
195

ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. أم حسب
الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون.
196

من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم. ومن جاهد فإنما يجاهد
لنفسه إن الله لغنى عن العالمين. والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم
سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون. ووصينا الإنسان بوالديه حسنا
197

وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما
كنتم تعملون. والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين.
198

ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن
جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور
العالمين. وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين. وقال الذين كفروا
للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ
إنهم لكاذبون.
199

وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون.
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم
الطوفان وهم ظالمون. فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين.
وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم.
200

إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من
دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من
دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه
ترجعون وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين
201

أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير * قل سيروا في
الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شئ
قدير * يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه
202

تقلبون * وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي
ولا نصير والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم
عذاب أليم فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه
فأنجاه الله من النار
إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم
في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم
203

النار وما لكم من ناصرين فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز
الحكيم ووهبنا
له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه
أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين
ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون
الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل
وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من
الصادقين * قال رب انصرني على القوم المفسدين
204

ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها
كانوا ظالمين * قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته
كانت من الغابرين * ولما أن جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا
لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين * إنا منزلون
على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون * ولقد تركنا منها آية
بينة لقوم يعقلون * وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم
الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين * فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في
دارهم
205

جاثمين * وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم
فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى
بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من
أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم
من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * مثل الذين اتخذوا من
دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت
لو كانوا يعلمون إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ وهو العزيز الحكيم * وتلك
الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون
206

* خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين * أتل ما أوحي إليك
من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر
والله يعلم ما تصنعون ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن
207

إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا
وإلهكم واحد ونحن له مسلمون وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم
الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون وما
كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون
208

بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون *
وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين
* أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى
لقوم يؤمنون قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض
والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ويستعجلونك بالعذاب
ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون
209

* يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من
فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون يا عبادي الذين آمنوا
إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون
* والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وكأين من دابة
210

لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم * ولئن سألتهم من خلق
السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون * الله يبسط الرزق
لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شئ عليم ولئن سألتهم من نزل من
السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم
لا يعقلون * وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان
211

لو كانوا يعلمون فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم
إلى البر إذا هم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف
الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله
يكفرون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس
212

في جهنم مثوى للكافرين. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع
المحسنين. * {سورة الروم}
* مكية. وهي ستون آية
بسم الله الرحمن الرحيم *
* ألم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد
غلبهم سيغلبون * في بضع
213

سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء
وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده
214

ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة
هم غافلون * أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما
إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون.
215

أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم
قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان
الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى
أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون * الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون
ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون * ولم يكن لهم من شركائهم شفعاؤا
وكانوا بشركائهم كافرين * ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا
216

وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا
ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون فسبحان الله حين تمسون
وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض
وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي
من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها
217

وكذلك تخرجون ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون
* ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة
ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ومن آياته خلق السماوات والأرض
واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ومن آياته منامكم
بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ومن
آياته يريكم البرق
218

خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات
لقوم يعقلون ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة
219

من الأرض إذا أنتم تخرجون * وله من في السماوات والأرض كل له قانتون
* وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه
220

وله المثل الاعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم * ضرب لكم مثلا من
أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء في
ما رزقناكم فأنتم فيه سواء
تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون * بل اتبع
221

الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين * فأقم
وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين
القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون * منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا
من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون
* وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق
منهم بربهم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون * أم أنزلنا
222

عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون * وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا
بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون * أو لم يروا أن الله يبسط
الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * فآت ذا القربى حقه
والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون
* وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة
تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون *
223

الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل
من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون ظهر الفساد في البر والبحر
بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون قل سيروا
في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين فأقم
وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لامرد له
224

من الله يومئذ يصدعون من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون
* ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب
الكافرين ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم
من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم
تشكرون * ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم
بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر
المؤمنين
225

الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا
فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر إلى أثر رحمة
الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شئ قدير
ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون فإنك لا تسمع الموتى
ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن
تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون * الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل
226

من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم
القدير
* ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون
* وقال الذين أوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم
البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون * فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم
يستعتبون
227

ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين
كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون *
فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون
سورة لقمان
مكية، وهي أربع وثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
228

ألم تلك آيات الكتاب الحكيم * هدى ورحمة للمحسنين * الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك
هم المفلحون *

(1) قوله الموسيقار في بعض الحواشي هو بالراء، العلم بصنعة آلة الغناء وبغير راء، صنعة الغناء ومعرفة النغم، وهي من الألفاظ
اليونانية اه‍ كتبه مصححه.
229

ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا
أولئك لهم عذاب مهين * إذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن
لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم
* إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم
جنات النعيم * خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم * خلق السماوات
بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة
وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم * هذا خلق الله فأروني
ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين
230

ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن
كفر فإن الله غني حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن
الشرك لظلم عظيم *
231

ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي
ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما
وصاحبهما في الدنيا معروفا
واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم
بما كنتم تعملون *
232

يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في
السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه
عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور
233

* ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور *
واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير * ألم
تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة
وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير
234

وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان
الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك
بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور * ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم
فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى
عذاب غليظ
235

* ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم
لا يعلمون لله ما في السماوات والأرض
إن الله هو الغني الحميد * ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز
حكيم * ما خلقكم ولأبعثكم إلا كنفس واحدة
236

إن الله سميع بصير ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل
وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير ذلك
بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير * ألم تر
أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * وإذا غشيهم موج كالظلل
دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور
237

يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز
عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور
238

إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا
تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير
{سورة السجدة}
مكية. وهي ثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
239

ألم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه بل هو
الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون
240

* الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم
من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون يدبر الامر من السماء إلى الأرض ثم
يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون * ذلك عالم الغيب والشهادة
العزيز الرحيم الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل
نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع
والابصار والأفئدة قليلا ما تشكرون
241

وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون * قل
يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون
* ولو ترى إذ المجرمون
ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون
ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة
والناس أجمعين
242

* فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم
تعملون * إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم
وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما
رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون *
243

* أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا
لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات
فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار
كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به
تكذبون.
244

ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ومن أظلم ممن
245

ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون لقد آتينا موسى
الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل وجعلنا منهم
أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون إن ربك هو يفصل بينهم
يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون
يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون أو لم يروا أنا نسوق
الماء إلى الأرض الجرز
246

فنخرج به
زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون
فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون
{سورة الأحزاب} *
مدنية. وهي ثلاث وسبعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم *
247

* يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما
واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا وتوكل على الله
وكفى بالله وكيلا.
248

* ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن
أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم
249

ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ادعوهم لآبائهم
هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس
عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم
250

وكان الله غفورا رحيما النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا
الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا
251

كان ذلك في الكتاب مسطورا وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ليسأل الصادقين
عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما يا أيها الذين آمنوا
252

اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها
وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم
وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون
وزلزلوا زلزالا شديدا
253

وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وإذ
قالت طائفة
منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي
يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ولو دخلت
عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا
الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسؤولا قل لن ينفعكم الفرار.
254

إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا قل من ذا الذي يعصمكم
من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا
نصيرا قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون
البأس إلا قليلا أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم
كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على
الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا يحسبون
الأحزاب لم يذهبوا
255

وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بأدون في الاعراب يسألون عن أنبائكم ولو
كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان
يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا * ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا
ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما * من المؤمنين
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
256

وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب
عليهم إن الله كان غفورا رحيما ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا
وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا وأنزل الذين ظاهروهم من أهل
الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا
257

* وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها وكان الله على كل شئ
قديرا يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن
258

وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد
للمحسنات منكن أجرا عظيما يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة
يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن
لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما يا نساء
النبي لستن كأحد من النساء
259

إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن
في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن
الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
260

واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا إن
المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين
والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات
والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات
أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما * وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون
لهم
261

الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا وإذ تقول للذي
أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك
ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا
262

زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا
263

ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل
وكان أمر الله قدرا مقدورا الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا
إلا الله وكفى بالله حسيبا ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله
وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما
264

* يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور
265

وكان بالمؤمنين رحيما * تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما يا أيها
النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل
على الله وكفى بالله وكيلا * يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم
266

المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها
فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي
267

آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك
وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها
للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين
268

قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكي لا يكون عليك حرج
وكان الله غفورا رحيما ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت
ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما
آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما
269

* لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا
ما ملكت يمينك وكان الله على كل شئ رقيبا يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت
النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فأدخلوا فإذا
طعمتم فانتشروا
270

ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي
من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم
وقلوبهن
271

وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم
كان عند الله عظيما إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شئ عليما لا جناح
عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن
ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شئ شهيدا إن الله
وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
272

إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما
مبينا * يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين
273

يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما
لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك
بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا
274

* سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا * يسألك الناس
عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا * إن الله
لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا *
يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا * وقالوا
ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب

(1) قوله (أو طرحها) كذا في الأصل وعبارة أبي السعود (أو يطرحون فيها الخ) كتبه مصححه.
275

والعنهم لعنا كبيرا * يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله
مما قالوا وكان عند الله وجيها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله
فقد فاز فوزا
عظيما * إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها
276

وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين
والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات
وكان الله غفورا رحيما
277

{سورة سبأ}
* مكية. وهي أربع وخمسون آية
بسم الله الرحمن
الرحيم *
* الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد
في الآخرة وهو
278

الحكيم الخبير * يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء
وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى
وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض
ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ليجزي الذين آمنوا وعملوا
279

الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك
من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد وقال الذين كفروا هل ندلكم على
رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد أفلم يروا
إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض
280

أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ولقد
آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد أن اعمل
281

سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ولسليمان الريح
غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه
بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء
282

من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا
وقليل من عبادي الشكور فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة
الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا
في العذاب المهين
283

* لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم
واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور *
284

فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط
وأثل وشئ من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة
285

وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا
وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل
صبار شكور ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين

(1) قوله (عند إخبار الله الخ) في البيضاوي (أو سمع من الملائكة) - أتجعل فيها من يفسد
فيها - فقال - لأضلنهم ولأغوينهم - اه‍ مصححه.
286

* وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك
وربك على كل شئ حفيظ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال
ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير
* ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا
287

ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير * قل من يرزقكم من السماوات
والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين * قل لا تسألون
عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق
وهو الفتاح العليم
288

قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم.
289

وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ويقولون
متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة
ولا تستقدمون وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه
ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول
الذين استضعفوا للذين استكبروا
290

للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين وقال
الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر
بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق
الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون * وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون
291

* وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين * قل إن ربي يبسط الرزق لمن
يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم
عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم
في الغرفات آمنون والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون
قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شئ فهو
يخلفه وهو خير الرازقين ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء
إياكم كانوا يعبدون
292

قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون *
فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب
النار التي كنتم بها تكذبون وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا
رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال
الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين وما آتيناهم من كتب
يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير
293

وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان
نكير قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم
من جنة إن هو إلا نذير لكم
294

بين يدي عذاب شديد * قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو
على كل شئ شهيد قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب قل جاء الحق وما
يبدئ الباطل وما يعيد * قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما
يوحي إلي ربي إنه
295

سميع قريب * ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب * وقالوا آمنا
به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد قد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب
من مكان بعيد
296

وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك
مريب.
سورة الملائكة
مكية. وهي خمس وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى
297

وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير * ما يفتح الله
للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له
298

من بعده وهو العزيز الحكيم * يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من
خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض
299

لا إله إلا هو فأنى تؤفكون * وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع
الأمور يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور
إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير
300

* الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة
وأجر كبير * أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي
من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون والله الذي
أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها
301

كذلك النشور * من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه والذين يمكرون
302

السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور * والله خلقكم من تراب ثم من
نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر
ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير * وما يستوي البحران هذا
عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج
303

ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر
لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * يولج الليل في النهار ويولج النهار في
الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك
والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم
ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل
خبير يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد * إن يشأ يذهبكم
ويأت بخلق جديد
304

* وما ذلك على الله بعزيز * ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها
لا يحمل منه شئ ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا
الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه
305

وإلى الله المصير
* وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل
ولا الحرور وما يستوي الاحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت
بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة
إلا خلا فيها نذير * وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات
وبالزبر وبالكتاب
306

المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير ألم تر أن الله أنزل من السماء
ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف
ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك
307

إنما يخشى الله من عباده العلماء
إن الله عزيز غفور * إن الذين يتلون كتاب الله
وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم
أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور والذي أوحينا إليك من الكتاب
هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير ثم أورثنا الكتاب
الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير
308

جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب
309

ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور
شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها
نصب ولا يمسنا فيها لغوب * والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم
من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل
صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم
310

النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه
عليم بذات الصدور * هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره
ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا
قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم
لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل إن يعد الظالمون
بعضهم بعضا إلا غرورا
311

* إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد
من بعده إنه كان حليما غفورا وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن
أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السئ ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن
تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا أو لم يسيروا في الأرض فينظروا
كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله
312

ليعجزه من شئ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا * ولو يؤاخذ الله
الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا
جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا
{سورة يس}
مكية. وهي ثلاث وثمانون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
313

يس والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم * تنزيل
العزيز الرحيم * لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون
314

* لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون * إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى
الأذقان فهم مقمحون
315

* وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون * وسواء
عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن
بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم * إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا
316

وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين * واضرب لهم مثلا أصحاب القرية
إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا
317

إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شئ إن أنتم
إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين
* قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا طائركم
معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون * وجاء من أقصى المدينة رجل
يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين
318

* اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون * وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون *
أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون
إني إذا لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل الجنة قال يا ليت
قومي يعلمون
319

* بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * وما أنزلنا على قومه من بعده من جند
من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون * يا حسرة
على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون
320

ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون * وإن كل لما جميع
لدينا محضرون * وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون *
وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره
321

وما عملته أيديهم أفلا يشكرون * سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت
الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون * وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا
هم مظلمون * والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
322

والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك
القمر ولا الليل سابق النهار
323

وكل في فلك يسبحون وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا
لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة
منا ومتاعا إلى حين
324

* وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون * وما تأتيهم من
آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله
قال الذين كفروا
للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال
مبين ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * ما ينظرون إلا صيحة واحدة
تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ونفخ
في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون * قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا
325

هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع
لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون * إن
أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون
326

* هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون * لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون
سلام قولا من رب رحيم * وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يا بني
آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا
327

صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون * هذه جهنم
التي كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون * اليوم نختم على أفواههم
وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون * ولو نشاء لطمسنا على
أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما
استطاعوا مضيا ولا يرجعون *
328

ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون * وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن
هو إلا ذكر وقرآن مبين
329

لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين * أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت
أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون
* ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون * واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون
لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون * فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون
وما يعلنون * أو لم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة
330

فإذا هو خصيم مبين * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي
رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة
331

وهو بكل خلق عليم
الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون
أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق
العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده
ملكوت كل شئ وإليه ترجعون
332

سورة الصافات
مكية. وهي مائة وإحدى وثمانون أية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصافات صفا. فالزاجرات زجرا. فالتاليات ذكرا. إن إلهكم لواحد.
333

رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق.
334

إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون
إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب
335

دحورا ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب.
336

فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب * بل عجبت
ويسخرون وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إلا
سحر مبين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون * قل نعم
337

وأنتم داخرون * فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون * وقالوا يا ويلنا هذا يوم
الدين * هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون احشروا الذين ظلموا وأزواجهم
وما كانوا يعبدون * من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم * وقفوهم إنهم مسؤولون *
ما لكم لا تناصرون * بل هم اليوم مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون *
قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين
338

قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين *
فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين * فإنهم يومئذ في
العذاب مشتركون * إنا كذلك نفعل بالمجرمين * إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا
الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون * بل جاء بالحق
وصدق المرسلين * إنكم لذائقوا العذاب الأليم * وما تجزون إلا
ما كنتم تعملون * إلا عباد الله المخلصين * أولئك لهم رزق معلوم * فواكه وهم مكرمون
339

* في جنات النعيم * على سرر متقابلين * يطاف عليهم بكأس من معين * بيضاء
لذة للشاربين * لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون * وعندهم قاصرات الطرف عين *
كأنهم بيض مكنون * فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون
340

* قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين * أئذا متنا وكنا
ترابا وعظاما أئنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرآه في سواء الجحيم *
قال تالله إن كدت لتردين * ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين * أفما نحن
بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين
341

إن هذا لهو الفوز العظيم. لمثل هذا فليعمل العاملون. أذلك خير نزلا أم شجرة
الزقوم؟. إنا جعلناها فتنة للظالمين. إنها شجرة تخرج في أصل الحجيم. طلعها
كأنه رؤوس الشياطين، فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون. ثم إن لهم عليها
لشوبا من حميم.
342

ثم إن مرجعهم لإلى الحجيم. أنهم ألفوا آباءهم ضالين. فهم على آثارهم يهرعون.
ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين. ولقد أرسلنا فيهم منذرين. فانظر كيف كيف كان
عاقبة المنذرين. إلا عباد الله المخلصين. ولقد نادينا نوح فلنعم المجيبون.
ونجيناه وأهله من الكرب العظيم. وجعلنا ذريته هم الباقين. وتركنا عليه في الآخرين.
سلام على نوح في العالمين. إنا كذلك نجزى المحسنين. إنه من عبادنا
المؤمنين. ثم أغرقنا الآخرين *
343

وإن من شيعته لإبراهيم. إذ جاء ربه بقلب سليم. إذ قال لأبيه وقومه ماذا
تعبدون. أئفكا ألهة دون الله تريدون. فما ظنكم برب العالمين؟ فنظر نظرة
في النجوم. فقال: إني سقيم. فتولوا عنه مدبرين. فراغ إلى آلهتهم فقال
344

ألا تأكلون. مالكم لا تنطقون. فراغ عليهم ضربا باليمين. فأقبلوا إليه يزفون.
قال أتعبدون ما تنحتون. والله خلقكم وما تعملون.
345

قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم. فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين. وقال
إني ذاهب إلى ربى سيهدين. رب هب لي من الصالحين. فبشرناه بغلام حليم.
فلما بلغ معه السعي قال يا بنى إني أرى في المنام أنى أذبحك
347

فانظر ماذا ترى؟ قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك
نجزى المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين.
348

وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين.
349

سلام على إبراهيم.
350

كذلك نجزى المحسنين. إنه من عبادنا المؤمنين. وبشرناه بإسحاق نبيا من
الصالحين. وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين.
351

ولقد مننا على موسى وهارون. ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم. ونصرناهم
فكانوا هم الغالبين. وآتيناهما الكتاب المستبين. وهديناهما الصراط المستقيم.
وتركنا عليهما في الآخرين. سلام على موسى وهارون. إنا كذلك نجزى المحسنين.
إنهما من عبادنا المؤمنين. وإن إلياس لمن المرسلين. إذ قال لقومه ألا تتقون.
أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم ورب آبائكم الأولين. فكذبوه
فإنهم لمحضرون. إلا عباد الله المخلصين. وتركنا عليه في الآخرين. سلام على
إل ياسين. إنا كذلك نجزى المحسنين. إنه من عبادنا المؤمنين. وإن لوطا لمن
المرسلين. إذ نجيناه وأهله أجمعين. إلا عجوزا في الغابرين: ثم دمرنا الآخرين.
352

وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل أفلا تعقلون. وإن يونس لمن المرسلين.
إذ أبق إلى الفلك المشحون. فساهم فكان من المدحضين. فالتقمه الحوت وهو مليم.
فلولا أنه كان من المسبحين. للبث في بطنه إلى يوم يبعثون، فنبذناه بالعراء وهو
سقيم. وأنبتنا عليه شجرة من يقطين. وأرسلناه إلى مائة ألف،
353

أو يزيدون. فآمنوا فمتعناهم إلى حين. فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون.
أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون. ألا إنهم من إفكهم ليقولون. ولد الله وإنهم
لكاذبون. أصطفى البنات على البنين. مالكم كيف تحكمون. أفلا تذكرون.
354

أم لكم سلطان مبين. فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين. وجعلوا بينه وبين الجنة
نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون. سبحان الله عما يصفون. إلا عباد الله
المخلصين. فإنكم وما تعبدون. ما أنتم عليه بفاتنين. إلا من هو صال الجحيم.
355

وما منا إلا له مقام معلوم. وإنا لنحن الصافون. وإنا لنحن المسبحون. وإن كانوا
ليقولون. لو أن عندنا ذكرا من الأولين. لكنا عباد الله المخلصين. فكفروا به فسوف
يعلمون. ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين.
356

إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين وأبصرهم
فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين
وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون سبحان ربك رب العزة عما يصفون
* وسلام على المرسلين.
357

والحمد لله رب العالمين.
سورة ص
مكية. وهى ست وثمانون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
ص والقرءان ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق.
358

كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص.
359

* وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب
* أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب وانطلق الملا
منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد
360

* ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق أأنزل
عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب
أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب أم لهم
ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب
361

* جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب * كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون
ذو الأوتاد * وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب
362

* إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب * وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من
فواق * وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب * اصبر على ما يقولون واذكر
عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق
363

والطير محشورة
364

كل له أواب. وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب.
365

وهل أتاك نبأ الخصم
366

إذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف
خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط
واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة
ولي نعجة واحدة فقال
368

أكفلنيها وعزني في الخطاب.
369

قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي
بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
370

وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب
* فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب
يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض
371

فاحكم بين الناس
بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون
عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب * وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا
فويل للذين كفروا من النار أم نجعل الذين آمنوا وعملوا
الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار
* كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو
الألباب ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب
372

* إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني
أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب
373

* ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ولقد فتنا سليمان
374

وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من
بعدي إنك أنت الوهاب * فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب
375

* والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا
عطاءنا فامنن أو أمسك بغير حساب * وإن له عندنا لزلفى وحسن
مآب * واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان
بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب * ووهبنا له أهله
376

ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب
وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا
نعم العبد إنه أواب واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب
أولي الأيدي والابصار
377

* إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى
الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار * واذكر
إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار * هذا ذكر
وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب
متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب
* وعندهم قاصرات الطرف أتراب
378

* هذا ما توعدون ليوم الحساب إن هذا لرزقنا ما له من نفاد * هذا وإن
للطاغين لشر مآب * جهنم يصلونها فبئس المهاد * هذا
فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج
* هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار
* قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار
379

* قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار * وقالوا ما لنا لا نرى رجالا
كنا نعدهم من الأشرار * اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار * إن ذلك لحق
تخاصم أهل النار
380

قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار
* رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار * قل هو نبأ
عظيم * أنتم عنه معرضون * ما كان لي من علم بالملأ الأعلى
إذ يختصمون * إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين إذ قال ربك
للملائكة
381

إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه
من روحي فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم
أجمعون * إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين * قال
يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت
382

من العالين * قال أنا خير منه
383

خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاخرج منها فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي
إلى يوم الدين * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين *
إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم
المخلصين * قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين
384

قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين
* إن هو إلا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين
{سورة الزمر}
* بسم الله الرحمن الرحيم *
* تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * إنا أنزلنا إليك
الكتاب بالحق فان عبد
385

الله مخلصا له الدين * ألا
لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم
في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب
كفار
386

* لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما
يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار
* خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار
ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر
كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار
387

* خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم
من الانعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم
خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له
الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون * إن تكفروا فإن
الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه
لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم
388

مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور
* وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله
نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا
ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار
389

* أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر
الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين
لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب * قل يا عباد الذين
آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة
390

وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
* قل إني أمرت أن أ عبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لان أكون
أول المسلمين * قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم
391

* قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه
قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا
ذلك هو الخسران المبين * لهم من فوقهم ظلل من النار
ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون
* والذين اجتنبوا الطاغوت
392

أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى
فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب
* أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار
* لكن الذين اتقوا ربهم لهم
393

غرف من فوقها غرف مبنية تجري
من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد * ألم تر
أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم
يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم
يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب *
أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل
للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين
* الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها
394

مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله
ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد
395

* أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون
* كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون * فأذاقهم الله الخزي
في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون * ولقد ضربنا للناس في
هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون
396

* ضرب الله مثلا رجلا فيه
شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا
الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * إنك ميت وإنهم ميتون
* ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون
397

* فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق
إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين * والذي
جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون
* لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين
* ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم
بأحسن الذي كانوا يعملون * أليس الله بكاف عبده
398

ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل
الله فما له من هاد * ومن يهد الله فما له من مضل
أليس الله بعزيز ذي انتقام * ولئن سألتهم من خلق
السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون
من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره
أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي
الله عليه يتوكل المتوكلون * قل يا قوم اعملوا
على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون
* من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم
399

إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى
فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم
بوكيل * الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي
لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت
ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون * أم اتخذوا من دون الله شفعاء
قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون
* قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون
400

* وإذا ذكر الله وحده اشمأزت
قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من
دونه إذا هم يستبشرون * قل اللهم فاطر السماوات
والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك
في ما كانوا فيه يختلفون ولو أن للذين ظلموا
ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب
يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون * وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به
يستهزئون * فإذا مس الانسان ضر دعانا
401

ثم إذا خولناه
نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن
أكثرهم لا يعلمون
402

* قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى
عنهم ما كانوا يكسبون * فأصابهم سيئات ما كسبوا
والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا
وما هم بمعجزين * أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق
لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون
* قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من
رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
* وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم
العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن
403

ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول
نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو
أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون
من المحسنين *
404

بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها
واستكبرت وكنت من الكافرين * ويوم القيامة
ترى الذين كذبوا على الله
405

وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين * وينجي الله الذين اتقوا
بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون * الله خالق كل شئ وهو على كل شئ
وكيل * له مقاليد السماوات والأرض
406

والذين كفروا بآيات الله أولئك
هم الخاسرون * قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها
الجاهلون * ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن
أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد
407

وكن من الشاكرين * وما قدروا الله حق قدره
والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات
مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون

(1) قوله (أن جبريل) هكذا في عامة النسخ، والصواب أن حبرا من أحبار اليهود كما في البخاري ومسلم، كتبه مصححه.
408

ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ
فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون.
409

وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضى بينهم
بالحق وهم لا يظلمون. ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون. وسيق
الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم
يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى
ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين. قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها
فبئس مثوى المتكبرين. وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها
وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم
410

طبتم فادخلوها خالدين. وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ
من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين. وترى الملائكة حافين من حول العرش
يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين.
411

سورة المؤمن
مكية. وهى خمس وثمانون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب
ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير.
412

ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا
413

فلا يغررك تقلبهم في البلاد.
414

كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه
وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب. وكذلك حقت
كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار. الذين يحملون العرش ومن
حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به
415

ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا
واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن
416

صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم. وقهم السيئات ومن
تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم. إن الذين كفروا ينادون
لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون. قالوا ربنا أمتنا
اثنتين وأحييتنا اثنتين
417

فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل. ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم
وإن يشرك به تؤمنوا
418

فالحكم لله العلى الكبير. هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما
يتذكر إلا من ينيب. فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق
يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ
419

لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم
اليوم إن الله سريع الحساب وأنذرهم يوم الا زفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين
ما لظالمين من حميم ولا شفيع يطاع
420

يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور. والله يقضى بالحق والذين يدعون من
دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير. أولم يسيروا في الأرض فينظروا
كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم
421

كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من
الله من واق. ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله
إنه قوى شديد العقاب. ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون
وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب. فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا
أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال. وقال فرعون ذروني أقتل موسى
422

وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد. وقال
موسى إني عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. وقال
رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا
423

أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه
وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم
424

إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب * يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض
فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم
إلا سبيل الرشاد * وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب *
425

مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد
* ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد * يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم
ومن يضلل الله فما له من هاد * ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم
في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا
426

كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب الذين يجادلون في آيات الله بغير
سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك
يطبع الله على كل
قلب متكبر جبار
427

* وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع
إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن
السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب * وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم
سبيل الرشاد * يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار * من
عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك
يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب * ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني
إلى النار
428

* تدعونني لاكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار *
لاجرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله
وأن المسرفين هم أصحاب النار
429

* فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد * فوقاه الله سيئات
ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم
تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب * وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء
للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار * قال الذين
استكبروا إنا كل فيها إن الله
430

قد حكم بين العباد * وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا
يوما من العذاب * قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا
وما دعاء الكافرين إلا في ضلال * إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا
ويوم يقوم الاشهاد
431

* يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار * ولقد آتينا موسى الهدى
وأورثنا بني إسرائيل الكتاب * هدى وذكرى لأولي الألباب * فاصبر إن وعد الله
حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار * إن الذين يجادلون في
آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله
432

إنه هو السميع
البصير * لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن
أكثر الناس لا يعلمون وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات
ولا المسئ قليلا ما تتذكرون * إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس
لا يؤمنون * وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي
433

سيدخلون جهنم داخرين * الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا
إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون * ذلكم الله ربكم خالق
كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون * كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله
يجحدون * الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم
434

فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين *
هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين *
قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن
أسلم لرب العالمين هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم
يخرجكم طفلا
435

ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى
ولعلكم تعقلون * هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون *
ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون * الذين كذبوا بالكتاب وبما
أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في
الحميم ثم في النار يسجرون * ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون * من دون الله قالوا
ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا
436

من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين * ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض
بغير الحق وبما كنتم تمرحون * ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى
المتكبرين * فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك
437

فإلينا يرجعون * ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من
لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله
قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون * الله الذي جعل لكم الانعام لتركبوا منها
ومنها تأكلون * ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم
438

وعليها وعلى الفلك تحملون * ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون * أفلم يسيروا
في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة
وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * فلما جاءتهم رسلهم بالبينات
فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون * فلما رأوا بأسنا قالوا
آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين
439

* فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر
هنالك الكافرون
440

{سورة فصلت}
* بسم الله الرحمن الرحيم *
* حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون *
بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون * وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا
إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب
441

فاعمل إننا عاملون
442

قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل
للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون * إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات لهم أجر غير ممنون *
443

* قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب
العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة
أيام سواء للسائلين
444

* ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا
طائعين
445

* فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء
446

أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم * فإن أعرضوا
فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم
ومن خلفهم
447

ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون
فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن
الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا
448

يجحدون * فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي
في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون * وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا
العمى على الهدى
449

فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون * ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون *
ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم
وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق
كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون * وما كنتم
تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم
450

ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم
أرداكم فأصبحتم من الخاسرين * فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا
فما هم من المعتبين * وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم
451

وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم
كانوا خاسرين * وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم
تغلبون * فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون *
ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون *
وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين
452

* إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا
وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم * ومن
أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين *
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي
حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم
453

* وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم * ومن آياته
الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي
خلقهن إن كنتم إياه تعبدون * فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل
والنهار وهم لا يسئمون * ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء
اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير
454

* إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي
آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير * إن الذين كفروا بالذكر لما
جاءهم وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من
حكيم حميد * ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو
عقاب أليم * ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي
455

قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك
ينادون من مكان بعيد * ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة
سبقت من ربك لقضي
بينهم وإنهم لفي شك منه مريب * من عمل صالحا فلنفسه
ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد * إليه يرد علم الساعة وما تخرج من
ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين
شركائي قالوا آذناك
456

ما منا من شهيد * وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص * لا يسأم
الانسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤس قنوط * ولئن أذقناه رحمة منا من بعد
ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي
عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ *
وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض
457

* قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد *
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف
بربك أنه على كل شئ شهيد * ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شئ
محيط
458

{سورة الشورى}
* بسم الله الرحمن الرحيم *
* حم * عسق * كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم *
له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم
459

تكاد السماوات ينفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون
لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم والذين اتخذوا من دونه أولياء
الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل * وكذلك أوحينا إليك
460

قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في
الجنة وفريق في السعير * ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء
في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير * أم اتخذوا من دونه أولياء
فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير * وما اختلفتم فيه من
شئ فحكمه إلى الله
461

ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب * فاطر السماوات والأرض جعل لكم
من أنفسكم أزواجا ومن الانعام أزواجا يذرأكم فيه ليس كمثله شئ وهو
السميع البصير
462

* له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شئ عليم
* شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم
وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه
463

كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من
ينيب * وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك
إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه
مريب * فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل
الله من كتاب وأمرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم
لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير * والذين يحاجون في الله من بعد
464

ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد * الله
الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب * يستعجل
بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا
إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد * الله لطيف بعباده يرزق من يشاء
وهو القوي العزيز من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد
حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب
465

* أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي
بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو
واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون
عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا
الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
466

ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور * أم يقولون افترى
على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته
إنه عليم بذات الصدور
468

* وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون * ويستجيب
الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد
* ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده
خبير بصير * وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو
469

الولي الحميد * ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على
جمعهم إذا يشاء قدير * وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن
470

كثير * وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير * ومن
آياته الجوار في البحر كالاعلام * إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير
* ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم
471

من محيص * فما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين
آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وإذا ما غضبوا
هم يغفرون * والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما
472

رزقناهم ينفقون والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة
مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه
فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في
الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم
الأمور * ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب
473

يقولون هل إلى مرد من سبيل * وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون
من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم
يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم * وما كان لهم من أولياء ينصرونهم
من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل * استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي
يوم لامرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير فإن أعرضوا فما
أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة فرح
بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الانسان كفور * لله ملك السماوات
والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
474

* أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير * وما كان لبشر
أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء
475

إنه علي حكيم * وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا
الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط
مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور *
476

{سورة الزخرف}
* بسم الله الرحمن الرحيم *
* حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
477

* وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم * أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما
مسرفين * وكم أرسلنا من نبي في الأولين * وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به
يستهزئون * فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين * ولئن سألتهم من خلق
السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم *
478

* الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون والذي نزل من
السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون * والذي خلق الأزواج
كلها وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا
نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له
479

مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون * وجعلوا له من عباده جزء
480

إن الانسان لكفور مبين * أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين
481

* وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم * أو من ينشأ
في الحلية وهو في الخصام غير مبين
482

* وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم
ويسألون * وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون
483

* أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون * بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على
أمة وإنا على آثارهم مهتدون * وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير
إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أو لو جئتكم
بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم
فانظر كيف كان عاقبة المكذبين * وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما
تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم
484

يرجعون * بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق
ورسول مبين * ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون * وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين
عظيم * أهم يقسمون رحمة ربك
485

نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ
بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون
486

* ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من
فضة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون * وزخرفا
وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين
487

* ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم
عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك
بعد المشرقين فبئس القرين
488

* ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون * أفأنت تسمع الصم أو
تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين * فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون
489

* أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون * فاستمسك بالذي أوحي إليك
إنك على صراط مستقيم * وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون * واسأل من
أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ولقد أرسلنا
موسى بآياتنا إلى فرعون وملاه فقال إني رسول رب العالمين * فلما جاءهم بآياتنا
إذا هم منها يضحكون
490

* وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون
* وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون * فلما كشفنا عنهم
العذاب إذا هم ينكثون
491

* ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من
تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين
492

ولا يكاد يبين * فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين
* فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين * فلما آسفونا انتقمنا منهم
فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ولما ضرب ابن مريم مثلا
إذا قومك منه يصدون * وقالوا أألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم
493

قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء
لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون * وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها
494

واتبعون هذا صراط مستقيم * ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين * ولما
جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولا بين لكم بعض الذي تختلفون
فيه فاتقوا الله وأطيعون * إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم
* فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم * هل
ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون * الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض
عدو إلا المتقين * يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا
وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * يطاف عليهم بصحاف
من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون
495

* وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون * لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون
* إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون * لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون * وما
ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين * ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم
ماكثون * لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون * أم أبرموا أمرا
فإنا مبرمون
496

أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون. قل إن
كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين. سبحان رب السماوات والأرض رب
العرش عما يصفون. فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون.
497

وهو الذي في السماء إله وفى الأرض إله وهو الحكيم العليم. وتبارك الذي له
ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون. ولا يملك
الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ولئن سألتهم
من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون.
498

فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون.
سورة الدخان
مكية. وهى سبع وخمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
حم. والكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة
499

إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم. أمرا من عندنا
500

إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك إنه هو السميع العليم. رب السماوات والأرض
وما بينهما إن كنتم موقنين. لا إله إلا هو يحيى ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين
بل هم في شك يلعبون. فارتقب يوم تأتى.
501

السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم. ربنا اكشف عنا العذاب إنا
مؤمنون. أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين. ثم تولوا عنه وقالوا معلم
مجنون. إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون. يوم نبطش البطشة الكبرى
إنا منتقمون. ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم. أن أدوا إلى
502

عباد الله إني لكم رسول أمين. وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين.
وإني عذت بربى وربكم أن ترجمون. وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون. فدعا ربه أن
هؤلاء قوم مجرمون. فأسر بعبادي ليلا أنكم متبعون. واترك البحر رهوا إنهم
جند مغرقون. كم تركوا من جنات وعيون. وزروع ومقام كريم. ونعمة كانوا
فيها فاكهين. كذلك وأرثناها قوما آخرين.
503

فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين. ولقد نجينا بني إسرائيل
من العذاب المهين. من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين. ولقد اخترناهم على
علم على العالمين. وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين، إن هؤلاء ليقولون
إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين.
504

فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين. أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم
إنهم كانوا مجرمين. وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما
إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون. إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين.
505

يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون. إلا من رحم الله إنه هو العزيز
الرحيم. إن شجرة الزقوم. طعام الأثيم. كالمهل تغلى في البطون كغلى الحميم.
خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم. ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم.
506

ذق إنك أنت العزيز الكريم. إن هذا ما كنتم به تمترون. إن المتقين في مقام
أمين. في جنات وعيون. يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين. كذلك
وزوجناهم بحور عين. يدعون فيها بكل فاكهة آمنين. لا يذوقون فيها الموت إلا
الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم. فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم.
507

فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون. فارتقب إنهم مرتقبون.
سورة الجاثية
مكية. وهى سبع وثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. إن في السماوات والأرض لآيات
للمؤمنين. وفى خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون.
508

واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها
وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون. تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي
حديث بعد الله وآياته يؤمنون. ويل لكل أفاك أثيم. يسمع آيات الله تتلى
عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم. وإذا علم من آياتنا
شيئا اتخذها هزوا.
509

أولئك لهم عذاب مهين. من ورائهم جهنم ولا يغنى عنهم ما كسبوا شيئا ولا
ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم. هذا هدى والذين كفروا بآيات
ربهم لهم عذاب من رجز أليم. الله الذي سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه
بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض
جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون. قل للذين آمنوا يغفروا للذين
لا يرجون أيام الله.
510

ليجزى قوما بما كانوا يكسبون. من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم
إلى ربكم ترجعون. ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من
الطيبات وفضلناهم على العالمين. وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد
ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضى بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون. إنهم لن
يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولى المتقين. هذا
بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون. أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن
نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات.
511

سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وخلق الله السماوات والأرض بالحق
ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون. أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله
الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله
أفلا تذكرون. وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر
وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون. وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان
حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآياتنا إن كنتم صادقين.
512

قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس
لا يعلمون. ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون.
وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون. هذا
كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فأما الذين آمنوا
وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين. وأما الذين
كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين. وإذا قيل
إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما
513

نحن بمستيقنين. وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون.
وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين.
ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزؤا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها
ولا هم يستعتبون. فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين. وله
الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم.
سورة الأحقاف
مكية. وهى أربع وثمانون آية
بسم الله الرحمن الرحيم.
514

حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. ما خلقنا السماوات والأرض
وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون. قل أرأيتم
ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات
ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين. ومن أضل
ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم
غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين.
515

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر
مبين. أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم
516

بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم. قل
ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلى
وما أنا إلا نذير مبين.
517

قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله
518

فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدى القوم الظالمين. وقال الذين كفروا للذين آمنوا
لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم. ومن
قبله كتاب موسى إماما ورحمة.
519

وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين. إن
الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. أولئك
أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون. ووصينا الإنسان بوالديه
إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا
بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على
وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه.
520

وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين. أولئك الذين يتقبل
عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي
كانوا يوعدون. والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني.
521

أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويدلك آمن إن وعد الله
حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين. أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد
خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم. كانوا خاسرين. ولكل درجات مما
عملوا.
522

وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون. ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم
في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون
في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون. واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف
وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه.
523

ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قالوا أجئتنا لتأفكنا عن
آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين. قال إنما العلم عند الله وأبلغكم
ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون. فلما رأوه عارضا مستقبل أو ديتهم
قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم، تدمر كل
شئ بأمر ربها فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم كذلك نجزى القوم المجرمين.
524

ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى
525

عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذ كانوا يجحدون بآيات الله
وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ولقد أهلكناهم ما حولكم من القرى وصرفنا
الآيات لعلهم يرجعون. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة
بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون. وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن
يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين.
526

قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى
إلى الحق وإلى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من
ذنوبكم ويجر كم من عذاب أليم.
527

ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أوليا
أولئك في ضلال مبين. أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم
يعى بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى بلى إنه على كل شئ قدير. ويوم
يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا
العذاب بما كنتم تكفرون. فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل
لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك
إلا القوم الفاسقون.
528

سورة القتال
مدنية. وهى تسع وثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم.
529

والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم
كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين
آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم، فإذا لقيتم
الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا

(1) قوله (أي الأمر كما ذكر) الظاهر أن يقول أي الأمر ذلك كما قال عند قوله " ذلك ولو يشاء الله " كتبه مصححه.
530

أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك
ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل
الله فلن يضل أعمالهم. سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم.
531

يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. والذين كفروا فتعسا
لهم وأضل أعمالهم. ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم. أفلم
يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم
وللكافرين أمثالها ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم. إن
الله لا يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار والذين
كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم.
532

وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم.
أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم. مثل الجنة
التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار.
533

من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء
حميما فقطع أمعاءهم. ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا
للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم
والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم. فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم
534

بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم. فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر
لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم. ويقول الذين آمنوا
لولا نزلت سورة فإذ أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في
قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم.
535

طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم. فهل عسيتم
إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله
فأصمهم وأعمى أبصارهم. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها. إن
الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول.
536

لهم وأملى لهم. ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض
الأمر والله يعلم إسرارهم. فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم
ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم. أم حسب
الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم. ولو نشاء لأريناكهم
فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم.
537

ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم. إن الذين
كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا
الله شيئا وسيحبط أعمالهم. يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا
تبطلوا أعمالكم.
538

إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم
أموالكم. إن كنتم يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم. هاأنتم هؤلاء
تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما.
539

يبخل عن نفسه والله الغنى وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم
لا يكونوا أمثالكم.
سورة الفتح
مدنية. وهى تسع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله
540

ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما. وينصرك
الله نصرا عزيزا. هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين
541

ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما.
ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر
عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما. ويعذب المنافقين والمنافقات
والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله
عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا. ولله جنود السماوات والأرض
وكان الله عزيزا حكيما إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. ليؤمنوا بالله ورسوله
ويعزروه ويوقروه ويسبحوه
542

بكرة وأصيلا. إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث
فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما.
سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون
بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم
ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا.
543

بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم
وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا. ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا
للكافرين سعيرا. ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء
وكان الله غفورا رحيما
544

سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن
يبدلوا كلام الله لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل
تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا. قل للمخلفين من الأعراب ستدعون
إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا
حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما. ليس على الأعمى
حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله
جنات تجرى من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما.
545

لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم
فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا. ومغانم كثيرة يأخذونها وكان
الله عزيزا وحكيما، وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي
الناس عنكم.

(1) قوله جواس بن أمية كذا في النسخ، وفى أبى السعود
حراش وكتب عليه بالهامش هو بالحاء والشين المعجمة بينهما راء وألف،
وغيره تحريف نص عليه الشهاب اه‍ كتبه مصححه.
546

ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما. وأخرى لم تقدروا عليها قد
أحاط الله بها وكان الله على كل شئ قديرا. ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا
الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا. سنة الله التي قد خلت من قبل ولن
تجد لسنة الله تبديلا، وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن
مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا. هم الذين
كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا أن يبلغ محله
547

ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة
بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم
عذابا أليما. إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله
548

سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها
وكان الله بكل شئ عليما، لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد
الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون.
549

فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا. هو الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. محمد رسول الله والذين
معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا وسجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا
سيماهم في وجوههم من أثر السجود
550

ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ
فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا
وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما.
551

سورة الحجرات
مدنية. وهى ثمان عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله
552

واتقوا الله.
553

إن الله سميع عليم. يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض.
554

أن تحبط أعمالكم وأتنم لا تشعرون.
555

إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين
556

امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم. إن الذين ينادونك من وراء
الحجرات أكثرهم لا يعقلون.
557

ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم. يا أيها
الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.
559

أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. واعلموا أن فيكم رسول
الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم.
560

ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق
والعصيان أولئك هم الراشدون.
561

فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم.
562

وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحديهما على الأخرى
فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت
563

فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين.
564

إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. يا أيها
الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من
565

نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب
566

بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون. يا أيها الذين
آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم
567

بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب
رحيم.
568

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن
أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا
ولكن قولوا أسلمنا
569

ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يألتكم من أعمالكم شيئا
إن الله غفور رحيم.
570

إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم
في سبيل الله أولئك هم الصادقون. قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في
السماوات وما في الأرض والله بكل شئ عليم. يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا
على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للإيمان إن كنتم صادقين. إن الله يعلم
غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون.
571

انتهى الجزء الثالث من تفسير الكشاف، ويليه الجزء الرابع وأوله:
سورة ق
572