الكتاب: تفسير نور الثقلين
المؤلف: الشيخ الحويزي
الجزء: ١
الوفاة: ١١١٢
المجموعة: مصادر التفسير عند الشيعة
تحقيق: تصحيح وتعليق : السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الطبعة: الرابعة
سنة الطبع: ١٤١٢ - ١٣٧٠ ش
المطبعة: مؤسسة إسماعيليان
الناشر: مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع - قم
ردمك:
ملاحظات:

كتاب
تفسير نور الثقلين
لمؤلفه
المحدث الجليل العلامة الخبير الشيخ عبد علي بن جمعة
العروسي الحويزي قدس سره
الجزء الأول
صححه وعلق عليه أشرف على طبعه
الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي
بنفقة
خادم الشريعة الحاج أبى القاسم المشتهر بسالك
وفقه الله تعالى لمرضاته
مؤسسة اسماعيليان
للطباعة والنشر والتوزيع
قم - إيران - تلفون 25212
تعريف الكتاب 1

تفضل علينا العلامة المحقق سيدنا الأستاذ الحاج السيد
محمد حسين الطباطبائي دامت بركاته العالية (مؤلف كتاب
الميزان في تفسير القرآن) بتأليف مقدمة موجزة حول
الكتاب ومؤلفه الجليل فلله دره وعليه أجره وما هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد على ما أنعمت علينا بكتابك الذي جعلته نورا وفرقانا وأنزلته
على عبدك ورسولك محمد ليكون للعالمين نذيرا ثم أتممت علينا نعمتك بالطاهرين
من آله الذين جعلتهم خزان علمك وحملة نورك وأذهبت عنهم الرجس أهل البيت و
طهرتهم تطهيرا.
اللهم صل على محمد وآله واهدنا بهم إلى كتابك الكريم وصراطك المستقيم
ونور قلوبنا بنور التمسك بهذين الثقلين الذين لا يفترقان إلى يوم لقائك انك رؤوف رحيم
اما بعد فان أحسن القول وأجمل الحديث ما أنبأ عن الحق ولازم الصدق وعم
نفعه وأمن ضره ولم يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو كلام الله العزيز والصحيح
المأثور من حديث نبيه وآله.
وكما حبا الله سبحانه هذه الأمة بنعمته وأتمها أدام نعمته عليهم بما بعث في كل
برهة جماعة من رجال العلم وحملة الحديث على تحمل كل مشقة في حفظها وبذل الجهد
في تعاطيها ونقلها ونشر بركاتها.
هاتيك آيات العلم لا تنسخ منها آية الا أتى الله بأخرى منها وهو القائل عز من
المقدمة 2

قائل: " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ولا يأتي الله أرضها ينقصها
من أطرافها شيئا الا أوسع في ارجاء سمائها أشياء وهو القائل جل وعز: (والسماء بنيناها
بأيد وانا لموسعون).
ومن أحسن ما جمعته أزمنة المجاهدة بعواملها وخطته أيدي التحقيق بأناملها
في هذا الشأن - أو هو أحسنه - هو كتاب نور الثقلين لشيخنا الفقيه المحدث البارع الشيخ
عبد على الحويزي ثم الشيرازي قدس الله نفسه وروح رمسه الذي جادبه عصر أساطين
الحديث وجهابذة الرواية وهو النصف الأخير القرن الحادي عشر من الهجرة تقريبا الذي
سمح بمثل مولانا المجلسي صاحب البحار ومولانا الفيض صاحب الوافي وشيخنا الحر العاملي
صاحب الوسائل وسيدنا السيد هاشم البحراني صاحب البرهان رضوان الله عليهم أجمعين
ولعمري انه الكتاب القيم الذي جمع فيه مؤلفه شتات الأخبار الواردة في تفسير آيات
الكتاب العزيز وأودع عامة الأحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم
الا ما شذ منها ولقد أجاد في ضبطها وترتيبها والإشارة إلى مصادرها والجوامع المنقولة هي
عنها، وبذل جهدا في تهذيبها وتنقيحها جزاه الله عن العلم وأهله خيرا وهدانا بنور الثقلين
وأحيا قلوبنا بالعلم واليقين آمين.
محمد حسين الطباطبائي
15 ذي الحجة 1382 هجرية قمرية
المقدمة 3

مصادر التصحيح
اعتمدت في تصحيح الكتاب:
أولا على نسخة مصححة عتيقة للعلامة النسابة آية الله السيد شهاب الدين المرعشي
النجفي دام ظله العالي.
وثانيا على نسخة ثمينة عتيقة للعلامة الحجة آية الله السيد حسين الخادمي
الأصفهاني دام ظله.
وثالثا على نسخة مصححة ثمينة للعالم الجليل السيد مرتضى المدرسي الچهاردهى
دامت بركاته.
وقد راجعت مصادر الكتاب على كثرتها حين المقابلة والتصحيح وذكرت موارد
الاختلاف في الذيل وشرحت المجملات وكشفت القناع عن المعضلات حسب الوسع
والطاقة مع قلة البضاعة وعظم شأن الصناعة وقاسيت المشاق العظيمة - بعونه تعالى
وله الحمد - حتى خرج الجزء الأول من الطبع بهذه الصورة وستصدر الاجزاء الآتية
إن شاء الله وأسأله تعالى ان يوفقنا وجميع اخواننا المشتغلين بتحصيل العلوم الدينية لخدمة الدين واحياء آثار سيد المرسلين وأولاده المعصومين صلوات الله عليهم
أجمعين آمين.
العبد السيد هاشم الرسولي المحلاتي
25 ربيع الأول 1383
تنبيه
كلما وقع بين المعقفتين في المتن هكذا [.....] فهو مما يوجد في بعض النسخ
دون بعض.
المقدمة 4

كتاب
تفسير نور الثقلين
لمؤلفه
العلامة الخبير والمحدث النحرير الشيخ عبد علي بن جمعة
العروسي الحويزي قدس سره
المتوفى سنة 1112
الطبعة الثانية
صححه وعلق عليه الفاضل المحقق
الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي
بنفقة
الحاج أبى القاسم المشتهر بسالك
وفقه الله تعالى لمرضاته
1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، واشهد عليهم أمة
وسطا قد جعلهم هداة وقمرا منيرا، ومنارا لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وصلى الله
على محمد وعترته الحجج بما أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، المطعمين الطعام
على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا، قرن
طاعتهم بطاعته بأبلغ بيان وأحسن تفسيرا.
وبعد فيقول العبد المذنب الفقير المقر بالتقصير عبد علي بن جمعة العروسي
الحويزي: انى لما رأيت خدمة كتاب الله والمقتبسين من أنوار وحى الله، سلكوا مسالك
مختلفة، فمنهم من اقتصر على ذكر عربيته ومعاني ألفاظه، ومنهم من اقتصر على بيان
التراكيب النحوية، ومنهم من اقتصر على استخراج المسائل الصرفية، ومنهم من استفرغ
وسعه فيما يتعلق بالاعراب والتصريف، ومنهم من استكثر من علم اللغة واشتقاق الألفاظ
ومنهم من صرف همته إلى ما يتعلق بالمعاني الكلامية، ومنهم من قرن بين فنون عديدة
أحببت ان أضيف إلى بعض آيات الكتاب المبين شيئا من آثار أهل الذكر المنتجبين
ما يكون مبديا بشموس بعض التنزيل، وكاشفا عن اسرار بعض التأويل، واما ما نقلت مما
ظاهره يخالف لاجماع الطايفة المحقة فلم اقصد به بيان اعتقاد ولا عمل، وانما أوردته
ليعلم الناظر المطلع كيف نقل وعمن نقل، ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك
مع انى لم أخل موضعا من تلك المواضع عن نقل ما يضاده، ويكون عليه المعول في
الكشف والابداء وإذا رأى الناظر في هذا الكتاب نقلا عن تفسير علي بن إبراهيم أو مجمع
البيان ولم يره في مثل موضع نقلته إليه منهما، فليعلم انى نقلته من غير ذلك الموضع
لأنهما قدس الله سرهما كثيرا ما ينقلان الحديث مشتملا على الإشارة الا عدة آيات عند
2

احديها، ويخليان منه ومن بعضه ما عداها وربما رأيت بعض الأخبار في موضع رأيت ذكره
في غيره انسب بالمقام، وأطبق لظاهر الكلام.
ومن مذهبي حب الديار وأهلها * وللناس فيما يعشقون مذاهب
فاشتغلت بذلك برهة من الزمان، مع تفاقم المحن والأحزان. وتتابع المصايب
والأشجان، فجمعت مع قلة البضاعة وعدم الوقوف على حاق الصناعة ما قسم لي من أفضاله
وما استحقه من نواله، وسميته نور الثقلين راجيا مطابقته للمعنى، وان تحل ركايبه
في مواقف المغنى، واسأله ان يجعله مقبولا لديه، ووسيلة يوم العرض بين يديه فأقول
وبالله التوفيق والهداية إلى سواء الطريق، وعليه التوكل في القول والعمل والعصمة عن
الخطاء والزلل:
1 - في مجمع البيان روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله
لما أراد الله عز وجل ان ينزل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وشهد الله و " قل اللهم مالك
الملك " إلى قوله " بغير حساب " تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله حجاب، وقلن:
يا رب تحبطنا دار الذنوب والى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور والقدس فقال: وعزتي وجلالي
مامن عبد قرأ كن في دبر كل صلاة الا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه، ونظرت
إليه (1) بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، والا قضيت له في كل يوم سبعين
حاجة أدناها المغفرة، والا أعذته من كل عدو ونصرته عليه، ولا يمنعه من دخول الجنة
الا الموت (2).
2 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده قال أبو عبد الله عليه السلام: اسم الله الأعظم مقطع
في أم الكتاب (3).

(1) في المصدر والا نظرت إليه ".. اه " وكذا فيما يأتي وهو الأنسب بالسياق
(2) مجمع البيان ج 1: 426 وفيه " الا ان يموت " بدل " الا الموت ".
(3) وذكروا في وجه تسميتها بأم الكتاب وجوها، منها: لأن هذه السورة أول
الكتاب واصله ولان السورة تضاف إليها ولا تضاف هي إلى شئ، ومنها: لأنها جامعة
لأصل مقاصده ومحتوية على رؤس مطالبه والعرب يسمون ما يجمع أشياءا متعددة " اما " كما يسمون
الجلدة الجامعة للدماغ وحواسه أم الرأس ولأنها كالفذلكة لما فصل في القرآن المجيد
لاشتمالها على المعاني القرآنية من الثناء على الله بما هو أهله ومن التعبد بالامر والنهى
والوعد والوعيد فكأنه نشأ وتولد منها بالتفصيل بعد الاجمال كما سميت مكة أم القرى لان
الأرض دحيت منها.
3

3 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رن إبليس أربع رنات (1)
أولهن يوم لعن، وحين أهبط إلى الأرض، وحين بعث محمد صلى الله عليه وآله على حين فترة
من الرسل، وحين أنزلت أم الكتاب.
4 - عن الحسن بن علي عليهما السلام في حديث طويل قال: جاء نفر من اليهود إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله اعلمهم عن أشياء، فكان فيما سأله أخبرنا عن سبع خصال أعطاك
الله من بين النبيين، وأعطى أمتك من بين الأمم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أعطاني الله عز وجل
فاتحة الكتاب إلى قوله: صدقت يا محمد، فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله تعالى بعدد كل آية نزلت من السماء ثواب تلاوتها
5 - عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا عن الله تعالى
وأعطيت أمتك كنزا من كنوز عرشي فاتحة الكتاب.
6 - في أصول الكافي محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن إسماعيل بن بزيع عن عبد الله بن الفضل النوفلي رفعه قال: ما قرأت الحمد على وجع
سبعين مرة الا سكن.
7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن سلمة
بن محرز قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من لم يبرأه الحمد لم يبرأه شئ.
8 - عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان
ذلك عجبا.
9 - في عيون الأخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر الأسترآبادي رضي الله عنه
قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما، عن

(1) الرنة: الصيحة.
4

الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن
موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله عز وجل: قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها
لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله جل جلاله: بدأ عبدي باسمي وحق على أن أتمم له أموره وأبارك له في أحواله
فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال جل جلاله: حمدني عبدي وعلم أن النعم التي
له من عندي، وان البلايا التي دفعت عنه فبتطولي (1) أشهدكم انى أضيف له إلى نعم
الدنيا نعم الآخرة، وادفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا وإذا قال: الرحمن
الرحيم قال الله جل جلاله: شهد لي عبدي انى الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفرن
من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه، فإذا قال: مالك يوم الدين قال الله
تعالى: أشهدكم كما اعترف انى انا الملك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه، ولا تجاوزن
عن سيئاته، فإذا قال العبد: إياك نعبد قال الله عز وجل: صدق عبدي، إياي يعبد أشهدكم
لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي: فإذا قال: وإياك نستعين
قال الله تعالى: بي استعان، والى التجأ، أشهدكم لأعيننه على أمره، ولأغيثنه في شدايده
ولآخذن بيده يوم نوائبه، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم إلى آخر السورة قال
الله جل جلاله: هذا العبدي ولعبدي ما سأل، فقد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمل،
وآمنته مما وجل منه.
10 - حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي الله عنه
قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار عن
أبويهما، عن الحسن ابن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن
أبيه الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن
الله تبارك وتعالى قال لي: يا محمد " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن

(1) التطول: الامتنان. وفى بعض النسخ " فبطولي " وهو بمعنى العطاء والفضل.
5

العظيم " فأفرد الامتنان على بفاتحة الكتاب، وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وان فاتحة
الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وان الله عز وجل خص محمدا وشرفه بها، ولم يشرك
معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليه السلام، فإنه أعطاه منها " بسم الله الرحمن
الرحيم " ألا تراه يحكى عن بلقيس حين قالت: " انى القى إلى كتاب كريم انه من
سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم " ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين
منقادا لأمرهما، مؤمنا بظاهرهما وباطنهما، أعطاه الله تعالى بكل حرف منها حسنة:
كل واحدة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع
إلى قارئ يقرأها كان له قدر ما للقاري، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فإنه
غنيمة لا يذهبن أوانه، فيبقى في قلوبكم الحسرة.
11 - في تفسير العياشي عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم " قال: هي سورة
الحمد وهي سبع آيات منها: " بسم الله الرحمن الرحيم " وانما سميت المثاني لأنها
تثنى في الركعتين.
12 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال. سرقوا أكرم آية في كتاب الله: " بسم الله
الرحمن الرحيم ".
13 - عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما أنزل الله من السماء
كتابا الا وفاتحته " بسم الله الرحمن الرحيم " وانما كان يعرف انقضاء السورة بنزول
بسم الله الرحمن الرحيم ابتداءا للأخرى.
14 - في الكافي محمد بن يحيى عن علي بن الحسين بن علي عن عبادة بن يعقوب
عن عمرو بن مصعب عن فرات بن أحنف عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: أول كل
كتاب نزل من السماء بسم الله الرحمن الرحيم فإذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم فلا تبالي
أن لا تستعيذ، وإذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم سترتك فيما بين السماوات والأرض.
15 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز
عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لا تدع بسم الله الرحمن الرحيم وإن كان بعده شعر
6

16 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
الحسن بن علي، عن يوسف بن عبد السلام عن سيف بن هارون مولى آل جعدة، قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من أجود كتابك ولا تمد الباء حتى
ترفع السين (1).
17 - عنه عن علي بن الحكم عن الحسن بن السرى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تكتب
بسم الله الرحمن الرحيم الفلان، ولا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان.
18 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زيادة عن إدريس الحارثي عن محمد بن سنان
عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: احتجبوا (2) من الناس كلهم ببسم الله الرحمن
الرحيم وبقل هو الله أحد، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن
فوقك ومن تحتك، وإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات، واعقد
بيدك اليسرى ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده.
19 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من حزنه أمر يتعاطاه فقال بسم الله الرحمن الرحيم، وهو يخلص
لله (3) ويقبل بقلبه إليه، لم ينفك من إحدى اثنتين اما بلوغ حاجته في الدنيا، واما
تعدله عند ربه وتدخر لديه، وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين.
20 - وفيه عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه، ولربما ترك بعض شيعتنا في
افتتاح أمره بسم الله الرحمن الرحيم فيمتحنه الله عز وجل بمكروه لينبهه على شكر الله

(1) قال الفيض (ره) في الوافي: ولا تمد الباء يعنى إلى الميم كما وقع التصريح
به في حديث أمير المؤمنين (ع)، ورفع السين تضريسه " انتهى "، وقيل استحباب رفع السين
قبل مد الباء يحتمل اختصاصه بالخط الكوفي.
(2) كذا في النسخ لكن الصحيح كما في المصدر " احتجز " وهو أمر من الاحتجاز
بمعنى الامتناع.
(3) في نسخة " مخلص لله " وكذا في المصدر.
7

تبارك وتعالى والثناء عليه، ويمحق عنه وصمة تقصيره (1) عند تركه قول بسم الله
الرحمن الرحيم.
21 - في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن
محمد بن حماد ابن زيد عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام
قال: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها.
22 - في مهج الدعوات بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار من كتاب فضل
الدعاء باسناده إلى معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام أنه قال: بسم الله الرحمن الرحيم اسم الله
الأكبر - أو قال: الأعظم.
23 - وبرواية ابن عباس قال صلى الله عليه وآله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم اسم من أسماء الله الأكبر
وما بينه وبين اسم الله الأكبر، الا كما بين سواد العين وبياضها.
24 - في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن محمد بن أبي
عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السبع المثاني والقرآن
العظيم هي الفاتحة؟ قال نعم قلت: بسم الله الرحمن الرحيم من السبع المثاني؟ قال:
نعم هي أفضلهن.
25 - في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام قال: إن
بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها.
26 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام بعدان حكى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما رأى إذ عرج به وعلة الاذان والافتتاح: فلما
فرغ من التكبيرة والافتتاح قال الله عز وجل الآن وصلت إلى [اسمى] (2) فسم باسمي، فقال:
" بسم الله الرحمن الرحيم " فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة ثم
قال له. احمدني فقال: الحمد لله رب العالمين " وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه شكرا، فقال
الله يا محمد قطعت حمدي فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد " الرحمن الرحيم "

(1) محق الشئ: أبطله ومحاه. والوصمة: العار والعيب.
(2) ما بين المعقفتين انما هو في المصدر.
8

مرتين فلما بلغ و " لا الضالين " قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله رب العالمين شكرا، فقال
الله العزيز الجبار قطعت ذكرى فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم بعد
الحمد في استقبال السورة الأخرى.
27 - في عيون الأخبار باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه
قيل لأمير المؤمنين عليه السلام يا أمير المؤمنين أخبرنا عن بسم الله الرحمن الرحيم أهي من فاتحة
الكتاب؟ فقال نعم كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأها ويعدها آية منها: ويقول: فاتحة
الكتاب هي السبع المثاني.
28 - وباسناده عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام أنه قال: إن بسم الله الرحمن
الرحيم آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات تمامها بسم الله الرحمن الرحيم.
29 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن معاوية بن عمار
قال: قلت لأبي عبد الله عليهما السلام إذا قمت للصلاة أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب؟
قال نعم قلت: فإذا قرأت فاتحة الكتاب أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم مع السورة؟ قال: نعم.
30 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار عن يحيى بن أبي عمران
الهمداني قال: كتبت إلى أبى جعفر عليه السلام (1) جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله الرحمن
الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها
فقال العباسي: (2) ليس بذلك بأس؟ فكتب بخطه يعيدها مرتين على رغم أنفه يعنى العباسي
31 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة
عن أبي هارون المكفوف قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد سبع آيات.
32 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صفوان
الجمال قال: صليت خلف أبي عبد عليه السلام أياما فكان إذا كانت صلاة لا يجهر فيها [جهر] (3)

(1) يعنى الجواد عليه السلام
(2) يعنى هشام بن إبراهيم العباس وكان يعارض الرضا والجواد عليهما السلام
قاله المجلسي (ره).
(3) ما بين المعقفتين انما هو في المصدر
9

ببسم الله الرحمن الرحيم، وكان يجهر في السورتين جمعيا.
33 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن
شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل: بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والله أكبر.
34 - في تفسير علي بن إبراهيم وعن ابن أذينة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم أحق ما اجهر به، وهي الآية التي قال الله عز وجل (1) " وإذا ذكرت ربك
في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا " (2).
35 - في مجمع البينان وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب
[فيها] (3) من كنز الجنة فيها بسم الله الرحمن الرحيم الآية التي يقول الله تعالى فيها:
" وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا).
36 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام قال: والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم
في جميع الصلوات سنة.
37 - وعن الرضا عليه السلام انه كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته
بالليل والنهار.
38 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: والاجهار
ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة واجب؟
39 - في عيون الأخبار حديث ذكرناه في ذكر قل هو الله أحد وفيه، قلت: الاحد
الصمد، وقلت: لا يشبه شيئا، والله واحد والانسان واحد أليس قد تشابهت الوحدانية،
قال: يا فتح أحلت ثبتك الله، انما التثنية في المعاني، فلما في الأسماء فهي واحدة وهي
دلالة على المسمى.

(1) أي في سورة الإسراء. الآية: 46.
(2) والمعنى انهم إذا سمعوا " بسم الله الرحمن الرحيم " ولوا على أدبارهم وهذا
أحد التفاسير في هذه الآية راجع مجمع البيان ج 6: 418 ط صيدا. وتفسير القمي ص: 382.
(3) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.
10

40 - وباسناده إلى محمد بن سنان قال: سألت الرضا عليه السلام عن الاسم ما هو؟ قال:
صفة لموصوف.
41 - وباسناده إلى الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن بسم الله
قال: معنى قول القائل بسم الله أي اسم على نفسي بسمة من سمات الله عز وجل، وهي العبادة قال
فقلت له: ما السمة؟ قال العلامة.
42 - في كتاب التوحيد عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وقد سأله بعض الزنادقة
عن الله عز وجل، وفيه قال السائل: فما هو؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: هو الرب وهو المعبود وهو الله
وليس قولي الله، اثبات هذه الحروف الف، لام، لام، ها، ولكن ارجع إلى معنى هو شئ خالق
الأشياء وصانعها وقعت عليه هذه الحروف وهو المعنى الذي يسمى به الله والرحمن والرحيم
والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود جل وعز.
43 - وباسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال وقد سئل ما الفائدة في حروف
الهجاء فقال علي عليه السلام ما من حرف الا وهو اسم من أسماء الله عز وجل.
44 - وباسناده إلى هشام بن الحكم انه سأل أبا عبد الله عليه السلام: عن أسماء الله عز وجل
واشتقاقها؟ فقال: الله هو مشتق من اله، واله يقتضى مألوها، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم
دون المعنى فقد كفروا لم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد الاثنين، ومن
عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد، أفهمت يا هشام؟ قال قلت: زدني قال لله عز وجل
تسعة وتسعون اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها هو اله، ولكن الله عز وجل معنى
يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره، يا هشام الخبز اسم للمأكول، والماء اسم للمشروب،
والثوب اسم للملبوس، والنار اسم للمحرق، أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتنافر أعدائنا (1)
والملحدين في الله والمشركين مع الله عز وجل غيره؟ قلت: نعم، فقال: نفعك الله به وثبتك يا هشام،
قال هشام فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حينئذ حتى قمت مقامي هذا.
45 - وباسناده إلى عبد الاعلى عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل قال عليه السلام في آخره:
والله يسمى بأسمائه وهو غير أسمائه والأسماء غيره، وفيه: واسم الله غير الله وكل شئ وقع

(1) وفى نسخة " فهما تدفع وتنافر به أعدائنا "
11

عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا الله.
46 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن بسم الله الرحمن
الرحيم؟ فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله. وروى بعضهم. ملك الله
والله اله كل شئ، الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة وفى أصول الكافي مثله سواء.
47 - وفى كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن أبي عبد الله
عليه السلام انه سئل عن بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك
الله، قال: قلت الله؟ قال: الألف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا، اللام الزام الله خلقه
ولايتنا قلت، فالهاء؟ قال: هو ان لمن خالف محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم، قلت: الرحمن،
قال بجميع العالم قلت: الرحيم؟ قال: بالمؤمنين خاصة.
48 - وباسناده إلى الحسن بن راشد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال. سألته عن
معنى الله؟ قال استولى على ما دق وجل.
49 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي إسحاق الخزاعي عن أبيه
قال: دخلت مع أبي عبد الله عليه السلام على بعض مواليه يعوده، فرأيت الرجل يكثر من
قول آه، فقلت له: يا أخي أذكر ربك واستغث به، فقال أبو عبد الله عليه السلام ان آه اسم
من أسماء الله عز وجل، فمن قال: آه فقد استغاث بالله تبارك وتعالى.
50 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر (ره) قال: حدثنا
أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإمامية
عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام، في قول الله عز وجل " بسم الله
الرحمن الرحيم " فقال: الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع
الرجاء، من كل من دونه، وتقطع الأسباب عن جميع ما سواه يقول بسم الله أي استعين على
أموري كلها بالله الذي لا يحق العبادة الا له، المغيث: إذا استغيث. المجيب إذا دعى، وهو ما قال
رجل للصادق عليه السلام يا بن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر على المجادلون
وحيروني فقال، له يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال نعم، فهل كسر بك حيث
لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم قال: فهل تعلق قلبك هنا لك ان شيئا
12

من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال. نعم، قال الصادق عليه السلام: فذلك الشئ
هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجى، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث قال: وقام رجل إلى علي
ابن الحسين عليه السلام، فقال: أخبرني ما معنى " بسم الله الرحمن الرحيم "؟ فقال علي بن الحسين
عليهم السلام حدثني أبي عن أخيه الحسن عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، ان رجلا قام إليه فقال
يا أمير المؤمنين اخبرني عن بسم الله الرحمن الرحيم ما معناه؟ فقال: ان قولك الله
أعظم اسم من أسماء الله عز وجل، وهو الاسم الذي لا ينبغي ان يسمى به غير الله ولم يتسم به مخلوق
فقال الرجل: فما تفسير قوله: " الله فقال: هو الذي يتأله إليه عند الحوايج والشدائد
كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه وتقطع الأسباب من كل من سواه وذلك أن
كل مترائس (1) في هذه الدنيا ومتعظم فيها وان عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوايج
من دونه إليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم وكذلك هذا المتعاظم
يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته حتى إذا كفى همه
عاد إلى شركه، اما تسمع الله عز وجل يقول: " قل أرأيتكم ان أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير
الله تدعون ان كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه انشاء وتنسون ما تشركون " (2)
فقال الله جل جلاله لعباده أيها الفقراء إلى رحمتي انى قد ألزمتكم الحاجة إلى في كل
حال، وذلة العبودية في كل وقت فإلى فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه وترجون
تمامه وبلوغ غايته فانى ان أردت ان أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم وان أردت أن أمنعكم
لم يقدر غيري على اعطائكم، فانا أحق من سئل وأولى من تضرع إليه فقولوا عند افتتاح كل
أمر صغير أو عظيم بسم الله الرحمن الرحيم أي استعين على هذا الامر بالله الذي لا تحق العبادة
لغيره المغيث إذا استغيث، المجيب إذ ادعى الرحمن الذي يرحم يبسط الرزق علينا الرحيم
بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا، وخفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفا وهو يرحمنا
بتميز من أعدائه.
51 - في نهج البلاغة: رحيم لا يوصف بالرقة.

(1) ترائس: أي صار رئيسا.
(2) الانعام: 40 - 41.
13

52 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام: ان الرحمة وما يحدث لنا منها شفقة
ومنها جود، وان رحمة الله ثوابه لخلقه وللرحمة من العباد شيئان أحدهما يحدث في القلب
الرأفة والرقة لما يرى بالمرحوم من الضر والحاجة وضروب البلاء والاخر ما يحدث منا
بعد الرأفة واللطف على المرحوم والمعرفة منا بما نزل به، وقد يقول القائل! انظر إلى رحمة
فلان وانما يريد الفعل الذي حدث عن الرقة التي في قلب فلان وانما يضاف إلى الله عز وجل
من فعل ما حدث عنا من هذه الأشياء واما المعنى الذي في القلب فهو منفى عن الله كما وصف
عن نفسه، فهو رحيم لا رحمة رقة. (1)
53 - في مجمع البيان وروى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله ان عيسى بن مريم
قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة.
54 - وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال: الرحمن اسم خاص بصفة عامة والرحيم اسم
عام بصفة خاصة (2).
55 - في عيون الأخبار باسناده عن الرضا عليه السلام أنه قال في دعائه: رحمن الدنيا
والآخرة ورحيمهما صل على محمد وآل محمد.

(1) أقول: حديث الإهليلجة: رسالة من الإمام الصادق عليه السلام كتبها في جواب ما كتبه
إليه المفضل ابن عمر الجعفي يسأله فيه أن يكتب ردا على الملحدين المنكرين للربوبية
واحتجاجا عليهم وقد أورده العلامة المجلسي (ره) بتمامه في البحار ج 2: 47 وفى آخره
ما نقله المؤلف (ره) هنا من تلك الرسالة فراجع ج 2: 62 ط كمپاني و ج 3: 196
ط طهران الحديثة.
(2) قال الطبرسي (ره): وعن بعض التابعين قال: الرحمن بجميع الخلق والرحيم
بالمؤمنين خاصة ووجه عموم الرحمن بجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم هو
انشاءه إياهم وخلقهم أحياء قادرين ورزقه إياهم، ووجه خصوص الرحيم بالمؤمنين هو ما
فعله بهم في الدنيا من التوفيق وفى الآخرة من الجنة والاكرام وغفران الذنوب والآثام،
والى هذا المعنى يؤول ما روى عن الصادق عليه السلام أنه قال: الرحمن اسم خاص...
الخ ثم ذكر هذا الحديث.
14

56 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربع
من كن فيه كان في نور الله الأعظم إلى قوله، ومن إذا أصاب خيرا قال: الحمد لله رب العالمين
57 - وباسناده إلى علي بن الحسين عليهما السلام قال: ومن قال الحمد لله فقد أدى شكر كل
نعمة الله تعالى
58 - في أصول الكافي محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال لي: ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله،
الا أدى شكرها.
59 - وباسناده إلى حماد بن عثمان قال: خرج أبو عبد الله عليه السلام من المسجد وقد ضاعت
دابته، فقال: لئن ردها الله علي لأشكرن الله حق شكره قال: فما لبث أن أتى بها، فقال:
الحمد لله فقال قائل له، جعلت فداك أليس قلت: لأشكرن الله حق شكره؟ فقال أبو عبد الله:
ألم تسمعني قلت: الحمد لله؟
60 - في تفسير علي بن إبراهيم في الموثق عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله:
" الحمد لله " قال: الشكر لله وفى قوله " رب العالمين " قال: خلق المخلوقين (1)
61 - في من لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه السلام
أنه قال: " والحمد لله انما هو أداء لما أوجب الله عز وجل على خلقه من الشكر، وشكر لما وفق
عبده من الخير " رب العالمين " توحيد له وتحميد واقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره.
62 - في مجمع البيان وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله تعالى من على بفاتحة
الكتاب إلى قوله: " الحمد لله رب العالمين " دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب
63 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قال أربع
مرات إذا أصبح: " الحمد لله رب العالمين " فقد أدى شكر يومه، ومن قالها إذا امسى
فقد أدى شكر ليلته.
64 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أصبح قال:
الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال ثلاثمائة وستين مرة، وإذا أمسى قال مثل ذلك.

(1) وفى المصدر " خالق المخلوقين " وهو الظاهر.
15

65 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال: عطس
رجل عند أبي جعفر عليه السلام فقال: الحمد لله فلم يسمته أبو جعفر عليه السلام (1) وقال: نقصنا،
حقنا ثم قال إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته،
قال فقال الرجل فسمته أبو جعفر عليه السلام.
66 - وباسناده إلى مسمع بن عبد الملك قال: عطس أبو عبد الله عليه السلام فقال: الحمد لله
رب العالمين ثم جعل إصبعه على أنفه فقال: رغم انفي لله رغما داخرا.
67 - وباسناده إلى محمد بن مروان قال: قال: أمير المؤمنين عليه السلام: من قال
إذا عطس الحمد لله رب العالمين على كل حال، لم يجذ وجع الاذنين والأضراس.
68 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من عطس ثم وضع يده على قصبة
أنفه ثم قال الحمد لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم،
خرج من منخره الأيسر طاير أصغر من الجراد وأكبر من الذباب، حتى يصير تحت العرش
يستغفر الله له إلى يوم القيامة.
69 - في كتاب التوحيد كلام الرضا عليه السلام في التوحيد، وفيه: ورب إذ لا مربوب
وفيه عن علي عليه السلام مثله.
70 - وعن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم
الواحد أو ترى ان الله لم يخلق غيركم؟ بلى والله لقد خلق ألف ألف عالم، وألف ألف آدم، أنت
في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين.
71 - في كتاب الخصال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل
ان عالم المدينة، (2) ينتهى إلى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة
الواحدة مسيرة الشمس يقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر بحرا واثنى عشر عالما
72 - وبإسناده إلى العباد بن عبد الخالق عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
لله عز وجل اثنى عشر الف عالم كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين، ما يرى

(1) تسميت العاطس: الدعاء له.
(2) والمراد نفسه عليه السلام والمدينة مدينة الرسول صلى الله عليه وآله.
16

عالم منهم ان لله عز وجل عالما غيرهم وانا الحجة عليهم.
73 - في عيون الأخبار حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر رضي الله عنه
قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما،
عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن أبيه عن جده عليه السلام قال: جاء الرجل إلى الرضا عليه السلام
فقال له، يا بن رسول الله اخبرني عن قول الله تعالى: " الحمد لله رب العالمين " ما تفسيره؟
فقال: لقد حدثني أبي عن جدي عن الباقر عن زين العابدين عن أبيه عليهم السلام، ان رجلا
جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: اخبرني عن قول الله تعالى " الحمد لله رب العالمين "
ما تفسيره، فقال: الحمد لله هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على
معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف، فقال لهم: قولوا الحمد لله
على ما أنعم به علينا رب العالمين وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات
فاما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه، ويدبر كلا منها
بمصلحته، واما الجمادات فهو يمسكها بقدرته ويمسك المتصل منها أن يتهافت (1) ويمسك
المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك السماء أن تقع على الأرض الا باذنه ويمسك الأرض ان تنخسف
الا بأمره، انه بعباده رؤوف رحيم قال عليه السلام: " ورب العالمين " مالكهم وخالقهم وسايق
أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، فالرزق مقسوم، وهو يأتي ابن آدم على
أي سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوى متق بزايده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه
ستر وهو طالبه فلو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كم يطلبه الموت، فقال الله
جل جلاله: قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا، وذكرنا به من خير في كتب الأولين قبل
أن تكون، ففي هذا ايجاب على محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وعلى شيعتهم أن
يشكروه بما فضلهم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما بعث الله عز وجل موسى بن عمران
عليه السلام واصطفاه نجيا وفلق له البحر ونجى بني إسرائيل وأعطاه التوراة والألواح رأى مكانه
من ربه عز وجل: فقال: يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي فقال الله جل

(1) التهافت: التساقط
17

جلاله يا موسى أما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي؟ قال
موسى: يا رب فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من
آلى؟ قال الله جل جلاله يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل
محمد على جميع المرسلين؟ وقال موسى: يا رب فإن كان آل محمد كذلك فهل في أمم الأنبياء
فضل عندك من أمتي؟ ظللت عليهم الغمامة وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر؟ فقال الله
جل جلاله: يا موسى أما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضله على جميع خلقي
فقال موسى: يا رب ليتني كنت أراهم! فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى: انك لن تراهم
وليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنات: جنات عدن والفردوس بحضرة
محمد في نعيمها يتقلبون وفى خيراتها يتبحبحون (1) أفتحب أن أسمعك كلامهم؟ قال
نعم الهى، قال الله جل جلاله: قم بين يدي واشدد مأزرك (2) قيام العبد الذليل بين يدي
الجليل ففعل ذلك موسى عليه السلام فنادى ربنا عز وجل: يا أمة محمد! فأجابوه كلهم وهم
في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد
والنعمة والملك لك لا شريك لك قال: فجعل الله عز وجل تلك الإجابة شعار الحاج ثم نادى
ربنا عز وجل: يا أمة محمد ان قضائي عليكم ان رحمتي سبقت غضبى وعفوي قبل عقابي فقد
استجبت لكم من قبل ان تدعوني وأعطيتكم من قبل ان تسألوني من لقيني منكم بشهادة ان لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله وأن علي بن أبي
طالب عليه السلام أخوه ووصيه من بعده ووليه ويلتزم طاعة كما يلتزم طاعة محمد وان أولياءه
المصطفين الطاهرين المطهرين المبانين (3) بعجايب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما

(1) تبحبح الرجل: تمكن في المكان والحلول، ويمكن أن يكون من قولهم
تبحبح الدار أي توسطها وقيل أي يتوسطون في أوساط الجنان لا في أطرافه لان الوسط خير
من الطرف.
(2) المئزر: الإزار.
(3) أي المظهرين وفى المصدر: " المنبئين " وفى نسخة البحار في باب ما ناجى به
موسى بن عمران (ع) " الميامين " وهو مصحف.
18

أولياءه أدخلته جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال: فلما بعث الله عز وجل نبينا محمدا
صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا محمد وما كنت بجانب الطور إذ نادينا أمتك بهذه الكرامة، ثم قال عز وجل
لمحمد صلى الله عليه وآله قل: " الحمد لله رب العالمين " على ما اختصني به من هذه الفضيلة وقال لامته
قولوا الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضايل.
74 - في من لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا أنه قال (ع) بعد
ان شرح رب العالمين الرحمن الرحيم استعطاف وذكر لآلائه ونعمائه على جميع خلقه:
75 - في تفسير علي بن إبراهيم في الموثق عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: بعد ان
شرح الحمد لله رب العالمين " الرحمن " بجميع خلقه " الرحيم " بالمؤمنين خاصة
مالك يوم الدين قال يوم الحساب (1).
76 - في مجمع البيان وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب
إلى قوله و " مالك يوم الدين " قال جبرئيل: ما قالها مسلم الا صدقه الله وأهل سمائه.
77 - وفيه وقيل: " الدين " الحساب وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
78 - في أصول الكافي باسناده إلى الزهري قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا قرأ
مالك يوم الدين (2) يكررها حتى يكاد أن يموت.
79 - في تفسير العياشي عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام انه
كان يقرأ مالك يوم الدين.
80 - عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ مالا أحصى ملك اليوم الدين
81 - فيمن لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه السلام
أنه قال: (مالك يوم الدين) اقرار له بالبعث والحساب والمجازاة وايجاب ملك الآخرة
له كايجاب ملك الدنيا إياك نعبد رغبة وتقرب إلى الله تعالى ذكره، واخلاص له بالعمل

(1) وقال القمي (ره) بعده: والدليل على ذلك قوله: " وقالوا يا ويلنا هذا يوم
الدين " يعنى يوم الحساب، وفى المجمع عن الجبائي أراد به يوم الجزاء على الدين،
وقال محمد بن كعب، أراد يوم لا ينفع الا الدين.
(2) وفى نسخة الوسائل " ملك " بدل " مالك "
19

دون غيره، وإياك نستعين استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم الله عليه ونصره
82 - في مجمع البيان قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تعالى من علي بفاتحة الكتاب
إلى قوله " إياك نعبد " اخلاص للعبادة " وإياك نستعين " أفضل ما طلب به العباد حوائجهم.
83 - في تفسير العياشي عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال:
اجتمع أبو عبد الله مع رجل من القدرية (1) عند عبد الملك بن مروان، فقال
القدري لأبي عبد الله عليه السلام سل عما شئت، فقال له. اقرأ سورة الحمد، قال: فقرأها فقال
الأموي - وانا معه - ما في سورة الحمد علينا، انا لله وانا إليه راجعون، قال: فجعل القدري
يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك وتعالى: " إياك نعبد وإياك نستعين " فقال له
جعفر: قف من تستعين؟ وما حاجتك إلى المعونة؟ ان الامر إليك، فبهت الذي كفر والله
لا يهدى القوم الظالمين.
84 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيه
يقول لأصحابه قولوا " إياك نعبد " أي واحدا لا نقول كما قالت الدهرية: ان الأشياء
لابد ولها وهي دائمة، ولا كما قال الثنوية الذين قالوا إن النور والظلمة هما المدبر ان،
ولا كما قال مشركوا العرب ان أوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا ولا ندعو من دونك الها
كما يقول هؤلاء الكافر، ولا نقول كما تقول اليهود والنصارى ان لك ولدا تعاليت عن
ذلك علوا كبيرا.
85 - فيمن لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه السلام أنه قال:
اهدنا الصراط المستقيم استرشاد لدينه، واعتصام بحبله واستزادة في المعرفة لربه
عز وجل ولعظمته وكبريائه.
86 - في مجمع البيان وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب
إلى قوله " اهدنا الصراط المستقيم " صراط الأنبياء وهم الذين أنعم الله عليهم.
87 - وفيه قيل في معنى " الصراط " وجوه: أحدها انه كتاب الله وهو المروى عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن علي عليه السلام.

(1) القدري في الاخبار يطلق على الجبري والتفويضي والمراد به في هذا الخبر هو الثاني
20

88 - في تفسير علي بن إبراهيم في الموثق عن أبي عبد الله عليه السلام " اهدنا الصراط
المستقيم " قال: الطريق ومعرفة الامام.
89 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: والله نحن الصراط المستقيم.
90 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:
" اهدنا الصراط المستقيم " قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته، والدليل على أنه أمير المؤمنين
قول الله عز وجل: " وانه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم " (1) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في
أم الكتاب في قوله: " اهدنا الصراط المستقيم ".
91 - وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصراط فقال:
هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل. وهما صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة،
فاما الصراط في الدنيا فهو الامام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر
على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط
في الآخرة، فتردى في نار جهنم.
92 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى حفص بن غياث قال: وصف أبو عبد الله
عليه السلام الصراط فقال: ألف سنة صعود، والف سنة هبوط، وألف سنة حذاك.
93 - والى سعدان بن مسلم عن أبي عبد الله قال: سألته عن الصراط، فقال: هو أدق
من الشعر، وأحد من السيف، فمنهم من يمر عليه مثل البرق ومنهم من يمر عليه مثل عدو
الفرس، ومنهم من يمر عليه ماشيا، ومنهم من يمر عليه حبوا (2) ومنهم من يمر عليه
متعلقا فتأخذ النار منه شيئا وتترك منه شيئا.
94 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: الصراط المستقيم
أمير المؤمنين عليه السلام.
95 - حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر قال: حدثني يوسف بن محمد بن

(1) سورة الزخرف. الآية 4
(2) حبا الرجل حبوا: مشى على يديه وبطنه،
21

زياد وعلي بن محمد بن سيار (1) عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قوله: " اهدنا
الصراط المستقيم " قال: أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ما مضى من أيامنا، حتى نطيعك
كذلك في مستقبل أعمارنا، والصراط المستقيم هو صراطان: صراط في الدنيا وصراط في
الآخرة، فاما الطريق المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغاو وارتفع عن التقصير، واستقام فلم
يعدل إلى شئ من الباطل، واما الطريق الاخر [ة] طريق المؤمنين إلى الجنة الذي هو مستقيم
لا يعدلون عن الجنة إلى النار. ولا إلى غير النار سوى الجنة.
96 - قال: وقال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في قوله عز وجل " اهدنا الصراط
المستقيم " قال: يقول: أرشدنا إلى الصراط المستقيم، ارشدنا للزوم الطريق المؤدى إلى
محبتك، والمبلغ دينك، والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك.
97 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: حدثني ثابت الثمالي عن
سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قال: نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم.
98 - وباسناده إلى سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي
إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط فلم يجز أحد الامن كان معه كتاب
فيه براءة بولايتك.
99 - في أصول الكافي إلى أبى جعفر عليه السلام قال: أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
" واستمسك بالذي أوحى إليك انك على صراط مستقيم " (2) قال: انك على ولاية على
وعلي عليه السلام هو الصراط المستقيم. 100 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل
عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت " أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أمن

(1) وفى المصدر علي بن محمد بن سنان ولكن الظاهر هو المختار فان الذي يروى عنه
محمد بن القاسم المفسر هو علي بن محمد بن سيار راجع تنقيح المقال وغيره.
(2) الزخرف: 42.
22

يمشى سويا على صراط مستقيم " (1) قال، ان الله ضرب مثل من حاد عن ولاية على
كمثل من يمشى على وجهه لا يهتدى لامره وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم، و
الصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام.
101 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى جعفر بن محمد عليهما السلام قال
قول الله عز وجل في الحمد: صراط الذين أنعمت عليهم يعنى محمدا وذريته
صلوات الله عليهم.
102 - حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر قال: حدثني يوسف بن محمد
بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قول الله
عز وجل: " صراط الذين أنعمت عليهم " أي قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم
بالتوفيق لدينك وطاعتك، وهم الذين قال الله عز وجل: " ومن يطع الله والرسول
فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
أولئك رفيقا " (2) وحكى هذا بعينه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ثم قال: ليس هؤلاء
المنعم عليهم بالمال وصحة البدن وإن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة، الا ترون ان هؤلاء
قد يكونون كفارا أو فساقا فما ندبتم إلى أن تدعو بان ترشدوا إلى صراطهم وانما أمرتم
بالدعاء بان ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم بالايمان بالله وتصديق رسوله و
بالولاية لمحمد بن آله الطيبين، وأصحابه الخيرين المنتجبين، وبالتقية الحسنة التي
يسلم بها من شر أعداء الله، ومن الزيادة في آثام أعداء الله وكفرهم، بان تداريهم ولا تغريهم
بأذاك وأذى المؤمنين، وبالمعرفة بحقوق الاخوان من المؤمنين.
103 - حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم،
قال: حدثني عبيد بن كثير، قال حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا عبيد بن يحيى
بن مهران العطار قال: حدثنا محمد بن الحسين عن أبيه عن جده، قال: قال رسول

(1) الملك: 22.
(2) النساء: 17.
23

الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل: صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم
ولا الضالين قال: شيعة علي عليه السلام الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام
لم يغضب عليهم ولم يضلوا.
104 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي
جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم
إلى الله عز وجل، ونحن من نعمة الله على خلقه.
105 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام: واما الغضب فهو منا إذا
غضبنا تغيرت طبايعنا وترتعد أحيانا مفاصلنا، وحالت ألواننا، ثم نجئ من بعد ذلك
بالعقوبات فسمى غضبا فهذا كلام الناس المعروف، والغضب شيئان أحدهما في القلب،
واما المعنى الذي هو في القلب فهو منفى عن الله جل جلاله، وكذلك رضاه وسخطه
ورحمته على هذه الصفة
106 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي
عبد الله عليه السلام انه قرأ " اهدنا الصراط المستقيم، صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب
عليهم وغير الضالين " قال: المغضوب عليهم النصاب والضالين اليهود النصارى.
107 - وعنه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله:
" غير المغضوب عليهم وغير الضالين " قال: المغضوب عليهم: النصاب، والضالين: الشكاك
الذين لا يعرفون الامام.
108 - فيمن لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه السلام
أنه قال: " صراط الذين أنعمت عليهم " توكيد في السؤال والرغبة، وذكر لما تقدم من
نعمه على أوليائه، ورغبة في مثل تلك النعم " غير المغضوب عليهم " استعاذة من أن
يكون من المعاندين الكافرين المستخفين به وبأمره ونهيه " ولا الضالين " اعتصام
من أن يكون من الذين ضلوا عن سبيله، من غير معرفة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.
109 - في مجمع البيان وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله تعالى من على بفاتحة
الكتاب إلى قوله، " غير المغضوب عليهم " اليهود " ولا الضالين " النصارى.
24

110 في كتاب الاحتجاج للطبرسي وروينا بالأسانيد المقدم ذكرها عن أبي
الحسن العسكري عليه السلام ان أبا الحسن الرضا عليه السلام قال: إن من تجاوز بأمير المؤمنين
عليه السلام العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين.
111 - في الاستبصار روى الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معاوية بن
وهب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أقول: آمين إذا قال الامام: " غير المغضوب عليهم
ولا الضالين "؟ قال: هم اليهود والنصارى (1).
112 - في تهذيب الأحكام: محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسين بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه عليهما السلام ان رجلين من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اختلفا في صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكتبا إلى أبي بن كعب كم
كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سكتة؟ فقال: كانت له سكتتان إذا فرغ من أم القرآن، وإذا
فرغ من السورة.
113 - في الكافي على عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن جميل عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إذا كنت خلف امام فقرأ الحمد وفرغ من قراءتها فقل أنت: الحمد لله رب العالمين
ولا تقل آمين.
114 - في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته:
وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد لله رب العالمين.

(1) وزاد في المصدر بعده قوله (ع): " ولم يجب في هذا ".
25

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة
البقرة وآل عمران جاء يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغيابتين (1)
2 - وفيه أيضا عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ
أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها، وثلث آيات من آخرها، لم ير في
نفسه وماله شيئا يكرهه، ولا يقربه الشيطان ولا ينسى القرآن.
3 - في مجمع البيان وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله أي سور القرآن أفضل؟ قال: البقرة
قيل أي آي البقرة أفضل؟ قال: آية الكرسي.
4 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما " ألم " في أول البقرة، فمعناه أنا الله الملك.
5 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " ألم " هو حرف من
حروف اسم الله الأعظم المقطع في القرآن، الذي يؤلفه النبي صلى الله عليه وآله والامام، فإذا
دعى به أجيب ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين قال: بيان لشيعتنا الذين يؤمنون
بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون قال: مما علمناهم يبثون (2)
ومما علمناهم من القرآن يتلون.
6 - وباسناده إلى محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث ان حييا
وأبا ياسر ابني اخطب ونفرا من يهود أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: أليس فيما

(1) الغيابة من كل شئ: ما سترك منه.
(2) أي ينشرون.
26

تذكر فيما انزل الله عليك " ألم "؟ قال: بلى قالوا أتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال:
نعم، قالوا: لقد بعث أنبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك
قال فأقبل حي بن اخطب على أصحابه فقال لهم: الألف واحد واللام ثلثون والميم
أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة، فعجب أن يدخل (1) في دين مدة ملكه وأجل
أمته إحدى وسبعون سنة: قال: ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له يا محمد هل
مع هذا غيره؟ قال: نعم قال فهاته، قال: " المص " قال: هذه أثقل وأطول " الألف " واحد،
" واللام " ثلثون " والميم " أربعون " والصاد " تسعون، فهذه مائة واحدى وستون سنة. ثم
قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: هاته. قال، " الر " قال
هذه أثقل وأطول، " الألف " واحد، و " اللام " ثلاثون " والراء " مأتان، ثم قال لرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: فهل مع هذا غيره قال: نعم، قال: هاته، قال " المر " قال هذه أثقل وأطول
" الألف " واحد " واللام " ثلثون " والميم " أربعون، و " الراء " مائتان، ثم قال له: هل مع
هذا غيره: قال: نعم، قالوا قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت ثم قاموا عنه، ثم قال
أبو ياسر لحى أخيه ما يدريك:! لعل محمدا قد جمع له هذا كله وأكثر منه، قال: فذكر
أبو جعفر (ع) ان هذه الآيات أنزلت فيهم منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات (2)
قال: وهي تجرى في وجه آخر على غير تأويل حي وأبى ياسر وأصحابهما.
7 - حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المعروف بابى الحسن الجرجاني المفسر
رضوان الله عليه قال: حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد
ابن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال، كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا: " سحر
مبين تقوله " فقال الله: " ألم ذلك الكتاب " أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه
عليك هو بالحروف المقطعة التي منها " الف، لام، ميم " وهي بلغتكم وحروف هجائكم،
فأتوا بمثله ان كنتم صادقين، واستعينوا على ذلك بساير شهدائكم، ثم بين انهم لا يقدرون

(1) وفى المصدر " ممن يدخل ".
(2) آل عمران: 7.
27

عليه بقوله: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون
بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " (1) ثم قال الله، " ألم " هو القرآن الذي افتتح بألم
هو ذلك الكتاب الذي أخبرت به موسى فمن بعده من الأنبياء، فأخبروا بني إسرائيل
انى سأنزله عليك يا محمد كتابا عزيزا " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تنزيل من حكيم حميد " " لا ريب فيه " لاشك فيه لظهوره عندهم كما اخبرهم أنبياؤهم ان
محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل، يقرئه هو وأمته على ساير أحوالهم هدى بيان من الضلالة
للمتقين الذين يتقون الموبقات، ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علموا ما
يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم قال: وقال الصادق عليه السلام: ثم الألف
حرف من حروف، قولك الله، دل بالألف على قولك الله، ودل باللام على قول الملك
العظيم القاهر للخلق أجمعين، ودل بالميم على أنه المجيد المحمود في كل أفعاله
وجعل هذا القول حجة على اليهود، وذلك أن الله لما بعث موسى بن عمران ثم من
بعده من الأنبياء إلى بني إسرائيل لم يكن فيهم قوم الا أخذوا عليهم العهود والمواثيق
ليؤمنن بمحمد العربي الأمي المبعوث بمكة الذي يهاجر إلى المدينة يأتي بكتاب الله
بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره، يحفظه أمته فيقرؤنه قياما وقعودا ومشاة،
وعلى كل الأحوال يسهل الله عز وجل حفظه عليهم، ويقرنون بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أخاه ووصيه
علي بن أبي طالب عليه السلام الآخذ عنه علومه التي علمها، والمتقلد عنه الأمانة التي قلدها،
ومذلل كل من عاند محمدا بسيفه الباتر (2) ويفحم كل من جادله وخاصم بدليله القاهر (3)
يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم إلى قبوله طائعين وكارهين، ثم إذا
صار محمد إلى رضوان الله عز وجل وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان، وحرفوا
تأويلاته وغيروا معانيه، ووضعوها على خلاف وجوهها، قاتلهم بعد ذلك على تأوليه حتى يكون
إبليس الغاوي لهم هو الخاسئ (4) الذليل المطرود المغلول. قال: فلما بعث الله محمدا

(1) الاسراء: 91.
(2) الباتر: القاطع.
(3) أفحمه: أسكته بالحجة في خصومة أو غيرها. وفى المصدر " الظاهر " بدل " القاهر ".
(4) وفى المصدر " هو الخاسر ".
28

وأظهره بمكة، ثم سيره منها إلى المدينة واظهره بها، ثم أنزل عليه الكتاب وجعل
افتتاح سوره الكبرى بألم يعنى " ألم ذلك الكتاب " وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت
الأنبياء السالفين، انى سأنزله عليك يا محمد " لا ريب فيه " فقد ظهر كما أخبرهم به أنبيائهم
ان محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الباطل، يقرؤه هو وأمته على ساير أحوالهم ثم
اليهود يحرفونه عن جهته، ويتأولونه على غير وجهه، ويتعاطون التوصل إلى علم ما
قد طواه الله عنهم من حال آجال هذه الأمة، وكم مدة ملكهم، فجاء إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله جماعة منهم فولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام مخاطبتهم، فقال قائلهم: إن كان ما
يقول محمد حقا لقد علمناكم قدر ملك أمته هو إحدى وسبعون سنة، " الألف " واحد،
" واللام " ثلثون، " والميم " أربعون، فقال علي عليه السلام: فما تصنعون " بالمص " وقد أنزلت
عليه؟ فقالوا: هذه إحدى وستون مأة سنة. قال: فماذا تصنعون " بالر " وقد أنزلت
عليه؟ فقالوا: هذه أكثر، هذه مائتان واحدى وثلاثون سنة فقال علي عليه السلام:
فما تصنعون بما انزل إليه " المر "؟ قالوا: هذه مائتان واحدى وسبعون سنة فقال
علي عليه السلام: فواحدة من هذه له أو جميعها له؟ فاختلط كلامهم، فبعضهم قال:
له واحدة منها وبعضهم قال بل يجمع له كلها وذلك سبعمأة وأربع سنين، ثم يرجع الملك
إلينا يعنى إلى اليهود، فقال علي عليه السلام أكتاب من كتب الله عز وجل نطق بهذا أم آراؤكم
دلتكم عليه فقال بعضهم كتاب الله نطق به وقال آخرون منهم بل آراؤنا دلت عليه، فقال
علي عليه السلام فأتوا بالكتاب من عند الله ينطق بما تقولون، فعجزوا عن ايراد ذلك، وقال
للآخرين فدلونا على صواب هذا الرأي، فقالوا صواب رأينا دليله على أن هذا حساب
الجمل، فقال علي عليه السلام كيف دل على ما تقولون وليس في هذه الحروف الاما اقترحتم
بلا بيان أرأيتم ان قيل لكم ان هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك أمة محمد و
لكنها دالة على أن [عند] (1) كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب أو ان عدد ذلك
لكل واحد منكم ومنا بعدد هذا الحساب دراهم أو دنانير أوان لعلى على كل واحد منكم
دينا عدد ماله مثل هذا الحساب؟ فقالوا: يا أبا الحسن ليس شئ مما ذكرته منصوصا

(1) ما بين المقفتين غير موجود في المصدر والظاهر كونه زائدا.
29

عليه في " ألم، والمص، والر والمر " فقال علي عليه السلام ولا شئ مما ذكرتموه منصوصا عليه
في " ألم، والمص والر، والمر " فان بطل قولنا لما قلنا بطل قولك لما قلت، فقال خطيبهم
ومنطيقهم (1) لا تفرح يا علي بأن عجزنا عن إقامة حجة على دعوانا فأي حجة لك في
دعواك الا أن تجعل عجزنا حجتك، فإذا مالنا حجة في ما نقول ولا لكم حجة فيما تقولون
قال علي عليه السلام لا سواء ان لنا حجة هي المعجزة الباهرة، ثم نادى جمال اليهود يا أيتها
الجمال اشهدي لمحمد ولوصيه فتبادرت الجمال صدقت صدقت يا وصى محمد، وكذب
هؤلاء اليهود، فقال علي عليه السلام هؤلاء جنس من الشهود، يا ثياب اليهود التي عليهم اشهدي
لمحمد ولوصيه فنطقت ثيابهم كلهم صدقت يا علي نشهد ان محمدا صلى الله عليه وآله رسول الله حقا وانك
يا علي وصيه حقا، لم يثبت محمد قدما في مكرمة الا وطيت على موضع قدمه بمثل مكرمته
فأنتما شقيقان من أشرف أنوار الله، تميزتما اثنتين وأنتما في الفضايل شريكان، الا انه
لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فعند ذلك خرست اليهود وآمن بعض النظارة منهم برسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، وغلب الشقاء على اليهود وساير النظارة الآخرين، فذلك ما قال الله تعالى
" لا ريب فيه " انه كما قال محمد ووصى محمد عن قول محمد صلى الله عليه وآله عن قول رب العالمين، ثم
قال " هدى " بيان وشفاء " للمتقين " من شيعة محمد صلى الله عليه وآله وعلى انهم اتقوا أنواع الكفر
فتركوها، واتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها، واتقوا اظهار اسرار الله تعالى واسرار
أزكياء عباده الأوصياء بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكتموها، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين
لها وفيهم نشروها.
8 - في مجمع البيان اختلف العلماء في الحروف المعجمة المفتتح بها السور،
فذهب بعضهم إلى انها من المتشابهات التي استأثر الله بعلمها ولا يعلم تأويلها إلا هو، وهذا
هو المروى عن أئمتنا عليهم السلام وروى العامة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال لكل كتاب صفوة
وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.
9 - وروى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره مسندا إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام قال
سئل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن قوله " ألم " فقال في الألف ست صفات من صفات الله

(1) المنطيق: المتكلم البليغ.
30

عز وجل، " الابتداء " فان الله عز وجل ابتدأ جميع الخلق والألف ابتداء الحروف و " الاستواء "
فهو عادل غير جائر، والألف مستوفى ذاته، و " لانفراد " فالله فرد والألف فرد و " اتصال الخلق
بالله " والله لا يتصل بالخلق وكلهم يحتاجون إليه والله غنى عنهم، والألف كذلك لا يتصل
بالحروف والحروف متصله به وهو منقطع عن غيره، والله تعالى باين بجميع صفاته من
خلقه، ومعناه " من الألفة " فكما ان الله عز وجل سبب الفة الخلق فكذلك الألف عليه تألفت
الحروف وهو سبب ألفتها.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس (1)
عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله قال: " الكتاب " علي عليه السلام لاشك
فيه " الذين يؤمنون بالغيب " قال، يصدقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد.
11 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمر بن عبد العزيز عن
غير واحد عن داود بن كثير الرقي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل " هدى للمتقين
الذين يؤمنون بالغيب " قال. من أقر بقيام القائم عليه السلام انه حق.
12 - وباسناده إلى علي ابن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم قال، سألت الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عز وجل: " ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
الذين يؤمنون بالغيب " فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب هو حجة الغايب، وشاهد
ذلك قول الله: عز وجل و " يقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا انى
معكم من المنتظرين " (2) فأخبر عز وجل ان الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة وتصديق ذلك
قول الله عز وجل: " وجعلنا ابن مريم أمه آية " (3) يعنى حجة.

(1) وهو يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين وهو الذي يروى عنه يحيى بن أبي
عمران وكان تلميذه ويروى عن سعدان بن مسلم لكن في المصدر " عن يحيى بن أبي عمران
عن موسى بن يونس عن سعدان بن مسلم. " وهو غير صحيح.
(2) يونس: 2.
(3) المؤمنون: 50.
31

13 - في مجمع البيان: " يؤمنون بالغيب " قيل: بما غاب عن العباد علمه عن ابن
مسعود وجماعة عن الصحابة، وهو أولى (1) لعمومه، ويدخل فيه ما رواه أصحابنا عن
زمان غيبة المهدى ووقت خروجه " ومما رزقناهم ينفقون " روى محمد بن مسلم عن الصادق
عليه السلام ان معناه ومما علمنا هم يبثون.
14 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن
بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت، أخبرني عن وجوه الكفر في
كتاب الله عز وجل؟ قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه فمنها كفر الجحود، والجحود
على وجهين: فالكفر بترك ما أمر الله وكفر البراءة وكفر النعم، فاما كفر الجحود فهو
الجحود بالربوية وهو قول من يقول: لا رب ولا جنة ولا نار، وهو قول صنفين من الزنادقة يقال
لهم الدهرية، وهم الذين يقولون " وما يهلكنا الا الدهر " (2) وهو دين وضعوه لأنفسهم
بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشئ مما يقولون، قال الله عز وجل:
" ان هم الا يظنون " (3) ان ذلك كما يقولون وقال، ان الذين كفروا سواء عليهم.
أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون يعنى بتوحيد الله فهذا أحد وجوه الكفر والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بكر بن صالح عن أبي عمرو
الزبيري عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله قال: الكفر في كتاب الله على خمسة وجوه، فمنه كفر الجحود
وهو على وجهين جحود بعلم، وجحود بغير علم فاما الذي جحودا بغير علم فهم الذين
حكى الله عنهم في قوله، " وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر
ومالهم لذلك من علم أن هو الا يظنون " وقوله: " ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم
لم تنذرهم لا يؤمنون " فهؤلاء كفروا وجحدوا بغير علم، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.

(1) أي أولى مما ذكره قبل هذا القول وهو ما نقله عن الحسن أنه قال. " يؤمنون
بالغيب " أي يصدقون بالقيامة والجنة والنار.
(2) الجائية: 24.
(3) الجائية: 24.
32

16 - في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال، سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم قال، الختم هو
الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عز وجل " بل طبع الله عليها بكفرهم
فلا يؤمنون الا قليلا " (1)،
17 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي ره باسناده إلى أبى محمد العسكري
عليه السلام أنه قال في قوله تعالى. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم
غشاوة ولهم عذاب عظيم أي وسمها بسمة يعرفها من يشاء من ملائكته إذا نظروا إليها
بأنهم الذين لا يؤمنون و " على سمعهم " كذلك سماة " وعلى أبصارهم غشاوة " وذلك انهم لما
اعرضوا عن النظر فيما كلفوه، وقصروا فيما أريد منهم جهلوا ما لزمهم من الايمان فصاروا
كمن على عينيه غطاء لا يبصر ما أمامه، فان الله عز وجل يتعالى عن العبث والفساد، وعن
مطالبة العباد بما منعهم بالقهر منه، فلا يأمرهم بمغالبته، ولا بالمصير إلى ما قد صدهم
بالقسر عنه ثم قال، " ولهم عذاب عظيم " يعنى في الآخرة العذاب المعد للكافرين، و
في الدنيا أيضا لمن يريد ان يستصلحه بما ينزل به من عذاب الاستصلاح، لينبهه لطاعته
أو من عذاب الاصطلام (2) ليصيره إلى عدله وحكمته وروى أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام
مثل ما قال هو في تأويل هذه الآية من المراد بالختم على قلوب الكفار عن الصادق عليه السلام
بزيادة شرح لم نذكره مخافة التطويل لهذا الكتاب انتهى كلامه (ره).
18 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن معلى بن عثمان عن أبي بصير قال: قال لي، ان
الحكم بن عتيبة (3) ممن قال الله تعالى. ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم

(1) النساء الآية: 155.
(2) الاصطلام: الاستيصال.
(3) الحكم بن عتيبة كقتيبة الكوفي الكندي كان من فقهاء العامة وقيل إنه كان زيديا
تبريا: وحكى عن ابن فضال أنه قال: كان الحكم من فقهاء العامة وكان أستاذ زرارة و
حمران والطيار قبل أن يروا هذا الامر، وقيل: كان مرجئا. مات حدود سنة 115 وقد ورد
في ذمه روايات كثيرة منها هذه الروايات وان شئت تفصيل الحال فراجع تنقيح المقال و
غيره من كتب الرجال.
33

الاخر وما هم بمؤمنين فليشرق الحكم وليغرب، أما والله لا يصيب العلم الامن أهل
بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام.
19 - في كتاب الخصال عن الأصبغ بن نباتة قال. قال أمير المؤمنين (ع) في
حدث طويل والنفاق على أربع دعائم على الهوى والهوينا والحفيظة والطمع (1) فالهوى
على أربع شعب على البغى، والعدوان، والشهوة، والطغيان، فمن بغى كثرت غوائله.
وعلاته (2) علات ومن اعتدى لم تؤمن بوايقه ولم يسلم قلبه، ومن لم يعزل نفسه عن
الشهوات خاض في الخبيثات، ومن طغى ضل على غير يقين ولا حجة له، وشعب الهوينا
الهيبة والغرة والمماطلة (3) والأمل، وذلك لان الهيبة ترد على دين الحق (4)
وتفرط المماطلة في العمل حتى يقدم الاجل، ولولا الأمل علم الانسان حسب ما هو
فيه ولو علم حسب ما هو فيه مات هو الهول والوجل، وشعب الحفيظة الكبر والفخر والحمية
والعصبية فمن استكبر أدبر، ومن فخر فجر، ومن حمى أصر، ومن أخذته العصبية جار،
فبئس الامر أمر بين الاستكبار والادبار، وفجور وجور وشعب الطمع أربع: الفرح
والمرح (5) واللجاجة والتكاثر، فالفرح مكروه عند الله عز وجل، والمرح خيلاء (6).
واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حبايل الآثام، والتكاثر لهو وشغل، واستبدال الذي هو

(1) الهوينا، تصغير الهونى مؤنث الاهوان والمراد منه التهاون في أمر الدين وترك
الاهتمام فيه. والحفيظة: الحمية والغضب.
(2) علات: جمع العلة.
(3) وفى المصدر " الهينة " بالنون بدل " الهيبة " والغرة - بتشديد الراء - الغفلة
وما طله بحقه مما طلة: سوفه بأدائه مرة بعد أخرى.
(4) وفى المصدر " ترد عن دين الحق " وهو الظاهر في الكافي " ترد عن الحق ".
(5) مرح مرحا الرجل: اشتد فرحه ونشاطه حتى جاوز القدر وتبختروا ختال.
(6) الخيلاء: - كعلماء - العجب والكبر
34

أدنى بالذي هو خير، فذلك النفاق ودعائمه وشعبه!
20 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد
عن أبيه عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل فيما النجاة غدا؟ قال: انما النجاة في أن لا تخادعوا الله
فيخدعكم، فإنه من يخادع الله ويخدعه يخلع منه الايمان ونفسه يخدع لو يشعر، قيل له:
وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل ما أمر الله عز وجل ثم يريد به غيره، فاتقوا الله والرياء
فإنه شرك بالله.
21 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واعلم انك لا تقدر على اخفاء
شئ من باطنك عليه [تعالى] وتصيره مخدوعا بنفسك، قال الله تعالى: " يخادعون
الله ورسوله والذين آمنوا وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون ".
22 - في مجمع البيان في قوله: وإذا لقوا الذين آمنوا الآية وروى عن
أبي جعفر الباقر عليه السلام انهم كهانهم (1) قالوا انا معكم أي على دينكم انما نحن مستهزؤن
أي نستهزئ بأصحاب محمد صلى الله عليه وآله ونسخر بهم في قولنا آمنا.
23 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال:
سألت الرضا عليه السلام إلى أن قال: فقال " ان الله تعالى لا يخسر ولا تستهزئ ولا يمكر ولا -
يخادع، ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة،
تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. "
24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه، لو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك
تأويلها لا سقوطها مع ما أسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه، ماض حكمه بايجاب
الحجة على خلقه، كما قال: " فلله الحجة البالغة " (2) أغشى أبصارهم وجعل على
قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك فتركوه بحاله وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله، فالسعداء

(1) أي المراد من الشياطين في قوله تعالى بعده " وإذا خلوا إلى شياطينهم " كهانهم
وكهان جمع الكهنة.
(2) الانعام: 149.
35

يتنبهون عليه والأشقياء يعمهون عنه.
25 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد
عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام (1) قال: وقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وآله
" قل لوان عندي ما تستعجلون به لقضى الامر بيني وبينكم " (2) قال: لو انى أمرت ان
أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتى لتظلموا أهل بيتي من بعدي:
فكان مثلكم كما قال الله عز وجل، كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله
يقول: أضائت الأرض بنور محمد كما تضيئ الشمس، فضرب الله مثل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الشمس، ومثل الوصي القمر، وهو قول الله عز وجل: " جعل الشمس ضياءا والقمر
نورا " (3) وقوله: " وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " (4) وقوله
عز وجل، ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون يعنى قبض محمد
صلى الله عليه وآله وسلم ظهرت الظلمة، فلم يبصروا فضل أهل بيته، والحديث طويل، أخذنا منه
موضع الحاجة.
26 - في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن
الرضا الحسن عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: " وتركهم في ظلمات لا يبصرون " فقال: ان الله
تعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه، ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر
والضلالة منعهم المعاونة واللطف، وخلى بينهم وبين اختيارهم.
27 - في روضة الكافي محمد بن يعقوب الكليني قال حدثني علي بن إبراهيم
عن أبيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله عليه السلام وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع
عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في رسالة طويلة إلى أصحابه

(1) في تفسير بعض الآيات.
(2) الانعام: 85.
(3) يونس: 5.
(4) يس: 37.
36

فان زلق اللسان (1) فيما يكره الله وفيما ينهى عنه مرداة (2) للعبد عند الله ومقت من الله وصم
وعمى وبكم يورثه الله إياه يوم القيامة فيصيروا كما قال الله صم بكم عمى فهم لا يرجعون
يعنى لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون.
28 - في مجمع البيان وقيل: الرعد هو ملك موكل بالسحاب يسبح، وهو المروى
عن أئمتنا (ع).
29 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال علي عليه السلام (3) الرعد صوت الملك،
والبرق سوطه.
30 - وروى أن الرعد صوت ملك أكبر من الذباب وأصغر من الزنبور..
31 - وسأل أبو بصير أبا عبد الله عن الرعد أي شئ يقول؟ قال، انه بمنزلة الرجل
يكون في الإبل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك، قال: قلت جعلت فداك فما حال
البرق؟ قال: تلك مخاريق الملائكة (4) تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي
قضى الله عز وجل فيه المطر.

(1) وقبل هذا الكلام قوله (ع) وإياكم ان تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان
والاثم والعدوان. الزلق. بالزاي المعجمة -، بمعنى الزينة وكذا تزلق بمعنى، تزين
وتنعم وفى بعض النسخ بالذال المعجمة وهو من قولهم لسان ذلق أي فصيح بليغ ذرب.
(2) من الردى بمعنى الهلاك.
(3) كذا في النسخ لكن في المصدر نقل قبل هذا الحديث حديث أبي بصير - الآتي - عن
الصادق عليه السلام ثم ذكر هذا الحديث بقوله: وقال عليه السلام: " الرءد صوت الملك.
الخ " وظاهره ان القائل هو الصادق عليه السلام وقد راجعت نسخة أخرى من نسخ المصدر
وفيها أيضا مثل ما في النسخة المطبوعة بالغرى فلعل المؤلف (ره) اطلع على نسخة مصححة
روى فيها الحديث عن علي (ع).
(4) قال ابن الأثير في النهاية: وفى حديث على: " البرق مخاريق الملائكة " هي
جمع مخراق وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، أراد انه آلة تزجر
بها الملائكة السحاب وتسوقه ثم ذكر في تأييده حديثا عن ابن عباس.
37

قال عز من قائل، ان الله على كل شئ قدير.
32 - في كتاب التوحيد باسناد إلى أبى هاشم الجعفري عن أبي جعفر الثاني
عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: قولك ان الله قدير خبرت انه لا يعجزه شئ فنفيت
بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه.
33 - وباسناده إلى أبي بصير وقال: سمعت أبا عبد الله يقول لم يزل الله عز وجل
ربنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة
ذاته ولا مقدور فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم، والسمع
على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور.
34 - وباسناده إلى محمد بن أبي إسحاق الخفاف قال: حدثني عدة من أصحابنا ان عبد الله
الديصاني اتى هشام بن الحكم فقال له: ألك رب؟ فقال: بلى قال قادر قال نعم قادر قاهر قال
يقدران يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا؟ فقال هشام. النظرة،
فقال له. قد أنظرتك حولا، ثم خرج عنه فركب هشام إلى أبى عبد الله عليه السلام فاستأذن (ع) عليه فاذن
له، فقال له. يا ابن رسول الله أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها الاعلى الله وعليك،
فقال له أبو عبد الله عليه السلام. عماذا سألك؟ فقال: قال لي كيت وكيت فقال أبو عبد الله عليه السلام. يا هشام
كم حواسك؟ قال خمس قال: أيها أصغر؟ قال: الناظر، قال: وكم قدر الناظر قال مثل العدسة أو أقل
منها، فقال له. يا هشام فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى، فقال: أرى سماء وارضا ودرا
وقصورا وترابا وجبالا وأنهارا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام. ان الذي قدر أن يدخل الذي
تراه العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة،
فانكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال. حسبي يا ابن رسول الله، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
35 - وباسناده إلى ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن إبليس
قال لعيسى ابن مريم عليه السلام. أيقدر ربك على أن يدخل الأرض بيضة لا تصغر الأرض ولا تكبر
البيضة؟ فقال عيسى عليه السلام. ويلك ان الله تعالى لا يوصف بعجز، ومن أقدر ممن يلطف الأرض
ويعظم البيضة.
38

36 - وباسناده إلى عمرو بن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل لأمير المؤمنين
عليه السلام. هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غيران تصغر الدنيا أو تكبر البيضة؟
قال: إن الله تبارك وتعالى لا ينسب إلى العجز والذي سألتني لا يكون،
37 - وباسناده إلى أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أمير -
المؤمنين عليه السلام فقال أيقدر الله أن يدخل الأرض في بيضة ولا تصغر الأرض ولا تكبر البيضة؟ فقال له
ويلك ان الله لا يوصف بالعجز ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم البيضة.
38 - وباسناده إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر قال جاء رجل إلى الرضا عليه السلام
فقال له هل يقدر ربك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما في بيضة؟ فقال: نعم،
وفى أصغر من البيضة قد جعلها في عينك وهو أقل من البيضة، لأنك إذا فتحتها عاينت
السماء والأرض وما بينهما، فلو شاء لأعماك عنها.
قال عز من قائل: يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم (الآية).
39 - في عيون الأخبار فيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا عليه السلام
أنه قال: فان قال، فلم يعبدوه؟ (1) (قيل). لئلا يكونوا ناسين لذكره ولا تاركين
لأدبه، ولا لاهين عن أمره ونهيه، إذا كان فيه صلاحهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبد
لطال عليهم عليهم الأمد فقست قلوبهم.
40 - في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه السلام يقول فيها. أول عبادة الله معرفته،
وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيد الله نفى الصفات عنه، بشهادة العقول ان كل
صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل مخلوق ان له خالقا ليس بصفة ولا موصوف،
وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران بالحدث، وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل
الممتنع من الحدث.
41 - في أصول الكافي - علي بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن
بن أبي نجران قال: كتبت إلى أبى جعفر عليه السلام - أو قلت له -: جعلني الله فداك نعبد
الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟ قال. فقال: ان من عبد الاسم دون المسمى
بالأسماء فقد أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا، بل ا عبد الله الواحد الأحد الصمد المسمى

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر (فلم تعبدهم) وهو الأنسب بسياق الحديث.
39

بهذه الأسماء دون الأسماء، ان الأسماء صفات وصف بها نفسه تعالى.
42 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أفضل العبادة ادمان التفكر في
الله وفى قدرته.
43 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم، انما العبادة
التفكر في أمر الله عز وجل.
44 - وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: قال أبو جعفر عليه السلام. ان أشد
العبادة الورع.
45 - وباسناده إلى علي بن الحسين عليه السلام قال: من عمل بما افترض الله عليه
فهو من أعبد الناس.
46 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل عن هارون بن خارجة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العبادة ثلاثة، قوم عبدوا الله عز وجل خوفا فتلك عبادة
العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله
عز وجل حبا له فتلك عبادة الأحرار، وهي أفضل العبادة.
47 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى إسماعيل بن مسلم عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العبادة سبعون جزءا أفضلها
جزءا طلب الحلال.
48 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام أنه قال: النظر إلى ذريتنا
عبادة، فقيل له: يا بن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة أو النظر إلى جميع ذرية
النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: بل النظر إلى جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله عبادة ما لم يفارقوا منهاجه،
ولم يتلوثوا بالمعاصي.
49 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما عبد الله بشئ أفضل من
الصمت والمشي إلى بيته.
40

50 - عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: لا عبادة الا بتفقه.
51 - وفيما أوصى به النبي عليا عليهما السلام: يا علي من اتى بما افترض الله عليه فهو
من أعبد الناس.
52 - في عيون الأخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر قال: حدثني يوسف
بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه
علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن
جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام في
قول الله عز وجل الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءا قال: جعلها ملائمة
بطبائعكم موافقة لأجسادكم ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة
البرودة فتجمدكم ولا شديد طيب الريح فتصدع هاماتكم ولا شديد النتن فتعطبكم، و
لا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم
وقبور موتاكم، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به، وتتماسكون و
تتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من
منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشا لكم، ثم قال عز وجل، (والسماء بناءا) سقفا من
فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم، ثم قال عز وجل:
وانزل من السماء ماءا يعنى المطر ينزله من أعلى ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم
وأوهادكم (1) ثم فرقه رذاذا ووابلا وهطلا (2) لتنشفه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر
نازلا عليكم قطعة واحدة فيفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم، ثم قال عز وجل:
فاخرج به من الثمرات رزقا يعنى مما يخرجه من الأرض رزقا لكم فلا تجعلوا الله
أندادا أي أشباها وأمثالا من الأصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر ولا تقدر على

(1) هضاب جمع الهضبة: المرتفع من الأرض كالتل والجبل الصغير والأوهاد جمع
الوهدة: الأرض المنخفضة.
(2) الرذاذ: المطر الضعيف الصغار القطر كالغبار الوابل: المطر الشديد الضخم القطر.
والهطل: المطر الضعيف الدائم.
41

شئ، وأنتم تعلمون انها لا تقدر على شئ من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم
ربكم تبارك وتعالى.
53 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن
أبيه عليه السلام قال كان علي عليه السلام يقوم في المطر أول مطر يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته و
ثيابه، فيقال له: يا أمير المؤمنين الكن الكن (1) فيقول: ان هذا ماء قريب العهد بالعرش
ثم أنشأ يحدث فقال: ان تحت العرش بحرا فيه ما ينبت به أرزاق الحيوانات، فإذا أراد
الله عز وجل ان ينبت ما يشاء لهم رحمة منه أوحى الله عز وجل فمطر منه ما شاء من سماء إلى
سماء، حتى يصير إلى سماء الدنيا، فيلقيه إلى السحاب، والسحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحى
الله عز وجل إلى السحاب اطحنيه وأذيبيه ذوبان الملح في الماء، ثم انطلقي به إلى موضع
كذا عباب أو غير عباب (2) فتقطر عليهم على النحو الذي يأمره الله فليس من قطرة تقطر
الا ومعها ملك يضعها موضعها، ولم تنزل من السماء قطرة من مطر الا بقدر معدود و
وزن معلوم، الا ما كان يوم الطوفان على عهد، نوح فإنه نزل منها منهمر (3) بلا عدد ولا وزر
54 - في نهج البلاغة فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها، وأجمدها بعد رطوبة
اكنافها، فجعلها لخلقه مهادا، وبسطها لهم فراشا فوق بحر لجي (4) راكد لا يجرى، و
قائم لا يسرى. تكركره الرياح العواصف (5) وتمخضه الغمام الذوارف (6) ان في ذلك
لعبرة لمن يخشى.

(1) كن الشئ كنا وكنونا ستره في كنه وغطاه وصانه من الشمس.
(2) قال الطريحي: العباب - بالضم -: معظم الماء وكثرته وارتفاعه، وماء عباب:
يسيل سيلا لكثرته.
(3) ماء منهمر: كثير سريع الانصباب
(4) أي كثير الماء منسوب إلى اللجة وهي معظم الماء.
(5) الكركرة: تصريف الريح السحاب إذا جمعته بعد تفريق وأصله يكرر من
التكرير فأعادوا الكاف، يقال كركرت الفارس عنى أي دفعته ورددته، والرياح العواصف:
الشديدة الهبوب.
(6) مخضت اللبن: إذا حركته لتأخذ زبده. والذوارف من ذرفت عينه أي دمعت.
42

55 - في أصول الكافي باسناده إلى جابر قال نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على
محمد صلى الله عليه وآله هكذا: وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبد نافى علي (ع) فاتوا
بسورة من مثله.
56 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام. وحروف العبد ثلاثة العين، والباء،
والدال، فالعين علمه بالله تعالى، والباء بونه عما سواه، والدال دنوه من الله بلا
كيف ولا حجاب.
57 - في عيون الأخبار حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال. حدثنا
الحسين بن محمد بن عامر قال حدثنا أبو عبد الله السياري عن أبي يعقوب البغدادي قال قال
ابن السكيت لأبي الحسن الرضا عليه السلام. لماذا بعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء
والعصاء (1) وآلة السحر - وبعث عيسى بالطب وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب؟
فقال له أبو الحسن عليه السلام ان الله تعالى لما بعث موسى عليه السلام كان الأغلب على أهل عصره
السحر فأتاهم من عند الله تعالى بما لم يكن [من] عند القوم وفى وسعهم مثله، وبما أبطل
به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم، وان الله تعالى بعث عيسى عليه السلام في وقت ظهرت فيه
الزمانات (2) واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما
أحيى لهم الموتى وأبرء الأكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت به الحجة عليهم، وان الله تبارك
وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام وأظنه قال
والشعر فأتاهم من كتاب الله عز وجل ومواعظه وأحكامه ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجة
عليهم فقال ابن السكيت: تالله ما رأيت مثلك اليوم؟ قط فما الحجة على الخلق اليوم فقال عليه السلام
العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه، والكاذب على الله فتكذبه فقال له ابن السكيت
وهذا والله الجواب.
58 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن
آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام ولقد مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

(1) وفى المصدر (بالعصا ويده البيضاء)
(2) الزمانة: الآفة: تعطيل القوى.
43

بجبل وإذا الدموع تخرج من بعضه، فقال له ما يبكيك يا جبل؟ فقال يا رسول الله كان المسيح مربى
وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة، فأنا أخاف ان أكون من تلك الحجارة، قال:
لا تخف تلك الحجارة الكبريت فقر الجبل وسكن وهدأ وأجاب (1).
59 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: كلما رزقوا منها من ثمرة
رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها قال: يؤتون من فاكهة واحدة على
ألوان متشابهة.
60 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يزيد بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه قال: فلم سميت الجنة جنة؟ قال. لأنها جنينة (2) خيرة
نقية، وعند الله تعالى ذكره مرضية قال عز من قائل. وهم فيها خالدون.
61 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري
عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام. انما خلد أهل النار في النار لان
نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم
كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها ان يطيعوا الله، ابدا فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى
(قل كل يعمل على شاكلته) (3) قال. على نيته.
62 - تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عند قوله تعالى، (يوم نحشر المتقين
إلى الرحمن وفدا) (4) يذكر عليه السلام فيه أحوال المتقين بعد دخولهم الجنة وفيه ثم يرجعون
إلى عين أخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها فهي عين الحياة فلا يموتون ابدا،
63 - وفيه واما قوله، ان الله لا يستحيى ان يضرب مثلا ما بعوضة فما
فوقها فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون

(1) هدء بمعنى سكن أيضا.
(2) الجنينة: المستورة.
(3) الاسراء: 84.
(4) مريم: 85. والحديث مروى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه سئل النبي صلى الله عليه وآله
عن تفسير هذه الآية.
44

ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا فإنه قال الصادق عليه السلام
ان هذا القول من الله رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم
فقال الله عز وجل: (ان الله لا يستحيى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها).
64 - قال: وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن
خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام. ان هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
فالبعوضة أمير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والدليل على ذلك قوله:
(فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام كما اخذ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم له (واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا
ويهدى به كثيرا) فرد الله عليهم فقال: (وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله
من بعد ميثاقه في علي ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل يعنى من صله أمير المؤمنين والأئمة
عليهم السلام (ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون).
65 - في مجمع البيان روى عن الصادق عليه السلام أنه قال، انما ضرب الله المثل بالبعوضة
لان البعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين
آخرين فأراد الله سبحانه ان ينبه بذلك المؤمنين على لطف خلقه وعجيب صنعه.
66 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان
عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد بن مسلم أو أبى حمزة عن أبي عبد الله عن أبيه
عليه السلام قال: قال لي علي بن الحسين عليه السلام، يا بنى إياك ومصاحبة القاطع لرحمه فانى وجدته
ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلث مواضع قال في البقرة: الذين ينقضون عهد الله
من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل ويفسدون في الأرض أولئك
هم الخاسرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
67 - في عيون لاخبار حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر رضي الله عنه
قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن
بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن
جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين
45

ابن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عز وجل: هو الذي خلق لكم ما
في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسويهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم
قال: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا لتعتبروا به ولتتوصلوا به إلى رضوانه،
ولتتوقوا به من عذاب نيرانه، (ثم استوى إلى السماء) أخذ في خلقها واتقانها (فسويهن
سبع سماوات وهو بكل شئ عليم) ولعلمه بكل شئ علم المصالح فخلق لكم كلما في الأرض
لمصالحكم يا بني آدم.
68 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد
باسناده رفعه قال: قال علي عليه السلام لبعض اليهود: وقد سأله عن مسائل وسميت السماء سماء
لأنها وسم الماء يعنى معدن الماء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
69 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهما السلام وفيه يقول عليه السلام وقد ذكر صخرة بيت المقدس ومنها استوى ربنا إلى السماء أي
استولى على السماء والملائكة.
70 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها، وأدام
مربها، وأعصف مجريها وأبعد منشاها، فأمرها بتصفيق الماء الزخار، وإثارة موج
البحار، فمخضته مخض السقا وعصفت به عصفها بالفضاء ترد أوله على آخره. وساجيه على
مائره، حتى عب عبابه ورمى بالزبد ركامه فرفعه في هواء منفتق، وجو منفهق فسوى منه
سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا (1)

(1) أقول: قوله عليه السلام: اعتقم مهبها أي جعل هبوبها عقيما قال ابن أبي الحديد
والريح العقيم التي لا تلقح سحابا ولا شجرا وكذلك كانت تلك الرياح المشار إليها لأنه
سبحانه انما خلقها لتمويج الماء فقط وقيل إن المعنى: صار مهبها ضيقا لان الاعتقام هو أن
تحفر البئر، فإذا قربت من الماء احتفرت بئرا صغيرا بقدر ما تجد طعم الماء، فإن كان
عذبا حفرت بقيتها، فاستعير هنا من حيث ضيق المهب كما يحتفر البئر الصغير.
قوله عليه السلام: (وادام مربها) أي ملازمتها لتحريك الماء من أرب بالمكان
مثل ألب به أي لازمه.
46

71 - في عيون الأخبار حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله
البصري بايلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال:
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى
الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي
محمد بن علي قال: حدثنا أبي علي بن الحسين قال: حدثنا ابن الحسين بن علي عليهم السلام،
قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في مسجد الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام
فقال يا أمير المؤمنين انى أسئلك عن أشياء فقال سل تفقها ولا تسئل تعنتا (1) فأحدق

قوله عليه السلام: وأعصف مجراها) أي جريانها أو أسند إلى المحل مجازا من قبيل
سال الميزاب، وأبعد منشأها، أي جعل مبدئها بعيدا لا يعرف ثم سلطها على ذلك الماء.
قوله عليه السلام (فأمرها بتصفيق الماء الزخار التصفيق من صفقه إذا قلبه أو بمعنى
الضرب الذي له صوت أو من صفق الشراب إذا حوله ممزوجا عن اناء إلى آخر ليصفو. و
زخر البحر: أي مدو كثر ماؤه وارتفعت أمواجه. والزخار: فعال للمبالغة والإثارة: الهيجان.
قوله عليه السلام: (فمخضته مخض السقا...) المخض: التحريك يقال مخضت
اللبن إذا حركته لاستخراج ما فيه من الزبد، والسقاء ككساء: ما يوضع فيه الماء و
اللبن ونحوهما من جلد الغنم ونحوه ليخرج زبده وهو قريب من القربة، والتشبيه للإشارة
إلى شدة التحريك. ومعنى قوله (ع) (وعصفت به عصفها بالفضاء) معنى لطيف: يقول إن الريح
إذا عصفت بالفضاء الذي لا أجسام فيه كان عصفها شديدا لعدم المانع وهذه الريح عصفت بذلك
الماء العظيم عصفا شديدا كأنها تصعف لا ممانع لها فيه من الأجسام.
(وساجيه على مائره) الساجي: الساكن، والمائر: المتحرك.
قوله عليه السلام: (حتى عب عبابه...) عب الماء: ارتفع. وعباب كغراب:
معظم الماء وكثرته وطغيانه، والمعنى: حتى ارتفع معظمه وأعلاه، والركام: المتراكم.
قوله عليه السلام: (فرفعه في هواء...) أي رفع الله ذلك الزبد، في هواء مفتوق
أي مفتوح. والجو المنفهق: المفتوح الواسع و (المكفوف) الممنوع من السقوط والسيلان،
و (السمك): البناء.
(1) قال الطريحي: التعنت: طلب العنت وهو الامر الشاق أي لا تسألا لغير الوجه الذي
ينبغي طلب العلم له كالمغالبة والمجادلة.
47

الناس بأبصارهم فقال: أخبرني عن أول ما خلق الله تبارك وتعالى؟ فقال: خلق النور، قال:
فمم خلقت السماوات قال من بخار الماء، قال: فمم خلقت الأرض؟ قال: من زبد الماء،
قال: فمم خلقت الجبال؟ قال: من الأمواج، قال: فلم سميت مكة أم القرى؟ قال لان
الأرض دحيت من تحتها، وسأله عن السماء الدنيا مما هي؟ قال من موج مكفوف وسأله
عن طول الشمس والقمر وعرضهما؟ قال تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ، وسأله كم
طول الكوكب وعرضه؟ قال اثنا عشر فرسخا في اثنا عشر فرسخا، وسأله عن ألوان السماوات
السبع وأسمائها؟ فقال له: اسم سماء الدنيا رفيع وهي من ماء ودخان، واسم سماء الثانية
قيذوم وهي على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها الماروم وهي على لون الشبه، والسماء
الرابعة اسمها ارفلون وهي على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيعون وهي على
لون الذهب، والسماء السادسة اسمها عروس وهي من ياقوتة خضراء، والسماء السابعة
اسمها عجماء وهي درة بيضاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
72 - في نهج البلاغة فلما أمهد أرضه وأنفذ أمره اختار آدم عليه السلام خيرة من خلقه
وجعله أول جبلته.
73 - في عيون الأخبار حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه
قال حدثنا أبو سعيد النسوي قال حدثني إبراهيم بن محمد بن هارون قال حدثنا
أحمد بن الفضل البلخي قال حدثني خالي يحيى بن سعيد البلخي عن علي بن
موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طوال كث اللحية بعيد ما بين المنكبين، فسلم
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورحب به ثم التفت إلى فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة
الله وبركاته، أليس كذلك هو يا رسول الله؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بلى ثم مضى فقلت:
يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمد لله،
ان الله عز وجل قال في كتابه: انى جاعل في الأرض خليفة والخليفة المجعول فيها
آدم عليه السلام، وقال عز وجل: (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس
بالحق) فهو الثاني، وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون عليه السلام: (أخلفني
48

في قومي وأصلح) فهو هارون إذا استخلفه موسى عليه السلام في قومه وهو الثالث، وقال عز وجل
(واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر وكنت أنت المبلغ عن الله عز وجل وعن
رسوله، وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدى عنى، وأنت منى بمنزلة هارون
من موسى الا انه لا نبي بعدى، فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ، أو لا تدري
من هو؟ قلت: لا قال: ذاك أخوك الخضر عليه السلام فاعلم.
74 - وفيه في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في
العلل: وعلة الطواف بالبيت ان الله عز وجل قال للملائكة: انى جاعل في الأرض
خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فردوا على الله عز وجل هذا
الجواب فندموا، فلاذوا بالعرش فاستغفروا، فأحب الله عز وجل ان يتعبد بمثل
ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح، ثم وضع
في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء
البيت المعمور. ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به، فتاب الله عز وجل عليه فجرى ذلك في ولده
إلى يوم القيامة.
75 - في كتاب الخصال عن أبي لبابة بن عبد المنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ان يوم الجمعة سيد الأيام وأعظم عند الله تعالى من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس
خصال: خلق الله فيه آدم عليه السلام، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض. وفيه توفى الله آدم عليه السلام
76 - في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي
الحسن الأول عليه السلام: ألا تدلني على من آخذ عنه ديني؟ فقال: هذا على أن أبى أخذ بيدي
فأدخلني إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بنى ان الله عز وجل قال: (انى جاعل في الأرض
خليفة) وان الله عز وجل إذا قال قولا وفى به.
77 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي
عباد عمران ابن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام) قال: بينا أبى عليه السلام وانا في الطواف إذ أقبل
رجل شرجب من الرجال فقلت: وما الشرجب أصلحك الله قال: الطويل، فقال: السلام
49

عليكم وأدخل رأسه بيني وبين أبى قال: فالتفت إليه أبى وانا فرددنا عليه السلام ثم قال: أسئلك
رحمك الله فقال له أبى نقضي طوافنا ثم تسئلني فلما قضى أبى الطواف دخلنا الحجر فصلينا
الركعات ثم التفت فقال، أين الرجل يا بنى؟ فإذا هو وراءه قد صلى، فقال: ممن الرجل؟
قال: من أهل الشام قال ومن أي أهل الشام؟ فقال: ممن يسكن بيت المقدس، فقال: قرأت
الكتابين (1) قال: نعم قال. سل عما بدا لك. فقال: أسئلك عن بدو هذا البيت؟ وعن قوله: (ن والقلم
وما يسطرون) وعن قوله: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) (2) فقال:
يا أخا أهل الشام اسمع حديثنا ولا تكذب علينا فان من كذب علينا في شئ فقد كذب
على رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله فقد كذب على الله، ومن كذب على
الله عذبه الله عز وجل. أما بدو هذا البيت فان الله تبارك وتعالى قال للملائكة. (انى جاعل
في الأرض خليفة) فردت الملائكة على الله تعالى، فقالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء) فأعرض عنها فرأت ان ذلك من سخطه فلاذت بعرشه، فأمر الله ملكا
من الملائكة أن يجعل له بيتا في السماء السادسة يسمى الضراح، بإزاء عرشه، فصيره
لأهل السماء [يطوفون به] يطوف به سبعون ألف ملك في كل يوم لا يعودون ويستغفرون
فلما ان هبط آدم إلى السماء الدنيا أمره بمرمة هذا البيت وهو بإزاء ذلك، فصيره لآدم
وذريته كما صير ذلك لأهل السماء، قال: صدقت يا بن رسول الله. 78 - على ابن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد ابن أبي نصروا بن محبوب جميعا
عن المفضل بن صالح عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول كنت مع أبي
في الحجر فبينما هو قائم يصلى إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال:
انى أسئلك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها الا أنت ورجل آخر، قال ما هي قال: أخبرني أي شئ كان سبب
الطواف بهذا البيت؟ فقال. ان الله تعالى لما أمر الملائكة ان يسجدوا لآدم فردوا عليه فقالوا
: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قال الله عز وجل: انى اعلم مالا تعملون فغصب عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم ان يطوفوا

(1) قال الفيض (ره) في الوافي: أي التوراة والقرآن.
(2) المعارج: 25 و 26.
50

بالضراح وهو البيت المعمور ومكثوا يطوفون به سبع سنين ويستغفرون الله تعالى مما قالوا
ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضى عنهم. فهذا كان أصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذو
الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم و طهورا لهم، فقال صدقت.
79 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسين بن
موسى (1) عن زرارة قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فسألني ما عندك من أحاديث الشيعة؟ قلت:
ان عندي منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها نارا ثم أحرقها، قال ولم؟ هات ما أنكرت
منها فخطر على بالى الادمون فقال لي ما كان علم الملائكة حيث قالت. (أتجعل فيها
من يفسد فيها ويسفك الدماء).
80 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن قال، حدثنا محمد بن
الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمر وبن أبي المقدام
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام ان الله تبارك وتعالى لما أحب
أن يخلق خلقا بيده وذلك بعد مضى الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة، قال، ولما كان
من شأنه أن يخلق آدم عليه السلام للذي أزاد من التدبير والتقدير لما هو مكونه في
السماوات والأرض وعلمه لما أراد من ذلك كله كشط عن اطباق السماوات (2) ثم قال
للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس، فلما رأوا ما يعملون
فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم، وغضبوا الله
واسفوا على أهل الأرض ولم يملكوا غضبهم ان قالوا يا رب أنت العزيز القادر الجبار القاهر
العظيم الشأن، وهذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك، ويعيشون برزقك
ويستمتعون بعافيتك، وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تأسف ولا تغضب ولا تنتقم
لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك، فلما سمع الله ذلك من
الملائكة (قال إني جاعل في الأرض خليفة) لي عليهم فيكون حجة لي عليهم في ارضى على
خلقي، فقالت الملائكة سبحانك (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح
بحمدك ونقدس لك) قالوا: فاجعله منا فانا لا نفسد في الأرض ولا نسفك الدماء، قال الله جل

(1) وفى المصدر: (الحسن بن موسى) مكبرا ولكن الظاهر هو المختار.
(2) كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه.
51

جلاله: يا ملائكتي انى اعلم مالا تعلمون انى أريد أن أخلق خلقا بيدي اجعل ذريته
أنبياء مرسلين وعبادا صالحين وأئمة مهتدين اجعلهم خلفائي على خلقي في ارضى
ينهونهم عن المعاصي وينذرونهم عذ أبى، ويهدونهم إلى طاعتي، ويسلكون بهم إلى
طريق سبيلي واجعلهم حجة لي عذرا أو نذرا وأبين النسناس (1) من ارضى فأطهرها
منهم وانقل مردة الجن العصاة عن بريتي وخلقي وخيرتي واسكنهم في الهواء وفى أقطار الأرض
الا يجارون نسل خلقي: واجعل بين الجن وبين خلقي حجابا، ولا يرى نسل خلقي الجن
ولا يؤانسوهم ولا يخالطونهم ولا يجالسونهم فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم لنفسي
أسكنتهم مساكن العصاة وأوردتهم مواردهم ولا أبالي، فقالت الملائكة: يا ربنا افعل ما
شئت لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم وتمام الحديث متصلا بهذا
مذكور في الحجر عند قوله تعالى: (انى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون)
81 - وباسناده إلى يحيى بن أبي العلا الرازي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل
يقول فيه عليه السلام وقد سأله رجل فقال: وأخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق
أن يأتوه قال: فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إليه وقال: ما سألني عن مسألتك قط أحد قبلك،
ان الله عز وجل لما قال للملائكة. (انى جاعل في الأرض خليفة) ضجت الملائكة من ذلك
وقالوا يا رب ان كنت لابد جاعلا في أرضك خليفة فاجعله منا من يعمل في خلقك
بطاعتك فرد، عليهم (انى اعلم مالا تعلمون) فظنت الملائكة ان ذلك سخط من الله عز وجل
عليهم. فلاذوا بالعرش يطوفون به، فأمر الله عز وجل لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة
حمراء وأساطينه الزبرجد يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم
الوقت المعلوم.
82 - وباسناده إلى علي بن حديد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أحدهما
عليه السلام انه سئل عن ابتداء الطواف؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما أراد خلق آدم عليه السلام
قال للملائكة: (انى جاعل في الأرض خليفة) فقال ملكان من الملائكة: (أتجعل فيها من
يفسد فيها ويسفك الدماء) فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عز وجل، وكان تبارك

(1) أي أخرجهم.
52

وتعالى نوره ظاهر للملائكة، فلما وقعت الحجب بينه وبينهما علما.
أنه قد سخط قولهما، فقالا للملائكة: ما حليتنا وما وجه توبتنا؟ فقالوا: ما نعرف لكما
من التوبة الا أن تلوذا بالعرش، قال: فلاذا بالعرش حتى أنزل الله عز وجل توبتهما، ورفعت
الحجب فيما بينه وبينهما، وأحب الله تبارك وتعالى أن يعبد بتلك العبادة، فخلق الله تعالى
البيت في الأرض وجعل على العباد الطواف حوله، وخلق البيت المعمور في السماء
يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.
83 - وباسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن علي قال: قلت لأبي عبد الله (1) لم صار
الطواف سبعة أشواط؟ قال: لان الله تبارك وتعالى قال للملائكة: (انى جاعل في الأرض
خليفة) فردوا على الله تبارك وتعالى، (وقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)
قال الله: (انى اعلم مالا تعلمون) وكان لا يحجبهم عن نوره، فحجبهم عن نوره سبعة آلاف
عام، فلاذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور
الذي في السماء الرابعة، وجعله مثابة ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور،
فجعله مثابة للناس وأمنا، فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد لكل ألف سنة
شوطا واحدا.
84 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟ فقال: ان الله هو العالم
بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عز وجل: (انا كنا نستنسخ ما كنتم تعلمون) (2) وقال لأهل
النار: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون) (3) فقد علم عز وجل انه

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن
الحسين (ع) قال: قلت: لم صار الطواف، الخ) وتوافقه نسخة الوسائل وهو الصحيح ونقل
في هامشه عن بعض النسخ زيادة كلمة (لأبي) بعد لفظة (قلت) واماما تراه في المتن فهو خلاف
الظاهر لكن النسخ متوافقة عليه فتركناه على حاله.
(2) الجاثية: 29،
(3) الانعام: 28،
53

لو ردهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لما قالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك
الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون) فلم يزل الله عز وجل
علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها فتبارك الله ربنا وتعالى علوا كبيرا خلق الأشياء كما
شاء وعلمه بها سابق لها كما شاء، كذلك ربنا لم يزل [ربنا] عالما سميعا بصيرا.
85 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال
سأل أبى عليه السلام رجل وقال: حدثني عن الملائكة حين ردوا على الرب حيث غضب
عليهم وكيف رضى عنهم؟ فقال: ان الملائكة طافوا بالعرش سبع سنين يدعونه ويستغفرونه
ويسألونه ان يرضى عنهم فرضى عنهم بعد سبع سنين فقال صدقت ومضى فقال أبى عليه السلام:
هذا جبرئيل عليه السلام، اتاكم يعلمكم معالم دينكم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
86 - في مجمع البيان روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الملائكة سألت الله
تعالى ان يجعل الخليفة منهم وقالوا نحن نقدسك ونطيعك ولا نعصيك كغيرنا، قال: فلما
أجيبوا بما ذكر في القرآن علموا انهم تجاوزوا مالهم فلاذوا بالعرش استغفارا، فأمر الله
تعالى آدم بعد هبوطه ان يبنى له في الأرض بيتا يلوذ به المخطئون كما لاذ بالعرش الملائكة
المقربون، فقال الله تعالى للملائكة: انى اعرف بالمصلحة منكم وهو معنى قوله: (اعلم
مالا تعلمون).
87 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن زياد عن أيمن
بن محرز عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ان الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام أسماء
حجج الله كلها ثم عرضهم - وهم أرواح - على الملائكة فقال: (أنبئوني بأسماء هؤلاء ان
كنتم صادقين) بأنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم، (قالوا
سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم) قال الله تبارك وتعالى: يا آدم
أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بها وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا
انهم أحق بان يكونوا خلفاء الله في ارضه وحججه على بريته، ثم غيبهم عن أبصارهم و
استعبدهم بولايتهم ومحبتهم، وقال لهم: ألم أقل لكم انى أعلم غيب السماوات والأرض
واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون حدثنا بذلك أحمد بن الحسين القطان عن الحسن
54

ابن علي السكوني عن محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه
عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام.
88 - في مجمع البيان وقد روى عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال:
الأرضين والجبال والشعاب والأودية، ثم نظر إلى بساط تحته فقال: وهذا البساط مما علمه.
89 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن
فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله
مثل لي أمتي في الطين وعلمني أسمائهم كما علم آدم الأسماء كلها.
90 - محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
دالجوح (1) فيه حب مختلط، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلقى إلى علي حبة حبة ويسأله
أي شئ هذا؟ وجعل على يخبر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما ان جبرئيل أخبرني ان الله علمك
اسم كل شئ كما علم آدم الأسماء كلها.
91 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام ويقول فيها: الذي عجزت الملائكة
على قربهم من كرسي كرامته وطول ولههم إليه، وتعظيم جلال عزه وقربهم من غيب ملكوته
أن يعلموا من أمره الا ما أعلمهم، وهم من ملكوت القدس بحيث هم، ومن معرفته على
ما فطرهم عليه أن قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم، فما
ظنك أيها السائل ممن هو كذا؟.
92 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (وعلم آدم الأسماء كلها) قال: أسماء
الجبال والبحار والأودية والنبات، والحيوان، ثم قال الله عز وجل للملائكة: (أنبئوني
بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) فقالوا كما حكى الله (سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك
أنت العليم الحكيم) فقال الله: (يا آدم أنبئهم بأسمائهم) فاقبل آدم عليه السلام يخبرهم فقال الله:
ألم أقل لكم انى اعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) فجعل
آدم عليه السلام حجة عليهم.
93 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل

(1) كذا،
55

عما ندب الله الخلق إليه أدخل فيه الضلال؟ قال: نعم والكافرون دخلوا فيه، لان
الله تبارك وتعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم، فدخل في أمره الملائكة وإبليس، فان
إبليس كان مع الملائكة في السماء يعبد الله وكانت الملائكة تظن انه منهم ولم يكن
منهم، فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم اخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد،
فعلمت الملائكة عند ذلك ان إبليس لم يكن منهم فقيل له عليه السلام: فكيف وقع الامر
على إبليس وانما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم؟ فقال: كان إبليس مبهم بالولاء ولم
يكن من جنس الملائكة، وذلك أن الله خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس منهم حاكما
في الأرض، فعتوا وافسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس
ورفعوه إلى السماء، فكان مع الملائكة يعبد الله إلى أن خلق الله تبارك وتعالى آدم.
94 - وفيه حديث طويل عن العالم عليه السلام وفيه: فخلق الله آدم فبقي أربعين سنة
مصورا، وكان يمر به إبليس اللعين فيقول: لأمر ما خلقت؟ فقال العالم عليه السلام: فقال
إبليس: لان أمرني الله بالسجود لهذا لعصيته: قال ثم نفخ فيه فلما بلغت فيه الروح
إلى دماغه عطس عطسة فقال: الحمد لله، فقال الله له: يرحمك الله، قال الصادق عليه السلام
فسبقت له من الله الرحمة، ثم قال الله تبارك وتعالى للملائكة اسجدوا لآدم، فسجدوا له
فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد.
95 - في روضة الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن علي بن
حديد عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن إبليس أكان من الملائكة
أم كان يلي شيئا من أمر السماء؟ فقال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر
السماء ولا كرامة، فأتيت الطيار فأخبرته بما سمعت فأنكره وقال: كيف لا يكون من
الملائكة والله عز وجل يقول: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا إبليس
ودخل عليه الطيار وسأله وانا عنده فقال له: جعلت فداك أرأيت قوله عز وجل:
(يا أيها الذين آمنوا) في غير مكان من مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذا المنافقون؟
قال: نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.
96 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل
56

قال: كان الطيار يقول لي إبليس ليس من الملائكة، وانما أمرت الملائكة بالسجود
لآدم فقال إبليس: لا أسجد فما لإبليس يعصى حين لم يسجد، وليس هو من الملائكة،
قال: فدخلت أنا وهو على أبى عبد الله عليه السلام قال: فأحسن والله في المسألة، فقال:
جعلت فداك أرأيت ما ندب الله عز وجل إليه المؤمنين من قوله (يا أيها الذين آمنوا)
ادخل في ذلك المنافقون معهم؟ قال: نعم والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة وكان
إبليس ممن أقر بالدعوة الظاهرة معهم.
97 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إن الملائكة كانوا يحسبون ان إبليس
منهم وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب، فقال:
خلقتني من نار وخلقته من طين).
98 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عمن أخبره عن علي بن جعفر قال:
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله تيما وعديا وبنى أمية يركبون
منبره أفظعه (1) فأنزل الله تبارك وتعالى وقرآنا يتأسى به: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا
لآدم فسجدوا الا إبليس أبى) ثم أوحى إليه يا محمد انى أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت
إذا أمرت فلم تطع في وصيتك.
99 - وباسناده إلى موسى بن بكر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الكفر و
الشرك أيهما أقدم؟ قال: فقال لي: ما عهدي بك تخاصم الناس (2) قلت: أمرني هشام
بن سالم أن أسألك عن ذلك، فقال لي: الكفر أقدم وهو الجحود، قال الله عز وجل:
(الا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)،
100 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه
عن آبائه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي
عليه السلام في كلام طويل. هذا آدم أسجد الله له ملائكته فهل فعل بمحمد شيئا من هذا؟

(1) فظع فلان بالامر: هاله وغلبه فلم يثق بأن يطيقه،
(2) أي ما كنت أظن انك تخاصم الناس أولم يكن قبل هذا ممن يخاصم المخالفين
قاله المجلسي (ره)،
57

فقال له علي عليه السلام. لقد كان كذلك ولئن أسجد الله لآدم ملائكته فان سجودهم لم يكن سجود
طاءة، انهم عبدوا آدم من دون الله عز وجل ولكن اعترافا لآدم بالفضيلة، ورحمة من الله له ومحمد
صلى الله عليه وآله وسلم اعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله عز وجل صلى في جبروته والملائكة بأجمعها،
وتعبد المؤمنون بالصلاة عليه، فهذه زيادة له يا يهودي.
101 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه. ان الله تبارك
وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا واكراما، وكان
سجودهم لله تعالى عبودية، ولآدم اكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل
من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون.
102 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول
عليه السلام بعدان ذكر وفاة آدم عليه السلام وهبة الله حتى إذا بلغ الصلاة عليه، قال هبة الله. يا جبرئيل
تقدم فصل على آدم، فقال له جبرئيل عليه السلام. يا هبة الله ان الله أمرنا ان نسجد لأبيك في
الجنة، فليس لنا ان نؤم أحدا من ولده.
103 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال
لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله وحضرت الصلاة اذن جبرئيل وأقام الصلاة، فقال:
يا محمد تقدم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله. تقدم يا جبرئيل فقال له. انا لا نتقدم على الآدميين
منذ أمرنا بالسجود لآدم.
104 - وباسناده إلى محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما سمى آدم آدم
لأنه خلق من أديم الأرض (1).
105 - وباسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اخبرني
عن آدم لم سمى آدم؟ قال لأنه من طين الأرض وأديمها.
106 - في عيون الأخبار عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه. وسأله
لم سمى آدم آدم؟ قال: لأنه خلق من أديم الأرض، وسأله عن اسم إبليس ما كان في

(1) أديم الأرض: وجهها،
58

السماء؟ فقال: كان اسمه الحارث، وسأله عن أول من كفروا نشأ الكفر؟ فقال: إبليس لعنه الله
107 - في كتاب التوحيد عن أبي جعفر (ع) حديث طويل يقول في آخره لعلك
ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد؟ أو ترى ان الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله
لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدمين
وقد سبق في الفاتحة.
108 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى العباس بن هلال عن أبي الحسن
الرضا (ع) انه ذكران اسم إبليس الحارث، وانما قول الله عز وجل: يا إبليس يا عاصي، وسمى
إبليس لأنه أبلس من رحمة الله عز وجل.
109 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله (ع) قال: الآباء ثلاثة: آدم ولد مؤمنا،
والجان ولد مؤمنا وكافرا، وإبليس ولد كافرا وليس فيهم نتاج، انما يبيض ويفرخ، وولده
ذكور ليس فيهم إناث.
110 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت
مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون. يا ابن رسول الله أليس من قولك ان
الأنبياء معصومون؟ قال، بلى، فما معنى قول الله عز وجل وعصى آدم ربه فغوى
فقال عليه السلام ان الله تبارك وتعالى قال لآدم عليه السلام، أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا
منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة وأشار لهما إلى شجرة الحنطة
فتكونا من الظالمين ولم يقل لهما ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها،
فلم يقربا تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال ما نهاكما
ربكما عن هذه الشجرة وانما نهاكما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها
الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين
ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدلاهما بغرور فأكلا منها
ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول
النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم،
فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تبارك و
59

تعالى، (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) وقال عز وجل (ان الله
اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).
111 - في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن سلم بن شهاب قال، سئل علي بن
الحسين عليه السلام أي الأعمال أفضل عند الله عز وجل؟ فقال: مامن عمل بعد معرفة الله عز وجل
ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من بغض الدنيا وان لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا
فأول ما عصى الله به الكبر وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثم
الحرص هي معصية آدم وحوا حين قال الله عز وجل لهما: (كلا منها رغدا حيث شئتما
ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فأخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك
على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به إليه.
112 - في عيون الأخبار باسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت
للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي اكل منها آدم وحوا ما كانت؟ فقد
اختلف الناس فيها فمنهم من يروى انها الحنطة، ومنهم من يروى انها العنب، ومنهم
من يروى انها شجرة الحسد؟ فقال: كل ذلك حق، قلت: فما معنى هذه الوجوه على
اختلافها؟ فقال: يا أبا الصلت ان شجرة الجنة تحمل أنواعا، وكانت شجرة الجنطة
وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا، وان آدم لما أكرمه الله تعالى ذكره باسجاد ملائكته
له وبادخال الجنة، قال في نفسه، هل خلق الله بشرا أفضل منى؟ فعلم الله عز وجل
ما وقع في نفسه، فناداه ارفع رأسك يا آدم وانظر إلى ساق عرشي، فرفع آدم رأسه
فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن
أبي طالب أمير المؤمنين، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة، فقال آدم عليه السلام: يا رب من هؤلاء؟ فقال عز وجل: هؤلاء من
ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار،
ولا السماء ولا الأرض، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان
حتى اكل من الشجرة التي نهى عنها، وتسلط على حوا لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد حتى
اكلت من الشجرة كما اكل آدم، فأخرجهما الله تعالى من جنته واهبطهما عن جواره إلى الأرض.
113 - في مجمع البيان: (ولا تقربا هذه الشجرة) أي لا تأكلا منها، وهو المروى
60

عن الصادق، وقيل: هي شجرة الكافور يروى عن علي عليه السلام
114 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما
مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين)
قال: فهبط آدم على الصفا وانما سميت الصفا لان صفوة الله هبط عليها، ونزلت حوا على
المروة، وانما سميت المروة لأن المرأة نزلت عليها، فبقي آدم أربعين صباحا ساجدا
يبكى على الجنة، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا آدم ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من
روحه، وأسجد لك ملائكته؟ قال: بلى، قال: وأمرك ان لا تأكل من الشجرة فلم عصيته؟
قال: يا جبرئيل ان إبليس حلف لي بالله انه لي ناصح، وما ظننت ان خلقا خلقه الله
يحلف بالله كاذبا.
115 - قال: وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبن مسكان عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم عليه السلام، فجمع فقال له
موسى: يا أبت ألم يخلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته؟ وأمرك
ان لا تأكل من الشجرة فلم عصيته؟ قال. يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في
التوراة؟ قال: ثلثين الف سنة (1) قال. قال فهو ذلك، قال الصادق عليه السلام فحج آدم
موسى عليه السلام (2)
116 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام
أنه قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسايل، فكان فيما
سأله أنه قال له: لأي شئ فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلثين يوما، و

(1) وفى نسخة البحار: بثلاثين سنة).
(2) قال المجلسي (ره) في بيان الحديث ما لفظه: وجدان الخطيئة قبل الخلق اما
في عالم الأرواح بأن يكون روح موسى (ع) اطلع على ذلك في اللوح) أو المراد انه وجد
في التوراة ان تقدير خطيئة آدم (ع) كان قبل خلقه بثلاثين سنة. وقوله (ع) فحج أي غلب
عليه في الحجة وهذا يرجع إلى القضاء والقدر.
61

فرض الله على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله، ان آدم عليه السلام لما أكل من
الشجرة بقي في بطنه ثلثين يوما، ففرض الله على ذريته ثلثين يوما الجوع والعطش،
والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم، وكذلك على آدم.
117 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن عثمان عن الحسن بن بشار عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: سألته عن جنة آدم؟ فقال جنة من جنان الدنيا، يطلع عليها الشمس و
القمر، ولو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبدا.
118 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن الحسين بن ميسر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جنة آدم، فقال جنة
من جنات الدنيا يطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج
منها أبدا.
119 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن واصل
ابن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أمر الله ولم
يشأ وشاء ولم يأمر، أمر إبليس أن يسجد لآدم وشاء أن لا يسجد، ولو شاء لسجد، ونهى
آدم عن أكل الشجرة وشاء ان يأكل منها، ولو لم يشأ لم يأكل.
120 - علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد الهمداني ومحمد بن الحسن
عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام
قال: إن لله إرادتين ومشيتين، إرادة حتم وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء، ويأمر وهو
لا يشاء، أوما رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك ولو لم يشأ ان
يأكلا لما غلبت مشيتهما مشية الله، وأمر إبراهيم أن يذبح إسحاق ولم يشأ أن يذبحه،
ولو شاء لما غلبت مشية إبراهيم مشية الله.
121 - في نهج البلاغة قال عليه السلام بعد ان ذكر آدم عليه السلام: فأهبطه بعد التوبة
ليعمر أرضه بنسله، وليقيم الحجة به على عباده.
62

122 - وفيه أيضا: ثم أسكن الله سبحانه آدم دارا أرغد فيها عيشته، وأمن
فيها محلته (1) وحذره إبليس وعداوته، فاغتره عدوه نفاسة عليه بدار المقام، ومرافقة
الأبرار، فباع اليقين بشكه، والعزيمة بوهنه، واستبدل بالجزل (2) وجلا، وبالاغترار
ندما، ثم بسط الله سبحانه له في توبته، ولقاه كلمة رحمته، ووعده المرد إلى جنته،
فاهبطه إلى دار البلية وتناسل الذرية.
123 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن الصادق عليه السلام وفى آخره
فقال الله لهما: اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين
قال: إلى يوم القيامة.
124 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن
مقاتل بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام كم كان طول آدم حين هبط به إلى الأرض
وكم كان طول حوا؟ قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام ان الله عز وجل لما أهبط آدم و
زوجته حوا عليهما السلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا، ورأسه دون أفق السماء، و
انه شكا إلى الله عز وجل ما يصيبه من حر الشمس، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام
ان آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس، فاغمزه غمزة (3) وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه،
وأغمز حوا غمزة فصير طولها خمسة وثلثين ذراعا بذراعها (4)

(1) الرغد: النفع الواسع الكثير الذي ليس فيه عناء، والعيشة مصدر عاش يعيش وهو
الحياة وما يعاش به من الرزق والطعام والخبز. ومحلة القوم: منزلهم. أي جعله فيها في
عيشة واسعة وامن من الآفات.
(2) الجذل: الفرح.
(3) غمزه: كبسه بيده أي مسه بيده ولينه.
(4): اعلم أن هذا الخبر من مشكلات الاخبار ومعضلات الآثار، وقد ذكر في البحار
في شرحه كلاما طويلا يطول المقام بذكره فراجع ج 5: 34 من الطبعة القديمة و ج 11:
127 من الحديثة.
63

125 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى
لما اهبط آدم عليه السلام من الجنة أهبط على ابن قبيس، فشكا إلى ربه عز وجل الوحشة
فإنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة، فاهبط الله تعالى عليه ياقوتة حمراء، فوضعها
في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان ضوئها يبلغ موضع الاعلام، فعلمت
الاعلام على ضوئها [فجعله الله حرما] وباسناده إلى صفوان بن يحيى عن أبي الحسن
عليه السلام مثله.
126 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وسأله عن أكرم واد على وجه
الأرض؟ فقال: واد يقال له سرانديب، سقط فيه آدم من السماء.
127 - في كتاب الخصال عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبى عبد الله
عليه السلام قال: البكاؤن خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن
الحسين عليهم السلام، فاما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية
(الحديث).
128 - عن أبي لبابة عن عبد المنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة
سيد الأيام، خلق الله فيه آدم، واهبط فيه آدم إلى الأرض.
129 - عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: انما كان لبث
آدم وحوا في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى اهبطهما تعالى
من يومهما ذلك.
130 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال. نخر إبليس نخرتين (1) حين اكل آدم من الشجرة
حين اهبط به من الجنة.
131 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي
عبد الله قال، سمى الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه، فقطع للجبل اسم من اسم
آدم عليه السلام، وهبطت حوا على المروة وانما سميت المروة مروة لأن المرأة هبطت عليها
فقطع للجبل اسم من اسم المرأة.

(1) نخر الانسان والفرس: مد الصوت والنفس في خياشيمه:
64

132 - وباسناده إلى أبى خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن آدم انزل
فنزل في الهند.
133 - وباسناده إلى علي بن حسان الواسطي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: اهبط الله آدم من الجنة على الصفا وحوا على المروة، وقد كانت امتشطت
في الجنة، فلما صارت في الأرض قالت: ما أرجو من المشط وانا مسخوط على فحلت
مشطتها فانتشر من مشطها العطر الذي كانت امتشطت به في الجنة، فطارت به الريح
فألقت أثره في الهند، فلذلك صار العطر بالهند،
134 - وفى حديث آخر انها حلت عقيصتها (1) فأرسل الله عز وجل على ما كان فيها
من ذلك الطيب ريحا فهبت به في المشرق والمغرب.
135 - أبى (ره) قال: حدثنا علي بن سليمان الرازي (2) قال: حدثنا محمد بن
الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: كيف
كان أول الطيب؟ قال: فقال لي: ما يقول من قبلكم فيه؟ قلت: يقولون: ان آدم
لما هبط إلى ارض الهند فبكى على الجنة فسالت دموعه فصارت عروقا في الأرض،
فصارت طيبا، فقال: ليس كما يقولون ولكن حوا كانت تغلفت قرونها (3) من أطراف
شجر الجنة، فلما هبطت إلى الأرض وبليت بالمعصية رأت الحيض فأمرت بالغسل، فنفضت
قرونها (4) فبعث الله عز وجل ريحا طارت به وحفظته (5) فذرت حيث شاء الله عز وجل
فمن ذلك الطيب.
136 - وباسناده إلى عمر بن علي عن أبيه بن أبي طالب عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله سئل
مما خلق الله عز وجل الكلب؟ قال: خلقه من بزاق إبليس، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟

(1) العقيصة: المنسوجة من شعر الرأس.
(2) وفى نسخة البحار (الزراري) أي المنسوب إلى زرارة بن أعين ولعله الصحيح.
(3) أي تلطخها. والقرن: القطعة الملتفة من الشعر.
(4) أي حركتها.
(5) وفى نسخة البحار (وخفضته).
65

قال: لما اهبط الله عز وجل آدم وحوا إلى الأرض اهبطهما كالفرخين (1) المرتعشين فعدا
إبليس الملعون إلى السباع وكانوا قبل آدم في الأرض: فقال لهم: ان طيرين قد وقعا من
السماء لم ير الراؤن أعظم منهما، تعالوا فكلوهما، فتعادت السباع معه وجعل إبليس بحثهم
ويصيح ويعدهم بقرب المسافة، فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق. فخلق الله عز وجل
من ذلك البزاق كلبين أحدهما ذكر والآخر أنثى، فقاما حول آدم وحوا الكلبة بجدة
والكلب بالهند، فلم يتركوا (2) السباع أن يقربوهما، ومن ذلك اليوم الكلب عدو السبع
والسبع عدو الكلب.
137 - وباسناده إلى زيد بن علي عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله ان الله عز وجل حين أمر آدم ان يهبط هبط آدم وزوجته، وهبط إبليس ولا زوجة له،
وهبط الحية ولازوج لها، فكان أول من يلوط بنفسه إبليس لعنه الله، فكانت ذريته من نفسه،
وكذلك الحية وكانت ذرية آدم من زوجته، فأخبرهما انهما عدوان لهما.
138 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما اهبط الله تعالى آدم من
الجنة اهبط معه مائة وعشرين قضيبا، منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها، وأربعون
منها ما يؤكل داخلها ويرمى خارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى داخلها،
وغرارة (3) فيها بذر كل شئ من النبات.
139 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الطفيل عامر بن
واثلة عن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسايل: يا يهودي اما
أول حجر وضع على وجه الأرض فان اليهود يزعمون أنها صخرة بيت المقدس وكذبوا،
ولكنه الحجر الأسود الذي نزل به آدم عليه السلام معه من الجنة، وأول شجرة نبتت على
وجه الأرض فان اليهود يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا ولكنها نخلة من العجوة، نزل بها
آدم عليه السلام معه من الجنة وبالفحل.

(1) الفرخ. ولد الطاير.
(2) فلم يتركا، ظ.
(3) الغرارة - بالكسر - الجوالق.
66

140 - وباسناده إلى يحيى المديني عن أبي عبد الله عن علي عليهما السلام مثله الا ذكر الفحل.
وباسناده إلى الحكم بن مسكين الثقفي عن صالح عن جعفر بن محمد عن علي عليه السلام
مثله الا ذكر الفحل أيضا.
141 - في الكافي باسناده إلى مسمع عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما هبط آدم إلى
الأرض احتاج إلى الطعام والشراب، فشكى إلى جبرئيل فقال له جبرئيل: يا آدم كن حراثا،
قال: فعلمني دعاء قال: قل (اللهم اكفني مؤنة الدنيا وكل هول دون الجنة وألبسني العافية
حتى تهينني المعيشة).
142 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم صاحب
الشعير عن كثير بن كلثمة عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل فتلقى آدم من ربه كلمات
قال (لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين
لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني وأنت
ارحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب على
انك أنت التواب الرحيم.)
143 - وفى رواية أخرى وقوله عز وجل: (فتلقى آدم من ربه كلمات) قال: سأله
بحق محمد وعلى والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام.
144 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا -
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته ان قال:
(اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد لما (غفرت لي) فغفر الله له والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
145 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي سعيد المدائني يرفعه في قول
الله عز وجل: (فتلقى آدم من ربه كلمات) قال: سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن
والحسين عليهم السلام.
146 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل فيه يقول عليه السلام بعد ان ذكران آدم وحوا تمنيا منزلة أهل البيت عليهم السلام فلما أراد الله عز وجل
67

أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل عليه السلام فقال لهما: إنكما انما ظلمتما أنفسكما بتمني
منزلة من فضل عليكما فجزائكما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز وجل إلى
أرضه، فسلا ربكما بحق الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما،
فقالا: (اللهم انا نسئلك بحق الأكرمين عليك محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والأئمة
الا تبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما انه هو التواب الرحيم.
147 - في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات
التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟ قال سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين
الا تبت على فتاب عليه.
148 - عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله
تعالى: (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها
آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: (يا رب أسئلك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين
الا تبت على فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم.
149 - عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام
قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل ان يخلق السماوات والأرض
والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار إلى أن قال. حتى أخرجه من صلب
عبد الله ابن عبدا لمطلب، فأكرمه بست كرامات ألبسه قميص الرضا ورداه رداء الهيبة
وتوجه بتاج الهداية والبسه سراويل المعرفة وجعل تكته تكة المحبة يشد بها
سراويله، وجعل نعله نعل الخوف، وناوله عصاء المنزلة، ثم قال الله عز وجل يا محمد اذهب
إلى الناس فقل لهم: قولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان أصل ذلك القميص من ستة أشياء
قامته من الياقوت وكماه من اللؤلؤ، ودخر يصيه (1) من البلور الأصفر وإبطاه عن الزبرجد
وجربانه (2) من المرجان الأحمر وجيبه من نور الرب جل جلاله فقبل الله عز وجل
توبة آدم بذلك القميص ورد خاتم سليمان به ورد يوسف إلى يعقوب به ونجى يونس

(1) الدخريصة من القميس: ما يوصل به البدن ليوسعه:
(2) الجربان من القميس: طوقه.
68

من بطن الحوت به وكذلك ساير الأنبياء عليهم السلام نجاهم من المحن به ولم يكن ذلك القميص
الاميص محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
150 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى فرات ابن أحنف عن أبي جعفر الباقر
عليه السلام قال لولا أن آدم أذنب ما أذنب مؤمن أبدا ولولا أن الله عز وجل تاب على آدم ما تاب
على مذنب أبدا.
151 - وباسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب
عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل. واما
صلاة العصر فهي الساعة التي أكل آدم فيها من الشجرة، فأخرجه الله من الجنة. فأمر الله عز وجل
ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لامتي فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل وأوصاني
ان احفظها من بين الصلوات واما صلاة المغرب فهي ساعة التي تاب الله عز وجل فيها على آدم وكان
بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه ثلاثمأة سنة من أيام الدنيا وفى أيام الآخرة يوم كألف
سنة ما بين العصر والعشاء فصلى آدم ثلث ركعات ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حوا،
وركعة لتوبته فافترض الله عز وجل هذه الثلث ركعات على أمتي وهي الساعة التي يستجاب
فيها الدعاء فوعدني ربي عز وجل أن يستجيب لمن دعاه فيها.
152 - وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله (ع) قال إن الله تبارك وتعالى
لما أراد أن يتوب على آدم عليه السلام أرسل إليه جبرئيل فقال له السلام عليك يا آدم الصابر على بليته
التائب عن خطيئته ان الله تبارك وتعالى بعثني إليك لأعلمك المناسك التي يريد أن يتوب عليك
بها، واخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتى أتى البيت فنزلت عليه غمامة من السماء فقال له جبرئيل
خط برجلك حيث أظلك هذا الغمام ثم انطلق به حتى اتى به إلى منى فأراه موضع مسجد منى فخطه
وخط المسجد الحرام بعد ما خطه مكان البيت ثم انطلق به إلى عرفات فاقامه على العرفة وقال له:
إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات، ففعل ذلك آدم صلى الله عليه وآله، ولذلك سمى المعترف،
لان آدم عليه السلام اعترف عليه بذنبه، فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف
أبوهم، ويسئلون الله عز وجل التوبة كما سألها أبوهم آدم، ثم أمره جبرئيل عليه السلام فأفاض
من عرفات، فمر على الجبال السبعة، فأمره ان يكبر على كل جبل أربع تكبيرات،
69

ففعل ذلك آدم ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل، فجمع فيها بين صلاة المغرب وبين صلاة العشاء
فلذلك سميت جمعا لان آدم جمع فيها بين الصلاتين، فوقت العتمة تلك الليلة ثلث الليل
في ذلك الموضع ثم أمره ان ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح ثم أمره أن
يصعد على الجبل جبل جمع، وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات، ويسئل
الله عز وجل التوبة والمغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، وانما جعل
اعترافين ليكون سنة في ولده فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعا فقد وفى بحجه فأفاض
آدم من جمع إلى منى، فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلى ركعتين في مسجد منى، ثم أمره
أن يقرب إلى الله عز وجل قربانا ليتقبل الله منه، ويعلم ان الله قد تاب عليه، ويكون سنة
في ولده القربان فقرب آدم عليه السلام قربانا فقبل الله منه قربانه، وأرسل الله عز وجل نارا من
السماء فقبضت قربان آدم، فقال له جبرئيل، ان الله تبارك وتعالى قد أحسن إليك إذ علمك
المناسك التي تاب عليك بها، وقبل قربانك فأحلق رأسك تواضعا لله عز وجل إذ قبل قربانك
فحلق آدم رأسه تواضعا لله تبارك وتعالى، ثم اخذ جبرئيل بيد آدم فانطلق به إلى البيت،
فعرض له إبليس عند جمرة العقبة، فقال له: يا آدم أين تريد؟ قال جبرئيل: يا آدم ارمه بسبع
حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، فذهب إبليس
ثم أخذ بيده في اليوم الثاني فانطلق به إلى الجمرة الأولى، فعرض له إبليس فقال له: ارمه
بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ثم عرض له عند
الجمرة الثانية، فقال له: يا آدم أين تريد؟ فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع
كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له:
يا آدم أين تريد - فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل
ذلك آدم عليه السلام فذهب إبليس ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع فذهب إبليس فقال له
جبرئيل: انك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا، ثم انطلق به إلى البيت فأمره ان يطوف بالبيت
سبع مرات، ففعل ذلك آدم فقال له جبرئيل: ان الله تبارك وتعالى قد غفر لك وقبل توبتك
وحلت لك زوجتك.
153 - وباسناده إلى أبى خديجة عن أبي عبد الله (ع) قال سئل أبى (ع) رجل وقال حدثني
70

عن رضا الرب عن آدم عليه السلام، فقال: ان آدم انزل فنزل في الهند وسئل ربه عز وجل هذا البيت
فأمره ان يأتيه فيطوف به أسبوعا ويأتي منى وعرفات، فيقضى مناسكه كلها فجاء من
الهند فكان موضع قدميه حيت يطأ عليه عمران، وما بين القدم إلى القدم صحارى ليس
فيها شئ، ثم جاء إلى البيت فطاف أسبوعا وأتى مناسكه فقضيها كما أمره الله فقبل الله
منه التوبة وغفر له، قال: فجعل طواف آدم عليه السلام لما طافت الملائكة بالعرش سبع سنين.
فقال جبرئيل عليه السلام. هنيئا لك يا آدم لقد غفر لك لقد طفت بهذا البيت قبلك بثلاثة آلاف
سنة، فقال آدم عليه السلام. يا رب اغفر لي، ولذريتي من بعدى، فقال: نعم من آمن منهم بي
وبرسلي فقال: صدقت ومضى فقال أبى عليه السلام، هذا جبرئيل عليه السلام أتاكم يعلمكم معالم
دينكم؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
154 - في عيون الأخبار عن علي عليه السلام حديث طويل وفيه: وسأله كم كان
عمر آدم عليه السلام قال: تسعمائة سنة وثلاثون سنة.
155 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن
أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: عاش أبو البشر آدم عليه السلام سبعمائة وثلثين سنة
قال عز من قائل يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم
156 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه
عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه، ويعقوب هو إسرائيل ومعنى إسرائيل عبد الله
لان اسرا هو عبد وايل هو الله عز وجل.
157 - وروى في خبر آخران اسرا هو القوة وايل هو الله عز وجل فمعنى إسرائيل
قوة الله.
158 - في عيون الأخبار باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه
وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟ فقال يوشع بن نون وهو ذو الكفل، ويعقوب و
هو إسرائيل.
159 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أنزل الله عز وجل وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم والله لقد خرج آدم من الدنيا
71

وقد عاهد [قومه] على الوفاء لولده شيث فما وفى له ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد
قومه على الوفاء لوصيه سام فما وفت أمته، ولقد خرج إبراهيم من الدنيا وعاهد قومه
على الوفاء لوصيه إسماعيل فما وفت أمته، ولقد خرج موسى من الدنيا وعاهد قومه على
الوفاء لوصيه يوشع بن نون فما وفت أمته، ولقد رفع عيسى بن مريم إلى السماء وقد
عاهد قومه على الوفاء لوصيه شمعون بن حمون الصفا فما وفت أمته وانى
مفارقكم عن قريب وخارج من بين أظهركم ولقد عهدت إلى أمتي في [عهد]
علي بن أبي طالب، وانها (1) لراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيي وعصيانه
الا وانى مجدد عليكم عهدي في علي، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، (ومن
أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجر عظيما) أيها الناس ان عليا امامكم من بعدى
وخليفتي عليكم، وهو وصيي ووزيري وأخي وناصري وزوج ابنتي وأبو ولدي وصاحب
شفاعتي وحوضي (2) من عصى عليا فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع
عليا فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله عز وجل، يا أيها الناس من رد على على
في قول أو فعل فقد رد على فمن رد على فقد رد على الله فوق عرشه، أيها الناس من اختار
منكم على على إماما فقد اختار على نبيا، ومن اختار على نبيا فقد اختار على الله
عز وجل ربا، أيها الناس ان عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ومولى المؤمنين،
وليه وليي ووليي ولى الله، وعدوه عدوي وعدوي عدو الله عز وجل، أيها الناس أوفوا
بعهد الله في علي يوف لكم بالجنة يوم القيامة.
160 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سماعة
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (وأوفوا بعهدي) قال، قال: بولاية أمير المؤمنين عليه السلام
(أوف بعهدكم) أوف لكم بالجنة.

(1) الضمير يرجع إلى الأمة.
(2) وزاد في المصدر بعد قوله (وصاحب شفاعتي وحوضي.): ولوائي، من
أنكره فقد أنكرني: ومن أنكرني فقد أنكر الله عز وجل ومن أقر بإمامته فقد أقر بنبوتي،
ومن أقر بنبوتي فقد أقر بوحدانية الله عز وجل: أيها الناس من عصى علبا... اه.
72

161 - أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن محمد عن الخشاب
قال: حدثنا بعض أصحابنا عن خيثمة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام، يا خيثمة نحن
عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن خفرها (1) فقد خفر ذمة الله وعهده، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
162 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن جميل
عن أبي عبد الله عليه السلام قال له رجل، جعلت فداك ان الله يقول، (ادعوني استجب لكم)
وانا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال لأنكم لا تفون بعهده، وان الله يقول، (أوفوا بعهدي أوف
بعهدكم) والله لو وفيتم لله لوفى الله لكم.
قال عز من قائل ولا تكونوا أول كافر به ولا تشركوا بآياتي ثمنا قليلا.
163 - في مجمع البيان روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من سن سنة حسنة فله أجرها
واجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها
إلى يوم القيامة.
164 - وروى عن أبي جعفر في هذه الآية قال: كان حي بن اخطب وكعب بن الأشرف
وآخرون من اليهود لهم مأكلة على اليهود في كل سنة، فكرهوا بطلانها بأمر النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فحرفوا لذلك آيات، من التوراة فيها صفته وذكره، فذلك الثمن الذي
أريد في الآية،
165 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى زرارة بن أعين عن أبي جعفر
عليه السلام قال: فلت له المرأة عليها اذان وإقامة؟ فقال، إن كانت تسمع اذان القبيلة فليس
عليها شئ، والا فليس عليها أكثر من الشهادتين، لان الله تبارك وتعالى قال للرجال
أقيموا الصلاة وقال للنساء. (وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله) والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
166 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن إسحاق بن المبارك

(1) خفره: نقض عهده وغدر به.
73

قال، سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن صدقة الفطرة أهي مما قال الله (أقيموا الصلاة وآتوا
الزكاة)؟ فقال: نعم.
167 - في عيون الأخبار في العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام قال
فان قال: فلم أمروا الصلاة؟ قيل، لان الصلاة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام لان فيه خلع الأنداد
والقيام بين يدي الجبار بالذل والاستكانة، والخضوع والاعتراف وطلب الإقالة من
سالف الزمان، ووضع الجبهة على الأرض كل يوم وليلة، ويكون العبد ذاكرا لله تعالى
غير ناس له، ويكون خاشعا وجلا متذللا طالبا راغبا في الزيادة للدين والدنيا، مع ما فيه
من الانزجار عن الفساد، وصار ذلك عليه في كل يوم وليلة، لئلا ينسى العبد مدبره وخالقه،
فيبطر (1) ويطغى، وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدي ربه زجرا له عن المعاصي،
وحاجزا ومانعا عن أنواع الفساد.
168 - في من لا يحضره الفقيه وكتب الرضا علي بن موسى عليهما السلام إلى محمد بن
سنان فيما كتب إليه من جواب مسائله ان علة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين
أموال الأغنياء، لان الله عز وجل كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما
قال الله: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) في أموالكم اخراج الزكاة، وفى أنفسكم
توطين النفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل، والطمع في الزيادة
مع ما فيه من الزيادة والرأفة والرحمة لأهل الضعف، والعطف على أهل المسكنة والحث
لهم على المواساة وتقوية الفقراء، والمعونة لهم على أمر الدين وهو عظة لأهل الغنى،
وعبرة لهم ليستدلوا على فقراء الآخرة بهم، وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله عز وجل
لما خولهم وأعطاهم، والدعاء والتضرع والخوف من أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة، في
أداء الزكاة والصدقات، وصلة الأرحام واصطناع المعروف.
169 - في عيون الأخبار باسناده إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: إن الله عز وجل أمر
بثلاثة يقرون (ظ يقرن) بها ثلاثة أمر بالصلاة والزكاة، فمن صلى ولم يزك لم تقبل صلاته (الحديث)
170 - في مجمع البيان روى انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مررت ليلة

(1) بطر بطرا: طغى بالنعمة وما قام بحقها.
74

اسرى بي على أناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال
هم خطباء من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.
171 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام من لم ينسلخ من هوا جسه (1) ولم
يتخلص من آفات نفسه وشهواتها، ولم يهزم الشيطان ولم يدخل في كنف الله تعالى و
توحيده وأمان عصمته لا يصلح له الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لأنه إذا لم يكن
بهذه الصفة فكلما أظهر [أمرا] يكون حجة عليه، ولا ينتفع الناس به، قال الله تعالى:
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ويقال له يا خائن أتطالب خلقي بما خنت به
نفسك، وأرخيت عنه عنانك؟
172 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)؟
قال نزلت في القصاص والخطاب، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام وعلى كل منبر منهم خطيب
مصقع (2) يكذب على الله وعلى رسوله وعلى كتابه.
173 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال في قول الله عز وجل:
(فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: يا أبا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.
174 - وباسناده إلى خيثمة قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام أبلغ شيعتنا ان أعظم الناس
حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.
175 - وباسناده إلى ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعظم الناس حسرة يوم
القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.
176 - وباسناده إلى قتيبة الأعشى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من أشد الناس عذابا
يوم القيامة من وصف عدلا وعمل بغيره.
177 - وباسناده إلى معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أشد الناس حسرة يوم
القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره.

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (هوى حبه) وهو مصحف والهواجس
جمع الهاجس: ما وقع في جلدك.
(2) خطيب مصقع أي بليغ.
75

178 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله
بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب
ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل مما خلق الله عز وجل العقل؟ قال: خلقه ملك له رؤس بعدد الخلائق،
من خلق ومن يخلق إلى يوم القيامة، ولكل رأس وجه ولكل آدمي رأس من رؤس العقل
واسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب، وعلى كل وجه ستر ملقى لا يكشف (1)
ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ويبلغ حد الرجال أو حد النساء، وإذا
بلغ كشف ذلك الستر، فيقع في قلب هذا الانسان نور، فيفهم الفريضة والسنة، والجيد و
الردى ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت.
179 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال الصادق عليه السلام: موضع العقل الدماغ
الا ترى الرجل إذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغك، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
180 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن بعض
أصحابنا رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن و
اكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ قال: تلك النكري تلك الشيطنة،
وهي شبيهة العقل وليست بالعقل.
181 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن طلحة قال أبو عبد الله عليه السلام (الصبر) هو الصوم
182 - في الكافي على عن أبيه عن أبن أبى عمير عن سليمان عمن ذكره عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله عز وجل: واستعينوا بالصبر قال: يعنى بالصبر الصوم، وقال: إذا نزلت
بالرجل النازلة والشدة فليصم، فان الله عز وجل يقول: (واستعينوا بالصبر) يعنى الصيام.
في من لا يحضره الفقيه مرسلا عن الصادق عليه السلام مثله.
183 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل
مما اشتبه عليه من الآيات: فاما قوله (بل هم بلقاء ربهم كافرون) يعنى البعث فسماه الله
عز وجل لقاءه وكذلك ذكر المؤمنين يظنون أنهم ملاقوا ربهم يعنى انهم يوقنون أنهم

(1) وفى نسخة (ما يكشف).
76

يبعثون ويحشرون ويحاسبون، ويجزون بالثواب والعقاب والظن ههنا اليقين.
184 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: واتقوا يوما لا تجزى نفس عن
نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة وهو قوله عليه السلام، والله لوان كل ملك مقرب وكل
نبي مرسل شفعوا في ناصب ما شفعوا.
185 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلث من كن فيه استكمل
خصال الايمان: من صبر على الظلم وكظم غيظه، واحتسب وعفى وغفر، كان ممن يدخله
الله تعالى الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.
186 - عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه:
واما شفاعتي ففي أهل الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم.
أقول: والأحاديث في تحقق الشفاعة لأهل المعاصي كثيرة.
187 - في مجمع البيان واما ما جاء في الحديث: لا يقبل الله منه صرفا و
لا عدلا فاختلف في معناه، قال الحسن: الصرف العمل، والعدل الفدية، وقال الأصمعي،
الصرف التطوع، والعدل الفريضة، وقال أبو عبيدة الصرف الحيلة والعدل الفدية، وقال
الكلبي: الصرف الفدية والعدل رجل مكانه.
188 - في تفسير العياشي عن يعقوب الأحمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
العدل الفريضة.
189 - عن إبراهيم بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العدل في قول أبى -
جعفر عليه السلام الفدا.
190 - قال: ورواه أوساط الرجلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله لا يقبل
الله منه صرفا ولا عدلا قال: الصرف النافلة، والعدل: الفريضة.
191 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قام رجل إلى أمير المؤمنين
عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال يا أمير المؤمنين: اخبرني عن يوم الأربعاء والتطير منه
وثقله أي أربعاء هو؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر إلى قوله عليه السلام: ويوم الأربعاء
أمر فرعون بذبح الغلمان.
77

192 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعيد بن جبير عن
سيد العابدين علي بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد -
الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لما
حضرت يوسف عليه السلام الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه ثم حدثهم بشدة
تنالهم تقتل فيها الرجال، وتشق فيها بطون الحبالى، وتذبح الأطفال، حتى يظهر الله
الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طوال، ووصفه ونعته لهم بنعته،
فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمأة
سنة، حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم، وحمل عليهم
بالحجارة والخشب، وطلب الفقيه الذي كان يستريحون إلى أحاديثه، فاستتر فراسلوه
فقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك فخرج بهم إلى بعض الصحارى، وجلس
يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر، وكانت ليلة قمراء - فبينما هم كذلك إذ طلع
عليهم موسى عليه السلام وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر
النزهة، فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة، وعليه طيلسان خز فلما رآه الفقيه
عرفه بالنعت، فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما، ثم قال: الحمد لله الذي لم يمتني
حتى أرانيك فلما رأى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم، فانكبوا على الأرض شكرا لله
عز وجل، فلم يزدهم الا ان قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم، ثم غاب بعد ذلك وخرج
إلى مدينة مدين، فأقام عند شعيب النبي ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم
من الأولى، وكانت نيفا وخمسين سنة، واشتدت البلوى عليهم، واستتر الفقيه فبعثوا
إليه انه لا صبر لنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحارى واستدعاهم وطيب
نفوسهم، واعلمهم ان الله عز وجل أوحى إليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة، فقالوا
بأجمعهم: الحمد لله فأوحى الله عز وجل إليه قل لهم قد جعلتها ثلثين سنة لقولهم
الحمد لله فقالوا: كل نعمة فمن الله فأوحى الله إليه قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة،
فقالوا: لا يأتي بالخير الا الله فأوحى الله إليه قل لهم: قد جعلتها عشرا، فقالوا:
لا يصرف السوء الا الله، فأوحى الله إليه قل لهم: لا تبرحوا فقد أذنت لكم في فرجكم،
78

فبينا هم كذلك، إذ طلع موسى عليه السلام راكبا حمارا فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما
يستبصرون به فيه، وجاء موسى عليه السلام حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه: ما
اسمك؟ قال: موسى قال: ابن من؟ قال ابن عمران قال: ابن من؟ قال، ابن قاهب
بن لاوي بن يعقوب، قال: بماذا جئت؟ قال جئت بالرسالة من عند الله عز وجل، فقام
إليه فقبل يده ثم جلس بينهم فطيب نفوسهم وأمرهم أمره ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت
وبين فرجهم بغرق فرعون أربعين سنة.
193 - وباسناده إلى محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن يوسف بن
يعقوب عليه السلام حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب وهو ثمانون رجلا فقال: ان هؤلاء
القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب، وانما ينجيكم الله من أيديهم برجل
من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران عليه السلام غلام طوال جعد أدم، فجعل الرجل
من بني إسرائيل يسمى ابنه عمران ويسمى عمران ابنه موسى.
فذكر أبان بن عثمان عن أبي الحصين عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال، ما
خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل كلهم يدعى انه موسى بن
عمران فبلغ فرعون انه يرجعون به ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته وسحرته، ان
هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام الذي يولد العام من بني إسرائيل. فوضع القوابل
على النساء وقال لا يولد العام ولد الا ذبح ووضع على أم موسى قابلة فلما راح ذلك
بنو إسرائيل قالوا: إذا ذبح الغلمان واستحيى النساء هلكنا فلم نبق، فتعالوا: لا نقرب
النساء فقال عمران أبو موسى عليه السلام، بل ائتوهن فان أمر الله واقع ولو كره المشركون، اللهم
من حرمه فانى لا أحرمه ومن تركه فانى لا أتركه، ووقع على أم موسى فحملت فوضع
على أم موسى قابلة تحرسها فإذا قامت قامت وإذا قعدت قعدت، فلما حملته أمه وقعت عليه
المحبة وكذلك بحجج الله على خلقه، فقالت لها القابلة، مالك يا بنية تصفرين وتذوبين
فقالت، لا تلوميني فانى إذا ولدت اخذ ولدى فذبح قالت لا تحزني فانى سوف أكتم عليك فلم تصدقها
فلما ان ولدت التفتت إليها وهي مقبلة فقالت، ما شاء الله فقالت لها. ألم أقل انى سوف
اكتم عليك ثم حملته فأدخلته المخدع، وأصلحت امره ثم خرجت إلى الحرس فقالت
79

انصرفوا - وكانوا على الباب - فإنما خرج دم مقطع فانصرفوا (الحديث) وهو بتمامه
مذكور في القصص.
194 - في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي رحمة الله عليه باسناده إلى الصادق عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام. اما مولد موسى عليه السلام فان فرعون لما وقف على أن زوال
ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلوا على نسبه أنه يكون من بني إسرائيل، فلم يزل يأمر
أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيف وعشرون ألف
مولود وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تعالى إياه.
قال عز من قائل: وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم
195 - في تفسير علي بن إبراهيم في قصة حنين ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده فقال
اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا رسول الله دعوت
بما دعاه به موسى حين فلق الله له البحر ونجاه من فرعون.
196 - وفيه حديث طويل مذكور في طه وفيه، (قالوا لن نبرح عليه عاكفين
حتى يرجع إلينا موسى) فهموا بهارون حتى هرب من بينهم وبقوا في ذلك حتى تم
ميقات موسى أربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل الله عليه الألواح فيه التوراة
وما يحتاجون إليه من أحكام السير والقصص.
197 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن
بن علي الخزاز عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر
عليه السلام قال قلت، لهذا الامر وقت؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون كذب الوقاتون، ان موسى
عليه السلام لما خرج وفدا إلى ربه واعدهم ثلثين يوما فلما زاده الله على الثلثين عشرا قال
قومه، قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثناكم الحديث فجاءكم على ما حدثناكم
به فقولوا: صدق الله، وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا
صدق الله توجروا مرتين.
198 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال، قلت له: عن كم تجزى البدنة؟ قال: عن نفس واحدة، قلت، فالبقرة! قال
80

تجزى عن خمسة إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة، قلت، كيف صارت البدنة لا تجزى
الاعن واحدة والبقرة تجزى عن خمسة؟ قال: لان البدنة لم يكن فيها من العلة ما كان في
البقرة، ان الذين أمروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس، وكانوا أهل بيت
يأكلون على خوان واحد، وهم اذينونة وأخوه ميذونة (1) وابن أخيه وابنته أو امرته
هم الذين أمروا بعبادة العجل وهم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله تباك وتعالى بذبحها.
199 - عن الرضا عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه، وسأله عن
الثور ما باله غاض طرفه لا يرفع رأسه إلى السماء قال حياءا من الله تعالى لما عبد قوم موسى
العجل نكس رأسه.
200 - في كتاب الخصال عن الصادق عليه السلام شبهه بتغيير يسير،
قال عز من قائل فاقتلوا أنفسكم (الآية)
201 - في مجمع البيان روى أن موسى عليه السلام أمرهم أن يقوموا صفين،
فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم، فجاء هارون باثني عشر ألفا ممن لم يعبدوا العجل، ومعهم
الشفار المرهفة (2) وكانوا يقتلونهم، فلما قتلوا سبعين ألفا تاب الله على الباقين وجعل
قتل الماضين شهادة لهم.
202 - وروى أن موسى وهارون عليهم السلام وقفا يدعوان الله تعالى ويتضرعان إليه، وهم
يقتل بعضهم بعضا حتى نزل الوحي بترك القتل، وقبلت توبة من بقي.
203 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن حتى
نرى الله جهرة (الآية) فهم السبعون الذين اختارهم موسى ليسمعوا كلام الله، فلما
سمعوا الكلام قالوا: لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة، فبعث الله عليهم صاعقة
فاحترقوا ثم أحياهم الله بعد ذلك، وبعثهم أنبياء، فهذا دليل على الرجعة في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فإنه قال: لم يكن في بني إسرائيل شئ الأوفى أمتي مثله.
204 - في كتاب الخصال عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من الجبال

(1) كذا في النسخ وفى المصدر (اذينوية ووميذوية) بالياء وفى العلل (اذيبوية ومذوية)
(2) الشفار جمع الشفرة: السكين العظيمة العريضة والمرهفة أي المرققة حدها.
81

التي تطايرت يوم موسى عليه السلام والصاعقة سبعة أجبل، فلحقت بالحجاز واليمن، منها
بالمدينة أحد وورقان، وبمكة ثور وثبير وحرا، وباليمن صبر وحصون.
قال عز من قائل: وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى.
205 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر
عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم
قال لأمير المؤمنين عليه السلام في أثناء كلام طويل. فان موسى بن عمران قد اعطى المن والسلوى
فهل فعل بمحمد نظير هذا؟ قال له علي عليه السلام، لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل
من هذا، ان الله عز وجل أحل له الغنائم ولامته، ولم تحل لاحد غيره قبله، فهذا أفضل من
المن والسلوى، قال له اليهودي، فان موسى عليه السلام قد ظلل عليه الغمام؟ قال له علي عليه السلام
لقد كان كذلك وقد فعل ذلك لموسى في التيه، وأعطى محمدا صلى الله عليه وآله أفضل من هذا،
ان الغمامة كانت لمحمد صلى الله عليه وآله تظله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره واسفاره فهذا أفضل
مما أعطى موسى عليه السلام.
206 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الكماة من المن، وماؤها
شفاء للعين.
207 - وقال الصادق عليه السلام. كان ينزل المن على بني إسرائيل من بعد الفجر إلى
طلوع الشمس، فمن نام في ذلك الوقت لم ينزل نصيبه فلذلك يكره النوم في هذا الوقت إلى
بعد طلوع الشمس.
قال عز من قائل وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة.
208 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن الرضا علي بن موسى
عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لكل أمة صديق وفاروق، وصديق هذه الأمة وفاروقها علي بن أبي طالب ان عليا سفينة
نجاتها وباب حطتها.
209 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال علي عليه
السلام: واما العشرون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لي. مثلك في أمتي مثل باب حطة
82

في بني إسرائيل، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عز وجل.
210 - وفيه يقول أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل: ونحن باب حطة.
211 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله على السلام قال
قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: أنا باب حطته.
212 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة قال
فيها عليه السلام: الأواني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون، وكباب حطة في
بني إسرائيل.
213 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام قال: قال: نحن باب حطتكم
214 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن محمد بن
الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال، نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد
صلى الله عليه وآله هكذا. فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا
على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون.
215 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه
عن آبائه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال
لأمير المؤمنين عليه السلام في أثناء كلام طويل فان موسى عليه السلام قد اعطى الحجر فانبجست منه
اثنتا عشرة عينا؟ قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل الحديبية و
حاصره أهل مكة قد اعطى ما هو أفضل من ذلك وذلك أن أصحابه شكوا إليه الظمأ
وأصابهم ذلك حتى التقت خواصر الخيل، فذكر واله عليه السلام ذلك فدعا بركوة يمانية،
ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء فصدرنا وصدرت
الخيل (1) رواءا وملاء نأكل مزادة وسقاء (2) ولقد كنا معه بالحديبية وإذا
ثم قليب جافة، فاخرج صلى الله عليه وآله وسلم سهما من كنانته، فناوله البراء بن عازب فقال له: اذهب
بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة، فاغرسه فيها، ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا

(1) صدر عن الماء: رجع عنه وانصرف،
(2) المزادة: ما يوضع فيه الزاد، والسقاء؟ جلد السخلة إذا اجدع يكون للماء واللبن.
83

من تحت السهم، ولقد كان يوم الميضأة (1) عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته كحجر موسى حيث
دعا بالميضأة فنصب يده فيها ففاضت بالماء وارتفع حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل
وشربوا حاجتهم، وسقوا دوابهم وحملوا ما أرادوا.
216 - في مجمع البيان وروى أنه كان حجرا مربعا.
217 - وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال. نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: مقام
إبراهيم وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود.
218 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الجارود زياد بن
المنذر قال: قال أبو جعفر عليه السلام إذا خرج القائم من مكة ينادى مناديه: الا لا يحملن أحد طعاما
ولا شرابا، وحمل معه حجر موسى بن عمران عليه السلام وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا الا انفجرت
منه عيون، فمن كان جايعا شبع، ومن كان ظمآنا روى ورويت دوابهم حتى ينزلوا النجف
من ظهر الكوفة.
219 - في الخرائج والجرائح عن أبي سعيد الخراساني عن جعفر بن محمد عن
أبيه عليه السلام مثله وزاد في آخره: فإذا نزلوا ظاهره انبعث منه الماء واللبن دائما، فمن كان
جايع شبع. ومن كان عطشانا روى.
220 - في أصول الكافي عن أبي سعيد الخراساني عن أبي عبد الله قال: قال أبو جعفر
(ع) وذكر مثل ما في كمال الدين وتمام النعمة الا قوله ورويت دوابهم إلى آخره.
221 - يونس عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام وتلا هذه الآية
ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا
وكانوا يعتدون قال: والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم سمعوا
أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها، فقتلوا فصار قتلا واعتداءا ومعصية.
222 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ان الذين آمنوا والذين هادوا
والنصارى والصابئين قال: الصابئون قوم لا مجوس ولا يهود ولا نصارى ولا مسلمين
وهم يعبدون الكواكب والنجوم.

(1) الميضأة: الموضع يتوضأ فيه، المطهرة يتوضأ منها،
84

223 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال:
فقلت له فلم سمى النصارى نصارى؟ قال: لأنهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام، نزلتها مريم
وعيسى عليهما السلام بعد رجوعهما من مصر.
224 - في كتاب عقاب الأعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال حدثني رجل
من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة
سبعة نفر: أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه (إلى قوله): ورجلان من بني إسرائيل هودا
قومهما ونصراهما.
225 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار الصيرفي عن أبي الحسن الماضي عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام بعد أن قال أن في النار لواديا يقال له سقر، وان في تلك الوادي لجبلا،
وان في ذلك الجبل لشعبا، وان في ذلك الشعب لقليبا، وان في ذلك القليب لحية
وذكر شدة ما في الوادي وما بعده من العذاب، وان في جوف تلك الحية سبع صناديق
فيها خمسة من الأمم السالفة، واثنان من هذه الأمة قلت: جعلت فداك ومن الخمسة و
من الاثنان؟ قال: اما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل (إلى قوله) ويهود الذي هود
اليهود، وبولس الذي نصر النصارى.
226 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام: لما انزل الله التوراة على
بني إسرائيل لم يقبلوه فرفع الله عليهم جبل طور سيناء، فقال لهم موسى عليه السلام: ان
لم تقبلوه وقع عليكم الجبل فقبلوه وطأطأوا رؤسهم.
227 - في مجمع البيان روى العياشي انه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله
خذوا ما آتيناكم بقوة أبقوة بالأبدان أم بقوة بالقلوب؟ فقال بهما جميعا.
228 - وفيه وقيل: معناه اذكروا ما في تركه من العقوبة، وهو المروى عن أبي
عبد الله عليه السلام.
229 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق
عن عبد الرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر (ع)
حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وكان من السبيل والسنة التي أمر الله عز وجل بها موسى
85

عليه السلام أن جعل عليهم السبت فكان من أعظم السبت ولم يستحل أن يفعل ذلك من
خشية الله أدخله الجنة، ومن استخف بحقه واستحل ما حرم الله عليه من العمل الذي
نهاه الله عنه فيه أدخله الله عز وجل النار، وذلك حيث استحلوا الحيتان واحتبسوها
وأكلوها في غير يوم السبت غضب الله عليهم من غير أن يكونوا أشركوا بالرحمن،
ولاشكوا في شئ مما جاء به موسى عليه السلام، قال الله عز وجل: ولقد علمتم الذين
اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين.
230 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيكون قوم يبيتون
على اللهو وشرب الخمر والغنا، فبينما هم كذلك مسخوا من ليلتهم، وأصبحوا قردة
وخنازير، وهو قوله: واحذروا ان تعتدوا كما اعتدى أصحاب السبت، فقد كان املى لهم
حتى أشروا (1) وقالوا: ان السبت لنا حلال، وانما كان حرم على أولادنا وكانوا يعاقبون
على استحلالهم السبت، فاما نحن فليس علينا حرام، وما زلنا بخير منذر استحللناه وقد
كثرت أموالنا وصحت أجسامنا، ثم اخذهم الله ليلا وهم غافلون، فهو قوله واحذروا ان يحل
بكم مثل ماحل بمن تعدى وعصى.
231 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ
من بني آدم ثلاثة عشر صنفا (إلى أن قال): فاما القردة فكانوا قوما ينزلون على شاطئ البحر،
اعتدوا في السبت فصادوا الحيتان فمسخهم الله قردة.
232 - وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام
قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هم ثلاثة عشر الفيل (إلى أن قال): واما القردة
فقوم اعتدوا في السبت.
233 - في عيون الأخبار عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه
كذلك حرم القردة، لأنه مسخ مثل الخنزير، وجعل عظة وعبرة للخلق، دليلا على ما مسخ
على خلقه وصورته، وجعل فيه شبه من الانسان ليدل على أنه من الخلق المغضوب عليه.
234 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن عقبة عن رجل عن أبي عبد الله

(1) أشر أشرا: بطر ومرح،
86

عليه السلام قال: إن اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة، فتركوا يوم الجمعة وامسكوا يوم
السبت فحرم عليهم الصيد يوم السبت.
235 - وباسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سأله عن
أيام الأسبوع فالسبت قال: يوم مسبوت، وذلك قوله عز وجل في القرآن: ولقد خلقنا
السماوات والأرض وما بينهما في سنة أيام فمن الاحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت
معطل، قال: صدقت يا محمد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
236 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل في بيان الأيام وفى
آخره قال بعض مواليه: قلت فالسبت؟ فال سبتت الملائكة لربها يوم السبت، فوجدته
لم يزل واحدا.
237 - في مجمع البيان (فجعلناها) الضمير يعود إلى الأمة التي مسخت وهم أهل أيلة
قرية إلى شاطئ البحر وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
238 - في عيون الأخبار حدثني أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن موسى بن
جعفر بن أبي جعفر الكميذاني ومحمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد
بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن رجلا من
بني إسرائيل قتل قرابة له، ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ثم جاء
يطلب بدمه فقالوا الموسى (ع): ان سبط آل فلان قتلوا فلانا فأخبرنا من قتله؟ قال:
ايتونى ببقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين ولو أنهم عمدوا
إلى أي بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه
يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر يعنى لا صغيرة ولا كبيرة عوان بين ذلك ولو أنهم عمدوا
إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه
يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ولو أنهم عمدوا إلى بقرة لاجزأتهم
ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا
وانا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث
مسلمة لاشية فيها قالوا الان جئت بالحق فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل
87

فقال: لا أبيعها الا بملاء مسكها ذهبا فجاؤوا إلى موسى عليه السلام فقالوا له ذلك، فقال: اشتروها
فاشتروها وجاؤا بها فأمر بذبحها ثم أمر ان يضرب الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك حيى المقتول،
وقال: يا رسول الله ان ابن عمى قتلني دون من يدعى عليه قتلى، فعلموا بذلك قاتله، فقال
لرسول الله موسى عليه السلام بعض أصحابه: أن هذه البقرة لها نبأ فقال: وما هو؟ فقال: ان فتى
من بني إسرائيل كان بارا بأبيه وانه اشترى بيعا فجاء إلى أبيه والأقاليد تحت رأسه
فكره ان يوقظه فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له: أحسنت خذ هذه البقرة
فهو لك عوضا لما فاتك، قال: فقال له رسول الله موسى عليه السلام: انظروا إلى البر ما يبلغ بأهله
239 - وباسناده إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال في كلام
طويل ان الذين أمروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس وكانوا أهل بيت يأكلون
على خوان واحد وهم ذينونة واخوه ميذونة، وابن أخيه وابنته وامرأته هم الذين أمروا بعبادة
العجل وهم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله تبارك وتعالى بذبحها.
وفى من لا يحضره الفقيه وفى كتاب الخصال مثله سواء.
240 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رجلا من خيار بني إسرائيل وعلمائهم خطب امرأة منهم،
فأنعمت له وخطبها ابن عم لذلك الرجل، وكان فاسقا رديا فلم ينعموا له، فحسد ابن عمه
الذي أنعموا له، فقعد له فقتله غيلة، ثم حمله إلى موسى عليه السلام فقال: يا نبي الله هذا ابن
عمى قد قتل فقال موسى من قتله؟ قال: لا أدري وكان القتل في بني إسرائيل عظيما جدا،
فعظم ذلك على موسى فاجتمع إليه بنو إسرائيل فقالوا ما ترى يا نبي الله؟ وكان في بني إسرائيل
رجل له بقرة وكان له ابن بار وكان عند ابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته، وكان
مفتاح بيته تحت رأس أبيه وكان نائما وكره ابنه ان ينبهه وينغص عليه نومه، فانصرف
القوم فلم يشتروا سلعته، فلما انتبه أبوه قال له: يا بنى ما صنعت في سلعتك؟ قال: هي قائمة
لم أبعها لان المفتاح كان تحت رأسك فكرهت ان أنبهك وأنغص عليك نومك، قال له
أبوه: قد جعلت هذه البقرة لك عوضا عما فاتك من ربح سلعتك، وشكر الله لابنه ما فعل بأبيه
وأمر بني إسرائيل أن يذبحوا تلك البقرة بعينها، فلما اجتمعوا إلى موسى وبكوا وضجوا
88

قال لهم موسى: (ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة) فتعجبوا و (قالوا أتتخذنا هزوا) نأتيك
بقتيل فتقول اذبحوا بقرة؟ فقال لهم موسى. (أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين) فعلموا انهم
قد أخطأوا (فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر)
الفارض التي قد ضربها الفحل ولم تحمل، والبكر التي لم تضربها (فقالوا ادع لنا ربك
يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها) أي لونها شديدة الصفر (تسر
الناظرين) إليها (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وانا إن شاء الله
لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض) أي لم تذلل (ولا تسقى الحرث) أي لا
تسقى الزرع (مسلمة لاشية فيها) أي لا نقط فيها الا الصفرة (قالوا الآن جئت بالحق) هي
بقرة فلان فذهبوا ليشتروها، فقال لا يبيعها إلا بملاء جلدها ذهبا فرجعوا إلى موسى فأخبروه فقال
لهم موسى: لا بد لكم من ذبحها بعينها، فاشتروها بملاء جلدها ذهبا فذبحوها ثم قالوا ما تأمرنا
يا نبي الله فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: قل لهم اضربوه ببعضها وقولوا: من قتلك؟ فاخذوا الذنب
فضربوه به، وقالوا: من قتلك يا فلان فقال: فلان بن فلان ابن عمه الذي جاء به، وهو قوله:
(فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون).
241 - في الكافي باسناده إلى أبى البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال من لبس نعلا
صفرا كان في سرور حتى يبليها.
242 - عنه عن بعض أصحابنا بلغ به جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال من لبس
نعلا صفرا لم ينزل ينظر في سرور ما دامت عليه، لان الله عز وجل يقول، (صفراء فاقع لونها
تسر الناظرين).
243 - في مجمع البيان وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله انهم أمروا بأدنى
بقرة ولكنهم لما شددوا على أنفسهم شدد الله عليهم، وأيم الله لو لم يستثنوا ما بينت لهم
إلى آخر الأبد.
244 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وقال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام
لما نزلت هذه الآية ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة
في حق اليهود والنواصب، فغلظ ما وبخهم به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال جماعة من رؤسائهم
89

وذوي الألسن والبيان منهم يا محمد انك تهجونا وتدعى على قلوبنا ما الله يعلم منها
خلافة، ان فيها خيرا كثيرا نصوم ونتصدى ونواسي الفقراء! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله انما الخير
ما أريد به وجه الله وعمل على ما أمر الله تعالى فاما ما أريد به الرياء والسمعة ومعاندة
رسول الله صلى الله عليه وآله واظهار الغنى عليه والتمالك والشرف فليس بخير بل هو الشر الخالص
ووبال على صاحبه يعذبه الله به أشد العذاب، فقالوا له يا محمد أنت تقول هذا ونحن نقول
بل ما نتفقه الا لابطال أمرك ورفع رياستك ولتفريق أصحابك عنك وهو الجهاد الأعظم
نؤمل به من الله الثواب الاجل الاجسم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وفيه
الزامهم على الوجه الأعظم.
245 - في الخرايج والجرايح روى عن الحسين بن علي عليهم السلام في قوله تعالى
(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) قال. أنه يقول يبست قلوبكم
معاشر اليهود كالحجارة اليابسة، لا ترشح برطوبته، أي انكم لاحق الله تؤدون. ولا
لأموالكم تتصدقون ولا بالمعروف تتكرمون، ولا للضيف تقرون ولا مكروبا تغيثون،
ولا بشئ من الانسانية تعاشرون وتواصلون، أو أشد قسوة أبهم على السامعين ولم يبين
لهم كما يقول القائل. أكلت خبزا أو لحما، وهو لا يريد به انه لا أدري أن يبهم على السامع
حتى لا يعلم ما إذا أكل، وإن كان يعلم أن قد أكل أيهما، (وان من الحجارة لما يتفجر منه
الأنهار) أي قلوبكم في القساوة بحيث لا يجئ منها خير يا يهودي، وفى الحجارة
ما يتفجر منه الأنهار فتجيئ بالخير والنبات لبنى آدم، (وان منها) أي من الحجارة (لما
يشقق فيخرج منه الماء) دون الأنهار وقلوبكم لا يجيئ منها الكثير من الخير ولا القليل
(وان منها لما يهبط) أي من الحجارة ان أقسم عليها باسم الله تهبط، وليس في قلوبكم
شئ منه فقالوا، زعمت يا محمد ان الحجارة الين من قلوبنا وهذه الجبال بحضرتنا
فاستشهدها على تصديقك فان نطقت بتصديقك فأنت المحق، فخرجوا إلى أوعر جبل (1)
فقالوا، استشهده فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أسئلك يا جبل بجاه محمد وآله الطيبين الذين
بذكر أسمائهم خفف الله العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على

(1) الأوعر: المكان الصلب ضد السهل.
90

تحريكه، فتحرك الجبل وفاض الماء، فنادى، اشهد انك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وان
قلوب هؤلاء اليهود كما وصفت أقسى من الحجارة فقال اليهود، أعلينا تلبس أجلست
أصحابك خلف هذا الجبل ينطقون بمثل هذا، فان كنت صادقا فتنح من موضعك إلى
ذي القرار، ومر هذا الجبل يسير إليك، ومره أن ينقطع نصفين ترتفع السفلى وتنخفض
العليا، فأشار إلى حجر تدحرج، فتدحرج، ثم قال لمخاطبة، خذه وقربه فستعيد
عليك ما سمعت، فان هذا خير من ذلك الجبل فاخذه الرجل فأدناه من اذنه فنطق الحجر
بمثل ما نطق به الجبل، قال: فأتني بما اقترحت، فتباعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى فضاء
واسع ثم نادى، أيها الجبل بحق محمد وآله الطيبين لما اقتلعت من مكانك بإذن الله،
وجئت إلى حضرتي، فتزلزل الجبل وسار مثل الفرس الهملاج (1) فنادى: أنا سامع
لك ومطيع امرك، فقال: هؤلاء اقترحوا على أن آمرك ان تنقطع من أصلك فتصير
نصفين فينحط أعلاك ويرتفع أسفلك، فانقطع نصفين وارتفع أسفله وانخفض أعلاه، فصار
فرعه أصله ثم نادى الجبل: أهذا الذي ترون دون معجزات موسى الذي يزعمون انكم
به تؤمنون؟ فقال رجل منهم، هذا رجل تتأتى له العجايب فنادى الجبل، يا عدو الله
أبطلتم بما تقولون نبوة موسى حيث كان وقوف الجبل فوقهم كالظلل، فيقال: هو رجل
تتأتى له العجايب فلزمتهم الحجة ولم يسلموا.
246 - في مجمع البيان وقد ورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تكثروا
الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسى القلوب، وان أبعد الناس من الله
القاسي القلب.
247 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن حجرا كان يسلم على في الجاهلية
وانى لأعرفه الان.
248 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كان فيما أوصى به
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي ثلث يقسين القلب، استماع اللهو، وطلب الصيد،
واتيان باب السلطان.

(1) دابة هملاج: حسنة السير في سرعة وبخترة.
91

249 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: ولا يطول عليكم الأمل
فتقسو قلوبكم.
250 - عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى
عليه السلام لا تفرح بكثرة المال (إلى قوله) وترك ذكرى يقسى القلوب.
251 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير -
المؤمنين عليه السلام، ما جفت الدموع الا لقسوة القلوب وما قست القلوب الا لكثرة الذنوب،
252 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمرو بن
عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى عليه السلام، يا موسى لا تطول
في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسي القلب منى بعيد.
253 - في مجمع البيان: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم الآية روى عن أبي
جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: كان قوم من اليهود ليسوا من المعاندين المتواطئين إذا لقوا
المسلمين حدثوهم بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وآله فنهاهم كبراؤهم عن ذلك
وقالوا، لا تخبروهم بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وآله فيحاجوكم به عند ربكم،
فنزلت هذه الآية.
254 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى أبى محمد العسكري
عليه السلام في قوله تعالى ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب الا أماني ان الأمي منسوب إلى
أمه أي هو كما خرج من بطن أمه لا يقرأ ولا يكتب، لا يعلمون الكتاب المنزل من
السماء، ولا المتكلم به ولا يميزون بينهما الا أماني "، أي الا ان يقرء عليهم ويقال لهم
ان هذا كتاب الله وكلامه لا يعرفون ان قرئ من الكتاب خلاف ما هم فيه، وان هم الا يظنون
أي ما يقرء عليهم رؤساءهم من تكذيب محمد صلى الله عليه وآله في نبوته وامامته على سيد عترته،
وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم تقليدهم فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم
ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا قال عليه السلام، قال الله تبارك
وتعالى هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا انها صفة محمد صلى الله عليه وآله وهي خلاف صفته
وقالوا للمستضعفين منهم: هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان، انه طويل عظيم البدن
92

والبطن، أهدف أصهب الشعر (1) ومحمد صلى الله عليه وآله بخلافه، وهو يجئ بعد هذا الزمان
بخمسمائة سنة، وانما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رياستهم، وتدوم لهم إصاباتهم
ويكفوا أنفسهم مؤنة خدمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخدمة علي عليه السلام وأهل خاصته، فقال
الله عز وجل، (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) من هذه الصفات
المحرفات المخالفات لصفة محمد وعلى عليهما السلام الشدة لهم من العذاب، في أسوء بقاع
جهنم، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الأولى، مما يكسبونه من
الأموال التي يأخذونها إذا ثبتوا أعوانهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، والجحد لوصيه
وأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام ولى الله، والحديث طويل أخذنا منه ما به كفاية وتركنا
الباقي خوف الإطالة.
قال عز من قائل: فويل لهم
255 - في مجمع البيان وروى الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه واد في جهنم يهوى فيه
الكافر أربعين خريفا قبل ان يبلغ قعره.
256 - وفيه وقيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلى التوراة وحرفوا صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ليرفعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود، وهو المروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.
257 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وقالوا لن تمسنا النار الا أياما معدودة
قال: قال بنو إسرائيل: لن تمسنا النار ولن نعذب الا الأيام المعدودات التي عبدنا فيها
العجل، فرد الله عليهم قل: يا محمد لهم اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده،
أم تقولون على الله مالا تعلمون.
258 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن
محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن صباح المزني عن أبي حمزة عن أبي عبد الله
عليه السلام في قوله عز وجل: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال: إذا جحد امامة
أمير المؤمنين عليه السلام فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
259 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال:

(1) الأهدف: كأنه من الهدف بمعنى الجسم. والأصهب ما يخالط بياض شعره حمرة.
93

حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير قال سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول:
لا يخلد الله في النار الا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك.
260 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام في قول الله عز وجل:
وقولوا للناس حسنا قال: نزلت في أهل الذمة ثم نسخها قوله تعالى: قاتلوا الذين
لا يؤمنون الآية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
261 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي على قال:
كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجل: جعلت فداك قول الله عز وجل: (وقولوا للناس حسنا)
هو للناس جميعا فضحك وقال: لا، عنى قولوا، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أهل بيته عليهم السلام
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
262 - في تفسير العياشي عن حريز عن سدير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
أطعم رجلا سائلا لا أعرفه مسلما؟ قال نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية ولا بعداوة، ان الله
يقول (وقولوا للناس حسنا.)
263 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال سمعته يقول اتقوا الله ولا تحملوا
الناس على أكتافكم ان الله يقول في كتابه (وقولوا للناس حسنا).
264 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال
في حديث طويل ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم، وقسمه عليها،
وفرقه فيها، وفرض على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقربه قال الله تبارك
وتعالى (وقولوا للناس حسنا).
265 - وباسناده إلى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل (وقولوا
للناس حسنا) قال قولوا للناس ولا تقولوا الا خيرا حتى تعلموا ما هو.
266 - وباسناده إلى جابر بن يزيد عن أبي جعفر (ع) قال في قول الله عز وجل (قولوا
للناس حسنا) قال قولوا للناس أحسن ما تحبون ان يقال فيكم.
267 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى هاشم قال قال أبو عبد الله عليه السلام انما
خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها ان يعصوا الله ابدا
94

وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها أن يطيعوا الله
ابدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: قل كل يعمل على شاكلته
قال على نيته.
268 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام ولا تدع النصيحة في كل حال قال الله
عز وجل (وقولوا للناس حسنا).
269 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (ع) أنه قال
الوجه الرابع من الكفر ترك ما أمر الله عز وجل به، وهو قول الله عز وجل وإذ أخذنا
ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم
تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم
تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم
عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل
ذلك منكم فكفرهم بترك ما أمر الله عز وجل ونسبهم إلى الايمان، ولم يقبله منهم ولم
ينفعهم عنده، قال (فما جزاء من يفعل ذلك منكم) الا خزي في الحياة الدنيا ويوم
القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
270 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال اخبرني عن القيامة لم سميت القيامة؟ قال لان فيها قيام الخلق للحساب،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
271 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم
ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون) فإنها نزلت في أبي ذر
(ره) وعثمان بن عفان، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذر (ره) إلى الربذة
دخل عليه أبو ذر رضي الله عنه وكان عليلا متوكئا على عصاه، وبين يدي عثمان مأة
ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي، وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون
أن يقسمها فيهم، فقال أبو ذر لعثمان، ما هذا المال؟ فقال عثمان: مأة ألف درهم
95

حملت إلى من بعض النواحي، أريد ان أضم إليها مثلها، ثم أرى فيها رأيي فقال
أبو ذر، يا عثمان أيما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير؟ فقال عثمان: بل مأة ألف درهم
، فقال أبو ذر: اما تذكر انا وأنت قد دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله عشاءا فرأيناه
كئيبا حزينا فسلمنا عليه، فلم يرد علينا السلام، فلما أصبحنا اتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا
فقلنا له: بآبائنا وأمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا ثم عدنا إليك اليوم
فرأيناك ضاحكا مستبشرا؟ فقال: نعم كان قد بقي عندي من فئ المسلمين أربعة دنانير،
لم أكن قسمتها وخفت أن يدركني الموت وهو عندي وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها،
فنظر عثمان إلى كعب الأحبار وقال له: يا أبا إسحاق ما تقول في رجل أدى زكاة ماله
المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شئ فقال: لا ولو اتخذ لبنة من ذهب
ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ، فرفع أبو ذر عصاه فضرب بها رأس كعب
ثم قال له: يا ابن اليهودية الكافرة ما أنت والنظر في احكام المسلمين قول الله أصدق
من قولك حيث قال: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل
الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم
وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكنزون
فقال عثمان: يا أبا ذر انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك، ولولا صحبتك لرسول الله
صلى الله عليه وآله لقتلتك، فقال: كذبت يا عثمان اخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: [لا يفتنونك
يا باذرو] (1) لا يقتلونك، واما عقلي فقد بقي منه ما احفظ حديثا سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وآله فيك وفى قومك، قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله في وفى قومي قال
سمعته صلى الله عليه وآله يقول إذا بلغ آل أبي العاص ثلثين رجلا صيروا مال الله دولا وكتاب الله
دغلا، وعباده خولا (2) والفاسقين حزبا، والصالحين حربا، فقال عثمان: يا معشر
أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم هل سمع أحد منكم هذا من رسول الله فقالوا: لاما سمعنا هذا
من رسول الله: فقال عثمان: ادع عليا فجاء أمير المؤمنين عليه السلام فقال له عثمان:

(1) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.
(2) الخول: العبيد يعنى انهم يستخدمونهم ويستعبدونهم.
96

يا أبا الحسن انظر ما يقول هذا الشيخ الكذاب فقال أمير المؤمنين عليه السلام، مه يا عثمان
لا تقل كذاب، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت
الغبراء (1) على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صدق
أبو ذر فقد سمعنا هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبكى أبو ذر عند ذلك فقال: ويلكم
كلكم قد مد عنقه إلى هذا المال ظننتم انى اكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم نظر إليهم
فقال: من خيركم؟ فقالوا: أنت تقول انك خيرنا، قال نعم خلفت حبيبي رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الجبة وهي على بعد وأنتم قد أحدثتم احداثا كثيرة، والله سائلكم عن
ذلك ولا يسألني، فقال عثمان: يا باذر أسئلك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله الا ما أخبرتني عن
شئ أسئلك عنه، فقال أبو ذر، والله لو لم تسألني بحق رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخبرتك،
فقال أي البلاد أحب إليك أن تكون فيها فقال: مكة حرم الله وحرم رسوله ا عبد الله
فيها حتى يأتيني الموت فقال: لا ولا كرامة لك قال: المدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال: لا ولا كرامة لك، قال: فسكت أبو ذر فقال عثمان: أي البلاد أبغض إليك أن
تكون فيها؟ قال: الربذة التي كنت فيها على غير دين الاسلام، فقال عثمان، سر إليها
فقال أبو ذر: قد سألتني فصدقتك وأنا أسئلك فأصدقني؟ قال: نعم، قال أبو ذر، أخبرني
لو بعثتني في بعث أصحابك إلى المشركين فأسروني فقالوا: لا نفديه الا بثلث ما تملك؟
قال: كنت أفديك. قال: فان قالوا: لا نفديه الا بنصف ما تملك؟ قال: كنت أفديك
قال فان قالوا: لا نفديه الا بكل ما تملك؟ قال: كنت أفديك قال أبو ذر، الله أكبر
قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما، يا باذر كيف أنت إذا قيل لك أي البلاد أحب
إليك أن تكون فيها؟ فتقول، مكة حرم الله ورسوله أ عبد الله فيها حتى يأتيني الموت،
فيقال لك، لا ولا كرامة لك، فتقول: فالمدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقال لك، لا ولا
كرامة لك، ثم يقال لك، فأي البلاد أبغض إليك أن تكون فيها؟ فتقول: الربذة التي
كنت فيها على غير دين الاسلام، فيقال لك: سر إليها، فقلت: ان هذا لكاين يا رسول

(1) المراد بالخضراء: السماء لأنها تعطى الخضرة وبالغبراء: الأرض لأنها تعطى
الغبرة في لونها. وأقلت أي حملت.
97

الله؟ فقال: أي والذي نفسي بيده انه لكائن فقلت يا رسول الله أفلا أضع سيفي هذا على
عاتقي فاضرب به قدما قدما؟ قال: لا، اسمع واسكت ولو لعبد حبشي، وقد أنزل الله
فيك وفى عثمان آية فقلت: وما هي يا رسول الله؟ قال قوله تبارك وتعالى، (وإذ أخذنا
ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون
ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من دياركم تظاهرون عليهم بالاثم
والعدوان وان يأتوكم أسارى تفادوهم وهم محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض
الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم
القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون.
قال عز من قائل وأيدناه بروح القدس.
272 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله عليهما السلام
حديث طويل ذكرناه بتمامه أول الواقعة، وفيه يقول عليه السلام. هم رسل الله وخاصة الله من
خلقه جعل فيهم خمسة أرواح، أيدهم بروح القدس فيه عرفوا الأشياء.
273 - باسناده إلى المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن علم
العالم؟ فقال لي، يا جابر ان في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح، روح القدس، وروح
الايمان، وروح الحياة وروح القوة وروح الشهوة فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت
العرش إلى ما تحت الثرى، ثم قال: يا جابر ان هذه الأربعة الأرواح يصيبها الحدثان الا روح
القدس فإنها لا تلهو ولا تلعب.
274 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره فقال: يا
مفضل ان الله تبارك وتعالى جعل في النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمسة أرواح روح الحياة فبه دب ودرج
وروح القوة فبه نهض وجاهد وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، و
روح الايمان فبه آمن وعدل، وروح القدس فبه حمل النبوة، فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم
انتقل روح القدس فصار إلى الامام. وروح القدس لا ينام ولا يغفل، ولا يلهو ولا يزهو
98

ولا يعلب والأربعة الأرواح تنام وتغفل، وتلهو وتزهو وروح القدس كان يرى به.
275 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: أما قوله أفكلما
جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم (الآية قال أبو جعفر عليه السلام، ذلك مثل موسى
والرسل من بعده وعيسى عليه السلام ضرب مثلا لامة محمد، فقال الله لهم. فان جاءكم محمد بما
لا تهوى أنفسكم بموالاة على استكبرتم وفريقا من آل محمد كذبتم، وفريقا تقتلون
فذلك تفسيرها في الباطن.
276 - في أصول الكافي باسناده إلى منخل عن جابر عن أبي جعفر عليها السلام قال جائكم
محمد صلى الله عليه وآله بما لا تهوى أنفسكم بموالاة علي عليه السلام فاستكبرتم ففريقا من آل محمد
كذبتم وفريقا تقتلون.
277 - وباسناده إلى أبى عمر الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له. أخبرني
عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل، قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه،
فمنها كفر الجحود على وجهين (إلى قوله) اما وجه الاخر من الجحود على معرفة،
وهوان يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق قد استقر عنده، وقد قال الله عز وجل:
(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) وقال الله عز وجل: وكانوا من
قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جائهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله
على الكافرين.
278 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن
حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال. نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك
وتعالى، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله (كما يعرفون أبنائهم)
لان الله عز وجل قد انزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة
أصحابه ومبعثه ومهاجرته، وهو قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار
رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود
ذلك مثلهم في التورة ومثلهم في الإنجيل) فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التوراة والإنجيل
وصفة أصحابه فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله، (فلما جاءهم ما عرفوا
99

كفروا به) فكانت اليهود يقولون للعرب قبل مجئ النبي صلى الله عليه وآله أيها العرب هذا أوان نبي
يخرج بمكة ويكون مهاجرته بمدينة وهو آخر الأنبياء وأفضلهم في عينيه حمرة وبين
كتفيه خاتم النبوة يلبس الشملة ويجتزى بالكسرة والتمرات، ويركب الحمار العرى،
وهو الضحوك القتال يضع سيفه على عاتقه، ولا يبالي من لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف
والحافر، لنقتلنكم به يا معشر العرب قتل عاد، فلما بعث الله نبيه بهذه الصفة حسدوه
وكفروا به كما قال الله تعالى: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم
ما عرفوا كفروا به).
279 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن زرعة بن محمد عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليه السلام في قوله عز وجل: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) فقال: كانت
اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما بين عير (1) واحد فخرجوا يطلبون
الموضع، فمروا بحبل يسمى حداد (2) فقالوا، حداد واحد سواء، فتفرقوا عنده
فنزل بعضهم بتيماء وبعضهم بفدك، وبعضهم بخيبر، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض
اخوانهم فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا (3) منه وقال لهم: أمر بكم ما بين عير وأحد
فقالوا له: إذا مررت بهما فآذنا بهما، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذلك عير
وهذا أحد، فنزلوا عن ظهر إبله. وقالوا قد أصبنا بغيتنا (4) فلا حاجة لنا في إبلك،
فاذهب حيث شئت وكتبوا إلى اخوانهم الذين بفدك وخيبر انا قد أصبنا الموضع فهلموا
إلينا. فكتبوا إليهم انا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الأموال، وما أقربنا منكم، فإذا
كان ذلك فما أسرعنا إليكم فاتخذوا بأرض المدينة الأموال، فلما كثرت أموالهم بلغ

(1) عير: جبل بمدينة.
(2) في القاموس: حدد - محركة -: جبل بتيماء وتيماء: اسم موضع قريب من
المدينة. وقال المجلسي (ره) لعله زيد الف حداد من النساخ أو كان جبل يسمى بكل منها.
(3) من الكراء أي استأجروا منه.
(4) البغية: الحاجة.
100

تبعا (1) فغزاهم فتحصنوا منه، فحاصرهم وكانوا يرقون لضعفاء أصحاب تبع فيلفون
إليهم بالليل التمر والشعير، فبلغ ذلك تبع، فرق لهم وآمنهم. فنزلوا إليه فقال لهم:
انى قد استطبت بلادكم ولا أراني الا مقيما فيكم، فقالوا له: انه ليس ذاك لك، انها
مهاجر نبي وليس ذلك لاحد حتى يكون ذلك، فقال لهم: فانى مخلف فيكم من أسرتي
من إذا كان ذلك ساعده ونصره، فخلف حيين الأوس والخزرج، فلما كثروا بها كانوا
يتناولون أموال اليهود، وكانت اليهود تقول لهم: اما لو قد بعث محمد لنخرجنكم (2)
من ديارنا وأموالنا، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله آمنت به الأنصار وكفرت به اليهود،
وهو قول الله عز وجل: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا
كفروا به فلعنة الله على الكافرين).
280 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار قال
سألت أبا عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين
كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) قال: كان قوم فيما بين محمد وعيسى صلوات
الله عليهما، وكانوا يتوعدون أهل الأصنام بالنبي صلى الله عليه وآله ويقولون ليخرجن
نبي فليكسرن أصنامكم وليفعلن بكم وليفعلن، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله كفروا به.
281 - في تفسير العياشي عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه
الآية من قول الله، (لما جاءهم ما عرفوا كفروا به) قال، تفسيرها في الباطن
لما جاءهم ما عرفوا في علي كفروا به، فقال الله فيه يعنى بنى أمية هم الكافرون في
باطن القرآن.
282 - قال أبو جعفر عليه السلام نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا، (بئسما
اشتروا به أنفسهم ان يكفروا بما انزل الله في علي بغيا) وقال الله في علي، (ان ينزل الله
من فضله على من يشاء من عباده) يعنى عليا قال الله، (فباؤا بغضب على غضب) يعنى
بنى أمية (وللكافرين) يعنى بنى أمية عذاب اليم.

(1) تبع: اسم كل ملك من ملوك حمير.
(2) كذا في النسخة الأصل وفى المصدر وبعض النسخ (ليخرجنكم) بالياء.
101

283 - وقال جابر قال أبو جعفر عليه السلام، نزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا
والله، (وإذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم في علي) يعنى بنى أمية (قالوا نؤمن بما انزل
علينا) يعنى في قلوبهم بما انزل الله عليه (ويكفرون بما وراءه) بما انزل الله في علي
(وهو الحق مصدقا لما معهم) يعنى عليا.
284 - عن ابن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال الله في كتابه
يحكى قول اليهود، (ان الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان) الآية
وقال: (فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين) وانما نزل هذا في قوم من
اليهود وكانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتلوا الأنبياء بأيديهم، ولا كانوا في
زمانهم، وانما قتل أوايلهم الذين كانوا من قبلهم، فجعلهم الله منهم وأضاف إليهم فعل
أوايلهم بما تبعوهم وتولوهم.
285 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله، واشربوا في قلوبهم العجل
قال: فعمد موسى فبرد العجل (1) من أنفه إلى طرف ذنبه، ثم أحرقه بالنار فذره في
اليم قال: وكان أحدهم ليقع في الماء وما به إليه من حاجته، فيتعرض لذلك الرماد
فيشربه، وهو قول الله: (واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم).
قال مؤلف هذا الكتاب: وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
286 - في أصول الكافي باسناده عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال:
نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا بئسما اشتروا به أنفسهم ان يكفروا
بما انزل الله في علي بغيا.
قال عز من قائل: فتمنوا الموت ان كنتم صادقين.
287 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه
عليه السلام ان رجلا قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين بما عرفت ربك؟
قال: بفسخ العزائم (إلى أن قال) فبماذا أحببت لقاءه؟ قال: لما رأيته قد اختار لي
دين ملائكته ورسله وأنبيائه علمت بان الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقاءه،

(1) البرد: القطع بالمبرد وهو السوهان
102

288 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله رجل فقال
له مالي لا أحب الموت؟ فقال له: ألك مال؟ قال نعم، قال فقدمته، قال: لا قال فمن
ثم لا تحب الموت.
289 - في مجمع البيان قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو يطوف بين الصفين بصفين
في غلالة (1) لما قال له الحسن ابنه عليه السلام: ما هذا زي الحرب، فقال: يا بنى ان أباك
لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه، واما ما روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرا لي،
وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، فإنما نهى تمنى الموت لأنه يدل على الجزع، والمأمور
به الصبر وتفويض الأمور إليه، ولا نالا نأمن وقوع التقصير فيما أمرنا به، ونرجو في
البقاء التلافي.
290 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وقال أبو محمد عليه السلام: قال جابر بن
عبد الله سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله بن صوريا غلام أعور يهودي تزعم اليهود انه اعلم
بكتاب الله وعلوم أنبيائه عن مسائل كثيرة تعنته فيها (2) فأجابه عنها رسول الله صلى الله عليه وآله بما لم
يجد إلى انكار شئ منه سبيلا فقال له: يا محمد من يأتيك بهذه الاخبار عن الله تعالى؟
قال: جبرئيل، فقال: لو كان غيره يأتيك بها لامنت بك، ولكن جبرئيل عدونا من بين
الملائكة، فلو كان ميكائيل أو غيره سوى جبرئيل يأتيك بها لامنت بك، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ولم اتخذتم جبرئيل عدوا؟ قال: لأنه ينزل بالبلاء أو لشدة على بني إسرائيل،
ودفع دانيال عن قتل بخت نصر حتى قوى امره وأهلك بني إسرائيل وكذلك كل بأس وشدة
لا ينزلها الا جبرئيل، وميكائيل يأتينا بالرحمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ويحك أجهلت
أمر الله وما ذنب جبرئيل ان أطاع الله فيما يريده بكم، أرأيتم ملك الموت أهو عدوكم
وقدو كله الله تعالى بقبض أرواح الخلق أرأيتم الآباء والأمهات إذا وجروا (3) الأولاد

(1) الغلالة - بالكسر - شعار يلبس تحت الثوب الدرع.
(2) تعنته: طلب زلته ومشقته.
(3) وجره وجرا: جعل الوجور في فيه) الوجور: الدواء يوجر أي يصيب في الغم.
103

الدواء الكريه لمصالحتهم يجب ان يتخذهم أولادهم أعداءا من أجل ذلك؟ لا ولكنكم
بالله جاهلون، وعن حكمته غافلون، اشهد ان جبرئيل وميكائيل بأمر الله عاملان، وله
مطيعان وانه لا يعادي أحدهما الامن عادى الاخر، وانه من زعم أنه يحب أحدهما و
يبغض الاخر فقد كذب، وكذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى اخوان كما أن جبرئيل و
ميكائيل اخوان، فمن أحبهما فهو من أولياء الله ومن أبغضهما فهو من أعداء الله، ومن
أبغض أحدهما وزعم أنه يحب الاخر فقد كذب وهما منه بريئان، والله تعالى وملئكته وخيار
خلقه منه برآء.
291 - وقال أبو محمد عليه السلام كان سبب نزول قوله تعالى قل من كان عدوا لجبريل
الآيتين ما كان من اليهود أعداء الله من قول سئ في جبرئيل وميكائيل، ومن كان من أعداء الله
النصاب من قول أسوء منه في الله وفى جبرئيل وميكائيل وساير ملائكة الله إماما كان من
النصاب فهو ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان لا يزال يقول في علي عليه السلام الفضائل التي خصه الله
عز وجل بها، والشرف الذي أهله الله تعالى له، وكان في كل ذلك يقول: اخبرني به
جبرئيل عن الله، ويقول في بعض ذلك جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، يفتخر جبرئيل
على ميكائيل، في أنه عن يمين علي عليه السلام الذي هو أفضل من اليسار، كما يفتخر نديم ملك
عظيم في الدنيا يجلسه الملك عن يمينه على النديم الاخر الذي يجلسه عن يساره، و
يفتخران على إسرافيل الذي خلقه بالخدمة، وملك الموت الذي امامه بالخدمة. و
ان اليمين والشمال أشرف من ذلك كافتخار حاشية الملك على زيادة قرب محلهم من
ملكهم وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في بعض أحاديثه: ان الملائكة أشرفها عند الله أشدها
لعلي بن أبي طالب عليه السلام حبا وانه قسم الملائكة فيما بينها والذي شرف عليا عليه السلام على
جميع الورى بعد محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ويقول مرة: ان ملائكة السماوات والحجب
ليشتاقون إلى رؤية علي بن أبي طالب عليه السلام كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها البار
الشفيق، آخر من بقي عليها بعد عشرة دفنهم، فكان هؤلاء النصاب يقولون: إلى متى يقول
محمد جبرئيل وميكائيل والملائكة كل ذلك تفخيم لعلي بن أبي طالب وشأنه ويقول الله
تعالى لعلى خاص من ساير الخلق برئنا من رب ومن ملائكة ومن جبرئيل وميكائيل هم لعلى
104

بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم مفضلون، وبريئا من رسل الله الذين هم لعلى بعد محمد مفضلون
واما ما قاله اليهود فهو أن اليهود أعداء الله لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أتوه بعبد الله
ابن صوريا فسأله عن أشياء فأجابه إلى أن قال: بقيت خصلة ان قلتها آمنت بك واتبعتك،
أي ملك يأتيك بما تقوله عن الله؟ قال: جبرئيل، قال ابن صوريا: ذلك عدونا من بين
الملائكة ينزل بالقتل والشدة والحرب ورسولنا ميكائيل يأتي بالسرور والرخاء، فلو كان
ميكائيل هو الذي يأتيك آمنا بك لان ميكائيل كان يشيد ملكنا، وجبرئيل كان يهلك
ملكنا، فهو عدونا لذلك فقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: فما بدو عداوته لكم؟ قال:
نعم يا سلمان عادانا مرارا كثيرة، وكان من أشد ذلك علينا ان الله انزل على أنبيائه ان
بيت المقدس يخرب على يد رجل يقال له بخت نصر وفى زمانه، وأخبرنا بالحين الذي يخرب
فيه، والله يحدث الامر بعد الامر فيمحو ما يشاء ويثبت فلما بلغنا ذلك الحين الذي يكون فيه هلاك
بيت المقدس بعث أوائلنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل وأفاضلهم، نبيا كان يعد من أنبيائهم يقال
له دانيال في طلب بخت نصر ليقتله، فحمل معه وقر مال لينفقه في ذلك، فلما انطلق في طلبه لقيه
ببابل غلاما ضعيفا مسكينا ليس له قوة ولا منعة فأخذه صاحبنا ليقتله فدفع عنه جبرئيل
وقال لصاحبنا: إن كان ربكم هو الذي أمر بهلاككم فإنه لا يسلطك عليه. وان لم يكن
هذا فعلى أي شئ تقتله فصدقه صاحبنا وتركه ورجع إلينا، فأخبرنا بذلك وقوى بخت نصر وملك
وغزانا وخرب بيت المقدس فلهذا نتخذه عدوا وميكائيل عدو لجبرئيل، فقال سلمان
يا بن صوريا فبهذا العقل المسلوك به غير سبيله ضللتم أرأيتم أوايلكم كيف بعثوا من
يقتل بخت نصر، وقد أخبر الله تعالى في كتبه على السنة رسله انه يملك ويخرب بيت المقدس
أرادوا بذلك تكذيب أنبياء الله في اخبارهم أو اتهموهم في اخبارهم أو صدوهم في الخبر
عن الله ومع ذلك أرادوا مغالبة لله هل كان هؤلاء ومن وجهوه الا كفارا بالله، وأي عداوة
تجوزان تعتقد لجبرئيل وهو يصد به عن مغالبة الله عز وجل، وينهى عن تكذيب خبر الله تعالى
فقال ابن صوريا: قد كان الله أخبر بذلك على السن أنبيائه، ولكنه يمحو ما يشاء ويثبت قال
سلمان: فإذا لا تتيقنوا بشئ مما في التوراة من الاخبار عما مضى وعما يستأنف، فان الله
يمحو ما يشاء ويثبت، وإذا لعل الله قد كان عزل موسى وهارون عن النبوة وأبطلا في
105

دعويهما، لان الله يمحو ما يشاء ويثبت، ولعل كل ما أخبراكم أنه يكون لا يكون وما أخبراكم
انه لا يكون يكون، وكذلك ما أخبراكم عما كان لعله لم يكن وما أخبراكم انه لم يكن
لعله كان ولعل ما وعده من الثواب يمحوه ولعل ما توعد به من العقاب يمحوه فإنه يمحو
ما يشاء ويثبت انكم جهلتم معنى يمحو الله ما يشاء ويثبت فلذلك أنتم بالله كافرون ولاخباره
عن الغيوب مكذبون، وعن دين الله منسلخون ثم قال سلمان: فانى اشهد ان من كان عدو الجبرئيل
فإنه عدو لميكائيل وانهما جميعا عدوان لمن عاداهما، سلمان لمن سالمهما، فأنزل لله
تعالى يعند ذلك موافقا لقول سلمان (ره) قل من كان عدوا لجبرئيل) في مظاهرته لأولياء
الله على أعداء الله ونزوله بفضائل على ولى الله من عند الله (فإنه نزله) فان جبرئيل نزل هذا
القرآن (على قلبك بإذن الله) بأمره مصدقا لما بين يديه من ساير كتب الله وهدى
من الضلالة وبشرى للمؤمنين بنبوة محمد وولاية على ومن بعدهما من الأئمة بأنهم أولياء
الله حقا إذا ماتوا على موالاتهم لمحمد وعلى آلهما الطيبين. والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
292 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث
طويل قال فيه صلى الله عليه وآله لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل؟ اخبرني بهن جبرئيل عليه السلام آنفا
قال: هل أخبرك جبرئيل قال نعم، قال: ذلك عدو اليهود من الملائكة، قال: ثم قرأ هذه الآية
(قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله).
293 - في روضة الكافي في رسالة أبى جعفر عليه السلام إلى سعد الخير وكل أمة
قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الكتاب
ان أقاموا حروفه وحرفوا حدوده. فهم يروونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية
والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية وكان من نبذهم الكتاب ان ولوه الذين لا يعلمون
فأوردوهم الهوى وأصدروهم إلى الردى وغيروا عرى الدين (إلى أن قال عليه السلام:) ثم اعرف
أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده، فهم مع السادة
والكبرة فإذا تفرقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دينا وذلك مبلغهم عن العلم لا يزالون
كذلك في طبع وطمع ولا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير. والحديث
106

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
294 - في عيون الأخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بابى الحسن
الجرجاني رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن
سيار عن أبويهما عن الحسن ابن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي
عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد
عليهم السلام في قول الله تعالى واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان
قال اتبعوا ما تتلو كفرة الشياطين من السحر والنير نجات على ملك سليمان الذين يزعمون أن
سليمان به ملك ونحن أيضا به نظهر العجايب حتى ينقاد لنا الناس وقالوا: كان سليمان
كافرا ساحرا ماهرا بسحره ملك ما ملك، وقدر على ما قدر، فرد الله عز وجل عليهم، فقال: (وما
كفر سليمان) ولا استعمل السحر كما قال هؤلاء الكافرون ولكن الشياطين كفروا يعلمون
الناس السحر الذي نسبوه إلى سليمان والى ما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت
وكان بعد نوح عليه السلام قد كثر السحرة والمموهون - فبعث الله تعالى ملكين إلى نبي ذلك الزمان
بذكر ما يسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم، ويرد به كيدهم، فتلقاه النبي عن
الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله عز وجل وأمرهم ان يقفوا به على السحرة، وأن
يبطلوه، ونهاهم ان يسحروا به الناس، وهذا كما يدل على السم ما هو وعلى ما يدفع به
غايلة السم، ثم قال عز وجل: وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر
يعنى ان ذلك النبي عليه السلام أمر الملكين ان يظهر الناس بصورة بشرين ويعلماهم ما علمهم الله
من ذلك، فقال الله عز وجل: (وما يعلمان من أحد) ذلك السحر وابطاله (حتى يقولا)
للمتعلم (انما نحن فتنة) وامتحان للبلاء ليطيعوا الله فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به
كيد السحرة، ولا يسحروهم (فلا تكفر) باستعمال هذا السحر وطلب الاضرار به، ودعا
الناس إلى أن يعتقدوا انك به تحيى وتميت وتفعل مالا يقدر عليه الا الله عز وجل، فان ذلك كفر
قال الله تعالى فيتعلمون يعنى طالبي السحر منهما يعنى مما كتبت الشياطين على ملك سليمان
من النير نجات وما أنزل إلى الملكين ببابل هاروت وماروت، يتعلمون من هذين الصنفين
ما يفرقون به بين المرء وزوجه هذا من يتعلم للاضرار بالناس يتعلمون التضريب بضروب
107

الحيل والتمائم والايهام وانه قد دفن في موضع كذا وكذا وعمل كذا لتحبب المرأة إلى الرجل و
الرجل إلى المرأة أو يؤدى إلى الفراق بينهما ثم قال عز وجل وما هم بضارين به من أحد الا بإذن الله
أي ما المتعلمون لذلك بضارين به من أحد الا بإذن الله، يعنى بتخلية الله وعلمه وانه لو شاء
لمنعهم بالجبر والقهر ثم قال: ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم لأنهم إذا تعلموا ذلك
السحر ليسحروا به ويضروا فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه بل ينسلخون عن دين
الله بذلك ولقد علم هؤلاء المتعلمون لمن اشتراه بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه ماله
في الآخرة من خلاق أي من نصيب في ثواب الجنة ثم قال تعالى: ولبئس ما شروا به أنفسهم
ورهنوها بالعذاب لو كانوا يعلمون انهم قد باعوا الآخرة وتركوا نصيبهم من الجنة لان المتعلمين
لهذا السحر الذين يعتقدون ان لا رسول ولا اله ولا بعث ولا نشور، فقال: (ولقد علموا لمن
اشتراه ماله في الآخرة من خلاق لأنهم يعتقدون انها إذا لم يكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد
الدنيا وإن كانت بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لأخلاق لهم فيها، ثم قال: (ولبئس ما شروا به
أنفسهم) إذ باعوا الآخرة بالدنيا، ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم لو كانوا يعلمون انهم قد
باعوا أنفسهم بالعذاب، ولكن لا يعلمون ذلك لكفرهم به، فلما تركوا النظر في حجج الله
حتى تعلموا عذبهم على اعتقادهم الباطل، وجحدهم الحق.
قال يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما انهما قالا.
فقلنا للحسن أبى القاسم عليه السلام فان قوما عندنا يزعمون أن هاروت وماروت ملكان
اختارتهما الملائكة لما كثر عصيان بني آدم، وانزلهما مع ثالث لهما إلى الدنيا، وانهما
افتتنا بالزهرة وأراد الزنا بها وشربا الخمر وقتلا النفس المحرمة، وان الله عز وجل
يعذبهما ببابل وان السحرة منهما يتعلمون السحر وان الله تعالى مسخ تلك المرأة هذا
الكوكب الذي هو الزهرة، فقال الإمام عليه السلام: معاذ الله من ذلك ان الملائكة معصومون
محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قال الله تعالى فيهم: (لا يعصون الله
ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون) وقال عز وجل، (وله من في السماوات والأرض ومن
عنده) يعنى من الملائكة (لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل
والنهار لا يفترون) وقال الله تعالى في الملائكة أيضا. (بل عباد مكرمون لا يسبقونه
108

بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى
وهم من خشيته مشفقون) ثم قال عليه السلام، لو كان كما يقولون كان الله قد جعل هؤلاء
الملائكة خلفاؤه على الأرض، وكانوا كالأنبياء في الدنيا وكالأئمة أفيكون من الأنبياء
والأئمة عليهم السلام قتل النفس والزنا؟ ثم قال عليه السلام: أولست تعلم أن الله تعالى لم
تخل الدنيا قط من نبي أو امام من البشر، أوليس الله يقول: (وما أرسلنا من قبلك) يعنى
إلى الخلق الا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى، فأخبر أنه لم يبعث الملائكة إلى الأرض
ليكونوا أئمة وحكاما، وانما أرسلوا إلى أنبياء الله، قالا، فقلنا له، فعلى هذا
لم يكن إبليس أيضا ملكا؟ فقال لا: بل كان من الجن أما تسمعان الله عز وجل
يقول: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا إبليس كان من الجن) فأخبر الله
عز وجل انه كان من الجن، وهو الذي قال الله تبارك وتعالى، (والجان خلقناه من قبل
من نار السموم).
295 - قال الإمام الحسن بن علي عليه السلام حدثني أبي عن جدي عن الرضا عن
آبائه عن علي عليهم السلام قال. قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عز وجل اختارنا معاشر آل
محمد واختار النبيين واختار الملائكة المقربين وما اختارهم الاعلى علم منه بهم انهم
لا يوافقون ما يخرجون به عن ولايته. ومنقطعون به عن عصمته، وينتهون به إلى
المستحقين لعذابه ونقمته، قالا. فقلنا له: فقد روى لنا ان عليا عليه السلام لما نص عليه
رسول الله صلى الله عليه وآله بالإمامة عرض الله تعالى ولايته في السماوات على فيام وفيام (1) من
الملائكة فأبوها، فمسخهم الله ضفادع فقال عليه السلام: معاذ الله هؤلاء المكذبون لنا
المغترون (ظ المفترون) علينا الملائكة هم رسل الله فهم كسائر أنبيائه ورسله إلى الخلق أفيكون
منهم الكفر بالله، قلت: لا، قال: فكذلك الملائكة ان شان الملائكة لعظيم، وان
خطبهم لجليل.
296 - حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثني أبي
عن أحمد بن علي الأنصاري عن علي بن محمد بن الدهم قال: سمعت المأمون يسأل

(1) الفيام: الجماعة من الناس.
109

الرضا عليه السلام عما يرويه الناس من أمر الزهرة وانها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت،
وما يروونه من أمر سهيل. وانه كان عشارا باليمن، فقال الرضا عليه السلام كذبوا في قولهم إنهما
كوكبان، وانما كانتا دابتين من دواب البحر فغلط الناس وظنوا انهما كوكبان، وما كان
الله تعالى ليمسخ أعدائه أنوارا مضيئة، ثم يبقيهما ما بقيت السماوات والأرض، وان
المسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام حتى ماتت، وما يتناسل منها شئ، وما على وجه
الأرض اليوم مسخ وان التي وقع عليها المسوخية مثل القرد والخنازير والدب وأشباهها
انما هي مثل ما مسخ الله تعالى على صورها قوما غضب الله عليهم ولعنهم بانكارهم توحيد الله
وتكذيبهم رسل الله وأما هاروت وماروت فكانا ملكين علما الناس ليتحرزوا به من سحر
السحرة ويبطلوا به كيدهم وما علما أحدا من ذلك شيئا الا قالا له: (انما نحن فتنة فلا يكفر)
فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالاحتراز منه، وجعلوا يفرقون بما يعلمون بين المرء وزوجه
قال الله تعالى: وما هم بضارين به من أحد الا بإذن الله) يعنى بعلمه.
297 - عن الرضا عليه السلام حديث طويل في تعداد الكبائر وبيانها من كتاب الله
وفيه يقول الصادق عليه السلام: والسحر لأنه تعالى يقول: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في
الآخرة من خلاق).
298 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال إن
المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر إلى أن قال: واما الزهرة فكانت امرأة فتنت هاروت
وماروت فمسخها الله كوكبا.
299 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ؟ فقال: هي ثلاثة عشر إلى أن قال: واما الزهرة
فكانت امرأة نصرانية وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل وهي التي فتن بها هاروت وماروت،
وكان اسمها ناهيد.
300 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن الحسن بن علان عن أبي
الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومسخت الزهرة لأنها كانت امرأة فتن
بها هاروت وماروت.
110

301 - وباسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عليهم السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: واما الزهرة فإنها كانت امرأة تسمى ناهيد وهي التي تقول الناس
انه افتتن بها هاروت وماروت.
302 - وباسناده إلى علي بن جعفر عن مغيرة عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام
حديث طول يقول فيه عليه السلام، واما الزهرة فكانت امرأة فتنت هاروت وماروت، فمسخها الله
عز وجل زهرة.
303 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبان بن
عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن سليمان بن داود عليه السلام أمر الجن فبنوا له
بيتا من قوارير قال: فبينما هو متك على عصاه ينظر إلى الشياطين كيف يعملون وينظرون
إليه إذ حانت (1) منه التفاته فإذا هو برجل معه في القبة ففزع منه، وقال من أنت؟
فقال: انا، الذي لا أقبل الرشاء، ولا اهاب الملوك، انا ملك الموت فقبضه وهو متك
على عصاه، فمكثوا سنة يبنون وينظرون إليه، ويدأبون له (2) ويعملون حتى بعث
الله الأرضة، فأكلت منسأته وهي العصا، فلما خر تبينت الانس أن لو كان الجن يعلمون
الغيب ما لبثوا سنة في العذاب المهين، فالجن تشكر الأرضة بما عملت بعصا سليمان.
فلا تكاد تراها في مكان الا وجد عندها ماء وطين، فلما هلك سليمان وضع إبليس السحر
وكتبه في كتاب ثم طواه وكتب على ظهره: هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان
ابن داود من زخاير كنوز العلم، من أراد كذا وكذا فليفعل كذا وكذا، ثم دفنه تحت سريره
ثم استشاره (3) لهم فقرأه فقال الكافرون ما كان سليمان يغلبنا الا بهذا. وقال المؤمنون: بل هو
عبد الله ونبيه فقال الله جل ذكره واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن
الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت الآية

(1) حافت أي قربت.
(2) دأب في العمل: جد وتعب واستمر عليه.
(3) كذا في النسخ والصحيح كما في تفسير البرهان: (ثم استثاره لهم) بالثاء -
أي أظهره لهم:
111

304 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن
قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله عطا ونحن بمكة عن هاروت وماروت؟ فقال أبو جعفر
ان الملائكة كانوا ينزلون من السماء إلى الأرض في كل يوم وليلة يحفظون اعمال أوساط
أهل الأرض من ولد آدم والجن، فيكتبون أعمالهم ويعرجون بها إلى السماء قال:
فضج أهل السماء، معاصي أهل أوساط الأرض فتآمروا فيما بينهم مما يسمعون ويرون
من افترائهم الكذب على الله تبارك وتعالى، وجرأتهم عليه، ونزهوا الله مما يقول فيه
خلقه ويصفون، فقال طائفة من الملائكة: يا ربنا اما تغضب مما يعمل خلقك في أرضك،
ومما يصفون فيك الكذب ويقولون الزور ويرتكبون المعاصي وقد نهيتهم عنها؟ ثم أنت
تحلم عنهم وهم في قبضتك وقدرتك وخلال عافيتك؟ قال أبو جعفر عليه السلام: فأحب الله
ان يرى الملائكة القدرة ونفاذ امره في جميع خلقه، ويعرف الملائكة مامن به عليهم
مما عدله عنهم من صنع خلقه، وما طبعهم عليه من الطاعة، وعصمهم من الذنوب.
قال: فأوحى الله إلى الملائكة ان انتدبوا (1) منكم ملكين حتى أهبطهما إلى الأرض،
ثم اجعل فيهما من طبايع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والأمل مثل ما جعلته في
ولد آدم، ثم اختبرهما في الطاعة لي، قال: فندبوا لذلك هاروت وماروت وكانا من
أشد الملائكة قولا في العيب لولد آدم واستيثار غضب الله عليهم، قال: فأوحى الله إليهما
ان أهبطا إلى الأرض فقد جعلت فيكما من طبايع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والأمل
مثل ما جعلت في ولد آدم قال: ثم أوحى الله إليهما انظرا أن لا تشركا بي شيئا، ولا تقتلا
النفس التي حرم الله، ولا تزنيا ولا تشربا الخمر، قال: ثم كشط (2) عن السماوات السبع
ليريهما قدرته، ثم أهبطهما. إلى الأرض في صورة البشر ولباسهم: فهبطا ناحية بابل،
فرفع لهما بناء مشرف فاقبلا نحوه فإذا بحضرته امرأة جميلة حسناء متزينة عطرة مقبلة
نحوهما، قال: فلما نظرا إليها وناطقاها وتأملاها وقعت في قلوبهما موقعا شديدا موضع
الشهوة التي جعلت فيهما، فرجعا إليها رجوع فتنة وخذلان وراوداها عن نفسها، فقالت

(1) انتدبه لأمر: دعاء له.
(2) كشط الغطاء عن الشئ: نزعه وكشف عنه.
112

لهما: ان لي دينا أدين به وليس أقدر في ديني على أن أجيبكما إلى ما تريد ان الا أن
تدخلا في ديني الذي أدين به، فقالا لها: وما دينك؟ قالت: لي اله من عبده وسجد
له كان لي السبيل إلى أن أجيبه إلى كل ما سألني، فقالا لها: وما الهك؟ قالت: الهى
هذا الصنم قال: فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال: هاتان خصلتان مما نهينا عنها الشرك
والزنا لأنا ان سجدنا لهذا الصنم عبدناه أشركنا بالله وانما نشرك بالله لنصل إلى الزنا وهو
ذا نحن نطلب الزنا فليس نحظا (1) الا بالشرك. قال فاتمرا (2) بينهما فغلبتهما الشهوة
التي جعلت فيهما فقالا لها فانا نجيبك إلى ما سألت فقالت: فدونكما فاشربا هذا الخمر
فإنه قربان لكما عنده وبه تصلان إلى ما تريد ان فأتمرا بينهما فقالا هذه ثلث خصال مما
نهانا عنها ربنا، الشرك، والزنا، وشرب الخمر، وانما ندخل في شرب الخمر والشرك حتى نصل
إلى الزنا فأتمرا بينهما فقالا، ما أعظم بليتنا بك وقد أجبناك إلى ما سألت، قالت: فدونكما
فاشربا من هذا الخمر واعبدا هذا الصنم واسجدا له، فشربا الخمر وعبدا الصنم، ثم راوداها
عن نفسها فلما تهيأت لهما وتهيئا لها دخل عليهما سائل يسأل، فلما ان رآهما ورأياه
ذعرا منه (3) فقال لهما: إنكما لمريبان ذعران قد خلوتما بهذه المرأة العطرة الحسناء؟
أنكما لرجلا سوء وخرج عنهما فقالت لهما الا وإلهي لا تصلان الان إلي وقد اطلع هذا
الرجل على حالكما وعرف مكانكما، فيخرج الان ويخبر بخبركما ولكن بادرا إلى
هذا الرجل فاقتلاه قبل أن يفضحكما ويفضحني، ثم دونكما فاقضيا حاجتكما وأنتما
مطمئنان آمنان، قال: فقاما إلى الرجل فادركاه فقتلاه، ثم رجعا إليها، فلم يرياها
وبدت لهما سوآتهما، ونزع عنها رياشهما، وأسقط في أيديهما، فأوحى الله إليهما انما
أهبطتكما إلى الأرض مع خلقي ساعة من النهار فعصيتماني بأربع من معاصي، كلها
قد نهيتكما عنها. وتقدمت اليكما فيها فلم تراقباني ولم تستحيا مني، وقد كنتما أشد من
نقم على أهل الأرض بالمعاصي واستجراء أسفى وغضبي عليهم، ولما جعلت فيكما من

(1) كذا في النسخ وفى المصدر (تحظينا) وفى نسخة البحار (فليس نعطى) وهو الظاهر
وفى رواية العياشي في تفسيره (فليس نعطاه).
(2) ائتمره في الامر: شاوره
(3) ذعر ذعرا: خاف
113

طبع خلقي وعصمتي إياكما من المعاصي فكيف رأيتما موضع خذلاني فيكما. اختارا
عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة، فقال أحدهما لصاحبه نتمتع من شهواتنا في الدنيا إذ صرنا
إليها إلى أن نصير إلى عذاب الآخرة، فقال الآخر: ان عذاب الدنيا له مدة وانقطاع
وعذاب الآخرة قائم لا انقضاء له، فلسنا نختار عذاب الآخرة الدائم الشديد على عذاب الدنيا
المنقطع الفاني، قال: فاختارا عذاب الدنيا وكانا يعلمان الناس السحر في أرض بابل،
ثم لما علما الناس السحر رفعا من الأرض إلى الهواء فهما معذبان منكسان معلقان في الهواء
إلى يوم القيامة.
305 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) بولاية الشياطين
على ملك سليمان.
306 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل
وفيه قال السائل له: فمن أين علم الشياطين السحر؟ قال من حيث عرف الأطباء الطب
بعضه تجربة وبعضه علاج: قال: فما تقول في الملكين هاروت وماروت؟ وما يقول الناس بأنهما
يعلمان السحر؟ قال: انهما موضع ابتلاء وموقف فتنة بتشييحهما (1) اليوم لو كان فعل
الانسان كذا وكذا لكان كذا وكذا ولو يعالج بكذا وكذا لصار كذا أصناف السحر (2) فيتعلمون
منهما ما يخرج عنهما فيقولان لهم: انما نحن فتنة فلا تأخذوا عنا ما يضركم ولا ينفعكم قال:
أفيقدر الساحر أن يجعل الانسان بسحره في صورة الكلب أو الحمار أو غير ذلك؟
قال، هو أعجز من ذلك واضعف من أن يغير خلق الله ان من أبطل ما ركبه الله وصوره وغيره
فهو شريك الله في خلقه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
307 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل قال.
كان الطيار يقول لي؟ إبليس ليس من الملائكة وانما أمرت الملائكة بالسجود لآدم، فقال

(1) شيحه: حذره وفى المصدر ونسخة البحار (بتسبيحهما) والظاهر هو المختار في المتن
(2) أي ان السحر على أصناف وقد ذكرها أبو عبد الله (ع) في صدر الحديث حيث قال (ع)
ان السحر على وجوه شتى وجه منها بمنزلة الطب.. ونوع آخر خطفة وسرعة. ونوع آخر ما
يأخذ أولياء الشياطين عنهم. اه
114

إبليس. لا أسجد فما لإبليس يعصى حين لم يسجد وليس هو من الملائكة؟ قال:
فدخلت انا وهو على أبى عبد الله عليه السلام قال فأحسن والله في المسألة فقال: جعلت فداك
أرأيت ما ندب الله (1) عز وجل إليه المؤمنين من قوله: (يا أيها الذين آمنوا) أدخل في
ذلك المنافقون معهم؟ قال: نعم والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة معهم.
308 - في روضة الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن علي بن
حديد عن جميل بن دراج قال: سأل الطيار أبا عبد الله عليه السلام وانا عنده فقال له: جعلت
فداك أرأيت قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا) في غير مكان من مخاطبة المؤمنين
أيدخل في هذا المنافقون؟ قال، نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة
الظاهرة وقد تقدم هذان الحديثان.
قال عز من قائل لا تقولوا راعنا.
309 - في مجمع البيان وقال الباقر عليه السلام، هذه الكلمة سب بالعبرانية، إليه
كانوا يذهبون.
قال عز من قائل والله يختص برحمته من يشاء.
310 - في مجمع البيان روى عن أمير المؤمنين وعن أبي جعفر الباقر عليهم السلام
ان المراد برحمته هنا النبوة.
311 - في أصول الكافي علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن شاهويه بن عبد الله
الجلاب قال، كتب إلى أبو الحسن في كتاب أردت ان تسأل عن خلف بعد أبي جعفر وقلقت
لذلك فلا تغتم فان الله عز وجل لا يضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون، وصاحبكم
بعدى أبو محمد ابني وعنده ما تحتاجون إليه يقدم ما يشاء الله ويؤخر ما يشاء ما ننسخ
من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان
312 - في تفسير العياشي عن عمر بن يزيد قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
قول الله عز وجل، (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) فقال، كذبوا ما هكذا
هي إذا كان [ينسى و] ينسخها [أ] ويأت بمثلها لم ينسخها، قلت: هكذا قال الله قال: ليس هكذا

(1) ندبه إلى الامر: دعاه به
115

قال الله تبارك وتعالى قلت فكيف قال: قال ليس فيها الف ولا واو قال: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت
بخير منها أو مثلها) يقول ما نميت من امام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله.
313 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: قولوا، إياك نعبد حدا لا نقول كما قالت الدهرية
ان الأشياء لا بدؤ لها وهي دائمة، ولا كما قال الثنوية الذين قالوا إن النور والظلمة هما
المدبر ان، ولا كما قال مشركوا العرب ان أوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا ولا ندعوا من
دونك الها كما يقول هؤلاء الكفار، ولا نقول كما قالت اليهود والنصارى ان لك ولدا
تعاليت عن ذلك علوا كبيرا، قال: فذلك قوله، وقالوا لن يدخل الجنة الامن كان
هودا أو نصارى وقالت طائفة غيرهم من هؤلاء الكفار ما قالوا، قال الله يا محمد
تلك أمانيهم التي يمنونها بلا حجة قل هاتوا برهانكم وحجتكم على دعواكم ان
كنتم صادقين كما أتى محمد ببراهينه التي سمعتموها، ثم قال، بلى من أسلم وجهه لله
يعنى كما فعل هؤلاء الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله لما سمعوا براهينه وحجته وهو محسن
في عمله لله فله اجره ثوابه عند ربه يوم فصل القضاء ولا خوف عليهم حين يخاف الكافرون
بما يشاهدونه من العقاب ولاهم يحزنون عند الموت لان البشارة بالجنان يأتيهم.
314 - وفيه عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه الجدال بالتي هي أحسن قد قرنه
العلماء بالدين والجدال بغير التي هي أحسن محرم وحرمه الله على شيعتنا، وكيف
يحرم الجدال جملة وهو يقول، (وقالوا لن يدخل الجنة الامن كان هودا أو نصارى)
قال الله تعالى، تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) فجعل علم الصدق و
الايمان بالبرهان، وهل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال بالتي هي أحسن والتي ليست بأحسن
315 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على الناس يوم الشورى قال:
نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي: أهل ولايتك يخرجون
يوم القيامة من قبورهم على نوق بيض شراك نعالهم نور يتلألأ، قد سهلت عليهم الموارد
وفرجت عنهم الشدائد، وأعطوا الأمان، وانقطعت عنهم الأحزان حتى ينطلق بهم إلى
ظل عرش الرحمن، توضع بين أيديهم مائدة يأكلون منها حتى يفرغ من الحساب، يخاف
116

الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون غيري؟ قالوا اللهم لا:
قال عز من قائل ومن أظلم ممن منع مساجد الله (الآية)
316 - في مجمع البيان روى عن أبي عبد الله عليه السلام انهم قريش حين منعوا رسول
الله دخول مكة والمسجد الحرام.
317 - وروى عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام انه أراد جميع الأرض لقول
النبي صلى الله عليه وآله جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا.
318 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المائة
قال له اليهودي فأين وجه ربك؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: يا بن عباس أتيني بنار
وحطب، فأتيته بنار وحطب، فأضرمها (1) ثم قال: يا يهودي أين يكون وجه هذه النار فقال: لها
أقف لها على وجه، قال: ربي عز وجل على هذا المثل ولله المشرق والمغرب فأينما
تولوا فثم وجه الله...
319 - في كتاب الخصال باسناده إلى سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر
فيه قدوم الجانليق المدينة مع مأة من النصارى بعد وفات النبي صلى الله عليه وآله وسؤاله أبا بكر
عن مسائل لم يجبه عنها، ثم أرشد إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسأله عنها فأجابه، فكان
فيما سأله أن قال له: أخبرني عن وجه الرب تبارك وتعالى؟ فدعا عليه السلام بنار وحطب
فأضرمه، فلما اشتعلت قال علي عليه السلام: أين وجه هذه النار؟ قال: هي وجه من جميع
حدودها، قال علي عليه السلام: هذه النار مدبرة مصنوعة لا يعرف وجهها، وخالقها
لا يشبهها، (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) لا يخفى على ربنا خافية.
320 - في كتاب علل الشرايع حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه
قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير
عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل يقرأ السجدة وهو
على ظهر دابته، قال: يسجد حيث توجهت به، فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلى على
ناقته وهو مستقبل المدينة يقول الله عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله).
321 - فيمن لا يحضره الفقيه وسأله معاوية بن عمار عن الرجل يقوم في

(1) أضرم النار: أوقدها وأشعلها.
117

الصلاة ثم ينظر بعد ما فرغ فيرى انه قد انحرف عن القبلة يمينا أو شمالا، فقال له.
قد مضت صلاته وما بين المشرق والمغرب قبلة، ونزلت هذه الآية في قبلة المتحير (ولله
المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله).
322 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد عليه السلام قال رسول
الله صلى الله عليه وآله لقوم من اليهود: أوليس قد ألزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب
الغليظة، وألزمكم به في الصيف أن تحترزوا من الحر أفبدا له في الصيف حين أمركم
بخلاف ما كان أمركم به في الشتاء؟ فقالوا: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فكذلكم الله
تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم تعبدكم (1) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه
في شئ آخر، فإذا أطعتم الله في الحالتين استحققتم ثوابه، فأنزل الله تعالى. (و
لله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم) يعنى إذا توجهتم
بأمره فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
323 - عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه قال السائل: من هؤلاء الحجج؟
قال: هم رسول الله ومن حل محله من أصفياء الله الذين قال الله. (فأينما تولوا فثم
وجه الله) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي
فرض عليهم منها لنفسه.
324 - وفيه قال عليه السلام أيضا في الحجج. وهم وجه الله الذي قال: (فأينما تولوا
فثم وجه الله).
325 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو المضاء عن الرضا عليه السلام، قوله تعالى.
(فأينما تولوا فثم وجه الله) قال: علي عليه السلام.
326 - في مجمع البيان وقيل. نزلت في صلاة التطوع على الراحلة تصليها
حيثما توجهت إذا كنت في سفر، واما الفرائض فقوله. (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم
شطره) يعنى ان الفرائض لا يصليها الا إلى القبلة، وهذا هو المروى عن أئمتنا عليهم السلام.

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (ثم بعده)
118

327 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام
قال لم يخلق الله شجرة الا ولها ثمرة تؤكل، فلما قال الناس. اتخذ الله ولدا ذهب
نصف ثمرها. فلما اتخذوا مع الله الها شاك الشجر (1).
328 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى
عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن
أعين يسأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل، بديع السماوات والأرض فقال أبو -
جعفر عليه السلام، ان الله عز وجل ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله، فابتدع
السماوات والأرض ولم يكن قبلهن سماوات ولا أرضون، اما تسمع لقوله تعالى، (وكان
عرشه على الماء) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
329 - في نهج البلاغة يقول لما أراد كونه كن فيكون، لا بصوت يفزع ولا نداء
يسمع، وانما كلامه سبحانه فعل منه انشاء ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا ولو كان
قديما لكان الها ثانيا.
330 - وفيه يقول ولا يلفظ، ويريد ولا يضمر.
331 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن يعقوب بن جعفر عن أبي
إبراهيم عليه السلام أنه قال: ولا احده بلفظ بشق فم، ولكن كما قال الله عز وجل، (انما امره
إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) بمشيته من غير تردد في نفس.
332 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل، فالإرادة للفعل
احداثه، انما يقول له كن فيكون بلا تعب ولا كيف.
333 - في عيون الأخبار باسناده إلى صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام
حديث طويل يقول فيه، فإرادة الله هي الفعل لاغير ذلك، يقول له كن فيكون بلا
لفظ ولا نطق بلسان، ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك، كما أنه بلا كيف.
334 - وفيه حديث طويل عن الرضا عليه السلام أيضا يقول فيه، وكن منه صنع وما
يكون به المصنوع،

(1) الشوك: ما يخرج من النبات شبيها بالأبر ويقال له بالفارسية (خار).
119

335 - في مجمع البيان قرأ نافع ولا تسأل بفتح التاء والجزم على النهى، وروى
ذلك عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.
336 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي
ولاد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل الذين آتيناهم الكتاب
يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به قال هم الأئمة عليهم السلام.
337 - في مجمع البيان (يتلونه حق تلاوته) اختلف في معناه على وجوه إلى
قوله: وثالثها ما روى عن أبي عبد الله عليه السلام ان حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار،
يسأل في الأولى، ويستعيذ من الأخرى.
338 - في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام
قال: سألته عن قول الله تعالى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ما هذه الكلمات التي
تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟ وهو أنه قال: (يا رب أسئلك بحق محمد وعلى وفاطمة
والحسن والحسين الا تبت على فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم)، فقلت له: يا بن
رسول الله فما يعنى عز وجل بقوله فأتمهن؟ قال: يعنى أتمهن إلى القائم اثنا عشر إماما
تسعة من ولد الحسين عليه السلام.
339 - في مجمع البيان روى عن الصادق عليه السلام انه ما ابتلاه الله به في نومه من
ذبح ولد إسماعيل أبى العرب، فأتمها إبراهيم وعزم عليها وسلم لأمر الله، فلما عزم قال الله
تعالى ثوابا له لما صدق، وعمل بما أمر الله انى جاعلك للناس إماما ثم انزل الله عليه
الحنيفية وهي الطهارة، وهي عشرة أشياء، خمسة في الرأس، وخمسة في البدن، فاما
التي في الرأس: فأخذ الشارب واعفاء اللحى، وطم الشعر، والسواك، والخلال، فاما
التي في البدن: فحلق الشعر من البدن، والختان، وتقليم الأظفار، والغسل من الجنابة،
والطهور بالماء، فهذه الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام، فلم تنسخ ولا تنسخ
إلى يوم القيامة، وهو قوله تعالى: (واتبع ملة إبراهيم حنيفا) ذكره علي بن إبراهيم بن
هاشم في تفسيره (انتهى).
340 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:
120

ان الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل صلوات الله عليه وآله بعد النبوة والخلة،
مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها وأشار بها ذكره (1) فقال عز وجل: (انى جاعلك للناس إماما)
فقال الخليل عليه السلام سرورا بها ومن ذريتي؟ قال الله عز وجل: لا ينال عهدي الظالمين
فأبطلت هذه الآية امامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة.
341 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى
الواسطي عن هشام ابن سالم ودرست بن أبي منصور عنه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وقد كان
إبراهيم عليه السلام نبيا وليس بامام، حتى قال الله: (انى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي)
فقال الله: (لا ينال عهدي الظالمين) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما.
342 - محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد
الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل
أن يتخذه نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل ان
يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما، فلما جمع له الأشياء (قال إني
جاعلك للناس إماما) قال: فمن عظمها في عين إبراهيم (قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي
الظالمين) قال: لا يكون السفيه امام التقى.
343 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز
أبى السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله اتخذ إبراهيم عليه السلام
عبدا قبل أن يتخذه نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن
يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل ان يتخذه إماما، فلما جمع له هذه الأشياء وقبض يده قال
له: يا إبراهيم انى جاعلك للناس إماما، فمن عظمها في عين إبراهيم قال: يا رب ومن
ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين.
344 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل
يقول فيه: قد خطر على من ماسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لإبراهيم:
(لا ينال عهدي الظالمين) أي المشركين لأنه سمى الشرك ظلما بقوله (ان الشرك لظلم عظيم)

(1) أشار بذكره: رفعه بالثناء عليه.
121

فلما علم إبراهيم ان عهد الله تبارك اسمه بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام، قال: واجنبني وبنى
أن نعبد الأصنام).
345 - في مجمع البيان (لا ينال عهدي الظالمين) قال مجاهد: العهد الإمامة، وهو
المروى عن الباقر وأبى عبد الله عليهما السلام.
346 - في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه و
محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي
عبد الله (ع) قال إذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل اللهم إني أشهدك ان
هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وامنا مباركا وهدى للعالمين.
347 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر وعن جابر بن يزيد
الجعفي قال: قال محمد بن علي الباقر عليه السلام: يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله
عز وجل؟ يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة
بيت المقدس، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على صخرة فأمرنا الله تعالى ان نتخذه مصلى،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
348 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل
عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل
نسي أن يصلى الركعتين عند مقام إبراهيم عليه السلام في طواف الحج والعمرة، فقال: كان
بالبلد صلى ركعتين عند مقام إبراهيم عليه السلام فان الله عز وجل يقول: واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى وإن كان قد ارتحل فلا امره أن يرجع.
349 - في مجمع البيان سئل الصادق عليه السلام عن الرجل يطوف بالبيت طواف
الفريضة ونسي أن يصلى ركعتين عند مقام إبراهيم؟ فقال: يصليها ولو بعد أيام، ان الله
تعالى قال: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).
350 - وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة
مقام إبراهيم وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود:
351 - في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن محمد بن سنان عن
122

عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله الأبزاري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نسي
فصلى ركعتين طواف الفريضة في الحجر، قال: يعيدها خلف المقام لان الله تعالى يقول:
(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) يعنى بذلك ركعتي طواف الفريضة.
352 - موسى بن القاسم عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نسي أن يصلى ركعتي طواف الفريضة خلف المقام
وقد قال الله: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) حتى ارتحل؟ فقال: إن كان ارتحل
فانى لا أشق عليه ولا آمره أن يرجع ولكن يصلى حيث يذكر.
353 - موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: ليس لأحد ان يصلى ركعتي طواف الفريضة الا خلف المقام، لقول الله عز وجل:
(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) فان صليتهما في غيره فعليك إعادة الصلاة.
354 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير
عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أيغتسلن
النساء إذا أتين البيت؟ قال: نعم، ان الله عز وجل يقول: إن طهرا بيتي للطائفين
والعاكفين والركع السجود فينبغي للعبدان لا يدخل الا وهو طاهر قد غسل عنه العرق
والأذى وتطهر.
355 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين
والركع السجود) قال الصادق عليه السلام: يعنى نح عنه المشركين، وقال: لما بنى إبراهيم
عليه السلام البيت وحج الناس شكت الكعبة إلى الله تبارك وتعالى ما تلقى من أنفاس
المشركين، فأوحى الله إليها قرى كعبتي فانى أبعث في آخر الزمان قوما يتنظفون بقضبان
الشجر ويتخللون.
356 - في مجمع البيان قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان لله عز وجل في كل يوم وليلة
عشرين ومائة رحمة تنزل على هذا البيت، ستون منها للطائفين، وأربعون للمصلين،
وعشرون للناظرين.
123

357 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
إبراهيم بن مهزيار عن أخيه على باسناده قال: قال أبو الحسن عليه السلام في الطايف:
أتدري لم سمى الطايف؟ قلت: لا، قال. ان إبراهيم عليه السلام دعا ربه ان يرزق أهله
من كل الثمرات، فقطع له قطعة من الأردن، فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا، ثم
أقرها الله عز وجل في موضعها، فإنما سميت الطائف للطواف بالبيت.
358 - وباسناده إلى أحمد بن محمد قال: قال الرضا عليه السلام، أتدري لم سمى
الطائف الطائف؟ قلت، لا قال. لان الله عز وجل لما دعاه إبراهيم عليه السلام أن يرزق أهله
من الثمرات أمر بقطعة من الأردن فصارت بثمارها حتى طافت بالبيت، ثم أمرها ان
تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمى بالطائف فلذلك سمى الطائف.
359 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن هشام
عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ان إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام إلى أن قال، فقال
إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء البيت والحج قال رب اجعل هذا البلد آمنا و
ارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال: من الثمرات
القلوب أي حببهم إلى الناس لينتابوا (1) ويعودوا إليهم.
360 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل عن علي بن
الحسين عليهما السلام في قول إبراهيم عليه السلام، (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من
آمن منهم بالله) إيانا عنى بذلك وأولياؤه وشيعة وصيه، قال: ومن كفر فأمتعه قليلا
ثم اضطره إلى عذاب النار قال: عنى بذلك ممن جحد وصيه ولم يتبعه من أمته، و
كذلك والله هذه الأمة.
361 - في مجمع البيان (آمنا) قيل معناه يأمنون فيه، كما يقال ليل نائم أي
ينام فيه، قال ابن عباس: يريد حراما محرما لا يصاد طيره ولا يقطع شجره ولا يختلى خلاه،
والى هذا المعنى يؤول ما روى عن الصادق عليه السلام من قوله: (من دخل الحرم مستجيرا
به فهو آمن من سخط الله عز وجل، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج

(1) انتهابهم: أتاهم مرة بعد أخرى.
124

أو يوذى حتى يخرج من الحرم.
362 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة: ان الله حرم مكة يوم خلق السماوات
والأرض فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لاحد قبلي، ولا تحل لاحد بعدى، ولم
تحل لي الا ساعة من النهار، فهذا الخبر وأمثاله المشهورة في روايات أصحابنا يدل على أن
الحرم كان آمنا قبل دعوة إبراهيم عليه السلام وانما أكدت حرمته بدعائه عليه السلام وقيل: انما
صار حرما بدعائه عليه السلام، وقبل ذلك كان كسائر البلاد واستدل عليه بقول النبي صلى الله عليه وآله
ان إبراهيم حرم مكة، وانى حرمت المدينة.
قال عز من قائل: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت (الآية)
363 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال إن الله عز وجل
انزل الحجر الأسود لآدم من الجنة وكان البيت درة بيضاء، فرفعه الله عز وجل إلى السماء وبقى
اسه فهو بحيال هذا البيت، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يرجعون إليه ابدا فأمر الله
إبراهيم وإسماعيل يبنيان البيت على القواعد.
364 - وباسناده إلى محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام ان الله عز وجل
أوحى إلى جبرئيل عليه السلام انا الله الرحمن الرحيم، انى قد رحمت آدم وحوا لما شكيا إلى ما شكيا
فاهبط عليهما بخيمة من خيم الجنة، فانى قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما، فاضرب
الخيمة على النزعة (1) التي بين جبال مكة قال: والنزعة مكان البيت وقواعده التي
رفعتها الملائكة قبل آدم، فهبط جبرئيل على آدم عليه السلام بالخيمة على مقدار مكان البيت وقواعده
فنصبها، قال، وانزل جبرئيل عليه السلام من الصفا وأنزل حوا من المروة وجمع بينهما في
الخيمة إلى أن ثم قال إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى جبرئيل عليه السلام بعد ذلك ان
أهبط إلى آدم وحوا فنحهما عن مواضع قواعد بيتي وارفع قواعد بيتي لملائكتي ولخلقي
من ولد آدم، فهبط جبرئيل عليه السلام على آدم وحوا فأخرجهما من الخيمة ونحاهما عن نزعة البيت
ونحى الخيمة عن موضع النزعة، (إلى أن قال) فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا، وحجر
من المروة وحجر من طور سيناء، وحجر من جبل السلم وهو ظهر الكوفة، فأوحى الله عز وجل

(1) النزعة: الطريق في الجبل.
125

إلى جبرئيل عليه السلام ان ابنه وأتمه واقتلع جبرئيل عليه السلام على الأحجار الأربعة بأمر الله
عز وجل من موضعها بجناحه، فوضعها حيث أمر الله تعالى في أركان البيت على قواعده
التي قدره الجبار جل جلاله ونصب اعلامها ثم أوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام
ابنه وأتمه من حجارة من أبى قبيس واجعل له بابين بابا شرقا وبابا غربا فأتمه جبرئيل
فلما فرغ طافت الملائكة حوله، فلما نظر آدم وحوا إلى الملائكة يطوفون حول البيت
انطلقا فطافا سبعة أشواط ثم خرجا يطلبان ما يأكلان.
365 - في تفسير العياشي عن أبي الورد قال: قلت لعلي بن أبي طالب عليه السلام ما أول
شئ نزل من السماء؟ قال أول شئ نزل من السماء إلى الأرض فهو البيت الذي بمكة، أنزله
الله ياقوتة حمراء ففسق قوم نوح في الأرض فرفعه الله حيث يقول: (وإذ يرفع إبراهيم
القواعد من البيت وإسماعيل.
366 - في الكافي باسناده إلى أبى الحسن عليه السلام قال في حديث طويل: السكينة
ريح تخرج من الجنة، لها صورة كصورة وجه الانسان، ورايحة طيبة وهي التي نزلت على
إبراهيم فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين.
367 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أن
يحج ويحج بإسماعيل معه، ويسكنه الحرم، فحجا على جمل أحمر وما معهما الا جبرئيل
عليه السلام، (إلى قوله): فلما كان من قابل اذن الله لإبراهيم عليه السلام في الحج وبناء الكعبة،
وكانت العرب تحج إليه وانما كان ردما (1) الا أن قواعده معروفة، فلما صدر الناس
جمع إسماعيل الحجارة وطرحها في جوف الكعبة، فلما اذن الله له في البناء قدم
إبراهيم عليهما السلام فقال، يا بنى قد أمرنا الله ببناء الكعبة، وكشفا عنها، فإذا هو حجر
واحد أحمر، فأوحى الله تعالى إليه، ضع بناها عليه، وانزل الله أربعة أملاك يجمعون إليه
الحجارة فكان إبراهيم وإسماعيل يضعان الحجارة والملائكة تناولهما حتى تمت اثنى
عشر ذراعا هيئا له بابين بابا يدخل منه، وبابا يخرج منه ووضعا عليه عتبا وشرجا (2)
من حديد على أبوابه والحديث طويل أخذنا منه الموضع الأهم من الحاجة خوف الإطالة

(1) الردم: ما يسقط من الجدار المنهدم.
(2) الشرج: العروة.
126

368 - وباسناده إلى عقبة بن بشير عن أحدهما عليهما السلام قال إن الله تعالى أمر
إبراهيم ببناء الكعبة وأن يرفع قواعدها، ويرى الناس مناسكهم، فبنى إبراهيم
وإسماعيل البيت كل يوم ساقا حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود، قال أبو جعفر عليه السلام
فنادى أبو قبيس إبراهيم عليه السلام ان لك عندي وديعة، فأعطاه الحجر فوضعه موضعه، ولحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
369 - وباسناده إلى سعيد بن جناح عن عدة من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كانت الكعبة على عهد إبراهيم عليه السلام تسعة أذرع، وكان لها بابان، فبناها عبد الله
بن الزبير فرفعها ثمانية عشر ذراعا، فهدمها الحجاج وبناها سبعة وعشرين ذراعا.
370 - وروى عن ابن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان طول
الكعبة يومئذ تسعة أذرع، ولم يكن لها سقف فسقفها قريش ثمانية عشر ذراعا.
371 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن سعيد
بن عبد الله الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن قريشا في الجاهلية هدموا البيت،
فلما أرادوا بناءه حيل بينهم وبينه، والقى في روعهم الرعب حتى قال قائل منهم.
ليأتي كل رجل منكم بأطيب ماله ولا تأتوا بما اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام ففعلوا،
فخلى بينهم وبين بنائه، فبنوه حتى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود، فتشاجروا فيه
أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه، حتى كاد أن يكون بينهم شر. فحكموا أول من
يدخل باب المسجد، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما اتاهم أمر بثوب فبسط ثم وضع الحجر
في وسطه، ثم أخذت القبايل بجوانب الثوب فرفعوه ثم تناوله صلى الله عليه وآله
فوضعه في موضعه فخصه الله به.
372 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن
سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ساهم قريشا في بناء البيت فصار لرسول الله
صلى الله عليه وآله من باب الكعبة إلى النصف، ما بين الركن اليماني إلى الحجر الأسود.
373 - وفى رواية أخرى كان لبنى هاشم من الحجر الأسود إلى الركن الشامي
374 - وباسناده إلى أبان بن تغلب قال: لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس
127

ترابها، فلما صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حية فمنعت الناس
البناء حتى هربوا، فأتوا الحجاج فأخبروه فخاف أن يكون قد منع بناها فصعد المنبر
ثم أنشد الناس وقال: أنشد الله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما أخبرنا به، قال: فقام
إليه شيخ. فقال إن يكن عند أحد علم فعند رجل رايته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها
ثم مضى، فقال الحجاج: من هو؟ قال: علي بن الحسين، فقال: معدن ذلك (فبعث
إلى علي بن الحسين صلوات الله عليهما فأتاه فأخبره ما كان من منع الله إياه البناء،
فقال له علي بن الحسين: يا حجاج عمدت إلى بناء إبراهيم وإسماعيل، فألقيته في
الطريق وأنهبته كأنك ترى انه تراث لك، اصعد المنبر وانشد الناس ان لا يبقى أحد منهم
أخذ منه شيئا الا رده، قال: ففعل وأنشد الناس الا لا يبقى منهم أحد عنده شئ الا رده
قال: فردوه فلما رأى جمع التراب أتى علي بن الحسين صلوات الله عليه فوضع الأساس
وأمرهم ان يحفروا، قال: فتغيبت عنهم الحية وحفروا، حتى انتهوا إلى موضع القواعد
قال لهم علي بن الحسين عليه السلام تنجوا فتنحوا فدنا منها فغطاها بثوبه ثم بكى ثم غطاها
بالتراب بيد نفسه، ثم دعا الفعلة فقال: ضعوا بناءكم، فوضعوا البناء فلما ارتفعت
حيطانها أمر بالتراب فقلب. فألقى في جوف الكعبة. فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد
إليه بالدرج.
374 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إن قريشا لما هدموا الكعبة وجدوا
في قواعده حجرا فيه كتاب لم يحسنوا قرائته، حتى دعوا رجلا فقرأه فإذا فيه: انا الله
ذوبكة، حرمتها يوم خلقت السماوات والأرض، ووضعتها بين هذين الجبلين، وحففتها
بسبعة املاك حفا.
375 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة
بن أيوب عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحجر امن البيت هو
أو فيه شئ من البيت؟ فقال: لا ولا فلامة ظفر، ولكن إسماعيل دفن أمه فيه، فكره ان توطى
فحجر عليه حجرا وفيه قبور أنبياء.
376 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن هشام عن
128

أبى عبد الله عليه السلام قال: لما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمر الله إبراهيم عليه السلام ان يبنى
البيت فقال: يا رب في أي بقعة؟ قال: في بقعة التي أنزلت على آدم القبة، فأضاء
لها الحرم فلم تزل القبة التي أنزلها الله على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان أيام نوح
عليه السلام، فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا الا موضع البيت، فسمى
البيت العتيق، لأنه أعتق من الغرق، فلما أمر الله عز وجل إبراهيم ان يبنى البيت ولم يدر
في أي مكان يبنه فبعث الله جبرئيل عليه السلام، فخط له موضع البيت، فأنزل الله عليه القواعد من
الجنة، وكان الحجر الذي أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج، فلما مسه أيدي
الكفار سود، فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى، فرفعه في السماء
تسعة أذرع، ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم عليه السلام، ووضعه في موضعه
الذي هو فيه الآن، فلما بنى جعل له بابين، بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب، والباب
الذي إلى المغرب يسمى المستجار، ثم القى عليه الشجر والإذخر، وعلقت هاجر على
بابه كساء كان معها، وكانوا يكنسون تحته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
377 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام ان إسماعيل أول من شق لسانه
بالعربية وكان أبوه يقول له وهما يبنيان البيت، يا إسماعيل هابى ابن أي اعطني حجرا
فيقول له إسماعيل. بالعربية يا أبة هاك حجرا، فإبراهيم يبنى وإسماعيل يناوله الحجارة
قال عز من قائل ومن ذريتنا أمة مسلمة
378 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام ان المراد بالأمة بنو هاشم خاصة
379 - في تفسير العياشي عن أبي عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت.
اخبرني عن أمة محمد صلى الله عليه وآله من هم؟ قال أمة محمد بنو هاشم خاصة قلت: فما الحجة في أمة محمد
انهم أهل بيته الذين ذكرت دون غيرهم؟ قال قول الله: (وإذ يرفع القواعد من البيت وإسماعيل
ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك
وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم) فلما أجاب الله إبراهيم وإسماعيل وجعل
من ذريتهما أمة مسلمة، وبعث فيها رسولا منها يعنى من تلك الأمة يتلو عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة وردف إبراهيم وإسماعيل دعوته الأولى بدعوته الأخرى وسئل
تطهيرا من الشرك ومن عبادة الأصنام ليصح أمره فيهم ولا يتبعوا غيرهم، فقال، واجنبني وبنى
129

أن نعبد الأصنام رب انهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم
فهذه دلالة انه لا يكون الأئمة والأمة المسلمة التي بعث فيها محمد صلى الله عليه وآله الا من ذرية إبراهيم
لقوله: (واجنبني وبنى ان نعبد الأصنام).
380 - في الكافي باسناده إلى أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام ثم ذكر من اذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه، فقال (ولتكن
منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون
ثم أخبر عن هذه الأمة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم وذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم
يعبدوا غير الله قط الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد، الذين
أخبر عنهم في كتابه انه (اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،)
381 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله وابعث فيهم رسولا منهم (الآية) فإنه
يعنى ولد إسماعيل عليه السلام فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انا دعوة أبى إبراهيم.
382 - في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدو
أمرك؟ قال: دعوة أبى إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي انه خرج منها شئ أضاءت
منه قصور الشام.
383 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن
عبد الرحمن عن عبد الاعلى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبى استودعني ما هناك فلما حضرته
الوفاة قال لي: ادع لي شهودا، فدعوت، له أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر
، قال: أكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه، يا بنى ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن
الا وأنتم مسلمون وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد أمره أن يكفنه في برده
الذي كان يصلى فيه الجمعة (الحديث).
384 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي -
حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام حديث طويل ذكره في باب اتصال
الوصية من لدن آدم عليه السلام يقول فيه عليه السلام وقال الله عز وجل: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب)
وقوله (ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا) لنجعلها في أهل بيته (ونوحا هدينا من قبل)
130

لنجعلها في أهل بيته.
385 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان يعقوب
وعيص توأمين فولد عيص ثم ولد يعقوب، فسمى يعقوب لأنه خرج بعقب أخيه عيص والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
قال عز من قائل واله آبائك إبراهيم وإسماعيل واسحق.
386 - في مجمع البيان وإسماعيل كان عم يعقوب وجعله أبا له، لان العرب
يسمى العم أبا كما تسمى الجد أبا وذلك لأنه يجب تعظيمها كتعظيم الأب ولهذا قال النبي
صلى الله عليه وآله رد وأعلى أبى يعنى العباس.
387 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن تفسير هذه الآية من
قول الله: (إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك وآله آبائك إبراهيم وإسماعيل
واسحق الها واحدا) قال جرت في القائم عليه السلام.
388 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه إذا قرأتم: قولوا
آمنا بالله فقولوا، آمنا بالله حتى تبلغوا (إلى قوله) مسلمون.
389 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن
الحنفية: وفرض على اللسان الاقرار والتعبير عن القلب ما عقد عليه، فقال عز وجل: قولوا آمنا
بالله وما انزل إلينا.
390 - في مجمع البيان وقد روى العياشي في تفسيره عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي
جعفر عليه السلام قال قلت له: أكان ولد يعقوب أنبياء؟ قال لا ولكنهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء
ولم يكونوا فارقوا الدنيا الا سعداء، تابوا وتداركوا ما صنعوا.
391 - في أصول الكافي باسناده إلى سلام عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى:
(آمنا بالله وما انزل إلينا) قال: انما عنى بذلك عليا عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين،
وجرت بعدهم في الأئمة عليهم السلام ثم يرجع القول من الله في الناس، فقال: فان آمنوا
يعنى الناس بمثل ما آمنتم به يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام
فقد اهتدوا وان قولوا فإنما هم في شقاق.
131

قال عز من قائل: فإنما هم في شقاق.
392 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال: يعنى في كفر.
393 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد
ابن محمد عن أبيه عن فضالة عن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة فقال: هي الاسلام.
394 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله
عليه السلام في قوله: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) قال: صبغ المؤمنين بالولاية
في الميثاق.
395 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام في الحسن في قول الله عز وجل: (صبغة الله
ومن أحسن من الله صبغة) قال: الاسلام،
396 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن ابان
عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل: (صبغة الله ومن
أحسن من الله صبغة) قال: الصبغة هي الاسلام، والحديثان طويلان أخذنا منهما
موضع الحاجة.
397 - وباسناده إلى حمران عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (صبغة الله
ومن أحسن من الله صبغة (قال، الصبغة هي الاسلام.
398 - في عيون الأخبار باسناده إلى أبى الحسن موسى عليه السلام حديث طويل
يقول فيه. وان سئلت عن الشهادة فأدها، فان الله تبارك وتعالى يقول، ان الله
يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها) وقال عز وجل، ومن أظلم ممن كتم شهادة
عنده من الله.
399 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكري
عليه السلام لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة امره الله تعالى ان يتوجه نحو البيت المقدس في
صلاته، ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا أمكن، وإذا لم يتمكن استقبل البيت المقدس
كيف كان، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل ذلك طول مقامه بها ثلاثة عشرة سنة، فلما كان
132

بالمدينة وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس استقبله وانحرف عن الكعبة سبعة عشر شهرا
أو ستة عشر شهرا، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون، والله ما ندري محمد كيف يصلى
حتى صار يتوجه إلى قبلتنا ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا، واشتد ذلك على رسول -
الله صلى الله عليه وآله وسلم لما اتصل به عنهم وكره قبلتهم، وأحب الكعبة، فجاء جبرئيل عليه السلام فقال
له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة،
فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم، فقال جبرئيل عليه السلام، فاسأل ربك
أن يحولك إليها فإنه لا يردك عن طلبتك ولا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعائه صعد
جبرئيل ثم عاد من ساعته فقال اقرأ يا محمد قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك
قبلة ترضيها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم
شطره الآيات فقال اليهود عند ذلك: ما وليهم عن قبلتهم التي كانوا عليها
فأجابهم الله بأحسن جواب فقال: قل لله المشرق والمغرب وهو يملكها وتكليفه
التحول من جانب إلى جانب كتحويله لكم من جانب إلى جانب آخر يهدى من يشاء
إلى صراط مستقيم هو مصلحتهم (1) وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم.
400 - وقال أبو محمد وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله فقالوا: يا محمد هذه
القبلة بيت المقدس قد صليت إليها أربع عشرة سنة، ثم تركتها الان أفحقا كان ما كنت
عليه فقد تركته إلى باطل؟ فان ما يخالف الحق باطل أو باطلا كان ذلك فقد كنت عليه
طول هذه المدة فما يؤمنا أن تكون الان على الباطل؟ فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: بل
ذلك كان حقا وهذا حق، يقول الله، (قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى
صراط مستقيم) إذا عرف صلاحكم يا أيها العباد في استقبال المشرق أمركم به، وإذا عرف
صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به، وان عرف صلاحكم في غيرهما أمركم به، فلا
تنكروا تدبير الله في عباده وقصده إلى مصالحكم.
401 - في بصائر الدرجات عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي

(1) كذا في النسخ وفى المصدر (هو أعلم بمصلحتهم).
133

قال: في كتاب بندار بن عاصم عن الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي -
عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء
على الناس قال: نحن الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وبما ضيعوا منه.
402 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن
بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي قال: سألت أبا
عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على
الناس) فقال: نحن الأمة الوسطى، ونحن شهداء الله على خلقه، وحججه في أرضه.
403 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي
قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قول الله تبارك وتعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا
شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) قال: نحن الأمة الوسطى، ونحن
شهداء الله تبارك وتعالى على خلقه وحججه في أرضه، والحديثان طويلان أخذنا منهما
موضع الحاجة.
404 - وباسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ولقد
قضى الامر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف، ولذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد
صلى الله عليه وآله علينا، ولنشهد على شيعتنا وليشهد شيعتنا على الناس.
405 - في مجمع البيان بعد ان نقل رواية بريد بن معاوية قال وفى رواية أخرى
قال: إلينا يرجع الغالي، وبنا يلحق المقصر.
406 - وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل
باسناده عن سليم بن قيس الهلالي عن علي عليه السلام ان الله تعالى إيانا عنى بقوله (لتكونوا شهداء
على الناس) فرسول الله صلى الله عليه وآله شاهد علينا، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته في ارضه،
ونحن الذين قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).
407 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن
نمط الحجاز، فقلت: وما نمط الحجاز؟ قال: أوسط الأنماط، ان الله يقول: (وكذلك
134

جعلناكم أمة وسطا) ثم قال: إلينا يرجع الغالي، وبنا يلحق المقصر.
408 - وقال أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: (لتكونوا شهداء على الناس) قال بما
عندنا من الحلال والحرام وبما ضيعوا منه.
409 - وعن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله. (وكذلك جعلناكم
أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) فان ظننت ان الله
عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين افترى ان من لا تجوز شهادته في الدنيا على
صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة، وتقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية، كلا
لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعنى الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم (كنتم خير أمة أخرجت
للناس) وهم الأمة الوسطى وهم خير أمة أخرجت للناس.
410 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو الورد عن أبي جعفر عليه السلام (لتكونوا
شهداء على الناس) قال: نحن هم.
411 - وفى رواية حمران بن أعين عنه عليه السلام انما انزل الله: (وكذلك جعلناكم أمة
وسطا) يعنى عدولا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم) قال: ولا
يكون شهداء على الناس الا الأئمة عليهم السلام والرسل، فاما الأمة فإنه غير جايز أن يستشهدها الله،
وفيهم من لا تجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل (1)،
412 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) متصلا بآخر الكلام السابق
أعنى قوله عليه السلام وقصده إلى مصالحكم (2) قيل يا بن رسول الله فلم أمر بالقبلة الأولى؟
فقال لما قال عز وجل وما جعلنا القبلة التي كنت عليها وهي بيت المقدس الا لنعلم من
يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه الا لنعلم ذلك منه وجودا بعد ان علمناه سيوجد،
وذلك أن هوى أهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله أن يبين متبع محمد ممن خالفه باتباع
القبلة التي كرهها، ومحمد يأمر بها، ولما كان هوى أهل المدينة في بيت المقدس أمرهم
بمخالفتها، والتوجه إلى الكعبة، ليبين من يوافق محمدا فيما يكرهه فهو يصدقه ويوافقه،

(1) الحزمة: ما حزم من الحطب وغيره.
(2) وقد مضى تحت رقم 400.
135

ثم قال وإن كانت لكبيرة الاعلى الذين هدى الله انما كان التوجه إلى بيت المقدس
في ذلك الوقت كبيرة الاعلى من يهدى الله. فعرف ان الله يتعبد بخلاف ما يريده المرء،
ليبتلى طاعته في مخالفة هواه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
413 - في تهذيب الأحكام الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عن ابن مسكان عن أبي
بصير عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن قوله عز وجل (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم
من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) أمره به؟ قال نعم، ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقلب
وجهه في السماء، فعلم الله عز وجل ما في نفسه، فقال (قد نرى تقلب وجهك في السماء
فلنولينك قبلة ترضاها).
414 - وعنه عن وهيب عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قوله (سيقول السفهاء
من الناس ما وليهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى
صراط مستقيم) فقلت له الله أمره أن يصلى إلى بيت المقدس؟ قال نعم، الا ترى ان الله تعالى
يقول (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت
لكبيرة الاعلى الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم)
قال إن بنى عبد الأشهل أتوهم وهم في الصلاة وقد صلوا ركعتين إلى بيت المقدس، فقيل لهم
ان نبيكم قد صرف إلى الكعبة، فتحول النساء مكان الرجال، والرجال مكان النساء،
وصلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة، فصلوا صلاة واحدة إلى قبلتين، فلذلك سمى
مسجدهم مسجد القبلتين.
415 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن
القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا
طويلا يقول فيه عليه السلام بعد ان قال: إن الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن
آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وقال: فيما فرض على الجوارح من الطهور والصلاة
بها، وذلك أن الله عز وجل لما صرف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكعبة عن البيت المقدس
فأنزل الله عز وجل: (وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم) فسمى
الصلاة ايمانا.
136

416 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
قال: إذا استقبلت القبلة بوجهك فلا تقلب وجهك عن القبلة، فتفسد صلاتك، فان الله
عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في الفريضة: (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم
فولوا وجوهكم شطره).
417 - في من لا يحضره الفقيه وصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى البيت المقدس بعد
النبوة ثلث عشر سنة بمكة، وتسعة عشر شهرا بالمدينة، ثم عيرته اليهود فقالوا له:
انك تابع لقبلتنا، فاغتم لذلك غما شديدا، فلما كان في بعض الليل خرج عليه السلام يقلب
وجهه في آفاق السماء، فلما أصبح صلى الغداة فلما صلى من الظهر ركعتين جاءه جبرئيل
فقال له: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر
المسجد الحرام) الآية ثم أخذ بيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحول وجهه إلى الكعبة، وحول من
خلفه وجوههم حتى قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال فكان أول صلاته إلى البيت
المقدس وآخرها إلى الكعبة، وبلغ الخبر مسجدا بالمدينة وقد صلى أهله من العصر
ركعتين، فحولوا نحو القبلة، فكانت أول صلاتهم إلى البيت المقدس، وآخرها إلى
الكعبة، فسمى ذلك المسجد مسجد القبلتين، فقال المسلمون: صلاتنا إلى بيت المقدس
تضيع يا رسول الله؟ فأنزل الله عز وجل: (وما كان الله ليضيع ايمانكم) يعنى صلاتكم
إلى بيت المقدس وقد أخرجت الخبر في ذلك على وجهه في كتاب النبوة.
418 - وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لا صلاة الا إلى القبلة، قال: قلت
وأين حد القبلة؟ قال: ما بين والمشرق والمغرب قبلة كله، قال: قلت: فمن صلى لغير
القبلة أوفى يوم غيم في غير الوقت؟ قال: يعيد.
419 - وقال في حديث آخر ذكره له ثم استقبل القبلة بوجهك، ولا تقلب بوجهك
عن القبلة وذكر كما نقلنا عن الكافي، وانما، نقلناه لصحة سنده.
قال عز من قائل وان الذين أوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم الآية.
420 - في مجمع البيان روى أنهم قالوا عند التحويل ما أمرت بهذا يا محمد
وانما هو شئ تبتدعه من تلقاء نفسك مرة إلى هنا ومرة إلى هنا، فأنزل الله هذه الآية
137

وبين انهم يعلمون خلاف ما يقولون.
421 - في أصول الكافي عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد
ابن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل ذكرته بتمامه
في الواقعة، وفيه يقول (ع): فاما أصحاب المشئمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله
عز وجل (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم) يعرفون محمدا والولاية
في التوراة والإنجيل، كما يعرفون أبنائهم في منازلهم، (وان فريقا منهم ليكتمون
الحق وهم يعلمون، الحق من ربك) انك الرسول إليهم (فلا تكونن من الممترين).
422 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن أبي عمير عن حماد عن
حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى
(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كما يعرفون أبنائهم) لان الله
عز وجل قد انزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصفة أصحابه
ومبعثه ومهاجرته، وهو قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء
بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود
ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل) فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة والإنجيل
وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله: (فلما جاءهم
ما عرفوا كفروا به).
423 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سهل بن زياد عن
عبد العظيم بن عبد الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهما السلام: انى لأرجو أن تكون
القائم من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا
وظلما فقال عليه السلام: يا أبا القاسم ما منا الا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين
الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود، و
يملأها عدلا وقسطا هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم
عليهم تسميته، وهو سمى رسول الله وكنيه صلى الله عليه وآله وهو الذي تطوى
له الأرض، ويذل له كل صعب يجتمع إليه أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمأة وثلاثة
138

عشر رجلا من أقاصي الأرض، وذلك قول الله عز وجل أينما تكونوا يأت بكم الله
جميعا ان الله على كل شئ قدير فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر الله
أمره فإذا أكمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عز وجل فلا يزال يقتل أعداء الله
حتى يرضى الله تعالى، قال عبد العظيم، فقلت له: يا سيدي كيف يعلم أن الله عز وجل
قد رضى؟ قال: يلقى في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة اخرج اللات والعزى فأحرقهما
424 - وباسناده إلى أبى خالد الكابلي عن سيد العابدين علي بن الحسين
عليهما السلام قال: المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، عدة أهل بدر فيصبحون
بمكة، وهو قول الله عز وجل: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) وهم أصحاب القائم (ع)
425 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام، لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم عليه السلام قوله عز وجل. (أينما
تكونوا يأت بكم الله جميعا) انهم ليفتقدون عن فرشهم ليلا، فيصبحون بمكة، وبعضهم
يسير في السحاب، يعرف اسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قال فقلت: جعلت فداك أيهم
أعظم ايمانا؟ قال: الذي يسير في السحاب نهارا.
426 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن
يونس عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام. والله لكأني انظر إلى القائم وقد
استند ظهره إلى الحجر ثم ينشد حقه إلى أن قال: هو والله المضطر في كتاب الله في قوله
(امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) فيكون أول من
يبايعه جبرئيل ثم الثلثمأة والثلاثة عشر رجلا، فمن كان بالمسيروا في، ومن لم يبتل
بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام. هم المفقودون عن فرشهم وذلك
قول الله: (فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله قال: الخيرات الولاية.
427 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور
بن يونس عن إسماعيل بن جابر عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل
(فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله قال: الخيرات الولاية، وقوله تبارك
وتعالى: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) يعنى أصحاب القائم الثلثمائة
139

والبضعة عشر رجلا قال: وهم والله الأمة المعدودة قال. يجتمعون والله في ساعة واحدة
قزع كقزع الخريف (1).
428 - في مجمع البيان قال الرضا عليه السلام، وذلك والله ان لو قام قائمنا يجمع
الله إليه جميع شيعتنا من جميع البلدان.
429 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى الصباح بن نعيم العائذي عن
محمد بن مسلم قال في حديث طويل يقول في آخره. تسبيح فاطمة عليها السلام من ذكر الله الكثير
الذي قال الله عز وجل: اذكروني أذكركم.
430 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القسم بن
بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل، الوجه الثالث من الكفر
كفر النعم، قال: فاذكروني أذكركم واشكر والى ولا تكفرون.
431 - في تفسير علي بن إبراهيم في رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: (ولذكر الله أكبر) يقول. ذكروا الله لأهل الصلاة أكبر من ذكرهم إياه، الا ترى أنه يقول
. (اذكروني أذكركم)
432 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام: والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين واعلموا ان الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين
الا ذكره بخير فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته،
433 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر الباقر قال قال، النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
ان الملك ينزل الصحيفة من أول النهار وأول الليل. يكتب فيها عمل ابن آدم. فاملوا في
أولها خيرا وفى آخرها فان الله يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله، فإنه يقول: (اذكروني أذكركم)
434 - في كتاب الخصال فيما أوصى به النبي عليا عليه السلام ثلث لا تطيقها هذه

(1) القزع - محركة - قطع من السحاب متفرقة صغار. والخريف: فصل بين
الصيف والشتاء. أي يجتمعون إليه كما يجتمع السحاب المتفرقة. قيل وانما خص الخريف
لأنه أول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى
بعض بعد ذلك.
140

الأمة، المواساة للأخ في ماله، وانصاف الناس من نفسه وذكر الله على كل حال، وليس
هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولكن إذا ورد على ما يحرم الله عليه
خاف الله تعالى عنده وتركه.
435 - عن زيد بن المنذر عن أبي عبد الله عليه السلام شبهه بزيادة، وإذا ورد عليك
شئ من أمر الله أخذت به.
436 - عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: بلاء وقضاء
ونعمة، فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة، وعليه في القضاء من الله التسليم فريضة،
وعليه في النعمة من الله الشكر فريضة.
437 - عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام ومن قال: الحمد لله فقد
أدى شكر كل نعم الله تعالى.
438 - وفيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه، اذكروا الله في مكان وانه معكم
439 - عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له: وشكر كل نعمة الورع عما حرم
الله تعالى.
440 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: ومن استقبل البلايا
بالرحب (1) وصبر على سكينة ووقار فهو من الخاص، ونصيبه ما قال الله عز وجل
ان الله مع الصابرين
441 - في تفسير العياشي عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال. يا فضيل
بلغ من لقيت من موالينا عنا السلام، وقل لهم انى أقول: انى لا أغنى عنكم من الله شيئا
الا بورع فاحفظوا ألسنتكم وكفوا أيديكم، عليكم بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين
442 - في مجمع البيان: بل احياء قيل فيه أقوال (إلى قوله) الرابع: ان المراد
انهم أحياء لما نالوا من جميل الذكر والثناء، كما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام من
قوله: هلك خزان الأموال والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وآثارهم في
القلوب موجودة.

(1) الرحب: السعة.
141

443 - وفيه روى الشيخ أبو جعفر في كتاب تهذيب الأحكام مسندا إلى علي بن مهزيار
عن القاسم بن محمد عن حسين بن أحمد عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند أبي عبد الله
عليه السلام جالسا فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ قلت. يقولون، في حواصل
طير خضر (1) في قناديل تحت العرش، فقال أبو عبد الله عليه السلام، سبحان الله المؤمن أكرم
على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طائر اخضر، يا يونس المؤمن إذا قبضه الله تعالى
صير روحه في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك
الصورة التي كانت في الدنيا.
444 - وعنه عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن أرواح المؤمنين؟ فقال: في الجنة على صور أبدانهم لو رأيته لقلت فلان، وفى الحديث
انه يفسح له مد بصره ويقال له، نم نومة العروس.
445 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال:
سمعت أبا عبد الله (ع) يقول، ان لقيام القائم (ع) علامات يكون من الله عز وجل المؤمنين
قلت: وما هي جعلني الله فداك؟ قال: ذلك قول الله عز وجل ولنبلونكم يعنى المؤمنين
قبل خروج القائم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات
وبشر الصابرين قال نبلونكم بشئ من الخوف من ملوك بنى فلان في آخر سلطانهم والجوع
بغلاء أسعارهم، (ونقص من الأموال) قال: كساد التجارات وقلة الفضل (ونقص من الأنفس)
قال: موت ذريع (2) (ونقص من الثمرات) لقلة ريع (2) ما يزرع (وبشر الصابرين) عند
ذلك بتعجيل الفرج، ثم قال لي، يا محمد هذا تأويله، ان الله عز وجل يقول، (وما يعلم تأويله
الا الله والراسخون في العلم).
446 - في تفسير العياشي عن الثمالي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله،
(لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع) قال، ذلك جوع خاص وجوع عام، فاما بالشام

(1) الحوصلة من الطائر بمنزلة المعدة من الانسان.
(2) موت ذريع أي فظيع.
(2) الريع: فضل كل شئ.
142

فإنه عام، واما الخاص بالكوفة يخص ولا يعم، ولكنه يخص بالكوفة أعداء آل محمد
عليهم السلام فيهلكهم الله بالجوع، واما الخوف فإنه عام بالشام، وذاك الخوف إذا قام القائم (ع)
واما الجوع فقبل قيام القائم (ع) وذلك قوله، (لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع)
447 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (ع)
قال، ان في كتاب علي (ع) ان أشد الناس بلاءا النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل،
وانما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه وصح عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن
الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر، ومن سخف دينه وضعف
عمله فقد قل بلاؤه، والبلاء أسرع إلى المؤمن المتقى من المطر إلى قرار الأرض.
448 - في نهج البلاغة ان الله يبتلى عبادة عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات
وحبس البركات واغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر،
ويزد جرمزدجر.
449 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: فمن سترها
ولم يشك إلى الخلق، ولم يجزع بهتك ستره، فهو من العام، ونصيبه مما قال الله: (وبشر
الصابرين) أي بالجنة.
450 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى انى أعطيت الدنيا بين عبادي فيضا فمن أقرضني
منها قرضا أعطيته بكل واحدة منها عشرا إلى سبعمائة ضعف، وما شئت من ذلك ومن
لم يقترضني منها قرضا فأخذت منه قسرا أعطيته ثلث خصال لو أعطيت واحدة منهن
ملائكتي لرضوا: الصلاة والهداية والرحمة، ان الله يقول: الذين إذا أصابتهم مصيبة
قالوا انا لله وانا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم واحدة من الثلث:
ورحمة اثنتين وأولئك هم المهتدون ثلاث ثم قال أبو عبد الله (ع): هذا لمن
أخذ الله منه شيئا فصبر.
451 - عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربع خصال
من كن فيه كان في نور الله الأعظم، من كانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وانى رسول الله
143

، ومن إذا اصابته مصيبة قالوا: انا لله وانا إليه راجعون (الحديث).
452 - في أصول الكافي على ابن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن أبي الفضل
الميشائي (1) عن هارون بن الفضل قال: رأيت أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلام في اليوم
الذي توفى فيه أبو جعفر فقال: انا لله وانا إليه راجعون مضى أبو جعفر عليه السلام، فقيل له،
وكيف عرفت؟ قال: لأنه تداخلني ذلة لم أكن أعرفها.
453 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان
عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من عبد يصاب بمصيبة فيسترجع
عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجأه الا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وكلما ذكر مصيبة
فاسترجع عند ذكره المصيبة، غفر الله له كل ذنب فيما بينهما.
454 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن داود بن رزين عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من ذكر مصيبة ولو بعد حين فقال، انا لله وانا إليه راجعون، والحمد لله رب
العالمين، اللهم اجرني على مصيبتي، واخلف على أفضل منها كان له من الاجر مثل ما
كان عند أول صدمة.
455 - علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد رفعه قال: جاء أمير المؤمنين
عليه السلام إلى الأشعث بن قيس يعزيه بأخ له فقال له أمير المؤمنين، ان جزعت فحق الرحم
أتيت، وان صبرت فحق الله أديت على انك ان صبرت جرى عليك القضاء وأنت
محمود، وان جزعت جرى عليك القضاء وأنت مذموم فقال له الأشعث، انا لله وانا إليه
راجعون، فقال أمير المؤمنين عليه السلام، أتدري ما تأويلها! فقال الأشعث لا أنت غاية
العلم ومنتهاه، فقال له، اما قولك (انا لله) فاقرار منك بالملك، واما قولك (وانا إليه
راجعون) فاقرار منك بالهلك.
456 - في تفسير علي بن إبراهيم وسئل أبو عبد الله عليه السلام ما بلغ من حزن يعقوب
على يوسف؟ قال: حزن سبعين ثكلى بأولادها، وقال: ان يعقوب لم يعرف الاسترجاع
فمنها قال. وا أسفا على يوسف.

(1) وفى المصدر (الشهباني).
144

457 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام وقد سمع رجلا يقول. انا لله وانا إليه راجعون،
فقال إن قولنا انا لله اقرار على أنفسنا بالملك، وقولنا. وانا إليه راجعون اقرار على
أنفسنا بالهلك.
458 - في مجمع البيان وفى الحديث من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته
وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه.
459 - وقال عليه السلام: ممن أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وان تقادم عهدها كتب
الله من الاجر مثل يوم أصيب، وروى في الشواذ عن علي عليه السلام الا يطوف بهما.
460 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سمى الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه، فقطع الجبل اسم من
اسم آدم عليه السلام يقول الله عز وجل: ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين) وقد هبطت حوا على المروة، وانما سميت المروة مروة لأن المرأة هبطت عليها،
فقطع للجبل اسم من اسم المرأة.
461 - وباسناده إلى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ان إبراهيم
عليه السلام قال لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي، وكان فيما بين الصفا والمروة شجر،
فخرجت أمه حتى قامت على الصفا فقالت: هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد،
فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت هل بالوادي من أنيس؟ فلم تجب، ثم رجعت إلى
الصفا فقالت كذلك، حتى صنعت ذلك سبعا فأجرى الله ذلك سنة، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
462 - وباسناده إلى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صار السعي بين
الصفا والمروة، لان إبراهيم عليه السلام عرض له إبليس فأمره جبرئيل عليه السلام فشد عليه (1)
فهرب منه، فجرت به السنة يعنى بالهرولة.
463 - وباسناده إلى حماد عن الحلبي قال. سألت أبا عبد الله عليه السلام لم جعل السعي

(1) شد على العدو: حمل عليه.
145

بين الصفا والمروة؟ قال. لان الشيطان ترايا لإبراهيم عليه السلام في الوادي فسعى وهو
منازل الشيطان.
464 - في الكافي علي بن إبراهيم عليه السلام عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن
الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام
قال، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله تعالى
عليه. (واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج
عميق) فأمر المؤذنين ان يأذنوا بأعلى صوتهم بان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحج في عامه
هذا، فعلم به من حضر في المدينة وأهل العوالي (1) والاعراب، واجتمعوا لحج
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه
فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أربع بقين من ذي القعدة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة (2)
زالت الشمس فاغتسل، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر
وعزم بالحج مفردا، وخرج حتى انتهى إلى البيداء (3) عند الميل الأول. فصف له
سماطان (4) فلبى بالحج مفردا وساق الهدى ستا وستين أو أربعا وستين، حتى انتهى
إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة، فطاف بالبيت سبعة أشواط، ثم صلى ركعتين
خلف مقام إبراهيم (ع)، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أول طوافه، ثم قال: إن الصفا
والمروة من شعائر الله فأبدأ بما بدأ الله تعالى، وان المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا
والمروة شئ صنعه المشركون فأنزل الله تعالى: ان الصفا والمروة من شعائر الله
فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
465 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا

(1) العوالي: قرى بظاهر المدينة.
(2) ذو الحليفة: موضع على ستة أميال من المدينة.
(3) البيداء: أرض ملساء بين الحرمين.
(4) سماط القوم: صفهم.
146

عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في حديث طويل ان
رسول الله قال: ابدء بما بدأ الله تعالى به، فأتى الصفا فبدأ بها.
466 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن
سويد عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أبدء بما
بدء الله، ثم صعد على الصفا فقام عليه مقدار ما يقرء الانسان سورة البقرة، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة،
467 - ابن محبوب عن عبد العزيز عن عبيد بن زرارة: قال سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن رجل طاف بالبيت أسبوعا طواف الفريضة، ثم سعى بين الصفا والمروة أربعة أشواط،
ثم غمزه بطنه فخرج وقضى حاجته، ثم غشى أهله قال: يغتسل ثم يعود فيطوف ثلاثة
أشواط ويستغفر ربه ولا شئ عليه، قلت: فإن كان طاف بالبيت طواف الفريضة فطاف
أربعة أشواط، ثم غمزه بطنه فخرج فقضى حاجته فغشى أهله؟ فقال: أفسد حجه وعليه
بدنة ويغتسل ثم يرجع فيطوف أسبوعا ثم يسعى ويستغفر ربه، قلت: كيف لم يجعل
عليه حين غشى أهله قبل أن يفرغ من سعيه كما جعلت عليه هديا حين غشى أهله قبل أن يفرغ
من طوافه؟ قال: إن الطواف فريضة وفيه صلاة، والسعي سنة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قلت. أليس الله يقول (ان الصفا والمروة من شعائر الله)؟ قال: بلى ولكن قد قال
فيهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم فلو كان السعي فريضة لم يقل (ومن
تطوع خيرا).
468 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن
شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير عن معاوية بن عامر عن أبي عبد الله عليه السلام
ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين فرغ من طوافه وركعتيه قال: ابدء بما بدء الله عز وجل به
من اتيان الصفا، ان الله عز وجل يقول: (ان الصفا والمروة من شعائر الله) والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
469 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد رفعه قال، ليس لله منسك أحب إليه من
السعي، وذلك أنه يذل فيه الجبارين.
147

470 - أحمد بن محمد عن التيملي عن الحسين بن أحمد الحلبي عن أبيه عن رجل عن
أبي عبد الله عليه السلام قال قال: جعل السعي بين الصفا والمروة مذلة للجبارين.
471 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معاوية بن حكيم عن محمد
ابن أبي عمير عن الحسن بن علي الصيرفي عن بعض أصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام
عن السعي بين الصفا والمروة فريضة أم سنة؟ فقال: فريضة، قلت: أوليس قال الله عز وجل
(فلا جناح عليه أن يطوف بهما) قال: كان ذلك في عمرة القضاء. ان رسول الله صلى الله عليه وآله
شرط عليهم أن يرفعوا الأصنام من الصفا والمروة، فسئل عن رجل ترك السعي حتى انقضت
الأيام وأعيدت الأصنام، فجاؤوا إليه فقالوا يا رسول الله ان فلانا لم يسع بين الصفا
والمروة، وقد أعيدت الأصنام، فأنزل الله عز وجل: (فلا جناح عليه ان يطوف بهما)
أي وعليهما الأصنام.
472 - في من لا يحضره الفقيه روى عن زرارة ومحمد بن مسلم أنهما قالا:
قلنا لأبي جعفر عليه السلام ما تقول في الصلاة في السفر كيف هي وكم هي؟ فقال: ان الله
عز وجل يقول: (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة)
فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر، قالا: قلنا: انما قال الله
عز وجل: (فليس عليكم جناح) ولم يقل افعلوا فكيف وجب ذلك كما أوجب
التمام في الحضر؟ فقال عليه السلام، أوليس قد قال الله عز وجل في الصفا والمروة
(فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه عليه ان يطوف بهما) الا ترون ان الطواف
بهما واجب مفروض، لان الله عز وجل ذكره في كتابه وصنعه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فكذلك
التقصير في السفر صنعه النبي صلى الله عليه وآله وذكره الله تعالى ذكره في كتابه
473 - في تفسير العياشي عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام: (ان
الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي عليه السلام).
474 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ان الذين يكتمون ما
148

أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب يعنى بذلك نحن
والله المستعان.
475 - عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن قوله:
(ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) قال:
نحن يعنى بهما والله المستعان ان الرجل منا إذا صارت إليه لم يكن له أولم يسعه الا ان يبين
للناس من يكون بعده.
476 - ورواه محمد بن مسلم قال هم أهل الكتاب.
477 - عن عبد الله بن بكير عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله أولئك
يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون قال نحن هم، وقد قالوا هو أم الأرض.
478 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)
قال: كل من لعنه الله من الجن والإنس يلعنهم.
479 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبي محمد العسكري عليه السلام
حديث طويل وفيه قيل لأمير المؤمنين عليه السلام، من خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح
الدجى؟ قال: العلماء إذا صلحوا، قيل، فمن شر خلق الله بعد إبليس وفرعون وثمود و
بعد المسمين بأسمائكم وبعد المتلقبين بألقابكم والآخذين لأمكنتكم والمتأمرين في
ممالككم؟ قال: العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل، الكاتمون للحقائق، وفيهم
قال الله عز وجل: (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا) الآية.
480 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من سئل عن علم يعلمه
فكتمه لجم يوم القيامة بلجام من نار.
481 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي
أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يا هشام ان الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول
ونصر النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة، فقال والهكم اله واحد لا إله إلا هو
الرحمن الرحيم ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار و
الفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا
149

به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر
بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون.
482 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل ثم نظرت العين إلى
العظيم من الآيات مثل السحاب المسخر بين السماء والأرض، والجبال يتخلل الشجر
فلا يحرك منها شيئا، ولا يقصر منها غصنا ولا يتعلق منها شئ يتعرض الركبان، فيحول بين
بعضهم وبين بعض من ظلمته وكثافته، ويحمل من ثقل الماء وكثرته مالا يقدر على صفته،
مع ما فيه من الصواعق الصادمة والبروق اللامعة، والرعد والثلج والبرد ما لا يبلغ الأوهام
نعته، ولا تهتدي القلوب إليه، فخرج مستقلا في الهواء يجتمع بعد تفرقه، وينفجر بعد
تمسكه إلى أن قال عليه السلام ولو أن ذلك السحاب والثقل من الماء هو الذي يرسل نفسه بعد
احتماله لما مضى به ألف فرسخ، وأكثر وأقرب من ذلك وأبعد ليرسله قطرة بعد قطرة، بلا هدة
ولا فساد، ولا صار به إلى بلدة وترك الأخرى.
483 - في عيون الأخبار عن الرضا (ع) حديث طويل يقول فيه انى لما نظرت إلى
جسدي فلم يمكنني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه، وجر
المنفعة إليه، علمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت به، مع ما أرى من دوران الفلك
بقدرته، وانشاء السحاب وتصريف الرياح، ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أن لهذا مقدرا ومنشئا.
484 - في كتاب التوحيد قال هشام فكان من سؤال الزنديق ان قال فما الدليل
عليه؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: وجود الأفاعيل دلت على أن صانعا صنعها، الا ترى انك إذا
نظرت إلى بناء مشيد مبنى علمت أن له بانيا وان كنت لم تر الباني ولم تشاهده. وفى
أصول الكافي مثله سواء.
485 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى عبد الله (ع) قال
إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود (ع)
فيأتي النداء من عند الله عز وجل لسنا إياك أردنا وان كنت لله تعالى خليفة، ثم ينادى ثانية
أين خليفة الله في ارضه فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فيأتي النداء من قبل الله
150

عز وجل يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه، وحجته على عباده، فمن
تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم، يستضئ بنوره، ويتبعه إلى
الدرجات العلى من الجنان، قال فيقوم الناس الذين قد تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه
إلى الجنة، ثم يأتي النداء من عند الله جل جلاله الامن ائتم بامام في دار الدنيا فليتبعه إلى
حيث يذهب به، فحينئذ (يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم
الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لناكرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم
حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار).
486 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن
محبوب عن عمرو بن ثابت عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: ومن الناس
من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله قال: هم والله أولياء فلان وفلان
اتخذوهم أئمة من دون الامام الذي جعله الله للناس إماما وكذلك قال: ولو يرى الذين
ظلموا إذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب إذ تبرأ
الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال
الذين اتبعوا لوان لناكرة فنتبرأ منهم كما تبرأ وامنا كذلك يريهم الله
أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ثم قال أبو جعفر
عليه السلام هم والله يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم.
487 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر
وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم
كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله قال: هم آل محمد صلى الله عليه وآله.
488 - عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله: (وما هم بخارجين من النار) قال:
أعداء على هم مخلدون في النار أبد الأبدين ودهر الداهرين.
489 - في الكافي أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) قال هو الرجل
يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله بخلا، ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو
151

معصية الله فان عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له وإن كان
عمل به في معصية الله قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله.
490 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: ان أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة
رجل كسب مالا في غير طاعة الله، فورثه رجلا فأنفقه في طاعة الله سبحانه فدخل به الجنة
ودخل الأول به النار.
491 - في مجمع البيان (أعمالهم حسرات عليهم) فيه أقوال: إلى قوله:
والثالث ما رواه أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: هو الرجل يكسب المال ولا
يعمل فيه خيرا فيرثه من يعمل فيه عملا صالحا فيرى الأول ما كسبه حسرة في ميزان غيره
492 - في مجمع البيان روى في الشواذ عن علي عليه السلام خطؤات بضمتين وهمر.
493 - وروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام ان من خطوات الشيطان الحلف
بالطلاق والنذور في المعاصي، وكل يمين بغير الله.
494 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول لا تتبعوا خطوات الشياطين قال كل يمين بغير الله تعالى فهي من خطوات الشيطان
قال عز من قائل ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الآية
495 - في مجمع البيان وقد اختلف في تقدير الكلام وتأويله على وجوه أولها
ان المعنى مثل الذين كفروا في دعائك إياهم، أي مثل الداعي لهم إلى الايمان كمثل
الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التي لا تفهم وانما تسمع الصوت، فكما ان الانعام
لا يحصل لهم من دعاء الداعي الا السماع دون تفهم المعنى فكذلك الكفار لا يحصل لهم
من دعائك إياهم إلى الايمان الا السماع دون تفهم المعنى، لأنهم يعرضون عن قبول
قولك وينصرفون عن تأمله، فيكونون بمنزلة من لم يعقله ولم يفهمه، وهذا كما تقول العرب
فلان يخافك كخوف الأسد والمعنى كخوفه من الأسد فأضاف الخوف إلى الأسد وهو
في المعنى مضاف إلى الرجل قال الشاعر:
فلست مسلما ما دمت حيا * على زيد بتسليم الأمير
أراد بتسليمي على الأمير وهذا معنى قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة
152

وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
قال عز من قائل انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل
به لغير الله.
496 - في عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان
في جواب مسائله في العلل وحرمت الميتة لما فيها من فساد الأبدان والأفة ولما
أراد الله عز وجل أن يجعل التسمية سببا للتحليل، وفرقا بين الحلال والحرام
وحرم الله تعالى الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الأبدان، ولأنه يورث الماء
الأصفر، ويبخر الفم وينتن الريح، ويسئ الخلق ويورث القسوة للقلب، وقلة
الرأفة والرحمة، حتى لا يؤمن ان يقتل ولده ووالده وصاحبه وحرم الخنزير لأنه مشوه
جعله الله تعالى عظة للخلق وعبرة وتخويفا ودليلا على ما مسخ على خلقته وصورته وجعل
فيه شبها من الانسان ليدل على أنه من الخلق المغضوب عليه وحرم ما أهل به لغير الله للذي
أوجب الله عز وجل على خلقه من الاقرار به، وذكر اسمه على الذبائح المحللة ولئلا يسوى
بين ما تقرب به وبين ما جعل عبادة للشياطين والأوثان لان في تسمية الله عز وجل الاقرار
بربوبيته وتوحيده، وما في الاهلال لغير الله من الشرك والتقرب إلى غيره ليكون ذكر الله
تعالى وتسميته على الذبيحة فرقا بين ما أحل الله وبين ما حرم الله.
497 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن عذافر عن بعض رجاله
عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له: لم حرم الله عز وجل الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟
فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم ما سوى ذلك من رغبة
فيما أحل لهم، ولازهد فيما حرم عليهم، ولكنه عز وجل خلق الخلق فعلم ما يقوم به أبدانهم
وما يصلحهم فأحل لهم واباحه وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم، ثم أحل للمضطر
في الوقت الذي لا يقوم بدنه الا به. فأمره ان ينال منه بقدر البلغة لاغير ذلك، ثم قال:
اما الميتة فإنه لم ينل أحد منها الأضعف بدنه، وأوهنت قوته، وانقطع نسله، ولا يموت
آكل الميتة الا فجأة، واما الدم فإنه يورث اكله الماء الأصفر ويورث الكلب (1) و

(1) الكلب: داء يعرض للانسان من عض الكلب الذي يأخذه شبه جنون فيكلب بلحوم
153

قساوة القلب وقلة الرأفة والرحمة، حتى لا يؤمن على حميمه (1) ولا يؤمن على من
صحبه: واما الخنزير فان الله عز وجل مسخ قوما في صور شتى مثل الخنزير والقرد والدب،
ثم نهى عن اكل الميتة لكيما ينتفع بها ولا يستخف بعقوبته، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة،
498 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله (ع) قال: عشرة أشياء من الميتة
ذكية العظم والشعر، والصوف، والريش، والقرن، والحافر، والبيض، والإنفحة،
واللبن، والسن.
499 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عاصم
ابن حميد عن علي بن أبي المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، جعلت فداك الميتة
ينتفع بشئ منها؟ قال: لا، قلت: بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بشاة ميتة فقال: ما
كان على أهل هذه الشاة إذا لم ينتفعوا بلحمها ان ينتفعوا باهابها؟ قال: تلك شاة
كانت لسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وآله، وكانت شاة مهزولة لا ينتفع بلحمها،
فتركوها حتى ماتت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كان على أهلها إذا لم ينتفعوا بلحمها ان
ينتفعوا باهابها أي تذكى (2).
500 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن
محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل والمرأة يذهب بصره فيأتيه الأطباء
فيقولون، نداويك شهرا أو أربعين ليلة، مستلقيا كذلك تصلى، فرخص في ذلك وقال:
(فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه).
501 - فيمن لا يحضره الفقيه روى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبي -

الناس فإذا عقر انسانا كلب ويستولى عليه شبه الماء فإذا أبصر الماء فزع وربما مات عطشا و
لم يشرب وهذه علة تستفرغ مادتها على ساير البدن ويتولد منها أمراض ردية.
(1) الحميم: القريب الذي تهتم بأمره.
(2) قال الفيض (ره) في الوافي. أريد بالميتة المنهى عن الانتفاع بها ما عرضه
الموت بعد حلول الحياة فلا يشمل مالا تحله الحياة فلا ينافي جواز الانتفاع بالأشياء المستثناة.
154

جعفر محمد بن علي الرضا (ع) قال: قلت. يا بن رسول الله فما معنى قوله عز وجل.
(فمن اضطر غير باغ ولا عاد)؟ قال. العادي السارق، والباغي الذي يبغي الصيد بطرا
أو لهوا لا ليعود به على عياله ليس لهما ان يأكلا الميتة إذا اضطرا، هي حرام عليهما
في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حلال الاختيار.
502 - وقال الصادق (ع)، من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير فلم يأكل شيئا
من ذلك حتى يموت فهو كافر.
503 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى البزنطي عمن ذكره عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله عز وجل، (فمن اضطر غير باغ ولا عاد) قال. الباغي الذي يخرج على
الامام، والعادي الذي يقطع الطريق لا يحل لهما الميتة.
504 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن حماد بن
عثمان عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد) قال. الباغي
باغي الصيد، والعادي السارق، ليس لهما ان يأكلا الميتة إذا اضطرا إليها هي حرام عليهما
ليس هي عليهما كما هي على المسلمين.
505 - في من لا يحضره الفقيه وفى رواية محمد بن عمرو بن سعيد رفعه ان
امرأة أتت عمر فقالت، يا أمير المؤمنين انى فجرت فأقم على حد الله عز وجل، فأمر
برجمها وكان أمير المؤمنين عليه السلام حاضرا فقال، سلها كيف فجرت؟ فسألها فقالت،
كنت في فلاة من الأرض فأصابني عطش شديد فرفعت لي خيمة فأتيتها فأصبت فيها رجلا
أعرابيا فسألته ماءا فأبى على أن يسقيني الا ان أكون أمكنه من نفسي فوليت منه هاربة
فاشتد بي العطش حتى غارت عيناي وذهب لساني، فلما بلغ منى العطش أتيته فسقاني
وقع على، فقال علي عليه السلام. هذه التي قال الله عز وجل. (فمن اضطر غير باغ ولا عاد)
هذه غير باغية ولا عادية، فخلى سبيلها فقال عمر، لولا على لهلك عمر.
506 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن الحسن بن زرعة عن سماعة
قال. سألته عن الرجل يكون في عينه الماء إلى قوله، فقال. وليس شئ مما حرم الله
الا وقد أحله لمن اضطر إليه.
155

507 - في مجمع البيان وقوله. (غير باغ ولا عاد) فيه ثلاثة أقوال إلى قوله
وثالثها غير باغ على امام المسلمين ولا عاد بالمعصية طريق المحقين، وهو المروى عن أبي -
جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
508 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل
فما أصبرهم على النار فقال: ما أصبرهم على فعل ما يعلمون انه يصيرهم إلى النار.
509 - في مجمع البيان وقوله: (فما أصبرهم على النار) فيه أقوال أحدها:
ان معناه ما أجرأهم على النار، رواه علي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، والثاني
ما أعملهم بأعمال أهل النار، وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام (ذوي القربى) يحتمل
أن يكون قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في قوله: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى)
وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
قال عز من قائل والسائبين
510 - في من لا يحضره الفقيه في الحقوق المروية عن علي بن الحسين عليهما السلام
وحق السائل أعطاه على قدر حاجته وحق المسؤول ان اعطى فأقبل منه بالشكر والمعرفة
بفضله، وان منع فأقبل عذره.
511 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحارث بن الدلهاث مولى الرضا (ع) قال:
سمعت أبا الحسن (ع) يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلث خصال: سنة
من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه إلى قوله: واما السنة من وليه فالصبر على البأساء
والضراء، فان الله يقول: والصابرين في البأساء والضراء.
512 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (والصابرين في البأساء والضراء) قال
في الجوع والخوف والعطش والمرض وحين الباس قال: عند القتل.
513 - في تفسير العياشي محمد بن خالد البرقي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص هي لجماعة المسلمين
ما هي للمؤمنين خاصة.
156

514 - عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: الحر بالحر
والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فقال: لا يقتل حر بعبد، ولكن يضرب ضربا شديدا
ويغرم دية العبد وان قتل رجل امرأة فأراد أولياء المقتول أن يقتلوا أدوا نصف ديته
إلى أهل الرجل.
515 - في تهذيب الأحكام صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما
عليه السلام قال: قلت قول الله تعالى: (كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد
والأنثى بالأنثى) قال: لا يقتل حر بعبد ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم ثمن العبد.
516 - في مجمع البيان نفس المرأة لا تساوي نفس الرجل، بل هي على النصف
منها، فيجب إذا أخذت النفس الكاملة ان يرد فضل ما بينهما وكذلك رواه الطبري في
تفسيره عن علي عليه السلام.
517 - وفيه قال الصادق عليه السلام: لا يقتل حر بعبد ولكن يضرب ضربا شديدا
ويغرم دية العبد.
518 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل فمن عفى له من أخيه
شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان قال: ينبغي للذي له الحق أن لا يعسر
أخاه إذا كان قد صالحه على دية، وينبغي للذي عليه الحق ان لا يمطل أخاه إذا قدر على
ما يعطيه ويؤدى إليه باحسان.
519 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (فمن عفى
له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان) قال: هو الرجل يقبل
الدية فينبغي للطالب أن يرفق به ولا يعسره وينبغي للمطلوب أن يؤدى إليه باحسان
ولا يمطله إذا قدر.
520 - أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن سماعة عن أبي عبد الله في
قول الله عز وجل: (فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان)
157

ما ذلك الشئ؟ فقال هو الرجل يقبل الدية فأمر الله عز وجل الرجل الذي له الحق ان
يتبعه بمعروف ولا يعسره وأمر الذي عليه الحق ان يؤدى إليه باحسان إذا أيسر: قلت:
أرأيت قوله عز وجل: فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم قال: هو الرجل يقبل الدية
أو يصالح ثم يجئ بعد فيمثل أو يقتل، فوعده الله عذابا أليما.
521 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي
عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب
اليم) فقال: هو الرجل يقبل الدية أو يعفو أو يصالح ثم يعتدى فيقتل، فله عذاب اليم
كما قال الله عز وجل.
522 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى علي بن الحسين (ع)
في تفسير قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة) الآية ولكم يا أمة محمد في القصاص
حياة لان من هم بالقتل يعرف انه يقتص منه فكف لذلك عن القتل الذي كان حياة للذي كان
هم بقتله، وحياة لهذا الجاني الذي أراد ان يقتل، وحياة لغيرهما من الناس، إذ علموا
ان القصاص واجب لا يجسرون على القتل مخافة القصاص يا أولى الألباب أولى العقول
لعلكم تتقون.
523 - في نهج البلاغة فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك، والقصاص حقنا للدماء
524 - في أمالي شيخ الطايفة باسناده إلى علي بن أبي طالب (ع) قال: قلت
أربع انزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه، إلى قوله عليه السلام، وقلت: القتل بقل القتل فأنزل
الله، (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب).
525 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن أبي -
نصر عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن الوصية للوارث
فقال: تجوز، ثم تلا هذه الآية: ان ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين.
526 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد
ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله تعالى: (الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين)
قال: هو الشئ جعله لله عز وجل لصاحب هذا الامر قال: قلت فهل لذلك حد؟ قال نعم،
158

قلت: وما هو قال: أدنى ما يكون ثلث لثلث.
527 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الزهرا عليها السلام حديث
طويل تقول فيه للقوم وقد منعوها ما منعوها وقال: (أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في
كتاب الله) وقال: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) وقال (ان ترك خيرا
الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين) وزعمتم ان لاحظ لي ولا أرث من
أبى ولا رحم بيننا أفخصكم الله بآية اخرج منها أبى صلى الله عليه وآله؟
528 - في تفسير العياشي عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قوله
(كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ان ترك خير الوصية للوالدين والأقربين) قال، هي
منسوخة نسختها آية الفرائض التي هي المواريث، (فمن بدله) يعنى بذلك الوصي.
529 - في مجمع البيان روى أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام انه سئل هل يجوز
الوصية للوارث فقال: نعم، وتلا هذه الآية.
530 - وروى السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: من لم
يوص عند موته لذي قرابته ممن لا يرث فقد ختم عمله بمعصيته.
531 - وفيه اختلف في المقدار الذي تجب الوصية عنده، قال ابن عباس
ثمانمائة درهم وروى عن علي عليه السلام انه دخل على مولى له في مرضه، وله سبعمأة درهم
أو ستمائة فقال: الا أوصى؟ فقال: لا انما قال الله سبحانه (ان ترك خيرا) وليس لك كثير
مال، وهذا هو المأخوذ به عندنا.
532 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن
مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل أوصى بماله في سبيل الله؟ فقال اعطه لمن
أوصى به له وإن كان يهوديا أو نصرانيا، ان الله تعالى يقول: فمن بدله بعد ما سمعه فإنما
إثمه على الذين يبدلونه.
533 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن الحكم عن العلا بن
رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في رجل أوصى بماله في سبيل الله؟ قال: اعطه
لمن أوصى به له وإن كان يهوديا أو نصرانيا ان الله تبارك وتعالى يقول: (فمن بدله بعد ما سمعه
159

فإنما إثمه على الذين يبدلونه).
534 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن مهزيار قال: كتب أبو جعفر
عليه السلام إلى جعفر وموسى وفيما أمرتكما به من الاشهاد بكذا وكذا نجاة لكما في آخرتكما،
وانفاذا لما أوصى به أبواكما وبرا منكما، واحذرا أن لا تكونا بدلتما وصيتهما، ولا غيرتماها
عن حالها وقد خرجا من ذلك، رضي الله عنهما وصار ذلك في رقابكما، وقد قال الله
تبارك وتعالى في كتابه في الوصية: (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه
ان الله سميع عليم).
535 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد عن يونس
بن يعقوب ان رجلا كان بهمدان ذكران أباه مات وكان لا يعرف هذا الامر، فأوصى
بوصية عند الموت، وأوصى ان يعطى شئ في سبيل الله فسئل عنه أبو عبد الله عليه السلام
كيف يفعل به؟ فأخبرناه انه كان لا يعرف هذا الامر، فقال: لوان رجلا أوصى إلى أن
أضع في يهودي أو نصراني لوضعته فيهما، ان الله عز وجل يقول: (فمن بدله بعد ما
سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه) فانظروا إلى من يخرج إلى هذا الوجه يعنى الثغور
فابعثوا به إليه.
536 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن
حجاج الخشاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن امرأة أوصت إلى بمال ان يجعل في
سبيل الله، فقيل لها: يحج به؟ فقالت: اجعله في سبيل الله، فقالوا لها نعطيه آل
محمد؟ قالت: اجعله في سبيل الله، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اجعله في سبيل الله كما
أمرت، قلت مرني كيف اجعله؟ قال اجعله كما أمرت ان الله تبارك وتعالى يقول (فمن
بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم) أرأيتك لو أمرتك ان تعطيه
يهوديا كنت تعطيه نصرانيا؟ قال فمكثت بعد ذلك ثلث سنين ثم دخلت عليه فقلت له
مثل الذي قلت له أول مرة، فسكت هنيئة ثم قال: هاتها، قلت: من أعطيها؟ قال:
عيسى شلقان. (1)

(1) قال الفيض (ره) في الوافي: سبيل الله عند العامة الجهاد ولما لم يكن جهادهم مشروعا جاز العدول عنه إلى فقراء الشيعة وشلقان: لقب عيسى بن أبي منصور كان خيرا
فاضلا (انتهى) وفى رجال الكشي انه كان من وكلائه (ع). س
160

537 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن الريان بن شبيب قال: أوصت ماردة لقوم
نصارى بوصية فقال أصحابنا، أقسم هذا في فقراء المؤمنين من أصحابك، فسألت الرضا
عليه السلام فقلت. ان أختي أوصت بوصية لقوم نصارى وأردت ان أصرف ذلك إلى قوم من
أصحابنا المسلمين، فقال: امض الوصية على ما أوصت به قال الله تعالى (فإنما إثمه على
الذين يبدلونه).
538 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان
عن أبي سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئل عن رجل أوصى بحجة فجعلها وصيه في
نسمة؟ فقال: يغرمها وصيه ويجعلها في حجة كما أوصى به فان الله تبارك وتعالى يقول:
(فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه).
539 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي عن يونس بن عبد الرحمن رفعه
إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فمن خاف من موص جنفا أو اثما فأصلح بينهم
فلا اثم عليه) قال: يعنى إذا اعتدى في الوصية إذا زاد على الثلث.
540 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام: إذا أوصى الرجل بوصية
فلا يحل للوصي أن يغير وصية يوصيها، بل يمضيها على ما أوصى، الا أن يوصى بغير
ما أمر الله فيعصى في الوصية ويظلم. فالموصى إليه جايز له ان يرده إلى الحق مثل رجل
يكون له ورثة، فيجعل المال كله لبعض ورثته، ويحرم بعضا، فالموصى جايز له ان
يرده إلى الحق، وهو قوله: (جنفا أو اثما) فالجنف الميل إلى بعض ورثتك دون بعض،
والا ثم أن تأمر بعمارة بيوت النيران واتخاذ المسكر، فيحل للموصى أن يعمل
بشئ من ذلك.
541 - في الكافي علي بن إبراهيم عن رجاله قال: قال، ان الله عز وجل اطلق
للموصى إليه ان يغير الوصية إذا لم تكن بالمعروف، وكان فيها جنف ويردها إلى
161

المعروف، لقوله تعالى، (فمن خاف من موص جنفا أو اثما فأصلح بينهم فلا اثم عليه).
542 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب
عن محمد بن سوقة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (فمن بدله بعد
ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه) قال: نسختها الآية التي بعدها قوله: (فمن خاف
من موص جنفا أو اثما فاصلح بينهم فلا اثم عليه) قال: يعنى الموصى إليه ان خاف
جنفا فيما أوصى به إليه فيما لا يرضى الله به من خلاف الحق فلا اثم على الموصى إليه
أن يرده إلى الحق، والى ما يرضى الله به من سبيل الخير.
543 - في مجمع البيان فان قيل: كيف قال: (فمن خاف) لما قد وقع والخوف
انما يكون لما لم يقع؟ قيل، ان فيه قولين (أحدهما) انه خاف أن يكون قد زل في
وصيته، فالخوف يكون للمستقبل وهو من أن يظهر ما يدل على أنه قد زل لأنه من جهة
غالب الظن، (والثاني) انه لما اشتمل على الواقع وعلى ما لم يقع جاز فيه (إلى قوله)
ان الأول عليه أكثر المفسرين وهو المروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قوله، (أو اثما)
الاثم أن يكون الميل عن الحق على وجه العمد، والجنف أن يكون على جهة
الخطا من حيث لا يدرى انه يجوز، وهو معنى قول ابن عباس والحسن وروى ذلك عن أبي
جعفر عليه السلام.
544 - في تفسير العياشي عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله، يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام قال: فقال، هذه كلها تجمع
الضلال والمنافقين، وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.
545 - عن البرقي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل، (يا
أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) قال، هي للمؤمنين خاصة.
546 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقري عن حفص
بن غياث النخعي قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، ان شهر رمضان لم يفرض لله
صيامه على أحد من الأمم قبلنا، فقلت له، فقول الله عز وجل، (يا أيها الذين آمنوا
كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)؟ قال، انما فرض الله صيام شهر
162

رمضان على الأنبياء دون الأمم، ففضل الله به هذه الأمة، وجعل صيامه فرضا على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أمته.
547 - في أدعية الصحيفة (ثم آثرتنا به على ساير الأمم، واصطفيتنا دون
أهل الملل، فصمنا بأمرك نهاره، وقمنا بعونك ليله).
548 - في كتاب الخصال عن علي عليه السلام قال، جاء نفر من اليهود إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله ان قال، لأي شئ فرض الله الصوم
على أمتك بالنهار ثلثين يوما وفرض على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان
آدم عليه السلام لما اكل من الشجرة بقي في بطنه ثلثين يوما، ففرض الله على ذريته ثلثين
يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه تفضل من الله تعالى عليهم، وكذلك كان على
آدم، ففرض الله تعالى ذلك على أمتي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية، (كتب عليكم
الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات) قال اليهودي،
صدقت يا محمد.
549 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن فضالة بن أيوب عن سيف بن عميرة عن عبد الله بن عبد الله عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلث بقين من شعبان، قال لبلال:
ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس
ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
550 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه
سمعها من الرضا عليه السلام (فان قال): فلم أمر بالصوم؟ (قيل): لكي يعرفوا ألم الجوع و
العطش فيستدلوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا
عارفا صابرا لما اصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الانكسار
عن الشهوات، وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل، ورايضا لهم (1) على أداء ما كلفهم

(1) راض المهر: ذلله وجعله مسخرا مطيعا وعلمه السير يقال: رض نفسك بالتقوى.
163

ودليلا لهم في الاجل، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدوا
إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم (فان قال) فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير
الشهور؟ (قيل) لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن هدى للناس و
بينات من الهدى والفرقان، وفيه نبئ محمد صلى الله عليه وآله، وفيه ليلة القدر التي هي خير من
الف شهر: وفيها (1) يفرق كل أمر حكيم، وفيه (2) رأس السنة يقدر فيها ما يكون في
السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ولذلك سميت القدر، فان قال: فلم
أمروا بصوم شهر رمضان لا أقل من ذلك ولا أكثر قيل لأنه قوة العباد الذي يعم فيه القوى و
الضعيف، وانما أوجب الله تعالى الفرايض على أغلب الأشياء وأعم القوى، ثم رخص لأهل
الضعف ورغب أهل القوة في الفضل، ولو كانوا يصلحون على أقل من ذلك لنقصهم، ولو
احتاجوا إلى أكثر من ذلك لزادهم.
551 - فيمن لا يحضره الفقيه روى عن الزهري أنه قال: قال لي علي بن الحسين
عليه السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: واما صوم السفر والمرض فان العامة اختلفت فيه،
فقال قوم: لا يصوم، وقال قوم: ان شاء صام وان شاء أفطر، واما نحن فنقول: يفطر في الحالتين
جميعا، فان صام في السفرا وفى حال المرض فعليه القضاء في ذلك لان الله عز وجل يقول:
فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر.
552 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن حد
المرض الذي يجب على صاحبه فيه الافطار كما يجب عليه في السفر في قوله (فمن كان منكم مريضا
أو على سفر)؟ قال: هو مؤتمن عليه مفوض إليه، فان وجد ضعفا فليفطر، وان وجد قوة
فليصم، كان المريض على ما كان.
553 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم في
السفر تطوعا ولا فريضة يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزلت هذه الآية ورسول الله بكراع

(1) الضمير يرجع إلى الليلة في قوله ليلة القدر.
(2) كذا في النسخ وفى المصدر (وهو) بدل (وفيه) والظاهر (هي) بتأنيث الضمير و
الامر في مثله سهل.
164

الغميم (1) عند صلاة الفجر فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باناء فشرب فامر الناس ان يفطر وقال قوم:
قد توجه النهار ولو صمنا يومنا هذا فسماهم رسول الله صلى الله عليه وآله العصاة، فلم يزالوا يسمون
بذلك الاسم حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
554 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله ان الله تبارك وتعالى أهدى إلى والى أمتي هدية لهم لم يهدها إلى أحد من الأمم، كرامة
من الله، لنا قالوا وما ذلك يا رسول الله؟ قال الافطار في السفر، والتقصير في الصلاة، فمن
لم يفعل ذلك فقد رد على الله هديته.
555 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله (ع) قال قلت له رجل صام في السفر؟ فقال إذا كان بلغه ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهى
عن ذلك فعليه القضاء، وان لم يكن بلغه فلا شئ عليه.
556 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن العيص بن
القاسم عن أبي عبد الله (ع) قال من صام في السفر بجهالة لم يقضه.
557 - صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن ليث المرادي عن أبي عبد الله (ع)
قال إذا سافر الرجل في شهر رمضان أفطر، وان صامه بجهالة لم يقضه.
558 - في من لا يحضره الفقيه روى ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا عبد الله عليه السلام
ما حد المرض الذي يفطر فيه الرجل ويدع الصلاة من قيام؟ فقال بل الانسان على نفسه
بصيرة هو أعلم بما يطيقه.
559 - وروى جميل بن دراج عن الوليد بن صبيح قال حممت بالمدينة يوما في شهر
رمضان، فبعث إلى أبو عبد الله (ع) بقصعة فيها خل وزيت وقال لي أفطر وصل وأنت قاعد.
560 - وفى رواية حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الصائم إذا خاف على عينه
من الرمد أفطر،
561 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن
يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى:

(1) كراع الغميم: موضع بناحية حجاز بين مكة والمدينة.
165

وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين. قال: الشيخ الكبير والذي
يأخذه العطاش.
562 - أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا عن
أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين) قال:
الذين كانوا يطيقون الصوم فأصابهم كبر أو عطاش أو شبه ذلك فعليهم بكل يوم مد،
في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين)
قال: من مرض في شهر رمضان فأفطر ثم صح فلم يقض ما فاته حتى جاء شهر رمضان آخر
فعليه أن يقضى ويتصدق عن كل يوم بمد من الطعام.
564 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن
سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل
شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وانما انزل في عشرين سنة بين أوله وآخره؟ فقال
أبو عبد الله عليه السلام نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل
في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبي عليه السلام نزل صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان
وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وانزل الإنجيل لثلث عشرة ليلة خلت من
شهر رمضان، وانزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان وانزل القرآن في ثلث عشرين
من شهر رمضان.
565 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو
الشامي عن أبي عبد الله عليه السلام قال ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل
الشهر بالقرآن.
566 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين
عن محمد بن يحيى الخثعمي عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه عليهم السلام
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لا تقولوا رمضان ولكن قولوا شهر رمضان، فإنكم ما
تدرون ما رمضان.
567 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
166

عن هشام بن سالم عن سعد عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا
رمضان، فقال: لا تقولوا هذا رمضان، ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان فان رمضان اسم
من أسماء الله عز وجل، لا يجئ ولا يذهب وانما يجئ ويذهب الزائل ولكن قولوا شهر
رمضان فالشهر مضاف إلى الاسم والاسم اسم الله عز ذكره وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن
جعله مثلا وعيدا (1):
568 - محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور
ابن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في رجل صام في ظهار (نهار - ظ) شعبان ثم أدركه شهر
رمضان، قال يصوم رمضان ويستأنف الصوم.
569 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه
جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي يحيى عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت
أمير المؤمنين عليه السلام: يقول: نزل القرآن أثلاثا ثلث فينا وفى عدونا وثلث سنن وأمثال
وثلث فرايض واحكام.
570 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال عن علي بن عقبة عن
داود بن فرقد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن نزل أربعة أرباع:
ربع حلال، وربع حرام وربع سنن وأحكام، وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون
بعدكم وفصل ما بينكم.
571 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار
عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل القرآن أربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدونا
وربع سنن وأمثال وربع فرايض وأحكام.
572 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن جميل بن دراج عن

(1) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول (جعله مثلا وعيدا) أي الشهر أو القرآن مثلا
أي حجة وعيدا أي محل سرور لأوليائه والمثل بالثاني أنسب كما أن العيد بالأول انسب،
وقال الفيروزآبادي. والعيد: ما اعتادك من هم أو مرض أو حزن ونحوه، انتهى، وعلى
الأخير يحتمل كون الواو جزءا للكلمة.
167

محمد بن مسلم عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد
ولكن الاختلاف يجئ من قبل الرواة.
573 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل
ابن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف
فقال كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد.
574 - محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جاره (1)،
575 - وفى رواية أخرى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: معناه ما عتب الله عز وجل به
على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهو يعنى به ما قد قضى به في القرآن (2) مثل قوله: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت
تركن إليهم شيئا قليلا) عنى بذلك غيره.
576 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى ابن سنان وغيره عمن ذكره قال
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القرآن والفرقان هما شيئان أم شئ واحد؟ قال، فقال القرآن
جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به.
577 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه، ليس للعبد
ان يخرج إلى سفر إذا حضر شهر رمضان لقوله تعالى. (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
578 - في من لا يحضره الفقيه وسأل عبيد بن زرارة أبا عبد الله عليه السلام عن
قول الله عز وجل، (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) قال: ما أبينها! من شهد فليصمه

(1) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل إن أول من قال
ذلك سهل بن مالك الفزاري ذكر قصته الميداني في مجمع الأمثال (ج 1: 50 - 51 ط مصر)
وقال الطريحي (ره) هو مثل يراد به التعريض للشئ يعنى ان القرآن خوطب به النبي (ص)
لكن المراد به الأمة: وذلك في مثل قوله تعالى (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم.... 51)
كما في الحديث الآتي وغيره من أمثال هذه الآية.
(2) كذا في النسخ وفى المصدر (ما قد مضى في القرآن) وفى رواية العياشي في
تفسيره من قد مضى في القرآن) ولعله الظاهر.
168

ومن سافر فلا يصمه.
579 - وروى الحلبي عن أبي عبد الله عليها السلام قال. سألته عن الرجل يدخل شهر
رمضان وهو مقيم لا يريد براحا (1) ثم يبدو له بعد ما يدخل شهر رمضان ان يسافر فسكت،
فسألته غير مرة، فقال، يقيم أفضل الا أن تكون له حاجة لابد له من الخروج فيها أو
يتخوف على ماله.
580 - في تفسير العياشي عن الصباح بن سيابة قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام،
ان ابن يعقوب امرني ان أسئلك عن مسائل فقال، وما هي قال يقول لك إذا دخل شهر
رمضان وانا في منزلي إلى أن أسافر؟ قال. ان الله يقول. (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فمن
دخل عليه شهر رمضان وهو في أهله فليس له ان يسافر الا لحج أو عمرة أو في طلب مال يخاف تلفه
581 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله يريد الله بكم اليسر ولا يريد
بكم العسر قال، اليسر علي عليه السلام، وفلان وفلان العسر، فمن كان من ولد آدم لم يدخل
في ولاية فلان وفلان.
582 - في كتاب علل الشرايع في العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من
الرضا عليه السلام قال. (فان قال قائل). فلم إذا لم يكن للعصر وقت مشهور مثل تلك الأوقات
أوجبها بين الظهر والمغرب ولم يوجبها بين العتمة والغداة وبين الغداة والظهر؟ (قيل)
لأنه ليس وقت على الناس أخف ولا أيسر ولا أحرى أثرا فيه للضعيف والقوى بهذه الصلاة
من هذا الوقت. وذلك أن الناس عامتهم يشتغلون في أول النهار بالتجارات والمعاملات
والذهاب في الحوائج، وإقامة الأسواق، فأراد أن لا يشغلهم عن طلب معاشهم ومصلحة
دنياهم، وليس يقدر الخلق كلهم على قيام الليل ولا يشتغلون به، ولا ينتبهون لوقته لو كان
واجبا، ولا يمكنهم ذلك فخفف الله عنهم ولم يجعلها في أشد الأوقات عليهم، ولكن جعلها
في أخف الأوقات عليهم، كما قال الله عز وجل (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
583 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن إسماعيل عن
بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال. ان الله تبارك وتعالى خلق الدنيا في ستة أيام ثم اختزلها (2)

(1) براحا أي زوالا.
(2) اختزل الشئ: حذفه وقطعه.
169

من أيام السنة، والسنة ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما، شعبان لا يتم أبدا، ورمضان
لا ينقص والله ابدا ولا تكون فريضة ناقصة، ان الله عز وجل يقول. ولتكملوا العدة
وشوال تسعة وعشرون يوما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (1).
584 - علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن خلف بن حماد عن سعيد
النقاش قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام اما ان في الفطر تكبيرا ولكنه مسنون.
قال: قلت: وأين هو؟ قال في ليلة الفطر في المغرب، والعشاء الآخرة، وفى صلاة الفجر،
وفى صلاة العيد، ثم يقطع قال قلت: كيف أقول؟ قال: تقول (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا) وهو قول الله تعالى: (ولتكملوا العدة)
يعنى الصيام ولتكبروا الله على ما هداكم.
585 - في تفسير العياشي عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت
له جعلت فداك ما نتحدث به عندنا ان النبي صلى الله عليه وآله صام تسعة وعشرين أكثر مما صام ثلثين أحق
هذا؟ قال ما خلق الله من هذا حرفا، ما صامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الا ثلاثين لان الله يقول (ولتكملوا
العدة) وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينقصه؟.
586 - في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه في قول الله: (ولتكبروا الله
على ما هداكم) قال: التكبير التعظيم والهداية الولاية.
587 - عنه عن بعض أصحابنا رفعه في قول الله تبارك وتعالى: (ولتكبروا الله على
ما هداكم ولعلكم تشكرون) قال: الشكر المعرفة.
588 - في من لا يحضره الفقيه وفى العلل التي نروي عن الفضل بن شاذان
النيسابوري رضي الله عنه ويذكر انه سمعها من الرضا عليه السلام انه انما جعل يوم الفطر العيد إلى أن
قال وانما جعل التكبير فيها أكثر منه غيرها من الصلوات، لان التكبير انما هو تعظيم لله وتمجيد

(1) حمل بعض هذا الحديث وأشباهه - مما ورد في أن شهر رمضان لا ينقص - على عدم النقص في
الثواب وإن كان ناقصا في العدد، وقال المجلسي (ره) على ما حكى عنه في هامش الكافي يبعد
عندي حملها على التقية لموافقتها لاخبارهم وان لم توافق أقوالهم، ولشراح الحديث ومهرة هذا
الفن أقوال أخرى كثيرة ذكر بعضها في هامش الكافي (ج 4: 79 ط طهران) راجع ان شئت.
170

على ما هدى وعافى، كما قال عز وجل: (ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).
589 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن
محمد ابن أبي نصر قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: اخبرني عنك لو انى قلت لك قولا
أكنت تثق به منى؟ فقلت له: جعلت فداك إذا لم أثق بقولك فبمن أثق وأنت حجة الله
على خلقه؟ قال: فكن بالله أوثق فإنك على موعد من الله أليس الله عز وجل يقول:
وإذا سالك عبادي عنى فانى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان وقال:
(لا تقنطوا من رحمة الله) وقال: (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) فكن بالله عز وجل
أوثق منك بغيره ولا تجعلوا في أنفسكم الاخيرا فإنه مغفور لكم، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
590 - في روضة الكافي خطبة طويلة مسندة لأمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها فاحترسوا
من الله عز وجل بكثرة الذكر، واخشوا منه بالتقى، وتقربوا إليه بالطاعة، فإنه قريب مجيب
قال الله تعالى: (وإذا سالك عبادي عنى فانى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي
وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
591 - في نهج البلاغة قال عليه السلام ثم جعل في يديك مفاتيح خزاينه بما اذن لك
فيه من مسألته فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته واستمطرت شآبيب رحمته (1)
فلا يقنطك ابطاء اجابته فان العطية على قدر النية. وربما أخرت عنك الإجابة ليكون
ذلك أعظم لاجر السائل واجزل لعطاء الأمل وربما سئلت الشئ فلا تؤتاه، وأوتيت خير أمنه
عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته
فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله، فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له.
592 - وفيه قال عليه السلام: إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدء بمسألة الصلاة
على النبي صلى الله عليه وآله ثم أسال حاجتك، فان الله أكرم من أن يسئل حاجتين فيقضى إحديهما
ويمنع الأخرى.
593 - في مجمع البيان روى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال. وليؤمنوا أبى أي

(1) استمطر الله: سئله المطر وشئابيب جمع شؤبوب: الدفعة من المطر.
171

وليتحققوا انى قادر على اعطائهم ما سألوه لعلهم يرشدون أي لعلهم يصيبون الحق
ويهتدون إليه.
594 - وروى عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان العبد ليدعوا الله
وهو يحبه ويقول: يا جبرئيل اقض لعبدي هذا حاجته وأخرها فانى أحب ان لا أزال اسمع
صوته وأن العبد ليدعوا الله تعالى وهو يبغضه فيقول: يا جبرئيل اقض لعبدي هذا حاجته باخلاصه
وعجلها فانى أكره أن أسمع صوته.
595 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمائة باب
قال عليه السلام يستحب للمسلم ان يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان لقوله تعالى: أحل لكم
ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم والرفث المجامعة.
596 - في الكافي محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وأحمد بن إدريس
عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن
أحدهما عليه السلام في قول الله عز وجل: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) الآية
فقال: نزلت في خوات بن جبير الأنصاري وكان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الخندق وهو صائم،
فأمسى وهو على تلك الحال، وكانوا قبل ان تنزل هذه الآية إذا نام أحدهم حرم عليه
الطعام فجاء خوات إلى أهله حين أمسى فقال: هل عندكم طعام؟ فقالوا: لا تنم حتى
نصلح لك طعاما، فاتكى فنام فقالوا له: قد فعلت، قال: نعم فبات على تلك الحال
فأصبح ثم غدا إلى الخندق فجعل يغشى عليه، فمر به رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رأى الذي
به اخبره كيف كان أمره فأنزل الله عز وجل فيه الآية: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم
الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر).
597 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن
ابن راشد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام ان عليا
صلوات الله عليه قال: يستحب للرجل أن يأتي أهله، وذكركما في كتاب الخصال سواء.
598 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي رفعه قال: قال الصادق عليه السلام: كان
النكاح والاكل محرمان في شهر رمضان بالليل بعد النوم، يعنى كل من صلى العشاء
172

ونام ولم يفطر ثم انتبه حرم عليه الافطار وكان النكاح حراما بالليل والنهار في شهر رمضان
وكان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يقال له خوات بن جبير أخو عبد الله بن جبير الذي كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وكله بفم الشعب يوم أحد في خمسين من الرماة: ففارقه أصحابه
وبقى في اثنى عشر رجلا فقتل على باب الشعب، وكان اخوه هذه خوات بن جبير كان
شيخا كبيرا ضعيفا وكان صائما، فأبطأت عليه أهله بالطعام فنام قبل ان يفطر، فلما
انتبه قال لأهله، قد حرم الله على الاكل في هذه الليلة، فلما أصبح حضر حفر الخندق
فأغمى عليه، فرآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرق له، وكان قوم من الشبان ينكحون
بالليل سرا في شهر رمضان، فأنزل الله: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن
لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم
فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض
من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) فأحل الله تبارك وتعالى النكاح
بالليل في شهر رمضان، والاكل بعد النوم إلى طلوع الفجر، لقوله (حتى يتبين لكم الخيط
الأبيض من الخيط الأسود من الفجر (قال: قال هو بياض النهار من سواد الليل.
599 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن الخيط الأبيض من
الخيط الأسود من الفجر؟ فقال بياض النهار من سواد الليل.
600 - وقال في خبر آخر وهو الفجر الذي لاشك فيه.
601 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام كراهية الجماع
في أول ليلة من كل شهر الا أول ليلة من شهر رمضان، فإنه يستحب ذلك لمكان الآية.
602 - في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن مهزيار قال:
كتب أبو الحسن بن الحصين إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام معي: جعلت فداك قد اختلف
موالوك في صلاة الفجر، فمنهم من يصلى إذا طلع الفجر الأول المستطيل في
السماء، ومنهم من يصلى إذا اعترض في أسفل الأفق واستبان ولست أعرف أفضل الوقتين
فاصلي فيه، فان رأيت أن تعلمني أفضل الوقتين وتحده لي وكيف أصنع مع القمر والفجر
لا يتبين معه حتى يحمر ويصبح، وكيف أصنع مع الغيم وما حد ذلك في السفر والحصر؟
173

فغلت إن شاء الله (1) فكتب بخطه عليه السلام وقرأته، الفجر يرحمك الله هو الخيط الأبيض
المعترض ليس هو الأبيض صعداء (2) فلا تصل في سفر ولاحضر حتى تتبينه، فان الله تبارك
وتعالى لم يجعل خلقه في شبهة من هذا، فقال: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط
الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) فالخيط الأبيض هو المعترض الذي يحرم به الأكل والشرب
في الصوم وكذلك هو الذي يوجب به الصلاة.
603 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن
مهران قال: سألته عن رجلين قاما فنظرا إلى الفجر فقال أحدهما: هوذا وقال الآخر ما
أرى شيئا؟ قال: فيأكل الذي لم يستبن له الفجر، وقد حرم على الذي زعم أنه رأى
الفجر، ان الله عز وجل يقول: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط
الأسود من الفجر).
604 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة
قال: سألته عن قوم صاموا شهر رمضان فغشيهم سحاب أسود عند غروب الشمس فظنوا أنه
ليل فأفطروا ثم إن السحاب انجلى فإذا الشمس؟ فقال: على الذي أفطر صيام ذلك اليوم،
ان الله عز وجل يقول: (وأتموا الصيام إلى الليل) فمن أكل قبل أن يدخل الليل فعليه
قضاؤه لأنه أكل متعمدا.
605 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن أبي بصير
وسماعة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوم صاموا شهر رمضان فغشيهم سحاب أسود عند غروب
الشمس، فرأوا انه الليل، فأفطر بعضهم ثم إن السحاب انجلى فإذا الشمس، قال: على
الذي أفطر صيام ذلك اليوم، ان الله عز وجل يقول: (وأتموا لصيام إلى الليل) فمن أكل
قبل أن يدخل الليل فعليه قضاؤه لأنه أكل معتمدا.

(1) قوله (فعلت) متعلق بقوله (فان رأيت) قاله الفيض (ره) في الوافي.
(2) صعداء: الذي يظهر أولا عند قرب الصبح مستدقا مستطيلا صاعدا كالعمود و
يسمى ذاك بالفجر الأول لسبقه والكاذب لكون الأفق مظلما بعد، ولو كان صادقا لكان
الميز مما يلي الشمس دون ما يبعد منه ويشبه بذنب السرحان لدقته واستطالته (كذا في الوافي)
174

606 - في تفسير العياشي القاسم بن سليمان عن جراح عنه قال: قال الله (وأتموا
الصيام إلى الليل) يعنى صوم رمضان، فمن رأى الهلال بالنهار فليتم صيامه.
607 - في كتاب الخصال عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال
سئل أبى عما حرم الله تعالى من الفروج في القرآن، وعما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنته؟
فقال: الذي حرم الله من ذلك أربعة وثلثين وجها سبعة عشر في القرآن، وسبعة عشر في السنة،
فاما التي في القرآن فالزنا إلى قوله عليه السلام والنكاح في الاعتكاف قال الله تعالى ولا تباشروهن
وأنتم عاكفون في المساجد
608 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن عمر بن
يزيد قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام، ما تقول في الاعتكاف ببغداد في بعض مساجدها؟
فقال. لا اعتكاف الا في مسجد جماعة قد صلى فيه امام عدل بصلاة جماعة، ولا بأس
ان يعتكف في مسجد الكوفة، والبصرة، ومسجد المدينة، ومسجد مكة.
609 - سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله
عليه السلام قال، لا اعتكاف الا في العشرين من شهر رمضان، وقال. ان عليا (ع) كان
يقول، لا أرى الاعتكاف الا في المسجد الحرام، أو مسجد الرسول، أو مسجد جامع
ولا ينبغي للمعتكف أن يخرج من المسجد الا لحاجة لابد منها، ثم لا يجلس حتى يرجع
والمراة مثل ذلك.
610 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال، سئل عن الاعتكاف؟ قال. لا يصلح الاعتكاف الا في
المسجد الحرام، أو مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو مسجد الكوفة، أو مسجد جماعة، وتصوم
ما دمت معتكفا.
611 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن علي بن الحكم عن سيف بن
عميرة عن زياد بن عيسى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ولا -
تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل فقال كانت قريش تتقامر الرجل باهله وماله، فنهاهم
الله عن ذلك.
175

612 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الله
بن بحر عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، قول الله عز وجل
في كتابه، (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام) فقال، يا أبا بصير
ان الله عز وجل قد علم أن في الأمة حكاما يجورون، اما انه لم يعن حكام أهل العدل
ولكنه عنى حكام أهل الجور.
613 - في تفسير العياشي عن الحسن بن علي قال: قرأت في كتاب أبى الأسد
إلى أبى الحسن الثاني عليه السلام وجوابه بخطه، سال ما تفسير قوله تعالى، (ولا تأكلوا
أموالكم بينكم بالباطل، وتدلوا بها إلى الحكام) قال فكتب إليه الحكام القضاة، قال:
ثم كتب تحته هوان يعلم الرجل انه ظالم عاص هو غير معذور في اخذه ذلك الذي حكم له
به إذا كان قد علم أنه ظالم.
614 - في من لا يحضره الفقيه وروى سماعة بن مهران قال، قلت لأبي عبد الله
عليه السلام، الرجل منا يكون عنده الشئ يبتلغ به وعليه الدين أيطعمه عياله حتى يأتيه
الله عز وجل بمسيرة فيقضى دينه، أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسبة
أو يقبل الصدقة؟ فقال. يقضى بما عنده دينه ولا تأكل أموال الناس الا وعنده ما يؤدى
إليهم، ان الله عز وجل يقول، (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل).
615 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر عليه السلام انه يعنى بالباطل اليمين
الكاذبة، يقتطع بها الأموال.
616 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)
الآية فإنه قال العالم عليه السلام، قد علم الله أنه يكون حكاما يحكمون بغير الحق، فنهى
أن يحاكم إليهم لأنهم لا يحكمون بالحق فتبطل الأموال.
617 - في تهذيب الأحكام علي بن الحسن بن فضال قال. حدثني محمد
بن عبد الله بن زرارة عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال. سألته عن الأهلة؟ قال. هي أهلة الشهور، فإذا رأيت
الهلال فصم، وإذا رأيته فأفطر.
176

618 - علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود
زياد بن منذر العبدي قال. سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) يقول. صم حين يصوم
الناس وأفطر حين يفطر الناس، فان الله عز وجل جعل الأهلة مواقيت.
619 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود قال، أخبرنا أحمد بن محمد بن
سعيد عن الحسين ابن القاسم عن علي بن إبراهيم قال، حدثني أحمد بن عيسى بن عبد الله
عن عبد الله ابن علي بن الحسن عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عز وجل
قل هي مواقيت للناس والحج قال: لصومهم وفطرهم وحجهم.
620 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي وعن الأصبغ بن نباتة قال: كنت
عند أمير المؤمنين عليه السلام فجاءه ابن الكوا فقال: يا أمير المؤمنين قول الله عز وجل:
ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت
من أبوابها فقال عليه السلام: نحن البيوت أمر الله أن تؤتى أبوابها، نحن باب الله وبيوته
التي يؤتى منه، فمن بايعنا وأقر بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها، ومن خالفنا
وفضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها، ان الله عز وجل لو شاء عرف الناس نفسه
حتى يعرفونه ويأتونه من بابه، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله، وبابه الذي
يؤتى منه، قال: فمن عدل عن ولايتنا وفضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها،
وانهم عن الصراط لناكبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
621 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وقد جعل الله للعلم أهلا
وفرض على العباد طاعتهم، بقوله: (واتوا البيوت من أبوابها) والبيوت هي بيوت العلم
الذي استودعته الأنبياء وأبوابها أوصياؤهم.
622 - في تفسير العياشي عن سعد عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية:
(وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها)
فقال آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أبواب الله وسبيله، والدعاة إلى الجنة، والقادة إليها، والأدلاء
عليها إلى يوم القيامة.
623 - في مجمع البيان (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) فيه وجوه:
177

أحدها انه كان المجرمون لا يدخلون بيوتهم من أبوابها ولكنهم كانوا ينقبون في ظهور
بيوتهم، أي في مؤخرها نقبا يدخلون ويخرجون منه، فنهوا عن التدين بذلك، رواه
أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام وثانيها ان معناه ليس البر أن تأتوا الأمور من غير جهاتها، و
ينبغي أن تأتوا الأمور من جهاتها أي الأمور كان، وهو المروى عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام،
وثالثها قال أبو جعفر عليه السلام: آل محمد أبواب الله وسبله والدعاة إلى الجنة والقادة إليها،
والأدلاء عليها إلى يوم القيامة.
624 - وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنا مدينة العلم وعلى بابها، ولا تؤتى المدينة الامن بابها،
ويروى أنا مدينة الحكمة.
625 - وفيه وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم الآية روى عن أئمتنا
عليهم السلام ان هذه الآية ناسخته لقوله تعالى: (كفوا أيديكم) وكذلك قوله (واقتلوهم حيث
ثقفتموهم) ناسخ لقوله (ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم)
626 - قوله فان قاتلوكم فاقتلوهم إلى قوله حتى لا تكون فتنة وفى الآية
دلالة على وجوب اخراج الكفار من مكة لقوله (حتى لا تكون فتنة) والسنة قد وردت أيضا
بذلك، وهو قوله عليه السلام لا يجتمع في جزيرة العرب دينان.
627 - في تفسير العياشي عن الحسن البياع الهروي يرفعه عن أحدهما عليهما السلام في
قوله لا عدوان الاعلى الظالمين قال الاعلى ذرية قتلة الحسين عليه السلام.
628 - عن إبراهيم قال أخبرني من رواه عن أحدهما (ع) قال قلت (لا عدوان الا
على الظالمين) قال لا يعتدى الله على أحد الاعلى نسل ولد قتلة الحسين (ع).
629 - في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن
عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: رجل قتل رجلا في الحرم وسرق في الحرم؟
فقال: يقام عليه الحد وصغار له (1) لأنه لم ير للحرم حرمة، وقد قال الله تعالى: (فمن
اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) يعنى في الحرم وقال: (فلا عدوان
الاعلى الظالمين).

(1) وفى رواية الكافي ورواية أخرى في التهذيب (يقام عليه الحد صاغرا).
178

630 - في تفسير العياشي عن العلا بن الفضيل قال: سألته عن المشركين أيبتدئهم
المسلمون بالقتال في الشهر الحرام؟ فقال: إذا كان المشركون ابتدؤوهم باستحلالهم ثم
رأى المسلمون انهم يظهرون عليهم فيه، وذلك قوله: الشهر الحرام بالشهر الحرام
والحرمات قصاص.
631 - في مجمع البيان (والحرمات قصاص) قيل فيه قولان: أحدهما ان
الحرمات قصاص بالمراغمة بدخول البيت في الشهر الحرام، قال مجاهد: لان قريشا
فخرت بردها رسول الله صلى الله عليه وآله عام الحديبية محرما في ذي القعدة عن البلد الحرام،
فأدخله الله عز وجل مكة في العام المقبل في ذي القعدة، فقضى عمرته وأقصه بما حيل بينه
وبينه وروى عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
632 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد عن ابن محبوب
عن يونس بن يعقوب عن حماد اللحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لوان رجلا أنفق ما في يديه
في سبيل من سبيل الله ما كان أحسن ولا أوفق أليس يقول الله عز وجل ولا تلقوا بأيديكم إلى
التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين يعنى المقتصدين.
633 - في عيون الأخبار في باب ذكر مولد الرضا (ع)، ملك عبد الله المأمون
عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوما، فاخذ البيعة في ملكه لعلي بن موسى الرضا عليه السلام بعهد
المسلمين من غير رضاء، وذلك بعد ان يهدده بالقتل والح مرة بعد أخرى في كلها
يأبى عليه، حتى أشرف من تأبيه على الهلاك، فقال (ع): (اللهم انك قد نهيتني
عن الالقاء بيدي إلى التهلكة وقد أكرهت واضطررت كما أشرفت من قبل عبد الله
المأمون على القتل متى لم أقبل ولاية عهده وقد أكرهت واضطررت كما اضطر يوسف
ودانيال عليهما السلام إذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه. اللهم لاعهد
الا عهدك. ولا ولاية الا من قبلك، فوفقني لإقامة دينك واحياء سنة نبيك. فإنك أنت
المولى والنصير ونعم المولى أنت ونعم النصير) ثم قبل ولاية العهد من المأمون وهو باك
حزين على أن لا يولى أحدا ولا يعزل أحدا ولا يغير رسما ولا سنة، وأن يكون في الامر
مشيرا من بعيد
179

634 - وفيه خبر آخر طويل قال له المأمون بعد ان أبى من قبول العهد:
فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد والا أجبرتك على ذلك فان فعلت والا ضربت عنقك،
فقال الرضا عليه السلام: قد نهاني الله عز وجل ان القى بيدي إلى التهلكة، فإن كان الامر
على هذا فافعل ما بدالك فانا أقبل على أن لا أولى أحدا ولا اعزل أحدا ولا انقض رسما ولا
سنة، وأكون في الامر من بعيد مشيرا فرضى منه بذلك، وجعله ولى عهده على كراهة
منه عليه السلام لذلك.
635 - فيمن لا يحضره الفقيه في الحقوق المروية عن علي بن الحسين
عليهما السلام وحق السلطان أن تعلم انك جعلت له فتنة وانه مبتلى فيك بما جعله الله عز وجل له
عليك من السلطان، وان عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقى بيدك إلى التهلكة، وتكون شريكا
له فيما يأتي إليك من سوء.
636 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلمان الفارسي (ره)
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه لعلى عليه السلام: يا أخي أنت ستبقى من بعدى
وستلقى من قريش شدة ومن تظاهرهم عليك وظلمهم لك، فان وجدت عليهم أعوانا
فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك، وان لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق
بها إلى التهلكة.
637 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن رياد عن محمد بن
عبد الحميد عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: أمير المؤمنين عليه السلام قد عرف
قاتله، والليلة التي يقتل فيها، والموضع الذي يقتل فيه، وقوله لما سمع صياح الإوز
في الدار: صوايح تتبعها نوايح، وقول أم كلثوم لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك
يصلى بالناس فأبى عليها، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح، وقد عرف عليه السلام
ان ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف كان هذا مما لا يحسن تعرضه؟ فقال: ذلك كان ولكنه
خير في تلك الليلة لتمضى مقادير الله عز وجل.
638 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال طاعة السلطان واجبة
ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله ودخل في نهيه ان الله عز وجل يقول:
180

(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
قال عز من قائل وأحسنوا ان الله يحب المحسنين.
639 - في محاسن البرقي عنه عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة
وذلك قول الله تبارك وتعالى (يضاعف لمن يشاء) فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله
فقلت له: وما الاحسان؟ قال: فقال: إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت
فتوق كل ما فيه فساد صومك، وإذا حججت فتوق كل ما يحرم عليك في حجك وعمرتك
قال: وكل عمل تعمله لله فليكن نقيا من الدنس.
640 - في مجمع البيان وأتموا الحج والعمرة لله أي أتموهما بمناسكهما و
وحدودهما وتأدية كل ما فيهما وقيل: معناه أقيموهما إلى آخر ما فيهما وهو المروى
عن أمير المؤمنين وعلى ابن الحسين عليهما السلام.
641 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام
وشرايع الدين، ولا يجوز القران والافراد الذي يستعمله العامة الا لأهل مكة و
حاضريها: ولا يجوز الاحرام دون الميقات، قال الله عز وجل: (وأتموا الحج و
العمرة لله).
642 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه
شرايع الدين إلى أن قال عليه السلام: ولا يجوز القران والافراد الا لمن كان أهله حاضري
المسجد الحرام، ولا يجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات، ولا يجوز تأخيره عن الميقات
الا لمرض أو تقية، وقد قال الله تعالى، (وأتموا الحج والعمرة لله) وتمامها اجتناب
الرفث والفسوق والجدال في الحج.
643 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد
رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن
مهزيار عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير وحماد وصفوان ابن يحيى وفضالة بن أيوب
عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج
181

من استطاع، لان الله عز وجل يقول، (وأتموا الحج والعمرة لله) وانما نزلت العمرة
بالمدينة، وأفضل العمرة عمرة رجب.
644 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن حماد بن عيسى عن
أبان بن عثمان عمن اخبره عن أبي جعفر عليه السلام قال، قلت له، لم سمى الحج حجا؟ قال
حج فلان أي أفلح فلان.
645 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة
قال، كتبت إلى أبى عبد الله عليه السلام مسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي العباس،
فجاء الجواب باملائه سالت عن قول الله عز وجل، (ولله على الناس حج البيت من
استطاع إليه سبيلا) يعنى به الحج والعمرة جميعا لأنهما مفروضان، وسألته عن قول
الله تعالى، (وأتموا الحج والعمرة لله) قال، يعنى بتمامهما أداؤهما واتقاء ما يتقى
المحرم فيهما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
646 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن ابان
عن الفضل أبى العباس عن أبي عبد الله عليه السلام، (وأتموا الحج والعمرة لله) قال،
هما مفروضان.
647 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر
بن سويد عن عبد الله بن سنان في قول الله تعالى، (وأتموا الحج والعمرة لله) قال،
اتمامهما ان لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
648 - ان أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال، العمرة واجبة
على الخلق بمنزلة الحج على من استطاع، لان الله تعالى يقول، (وأتموا الحج و
العمرة لله) وانما نزلت العمرة بالمدينة، قال، قلت له، (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج
أيجزى ذلك عنه؟ قال، نعم.
649 - في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة
عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج لان الله
182

تعالى يقول (وأتموا الحج والعمرة لله) وانما نزلت العمرة بالمدينة.
450 -، في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن
عمار بن مروان عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تمام الحج لقاء الامام.
651 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبن أبى عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن
شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال قال: أبو
عبد الله عليه السلام: إذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكر الله كثيرا، وقلة الكلام الا بخير فان
من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه الا من خير، كما قال الله تعالى، فان
الله عز وجل يقول: فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج (الحديث).
652 - في عيون الأخبار باسناده إلى إسماعيل بن مهران عن جعفر بن محمد (ع)
قال: إذا حج أحدكم فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج.
قال عز من قائل فان أحصرتم فما استيسر من الهدى
653 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أبن أبى نصر عن داود بن سرحان
عن عبد الله بن فرقد عن حمران عن أبي جعفر (ع) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين صد بالحديبية
قصر وأحل ونحر، ثم انصرف منها ولم يجب عليه الحلق، حتى يقضى النسك، فاما المحصور
فإنما يكون عليه التقصير.
654 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن
شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول
المحصور غير المصدود، المحصور المريض، والمصدود الذي يصده المشركون كما ردوا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء، والمحصور
لا تحل له النساء، قال: وسألته عن رجل احصر فبعث بالهدى؟ قال: يواعد أصحابه ميعادا
إن كان في الحج فمحل الهدى يوم النحر، فإذا كان يوم النحر فليقصر من رأسه ولا يجب
عليه الحلق حتى يقضى المناسك، وإن كان في عمرة فلينظر مقدار دخول أصحابه مكة،
والساعة التي يعدهم فيها، فإذا كان تلك الساعة قصر وأحل، وإن كان مرض في الطريق بعد
183

ما يخرج فأراد الرجوع رجع إلى أهله ونحر بدنة. أو أقام مكانه حتى يبرأ إذا كان في عمرة:
وإذا برأ فعليه العمرة واجبة، وإن كان عليه الحج رجع أو أقام ففاته الحج فان عليه الحج
من قابل، فان الحسين بن علي صلوات الله عليه خرج معتمرا فمرض في الطريق فبلغ
عليا عليه السلام ذلك وهو في المدينة، فخرج في طلبه فأدركه بالسقيا وهو مريض بها،
فقال: يا بنى ما تشتكي؟ فقال: اشتكى رأسي فدعا علي عليه السلام ببدنة فنحرها وحلق رأسه
ورده إلى المدينة، فلما برأ من وجعه اعتمر، قلت: أرأيت حين برئ من وجعه قبل ان يخرج
إلى العمرة حل له النساء؟ قال: لا تحل له النساء حتى يطوف بالبيت وبالصفا والمروة، قلت:
فما بال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت؟ قال:
ليساسواء كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصدودا والحسين (ع) محصورا.
655 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن
رئاب عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا احصر الرجل بعث بهديه، فإذا أفاق
ووجد من نفسه خفة فليمض ان ظن أنه يدرك الناس، فان قدم مكة قبل ان
ينحر الهدى فليقم على احرامه حتى يفرغ من جميع المناسك. ولينحر هديه ولا شئ
عليه، وان قدم مكة وقد نحر هديه فان عليه الحج من قابل أو العمرة قلت: فان مات
وهو محرم قبل ان ينتهى إلى مكة؟ قال: يحج عنه إن كانت حجة الاسلام، ويعتمر
انما هو شئ عليه.
656 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال في المحصور ولم يسق الهدى، قال: ينسك ويرجع، فإن لم
يجد ثمن هدى صام.
657 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن مثنى عن زرارة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إذا أحصر الرجل فبعث بهديه فآذاه رأسه قبل ان ينحر هديه فإنه
يذبح شاة في المكان الذي احصر فيه أو يصوم أو يتصدق، والصوم ثلاثة أيام والصدقة على
ستة مساكين نصف صاع لكل مسكين.
658 - سهل عن ابن أبي نصر عن رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن الرجل يشترط
184

وهو ينوى المتعة فيحصر هل يجزيه ان لا يحج من قابل؟ قال يحج من قابل، والحاج
مثل ذلك إذا أحصر، قلت، رجل ساق الهدى ثم احصر؟ قال. يبعث بهديه. قلت.
هل يستمتع من قابل؟ فقال لا ولكن يدخلا في مثل ما خرج منه.
659 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن
الميثمي عن ابان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال المصدود يذبح حيث صد. ويرجع
صاحبه فيأتي النساء والمحصور يبعث بهديه ويعدهم يوما، فإذا بلغ الهدى أحل هذا
في مكانه، قلت له: أرأيت ان ردوا عليه دراهمه ولم يذبحوا عنه وقد أحل فأتى
النساء قال: فليعد وليس عليه شئ، وليمسك الان عن النساء إذا بعث.
660 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها
من الرضا عليه السلام (فان قال): فلم أمروا بحجة واحدة لا أكثر من ذلك: (قيل) له لان
الله تعالى وضع الفرايض على أدنى القوم قوة كما قال عز وجل: (فما استيسر من الهدى)
يعنى شاة ليسع القوى والضعيف، وكذلك ساير الفرايض انما وضعت على أدنى القوم قوة
661 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله حين حج حجة الاسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى
الشجرة فصلى بها ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهل بالحج، وساق مأة
بدنة، وأحرم الناس كلهم بالحج، لا ينوى عمرة ولا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة طاف بالبيت، وطاف الناس معه، ثم صلى ركعتين عند
المقام واستلم الحجر، ثم قال: ابدأ بما بدأ الله به فأتى الصفا فبدأ بها ثم طاف بين الصفا
والمروة سبعا، فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة
وهو شئ أمر الله تعالى به، فأحل. الناس وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو كنت استقبلت من
أمرى ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم، ولم يكن يستطيع أن يحل من أحل الهدى الذي
معه، ان الله تعالى يقول: (ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدى محله) فقال سراقة
بن مالك بن جعشم: يا رسول الله علمنا كانا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا
185

هذا أو لكل عام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل لابد الأبد، وان رجلا قام فقال يا رسول الله!
نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، انك لن تؤمن بها أبدا، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
662 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره): حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى عن
معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع لما
فرغ من السعي قام عند المروة فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر الناس
هذا جبرئيل - وأشار بيده إلى خلفه - يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يسق هديا أن
يحل، ولو استقبلت من أمرى ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم، ولكني سقت الهدى
وليس لسايق الهدى أن يحل حتى يبلغ الهدى محله، فقام إليه سراقة بن مالك بن
جعشم الكناني فقال: يا رسول الله علمنا ديننا فكأننا خلقنا اليوم، أرأيت هذا الذي
أمرتنا به لعامنا [أم لكل عام]؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لابل لابد الأبد، وان رجلا قام
فقال: يا رسول الله نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انك لن
تؤمن بها أبدا.
663 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قالا: حدثنا
سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن الفضيل
بن عياض قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اختلاف الناس في الحج، فبعضهم يقول:
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله مهلا بالحج، وقال بعضهم: مهلا بالعمرة، وقال بعضهم: خرج
قارنا وقال بعضهم حرج ينتظر أمر الله عز وجل فقال أبو عبد الله عليه السلام علم الله عز وجل
انها حجة لا يحج رسول الله صلى الله عليه وآله بعدها ابدا فجمع الله عز وجل له ذلك كله في سفرة
واحدة ليكون جميع ذلك سنة لامته، فلما طاف بالبيت وبالصفا والمروة أمره جبرئيل عليه السلام
أن يجعلها عمرة الامن كان معه هدى فهو محبوس على هديه ولا يحل لقوله عز وجل (حتى يبلغ
الهدى محله) فجمعت له العمرة والحج، وكان خرج على خروج العرب الأول لان العرب كانت
لا تعرف الا الحج وهو في ذلك ينتظر أمر الله عز وجل، وهو يقول عليه السلام الناس على أمر جاهليهم
186

الاما غيره الاسلام، وكانوا لا يرون العمرة في أشهر الحج، فشق على أصحابه حين قال: اجعلوها
عمرة، لأنهم كانوا لا يعرفون العمرة في أشهر الحج، وهذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وآله انما كان في
الوقت الذي أمرهم فيه بفسخ الحج، فقال: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وشبك
بين أصابعه يعنى في أشهر الحج، قلت: فيعتد بشئ من أمر الجاهلية؟ فقال: ان أهل الجاهلية
ضيعوا كل شئ من دين إبراهيم عليه السلام الا الختان والتزويج والحج، فإنهم تمسكوا
بها ولم يضيعوها.
664 - في الكافي عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على كعب بن عجرة والقمل يتناثر من رأسه وهو محرم، فقال له
أتؤذيك هوامك؟ فقال: نعم، فأنزلت هذه الآية: (فمن كان منكم مريضا أو به اذى
من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله أن يحلق وجعل الصيام
ثلاثة أيام، والصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين مدين والنسك شاة، قال أبو عبد الله
عليه السلام وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار، يختار ما شاء، وكل شئ من القرآن:
فمن لم يجد كذا فعليه كذا فالأولى الخيار.
665 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن مثنى عن زرارة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا احصر الرجل فبعث بهديه فآذاه رأسه قبل ان ينحر
هديه فإنه يذبح شاة في المكان الذي احصر فيه، ويصوم أو يتصدق، والصوم ثلثه أيام
والصدقة على ستة مساكين نصف صاع لكل مسكين.
666 - في من لا يحضره الفقيه ومر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كعب بن عجرة الأنصاري
وهو محرم وقد اكل قمل رأسه وحاجبيه وعينيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كنت أرى
ان الامر يبلغ ما أرى فأمره فنسك عنه نسكا وحلق رأسه، يقول الله: (فمن كان منكم
مريضا أو به اذى من رأسه ففدية من صيام، أو صدقة أو نسك) فالصيام ثلاثة أيام، و
الصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين صاع من تمر، والنسك شاة لا يطعم منها
أحد الا المساكين.
667 - روى عن الزهري أنه قال: لي علي بن الحسين عليه السلام ذكر حديثا طويلا
187

في وجوه الصوم وفيه يقول عليه السلام: وصيام اذى حلق الرأس واجب، قال الله عز وجل.
(فمن كان منكم مريضا أو به اذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) فصاحبها
فيها بالخيار، فان صام صام ثلثا، وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدى، قال الله
عز وجل: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام
في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة).
668 - في كتاب علل الشرايع في العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها
من الرضا عليه السلام (فان قال): فلم أمروا بالتمتع في الحج؟ (قيل) ذلك تخفيف من
ربكم ورحمة، لان يسلم الناس من احرامهم، ولا يطول ذلك عليهم فيدخل عليهم
الفساد، وأن يكون الحج والعمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة وتبطل، ولان
يكون الحج مفردا من العمرة، ويكون بينهما فصل وتمييز، وان لا يكون الطواف
بالبيت محظورا لان المحرم إذا طاف بالبيت قد أحل الا لعلة، فلولا التمتع لم يكن
للحاج ان يطوف، لأنه إذا طاف أحل وفسد احرامه ويخرج منه قبل أداء الحج ولان
يجب على الناس الهدى والكفارة فيذبحون وينحرون ويتقربون إلى الله جل جلاله،
فلا تبطل هراقة الدماء والصدقة على المساكين.
669 - أبى (ره) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن
أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الحج متصل بالعمرة لان الله عز وجل يقول: (فإذا امنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج
فما استيسر من الهدى) فليس ينبغي لاحد الا أن يتمتع لان الله عز وجل أنزل ذلك في
كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله.
670 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا
عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (فمن
تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى) قال: شاة.
671 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان
عن سعيد الأعرج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من تمتع في أشهر الحج ثم أقام بمكة حتى
188

يحضر الحج من قابل فعليه شاة، ومن تمتع في غير أشهر الحج ثم جاوز حتى يحضر الحج
فليس عليه دم، انما هي حجة مفردة وانما الأضحى على أهل الأمصار.
672 - علي بن إبراهيم عن أبيه رفعه في قوله تعالى: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام
في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) قال: كما لها كمال الاضجية.
673 - في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن محمد عن زكريا المؤمن
عن عبد الرحمن بن عتبة عن عبد الله بن سليمان الصيرفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
لسفيان الثوري: ما تقول في قول الله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر
من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة)
أي شئ يعنى بكاملة؟ قال: سبعة وثلاثة، قال: ويختل ذا على ذي حجى ان سبعة
وثلاثة عشرة؟! قال: فأي شئ هو أصلحك الله؟ قال: انظر، قال: لاعلم لي فأي شئ هو
أصلحك الله؟ قال: الكاملة كمالها كمال الأضحية، سواء أتيت بها أولم تأت فالأضحية
تمامها كمال الأضحية.
674 - أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن المتمتع
يكون له فضول من الكسوة بعد الذي يحتاج إليه، فتسوى تلك الفضول مائة درهم،
يكون ممن يجب عليه [الهدى] (1) فقال: له بد من كرى ونفقه؟ قلت: له كراء و
ما يحتاج إليه بعد هذا الفضل من الكسوة قال: وأي شئ كسوة بمائة درهم؟ هذا ممن
قال الله: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم).
675 - في الكافي بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله
الكرخي قال: قلت للرضا عليه السلام: المتمتع يقدم وليس معه هدى أيصوم ما لم يجب عليه؟
قال: يصبر إلى يوم النحر، فإن لم يصب فهو ممن لم يجده.
676 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي
الوشا عن ابان عن الحسين بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السبعة الأيام والثلاثة الأيام
في الحج لا تفرق، انما هي بمنزلة الثلاثة الأيام في اليمين.

(1) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.
189

677 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن رفاعة
بن موسى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المتمتع لا يجد الهدى قال: يصوم قبل التروية
بيوم، ويوم التروية، ويوم عرفة، قلت: فإنه قدم يوم التروية؟ قال: يصوم ثلاثة أيام
بعد التشريق، قلت: لم يقم عليه جماله، قال: يصوم يوم الحصبة وبعده يومين،
قال قلت: وما الحصبة؟ قال: يوم نفره قلت: يصوم وهو مسافر؟ قال: نعم أليس هو
يوم عرفة مسافرا انا أهل بيت نقول ذلك لقول الله تعالى: (فصيام ثلاثة أيام في الحج)
يقول في ذي الحجة.
678 - أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم بن عمرو عن زرارة عن أحدهما
عليهما السلام أنه قال: من لم يجد هديا وأحب ان يقدم الثلاثة أيام في أول العشر فلا بأس.
679 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن
صفوان بن يحيى وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته
عن متمتع لم يجد هديا؟ قال: يصوم ثلاثة أيام في الحج، يوم قبل التروية، ويوم التروية
ويوم عرفة قال: قلت فان فاته ذلك؟ قال: يتسحر ليلة الحصبة. ويصوم ذلك اليوم
ويومين بعده، قلت: فإن لم يقم عليه جماله أيصومها في الطريق؟ قال إن شاء صامها في
الطريق، وان شاء إذا رجع إلى أهله.
680 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال
قلت له رجل تمتع بالعمرة إلى الحج في عيبة ثياب له يبع من ثيابه ويشترى هديه؟ قال لا هذا
يتزين به المؤمن يصوم ولا يأخذ شيئا من ثيابه.
681 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله
عليه السلام في متمتع يجد الثمن ولا يجد الغنم؟ قال: يخلف الثمن عند بعض أهل مكة
ويأمر من يشتري له ويذبح عنه وهو يجزى عنه، فان مضى ذو الحجة اخر ذلك إلى
قابل من ذي الحجة.
682 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن
يحيى الأزرق قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن متمتع كان معه ثمن هدى وهو يجد
190

بمثل ذلك الذي معه هديا فلم يزل يتوانى ويؤخر ذلك متى إذا كان آخر النهار غلت
الغنم فلم يقدر أن يشترى بالذي معه هديا قال يصوم ثلاثة أيام بعد أيام التشريق.
683 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن
عبد الكريم عن أبي بصير قال: سألته عن رجل تمتع فلم يجد هديا فصام الثلاثة الأيام،
فلما قضى نسكه بدا له ان يقيم بمكة؟ قال: ينظر مقدم أهل بلاده فإذا ظن أنهم قد
دخلوا فليصم السبعة الأيام.
684 - أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام
قال: سألته عن رجل تمتع فلم يجد ما يهدى به حتى إذا كان يوم النفر وجد ثمن شاة أيذبح
أو يصوم قال بل يصوم فان أيام الذبح قد مضت.
685 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن منصور
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يصم في ذي الحجة حتى يهل هلال المحرم فعليه دم شاة
وليس له صوم ويذبح (1) بمنى.
686 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن
بحر عن حماد بن عثمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن متمتع صام ثلاثة أيام في الحج ثم
أصاب هديا يوم خرج من منى قال أجزأه صيامه.
687 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب
عن معاوية بن عمار قال: من مات ولم يكن له هدى لمتعته فليصم عنه وليه.
688 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن
أبي عبد الله عليه السلام انه سئل رجل يتمتع بالعمرة إلى الحج ولم يكن له هدى فصام ثلاثة أيام
في الحج، ثم مات بعد ما رجع إلى أهله قبل ان يصوم السبعة الأيام أعلى وليه ان يقضى
عنه؟ قال ما أرى عليه قضاء.
689 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال
عن عقبة بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نمتع وليس معه ما يشترى به

(1) في المصدر (ويذبحه).
191

هديا، فلما أن صام ثلاثة أيام في الحج أيسر أيشتري هديا فينحره أو يدع ذلك ويصوم
سبعة أيام إذا رجع إلى أهله؟ قال: يشترى هديا فينحره ويكون صيامه الذي
صامه نافلة له.
690 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن عبد الكريم بن عمرو عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال ليس
لأهل سرف ولا لأهل مر ولا (1) لأهل مكة متعة لقول الله عز وجل: ذلك لمن لم يكن
أهله حاضري المسجد الحرام.
691 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت لأهل مكة متعة؟ قال لا ولا لأهل بستان
ولا لأهل ذات عرق ولا لأهل عسفان (2) ونحوها.
692 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام في
قول الله عز وجل: (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) قال: من كان منزله
على ثمانية عشر ميلا من بين يديها، وثمانية عشر ميلا من خلفها، وثمانية عشر ميلا عن
يمينها، وثمانية عشر ميلا عن يسارها، فلا متعة له مثل مر وأشباهها.
693 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن داود عن حماد قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن أهل مكة أيتمتعون؟ قال: ليس لهم متعة، قلت، فالقاطن بها؟ قال: إذا
أقام بها سنة أو سنتين صنع صنع أهل مكة، قلت: فان مكث الشهر؟ قال: يتمتع، قلت:
من أين؟ قال: يخرج من الحرم: قلت: أين يهل بالحج؟ قال: من مكة نحوا مما
يقول الناس.
694 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت

(1) سرف - ككتف -: موضع على عشرة أميال من مكة، ومر: على مرحلة منها.
(2) البستان: بستان بنى عامر قرب مكة مجتمع النخلتين اليمانية والشامية وذات
عرق: موضع بالبادية ميقات العراقيين. وعسفان: موضع بين مكة والمدينة، بينه وبين
مكة نحو ثلاث مراحل.
192

أبا جعفر عليه السلام (1) في السنة التي حج فيها وذلك في سنة اثنتي عشرة ومأتين، فقلت: جعلت
فداك بأي شئ دخلت مكة مفردا أو متمتعا؟ فقال: متمتعا، فقلت له: أيما أفضل،
المتمتع بالعمرة إلى الحج أو من أفرد وساق الهدى؟ فقال: كان أبو جعفر عليه السلام (2) يقول:
المتمتع بالعمرة إلى الحج أفضل من المفرد السايق للهدى، وكان يقول ليس يدخل الحاج
بشئ أفضل من المتعة.
695 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه
شرايع الدين إلى أن قال عليه السلام: لا يجوز القران والافراد الا لمن كان أهله حاضري
المسجد الحرام.
696 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن مثنى الحناط عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الحج أشهر معلومات شوال وذو القعدة
وذو الحجة ليس لاحدان يحج فيما سواهن.
697 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن
ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل الحج أشهر
معلومات فمن فرض فيهن الحج والفرض التلبية والاشعار والتقليد، فأي ذلك فعل
فقد فرض الحج، ولا يفرض الحج إلا في هذه الشهور التي قال الله عز وجل (الحج أشهر
معلومات) وهو شوال وذو القعدة وذو الحجة.
698 - علي بن إبراهيم باسناده قال أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة.
699 - فيمن لا يحضره الفقيه روى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال
الحج أشهر معلومات شوال وذو القعدة وذو الحجة، فمن أراد الحج وفر شعره إذا نظر إلى
هلال ذي القعدة، ومن أراد العمرة وفر شعره شهرا.
700 - في مجمع البيان وأشهر الحج عندنا شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة
على ما روى عن أبي جعفر عليه السلام، وقيل هي شوال وذو القعدة وذو الحجة عن عطا والربيع و

(1) يعنى أبا جعفر الثاني عليه السلام.
(2) يعنى أبا جعفر الأول عليه السلام.
193

طاوس، وروى ذلك في اخبارنا
701 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن سماعة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
702 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
من أحرم بالحج في غير أشهر الحج فلا حج له.
703 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله سبحانه وتعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج
فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) فقال: ان الله اشترط على الناس شرطا وشرط لهم
شرطا، قلت: فما الذي اشترط عليهم وما الذي شرطه لهم؟ فقال: اما الذي اشترط عليهم
فإنه قال: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج) واما ما شرط لهم فإنه قال: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن
اتقى) قال: يرجع لاذنب له، قال: قلت له: أرأيت من ابتلى بالفسوق ما عليه؟ قال:
لم يجعل الله له حدا يستغفر الله ويلبى، قلت: فمن ابتلى بالجدال ما عليه؟ قال: إذا جادل فوق
مرتين فعلى المصيب دم يهريقه وعلى المخطئ بقرة.
704 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن
شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام إذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكر الله كثيرا وقلة الكلام الا بخير، فان من تمام الحج
والعمرة أن يحفظ المرء لسانه الامن خير كما قال الله تعالى، فان الله عز وجل يقول (فمن
فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) والرفث الجماع والفسوق الكذب و
السباب: والجدال قول الرجل لا والله وبلى والله، واعلم أن الرجل إذا حلف بثلاثة أيمان
ولاءا في مقام واحد وهو محرم فقد جادل، فعليه دم يهريقه ويتصدق به، وإذا حلف يمينا واحدة
كاذبة فقد جادل وعليه دم يهريقه ويتصدق به، وقال وسألته عن الرجل يقول لعمري وبلى
لعمري، قال ليس هذا من الجدال، انما الجدال لا والله وبلى والله.
194

705 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسين بن علي عن أبان بن عثمان
عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال: إذا حلف ثلاثة ايمان متتابعات صادقا فقد جادل
وعليه دم. وإذا حلف بيمين واحدة كاذبة فقد جادل وعليه دم.
706 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن عبد الله بن مسكان
عن أبي بصير قال: سألته عن المحرم يريد ان يعمل العمل (1) فيقول له صاحبه: والله
لا تعمله فيقول والله لأعملنه فيحالفه مرارا أيلزمه ما يلزم [صاحب] الجدال قال: لا انما أراد
بهذا اكرام أخيه، انما ذلك ما كان فيه معصية.
707 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن
أيوب عن أبي المغرا عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في الجدال
شاة، وفى السباب والفسوق بقرة والرفث فساد الحج.
708 - في نهج البلاغة أوصيكم عباد الله بتقوى الله التي هي الزاد وبها المعاد زاد
مبلغ ومعاد منجح.
709 - في مجمع البيان (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) قيل:
كانوا يتأثمون بالتجارة في الحج، فرفع سبحانه بهذه اللفظة الاثم عمن يتجر في الحج
عن ابن عباس، والمروى عن أئمتنا عليهم السلام وقيل: لا جناح عليكم أن تطلبوا المغفرة من
ربكم رواه جابر عن أبي جعفر عليه السلام.
710 - في تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن
قول الله: أفيضوا من حيث أفاض الناس قال: أولئك قريش كانوا يقولون: نحن
أولى الناس بالبيت، ولا يفيضون لامن المزدلفة، فأمرهم الله أن يفيضوا من عرفة.
711 - عن رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ثم أفيضوا من
حيث أفاض الناس) قال: إن أهل الحرم كانوا يقفون على المشعر الحرام، ويقف الناس
بعرفة ولا يفيضون حتى يطع عليهم أهل عرفة، وكان رجل يكنى أبا سيار وكان له حمار فاره

(1) أي يريد ان يعمل عملا ويخدمهم على وجه الاكرام وهم يقسمون عليه على وجه
التواضع أن لا يفعل قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول.
195

وكان يسبق أهل عرفة، فإذا طلع عليهم قالوا أبو سيار، ثم أفاضوا فأمرهم الله أن يقفوا
بعرفة يفيضوا منه.
812 - عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ثم أفيضوا من حيث
أفاض الناس) قال: يعنى إبراهيم وإسماعيل.
713 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)
قال: هم أهل اليمن.
714 - في روضة الكافي ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد
بن المسيب قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين
فقال: اخبرني ان كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس؟ فقال أمير المؤمنين
عليه السلام: يا حسين أجب الرجل فقال الحسين عليه السلام: أما قولك اخبرني عن الناس فنحن
الناس، ولذلك قال الله تبارك وتعالى ذكره في كتابه (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
فرسول الله أفاض بالناس، والحديث طويل أخذنا منه، موضع الحاجة.
715 - في مجمع البيان (أفاض الناس) قيل فيه قولان: (أحدهما) ان المراد
به الإفاضة من عرفات وأراد بالناس ساير العرب وانه أمر لقريش وحلفائها، وهم الخمس
لأنهم كانوا لا يقفون مع الناس بعرفة، ولا يفيضون منها، ويقولون نحن أهل حرم الله
فلا نخرج منه، وكانوا يقفون بالمزدلفة ويفيضون منها، فأمرهم الله تعالى بالوقوف
بعرفة والإفاضة منها كما يفيض الناس. وأراد بالناس ساير العرب، وهو المروى عن الباقر
عليه السلام (والثاني) ان المراد به الإفاضة من المزدلفة إلى منى يوم النحر قبل
طلوع الشمس للرمي والنحر: ومما يسئل على القول الأول ان يقال: إذا كان ثم للترتيب
فما معنى الترتيب ههنا؟ وقد روى أصحابنا في جوابه ان ههنا تقديما وتأخيرا، و
تقديره ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فإذا
أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واستغفروا الله ان الله غفور رحيم.
716 - وفيه واختلف في سبب تسميتها بعرفات، فقيل: لان إبراهيم عليه السلام
عرفها بما تقدم له من النعت لها والوصف، روى عن علي عليه السلام، وقيل: لان آدم
196

وحوا اجتمعا فيها فتعارفا، وقد رواه أصحابنا أيضا.
717 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى معوبة بن عمار قال سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن عرفات لم سميت عرفات؟ فقال: ان جبرئيل عليه السلام خرج بإبراهيم
صلوات الله عليه يوم عرفة، فلما زالت الشمس قال له جبرئيل عليه السلام: يا إبراهيم اعترف
بذنبك وأعرف مناسكك، فسميت عرفات لقول جبرئيل عليه السلام له اعرف واعترف.
718 - في الكافي باسناده إلى أبي بصير انه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام
يذكران أنه قال جبرئيل لإبراهيم عليه السلام: هذه عرفات فاعرف بها مناسكك، واعترف
بذنبك، فسمى عرفات، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
719 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن
ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ونزل رسول -
الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بالبطحاء هو وأصحابه، ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند
زوال الشمس أمر الناس ان يغتسلوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله تعالى الذي انزل على
نبيه صلى الله عليه وآله (فاتبعوا ملة أبيكم إبراهيم) فخرج النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه مهلين بالحج
حتى اتى منى، فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر، ثم غدا والناس
معه، وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع، ويمنعون الناس ان يفيضوا منها،
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وقريش ترجوان يكون افاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله
تعالى عليه: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله) يعنى إبراهيم وإسماعيل و
اسحق في افاضتهم منها ومن كان بعدهم، فلما رأت قريش ان قبة رسول الله صلى الله عليه وآله قد مضت
كأنه دخل في أنفسهم شئ للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم حتى انتهى إلى
نمرة وهو بطن عرنة (1) بحيال الأراك فضربت قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها فلما
زالت الشمس خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه قريش وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف
بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ثم صلى الظهر والعصر باذان وإقامتين، ثم مضى
إلى الموقف فوقف به، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها فنحاها ففعلوا

(1) نمرة: هي الجبل الذي عليه انصاب الحرم وعرنة: موضع بعرفات.
197

مثل ذلك فقال: أيها الناس ليس موضع اخفاف ناقتي بالموقف ولكن هذا كله وأومى
بيده إلى الموقف - فتفرق الناس وفعل مثل ذلك بالمزدلفة، فوقف الناس حتى وقع
قرص الشمس ثم أفاض وأمر الناس بالدعة (1) حتى انتهى إلى المزدلفة وهي المشعر الحرام.
720 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن
صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المشركين كانوا يفيضون
من قبل ان تغيب الشمس، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وآله فأفاض بعد غروب الشمس قال: وقال
أبو عبد الله عليه السلام إذا غربت الشمس فأفض مع الناس، وعليك السكينة والوقار وافض
بالاستغفار فان الله عز وجل يقول: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور
رحيم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
721 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار: عن صفوان بن يحيى عن
منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله سبحانه وتعالى: (واذكروا الله في أيام
معدودات) قال: هي أيام التشريق. كانوا إذا قاموا بمنى بعد النحر تفاخروا فقال الرجل
منهم: كان أبى يفعل كذا وكذا فقال الله تعالى: فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله
كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا قال والتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد
الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.
722 - في مجمع البيان (كذكركم آباءكم) معناه ما روى عن أبي جعفر الباقر
عليه السلام انهم كانوا إذا فرغوا من الحج يجتمعون هناك ويعدون مفاخر آبائهم ومآثرهم ويذكرون
أيامهم القديمة، وأياديهم الجسيمة فأمرهم الله سبحانه أن يذكروه مكان ذكرهم آبائهم
في هذا الموضع (أو أشد ذكرا) أو يزيدوا على ذلك بأن يذكروا نعم الله سبحانه ويعدوا
آلاء ويشكروا نعمائه لان آبائهم وإن كانت لهم عليهم اياد ونعم، فنعم الله سبحانه عليهم
أعظم، وأياذيه عندهم أفخم ولأنه سبحانه المنعم بتلك المآثر والمفاخر على آبائهم وعليهم
723 - في تفسير علي بن إبراهيم (فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) قال

(1) أي الوقار والسكينة
198

كانت العرب إذا وقفوا بالمشعر يتفاخرون بآبائهم، فيقولون لا وأبيك، لا وأبي فامر هم الله
أن يقولوا لا والله وبلى والله.
724 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام نحوه بدون لفظ
يتفاخرون بآبائهم.
725 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (ره) قال
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن
صالح عن أبي عبد الله عليهما السلام في قول الله عز وجل: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة
حسنة قال: رضوان الله والجنة في الآخرة، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق
في الدنيا.
726 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل
بن شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال
طف بالبيت سبعة أشواط وتقول في الطواف: اللهم إني أسئلك إلى أن قال عليه السلام وتقول
فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود، (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار).
727 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد
عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يستحب أن يقول بين الركن والحجر، اللهم
آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وقال إن ملكا موكلا يقول آمين.
728 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة) رضوان
الله في الجنة في الآخرة والمعاش وحسن الخلق في الدنيا.
729 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن
محمد عن سليمان بن داوود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأل رجل
أبى بعد منصرفه من الموقف فقال: أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟ فقال أبى: ما وقف

(1) وقد مر الحديث بعينه سندا ومتنا تحت رقم 721 أيضا.
199

بهذا الموقف أحد الا غفر الله له مؤمنا كان أو كافرا لأنهم في مغفرتهم على ثلث منازل: مؤمن
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأعتقه الله من النار وذلك قوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا
حسنة وفى الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب)
وسنذكر تتمة الحديث إن شاء الله.
730 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه
عن الحسن بن علي عن أبيه عليهم السلام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذ سال عن رجل من
أصحابه، فقالوا: يا رسول الله انه قد صار في البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه، فاتاه عليه السلام فإذا
هو كهيئة الفرخ لا ريش عليه من شدة البلاء فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال
نعم كنت أقول: يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فجعلها لي في الدنيا فقال له
النبي صلى الله عليه وآله وسلم الا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فقال فكأنما
نشط من عقال وقام صحيحا وخرج معنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة،
731 - في مجمع البيان (ولله سريع الحساب) وورد في الخبر انه سبحانه يحاسب
الخلايق كلهم في مقدار لمح البصر، وروى بقدر حلب شاة، وروى عن أمير المؤمنين أنه قال
: معناه انه يحاسب الخلق دفعة كما يرزقهم دفعة.
732 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن
منصور ابن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله سبحانه وتعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات)
قال: أيام التشريق كانوا إذا قاموا بمنى بعد النحر تفاخروا، فقال الرجل منهم: كان أبى
يفعل كذا وكذا فقال الله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد
ذكرا) قال: والتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا الله
أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.
733 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم
قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى، واذكروا الله في أيام معدودات) قال:
التكبير في أيام التشريق صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة الفجر من يوم الثالث، وفى
الأمصار عشر صلوات، فإذا نفر بعد الأولى أمسك أهل الأمصار، ومن أقام بمنى فصلى بها
200

الظهر والعصر فليكبر.
734 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن
الصلت عن عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (واذكروا الله في أيام معدودات) قال المعلومات و
المعدودات واحدة وهي أيام التشريق.
735 - في تهذيب الأحكام محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن حماد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إذا أصاب المحرم الصيد فليس له أن ينفر في النفر الأول، ومن نفر في النفر
الأول فليس له أن يصيب الصيد حتى ينفر الناس، وهو قول الله: (فمن تعجل في يومين فلا اثم
عليه... لمن اتقى) قال: اتقى الصيد.
736 - عن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد عن علي عن أحدهما عليهما السلام أنه قال: في
رجل بعث بثقله يوم النفر الأول وأقام هو إلى الأخير، قال: هو ممن تعجل في يومين.
737 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سمعته يقول في قول الله عز وجل: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن
اتقى) فقال: يتقى الصيد حتى ينفر أهل منى في النفر الأخير.
738 - وفى رواية ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي -
جعفر عليه السلام أنه قال: لمن اتقى الرفث والفسوق والجدال وما حرم الله عليه في احرامه.
739 - وفى رواية علي بن عطية عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لمن اتقى الله عز وجل
وروى أنه يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، وروى من وفى وفى الله له.
740 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم
بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله (ع) قال سأل رجل
أبى بعد منصرفه من الموقف فقال أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟ فقال أبى ما وقف بهذا
الموقف أحد الا غفر الله له، مؤمنا كان أو كافرا الا انهم في مغفرتهم على ثلث منازل إلى قوله و
منهم من غفر الله له ما تقدم من ذنبه وقيل له أحسن فيما بقي من عمرك وذلك قوله تعالى فمن
تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه) يعنى من مات قبل أن يمضى فلا اثم عليه
201

ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى الكبائر.
741 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود
بن النعمان عن أبي أيوب قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام، انا نريد ان نتعجل السير -
وكانت ليلة النفر حين سألته - فأي ساعة ننفر؟ فقال لي، اما اليوم الثاني فلا تنفر حتى
تزول الشمس وكانت ليلة النفر، واما اليوم الثالث فإذا ابيضت الشمس فانفر على بركة
الله، فان الله تعالى يقول، (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه)
فلو سكت لم يبق أحد الا تعجل ولكنه قال، (ومن تأخر فلا اثم عليه).
742 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن
الميثمي عن معاوية ابن وهب عن إسماعيل بن نجيح الرماح قال، كنا عند أبي عبد الله عليه السلام
بمنى ليلة من الليالي فقال، ما يقول هؤلاء فيمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن
تأخر فلا اثم عليه؟ قلنا. ما ندري، قال، بلى يقولون من تعجل من أهل البادية فلا
اثم عليه، ومن تأخر من أهل الحضر فلا اثم عليه، وليس كما يقولون قال الله جل ثناؤه
(فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه) الا لا اثم عليه (ومن تأخر فلا اثم عليه) الا لا اثم عليه
(لمن اتقى) انما هي لكم والناس سواد وأنتم الحاج.
743 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن
عميرة عن عبد الاعلى قال. قال أبو عبد الله عليه السلام. كان أبى يقول. من أم هذا البيت
حاجا أو معتمرا مبرا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، ثم قرأ، (فمن
تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قلت، ما الكبر؟
قال. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ان أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق (1) قلت،

(1) في النهاية: في الحديث: (انما ذلك من سفه الحق وغمص الناس) أي احتقرهم
ولم يرهم شيئا، تقول منه: غمص الناس يغمصهم غمصا، وقال: من سفه الحق أي من جهله
وقيل: جهل نفسه ولم يفكر فيها، قال وفى الكلام محذوف تقديره انما البغى فعل من سفه
الحق والسفه في الأصل: الخفة والطيش، وسفه فلان رأيه إذا كان مضطربا لا استقامة له
والسفيه: الجاهل.
202

ما غمص الخلق وسفه الحق قال، يجهل الحق ويطعن عن أهله، فمن فعل ذلك
نازع الله ردائه.
744 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال، (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن
اتقى) قال، يرجع لاذنب له.
745 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي (ره) قال، حدثنا الحسن بن
محمد بن عامر عن أبي عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن
عبد الله بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فمن تعجل في يومين فلا اثم
عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قال: يرجع ولاذنب له، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
746 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد
المؤمن حين يخرج من بيته حاجا لا يخطو خطوة ولا تخطو به راحلته الا كتب الله له
بها حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له بها درجة، فإذا وقف بعرفات فلو كانت ذنوبه عدد
الثرى رجع كما ولدته أمه، يقال: له استأنف العمل يقول الله: (فمن تعجل في يومين
فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى).
747 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (فمن تعجل في يومين
فلا اثم عليه) الآية قال: أنتم والله هم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا يثبت على ولاية علي عليه
السلام الا المتقون.
748 - عن حماد عنه في قوله: لمن اتقى) الصيد فان ابتلى بشئ من الصيد ففداه
فليس له أن ينفر في يومين.
749 - عن الحسين بن بشار قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله: ومن
الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا قال: فلان وفلان ويهلك الحرث و
النسل هم الذرية، والحرث الزرع.
750 - عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله يقول في كتابه وهو
203

ألد الخصام بل هم يختصمون، قال قلت، وما الألد؟ قال الخصومة (1).
751 - 752 - عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال سألتهما عن قوله
(وإذا تولى سعى في الأرض) إلى آخر الآية، فقال النسل الولد، والحرث الأرض، وقال
أبو عبد الله الحرث الذرية.
753 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن
محبوب عن محمد بن سليمان الأزدي عن أبي الجارود عن أبي إسحاق عن أمير المؤمنين
عليه السلام، (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل) بظلمه وسوء
سيرته (والله لا يحب الفساد).
754 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام ان الحرث في هذا الموضع
الدين والنسل الناس.
755 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الحرث في هذا الموضع الدين، والنسل
الناس، ونزلت في الثاني، ويقال في معاوية.
756 - في كتاب الخصال عن الحسن بن علي الديلمي مولى الرضا عليه السلام قال:
سمعت الرضا عليه السلام يقول، من حج بثلاثة نصر من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عز وجل
بالثمن، ولم يسأله من أين كسب ماله من حرام أو حلال.
757 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره إلى حكيم بن جبير عن علي بن
الحسين عليه السلام في قول الله عز وجل: ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله
قال: نزلت في علي عليه السلام حين بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
758 - وباسناده إلى سعيد بن أوس قال: كان أبو عمرو بن العلا إذا قرئ
(ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) قال: كرم الله عليا عليه السلام، فيه
نزلت هذه الآية.
759 - وباسناده إلى انس بن مالك قال: لما توجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الغار

(1) كذا في جملة من النسخ وفى بعضها هكذا: (قال: قلت: وما الفرق؟ قال:
الخصومة) وفى المصدر كنسخة البرهان: (قال: قلت وما ألد؟ قال: شديد الخصومة).
204

ومعه أبو بكر أمر النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ان ينام على فراشه ويتغشى ببرده، فبات علي عليه السلام
موطنا نفسه على القتل وجاءت رجال قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فلما أرادوا ان يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون انه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا أيقظوه
ليجد ألم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلما أيقظوه فرأوه عليا فتفرقوا في طلب رسول الله
صلى الله عليه وآله فأنزل الله عز وجل: ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد؟
760 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء
مرضات الله) قال: ذلك أمير المؤمنين عليه السلام، ومعنى يشرى نفسه يبذلها.
761 - في مجمع البيان روى السدى عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في
علي بن أبي طالب عليه السلام حين هرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المشركين إلى الغار، ونام على فراش
النبي صلى الله عليه وآله، ونزلت الآية بين مكة والمدينة.
762 - وروى أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه
وجبرئيل ينادى: بخ بخ، من مثلك يا بن أبى طالب يباهى الله تعالى بك الملائكة؟.
763 - وروى عن علي عليه السلام ان المراد بالآية الرجل يقتل على الامر بالمعروف
والنهى عن المنكر.
764 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي
الوشاء عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل:
يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه
لكم عدو مبين قال: في ولايتنا.
765 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ادخلوا في السلم كافة) قال:
في ولاية أمير المؤمنين.
766 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى محمد بن إبراهيم
قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (ع) يقول في قوله تعالى: (ادخلوا في السلم
كافة) قال: في ولاية علي بن أبي طالب: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) قال:
لا تتبعوا غيره.
205

767 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
(يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان) قال: أتدري ما السلم؟
قال: قلت: أنت أعلم، قال: ولاية على والأئمة الأوصياء من بعده، قال (وخطوات
الشيطان) والله ولاية فلان وفلان.
768 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله (ع)
قالوا: سألناهما عن قول الله: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) قال:
أمروا بمعرفتنا.
769 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (يا أيها الذين آمنوا
ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان) قال، السلم هم آل محمد صلى الله عليه وآله
أمر الله بالدخول فيه.
770 - عن أبي بكر الكلبي عن أبي جعفر عن أبيه (ع) في قوله. (ادخلوا في السلم
كافة) هو ولايتنا.
771 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال. قال
أمير المؤمنين عليه السلام وقد ذكر عترة خاتم النبيين والمرسلين، وهم باب السلم فأدخلوا في
السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
772 - عن جابر قال. قال أبو جعفر عليه السلام في قوله تعالى: في ظلل من الغمام
والملائكة وقضى الامر قال: ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها هو حين ينزل
في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل.
773 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفى آخره: واما معنى
الامر فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر.
774 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي
الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل وفيه: وان حلف على شئ والذي عليه اتيانه خير من تركه، فليأت الذي هو
خير ولا كفارة عليه، انما ذلك من خطوات الشيطان.
206

775 - في من لا يحضره الفقيه روى العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهم السلام
انه سئل عن امرأة جعلت مالها هديا وكل مملوك لها حرا ان كلمت أختها أبدا؟ قال تكلمها
وليس هذا بشئ، انما هذا وشبهه من خطوات الشيطان.
776 - وفيه وسئل عن الرجل يقول على ألف بدنة وهو محرم بألف حجة، قال
تلك خطوات الشيطان.
777 - في عيون الأخبار محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه
قال سألت الرضا عليه السلام إلى أن قال: وسألته عن قول الله تعالى: هل ينظرون الا ان
يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة قال يقول: هل ينظرون الا ان يأتيهم
بالملائكة في ظلل من الغمام هكذا نزلت.
778 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن
يونس عن عمر بن شيبة عن أبي جعفر (ع) قال سمعته يقول ابتداء منه ان الله إذا بدا له ان
يبين خلقه ويجمعهم لما لابد منه أمر مناديا ينادى، فاجتمع الإنس والجن في أسرع من طرفة
عين، ثم اذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهي
ضعف التي تليها، فإذا رآها أهل سماء الدنيا قالوا جاء ربنا، قالوا لا وهو آت يعنى امره
حتى تنزل كل سماء يكون كل واحدة منهما من وراء الأخرى، وهي ضعف التي تليها، ثم ينزل
أمر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر والى ربكم ترجع الأمور، ثم يأمر الله
مناديا ينادى (يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض
فانفذوا لا ينفذون الا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان) والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
779 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) بولاية الشياطين على ملك
سليمان، ويقرأ أيضا (سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة فمنهم من آمن ومنهم
207

من جحد ومنهم من أقر ومنهم من بدل ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله
شديد العقاب.)
780 - في مجمع البيان (زين للذين كفروا الحياة الدنيا) فان الانسان انما يكلف
بان يدعى إلى شئ تنفر نفسه عنه، أو يزجر عن شئ تتوق نفسه إليه وهذا معنى قول النبي
صلى الله عليه وآله حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات.
781 - في روضة الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد
بن عديس [عن أبان] عن يعقوب بن شعيب انه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل:
كان الناس أمة واحدة فقال: كان [الناس] قبل نوح أمة ضلال فبدالله (1) فبعث المرسلين
وليس كما يقولون لم يزل (2) وكذبوا.
782 - في تفسير العياشي عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول
الله (كان الناس أمة واحدة) قال كان هذا قبل نوح أمة واحدة، فبدالله فأرسل الرسل قبل نوح قلت
أعلى هدى كانوا أم على ضلالة؟ قال: كانوا على ضلالة قال: بل كانوا ضلالا لا مؤمنين
ولا كافرين ولا مشركين.
783 - عن مسعدة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله
النبيين مبشرين ومنذرين) فقال: كان ذلك قبل نوح، قيل فعلى هدى كانوا؟ قال: لا كانوا
ضلالا، وذلك بأنه لما انقرض آدم عليه السلام وصالح ذريته بقي شيث وصيه لا يقدر على اظهار دين
الله الذي كان عليه آدم وصالح ذريته وذلك أن قابيل توعده بالقتل كما قتل أخاه هابيل، فسار
فيهم بالتقية والكتمان، فازداد واكل يوم ضلالا حتى لم يبق على الأرض معهم الامن هو
سلف، ولحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد الله فبدالله تبارك وتعالى أن يبعث الرسل، ولو
سئل هؤلاء الجهال لقالوا: قد فرغ من الامر، فكذبوا انما هو شئ يحكم به الله في كل عام

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (عند الله) مكان (فبدالله) ويحتمل
التصحيف أيضا.
(2) قال المجلسي (ره) أي ليس كما يقولون: (ان الله تعالى قدر الامر في الأزل وقد
فرغ منها فلا يتغير تقديراته تعالى) بل لله البداء فيما كتب في لوح المحو والاثبات.
208

ثم قرأ (فيها يفرق كل أمر حكيم) فيحكم الله تبارك وتعالى ما يكون في تلك السنة من شدة
أو رخاء أو مطر أو غير ذلك، قلت: أفضلال كانوا قبل النبيين أم على هدى؟ قال: لم يكونوا
على هدى كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها لا تبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا
حتى يهديهم الله أما تسمع يقول إبراهيم: (لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين)
أي ناسيا للميثاق،
784 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال كانوا قبل نوح أمة
واحدة على فطرة الله لا مهتدين ولا ضلالا فبعث الله النبيين.
785 - في تفسير علي بن إبراهيم: (قوله كان الناس أمة واحدة) قال: قبل نوح
عليه السلام على مذهب واحد فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب
بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
786 - في الخرايج والجرايح وعن زين العابدين عن آبائهم عليهم السلام قال: فما
تمدون أعينكم ألستم آمنين، لقد كان من قبلكم ممن هو على ما أنتم عليه يؤخذ فتقطع
يده ورجله ويصلب ثم تلا: أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين
خلوا من قبلكم الآية.
787 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين
بن سيف عن أخيه عن أبيه عن بكر بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ: وزلزلوا
ثم زلزلوا حتى يقول الرسول.
788 - في الكافي بعض أصحابنا مرسلا قال: إن أول ما نزل في تحريم الخمر
قول الله عز وجل يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما
أكبر من نفعهما فلما نزلت هذه الآية أحس القوم بتحريم الخمر وعلموا ان الاثم مما
ينبغي اجتنابه ولا يحمل الله عز وجل عليهم من كل طريق، لأنه قال (ومنافع للناس) ثم
أنزل الله عز وجل آية أخرى (الحديث).
789 - في تفسير العياشي عن حمدويه عن محمد بن عيسى قال: سمعته يقول كتب
إليه إبراهيم بن عنبسة يعنى إلى علي بن محمد عليهما السلام ان رآى سيدي ومولانى ان يخبرني
209

عن قول الله عز وجل: (يسئلونك عن الخمر والميسر) الآية فما المنفعة (1) جعلت فداك
فكتب كل ما قومر به فهو الميسر، وكل مسكر حرام.
790 - عن عامر بن السمط عن علي بن الحسين عليهما السلام قال، الخمر من ستة أشياء التمر
والزبيب والحنطة والشعير والعسل والذرة،
791 - في مجمع البيان الخمر وهي كل شراب مسكر مخالط للعقل مغط عليه، وما
اسكر كثيرة فقليله خمر، هذا هو الظاهر في روايات أصحابنا.
792 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد عن أبي
الحسن عليه السلام قال: النرد والشطرنج والأربعة عشر (2) بمنزلة واحدة، وكل ما قومر
عليه فهو ميسر.
793 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن مثنى الحناط عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: أمير المؤمنين عليه السلام. الشطرنج والنرد هما الميسر،
794 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الملك القمي
قال: كنت أنا وإدريس أخي عند أبي عبد الله فقال إدريس: جعلنا الله فداك ما الميسر؟ فقال
أبي عبد الله عليه السلام هي الشطرنج قال، فقلت. اما انهم (3) يقولون: انها النرد قال.
والنرد أيضا.
795 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في
قول الله عز وجل: ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو قال: العفو الوسط.
796 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) قال:
لا اقتار ولا اسراف.

(1) كذا في النسخ وفي الوسائل (أبواب ما يكتسب به باب 102) (فما الميسر) عوض
(فما المنقعة) ولعله الظاهر.
(2) قال الطريحي: لعل المراد بالأربعة عشر الصفان من النقر يوضع فيهما شئ
يلعب فيه في كل صف سبع نقر محفورة فتلك أربعة عشر والله أعلم.
(3) هذا هو الظاهر الموافق لنسخ الكافي لكن في الأصل (عندهم) مكان (اما انهم).
210

798 - في مجمع البيان (قل العفو) فيه أقوال إلى قوله: (وثالثها) ان العفو ما فضل
عن قوت السنة عن الباقر عليه السلام قال ونسخ ذلك باية الزكاة.
798 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي
عبد الله عليه السلام انه لما نزلت (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا
وسيصلون سعيرا) اخرج كل من كان عنده يتيم وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اخراجهم فأنزل الله
تبارك وتعالى ويسئلونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم
والله يعلم المفسد من المصلح وقال الصادق عليه السلام: لا بأس ان تخالط طعامك بطعام
اليتيم فأن الصغير يوشك ان يأكل كما يأكل الكبير، واما الكسوة وغيرها فيحسب على
كل رأس صغير وكبير كما يحتاج إليه.
799 - في مجمع البيان عند قوله: (وآتوا اليتامى أموالهم) الآية روى أنه لما
نزلت هذه الآية كرهوا مخالطة اليتامى فشق ذلك عليهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
، فأنزل الله سبحانه وتعالى (ويسئلونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم
فاخوانكم) الآية عن الحسن، وهو المروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام.
800 - في الكافي عثمان عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل
(وان تخالطوهم فاخوانكم (قال. يعنى اليتامى إذا كان الرجل يلي الأيتام في حجره فليخرج
من ماله على قدر ما يخرج لكل انسان منهم فيخالطهم ويأكلون جميعا ولا يرزأن (1) من
أموالهم شيئا انما هي النار.
801 - أحمد بن محمد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قلت أرأيت قول الله عز وجل: (وان تخالطوهم فاخوانكم: قال تخرج
من أموالهم بقدر ما يكفيهم وتخرج من مالك قدر ما يكفيك ثم تنفقه، قلت: أرأيت ان كانوا يتامى
صغارا وكبارا وبعضهم أعلى كسوة من بعض وبعضهم آكل من بعض ومالهم جميعا؟ فقال: اما
الكسوة فعلى كل انسان منهم ثمن كسوته، واما الطعام فاجعلوه جميعا فان الصغير يوشك ان يأكل
مثل الكبير والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(1) رزأ الشئ ومنه: نقصه.
211

802 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى
الكاهلي قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام انا ندخل على أخ لنافى بيت أيتام ومعهم خادم لهم،
فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا
وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال. إن كان في دخولكم عليهم منفعة لهم فلا بأس وإن كان
فيه ضرر فلا وقال عليه السلام بل الانسان على نفسه بصيرة فأنتم لا يخفى عليكم وقد قال الله
عز وجل (وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح).
803 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ان اخى هلك وترك أيتاما ولهم ماشية فما يحل
لي منها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان كنت تليط حوضها وترد نادتها (1) ويقوم على
رعيتها فاشرب من ألبانها غير مجتهد للحلب ولا ضار بالولد، والله يعلم المفسد من المصلح.
804 - عن علي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله في اليتامى: (وان
تخالطوهم فاخوانكم) قال: يكون لهم التمر واللبن، ويكون لك مثله على قدر ما
يكفيك ويكفيهم، ولا يخفى على الله المفسد من المصلح.
805 - [عنه] عن عبد الله بن حجاج (2) عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال:
قلت له: يكون لليتيم عندي الشئ وهو في حجري أنفق عليه منه وربما أصيب مما
يكون له من الطعام وما يكون منى إليه أكثر؟ فقال: لا بأس بذلك ان الله يعلم
المفسد من المصلح.
806 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن
الحسن بن الجهم قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام، يا أبا محمد ما تقول في رجل
يتزوج نصرانية على مسلمة؟ قلت جعلت فداك وما قولي بين يديك قال لتقولن فان ذلك

(1) لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. والنادية: النوق المتفرقة.
(2) وفى المصدر (عبد الرحمن بن الحجاج) بدل (عبد الله) وهو أخوه وكلاهما يرويان
عن أبي الحسن موسى (ع).
212

يعلم به قولي، قلت: لا يجوز تزويج النصرانية على مسلمة ولاغير مسلمة، قال لم؟
قلت، لقول الله عز وجل، ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال، فما تقول في
هذه الآية، (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)؟ قلت، قوله، (ولا تنكحوا
المشركات حتى يؤمن) نسخت هذه الآية، فتبسم ثم سكت.
805 - في مجمع البيان عند قوله تعالى، (والمحصنات من الذين أوتوا
الكتاب) روى أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام انه منسوخ بقوله، (ولا تنكحوا المشركات
حتى يؤمن) وبقوله (ولا تمسكوا بعصم الكوافر).
قال عز من قائل ويسئلونك عن المحيض
808 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر
محمد بن علي عليه السلام قال: الحيض من النساء نجاسة رماهن الله بها قال. وقد كن النساء
في زمن نوح انما تحيض المراة في كل سنة حيضة حتى خرجن نسوة من حجابهن وهن
سبعمائة امرأة فانطلقن فلبسن المعصفرات من الثياب وتحلين وتعطرن. ثم خرجن فتفرقن
في البلاد فجلسن مع الرجال وشهدن الأعياد معهم وجلسن في صفوفهم. فرماهن الله
بالحيض عند ذلك في كل شهر، أولئك النسوة بأعيانهن. فسالت دماءهن فخرجن من
بين الرجال وكن يحضن في كل شهر حيضة قال، فاشغلهن الله تبارك وتعالى بالحيض وكسر شهوتهن، قال: وكان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل فعلهن يحضن في كل سنة
حيضة قال: فتزوج بنوا اللاتي يحضن في كل شهر حيضة بنات اللاتي يحضن في كل سنة حيضة،
قال: فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة، قال: وكثر أولاد اللاتي
يحضن في كل شهر حيضة لاستقامة الحيض، وقل أولاد الذين لا يحضن في السنة الا حيضة
لفساد الدم، قال: وكثر نسل هؤلاء وقل نسل أولئك.
قال عز من قائل فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن.
809 - في الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن يزيد
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله
تعالى لما أصاب آدم وزوجته الخطيئة أخرجهما من الجنة وأهبطهما إلى الأرض فأهبط
213

آدم على الصفا وأهبطت حوا على المروة، فقال آدم: ما فرق بيني وبينها الا انها لا تحل
لي؟ ولو كانت تحل لي هبطت معي على الصفا، ولكنها حرمت على من أجل ذلك وفرق
بيني وبينها، فمكث آدم معتزلا حوا فكان يأتيها نهارا فيتحدث عندها على المروة،
فإذا كان الليل وخاف أن تغلبه نفسه يرجع إلى الصفا فيبيت عليه، ولم يكن لادم انس
غيرها، ولذلك سمين النساء من أجل ان حوا كانت انسا لادم لا يكلمه الله ولا يرسل إليه
رسولا عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد القلانسي عن علي بن حسان
عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
810 - في كتاب الخصال عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال
: سئل أبى عما حرم الله تعالى من الفروج في القرآن، وعما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله
في سنته؟ فقال: الذي حرم الله تعالى من ذلك أربعة وثلثين وجها سبعة عشر في القرآن وسبعة
عشر في السنة، فاما التي في القرآن فالزنا إلى قوله: والحايض حتى تطهر لقوله تعالى،
(ولا تقربوهن حتى يطهرن).
811 - عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
ان الله كره لكم أيتها الأمة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها، كره لكم العبث في الصلاة
إلى أن قال: وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حايض، فان غشيها فخرج الولد مجذوما
أو أبرص فلا يلومن الا نفسه.
812 - عن بعض أصحابنا قال: دخلت على أبى الحسن علي بن محمد العسكري
عليه السلام يوم الأربعاء وهو يحتجم، قلت له: ان أهل الحرمين يروون عن رسول الله عليه السلام أنه قال
، من احتجم يوم الأربعاء فأصابه بياض فلا يلومن الا نفسه، فقال: كذبوا انما يصيب
ذلك من حملته أمه في طمث.
813 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن أسباط
عن محمد بن حران عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل
يأتي المرأة في دبرها، قال: لا بأس إذا رضيت، قلت: فأين قول الله (فأتوهن من
حيث أمركم الله)؟ قال: هذا في طلب الولد، فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله
214

ان الله تعالى يقول: نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم.
814 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عذافر الصير في قال أبو عبد الله
عليه السلام ترى هؤلاء المشوهين؟ قال: نعم، قال: هؤلاء الذين يأتي آباؤهم نساءهم في الطمث
815 - وباسناده إلى أبى خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الناس يستنجون
بثلاثة أحجار لأنهم كانوا يأكلون البسر (1) فكانوا يبعرون بعرا فأكل رجل من الأنصار
الدبا (2) فلان بطنه فاستنجى بالماء، بعث (3) إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء الرجل وهو
خائف يظن أن يكون قد نزل فيه شئ يسوءه في استنجائه بالماء، فقال له: هل
عملت في يومك هذا شيئا؟ فقال: نعم يا رسول الله، انى والله ما حملني على الاستنجاء
بالماء الا انى أكلت طعاما فلان بطني فلم تغن عنى الحجارة شيئا فاستنجيت بالماء،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هنيئا لك فان الله عز وجل قد أنزل فيك آية، فابشرا ان الله يحب
التوابين ويحب المتطهرين) فكنت أول من صنع هذا أول التوابين وأول المتطهرين
816 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل
ابن زياد ومحمد ابن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن محمد بن
النعمان الأحول عن سلام بن المستنير قال قال أبو جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه
في حديث طويل ولولا انكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا
الله فيغفر لهم، ان المؤمن مفتن تواب (4) أما سمعت قول الله عز وجل (ان الله يحب التوابين
ويجب المتطهرين وقال (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه).
817 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن
عبد الله بن عثمان عن أبي جميلة قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان الله يحب العبد المفتن التواب

(1) البسر: التمر قبل ارطابه: وذلك إذا لون ولم ينضج.
(2) الدبا: القرع.
(3) كذا في التي عندي من النسخ وكتاب علل الشرايع لكن في الوسائل (فبعث)
وهو الطاهر.
(4) المفتن: الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، قاله في النهاية.
215

ومن لا يكون ذلك منه كان أفضل.
818 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: إن الله
عز وجل اعطى التائبين ثلث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والأرض
لنجوا بها، قوله عز وجل: (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) فمن أحبه الله لم يعذبه
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
819 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبي
عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل
أضل راحلته ومزاده (1) في ليلة ظلماء فوجدها، فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك
الرجل براحلته حين وجدها.
820 - في الكافي محمد بن إسماعيل عن الفضل وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في قول الله عز وجل: (ان الله
يحب التوابين ويحب المتطهرين) قال: كان الناس يستنجون بالكرسف والأحجار ثم
أحدث الوضوء وهو خلق كريم، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصنعه فانزله الله في كتابه (ان الله
يحب التوابين ويحب المتطهرين)
821 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: توبوا إلى الله
عز وجل وادخلوا في محبته: فان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والمؤمن تواب.
822 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: خلق الله القب طاهرا صافيا
وجعل غذاه الذكر والفكر والهيبة والتعظيم، وإذا شيب القلب الصافي فغذيته بالغفلة
والكدر صقل بمصقلة التوبة، ونظف بماء الإنابة ليعود على حالته الأولى، وجوهرته
الأصلية الصافية، قال الله تعالى. (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
823 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم
أنى شئتم) أي متى شئتم، وتأولت العامة في قوله (انى شئتم) أي حيث شئتم في القبل
والدبر وقال الصادق عليه السلام أي متى شئتم في الفرج.

(1) المزاد: ما يوضع فيه الزاد.
216

824 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن اتيان النساء في أعجازهن؟ قال: لا بأس: ثم تلا هذه الآية: (نساؤكم حرث لكم
فأتوا حرثكم أنى شئتم).
825 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم
انى شئتم) قال: حيث شاء
826 - عن صفوان بن يحيى عن بعض أصحابنا قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في
قول الله: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم) فقال: من قدامها ومن خلفها
في القبل.
827 - عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: أي شئ يقولون في
اتيان النساء في أعجازهن؟ قلت: بلغني ان أهل المدينة لا يرون به بأسا، قال إن اليهود كانت
تقول إذا اتى الرجل من خلفها خرج ولده أحول فأنزل الله (نساؤكم حرث لكم فاتوا
حرثكم انى شئتم) يعنى من خلف أو قدام خلافا لقول اليهود، ولم يعن في ادبارهن - عن
الحسن بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
828 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (نساؤكم حرث
لكم فاتوا حرثكم انى شئتم) قال من قبل.
829 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يأتي أهله
في دبرها، فكره ذلك وقال وإياكم ومحاش النساء (1) وقال انما معنى (نساؤكم حرث
لكم فاتوا حرثكم انى شئتم أي ساعة شئتم.
830 - عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام في مسألة
فورد منه الجواب سألت عمن اتى جاريته في دبرها، والمراة لعبة لا تؤذى وهي حرث
كما قال الله،
في أصول الكافي على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن إسماعيل عن إسحاق
ابن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم

(1) المحاش جمع المحشة: الدبر.
217

ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس قال إذا دعيت لصلح بين اثنين فلا تقل
على يمين ان لا أفعل.
832 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ولا تجعلوا الله عرضه لايمانكم
ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس) قال: هو قول الرجل في كل حالة لا والله وبلى والله
833 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن
عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لا تحلفوا بالله
صادقين ولا كاذبين، فان الله عز وجل يقول (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم).
834 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن يحيى بن إبراهيم
عن أبيه عن أبي سلام المتعبد انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول لسدير: يا سدير من حلف
بالله كاذبا كفر، ومن حلف بالله صادقا اثم، ان الله عز وجل يقول: (ولا تجعلوا الله
عرضة لايمانكم).
835 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر
وأبي عبد الله عليهما السلام: (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) قالا: هو الرجل (يصلح بين الرجلين
فيحمل ما بينهما من الاثم.
836 - عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله: (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) قال: يعنى الرجل يحلف الا يكلم
أخاه وما أشبه ذلك أولا يكلم أمه.
837 - عن أيوب (1) قال: سمعته يقول: لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين،
فان الله يقول: (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) قال إذا استعان رجل برجل على صلح
بينه وبين رجل فلا يقولن ان على يمينا ان لا افعل، وهو قول الله. (ولا تجعلوا الله
عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس).
838 - فيمن لا يحضره الفقيه روى محمد بن إسماعيل عن سلام بن سهم الشيخ
المتعبد انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: وذكر مثله (

(1) وفى الوسائل (عن أبي أيوب)، بدل (أيوب).
218

839 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى خالد الهيثم قال: سألت
أبا الحسن الثاني عليه السلام كيف صارت عدة المطلقة ثلث حيض أو ثلاثة أشهر، وعدة المتوفى
عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام؟ قال: اما عدة المطلقة ثلث حيض أو ثلاثة أشهر
فلاستبراء الرحم من الولد، واما عدة المتوفى عنها زوجها فان الله عز وجل شرط للنساء
شرطا فلم يحلهن فيه، وفيما شرط عليهن بل شرط عليهن مثل ما شرط لهن، فاما
ما شرط لهن فإنه جعل لهن في الايلاء أربعة أشهر لأنه علم أن ذلك غاية صبر النساء، فقال
عز وجل: للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فلم يجز للرجل والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
840 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الايلاء هو ان يحلف الرجل على امرأته ان لا يجامعها
فان صبرت عليه فلها ان تصبر، وان رافعته إلى الامام أنظره أربعة أشهر، ثم يقول له بعد
ذلك: اما ان ترجع إلى المناكحة واما ان تعلق، فان أبى حبسه ابدا.
841 - وروى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه بنى حظيرة (1) من قصب وجعل فيها رجلا
آلى من امرأته بعد أربعة أشهر، فقال له اما ان ترجع إلى المناكحة واما ان تطلق والا أحرقت
عليك الحظيرة.
842 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار وأبو العباس محمد بن
جعفر عن أيوب بن نوح ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وحميد بن زياد عن ابن سماعة
جميعا عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الايلاء ما هو؟
قال: هو أن يقول الرجل لامرأته والله لا أجامعك كذا وكذا، ويقول: والله لأغيظنك فيتربص
بها أربعة أشهر، ثم يؤخذ فيوقف بعد الأربعة أشهر فان فاء وهوان يصالح أهله فان الله غفور
رحيم، وان لم يف جبر على أن يطلق ولا يقع طلاق فيما بينهما، ولو كان بعد الأربعة الأشهر
ما لم يرفعه إلى الامام.

(1) الحظيرة: الموضع الذي يحاط عليه لتأوى إليه الغنم والإبل وساير الماشية
يقيها البرد والريح.
219

843 - على عن أبيه عن حماد عن عيسى بن عمر بن أذينة عن بكير بن أعين وبريد بن
معاوية عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام انهما قالا: إذا آلى الرحل ان لا يقرب امرأته ليس
لها قول ولاحق في الأربعة الأشهر، ولا اثم عليه في كفه عنها في الأربعة الأشهر، فان مضت
الأربعة الأشهر قبل ان يمسها فسكتت ورضيت فهو في حل وسعة، فان رفعت أمرها قيل له:
اما ان تفئ فتمسها واما أن تطلق وعزم الطلاق ان يخلى عنها، فإذا حاضت وطهرت طلقها وهو
أحق برجعتها ما لم تمض ثلاثة قرؤه، فهذا الايلاء الذي أنزل الله تبارك وتعالى في كتابه وسنه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
844 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل
عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل آلى امرأته بعد ما دخل بها؟
فقال: إذا مضت أربعة أشهر وقف وإن كان بعد حين، فان فاء فليس بشئ وهي امرأته وان
عزم الطلاق فقد عزم، وقال: الايلاء أن يقول الرجل لامرأته: والله لأغيظنك ولأسوءنك
ثم يهجرها ولا يجامعها حتى تمضى أربعة أشهر: فإذا مضت أربعة أشهر فقد وقع الايلاء، و
ينبغي للامام ان يجبره على أن يفئ أو يطلق، فان فاء فان الله غفور رحيم، وان عزم الطلاق
فان الله سميع عليم وهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه.
قال عز من قائل والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء.
845 - في الكافي عنه عن صفوان عن موسى بن بكير عن زرارة قال: قلت لأبي
جعفر عليه السلام انى سمعت ربيعة الرأي (2) يقول: إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة بانت منه،
وانما القرء ما بين الحيضتين وزعم أنه انما اخذ ذلك برأيه فقال أبو جعفر عليه السلام: كذب
لعمري، ما قال ذلك برأيه ولكنه اخذه عن علي عليه السلام، قال قلت: له وما قال فيها
علي عليه السلام؟ قال كان يقول: إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد انتقضت عدتها ولا
سبيل له عليها، وانما القروء ما بين الحيضتين، وليس لها ان تتزوج حتى تغتسل من
الحيضة الثالثة.

(2) هو ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي ووجه تسمية بالرأي انه كان
مستقلا في العمل بالرأي وترك السنة النبوية لأجل قول الصحابة وقد ورد في ذمه روايات كثيرة.
220

846 - علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال: سمعت
ربيعة الرأي يقول من رأيي ان الأقراء التي سمى الله عز وجل في القرآن انما هو الطهر فيما
بين الحيضتين، فقال: كذب لم يقله برأيه ولكنه انما بلغه عن علي عليه السلام فقلت له: أصلحك
الله أكان علي عليه السلام يقول ذلك؟ فقال. نعم انما القروء الطهر يقرى فيه الدم فيجمعه فإذا
جاء المحيض دفقه.
847 - على ابن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد
عن ابن أبي نصر جميعا عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: القرء
ما بين الحيضتين.
848 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام
قال: القروء ما بين الحيضتين.
849 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زراره عن أبي
جعفر عليه السلام قال: الأقراء هي الأطهار:
850 - سهل عن أحمد عن عبد الكريم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال عدة التي
لم تحض والمستحاضة التي لا تطهر ثلاثة أشهر وعدة التي تحيض وتستقيم حيضها ثلاثة قروء
والقرء جمع الدم بين الحيضتين:
851 - في كتاب الخصال حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن
جميل عن زراره عن أبي جعفر عليه السلام قال: أمران أيهما سبق إليهما بانت به المطلقة المسترابة
التي تستريب الحيض ان مرت بها ثلاثة أشهر بيض ليس بها دم بانت بها وان مرت بها ثلث حيض
ليس بين الحيضتين ثلاثة أشهر بانت بالحيض.
853 - في تفسير علي بن إبراهيم (ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في أرحامهن
ان كن يؤمن بالله واليوم الآخر) قال: لا يحل للمرأة ان تكتم حملها أو حيضها أو طهرها، وقد
فوض الله إلى النساء ثلاثة أشياء: الطهر والحيض والحبل.
853 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (والمطلقات
221

يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في أرحامهن) يعنى
لا يحل لها ان تكتم الحمل إذا طلقت وهي حبلى والزوج لا يعلم بالحمل فلا يحل لها أن
تكتم حملها وهو أحق بها في ذلك الحمل ما لم تضع.
قال عز من قائل ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة.
854 - في من لا يحضره الفقيه وسأل إسحاق بن عمار أبا عبد الله عليه السلام عن
حق المرأة على زوجها؟ قال يشبع بطنها ويكسو جثتها وان جهلت غفر لها.
855 - وروى الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر عليه السلام أنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله ما حق
الزوج على المراة: فقال لها: تطيعه ولا تعصيه ولا تتصدق من بيتها الا باذنه ولا تصوم
تطوعا الا باذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب (1) ولا تخرج من بيتها الا باذنه،
فان خرجت بغير اذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض وملائكة الغضب وملائكة
الرحمة حتى ترجع إلى بيتها، فقالت: يا رسول الله من أعظم الناس حقا على الرجل؟
قال، والداه، قالت: فمن أعظم الناس حقا على المرأة قال: زوجها، قالت: فمالى
من الحق عليه بمثل ماله على؟ قال: لا ولا من كل مأة واحدة، فقالت: والذي بعثك
بالحق نبيا لا يملك رقبتي رجل ابدا.
856 - وروى داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سألته عن رجل قال لآخر: اخطب لي فلانة فما فعلت شيئا مما قاولت من صداق أو ضمنت
من شئ أو شرطت فذاك لي رضا وهو لازم لي ولم يشهد على ذلك، فذهب فخطب له و
بذل عنه الصداق وغير ذلك مما طالبوه وسألوه فلما رجع إليه أنكر ذلك كله؟ قال يغرم
لها نصف الصداق عنه، وذلك أنه هو الذي ضيع حقها فلما إذ لم يشهد لها عليه بذلك
الذي قال له حل لها ان تتزوج، ولا يحل للأول فيما بينه وبين الله عز وجل الا أن
يطلقها، لان الله تعالى يقول: فامساك بمعروف أو تسريح باحسان فإن لم يفعل فإنه
مأثوم فيما بينه وبين الله عز وجل، وكان الحكم الظاهر حكم الاسلام، وقد أباح الله

(1) القتب: الرحل.
222

عز وجل لها أن تتزوج.
857 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن
جعفر أبو العباس الرزاز عن أيوب بن نوح وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن صفوان
ابن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: طلاق السنة
يطلقها تطليقة يعنى على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين، ثم يدعها حتى تمضى أقراؤها،
فإذا مضت أقراؤها فقد بانت منه وهو خاطب من الخطاب ان شاءت نكحته وان شاءت
فلا، وان أراد ان يراجعها اشهد على رجعتها قبل ان تمضى أقراؤها فتكون عنده على
التطليقة الماضية، قال: وقال أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: هو قول الله عز وجل (الطلاق
مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان).
858 - علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن ابان عن عبد الرحمن بن أعين قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أراد الرجل ان يتزوج المرأة فليقل أقررت بالميثاق
الذي اخذ الله): امساك بمعروف أو تسريح باحسان).
859 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو
تسريح باحسان) قال: في الثالثة وهو طلاق السنة.
860 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه ان
الله تبارك وتعالى انما اذن في الطلاق مرتين فقال عز وجل: (الطلاق مرتان فامساك
بمعروف أو تسريح باحسان) يعنى في التطليقة الثالثة، وستسمع لهذا زيادة انشاء -
الله تعالى.
861 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن علي
ابن رئاب عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ولا يرجع الرجل فيما يهب لامرأته
ولا المرأة فيما تهب لزوجها حيزا ولم يحز (1) أليس الله تعالى يقول: (ولا تأخذوا مما
آتيتموهن شيئا) وقال: (وان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) وهذا
يدخل في الصداق والهبة، وفى الكافي مثله سواء.

(1) وفى المصدر (حازا أولم يحازا).
223

وفى شرح الارشاد للشهيد الأول رحمه الله بعد قوله أولم يحز لان الله تعالى
يقول: (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا).
862 - في مجمع البيان (فيما افتدت به) قيل إنه يجوز الزيادة على المهر و
النقصان وقيل المهر فقط ورووه عن علي عليه السلام.
863 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن
المختلعة كيف يكون خلعها؟ فقال: لا يحل خلعها حتى تقول والله لا أبر لك قسما،
ولا أطيع لك أمرا ولأوطين فراشك ولادخلن عليك بغير اذنك، فإذا هي قالت ذلك حل
خلعها وحل له ما اخذ منها من مهرها وما زاد، وهو قول الله: فلا جناح عليهما فيما
افتدت به وإذا فعل ذلك فقد بانت منه بتطليقة، وهي أملك بنفسها ان شاءت نكحته و
ان شاءت فلا، فان نكحته فهي عنده بثنتين (1).
864 - عن محمد بن محمد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى تلك
حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون فقال: ان الله
غضب على الزاني فجعل له جلدة مأة، فمن غضب عليه فزاد فانا إلى الله منه برئ، فذلك
قوله: (تلك حدود الله فلا تعتدوها).
865 - في عيون الأخبار حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (ره) قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال:
سألت الرضا عليه السلام عن العلة التي من أجلها لا تحل المطلقة للعدة لزوجها حتى تنكح زوجا
غيره، فقال: ان الله تبارك وتعالى انما اذن في الطلاق مرتين فقال عز وجل: (الطلاق مرتان
فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) يعنى في التطليقة الثالثة، ولدخوله فيما كره الله
عز وجل من الطلاق الثالث حرمها عليه فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره، لئلا
يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق ولا يضاروا النساء.
866 - وفيه في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله
في العلل: وعلة الطلاق ثلاثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلاث لرغبة

(1) وفى المصدر (على ثنتين):
224

تحدث، أو سكون غضبه إن كان، وليكون ذلك تخويفا وتأديبا للنساء، وزجرا لهن
عن معصية أزواجهن.
867 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل طلق امرأته تطليقة واحدة ثم تركها حتى انتقضت
(انقضت ظ) عدتها ثم تزوجها رجل غيره ثم إن الرجل مات أو طلقها فراجعها الأول قال: هي عنده
على تطليقتين تامتين.
868 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن مهزيار قال: كتب عبد الله بن
محمد إلى أبى الحسن عليه السلام روى بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في الرجل يطلق امرأته
على الكتاب والسنة فتبين منه بواحدة، فتزوج زوجا غيره فيموت عنها أو يطلقها فترجع
إلى زوجها الأول، انها تكون عنده على تطليقتين وواحدة قد مضت، فوقع عليه السلام بخطه:
صدقوا. وروى بعضهم انها تكون عنده على ثلث مستقبلات، وان تلك التي طلقت ليست
بشئ لأنها قد تزوجت زوجا غيره فوقع عليه السلام بخطه: لا.
869 - سهل عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن المثنى عن إسحاق بن عمار قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن رجل طلق امرأته طلاقا لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، فتزوجها
عبد ثم طلقها هل يهدم الطلاق؟ قال: نعم لقول الله عز وجل في كتابه حتى تنكح زوجا
غيره وقال هو أحد الأزواج.
قال عز من قائل فان طلقها فلا جناح عليهما ان يتراجعا
870 - في تفسير العياشي عن الحسن بن زياد قال: سألته عن رجل طلق امرأته
فتزوجت بالمتعة أتحل لزوجها الأول قال: لا تحل له حتى يدخل في مثل الذي خرجت من
عنده، وذلك قوله: فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها فلا
جناح عليهما ان ظنا ان يقيما حدود الله) والمتعة ليس فيها طلاق.
871 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن عبد الكريم عن الحسن الصيقل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل طلق امرأته طلاقا
لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، وتزوجها رجل متعة أيحل له ان ينكحها؟ قال: لا حتى
225

تدخل في مثل ما خرجت منه.
872 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم عن
أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن رجل طلق امرأته ثلثا ثم تمتع فيها رجل آخر هل تحل
للأول؟ قال لا.
873 - سهل عن أحمد بن محمد عن مثنى عن أبي حاتم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته
عن الرجل يطلق امرأته الطلاق الذي لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره ثم تزوج رجلا ولم
يدخل بها؟ قال: لا حتى يذوق عسيلتها (1).
874 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام
وشرايع الدين: وإذا طلقت المرأة للعدة ثلث مرات لم تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره.
875 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: اتقوا تزويج المطلقات ثلثا في موضع واحد،
فإنهن ذوات أزواج.
876 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرايع
الدين إلى أن قال عليه السلام وإذا طلقت المراة للعدة ثلاث مرات لم تحل للزوج حتى تنكح زوجا
غيره، وقد قال: اتقوا تزويج المطلقات ثلثا في موضع واحد فإنهن ذوات أزواج.
877 - في من لا يحضره الفقيه وروى المفضل بن صالح عن الحلبي عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا قال: الرجل
يطلق إذا كادت ان يخلو أجلها راجعها ثم طلقها، يفعل ذلك ثلث مرات فنهى الله عز وجل.
878 - وروى البزنطي عن عبد الكريم بن عمرو عن الحسن بن زياد عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: لا ينبغي للرجل ان يطلق امرأته ثم يراجعها وليس له فيها حاجة ثم يطلقها،
فهذا الضرار الذي نهى الله عنه الا ان يطلق ثم يراجع وهو ينوى الامساك.
879 - في نهج البلاغة قال عليه السلام من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن
كان يتخذ آيات الله هزوا.

(1) العسيلة تصغير العسلة وهي القطعة من العسل، شبه لذة الجماع بذوق العسل
وانما صغرت إشارة إلى القدر الذي يحلل ولو بغيبوبة الحشفة: قاله في المجمع.
226

880 - في من لا يحضر الفقيه وروى العباس بن عامر القصباني عن داود
بن الحصين عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: والوالدات يرضعن أولادهن حولين
كاملين قال: ما دام الولد في الرضاع فهو بين الأبوين بالسوية فإذا فطم (1) فالأب أحق
به من الام، فإذا مات الأب فالأم أحق به من العصبة.
881 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن إسماعيل والحسين
بن سعيد جميعا عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال
سألته عن قول الله عز وجل لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده فقال: كانت
المراضع مما يدفع إحديهن الرجل إذا أراد الجماع تقول. لا أدعك انى أخاف ان أحبل
فأقتل ولدى هذا الذي أرضعه وكان الرجل تدعوه المرأة فيقول: أخاف ان أجامعك
فاقتل ولدى فيدعها فلا يجامعها، فنهى الله عز وجل عن ذلك أن يضار الرجل المرأة والمرأة
الرجل. علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه
882 - في مجمع البيان (لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده) قيل معناه
لا تضار والدة الزوج بولدها ولو قيل في ولدها لجاز في المعنى، وروى عن السيدين
الباقر والصادق عليهما السلام: لا تضار والدة بأن يترك جماعها خوف الحمل لأجل ولدها المرتضع
ولا مولود له بولده أي لا تمنع نفسها من الأب خوف الحمل فيضر ذلك بالأب.
883 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل
عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا طلق
الرجل المرأة وهي حبلى أنفق عليها حتى تضع حملها، وإذا وضعته أعطاها اجرها ولا يضارها
الا ان يجد من هو ارخص اجرا منها، فان هي رضيت بذلك الاجر فهي أحق
بابنها حتى تفطمه.
884 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال
الحلبي المطلقة ينفق عليها حتى تضع حملها وهي أحق بولدها ان ترضعه بما تقبله امرأة
أخرى ان الله عز وجل يقول: (لا تضار والدة بولدها ولا مولود بولده وعلى الوارث مثل

(1) فطم المرضع الرضيع: فصلته عن الرضاع
227

ذلك قال: كانت المرأة منا يرتفع يدها إلى زوجها إذا أراد مجامعتها فتقول: لا أدعك
انى أخاف ان احمل على ولدى ويقول الرجل: لا أجامعك انى أخاف ان تعلقي فاقتل ولدى
فنهى الله عز وجل ان تضار المرأة الرجل أو يضار الرجل المراة واما قوله: (وعلى الوارث
مثل ذلك) فإنه نهى ان يضار بالصبي أو تضار أمه في رضاعه، وليس لها أن تأخذ في
رضاعه فوق حولين كاملين، وان أرادا فصالا عن تراض منهما قبل ذلك كان حسنا
والفصال هو الفطام.
885 - في تفسير العياشي عن العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال:
سألته عن قوله (وعلى الوارث مثل ذلك) قال: هو في النفقة، على الوارث مثل ما على
الوالد. عن جميل عن سوره عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
886 - عن أبي الصباح قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وعلى الوارث
مثل ذلك) قال لا ينبغي للوارث أن يضار المرأة فيقول لا أدع ولدها يأتيها ويضار ولدها
إن كان لهم عنده شئ، ولا ينبغي أن يقتر عليه.
887 - في مجمع البيان (وعلى الوارث مثل ذلك) قيل على الوارث أي
الباقي من أبويه وهو الصحيح عندنا وقد روى أيضا في أخبارنا ان على الوارث كائنا من
كان النفقة وهذا يوافق الظاهر.
888 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وعلى الوارث مثل ذلك) قال،
لا يضار المرأة التي لها ولد وقد توفى زوجها، فلا يحل للوارث أن يضار أم الولد في
النفقة فيضيق عليها.
889 - في من لا يحضره الفقيه وقضى أمير المؤمنين عليه السلام في رجل توفى وترك صبيا
واسترضع له، ان اجر رضاع الصبي مما يرث من أبيه وأمه.
890 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا تسترضع الحمقاء ولا العمشاء (1) فان اللبن يعدى.
891 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس للصبي لبن خير من لبن أمه

(1) العمشاء: هي التي ضعف بصرها مع سيلان دمعها في أكثر الأوقات
228

892 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: وتوقوا على أولادكم
من لبن البغى من النساء والمجنونة، فان اللبن يعدى.
893 - في كتاب علل الشرايع إلى أبى خالد الهيثم عن أبي الحسن الثاني
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما ما شرط عليهن فقال: (عدتهن أربعة أشهر
وعشرا) يعنى إذا توفى عنها زوجها فأوجب عليها إذا أصيبت بزوجها وتوفى عنها مثل
ما أوجب عليها في حياته إذا آلى منها وعلم أن غاية صبر المرأة أربعة أشهر في ترك
الجماع، فمن، ثم أوجب عليها ولها.
894 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام لأي علة صار
عدة المطلقة ثلاثة أشهر وعدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا؟ قال: لان حرقة
المطلقة تسكن في ثلاثة أشهر، وحرقة المتوفى عنها زوجها لا تسكن الا بعد أربعة
أشهر وعشرا.
895 - في تفسير العياشي عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
لما نزلت هذه الآية: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن
أربعة أشهر وعشرا جئن النساء يخاصمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلن لا نصبر، فقال لهن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت إحداكن إذا مات زوجها أخذت بعرة فألقتها خلفها في دويرها (1) في
خدرها ثم قعدت فإذا كان مثل ذلك اليوم من الحول أخذتها ففتتها (2) ثم اكتحلت
بها، ثم تزوجت فوضع الله عنكن ثمانية أشهر.
896 - في الكافي حميد عن ابن سماعة عن محمد بن أبي حمزة عن أبي أيوب
عن محمد بن مسلم قال: جاءت امرأة إلى أبى عبد الله عليه السلام تستفتيه في المبيت في غير
بيتها وقد مات زوجها؟ فقال: ان أهل الجاهلية كان إذا مات زوج المرأة أحدت عليه
امرأته اثنى عشر شهرا، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحم ضعفهن فجعل عدتهن أربعة
أشهر وعشرا وأنتن لا تصبرن على هذا!

(1) كناية عن اعراضها عن الزوج
(2) فت الشئ: كسره بالأصابع كسرا صغيرة
229

897 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المرأة الحبلى يموت زوجها فتضع وتزوج قبل ان تمضى
لها أربعة أشهر وعشرا؟ فقال إن كان دخل بها فرق بينهما ثم لم تحل له ابدا واعتدت
بما بقي عليها من الأول، واستقبلت عدة أخرى من الأخير ثلاثة قروء وان لم يكن دخل
بها فرق بينهما واعتدت بما بقي عليها من الأول وهو خاطب من الخطاب.
898 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قلت له: المرأة الحبلى يتوفى عنها زوجها فتضع وتزوج قبل أن تعتد أربعة
أشهر وعشرا فقال: إن كان الذي تزوجها دخل بها فرق بينهما ولم تحل له أبدا، واعتدت
ما بقي عليها من عدة الأول واستقبلت عدة أخرى من الآخر ثلاثة قروء وان لم يكن دخل بها
فرق بينهما وأتمت ما بقي من عدتها وهو خاطب من الخطاب.
899 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة
ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في الغايب عنها زوجها إذا
توفى قال: المتوفى عنها تعتد من يوم يأتيها الخبر لأنها تحد عليه.
900 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسين
عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام ما عدة المتعة
إذا مات عنها الذي تمتع بها قال: أربعة أشهر وعشرا قال: ثم قال يا زرارة كل النكاح إذا
مات الزوج فعلى المرأة حرة كانت أو أمة وعلى أي وجه كان النكاح منه متعة أو تزويجا
أو ملك يمين فالعدة أربعة أشهر وعشرا.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه لعدة المتوفى عنها زوجها بيان واحكام ذكرها
الأصحاب في محلها فلتطلب هناك.
901 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولا جناح عليكم فيما عرضتم به
من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم فهو أن يقول الرجل للمرأة إذا توفى عنها
زوجها: لا تحدثي حدثا ولا يصرح لها النكاح والتزويج، فنهى الله عز وجل عن ذلك
230

والسر في النكاح فقال: ولا تواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا وقال:
من السر أيضا أن يقول الرجل في عدة المرأة: للمراة وعدك بيت فلان، وقال
الأعشى في مثل ذلك.
فلا تنكحن جارة ان سرها * عليك حرام فانكحن أو تأبدا (1)
902 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (ولكن لا تواعدوهن سرا الا ان تقولوا
قولا معروفا) قال: هو الرجل يقول للمراة قبل ان تنقصي عدتها أو أعدك بيت آل فلان
ليعرض لها بالخطبة، ويعنى بقوله (الا ان تقولوا قولا معروفا) التعريض بالخطبة. ولا
يعزم عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله.
903 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل
(ولكن لا تواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ
الكتاب أجله) فقال: السر أن يقول الرجل موعدك بيت آل فلان، ثم يطلب إليها أن
لا تسبقه بنفسها إذا انقضت عدتها قلت: فقوله: (الا ان تقولوا قولا معروفا) قال: هو طلب
الحلال في غير أن يعزم عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله.
904 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي
حمزة قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ولكن لا تواعدوهن سرا) فقال
يقول الرجل أواعدك بيت آل فلان يعرض لها بالرفث ويرفث يقول الله عز وجل: (الا
أن تقولوا قولا معروفا (والقول المعروف التعريض بالخطبة على وجهها وحلها (ولا تعزموا

(1) هذا بيت من قصيدة طويلة قالها أعشى في رسول الله (ص) عند ظهوره والسر
كناية عن النكاح الذي هو الوطء لأنه مما يسر ثم عبر به عن النكاح الذي هو العقد لأنه سببه
كما فعل بالنكاح وتأبدا من الابود وهو النفار أي اعزل عنهن ما لم يكن حلالا كأنك وحشى
لا تدري النكاح وأصله تابدن بالنون لتأكيد وجعلوه في حالة الوقف ألفا وفى الكشاف
(ولاتقربن من جارة... اه).
231

عقده النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله).
905 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن غير واحد عن ابان عن عبد الرحمن
ابن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: الا ان تقولوا قولا معروفا) قال:
يلقاها فيقول: انى فيك لراغب، وأنى للنساء لمكرم، فلا تسبقيني بنفسك والسر لا يخلو
معها حيث وجدها.
906 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل
(ولا تواعدوهن سرا الا أن تقولوا قولا معروفا) قال: المرأة في عدتها تقول لها قولا جميلا
ترغبها في نفسك، ولا تقول أنى أصنع كذا وأصنع كذا القبيح من الامر في البضع وكل أمر قبيح.
907 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (الا ان تقولوا قولا
معروفا) قال: يقول الرجل للمرأة وهي في عدتها يا هذه ما أحب الا ما سرك ولو قد
مضى عدتك لا تفوتني إن شاء الله، فلا تستبقيني بنفسك، وهذا كله من غير أن يعزموا
عقدة النكاح.
908 - عن أبي بكير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: ومتعوهن على الموسع
قدره وعلى المقتر قدره ما قدر الموسع والمقتر؟ قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يمتع
براحلة يعنى حملها الذي عليها،
909 - عن محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل يريد أن يطلق امرأته قال:
يمتعها قبل أن يطلقها، قال الله في كتابه: (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره)
910 - في الكافي أحمد بن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن أبي الحسن
عليه السلام في قول الله عز وجل: (وكان بين ذلك قواما) قال: القوام هو المعروف على الموسع
قدره وعلى المقتر قدره على قدر عياله ومؤنتهم التي هي صلاح له ولهم، لا يكلف الله
نفسا الامام آتيها.
911 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي
عبد الله عليه السلام في الرجل يطلق امرأته أيمتعها؟ قال: نعم اما يحب أن يكون من المحسنين
اما يحب أن يكون من المتقين:
232

912 - وباسناده عن أحمد بن محمد عن عبد الكريم عن الحلبي عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: لاتمتع المختلعة.
913 - علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله
عليه السلام قال، لاتمتع المختلعة.
914 - في من لا يحضره الفقيه روى محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فلها نصف مهرها،
وان لم يكن سمى لها مهرا فمتاع بالمعروف على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، وليس
لها عدة: تتزوج من شاعت من ساعتها.
915 - وفى رواية البزنطي ان متعة المطلقة فريضة وروى أن الغنى يمتع بدار
أو خادم والوسط يمتع بثوب، والفقير بدرهم أو خاتم، وروى أن أدناه الخمار وشبهه.
916 - في مجمع البيان (على الموسع قدره) والمتعة خادم أو كسوة أو ورق وهو
المروى عن الباقر والصادق عليهما السلام، ثم اختلف في ذلك فقيل انما يجب المتعة للتي لم يسم
لها صداق خاصة وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وقيل: المتعة لكل مطلقة
سوى المطلقة المفروض لها إذا طلقت قبل الدخول فان لها نصف الصداق ولا متعة لها، وقد رواه
أصحابنا أيضا وذلك محمول على الاستحباب.
917 - في تفسير العياشي عن أسامة بن حفص عن موسى بن جعفر عليه السلام قال قلت
له: سله عن رجل يتزوج المرأة ولم يسم لها مهرا؟ قال: لها الميراث وعليها العدة ولا
مهر لها وقال: اما تقرأ ما قال الله في كتابه ان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد
فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم.
918 - عن منصور بن حازم قال: قلت رجل تزوج امرأة وسمى لها صداقا ثم مات
عنها ولم يدخل بها؟ قال: لها المهر كاملا ولها الميراث، قلت: فإنهم رووا عنك ان لها
نصف المهر؟ قال: لا يحفظون عنى انما ذاك المطلقة.
919 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: أو يعفو الذي بيده
عقدة النكاح قال: هو الأخ والأب والرجل يوصى إليه والذي يجوز امره في مال
233

يقيمه قلت: أرأيت ان قالت لا أجيز ما يصنع؟ قال: ليس لها ذلك أتجيز بيعه في مالها
ولا تجيز هذا؟
920 - عن إسحاق بن عمار قال: سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله: (الا
أن يعفون) قال: المرأة تعفو عن نصف الصداق، قلت: (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح)
قال: أبوها إذا عفى جاز له وأخوها إذا كان يقيم بها وهو القائم عليها فهو بمنزلة الأب يجوز
له، وإذا كان الأخ لا يهتم بها ولا يقوم عليها لم يجز عليها امره.
921 - عن رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الذي بيده عقدة النكاح وهو الولي
الذي انكح يأخذ بعضا ويدع بعضا، وليس له أن يدع كله.
922 - في تهذيب الأحكام وروى أبن أبى عمير عن غير واحد من أصحابنا عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال: ومتى طلقها قبل الدخول بها فلأبيها ان يعفو عن بعض الصداق
ويأخذه بعضا، وليس له ان يدع كله وذلك قول الله عز وجل: (الا ان يعفون أو يعفو
الذي بيده عقدة النكاح) يعنى الأب والذي توكله المرأة أو توليه أمرها من أخ أو قرابة
أو غيرهما والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
923 - في الكافي على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام في رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها قال: عليه نصف المهران كان
فرض لها شيئا وان لم يكن فرض لها فليمتعها على نحو ما يمتع مثلها من النساء قال:
وقال في قول الله عز وجل. (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) قال: هو الأب و
الأخ والرجل يوصى إليه والرجل يجوز أمره في مال المرأة فيبيع لها ويشترى فإذا
عفى فقد جاز.
924 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار وأبو العباس محمد بن جعفر
الرازي عن أيوب بن نوح وحميد بن زياد عن ابن سماعة جميعا عن صفوان عن ابن
مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل
بها فقد بانت وتتزوج ان شاءت من ساعتها، وان فرض لها مهرا فلها نصف المهر، وان لم
يكن فرض لها مهرا فليمتعها.
234

925 - صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير وعلى عن أبيه وعدة من أصحابنا
عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة جميعا عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله عز وجل: (وان طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة
فنصف ما فرضتم الا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) قال: هو الأب أو الأخ
أو الرجل يوصى إليه، والذي يجوز أمره في مال المرأة فيبتاع لها فتجيز، فإذا
عفى فقد جاز.
926 - في من لا يحضره الفقيه وفى خبر آخر يأخذ بعضا ويدع بعضا، وليس
له أن يدع كله.
927 - في مجمع البيان (الذي بيده عقدة النكاح) قيل: هو الولي وهو المروى
عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام، وقيل: هو الزوج ورواه أصحابنا غير أن الأول
أظهر وهو المذهب.
928 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن الحسن بن محبوب عن حماد الناب
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل تزوج امرأة على بستان له معروف
وله غلة كثيرة، ثم مكث سنين لم يدخل بها ثم طلقها، قال: ينظر إلى ما صار إليه من
غلة البستان من يوم تزوجها، فيعطيها نصفه ويعطيها نصف البستان، الا ان تعفو فتقبل
ويصطلحان على شئ ترضى به منه، فإنه أقرب للتقوى.
929 - في الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن
جده الحسن بن راشد عن نجية العطار قال: سافرت مع أبي جعفر عليه السلام إلى مكة فامر
غلامه بشئ فخالفه إلى غيره فقال أبو جعفر عليه السلام: والله لأضربنك يا غلام، قال فلم أره
ضربه فقلت: جعلت فداك انك حلفت لتضربن غلامك فلم أرك ضربته؟ قال: أليس الله
عز وجل يقول: (وان تعفو أقرب للتقوى).
930 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن ابن فضال عن
معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يأتي على الناس زمان عضوض (1) يعض

(1) زمن عضوض، أي كلب صعب.
235

كل امرء على ما في يديه وينسى الفضل وقد قال الله عز وجل ولا تنسوا الفضل بينكم
ينبري (1) في ذلك الزمان قوم يعاملون المضطرين، هم شرار الخلق.
931 - في تفسير العياشي عن بعض بنى عطية عن أبي عبد الله عليه السلام في مال
اليتيم يعمل به الرجل قال: يقبله (2) من الربح شيئا، ان الله تعالى يقول: (ولا تنسوا
الفضل بينكم).
932 - في نهج البلاغة قال عليه السلام، يأتي على الناس زمان عضوض يعض المرء فيه
على ما في يديه ولم يؤمر بذلك قال الله سبحانه: (ولا تنسوا الفضل بينكم) تنهد (3)
فيه الأشرار وتستذل الأخيار ويبايع المضطرين (4) وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن
بيع المضطرين.
933 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة و
باسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سيأتي على
الناس زمان عضوض يعض المؤمن على ما في يده ولم يؤمر بذلك، قال الله تعالى: (ولا تنسوا
الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير).
934 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى ومحمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى

(1) ينبري أي يتعرض وسيأتي منا قريبا ما يتضح به معنى الحديث
(2) وفى المصدر (ينيله) بدل (يقبله):
(3) نهد الرجل: نهض ومضى على كل حال قال ابن أبي الحديد في معناه: ينهضون
إلى الولايات والرئاسات وترتفع أقدارهم:
(4) أي يكون البيع في ذلك الزمان على وجه الاضطرار والالجاء كمن بيع ضيعته وهو
ذليل ضعيف من رب ضيعة مجاورة لها ذي ثروة وعز وجاه فيلجئه بمنعه الماء وإستذلاله
الأكرة والوكيل إلى أن يبيعها عليه أو غير ذلك من وجوه البيع اضطرارا مما رأيناها في هذا
الزمان عصمنا الله وجميع المؤمنين بحق محمد وآله الطاهرين من الوقوع في تلك المهالك والفتن
التي ظهرت في زماننا وقد أخبر بجميعها أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
236

عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقال الله تعالى:
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة الظهر وهي أول صلاة صلاها
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي وسط النهار ووسط صلوتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر، وفى
بعض القراءة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين)
قال: ونزلت هذه الآية يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وآله في سفر فقنت فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وتركها على حالها في السفر والحضر، وأضاف للمقيم ركعتين وانما وضعت الركعتان اللتان
أضافهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة وللمقيم لمكان الخطبتين مع الامام، فمن صلى الجمعة
في غير جماعة فليصلها أربع ركعات كصلاة الظهر في ساير الأيام. في تهذيب الأحكام
أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
935 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام انه قرأ: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله
قانتين) فقوله: (قوموا لله قانتين) قال: اقبال الرجل على صلاته ومحافظته حتى لا يلهيه
ولا يشغله عنها شئ.
936 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له الصلاة
الوسطى فقال: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين والوسطى
هي الظهر وكذلك كان يقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله.
937 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال في حديث طويل (وقوموا لله قانتين) قال:
مطيعين راغبين.
938 - عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما سالا أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (حافظوا
على الصلوات والصلاة الوسطى) قال: صلاة الظهر.
939 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الصلاة الوسطى هي الوسطى
من صلاة النهار وهي الظهر، وانما يحافظ أصحابنا على الزوال من أجلها.
940 - وفى رواية سماعة وقوموا لله قانتين قال هو الدعاء.
941 - عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (حافظوا على الصلوات
237

والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين قال الصلوات رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن
والحسين عليهم السلام، والوسطى، أمير المؤمنين عليه السلام وقوموا لله قانتين) طائعين للأئمة.
942 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده
الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه: وقد
سأله بعض اليهود عن مسائل: وأما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل آدم فيها من
الشجرة فأخرجه الله من الجنة فأمر الله عز وجل ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة. و
اختارها لامتي، فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل، وأوصاني ان احفظها من
بين الصلوات.
943 - وباسناده إلى عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال الموتور أهله وماله من ضيع صلاة العصر، قلت، وما الموتور أهله و
ماله؟ قال، لا يكون له في الجنة أهل ولا مال يضيعها فيدعها متعمدا حتى تصفر
الشمس وتغيب.
944 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن
عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبان بن تغلب قال، كنت صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام
بالمزدلفة، فلما انصرف التفت إلى فقال، يا أبان الصلوات الخمس المفروضات من
أقام حدودهن وحافظ على مواقيتهن لقى الله يوم القيامة وله عنده عهد يدخله به الجنة،
ومن لم يقم حدودهن ولم يحافظ على مواقيتهن لقى الله ولاعهد له، وان شاء عذبه
وان شاء غفر له.
945 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن (1) ما حافظ على الصلوات
الخمس، فإذا ضيعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم (2).
946 - جماعة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن حسين بن

(1) أي خائفا منه.
(2) أي الكبائر من المعاصي والذنوب.
238

عثمان عن سماعة عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الصلاة إذا ارتفعت في
وقتها رجعت إلى صاحبها وهي بيضاء مشرقة تقول: حفظتني حفظك الله وإذا ارتفعت في
غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها وهي سوداء مظلمة تقول: ضيعتني ضيعك الله.
947 - في الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن عبد الرحمن
بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: فان خفتم فرجالا
أو ركبانا كيف يصلى وما يقول إذا خاف من سبع أو لص كيف يصلى؟ قال: يكبر
ويؤمى ايماء برأسه.
948 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: [أخبرني]
صلاة المواقفة؟ (1) فقال: إذا لم يكن النصف من عدوك صليت ايماء راجلا كنت أو
راكبا فان الله يقول: (فان خفتم فرجالا أو ركبانا) تقول في الركوع، لك ركعت وأنت
ربى، وفى السجود، لك سجدت وأنت ربى، أينما توجهت بك دابتك، غير انك توجه
حين تكبر أول تكبيرة.
949 - عن أبان عن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام قال، فات أمير المؤمنين عليه السلام و
الناس يوما يعنى صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأمرهم أمير المؤمنين عليه السلام
أن يسبحوا ويكبروا ويهللوا قال، وقال الله، (فان خفتم فرجالا أو ركبانا) فأمرهم علي عليه
السلام فصنعوا ذلك ركبانا ورجالا.
950 - في مجمع البيان ويروى ان عليا عليه السلام صلى ليلة الهرير خمس صلوات
بالايماء وقيل بالتكبير، وان النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى يوم الأحزاب ايماءا.
951 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن الصادق عليه السلام
في صلوه الزحف قال: تكبير وتهليل، يقول الله عز وجل: (فان خفتم فرجالا أو ركبانا).
952 - وروى عن أبي بصير أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن كنت في أرض
مخوفة فخشيت لصا أو سبعا فصل الفريضة وأنت على دابتك.

(1) المواقفة: المحاربة.
239

953 - وفى رواية زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال الذي يخاف اللصوص يصلى ايماء
على دابته.
954 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قوله
متاعا إلى الحول غير اخراج قال منسوخة نسختها آية (يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر
وعشرا) ونسختها آيات الميراث.
955 - عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال سألته عن قول الله عز وجل:
والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول
قال: منسوخة وذكر كما سبق سواء.
956 - في الكافي أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن عبد الكريم عن الحلبي
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على
المتقين: قال متاعها بعد ما تنقضي عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره وكيف
يتمتعها وهي في عدتها ترجوه ويرجوها، ويحدث الله عز وجل بينهما ما يشاء، وقال:
إذا كان الرجل موسعا عليه متع امرأته بالعبد والأمة والمقتر يمتع بالحنطة والزبيب
والثوب والدراهم، وان الحسن بن علي عليهما السلام متع امرأة له بأمة ولم يطلق امرأة الا متعها.
957 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان
وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن سماعة جميعا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال
في قول الله عز وجل: (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) قال: متاعها بعد
ما تنقضي عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره قال: فكيف يمتعها في عدتها وهي
ترجوه ويرجوها ويحدث الله ما يشاء اما ان الرجل الموسر يمتع المرأة بالعبد والأمة، ويمتع
الفقير بالحنطة والزبيب والثوب والدراهم، وان الحسن بن علي عليهما السلام متع امرأة طلقها بأمة
ولم يكن يطلق امرأة الا متعها.
958 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن معاوية بن عمار
عن أبي عبد الله عليه السلام مثله الا أنه قال: وكان الحسن بن علي عليهما السلام يمتع نسائه بالأمة.
959 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن عبد الكريم عن أبي -
240

بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أخبرني عن قول الله عز وجل: (وللمطلقات متاع
بالمعروف حقا على المتقين) ما أدنى ذلك المتاع إذا كان معسرا لا يجد؟ قال: خمار أو شبهه
960 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان والمقالات في
التوحيد في كلام الرضا عليه السلام مع النصارى قال عليه السلام: فمتى اتخذتم عيسى ربا جاز لكم
ان تنخذوا اليسع وحزقيل ربين لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى بن مريم عليهما السلام من
احياء الموتى وغيره، وان قوما من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون وهم
ألوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعة واحدة فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة
فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميما، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب
منهم ومن كثرة العظام البالية، فأوحى الله تعالى إليه أتحب ان أحييهم لك فتنذرهم؟ قال نعم
يا رب فأوحى الله إليه أن نادهم فقال: أيتها العظام البالية قومي بإذن الله تعالى، فقاموا أحياء
أجمعون ينفضون التراب عن رؤسهم، وفى هذا المجلس يقول الرضا عليه السلام: ولقد صنع
حزقيل النبي عليه السلام مثل ما صنع عيسى بن مريم فأحيى خمسة وثلثين ألف رجل بعد موتهم بستين
سنة ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له يا رأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل
في التوراة اختارهم بخت نصر من سبى بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ثم
انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله عز وجل إليهم فأحياهم، هذا في التوراة لا يدفعه الا كافر منكم.
961 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عمر بن
يزيد وغيره عن بعضهم عن أبي عبد الله عليه السلام وبعضهم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل
ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله
موتوا ثم أحياهم فقال: ان هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام وكانوا سبعين
الف بيت، وكان الطاعون يقع فيهم في كل أوان، فكانوا إذا أحسوا به خرج
من المدينة الأغنياء لقوتهم وبقى فيها الفقراء لضعفهم. فكان الموت يكثر في الذين
أقاموا ويقل في الذين خرجوا، فيقول الذين خرجوا، لو كنا أقمنا لكثر
فينا الموت، ويقول الذين أقاموا: لو كنا خرجنا لقل فينا الموت، قال: فاجتمع
رأيهم جميعا انه إذا وقع الطاعون فيهم وأحسوا به خرجوا كلهم من المدينة فلما
241

أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت، فساروا في
البلاد ما شاء الله ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد خلا أهلها عنها وأفناهم الطاعون، فنزلوا
بها فلما حطوا رحالهم واطمأنوا قال لهم الله عز وجل: موتوا جميعا، فماتوا من ساعتهم
وصاروا رميما تلوح (1) وكانوا (2) على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم
في موضع، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل فلما رأى تلك العظام
بكى واستعبر، وقال: يا رب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك وولدوا
عبادك، وعبدوك مع من يعبدك من خلقك، فأوحى الله تعالى إليه أفتحب ذلك؟ قال:
نعم يا رب، فأحياهم الله فأوحى الله (3) ان قل كذا وكذا، فقال الذي أمره الله عز وجل
أن يقوله فقال أبو عبد الله عليه السلام: وهو الاسم الأعظم فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر
إلى عظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا احياء ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عز ذكره ويكبرونه
ويهللونه، فقال حزقيل عند ذلك: اشهد ان الله على كل شئ قدير، قال عمر بن يزيد:
فقال أبو عبد الله عليه السلام. فيهم نزلت هذه الآية.
962 - في مجمع البيان وسأل زرارة بن أعين أبا جعفر عليه السلام عن هؤلاء القوم
الذين قال لهم الله: موتوا ثم أحياهم؟ فقال: أحياهم حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم
أم ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام؟ قال: لابل ردهم الله حتى سكنوا
الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ومكثوا بذلك ما شاء الله، ثم ماتوا بآجالهم.
963 - في عوالي اللئالي عن الصادق عليه السلام حديث طويل يذكر فيه نيروز الفرس
وفيه ثم إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل سأل ربه ان يحيى القوم الذين خرجوا من ديارهم
وهم ألوف حذر الموت فأماتهم، فأوحى إليه ان صب الماء في مضاجعهم فصب عليهم الماء
في هذا اليوم فعاشوا وهم ثلاثون ألفا فصار صب الماء في اليوم النيروز سنة ماضية

(1) أي تظهر للناس عظامهم المندرسة من غير جلد ولحم.
(2) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى بعض النسخ (إذ ماتوا) عوض (وكانوا).
(3) قوله (فأوحى الله.. اه) تفسير وتفصيل للاحياء وفى المصدر (فأحيهم) مكان
(فأحياهم الله).
242

لا يعرف سببها الا الراسخون في العلم.
964 - في من لا يحضره الفقيه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل:
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال: نزلت في صلة الإمام عليه السلام.
965 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال:
حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن أيوب
الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لما أنزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من جاء
بالحسنة فله خير منها) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم زدني، فأنزل الله عز وجل (من
ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضا عفه له أضعافا كثيرة) فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ان الكثير
من الله لا يحصى وليس له منتهى.
966 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن
عيسى بن سليمان النخاس عن المفضل بن عمر عن الخيبري ويونس بن ظبيان قالا: سمعنا
أبا عبد الله عليه السلام يقول: مامن شئ أحب إلى الله من اخراج الدراهم إلى الامام، وان الله
ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد، ثم قال إن الله يقول في كتابه (من ذا الذي
يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) قال: هو والله في صلة الامام خاصة.
967 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال
قلت: فهل للمؤمن فضل على المسلم في شئ من الفضائل والاحكام والحدود وغير ذلك
فقال: لا هما يجريان في ذلك مجرى واحد ولكن للمؤمن فضل على المسلم في اعمالهما
وما يتقربان به إلى الله عز وجل قلت: أليس الله عز وجل يقول (من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها) وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن؟،
قال أليس قد قال الله عز وجل:) يضاعفه له أضعافا كثيرة) فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله
عز وجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا فضل المؤمن ويزيده الله في حسناته
على قدر صحة ايمانه أضعافا كثيرة، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير، والحديث
243

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
968 - في كتاب ثواب الأعمال أبى رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن
عمران بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان
عن إسحاق بن عمار قال قلت للصادق عليه السلام: ما معنى قول الله تبارك وتعالى: (من ذا الذي
يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة؟) قال: صلة الامام. أبى (ره) قال: حدثنا
محمد بن أحمد بن علي بن الفضل عن أبي طالب عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الله عن إسحاق
بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
969 - في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل وفيه يقول عليه السلام: والقبض من الله تعالى في موضع آخر المنع والبسط منه الاعطاء
والتوسيع، كما قال عز وجل: والله يقبض ويبسط واليه ترجعون (1) يعنى يعطى
ويوسع ويمنع ويقبض.
970 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام
اسمعوا ما أتلو عليكم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل لتتعظوا فإنه والله عظة لكم
فانتفعوا بمواعظ الله وانزجروا عن معاصي الله، فقد وعظكم بغيركم، فقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
ألم تر إلى الملاء من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث
لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا
قالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما
كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم
نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن
أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم و
زاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم
أيها الناس ان لكم في هذه الآيات عبرة لتعلموا ان الله جعل الخلافة والامر من بعد الأنبياء

(1) كذا في النسخ (يبسط) بالسين وهو إحدى القراءات في الآية والقراءة المشهورة
(يبسط) بالصاد.
244

في أعقابهم، وانه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه إياه وزيادة بسطة في العلم
والجسم فهل يجدون الله اصطفى بنى أمية على بني هاشم وزاد معاوية على بسطة في العلم والجسم
971 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن هارون بن خارجة عن أبي بصير
عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم)
قال: كان القليل ستين ألفا.
972 - في مجمع البيان (لنبي لهم) اختلف في ذلك النبي، فقيل: اشمويل وهو
بالعربية إسماعيل عن أكثر المفسرين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
973 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
قال: قلت: أربع انزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه إلى قوله عليه السلام وقلت قدرا وقال:
قيمة كل امرئ ما يحسنه فأنزل الله في قصة طالوت: (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة
في العلم والجسم).
974 - في عيون الأخبار باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وصف الإمامة والامام
ان الأنبياء والأئمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم،
فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم في قوله عز وجل: (أفمن يهدى إلى الحق
أحق ان يتبع أم من لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون) وقوله عز وجل في طالوت:
(ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله
واسع عليم).
975 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى
الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام ان بني إسرائيل بعد
موسى عليه السلام عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله وعتوا عن أمر ربهم وكان فيهم نبي يأمرهم
وينهاهم فلم يطيعوه.
976 - وروى أنه إرميا النبي فسلط الله عليهم جالوت وهو من القبط فأذلهم
وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأموالهم واستعبد نساءهم ففزعوا إلى نبيهم وقالوا:
245

سل الله ان يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت،
والملك والسلطان في بيت آخر لم يجمع الله لهم النبوة والملك في بيت واحد، فمن
ذلك) قالوا ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله فقال لهم نبيهم هل عسيتم ان كتب عليكم
القتال الا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا) وكان
كما قال الله تبارك وتعالى: (فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين
فقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا) فغضبوا من ذلك وقالوا: (انى يكون له
الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) وكانت النبوة في ولد لاوي
والملك في ولد يوسف، وكان طالوت من ولد ابن يامين أخو يوسف لامه، لم يكن من
بيت النبوة ولامن بيت المملكة، (فقال لهم نبيهم ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في
العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم) وكان أعظمهم جسما وكان شجاعا
قويا وكان اعلمهم الا انه كان فقيرا فعابوه بالفقر: (فقالوا لم يؤت سعة من المال فقال لهم
نبيهم ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل
هارون تحمله الملائكة) وكان التابوت الذي انزل الله على موسى فوضعته فيه أمه فألقته في
اليم، فكان في بني إسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه
وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به،
وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت
عندهم، فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم، فلما سألوا النبي بعث الله
طالوت إليهم ملكا يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال الله: (ان آية ملكه أن يأتيكم
التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة) قال:
البقية ذرية الأنبياء قوله: (فيه سكينة من ربكم) فان التابوت كان يوضع بين يدي العدو
وبين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الانسان.
977 - في تفسير العياشي عن حريز عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله:
(يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله
246

الملائكة) فقال: رضاض الألواح (1) فيها العلم والحكمة، العلم جاء من السماء فكتب
في الألواح وجعل في التابوت.
978 - عن أبي الحسن عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن قول الله عز وجل: (وبقية مما
ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة) فقال: ذرية الأنبياء.
979 - عن العباس بن هلال قال: سئل علي بن أسباط أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال: أي
شئ التابوت الذي كان في بني إسرائيل؟ قال: كان فيه ألواح موسى التي تكسرت، والطشت
التي تغسل فيها قلوب الأنبياء.
980 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وفى حديث جابر بن يزيد الجعفي انه
لما شكت الشيعة إلى زين العابدين عليه السلام مما يلقونه من بنى أمية دعا الباقر عليه السلام وامر أن
يأخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحركه تحريكا خفيفا، قال فمضى
إلى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم وضع خده على الثرى وتكلم بكلمات ثم رفع رأسه
فأخرج من كمه خيطا دقيقا يفوح منه رائحة المسك وأعطاني طرفا منه، فمشيت رويدا
فقال: قف يا جابر فحرك الخيط تحريكا لينا خفيفا، ثم قال: اخرج فانظر ما حال
الناس، قال فخرجت من المسجد فإذا صياح وصراخ وولولة من كل ناحية، وإذا زلزلة
شديدة وهدة ورجفة قد أخربت عامة دور المدينة وهلك تحتها أكثر من ثلثين الف انسان،
إلى قوله: سألته عن الخيط؟ قال: هذا من البقية قلت: وما البقية يا بن رسول الله؟ قال:
يا جابر بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ويضعه جبرئيل الدنيا.
981 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد (2) عن الرضا
(ع) أنه قال: السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان، وكان إذا وضع التابوت بين
يدي المسلمين والكفار فان تقدم التابوت رجل لا يرجع حتى يقتل أو يغلب ومن رجع عن
التابوت كفر وقتله الامام فأوحى الله إلى نبيهم ان جالوت يقتله من يستوى عليه درع موسى

(1) رضاض الألواح ورضرضها: مكسوراتها
(2) وفى بعض النسخ وكذا في المصدر (الحسن بن خالد) مكبرا، والظاهر هو
المختار في المتن مصغرا وهو الحسين بن خالد الصيرفي من أصحاب الرضا (ع).
247

عليه السلام، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب عليه السلام اسمه داود بن أسىء وكان أسىء راعيا وكان له
عشر بنين أصغرهم داود، فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث
إلى أسىء ان أحضر وأحضر ولدك، فلما حضروا دعا واحدا واحدا من ولده فألبسه الدرع درع
موسى (ع)، منهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه، فقال لأسى: هل خلفت من ولدك
أحدا؟ قال: نعم أصغرهم تركته في الغنم يرعاها، فبعث إليه فجاء به فلما دعى اقبل ومعه
مقلاع (1) قال: فناداه ثلث صخرات في طريقه، فقالت: يا داود خذنا فاخذها في مخلاته
(2) وكان شديد البطش قويا في بدنه شجاعا، فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى
فاستوت عليه، (ففصل طالوت بالجنود وقال لهم نبيهم) يا بني إسرائيل (ان الله مبتليكم
بنهر) في هذه المفازة فمن شرب منه فليس من حزب الله ومن لم يشرب منه فإنه من حزب الله
(الا من اغترف غرفة بيده) فلما وردوا النهر اطلق الله لهم ان يغرف كل واحد منهم غرفة
بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفا وهذا امتحان امتحنوا به
كما قال الله.
982 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا
ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، فلما جاوزوا النهر نظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا
منه: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) وقال الذين لم يشربوا، (ربنا افرغ علينا صبرا
وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) فجاء داود حتى وقف بحذاء جالوت، وكان
جالوت على الفيل وعلى رأسه التاج، وفى وجهه ياقوتة يلمح نورها، وجنوده بين يديه
فاخذ داود من تلك الأحجار حجرا فرمى به في ميمنة جالوت، فمر في الهوى ووقع
عليهم، فانهزموا وأخذ حجرا آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا،
ورمى جالوت بحجر فصكت الياقوتة (3) في جبهته ووصلت إلى دماغه، ووقع إلى الأرض
ميتا وهو قوله: (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك).

(1) المقلاع - بالكسر -: الذي يرمى به الحجر
(2) المخلاة: ما يجعل فيه العلف ويعلق في عنق الدابة لتعتلفه.
(3) صكه: ضربه شديدا.
248

983 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ان
الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى فشربوا منه الا ثلاثمائة وثلاثة عشر
رجلا، منهم من اغترف، ومنهم من لم يشرب، فلما برزوا قال الذين اغترفوا لا طاقة
لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين لم يغترفوا (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة
بإذن الله والله مع الصابرين).
984 - عن حماد بن عثمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يخرج القائم في أقل
من الفئة، ولا يكون الفئة أقل من عشرة آلاف.
985 - وفيه فذكر (1) عن أبي بصير قال: سمعته يقول: فمر داود على الحجر
فقال الحجر: يا داود خذني فاقتل بي جالوت، إلى قوله قال: فلما ان أصبحوا ورجعوا
إلى طالوت والتقى الناس قال داود: ارونى جالوت، فلما رآه اخذ الحجر فجعل في
مقذافه (2) فرماه فصك به بين عينيه فدمغه ونكس عن دابته، وقال الناس: قتل داود
جالوت وملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر، واجتمعت بنو إسرائيل على داود
وانزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد فلينه له.
986 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما
سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة وفيه: ثم قام إليه رجل آخر فقال: يا
أمير المؤمنين. اخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟ قال: آخر
أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى قوله عليه السلام: ويوم أربعاء أخذت
العمالقة التابوت.
987 - في كتاب الخصال عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سئل
أبو الحسن عليه السلام، الامام بأي شئ يعرف بعد الامام؟ قال: إن للامام علامات إلى قوله،
والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور مع الامام حيث كان.

(1) صدر الحديث عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله (ع) وفاعل قوله (فذكر) هو
محمد الحلبي والضمير في (سمعته) يرجع إلى أبى عبد الله (ع).
(2) المقذاف: آلة القذف أي الرمي.
249

988 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد
عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مروان عن يونس
ابن عبد الرحمن عن أبي الحسن عليه السلام قال سألته ما كان تابوت موسى وكم كان سعته؟
قال: ثلاثة أذرع ففي ذراعين، قلت: ما كان فيه؟ قال. عصا موسى والسكينة، قلت،
وما السكينة؟ قال، روح الله يتكلم، كانوا إذا اختلفوا في شئ كلمهم وأخبرهم
ببيان ما يريدون.
989 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن
الحكم عن معاوية ابن محمد عن سعيد السمان قال. سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول،
انما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل في أي أهل بيت
وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة، فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة.
990 - عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن السكين عن
نوح بن دراج عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، انما
مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيث ما دار التابوت دار الملك، فأينما
دار فينا السلاح دار العلم.
991 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال. كان أبو جعفر يقول، انما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما
دار التابوت أوتوا النبوة، وحيثما دار السلاح فينا فثم الامر، قلت. فيكون السلاح
مزايلا للعلم؟ قال. لا.
992 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال. قال أبو جعفر عليه السلام. انما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل
أينما دار التابوت دار الملك، وأينما دار السلاح فينا دار العلم.
993 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال. السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل. يكون الإمامة مع
السلاح حيثما كان.
250

994 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أسباط ومحمد بن أحمد عن
موسى بن القاسم البجلي عن علي بن أسباط عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه
قلنا أصلحك الله ما السكينة؟ قال: ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الانسان ورايحة
طيبة، وهي التي نزلت على إبراهيم، فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين
فقيل، له: هي من التي قال الله تعالى: (فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى و
آل هارون) قال: فتلك السكينة في التابوت وكان فيه طشت يغسل فيها قلوب الأنبياء. و
كان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء، ثم اقبل علينا فقال: ما تابوتكم؟ قلنا:
السلاح قال، صدقتم هو تابوتكم.
995 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) ومن كلام لأمير المؤمنين عليه السلام:
فانى حاملكم إن شاء الله على سبيل النجاة، وإن كانت فيه مشقة شديدة ومرارة عتيدة والدنيا
حلاوة والحلاوة لمن اغتر بها من الشقوة والندامة عما قليل، ثم انى أخبركم ان رجالا
من بني إسرائيل أمرهم نبيهم ان لا يشربوا من النهر فلجوا في ترك امره فشربوا منه الا قليلا منهم
فكونوا رحمكم الله من أولئك الذين أطاعوا نبيهم ولم يعصوا ربهم.
996 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد
والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي -
بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل (ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى
يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه) قال، لم يكن من سبط النبوة ولامن سبط
المملكة قال إن الله اصطفاه عليكم) وقال، (ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة
من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) فجاءت به الملائكة تحمله وقال الله جل
ذكره، (ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى) فشربوا
منه الا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا منهم من اغترف ومنهم من لم يشرب فلما برزوا قال الذين
اغترفوا، لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده وقال الذين لم يغترفوا كم من فئة قليلة غلبت
فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.
997 - عنه عن أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة بن أيوب عن يحيى
251

الحلبي عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليه السلام انه قرأ (ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت
فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة) قال. كانت تحمله
في صورة البقرة.
998 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن اخبره عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى. (يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما
ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة) قال. رضراض الألواح (1) فيها العلم والحكمة
999 - في مجمع البيان وقيل. كان التابوت في أيدي أعداء بني إسرائيل من
العمالقة غلبوهم لما مرج أمر بني إسرائيل وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام و
اختلف في السكينة التي كانت فيه، فقيل. ريح هفافة (2) من الجنة لها وجه كوجه
الانسان عن علي عليه السلام، وقيل. كان لها جناحان ورأس كرأس الهرة من الزبرجد
والزمرد وروى ذلك في أخبارنا.
قال عز من قائل وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك.
1000 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي داود
عن عبد الله بن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مسجد السهلة يقول فيه عليه السلام
ومنه سار داود إلى جالوت.
1001 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لم يبعث
أنبياء ملوكا في الأرض الا أربعة بعد نوح. ذو القرنين واسمه عياش، وداود، وسليمان
ويوسف عليهما السلام فاما عياش ملك ما بين المشرق والمغرب، واما داود فملك ما بين الشامات
إلى بلاد إصطخر، وكذلك كان ملك سليمان واما يوسف فملك مصر وبواديها ولم يجاوزها
إلى غيرها.
1002 - عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تبارك وتعالى
اختار من كل شئ أربعة اختار من الأنبياء أربعة للسيف إبراهيم وداود وموسى وأنا.

(1) رضراض الألواح: مكسوراتها وقد مر أيضا
(2) ريح هفافة: طيبة ساكنة.
252

1003 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر
عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عاش داود عليه السلام مأة سنة منها أربعون سنة ملكه
1004 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: وكان بين موسى وبين داود خمسمأة سنة
وبين داود وعيسى ألف سنة ومأة سنة.
1005 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد الله
بن القاسم عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله ليدفع بمن يصلى من
شيعتنا عمن لا يصلى من شيعتنا ولو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا، وان الله ليدفع
بمن يزكى من شيعتنا عمن لا يزكي ولو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا،
وان الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج، ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا
وهو قول الله عز وجل ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن
الله ذو فضل على العالمين فوالله ما نزلت الا فيكم ولا عني بها غيركم.
1006 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله ليدفع وذكر مثله الا قوله: فوالله ما نزلت الخ.
1007 - في مجمع البيان ولولا دفع الله الناس) الآية قيل: فيه ثلاثة أقوال، الثاني
ان معناه يدفع الله بالبر عن الفاجر الهلاك عن علي عليه السلام وقريب منه وما روى عن
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لولا عباد لله ركع، وصبيان رضع وبهايم رتع، لصب عليكم
العذاب صبا.
1008 - وروى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله يصلح بصلاح
الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله، ولا يزالون في حفظ
الله ما دام فيهم.
1009 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
بالزيادة بالايمان يفضل المؤمنون بالدرجات عند الله، قلت: وان للايمان درجات ومنازل
يتفاضل بها المؤمنون عند الله؟ فقال: نعم قلت: صف لي ذلك رحمك الله. حتى افهمه قال
ما فضل الله به أولياء بعضهم على بعض فقال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم
253

الله ورفع بعضهم درجات إلى اخر الآية وقال: ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) وقال:
(انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات) وقال (هم درجات عند الله) فهذا
ذكر الله درجات الايمان ومنازله عند الله.
1010 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن الأصبغ بن نباتة قال: كنت
واقفا مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل فجاء رجل حتى توقف بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين
كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا، فعلى ما نقاتلهم! فقال أمير المؤمنين
عليه السلام: على ما انزل الله عز وجل في كتابه فقال يا أمير المؤمنين ليس كل ما انزل الله في
كتابه اعلمه فعلمنيه: فقال: علي عليه السلام: ما انزل الله في سورة البقرة، فقال يا أمير المؤمنين
ليس كل ما انزل الله في سورة البقرة اعلمه فعلمنيه، فقال علي عليه السلام هذه الآية: (تلك
الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن
مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم
البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل
ما يريد (فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم ورب الكعبة، ثم
حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.
1011 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره شبهه مع تغيير غير مغير للمعنى وفى
آخره بعد قوله: (ومنهم من كفر) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل وبالنبي
صلى الله عليه وآله وبالكتاب وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا، ولو شاء الله قتالهم
بمشيته وارادته.
1012 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن
علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما خلق الله خلقا أفضل منى ولا أكرم
عليه منى: قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال عليه السلام: يا علي
ان الله تعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين و
المرسلين، والفضل بعدى لك يا علي وللأئمة من بعدك، وان الملائكة لخدامنا وخدام
محبينا والحديث طويل أخذنا منه الأنسب بالغرض.
254

1013 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه
يقول عليه السلام: ثم ذكر ما فضل الله عز وجل به أوليائه بعضهم على بعض، فقال عز وجل:
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات)
إلى آخر الآية.
1014 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن
داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:
فاما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح:
روح القدس، وروح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، فبروح القدس
بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الأشياء، وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا
به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيذ
الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا (1) فهؤلاء مغفور
لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز وجل (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم
من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) ثم قال
في جماعتهم (وأيدهم بروح منه) يقول أكرمهم ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور
لهم مصفوح عن ذنوبهم.
1015 - في روضة الكافي ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال قلت
لأبي جعفر عليه السلام ان العامة يزعمون أن بيعة أبى بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا الله عز
ذكره، وما كان الله ليفتن أمة محمد صلى الله عليه وآله من بعده، فقال أبو جعفر (ع) أو ما يقرأون
كتاب الله أوليس الله يقول (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم
على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضروا الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين) قال: فقلت له:
انهم يفسرون على وجه آخر، قال أوليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من
الأمم انهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات حيث قال (وآتينا عيسى بن مريم البينات

(1) دب: مشى على هينته كمشى الضعيف ودرج الرجل: مشئ.
255

وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن
اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)
وفى هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن
ومنهم من كفر.
1016 - في الخرايج والجرايح روى عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا لقيت السبع ماذا تقول؟ قلت: لا أدرى قال: إذا لقيته
فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل: عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة رسوله وعزيمة
سليمان بن داود، وعزيمة على أمير المؤمنين والأئمة من بعده تنحت (تنح ظ) عن طريقنا ولم
تؤذنا فانا لا نؤذيك.
1017 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا
محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن جعفر بن محمد عن الحسن بن أسيد عن
يعقوب بن جعفر قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى أنزل على
عبده محمد صلى الله عليه وآله انه لا إله إلا هو الحي القيوم، ويسمى بهذه الأسماء الرحمن الرحيم
العزيز الجبار العلي العظيم، فتاهت هنالك عقولهم، واستخفت حلومهم، فضربوا له
الأمثال وجعلوا له أندادا وشبهوه بالأمثال، ومثلوه أشباها، وجعلوه يزول ويحول فتاهوا
في بحر عميق لا يدرون ما غوره. ولا يدركون بكيفية بعده.
1018 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى وعدة من أصحابنا
عن أحمد بن أبي عبد الله وسهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن أبي محمد
الأنصاري عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكا إليه رجل عبث أهل
الأرض بأهليته وبعياله فقال كم سقف بيتك؟ قال: عشرة أذرع. فقال: أذرع ثمانية
أذرع ثم اكتب آية الكرسي فيما بين الثمانية إلى العشرة كما تدور، فان كل بيت سمكه
أكثر من ثمانية أذرع فهو محتضر تحضره الجن تكون فيه تسكنه.
1019 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار وأحمد بن أبي عبد الله

(1) لسمك: السقف أو من أعلى البيت إلى أسفله.
256

عن أبيه جميعا عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمك البيت إذا رفع
ثمانية أذرع كان مسكونا، فإذا زاد على ثمان فليكتب على رأس الثمان آية الكرسي.
1020 - وباسناده إلى محمد بن إسماعيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا كان
البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب في أعلاه آية الكرسي.
1021 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام: يا علي
ومن كان في بطنه ماء أصفر فليكتب على بطنه آية الكرسي ويشربه فانهه يبرأ بإذن الله
عز وجل.
1022 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذر (ره) قال: دخلت
على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس في المسجد وحده إلى أن قال: قلت له: فأي آية أنزلها
الله تعالى عليك أعظم؟ قال: آية الكرسي، ثم قال: يا باذر ما السماوات السبع في الكرسي
الا كحلقة ملقاة في ارض فلاة.
1023 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: وإذا اشتكى أحدكم عينه
فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه انها تبرأ فإنه يعافى انشاء الله.
1024 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري
عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه
قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ان في بطني ماء اصفر فهل من شفاء؟ فقال: نعم
بلا درهم ولا دينار، ولكن اكتب على بطنك آية الكرسي وتغسلها وتشربها، وتجعلها
ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عز وجل. ففعل الرجل فبرأ بإذن الله عز وجل.
1025 - أبو عبد الله الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان
قال: جلس أبو عبد الله عليه السلام متوركا رجله اليمنى على فخذه اليسرى، فقال له رجل:
جعلت فداك هذه جلسة مكروهة. فقال: لا انما هو شئ قالته اليهود لما ان فرغ الله
عز وجل من خلق السماوات والأرض واستوى على العرش جلس هذه الجلسة ليستريح،
فأنزل الله عز وجل: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) وبقى أبو عبد الله
عليه السلام متوركا كما هو.
257

1026 - في مجمع البيان روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن النبي
صلى الله عليه وآله قال: لما أراد الله عز وجل ان ينزل فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وشهد الله،
و (قل اللهم مالك) إلى قوله (بغير حساب) تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله حجاب،
وقلن. يا رب تهبطنا دار الذنوب والى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور وبالقدس؟
فقال، وعزتي وجلالي ما من عبد قرأ كن في دبر كل صلاة الا أسكنته حظيرة القدس على
ما كان فيه، والا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، والا قضيت له في
كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة والا أعذته من كل عدو ونصرته عليه. ولا يمنعه دخول
الجنة الا ان يموت.
1027 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
وباسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله من قرأ آية الكرسي مائة مرة كان كمن عبد الله
طول حياته.
1028 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن رجل سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام
يقول من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج إن شاء الله، ومن قرأها بعد كل صلاة لم
يضره ذو حمة. (1)
1029 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام حديث يذكر فيه
صفة الرب عز وجل وفيه: لم يزل حيا بلا حياة، كان حيا بلا حياة حادثة.
1030 - وباسناده إلى عبد الاعلى عن العبد الصالح يعنى موسى بن جعفر عليه السلام
حديث طويل وفيه كان حيا بلا كيف ولا أين، حيا بلا حياة حادثة بل حي لنفسه.
1031 - وباسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول إن الله
تعالى نور لا ظلمة فيه، وعلم لأجهل فيه، وحياة لأموت فيه.
1032 - في محاسن البرقي باسناده قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله من
ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين أيديهم قال نحن أولئك الشافعون.
1033 - في كتاب التوحيد عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال

(1) الحمة: السم
258

السائل: فقوله (الرحمن على العرش استوى قال أبو عبد الله عليه السلام بذلك وصف نفسه
وكذلك هو مستول على العرش باين من خلقه من غيران يكون العرش حاملا له ولا أن
يكون العرش حاويا له ولا ان العرش محتازا له ولكنا نقول هو حامل العرش وممسك
العرش، ونقول من ذلك ما قال: وسع كرسيه السماوات والأرض فثبتنا من العرش
والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش والكرسي حاويا له، وأن يكون عز وجل
محتاجا إلى مكان أو إلى شئ مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه.
1034 - وباسناده عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله
يقول فيه عليه السلام بعد ان ذكر الأرضين السبع ثم السماوات السبع والبحر المكفوف وجبال
البرد، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند حجب النور كحلقة في فلاة في (1)
وهو سبعون ألف حجاب، يذهب نورها بالابصار، وهذا والسبع والبحر المكفوف وجبال
البرد والهواء والحجب عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة في
والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب في الكرسي كحلقة في فلاة في
ثم تلا هذه الآية: (وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم)
وفى روضة الكافي باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله.
1035 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام
حديث طويل يقول فيه ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي، لأنهما بابان من أكبر
أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب
الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع، ومنه الأشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن
الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والأين والمشية وصفة الإرادة وعلم
الألفاظ والحركات والترك وعلم العود والبداء، فهما في العلم بابان مقرونان لان ملك
العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال رب العرش
العظيم أي صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في ذلك مقرونان.
1036 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد
عن سليمان بن داود عن حفص بن غياث قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل

(1) القى - بالكسر والتشديد - من القوى وهي الأرض القفر الخالية.
259

(وسع كرسيه السماوات والأرض) قال علمه.
1037 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي -
عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل (وسع كرسيه السماوات
والأرض؟ فقال السماوات والأرض وما بينهما في الكرسي والعرش هو العلم الذي لا يقدر
أحد قدره.
1038 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ره) قال حدثنا محمد بن الحسن
قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل بن يسار قال سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله عز وجل (وسع كرسيه السماوات والأرض) فقال يا فضيل السماوات والأرض
وكل شئ في الكرسي وفى الكافي مثله سواء.
1039 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (ره) عن
أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وسع كرسيه السماوات والأرض) السماوات
والأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات والأرض؟ فقال بل الكرسي وسع
السماوات والأرض، والعرش وكل شئ في الكرسي.
1040 - حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن
عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل، (وسع
كرسيه السماوات والأرض) السماوات والأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع
السماوات والأرض؟ فقال، ان كل شئ في الكرسي وفى الكافي أيضا مثل هذين
الحديثين سواء.
1041 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عاصم بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام
أنه قال: الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
1042 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: الكرسي محيط بالسموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى
260

وان تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى وذلك قوله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض)
ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1043 - في تفسير علي بن إبراهيم واما آية الكرسي فإنه حدثني أبي عن الحسين
ابن خالد انه قرأ أبو الحسن الرضا عليه السلام: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم
أي نعاس (له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة
الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه)
1044 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن خالد عن
محمد بن سنان عن أبي جرير القمي وهو محمد بن عبيد الله وفى نسخة عبد الله عن أبي الحسن عليه السلام
(له ما في السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم
من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه).
1045 - في تفسير علي بن إبراهيم متصلا بما سبق: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم
قال: ما بين أيديهم من أمور الأنبياء وما كان، وما خلفهم أي ما لم يكن بعد، قوله:
(الا بما شاء) أي بما يوحى إليهم (ولا يؤده حفظهما) أي لا يثقل عليه حفظ ما في السماوات و [ما]
في الأرض قوله: (لا إكراه في الدين) أي لا يكره أحد على دينه من الامن بعد ان تبين له ويبين له
الرشد من الغى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله) فهم الذين غصبوا آل محمد حقهم قوله: (فقد
استمسك بالعروة الوثقى) يعنى الولاية (لا انفصام لها) أي حبل لا انقطاع له الله ولى الذين آمنوا)
يعنى أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام (يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا)
وهم الظالمون آل محمد (أولياؤهم الطاغوت وهم الذين تبعوا من غصبهم يخرجونهم من النور
إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والحمد لله رب العالمين) كذا أنزلت.
1046 - حدثني أبي عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله، (وسع كرسيه السماوات والأرض) أيما أوسع، الكرسي أو السماوات
قال، لابل الكرسي وسع السماوات والأرض، والعرش وكل شئ خلق الله في الكرسي.
1047 - حدثني أبي عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن
نباتة ان عليا صلوات الله عليه سئل عن قول الله تبارك وتعالى: (وسع كرسيه السماوات
261

والأرض) قال. السماوات والأرض وما فيهما من مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة
أملاك يحملونه بإذن الله، فاما ملك منهم ففي صورة الآدميين. وهي أكرم الصور على
الله، وهو يدعو الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لبنى آدم، والملك الثاني في
صورة الثور وهو سيد البهايم وهو يطلب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق
لجميع البهايم، والملك الثالث في صورة النسر وهو سيد الطير وهو يطلب إلى الله تبارك
وتعالى ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع الطير، والملك الرابع في صورة
الأسد وهو سيد السباع وهو يرغب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع
السباع ولم يكن في هذه الصور أحسن من الثور ولا أشد انتصابا منه حتى اتخذ الملاء
من بني إسرائيل العجل فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذي في
صورة الثور رأسه استحياءا من الله ان عبد من دون الله شئ يشبه وتخوف (1) أن
ينزل به العذاب.
1048 - في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن سنان قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام، هل كان الله عارفا بنفسه قبل ان يخلق الخلق، قال، نعم، قلت، يراها
ويسمعها؟ قال ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن يسئلها ولا يطلب منها هو نفسه، و
نفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج إلى أن يسمى نفسه ولكنه اختار لنفسه أسماء
لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف فأول ما اختاره لنفسه (العلي العظيم)
لأنه أعلى الأشياء كلها فمعناه الله واسمه العلي العظيم، هو أول أسمائه لأنه [علا] على
كل شئ وفى أصول الكافي مثله.
1049 - في روضة الكافي محمد بن خالد عن حمزة بن عبيد عن إسماعيل بن
عباد عن أبي عبد الله عليه السلام: (ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء) وآخرها (وهو
العلي العظيم والحمد لله رب العالمين) وآيتين بعدها.
1050 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في
حديث طويل: الأمور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه وامر تبين لك غيه فأجتنبه، وامر

(1) في بعض النسخ (تخوفا.
262

اختلف فيه فرده إلى الله.
1051 - في مجمع البيان (فمن يكفر بالطاغوت) وقيل فيه خمسة أقوال أحدها
انه الشيطان وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
1052 - في أصول الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة
عن غير واحد عن ابان عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل: (فمن
يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال: هي الايمان.
1053 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن
ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: في قوله عز وجل:
فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال: هي الايمان بالله وحده لا شريك له، والحديثان طويلان
أخذنا منهما موضع الحاجة.
1054 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب موسى بن جعفر عن آبائه عليهما السلام
وأبو الجارود عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال،
مودتنا أهل البيت.
1055 - في محاسن البرقي عنه عن الحسن بن أحمد عن ابان الأحمر عن أبي
جعفر الأحول عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال عروة الله الوثقى التوحيد و
الصبغة الاسلام.
1056 - في عيون الأخبار باسناده إلى أبى الحسن الرضا عن أبيه عن آبائه
عن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب ان يركب سفينة النجاة ويستمسك
بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدى، وليعاده عدوه وليأتم بالأئمة
الهداة من ولده.
1057 - وفيه فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة من ولد الحسين من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله
هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى.
1058 - وفيه باسناده إلى الرضا عليه السلام انه ذكر القرآن يوما فعظم الحجة فيه والآية
263

المعجزة في نظمه، فقال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى.
1059 - وفى باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين
وان الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه في كل عصر واوان وانهم العروة الوثقى
وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
1060 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن العباس قال، قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فينا خطيبا فقال في آخر خطبته نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى
والحجة العظمى والعروة الوثقى.
1061 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال أمير -
المؤمنين عليه السلام في خطبة، انا حبل الله المتين وانا عروة الله الوثقى،
1062 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي
محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه نحن حجج الله في ارضه ونحن كلمة التقوى
والعروة الوثقى،
1063 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد الله بن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب ان يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليستمسك
بولاية اخى ووصيي علي بن أبي طالب فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه، ولا ينجو من
أبغضه وعاداه.
1064 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب
عليهم السلام قال المؤمن ينقلب في خمسة من النور، مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور،
وكلامه نور، ومنظره يوم القيمة إلى النور.
1065 - في روضة الكافي سهل عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمران بن أعين
عن أبي جعفر عليه السلام (والذين كفروا أولياؤهم الطواغيت).
1066 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة قال: قص أبو عبد الله عليه السلام قصة
الفريقين جميعا في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين فقال إن الخير والشر
264

خلقان من خلق الله له فيهما المشية في تحويل ما شاء الله (1) فيما قدر فيها حال عن حال
والمشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر وذلك أن الله قال في كتابه
(الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت
يخرجونهم من النور إلى الظلمات) فالنور هم آل محمد عليهم السلام والظلمات عدوهم.
1067 - عن مهزم الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله تبارك
وتعالى: لأعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله، وإن كانت الرعية في أعمالها برة
تقية، ولاعفون عن كل رعية دانت بكل امام من الله وإن كانت الرعية في أعمالها سيئة،
قلت: فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء قال: نعم ان الله تعالى يقول: (الله ولى الذين
آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) ثم ذكر حديث ابن أبي يعفور رواية محمد بن الحسين
وزاد فيه فأعداء علي أمير المؤمنين هم الخالدون في النار وان كانوا في أديانهم على غاية
الورع والزهد والعبادة.
1068 - في أصول الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل في طينة المؤمن
والكافر وفيه أو من كان ميتا فأحييناه فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر، وكان حياته
حين فرق الله بينهما بكلمته، كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد من الظلمة
بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور
1069 - وباسناده إلى الباقر عليه السلام حديث طويل في شأن انا أنزلناه في ليله القدر
يقول فيه عليه السلام وقد ذكر نزول الملائكة بالعلم فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد
يرجع من طاعة إلى معصية وان قالوا من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك
فقل فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه، فان قالوا فان الخليفة هو حكمهم، فقل:
(الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) (إلى قوله (خالدون) لعمري ما
في الأرض ولا في السماء ولى لله عز وجل الا وهو مؤيد ومن أيده لم يخط وما في الأرض
عدو لله عز ذكره الا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لابد من تنزيله من
السماء يحكم به أهل الأرض كذلك لابد من وال.

(1) وفى المصدر (ما يشاء) بدل (ما شاء الله)
265

1070 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن
عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليهما السلام انى أخالط
الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم أمانة وصدق و
وفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق قال. فاستوى أبو -
عبد الله عليه السلام جالسا فأقبل على كالغضبان ثم قال: لادين لمن دان الله بولاية امام جايز
ليس من الله ولا عتب على من دان بولاية امام عادل من الله قلت لادين لأولئك ولا عتب
على هؤلاء؟ قال نعم لادين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: الا تسمع لقول الله
عز وجل. (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) يعنى ظلمات الذنوب
إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله عز وجل: وقال: (والذين كفروا
أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) قال [قلت أليس الله عنى بها الكفار
حين قال:] والذين كفروا؟ قال: فقال: وأي نور للكافر وهو كافر فأخرج من الظلمات
انما عنى الخ كذا في تفسير العياشي (1) انما عنى بهذا انهم كانوا على نور الاسلام، فلما
ان تولوا كل امام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر،
فأوجب الله لهم النار مع الكفار، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
1071 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله
انه تلا هذه الآية: (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) قيل: يا رسول الله من أصحاب
النار؟ قال: من قاتل عليا بعدى فأولئك أصحاب النار هم مع الكفار فقد كفروا بالحق
لما جاءهم.
1072 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال حدثني رجل من
أصحاب أبي عبد الله (ع) قال سمعته يقول إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة نفر أولهم
ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه الحديث وهو مذكور بتمامه
في سورة الفلق.

(1) أي من قوله (ع) (قال: قلت أليس الله.. إلى قوله.. انما عنى) غير موجود في
رواية الكافي بل هو من زيادة رواية العياشي في التفسير.
266

1073 - وفيه باسناده إلى إسحاق بن عمار الصيرفي عن أبي الحسن الماضي (ع)
حديث طويل يقول في آخره، وان في جوف تلك الحية (1) لسبع صناديق فيها خمسة من
الأمم السالفة واثنان من هذه الأمة، قال قلت جعلت فداك ومن الخمسة ومن الاثنان؟
قال اما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، قال انا أحيى
وأميت، وفرعون الذي قال انا ربكم الاعلى، ويهود الذي هود اليهود، وبولس [الذي] نصر
النصارى، ومن هذه الأمة أعرابيان.
1074 - في كتاب الخصال عن محمد بن خالد باسناده رفعه إلى أبى عبد الله (ع)
قال ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران، فاما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين
والكافران نمرود وبخت نصر.
1075 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال لما دخل يوسف على الملك قال له
كيف أنت يا إبراهيم؟ قال: انى لست بإبراهيم انا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال وهو
صاحب إبراهيم الذي حاج إبراهيم في ربه، قال وكان أربعمأة سنة شابا.
1076 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبي عبد الله (ع) قال خالف إبراهيم (ع) قومه وعاب آلهتهم
حتى ادخل على نمرود فخاصمه فقال إبراهيم (ع) ربى الذي يحيى ويميت قال
انا أحيى وأميت قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من
المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
1077 - في مجمع البيان واختلف في وقت هذه المحاجة قيل: بعد القائه
في النار وجعلها عليه بردا وسلاما عن الصادق عليه السلام، وقد روى عن الصادق عليه السلام ان إبراهيم
قال له: أحيي من قتلته ان كنت صادقا.
1078 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: أو
كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال إني يحيى هذه الله بعد موتها

(1) إشارة إلى ما ذكر في الحديث قبيل هذا الكلام ووصف جية في قليب من النار.
267

فقال: ان الله بعث على بني إسرائيل نبيا يقال له إرميا، فقال قل لهم ما بلد تنقيته
من كرايم البلدان وغرس (1) فيه من كرايم الغرس ونقيته من كل غرسة فاخلف فأنبت
خرنوبا (2) قال: فضحكوا واستهزؤا به فشكاهم إلى الله قال: فأوحى الله إليه ان قل
لهم ان البلد بيت المقدد والغرس بنو إسرائيل تنقيته من كل غرسة، ونحيت عنهم كل
جبار، فأخلفوا فعملوا المعاصي (3) فلا سلطن عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم ويأخذ
أموالهم: فان بكوا إلى فلم ارحم بكائهم وان دعوا لم استجب دعائهم فشلتهم وفشلت،
ثم لأخربنها مأة عام ثم لأعمرنها فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول الله ما ذنبنا
نحن ولم نكن نعمل بعملهم؟ فعاود لنا ربك فصام سبعا فلم يوح إليه شئ فأكل اكلة
ثم صام سبعا فلم يوح إليه شئ فاكل اكلة ثم صام سبعا فلما إن كان يوم الواحد والعشرين
أوحى الله إليه: لترجعن عما تصنع أتراجعني في أمر قضيته أو لأردن وجهك على دبرك؟
ثم أوحى الله إليه قل لهم لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه. فسلط الله عليهم بخت نصر فصنع
بهم ما قد بلغك ثم بعث بخت نصر إلى النبي فقال: انك قد نبئت عن ربك وحدثتهم بما اصنع
بهم فان شئت فأقم عندي فيمن شئت وان شئت فاخرج، فقال لابل اخرج فتزود عصيرا
وتينا وخرج، فلما ان غاب مد البصر التفت إليها فقال إني يحيى هذه الله بعد موتها فأماته
الله مأة عام أماته غدوة وبعثه عشية قبل ان تغيب الشمس وكان أول شئ خلق منه عيناه
في مثل غرقئ البيض (4) ثم قيل له: (كم لبثت قال لبثت يوما) فلما نظر إلى الشمس

(1) كذا في النسخ والظاهر كما في نسختي البحار والبرهان غرست).
(2) قال المجلسي (ره) في بيان الحديث - وقد نقله عن كتاب تفسير القمي (ره)
-: قوله: فأخلف أي فسد من قولهم: اخلف الطعام: إذا تغير طعمه ورائحته، واخلف
فلان أي فسد، أولم يأت بما هو عادة من قولهم: اخلف الوعد، أومن قولهم: أخلفت النجوم
أمهلت فلم يكن فيها مطر، ويحتمل أن يكون المراد تغير أهل القرية وفسادهم (انتهى)
والخرنوب: شجر مثمر من فصيلة القرنيات، دائم الورق، منابته منطقة شرقي المتوسط
ثماره على شكل قرني، طويلة وعريضة، يستخرج منه نوع من الدبس.
(3) كذا في النسخ وفى المصدر (فعملوا بمعاصي الله).
(4) الغرقئ: بياض البيض الذي يؤكل.
268

لم تغب قال: (أو بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه و
انظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما)
قال فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض، ويرى العروق كيف تجرى فلما
استوى قائما قال: اعلم أن الله على كل شئ قدير وفى رواية هارون (1) فتزود عصيرا ولبنا
1079 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله
هكذا ألم تر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال ما تبين لرسول الله انها
في السماوات قال رسول الله اعلم أن الله على كل شئ قدير، سلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرب وآمن
يقول الله: (فلما تبين له قال اعلم أن الله على كل شئ قدير).
1080 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل وفيه يقول عليه السلام وأمات الله إرميا النبي عليه السلام الذي نظر إلى خراب بيت المقدس
وما حوله حين غزاهم بخت نصر وقال: انى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام ثم أحياه
ونظر إلى أعضائه كيف تلتئم وكيف تلبس اللحم، والى مفاصله وعروقه كيف توصل فلما استوى
قاعدا قال: اعلم أن الله على كل شئ قدير.
1081 - في مجمع البيان (أو كالذي مر على قرية) وهو عزير وهو المروى
عن أبي عبد الله عليه السلام وقيل: هو إرميا وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
1082 - وروى عن علي عليه السلام ان عزيرا خرج من أهله وامرأته حامل وله خمسون
سنة، فأماته الله مأة سنة ثم بعثه فرجع إلى أهله ابن خمسين سنة ولها ابن له مائة سنة، فكان
ابنه أكبر منه فذلك من آيات الله.
1083 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل
القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل قال
فيه وقد ذكر بخت نصر وقتله من قتل من اليهود سبعين الف مقاتل على دم يحيى بن زكريا
عليهما السلام، وخرب بيت المقدس وتفرقت الملوك البلدان في سبعة وأربعين سنة من ملكه،
بعث الله العزيز، نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله عز وجل أهلها، ثم بعثهم له وكانوا

(1) أي هارون بن خارجة الآتي في رواية علي بن إبراهيم
269

من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت، فنزلوا في جوار عزير وكانوا مؤمنين، وكان
عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وايمانهم وأحبهم على ذلك وآخاهم عليه، فغاب
عنهم يوما واحدا. ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى، فحزن عليهم وقال إني
يحيى هذه الله بعد موتها تعجبا منه حيث أصابهم وقد ماتوا أجمعين في يوم واحد. فأماته
الله عز وجل عند ذلك مأة عام فلبث وهم مائة سنة، ثم بعثه الله وإياهم وكانوا مائة ألف
مقاتل ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم أحد على يدي بخت نصر.
1084 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن إسماعيل بن ابان عن عمر بن
عبد الله الثقفي قال: اخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي زين العابدين
عليهما السلام من المدينة إلى الشام وكان ينزله معه، وكان يقعد مع الناس في مجالسهم،
فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسئلونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل
هناك، فقال، ما لهؤلاء القوم ألهم عيد اليوم؟ قالوا: لا يا بن رسول الله ولكنهم
يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون
وعما يكون في علمهم، قال أبو جعفر: وله علم! قالوا: من اعلم الناس قد أدرك
أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى عليه السلام قال: فهلموا ان نذهب إليه، فقالوا: ذاك
إليك يا بن رسول الله قال: فقنع أبو جعفر عليه السلام رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه فاختلطوا
بالناس حتى اتوا الجبل، قال، فقعد أبو جعفر عليه السلام وسط النصارى هو وأصحابه، فاخرج
النصارى بساطا ثم وضع الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما
عينا أفعى ثم قصد أبا جعفر عليه السلام فقال، أمنا أنت أم من الأمة المرحومة! فقال أبو جعفر
عليه السلام، من الأمة المرحومة، فقال، أفمن علمائهم أنت أم من جهالهم؟ قال، لست
من جهالهم، قال النصراني أسئلك أو تسألني؟ فقال أبو جعفر عليه السلام، سلني فقال، يا
معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول سلني ان هذا العالم بالمسائل، ثم قال: يا
عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا من النهار أي ساعة هي؟ قال أبو جعفر
عليه الاسلام: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، إلى أن قال النصراني: فأسئلك أو تسألني؟
270

قال أبو جعفر عليه السلام: سلني، فقال: يا معشر النصارى والله لاسئلنه مسألة يرتطم فيها (1)
كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له سل، قال: أخبرني عن رجل دنا من امرأته
فحملت منه باثنين (2) حملتهما جميعا في ساعة واحدة، وولدتهما في ساعة واحدة، و
ماتا في ساعة واحدة، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد، فعاش أحدهما خمسين ومأة
سنة، وعاش الاخر خمسين سنة من هما؟ قال أبو جعفر عليه السلام: هما عزير وعزرة، كان حمل
أمهما على ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت، [وعاش عزير وعزرة خمسين سنة، ثم
أمات الله عزيرا ثم أحياه] (3) فعاش عزرة مع عزير ثلثين سنة، ثم أمات الله عزيرا مأة
سنة، وبقى عزرة يحيى ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة، قال النصراني.
يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط اعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام،
ردوني فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر صلوات الله عليه.
1085 - وفيه واما قوله: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال إني
يحيى هذه الله بعد موتها) فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي
عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عملت بنو إسرائيل بالمعاصي و
عتوا عن أمر ربهم أراد الله ان يسلط عليهم من يذلهم ويقتلهم، فأوحى الله إلى إرميا
يا إرميا ما بلد انتجبته من بين البلدان وغرست فيه من كرايم الشجر فأخلف فأنبت خرنوبا،
فأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا: راجع ربك ليخبرنا ما معنى هذا المثل، فصام
إرميا سبعا فأوحى الله إليه يا إرميا اما البلد فبيت المقدس، واما ما انبت فيها فبنوا
إسرائيل الذين أسكنتهم فيه فعملوا بالمعاصي وغيروا ديني وبدلوا نعمتي كفرا، فبي

(1) ارتطم في الوحل: وقع فيه.
(2) كذا في النسخ والظاهر كما في المصدر والبحار (بابنين) فصحف.
(3) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر ونسخة البحار ومعه يصح المعنى أيضا لان
المراد من الخمسين المذكور فيه هو تمام الزمانين الذي عاشا معا فذكره (ع) أولا ثم فصله
بقوله: (فعاش عزرة مع عزير، ثلثين سنة ثم أمات الله... إلى قوله.. ثم بعث الله
عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة) فصار المجموع خمسين الذي ذكره أولا على نحو الاجمال
271

حلفت لأمتحننهم بفتنة يظل الحكيم فيها حيرانا، ولأسلطن عليهم شر عبادي ولادة،
وشرهم طعاما فليتسلطن عليهم بالجبرية فيقتل مقاتليهم، ويسبي حريمهم، ويخرب
بيتهم الذي يغترون به، ويلقى حجرهم الذي يفتخرون به على الناس في المزابل مأة
سنة، فأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا له، راجع ربك ما ذنب الفقراء والمساكين
والضعفاء؟ فصام إرميا سبعا ثم اكل اكلة فلم يوح إليه شئ، ثم صام سبعا فأوحى الله إليه
يا إرميا لتكفن عن هذا أو لأردن وجهك إلى قفاك، قال: ثم أوحى الله إليه قل لهم:
لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فقال إرميا: رب اعلمني من هو حتى آتيه وآخذ
لنفسي وأهل بيتي منه أمانا، قال: ايت موضع كذا وكذا فانظر إلى غلام أشدهم زمانة،
وأخبثهم ولادة، وأضعفهم جسما، وشرهم غذاءا فهو ذاك، فأتى إرميا ذلك البلد فإذا
هو بغلام في خان زمن ملقى على مزبلة وسط الخان، وإذا لم أم تزبى بالكسر (1)
وتفت الكسر في القصعة، وتحلب عليه خنزيرة لها. ثم تدنيه من ذلك الغلام فيأكله.
فقال إرميا: إن كان في الدنيا الذي وصفه الله فهو هذا. فدنا منه فقال له: ما
اسمك؟ فقال: بخت نصر. فعرف انه هو، فعالجه حتى برأ ثم قال له، أتعرفني؟ قال،
لا، أنت رجل صالح، قال: انا إرميا نبي بني إسرائيل أخبرني الله انه سيسلطك على
بني إسرائيل فتقتل رجالهم وتفعل بهم وتفعل، قال: فتاه (1) في نفسه في ذلك الوقت ثم
قال إرميا: اكتب لي كتابا بأمان منك، فكتب له كتابا وكان يخرج إلى الجبل ويحتطب
ويدخل المدينة ويبيعه، فدعا إلى حرب بني إسرائيل وكان مسكنهم في بيت المقدس،
وأقبل بخت نصر فيمن أجابه نحو بيت المقدس وقد اجتمع إليه بشر كثير، فلما بلغ إرميا
اقباله نحو بيت المقدس استقبله على حمار له ومعه الأمان الذي كتبه له بخت نصر، فلم يصل
إليه إرميا من كثرة جنوده وأصحابه فصير الأمان على خشبة ورفعها، فقال: من أنت؟
فقال: انا إرميا النبي الذي بشرتك بأنك سيسلطك الله على بني إسرائيل وهذا أمانك لي،

(1) زبى اللحم: نثره في الزبية، والزبية: حفيرة يشتوى فيها ويخبز. والكسر -
كعنب - جمع الكسرة. الخبز المتكسر اليابس.
(2) تاه: تكبر. تحير
272

قال: أما أنت فقد أمنتك: واما أهل بيتك فانى ارمى من ههنا إلى بيت المقدس، فان وصلت
رميتي إلى بيت المقدس فلا أمان لهم عندي، وان لم تصل فهم آمنون، وانتزع قوسه ورمى
نحو بيت المقدس فحملت الريح النشابة (1) حتى علقتها في بيت المقدس، فقال لا أمان لهم
عندي، فلما وافى نظر إلى جبل من تراب وسط المدينة وإذا دم يغلى وسطه، كلما القى إليه
التراب خرج وهو يغلى، فقال: ما هذا؟ فقالوا هذا دم نبي كان لله فقتله ملوك بني إسرائيل
ودمه يغلى، وكلما ألقينا عليه التراب خرج يغلى، فقال بخت نصر لأقتلن بني إسرائيل
ابدا حتى يسكن هذا الدم وكان ذلك الدم دم يحيى بن زكريا عليهما السلام، وكان في زمانه
ملك جبار يزنى بنساء بني إسرائيل، وكان يمر بيحيى بن زكريا فقال له يحيى اتق الله
أيها الملك لا يحل لك هذا، فقالت له امرأة من اللواتي كان يزنى بهن حين سكر أيها الملك
اقتل يحيى، فأمر ان يؤتى برأسه فاتى برأس يحيى (ع) في طشت وكان الرأس يكلمه ويقول
له: يا هذا اتق الله ولا يحل لك هذا، ثم غلى الدم في الطشت حتى فاض إلى الأرض، فخرج
يغلى ولا يسكن، وكان بين قتل يحيى وخروج بخت نصر مأة سنة فلم يزل بخت نصر يقتلهم
وكان يدخل قرية قرية فيقتل الرجال والنساء والصبيان وكل حيوان والدم يغلى ولا
يسكن، حتى افنى من بقي منهم، ثم قال: بقي أحد في هذه البلاد؟ قالوا: عجوز في
موضع كذا وكذا، فبعث إليها فضرب عنقها على الدم فسكن، وكانت آخر من بقي، ثم
أتى بابل فبنى بها مدينة وأقام وحفر بئرا فالقى فيها دانيال والقى معه اللبوة (2) فجعلت
اللبوة تأكل طين البئر ويشرب دانيال لبنها، فلبث بذلك زمانا فأوحى الله إلى النبي
الذي كان ببيت المقدس ان أذهب بهذا الطعام والشراب إلى دانيال واقرأه منى السلام،
قال وأين هو يا رب؟ قال في بئر بابل في موضع كذا وكذا، قال فأتاه فاطلع في البئر فقال
يا دانيال قال لبيك، صوت غريب، قال إن ربك يقرئك السلام وقد بعث إليك بالطعام و
الشراب فدلاه إليه (3) قال فقال دانيال الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي

(1) النشابة: السهم
(2) اللبوة: الأنثى من الأسد.
(3) دلا الدلو: أرسلها في البئر.
273

لا يخيب من دعاه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله لذي من وثق به لم يكله إلى
غيره الحمد لله الذي يجزى بالاحسان احسانا، الحمد لله الذي يجزى بالصبر نجاة و
الحمد لله الذي يكشف ضرنا عند كربتنا، والحمد لله الذي هو ثقتنا حين تنقطع الحيل
منا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ساء ظننا بأعمالنا قال فأرى بخت نصر في نومه كأن
رأسه من حديد ورجليه من نحاس وصدره من ذهب، قال فدعا المنجمين فقال لهم ما رأيت؟
فقالوا ما ندري ولكن قص علينا ما رأيت فقال لهم وأنا أجرى عليكم الأرزاق منذ كذا وكذا
ولا تدرون ما رأيت في المنام؟ فأمر بهم فقتلوا، قال فقال له بعض من كان عنده إن كان
عند أحد شئ فعند صاحب الجب فان اللبوة لم تعرض له وهي تأكل الطين وترضعه، فبعث
إلى دانيال فقال: ما رأيت في المنام؟ فقال رأيت كأن رأسك من كذا، ورجلك من كذا،
وصدرك من كذا قال هكذا رأيت فما ذاك؟ قال قد ذهب ملكك وأنت مقتول في ثلاثة أيام،
يقتلك رجل من ولد فارس، قال فقال له ان على لسبع مداين على باب كل مدينة حرس،
وما رضيت بذلك حتى وضعت بطة (1) من نحاس على باب كل مدينة، لا يدخل غريب
الا صاحت عليه حتى يؤخذ، قال فقال له ان الامر كما قلت لك، قال فبث الخيل (2) وقال
لا تلقون أحدا من الخلق الا قتلتموه كائنا من كان، وكان دانيال جالسا عنده، وقال
لا تفارقني هذه الثلاثة الأيام فان مضت قتلتك، فلما كان في اليوم الثالث ممسيا اخذه الغم،
فخرج فتلقاه غلام كان يخدم ابنا له من أهل فارس وهو لا يعلم أنه من أهل فارس، فدفع
إليه سيفه وقال له يا غلام لا تلقى أحدا من الخلق الا وقتلته وان لقيتني أنا فاقتلني فاخذ
الغلام سيفه فضرب به بخت نصر ضربة فقتله، وخرج إرميا على حماره ومعه تين قد تزوده،
وشئ من عصير، فنظر إلى سباع البر وسباع البحر وسباع الجو تأكل تلك الجيف، ففكر في
نفسه ساعة ثم قال أنى يحيى الله هؤلاء (3) وقد أكلتهم السباع، فأماته الله مكانه مأة عام ثم بعثه أي
أحياه فلما رحم الله بني إسرائيل وأهلك بخت نصر رد بني إسرائيل إلى الدنيا، وكان

(1) البطة واحدة البط: الإوز.
(2) من بث الخبر: نشره واذاعه.
(3) في المصدر: (انى يحيى هذه الله بعد موتها).:. اه
274

عزير لما سلط الله بخت نصر على بني إسرائيل هرب ودخل في عين وغاب فيها، وبقى إرميا
ميتا مأة سنة ثم أحياه الله، فأول ما أحيى منه عينيه في مثل غرقئ البيض فنظر فأوحى
الله إليه كم لبثت قال لبثت يوما) ثم نظر إلى الشمس قد ارتفعت فقال (أو بعض يوم) فقال الله
تبارك وتعالى (قد لبثت مأة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) أي لم يتغير (وانظر
إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما) فجعل
ينظر إلى العظام البالية المنفطرة تجتمع إليه، والى اللحم الذي قد أكلته السباع يتألف إلى
العظام من هنا وهيهنا، ويلتزق بها حتى قام وقام حماره، فقال (اعلم أن الله على كل شئ قدير).
1086 - في تفسير العياشي عن علي بن محمد العلوي عن علي بن مرزوق عن
إبراهيم بن محمد قال: ذكر جماعة من أهل العلم ان ابن الكوا قال لعلي عليه السلام يا أمير -
المؤمنين ما ولد أكبر من أبيه من أهل الدنيا؟ قال نعم أولئك ولد عزير حيث مر على قرية
خربة وقد جاء من ضيعة له تحته حمار، ومعه سلة (1) فيها تين وكوز فيه عصير، فمر على
قرية خربة فقال: (انى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام) فتوالد ولده وتناسلوا
ثم بعث الله إليه فأحياه في المولد الذي أماته فيه، فأولئك ولده أكبر من أبيهم
1087 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن عبد الحميد عن صفوان
بن يحيى قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله لإبراهيم أولم تؤمن
قال بلى ولكن ليطمئن قلبي أكان في قلبه شك؟ قال: لا كان على يقين ولكنه أراد
من الله الزيادة في يقينه.
1088 - في عيون الأخبار حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال:
حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت
مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون يا بن رسول الله أليس من قولك ان
الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال فما معنى قول الله عز وجل (وعصى آدم ربه) إلى أن قال
فأخبرني عن قول إبراهيم عليه السلام: رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن
قال بلى ولكن ليطمئن قلبي؟ قال الرضا عليه السلام ان الله تعالى كان أوحى إلى إبراهيم

(1) وفى المصدر (شنة) والشنة: القربة الخلق.
275

(ع) انى متخذ من عبادي خليلا ان سألني احياء الموتى أجيبه، فوقع في نفس إبراهيم (ع)
انه ذلك الخليل فقال (رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)
على الخلة قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم
أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم فأخذ إبراهيم عليه السلام نسرا وبطا وطاووسا
وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله - وكانت عشرة - منهن
جزءا وجعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم دعاهن بأسمائهن، فوضع عنده حبا وماءا فتطايرت
تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الأبدان، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه،
فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فطرن، ثم وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك
الحب وقلن: يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم عليه السلام: بل الله يحيى ويميت
وهو على كل شئ قدير، قال المأمون: بارك الله فيك يا أبا الحسن.
1089 - وفيه في باب استسقاء المأمون بالرضا عليه السلام بعد جرى كلام بين الرضا
عليه السلام وبعض أهل النصب من حجاب المأمون لعنهما الله: فغضب الحاجب عند ذلك فقال:
يا بن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك، ان بعث الله تعالى بمطر مقدر وقته
لا يتقدم ولا يتأخر جعلته آية تستطيل بها وصولة تصول بها، كأنك جئت بمثل آية الخليل
إبراهيم عليه السلام لما اخذ رؤس الطير بيده ودعا أعضائها التي كان فرقها على الجبال فأتينه
سعيا وتركبن على الرؤس وخفقن وطرن بإذن الله عز وجل فان كنت صادقا فيما توهم
فاحيى هذين وسلطهما على، فان ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فاما المطر المعتاد
فلست أنت أحق بان يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعاكما دعوت، وكان الحاجب
أشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون الذي كان مستندا إليه، وكانا متقابلين
على المسند فغضب على ابن موسى الرضا عليه السلام وصاح بالصورتين: دونكما الفاجر،
فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا اثرا، فوثبت الصورتان وقد عادتا أسدين، فتناولا الحاجب
ورضاه وهشماه وأكلاه ولحسا دمه (1) والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون، فلما

(1) رضة: دقه وجرشه وهشم الشئ: كسره. ولحس القصعة: لعقها وأخذ ما علق
بجوانبها بلسانه أو بإصبعه.
276

فرغا أقبلا على الرضا عليه السلام وقالا. يا ولي الله في أرضه ماذا تأمرنا ان نفعل بهذا أنفعل
به فعلنا هذا - يشيران إلى المأمون - فغشى على المأمون مما سمع منهما، فقال الرضا
عليه السلام: قفا فوقفا ثم قال الرضا عليه السلام صبوا عليه ماء ورد وطيبوه، ففعل ذلك به وعاد
الأسدان يقولان أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟ قال لا فان لله عز وجل فيه
تدبيرا هو ممضيه، فقالا ماذا تأمرنا؟ فقال: عودا إلى مقركما كما كنتما، فعادا إلى
المسند وصارا صورتين كما كانتا، فقال المأمون الحمد لله الذي كفاني شر حميد بن
مهران يعنى الرجل المفترس، ثم قال للرضا عليه السلام يا بن رسول الله هذا الامر لجدكم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لكم ولو شئت لنزلت عنه لك، فقال الرضا عليه السلام لو شئت لما ناظرتك
ولم أسئلك فان الله عز وجل قد أعطاني من طاعة ساير خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين
الصورتين الا جهال بني آدم فإنهم وان خسروا حظوظهم فلله عز وجل فيه تدبير وقد أمرني
بترك الاعتراض عليك واظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف بالعمل
من تحت يد فرعون مصر قال: فما زال المأمون ضئيلا (1) إلى أن قضى علي بن موسى
الرضا عليه السلام ما قضى.
1090 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (فخذ أربعة
من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهم جزءا) الآية قال: أخذ الهدهد
والصرد والطاووس والغراب فذبحهن وعزل رؤسهن ثم نحز أبدانهن في المنحاز (2) بريشهن
لحومهن وعظامهن حتى اختلطت، ثم جزاهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل ثم وضع
عنده حبا وماءا، ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه ثم قال اتين سعيا بإذن الله، فتطاير
بعضها إلى بعض، اللحوم والريش والعظام حتى استوت الأبدان كما كانت، وجاء كل بدن
حتى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فوقفن فشربن من ذلك
الماء والتقطن من ذلك الحب ثم قلن، يا نبي الله أحييتنا أحياك الله فقال إبراهيم، بل الله
يحيى ويميت فهذا تفسير الظاهر قال عليه السلام وتفسير الباطن خذ أربعة ممن يحتمل

(1) الضئيل: النحيف الحقير.
(2) نحزه: دقه بالمنحاز وهو الهاون.
277

الكلام فاستودعهم علمك ثم ابعثهم في أطراف الأرضين حججا لك على الناس وإذا أردت
ان يأتوك دعوتهم بالاسم الأكبر يأتونك سعيا بإذن الله تعالى.
1091 - وفى هذا الكتاب وروى أن الطيور التي أمر بأخذها الطاووس والنسر
والديك والبط.
1092 - في تفسير العياشي عن علي بن أسباط ان أبا لحسن الرضا عليه السلام سئل
عن قول الله: (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) أكان في قلبه شك؟ قال: لا ولكنه أراد من
الله الزيادة في يقينه، قال: والجزء واحد من عشرة.
1093 - عن عبد الصمد قال: جمع لأبي جعفر المنصور القضاة فقال لهم: رجل
أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟ فلم يعلموا كم الجزء وشكوا فيه، فأبرد بريدا إلى صاحب
المدينة أن يسال جعفر بن محمد (ع) رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟ فقد أشكل ذلك على
القضاة فلم يعلموا كم الجزء، فان هو أخبرك به والا فاحمله على البريد ووجهه إلى، فاتى
صاحب المدينة أبا عبد الله عليه السلام فقال له: ان أبا جعفر بعث إلى أن أسئلك عن رجل أوصى بجزء
من ماله وسال من قبله من القضاة فلم يخبروه ما هو، وقد كتب إلى أن فسرت ذلك له والا
حملتك على البريد إليه فقال أبو عبد الله عليه السلام: هذا في كتاب الله بين ان الله يقول، لما
قال إبراهيم: (رب أرني كيف تحيى الموتى) إلى قوله (كل جبل منهن جزءا
وكانت الطير أربعة والجبال عشرة، يخرج الرجل لكل عشرة أجزاء جزءا واحدا وان
إبراهيم دعى بمهراس (1) فدق فيه الطير جميعا وحبس الرؤس عنده ثم إنه دعى بالذي
أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج، والى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه
مستويا، فأهوى نحو إبراهيم فقال إبراهيم (2) ببعض الرؤس فاستقبله به، فلم يكن
الرأس الذي استقبله به لذلك البدن حتى انتقل إليه غيره فكان موافقا للرأس، فتمت
العدة وتمت الأبدان.
1094 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل يوصى بجزء من ماله فقال: جزء

(1) المهراس: الهاون.
(2) وفى المصدر (فمال إبراهيم).
278

من عشرة كانت الجبال عشرة وكانت الطير الطاووس والحمامة والديك والهدهد.
فأمر الله ان يقطعهن ويخلطهن وأن تضع على كل جبل منهن جزءا، وان يأخذ رأس
كل طير فيها بيده، قال: فكان إذا اخذ رأس الطير منها بيده تطاير إليه ما كان منه
حتى يعود كما كان.
1095 - عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن عبد الله قال: جائني أبو جعفر بن سليمان
الخراساني وقال: نزل بي رجل من خراسان من الحجاج فتذاكرنا الحديث فقال: مات
لنا أخ بمرو، وأوصى إلى بمأة ألف درهم، وأمرني ان اعطى أبا حنيفة منها جزءا
ولم اعرف الجزء كم هو مما ترك؟ فلما قدمت الكوفة أتيت أبا حنيفة فسألته عن الجزء
فقال لي. الربع، فأبى قلبي ذلك، فقلت: لا أفعل حتى أحج واستقصى المسألة، فلما
رأيت أهل الكوفة قد اجمعوا على الربع قلت لأبي حنيفة: لا تسبق بذلك (1) لك،
أوصى بها يا أبا حنيفة ولكن أحج واستقصى المسألة، فقال أبو حنيفة: وانا أريد الحج،
فلما آتينا مكة وكنا في الطواف فإذا نحن برجل شيخ قاعد قد فرغ من طوافه وهو يدعو
ويسبح، إذا التفت أبو حنيفة فلما رآه قال: إن أردت ان تسئل غاية الناس فاسال هذا
فلا أحد بعده، قلت: ومن هذا؟ قال: جعفر بن محمد عليه السلام، فلما قعدت واستمكنت
إذ ابتدر أبو حنيفة خلف ظهر جعفر بن محمد عليه السلام، فقعد قريبا حتى سلم عليه وعظمه
وجاء غير واحد مزدلفين مسلمين عليه وقعدوا فلما رأيت ذلك من تعظيمهم له اشتد ظهري
فعمد أبو حنيفة ان يكلم فقلت: جعلت فداك انى رجل من أهل خراسان وان رجلا مات
وأوصى إلى بمأة ألف درهم ان اعطى منها جزء وسمى لي الرجل فكم الجزء
جعلت فداك؟ فقال جعفر بن محمد عليه السلام يا أبا حنيفة لك أوصى قل فيها، فقال الربع،
فقال لابن أبي ليلى: قل فيها، فقال: الربع فقال جعفر عليه السلام ومن أين قلتم الربع؟ قالوا لقول الله
: (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) فقال أبو عبد الله (ع)
وانا أسمع هذا - قد علمت الطير أربعة فكم كانت الجبال: انما الاجزاء للجبال ليس للطير
فقالوا: ظننا انها أربعة فقال أبو عبد الله عليه السلام: ولكن الجبال عشرة.

(1) وفى المصدر (لاسوءة بذلك) وفى نسخة (لاسترة بذلك).
279

1096 - عن معروف بن خربوذ قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقال إن الله لما أوحى
إلى إبراهيم عليه السلام ان خذ أربعة من الطير عمد إبراهيم فأخذ الحمامة والطاووس
والوزة (1) والديك فنتف ريشهن بعد الذبح فرجعهن (2) في مهراسة فهرسهن ثم فرقهن
على جبال الأردن، وكانت يؤمئذ عشرة أجبال فوضع على كل جبل منهن جزءا ثم دعاهن
بأسمائهن فأقبلن إليه سعيا يعنى مسرعات، فقال إبراهيم عند ذلك، اعلم أن الله على
كل شئ قدير.
1097 - روى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال، كانت الجبال عشرة، وكانت
الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب، وقال، فخذ أربعة من الطير فقطعهن
بلحمهن وعظامهن وريشهن ثم أمسك رؤسهن ثم فرقهن على عشرة جبال على كل جبل
منهن جزءا فجعل ما كان [في] هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه ولحمه ودمه،
ثم يأتيه حتى يضع رأسه في عنقه. حتى فرغ من أربعتهن.
1098 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى
وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليه السلام قال، لما رأى إبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى جيفة على
ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البر تجئ سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم
ترجع فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، وتجئ سباع البر فتأكل منها فيشد
بعضها على بعض ويأكل بعضها بعضا، فعند ذلك تعجب إبراهيم عليه السلام مما رأى وقال: (رب
أرني كيف تحيى الموتى) قال: كيف تخرج ما تناسل التي أكل بعضها بعضا: (قال أو
لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) يعنى حتى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها (قال
فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) فقطعهن وأخلطهن
كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضا، فخلط (ثم اجعل على
كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا) فلما دعاهن أجبنه وكانت الجبال عشرة

(1) الوزة لغة في الإوز: البط.
(2) كذا في النسخ والظاهر (فجعلهن) وفى المصدر (ثم جعلهن).
280

في كتاب. علل الشرايع نحوه وزاد بعد قوله عشرة قال: وكانت الطيور الديك والحمامة
والطاووس والغراب وفى تفسير علي بن إبراهيم نحو ما في الروضة بتغيير يسير غير مغير للمقصود
وفى آخره فعند ذلك قال إبراهيم ان الله عزيز حكيم.
1099 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس
عن الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام أخبره انى شاك وقد قال
إبراهيم عليه السلام: (رب أرني كيف تحيى الموتى) وأنا أحب ان تريني شيئا، فكتب عليه السلام
إليه: ان إبراهيم عليه السلام كان مؤمنا وأحب ان يزداد ايمانا، وأنت شاك والشاك لاخير فيه.
1100 - في الخرايج والجرايح وروى عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند
الصادق عليه السلام مع جماعة فقلت: قول الله لإبراهيم: (خذ أربعة من الطير فصرهن إليك)
أكانت أربعة من أجناس مختلفة أو من جنس واحد؟ قال. تحبون ان أريكم مثله؟
قلنا: بلى، قال: يا طاووس فإذا طاوس طار إلى حضرته، ثم قال: يا غراب، فإذا غراب بين يديه،
ثم قال: يا بازي فإذا بازي بين يديه، ثم قال: يا حمامة فإذا حمامة بين يديه، ثم أمر
بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها وان يخلط ذلك كله بعضه ببعض، ثم اخذ برأس
الطاووس فقال: يا طاووس فرأيت لحمه وعظامه وريشه تتميز من غيرها حتى التصق
ذلك كله برأسه، وقام الطاووس بين يديه حيا، ثم صاح بالغراب كذلك وبالبازي و
الحمامة كذلك، فقامت كلها حيا بين يديه.
1101 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن عبد الرحمن بن سيابة قال: إن
امرأة أوصت إلى وقالت، ثلثي يقضى به ديني، وجزء منه لفلان، فسألت عن ذلك ابن أبي
ليلى فقال. ما أرى لها شيئا ما أدرى ما الجزء، فسألت عنه أبا عبد الله عليه السلام بعد
ذلك وخبرته كيف قالت المراة وبما قال ابن أبي ليلى، فقال. كذب ابن أبي ليلى لها
عشر الثلث، ان الله عز وجل أمر إبراهيم عليه السلام فقال - (اجعل على كل جبل منهن جزءا)
وكانت الجبال يؤمئذ عشرة، فالجزء هو العشر من الشئ.
1102 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا
281

عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية بن عمار قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن رجل أوصى بجزء من ماله؟ قال - جزء من عشرة، قال الله عز وجل، (اجعل على
كل جبل منهن جزءا) وكانت الجبال عشرة.
1103 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن أبان بن تغلب، قال، قال
أبو جعفر عليه السلام، الجزء واحد من عشرة، لان الجبال عشرة والطيور أربعة.
1104 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد
رضي الله عنه قال. حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري
عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن جميل عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عليه السلام
أنه قال: في الرجل يوصى بجزء من ماله. ان الجزء واحد من عشرة لان الله عز وجل يقول
(ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) وكانت الجبال عشرة، والطير أربعة، فجعل على كل
جبل منهن جزءا.
1105 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد
عن أبيه عن محمد بن عمير عن أبيه عن نصر بن قابوس قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام:
إذا أحبت أحدا من اخوانك فأعلمه ذلك، فان إبراهيم عليه السلام قال: (رب أرني كيف تحيى
الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي).
1106 - في تفسير العياشي عن المفضل بن محمد الجعفي قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: حبة أنبتت سبع سنابل قال: الحبة فاطمة عليها السلام، والسبع
السنابل سبعة من ولدها سابعها قائمهم، قلت: الحسن؟ قال: إن الحسن امام من الله مفترض
طاعته ولكن ليس من السنابل السبعة أو لهم الحسين وآخرهم القائم فقلت: قوله:
في كل سنبلة مائة حبة فقال يولد الرجل منهم في الكوفة مأة من صلبه وليس ذلك
الا هؤلاء السبعة. (1)

(1) قال المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب اثبات الهداة بعد ذكر الحديث: أقول:
هؤلاء السبعة من جملة الاثني عشر وليس فيه اشعار بالحصر كما هو واضح، ولعل المراد السابع
من الصادق (ع) لأنه هو المتكلم بهذا الكلام.
282

1107 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحسن العبد
المؤمن يضاعف الله له عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف، وذلك قول الله تعالى (والله
يضاعف لمن يشاء)
1108 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال أبو عبد الله عليه السلام: (والله يضاعف لمن يشاء)
لمن أنفق ماله ابتغاء مرضات الله وسيأتي في كلامه انشاء الله.
قال عز من قائل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا
منا ولا أذى.
1109 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله كره لكم أيتها الأمة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها إلى
قوله عليه السلام وكره المن في الصدقة.
1110 - عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله: المنان الذي
لا يعطى شيئا الا بمنة والمسبل ازاره، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر.
1111 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله تعالى كره لي ست
خصال وكرههن للأوصياء من ولدى واتباعهم من بعدى، العبث في الصلاة والرفث في الصوم،
والمن بعد الصدقة (الحديث).
1112 - في مجمع البيان في قوله: قول معروف ومغفرة خير من صدقة
الآية وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا سأل السائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتى يفرغ
منها، ثم ردوا عليه بوقار ولين، اما ببذل يسيرا ورد جميل فإنه قد يأتيكم من ليس بأنس ولا
جان ينظرون كيف صنيعكم فيما خولكم الله تعالى.
1113 - وفيه روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أسدى إلى
مؤمن (1) معروفا ثم أذاه بالكلام أو من عليه فقد أبطل الله صدقته.
1114 - في تفسير العياشي عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن جعفر بن
محمد أو أبى جعفر عليهما السلام في قول الله يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن

(1) أسدى إليه: أحسن.
283

والأذى إلى آخر الآية قال نزلت في عثمان وجرت في معاوية وأتباعهما.
1115 - عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (يا أيها الذين آمنوا
لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) لمحمد وآل محمد عليهم السلام هذا تأويل؟ قال: أنزلت
في عثمان.
1116 - عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن
والأذى) إلى قوله (لا يقدرون على شئ مما كسبوا) قال صفوان حجر (1) والذين ينفقون
أموالهم رئاء الناس فلان وفلان ومعاوية وأشياعهم.
1117 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب الله فيه مثلا فقال كالذي ينفق ماله
رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه
صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين) وقال: من كثر امتنانه
وأذاه لمن يتصدق عليه بطلت صدقته كما يبطل التراب الذي يكون على الصفوان، والصفوان
الصخرة الكبيرة التي يكون في مفازة فيجئ المطر فيغسل التراب عنها ويذهب به
فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثم أتبعه بالمن والأذى. وقال الصادق عليه السلام:
مامن شئ أحب إلى من رجل سلفت منى إليه يد أتبعتها أختها وأحسنت بها له، لانى رأيت منع
الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل.
1118 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ومثل الذين
ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله قال: على أمير المؤمنين أفضلهم وهو ممن ينفق ماله
ابتغاء مرضات الله.
1119 - عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قال في قوله: (والذين
ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله) قال: أنزلت في علي عليه السلام (2) ثم ضرب مثل المؤمنين

(1) أي ان الصفوان في قوله تعالى: (كمثل صفوان عليه تراب.. اه) هو حجر.
(2) إلى هنا ينتهى حديث العياشي (ره) وقوله: (ثم ضرب مثل المؤمنين.. اه) من
كلام علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره وقد أسقط النساخ من هذا الموضع شيئا ولكن النسخ
اتفقت على ما ترى فتركناه بحاله.
284

لذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم عن المن والأذى قال:
ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل
جنة بربوة أصابها وابل فآتت اكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله
بما تعملون بصير قال: مثلهم كمثل جنة أي بستان في موضع مرتفع أصابها وابل
أي مطر فلت اكلها ضعفين، أي يتضاعف ثمرتها كما يتضاعف اجر من أنفق ماله ابتغاء
مرضات الله، والطل ما يقع بالليل على الشجر والنبات.
1120 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: والله يضاعف لمن يشاء ممن أنفق ماله ابتغاء
مرضات الله، قال فمن أنفق ماله ابتغاء مرضات الله ثم امتن على من تصديق عليه كان كما قال الله
أيود أحدكم أن يكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهار وله
فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها اعصار فيه نار
فاحترقت قال: الاعصار الرياح، فمن امتن على من تصدق عليه كانت كمن كان له جنة
كثيرة الثمار. وهو شيخ ضعيف له أولاد ضعفاء فتجئ ريح أو نار فتحرق ماله كله.
1121 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام: اعصار فيه نار
قال: ريح.
1122 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي
الوشاء عن ابان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول عز وجل: يا أيها الذين آمنوا
انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث
منه تنفقون قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمر بالنخل ان يزكى يجئ قوم بألوان
من التمر وهو من أردء التمر يؤدونه من زكاتهم تمر يقال له الجعرور والمعافاراة، قليلة
اللحاء عظيمة النوى، وكان بعضهم يجئ بها عن التمر الجيد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لا تخرصوا هاتين التمرتين ولا تجيئوا منهما بشئ وفى ذلك نزل: (ولا تيمموا الخبيث
منه تنفقون ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه) والاغماض ان يأخذ هاتين التمرتين.
1123 - وفى رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (انفقوا
من طيباب ما كسبتم) فقال: كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهلية، فلما أسلموا
285

أرادوا أن يخرجوها من أموالهم ليتصدقوا بها فأبى الله تبارك وتعالى الا أن يخرجوا من
أطيب ما كسبوا.
1124 - في تفسير العياشي عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال كان أهل المدينة
يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه عرق يسمى الجعرور وعرق يسمى
معافارة، كانا عظيم نواهما، رقيق لحاهما في طعمهما مرارة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
للخارص لا تخرص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لا يأتون بهما، فأنزل الله (يا أيها
الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم) إلى قوله (تنفقون).
1125 - في مجمع البيان وقيل إنها نزلت في قوم كانوا يأتون بالحشف فيدخلونه
في تمر الصدق عن علي عليه السلام وفيه وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إن الله يقبل الصدقات
ولا يقبل منها الا الطيب.
1126 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن
داود: قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا زنى الرجل فارقه روح
الايمان؟ قال: فقال هو مثل قول الله عز وجل (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) ثم قال:
غير هذا أبين منه، ذلك قول الله عز وجل (وأيدهم بروح منه) هو الذي فارقه.
1127 - في كتاب علل الشرايع أبى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن
يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثنا الحسن بن علي عن
عباس عن أسباط عن أبي عبد الرحمن قال: قلت لأبي عبد الله انى ربما حزنت فلا
اعرف في أهل ولامال ولا ولد، وربما فرحت فلا أعرف في أهل ولامال ولا ولد، فقال: انه
ليس من أحد الا ومعه ملك وشيطان، فإذا كان فرحه كان دنو الملك منه وإذا كان حزنه
كان دنو الشيطان منه، وذلك قول الله تبارك وتعالى: الشيطان يعدكم الفقر
ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم.
1128 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم
بالفحشاء) قال: الشيطان يقول: لا ينفق مالك فإنك تفتقر، (والله يعدكم مغفرة منه
وفضلا) أي يغفر لكم ان أنفقتم لله و (فضلا) قال: يخلف عليكم.
286

1129 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال
لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله ذكر أولى الألباب بأحسن الذكر و
حلاهم بأحسن الحلية فقال يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي
خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب.
1130 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أيوب بن
الحر عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي
خيرا كثيرا) فقال طاعة الله ومعرفة الامام.
1131 - يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول
(ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا) قال: معرفة الامام واجتناب الكبائر التي أوجب
الله عليها النار.
1132 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وقد ذكر القرآن - لا تحصى عجايبه، ولاتبلى
غرايبه. مصابيح الهدى ومنار الحكمة.
1133 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت
الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا قال: الخير الكثيرة معرفة أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام
1134 - وفيه خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها ورأس الحكمة مخافة الله.
1135 - في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فقال إن الحكمة المعرفة والتفقه
في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم، وما أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه.
1136 - في محاسن البرقي عن أبيه عن النضر بن سويد عن الحلبي عن أبي بصير
قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى و (من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا
كثيرا) فقال: هي طاعة الله ومعرفة الاسلام.
1137 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله آتاني القرآن
وآتاني من الحكمة مثل القرآن، وما من بيت ليس فيه شئ من الحكمة الا كان خرابا.
287

ألا فتفقهوا وتعلموا ولا تموتوا جهالا.
1138 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: الحكمة ضياء المعرفة و
ميزان التقوى وثمرة الصدق، ولو قلت: ما أنعم الله على عباده بنعمة أنعم وأنظم وأرفع
وأجزل وأبهى من الحكمة لقلت قال الله عز وجل: (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت
الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب) أي لا يعلم ما أودعت وهيأت في
الحكمة الامن استخلصته لنفسي: وخصصته بها والحكمة هي النجاة وصفة الحكمة الثبات
عند أوايل الأمور والوقوف عند عواقبها، وهو هادي خلق الله إلى الله.
1139 - في كتاب الخصال عن الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: كان آخر
ما أوصى بالخضر موسى بن عمران عليهما السلام ان قال له: لا تعيرن أحدا إلى قوله: ورأس الحكمة
مخافة الله تبارك وتعالى.
1140 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن عليهما السلام: من علامات
الفقه الحلم والصمت، ان الصمت باب من أبواب الحكمة، ان الصمت يكسب المحبة
انه دليل على كل خير.
1141 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم في بعض أسفاره
إذا لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله. فالتفت إليهم وقال: من أنتم؟ فقالوا
مؤمنون، قال فما حقيقة ايمانكم؟ قالوا الرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والتفويض
إلى الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله علماء حكماء، كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء،
فان كنتم صادقين فلا تبنوا مالا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون
1142 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن
أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان تبدوا الصدقات
فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم قال: ليس من الزكاة، و
صلتك قرابتك ليس من الزكاة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1143 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن عمار عن أبي -
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) قال: هي
288

سوى الزكاة ان الزكاة علانية غير سر.
1144 - علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى
عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل ما فرض الله
عليك فاعلانه أفضل من اسراره وكل ما كان توعا فاسراره أفضل من اعلانه، ولو أن رجلا
حمل زكاة ماله على عاتقه فقسمها علانية كان ذلك حسنا جميلا.
1145 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن أبي بكير عن رجل عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله عز وجل: (ان تبدوا الصدقات فنعما هي) قال: يعنى الزكاة المفروضة
قلت: (وان تخفوها وتؤتوها الفقراء) قال: يعنى النافلة، انهم كانوا يستحبون اظهار الفرايض
وكتمان النوافل.
1146 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس عن صفوان
ابن يحيى والحسن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: قال لي أبو عبد الله
عليه السلام يا عمار الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله العبادة في
السر أفضل منها في العلانية.
1147 - في تفسير العياشي عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله
وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) قال: ليس تلك الزكاة، ولكنه الرجل يتصدق
لنفسه الزكاة علانية ليس بسر.
1148 - في تفسير علي بن إبراهيم قال العالم عليه السلام: الفقراء هم الذين لا يسئلون
لقول الله تعالى في سورة البقرة. للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا
في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس
الحافا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1149 - في مجمع البيان (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله... اه) الآية قال
أبو جعفر عليه السلام. نزلت الآية في أصحاب الصفة.
1150 - وفيه وفى الحديث. ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده، ويكره
289

البؤس والتبأوس (1) ويحب الحليم المتعفف من عباده ويبغض الفاحش البذي (2)
السؤال الملحف.
1151 - وعنه عليه السلام قال إن الله كره لكم ثلاثا قيل: وماهن؟ (3) قال. كثرة
ال وإضاعة المال ونهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات (4).
1152 - وقال عليه السلام: الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا ويد المعطى التي تليها، ويد
السائل السفلى إلى يوم القيامة، ومن سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة
كدوحا أو خموشا أو خدوشا في وجهه (5) قيل: وما غناء؟ قال: خمسون درهما أو عدلها
من الذهب.
1153 - في تفسير العياشي عن أبي إسحاق قال: كان لعلي بن أبي طالب عليه السلام أربعة
دراهم لم يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية.
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا علي ما حملك على ما صنعت؟ قال: انجاز موعود الله،
فأنزل الله: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية إلى آخر الآية.
1154 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن
أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله عز وجل (الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) قال ليس من الزكاة، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
1155 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن

(1) التباؤس: التفاقر.
(2) البذي: الفحاش.
(3) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (ان الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وكثرة
السؤل، وإضاعة المال). ثم قال: ونهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات وعن منع وهات والظاهر أن
ما في المصدر هو الصحيح من جهة السياق.
(4) أي قتلهن.
(5) الكدح: دون الخدش، والخدش دون الخمش.
290

عبد الله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله صدقة السر تطفئ
غضب الرب تبارك وتعالى.
1156 - في من لا يحضره الفقيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله تعالى (الذين
ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم
يحزنون) قال نزلت في النفقة على الخيل.
قال مصنف هذا الكتاب (ره) روى أنها نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
وكان سبب نزولها انه كان معه أربعة دراهم فتصدق بدرهم منها بالليل، وبدرهم بالنهار،
وبدرهم في السر وبدرهم في العلانية، فنزلت فيه هذه الآية، والآية إذا نزلت في شئ فهي
منزلة في كل ما يجرى فيه فالاعتقاد في تفسيرها أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وجرت في
النفقة على الخيل وأشباه ذلك (انتهى).
1157 - علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم ان يقوم فلا يقدران
يقوم من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربوا لا يقومون
الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
1158 - في تفسير العياشي عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: آكل الربوا لا يخرج من الدنيا حتى بتخبطه الشيطان.
1159 - عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يكون الربوا الا فيما يوزن ويكال
قال عز من قائل: وأحل الله البيع وحرم الربوا.
1160 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في
جواب مسائله في العلل: وعلة تحريم الربوا انما نهى الله عنه لما فيه من فساد الأموال
لان الانسان إذا اشترى الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهما. وثمن الاخر
باطلا، فبيع الربا وشراؤه وكس (1) على كل حال على المشترى وعلى البايع،
فحظر الله تعالى الربا لعلة فساد الأموال كما حظر على السفيه أن يدفع إليه ماله لما

(1) الوكس: النقص الخسر.
291

يتخوف عليه من افساده حتى يونس منه رشد، فلهذه العلة حرم الله تعالى الربوا وبيع
الدرهم بالدرهمين يدا بيد، وعلة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام
المحرم، وهي كبيرة بعد البيان وتحريم الله لها، ولم يكن ذلك منه الا استخفافا بالمحرم
للحرام، والاستخفاف بذلك دخول في الكفر، وعلة تحريم الربا بالنسية لعلة ذهاب
المعروف وتلف الأموال، ورغبة الناس في الربح، وتركهم القرض والفرض وصنايع
المعروف، ولما في ذلك من الفساد والظلم وفناء الأموال.
1161 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن
عيسى عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انى رأيت الله تعالى قد ذكر الربا
في غير آية وكرره، فقال: أو تدرى لم ذلك؟ قلت لا قال: لئلا يمتنع الناس من
اصطناع المعروف.
1162 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: انما حرم الله عز وجل الربا لكيلا يمتنع الناس من اصطناع المعروف.
1163 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم ان رجلا سال أبا جعفر عليه السلام
وقد عمل بالربا حتى كثر ما له بعد ان سال غيره من الفقهاء، فقالوا له ليس يقبل منك
شئ الا ان ترده إلى أصحابه فلما قص أبا جعفر عليه السلام قال له أبو جعفر: مخرجك في كتاب
الله قوله: فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله و
الموعظة التوبة.
1164 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي
أيوب الخزار عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل، (فمن جاءه
موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف) قال: الموعظة التوبة.
1165 - في الكافي أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبي المغرا قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: كل ربا اكله الناس بجهالة ثم تابوا فإنه يقبل منهم إذا عرف منهم
التوبة، وأيما رجل أفاد مالا كثيرا قد أكثر فيه من الربا فجهل ذلك ثم عرفه بعد فأراد
أن ينزعه فما مضى فله، ويدعه فيما يستأنف.
292

1166 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحبى عن
أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد وضع ما مضى
من الربا وحرم عليهم ما بقي، فمن جهله وسع له جهله حتى يعرفه، فإذا عرف تحريمه
حرم عليه ووجب عليه فيه العقوبة إذا ركبه، كما يجب على من يأكل الربوا.
1167 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا عن ابن
محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل
اربى بجهالة ثم أراد ان يتركه؟ قال: إماما مضى فله، وليتركه فيما يستقبل.
قال عز من قائل: ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
1168 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن عيسى
عن منصور عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يأكل الربوا
وهو يرى أنه له حلال، قال لا يضره حتى يصيبه متعمدا، فإذا أصابه متعمدا فهو بالمنزل
الذي قال الله عز وجل.
1169 - في عيون الأخبار التي رواها محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام وعلة
تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم وهي كبيرة بعد البيان
وتحريم الله لها، ولم يكن ذلك منه الا استخفافا بالمحرم للحرام، والاستخفاف بذلك
دخول في الكفر وقد سبق قريبا (1).
1170 - في من لا يحضره الفقيه وسأل رجل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل:
يمحق الله الربوا ويربى الصدقات وقد أرى من يأكل الربا يربو ماله؟ قال: فأي
محق امحق من درهم ربا يمحق الدين وان تاب منه ذهب ماله وافتقر.
في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام أنه قال: من تصدق بصدقة
في شعبان رباها جل وعز له كما يربى أحدكم فصيله حتى يوافي يوم القيامة، وقد
صارت مثل أحد.
1172 - في مجمع البيان روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله يقبل

(1) أي تحت رقم 1160.
293

الصدقات ولا يقبل منها الا الطيب، ويربيها لصاحبها كما يربى أحدكم مهره أو فصيله (1)
حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد.
1173 - في تفسير العياشي عن سالم بن أبي حفصة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الله يقول: ليس من شئ الا وكلت به من يقبضه غيري الا الصدقة: فانى أتلقفها
بيدي تلقفا (2) حتى أن الرجل والمرأة يتصدق بالتمرة وبشق تمرة فأربيها له كما
يربى الرجل فلوه (3) وفصيله فيلقى (4) في يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد.
1174 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله تعالى: انا خالق كل
شئ وكلت بالأشياء غيري الا الصدقة، وذكر نحو ما سبق.
1185 - عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
انه ليس شئ الا وقد وكل به ملك غير الصدقة، فان الله يأخذ بيده ويربيه كما يربى أحدكم
ولده حتى تلقاه يوم القيامة وهي مثل أحد.
1176 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وذروا ما بقي من الربوا ان كنتم مؤمنين فإنه كان سبب نزولها انه لما انزل الله
(الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) فقام
خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ربا أبى في ثقيف وقد أوصاني
عند موته بأخذه، فأنزل الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي
من الربوا ان كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله (قال: من اخذ الربا
وجب عليه القتل، وكل من اربى وجب عليه القتل
1177 - وأخبرني ابن عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال

(1) المهر - بالضم -: ولد الفرس وقيل أول ما ينتج منه ومن غيره. والفصيل: ولد
الناقة إذ فصل عن أمه.
(2) تلقف الشئ، تناوله بسرعة.
(3) الفلو: ولد الفرس.
(2) وفى المصدر (فيلقاني).
294

درهم ربا أعظم عند الله من سبعين زنية بذات محرم في بيت الله الحرام وقال: الربا سبعون جزءا
أيسره ان ينكح الرجل أمه في بيت الله الحرام.
1178 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
التوبة مطهرة من دنس الخطيئة قال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي
من الربوا ان كنتم مؤمنين) إلى قوله: (لا تظلمون) فهذا ما دعى الله إليه عباده من التوبة
وأوعد عليها من ثوابه، فمن خالف ما امره الله به من التوبة سخط الله عليه، وكانت
النار ولى به وأحق.
1179 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الرجل يكون له دين إلى أجل مسمى فيأتيه
غريمه فيقول: انقدنى كذا وكذا وأضع عنك بقيته، أو يقول انقدنى بعضه وأمد لك
في الاجل فيما بقي عليك؟ قال لا أرى به بأسا انه لم يزدد على رأس ماله قال الله عز وجل
فلكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون فيمن لا يحضره الفقيه وروى ابان عن
محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام مثل ما في الكافي.
1180 - في الكافي أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبي المغرا عن الحلبي قال
قال أبو عبد الله عليه السلام لوان رجلا ورث من أبيه مالا وقد عرف ان في ذلك المال ربا -
ولكن قد اختلط في التجارة بغير حلال كان حلالا طيبا فليأكله، وان عرف منه شيئا انه ربا
فليأخذ رأس ماله وليرد الربوا.
1181 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمير عن حماد عن الحلبي عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل أبى فقال: انى ورثت مالا وقد علمت أن صاحبه الذي
ورثته منه قد كان يربى، وقد اعرف ان فيه ربا واستيقن ذلك، وليس بطيب لي حلاله
لحال علمي فيه، وقد سألت فقهاء أهل العراق وأهل الحجاز فقالوا: لا يحل اكله،
فقال أبو جعفر عليه السلام: ان كنت تعلم فيه مالا معروفا ربا وتعرف أهله فخذ رأس مالك ورد
ما سوى ذلك، وإن كان مختلطا فكله هنيئا، فان المال مالك واجتنب ما كان يصنع صاحبه.
1182 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن يحيى
بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر
295

ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على أنبيائه صلى الله عليهم، ثم قال: أيها الناس
ليبلغ الشاهد منكم الغائب، الا ومن انظر معسرا كان له على الله في كل يوم صدقة
بمثل ماله حتى يستو فيه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى
ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون) انه معسر فتصدقوا عليه بمالكم عليه
فهو خير لكم.
1183 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سليمان عن رجل
من أهل الجزيرة يكنى أبا محمد قال سأل الرضا عليه السلام رجل وانا اسمع، فقال له:
جعلت فداك ان الله تبارك وتعالى يقول: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة
اخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه لها حد يعرف إذا صار هذا
المعسر لابد له من أن ينظر، وقد اخذ مال هذا الرجل وانفقه على عياله، وليس له علة
ينتظر ادراكها ولادين ينتظر محله، ولا مال غايب ينتظر قدومه؟ قال: نعم، ينتظر بقدر
ما ينتهى خبره إلى الامام، فيقضى عدة ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة
الله، فإن كان أنفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام، قلت: فمال هذا الرجل
أيتمنه وهولا يعلم فيما أنفقه في طاعة الله أم في معصية الله؟ قال: يسعى له في ماله
فيرده وهو صاغر
1184 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن السكوني عن مالك بن
مغيرة عن حماد بن سلمة عن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عايشة انها قالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما من غريم ذهب بغريمه إلى وال من ولاة المسلمين واستبان
للوالي عسرته الابراء هذا المعسر من دينه، فصار دينه على والى المسلمين فيما في يديه
من أموال المسلمين، قال: ومن كان له على رجل مال أخذه ولم ينفقه في اسراف أو
في معصية فعسر عليه أن يقضيه فعلى من له المال أن تنظره حتى يرزقه الله فيقضيه، و
إذا كان الإمام العادل قائما فعليه أن يقضى عنه دينه لقول رسول الله صلى الله عليه و
آله وسلم: من ترك ما لا فلورثته، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلى الوالي وعلى الامام
ما ضمنه الرسول.
296

1185 - في مجمع البيان واختلف في حد الاعسار فروى عن أبي عبد الله عليه السلام
أنه قال: إذا لم يقدر على ما يفضل عن قوته وقوت عياله على الاقتصاد، واختلف في
وجوب انظار المعسر على ثلاثة أقوال: أحدها، انه واجب في كل دين وهو المروى عن أبي
جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
1186 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عليه السلام عن الحسن
ابن محبوب عن مالك بن عطية عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله (ع)
فقال، يا أبا عبد الله قرض إلى ميسرة فقال له أبو عبد الله عليه السلام، إلى غلة تدرك؟ فقال
الرجل، لا والله قال، فإلى تجارة تؤب قال، لا والله قال فإلى عقدة (1) تباع فقال، لا والله،
فقال أبو عبد الله عليه السلام، فأنت ممن جعل الله له في أموالنا حقا، ثم دعا بكيس فيه دراهم
فأدخل يده فيه فناوله منه قبضة.
1187 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب
عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال، من أراد ان يظله الله يوم لاظل الا -
ظله - قالها ثلثا فها به الناس ان يسألوه - فقال، فلينظر معسرا، أو ليدع له من حقه.
1188 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن يعقوب بن
سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال، خلوا سبيل المعسر كما خلاه الله.
1189 - محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن ابان
ابن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال في يوم حار وحنى كفه من أحب ان يستظل من فور جهنم؟ - قالها ثلث مرات -
فقال الناس في كل مرة، نحن يا رسول الله فقال من انظر غريما أو ترك لمعسر - ثم قال
لي أبو عبد الله عليه السلام قال لي عبد الله بن كعب بن مالك، ان أبى اخبرني انه لزم غريما
له في المسجد فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل بيته ونحن جالسان ثم خرج في الهاجرة (2)

(1) العقدة: الضيعة والعقار الذي اعتقده صاحبه ملكا أي اقتناه.
(2) الهاجرة: شدة الحر.
297

فكشف رسول الله صلى الله عليه وآله سره فقال له، يا كعب ما زلتما جالسين؟ قال، نعم بابى وأمي،
قال، فأشار رسول الله صلى الله عليه وآله بكفه خذ النصف، قال، قلت بابى وأمي ثم قال له اتبعه
ببقية حقك قال فأخذت النصف ووضعت له النصف.
قال عز من قائل يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه
1190 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام ان الله عز وجل
عرض على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم قال فمر بآدم اسم داود النبي صلى الله عليه وآله، فإذا عمره
في العالم أربعون سنة فقال آدم، يا رب ما أقل عمر داود وما أكثر عمري؟ يا رب ان
أنا زدت داود من عمري ثلثين سنة أتثبت ذلك له؟ قال، نعم يا آدم، قال فانى قد زدته
من عمري ثلثين سنة فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك واطرحها من عمري قال أبو جعفر
عليه السلام، فأثبت الله عز وجل لداود في عمره ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتة فذلك قوله
عز وجل (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب) قال فمحى الله ما كان عنده مثبتا
لآدم وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال فمضى عمر آدم فهبط ملك الموت ليقبض
روحه، فقال له آدم، يا ملك الموت انه قد بقي من عمري ثلثين سنة؟ فقال له ملك
الموت يا آدم ألم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من عمرك حين عرض عليك أسماء
الأنبياء من ذريتك وعرضت عليك أعمارهم وأنت يؤمئذ بوادي الدخيا؟ فقال له آدم:
ما أذكر هذا، قال: فقال له ملك الموت يا آدم لا تجحد ألم تسأل لله عز وجل ان يثبته
لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور، ومحاها من عمرك في الذكر؟ قال
آدم: حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر عليه السلام: وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد، فمن ذلك
اليوم أمر الله تبارك وتعالى العباد ان يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل كذا النسيان
آدم وجحوده ما جعل على نفسه.
1191 - في الكافي أبو علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار
عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عرض على آدم ولده نظر إلى داود فأعجبه
فزاده خمسين سنة من عمره، قال: ونزل عليه جبرئيل وميكائيل فكتب عليه ملك
الموت صكا (2) بالخمسين سنة، فلما حضرته الوفاة انزل عليه ملك الموت فقال آدم،

(1) الصك: كتاب الاقرار بالمال أو غيره.
298

قد بقي من عمري خمسون سنة، قال: فأين الخمسون التي جعلتها لابنك داود،
قال: فاما أن يكون نسيها أو أنكرها فنزل جبرئيل وميكائيل عليهما السلام فشهدا
عليه وقبضه ملك الموت، فقال أبو عبد الله عليه السلام كان أول صك كتب في الدنيا.
وفيه في حديث آخر طويل نحوه غير أن فيه ان عمر داود كان أربعين سنة فزاده آدم
ستين تمام المائة.
1192 - في تفسير العياشي عن ابن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: متى يدفع
إلى الغلام ماله؟ قال: إذا بلغ وأونس منه رشد ولم يكن سفيها أو ضعيفا قال: قلت
وما السفيه والضعيف؟ قال: السفيه شارب الخمر، والضعيف الذي يأخذ واحدا باثنين
1193 - في تهذيب الأحكام علي بن الحسن عن أحمد ومحمد ابني الحسن عن
أبيهما عن أحمد بن عمر الحلبي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله أبى وانا
حاضر عن قول الله عز وجل. (حتى إذا بلغ أشده) قال: الاحتلام قال. فقال. يحتلم
في ست عشرة وسبع عشرة سنة ونحوها فقال إذا أتت عليه ثلث عشرة سنة كتبت له الحسنات
وكتبت عليه السيئات وجاز امره، الا أن يكون سفيها أو ضعيفا فقال: وما السفيه؟ فقال:
الذي يشترى الدرهم باضعافه، فقال: وما الضعيف؟ قال. الأبله.
1194 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأله أبى
وانا حاضر عن اليتيم متى يجوز أمره؟ قال حتى يبلغ أشده قال. وما أشده؟ قال: احتلامه قال
قلت. قد يكون الغلام ابن ثمان عشرة سنة أو أقل أو أكثر ولم يحتلم؟ قال إذا بلغ وكتب
عليه الشئ جاز امره الا أن يكون سفيها أو ضعيفا.
قال عز من قائل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل
وامرأتان ممن ترضون من الشهداء.
1195 - في الكافي أحمد بن محمد العاصمي عن علي بن الحسن التيمي عن ابن بقاح عن أبي -
عبد الله المؤمن عن عمار بن أبي عاصم قال: قال أبو عبد الله عليه السلم. أربعة لا يستجاب لهم،
فذكر الرابع رجل كان له مال فأدانه بغير بينة فيقول الله عز وجل: ألم آمرك بالشهادة؟.
1196 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عمران
299

ابن أبي عاصم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أربعة لا تستجاب لهم دعوة، أحدهم رجل كان له
مال فأدانه بغير بينة، يقول الله عز وجل ألم آمرك بالشهادة؟.
1197 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن موسى بن
سعدان عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال من ذهب حقه على غير
بينة لم يوجر. محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم
عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
1198 - في تهذيب الأحكام سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن محمد بن
خالد وعلي بن حديد عن علي بن النعمان عن داود بن الحصين عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته
عن شهادة النساء في النكاح بلا رجل معهن إذا كانت المرأة منكرة، فقال لا باس به إلى
قوله وكان أمير المؤمنين عليه السلام يجيز شهادة امرأتين في النكاح عند الانكار، ولا يجيز في
الطلاق الا شاهدين عدلين، قلت فانى ذكر الله تعالى قوله (فرجل وامرأتان)؟ فقال ذلك
في الدين إذا لم يكن رجلان فرجل وامرأتان، ورجل واحد ويمين المدعى إذا لم يكن
امرأتان قضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام بعده عندكم.
1199 - في الكافي عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا قال لا ينبغي لاحد إذا
دعى إلى شهادة يشهد عليها أن يقول لا أشهد لكم.
1200 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي -
الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام مثله وقال فذلك قبل الكتاب.
1201 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عز وجل: (ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا)
فقال إذا دعاك الرجل تشهد له على دين أو حق لم ينبغ لك أن تقاعس عنه. (1)
1202 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله عز وجل (ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا) قال قبل الشهادة.

(1) تقاعس عن الامر: تأخر ولم يتقدم فيه.
300

1203 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن
سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا يأبى الشهداء أن يجيب حين يدعى قبل الكتاب.
1204 - في تفسير العياشي عن محمد بن عيسى عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لارهن الا مقبوض.
1205 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ومن يكتمها فإنه آثم قلبة قال بعد الشهادة.
1206 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي نجران
ومحمد بن علي عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من
كتم شهادة أو شهد بها ليهدر بها دم امرء مسلم أو ليزوى (1) مال امرء مسلم اتى يوم
القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفى وجهه كدوح (2) تعرفه الخلايق باسمه ونسبه.
1207 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: في
قول الله عز وجل (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) قال كافر قلبه.
1208 - في أمالي الصدوق في مناهى النبي صلى الله عليه وآله ونهى صلى الله عليه وآله عن كتمان
الشهادة وقال: من كتمها أطعمه الله لحمه رؤس الخلايق، وهو قول الله عز وجل:
(ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه).
1209 - فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد
ابن الحنفية وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به يعقل ويفهم وتصدر عن أمره
ورأيه، فقال عز وجل إلى قوله إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به
الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
1210 - في نهج البلاغة قال عليه السلام وبما في الصدور يجازى العباد.
1211 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
ابن بريد قال حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال، فاما ما فرض الله على

(1) زوى الشئ: منعه. قبضه.
(2) الكدوح: الخدوش وكل اثر من خدش أو عض فهو كدح.
301

القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا. والتسليم بان لا إله إلا الله وحده
لا شريك له الها واحدا لم تخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله
والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار
والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عز وجل (الامن أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح
بالكفر صدرا) وقال (الا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال: (الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن
قلوبهم) وقال (ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب
من يشاء) فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله. وهو رأس
الايمان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1212 - في تفسير العياشي عن سعدان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله:
(وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)
قال: حقيق على الله ان لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما.
1213 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، رفع عن أمتي تسعة أشياء، الخطأ، والنسيان، وما اكرهوا
عليه وما لا يطيقون، وما لا يعلمون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة والتفكر في الوسوسة
في الخلق ما لا ينطق بشفة.
1214 - وباسناده إلى حمزة بن حمران قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة
فلم يجبني فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت أصلحك الله انه قد وقع في قلبي منها شئ ولا -
يخرجه الا شئ أسمعه منك، قال فإنه لا يضرك ما كان في قلبك وسنكتب تمام الحديث
إن شاء الله قريبا.
1215 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه
عن آبائه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام
وقد ذكر مناقب رسول الله صلى الله عليه وآله فدنى بالعلم فتدلى فدلى له من الجنة رفرف اخضر وغشى
النور بصره، فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينه
وبينها أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة
302

البقرة قوله تعالى لله ما في السماوات وما في الأرض وان تبدوا ما في أنفسكم أو
تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير
وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تبارك وتعالى
محمدا صلى الله عليه وآله، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وعرضها على أمته فقبلوها فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها
فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه، فقال آمن الرسول بما انزل
إليه من ربه فأجاب صلى الله عليه وآله وسلم مجيبا عنه وعن أمته والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته
وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله فقال جل ذكره لهم الجنة والمغفرة
على أن فعلوا ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله اما إذا ما فعلت ذلك بنا (فغفر انك ربنا واليك المصير)
يعنى المرجع في الآخرة، قال فاجابه الله جل ثناؤه وقد فعلت ذلك بك وبأمتك ثم قال
عز وجل اما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها
وقبلتها أمتك فحق على أن أرفعها عن أمتك وقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها
ما كسبت من خير وعليها ما اكتسبت من شر.
1216 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن
سويد عن عبد الصمد بن بشير قال ذكر أبو عبد الله عليه السلام بدو الأذان وقصة الاذان في اسراء
النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال فقالت السدرة ما جازني
مخلوق قبل: قال، ثم (دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى)
قال فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه
وفتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبايلهم، قال فقال
له: (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله والمؤمنون كل
آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا
أو أخطأنا) فقال الله: قد فعلت: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته
على الذين من قبلنا) قال الله: قد فعلت، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ربنا ولا تحملنا مالا طاقة
لنا به واعف عنا واغفر لنا) إلى آخر السورة، كل ذلك يقول الله تبارك وتعالى: قد فعلت
303

قال: وثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء
أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم.
1217 - في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى سلام قال: سمعت
أبا سلمى راعى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة
اسرى بي إلى السماء قال العزيز جل ثناؤه: (آمن الرسول بما انزل عليه من ربه) قلت:
(والمؤمنون) قال، صدقت يا محمد.
1218 - في تفسير علي بن إبراهيم اما قوله: (آمن الرسول بما انزل إليه من
ربه) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام ان هذه الآية مشافهة
الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم لما اسرى به إلى السماء قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتهيت إلى محل سدره المنتهى
وادا الورقة منها تظل أمة من الأمم، فكنت من ربى كقاب قوسين أو أدنى كما حكى الله
عز وجل، فناداني ربى تبارك وتعالى: (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) فقلت: انا
مجيبه عنى وعن أمتي: (والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد
من رسله) فقلت: (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) فقال الله لا يكلف الله نفسا الا وسعها
لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) فقلت: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا) فقال الله:
لا أو اخذك، فقلت: (ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا) فقال
الله: لا أحملك، فقلت: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا
أنت مولينا فانصرنا على القوم الكافرين) فقال الله تبارك وتعالى: قد أعطيتك
ذلك لك ولامتك. فقال الصادق صلوات الله عليه: ما وفد إلى الله تبارك وتعالى أحد أكرم من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سأل لامته هذه الخصال.
1219 - في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن شيبة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل وفيه نحو ما في تفسير علي بن إبراهيم معنى الا قوله فقال الصادق عليه السلام الخ.
1220 - عن قتادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرأ هذه الآية (آمن الرسول بما
انزل إليه من ربه) حتى يختمها قال، وحق الله ان لله كتابا قبل ان يخلق السماوات و
الأرض بألفي سنة، فوضعه عنده فوق العرش، فأنزل آيتين فختم بهما البقرة، فأيما بيت
304

قرئتا فيه لم يدخله شيطان.
1221 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل
وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على على بإمرة المؤمنين
وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير.
1222 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى جميلة المفضل بن صالح عن محمد
بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أمر العباد الا بدون سعتهم وكل شئ أمر الناس
بأخذه فهم متسعون له، ومالا يتسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لاخير فيهم
1223 - وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن
موسى ابن جعفر عليهم السلام يقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ولا تقبلوا له شهادة،
ان الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا الا وسعها ولا يحملها فوق طاقتها ولا تكسب كل نفس
الا عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
1224 - وباسناده إلى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
الاستطاعة إلى قوله. قلت أصلحك الله فانى أقول إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد
الا ما يستطيعون، والا ما يطيقون، فإنهم لا يصنعون شيئا من ذلك الا بإرادة الله و
ومشيته وقضائه وقدره، قال. هذا دين الله الذي انا عليه وآبائي، أو كما قال: وهذا ما وعدناه
من التتمة سابقا.
1225 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما
عليهم السلام قال: في آخر البقرة لما دعوا أجيبوا: (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) قال، ما
افترض الله عليها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وقوله، (لا تحمل علينا اصرا كما حملته
على الذين من قبلنا).
1226 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبي داود
المسترق قال حدثني عمرو بن مروان قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم رفع عن أمتي أربع خصال، خطأها، ونسيانها، وما اكرهوا عليه
وما لم يطيقوا، وذلك قول الله عز وجل: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل
305

علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) وقوله: (الامن أكره
وقلبه مطمئن بالايمان.)
1227 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) متصل بآخر ما نقلناه عنه
آنفا أعني قوله: (وعليها ما اكتسبت) من شر. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع ذلك:
اما إذا فعلت ذلك بي وبأمتي فزدني قال: سل، قال: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو
أخطأنا) قال الله عز وجل لست أؤاخذ منك بالنسيان والخطأ لكرامتك على، و
كانت الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب، وقد رفعت
ذلك عن أمتك، وكانت الأمم السالفة إذا أخطأوا أخذوا بالخطأ وعوقبوا
عليه، وقد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك على. فقال النبي صلى الله عليه وآله، إذا أعطيتني
ذلك فزدني، فقال الله تعالى له: سل، قال: (ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته
على الذين من قبلنا) يعنى بالإصر الشدائد التي كانت على من كان قبلنا، فأجابه الله إلى
ذلك، فقال تبارك اسمه! قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة كنت
لا أقبل صلاتهم الا في بقاع معلومة من الأرض اخترتها لهم وان بعدت، وقد جعلت الأرض
كلها لامتك مسجدا وطهورا، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن
أمتك: وكانت الأمة السالفة إذا أصابهم اذى من نجاسة قرضوه من أجسادهم. وقد
جعلت الماء لامتك طهورا، فهذا من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الأمم
السالفة تحمل قرابينها (1) على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت
عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا (2) وقد جعلت قربان
أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له اضعافا مضاعفة
ومن لم اقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من
الآصار التي كانت على الأمم قبلك، وكانت الأمم السالفة صلاتها مفروضة عليها في ظلم

(1) جمع القربان.
(2) المثبور: المطرود الملعون
306

الليل وانصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمتك وفرضت
عليهم صلواتهم في أطراف الليل والنهار، وفى أوقات نشاطهم، وكانت الأمم السالفة
قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن
أمتك، وجعلتها خمسا في خمسة أوقات، وهي إحدى وخمسون ركعة، وجعلت لهم اجر
خمسين صلاة، وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة، وهي من الآصار
التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمتك وجعلت الحسنة بعشر، والسيئة بواحدة، وكانت
الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له، وان عملها كتبت له
حسنة، وان أمتك اذاهم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وان عملها كتبت له
عشرا، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة اذاهم
أحدهم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وان عملها كتبت عليه سيئة وان أمتك اذاهم
أحدهم بسيئة ثم لم يعملها كتبت له حسنة، وهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها
عن أمتك، وكانت الأمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم
من الذنوب ان حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم، وقد رفعت ذلك عن أمتك،
وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم. وجعلت عليهم ستورا كثيفة وقبلت توبتهم بلا عقوبة
ولا أعاقبهم بان أحرم عليهم أحب الطعام إليهم، وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب
الواحد مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثم لا أقبل توبته دون ان أعاقبه في الدنيا
بعقوبة، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وان الرجل من أمتك
ليذنب عشرين سنة أو ثلثين سنة أو أربعين سنة أو مائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فاغفر
ذلك كله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أعطيتني ذلك كله فزدني قال: سل، قال: (ربنا ولا
تحملنا مالا طاقة لنا به) قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بأمتك وقد رفعت عنهم عظم
بلايا الأمم وذلك حكمي في جميع الأمم ان لا أكلف خلقا فوق طاقتهم، فقال النبي
صلى الله عليه وآله وسلم: (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولينا) قال الله عز وجل، قد فعلت ذلك
بتائبي أمتك ثم قال صلى الله عليه وآله: (فانصرنا على القوم الكافرين) قال الله جل اسمه ان أمتك
في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود، وهم القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون
307

ولا يستخدمون لكرامتك على، وحق على أن أظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في
شرق الأرض وغربها دين الا دينك. أو يؤدون إلى أهل دينك الجزية.
1228 - في كتاب ثواب الأعمال عن عمرو بن جميع رفعه إلى علي بن الحسين
عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي
وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها، لم ير في نفسه وماله شيئا يكرهه، ولم يقربه
شيطان ولا ينسى القرآن.
1229 - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول عليه السلام فيه:
قال لي الله تعالى وأعطيت لك ولامتك كنزا من كنوز عرشي، فاتحة الكتاب، وخاتمة
سورة البقرة.
308

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال، من قرأ البقرة
وآل عمران جاءا يوم القيامة يظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو مثل الغيابتين (1).
2 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام، واما ألم في أول آل عمران فمعناه انا الله المجيد.
3 - في تفسير العياشي خثيمة الجعفري (2) حدثني أبو لبيد المخزومي قال،
قال أبو جعفر عليه السلام، يا أبا لبيد انه يملك من ولد عباس اثنا عشرة، يقتل بعد الثامن منهم
أربعة، يصيب أحدهم الذبحة (3) فتذبحه، هم فئة، قصيرة أعمارهم قليلة مدتهم،
خبيثة سيرتهم [منهم] الفويسق الملقب بالهادي، والناطق والغاوي، يا أبا لبيد ان في
حروف القرآن المقطعة لعلما جما، ان الله تبارك وتعالى أنزل (ألم ذلك الكتاب) فقام
محمد صلى الله عليه وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد يوم ولد وقد مضى من الا لف السابع
مأة سنة وثلث سنين ثم قال، وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها
من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف ينقضى أيام الا قام من بني هاشم عند
انقضائه، ثم قال الألف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون والصاد تسعون (4) فذلك
مأة واحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليه السلام، ألم الله (5) فلما بلغت

(1) الغيابة: كل ما أظل الانسان كالسحابة.
(2) كذا في النسخ والظاهران (الجعفري) مصحف (الجعفي) كما في المصدر.
(3) الذبحة - كهمزة -: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه
فتفسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق.
(4) أي في قوله تعالى (المص).
(5) إشارة إلى (ألم) الذي في أول هذه السورة
309

مدته قام قائم ولد العباس عند (المص) ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر، فافهم ذلك
وعه واكتمه. (1)
- في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن عبد الله بن
سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن قول الله تبارك وتعالى (ألم الله) إلى
قوله، (انزل الفرقان) قال، هو محكم، والكتاب هو جملة القرآن الذي يصدقه من كان
قبله من الأنبياء.
5 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله ابن يزيد بن سلام أنه قال
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال، لم سمى الفرقان فرقانا؟ قال، لأنه متفرق الآيات و
السور أنزلت في غير الألواح وغير المصحف، والتوراة و الإنجيل والزبور أنزلت كلها
جملة في الألواح والورق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
6 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام عند ختمه القرآن وفرقانا
فرقت به بين حلالك وحرامك، وقرآنا أعربت به عن شرايع أحكامك،
7 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن سنان أو عن غيره عمن
ذكره قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القرآن والفرقان أهما شيئان أو شئ واحد؟
فقال عليه السلام، القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به.
8 - علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن سعد الإسكاف
قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله، أعطيت السور الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين
مكان الإنجيل (2) فالتوراة لموسى، والإنجيل لعيسى.

(1) هذا الحديث وكذا الحديث الآتي تحت رقم 22 من معضلات الاخبار وقد ذكرنا
في ذيل كتاب تفسير العياشي (ج 2: 3) بعض ما قيل في شرحهما وكذا الاختلاف في فواتح
السور وما هو الحق في الباب فراجع.
(2) قال العلامة الطبرسي (ره) في تفسير مجمع البيان (ج 1: 14) السبع الطوال:
البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والأعراف والأنفال مع التوبة لأنهما يدعيان
القرينتين ولذلك لم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم، وقيل إن السابعة سورة يونس،
وانما سميت هذه السور الطوال لأنها أطول سور القرآن (إلى أن قال): واما المئون
فهي كل سورة تكون نحوا من مأة آية أو فويق ذلك أو دوينه وهي سبع أولها سورة بني إسرائيل
وآخرها المؤمنون، وقيل إن المئين: ما ولى السبع الطوال.
310

9 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود
عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال، نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان
إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال، قال النبي صلى الله عليه وآله نزل
صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان
وانزل الإنجيل لثلث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وانزل الزبور لثمان عشرة خلون من
شهر رمضان، وانزل الفرقان في ثلث وعشرين من شهر رمضان.
10 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم
بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت التوراة في ست مضت
من شهر رمضان. ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة من شهر رمضان، وانزل الزبور في ليلة
ثماني عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.
قال عز من قائل هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء.
11 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن بشير عن رجل عن أبي عبد الله
عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى إذ أراد أن يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين أبيه إلى
آدم، ثم خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولن أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من آبائي.
12 - وباسناده إلى محمد بن عبد الله بن زرارة عن علي بن عبد الله عن أبيه عن جده عن
أمير المؤمنين عليه السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم، فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فإن كانت
نطفة المرأة أكثر جاءت يشبه أخواله وإن كانت نطفة الرجل أكثر جاءت يشبه أعماله
وقال: تحول النطفة في الرحم أربعين يوما، فمن أراد أن يدعو الله عز وجل ففي تلك
الأربعين قبل أن يخلق، ثم يبعث الله عز وجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله
عز وجل فيقف منه ما شاء الله، فيقول: يا الهى أذكر أم أنثى؟ فيوحى الله عز وجل ما يشاء،
فيكتب الملك (الحديث) وستقف عليه بتمامه عند قوله تعالى: (ما أصاب من مصيبة في
311

الأرض) الآية إن شاء الله.
13 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب رفعه عن عبد الله بن سنان
عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام قال: اتى رجل من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هذه
ابنة عمى وامرأتي لا أعلم منها الا خيرا: وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين
جعد قطط أفطس الانف (1) لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي، فقال لامرأته:
ما تقولين؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق نبيا ما أقعدت مقعده منى منذ ملكني أحدا
غيره، قال: فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله مليا ثم رفع بصره إلى السماء، ثم اقبل على الرجل
فقال: يا هذا انه ليس من أحد الا بينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقا كلها تضرب في النسب،
فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبه لها، فهذا من تلك العروق
التي لم يدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك، خذي إليك ابنك، فقالت والمراة: فرجت
عنى يا رسول الله.
14 - محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن إسماعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن للرحم أربع
سبل، في أي سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد، واحد واثنان وثلاث وأربعة ولا يكون إلى
سبيل أكثر من واحد.
15 - علي بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله
عز وجل خلق للرحم أربعة أوعية، فما كان في الأول فللأب، وما كان في الثاني فللام، وما كان
في الثالث فللعمومة، وما كان في الرابع فللخؤلة.
16 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة
عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى هو الذي
انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب قال أمير المؤمنين والأئمة
عليهم السلام واخر متشابهات قال فلان وفلان. فاما الذين في قلوبهم زيغ أصحابهم وأهل
ولايتهم فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله و

(1) القطط: القصير الجعد من الشعر والأفطس: الذي تطامنت قصبة انفه وانتشرت.
312

الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.
17 - في مجمع البيان قيل المراد بالفتنة هنا الكفر وهو المروى عن أبي عبد الله (ع)
18 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه ثم إن الله جل ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبطلون
من تغيير كلامه، قسم كلامه ثلاثة أقسام فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل
وقسما لا يعرفه الا من صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ممن شرح الله صدره للاسلام،
وقسما لا يعرفه الا الله وأنبياؤه والراسخون في العلم، وانما فعل ذلك لئلا يدعى أهل
الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من علم الكتاب ما لم يجعله الله، لهم
وليقودهم الاضطرار إلى الايتمار لمن ولاه أمرهم، فاستكبروا عن طاعته تعززا وافتراء
على الله واغترارا بكثرة من ظاهرهم وعاونهم وعاند الله جل اسمه ورسوله صلى الله عليه وآله.
19 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن
عبد الرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن
ناسا تكلموا في هذا القرآن بغير علم، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول. (هو الذي
انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم
زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله) الآية
فالمنسوخات من المتشابهات. والمحكمات من الناسخات والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
20 - علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن
الذي جاء به جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر الف آية.
21 - في مجمع البيان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله وسلم:
جميع سور القرآن مأة وأربع عشرة سورة، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية، ومأة
آية وست وثلاثون آية.
22 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يحدث ان حييا وأبا ياسر ابني اخطب ونفرا من يهود أهل نجران اتوا رسول
313

الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما انزل الله عليك (ألم)؟ قال: بلى، قالوا،
اتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال: نعم، قالوا، لقد بعث أنبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم
أخبرنا ما مدة ملكه، وما أجل أمته غيرك، قال: فأقبل حيى بن اخطب على أصحابه
فقال لهم: الألف واحد. واللام ثلثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة،
فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة، قال: ثم اقبل
على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال هاته قال،
المص، قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد
تسعون، فهذه مائة واحد والستون سنة ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره؟
قال، نعم قال، هاته، قال: الر، قال، هذه أثقل وأطول، والألف واحد، واللام
ثلثون، والراء مائتان، فهل مع هذا غيره؟ قال، نعم قال، هاته قال: المر قال،
هذه أثقل وأطول، الألف واحد. واللام ثلثون، والميم أربعون، والراء مائتان، ثم
قال له، هل مع هذا غيره؟ قال، نعم قالوا، قد التبس علينا امرك فما ندري ما أعطيت،
ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر لحيى أخيه، ما يدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله و
أكثر منه؟ قال: فذكر أبو جعفر عليه السلام ان هذه الآيات أنزلت فيهم منه (آيات محكمات هن
أم الكتاب واخر متشابهات) قال: وهي تجرى في وجه آخر على غير تأويل حيى وأبى
ياسر وأصحابهما.
23 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، ان لقيام القائم عليه السلام علامات تكون من الله عز وجل
للمؤمنين، قلت، وما هي جعلني الله فداك؟ قال، ذلك قوله عز وجل، (ولنبلونكم)
يعنى المؤمنين قبل خروج القائم (بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس
والثمرات وبشر الصابرين) قال نبلونكم بشئ من الخوف من ملوك بنى فلان في آخر
سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم، ونقص من الأموال، قال، كساد التجارات وقلة
الفضل، ونقص من الأنفس قال، موت ذريع، ونقص من الثمرات لقلة ريع (1)

(1) الريع: فضل كل شئ.
314

ما يزرع (وبشر الصابرين) عند ذلك بتعجيل الفرج. ثم قال لي يا محمد هذا تأويله ان
الله عز وجل يقول: (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم).
24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقر
عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الغدير وفيها قال صلوات الله عليه وآله، معاشر الناس
تدبروا القرآن وافهموا آياته، وانظروا محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين
لكم زواجره، ولا يوضع لكم تفسيره الا الذي أنا آخذ بيده ومصعده لي، وشائل (1)
بعضده ومعلمكم ان من كنت مولاه فهذا على مولاه، وهو علي بن أبي طالب اخى ووصيي،
وموالاته من الله عز وجل أنزلها على.
25 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام، وقد جعل
الله للعلم أهلا، وفرض على العباد طاعتهم بقوله، (وما يعلم تأويله الا الله
والراسخون في العلم).
26 - في نهج البلاغة قال: عليه السلام أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا
كذبا، وبغيا علينا أن رفعناه الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم.
27 - في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال: سألت
أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز ذكره: (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض (قال: فقال: يا أبا عبيدة
ان لهذا تأويلا لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلى الله عليه وآله والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة،
28 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أبي
عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله: (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض) قال يا أبا عبيدة
ان لهذا تأويلا لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم من الأئمة عليهم السلام، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
29 - حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة
عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن القرآن زاجر

(1) أي رافع.
315

وآمر، يأمر بالجنة ويزجر عن النار، وفيه محكم ومتشابه، فاما المحكم فيؤمن به ويعمل
به، واما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به، وهو قول الله (واما الذين في قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في
العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) وآل محمد عليهم السلام الراسخون في العلم.
30 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي
جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الراسخون في العلم فقد علم جميع
ما أنزل الله من التنزيل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه التأويل، وأوصياؤه من
بعده يعلمونه، قال: قلت جعلت فداك ان أبا الخطاب كان يقول فيكم قولا عظيما، قال:
وما كان يقول؟ قلت: قال: انكم تعلمون علم الحلال، والحرام، والقرآن قال إن علم
الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار.
31 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن داود بن فرقد
عمن حدثه عن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليهما السلام الا كاد
أن يتصدع قلبي قال: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رسول الله: من
عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ
والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك.
32 - بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى
ابن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله ذكر أولى الألباب بأحسن الذكر وحلالهم بأحسن الحلية وقال:
(والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الألباب.
33 - أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح
الكناني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام نحن الراسخون في العلم، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
34 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد
عن أيوب بن الحر وعمران بن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال نحن الراسخون
في العلم ونحن نعلم تأويله.
316

35 - علي بن محمد عن عبد الله بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد
عن بريد بن معاوية عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون
في العلم) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله عز وجل جميع ما
انزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله وأوصياؤه
من بعده يعلمونه كله، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم (1) بعلم فأجابهم الله
بقوله (يقولون آمنا به كل من عند ربنا) والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ
ومنسوخ، فالراسخون في العلم يعلمونه.
36 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن
حسان عن عبد الرحمن ابن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الراسخون في العلم أمير المؤمنين
والأئمة من بعده عليهم السلام.
37 - وباسناده إلى أبى جعفر الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:
فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل من لا يختلف في علمه، فان قالوا
فمن هو ذاك؟ فقل كان رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب ذلك فهل بلغ أولا؟ فان قالوا: قد بلغ
فقل هل مات صلى الله عليه وآله وسلم والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا:
لا فقل: ان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤيد ولا يستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله الا من يحكم بحكمه
والامن يكون مثله الا النبوة، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف في علمه أحدا فقد
ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده.
38 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن
سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى
على الله الكذب.
39 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الريان بن الصلت عن علي بن موسى الرضا
عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله جل جلاله

(1) قال الفيض (ره): المراد بالذين لا يعلمون تأويله: الشيعة، إذا قال العالم
فيهم يعنى الراسخ في العلم الذي بين أظهرهم.
317

ما آمن بي من فسر برأيه كلامي.
40 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام فيها: وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير.
41 - وخطبة أخرى له عليه السلام يقول في آخرها واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين
أغناهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب، فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا
تفسيره من الغيب المحجوب. (فقالوا آمنا به كل من عند ربنا) فمدح الله عز وجل اعترافهم
بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه
منهم رسوخا فاقتصر على ذلك ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك، فتكون من الهالكين. في
نهج البلاغة مثله سواء.
42 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل
والمقالات وما أجاب به علي بن جهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم حديث طويل
يقول فيه عليه السلام لعلي بن الجهم ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أولياء الله الفواحش
وتتأول كتاب الله برأيك، فان الله عز وجل يقول (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في
العلم) اما قوله عز وجل في آدم (الحديث).
43 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي
قال سمعت عليا عليه السلام يقول ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله آية من القرآن الا
أقرأنيها واملاها على واكتبها بخطى، وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها
ومحكمها ومتشابهها ودعا الله عز وجل ان يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من
كتاب الله ولا علما املاه على فكتبته، وما ترك شيئا علمه الله عز وجل من حلال ولاحرام
ولا أمر ولانهى، وما كان أو يكون من طاعته أو معصيته الا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه
حرفا واحدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
44 - في عيون الأخبار حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم عن أبيه عن أبي حيون مولى الرضا عليه السلام قال من رد متشابه القرآن إلى محكمه
هدى إلى صراط مستقيم، ثم قال عليه السلام: ان في اخبارنا متشابها كمتشابه القرآن،
ومحكما كمحكم القرآن، فردوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون
محكمها فتضلوا.
318

45 - في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام
حديث طويل يقول فيه: وان أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص
وعام: ومحكم ومتشابه: وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلام له وجهان وكلام عام
وكلام خاص مثل القرآن والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
46 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى حكيم قال: حدثني ابن
عبد الله بمكة قال بينا أمير المؤمنين عليه السلام مار بفناء بيت الله الحرام إذ نظر إلى رجل
يصلى فاستحسن صلواته فقال: يا هذا الرجل تعرف تأويل صلاتك؟ فسأل الرجل:
يا بن عم خير خلق الله وهل للصلاة تأويل غير التعبد؟ قال علي عليه السلام: اعلم يا هذا الرجل
ان الله تبارك وتعالى ما بعث نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الأمور الأولى متشابه وتأويل وتنزيل
وكل ذلك على المتعبد، فمن لم يعرف تأويل صلاته فصلاته كلها خداج (1) ناقصة غير
تامة (الحديث)،
47 - في أصول الكافي عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال
لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله حكى عن قوم صالحين انهم قالوا:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
حين علموا ان القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها، انه لم يخف الله من لم يعقل عن الله
ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ولا يكون أحد
كذلك الامن كان قوله لفعله مصدقا وسره لعلانية موافقا، لان الله تعالى لم يدل على
الباطن الخفي من العقل الا بظاهر منه وناطق عنه.
48 - في تفسير العياشي عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله عليه السلام: أكثروا
من أن تقولوا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ولا تأمنوا الزيغ.
49 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق
عليه السلام: ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين، فقلت: (أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم: (وقلت اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) فسمعنا وأطعنا

(1) الخداج - ككتاب: النقصان
319

ربنا فثبت اقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا
من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.
50 - في مجمع البيان قل للذين كفروا ستغلبون الآية روى محمد بن إسحاق
بن يسار عن رجاله قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا ببدر، وقدم المدينة
جمع اليهود في سوق بنى قينقاع فقال: يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش
يوم بدر، واسلموا قبل ان ينزل بكم ما نزل بهم. فقد عرفتم انى نبي مرسل تجدون
ذلك في كتابكم، فقالوا: يا محمد لا يغرنك انك لقيت قوما اغمارا (1) لاعلم لهم
بالحرب، فأصبت منهم فرصة، اما والله لو قاتلنا لعرفت انا نحن الناس فأنزل الله هذه الآية
وروى أيضا عن عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس ورواه أصحابنا أيضا.
51 - وفيه (في فئتين التقتا) الآية في قصة بدر وكانت المسلمون ثلاثمائة وثلاثة
عشر رجلا على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين
ومائتان وستة وثلاثون من الأنصار، واختلف في عدة المشركين فروى عن علي عليه السلام وابن
مسعود انهم كانوا ألفا.
52 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي
عن الحسن بن أبي قتادة عن رجل عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما تلذذ
الناس في الدنيا والآخرة بلذة أكثر لهم من لذة النساء وهو قول الله عز وجل: زين للناس
حب الشهوات من النساء والبنين إلى آخر الآية ثم قال: وان أهل الجنة ما يتلذذون
بشئ من الجنة أشهى عندهم من النكاح لاطعام ولا شراب.
53 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
نوح بن شعيب عن عبد الله الدهقان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ان أول ما عصى الله به ست: حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الطعام.
وحب النوم وحب الراحة، وحب النساء.
54 - في مجمع البيان واختلف في مقدار القنطار، قيل، هو ملاء مسك ثور

(1) الغمر - مثلثة - من لم يجرب الأمور.
320

ذهبا وهو المروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
55 - في كتاب الخصال عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: الفتن
ثلاث حب النساء وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان (1)، وحب الدينار
والدرهم وهو سهم الشيطان، من أحب النساء لم ينتفع بعيشه، ومن أحب الأشربة حرمت
عليه الجنة، ومن أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا.
56 - عن محمد بن يحيى العطار رفع الحديث قال: الذهب والفضة حجران
ممسوخان فمن أحبهما كان معهما.
57 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وأزواج مطهرة قال: في الجنة
لا يحضن ولا يحدثن.
58 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:
(فيها أزواج مطهرة، قال: لا يحضن ولا يحدثن.
59 - عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك تفوتني صلاة
الليل فأصلى الفجر فلى أن أصلى بعد صلاة الفجر ما فاتني من الصلاة وأنا في صلاة قبل
طلوع الشمس؟ فقال: نعم، ولكن لاتعلم به أهلك فتتخذه سنة، فيبطل قول الله عز وجل:
والمستغفرين بالاسحار.
60 - في مجمع البيان (والمستغفرين بالاسحار) المصلين وقت السحر رواه
الصادق عن أبيه عن أبي عبد الله عليهم السلام.
61 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام ان من استغفر الله سبعين مرة في وقت السحر
فهو من أهل هذه الآية.
62 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال في وتره إذا أوتر
(استغفر الله وأتوب إليه) سبعين مرة وهو قائم فواظب على ذلك حتى تمضى له سنة كتبه -
الله من المستغفرين بالاسحار ووجبت له المغفرة من الله تعالى ورواه فيمن لا يحضره
الفقيه عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
63 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن عثمان العمرى

(1) الفخ: آلة يصاد بها.
321

قدس سره يقول: لما ولد الخلف المهدى صلوات الله عليه سطع نور من فوق رأسه إلى عنان
السماء ثم سقط لوجهه ساجدا لربه تعالى ذكره، ثم رفع رأسه وهو يقول شهد الله انه
لا إله إلا هو والملائكة إلى آخر الآية.
64 - في أصول الكافي علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق العلوي عن محمد
بن زيد الزرامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مواليد الأئمة صلوات الله عليهم وفيه يقول
عليه السلام: وإذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه على الأرض، رافعا رأسه إلى السماء
فاما وضعه يديه على الأرض فإنه يقبض كل علم الله أنزله من السماء إلى الأرض واما
رفعه رأسه إلى السماء فان مناديا ينادى به من بطنان العرش من قبل رب العزة من
الأفق الاعلى باسمه واسم أبيه يقول، يا فلان بن فلان أثبت تثبت، فلعظيم ما خلقتك
أنت صفوتي من خلقي، وموضع سرى وعيبة علمي، وأميني على وحيى، وخليفتي
في أرضى، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، وأحللت جواري، ثم
وعزتي وجلالي لأصلين من عاداك أشد عذ أبى وان وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي،
فإذا انقضى الصوت صوت المنادى اجابه وهو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء
يقول: (شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة، وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو
العزيز الحكيم) فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح
في ليلة القدر.
65 - في مجمع البيان روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله
قال: لما أراد الله عز وجل ان ينزل فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وشهد الله، وقل
اللهم مالك الملك، إلى قوله: (بغير حساب) تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله
حجاب وقلن: يا رب تهبطنا دار الذنوب والى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور و
القدس؟ فقال: وعزتي وجلالي ما من عبد قرأ كن في دبر كل صلاة الا أسكنته حظيرة
القدس على ما كان فيه، والا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، و
الا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، والا أعذته من كل عدو، ونصرته
322

عليه ولا يمنعه دخول الجنة الا ان يموت.
66 - في تفسير العياشي عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية
(شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز
الحكيم) قال أبو جعفر عليه السلام: شهد الله انه لا إله إلا هو فان الله تبارك وتعالى يشهد
بها لنفسه، وهو كما قال: فأما قوله: (والملائكة) فإنه أكرم الملائكة بالتسليم له
بهم، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه، واما قوله: (وأولوا العلم قائما بالقسط) فان أولى
العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط، والقسط العدل في الظاهر، والعدل في الباطن
أمير المؤمنين عليه السلام.
67 - عن مروان القمي قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله، (شهد الله
انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط) قال: هو الامام.
68 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الدين عند الله الاسلام قال
يعنى: الدين فيه الايمان.
69 - في بصائر الدرجات عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي
الوشاء عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت (وأولوا العلم قائما بالقسط) قال: الامام.
70 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبي
عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون
ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.
71 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن
ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول:
الاسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان، كما
صارت الكعبة في المسجد، والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام
والاسلام لا يشرك الايمان، وقد قال الله عز وجل: (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن
قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم) فقول الله عز وجل أصدق القول، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
323

قال مؤلف هذا الكتاب: استيفاء الكلام في بيان المرام في هذا المقام يحتاج
إلى أزيد تطويل والكافي ببيانه أصول الكافي وقد ذكرنا طرفا من ذلك في سورة الحجرات.
قال عز من قائل: ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير
حق الآية.
72 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لن يعمل
ابن آدم عملا أعظم عند الله تبارك وتعالى من رجل قتل نبيا أو إماما أو هدم الكعبة التي
جعلها الله تعالى قبلة لعباده، أو افرغ ماءه في امرأة حراما.
73 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: احذروا السفلة فان السفلة من
لا يخاف الله فيهم قتلة الأنبياء وهم أعداؤنا.
74 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن
إسماعيل بن جابر عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ان الله عز وجل يقول ويل للذين يختلون الدنيا بالدين، (1) ويل للذين يقتلون الذين
يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية، أبى يغترون أم على
يجترون، فبي حلفت لأتيحن (1) لهم فتنة تترك الحليم منهم حيرانا.
75 - في روضة الكافي باسناده إلى عبد الاعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قلت له: (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) أليس
قد اتى الله عز وجل بنى أمية الملك؟ قال: ليس حيث تذهب، ان الله عز وجل آتانا الملك
واخذته بنو أمية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الاخر، فليس هو الذي اخذه.
76 - في مهج الدعوات عن أسماء بنت زيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسم الله
الأعظم الذي إذا دعى به فأجاب (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك) إلى (بغير حساب)

(1) ختله وخاتله: خادعه. ويختل الدنيا بالدين أي يطلب الدنيا بعمل الآخرة،
يقال ختله ويختله إذا خدعه وراوغه. قاله في النهاية.
(1) قال في النهاية: فيه: حلفت لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا، يقال
أتاح الله لفلان كذا أي قدره له وانزله به وتاح له الشئ.
324

77 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام بعد ان ذكر الليل والنهار، يلج
أحدهما في الاخر، ينتهى كل واحد منهما إلى غاية معروفة محدودة في الطول والعرض على
مرتبة ومجرى واحد.
78 - في أدعية الصحيفة الحمد لله الذي خلق الليل والنهار بقوته (إلى قوله)
يولج كل واحد منهما في صاحبه ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد فيما يغذوهم به
وينشئهم عليه.
79 - في كتاب معاني الأخبار وسئل الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام عن الموت
ما هو؟ فقال هو التصديق بما لا يكون.
80 - حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الصادق عليه السلام قال إن المؤمن إذا مات لم يكن
ميتا، فان الميت هو الكافران الله عز وجل يقول تخرج الحي من الميت وتخرج
الميت من الحي يعنى المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
81 - في مجمع البيان (تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) قيل إن
معناه تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، وروى ذلك عن أبي جعفر
وأبى عبد الله عليهم السلام.
82 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
يقول فيه لبعض اليونانيين وآمرك ان تستعمل التقية في دينك، فان الله يقول: لا يتخذ
المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله
في شئ الا ان تتقوا منهم تقية وإياك ثم إياك ان تتعرض للهلاك، وان تترك التقية
التي أمرتك بها، فإنك شايط بدمك (1) ودماء اخوانك، معرض لنعمك ونعمهم للزوال،
مذل لهم في أيدي أعداء دين الله، وقد امرك باعزازهم.
83 - في تفسير العياشي عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر عن محمد عن
أبيه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا ايمان لمن لا تقية له، ويقول قال الله:
(لا ان تتقوا منهم تقاة).

(1) شاط دمه: ذهب وبطل
325

84 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة
عن إسماعيل الجعفي ومعمر بن يحيى بن سام ومحمد بن مسلم وزرارة قالوا: سمعنا
أبا جعفر عليه السلام يقول: التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له.
85 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن حريز
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال التقية ترس الله بينه (و) بين خلقه.
قال مؤلف هذا الكتاب: والأحاديث في وجوب استعمال التقية كثيرة وفى
الكافي كفاية.
86 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام: ومن سره ان يعلم أن الله، يحبه فليعمل بطاعة الله، وليتبعنا ألم يسمع قول الله
عز وجل: قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
والله لا يطيع الله عبد أبدا الا ادخل الله عليه في طاعته اتباعنا، ولا والله لا يتبعنا
عبد أبدا الا أحبه الله، لا والله لا يدع أحد اتباعنا ابدا الا أبغضنا، ولا والله لا يبغضنا أحد
ابدا الا عصى الله، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار، والحمد لله
رب العالمين.
87 - وفيها خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام:
بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه وآله فقال تبارك وتعالى في التحريص على اتباعه والترغيب في تصديقه
والقبول لدعوته: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)
فاتباعه صلى الله عليه وآله محبة الله، ورضاه غفران الذنوب، وكمال الفوز ووجوب الجنة.
88 - على ابن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري
عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: انى لا أرجو النجاة لمن عرف حقنا من
هذه الأمة الا لاحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن، ثم
تلا: قل: ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ثم قال يا حفص الحب أفضل من
الخوف ثم قال والله ما أحب من أحب الدنيا ووالى غيرنا، ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله
تبارك وتعالى.
326

89 - في كتاب الخصال عن سعيد بن يسار قال قال أبو عبد الله عليه السلام هل الدين
الا الحب ان الله تعالى يقول (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
90 - عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ان الناس يعبدون
الله تعالى على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه، فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع
وآخرون يعبدون فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة
الكرام، وهو الامن لقوله تعالى: (وهم من فزع يومئذ آمنون) ولقوله تعالى. (قل
ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) فمن أحب الله أحبه الله ومن
أحبه الله كان من الآمنين.
91 - في تفسير العياشي عن زياد عن أبي عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبى -
جعفر عليه السلام فقلت. بأبي أنت وأمي ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي، ثم ذكرت حبى إياكم
وانقطاعي إليكم فطابت نفسي؟ فقال: يا زياد ويحك وما الذين الا الحب، الا ترى إلى
قوله تعالى: (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
92 - عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عرفتم في منكرين كثيرا، وأحببتم
في مبغضين كثيرا وقد يكون حبا لله في الله ورسوله، وحبا في الدنيا، فما كان لله ورسوله
فثوابه على الله وما كان في الدنيا فليس شئ ثم نفض يده، ثم قال، ان هذه المرجئة
وهذه القدرية وهذه الخوارج ليس منهم أحد الا يرى أنه على الحق، وانكم انما أحببتمونا
في الله، ثم تلا: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) (وما آتاكم الرسول
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (ان كنتم تحبون الله
فاتبعوني يحببكم الله).
93 - عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال: والله لو أحبنا حجر
حشره الله معنا، وهل الدين الا الحب ان الله يقول: (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
وقال (يحبون من هاجر إليهم) وهل الدين الا الحب.
94 - عن ربعي بن عبد الله قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك انا نسمى
بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك؟ فقال أي والله، وهل الدين الا الحب؟ قال الله
(ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
327

95 - عن هشام بن سالم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله اصطفى آدم
ونوحا) فقال: (هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين) فوضعوا اسما مكان اسم.
96 - عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله اصطفى آدم
ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض قال:
نحن منهم ونحن بقية تلك العترة.
97 - في عيون الأخبار في مجلس للرضا عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل
والمقالات وما أجاب به علي بن محمد بن الجهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم
حديث طويل يقول فيه الرضا عليه السلام، اما قوله عز وجل في آدم عليه السلام، (وعصى آدم
ربه فغوى) فان الله عز وجل خلق آدم حجة في ارضه، وخليفة في بلاده، لم يخلقه
للجنة، وكانت المعصية من آدم عليه السلام في الجنة لا في الأرض، وعصمته يجب أن تكون
في الأرض ليتم مقادير أمر الله عز وجل، فلما اهبط إلى الأرض وجعل حجة و
خليفة عصم بقوله عز وجل، (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين).
98 - وفى باب مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام
حديث طويل وفيه يقول عليه السلام، وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب
كثير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التي تجوز على الأنبياء
قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب
صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى. (وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب
عليه وهدى) وقال عز وجل. ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين.
99 - وفى باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة و
الأمة حديث طويل وفيه: فقال المأمون هل فضل الله العترة على ساير الناس؟ فقال
أبو الحسن عليه السلام: ان الله تعالى أبان فضل العترة على ساير الناس في محكم كتابه فقال
له المأمون: أين ذلك من كتاب الله تعالى؟ فقال الرضا عليه السلام: في قوله تعالى: (ان
328

الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).
100 - في كتاب الخصال عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة إلى أن قال: واختار من
البيوت أربعة فقال الله تعالى: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين).
101 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصية له: يا علي أن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني
منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدى، ثم
اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك، ثم اطلع الرابعة فاختار
فاطمة على نساء العالمين.
102 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام، فلما قضى محمد صلى الله عليه وآله نبوته واستكمل أيامه أوحى الله عز وجل إليه ان
يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم
الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه لم أقطع العلم
والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك. كما لم
أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم، وذلك قوله عز وجل:
ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض
والله سميع عليم). في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب
عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
103 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن
يونس عن هشام بن الحكم في حديث برية (1) لما جاء معه إلى أبى عبد الله فلقى

(1) وفى المصدر (بريه) بالهاء ونقل في هامشه عن بعض النسخ (بريهة) فكيف كان
هو رجل من النصارى أسلم على يد أبى الحسن موسى بن جعفر (ع) كما يظهر من هذا الرواية
وقد ذكر ترجمة في تنقيح المقال وكونه مشتركا بين رجلين فراجع ان شئت.
329

أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام. فحكى له هشام الحكاية، فلما فرغ قال أبو الحسن
لبرية: يا برية كيف علمك بكتابك؟ قال: انا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟
قال: ما أوثقني بعلمي فيه، قال فابتدأ أبو الحسن عليه السلام يقرأ الإنجيل فقال برية،
إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك، قال فآمن برية وحسن ايمانه وآمنت المرأة
التي كانت معه فدخل هشام وبرية والمرأة على أبى عبد الله عليه السلام فحكى له هشام الكلام
الذي جرى بين أبى الحسن موسى عليه السلام وبين برية، فقال أبو عبد الله عليه السلام: (ذرية
بعضها من بعض والله سميع عليم) فقال برية: انى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟
قال هي عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها. ونقولها كما قولوا، ان الله لا يجعل
حجة في ارضه يسأل عن شئ فيقول: لا أدرى.
104 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل
إبراهيم وآل عمران على العالمين) قال العالم عليه السلام: نزل (وآل إبراهيم وآل عمران
وآل محمد على العالمين) فأسقطوا آل محمد من الكتاب.
105 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباد عن علي بن حماد عن
عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: (توقد من شجرة مباركة) فاصل الشجرة
المباركة إبراهيم صلى الله عليه وآله وهو قول الله عز وجل: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت
انه حميد مجيد) وهو قول الله عز وجل: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم
وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
106 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام: قال قال محمد
ابن أشعث بن قيس الكندي للحسين عليه السلام: يا حسين بن فاطمة اية حرمة لك من رسول -
الله ليست لغيرك؟ فتلا الحسين عليه السلام هذه الآية (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم
وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) الآية قال والله ان محمدا لمن آل إبراهيم والعترة
الهادية لمن آل محمد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
107 - في مجمع البيان وفى قراءة أهل البيت عليهم السلام وآل محمد على العالمين
وقالوا أيضا: ان آل إبراهيم هم آل محمد الذين هم أهله، ويجب أن يكون الذين
330

اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين منزهين عن القبايح، لأنه سبحانه لا يختار ولا يصطفى
الامن كذلك ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة (ذرية بعضها من بعض) قيل
بعضها من كان بعض في التناسل والتوالد، فإنهم ذرية آدم ثم ذرية نوح، ثم ذرية إبراهيم:
وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام لأنه قال: الذين اصطفاهم بعضهم من نسل بعض.
108 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن الرضا عن أبي جعفر عليه السلام
من زغم انه قد فرغ من الامر فقد كذب، لان المشية لله في خلقه، يريده ما يشاء
ويفعل ما يريد، قال الله: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) آخرها من أولها، وأولها
من آخرها، فإذا خبرتم بشئ منها بعينه انه كان وكان في غيره منه فقد وقع الخبر على
ما أخبرتم عنه.
109 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما الحجة
في كتاب الله ان آل محمد هم أهل بيته؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: (ان الله
اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد) هكذا نزلت على العالمين *
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) ولا يكون الذرية من القوم الا نسلهم من أصلابهم
وقال (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور وآل عمران وآل محمد).
110 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب: محمد بن سيرين ان عليا عليه السلام
قال لابنه الحسن أجمع الناس فاجتمعوا فاقبل فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وتشهد
ثم قال: أيها الناس ان الله اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه،
وانزل علينا كتابه ووحيه، وأيم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا الا انتقصه الله من حقه
في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا تكون علينا دولة الا كانت لنا العاقبة، (ولتعلمن
نبأه بعد حين) ثم نزل وجمع بالناس وبلغ أباه فقبل بين عينيه، ثم قال: بابى وأمي (ذرية
بعضها من بعض والله سميع عليم).
111 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن أحمد عن أبان بن عثمان
عن إسماعيل الجعفي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان المغيرة يزعم أن الحايض تقضى
331

الصلاة كما تقضى الصوم، فقال: ماله لا وفقه الله، ان امرأة عمران قالت رب انى نذرت
لك ما في بطني محررا والمحرر للمسجد لا يخرج منه أبدا، فلما وضعت مريم
قالت رب انى وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى فلما وضعتها أدخلتها المسجد،
فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد، أنى كانت تجد أياما تقضيها وهي عليها
أن نكون الدهر في المسجد.
112 - في تفسير العياشي عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن
امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال والمحرر للمسجد إذا وضعته، وأدخل
المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا، فلما ولدت مريم (قالت رب انى وضعتها أنثى
والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وانى سميتها مريم وانى أعيذها بك وذريتها
من الشيطان الرجيم) فساهم عليها البنون، فأصاب القرعة زكريا وهو زوج أختها،
وكفلها وأدخلها المسجد، فلما بلغت ما يبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء،
وكانت تصلى فيضئ المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في
الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء. فقال: (انى لك هذا قالت هو من عند الله) فهنالك
دعا زكريا ربه قال إني خفت الموالى من ورائي، إلى ما ذكر الله من قصة يحيى وزكريا
113 - عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (انى نذرت لك
ما في بطني محررا) المحرر يكون في الكنيسة لا يخرج منها، فلما وضعتها أنثى (قالت
رب انى وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى) ان الأنثى تحيض فيخرج من المسجد،
والمحرر لا يخرج من المسجد.
114 - وفى رواية حريز عن أحدهما عليهما السلام نذرت ما في بطنها للكنيسة أن يخدم
العباد، وليس الذكر كالأنثى في الخدمة قال فثبت وكانت تخدمهم، فتناولهم حتى بلغت
فأمر زكريا أن تتخذ لها حجابا دون العباد وكان يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء
في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء فهنا لك دعا وسأل ربه أن يهب له ذكرا فوهب
له يحيى.
115 - عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: لقى إبليس عيسى بن مريم فقال:
332

هل نالني من حبائلك شئ؟ قال: قال: حدثتك التي (قالت رب انى وضعتها أنثى) إلى
(الشيطان الرجيم).
116 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام حديث طويل يذكر فيه تزويج الزهراء عليها السلام وما أكرمه به النبي صلى الله عليه وآله وفيه
يقول عليه السلام: ثم اتاني فأخذ بيدي فقال قم بسم الله، وقل على بركة الله وما شاء الله لا قوة الا بالله
توكلت على الله، ثم جاء بي حتى أقعدني عندها عليها السلام، ثم قال اللهم انهما أحب خلقك إلى
فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا وانى أعيذهما بك وذريتهما
من الشيطان الرجيم.
117 - في تفسير العياشي عن سيف عن نجم عن بي جعفر عليه السلام قال: إن فاطمة
عليها السلام ضمنت لعلى عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت (1) وضمن لها علي عليه السلام
ما كان خلف الباب نقل الحطب وان يجئ بالطعام، فقال لها يوما يا فاطمة هل عندك شئ؟
قالت: لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلث الا شئ تقربك به (2) قال: أفلا أخبرتني؟
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهاني ان أسئلك شيئا فقال: لا تسألي ابن عمك شيئا ان
جاءك بشئ عفوا والا فلا تسأليه، قال: فخرج صلوات الله عليه فلقى رجلا فاستقرض منه
دينارا، ثم اقبل به وقد أمسى، فلقى مقداد بن الأسود فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه
الساعة؟ قال: الجوع والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: و
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي؟ قال: ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي، قال: فهو أخرجني وقد استقرضت
دينارا وسأوثرك به، فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا وفاطمة تصلى وبينها
شئ مغطى، فلما فرغت أحضر ذلك الشئ. فإذا جفنة من خبز ولحم، قال: يا فاطمة انى
لك هذا؟ قالت: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا
أحدثك بمثلك ومثلها؟ قال بلى، قال مثل زكريا إذ دخل على مريم المحراب، فوجد

(1) قم البيت: كنسه.
(2) في المصدر وكذا في تفسير البرهان: (ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شئ نقربك
به) وفى البحار (منذ ثلاث الا شئ آثرتك به):
333

عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب
فأكلوا منها شهرا وهي الجفنة التي يأكل منها القائم عليه السلام وهي عندنا.
118 - في أصول الكافي أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي
عن الحسين بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال
لرجل نصراني: اما أم مريم فاسمها مرتا وهي وهيبة بالعربية والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
119 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن
محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله أوحى إلى عمران انى واهب لك ذكرا
سويا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل
، فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم، فلما حملت كان حملها [بها]
عند نفسها غلام، فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى، ولا تكون
البنت رسولا، يقول الله عز وجل: (والله أعلم بما وضعت) فلما وهب الله لمريم عيسى كان
هو الذي بشر به عمران، ووعده إياه، فإذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده أم ولد ولده
فلا تنكروا ذلك.
120 - في عيون الأخبار باسناده إلى الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا عليه السلام
في أول يوم من المحرم، فقال لي يا بن شبيب أصائم أنت؟ فقلت لا فقال إن هذا اليوم هو اليوم
الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل؟ (فقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك
سميع الدعاء) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى في المحراب ان الله
يبشرك بيحيى مصدقا، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله تعالى استجاب الله تعالى له كما استجاب
لزكريا عليه السلام.
121 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن رجل
عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أراد ان يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة
يطيل فيهما الركوع والسجود، ثم يقول: اللهم إني أسئلك بما سألك به زكريا يا رب (1)

(1) وفى نسخة: (إذ قال رب)
334

لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، اللهم هب لي ذرية طيبة انك سميع الدعاء، اللهم
باسمك استحللتها وفى أمانتك اخذتها فان قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا،
ولا تجعل للشيطان فيه شريكا ونصيبا.
122 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ان طاعة الله عز وجل خدمته
في الأرض وليس شئ من خدمته يعدل الصلاة فمن ثم نادت الملائكة زكريا وهو قائم يصلى
في المحراب.
123 - في مجمع البيان وروى الحرث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
انى من أهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولد، فقال ادع الله وأنت ساجد رب هب لي من لدنك
ذرية طيبة انك سميع الدعاء. رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، قال فقلت فولد على
والحسين، و (حصورا) لا يأتي النساء وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
124 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل
القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع قال، قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام، فلما أراد الله ان يرفعه أوحى إليه ان يستودع
نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته على المؤمنين، ففعل ذلك
فلم يزل شمعون في قومه يقوم بأمر الله عز وجل ويهتدى بجميع مقال عيسى عليه السلام في
قومه من بني إسرائيل، ويجاهد الكفار فمن اطاعه وآمن به وبما جاء به كان مؤمنا
ومن جحده وعصاه كان كافرا حتى استخلص ربنا تبارك وتعالى وبعث في عباده نبيا من
الصالحين وهو يحيى بن زكريا، فمضى شمعون وملك عند ذلك أردشير بن زاركا أربع
عشرة سنة وعشرة أشهر، وفى ثمان سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن
زكريا عليهما السلام ولما أراد الله عز وجل ان يقبضه أوحى إليه ان يجعل الوصية في ولد
شمعون ويأمر الحواريين وأصحاب عيسى بالقيام معه، ففعل ذلك وعندها ملك سابور
ابن أردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله، وعلم الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن
شمعون ومعه الحواريون من أصحاب عيسى عليه السلام، وعند ذلك ملك بخت نصر مأة سنة
وسبعا وثمانين سنة وقتل من اليهود سبعين الف مقاتل على دم يحيى بن زكريا، وخرب
335

بيت المقدس ففرقت اليهود في البلدان.
125 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن زكريا
لما دعا ربه ان يهب له فنادته الملائكة بما نادته به أحب ان يعلم أن ذلك الصوت من
الله أوحى إليه: ان آية ذلك ان مسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيام، قال: فلما أمسك
لسانه ولم يتكلم علم أنه لا يقدر على ذلك الا الله، وذلك قول الله: رب اجعل لي
آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا.
126 - عن حماد عمن حدثه عن أحدهما عليهما السلام قال: لما سأل ربه ان يهب له
ذكرا فوهب الله له يحيى، فدخله من ذلك، فقال: (رب اجعل لي آية قال آيتك
الا تكلم الناس ثلاثة أيام الا رمزا) فكان يؤمى برأسه وهو الرمز.
127 - عن الحكم بن عتيبة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله في الكتاب
إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين
اصطفاها مرتين، والاصطفاء انما هو مرة واحدة، قال: فقال لي يا حكيم ان لهذا تأويلا
وتفسيرا فقلت له، ففسره لنا أبقاك الله فقال، يعنى اصطفاه إياها أولا من ذرية الأنبياء
المصطفين المرسلين، وطهرها من أن يكون في ولادتها من آبائها وأمهاتها سفاحا، و
اصطفاها بهذا في القرآن، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي شكرا لله.
128 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك
وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) قال: اصطفاها مرتين اما الأول فاصطفاها أي اختارها،
واما الثانية فإنها حملت من غير فحل، فاصطفاها بذلك على نساء العالمين.
129 - في مجمع البيان - (واصطفاك على نساء العالمين) أي على نساء عالمي
زمانك، لان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء العالمين وهو قول أبى جعفر عليه السلام
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على
نساء العالمين.
130 - وقال أبو جعفر عليه السلام معنى الآية اصطفاك من ذرية الأنبياء وطهرك من السفاح
336

واصطفاك لولادة عيسى من غير فحل وزوج.
131 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: انما
سميت فاطمة عليها السلام محدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما
تنادى مريم بنت عمران، فتقول يا فاطمة ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء
العالمين يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين، فتحدثهم ويحدثونها،
فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: إن
مريم كانت سيدة نساء عالميها، وان الله عز وجل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها،
وسيدة نساء الأولين والآخرين.
132 - في أصول الكافي باسناده إلى علي بن محمد الهرمزاني عن أبي عبد الله
الحسين بن علي عليهما السلام قال لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين عليه السلام سرا وعفى
على موضع قبرها (1) ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال السلام عليك يا رسول الله
عنى والسلام عليك عن ابنتك وزايرتك، والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار لها سرعة
اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلدي (2)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
133 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا: ومناخير نساء
العالمين، ومنكم حمالة الحطب.
134 - فيمن لا يحضره الفقيه روى المعلى بن محمد البصري عن جعفر بن
سليمان عن أبي عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ان عليا وصيي، وخليفتي وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
135 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أيما امرأة
صلت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجت بيت الله الحرام

(1) عفى على قبره: محى أثره.
(2) عفى أي درس وانمحى. والتجلد: تكلف الجلادة.
337

وزكت مالها، وأطاعت زوجها ووالت عليا دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة، وانها
لسيدة نساء العالمين فقيل له: يا رسول الله هي سيدة نساء عالمها؟ فقال عليه السلام: ذاك
مريم ابنة عمران، واما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين
وانها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين وينادونها
بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون يا فاطمة ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء
العالمين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
136 - وباسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه
أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عنى، فان الفراق قريب، انا امام البرية ووصى خير
الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الأمة.
137 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: أول من سوهم عليه مريم بنت
عمران وهو قول الله تعالى: وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم والسهام
سنة. فيمن لا يحضره الفقيه مثله.
138 - في تفسير علي بن إبراهيم (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل
مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون) قال لما ولدت اختصموا آل عمران فيها وكلهم قالوا
نحن نكفلها، فخرجوا وضربوا بالسهام بينهم فخرج سهم زكريا فكفلها زكريا.
139 - في تفسير العياشي عن الحكم بن عتيبة عن أبي جعفر عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه وآله يخبره بما غاب عنه من خبر مريم
وعيسى يا محمد ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك في مريم وابنها، وبما خصهما الله
به وفضلهما واكرمهما حيث قال (وما كنت لديهم) يا محمد يعنى بذلك رب الملائكة
(إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) حين أيتمت من أبيها.
140 - وفى رواية أخرى عن ابن أبي خراد (1) أيهم [يؤمن] يكفل مريم
حين أيتمت من أبيها (وما كنت لديهم) يا محمد (إذ يختصمون) في مريم عند ولادتها

(1) وفى المصدر وكذا البحار (ابن خرزاد) ولم أظفر على ترجمته في كتب الرجال
على اختلافه.
338

بعيسى بن مريم أيهم يكفلها ويكفل ولدها، قال فقلت له: أبقاك الله فمن كفلها؟ فقال اما تسمع
لقوله الآية (1).
141 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسي قال سألت أبا جعفر عليه السلام أكان
عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال كان يؤمئذ نبيا
حجة الله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال (انى عبد الله آتاني الكتاب وجعلني
نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
142 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن
أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم
قال لعلي عليه السلام في أثناء كلام طويل فان هذا عيسى بن مريم تزعمون أنه تكلم في المهد
صبيا، قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم سقط من بطن أمه واضعا يده
اليسرى على الأرض، ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد، وبدا من
فيه نور رأى أهل مكة قصور بصرى من الشام وما يليها، والقصور الحمر من ارض اليمن
وما يليها، والقصور البيض من إصطخر وما يليها، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي
صلى الله عليه وآله حتى فزعت الجن والإنس والشياطين، وقالوا حدث في الأرض حدث إلى أن قال
قال له اليهودي فان عيسى يزعمون أنه خلق كهيئة الطير فتنفخ فيها فكان طيرا بإذن الله
عز وجل، فقال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قد فعل ما هو شبيه لهذا،
إذ أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا ثم قال للحجر: انفلق، فانفلق ثلاث
فلق يسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى، ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء
فأجابته ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس، ثم قال لها انشقي فانشقت نصفين
ثم قال لها التزقي فالتزقت ثم قال لها اشهدي لي بالنبوة فشهدت، ثم قال له اليهودي
فان عيسى يزعمون أنه قد أبرء الأكمه والأبرص بإذن الله عز وجل، فقال له علي عليه السلام

(1) وفى نسخة البحار (اما تسمع لقوله: وكفلها زكريا. الآية).
339

لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله اعطى ما هو أفضل أبرأ ذا العاهة من عاهته بينما هو جالس
عليه السلام إذ سال عن رجل من أصحابه فقالوا يا رسول الله انه قد صار في البلاء كهيئة
الفرخ لا ريش عليه، فأتاه عليه السلام فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال له قد كنت
تدعو في صحتك دعاء؟ قال نعم كنت أقول يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة
فعجلها لي في الدنيا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله الا قلت (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار) فقالها فكأنما نشط (1) من عقال وقام صحيحا وخرج معنا،
ولقد اتاه رجل من جهينة أجذم ينقطع من الجذم، فشكى إليه صلى الله عليه وآله فاخذ قدحا من
ماء فتفل فيه، ثم قال امسح به جسدك ففعل، فبرأ حتى لم يوجد فيه شئ، ولقد اتى
أعرابي أبرص فتفل [من] فيه [عليه] فما قام من عنده الا صحيحا، ولئن زعمت أن
عيسى عليه السلام أبرأ ذا العاهات من عاهاتهم، فان محمدا صلى الله عليه وآله بينما هو في بعض أصحابه
إذا هو بامرأة فقالت: يا رسول الله ابني قد أشرف على حياض الموت (2) كلما أتيته
بطعام وقع عليه التثاؤب، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقمنا معه، فلما اتيناه قال له جانب
يا عدو الله ولى الله فأنا رسول الله صلى الله عليه وآله فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في
عسكرنا، ولئن زعمت أن عيسى ابرء العميان فان محمد صلى الله عليه وآله قد فعل ما هو أكثر من
ذلك، ان قتادة بن ربعي كان رجلا صحيحا فلما إن كان يوم أحد اصابته طعنة في عينه،
فبدرت حدقته فأخذها بيده ثم اتى بها إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله ان امرأتي الان
تبغضني، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يده ثم وضعها مكانها، فلم تكن تعرف بفضل
حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى. ولقد جرح عبد الله بن عتيك وبانت يده يوم
حنين، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله ليلا فمسح عليه يده، فلم يكن تعرف من الأخرى،
ولقد أصاب محمد بن مسلمة يوم كعب بن الأشرف مثل ذلك في عينه ويده فمسحه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يستبينا، ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه
فمسحها فما عرفت من الأخرى، فهذه كلها دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله، قال له اليهودي فان

(1) أي حل وأطلق
(2) حوض الموت: مجتمعه.
340

عيسى تزعمون أنه أحيى الموتى بإذن الله؟ فقال له عليه السلام لقد كان ذلك ومحمد
صلى الله عليه وآله وسلم سبحت في يده تسع حصيات يسمع نغماتها في جمودها، ولا روح فيها لتمام حجة
نبوته، ولقد كلمه الموتى من بعد موتهم واستغاثوه مما خافوا تبعته، ولقد صلى بأصحابه
ذات يوم فقال: ما ههنا من بنى النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة
دراهم لفلان اليهودي وكان شهيدا، ولئن زعمت أن عيسى كلم الموتى فلقد كان لمحمد
صلى الله عليه وآله ما هو أعجب من هذا، ان النبي صلى الله عليه وآله لما نزل بالطائف وحاصر أهلها
بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بسم، فنطق الذراع منها، فقالت: يا رسول الله لا تأكلني
فانى مسموم، فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله عز ذكره على المنكرين
لنبوته، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشوى، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو
بالشجرة فتجيبه، وتكلمه البهيمة وتكلم السباع وتشدهم له بالنبوة، وتحذرهم عصيانه
فهذا أكثر مما اعطى عيسى، قال له اليهودي: ان عيسى تزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون
وما يدخرون في بيوتهم؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله فعل ما هو
أكبر من هذا، ان عيسى أنبأ قومه بما كان من وراء الحايط، ومحمد صلى الله عليه وآله
أنبأ قومه عن موتة وهو عنها غايب، ووصف حربهم، ومن استشهد منهم وبينه وبينهم مسيرة
شهور كان يأتيه الرجل يريد ان يسأله عن شئ فيقول صلى الله عليه وآله: تقول أو أقول! فيقول
بل قل يا رسول الله، فيقول: جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته، ولقد كان
صلى الله عليه وآله يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتى لا يترك من اسرارهم شيئا، منها ما كان بين
صفوان بن أمية وبين عمير بن وهب، فقال: جئت في فكاك ابني فقال له:
كذبت، بل قلت: لصفوان وقد أجمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر، وقلتم:
والله الموت أهون علينا من البقاء مع ما صنع محمد بنا، وهل حياة بعد أهل القليب؟
فقلت أنت: لولا عيالي ودين على لأرحتك من محمد فقال صفوان: على أن اقضي
دينك وان اجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يصيبهن من خيرا وشر فقلت أنت: فاكتمها
على وجهزني حتى اذهب فأقتله، فجئت لتقتلني، فقال: صدقت يا رسول الله، فانا
341

أشهد أن لا إله إلا الله، وانك رسول الله وأشباه هذا مما لا يحصى.
143 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي
بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له أنتم ورثة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال نعم قلت رسول الله صلى الله عليه وآله وارث الأنبياء علم كلما علموا؟ قال نعم
قلت فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرأوا الأكمه والأبرص قال لي نعم بإذن الله
ثم قال لي ادن منى يا أبا محمد فدنوت منه فسمح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس
والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في البلد ثم قال لي: أتحب أن تكون هكذا ولك
ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت: أعود
كما كنت فمسح على عيني فعدت كما كنت فحدثت ابن أبي عمير بهذا، فقال: اشهد ان
هذا حق كما أن النهار حق:
144 - في الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن
ربيع بن محمد عن عبد الله بن سليم العامري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عيسى بن
مريم جاء إلى قبر يحيى بن زكريا عليهما السلام وكان سأل ربه ان يحييه له فدعاه فأجابه
وخرج إليه من القبر فقال له: ما تريد منى؟ فقال له: أريد ان تونسني كما كنت في
الدنيا، فقال له: يا عيسى ما سكنت عنى حرارة الموت وأنت تريدان تعيدني إلى
الدنيا وتعود على حرارة الموت، تركه فعاد إلى قبره.
145 - في عيون الأخبار باسناده إلى أبى يعقوب البغدادي قال: قال ابن
السكيت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: لما ذا بعث الله موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا
وآلة السحر، وبعث عيسى بالطب، وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب؟ فقال له أبو الحسن
عليه السلام. ان الله تعالى لما بعث موسى - إلى أن قال -: وان الله تعالى بعث عيسى عليه السلام
في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله تعالى
بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيى لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى،
وأثبت به الحجة عليهم.
342

146 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل
يقول فيه: ثم إن الله عز وجل أرسل عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل خاصة، فكانت
نبوته ببيت المقدس.
147 - في كتاب الخصال عن الحسين ابن علي عليهما السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام
بالكوفة في الجامع، إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما
سأله: اخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم؟ فقال: آدم، وحوا، وكبش إسماعيل و
عصى موسى، وناقة صالح والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم فطار بإذن الله تعالى.
148 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان و
أصحاب المقالات قال الرضا عليه السلام: لقد اجتمعت قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه
أن يحيى لهم موتاهم فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه السلام: فقال له، اذهب إلى الجبانة (1)
فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك: يا فلان ويا فلان ويا
فلان، يقول لكم محمد رسول الله: قوموا بإذن الله عز وجل، فقاموا ينفضون التراب
عن رؤسهم، وأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ثم أخبروهم ان محمدا قد بعث نبيا،
وقالوا أوددنا (2) انا أدركناه فنؤمن به، ولقد أبرء الأكمه والأبرص والمجانين، وكلمه
البهايم والطير والجن والشياطين ولم نتخذه ربا من دون الله عز وجل.
149 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحسن بن محبوب عن أبي جميلة عن أبان بن تغلب وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام انه
سئل هل كان عيسى بن مريم أحيى أحدا بعد موته حتى كان له أكل رزق ومدة وولد؟
فقال: نعم، انه كان له صديق مواخ له في الله تبارك وتعالى، وكان عيسى صلى الله عليه
يمر به وينزل عليه، وان عيسى صلى الله عليه غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه. فخرجت
إليه أمه فسألها عنه، فقالت: مات يا رسول الله فقال: أفتحبين ان تراه؟ فقالت: نعم

(1) الجبانة: المقابر.
(2) كذا في النسخ والظاهر (لوددنا) وفى رواية العيون (وددنا)
343

فقال لها، فإذا كان غدا فأتيك حتى أحييه لك بإذن الله تبارك وتعالى، فلما كان من
الغد أتاها فقال لها: انطلقي معي إلى قبره، فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عليه عيسى
صلى الله عليه ثم دعى الله عز وجل فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها
بكيا فرحمهما عيسى صلى الله عليه فقال له عيسى: أتحب ان تبقى مع أمك في الدنيا؟ فقال
له: يا نبي الله بأكل ورزق ومدة أم بغير اكل ولا رزق ولا مدة؟ فقال له عيسى صلى الله عليه:
بأكل ورزق ومدة، تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك قال، نعم إذا قال، فدفعه عيسى
إلى أمه فعاش عشرين سنة وولد له.
150 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:
حدثني جعفر بن عبد الله قال، حدثنا كثير بن عياش عن زياد بن المنذر أبى الجارود عن أبي
جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قوله، وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون في
بيوتكم فان عيسى عليه السلام كان يقول لبنى إسرائيل، (انى رسول الله إليكم وانى أخلق
لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص)
الأكمه هو الأعمى قالوا: ما نرى الذي تصنع الا سحرا فأرنا آية نعلم أنك صادق، قال،
أرأيتكم ان أخبرتكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم؟ - يقول، ما أكلتم
في بيوتكم قبل ان تخرجوا وما ادخرتم إلى الليل - تعلمون انى صادق؟ قالوا، نعم،
فكان يقول للرجل اكلت كذا وكذا، وشربت كذا وكذا، ورفعت كذا وكذا، فمنهم من
يقبل منه فيؤمن، ومنهم من يكفر وكان لهم في ذلك آية ان كانوا مؤمنين.
قال عز من قائل ومصدقا لما بين يدي من التوراة الآية.
151 - في تفسير العياشي عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان
بين داود وعيسى ابن مريم عليهما السلام أربعمأة سنة، وكان شريعة عيسى انه بعث بالتوحيد
والاخلاص وبما أوصى به نوح وإبراهيم وموسى، وانزل عليه الإنجيل، واخذ عليه
الميثاق الذي اخذ على النبيين، وشرع له في الكتاب أقام الصلاة مع الدين والامر
بالمعروف، والنهى عن المنكر، وتحريم الحرام وتحليل الحلال، وانزل عليه في
الإنجيل مواعظ وأمثال وحدود ليس فيها قصاص، ولا أحكام حدود ولا فرض مواريث،
وانزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى في التوراة، وهو قول الله في الذي قال عيسى
344

ابن مريم لبنى إسرائيل، ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وامر عيسى من معه
ممن اتبعه المؤمنين ان يؤمنوا بشريعة التوراة والإنجيل.
152 - وروى عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: فلما أحس
عيسى منهم الكفر أي لما سمع ورأى انهم يكفرون.
153 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه وقال، وسألته
عن قول الله عز وجل، (سخر الله منهم) وعن قوله. (يستهزئ بهم) وعن قوله
تعالى. (ومكروا ومكر الله) وعن قوله عز وجل، (يخادعون الله وهو خادعهم)
فقال عليه السلام، ان الله عز وجل لا يسخر وولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكنه عز وجل
يجازيهم جزاء السخرية وجزاء استهزاء وجزاء المكر والخديعة (1) تعالى عما يقول
الظالمون علوا كبيرا.
154 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح
عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه
فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلا: فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في
زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء: فقال إن الله أوحى إلى أنه رافعي إليه الساعة و
مطهري من اليهود فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي؟ فقال
شاب منهم: انا يا روح الله فقال: فأنت هوذا فقال لهم عيسى: اما ان منكم لمن يكفر بي
قبل ان يصبح اثنى عشر كفرة فقال له رجل منهم: انا هويا نبي الله فقال عيسى: أتحس بذلك
في نفسك فلتكن هو ثم قال لهم عيسى: اما انكم ستفترقون بعدى على ثلث فرق فرقتين
مفريتين على الله في النار وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة ثم رفع الله عيسى
إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه قال: إن اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا

(1) والعرب تسمى الجزاء على الفعل باسمه كما قال عمرو بن كلثوم: (الا لا يجهلن
أحد علينا - فنجهل فوق جهل الجاهلينا) قال الطبرسي (ره) وانما أضاف الله المكر إلى
نفسه على مزاوجة الكلام كما قال: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)
والثاني ليس باعتداء وانما هو جزاء، وهذا أحد وجوه البلاغة كالمجانسة والمطابقة والمقابلة.
345

الرجل الذي قال له عيسى ان منكم لمن يكفر بي قبل ان يصبح اثنى عشر كفرة واخذوا
الشاب الذي القى عليه شبح عيسى عليه السلام فقتل وصلب وكفر الذي قال له عيسى تكفر قبل ان
تصبح اثنتي عشرة كفرة).
155 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال في حديث
طويل يذكر فيه الأغسال في شهر رمضان: وليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي مات فيها
أوصياء الأنبياء وفيها رفع عيسى بن مريم عليه السلام.
156 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل
القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان جبرئيل
عليه السلام نزل على بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الأرض وخبر من بعث من قبلي من الأنبياء و
الرسل وهو حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال: لما ملك أشج بن أشجان وكان
يسمى الكيس وكان قد ملك مأتى وستا وستين سنة، ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه
بعث الله عز وجل عيسى بن مريم عليه السلام واستودعه النور والعلم والحكمة وجميع علوم
الأنبياء قبله، وزاده الإنجيل، وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه
وحكمته والى الايمان بالله وبرسوله، فأبى أكثره الا طغيانا وكفرا، فلما لم يؤمنوا به
دعا ربه وعزم عليه، فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا فلم يزدهم ذلك الا طغيانا و
كفرا فاتى بيت المقدس فمكث يدعوهم يرغبهم فيما عند الله ثلثا وثلثين سنة حتى طلبته
اليهود وادعت انها عذبته ودفنته في الأرض حيا، وادعى بعضهم انهم قتلوه وصلبوه، وما كان
الله ليجعل لهم عليه سلطانا وانما شبه لهم، وما قدروا على عذابه ودفنه، ولا على قتله وصلبه
قوله عز وجل: انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا فلم يقدروا
على قتله وصلبه، لأنهم لو قدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله، ولكن رفعه الله بعد أن توفاه
عليه السلام، فلما أراد الله أن يرفعه أوحى إليه ان يستودع نور الله وحكمته، وعلم كتابه شمعون
ابن حمون الصفا خليفته على المؤمنين ففعل ذلك.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد كتبنا لهذا الكلام تتمة عند قوله (ونبيا من
الصالحين) مخالفة لاحياء عيسى يحيى بن زكريا عليه السلام فتأمل فيهما.
346

157 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام ان نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان سيدهم الأهتم و
العاقب والسيد، وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله هذا في مسجدك؟ فقال: دعوهم، فلما فرغوا دنوا من
رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إلى ما تدعونا؟ فقال إلى شهادة ان لا إله إلا الله وانى رسول الله
وان عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث، قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قل لهم: ما تقولون في آدم أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب و
يحدث وينكح؟ فسألهم النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: نعم، فقال: فمن أبوه؟ فبهتوا، فأنزل الله:
ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية واما قوله: فمن حاجك
فيه من بعد ما جاءك من العلم إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: فباهلوني فان كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم، وان كنت كاذبا
أنزلت على فقالوا: أنصفت، فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم
السيد والعاقب والأهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه فإنه ليس بنبي وان باهلنا بأهل بيته
خاصة فلا نباهله، فإنه لا يقدم على أهل بيته الا وهو صادق، فلما أصبحوا جاءوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فقال
النصارى: من هؤلاء؟ فقيل لهم: ان هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب،
وهذه ابنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين عليهم السلام ففرقوا (1) وقالوا لرسول الله
صلى الله عليه وآله: نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الجزية
وانصرفوا.
158 - في تفسير العياشي عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أمير المؤمنين
عليه السلام سئل عن فضايله فذكر بعضها ثم قالوا له: زدنا، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله اتاه حبران
من أحبار اليهود من أهل نجران فتكلما في أمر عيسى فأنزل الله هذه الآية: (ان مثل
عيسى عند الله كمثل آدم) إلى آخر الآية فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بيد على والحسن

(1) أي خافوا وفزعوا.
347

والحسين وفاطمة، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء. وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة
قال وقال أبو جعفر عليه السلام: وكذلك المباهلة يشبك يده في يده ثم يرفعها إلى السماء فلما
رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: والله إن كان نبيا لتهلكن وإن كان غير نبي كفانا قومه،
فكفا وانصرفا.
159 - عن أبي جعفر الأحول قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما تقول قريش في الخمس؟
قال: قلت يزعم أنه لها، قال: ما أنصفونا والله لو كان مباهلة ليباهلن بنا، ولئن كان مبارزة
ليبارزن ثم نكون وهم على سواء؟
160 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
الحسين بن طريف عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أبو جعفر
عليه السلام يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين عليهما السلام؟ قلت ينكرون علينا
أنهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت احتججنا عليهم بقول -
الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا
وأنفسكم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
161 - في مجمع البيان وقال عليه السلام: ان كل بنى بنت ينسبون إلى أبيهم الا أولاد
فاطمة فانى انا أبوهم.
162 - في عيون الأخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليه السلام مع
هارون الرشيد لما قال له: كيف تكونون ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وأنتم أولاد ابنته. حديث
طويل يقول فيه عليه السلام لهارون أزيدك يا أمير المؤمنين؟ قال: هات، قلت قول الله تعالى
فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا
وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولم يدع أحد انه أدخل النبي صلى الله عليه وآله
تحت الكساء عند المباهلة للنصارى الاعلى ابن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين
عليهم السلام، فكان تأويل قوله عز وجل؟ (أبناءنا) الحسن والحسين (ونساءنا) فاطمة
(وأنفسنا) علي بن أبي طالب عليه السلام، على أن العلماء قد اجتمعوا على أن جبرئيل قال يوم
أحد يا محمد ان هذه لهى المواساة من على قال لأنه منى وأنا منه.
348

163 - وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة
والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب
فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا،
فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال واما الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه، فأمر
نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عز وجل: يا محمد (فمن حاجك
فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا
وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فأبرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسن والحسين
وفاطمة صلوات الله عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله: (وأنفسنا وأنفسكم)
قالت العلماء عنى به نفسه قال أبو الحسن عليه السلام غلطتم انما عنى به علي بن أبي طالب عليه السلام
ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال لينتهين بنو وليعة أولا بعثن إليهم رجلا كنفسي
يعنى علي بن أبي طالب عليه السلام، وعنى بالأبناء الحسن والحسين، وعنى بالنساء فاطمة
عليها السلام فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد، وفضل لا يلحقهم فيه بشر، وشرف لا يسبقهم
إليه خلق، إذ جعل نفس على كنفسه.
164 - وفيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه يا علي من قتلك فقد قتلني
ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني، لأنك منى كنفسي، روحك من روحي
وطينتك من طينتي.
165 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال: فأنشدك بالله
أبى برز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأهلي وولدي في مباهلة المشركين من النصارى، أم بك وبأهلك
وولدك؟ قال بكم.
166 - وفيه أيضا مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام - واما الرابعة
والثلاثون - فان النصارى ادعوا أمرا فأنزل عز وجل فيه: (فمن حاجك فيه من بعدما
جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فكانت
نفسي نفس رسول الله صلى الله عليه وآله والنساء فاطمة، والأبناء الحسن والحسين، ثم ندم القوم فسألوا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاعفاء فعفا عنهم وقال والذي انزل التوراة على موسى والفرقان على محمد
349

لو باهلونا لمسخهم الله قردة وخنازير.
167 - في كتاب علل الشرايع عن أبي جعفر الثاني عليه السلام حديث طويل ذكرته
بتمامه في سورة يونس عند قوله تعالى، (فان كنت في شك) الآية وفيه: ان المخاطب
بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن في شك مما أنزل الله عز وجل، ولكن قالت الجهلة،
كيف لا يبعث الله إلينا نبيا من الملائكة انه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن
المأكل والمشرب والمشي في الأسواق، فأوحى الله عز وجل إلى نبيه عليه السلام، (فاسأل
الذين يقرأون الكتاب من قبلك بمحضر من الجهلة هل بعث الله عز وجل رسولا قبلك
الا وهو يأكل الطعام ويمشى في الأسواق ولك بهم أسوة، وانما قال: وان كنت في شك
ولم يكن ولكن ليتفهم كما قال له عليه السلام، فقل، (تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولو قال. تعالوا
نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيئون للمباهلة، وقد عرف ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مؤدى عنه رسالته، وما هو من الكاذبين، وكذلك عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه صادق فيما
يقول، ولكن أحب ان ينصف من نفسه.
168 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسى بن
جعفر عليهما السلام قال، التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت. والابتهال ان
تبسطهما فتقدمهما.
169 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى اسحق عن أبي عبد الله عليه السلام قال.
والابتهال رفع اليدين وتمدهما وذلك عند الدمعة.
170 - وباسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
وهكذا الابتهال ومديده تلقاء وجهه إلى القبلة، ولا يبتهل حتى تجرى الدمعة.
171 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة عن
العلاء عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والابتهال تبسط يدك وذراعك (1)
إلى السماء، والابتهال حين ترى أسباب البكاء.

(1) وفى المصدر: (يديك وذراعيك).
350

172 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: واما الابتهال فرفع يديك
تجاوز بهما رأسك.
173 - وباسناده إلى محمد بن مسلم وزرارة قالا: قال أبو عبد الله عليه السلام: و
الابتهال ان تمد يديك جميعا، وهذه الأحاديث أحاديث أصول الكافي طوال أخذنا
منها موضع الحاجة.
174 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي
مسترق (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت، انا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله
عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فيقولون: نزلت في امراء
السرايا: فنحتج عليهم بقوله عز وجل (انما وليكم الله ورسوله) إلى آخر الآية
فيقولون، نزلت في المؤمنين ونحتج عليهم بقول الله عز وجل: (قل لا أسئلكم
عليه اجرا الا المودة في القربى) فيقولون: نزلت في قربى المسلمين، قال: فلم ادع
شيئا مما حضرني ذكره من هذا وشبهه الا ذكرته، فقال لي: إذا كان كذلك فادعهم إلى
المباهلة، قلت: وكيف اصنع؟ قال، أصلح نفسك ثلاثا - وأظنه قال: وصم واغتسل -
وابرز أنت وهو إلى الجبان (2) فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه، ثم انصفه
وابدأ بنفسك وقل: اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع عالم الغيب و
الشهادة الرحمن الرحيم إن كان أبو مسترق جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا (3)
من السماء وعذابا أليما ثم رد الدعوة عليه، فقل وإن كان فلان جحد حقا وادعى باطلا
فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما ثم قال لي، فإنك لا تلبث ان ترى ذلك فيه،
فوالله ما وجدت خلقا يجيبني إليه.
175 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبي -

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (أبو مسروق).
(2) الجبان: الصحراء.
(3) الحسبان: العذاب والبلاء.
351

العباس عن أبي عبد الله عليه السلام في المباهلة قال تشبك أصابعك في أصابعه، ثم تقول،
اللهم إن كان فلان جحد حقا وأقر بباطل فأصبه بحسبان من السماء أو بعذاب من عندك
وتلاعنه سبعين مرة.
176 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن مخلد
أبى الشكر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال. الساعة التي تباهل فيها ما
بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد
عن محمد بن إسماعيل عن مخلد أبى الشكر عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
177 - في مجمع البيان: ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله
وقد روى أنه لما نزلت هذه الآية قال عدى بن حاتم: ما كنا نعبدهم يا رسول الله.
فقال عليه السلام: اما كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم؟ فقال: نعم، فقال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هو ذاك.
178 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد
عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال، (لا شرقية ولا غربية) يقول: لستم
بيهود فتصلوا قبل المغرب، ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق، وأنتم على ملة إبراهيم صلى الله عليه وآله
وقد قال عز وجل: ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا
مسلما وما كان من المشركين.
179 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله
بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (حنيفا مسلما) قال خالصا مخلصا
ليس فيه شئ من عبادة الأوثان.
180 - في تفسير العياشي عن عبد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال
أمير المؤمنين عليه السلام: (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) لا يهوديا يصلى إلى المغرب،
ولا نصرانيا يصلى إلى المشرق، (ولكن كان حنيفا مسلما) يقول: كان حنيفا مسلما
على دين محمد صلى الله عليه وآله.
181 - عن علي بن النعمان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ان أولى الناس
352

بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين قال
هم الأئمة واتباعهم.
182 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء
عن مثنى عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (ان أولى الناس
بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) قال: هم الأئمة عليهم السلام ومن اتبعهم.
183 - في مجمع البيان قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: ان أولى الناس بالأنبياء
أعملهم بما جاؤوا به، ثم تلا هذه الآية، وقال: ان ولى محمد من أطاع الله وان بعدت لحمته،
وان عدو محمد من عصى الله وان قربت قرابته.
184 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور
ابن يونس عن عمر بن زيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أنتم والله من آل محمد فقلت:
من أنفسهم جعلت فداك؟ قال: نعم والله من أنفسهم - ثلاثا -، ثم نظر إلى ونظرت إليه فقال
يا عمران الله يقول في كتابه: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين
آمنوا معه والله ولى المؤمنين).
185 - وفيه حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيه يقول: ثم صعدنا إلى السماء
السابعة، فما مررت بملك من الملائكة الا قالوا: يا محمد احتجم وأمر أمتك بالحجامة
وإذا فيها رجل أشمط الرأس واللحية (1) جالس على كرسي، فقلت: يا جبرئيل من هذا
الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله؟ فقال: هذا يا محمد
أبوك إبراهيم، وهذا محلك ومحل من اتقى من أمتك، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ان
أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين).
186 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي
قال؟ قال أبو جعفر عليه السلام والله لكأني انظر إلى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر
ثم ينشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فانا أولى بالله، أيها
الناس من يحاجني بآدم فانا أولى بآدم، أيها الناس من يحاجني في نوح فانا أولى

(1) الأشمط: من خالط بياض رأسه سواد.
353

بنوح أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة
187 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام معاوية جوابا، وكتاب الله يجمع
لنا ما شد عنا، وهو قوله سبحانه (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله
وقوله تعالى: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله
ولى المؤمنين) فنحن مرة أولى بالقرابة. وتارة أولى بالطاعة.
188 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) خطبة لعلى عليه السلام وفيها قال الله
عز وجل (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي) وقال عز وجل (وأولوا الأرحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فنحن أولى الناس بإبراهيم ونحن ورثناه ونحن أولوا الأرحام
الذين ورثنا الكعبة، ونحن آل إبراهيم.
189 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا
بالذي انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره قال نزلت في قوم من
اليهود قالوا آمنا بالذي جاء به محمد بالغداة، وكفروا به بالعشى.
190 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (وقالت طائفة من
أهل الكتاب آمنوا بالذي انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم
يرجعون) فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قدم المدينة وهو يصلى نحو بيت المقدس أعجب من
ذلك اليهود فلما صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت الله الحرام وجدت اليهود من ذلك
وكان صرف القبلة صلاة الظهر، فقالوا صلى محمد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي
انزل على محمد وجه النهار واكفروا آخره يعنون القبلة حين استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله
المسجد الحرام (لعلهم يرجعون) إلى قبلتنا.
191 - في مجمع البيان في قوله: ومن أهل الكتاب من أن تأمنه
إلى قوله (يحب المتقين) قال آخر الشرح وروى عن النبي صلى الله عليه وآله انه لما قرأ هذه الآية
قال كذب أعداء الله ما من شئ كان في الجاهلية الا وهو تحت قدمي الا الأمانة، فإنها مؤداة
إلى البر والفاجر.
192 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ان الذين يشترون بعهد الله و
354

ايمانهم ثمنا قليلا قال: يتقربون إلى الناس بأنهم مسلمون، فيأخذون منهم و
يخونونهم، وما هم بمسلمين على الحقيقة.
193 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى وائل عن أبي عبد الله عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من حلف على يمين يقتطع بها مال أخيه لقى الله عز وجل وهو عليه
غضبان، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه: (ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا
قليلا) قال: فبرز الأشعث بن قيس فقال في نزلت، خاصمت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقضى
على باليمين.
194 - وباسناده إلى علقمة بن وائل عن أبيه قال: اختصم رجل من حضرموت
امرء القيس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في ارض فقال: ان هذا أبتز (1) على ارضى في
الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألك بينة؟ فقال: لا قال فيمنه قال: يذهب
والله بأرضى، فقال: ان ذهب بأرضك كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه
وله عذاب اليم.
195 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل في تعداد الكبائر وبيانها
من كتاب الله وفيه يقول الصادق عليه السلام: واليمين الغموس (2) لان الله تعالى يقول:
(ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لأخلاق لهم في الآخرة).
196 - وفيه عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حرمت الجنة على
من ظلم أهل بيتي، وعلى من قاتلهم، وعلى المعين وعلى من سبهم، (أولئك لأخلاق لهم
في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم).
197 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد
سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: (ولا ينظر إليهم يوم القيامة)
يخبر انه لا يصيبهم بخير، وقد تقول العرب والله ما ينظر إلينا فلان، وانما يعنون بذلك انه
لا يصيبنا منه بخير، فذلك النظر هيهنا من الله تبارك وتعالى إلى خلقه فنظره إليهم رحمة لهم.

(1) ابتزه: استلبه.
(2) اليمين الغموس: الكاذبة التي يتعمدها صاحبها عالما بان الامر بخلافه.
355

198 - في أصول الكافي إلى ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: من ادعى امامة من الله ليست
له، ومن جحد إماما من الله ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا.
199 - علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران
عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:
وانزل في العهد: (ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لأخلاق لهم في
الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم) والخلايق:
النصيب، فمن لم يكن له نصيب في الآخرة فبأي شئ يدخل الجنة؟
200 - محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الحميد عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا
يزكيهم ولهم عذاب اليم: شيخ زان، وملك جبار، ومقل مختال (1)
201 - في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة
لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم الشيخ الزاني، والديوث، والمرأة
توطى فراش زوجها.
202 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال ثلاثة لا يكلمهم الله
ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم منهم المرأة توطى فراش زوجها.
203 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أبي عمير عن إسحاق بن هلال عن أبي
عبد الله (ع) ان أمير المؤمنين (ع) قال الا أخبركم بأكبر الزنا؟ قالوا بلى قال هي امرأة
توطى فراش زوجها، فتأتي بولد من غيره فتلزمه زوجها، فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر
إليها يوم القيامة ولا يزكيها ولها عذاب اليم.
204 - في مجمع البيان وفى تفسير الكلبي عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول من حلف على يمين كاذبة ليقطع بها مال أخيه المسلم لقى الله وهو عليه غضبان
وتلا هذه الآية.

(1) المقل: الذي قلت جدته أي ماله وافتقر والمختال المتكبر
356

205 - في كتاب الخصال عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ثلاثة لا يكلمهم
الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. الناتف شيبه، والناكح نفسه،
والمنكوح في دبره.
206 - عن الحسن بن علي عليهما السلام قال الناس أربعة فمنهم من له خلق ولا خلاق له، ومنهم
من له خلاق ولا خلق له، ومنهم من لاخلق ولا خلاق له، وذلك من شر الناس، ومنهم من له
خلق وخلاق فذلك خير الناس.
207 - عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة
لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل بايع إماما لا يبايعه الا للدنيا ان
أعطاه منها ما يريد وفى له والا لم يف، ورجل بايع رجلا بسلعته بعد العصر فحلف بالله لقد
أعطى بها كذا وكذا، فصدقه فاخذها ولم يعط فيها ما قال، ورجل على فضل ماء بالفلاة (1)
يمنعه ابن السبيل.
208 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وان منهم لفريقا يلوون ألسنتهم
بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله
وما هو من عند الله قال: كان اليهود يقرؤن شيئا ليس في التوراة ويقولون، هو في
التوراة فكذبهم الله.
209 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الأئمة
عليهم السلام والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه فقال المأمون: يا أبا الحسن
بلغني ان قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد؟ فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي
موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن
الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم لا ترفعوني فوق حقي، فان الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا، قال الله تعالى
ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا
عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم

(1) الفلاة: المفازة لإماء فيها.
357

تدرسون ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر
بعد إذ أنتم مسلمون وقال علي عليه السلام يهلك في اثنان ولاذنب لي محب مفرط ومبغض
مفرط، وانا لنبرأ إلى الله تعالى ممن يغلو فينا فرفعنا فوق حدنا، كبراءة عيسى بن مريم
عليه السلام من النصارى.
210 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين
أربابا) قال كان قوم يعبدون الملائكة، وقوم من النصارى زعموا ان عيسى رب، واليهود
قالوا عزير ابن الله فقال الله (لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا).
211 - حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام أول من سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قال ثم أخذ بعد ذلك ميثاق
رسول الله صلى الله عليه وآله على الأنبياء له بالأمان على أن ينصروا أمير المؤمنين، فقال:
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول
مصدق لما معكم يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله لتؤمنن به ولتنصرنه يعنى أمير المؤمنين
صلوات الله عليه تخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة.
212 - في تفسير العياشي عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن
قول الله (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق
لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه؟ وكيف
يؤمن عيسى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وينصره ولم يدركه؟ فقال يا حبيب ان القرآن قد طرح منه آي
كثيرة، ولم يزد فيه الا حروف أخطأت بها الكتبة، وتوهمتها الرجال وهذا وهم فاقرأها:
(وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق
لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) هكذا أنزلها الله يا حبيب، فوالله ما وفت أمة من الأمم التي
كانت قبل موسى بما اخذه الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها وذكر عليه السلام
كلاما طويلا في تكذيب الأمم أنبيائها تركناه خوف الإطالة،
213 - عن فيض بن أبي شيبه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وتلا هذه
الآية: (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) إلى آخر الآية قال
358

لتؤمنن برسول الله ولتنصرن أمير المؤمنين، قلت: ولتنصرن أمير المؤمنين؟ قال: نعم
من آدم فهلم جرا، ولا يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي
أمير المؤمنين.
214 - عن سلام بن المستنير عن أبي عبد الله عليه السلام: قال لقد تسموا باسم ما سمى
الله به أحدا الاعلى بن أبي طالب. وما جاء تأويله، قلت جعلت فداك متى يجئ
تأويله؟ قال إذا جاءت جمع الله امامة النبيين والمؤمنين حتى ينصروه، وهو قول الله
(وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) إلى قوله (وانا معكم
من الشاهدين) فيومئذ يدفع راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللواء إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
فيكون أمير الخلايق كلهم أجمعين، يكون الخلايق كلهم تحت لوائه، ويكون هو
أميرهم فهذا تأويله.
215 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام ان الله تعالى اخذ الميثاق
على الأنبياء قبل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ان يخبروا أممهم بمبعثه ونعته، ويبشرونهم به،
ويأمروهم بتصديقه.
216 - وقال الصادق عليه السلام تقديره وإذ اخذ الله ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها
والعمل بما جاءهم به وانهم خالفوهم فيما بعد.
217 - وقد روى عن علي عليه السلام أنه قال: لم يبعث الله نبيا آدم ومن بعده
الا اخذ عليه العهد لئن بعث الله محمدا وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وأمره ان يأخذ
العهد بذلك على قومه.
218 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن
ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا
الا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين، وهو قوله (لتؤمنن به) يعنى برسول الله
صلى الله عليه وآله، (ولتنصرن) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام، ثم قال لهم في. (أقررتم واخذتم
على ذلك إصري) أي عهدي (قالوا أقررنا) قال الله للملائكة (اشهدوا وانا معكم
من الشاهدين.
359

219 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال عز وجل، أفغير دين الله تبغون قال:
أغير هذا الدين قلت لكم ان تقروا بمحمد ووصيه.
220 - في كتاب التوحيد أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم
بن هاشم ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: سمعته وهو يقول في قوله عز وجل وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها
قال هو توحيدهم لله عز وجل.
221 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري
عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه
قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين؟ ان دابتي استصعبت على وأنا منها على وجل،
فقال: اقرأ في اذنها اليمنى، (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه
ترجعون) فقرأها فذلت له دابته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
222 - في الكافي أحمد بن حمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي
عبيدة عن أحدهما عليه السلام قال: أيما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار،
فليقرأ في اذنها أو عليها (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا
وكرها واليه ترجعون).
223 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى الصادق عليه السلام، أنه قال
له أشجع السلمى انى كثير الاسفار، وأحصل في المواضع المفزعة، فعلمني ما آمن
به على نفسي، فقال: فإذا خفت أمرا فاترك بيمينك على أم رأسك، واقرا برفيع صوتك:
(أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون)
قال أشجع: فحصلت في واد تعبث فيه الجن، فسمعت قائلا يقول: خذوه، فقراتها
فقال قائل، كيف نأخذه وقد احتجب بآية طيبة؟.
224 - فيمن لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام: يا علي
من استصعب عليه دابته فليقرأ في اذنها الأيمن (1): (وله أسلم من في السماوات والأرض

(1) وفى المصدر (المطبوع بالغرى ج 4: 268) (اذنها اليمنى) وهو الظاهر
360

طوعا وكرها واليه ترجعون).
225 - في مجمع البيان (طوعا وكرها) فيه أقوال إلى قوله: وخامسها ان معناه
أكره أقوام على الاسلام وجاء أقوام طائعين وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
(كرها) أي فرقا من السيف.
226 - في تفسير العياشي عن عمار بن الأحوص (1) عن أبي عبد الله عليه السلام
ان الله تبارك وتعالى خلق في مبتدأ الخلق بحرين، أحدهما عذب فرات، والاخر
ملح أجاج (2) ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفرات، ثم اجراه على البحر
الأجاج، فجعله حمئا مسنونا (3) وهو خلق آدم، ثم قبض قبضة من كتف آدم الأيمن، فذرأها
في صلب آدم، فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي إلى قوله -، فاحتج يومئذ أصحاب
الشمال وهم ذر على خالقهم فقالوا: يا ربنا بم أوجبت لنا النار وأنت الحكم العدل
من قبل ان تحتج علينا وتبلونا بالرسل، وتعلم طاعتنا لك ومعصيتنا؟ فقال الله تبارك
وتعالى لما لك خازن النار، ان مر النار تشهق (4) ثم تخرج منها فخرجت لهم، ثم
قال الله لهم، ادخلوها طائعين، فقالوا: لا ندخلها طائعين، قال: ادخلوها طائعين أو
لأعذبنكم بها كارهين قالوا: انما هربنا إليك منها وحاججناك فيها حيث أوجبتها علينا،
وصيرتنا من أصحاب الشمال، فكيف ندخلها طائعين ولكن ابدأ أصحاب اليمين في
دخولها كي يكون قد عدلت فينا وفيهم. قال أبو عبد الله عليه السلام. فأمر أصحاب اليمين وهم
ذربين يديه بقوله تعالى. ادخلوا هذه النار طائعين، قال. فطفقوا يتبادرون في دخولها.
فولجوا فيها جميعا فصيرها الله عليهم بردا وسلاما. ثم أخرجهم منها. ثم إن الله تبارك و
تعالى نادى في أصحاب اليمين وأصحاب الشمال. الست بربكم. فقال أصحاب اليمين

(1) وفى المصدر (عمار بن أبي الأحوص) ولعله الظاهر.
(2) الفرات: أعذب العذو. والأجاج: المالح المر الشديد الملوحة.
(3) الحمأ جمع حمائة: الطين الأسود المتغير. والمسنون: المصور وقيل: المصبوب
المفرغ كأنه افرغ حتى صار صورة.
(4) شهق: ارتفع.
361

بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك مقرين طائعين وقال أصحاب الشمال: بلى يا ربنا نحن
بريتك وخلقك كارهين. وذلك قول الله تعالى: (وله أسلم من في السماوات والأرض
طوعا وكرها واليه ترجعون) قال: توحيدهم لله.
227 - عن عباية الأسدي انه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (وله أسلم من
في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) أكان ذلك بعد؟ قلت: نعم
يا أمير المؤمنين قال: كلا والذي نفسي بيده حتى تدخل المرأة بمن عذب آمنين لا تخاف
حية ولا عقربا فما سوى ذلك.
228 - عن صالح بن ميثم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (وله أسلم
من في السماوات والأرض طوعا وكرها) قال: ذلك حين يقول علي عليه السلام: انا أولى
الناس بهذه الآية: (واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه
حقا) إلى قوله: (كاذبين).
229 - عن رفاعة بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (وله أسلم من في
السماوات والأرض طوعا وكرها) قال: إذا قام القائم عليه السلام لا يبقى ارض الا نودي فيها بشهادة
ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
230 - عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: (وله أسلم من في
السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) قال: أنزلت في القائم عليه السلام إذا خرج
باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الأرض وغربها،
فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم طوعا امره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويحب الله
عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد الا وحد الله
قلت له: جعلت فداك ان الخلق أكثر من ذلك،، فقال: ان الله إذا أراد أمرا قلل
الكثير وكثر القليل.
231 - في نهج البلاغة أرسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلاقية، أظهر
به الشرايع المجهولة، وقمع به البدع المدخولة. وبين به الاحكام المفصولة فمن يبتغ
362

غير الاسلام دينا تحقق شقوته، وتنفصم عروته، وتعظم كبوته (1) ويكون مآبه إلى الحزن
الطويل والعذاب الوبيل.
232 - في مجمع البيان (كيف يهدى الله قوما كفروا) إلى قوله: (فان الله
غفور رحيم) قيل نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له الحارث بن سويد بن الصامت،
وكان قتل المحذر بن زياد البلوى غدرا وهرب وارتد عن الاسلام ولحق بمكة ثم ندم،
فأرسل إلى قومه ان يسئلوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل لي من توبة؟ فسئلوه فنزلت الآيات
إلى قوله: (الا الذين تابوا) فحملها إليه رجل من قومه فقال: انى لاعلم انك لصدوق
ورسول الله صلى الله عليه وآله أصدق منك، وان الله تعالى أصدق الثلاثة، ورجع إلى المدينة
وتاب وحسن اسلامه وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
233 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز
عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام: لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون
هكذا فاقرأها.
234 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و
علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (وبالوالدين احسانا) ما هذا الاحسان؟
فقال: الاحسان ان تحسن صحبتهما وان لا يكلفهما ان يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه،
وان كانا مستغنيين أليس الله عز وجل يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
235 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن شعيب
عن الحسين بن الحسن عن عاصم عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان
يتصدق بالسكر فقيل له: أيتصدق بالكسر؟ فقال. نعم، انه ليس شئ أحب إلى منه فانا أحب
أن أتصدق بأحب الأشياء إلى
236 - في عوالي اللئالي ونقل عن الحسين عليه السلام انه كان يتصدق بالكسر)

(1) الكبوة: مصدر كبا الجواد: إذا عثر فوقع إلى الأرض.
363

فقيل له في ذلك فقال إني أحبه وقد قال الله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون،
237 - في مجمع البيان وقد روى عن أبي الطفيل قال: اشترى علي عليه السلام ثوبا
فأعجبه، فتصدق به، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله
يوم القيامة بالجنة، ومن أحب شيئا فجعله لله قال الله يوم القيامة: قد كان العباد
يكافئون فيما بينهم بالمعروف، وانا أكافيك اليوم بالجنة.
238 - في تفسير العياشي عن مفضل بن عمر قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام
يوما ومعي شئ، فوضعته بين يديه فقال ما هذا؟ فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك، قال
فقال لي يا مفضل انى لا أقبل ذلك وما أقبله من حاجة بي إليه، وما أقبله الا ليزكوا به
ثم قال سمعت أبي يقول من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر الله إليه
يوم القيامة الا ان يعفو الله عنه، ثم قال يا مفضل انها فريضة فرضها الله على شيعتنا في
كتابه، إذ يقول: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فنحن البر والتقوى وسبيل
الهدى وباب التقوى، لا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلالكم وحرامكم فاسئلوا
عنه. وإياكم ان تسئلوا أحدا من الفقهاء عمالا يعنيكم وعما ستر الله عنكم.
239 - عن عمر بن يزيد قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام أسأله عن رجل دبر
مملوكه هل له أن يبيع عنقه؟ قال: كتب: كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل
الا ما حرم إسرائيل على نفسه.
240 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد أو غيره عن ابن محبوب
عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن
إسرائيل كان إذا اكل من لحم الإبل هيج عليه وجع الخاصرة. فحرم على نفسه لحم
الإبل، وذلك قبل ان تنزل التوراة، فلما أنزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكل، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
241 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: (كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل
الا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة) قال: إن يعقوب كان يصيبه
عرق النساء، فحرم على نفسه لحم الجمل، فقالت اليهود: ان لحم الجمل محرم في التوراة
364

فقال الله عز وجل لهم: فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين انما حرم هذا إسرائيل
على نفسه ولم يحرمه على الناس.
قال عز من قائل: فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين.
242 - في تفسير العياشي عن حبابة الوالبية قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام
يقول: ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم الا نحن وشيعتنا، قال صالح: ما أحد على ملة إبراهيم،
قال جابر: ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم.
243 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبي -
الحسن الأول عليه السلام قال: في خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع البيت وهو أول رحمة
وضعت على وجه الأرض فجعله الله مثابة للناس وأمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له
صيام ستين شهرا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
244 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة
عن أبي زرارة التميمي عن أبي حسان عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق
الأرض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا، ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه
في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد ثم دحى الأرض من تحته وهو قول الله: ان أول بيت
وضع للناس للذي ببكة مباركا ورواه أيضا عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي
عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
245 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن
عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للأبرش: يا أبرش هو كما وصف
نفسه كان عرشه على الماء، والماء على الهوى، والهوى لا يحد ولم يكن يومئذ
خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات فلما أراد ان يخلق الأرض وذكر إلى آخر ما نقلنا
عن الكافي.
246 - في كتاب عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان
في جواب مسائله في العلل: وعلة وضع البيت وسط الأرض انه الموضع الذي من تحته
دحيت الأرض. وكل ريح تهب في الدنيا فإنها تخرج من تحت الركن الشامي، وهي
365

أول بقعة وضعت في الأرض: لأنها الوسط ليكون الفرض لأهل المشرق والمغرب في
ذلك سواء.
247 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أسماء مكة خمسة أم القرى.
ومكة، وبكة، والبساسة كانوا إذا ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم، وأم رحم
كانوا إذا الزموها رحموا.
248 - في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن سعد قال أراد أبو جعفر ان يشترى
من أهل مكة بيوتهم ان يزيد في المسجد، فأبوا عليه فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك
فاتى أبا عبد الله عليه السلام فقال له انى سألت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم لنزيد في
المسجد وقد منعوا ذلك فقد غمني غما شديدا فقال أبو عبد الله عليه السلام لم يغمك ذلك و
حجتك عليهم فيه ظاهرة؟ قال: وبما احتج عليهم؟ فقال بكتاب الله، فقال: في أي
موضع؟ فقال: قول الله: (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة) قد أخبرك الله:
ان أول بيت وضع هو الذي ببكة، فان كانوا هم نزلوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، وإن كان
البيت قديما قبلهم فله فناؤه فدعاهم أبو جعفر فاحتج عليهم بهذا، فقالوا له: اصنع
ما أحببت.
249 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مكة جملة القرية، وبكة
[جملة] موضع الحجر الذي يبك (1) الناس بعضهم بعضا.
250 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن بكة موضع البيت، وان مكة الحرم
وذلك قوله (آمنا).
251 - في كتاب علل الشرايع باسناده العرزمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
انما سميت مكة بكة، لان الناس يتباكون فيها. (2)
252 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام لم سميت الكعبة
بكة؟ فقال لبكاء الناس حولها وفيها.

(1) أي يزاحم ويدافع.
(2) تباك القوم: ازدحموا.
366

253 - وباسناده إلى سعيد بن عبد الله الأعرج عن أبي عبد الله (ع) قال موضع البيت
بكة، والقرية مكة.
254 - حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن
معروف عن علي بن مهزيار عن فضالة عن ابان عن الفضيل عن أبي جعفر (ع) قال انما سميت
مكة بكة لأنها يبتك بها الرجال والنساء، والمرأة تصلى بين يديك وعن يمينك وعن
شمالك ومعك ولا بأس بذلك، انما يكره في ساير البلدان.
255 - وباسناده إلى عبيد الله بن علي الحلبي قال سألت أبا عبد الله (ع) لم سميت مكة
بكة؟ قال: لان الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالأيدي.
256 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان
قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تعالى: (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة
مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات) ما هذه الآيات البينات؟ قال: مقام إبراهيم حيث
قام على الحجر فأثرت فيه قدماه، والحجر الأسود، ومنزل إسماعيل (ع).
257 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة
قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام، أدركت الحسين صلوات الله عليه؟ قال، نعم، أذكر وأنا
معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل والناس يقومون على المقام يخرج الخارج
يقول، قد ذهب به السيل، ويخرج منه الخارج فيقول، هو مكانه، قال، فقال لي،
يا فلان ما صنع هؤلاء؟ فقلت: أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام،
فقال: ناد ان الله قد جعله علما لم يكن ليذهب به، فاستقروا وكان موضع المقام الذي
وضعه إبراهيم عليه السلام عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان
الذي هو فيه اليوم، فلما فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم عليه السلام
فلم يزل هناك إلى أن ولى عمر بن الخطاب فسأل الناس، من منكم يعرف المكان الذي
كان فيه المقام، فقال رجل: انا قد كنت أخذت مقداره بنسع (1) فهو عندي، فقال:
أتيني به فأتاه به فقاسه ثم رده إلى ذلك المكان.

(1) النسع: حبل من ادم يكون عريضا على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال.
367

258 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى زهير شبيب بن انس عن بعض
أصحاب أبي عبد الله قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي حنيفة، يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله
حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال، نعم، قال، يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما،
ويلك ما جعل الله ذلك الا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم، ويلك ولا هو الا عند
الخاص من ذرية نبينا محمد صلى الله عليه وآله وما ورثك الله من كتابه حرفا، فان كنت كما تقول - و
لست كما تقول - فأخبرني عن قول الله عز وجل: (سيروا فيها ليالي واياما آمنين) أين
ذلك من الأرض؟ قال، احسبه ما بين مكة والمدينة. فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلى
أصحابه فقال، تعلمون ان الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة، فنؤاخذ أموالهم ولا
يأمنون على أنفسهم ويقتلون، قالوا: نعم، فسكت أبو حنيفة، فقال، يا أبا حنيفة اخبرني
عن قول الله عز وجل: ومن دخله كان آمنا أين ذلك من الأرض؟ قال: الكعبة،
فقال. أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة
فقتله كان آمنا فيها؟ قال، فسكت، فقال أبو بكر الحضرمي، جعلت فداك الجواب في
المسئلتين الأولتين، فقال: يا أبا بكر (سيروا فيها ليالي واياما آمنين) فقال: مع قائمنا
أهل البيت، واما قوله تعالى، (ومن دخله كان آمنا) فمن بايعه ودخل معه ومسح على
يده ودخل في عقدة أصحابه كان آمنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
259 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته
عن قوله، (ومن دخله كان آمنا) قال: يأمن فيه كل خائف ما لم يكن عليه حد من حدود
الله ينبغي أن يؤخذ به، قال. وسألته عن طاير يدخل الحرم؟ قال. لا يؤاخذ ولا يمس،
لان الله يقول. (ومن دخله كان آمنا).
260 - وقال عبد الله بن سنان سمعته يقول: فيما ادخل الحرم مما صيد في الحل
قال. إذا دخل الحرم فلا يذبح ان الله يقول. (ومن دخله كان آمنا).
261 - عن علي بن عبد العزيز قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام. جعلت فداك قول
الله، (فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا) فقد يدخله المرجئى و
368

القدري والحروري (1) والزنديق الذي لا يؤمن بالله قال، لا ولا كرامة، قلت فمه
جعلت فداك؟ قال. من دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف به خرج من ذنوبه، وكفى
هم الدنيا والآخرة.
262 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عن
ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله حديث طويل وفيه يقول في حق علي عليه السلام،
وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابى الذي أوتى به منه. وبيتي الذي من دخله
كان آمنا من ناري.
263 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال و
الحجال عن ثعلبة عن أبي خالد القماط عن عبد الخالق الصيقل قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل. (ومن دخله كان آمنا) فقال لقد سألتني
عن شئ ما سألني أحد الا من شاء الله. قال، من أم هذا البيت وهو يعلم أنه
البيت الذي أمره الله عز وجل به. وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في
الدنيا والآخرة.
264 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل
بن شاذان عن صفوان وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل ان يدخلها ولا تدخلها بحذاء وتقول إذا دخلت.
اللهم انك قلت: (ومن دخله كان آمنا) فآمني من عذاب النار. والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
265 - وباسناده إلى سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال. لابد للصرورة
ان يدخل البيت قبل ان يرجع. فإذا دخلته فادخله بسكينة ووقار، ثم ائت كل
زاوية من زواياه، ثم قل، اللهم انك قلت، (ومن دخله كان آمنا) فآمني من
عذاب يوم القيامة.

(1) الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروري - بالقصر والمد -: موضع
قرب الكوفة كان أول اجتماعهم فيه،
369

266 - وباسناده إلى معاوية بن عمار في دعاء الولد قال: افض عليك دلوا من
ماء زمزم، ثم ادخل البيت فإذا قمت على باب البيت فخذ بحلقة الباب ثم قل اللهم ان
البيت بيتك والعبد عبدك، وقد قلت: (ومن دخله كان آمنا) فآمني من عذابك وأجرني
من سخطك والحديثان أيضا طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
267 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن به من سخط الله، ومن دخله
من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم.
268 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل: (ومن دخله كان آمنا) قال إذا أحدث
العبد في غير الحرم جناية ثم فر إلى الحرم لم يسع لاحد ان يأخذه في الحرم، ولكن
يمنع من السوق ولا يبايع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم: فإنه إذا فعل ذلك به يوشك ان
يخرج فيؤخذ، وإذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم، لأنه لم يدع
للحرم حرمة.
269 - وباسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول
الله عز وجل: (ومن دخله كان آمنا) قال: إن سرق سارق بغير مكة أو جنى جناية
على نفسه ففر إلى مكة لم يؤخذ ما دام في الحرم حتى يخرج منه، ولكن يمنع من
السوق فلا يبايع، ولا يجالس حتى يخرج منه فيؤخذ، وان أحدث في الحرم ذلك
الحدث اخذ فيه.
270 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن
عبد الله عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام
انه سئل عن طير أهلي اقبل فدخل الحرم؟ قال: لا يمس، لان الله عز وجل يقول (ومن
دخله كان آمنا.
271 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن
الحسين بن سعيد عن فضالة وحماد عن معاوية قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن طير أهلي
370

أقبل فدخل الحرم؟ فقال، لا يمس ان الله عز وجل يقول (ومن دخله كان آمنا)
272 - فيمن لا يحضره الفقيه وسأل محمد بن مسلم أحدهما عليهما السلام عن الظبي
يدخل الحرم؟ فقال: لا يؤخذ ولا يمس لان الله عز وجل يقول: (ومن دخله كان آمنا).
273 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن شاذان بن الخليل
أبى الفضل عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن رجل لي عليه مال فغاب
عنى زمانا، فرأيته يطوف حول الكعبة أفأتقاضاه مالي؟ قال لا لا تسلم عليه ولا تروعه حتى
يخرج من الحرم.
274 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل
عن أبي إسماعيل السراج عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول،
من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر، فقلت له من بر الناس وفاجرهم؟ قال، من
بر الناس وفاجرهم.
275 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال كتبت
إلى أبى عبد الله عليه السلام بمسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي العباس، فجاء الجواب
باملائه، سألت عن قول الله عز وجل: ولله على الناس حج البيت من استطاع
إليه سبيلا يعنى به الحج والعمرة جميعا لأنهما مفروضان والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
276 - في عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن
سنان في جواب مسائله في العلل وعلة الحج الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة و
الخروج من كل ما اقترف وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج
الأموال وتعب الأبدان وحظرها عن الشهوات واللذات والتقريب بالعبادة إلى الله عز وجل
والخضوع والاستكانة والذل شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف دايب في ذلك دايم
وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله تعالى ومنه، وترك قساوة
القلب. وجسارة الأنفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد الحقوق وحظر
النفس عن الفساد ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ومن في البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج
371

من تاجر وجالب وبايع ومشترى وكاسب ومسكين وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع
الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.
277 - وفيه فيما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين
وحج البيت فريضة على كل حال من استطاع إليه سبيلا، والسبيل الزاد والراحلة
مع الصحة.
278 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرايع
الدين إلى أن قال: وحج البيت واجب من استطاع إليه سبيلا، وهو الزاد والراحلة
مع صحة البدن وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه من بعد حجه.
279 - في أصول الكافي على ابن إبراهيم عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعا عن
حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: بنى الاسلام
على خمسة أشياء، على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة، فقلت،
وأي من ذلك أفضل؟ قال، الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن قلت
ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال، الصلاة، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال، الصلاة عمود
دينكم. قال، قلت، ثم الذي يليها في الفضل؟ قال، الزكاة لأنه قرنها بها، وبدء
بالصلاة قبلها، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، الزكاة تذهب الذنوب، قال قلت، والذي يليها
في الفضل؟ قال، الحج قال الله عز وجل، (ولله على الناس حج البيت من استطاع
إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، لحجة مقبولة
خير من عشرين نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا احصى فيه أسبوعه وأحسن
ركعته غفر له وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
280 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم
البجلي ومحمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسى
عليه السلام قال. ان الله تعالى فرض الحج على أهل الجدة (1) في كل عام وذلك قوله

(1) الجدة: الغنى والثروة، يقال: وجد المال وجدا وجدة أي استغنى.
372

تعالى. (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن
العالمين). قال. قلت فمن لم يحج منا فقد كفر؟ قال لا، ولكن من قال ليس هذا
هكذا فقد كفر.
282 - في تفسير العياشي عن أبي أسامة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قلت. أرأيت قول الله، (ومن كفر) أهو في الحج؟ قال، نعم كفر النعم (1) وقال، من
ترك في خبر آخر.
282 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن
عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى، (ولله على الناس حج البيت من
استطاع إليه سبيلا) قال: ما السبيل؟ قال، أن يكون له ما يحج به قال، قلت: من
عرض عليه ما يحج به فاستحيى من ذلك هو ممن يستطيع إليه سبيلا؟ قال، نعم ما
شأنه يستحيى ولو يحج على حمار أجدع أبتر (2) فإن كان يطيق أن يمشى بعضا ويركب
بعضا فليحج.
283 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن يحيى الخثعمي قال: سأل
حفص الكناسي أبا عبد الله عليه السلام وانا عنده عن قول الله تعالى: (ولله على الناس حج
البيت من استطاع إليه سبيلا) ما يعنى بذلك؟ قال: من كان صحيحا في بدنه مخلى
سربه (3) له زاد وراحلة فلم يحج فهو ممن يستطيع الحج؟ قال، نعم.
284 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن خالد بن جرير
عن أبي الربيع الشامي قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله، (من استطاع إليه
سبيلا) فقال، ما يقول الناس؟ قال: فقيل له الزاد والراحلة، قال: فقال أبو عبد الله
عليه السلام: قد سئل أبو جعفر عليه السلام عن هذا، فقال، هلك الناس إذا لان من كان له

(1) من جهة ان امتثال أمر الله شكر، وترك المأمور به كفر لنعمته.
(2) الأجدع: مقطوع الانف والاذن والشفة. والأبتر: مقطوع الذنب.
(3) أي أمن في نفسه، وفى الصحاح: السرب: الطريق، يقال: فلان أمن في سربه
أي أمن في نفسه.
373

زاد وراحلة قدر ما يقوت عياله ويستغنى به عن الناس ينطلق إليه فيسلبهم إياه لقد
هلكوا (1) فقيل له: فما السبيل؟ قال، فقال، السعة في المال إذا كان يحج
ببعض ويبقى بعضا يقوت به عياله أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها الا على من
يملك مأتى درهم.
285 - محمد بن أبي عبد الله عن موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد النوفلي
عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله رجل عن أهل القدر فقال: يا بن رسول -
الله اخبرني عن قول الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)
أليس قد جعل الله لهم الاستطاعة؟ فقال: ويحك انما يعنى بالاستطاعة الزاد والراحلة،
ليس استطاعة البدن، فقال الرجل، أفليس إذا كان الزاد والراحلة فهو مستطيع للحج،
فقال، ويحك ليس كما تظن قد ترى الرجل عنده المال الكثير أكثر من الزاد والراحلة،
فهو لا يحج حتى يأذن الله تعالى في ذلك.
286 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: جعله سبحانه للاسلام علما وللعائذين
حرما، فرض حجه وأوجب حقه، وكتب عليكم وفادته (2) فقال سبحانه: (ولله على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين).
287 - في من لا يحضره الفقيه وروى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت له: قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلا) قال: يخرج يمشى ان لم يكن عنده شئ قلت لا يقدر على المشي؟ قال يمشى
ويركب، قلت لا يقدر على ذلك؟ قال يخدم القوم ويخرج معهم.
288 - وفيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام. يا علي تارك الحج وهو
مستطيع، كافر، يقول الله تبارك وتعالى. (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين) يا علي من سوف الحج حتى يموت بعثه الله
يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا.

(1) يعنى هلكوا عياله.
(2) الوفادة: القدوم للإسترفاد والانتفاع.
374

289 - في كتاب التوحيد حدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه
قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع
إليه سبيلا) قال: يكون له ما يحج به، قلت: فمن عرض عليه الحج فاستحيا؟ قال:
هو ممن يستطيع.
290 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه
عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل
(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ما يعنى بذلك؟ قال من كان صحيحا
في بدنه، مخلى سربه، له زاد وراحلة.
291 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من
استطاع إليه سبيلا) يعنى به الحج دون العمرة؟ فقال: لا ولكنه يعنى الحج والعمرة
جميعا لأنهما مفروضان.
292 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام واعلم بان الله تعالى لم يفرض
الحج ولم يخصه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى (ولله على الناس حج
البيت من استطاع إليه سبيلا) ولا يشرع لنبيه صلى الله عليه وآله (1) سنة في خلال المناسك على
ترتيب ما شرعه الا للاستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة وفضل بيان السابقة
من الدخول في الجنة أهلها ودخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها
لأولي الألباب وأولى النهى.
293 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى حسين الأشقر قال قلت لهشام بن
الحكم ما معنى قولكم ان الاسلام لا يكون الا معصوما؟ فقال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك

(1) في المصدر (ولا شرع نبيه).
375

فقال المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله، وقال الله تبارك وتعالى: ومن
يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم
294 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما عبد أقبل قبل ما
يحب الله عز وجل أقبل الله قبل ما يحب ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله
قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، لو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض
فشملتهم بلية كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية، أليس الله عز وجل يقول: (ان
المتقين في مقام أمين).
295 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال إبليس: خمسة
أشياء ليس لي فيهن حيلة وساير الناس في قبضتي،... ومن اعتصم بالله عن نية صادقة
واتكل عليه في جميع أموره (الحديث)
296 - في نهج البلاغة قال عليه السلام فبادروا العمل وخافوا بغتة الاجل، فإنه
لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق، ما فات اليوم من الرزق رجى غدا زيادته
وما فات أمس من العمر لم ترج اليوم رجعته، الرجاء مع الجائى واليأس مع الماضي،
فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون.
297 - في مجمع البيان وذكر في قوله (حق تقاته) وجوه - ثانيها - انه
المجاهدة في الله وان لا تأخذه لومة لائم، وان يقام له بالقسط في الخوف والامن عن
مجاهد، ثم اختلف فيه أيضا على قولين أحدهما انه منسوخ بقوله فاتقوا الله ما استطعتم)
وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
298 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام (وأنتم مسلمون) بالتشديد، ومعناه مستسلمون
لما اتى النبي صلى الله عليه وآله به ومنقادون له.
299 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله عز وجل (اتقوا الله حق تقاته) قال: يطاع ولا يعصى، ويذكر فلا ينسى
ويشكر فلا يكفر.
376

300 - في عيون الأخبار باسناده إلى داود بن سليمان القارى عن أبي الحسن
الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم
والعلم كله حجة الا ما عمل به، والعمل كله رياء الا ما كان مخلصا، والاخلاص على خطر حتى
ينظر العبد بما يختم له.
301 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن الباقر عليه السلام في قراءة علي عليه السلام
وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (ولا تموتن الا وأنتم مسلمون
لرسول الله والامام بعده).
302 - في تفسير العياشي عن الحسين بن خالد قال قال أبو الحسن الأول
عليه السلام كيف تقرأ هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا
وأنتم مسلمون ماذا؟ قلت مسلمون فقال: سبحان الله يوقع عليهم الايمان فيسميهم مؤمنين ثم
يسألهم الاسلام، والايمان فوق الاسلام؟ قلت: هكذا يقرأ في قراءة زيد قال انما هي
في قراءة علي عليه السلام وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (الا وأنتم مسلمون
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم الامام من بعده).
303 - عن ابن يزيد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله واعتصموا بحبل الله
جميعا قال: علي بن أبي طالب حبل الله المتين.
304 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال آل محمد عليهم السلام هم حبل الله الذي أمر
بالاعتصام به، فقال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
305 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عمر بن راشد عن جعفر بن
محمد عليهما السلام في قوله (واعتصموا بحبل الله جميعا) قال نحن الحبل.
306 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد
عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال الامام منا لا يكون الا معصوما و
ليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، ولذلك لا يكون الا منصوصا، فقيل له يا بن
رسول الله فما معنى المعصوم؟ فقال هو معتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى
يوم القيامة، والامام يهدى إلى القرآن، والقرآن يهدى إلى الامام، وذلك قول الله
377

عز وجل (ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم).
307 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: واعتصموا بحبل الله جميعا قال:
التوحيد والولاية.
308 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولا تفرقوا)
قال إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون، فنهاهم عن التفرق
كما نهى من كان قبلهم، فأمرهم ان يجتمعوا على ولاية آل محمد صلى الله عليهم
ولا يتفرقوا.
309 - في كشف المهجة لابن طاوس (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه: واما الآية التي عم بها العرب. فهو قوله: واذكروا نعمة الله
عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم وكنتم على شفا حفرة من النار
فأنقذكم منها كذلك يبين الله آياته لعلكم تهتدون فيالها نعمة ما أعظمها ان لم
يخرجوا منها إلى غيرها ويا لها مصيبة ما أعظمها ان لم يؤمنوا بها فيرغبوا عنها.
310 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن
سليمان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام عن الحارث بن نوفل قال: قال علي عليه السلام لرسول الله
صلى الله عليه وآله: أمنا الهداة أم غيرنا؟ قال: بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة، بنا استنقذهم الله
عز وجل من ضلالة الشرك، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة، وبنا يصبحون اخوانا
بعد ضلالة الفتنة، كما بنا أصبحوا اخوانا بعد ضلالة الشرك وبنا يختم الله كما بنا يفتح الله.
311 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها بمحمد)
هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله.
312 - وباسناده إلى أبى هارون المكفوف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبو عبد الله
(ع) إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: بأبي وأمي وقومي وعشيرتي، عجب للعرب كيف لا تحملنا
على رؤسها، والله عز وجل يقول في كتابه: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)؟
فبرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقذوا.
378

313 - في كتاب ثواب الأعمال عن رجل عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين
صلوات الله عليه أصبح عدونا على شفا حفرة من النار، وكان شفا حفرة قد انهارت به (1) في
نار جهنم، فتعسا لأهل النار مثواهم، ان الله عز وجل يقول: (بئس مثوى المتكبرين).
314 - في تفسير العياشي عن أبي الحسن علي بن محمد بن ميثم عن أبي عبد الله
(ع) قال: أبشروا بأعظم المنن عليكم قول الله: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم
منها) فالانقاذ من الله هبة، والله لا يرجع من هبته.
315 - عن محمد بن سليمان البصري الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله (ع): (وكنتم
على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها محمد صلى الله عليه وآله وسلم).
316 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي
عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له اخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد
في سبيله هو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الامن كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله
عز وجل وآمن برسوله صلى الله عليه وآله ومن كان كذا فله ان يدعو إلى الله عز وجل والى طاعته وان
يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الامن كان منهم قلت:
من أولئك؟ قال: من قام بشرايط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو
المأذون لهم في الدعاء إلى الله تعالى ومن لم يكن قائما بشرايط الله في الجهاد على
المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد، ولا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله
عليه من شرايط الجهاد - إلى أن قال عليه السلام - ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين
وليس بمأذون له في القتال، ولا بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف، لأنه ليس من
أهل ذلك، ولا مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، لأنه ليس يجاهد مثله، وأمر
بدعائه إلى الله، ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون بجهاده وحظر الجهاد عليه و
منعه منه، ولا يكون داعيا إلى الله تعالى من أمر بدعاء مثله إلى التوبة والحق والامر
بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمران يؤمر به ولا ينهى عن
المنكر من قد أمر أن ينهى عنه، وفى هذا الحديث يقول عليه السلام: ثم ذكر من اذن له في

(1) انهار: انصدع وسقط.
379

الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير
ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ثم أخبر عن
هذه الأمة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن
لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل
المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه: انه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين
وصفناهم قبل هذا في صفة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين عناهم الله تعالى في قوله ادعوا إلى
الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) يعنى أول من اتبعه على الايمان به والتصديق له، وبما
جاء به من عند الله تعالى من الأمة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق، ممن لم يشرك
بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك.
317 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول ويسئل عن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر: أواجب هو على
الأمة جميعا؟ فقال لا: فقيل له: ولم؟ قال: انما هو وعلى القوى المطاع، العالم
بالمعروف من المنكر، لاعلى الضعيف الذي لا يهتدى سبيلا إلى أي من أي، يقول من
الحق إلى الباطل، والدليل على ذلك كتاب الله تعالى قوله: (ولتكن منكم أمة يدعون
إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فهذا خاص غير عام كما قال الله
تعالى: (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) ولم يقل على أمة موسى
ولا على كل قومه، وهم يومئذ أمم مختلفة والأمة واحدة فصاعدا كما قال سبحانه و
تعالى: (ان إبراهيم كان أمة قانتا لله) يقول: مطيعا لله تعالى، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
318 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) فهذه لآل محمد ومن تابعهم، يدعون
إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
319 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه، فإنما أمرتم
بالنهي بعد التناهي.
380

320 - وفيه: لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر
العاملين به.
321 - في كتاب الخصال عن يعقوب بن يزيد باسناده رفعه إلى أبى جعفر عليه السلام
أنه قال: الامر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من خلق الله تعالى، فمن نصرهما
أعزه الله، ومن خذلهما خذله الله تعالى.
322 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة
يقول فيها عليه السلام: وعن يسار الوسيلة (1) عن يسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظلمة يأتي منها النداء:
يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي الأمي والذي له الملك الاعلى، لا فاز أحد ولا نال الروح والجنة الا من لقى خالقه بالاخلاص لهما والاقتداء بنجومهما،
فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم، وشرف مقعدكم وكرم مآبكم، وبفوزكم
اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله و
صراطه وأعلام الأزمنة أيقنوا بسواد وجوهكم، وغضب ربكم جزاءا بما كنتم تعملون،
323 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله
حديث طويل يذكر فيه الوسيلة ومنزلة علي عليه السلام يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم: فيأتي النداء من
عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلق: هذا حبيبي محمد، وهذا وليي على
طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام: يا علي
فلا يبقى يؤمئذ في مشهد القيامة أحد يحبك الا استروح إلى هذا الكلام، وأبيض
وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا الا اسود
وجهه، واضطربت قدماه.
324 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن أبي
الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة عن أبي ذر (ره) قال: لما نزلت هذه
الآية: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال رسول الله صلى الله عليه وآله يرد على أمتي يوم

(1) وقد ذكر (ع) وصف الوسيلة في تلك الخطبة الشريفة قبل هذا بسطور فراجع
الروضة صفحة 24 ط طهران الحديثة ان شئت.
381

القيامة على خمس رايات: فراية مع عجل هذه الأمة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من
بعدى؟ فيقولون اما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، واما الأصغر فعاديناه وأبغضناه
وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم يرد على راية مع فرعون
هذه الأمة فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟ فيقولون: اما الأكبر فحرفناه ومزقناه
وخالفناه، واما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم
ثم يرد على راية مع سامري هذه الأمة فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدى فيقولون اما الأكبر
فعصيناه وتركناه، واما الأصغر فخذلناه وضيعناه فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة
وجوهكم ثم يرد على راية ذي الثدية (1) مع أول الخوارج وآخرهم فأسألهم ما فعلتم
بالثقلين من بعدى؟ فيقولون: اما الأكبر فمزقنا وبرينا منه، واما الأصغر فقاتلناه وقتلناه
فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم. ثم ترد على راية مع امام المتقين
وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصى رسول رب العالمين فأقول لهم: ماذا فعلتم
بالثقلين من بعدى فيقولون: اما الأكبر فاتبعناه وأطعناه، واما الأصغر فأحييناه وواليناه
ووازرناه ونصرناه حتى أهريقت فيهم دماؤنا فأقول ردوا إلى الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت
وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين
ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون.
325 - في مجمع البيان: (وأما الذين اسودت وجوههم) اختلف فيمن عنوا به
على أقوال إلى قوله ورابعها انهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي عليه السلام.
326 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقرأ الباقر عليه السلام أنتم خير أمة
أخرجت للناس بالألف إلى آخر الآية نزل بها والأوصياء من ولده عليهم السلام.
327 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قرأت على أبى عبد الله عليه السلام (كنتم خير أمة) فقال أبو عبد الله عليه السلام
خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي عليه السلام: فقال القارى: جعلت فداك

(1) ذو الثدية: لقب حرقوص بن زهير رئيس الخوارج.
382

كيف نزلت فقال: (كنتم (1) خير أئمة أخرجت للناس) الا ترى مدح الله لهم (تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)؟.
328 - في تفسير العياشي أبو بصير عنه قال: قال: انما أنزلت هذه الآية على
محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيه وفى الأوصياء خاصة، فقال: كنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر) هكذا والله نزل بها جبرئيل وما عنى بها الا محمدا وأوصياءه
صلوات الله عليهم.
329 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (كنتم خير أمة
أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) قال: يعنى الأمة التي وجبت
لها دعوة إبراهيم عليه السلام، فهم الأمة التي بعث الله فيها ومنها، واليها، وهم الأمة الوسطى،
وهم خير أمة أخرجت للناس.
330 - عن يونس بن عبد الرحمن عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى أبى عبد الله
عليه السلام في قوله: الا بحبل من الله وحبل من الناس قال الحبل من الله كتاب الله والحبل
من الناس هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
331 - في أصول الكافي يونس عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله
عليه السلام وتلا هذه الآية ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين
بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال: والله ما قتلوهم بأيديهم ولا
ضربوهم بأسيافهم ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها، فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا
واعتداءا ومعصية.
قال عز من قائل من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل.
332 - في كتاب الخصال عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاحسد
في اثنين رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار، ورجل آتاه الله
القرآن فهو يقوم آناء الليل وآناء النهار.
قال عز من قائل: وما يفعلوا من خير فلن يكفروه.

(1) وفى بعض النسخ (أنتم) وكذا في الحديث الآتي عن تفسير العياشي.
383

333 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقي باسناده
يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: إن المؤمن مكفر وذلك أن معروفه يصعد إلى الله
عز وجل ولا ينتشر في الناس، والكافر مشهور وذلك أن معروفه للناس ينتشر في الناس
ولا يصعد إلى السماء.
334 - وباسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يد الله عز وجل فوق رؤس المكفرين، ترفرف بالرحمة (1)
335 - اخبرني علي بن حاتم قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا محمد
بن إسماعيل قال حدثني الحسين بن موسى عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده
عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
مكقرا
لا يشكر معروفه، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي، ومن كان أعظم معروفا
من رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا،
وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم.
336 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: عضوا عليكم الا نأمل من الغيظ
قال: أطراف الأصابع قوله وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال
والله سميع عليم فإنه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سبب نزول هذه الآية ان قريشا خرجت من مكة يريدون حرب رسول
الله فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله يبتغى موضعا للقتال.
337 - في مجمع البيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان: سبب غزاة أحد ان
قريشا لما رجعت من بدر إلى مكة وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والأسر لأنهم قتل منهم
سبعون وأسر سبعون، قال أبو سفيان: يا معشر قريش لا تدعوا نساءكم يبكين على قتلاكم،
فان الدمعة إذا خرجت أذهبت بالحزن والعداوة لمحمد فلما غزوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يوم أحد أذنوا لنسائهم بالبكاء والنوح، وخرجوا من مكة في ثلاثة آلاف فارس وألفي
راجل، وأخرجوا معهم النساء، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك جمع أصحابه وحثهم

(1) رفرف الطائر: بسط جناحيه وحركهما.
384

على الجهاد فقال عبد الله ابن أبي: يا رسول الله لا نخرج من المدينة حتى نقاتل في
أزقتها (1) فيقاتل الرجل الضعيف والمرأة والعبد والأمة على أفواه السكك على السطوح
فما أرادها قوم قط فظفروا بنا ونحن في حصوننا ودروبنا، وما خرجنا على عدولنا
قط الا كان الظفر لهم علينا، فقام سعد بن معاذ وغيره من الأوس فقالوا: يا رسول الله ما
طمع فينا أحد من العرب ونحن مشركون نعبد الأصنام فكيف يظفرون بنا وأنت فينا؟
لا، حتى نخرج إليهم ونقاتلهم، فمن قتل منا كان شهيدا، ومن نجا منا كان مجاهدا
في سبيل الله، فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأيه وخرج مع نفر من أصحابه يتبوؤن موضع
القتال كما قال سبحانه: (وإذ غدوت من أهلك) الآية وقعد عبد الله بن أبي وجماعة
من الخزرج (2) اتبعوا رأيه، ووافت قريش إلى أحد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبأ
أصحابه وكانوا سبعمأة رجل، ووضع عبد الله بن جبير في خمسين من الرماة على باب الشعب
وأشفق أن يأتي كمينهم من ذلك المكان فقال صلى الله عليه وآله: لعبد الله ابن جبير وأصحابه: ان
رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان، وان رأيتموهم
قد هزمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا والزموا مراكزكم، ووضع أبو سفيان خالد
بن الوليد في مأتى فارس كمينا، وقال: إذا رأيتمونا قد اختلطناه فاخرجوا عليهم من هذا
الشعب حتى تكونوا وراهم وعبأ رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه ودفع الراية إلى أمير المؤمنين
عليه السلام، فحمل الأنصار على مشركي قريش فانهزموا هزيمة قبيحة ووقع أصحاب رسول -
الله صلى الله عليه وآله وسلم في سوادهم، وانحط خالد بن الوليد في مأتى فارس على عبد الله بن جبير
فاستقبلوهم بالسهام، فرجع، ونظر أصحاب عبد الله بن جبير إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
ينتهبون سواد القوم فقالوا لعبد الله بن جبير: قد غنم أصحابنا ونبقى نحن بلا غنيمة؟
فقال لهم عبد الله اتقوا الله فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد تقدم إلينا ان لا نبرح فلم يقبلوا منه واقبلوا
ينسل رجل فرجل حتى أخلوا مراكزهم وبقى عبد الله بن جبير في اثنى عشر رجلا، وكانت راية
قريش مع طلحة بن أبي طلحة العبدري من بنى عبد الدار فقتله علي عليه السلام، فأخذ

(1) الزقة: الصكة. وقيل: الطريق الضيق.
(2) وفى بعض النسخ (من الخروج) بدل (من الخزرج).
385

الراية أبو سعيد بن أبي طلحة فقتله علي عليه السلام، وسقطت الراية فأخذها مسافع بن أبي طلحة
فقتله حتى قتل تسعة نفر من بنى عبد الدار حتى صار لواؤهم إلى عبد لهم أسود يقال له صواب
فانتهى إليه علي عليه السلام فقطع يده فأخذ باليسرى فضرب يسراه فقطعها، فاعتنقها -
بالجذماوين (1) إلى صدره، ثم التفت إلى أبي سفيان فقال: هل أعذرت في بنى عبد الدار؟
فضربه علي عليه السلام على رأسه فقتله، فسقط اللواء فأخذتها عمرة بنت علقمة الكنانية
فرفعتها، وانحط خالد بن الوليد على عبد الله بن جبير وقد فر أصحابه وبقى في نفر قليل
فقتلهم على باب الشعب، ثم أتى المسلمين من أدبارهم ونظرت قريش في هزيمتها إلى
الراية قد رفعت فلاذوا بها، وانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هزيمة عظيمة، فأقبلوا
يصعدون في الجبال وفى كل وجه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله الهزيمة كشف البيضة
عن رأسه وقال: إلى أنا رسول الله إلى أين تفرون عن الله وعن رسوله؟ وكانت هند
بنت عتبة في وسط العسكر، فكلما انهزم رجل من قريش دفعت إليه ميل ومكحلة وقالت
انما أنت امرأة فاكتحل بهذا وكان حمزة بن عبد المطلب يحمل على القوم فإذا رأوه انهزموا
ولم يثبت له أحد، وكانت هند قد أعطت وحشيا عهدا لئن قتلت محمدا أو عليا
أو حمزة لأعطينك كذا وكذا، وكان وحشى عبدا لجبير بن مطعم حبشيا، فقال وحشى: اما
محمد فلا أقدر عليه، واما على فرأيته حذرا كثير الالتفات فلا مطمع فيه. فكمن
لحمزة قال: فرأيته يهد الناس هدا، فمربى فوطئ على جرف (2) نهر فسقط، فأخذت
حربتي فهززتها ورميته بها، فوقعت في خاصرته وخرجت عن ثنته (3) فسقط فأتيته
فشققت بطنه، فأخذت كبده وجئت به إلى هند، فقلت: هذه كبد حمزة فأخذتها في
فمه فلاكتها (4) فجعلها الله في فمها مثل الداغصة وهي عظم رأس الركبة، فلفظتها و
رمت بها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فبعث الله ملكا فحمله ورده إلى موضعه، قال:

(1) تثنية جزماء، أي باليدين المقطوعتين.
(2) الجرف: الجانب الذي اكله الماء من حاشية النهر
(3) الثنة: العانة.
(4) لاك الشئ: مضغها أهون المضغ وأدارها في فمه.
386

فجاءت إليه فقطعت مذاكيره وقطعت اذنيه وقطعت يده ورجله، ولم يبق مع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم الا أبو جانة سماك بن خرشة وعلى، فكلما حملت طائفة على رسول الله استقبلهم
علي عليه السلام فدفعهم عنه، حتى انقطع سيفه فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذو الفقار
وانحاز (1) رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ناحية أحد، فوقف وكان القتال من وجه واحد، فلم
يزل علي عليه السلام يقاتلهم حتى اصابه في وجهه ورأسه ويديه وبطنه ورجليه سبعون جراحة، كذا
أورده علي بن إبراهيم في تفسيره (انتهى).
338 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) قال
أبو عبد الله عليه السلام: ما كانوا أذلة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وانما نزل: (ولقد نصركم الله
ببدر وأنتم ضعفاء)
339 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: قرأت عند أبي عبد الله عليه السلام: (ولقد
نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) فقال: مه، ليس هكذا أنزلها الله انما نزلت: (وأنتم قليل).
340 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى خالد الكابلي عن
سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قال: المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا
عدة أهل بدر.
341 - وباسناده إلى أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله عليه السلام: كم
يخرج مع القائم عليه السلام فإنهم يقولون: انه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر
رجلا؟ قال: ما يخرج الا في أولى قوة، وما يكون أولوا القوة أقل من عشرة آلاف.
342 - وباسناده عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق عليه السلام: كأني انظر إلى القائم
عليه السلام على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر.
343 - وباسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه
القائم عليه السلام، وفيه فإذا نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله انحط عليه ثلاثة عشر الف ملك وثلاثة
عشر ملكا ينظرون القائم عليه السلام، وهم الذين كانوا مع نوح (ع) في السفينة، وأربعة
آلاف مسومين ومردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا يوم بدر.

(1) انحاز إليه: مال.
387

344 - في تفسير العياشي عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن (ع) في قول الله
(مسومين) قال العمايم اعتم رسول الله صلى الله عليه وآله فسدلها من بين يديه ومن خلفه.
345 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت على الملائكة العمائم البيض
المرسلة يوم بدر.
346 - عن ضريس بن عبد الملك عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الملائكة الذين نصروا
محمدا صلى الله عليه وآله يوم بدر في الأرض ما صعدوا بعد، ولا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا
الامر. وهم خمسة آلاف.
347 - عن جابر الجعفي قال: قرأت عند أبي جعفر (ع) قول الله: ليس لك من الامر
شئ قال: بلى والله، ان له من الامر شيئا وشيئا، وليس حيث ذهبت، ولكن أخبرك
ان الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه عليه السلام ان يظهر ولاية علي عليه السلام فكر في عداوة قومه و
معرفته بهم، وذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله، كان أول من آمن
برسول الله صلى الله عليه وآله وبمن أرسله، وكان انصر الناس له ولرسوله، واقتلهم لعدوهما و
أشدهم بغضا لمن خالفهما، وفضل علمه الذي لم يساوه أحد، ومناقبه التي لا يحصى شرفا،
فلما فكر النبي صلى الله عليه وآله في عداوة قومه له في هذه الخصال، وحسدهم له عليها ضاق من ذلك
فأخبر الله انه ليس له من هذا الامر شئ، انما الامر فيه إلى الله ان يصير عليا (ع) وصيه وولى
الامر بعهده، فهذا عنى الله.
348 - عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قوله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس لك
من الامر شئ) فسره لي، قال فقال: يا جابر (1) ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان حريصا على أن
يكون علي عليه السلام من بعده على الناس وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال: قلت فلما معنى ذلك؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسوله صلى الله عليه وآله، ليس لك من
الامر شئ يا محمد في علي، الامر إلى في علي عليه السلام وفى غيره ألم أتل عليك يا محمد
فيما أنزلت من كتابي إليك، (ألم احسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)

(1) وفى المصدر زيادة وهي: (فقال أبو جعفر (ع): لشئ قال الله ولشئ اراده الله
يا جابر..).
388

إلى قوله: (فليعلمن) قال: فوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الامر إليه.
349 - عن الجرمي عن أبي جعفر عليه السلام انه قرء (ليس لك من الامر شئ أن
تتوب عليهم أو تعذبهم فإنهم ظالمون).
350 - في مجمع البيان: (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) قيل. انما أبهم
الله الامر في التعذيب والمغفرة ليقف المكلف بين الخوف والرجاء، ويلتفت إلى هذا
لقول الصادق عليه السلام. لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لإعتدلا.
351 - وفيه لا تأكلوا الربوا اضعافا مضاعفة ووجه تحريم الربا هو
المصلحة التي علمها الله وذكر فيه وجوه. منها أن يدعو إلى مكارم الأخلاق بالاقراض،
وانظار المعسر من غير زيادة وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
352 - في تفسير العياشي عن داود بن سرحان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض
قال: إذا وضعوها كذا وبسط يديه إحديهما مع الأخرى.
353 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه مما يصلح للمسلم
في دينه ودنياه (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)
فإنكم لن تنالوها الا بالتقوى.
354 - في مجمع البيان (وسارعوا إلى مغفرة) واختلف في ذلك فقيل: سارعوا
إلى أداء الفرايض عن علي بن أبي طالب عليه السلام.
355 - وفيه ويسأل: فيقال: إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين
يكون النار؟ وجوابه انه روى أن النبي صلى الله عليه وآله سئل عن ذلك فقال: سبحان الله إذا جاء
النهار فأين الليل؟ وهذه معارضة فيها اسقاط المسألة، لان القادر على أن يذهب بالليل
حيث يشاء قادر على أن يخلق النار حيث يشاء.
356 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن مالك
بن حصين السكوني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من عبد كظم غيظا الا زاده الله عز وجل
عزا في الدنيا والآخرة، وقد قال الله عز وجل: والكاظمين الغيظ والعافين
389

عن الناس والله يحب المحسنين وأثابه الله مكان غيظه ذلك.
357 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن
سيف بن عميرة قال: حدثني من سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: من كظم غيظا ولو شاء ان
يمضيه أمضاه ملاء الله قلبه يوم القيامة رضاه.
358 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث خصال من كن فيه
استكمل خصال الايمان، من صبر على الظلم وكظم غيظه واحتسب وعفى وغفر كان ممن
يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب، ويشفعه مثل ربيعة ومضر.
359 - عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: انا أهل بيت مروتنا العفو
عمن ظلمنا.
360 - عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: ما تجرعت جرعة أحب
إلى من جرعة غيظة لا أكافي بها صاحبها.
361 - في مجمع البيان (والعافين عن الناس) روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن
هؤلاء في أمتي قليل الامن عصمه الله، وقد كانوا كثيرا في الأمم الماضية.
362 - وروى أن جارية لعلي بن الحسين جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ
للصلاة، فسقط الا بريق من يدها فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية: ان
الله تعالى يقول: (والكاظمين الغيظ) فقال لها: قد كظمت غيظي. قالت: (والعافين
عن الناس) قال: قد عفى الله عنك، قالت (والله يحب المحسنين) قال: اذهبي
فأنت حرة لوجه الله.
363 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رحم
الله عبدا لم يرض من نفسه أن يكون إبليس نظيرا له في دينه، وفى كتاب الله نجاة من
الردى، وبصيرة من العمى، ودليل إلى الهدى وشفا لما في الصدور فيما أمركم الله به
من الاستغفار مع التوبة، قال الله: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم
ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على
ما فعلوا وهم يعلمون وقال: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله
390

غفورا رحيما) فهذا ما أمر الله به من الاستغفار واشترط معه بالتوبة والاقلاع عما حرم
الله، فإنه يقول، (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) فهذه الآية تدل على أن
الاستغفار لا يرفعه إلى الله الا العمل الصالح والتوبة.
364 - في أمالي الصدوق باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما
نزلت هذه الآية: (وإذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم)
صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا،
يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال، نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال،
أنا لها بكذا وكذا، قال، لست لها فقام آخر، فقال مثل ذلك، فقال، لست لها،
فقال الوسواس الخناس، انا لها، قال، بماذا؟ قال، أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا
الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال، أنت لها، فوكله بها إلى
يوم القيامة.
365 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (ره) قال. حدثنا أحمد بن محمد
الهمداني قال، أخبرنا أحمد بن صالح بن سعد التميمي، قال، حدثنا موسى بن داود
قال، حدثنا الوليد بن هشام قال، حدثنا هشام بن حسان عن الحسن بن أبي الحسن
البصري عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي قال، دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلى الله عليه وآله
باكيا فسلم فرد عليه السلام ثم قال، ما يبكيك يا معاذ؟ فقال، يا رسول الله ان بالباب
شابا طري الجسد، نقى اللون، حسن الصورة، يبكى على شبابه بكاء الثكلى على
ولدها يريد الدخول عليك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أدخل على الشباب يا معاذ، فأدخله
عليه فسلم فرد عليه السلام ثم قال: ما يبكيك يا شاب؟ قال، كيف لا أبكى وقد ركبت ذنوبا
ان أخذني الله عز وجل ببعضها أدخلني نار جهنم، ولا أراني الا سيأخذني بها ولا يغفر لي
أبدا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل أشركت بالله شيئا؟ قال أعوذ بالله ان أشرك بربي شيئا،
قال: أقتلت النفس التي حرم الله؟ قال لا، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يغفر الله لك ذنوبك
وإن كانت مثل الجبال الرواسي، قال الشاب: فإنها أعظم من الجبال الرواسي، فقال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها و
391

أشجارها وما فيها من الخلق قال: فإنها أعظم من الأرضين السبع وبحارها ورمالها
وأشجارها وما فيها من الخلق، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل
السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسي، قال: فإنها أعظم من ذلك، قال: فنظر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه كهيئة الغضبان ثم قال: ويحك يا شاب ذنوبك أعظم أم ربك فخر الشاب
لوجهه وهو يقول: سبحان ربى ما شئ أعظم من ربى، ربى أعظم يا نبي الله من كل عظيم،
فقال النبي صلى الله عليه وآله: فهل يغفر لك الذنب العظيم الا الرب العظيم؟ فقال الشاب: لا والله
يا رسول الله، ثم سكت الشاب فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ويحك يا شاب الا تخبرني بذنب
واحد من ذنوبك، قال: بلى أخبرك انى كنت انبش القبور سبع سنين، اخرج الأموات
وأنزع الأكفان، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار فلما حملت إلى قبرها ودفنت
وانصرفت عنها أهلها وجن عليهم الليل أتيت قبرها فنبشتها، ثم استخرجتها ونزعت ما
كان عليها من أكفانها وتركتها مجردة على شفير قبرها، ومضيت منصرفا، فأتاني
الشيطان فأقبل يزينها لي ويقول اما ترى بطنها وبياضها؟ أما ترى وركيها؟ فلم يزل
يقول لي هذا حتى رجعت إليها ولم أملك نفسي حتى جامعتها وتركتها مكانها، فإذا
انا بصوت من ورائي يقول يا شاب ويل لك من ديان يوم الدين يوم يقفني وإياك كما
تركتني عريانة في عساكر الموتى، ونزعتني من حفرتي، وسلبتني أكفاني وتركتني أقوم
جنبة إلى حسابي فويل لشبابك من النار، فما أظن انى أشم ريح الجنة ابدا فما ترى
لي يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنح عنى يا فاسق انى أخاف احترق بنارك، فما
أقربك من النار ثم لم يزل عليه السلام يقول ويشير إليه حتى أمعن من بين يديه فذهب
فأتى المدينة فتزود منها ثم اتى بعض جبالها فتعبد فيها ولبس مسحا وغل يديه
جميعا إلى عنقه ونادى يا رب هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول، يا رب أنت الذي
تعرفني وزل منى ما تعلم، يا سيدي يا رب انى أصبحت من النادمين واتيت نبيك تائبا
فطردني وزادني خوفا، فأسئلك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك ان لا تخيب رجائي
سيدي، ولا تبطل دعائي ولا تقنطني من رحمتك، فلم يزل يقول ذلك أربعين يوما وليلة
تبكى له السباع والوحوش، فلما تمت له أربعون يوما وليلة، رفع يديه إلى السماء
392

وقال اللهم ما فعلت في حاجتي ان كنت استجبت دعائي وغفرت خطيئتي فأوح إلى نبيك
وان لم تستجب لي دعائي ولم تغفر لي خطيئتي وأردت عقوبتي فعجل بنار تحرقني أو عقوبة
في الدنيا تهلكني وخلصني من فضيحة يوم القيامة فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
(والذين إذا فعلوا فاحشة) يعنى الزناد (أو ظلموا أنفسهم) يعنى ارتكاب ذنب أعظم من الزنا
وهو نبش القبور واخذ الأكفان (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) يقول خافوا الله فعجلوا
التوبة (ومن يغفر الذنوب الا الله) يقول عز وجل اتاك عبدي يا محمد تائبا فطردته
فأين يذهب، والى من يقصد، ومن يسأل ان يغفر له ذنبا غيري؟ ثم قال عز وجل (ولم يصروا
على ما فعلوا وهم يعلمون) يقول. لم يقيموا على الزنا ونبش القبور واخذ الأكفان
(أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر
العاملين) فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله خرج وهو يتلوها ويتبسم، فقال
لأصحابه: من يدلني على ذلك الشاب التائب؟ فقال معاذ، يا رسول الله بلغنا انه في
موضع كذا وكذا، فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه حتى انتهوا إلى ذلك الجبل فصعدوا
إليه يطلبون الشاب، فاذاهم بالشاب قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه. قد اسود
وجهه وتساقط أشفار عينيه من البكاء، وهو يقول، سيدي قد أحسنت خلقي وأحسنت
صورتي فليت شعري ماذا تريد بي.، أفي النار تحرقني أو في جوارك تسكنني؟
اللهم انك قد أكثرت الاحسان إلى فأنعمت على، فليت شعري ماذا يكون آخر
امرى؟ إلى الجنة تزفني أم إلى النار تسوقني؟ اللهم ان خطيئتي أعظم من السماوات
والأرض ومن كرسيك الواسع وعرشك العظيم، فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني
بها يوم القيامة، فلم يزل يقول نحو هذا وهو يبكى ويحثو التراب على رأسه وقد أحاطت
به السباع وصفت فوقه الطير وهم يبكون لبكائه، فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأطلق يديه
من عنقه، ونفض التراب عن رأسه وقال يا بهلول: ابشر فإنك عتيق الله من النار، ثم
قال عليه السلام لأصحابه هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول ثم تلا صلى الله عليه وآله ما انزل الله
عز وجل فيه، وبشره بالجنة.
393

366 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن
النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل (ولم يصروا على
ما فعلوا وهم يعلمون) قال الاصرار ان يذنب الذنب فلا يستغفر الله، ولا يحدث نفسه
بتوبة فذلك الاصرار.
367 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لا والله لا يقبل الله شيئا من طاعته على الاصرار على
شئ من معاصيه.
368 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد الله بن محمد النهيكي
عن عمار ابن مروان القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا صغيرة مع الاصرار،
ولا كبيرة مع الاستغفار.
369 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاوية بن عمار
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنه والله ما خرج عبد من ذنب باصرار، وما خرج عبد
من ذنب الا باقرار.
370 - محمد بن يحيى عن علي بن الحسين الدقاق عن عبد الله بن محمد عن أحمد بن
عمر عن زيد القتات عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: مامن عبد أذنب
ذنبا فندم عليه الا غفر الله له قبل ان يستغفر، وما من عبدا نعم الله عليه نعمة فعرف أنها من
عند الله الا غفر الله له قبل أن يحمده.
371 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إياكم والإصرار على
شئ مما حرم الله في ظهر القرآن وبطنه، وقد قال: (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)
إلى هنا رواية قاسم بن الربيع، يعنى المؤمنين قبلكم إذا نسوا شيئا مما اشترط الله في
كتابه عرفوا انهم قد عصوا في تركهم ذلك الشئ فاستغفروا ولم يعودوا إلى تركه،
فذلك معنى قول الله: (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
372 - في مجمع البيان وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لا صغيرة مع الاصرار،
394

ولا كبيرة مع الاستغفار.
373 - في تفسير علي بن إبراهيم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رجع من أحد فلما دخل
المدينة نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله يأمرك ان تخرج في اثر القوم
ولا يخرج معك الامن به جراحة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله مناديا ينادى: يا معشر
المهاجرين والأنصار من كانت له جراحة فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم فأقبلوا
يضمدون جراحاتهم ويداونها فأنزل الله على نبيه (ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا
تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) وقال عز وجل: ان
يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم
الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح.
374 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام (1) في قول الله:
(تلك الأيام نداولها بين الناس) قال ما زال منذ خلق الله آدم دولة لله ودولة لإبليس، فأين
دولة الله أما هو الا قائم واحد.
375 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ان علي بن أبي طالب عليه السلام امام أمتي وخليفتي عليها من بعدى، ومن
ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، والذي
بعثني بالحق بشيرا ونذيرا ان الثابتين على القول به في زمان غيبته لاعز من الكبريت
الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟
قال: أي وربى وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين يا جابر ان هذا الامر
من الله، وسر من سر الله، مطوى عن عباد الله، فإياك والشك فيه، فان الشك في أمر الله
عز وجل كفر.
376 - في تفسير العياشي عن داود الرقي قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله:
أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم قال: إن الله هو
اعلم بما هو مكونه قبل أن يكونه وهم ذر، وعلم من يجاهد ممن لا يجاهد، كما علم أنه

(1) وفى نسخة (عن زرارة عن أبي جعفر (ع))
395

يميت خلقه قبل أن يميتهم، ولم يرهم موتهم وهم أحياء.
377 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر (ع)
في قوله: ولقد كنتم تمنون الموت الآية فان المؤمنين لما أخبرهم الله بالذي فعل
بشهدائهم يوم بدر ومنازلهم من الجنة، رغبوا في ذلك فقالوا اللهم أرنا قتالا نستشهد
فيه، فأراهم الله إياه يوم أحد، فلم يثبتوا الامن شاء الله منهم، فذلك قوله (ولقد كنتم
تمنون الموت من قبل) الآية.
378 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله (ع) عن علي بن الحسين
عليهما السلام حديث طويل وفيه ثم قال في بعض كتابه (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم
خاصة) في انا أنزلناه في ليلة القدر. وقال في بعض كتابه وما محمد الا رسول قد خلت
من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه
فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين يقول في الآية الأولى ان محمدا حين
يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز وجل مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فهذه
فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم لأنهم ان قالوا لم تذهب، فلابد أن يكون
لله عز وجل فيها أمر، وإذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد.
379 - في تفسير علي بن إبراهيم في قصة أحد وقتل من قتل وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله على
القتلى فصلى عليهم ودفنهم في مضاجعهم: وكبر على حمزة سبعين مرة تكبيرة، قال:
وصاح إبليس بالمدينة: قتل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يبق أحد من نساء المهاجرين الا خرج
وخرجت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعدو على قدميها حتى وافت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وقعدت بين يديه، فكان إذا بكى رسول الله بكت، وإذا انتحب انتحبت. (1)
380 - في روضة الكافي حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناس
أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله الا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود،
وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي رحمة الله عليهم وبركاته، اثم عرف أناس بعد يسير،
وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا، وأبوا ان يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام

(1) انتحب: تنفس شديدا.
396

مكرها فبايع، وذلك قول الله عز وجل: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل
أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى
الله الشاكرين.
381 - ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال قلت لأبي جعفر عليه السلام
ان العامة يزعمون أن بيعة أبى بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله عز ذكره وما كان
الله ليفتن أمة محمد صلى الله عليه وآله من بعده؟ فقال أبو جعفر عليه السلام أوما يقرأون كتاب الله أوليس
الله يقول: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على
أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين)؟ قال فقلت
له: انهم يفسرون على وجه آخر، فقال: أوليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من
قبلهم من الأمم انهم قد اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات، حيث قال: (وآتينا عيسى
بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما
جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن
الله يفعل ما يريد)؟ وفى هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله قد اختلفوا
من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
382 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن
الحسين بن أبي العلا الخفاف عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما انهزم الناس يوم أحد عن
النبي صلى الله عليه وآله انصرف إليهم بوجهه وهو يقول: انا محمد، انا رسول الله لم اقتل ولم أمت، فالتفت
إليه فلان وفلان، فقالا: الان يسخر بنا أيضا وقد هزمنا، وبقى معه علي عليه السلام وسماك
خرشة أبو دجانة (ره) فدعاه النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا أبا دجانة انصرف وأنت في حل من
بيعتك، فاما على فهو أنا وأنا هو، فتحول وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكى فقال:
لا والله ورفع رأسه إلى السماء وقال: لا والله لا جعلت نفسي في حل من بيعتي انى بايعتك
فإلى من انصرف يا رسول الله؟ إلى زوجة تموت، أو ولد يموت، أو دار تخرب أو مال
يفنى وأجل قد اقترب؟ فرق له النبي صلى الله عليه وآله فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة (1)

(1) أثخنته الجراحة: أوهنته وضعفته.
397

وهو في وجه، وعلي عليه السلام في وجه، فلما أسقط احتمله علي عليه السلام فجاء به إلى النبي
صلى الله عليه وآله فوضعه عنده، فقال: يا رسول الله أوفيت ببيعتي؟ قال نعم، وقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم
خيرا، وكان الناس يحملون على النبي صلى الله عليه وآله الميمنة ويكشفهم علي عليه السلام فإذا كشفهم
أقبلت الميسرة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلث قطع، فجاء إلى
النبي صلى الله عليه وآله فطرحه بين يديه وقال هذا سيفي قد تقطع به، فيومئذ أعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ذا الفقار، ولما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه إلى السماء
وهو يبكى وقال يا رب وعدتني ان تظهر دينك وان شئت لم يعيك، فأقبل علي عليه السلام إلى
النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله اسمع دويا شديدا واسمع: أقدم حيزوم وما أهم اضرب
أحدا الا سقط ميتا قبل ان اضربه، فقال هذا جبرئيل عليه السلام وميكائيل وإسرافيل في
الملائكة ثم جاءه جبرئيل عليه السلام فوقف إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد ان هذه
لهى المواساة، فقال: ان عليا منى وانا منه، فقال جبرئيل عليه السلام وانا منكما، ثم انهزم
الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام يا علي امض بسيفك حتى تعارضهم، فان رايتهم
قد ركبوا القلاص (1) وجنبوا الخيل، فإنهم يريدون مكة، وان رايتهم قد ركبوا الخيل
ويجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة: فأتاهم علي عليه السلام فكانوا على القلاص، فقال
أبو سفيان لعلى عليه السلام يا علي ما تريد هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة، فانصرف إلى صاحبك، فاتبعهم
جبرئيل عليه السلام فكلما سمعوا وقع حوافر فرسه جدوا في السير، وكان يتلوهم فإذا ارتحلوا
قال: هوذا عسكر محمد قد اقبل، فدخل أبو سفيان مكة فأخبرهم الخبر، وجاء الرعاة
والحطابون فدخلوا مكة فقالوا رأينا عسكر محمد كلما ارتحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم
فارس على فرس أشقر يطلب آثارهم، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه، ورحل
النبي صلى الله عليه وآله وسلم والراية مع علي عليه السلام وهو بين يديه: فلما ان أشرف بالراية من العقبة
ورآه الناس نادى علي عليه السلام: أيها الناس هذا محمد لم يمت ولم يقتل، فقال
صاحب الكلام الذي قال الان يسخر بنا وقد هزمنا، هذا على والراية بيده حتى
هجم عليهم علي عليه السلام ونساء الأنصار في أفنيتهم على أبواب دورهم، وخرج الرجال

(1) القلاص جمع القلوص: الناقة الشابة.
398

إليه يلوذون به ويتوبون إليه، والنساء نساء الأنصار قد خدشن الوجوه ونشرن الشعور،
وجززن النواصي، وخرقن الجيوب، وحرضن البطون على النبي صلى الله عليه وآله فلما رأينه
قال لهن خيرا وأمرهن أن يستترن ويدخلن منازلهن، وقال. ان الله عز وجل وعدني
ان يظهر دينه على الأديان كلها، وأنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله. وما محمد الا رسول
قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن
يضر الله شيئا) الآية.
383 - علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: وقال لا عداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب و
الانكار (قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) يقول: متكلفا ان أسئلكم
ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: اما يكفي محمدا أن يكون قهرنا
عشرين سنة حتى يريد ان يحمل أهل بيته على رقابنا، فقالوا: ما انزل الله هذا وما هو
الا شئ ينفق به، يريد ان يحمل أهل بيته على رقابنا، ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها
من أهل بيته، ثم لا نعيدها فيهم ابدا.
384 - في روضة الكافي خطبة مسندة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة
يقول فيها عليه السلام: حتى إذا دعى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله ورفعه إليه لم يك ذلك بعده
الا كلمحة من خفقة أو وميض من برقة (1) إلى أن رجعوا على الأعقاب وانتكصوا على
الادبار، وطلبوا بالأوتار، وأظهروا الكتائب وردموا الباب وفلوا الدار (2) وغيروا
آثار الرسول صلى الله عليه وآله، ورغبوا عن احكامه، وبعدوا من أنواره، واستبدلوا بمستخلفه
بديلا اتخذوه وكانوا ظالمين، وزعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام
رسول الله صلى الله عليه وآله ممن اختاره الرسول عليه وآله السلام لمقامه، وان مهاجر آل أبي قحافة

(1) الخفقة. النعاس. والوميض: اللمع الخفي.
(2) الردم: السدم. و (فلوا) بالفاء أي كسروا (قال المجلسي (ره): ولعله كناية
عن السعي في تزلزل بنيانهم، وبذل الجهد في خذلانهم، وفى بعض النسخ (وقلوا) بالقاف
أي أبغضوا داره وأظهروا عداوة البيت.
399

خير من المهاجري الأنصاري الرباني ناموس هاشم بن عبد مناف.
385 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده قال علي عليه السلام في خطبة
له: ان الله ذا الجلال والاكرام لما خلق الخلق، واختار خيرة من خلقه، واصطفى
صفوة من عباده، وأرسل رسولا منهم، وانزل عليه كتابه، وشرع له دينه وفرض فرايضه،
فكانت الجملة قول الله جل ذكره حيث أمر فقال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر
منكم) فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا، فانقلبتم على أعقابكم، وارتددتم ونقضتم
الامر ونكثتم العهد ولم يضروا الله شيئا.
386 - وباسناده إلى الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث
طويل وفيه خطبة الغدير وفيها: معاشر الناس أنذركم انى رسول الله إليكم قد خلت من
قبلي الرسل، أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر
الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين الا وان عليا هو الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده
ولدى من صلبه.
487 - وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما جمع أبو بكر
على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاءت إليه، وقالت: أتقولون مات محمد صلى الله عليه وآله،
فخطب جليل استوثق منه فتقه، وانفتق رتقه (1) واظلمت الأرض لغيبته. وكسفت
النجوم لمصيبته. واكدت الآمال (2) وخشعت الجبال وأضيع الحريم وأزيلت
الحرمة (3) عند مماته فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظماء. لا مثلها نازلة
ولا باثقة (4) عاجلة أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم (5) في ممساكم

(1) وفى رواية الأربلي في كشف الغمة) فخطب جليل استوسع وهيه واستنهر فتقه..)
والفتق: الشق. والرتق: ضده وانفتق أي انشق.
(2) اكدى فلان أي بخل. أو قل خيره
(3) وفى كشف الغمة وغيره (وأديلت الحرمة) وهو من الادالة بمعنى الغلبة.
(4) الهائقة: الداهية.
(5) الأفنية جمع الفناء: ساحة الدار.
400

ومصبحكم يهتف في أفنيتكم هتافا (1) وصارخا وتلاوة وألحانا، ولقبله ماحل بأنبياء الله
ورسله حكم فصل وقضاء حتم وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو
قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله
الشاكرين أيها بنى قيلة اهضم تراث أبيه وأنتم بمرأى منى ومسمع ومنتدأ (2) ومجمع،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
388 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وليس كل من أقر أيضا من أهل
القبلة بالشهادتين كان مؤمنا، ان المنافقين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله صلى الله عليه وآله، ويدفعون أهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما عهده به من دين الله وعزايمه وبراهين
نبوته إلى وصيه ويضمرون من الكراهية لذلك والنقض لما أبرمه منه عند امكان الامر لهم فيه
بما قد بينه الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات
أو قتل انقلبتم على أعقابكم).
389 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس ان عليا عليه السلام
كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله عز وجل يقول: (وما محمد الا رسول قد خلت
من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله،
والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله انى لأخوه وابن عمه ووارثه
فمن أحق به منى؟
390 - في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تدرون
مات النبي صلى الله عليه وآله أو قتل؟ ان الله يقول: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) فبسم قبل
الموت انهما سقتاه (3) فقلنا: انهما وأبوهما شر من خلق الله.

(1) الهتاف: الصراخ، وفى بعض النسخ (هتافا وصراخا) وهو الظاهر المناسب للسياق
(2) بنو قيلة: الأوس والخزرج، قال الجزري: (قيلة) اسم أم لهم قديمة وهي قيلة
بنت كاهل. والهضم الكسر، والهاء في أبيه للتسكت. المنتدى: المجلس.
(3) وفى البحار (سمتاه) مكان (سقتاه) ومرجع الضمير كما قال الفيص (ره)
الامرأتان.
401

391 - عن منصور بن الوليد الصيقل انه سمع أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قرا
وكأين من نبي قتل معه ربيون كثيرا قال ألوف وألوف ثم قال أي والله يقتلون.
392 - في مجمع البيان (قاتل معه ربيون) وقيل في ربيون أقوال إلى
قوله ورابعها ان الربيون عشرة آلاف عن الزجاج وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام،
(فما وهنوا) بين الله سبحانه انه لو كان قتل النبي صلى الله عليه وآله كما أرجف بذلك يوم أحد لما
أوجب ذلك ان تضعفوا وتهنوا، كما لم يهن من كان مع الأنبياء بقتلهم وهو المروى عن أبي
جعفر عليه السلام.
393 - وفيه يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا الآية قيل: نزلت
في المنافقين إذ قالوا للمؤمنين يوم أحد عند الهزيمة: ارجعوا إلى اخوانكم وارجعوا في
دينكم عن علي عليه السلام.
قال عز من قائل: سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب.
394 - في مجمع البيان روى أن الكفار دخلوا مكة كالمنهزمين مخافة أن يكون
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرة عليهم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نصرت بالرعب
مسيرة شهر.
395 - في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فضلت بأربع
نصرت بالرعب مسيرة شهر يسير بين يدي.
396 - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): أعطيت خمسا
لم يعطها أحد قبلي، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب.
397 - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول عليه السلام فيه: قال لي الله
جل جلاله ونصرتك بالرعب الذي لم انصر به أحدا قبلك.
398 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر
وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا يعنى أصحاب عبد الله بن
جبير الذين تركوا مراكزهم ومر والغنيمة، قوله: ومنكم من يريد الآخرة يعنى عبد الله
ابن جبير وأصحابه الذين بقوا حتى قتلوا.
402

399 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فأثابكم غما بغم فاما
الغم الأول فالهزيمة والقتل، والغم الآخر فاشراف خالد بن الوليد عليهم، يقول:
لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة ولا على ما أصابكم يعنى قتل اخوانهم والله
خبير بما تعملون ثم انزل عليكم من بعد الغم يعنى الهزيمة.
400 - في تفسير العياشي عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام - وذكر
يوم أحد ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كسرت رباعيته -: ان الناس ولوا مصعدين في الوادي،
والرسول يدعوهم في اخريهم فأثابهم غما بغم ثم انزل عليهم النعاس، فقلت: النعاس
ما هو؟ قال: الهم، فلما استيقظوا قالوا: كفرنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
401 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ان الذين تولوا منكم يوم التقى
الجمعان انما استزلهم الشيطان أي خدعهم حتى طلبوا الغنيمة ببعض ما كسبوا قال: بذنوبهم
ولقد عفى الله عنهم.
402 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام
في قوله (انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) فهو عقبة بن عثمان وعثمان بن سعد.
403 - عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (انما استزلهم الشيطان
ببعض ما كسبوا) قال: هم أصحاب العقبة.
404 - عن زرارة قال: كرهت ان اسأل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك.
قلت: لأسألن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: اخبرني عمن قتل أمات؟ قال:
لا الموت موت والقتل قتل، قلت ما أحد يقتل الا وقد مات؟ فقال قول الله أصدق من قولك
فرق بينهما في القرآن فقال (أفإن مات أو قتل) وقال لئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون
ليس كما قلت يا زرارة، الموت موت والقتل قتل قلت فان الله يقول (كل نفس ذائقة الموت)
قال من قتل لم يذق الموت، ثم قال لابد من أن يرجع حتى يذوق الموت.
405 - عن عبد الله بن المغيرة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل عن قول الله:
ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم: قال أتدري يا جابر ما سبيل الله؟ فقلت لا والله الا
ان أسمعه منك، قال سبيل الله على وذريته، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات
403

في ولايته مات في سبيل الله، ليس من يؤمن من هذه الأمة الأولى قتلة وميتة، قال: إنه
من قتل ينشر حتى يموت، ومن مات ينشر حتى يقتل.
406 - عن صفوان قال: استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا أبى الحسن عليه السلام
وأخبرته انه ليس يقول بهذا القول، وانه قال: والله لا أريد بلقائه الا لانتهى إلى قوله،
فقال: ادخله فدخل، فقال له: جعلت فداك إن كان فرط منى شئ وأسرفت على نفسي
وكان فيما يزعمون أنه كان بعينه، فقال وانا استغفر الله مما كان منى، فأحب ان تقبل
عذرى وتغفر لي ما كان منى فقال نعم أقبل ان لم اقبل كان ابطال ما يقول هذا وأصحابه أشار
إلى بيده - ومصداق ما يقول الآخرون يعنى المخالفين قال الله لنبيه عليه وآله السلام
فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من
حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ثم سأله هعن أبيه فأخبره انه
قد مضى واستغفر له.
407 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي
جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول الله عز وجل: (ولئن قتلتم في
سبيل الله أو متم) فقال: أتدري ما سبيل الله؟ قال قلت لا والله الا ان أسمعه منك، قال:
سبيل الله علي عليه السلام وذريته وسبيل الله من قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات
في ولايته مات في سبيل الله.
408 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: من استبد برايه هلك، ومن شاور الرجال
شاركها في عقولها.
409 - وفيه قال عليه السلام والاستشارة عين الهداية، وقد خاطر من استغنى برايه.
410 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى البختري عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جده عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه: لا وحدة أوحش من العجب
ولا مظاهرة أوثق من المشاورة.
411 - في كتاب الخصال عن محمد بن آدم عن أبيه باسناده قال قال رسول الله
404

صلى الله عليه وآله وسلم يا علي لا تشاورن جبانا فإنه يضيق عليك المخرج ولا تشاورن البخيل فإنه يقصر بك
عن غايتك ولا تشاورن حريصا فإنه يزين لك شرها.
412 - وفيه في الحقوق المروية عن علي بن الحسين عليهما السلام وحق المستشير ان علمت
له رأيا أشرت عليه، وان لم تعلم أرشدته إلى من يعلم، وحق المشير عليك ان لا تتهمه فيما
لا يوافقك من رأيه، فان وافقك حمدت الله.
413 - عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: يا بن
رسول الله أوصني، فقال: يا سفيان لا مروة للكذوب، إلى قوله: وشاور في امرك
الذين يخشون الله.
414 - في تفسير العياشي أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار قال: كتب
إلى أبو جعفر عليه السلام ان سل فلانا ان يشير على ويتخير لنفسه فهو يعلم ما يجوز في
بلده وكيف يعامل السلاطين، فان المشورة مباركة، قال الله لنبيه في محكم كتابه:
فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله
ان الله يحب المتوكلين فإن كان ما يقول: مما يجوز كنت أصوب رأيه، وإن كان
غير ذلك رجوت ان أضعه على الطريق الواضح إن شاء الله (وشاورهم في الامر) قال:
يعنى الاستخارة.
415 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل يقول فيه فقلت قوله عز وجل (وما توفيقي الا بالله) وقوله عز وجل
ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده
فقال إذا فعل العبد ما امره الله عز وجل به من الطاعة كان فعله وفقا لأمر الله عز وجل،
وسمى العبد به موفقا، وإذا أراد العبد ان يدخل في شئ من معاصي الله فحال الله
تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فيتركها كان تركه بتوفيق الله تعالى ذكره ومتى
خلى بينه وبين المعصية فلم يخل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه
416 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل
يقول فيه عليه السلام يا علقمة ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ألم ينسبوه يوم بدر إلى
405

انه اخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى أظهره الله على القطيفة وبرأ نبيه صلى الله عليه وآله من
الخيانة وانزل في كتابه: وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة.
417 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر (ع)
في قوله: (ما كان لنبي ان يغل) قال: فصدق الله لم يكن الله ليجعل نبيا غالا، ومن
يغلل يأت بما غل يوم القيامة من غل شيئا رآه يوم القيامة في النار ثم يكلف
ان يدخل إليه فيخرجه من النار، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
418 - وفيه أيضا هذه نزلت في حرب بدر، وكان سبب نزولها انه كان في الغنيمة
التي أصابوها يوم بدر قطيفة حمراء ففقدت، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
مالنا لا نرى القطيفة، ما أظن الا رسول الله أخذها، فأنزل الله في ذلك (وما كان لنبي أن يغل
ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) فجاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ان فلانا غل قطيفة فاحفرها هنالك، فأمر رسول الله
صلى الله عليه وآله بحفر ذلك الموضع فأخرج القطيفة.
419 - في تفسير العياشي عن سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الغلول كل شئ
غل عن الامام واكل مال اليتيم شبهة، والسحت شبهة.
420 - عن عمار بن مروان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله:
أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير
فقال: هم والله يا عمار درجات المؤمنين عند الله، وبموالاتهم وبمعرفتهم إيانا يضاعف الله
للمؤمنين حسناتهم: ويرفع لهم الدرجات العلى واما قوله يا عمار: (كمن باء بسخط
من الله) إلى قوله: (المصير) فهم والله الذين جحدوا حق علي بن أبي طالب، وحق
الأئمة منا أهل البيت فباؤا بذلك بسخط من الله.
421 - عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر قول الله: هم درجات عند الله قال:
الدرجة ما بين السماء والأرض.
422 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب
عن هشام ابن سالم عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل
406

(أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، هم درجات
عند الله) فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الأئمة عليهم السلام، وهم والله يا عمار
درجات للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم
الدرجات العلى.
423 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد
عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن النضر عن أبي
عبد الله عليه السلام حديث طول يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه: وفيه ومن اتبع امره
استوجب جنته ومرضاته، ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه نعوذ بالله
من سخط الله.
424 - في كتاب الخصال عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ثلث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم
القيامة يوم لاظل الا ظله، رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها ورجل لم يقدم
رجلا ولم يؤخر أخرى حتى يعلم أن ذلك لله فيه رضى أو سخط.
425 - في تفسير علي بن إبراهيم ان النبي صلى الله عليه وآله لما تبعوا قريشا بعد أحد إلى
حمراء الأسد ثم رجعوا إلى المدينة، فلما دخلوا المدينة قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله:
ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم
مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم وذلك أن يوم بدر قتل من قريش
سبعون، وأسر منهم سبعون وكان الحكم في الأسارى القتل فقامت الأنصار إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله فقالوا. يا رسول الله هبهم لنا ولا تقتلهم حتى نفاديهم فنزل جبرئيل عليه السلام
فقال: ان الله قد أباح لهم الفداء ان يأخذوا من هؤلاء ويطلقوهم على أن يستشهد منهم
في عام قابل بقدر من يأخذون منه الفدا، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الشرط
فقالوا: قدر ضينابه نأخذ العالم الفداء من هؤلاء ونتقوى به. ويقتل منا في عام قابل
بعدد من نأخذ منهم الفدا وندخل الجنة فأخذوا منهم الفداء واطلقوهم فلما كان هذا
اليوم وهو يوم أحد قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعون فقالوا: يا رسول الله
407

من هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله، (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم) بما اشترطتم يوم بدر.
426 - في تفسير العياشي محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله: (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها) قال، كان المسلمون قد أصابوا
ببدر مائة وأربعين رجلا، قتلوا سبعين رجلا وأسروا سبعين، فلما كان يوم أحد أصيب
من المسلمين سبعون رجلا، قال: فاغتموا بذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى: (أو لما
أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها.
427 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل. ومن ضعف يقينه
تعلق بالأسباب ورخص لنفسه بذلك، واتبع العادات، وأقاويل الناس بغير حقيقة، و
السعي في أمور الدنيا وجمعها وامساكها، مقربا للسان انه لا مانع ولا معطى الا الله وان
العبد لا يصيب الا ما رزق وقسم له والجهد لا يزيد في الرزق وينكر ذلك بفعله وقلبه
قال الله تعالى، (يقولون بأفواهم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون).
428 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و
محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن أبي الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن
العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال يوما لأبي بكر
لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون
واشهد ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات شهيدا والله ليأتينك فأيقن إذا جاءك فان الشيطان
غير متخيل به فأخذ علي عليه السلام بيد أبى بكر فأراه النبي صلى الله عليه وآله فله، يا أبا بكر آمن بعلى
وبأحد عشر من ولده انهم مثلي الا النبوة، وتب إلى الله مما في يدك فإنه لاحق لك فيه،
قال، ثم ذهب فلم ير.
429 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة
عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى للمسلمين
بكلمات يقول. تعاهدوا الصلاة إلى أن قال عليه السلام: ثم إن الجهاد أشرف الأعمال بعد
الاسلام وهو قوام الدين والاجر فيه عظيم مع العزة والمنعة وهو الكرة، فيه الحسنات
408

والبشرى بالجنة بعد الشهادة، وبالرزق غدا عند الرب والكرامة، يقول الله تعالى (ولا
تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآية.
430 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال اتى رجل رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال إني راغب نشط في الجهاد، قال فجاهد في سبيل الله فإنك ان تقتل كنت
حيا عند الله ترزق، وان مت فقد وقع اجرك على الله، وان رجعت خرجت من الذنوب
إلى الله، هذا تفسير (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا)
431 - في روضة الكافي يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير
قال قلت جعلت فداك الراد على هذا الامر فهو كالراد عليكم فقال؟ يا أبا محمد من رد عليك
هذا الامر فهو كالراد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الله تبارك وتعالى، يا أبا محمد ان الميت
على هذا الامر شهيد، قال قلت وان مات على فراشه؟ قال: أي والله على فراشه حي
عند ربه يرزق.
432 - في مجمع البيان (لا تحسبن الذين قتلوا) إلى قوله (لا يضيع أجر
المؤمنين) قيل نزلت في شهداء بدر وكانوا أربعة عشر رجلا، ثمانية من الأنصار وستة
من المهاجرين، وقيل نزلت في شهداء أحد وكانوا سبعين رجلا أربعة من المهاجرين حمزة
بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعثمان بن شماس وعبد الله بن جحش وسايرهم من الأنصار وقال
الباقر عليه والسلام وكثير من المفسرين: انما تناول قتلى بدر أحد معا.
433 - وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في وصف
الشهداء وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث يشاء
يأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش.
434 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
أمواتا) الآية فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هم والله شيعتنا، إذا دخلوا الجنة فاستقبلوا الكرامة من الله
استبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من المؤمنين في الدنيا الا خوف عليهم ولاهم يحزنون.
435 - في روضة الكافي ابن محبوب عن الحارث بن النعمان عن بريد العجلي
409

قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز ذكره: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم
من علفهم الا خوف عليهم ولاهم يحزنون قال. هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم
في الجنة، واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل علموا واستيقنوا انهم كانوا على الحق
وعلى دين الله عز ذكره، فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من خلفهم من المؤمنين
الا خوف عليهم ولاهم يحزنون.
436 - في تفسير علي بن إبراهيم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل المدينة من وقعة
أحد نزل عليه جبرئيل فقال يا محمد ان الله يأمرك أن تخرج في اثر القوم ولا يخرج
معك الامن به جراحة: فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديا ينادى: يا معشر المهاجرين
والأنصار من كانت به جراحة فليخرج ومن لم يكن به جراحة فليقم فاقبلوا يضمدون
جراحاتهم ويداونها فخرجوا على ما بهم من الألم والجرح، فلما خرج بلغ رسول
الله صلى الله عليه وآله حمراء الأسد وقريش قد نزلت الروحاء. قال عكرمة بن أبي جهل والحارث
بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد نرجع ونغير على المدينة فقد قتلنا سراتهم
وكبشهم (1) يعنون حمزة، فوافاهم رجل خرج من المدينة فسئلوه الخبر؟ فقال:
تركت محمدا وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جد الطلب، فقال أبو سفيان: هذا
النكد والبغي، فقد ظفرنا بالقوم وبغينا والله ما أفلح قوم قط بغوا، فوافاهم نعيم بن
مسعود الأشجعي فقال أبو سفيان: أين تريد؟ قال المدينة لامتار لأهلي طعاما (2) قال
هل لك أن تمر بحمراء الأسد وتلقى أصحاب محمد وتعلمهم ان حلفاء ناو موالينا
قد وافونا من الأحابيش (3) حتى يرجعوا عنا ولك عندي عشرة قلائص (4)
أملاها تمرا وزبيبا؟ قال، نعم، فوافى من غد ذلك اليوم حمراء الأسد فقال
لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، أين تريدون؟ قالوا قريشا قال: ارجعوا

(1) السراة جمع السرى: السيد الشريف، والكبش، سيد القوم وقائدهم.
(2) أمتار لعياله: جمع الطعام والمؤنة، وفى بعض النسخ (لامتارها لأهلي طعاما ما).
(3) الأحابيش جمع الاحبوش: الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.
(4) القلائص جمع القلوص: الإبل الشابة.
410

ان قريشا قد اجتمعت إليهم حلفاؤهم ومن كان تخلف عنهم وما أظن الا وأوايل خيلهم
يطلعون عليكم الساعة، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل ما نبالي، فنزل جبرئيل عليه السلام
على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ارجع يا محمد فان الله قد أرعب قريشا ومروا لا يلوون
على شئ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وانزل الله: الذين استجابوا لله
وللرسول من بعدما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم
الذين قال لهم الناس يعنى نعيم بن مسعود ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم
ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم
يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم.
437 - في تفسير العياشي عن جابر عن محمد بن علي عليهما السلام قال: لما وجه
النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام وعمار بن ياسر إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا
الصبي ولو بعث غيره إلى أهل مكة! وفى مكة صناديد قريش ورجالها، والله الكفر
أولى بنا مما نحن فيه، فساروا وقالوا لهما وخوفوهما باهل مكة وغلظوا عليهما
الامر، فقال علي عليه السلام حسبنا الله ونعم الوكيل ومضيا، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه
صلى الله عليه وآله بقولهم لعلى وبقول على بهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه وذلك قول الله:
(ألم تر إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان -
الله والله ذو فضل عظيم وانما نزلت ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا: ان
أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل.
438 - في كتاب الخصال عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: عجبت لمن
فرغ من أربع كيف لا يفرغ إلى أربع، عجبت لمن خاف كيف لا يفرغ إلى قوله تعالى
(حسبنا الله ونعم الوكيل) فانى سمعت الله يقول بعقبها، (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل
لم يمسسهم سوء) الحديث.
439 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى الحسن بن علي بن عبد الملك الزيات
411

عن رجل عن كرام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع لأربع واحدة للقتل والهزيمة
حسبنا الله ونعم الوكيل يقول الله: (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم
فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل
لم يمسسهم سوء الحديث.
440 - في مجمع البيان وقال مجاهد وعكرمة: نزلت هذه الآيات في غزوة
بدر الصغرى، وذلك أن أبا سفيان قال يوم أحد حين أراد ان ينصرف، يا محمد موعد
ما بيننا وبينك موسم بدر الصغرى لقابل ان شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، ذلك بيننا
وبينك، فلما كان العام المقبل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة من ناحية
مر الظهران (1) ثم القى عليهم الرعب، فبدا له من الرجوع، فلقى نعيم بن مسعود
الأشجعي وقد قدم معتمرا، فقال له أبو سفيان، انى واعدت محمدا وأصحابه ان نلتقي
بموسم بدر الصغرى، وان هذه عام جدب ولا يصلحنا الا عام يرعى فيه الشجر ونشرب
فيه اللبن، وقد بد إلى أن لا أخرج إليها وأكره ان يخرج محمد ولا أخرج انا فيزيدهم ذلك
جرأة، فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل، أضعها على يدي سهيل بن
عمرو، فأتى نعيم المدينة فوجد الناس يتجهزون لميعاد أبي سفيان، فقال لهم، بئس
الرأي رأيكم أتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت (2) منكم الا شريد فتريدون ان
تخرجوا وقد جمعا لكم عند الموسم، فوالله لا يفلت منكم أحد فكره أصحاب رسول -
الله الخروج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي فاما الجبان
فإنه رجع، واما الشجاع فإنه تأهب للقتال وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل فخرج
رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه حتى وافى بدر الصغرى وهو ماء لبنى كنانة وكانت موضع
سوق لهم في الجاهلية، يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام، فأقام ببدر ينتظر
أبا سفيان وقد انصرف أبو سفيان من مجنة إلى مكة، فسماهم أهل مكة جيش السويق،

(1) مجنة: اسم سوق للعرب، ومجنة مر الظهران؟ قرب جبل يقال له الأصفر
وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها:
(2) فلت: تخلص
412

ويقولون، انما خرجتم تشربون السويق ولم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه أحدا
من المشركين ببدر، ووافقوا السوق وكانت لهم تجارات فباعوا وأصابوا الدرهم
درهمين وانصرفوا إلى المدينة سالمين وغانمين، وقد روى ذلك أبو الجاورد عن
الباقر عليه السلام.
441 - وفيه، (الذين قال لهم الناس) في المعنى بالناس الأول ثلاثة أقوال،
الثاني، انه نعيم بن مسعود الأشجعي وهو قول أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
442 - في كتاب التوحيد باسناده إلى علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل
وفيه قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكيت عليه، فإذا رجل عليه،
ثوبان أبيضان ينظر في وجهي ثم قال يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا،
أعلى الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر والفاجر؟ إلى أن قال: قلت: انا أتخوف فتنة ابن
الزبير، فضحك ثم قال لي: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه؟ قلت:
لا، إلى قوله: ثم نظرت فإذا ليس قدامي أحد.
443 - في أصول الكافي باسناده إلى الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شئ، ومن لم يخف الله أخافه الله
من كل شئ.
444 - وباسناده إلى أبى حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من عرف الله خاف الله،
ومن خاف الله سخت (1) نفسه عن الدنيا.
445 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام
قال: قلت له اخبرني عن الكافر الموت خير له أم الحياة؟ فقال: الموت خير للمؤمن
والكافر، قلت: ولم؟ قال: لان الله يقول (وما عند الله خير للأبرار) ويقول:
ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما
ولهم عذاب مهين.

(1) يقال: سخيت نفسي عن الشئ: أي تركته ولم تنازعني إليه نفسي.
413

446 - عن يونس رفعه قال قلت له زوج رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته فلانا قال نعم قلت فكيف
زوجه الأخرى؟ قال قد فعل، فأنزل الله (ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير
لأنفسهم) إلى (عذاب مهين).
447 - عن عجلان بن صالح قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لا تمضي الأيام والليالي
حتى ينادى مناد من السماء يا أهل الباطل اعتزلوا فيعزل هؤلاء من هؤلاء، ويعزل
هؤلاء من هؤلاء قال: قلت أصلحك الله: يخالط هؤلاء هؤلاء بعد ذلك النداء؟ قال
كلا أنه يقول في الكتاب: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز
الخبيث من الطيب.
448 - في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف قال الضحاك بن عبد الله
مرت بنا خيل ابن سعد لعنه الله تحرسا وكان الحسين عليه السلام يقرأ (ولا تحسبن الذين كفروا انما
نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين
على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب):
449 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان
عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: سيطوقون ما
بخلوا به يوم القيامة فقال: يا محمد مامن أحد منع من زكاة ماله شيئا الا جعل الله
عز وجل ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه، ينهش من لحمه حتى يفرغ من
الحساب، ثم قال هو قول الله عز وجل (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) يعنى ما بخلوا
به من الزكاة.
450 - يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
مامن ذي زكاة مال نخل أو زرع أو كرم يمنع زكاة ماله الا قلده الله تربة ارضه، يطوق بها
من سبع أرضين إلى يوم القيامة.
451 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن عبيد بن
زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، مامن عبد يمنع درهما في حقه الا أنفق
414

اثنين في غير حقه، وما من رجل يمنع حقا من ماله الا طوقه الله عز وجل به حية من
نار يوم القيامة.
452 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن مهران عن
ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل:
(سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) قال: ما من عبد منع زكاة ماله شيئا الا جعل
الله له ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار يطوق في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من
الحساب، وهو قول الله عز وجل: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) قال: ما بخلوا
به من الزكاة.
453 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة
عن أيوب بن راشد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول مانع الزكاة يطوق بحية قرعاء (1)
تأكل دماغه وذلك قوله عز وجل (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة).
454 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن خالد عن خلف بن حماد عن
حريز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من ذي مال ذهب أو فضة يمنع زكاة ماله الا
حبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر وسلط الله عليه شجاعا أقرع يريده وهو يحيد
عنه فإذا رأى أنه لا يتخلص له منه أمكنه من يده فقضمها كما يقضم الفحل (2)
ثم يصير طوقا في عنقه، وذلك قول الله عز وجل: (سيطوقون ما بخلوا به يوم
القيامة) وما من ذي مال إبل أو غنم أو بقر يمنع زكاة ما له الا حبسه الله يوم
القيامة بقاع قرقر يطأه كل ذات ظلف بظلفها وتنهشه كل ذات ناب بنابها، وما من
ذي مال نخل أو كرم أو زرع يمنع زكاتها الا طوقه الله ريعة ارضه (3) إلى سبع

(1) الأقرع من الحيات: المتعمط أي الساقط شعر الرأس لكثرة سمه.
(2) قاع قرقر: الأرض المستوية، ويحيد أي يتنفر. والقضم: كسر الشئ
بالاطراف الأسنان.
(3) قيل: المراد بالريعة هپهنا أصل ارضه التي فيها الكرم والنخل والزراعة الواجبة
فيها الزكاة.
415

أرضين إلى يوم القيامة.
455 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله
فقير ونحن أغنياء قال والله ما رأوا الله فيعلموا انه فقير ولكنهم رأوا أولياء الله فقراء،
فقالوا لو كان الله غنيا لاغنى أولياءه فافتخروا على الله في الغناء.
456 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن الباقر عليه السلام في قوله (لقد سمع -
الله قول الذين قالوا) الآية قال: هم الذين يزعمون أن الامام يحتاج منهم إلى
ما يحملون إليه.
457 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان
ابن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ويقتلون
الأنبياء بغير حق) فقال: اما والله ما قتلوهم بأسيافهم ولكن كانوا إذا دعوا أمرهم و
أفشوا عليهم فقتلوا.
458 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وأيم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش
فزال عنهم الا بذنوب اجترحوها لان الله ليس بظلام للعبيد.
459 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن مروك
ابن عبيد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لعن الله القدرية، لعن الله الخوارج،
لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة قال: قلت، لعنت هؤلاء مرة مرة ولعنت هؤلاء
مرتين؟ قال. ان هؤلاء يقولون: ان قتلتنا مؤمنون فدمائنا متلطخة بثيابهم إلى يوم
القيامة، ان الله حكى عن قوم في كتابه الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله
النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان
كنتم صادقين قال: كان بين القاتلين والقائلين خمسمأة عام، فألزمهم الله القتل
برضاهم ما فعلوا، في تفسير العياشي مثل ما في أصول الكافي الا ان بعد (ان كنتم صادقين)
قال: فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين القاتلين خمسمائة عام، فسماهم الله
قاتلين برضاهم بما صنع أولئك.
460 - عن محمد بن هاشم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت
416

هذه الآية: (قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان
كنتم صادقين) وقد علم أن قالوا: والله ما قتلنا ولا شهدنا؟ قال: وانما قيل لهم: ابرؤا
من قتلتهم فأبوا.
461 - عن محمد بن الأرقط عن أبي عبد الله عليه السلام قال لي: تنزل الكوفة؟
قلت: نعم، قال: فترون قتلة الحسين بين أظهركم؟ قال: قلت، جعلت فداك ما بقي
منهم أحد، قال: فاذن أنت لا ترى القاتل الامن قتل أو من ولى القتل ألم تسمع إلى قول
الله، (قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين)
فأي رسول قبل الذي كان محمد صلى الله عليه وآله بين أظهركم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول،
انما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين.
462 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عثمان بن
عيسى عن أبي المعزا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت بني إسرائيل إذا قربت القربان
تخرج نار تأكل قربان من قبل منه، وان الله جعل الاحرام مكان القربان.
463 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن
آبائه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليهم السلام حديث طويل وفيه قال الله عز وجل
لنبيه صلى الله عليه وآله لما اسرى به: وكانت الأمم السالفة تحمل قرا بينها على أعناقها إلى بيت
المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت إليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم اقبل
ذلك منه رجع مثبورا، وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن
قبلت ذلك منه أضعفت ذلك أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات
الدنيا، وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت على الأمم قبلك.
464 - في تفسير العياشي عن زرارة قال، كرهت ان أسأل أبا جعفر عليه السلام عن
الرجعة واستخفيت ذلك قلت، لأسألن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: اخبرني
عمن قتل أمات؟ قال: لا، الموت موت والقتل قتل قلت، ما أحد يقتل الا وقد مات؟
فقال: قول الله أصدق من قولك فرق بينهما في القرآن. فقال: (أفإن مات أو قتل)
وقال، (لئن متم أو قتلتم لا لي الله تحشرون) وليس كما قلت يا زرارة الموت موت
417

والقتل قتل قلت، فان الله يقول كل نفس ذائقة الموت قال، من قتل لم يذق الموت،
ثم قال: لابد من أن يرجع حتى يذوق الموت.
465 - عن محمد عن يونس عن بعض أصحابنا قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام:
(كل نفس ذائقة الموت أو (و - ظ) منشورة) (1) نزل بها على محمد صلى الله عليه وآله وسلم انه ليس أحد من
هذه الأمة الا وينشرون، فاما المؤمنون فينشرون إلى قرة عين، واما الفجار فينشرون
إلى خزى الله إياهم.
466 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن
سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمعوا صوتا ولم يروا شخصا،
يقول: (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن
النار وادخل الجنة فقد فاز) وقال: ان في الله خلفا من كل هالك، وعزاءا من كل
مصيبة، ودركا مما فات فبالله فثقوا، وإياه فارجوا وانما المحروم من حرم الثواب.
467 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة عن
الحسين بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءهم
جبرئيل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وآله مسجى وفى البيت على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام،
فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم
يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور)
ان في الله عز وجل عزاءا من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لما فات، فبالله فثقوا
وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطيى من الدنيا قالوا: فسمعنا
الصوت ولم نر الشخص.
468 - عنه عن سلمة عن علي بن سيف عن أبيه عن أبي أسامة زيد الشحام عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءت التعزية أتاهم آت يسمعون حسه
ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته (كل نفس ذائقة الموت
فإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة

(1) وفى المصدر (كذا نزل).
418

الدنيا الامتاع الغرور) ان في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك
ودركا لما فات، فبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم.
469 - عنه عن سلمة عن محمد بن عيسى الأرمني عن الحسين بن علوان عن عبد الله
ابن الوليد عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أتاهم آت فوقف بباب البيت
فسلم عليهم ثم قال: السلام عليكم يا آل محمد (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون
أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع
الغرور) في الله عز وجل خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك لما فات، فبالله
فثقوا وعليه فتوكلوا وبنصره لكم عند المصيبة فارضوا، فإنما المصاب من حرم الثواب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولم يروا أحدا فقال بعض من في البيت: هذا ملك
من السماء بعثه الله عز وجل إليكم ليعزيكم، وقال بعضهم: هذا الخضر عليه السلام جاءكم
يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله.
470 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة
بن أيوب عن أبي المعزا قال: حدثني يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبى عبد الله عليه السلام
نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال: إن الله عز وجل نعى إلى نبيه صلى الله عليه وآله نفسه، فقال:
(انك ميت وانهم ميتون) وقال: (كل نفس ذائقة الموت) ثم أنشأ يحدث فقال: انه
يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد الا ملك
الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام، قال: فيجئ ملك الموت حتى يقوم بين
يدي الله عز وجل فيقال له: من بقي؟ - وهو اعلم - فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت
وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا، فيقول
الملائكة عند ذلك يا رب رسوليك وأمينيك؟ فيقول: انى قد قضيت على كل نفس فيها الروح
الموت، ثم يجئ ملك الموت حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيقال له: من بقي؟ - وهو
اعلم - فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش:
فليموتوا، قال ثم يجئ كئيبا حزينا لا يرفع طرفه، فيقال من بقي؟ وهو اعلم، فيقول:
يا رب لم يبق الا ملك الموت: فيقال له: مت يا ملك الموت فيموت ثم يأخذ الأرض بيمينه
419

والسماوات بيمينه (1) ويقول: أين الذين كانوا يدعون معي شريكا؟ أين الذين كانوا
يجعلون معي الها آخر؟.
471 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن سليمان الديلمي عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يدعى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيكسى حلة وردية ثم
يقام عن يمين العرش ثم يدعى بإبراهيم عليه السلام فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش،
ثم يدعى بعلى عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يدعى بإسماعيل
فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار إبراهيم ثم يدعى بالحسن عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام
عن يمين أمير المؤمنين عليه السلام، ثم يدعى بالحسين عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين
الحسن عليه السلام، ثم يدعى بالأئمة فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صابه، ثم
يدعى بالشيعة فيقومون امامهم، ثم يدعى بفاطمة صلوات الله عليها ونسائها من ذريتها
وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم ينادى مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة
والأفق الاعلى: نعم الأب أبوك يا محمد وهو إبراهيم، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب،
ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك وهو محسن، ونعم
الأئمة الراشدون ذريتك وهم فلان وفلان، ونعم الشيعة شيعتك، الا ان محمدا ووصيه و
سبطيه والأئمة من ذريته هم الفائزون ثم يؤمر بهم إلى الجنة وذلك قوله: فمن زحزح
عن النار وادخل الجنة فقد فاز.
472 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال حاكيا عن الله جل جلاله
فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت انه لا يتولى عليا عبد من عبادي الا زحزحته عن النار وأدخلته
الجنة ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته الا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير، و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
473 - في الكافي سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان

(1) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الزمر (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه).
420

البر بالاخوان والسعي في حوائجهم، وان البار بالاخوان ليحبه الرحمن، وفى ذلك
مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
474 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان
في جواب مسائله في العلل وعلة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء لان
الله تعالى كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال عز وجل: لتبلون
في أموالكم باخراج الزكاة وفى أنفسكم بتوطين الأنفس على الصبر.
475 - في تفسير العياشي عن أبي الخالد الكابلي قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام
لوددت انه اذن لي فكلمت الناس ثلثا ثم صنع الله بي ما أحب - قال بيده على صدره -
ثم قال: ولكنها عزمة من الله أن نصبر، ثم تلا هذه الآية ولتسمعن من الذين أوتوا
الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان
ذلك من عزم الأمور وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره.
476 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه
وذلك أن الله أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب في محمد لتبيننه إذا خرج، ولا تكتمونه
فنبذوه وراء ظهورهم يقول: نبذوا عهد الله وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا
فبئس ما يشترون.
477 - في مجمع البيان عن علي عليه السلام قال: ما أخذ الله على أهل الجهل ان
يتعلموا حتى اخذ على أهل العلم ان يعلموا.
478 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه وقد ذكر أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الملحدين في آيات الله ولقد احضروا
الكتاب كملا مشتملا على التأويل، والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ
ولم يسقط منه حرف الف ولا لام، فلما وقفوا على ما بينه الله من أسماء أهل الحق والباطل
وان ذلك ان ظهر نقض ما عهدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بما عندنا
421

ولذلك قال: (فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) ثم رفعهم
الاضطرار بورود المسائل عليهم ما لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأويله وتضمينه من
تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرح مناديهم: من كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به
وكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله، والفه على اختيارهم
وتركوا منه ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزاد واما [فيه] ظهر تناكره وتنافره وانكشف
لأهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم.
479 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب يقول: ببعيد من العذاب.
480 - في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن العباس بن معروف عن
عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وذكر صلاة
النبي صلى الله عليه وآله قال: كان يؤتى بطهور فيخمر عند رأسه ويوضع سواكه تحت فراشه، ثم ينام
ما شاء الله، وإذا استيقظ جلس ثم قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران
ان في خلق السماوات والأرض الآية ثم يستن (1) ويطهر ثم يقوم إلى المسجد
فيركع أربع ركعات على قدر قراءة ركوعه، وسجوده على قدر ركوعه يركع حتى يقال
متى يرفع رأسه، ويسجد حتى يقال متى يرفع رأسه؟ ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله،
ثم يستيقظ فيجلس فيتلوا الآيات فيتقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد،
فيصلى أربع ركعات كما ركع قبل ذلك، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ
فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران، ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى
المسجد فيوتر ويصلى الركعتين ثم يخرج إلى الصلاة.
481 - في مجمع البيان روى الثعلبي في تفسيره باسناده عن محمد بن الحنفية
عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قام من الليل يسوك ثم ينظر
إلى السماء ثم يقول إن في خلق السماوات والأرض إلى قوله فقنا عذاب النار وقد
اشتهرت الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه لما نزلت هذه الآيات قال ويل لمن لاكها (2) بين

(1) أي يستاك.
(2) لاك اللقمة: مضغها وأدارها في فمه.
422

فكيه ولم يتأمل ما فيها. وورد عن الأئمة من آل محمد الامر بقراءة هذه الآيات الخمس
وقت القيام بالليل للصلاة وفى الضجعة بعد ركعتي الفجر.
482 - في كتاب معاني الأخبار خطبة لعلى عليه السلام يذكر فيها نعم الله عز وجل
عليه وستسمعها انشاء الله تعالى بتمامها عند قوله تعالى (واما بنعمة ربك فحدث) وفيها
يقول عليه السلام: الأواني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في
دينكم إلى قوله وانا الذاكر يقول الله عز وجل الذين يذكرون الله قياما وقعودا و
على جنوبهم.
483 - في الكافي على عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن حمزة عن أبي جعفر
(ع) في قول الله عز وجل: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) قال:
الصحيح يصلى قائما وقعودا، المريض يصلى جالسا، و (على جنوبهم) الذي يكون
أضعف من المريض الذي يصلى جالسا.
484 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الباقر (ع) قال لا يزال المؤمن
في صلاة ما كان في ذكر الله قائما كان أو جالسا أو مضطجعا، ان الله تعالى يقول (الذين يذكرون -
الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا
باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)
485 - وباسناده إلى عبيدة عن أبيه وابن أبي رافع كلام يحكيان فيه ذهاب
علي عليه السلام بالفواطم من مكة إلى المدينة ملتحقا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حين هاجر، ومقارعته
عليه السلام الفرسان من قريش، وفيه ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان (1) فلزم فيها قدر
يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين، وفيهم أم أيمن مولاة رسول -
الله صلى الله عليه وآله فصلى ليلته تلك الليلة، والفواطم أمه بنت أسد، وفاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، وفاطمة بنت الزبير، يصلون ليلتهم ويذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم، فلن
يزالوا كذلك حتى طلع الفجر، فصلى عليه السلام صلاة الفجر ثم سار لوجهه فجعل وهم يصنعون
ذلك منزلا بعد منزل، يعبدون الله عز وجل ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة، وقد

(1) ضجنان: اسم جبل بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلا.
423

نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى
جنوبهم) إلى قوله فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر
أو أنثى الذكر: على، والأنثى فاطمة، بعضكم من بعض يقول: على من فاطمة
أو قال الفواطم، وهم من على فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا
في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى
من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب.
قال عز من قائل ويتفكرون في خلق السماوات والأرض.
486 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في
التوحيد حديث يقول فيه عليه السلام لما نظرت إلى جسدي فلم يمكنني فيه زيادة ولا نقصان
في العرض والطول، ودفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه، علمت أن لهذا البنيان
بانيا، فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وانشاء السحاب وتصريف الرياح
ومجرى الشمس والقمر والنجوم، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أن
لهذا مقدرا ومنشئا.
487 - في نهج البلاغة قال عليه السلام أيها الناس سلوني قبل ان تفقدوني فلانا بطرق
السماء اعلم منى بطرق الأرض.
488 - في تفسير العياشي عن يونس بن ظبيان قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله
وما للظالمين من أنصار قال مالهم من أئمة يسمونهم بأسمائهم.
489 - عن عمرو بن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ربنا اننا
سمعنا مناديا ينادى للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا قال هو أمير المؤمنين عليه السلام نودي
من السماء ان آمن بالرسول وآمن به.
490 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة يوم الغدير المسند إلى الصادق
عليه السلام وليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين ان تقول (ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان
أن آمنوا بربكم فآمنا) إلى قوله (انك لاتخلف الميعاد) إلى أن قال ربنا اننا سمعنا
بالنداء وصدقنا المنادى رسول الله، إذ نادى بنداء عنك بالذي أمرته به أن يبلغ ما أنزلت
424

إليه من ولاية ولى امرك.
قال عز من قائل فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى
491 - في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن يعقوب النهشلي قال قال على
ابن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي
عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه عن بن أبي طالب عليهم السلام عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله أنه قال انا الله لا
اله الا انا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم
محمد حبيبا وخليلا وصفيا، وبعثته رسولا إلى خلقي، واصطفيت له عليا فجعلته له
أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي وخليفتي على عبادي إلى قوله جل
شأنه وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي لا اقبل عمل عامل منهم
الا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي.
492 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر أمير المؤمنين وأصحابه المؤمنين فقال
والذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم يعنى أمير المؤمنين عليه السلام وسلمان وأبا ذر
حين اخرج وعمار الذين أوذوا في الله وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن
عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله
عنده حسن الثواب.
493 - في تفسير العياشي الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: قال رسول -
الله صلى الله عليه وآله في قوله (ثوابا من عند الله وما عند الله خير للأبرار) قال أنت الثواب
وأنصارك الأبرار.
494 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: الموت خير للمؤمن لان
الله يقول: وما عند الله خير للأبرار [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام أنت الثواب و
أصحابك الأبرار] (1).
495 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى:

(1) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.
425

اصبروا يقول عن المعاصي، وصابروا على الفرايض واتقوا الله يقول، ائمروا
بالمعروف وانهوا عن المنكر، ثم قال: وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا، وقتلهم إيانا
ورابطوا يقول في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه، ونحن الرباط الأدنى،
فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء به من عند الله لعلكم تفلحون
يقول. لعل الجنة توجب لكم ان فعلتم ذلك، ونظيرها من قول الله: (ومن أحسن قولا
ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين) ولو كانت هذه الآية في المؤذنين
كما فسرها المفسرون لفاز القدرية وأهل البدع معهم.
496 - عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، تبقى الأرض يوما بغير
عالم منكم يفزع الناس إليه؟ قال، فقال لي، إذا لا يعبد الله، يا أبا يوسف لا تخلو ا
الأرض من عالم منا ظاهر يفزع الناس إليه في حلالهم وحرامهم، وان ذلك لمبين
في كتاب الله، قال الله، (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) اصبروا على
دينكم وصابروا عدوكم ممن يخالفكم، ورابطوا امامكم، (واتقوا الله) فيما أمركم به
وافترض عليكم.
497 - وفى رواية أخرى عنه (اصبروا) على الأذى فينا، قلت، (وصابروا) قال،
عدوكم مع وليكم (ورابطوا قال، المقام مع امامكم (واتقوا الله لعلكم تفلحون)
قلت، تنزيل! قال، نعم.
498 - عن بريد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله، (اصبروا) يعنى بذلك عن المعاصي
(وصابروا) يعنى التقية (ورابطوا) يعنى الأئمة.
499 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، (اصبروا وصابروا ورابطوا) فإنه حدثني أبي
عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال، اصبروا على المصائب،
وصابروا على الفرائض، ورابطوا على الأئمة،
500 - وحدثني أبي عن الحسن بن خالد عن الرضا عليه السلام قال، إذا كان يوم القيامة
نادى مناد، أين الصابرون؟ فيقوم فئام من الناس، ثم ينادى أين المتصبرون؟ فيقوم فئام
من الناس، قلت. جعلت فداك وما الصابرون؟ فقال، على أداء الفرايض. والمتصبرون
426

على اجتناب المحارم.
501 - حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي
الطفيل عن أبي جعفر عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال - وقد ذكر عنده عبد الله
بن عباس - واما قوله. (يا أيها الذين آمنوا اصبروا) الآية ففي أبيه نزلت وفينا ولم يكن
الرباط الذي أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
502 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن
كثير الرقي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام. ان الله تبارك وتعالى
لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الأئمة عليهم السلام وخلق شيعتهم اخذ عليهم الميثاق.
وان يصبروا ويصابروا ويرابطوا وان يتقوا الله.
503 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن عبد الله
بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (اصبروا وصابروا ورابطوا) قال:
اصبروا على الفرايض.
504 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن
حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (اصبروا
وصابروا ورابطوا) قال: اصبروا على الفرائض، وصابروا على المصائب، ورابطوا
على الأئمة عليهم السلام.
505 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان
جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبان بن أبي مسافر عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا) قال: اصبروا
على المصائب.
506 - وفى رواية ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اصبروا على المصائب.
507 - في مجمع البيان (اصبروا وصابروا ورابطوا) اختلف في معناها إلى
قوله: وقيل، معنى رابطوا أي رابطوا الصلوات ومعناها انتظروها واحدة بعد واحدة، لان
427

المرابطة لم يكن حينئذ، روى ذلك عن علي عليه السلام.
508 - وروى عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: معناه اصبروا على المصائب، وصابروا
على عدوكم، ورابطوا عدوكم.
509 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله
عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له
النبي: يا جبرئيل ما تفسير الصبر؟ قال: يصبر في الضراء كما يصبر في السراء، وفى
الفاقة كما يصبر في الغنى، وفى البلاء كما يصبر في العافية، فلا يشكو خالقه عند المخلوق
ما يصيبه من البلاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
510 - وباسناده إلى ابن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله عز وجل، (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) فقال: اصبروا
على المصائب، وصابروهم على التقية، ورابطوا على من تقتدون به، (واتقوا الله
لعلكم تفلحون).
511 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام قال: إذا أراد أحدكم الحاجة
فليبكر في طلبها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران وآية
الكرسي وانا أنزلناه في ليلة القدر وأم الكتاب، فان فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة.
428

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من قرأ
سورة النساء في كل جمعة أمن من ضغطة القبر.
2 - في مصباح الكفعمي عنه عليه السلام: من قرأها فكأنما تصدق على كل من ورث
ميراثا، وأعطى من الاجر كمن اشترى محررا وبرئ من الشرك، وكان في مشية الله
من الذين يتجاوز عنهم.
3 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة الآية قال:
قرابة الرسول صلى الله عليه وآله وسيدهم أمير المؤمنين، أمروا بمودتهم فخالفوا ما أمروا به.
4 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليهم السلام قال: سميت حوا حوا لأنها خلقت من حي، قال الله عز وجل: (خلقكم
من نفس واحدة وخلق منها زوجها).
5 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليهم السلام قال: سميت المرأة مرأة لأنها خلقت
من المرء يعنى خلقت حوا من آدم.
6 - في تفسير العياشي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام من أي شئ خلق الله حوا؟ فقال، أي شئ يقولون هذا الخلق؟ قلت، يقولون إن
الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال: كذبوا، كان يعجزه أن يخلقها من
غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يا بن رسول الله من أي شئ خلقها، فقال. اخبرني
أبى عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين،
429

فخلطها بيمينه - وكلتا يديه يمين - (1) فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين
فخلق منها حواء.
7 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي -
عبد الله عليه السلام في حديث طويل قال: سمى النساء نساءا لأنه لم يكن لآدم عليه السلام انس
غير حواء.
8 - وباسناده إلى ابن نوبة (2) رواه عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام كيف
بدو النسل من ذرية آدم عليه السلام فان عندنا أناسا يقولون، ان الله تبارك وتعالى أوحى
إلى آدم ان يزوج بناته من بنيه، وان هذا الخلق أصله كله من الاخوة والأخوات؟
قال أبو عبد الله عليه السلام، سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا،
ان الله عز وجل جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات
والمسلمين والمسلمات من حرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال، وقد
اخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب؟ والله لقد نبئت (3) ان بعض البهائم
تنكرت له أخته، فلما نزا عليها (4) ونزل كشف له عنها وعلم أنها أخته اخرج غرموله (5)
ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا، قال زرارة: ثم سئل عليه السلام عن خلق حواء
وقيل له: ان أناسا عندنا يقولون: ان الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم الأيسر
الأقصى، قال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا: ان الله
تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه، وجعل
لمتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلى الكلام يقول: إن آدم كان ينكح بعضه بعضا إذا

(1) ذكر المجلسي (ره) في معناه كلاما طويلا راجع ج 5: 28 ط كمپانى و ج 11
106 ط طهران.
(2) كذا في الأصل وفى نسخة (ابن داود) وفى المصدر ونسخة البحار (ابن نويه).
(3) وفى بعض النسخ (تبينت) مكان (نبئت)، وكذا في الحديث الآتي.
(4) أي وقع عليها وجامعها.
5 - الغرمول: الذكر.
430

كانت من ضلعه، ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى لما
خلق آدم من طين أمر الملائكة فسجدوا له والقى عليه السبات، ثم ابتدع له خلقا ثم
جعلها في موضع النقرة التي بين ركبتيه (1) وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل،
فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها فلما انتبه نوديت ان تنحى عنى، فلما نظر إليها نظر إلى
خلق حسن يشبه صورته غير أنها أنثى، فكلمها فكلمته بلغته، فقال لها: من أنت؟ فقالت خلق
خلقني الله كما ترى، فقال آدم عند ذلك يا رب: من هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه
والنظر إليه؟ فقال الله هذه أمتي حواء أفتحب أن تكون معك فتونسك وتحدثك وتأتمر
لأمرك؟ قال: نعم يا رب ولك على بذلك الشكر والحمد ما بقيت، فقال الله تبارك وتعالى
فاخطبها إلى فإنها أمتي وقد تصلح أيضا للشهوة والقى الله عليه الشهوة، وقد علم قبل
ذلك المعرفة فقال: يا رب فانى أخطبها إليك فما رضاك لذلك؟ قال رضائي أن تعلمها
معالم ديني، فقال: ذلك لك يا رب ان شئت ذلك، قال قد شئت ذلك وقد زوجتكها
فضمها إليك فقال: أقبلي فقالت: بل أنت فأقبل إلى، فأمر الله عز وجل آدم ان يقوم
إليها فقام ولولا ذلك لكن النساء هن يذهبن إلى الرجال حتى خطبن على أنفسهن، فهذه
قصة حوا صلوات الله عليها.
9 - وباسناده إلى الحسن بن مقاتل عمن سمع زرارة يقول سئل أبو عبد الله عليه السلام
عن بدو النسل من آدم كيف كان؟ وعن بدو النسل من ذرية آدم فان أناسا عندنا يقولون إن
الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم ان يزوج بناته بنيه، وان هذا الخلق كله أصله من
الاخوة والأخوات، فقال أبو عبد الله عليه السلام: تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، يقول من
قال هذا: ان الله عز وجل خلق صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات
والمسلمين والمسلمات من حرام، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال، وقد
أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب، فوالله لقد نبئت ان بعض البهايم تنكرت
له أخته، فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها، فلما علم أنها أخته اخرج غرموله ثم قبض
عليه بأسنانه حتى قطعه فخر ميتا وآخر تنكرت له أمه ففعل هذا بعينه، فكيف الانسان

(1) النقرة: ثقب في وسط الورك وهو ما فوق الفخذ.
431

في انسانيته وفضله وعلمه؟ غيران جيلا من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل
بيوتات أنبيائهم واخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه، فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال
والجهل بالعلم كيف كانت الأشياء الماضية من بدء ان خلق الله ما خلق وما هو كائن أبدا
ثم قال: ويح هؤلاء أين هم عمالا يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل العراق؟ ان
الله عز وجل أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم
بألفي عام، وان كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم في كلها تحريم الأخوات على الاخوة
مع ما حرم، وهذا نحن قد نرى منها هذه الكتب الأربعة المشهورة في هذا العالم:
التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، أنزلها الله من اللوح المحفوظ على رسله صلوات
الله عليهم أجمعين، منها التوراة على موسى والزبور على داود والإنجيل على عيسى
والفرقان على محمد صلى الله عليه وآله وعلى النبيين عليهم السلام ليس فيها تحليل شئ
من ذلك، حقا أقول ما أراد من يقول هذا وشبهه الا تقوية حجج المجوس، فما لهم
قاتلهم الله ثم أنشأ يحدثنا كيف كان بدو النسل من آدم وكيف كان بدو النسل من ذريته فقال إن
آدم صلوات الله عليه ولد له سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية إلى أن قتل هابيل
فلما قتل قابيل هابيل جزع آدم على هابيل جزعا قطعه عن اتيان النساء فبقي لا يستطيع
ان يغشى حواء خمسمأة عام، ثم تجلى ما به من الجزع عليه فغشى حواء، فوهب
الله له شيئا وحده ليس مع ثان، واسم شيث هبة الله وهو أول وصى أوصى إليه من
الآدميين في الأرض، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان فلما أدركا وأراد الله عز وجل
أن يبلغ بالنسل ما ترون وأن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عز وجل من
الأخوات على الاخوة، انزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها نزلة،
فأمر الله عز وجل آدم ان يزوجها من شيث فزوجها منه، ثم نزل بعد العصر من الغد حوراء
من الجنة اسمها المنزلة، فأمر الله عز وجل آدم ان يزوجها من يافث فزوجها منه، فولد
لشيث غلام وولد ليافث جارية، فأمر الله عز وجل آدم حين أدركا أن يزوج بنت يافث من ابن
شيث، ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما، ومعاذ الله أن يكون
ذلك على ما قالوا من الاخوة والأخوات.
432

10 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضا
عليه السلام عن الناس كيف تناسلوا من آدم صلى الله عليه فقال: حملت حواء هابيل وأختا له
في بطن، ثم حملت في البطن الثاني قابيل وأختا له في بطن، تزوج هابيل التي مع قابيل
وتزوج قابيل التي مع هابيل ثم حدث التحريم بعد ذلك.
11 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى القاسم بن عروة عن بريد بن معاوية
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل انزل حوراء من الجنة إلى آدم عليه السلام فزوجها
أحد ابنيه، وتزوج الاخر إلى الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق
فهو من الحوراء وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان، وأنكر أن يكون زوج
بنيه من بناته.
12 - في تفسير العياشي عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن آدم
ولد أربعة ذكور فأهبط الله إليهم أربعة من الحور العين، فزوج كل واحد منهم واحدة
فتوالدوا ثم إن الله رفعهن وزوج هؤلاء الأربعة من الجن فصار النسل فيهم فما
كان من حلم فمن آدم وما كان من جمال فمن قبل الحور العين، وما كان من قبح أو سوء
خلق فمن الجن.
13 - عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي فما يقول الناس في تزويج
آدم ولده؟ قلت: يقولون إن حوا كانت تلد لادم في كل بطن غلاما وجارية، فتزوج
الغلام الجارية التي من البطن الاخر الثاني، وتزوج الجارية الغلام الذي من البطن
الاخر حتى توالدوا، فقال أبو جعفر عليه السلام: ليس هذا كذاك أيحجنكم المجوس، ولكنه
لما ولد آدم هبة الله وكبر سأل الله أن يزوجه فأنزل الله له حوراء من الجنة، فزوجها
إياه فولدت له أربعة بنين، ثم ولد لادم ابن آخر فلما كبر أمره فتزوج إلى الجان فولد
له أربع بنات، فتزوج بنو هذا بنات هذا، فما كان من جمال فمن قبل الحوراء، وما
كان من حلم فمن قبل آدم، وما كان من حقد فمن قبل الجان، فلما توالدوا صعد الحوراء
إلى السماء.
14 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل
433

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اخبرني عن آدم خلق من حوا أم خلقت حوا من آدم؟ قال: بل
حوا خلقت من آدم، ولو كان آدم خلق من حوا لكان الطلاق بيد النساء ولم يكن بيد
الرجال، قال: فمن كله خلقت أو من بعضه؟ قال: بل من بعضه، ولو خلقت من كله لجاز
القصاص في النساء كما يجوز في الرجال، قال: فمن ظاهره أو باطنه؟ قال: بلى من باطنه ولو
خلقت من ظاهره لإنكشفن النساء كما ينكشف الرجال، فلذلك صار النساء مستترات،
قال: فمن يمينه أو من شماله؟ قال: بل من شماله ولو خلقت من يمينه لكان حظ الأنثى
مثل حظ الذكر من الميراث، فلذلك صار للأنثى سهم وللذكر سهمان، وشهادة امرأتين
مثل شهادة رجل واحد، قال: فمن أين خلقت؟ قال من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر،
قال صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - وباسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه عليه السلام: خلق الله عز وجل آدم من طين، ومن فضله
وبقيته خلقت حواء.
16 - في الكافي ابان عن الواسطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله خلق آدم من
الماء والطين فهمة ابن آدم في الماء والطين، وخلق حوا من آدم فهمة النساء في الرجال
فحصنوهن في البيوت.
17 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام خلق الرجال من الأرض وانما همهم في الأرض وخلقت
المراة من الرجال، وانما همها في الرجال، احبسوا نساءكم يا معاشر الرجال.
18 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى
عن خالد بن إسماعيل عن رجل من أصحابنا من أهل الجبل عن أبي جعفر عليه السلام قال ذكرت
له المجوس وانهم يقولون نكاح كنكاح ولد آدم فإنهم يحاجونا بذلك، فقال اما أنتم
فلا يحاجونكم به لما أدرك هبة الله قال آدم يا رب زوج هبة الله، فأهبط الله عز وجل
حوراء فولدت له أربعة غلمة، ثم رفعها الله فلما أدرك ولد هبة الله قال يا رب زوج ولد
هبة الله، فأوحى الله عز وجل إليه ان يخطب إلى رجل من الجن وكان مسلما أربع بنات
434

له على ولد هبة فزوجهن، فما كان من جمال وحلم فمن قبل الحوراء والنبوة، وما كان من
سفه أو حدة فمن الجن.
19 - في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله (ع) حديث طويل وفيه
فقلت: جعلت فداك فممن تناسل ولد آدم هل كانت أنثى غير حواء وهل كان ذكر غير آدم؟
فقال: يا سليمان ان الله تبارك وتعالى رزق آدم من حواء قابيل، وكان ذكر ولده من
بعده هابيل، فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجال أظهر الله له جنية، وأوحى إلى آدم ان
تزوجها قابيل ففعل ذلك آدم ورضى بها قابيل وقنع، فلما أدرك هابيل ما يدرك
أظهر الله له حوراء وأوحى إلى آدم ان يزوجها من هابيل ففعل ذلك فقتل هابيل و
الحوراء حامل فولدت الحوراء غلاما فسماه آدم هبة الله، فأوحى الله إلى آدم ان ادفع
إليه الوصية واسم الله الأعظم، وولدت حواء غلاما فسماه آدم شيث بن آدم، فلما أدرك ما
يدرك الرجال أهبط الله له حوراء وأوحى إلى آدم ان يزوجها من شيث بن آدم ففعل ذلك،
فولدت الحوراء جارية فسماها آدم حورة فلما أدركت الجارية زوج آدم حورة بنت
شيث من هبة الله بن هابيل فنسل آدم منهما.
20 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي حمزة الثمالي قال، سمعت
علي بن الحسين عليهما السلام يحدث رجلا من قريش قال، لما تاب الله على آدم واقع حواء
ولم يكن غشيها منذ خلق وخلقت الا في الأرض، وذلك بعد ما تاب الله عليه قال، و
كان آدم يعظم البيت وما حوله من حرمة البيت، وكان إذا أراد أن يغشى حوا خرج
من الحرم وأخرجها معه، فإذا جاز الحرم غشيها في الحل ثم يغتسلان اعظاما منه
للحرم، ثم يرجع إلى فناء البيت فولد لادم من حوا عشرون ذكرا وعشرون أنثى فولد
له في كل بطن ذكر وأنثى. فأول بطن ولدت حوا هابيل ومعه جارية يقال لها إقليما قال.
وولدت في البطن الثاني قابيل ومعه جارية يقال لها لوزا وكانت لوزا أجمل بنات آدم.
قال: فلما أدركوا خاف عليهم آدم من الفتنة فدعاهم إليه، فقال، أريد ان أنكحك
يا هابيل لوزا وأنكحك يا قابيل إقليما، قال قابيل، ما أرضى بهذا أتنكحني أخت
هابيل القبيحة وتنكح هابيل أختي الجميلة؟ قال، فانا أقرع بينكما، فان خرج سهمك
435

يا قابيل على لوزا وخرج سهمك يا هابيل على إقليما زوجت كل واحد منكما التي يخرج
سهمه عليها، قال: فرضيا بذلك فاقترعا، قال، فخرج سهم هابيل على لوزا أخت
قابيل وخرج سهم قابيل على إقليما أخت هابيل، قال فزوجهما على ما خرج لهما من
عند الله، قال، ثم حرم الله نكاح الأخوات بعد ذلك، قال. فقال له القرشي. فأولداهما
قال. نعم فقال له القرشي فهذا فعل المجوس اليوم. قال. فقال علي بن الحسين. ان
المجوس انما فعلوا ذلك بعد التحريم من الله، لا تنكر هذا انما هي شرايع جرت،
أليس الله قد خلق زوجة آدم منه ثم أحلها له؟ فكان ذلك شريعة من شرايعهم ثم انزل
الله التحريم بعد ذلك.
21 - في مجمع البيان قالوا: إن امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلاما وجارية
فولدت في أول بطن قابيل وقيل: قابين وتوأمته إقليما بنت آدم، ولبطن الثاني هابيل
وتوأمته ليودا (1) فلما أدركوا جميعا أمر الله تعالى ان ينكح قابيل أخت هابيل، وهابيل
أخت قابيل فرضى هابيل وأبى قابيل، لان أخته كانت أحسنهما، وقال ما أمر الله بهذا
ولكن هذا من رأيك فأمراهما الله ان يقربا قربانا فرضيا بذلك إلى قوله روى ذلك عن
أبي جعفر الباقر عليه السلام وغيره من المفسرين.
22 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن المفضل عن
أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام أنه قال: لما أكل آدم من الشجرة
اهبط إلى الأرض فولد له هابيل وأخته توأم وولد له قابيل وأخته توام، ثم إن آدم أمر قابيل وهابيل
ان يقربا قربانا وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع، فقرب هابيل كبشا
وقرب قابيل مزرعة ما لم ينق، وكان كبش هابيل من فضل غنمه، وكان زرع قابيل غير
منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قول الله عز وجل: (واتل
عليهم) الآية.
23 - في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام
يقول: إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار، فأيما رجل منكم غضب على

(1) وفى المصدر (لبوذا).
436

ذي رحمه فليدن منه فان الرحم إذا مستها الرحم استقرت، وانها متعلقة بالعرش
ينتقضه انتقاض الحديد فتنادى اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وذلك قول الله في كتابه
واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود: الرقيب الحفيظ.
25 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل
ابن دراج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (واتقوا الله الذي تساءلون
والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا قال هي أرحام الناس، ان الله عز وجل أمر بصلتها وعظمها
الا ترى انه جعلها منه.
26 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: صلوا أرحامكم
ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله
كان عليكم رقيبا).
27 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام قال: إن رحم آل محمد الأئمة عليهم السلام المعلقة بالعرش تقول
اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، ثم هي جارية بعدها في أرحام المؤمنين، ثم
تلا هذه الآية: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام).
28 - في مجمع البيان (والأرحام) معناه واتقوا الأرحام ان تقطعوها عن ابن عباس
وقتادة ومجاهد والضحاك والزجاج وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
29 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: إن الله أمر بثلاثة
مقرون بها ثلاثة، إلى قوله: وامر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق -
الله عز وجل.
30 - وباسناده إلى الرضا عن أبيه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لما اسرى بي إلى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو رحما إلى ربها، فقلت لها: كم بينك
وبينها من أب فقالت نلتقي في أربعين أبا.
31 - في مجمع البيان وآتوا اليتامى أموالهم الآية روى أنه لما نزلت هذه
الآية كرهوا مخالطة اليتامى فشق ذلك عليهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله
437

سبحانه: (ويسئلونك من اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم) الآية وهو
المروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام.
32 - في تفسير العياشي عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله أو أبى الحسن عليهما السلام
أنه قال: حوبا كبيرا هو مما يخرج الأرض من أثقالها.
33 - عن يونس بن عبد الرحمان عمن اخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في
كل شئ اسراف الا في النساء؟ قال الله: انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى
وثلث ورباع.
34 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
وفيه يقول عليه السلام لبعض الزنادقة: واما ظهورك على تناكر قوله: (وان خفتم الا تقسطوا
في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء) ليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء
ولا كل النساء يتامى فهو ما قدمت ذكره من اسقاط المنافقين من القرآن وبين القول في
اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن، وهذا وما أشبهه
مما ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمل، ووجد المعطلون وأهل الملل
المخالفة للاسلام مساغا إلى القدح في القرآن، ولو شرحت لك كلما أسقط وحرف
وبدل ما يجرى هذا المجرى لطال وظهر ما يخطر التقية اظهاره من مناقب الأولياء
ومثالب الأعداء.
35 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا
ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) قال: نزلت مع قوله: (ويستفتونك في
النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي
لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى
وثلاث ورباع) فنصف الآية في أول السورة ونصفها على رأس المأة وعشرين آية وذلك
انهم كانوا لا يستحلون ان يتزوجوا يتيمة قد ربوها، فسألوا رسول الله عن ذلك: فأنزل
الله عز وجل: (يستفتونك في النساء) إلى قوله: (مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا
تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم) قوله: ذلك أدنى الا تعولوا أي لا يتزوج
مالا يقدر أن تعول.
438

36 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب ومحمد بن الحسن
قال: سأل ابن أبي العوجاء هشام بن الحكم فقال له: أليس الله حكيما؟ قال: بلى
هو أحكم الحاكمين، قال فأخبرني عن قول الله عز وجل: (فانكحوا ما طاب لكم من
النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة) أليس هذا فرض؟ قال بلى،
قال فأخبرني عن قوله عز وجل (ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا
كل الميل) أي حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب فرحل إلى المدينة إلى أبى
عبد الله عليه السلام، فقال له يا هشام في غير وقت حج ولا عمرة، قال نعم جعلت فداك لأمر
أهمنى، ان ابن أبي العوجاء سألني عن مسألة لم يكن عندي فيها شئ قال وما هي؟
قال فأخبره بالقصة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام اما قوله عز وجل. (فانكحوا ما طاب
لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة) يعنى في النفقة،
واما قوله. (ولكن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل
فتذروها كالمعلقة) يعنى في المودة، فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب قال. والله
ما هذا من عندك.
37 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن
بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس الغيرة الا للرجال، فاما النساء فإنما ذلك
منهن حسد والغيرة للرجال ولذلك حرم على النساء الا زوجها وأحل للرجال أربعا،
فان الله أكرم من أن يبتليهن بالغيرة ويحل للرجل معها ثلاثا.
38 - عنه عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن سعد الجلاب عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل لم يجعل الغيرة للنساء، وانما تغار المنكرات
منهن، فاما المؤمنات فلا، انما جعل الله الغيرة للرجال لأنه أهل للرجال أربعا وما ملكت
يمينه ولم يجعل للمراة الا زوجها فإذا أرادت معه غيره كانت عند الله زانية قال. ورواه
القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام،
الا أنه قال فان بغت معه.
39 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين وأحمد بن محمد عن علي بن الحكم
439

وصفوان عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن العبد
يتزوج أربع حراير؟ قال: لا ولكن يتزوج حرتين وان شاء أربع إماء.
40 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان
في جواب مسائله في العلل: وعلة تزويج الرجل أربع نسوة وتحريم أن تزوج المراة
أكثر من واحد، لان الرجل إذا تزوج أربع نسوة كان الولد منسوبا إليه، والمرأة
لو كان لها زوجان أو أكثر من ذلك لم يعرف الولد لمن هو، إذ هم مشتركون في نكاحها
وفى ذلك فساد الأنساب والمواريث والمعارف، وعلة تزويج العبد اثنتين لا أكثر منه لأنه
نصف رجل حرفي الطلاق والنكاح لا يملك له نفسه ولا له مال، انما ينفق عليه مولاه وليكون
ذلك فرقا بينه وبين الحر، وليكون أقل لاشتغاله عن خدمة مواليه.
41 - في مجمع البيان وآتوا النساء صدقاتهن نحلة اختلف فيمن خوطب
بقوله (وآتوا النساء) فقيل هم الأولياء، لان الرجل منهم كان إذا زوج أمة أخذ صداقها دونها
فنهاهم الله عن ذلك وهو المروى عن الباقر عليه السلام رواه أبو الجارود عنه.
42 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في
جواب مسائله وعلة المهر ووجوبه على الرجل ولا يجب على النساء ان يعطين أزواجهن،
لان على الرجل مؤنة المرأة لأن المرأة بايعة نفسها والرجل مشترى، ولا يكون البيع
الا بثمن ولا الشراء بغير اعطاء الثمن مع أن النساء محظورات عن التعامل والمتجر (1)
مع علل كثيرة.
43 - في كتاب علل الشرايع وروى في خبر اخران الصادق عليه السلام قال انما صار
الصداق على الرجل دون المرأة وإن كان فعلهما واحدا، فان الرجل إذا قضى حاجته منها
قام عنها ولم ينتظر فراغها فصار الصداق عليه دونها لذلك.
44 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن عثمان بن عيسى عن سعيد بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك امرأة

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ورواية علل الشرايع لكن في الأصل (والمجئ)
مكان (والمتجر).
440

رفعت إلى زوجها مالا من مالها ليعمل به وقالت له حين دفعت إليه: أنفق منه فان
حدث بك حدث فما أنفقت منه حلالا طيبا فأن حدث بي حدث فما أنفقت منه فهو حلال
طيب، فقال: أعد على يا - سعيد المسألة، فلما ذهبت أعيد المسألة اعترض فيها صاحبها
وكان معي حاضرا فأعاد عليه مثل ذلك، فلما فرغ أشار بإصبعه إلى صاحب المسألة
فقال: يا هذا ان كنت تعلم أنها قد أفضت بذلك إليك فيما بينك وبينها وبين الله فحلال
طيب - ثلاث مرات - ثم قال: يقول الله عز وجل في كتابه فان طبن لكم عن شئ منه
نفسا فكلوه هنيئا مريئا.
45 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن
علي بن رئاب عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يرجع الرجل فيما يهب لامرأته ولا
المراة فيما تهب لزوجها حيزا ولم يحزا ليس الله تبارك وتعالى يقول: (ولا تأخذ ومما
آتيتموهن شيئا) وقال: (فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) وهذا
يدخل في الصداق والهبة.
46 - في تفسير العياشي عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته
عن قول الله: فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيا مريئا قال: يعنى بذلك أموالهن
التي في أيديهن مما ملكن.
47 - في مجمع البيان وفى كتاب العياشي مرفوعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه جاء
رجل فقال: يا أمير المؤمنين انى يوجع بطني فقال: ألك زوجة؟ قال نعم قال: استوهب منها
شيئا طيبة به نفسها من مالها، ثم اشتر به عسلا ثم أسكب (1) عليه من السماء ثم اشربه
فانى سمعت الله سبحانه يقول في كتابه: (وأنزلنا من السماء ماءا مباركا) وقال (يخرج
من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) وقال: (فان طبن لكم عن شئ منه
نفسا فكلوه هنيئا مريئا) فإذا اجتمعت البركة والشفا والهنئ والمرئ شفيت انشاء الله
تعالى، قال: ففعل ذلك فشفى،
48 - في تفسير العياشي عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في

(1) سكب الماء ونحوه: صبه.
441

قول الله ولا تؤتوا السفهاء أموالكم قال من لا تثق به.
49 - عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية (ولا تؤتوا
السفهاء أموالكم) قال: كل من يشرب المسكر فهو سفيه.
50 - عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله:
(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) قال: هم اليتامى ولا تعطوهم أموالهم حتى تعرفوا منهم
الرشد، قلت: فكيف يكون أموالهم أموالنا؟ فقال: إذا كنت أنت الوارث لهم.
51 - في قرب الإسناد للحميري هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة بن زياد
قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول لأبيه يا أبه ان فلانا يريد اليمن أفلا أزوده بضاعة يشترى بها
عصب اليمن؟ (1) فقال له يا بنى لا تفعل قال ولم قال فإنها إذا ذهبت لم توجر عليها ولم يخلف عليك
لان الله تبارك وتعالى يقول: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) فأي سفيه
أسفه بعد النساء من شارب الخمر.
52 - في من لا يحضره الفقيه روى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه (ع) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: المرأة لا يوصى إليها، لان الله عز وجل يقول:
(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم).
53 - وفى خبر آخر سئل أبو جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ولا تؤتوا السفهاء
أموالكم) قال: لا تؤتوها شراب الخمر ولا النساء، ثم قال: وأي سفيه أسفه من شارب الخمر.
54 - في مجمع البيان اختلف في المعنى بالسفهاء على أقوال - أحدها - انهم النساء
والصبيان رواه أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام - وثالثها - انه عام في كل سفيه من صبي أو
مجنون أو محجور عليه للتبذير وقريب منه ما روى عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: إن السفيه
شارب الخمر، ومن جرى مجراه.
وقيل: عنى بقوله أموالكم أموالهم. وقد روى أنه سئل الصادق (ع) عن هذا فقيل:
كيف يكون أموالهم أموالنا؟ فقال: إذا كنت أنت الوارث له.
55 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد

(1) العصب: ضرب من البرود.
442

عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال: قال: أبو جعفر (ع): إذ حدثتكم بشئ فسألوني
من كتاب الله، ثم قال في بعض حديثه: ان الله نهى عن القيل والقال، وفساد المال، وكثرة
السؤال فقيل له: يا بن رسول الله أين هذا من كتاب الله؟ قال: إن الله عز وجل يقول:
(لاخير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس) وقال:
(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) وقال: (لا تسألوا عن أشياء ان
تبد لكم تسؤكم).
في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس، وعدة من
أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن يونس عن عبد الله بن سنان وابن مسكان
عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام إذا حدثتكم بشئ فاسئلوني عن كتاب الله وذكركما
في أصول الكافي سواء.
56 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي
عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام ولا تأتمن شارب الخمر، فان الله عز وجل
يقول في كتابه (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) فأي سفيه أسفه من شارب الخمر؟.
57 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي
عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شارب الخمر لا تصدقوه إذا حدث. ولا تزوجوه إذا
خطب، ولا تعودوه إذا مرض، ولا تحضروه إذا مات، ولا تأتمنوه على أمانة، فمن ائتمنه
على أمانة فاستهلكوها فليس له على الله ان يخلف عليه ولا ان يأجره عليها لان الله تعالى يقول
(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) وأي سفيه أسفه من شارب الخمر؟.
58 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن أبان بن
عثمان عن حماد بن بشير عن أبي عبد الله (ع) قال إني أردت ان استبضع بضاعة إلى اليمن
فأتيت أبا جعفر (ع) فقلت له انى أريد ان استبضع فلانا فقال: اما علمت أنه يشرب؟ إلى أن
قال (ع) انك ان استبضعته فهلكت أو ضاعت فليس لك على الله عز وجل ان يأجرك
ولا يخلف عليك فاستبضعته فضيعها فدعوت الله عز وجل ان يأجرني، فقال: يا بنى مه ليس لك
على الله ان يأجرك ولا يخلف عليك، قال: قلت له ولم؟ فقال لي ان الله عز وجل يقول (ولا تؤتوا
443

السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) فهل تعرف سفيها أسفه من شارب الخمر؟
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (1)
59 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (ولا تؤتوا السفهاء
أموالكم) فالسفهاء النساء والولد، إذا علم الرجل ان امرأته سفيهة مفسدة وولده سفيه
مفسد لم ينبغ له ان يسلط واحدا منهما على ماله الذي جعل الله له (قياما) يقول معاشا،
قال: وارزقوهم منه واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا والمعروف العدة. قوله:
وابتلوا اليتامى الآية قال من كان في يده مال بعض اليتامى فلا يجوز له ان يعطيه حتى
يبلغ النكاح ويحتلم، فإذا احتلم وجب عليه الحدود وإقامة الفرايض ولا يكون مضيعا
ولا شارب خمر ولا زانيا، فإذا آنس منه الرشد دفع إليه المال. واشهد عليه، وان كانوا
لا يعلمون انه قد بلغ فإنه يمتحن بريح إبطه ونبت عانته فإذا كان ذلك فقد بلغ فيدفع إليه
ماله إذا كان رشيدا، ولا يجوز له أن يحبس عنه ماله ويعتل عليه انه لم يكبر بعد.
60 - في من لا يحضره الفقيه وقد روى عن الصادق عليه السلام انه سئل عن قول الله:
فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم قال إيناس الرشد حفظ المال.
61 - وفى رواية أحمد بن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن المغيرة
عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في تفسير هذه الآية إذا رأيتموهم يحبون آل محمد
فارفعوهم درجة.
62 - في مجمع البيان واختلف في معنى قوله (رشدا) إلى قوله والأقوى ان يحمل
على أن المراد به العقل واصلاح المال وهو المروى عن الباقر عليه السلام ولا تأكلوها اسرافا
ان بغير ماء اباحه الله لكم وقيل: معناه لا تأكلوا من مال اليتيم فوق ما تحتاجون إليه
فان لولى اليتيم ان يتناول من ماله قدر القوت إذا كان محتاجا على وجه الأجرة على
عمله في مال اليتيم، وقيل: إن كل شئ أكل من مال اليتيم فهو الاكل على وجه الاسراف
والأول أليق بمذهبنا، فقد روى محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته

(1) وهو من أحاديث الكافي (ج 6 صفحه 397 ط طهران الحديثة) ولم أظفر عليه
في تفسير علي بن إبراهيم وكأنه سقط لناسخ لفظ (الكافي) من أول حديث.
444

رجل بيده ماشية لابن أخ له يتيم في حجره أيخلط أمرها بأمر ماشيته؟ قال إن كان يليط
حياضها ويقوم على مهنتها ويرد نادتها فليشرب من ألبانها غير منهك للحلاب (1) ولا مضر
بالولد، ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف معناه من كال فقيرا فليأخذ من مال
اليتيم قدر الحاجة والكفاية على جهة القرض، ثم يرد عليه ما أخذ إذا وجد، عن سعيد
ابن جبير وهو المروى عن الباقر عليه السلام.
63 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول
الله (ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) قال: ذلك إذا حبس نفسه من أموالهم فلا يحترث
لنفسه (2) فليأكل بالمعروف من مالهم.
64 - عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ومن
كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) فقال: هذا رجل يحبس نفسه
لليتيم على حرث أو ماشية ويشغل فيها نفسه فليأكل منه بالمعروف، وليس ذلك له في
الدنانير والدراهم التي عنده موضوعة.
65 - عن رفاعة عن أبي عبد الله في قوله: (فليأكل بالمعروف) قال: كان أبى
يقول إنها منسوخة.
66 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى
عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل: (ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف)
قال، من كان يلي شيئا لليتامى وهو محتاج ليس له ما يقيمه فهو يتقاضى أموالهم (3) ويقوم
في ضيعتهم فليأكل بقدر ولا يسرف فإن كان ضيعتهم لا تشغله عما يعالج نفسه فلا يرزأن (4)

(1) قوله يليط حياضها أي يطينها ويصلحها واصلها من الالصاق. والمهنة: الخدمة.
والنادة: النافرة الشاردة. وغير منهك للحلاب أي غير مبالغ فيها.
(2) احترث المال: كسبه.
(3) التقاضي بالدين مطالبته، والمردان القيم يطالب بديونهم التي في ذمة الناس
من أموالهم.
(4) رز أماله: نقصه.
445

من أموالهم شيئا.
67 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا عن ابن
محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فليأكل
بالمعروف) قال: المعروف هو القوت، وانما عنى الوصي أو القيم في أموالهم وما يصلحهم.
68 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان
بن سدير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، سألني عيسى بن موسى عن القيم للأيتام في الإبل،
وما يحل له منها؟ فقلت، إذا لاط حوضها وطلب ضالتها وهنأ جرباها (1) فله ان يصيب
من لبنها في غير نهك لضرع ولافساد لنسل.
69 - أحمد بن محمد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل، (ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) فقال ذلك
رجل يحبس نفسه عن المعيشة فلا باس أن يأكل بالمعروف إذا كان يصلح لهم أموالهم،
فإن كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
70 - في مجمع البيان وإذا حضر القسمة أولوا القربى اختلف الناس في
هذه الآية على قولين، أحدهما انها محكمة غير منسوخة وهو المروى عن الباقر عليه السلام.
71 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله،
(وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) قال نسختها
آية الفرايض.
72 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان
في جواب مسائله في العلل: وحرم اكل مال اليتيم ظلما لعلل كثيرة من وجوه الفساد،
أول ذلك أنه إذا اكل الانسان مال اليتيم ظلما فقد أعان على قتله، إذ اليتيم غير مستغن
ولا محتمل لنفسه ولا عليم لشأنه، ولا له من يقوم عليه ويكفيه كقيام والديه، فإذا اكل ماله
فكأنه قد قتله وصيره إلى الفقر والفاقة، مع ما خوف الله تعالى وجعل من العقوبة في قوله تعالى
وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله

(1) أي طلاها بالهناء وهو القطر ان وقد مر معنى لوط الحوض والنهك قريبا.
446

ولقول أبى جعفر عليه السلام: ان الله تعالى وعد في اكل مال اليتيم عقوبتين: عقوبة في
الدنيا، وعقوبة في الآخرة ففي تحريم مال اليتيم استغناء اليتيم (1) واستقلا له بنفسه،
والسلامة للعقب ان يصيبه من أصابه، لما وعد الله تعالى فيه من العقوبة، مع ما في ذلك
من طلب اليتيم بثاره إذا أدرك، ووقوع الشحناء (2) والعداوة والبغضاء حتى يتفانوا.
73 - في كتاب ثواب الأعمال أبى (ره) قال: حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن
عيسى عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة بن محمد الحضرمي عن سماعة
ابن مهران قال: سمعته يقول إن الله عز وجل وعد في اكل مال اليتيم عقوبتين اما أحدهما
فعقوبة الآخرة بالنار، واما عقوبة الدنيا فهو قوله عز وجل (وليخش الذين لو تركوا من
خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) يعنى بذلك ليخش ان
اخلفه في ذريته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى.
74 - حدثني محمد بن الحسن قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار عن أحمد
ابن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حكيم عن المعلى بن خنيس
عن أبي عبد الله عليه السلام قال دخلنا عليه فابتدأ فقال من اكل مال اليتيم سلط الله عليه من يظلمه
أو على عقبه، فان الله عز وجل يقول (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا
عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا.)
75 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن أبي
نجران عن عمار بن حكيم عن عبد الاعلى مولى آل سام قال قال أبو عبد الله عليه السلام مبتدءا
من ظلم يتيما سلط الله عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه، قال قلت هو يظلم
فيسلط الله على عقبه أو على عقب عقبه؟ فقال: ان الله عز وجل يقول (وليخش الذين لو تركوا
من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا).
76 - في كتاب ثواب الأعمال أبى (ره) قال حدثني عبد الله بن جعفر الحميري
عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن الحلبي عن أبي عبد الله

(1) وفى المصدر (استبقاء اليتيم).
(2) الشحناء: عداوة امتلأت منها النفس
447

عليه السلام قال: إن في كتاب علي عليه السلام ان آكل مال اليتيم سيدركه وبال ذلك في دفعه من
بعده في الدنيا، ويلحقه وبال ذلك في الآخرة اما في الدنيا فان الله عز وجل يقول (وليخش
الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا)
واما في الآخرة فان الله عز وجل يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما
يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
77 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام ان آكل مال اليتيم سيلحقه
وبال ذلك في الدنيا والآخرة، اما في الدنيا فان الله عز وجل يقول: (وليخش الذين
لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله) واما في الآخرة فان الله
عز وجل يقول: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا
وسيصلون سعيرا.
78 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان عن عبد الله بن مسكان
عن أبي عبد الله عليه السلام انه لما نزلت: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون
في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) اخرج كل من كان عنده يتيم، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله
في اخراجهم فأنزل الله تبارك وتعالى (ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم
فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح).
79 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما اسرى بي إلى السماء رأيت قوما تقذف في أجوافهم النار
وتخرج من ادبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون أموال
اليتامى ظلما.
80 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال قلت في كم
يجب لآكل مال اليتيم النار؟ قال في درهمين.
81 - عن سماعة عن أبي عبد الله أو أبى الحسن عليهما السلام قال سألته عن رجل أكل مال اليتيم
هل له توبة؟ قال، يرد به إلى أهله، قال: ذلك بان الله يقول: إن الذين يأكلون أموال
اليتامى) الآية.
448

84 - عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن الكبائر، فقال منها
اكل مال اليتيم ظلما، وليس في هذا بين أصحابنا اختلاف والحمد لله.
83 - عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر عليه السلام أصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار
قال من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم.
84 - عن أبي إبراهيم قال سألته عن الرجل يكون للرجل عنده المال اما ببيع أو بقرض
فيموت ولم يقضه إياه (1) فيترك أيتاما صغارا فيبقى لهم عليه فلا يقضيهم أيكون ممن
يأكل مال اليتيم ظلما قال إذا كان ينوى أن يؤدى إليهم فلا.
85 - في مجمع البيان وسئل الرضا عليه السلام كم أدنى ما يدخل به آكل مال
اليتيم تحت الوعيد في هذه الآية؟ فقال: قليله وكثيره واحد، إذا كان من نيته ان
لا يرده إليهم.
86 - وروى عن الباقر عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيبعث ناس من
قبورهم يوم القيامة تأجج أفواههم نارا، فقيل له: يا رسول الله من هؤلاء فقر أهذه الآية
87 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق
عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام وانزل في مال اليتيم من أكله ظلما (ان الذين يأكلون أموال
اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) وذلك أن آكل مال اليتيم
يجئ يوم القيامة والنار تلتهب في بطنه حتى يخرج لهب النار من فيه، يعرفه أهل الجمع
انه آل مال اليتيم.
88 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي
حمزة عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من اكل مال أخيه ظلما ولم
يرده إليه اكل جذوة (2) من النار يوم القيامة.
89 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن

(1) وفى بعض النسخ: (ولم يقضياه)
(2) الجذوة: الجمرة الملتهبة.
449

سالم عن عجلان بن صالح قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أكل مال اليتيم فقال:
هو كما قال الله عز وجل: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في
بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) ثم قال من غيران أساله، من عال يتيما حتى ينقطع
يتمه أو يستغنى بنفسه أوجب الله عز وجل له الجنة كما أوجب النار لمن اكل مال اليتيم.
90 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:
سألت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يكون في يده مال لأيتام فيحتاج إليه، فيمد يده
فيأخذه وينوى ان يرده؟ فقال: لا ينبغي له أن يأكل الا القصد، لا يسرف وإن كان
من نيته ان لا يرده عليهم فهو بالمنزل الذي قال الله عز وجل: (ان الذين يأكلون أموال
اليتامى ظلما).
91 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ذبيان بن الحكم الأودي
عن علي بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان لي ابنة أخ يتيمة فربما
أهدى لها الشئ فآكل منه ثم أطعمها بعد ذلك الشئ من مالي فأقول يا رب هذا بذا
فقال: لا بأس.
92 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الإمام محمد بن علي
الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها قال صلى الله عليه وآله
بعد ان ذكر عليا وأولاده عليهم السلام: الا ان أعداءهم الذين يصلون سعيرا.
93 - وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما أجمع أبو بكر على
منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاءت إليه وقالت له: يا بن أبى قحافة أفي كتاب الله ان ترث
أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا نكرا وافتراء على الله ورسوله، افعلى عمد
تركتم كتاب الله نبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول يوصيكم الله في أولادكم للذكر
مثل حظ الأنثيين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
94 - في تفسير العياشي عن أبي جميلة عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن
أحدهما عليهما السلام قال: إن فاطمة صلوات الله عليها انطلقت فطلبت ميراثها من نبي الله صلى الله عليه وآله
قال: إن نبي الله لا يورث، فقال: أكفرت بالله وكذبت بكتابه قال الله: (يوصيكم -
450

الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين).
95 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن
عبد الرحمن عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك كيف صار الرجل إذا
مات وولده من القرابة سواء ترث النساء نصف ميراث الرجال وهن أضعف من الرجال و
أقل حيلة؟ فقال: لان الله تبارك وتعالى فضل الرجال على النساء بدرجة، ولأن النساء
يرجعن عيالا على الرجال.
96 - علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله عن إسحاق بن محمد النخعي قال:
سأل الفهفكي أبا محمد عليه السلام: ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا و
يأخذ الرجل سهمين؟ فقال أبو محمد عليه السلام: ان المراة ليس عليها جهاد ولا نفقة و
لا عليها معقلة، انما ذلك على الرجال، فقلت في نفسي: قد كان قيل لي ان ابن أبي
العوجاء سال أبا عبد الله عليه السلام عن هذه المسألة فاجابه بهذا الجواب، فاقبل على أبو -
محمد عليه السلام فقال: نعم هذه المسألة مسألة ابن أبي العوجاء والجواب منا واحد، إذا
كان معنى المسألة واحد اجرى لاخرنا ما اجرى لأولنا، وأولنا وآخرنا في العلم سواء.
ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأمير المؤمنين عليه السلام فضلهما.
97 - في من لا يحضره الفقيه وروى ابن أبي عمير عن هشام ان ابن أبي العوجاء
قال لمحمد ابن النعمان الأحول: ما بال المرأة الضعيفة لها سهم واحد وللرجل القوى
الموسر سهمان؟ قال: فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام، فقال، ان المراة ليس لها
عاقلة وليس عليها نفقة ولا جهاد، وعدد أشياء غير هذا، وهذا على الرجل، فجعل له
سهمان ولها سهم.
98 - وروى محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن
عمه الحسين ابن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له
كيف صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين؟ قال لان الحبات التي اكلها آدم وحوا في
الجنة كانت ثماني عشرة حبة اكل آدم منها اثنتي عشرة حبة، وأكلت حواء ستا فلذلك
صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين.
451

99 - وفى رواية أحمد بن الحسين عن الحسين بن الوليد عن ابن بكير عن
عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام لأي علة صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين؟
فقال لما جعل الله لها من الصداق.
100 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما
سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله: لم صار الميراث
للذكر مثل حظ الأنثيين؟ فقال: من قبل السنبلة كان عليها ثلث حبات، فبادرت إليها حوا
فأكلت منها حبة، وأطعمت آدم حبتين.
101 - في كتاب علل الشرايع قال المفضل: وروى عبد الله بن الوليد العبدي
صاحب سفيان قال: حدثني أبو القاسم الكوفي صاحب أبى يوسف عن أبي يوسف قال:
حدثنا ليث بن أبي سليم عن أبي عمر العبدي عن علي بن أبي طالب عليه السلام انه كان يقول
الفرايض من ستة أسهم: الثلثان أربعة أسهم والنصف ثلاثة أسهم والثلث سهمان والربع سهم
ونصف، والثمن ثلاثة أرباع سهم، ولا يرث مع الولد الا الأبوان والزوج والمرأة، ولا
يحجب الام من الثلث الا الولد والاخوة، ولا يزاد الزوج على النصف ولا ينقص من
الربع، ولا تزاد المرأة على الربع ولا تنقص من الثمن، فان كن أربعا أو دون ذلك
فهو فيه سواء، ولا تزاد الاخوة من الام على الثلث ولا ينقصون من السدس وهم
فيه سواء الذكر والأنثى، ولا يحجبهم عن الثلث الا الولد والوالد، والدية تقسم على من
أحرز الميراث.
102 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض
الاسلام وشرايع الدين والفرايض على ما انزل الله تعالى في كتابه ولاعول فيها، ولا
يرث مع الولد والوالدين أحد الا الزوج والمراة وذو السهم أحق ممن لاسهم له وليست
العصبة من دين الله.
103 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحاسين
بن سعيد عن عبد الله بحر بن عن حريز عن زرارة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة
ما تقول في رجل ترك أبويه من أمه وأخويه؟ قال: قلت السدس لامه وما بقي فللأب
452

فقال: من أين هذا؟ قلت سمعت الله عز وجل يقول في كتابه: فإن كان له اخوة فلأمه السدس
فقال: لي ويحك يا زرارة أولئك الاخوة من الأب، فإذا كان اخوة من الام
لم يحجبوا الام عن الثلث.
104 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي
أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا يحجب الام عن الثلث إذا
لم يكن ولد الاخوان أو أربع أخوات.
105 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (فإن كان له
اخوة فلأمه السدس) يعنى اخوة لأب وأم واخوة لأب.
106 - عن أبي العباس قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لا يحجب عن الثلث
الأخ والأخت حتى يكونا أخوين أو أخ أو أختين، فان الله تعالى يقول (فإن كان له اخوة
فلأمه السدس).
107 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن
محمد بن مسلم قال أقرأني أبو جعفر عليه السلام صحيفة الفرائض التي هي املاء رسول الله صلى الله عليه وآله
وخط علي بن أبي طالب (ع) بيده، فقرأت فيها: امرأة ماتت وتركت زوجها وأبويها
فللزوج النصف ثلاثة أسهم، وللأم الثلث سهمان، وللأب السدس سهم.
108 - في مجمع البيان من بعد وصية يوصى بها أو دين وقد روى عن أمير -
المؤمنين (ع) أنه قال إنكم تقرأون في هذه الآية الوصية قبل الدين، وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قضى بالدين قبل الوصية.
109 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله (ع) قال: جرت في البراء بن معرور
الأنصاري ثلاثة من السنن إلى قوله (ع) فأمر ان يحول وجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوصى
بالثلث من ماله فنزل الكتاب بالقبلة وجرت السنة بالثلث.
110 - في تفسير العياشي عن محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول في الدين والوصية فقال إن الدين قبل الوصية ثم الوصية على اثر الدين ثم الميراث
ولا وصية لوارث.
453

111 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع عن إبراهيم بن مهزم عن إبراهيم الكرخي عن ثقة حدثه من أصحابنا قال:
تزوجت بالمدينة فقال أبو عبد الله (ع): كيف رأيت؟ فقلت ما رأى رجل من خير في
امرأة الا وقد رايته فيها، ولكن خانتني فقال وما هو؟ قلت ولدت جارية! فقال لعلك
كرهتها ان الله جل ثناؤه يقول آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا.
قال عز من قائل: فلهن الربع مما تركتم الآية
112 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: قال أمير -
المؤمنين (ع): تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث، ونكاح
بملك اليمين.
113 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا (ع) إلى محمد بن سنان
في جواب مسائله في العلل: وعلة المرأة انها لا ترث من العقار شيئا الا قيمة الطوب
والنقض لان العقار لا يمكن تغييره وقلبه والمرأة يجوز ان ينقطع ما بينها وبينه
من العصمة ويجوز تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالد كذلك لأنه لا يمكن النقض
منهما والمراة يمكن الاستبدال بها فما يجوز ان يجئ ويذهب كان ميراثه فيما يجوز
تبديله وتغييره إذا شبهه وكان الثابت المقيم حاله كمن كان مثله في الثبات والقيام.
114 - فيمن لا يحضره الفقيه روى الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل تزوج في مرضه فقال: إذا دخل بها فمات في مرضه ورثته، وان
لم يدخل بها لم ترثه ونكاحه باطل.
115 - وروى ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إذا طلق الرجل امرأته في مرضه ورثته ما دام في مرضه ذلك، وان انقضت عدتها
الا ان يصح منه قلت: فان طال به المرض؟ فقال: ترثه ما بينه وبين سنة.
116 - وروى حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئل عن رجل يحضره الموت
فيطلق امرأته هل يجوز طلاقه؟ قال نعم وهي ترثه، وان ماتت لم يرثها.
117 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن
454

يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال الكلالة
ما لم يكن والد ولا ولد.
118 - في الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن علي بن رباط
عن حمزة بن حمران قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الكلالة؟ فقال ما لم يكن ولد ولا والد.
119 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن
ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليه السلام قال الكلالة ما لم يكن
ولد ولا والد.
120 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن عيسى عن يونس جميعا
عن عمر بن أذينة عن بكير بن أعين قال قلت لأبي عبد الله (ع) امرأة تركت زوجها واخوتها
لامها واخوتها لأبيها؟ فقال للزوج النصف ثلاثة أسهم، وللاخوة والأخوات من الام الثلث
الذكر والأنثى فيه سواء، وبقى سهم فهو للاخوة والأخوات من الأب للذكر مثل حظ
الأنثيين، لان السهام لا تعول ولا ينقص الزوج من النصف ولا الاخوة من الام من ثلثهم،
لان الله عز وجل يقول (فان كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث فإن كانت واحدة فلها
السدس) والذي عنى الله في قوله وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو
أخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث
انما عنى بذلك الاخوة والأخوات من الام خاصة.
عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن
محبوب عن العلا بن رزين وأبى أيوب وعبد الله بن بكير عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام
مثله من غير تغير مغير للمعنى والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
قال مؤلف هذا الكتاب: للفرايض فروع كثيرة ولآياتها تخصيصات وتقييدات بحسب
اختلاف الانظار والاخبار، وقد بينها الأصحاب رضوان الله عليهم مفصلة بأدلتها وبين كل
ما هو الحق عنده فلتطلب من هناك.
121 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن
عبد الرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث
455

طويل يقول فيه (ع): وسورة النور أنزلت بعد سورة النساء، وتصديق ذلك ان الله عز وجل
انزل عليه في سورة النساء: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن
أربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله
لهن سبيلا والسبيل الذي قال الله عز وجل: (سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها
آيات بينات لعلكم تذكرون * الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة
من المؤمنين).
122 - في عوالي اللئالي وقال صلى الله عليه وآله وسلم: خذوا عنى: قد جعل الله لهن السبيل البكر
بالبكر جلد مأة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مأة والرجم.
123 - في مجمع البيان وحكم هذه الآية منسوخ عند جمهور المفسرين وهو
المروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
124 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن
هذه الآية: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) إلى (سبيلا) قال: هذه منسوخة،
قال: قلت: كيف كانت قال: كانت المرأة إذا فجرت فقام عليها أربعة شهود أدخلت
بيتا ولم تحدث ولم تكلم ولم تجالس، وأوتيت فيه بطعامها وشرابها حتى تموت، قلت
فقوله: (أو يجعل الله لهن سبيلا) قال جعل السبيل الجلد والرجم والامساك في البيوت
قال قوله: واللذان يأتيانها منكم قال: يعنى البكر إذا أتت الفاحشة التي اتتها
هذه الثيب فآذوهما قال: تحبس فان تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما ان الله كان
توابا رحيما.
125 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام (ع) قال: إذا بلغت النفس هذه - واهوى
بيده إلى حنجرته لم يكن للعالم توبة وكانت للجاهل توبة.
126 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل
بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول إذا بلغت النفس ههنا - وأشار بيده إلى حلقه - لم يكن للعالم توبة. ثم قرأ انما
456

التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة.
127 - في نهج البلاغة قال عليه السلام من اعطى التوبة لم يحرم القبول قال (انما التوبة
على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله
عليما حكيما.
128 - في مجمع البيان واختلف في معنى قوله (بجهالة) على وجوه أحدها
ان كل معصية يفعلها العبد جهالة وإن كانت على سبيل العمد، لأنه يدعو إليها الجهل
ويزينها للعبد وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام، فإنه قال: كل ذنب عمله العبد وإن كان
عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه. فقد حكى الله سبحانه وتعالى
قول يوسف لاخوته: (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون) فنسبهم إلى
الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله.
129 - وروى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قيل فان عاد وتاب مرارا؟ قال: يغفر الله له
قيل إلى متى؟ قال حتى يكون الشيطان هو المحسور.
130 - فيمن لا يحضره الفقيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبة خطبها:
من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال وان السنة لكثيرة من تاب قبل موته بشهر
تاب الله عليه، ثم قال: وان الشهر لكثير من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه، ثم قال: إن
يوما لكثير من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ثم قال وان الساعة لكثيرة من تاب وقد بلغت نفسه
هذه - واهوى بيده إلى حلقه - تاب الله عليه. وروى الثعلبي باسناده إلى عبادة بن الصامت
عن النبي صلى الله عليه وآله هذا الخبر بعينه الا أنه قال في آخره وان الساعة لكثيرة من تاب قبل
ان يغرغر بها (1) تاب الله عليه.
131 - وروى أيضا باسناده عن الحسن قال وعزتك وعظمتك لا أفارق ابن آدم حتى
تفارق روحه جسده، فقال الله سبحانه: وعزتي وعظمتي لا أحجب التوبة عن عبدي
حتى يغرغر بها.
132 - في تفسير العياشي عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله وليست

(1) غرغر زيد: جاد بنفسه عند الموت.
457

التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الان
قال هو الفرار تاب حين لم ينفعه التوبة ولم يقبل منه.
133 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى
إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الان) فإنه حدثني أبي عن ابن فضال عن علي بن
عقبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت في القرآن ان زعلون (1) تاب حيث لم تنفعه التوبة
ولم تقبل منه.
134 - فيمن لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل (وليست
التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الان) قال ذلك
إذا عاين أمر الآخرة،
135 - في نهج البلاغة قال عليه السلام فاعملوا وأنتم في نفس البقاء (2) والصحف
منشورة، والتوبة مبسوطة والمدبر يدعى، والمسئ يرجى، قبل أن يجمد العمل (3)
وينقطع المهل وتنقضي المدة ويسد باب التوبة ويصعد الملائكة.
136 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان
ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن قال: لا يحل
للرجل إذا نكح امرأة ولم يردها وكرهها أن لا يطلقها إذا لم تجز عليه، ويعضلها أي
يحبسها ويقول لها حتى تردى ما أخذت منى، فنهى الله عن ذلك الا ان يأتين بفاحشة مبينة
137 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (يا أيها الذين
آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها) فإنه كان في الجاهلية في أول ما أسلموا في
قبايل العرب إذا مات حميم الرجل وله امرأة القى الرجل ثوبه عليها فورث نكاحها صداق

(1) الظاهر أنه كناية عن أحد الثلاثة ووجه التعبير غير بين.
(2) في نفس البقاء أي في سعته يقال فلان في نفس امره أي في سعة.
(3) قال ابن أبي الحديد: هذا استعارة لطيفة لان الميت يحمد عمله ويقف ويروى
(يخمد) بالخاء من خمدت النار والأول أحسن.
458

حميمه الذي كان أصدقها يرث نكاحها كما يرث ماله، فلما مات أبو قيس بن الأسلت
القى محصن بن أبي قبيس ثوبه على امرأة أبيه وهي كبيشة بنت معمر بن معبد فورث نكاحها
ثم تركها لا يدخل بها ولا ينفق عليها، فاتت رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت: يا رسول الله مات أبو -
قبيس بن الأسلت فورث ابنه محصن نكاحي، فلا يدخل على ولا ينفق على ولا يخلى
سبيلي فألحق بأهلي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ارجعي إلى بيتك فان يحدث الله في شأنك
شيئا أعلمتكه، فنزل: ولتنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف انه كان
فاحشة ومقتا وساء سبيلا فلحقت بأهلها وكان نسوة في المدينة قد ورث نكاحهن كما
ورث نكاح كبيشة غير أنه ورثهن عن الأبناء، فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم
أن ترثوا النساء كرها).
138 - في تفسير العياشي عن إبراهيم بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سألته عن قول الله: (لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما
آتيتموهن، قال: الرجل يكون في حجره اليتيمة فيمنعها من التزويج يضربها تكون
قريبة له، قلت: (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) قال: الرجل يكون له
المرأة فيضربها حتى تفتدي منه فنهى الله عن ذلك.
139 - في مجمع البيان وقيل: نزلت في الرجل يحبس المرأة عنده لا حاجة
له إليها وينتظر موتها حتى يرثها وروى ذلك عن أبي جعفر عليه السلام، واختلف في المعنى
بهذا النهى على أربعة أقوال: أحدها: انه الزوج امره الله سبحانه بتخلية سبيلها إذا
لم يكن له فيها حاجة، ان لا يمسكها اضرارا بها حتى تفتدي ببعض مالها وهو المروى
عن أبي عبد الله عليه السلام (الا ان يأتين بفاحشة مبينة) أي ظاهرة وقيل فيه قولان: أحدهما
انه يعنى الا ان يزنين، والاخر: ان الفاحشة النشوز، والأولى حمل الآية على كل
معصية وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام، واختلف في مقدار القنطار قيل: هو ملاء مسك
ثور ذهبا وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
140 - في عوالي اللئالي وروى المفضل بن عمر قال، دخلت على أبى عبد الله
عليه السلام فقلت: اخبرني عن مهر المراة الذي لا يجوز للمؤمن ان يجوزه؟ فقال: مهر
459

السنة المحمدية خمسمائة درهم، فما زاد على ذلك رد إلى السنة، ولا شئ عليه أكثر
من الخمسمائة ورواه الصدوق أيضا في من لا يحضره الفقيه.
141 - في مجمع البيان واخذن منكم ميثاقا غليظا قيل فيه أقوال: أحدها:
ان الميثاق الغليظ هو العهد المأخوذ على الزوج حالة العقد من امساك بمعروف أو
تسريح باحسان وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
142 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي
أيوب عن بريد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (واخذن منكم
ميثاقا غليظا) فقال، الميثاق هي الكلمة التي عقد بها النكاح، واما قوله: (غليظا)
فهو ماء الرجل يفضيه إليها.
143 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن العلا بن
رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام أنه قال، لو لم يحرم على الناس
أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقول الله عز وجل: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن
تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) حرمن على الحسن والحسين بقول الله عز وجل، (ولا -
تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) ولا يصلح للرجال أن ينكح امرأة جده.
144 - في تفسير العياشي عن الحسين بن سدير قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول، ان الله حرم علينا نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقول الله، (ولا تنكحوا ما نكح
آباؤكم من النساء).
145 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
انا ابن الذبيحين حديث طويل يقول فيه (ع)، وكانت لعبد المطلب خمس من السنن
اجراها الله تعالى في الاسلام، حرم نساء الاباء على الأبناء.
146 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي
طالب عليهم السلام أنه قال في وصية له: يا علي أن عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن
اجراها الله له في الاسلام، حرم نساء الاباء على الأبناء فأنزل الله تعالى، (ولا تنكحوا
460

ما نكح آباؤكم من النساء) والحديث طويل وستسمع له تماما عند قوله تعالى، (وليطوفوا
بالبيت العتيق).
قال مؤلف هذا الكتاب، وقد سبق قريبا عند قوله تعالى، (يا أيها الذين آمنوا
لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها) سبب نزول هذه الآية (1).
147 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
الحسن بن ظريف عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال، قال
لي أبو جعفر عليه السلام، يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين عليهما السلام؟ قلت
ينكرون علينا انهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال، فقال أبو جعفر عليه السلام، يا أبا الجارود
لأعطينكها من كتاب الله انهما من صلب رسول الله صلى الله عليه وآله لا يردها الا كافر، قلت وأين ذلك
جعلت فداك؟ قال من حيث قال الله عز وجل، حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم
وأخواتكم الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك وتعالى، وحلائل أبنائكم الذين
من أصلابكم فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكاح حليلتهما؟
فان قالوا، نعم كذبوا وفجروا وان قالوا، لا، فهما ابناه لصلبه، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
148 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق
بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء. فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء
في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام. فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر
موطنا وموضعا. فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال واما العاشرة فقول الله عز وجل في
آية التحريم. (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم) فأخبروني هل تصلح ابنتي
وابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يتزوجها لو كان حيا؟ قالوا، لا قال
فأخبروني هل كان ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها؟ قالوا نعم، قال ففي هذا بيان لانى
أنا من آله ولستم من آله ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي، لانى من
آله وأنتم من أمته، فهذا فرق بين الال والأمة، لان الآل منه والأمة إذا لم تكن من الآل

(1) تحت رقم 137.
461

فليست منه، فهذه العاشرة.
149 - في كتاب الخصال عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام قال:
سئل أبى عليه السلام: عما حرم الله تعالى من الفروج في القرآن، وعما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله
في سنته؟ فقال: الذي حرم الله من ذلك أربعة وثلثين وجها، سبعة عشر في القرآن و
سبعة عشر في السنة فاما التي في القرآن فالزنا قال الله تعالى (ولا تقربوا الزنا) ونكاح
امرأة الأب قال الله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء) (وأمهاتكم وبناتكم
وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم و
اخوانكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي
دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم
وان تجمعوا بين الأختين الا ما قد سلف) والحايض حتى تطهر قال الله عز وجل (ولا تقربوهن
حتى يطهرن) والنكاح في الاعتكاف قال الله عز وجل (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في
المساجد) واما النبي في السنة فالمواقعة في شهر رمضان نهارا، وتزويج الملاعنة بعد
اللعان، والتزويج في العدة، والمواقعة في الاحرام، والمحرم يتزوج أو يزوج،
والمظاهر قبل أن يكفر، وتزويج المشركة، وتزويج الرجل امرأة قد طلقها للعدة تسع
تطليقات، وتزويج الأمة على الحرة، وتزويج الذمية على المسلمة، وتزويج المرأة
على عمتها وخالتها، وتزويج الأمة من غير اذن مولاها، وتزويج الأمة على من يقدر على
تزويج الا حرة، والجارية من السبي قبل القسمة، والجارية المشركة، والجارية
المشتراة قبل أن تستبرئها، والمكاتبة التي قد أدت بعض المكاتبة.
150 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى مروان بن دينار قال قلت لأبي إبراهيم
عليه السلام لأي علة لا يجوز للرجل ان يجمع بين الأختين في عقد واحد؟ فقال لتحصين الاسلام وفى
ساير الأديان ترى ذلك.
151 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل
عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال: كنت عند أبي عبد الله
عليه السلام فأتاه رجل فسأله عن رجل تزوج امرأة فماتت قبل أن يدخل بها أيتزوج بأمها؟
462

فقال أبو عبد الله عليه السلام: قد فعله رجل منا فلم نر به بأسا، فقلت: جعلت فداك ما تفتخر
الشيعة الا بقضاء علي عليه السلام في هذه في الشمخية (1) التي أفتاها ابن مسعود انه لا بأس
بذلك، ثم أتى عليا فسأله فقال له علي عليه السلام: من أين اخذتها؟ قال: من قول الله
عز وجل وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا
دخلتم بهن فلا جناح عليكم) فقال علي عليه السلام: ان هذه مستثناة وهذه مرسلة وأمهات
نسائكم فقال أبو عبد الله عليه السلام: اما تسمع ما يروى هذا عن علي عليه السلام؟ فلما قمت ندمت
وقلت: أي شئ صنعت يقول هو قد فعله رجل منا فلم نر به بأسا وأقول انا: قضى علي عليه
السلام فيها، فلقيته بعد ذلك فقلت: جعلت فداك مسألة الرجل انما كان الذي قلت يقول كان
زلة منى فما تقول فيها؟ فقال: يا شيخ تخبرني ان عليا (ع) قضى بها وتسألني ما تقول فيها؟
152 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج وحماد بن
عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الام والابنة سواء إذا لم يدخل بها، يعنى إذا
تزوج المرأة ثم طلقها قبل ان يدخل بها فإنه ان شاء تزوج أمها وان شاء تزوج ابنتها.
153 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة متعة أيحل له ان يتزوج
ابنتها؟ قال: لا.
154 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن العلا بن
رزين عن محمد ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن رجل تزوج امرأة

(1) الشمخ: العلو والرفعة وقال المجلسي (ره): قوله: في الشمخية: يحتمل
أن يكون تسميتها بها لأنها صارت سببا لافتخار الشيعة على العامة. وقال الوالد العلامة:
انما وسمت المسألة بالخشمية بالنسبة إلى ابن مسعود فإنه عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب
بن شمخ. أو لتكبر ابن مسعود فيها عن متابعة أمير المؤمنين عليه السلام، يقال: شمخ بأنفه
والتقية ظاهرة من الخبر (انتهى) ثم نقل أقوال العلماء في المسألة فراجع مرآة العقول ان
شئت وذكر في هامش الكافي أيضا كلاما طويلا في شرح الحديث ج 5: 422. وفى التهذيب
(السمجية) بدل (المشخية).
463

فنظر إلى بعض جسدها (1) أيتزوج ابنتها؟ قال: لا إذا رأى منها ما يحرم على غيره فليس
له ان يتزوج ابنتها.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: رد شيخ الطائفة قدس سره في التهذيب الأحاديث
المتضمنة لعدم تحريم الام بدون الدخول بالبنت للشذوذ لمخالفة ظاهر كتاب الله
عز وجل وقال: وكل حديث ورد هذا المورد فإنه لا يجوز العمل عليه لأنه روى عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وعن الأئمة عليهم السلام انهم قالوا إذا جاءكم عنا حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق
كتاب الله فخذوه وما خالفه فاطرحوه أوردوه علينا واعتمد قدس سره في الكتاب المذكور على
ظاهر القرآن العزيز وجعل مؤيدا له.
155 - ما رواه أحمد بن محمد بن يحيى عن الحسن بن موسى الخشاب
عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه عليهما السلام ان عليا عليه السلام كان
يقول: الربائب عليكم حرام مع الأمهات اللاتي قد دخلتم بهن (2) هن في الحجور
وغير الحجور سواء. والأمهات مبهمات دخل بالبنات أولم يدخل بهن، فحرموا
وأبهموا ما أبهم الله.
156 - وما رواه أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن غياث بن
إبراهيم عن جعفر عن أبيه عليهما السلام ان عليا عليه السلام قال: إذا تزوج الرجل المرأة حرمت
عليه ابنتها إذا دخل بالام فإذا لم يدخل بالام فلا بأس أن يتزوج بالابنة، وإذا تزوج
الابنة فدخل بها أولم يدخل بها فقد حرمت عليه الام وقال: الربائب عليكم حرام، كن
في الحجر أولم يكن.
157 - وما رواه الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن وهب بن حفص
عن أبي بصير قال: سألته عن رجل تزوج امرأة ثم طلقها قبل ان يدخل بها؟ فقال تحل
له ابنتها ولا تحل له أمها.
158 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن خالد

(1) في المصدر (فنظر إلى رأسها والى بعض جسدها).
(2) وفى بعض النسخ (قد دخل بهن).
464

ابن جرير عن أبي الربيع قال سئل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل تزوج امرأة فمكث أياما
لا يستطيعها غير أنه قدر أي منها ما يحرم على غيره ثم يطلقها أيصلح ان يتزوج ابنتها؟ فقال:
لا يصلح له وقد رأى من أمها ما رأى.
159 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن العلا بن رزين
عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل كانت له جارية فعتقت
فتزوجت فولدت أيصلح لمولاها الأول ان يتزوج ابنتها؟ قال: هي حرام عليه وهي ابنته
والحرة والمملوكة في هذا سواء، ثم قرأ هذه الآية: (وربائبكم اللاتي في حجوركم
من نسائكم) محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين
عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام مثله.
160 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن
سليمان عن عبيد ابن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في الرجل يكون له الجارية يصيب
منها أله ان ينكح ابنتها؟ قال: لا هي مثل قول الله عز وجل: (وربائبكم اللاتي
في حجوركم).
161 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن
مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: رجل طلق امرأته فبانت منه
ولها ابنة مملوكة فاشتراها أيحل له ان يطأها؟ قال: لا وعن الرجل يكون عنده المملوكة
وابنتها فيطأ إحديهما فتموت وتبقى الأخرى أيصلح له ان يطأها؟ قال: لا.
162 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم)
فان الخوارج زعمت أن الرجل إذا كانت لأهله بنت ولم يربها ولم تكن في حجره حلت
له لقول الله: (اللاتي في حجوركم) ثم قال الصادق عليه السلام لا تحل له.
163 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي
أيوب عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل والمحصنات
من النساء الا ما ملكت ايمانكم قال: هو ان يأمر الرجل عبده وتحته أمة، فتقول له:
اعتزل امرأتك ولا تقربها، ثم يحبسها عنه حتى تحيض ثم يمسها فإذا حاضت بعد مسه
465

إياها ردها عليه بغير نكاح.
164 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل:
(والمحصنات من النساء قال هن ذوات الأزواج
165 - في مجمع البيان (والمحصنات من النساء) الآية اختلف في معناه على
أقوال: أحدها: ان المراد به ذوات الأزواج (الا ما ملكت ايمانكم) من سبى من كان
لها زوج عن علي عليه السلام واستدل بعضهم على ذلك بخبر أبي سعيد الخدري ان الآية نزلت
في سبى أوطاس (1) وان المسلمين أصابوا نساء المشركين وكان لهن أزواج في دار الحرب،
فلما نزلت نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وآله الا لا تؤطى الحبالى حتى يضعن ولاغير الحبالى
حتى يستبرئن بحيضة، ومن خالف فيه ضعف هذا الخبر بان سبى أو طاس كانوا عبدة الأوثان
ولم يدخلوا في الاسلام ولا يحل نكاح الوثنية وأجيب عن ذلك بان الخبر محمول على ما
بعد الاسلام وثانيها ان المراد به ذوات الأزواج الا ما ملكت أيمانكم ممن كان لها زوج لان بيعها
طلاقها، وهو الظاهر من روايات أصحابنا.
166 - في عوالي اللئالي وروى علي بن جعفر قال سألت أخي موسى عليه السلام
عن الرجل يتزوج المرأة على عمتها وخالتها؟ قال: لا بأس لان الله عز وجل قال:
وأحل لكم ما وراء ذلكم.
167 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي
بن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: لاتزوج ابنة الأخ
ولا ابنة الأخت على العمة ولا على الخالة الا بإذنهما، وتزوج العمة والخالة على ابنة
الأخ وابنة الأخت بغير اذنهما.
168 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن علي بن
رئاب عن أبي عبيدة الحذاء قال، سمعت أبا جعفر عليه السلام قال: لا تنكح المرأة على عمتها
ولا على خالتها الا بإذن العمة والخالة.

(1) أوطاس: واد بديار هوازن جنوبي مكة بنحو ثلاث مراحل وهي من الموارد التي
جاءت بلفظ الجمع للواحد، وفيه كانت وقعة حنين للنبي صلى الله عليه وآله ببنى هوازن.
466

169 - في تهذيب الأحكام محمد بن يحيى عن بنان بن محمد عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال، سألته عن امرأة تزوج
على عمتها وخالتها؟ قال، لا باس، وقال، تزوج العمة والخالة على ابنة الأخ وابنة
الأخت. ولا تزوج بنت الأخ والأخت على العمة والخالة الا برضاء منها، فمن
فعل فنكاحه باطل.
170 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن الحسن
ابن رباط عن حريز عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سمعت أبا حنيفة يسأل أبا عبد الله
عليه السلام عن المتعة فقال: عن أي المتعتين تسأل؟ فقال: سألتك عن متعة الحج فأنبئني
عن متعة النساء أحق هي؟ فقال: سبحان الله اما تقرأ كتاب الله عز وجل فما استمتعتم
به منهن فآتوهن أجورهن فريضة فقال أبو حنيفة، والله لكأنها آية لم أقرأها قط.
171 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا
عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال، سألت أبا جعفر عليه السلام عن
المتعة فقال، نزلت في القرآن، (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة).
172 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام
قال، انما نزلت (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة).
173 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن
محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل، ولا جناح عليكم
فيما تراضيتم به من بعد الفريضة فقال، ما تراضوا به من بعد النكاح فهو جايز.
وما كان قبل النكاح فلا يجوز الا برضا لها، وبشئ يعطيها فترضى به.
174 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال جابر بن
عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله انهم غزوا معه فأحل لهم المتعة ولم يحرمها، وكان عليه السلام
يقول: لولا ما سبقني به ابن الخطاب يعنى عمر ما زنى الأشقى، وكان ابن عباس يقول:
(فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى إذ آتيتموهن أجورهن) وهؤلاء يكفرون بها و
رسول الله صلى الله عليه وآله أحلها ولم يحرمها.
467

175 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في المتعة قال: نزلت هذه الآية (فما
استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد
الفريضة) قال: لا بأس بان تزيدها وتزيدك إذا انقطع لأجل فيما بينكما، يقول
استحلك (1) بأجل آخر برضا منها، ولا تحل لغيرك حتى تنقضي عدتها، وعدتها حيضتان.
176 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال، (كان يقرأ فما استمتعتم به منهن
إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة)
فقال: هو أن يتزوجها إلى أجل ثم يحدث شيئا بعد الاجل.
177 - عن عبد السلام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له، ما تقول في المتعة؟
قال قول الله: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة إلى أجل مسمى ولا جناح
عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) قال: قلت، جعلت فداك أهي من الأربع؟ قال
ليست من الأربع انما هي إجارة.
178 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن
بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال، لا ينبغي أن يتزوج الرجل الحر
المملوكة اليوم، انما كان ذلك حيث قال الله عز وجل: ومن لم يستطع منكم طولا
والطول المهر، ومهر الحرة اليوم مهر الأمة أو أقل.
179 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال تزوج الحرة على الأمة ولا تزوج الأمة على الحرة، ومن تزوج أمة على
حرة فنكاحه باطل.
180 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد
عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن نكاح الأمة قال: تتزوج الحرة على الأمة ولا تتزوج الأمة على الحرة ونكاح
الأمة على الحرة باطل، وان اجتمعت عندك حرة وأمة فللحرة يومان وللأمة يوم، ولا يصلح
نكاح الأمة الا بأذن مواليها.

(1) وفى المصدر (استحللتك).
468

181 - ابان عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن الرجل
يتزوج الأمة؟ قال لا، الا أن يضطر إلى ذلك.
182 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن ابن مسكان
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا ينبغي للحر ان يتزوج الأمة وهو يقدر على
الحرة، ولا ينبغي له ان يتزوج الأمة على الحرة، ولا باس أن يتزوج الحرة على الأمة،
فان تزوج الحرة على الأمة فللحرة يومان وللأمة يوم.
183 - في مجمع البيان (ومن لم يستطع منكم طولا) أي من لم يجد منكم غنى وهو
المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
184 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ومن لم يستطع منكم طولا ان
ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات قال:
من لم يستطع ان ينكح الحرة فالإماء بإذن أصحابهن والله أعلم بايمانكم بعضكم
من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف
محصنات غير مسافحات قال: غير خديعة ولا فسق ولا فجور.
185 - في من لا يحضره الفقيه وروى داود بن الحصين عن أبي العباس البقباق قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يتزوج الرجل بالأمة بغير علم أهلها؟ قال، هو زنا ان الله عز وجل
يقول: (فانكحوهن بإذن أهلهن.
186 - في الاستبصار أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي -
نصر قال، سألت الرضا عليه السلام أيتمتع بالأمة بإذن أهلها؟ قال: نعم ان الله تعالى يقول:
(فانكحوهن بإذن أهلهن).
187 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم
عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل
يتزوج بأمة بغير اذن مواليها؟ فقال: إن كانت لامرأة فنعم وإن كانت لرجل فلا.
188 - محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم
عن سيف بن عميرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا باس بأن يتمتع الرجل بأمة المرأة: فاما
469

الرجل فلا يتمتع بها الا بأمره.
189 - في تفسير علي بن إبراهيم (ولا متخذات أخذان) أي لا يتخذها
صديقة، قوله: فإذا أحصن فان اتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات
من العذاب يعنى به العبيد والإماء إذا زنيا ضربا نصف الحد، فان عادا فمثل ذلك
وان عادا فمثل ذلك حتى يفعلوا ذلك ثماني مرات ففي الثامنة يقتلون، قال الصادق
عليه السلام وانما صار يقتل في الثامنة لان الله رحمه أن يجمع عليه ربق الرق وحد الحر.
190 - في تفسير العياشي عن القاسم بن سليمان قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
قول الله (فإذا أحصن فان أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) قال يعنى
نكاحهن إذا أتين بفاحشة.
191 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله في الإماء: إذا
أحصن) قال: احصانهن أن يدخل بهن قلت: فإن لم يدخل بهن فأحدثن حدثا هل عليهن
حد؟ قال نعم نصف الحر، فان زنت وهي محصنة فالرجم.
192 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله في الإماء
(إذا أحصن) ما احصانهن؟ قال: يدخل بهن قلت: فإن لم يدخل بهن ما عليهن حد؟
قال: بلى.
193 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن المحصنات من الإماء؟
قال هن المسلمات.
194 - عن حريز قال سألته عن المحصن؟ فقال: الذي عنده ما يغتنيه (1)
195 - عن عباد بن صهيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا ينبغي للرجل المسلم أن يتزوج
من الإماء الامن خشي العنت، ولا يحل له من الإماء الا واحدة.
قال عز من قائل: يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم.
196 - في أصول الكافي محمد عن أحمد عن علي بن النعمان رفعه عن أبي -

(1) وفى المصدر (ما يغنيه).
470

جعفر قال قال أبو جعفر عليه السلام يمصون الثماد (1) ويدعون النهر العظيم، قيل له وما النهر
العظيم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعلم الذي أعطاه الله ان الله عز وجل جمع لمحمد صلى الله عليه وآله
سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قيل له وما تلك السنن؟ قال علم
النبيين بأسره، وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صير ذلك كله عند أمير المؤمنين عليه السلام، فقال له
رجل يا بن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟ فقال أبو جعفر عليه السلام:
اسمعوا ما يقولون! (2) ان الله يفتح مسامع من يشاء، انى حدثته ان الله جمع لمحمد
علم النبيين وانه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين وهو يسألني أهو اعلم أم بعض النبيين؟
197 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن ابن محبوب
عن أبي أيوب عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل منا يكون عنده الشئ يتبلغ
به وعليه دين أيطعمه عياله حتى يأتي الله عز وجل بميسرة فيقضى دينه، أو يستقرض
على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسب أو يقبل الصدقة؟ قال: يقضى بما عنده دينه
ولا يأكل أموال الناس الا وعنده ما يؤدى إليهم حقوقهم: ان الله عز وجل يقول: ولا تأكلوا
أموالكم بينكم بالباطل الا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تستقرض على
ظهره الا وعنده وفاء، ولو طاف على أبواب الناس فردوه باللقمة واللقمتين والتمرة والتمرتين
الا أن يكون له ولى يقضى دينه من بعده، ليس منا من ميت الا جعل الله له وليا يقوم في
عدته (3) ودينه فيقضى عدته ودينه.

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر (ج 1: 222 ط طهران) وكذا في المرآة
والوافي لكن في الأصل (يمضون إلى الثمار) قال الطريحي وفى الحديث: من لم يأخذ
العلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله: يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم، الثماد: هو الماء القليل
الذي لا مادة له والكلام استعارة. وقال الفيض (ره): الثمد الماء القليل كأنه (ع) أراد
ان يبين ان العلم الذي أعطاه الله نبيه صلى الله عليه وآله ثم أمير المؤمنين (ع) هو الوم عنده وهو نهر
عظيم يجرى اليوم من بين أيديهم فيدعونه، ويمصون كناية عن الاجتهادات والأهواء وتقليد
الأبالسة والآراء (انتهى) والمص: الشرب بالجذب.
(2) وفى المصدر (اسمعوا ما يقول.
(3) العدة: الوعد.
471

198 - في مجمع البيان وفى قوله: (بالباطل) قولان أحدهما: انه الربا والقمار
والبخس والظلم عن السدى وهو المروى عن الباقر عليه السلام.
199 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولا تقتلوا أنفسكم قال: كان الرجل
إذا خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الغز ويحمل على العدو وحده من غير أن يأمره رسول الله
صلى الله عليه وآله، فنهى الله أن يقتل نفسه من غير أمر رسول الله صلى الله عليه وآله.
200 - في مجمع البيان (ولا تقتلوا أنفسكم) فيه أربعة أقوال، إلى قوله:
ورابعها ما روى عن أبي عبد الله عليه السلام ان معناه: لا تخاطروا بنفوسكم في القتال فتقاتلوا
من لا تطيقونه.
201 - في تفسير العياشي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله
عن الجباير تكون على الكسر كيف يتوضأ صاحبها وكيف يغتسل إذا أجنب؟ قال: يجزيه
المسح (1) بالماء عليها في الجنابة والوضوء، قلت: فإن كان في برد يخاف على نفسه
إذا أفرغ الماء على جسده (2) فقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان
بكم رحيما).
202 - عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ولا تقتلوا أنفسكم ان الله
كان بكم رحيما) قال: كان المسلمون يدخلون على عدوهم في المغارات فيتمكن منهم عدوهم
فقتلهم كيف شاء، فنهاهم الله، أن يدخلوا عليهم في المغارات.
203 - عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنت أنا وعلقمة الحضرمي وأبو حسان
العجلي وعبد الله بن عجلان ننظر أبا جعفر عليه السلام، فخرج علينا فقال: مرحبا وأهلا والله انى
أحب ريحكم وأرواحكم وانكم لعلى دين الله، فقال علقمة: فمن كان على دين الله تشهد
أنه من أهل الجنة؟ قال: فمكث هنيئة، قال: ونوروا أنفسكم فإن لم تكونوا اقترفتم الكبائر
فانا اشهد، قلنا: وما الكبائر؟ قال: هي في كتاب الله على سبع قلنا: فعدها علينا جعلنا فداك،
قال الشرك بالله العظيم، وأكل مال اليتيم، واكل الربوا بعد البينة، وعقوق الوالدين،

(1) وفى المصدر (المس) بدل (المسح).
(2) أفرغ الماء: صبه.
472

والفرار من الزحف، وقتل المؤمن، وقذف المحصنة، قلنا ما بنا أحد أصاب من هذا شيئا؟
قال: فأنتم إذا.
204 - في ثواب الأعمال أبى (ره) قال حدثني سعد بن عبد الله عن موسى بن
جعفر بن وهب البغدادي عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عمر الحلبي قال سألت أبا
عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم
سيأتكم قال من اجتنب ما أوعد عليه النار إذا كان مؤمنا كفر الله عنه سيئاته ويدخله
مدخلا كريما، والكبائر السبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين،
واكل الربا: والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، واكل مال اليتيم، والفرار
من الزحف.
205 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله تبارك
وتعالى (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) قال: من اجتنب ما أوعد الله
عليه النار إذا كان مؤمنا كفر عنه سيئاته.
206 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن زياد بن حفص الهمداني رضي الله عنه
قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير قال سمعت موسى بن جعفر
عليه السلام يقول لا يخلد الله في النار الا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك، ومن
اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر، قال الله تبارك وتعالى (ان تجتنبوا كبائر
ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم مدخلا كريما) والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
207 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي
جميلة عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ان تجتنبوا كبائر ما
تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم مدخلا كريما) قال الكبائر التي أوجب الله
عز وجل عليها النار.
208 - في نهج البلاغة قال عليه السلام ومباين بين محارمه من كبير أوعد عليه نيرانه، أو
صغير أرصد له غفرانه.
473

209 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن
ابن عبد الرحمن عن منصور عن حريز عن عبد الله عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال
: اما والله يا فضيل ما لله عز وجل حاج غيركم، ولا يغفر الذنوب الا لكم، ولا يقبل
الا منكم، وانكم لأهل هذه الآية: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم
وندخلكم مدخلا كريما) والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.
210 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: من اجتنب الكبائر كفر
الله عنه جميع ذنوبه وفى ذلك قول الله عز وجل: (ان تجتبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر
عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).
211 - في مجمع البيان ولا تتمنوا مما فضل الله به بعضكم على بعض
أي لا يقل أحدكم: ليت ما أعطى فلان من المال والنعمة أو المرأة الحسناء كان لي،
فان ذلك يكون حسدا ولكن يجوز أن يقول: اللهم، اعطني مثله عن ابن عباس وهو
المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
212 - وجاء في الحديث عن ابن مسعود عن النبي عليه السلام قال: سلوا الله من
فصله فإنه يحب ان يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج.
213 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في كل امرء
واحدة من الثلث: الكبر والطيرة والتمني - فإذا تطير أحدكم فليمض على طيرته
وليذكر الله عز وجل وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه، وليحلب الشاة: وإذا تمنى
فليسأل الله عز وجل وليبتهل إليه ولا تنازعه نفسه إلى الاثم.
214 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تمنى شيئا وهو
لله تعالى رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه.
215 - في أصول الكافي حميد بن زياد عن الخشاب عن ابن بقاح عن معاذ
عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يسأل الله عز وجل من فضله افتقر.
216 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ميسر بن
عبد العزيز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا ميسر ادع ولا تقل ان الامر قد فرغ
474

منه ان عند الله عز وجل منزلة لا تنال الا بمسألة، ولو أن عبدا سد فاه ولم يسأل
لم يعط شيئا فسل تعط، يا ميسر انه ليس من باب يقرع الا يوشك ان يفتح لصاحبه.
217 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين
ابن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: ليس من نفس
الا وقد فرض الله عز وجل لها رزقا حلالا يأتيها في عافية، وعرض لها بالحرام من وجه
آخر، فان هي تناولت شيئا من الحرام قاصها به من الحلال الذي فرض لها، وعند الله
سواهما فشل كثير وهو قوله عز وجل: واسئلوا الله من فضله.
218 - في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله تبارك وتعالى
أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، أبغض عز وجل لخلقه المسألة، وأحب لنفسه ان يسأل
وليس شئ أحب إليه من أن يسأل، فلا يستحيى أحدكم ان يسأل الله عز وجل من
فضله ولو شسع نعل (1).
219 - في تفسير العياشي عن إسماعيل بن كثير رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: لما نزلت هذه الآية: (واسئلوا الله من فضله) قال أصحاب النبي ما هذا الفضل،
أيكم يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك؟ قال: فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: انا أسأله
عنه فسأله عن ذلك الفضل ما هو؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله خلق خلقه وقسم لهم
أرزاقهم من حلها، وعرض لهم بالحرام فمن انتهك حراما نقص له من الحلال بقدر ما
انتهك من الحرام وحوسب به.
220 - عن أبي الهذيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله قسم الأرزاق بين عباده
وأفضل فضلا كثيرا لم يقسمه بين أحد قال الله، (واسئلوا الله من فضله).
221 - عن الحسين بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له جعلت فداك انهم
يقولون إن النوم بعد الفجر مكروه لان الأرزاق تقسم في ذلك الوقت؟ فقال: الأرزاق
موظوفة مقسومة ولله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وذلك قوله:

(1) الشسع: قبال النعل وهو زمام بين الإصبع، الوسطى والتي تليها.
475

(واسئلوا الله من فضله) ثم قال، وذكر الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من
الضرب في الأرض.
222 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحسن بن محبوب قال، سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله عز وجل: ولكل جعلنا
موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت ايمانكم قال: انما
عنى بذلك الأئمة عليهم السلام، عقد الله عز وجل ايمانكم.
223 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب
قال: أخبرني ابن بكير عن زرارة قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، (ولكل
جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون) قال: انما عنى بذلك أولوا الأرحام في
المواريث، ولم يعن أولياء النعمة فأولاهم بالميت أقربهم إليه من الرحم التي يجره إليها.
224 - في تفسير علي بن إبراهيم (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب
الله) قال نسخت هذه قوله، والذين عقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم.
225 - في مجمع البيان (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) قال مجاهد
معناه فاعطوهم نصيبهم من النصر والعقد والرفد ولا ميراث، فعلى هذا يكون الآية غير
منسوخة، ويؤيده قوله تعالى، (أوفوا بالعقود) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته يوم
فتح مكة ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به، فإنه لم يزد الاسلام الا شدة، ولا -
تحدثوا حلفا في الاسلام.
226 - وروى عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال، شهدت حلف
المطيبين وانا غلام مع عمومتي، فما أحب ان لي حمر النعم وانى أنكثه. (1)
227 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن

(1) اجتمع بنو هاشم وبنو زهرة وتيم في دار ابن جدعان في الجاهلية وجعلوا طيبا
في جفنة وغمسوا أيديهم فيه، وتحالفوا على التناصر والاخذ للمظلوم من الظالم فسموا
المطيبين، وحمر النعم: الإبل الحمر وهي أنفس الأموال من النعم وأقواها وأجلدها،
فجعلت كناية عن خير الدنيا كله.
476

سنان في جواب مسائله في العلل، وعلة اعطاء النساء نصف ما يعطى الرجل من الميراث
لأن المرأة إذا تزوجت أخذت والرجل يعطى، فلذلك وفر على الرجال، وعلة أخرى
في اعطاء الذكر مثلي ما يعطى الأنثى لان الأنثى في عيال الذكران احتاجت وعليه أن
يعولها وعليه نفقتها، وليس على المرأة ان تعول الرجل ولا يؤخذ بنفقته إذا احتاج،
فوفر الله على الرجل لذلك وذلك قول الله عز وجل الرجال قوامون على النساء بما فضل
الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم.
228 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن
أحمد بن أبي عبد الله عن أبي الحسن البرقي عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن
عمار عن الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن
قال له: ما فضل الرجال على النساء فقال النبي صلى الله عليه وآله: كفضل السماء على الأرض،
وكفضل الماء على الأرض، فالماء يحيى الأرض، وبالرجال يحيى النساء، ولولا الرجال
ما خلقوا النساء يقول الله عز وجل، (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم
على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) قال اليهودي: لأي شئ كان هكذا؟ فقال النبي
صلى الله عليه وآله: خلق الله عز وجل آدم من طين، ومن فضلته وبقيته خلقت حواء، وأول
من أطاع النساء آدم، فأنزله الله عز وجل من الجنة، وقد بين فضل الرجال على النساء
في الدنيا، ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهن العبادة من القذارة، والرجال
لا يصيبهم شئ من الطمث، فقال اليهودي: صدقت يا محمد.
229 - في تفسير علي بن إبراهيم في رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: قانتات يقول: مطيعات.
قال عز من قائل حافظات للغيب
230 - في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل
بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن
آبائه عليهم السلام، قال، قال النبي صلى الله عليه وآله، ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الاسلام
477

أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها
في نفسها وماله.
231 - في مجمع البيان واهجروهن في المضاجع روى عن أبي جعفر عليه السلام
قال: يحول ظهره إليها واضربوهن وروى عن أبي جعفر عليه السلام بأنه الضرب بالسواك.
232 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم
عن علي بن أبي حمزة قال: سألت العبد الصالح عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى،
وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها.
فقال: يشترط الحكمان ان شاءا فرقا وان شاءا جمعا ففرقا أو جمعا جاز.
233 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل، (فابعثوا حكما من أهله وحكما من
أهلها) قال: ليس للحكمين ان يفرقا حتى يستأمرا الرجل والمرأة ويشترطا عليهما ان
شئنا جمعنا وان شئنا فرقنا، فان جمعا فجايز وان فرقا فجايز.
234 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل. (فابعثوا حكما من أهله
وحكما من أهلها) قال الحكمان يشترطا ان شاءا فرقا وان شاءا جمعا، فان جمعا فجايز
وان فرقا فجايز.
235 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب
عن سماعة قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل، (فابعثوا حكما من أهله
وحكما من أهلها) أرأيت ان استأذن الحكمان فقالا للرجل والمراة أليس قد جعلتما
أمركما إلينا في الاصلاح والتفريق؟ فقال الرجل والمرأة نعم فاشهدا بذلك شهودا
عليهما أيجوز تفريقهما عليهما؟ قال، نعم، ولكن لا تكون الاعلى طهر من المراة من
غير جماع من الزوج، قيل له أرأيت ان قال أحد الحكمين قد فرقت بينهما وقال الآخر،
لم أفرق بينهما؟ فقال، لا يكون تفريق حتى يجتمعا جميعا على التفريق، فإذا اجتمعا
على التفريق جاز تفريقهما.
478

236 - وعنه عن عبد الله بن جبلة وغيره عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما
عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) قال
ليس للحكمين أن يفرقا حتى يستأمرا.
237 - في مجمع البيان واختلف في المخاطب بانفاذ الحكمين من هو؟
فقيل: هو السلطان الذي يترافع الزوجان إليه، وهو الظاهر في الاخبار عن الصادق عليه السلام
238 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: وأتى علي بن أبي طالب عليه السلام رجل وامرأته
على هذه الحال فبعث حكما من أهله وحكما من أهلها، وقال للحكمين: هل تدريان ما
تحكمان احكما ان شئتما فرقتما وان شئتما جمعتما فقال الزوج لا أرضى بحكم فرقة ولا أطلقها
فأوجب عليه نفقتها ومنعه أن يدخل عليها.
239 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى أن نافع بن الأزرق جاء
إلى محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه فجلس بين يديه يسأله عن مسائل في الحلال
والحرام، فقال له أبو جعفر عليه السلام في عرض كلامه: قل لهذه المارقة مما استحللتم فراق
أمير المؤمنين عليه السلام وقد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته والقربة إلى الله تعالى بنصرته؟
فسيقولون لك انه حكم في دين الله، فقل لهم: حكم الله تعالى في شريعة نبيه بين رجلين من
خلقه، فقال جل اسمه:) فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ان يريدا اصلاحا يوفق -
الله بينهما) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
240 - في تفسير على إبراهيم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أحد الأبوين، وعلى الاخر، فقلت: أين موضع ذلك في كتاب الله؟ قال اقرأ
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا.
241 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (وبالوالدين احسانا) قال:
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد الوالدين وعلى الاخر وذكر انها الآية التي في النساء.
242 - في من لا يحضره الفقيه في الحقوق المروية عن علي بن الحسين عليهما السلام
واما حق جارك فحفظه غايبا واكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما ولا تتبع له عورة فان،
علمت عليه سوءا سترته عليه، وان علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه،
479

ولا تسلمه عند شديدة وتقيل عثرته، وتغفر ذنوبه، وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة الا بالله،
واما حق الصاحب فان تصحبه بالمودة والانصاف، وتكرمه كما يكرمك، ولا تدعه يسبقك
إلى مكرمة، فان سبق كافيته وتؤده كما يؤدك وتزجره عما يهم به من معصية، وكن عليه
رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة الا بالله.
243 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد
ابن محمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قلت له: جعلت فداك ما حد الجار؟ قال: أربعون ذراعا من كل جانب.
244 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية
ابن عمار عن عمرو بن عكرمة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله كل أربعين دارا
جيران من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله.
245 - وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي جعفر عليه السلام
قال: حد الجوار أربعون دارا من كل جانب من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله.
246 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عن
آبائه عليهم السلام ان أمير المؤمنين صاحب ذميا فقال له الذمي: أين نريد يا عبد الله؟ قال
أريد الكوفة، فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه أمير المؤمنين عليه السلام، فقال له الذمي
الست زعمت أنك تريد الكوفة؟ قال له: بلى، فقال له الذمي: فقد تركت الطريق؟
فقال له: قد علمت قال فلم عدلت معي وقد علمت ذلك فقال له أمير المؤمنين عليه السلام هذا: من
تمام حسن الصحبة ان يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه وكذلك أمرنا نبينا صلى الله عليه وآله
فقال له الذمي هكذا قال: قال: نعم، قال الذمي. لاجرم انما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة، فأنا
أشهدك انى على دينك ورجع الذمي مع أمير المؤمنين عليه السلام، فلما عرفه أسلم.
قال عز من قائل: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل (الآية)
247 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما كان في شيعتنا فلا يكون
فيهم ثلاثة أشياء: لا يكون فيهم من يسأل بكفه ولا يكون فيهم بخيل (الحديث).
248 - عن أحمد بن سليمان قال: سأل رجل أبا الحسن عليه السلام وهو في الطواف فقال له:
480

أخبرني عن الجواد؟ فقال: ان لكلامك وجهين فان كنت تسأل عن المخلوق فان الجواد
الذي يؤدى ما افترض الله تعالى عليه، والبخيل من بخل بما افترض الله عليه، وان كنت
تعنى الخالق فهو الجواد ان أعطى، وهو الجواد ان منع، لأنه ان اعطى عبدا أعطاه ما
ليس له وان منع منع ما ليس له.
249 - عن عبد الله بن غالب عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصلتان
لا يجتمعان في مسلم: البخل وسوء الخلق.
250 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس البخيل من
أدى الزكاة المفروضة من ماله، وأعطى النائبة (1) في قومه، انما البخيل حق البخيل
من لم يؤد الزكاة المفروضة من ماله، ولم يعط النائبة في قومه وهو يبدر في ما سوى ذلك.
251 - وروى عن المفضل بن أبي قرة السمندي أنه قال: قال لي أبو عبد الله
عليه السلام: أتدري من الشحيح؟ فقلت: هو البخيل فقال الشح أشد من البخل ان البخيل يبخل
بما في يده والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يديه حتى لا يرى في أيدي
الناس شيئا الا تمنى أن يكون له بالحل والحرام ولا يقنع بما رزقه الله عز وجل.
252 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام إذا لم يكن لله عز وجل في العبد حاجة ابتدأ بالبخل
253 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر
وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما قال انفقوا في طاعة الله.
254 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول
عليه السلام وقد ذكر أهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن اخر فيستنطقون فيفر بعضهم من
بعض فذلك قوله عز وجل: (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)
فيستنطقون فلا يتكلمون الامن اذن له الرحمن وقال صوابا: فيقوم الرسل عليهم السلام فيشهدون
في هذه المواطن فذلك قوله: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك
على هؤلاء شهيدا.
255 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن

(1) النائبة: ما ينوب الانسان ان تنزل به من المهمات.
481

زياد القندي عن سماعة قال قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (فكيف إذا جئنا من كل
أمه بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال نزلت في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، في كل قرن
منهم امام منا شاهد عليهم ومحمد صلى الله عليه وآله شاهد علينا.
256 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
يذكر فيه أحوال أهل الموقف وفيه فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها
إلى أممهم فأخبروا انهم قد أدوا ذلك إلى أممهم، وتسأل الأمم فجحدوا كما قال الله: (فلنسألن
الذين ارسل إليهم ولنسئلن المرسلين) فيقولون: (ما جاء نأمن بشير ولا نذير) فيستشهد
الرسل رسول الله صلى الله عليه وآله فيشهد بصدق الرسل وبكذب من جحدها من الأمم، فيقول
لكل أمة منهم (بلى قد جاءكم بشير ونذير والله على كل شئ قدير) أي مقتدر على شهادة
جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم وكذلك قال الله لنبيه (فكيف
إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من
أن يختم الله على أفواههم وان تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون، ويشهد على منافقي قومه
وأمته وكفارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده، وتغييرهم سنته، واعتدائهم على
أهل بيته وانقلابهم على أعقابهم، وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنة
من يقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لأنبيائها فيقولون بأجمعهم (ربنا غلبت علينا شقوتنا
وكنا قوما ضالين).
257 - في مجمع البيان وروى أن عبد الله بن مسعود قرأ هذه الآية على النبي
صلى الله عليه وآله ففاضت عيناه.
258 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يومئذ يود الذين كفروا وعصوا
الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا قال يتمنى الذين عصوا (1)
أمير المؤمنين عليه السلام أن تكون الأرض ابتلعتهم في اليوم الذي اجتمعوا فيه على غصبه
وان لم يكتموا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله فيه.
259 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن
جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة يصف هول يوم القيامة، ختم على الأفواه

(1) وفى بعض النسخ (غصبوا).
482

فلا تكلم، وكلمت الأيدي وشهدت الأرجل، ونطقت الجلود بما عملوا، فلا يكتمون
الله حديثا.
260 - عن الحلبي قال، سألته عن قول الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة
وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون قال لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى يعنى سكر النوم
يقول، وبكم نعاس يمنعكم ان تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم،
وليس كما يصف كثير من الناس يزعمون أن المؤمنين يسكرون من الشراب، والمؤمن
لا يشرب مسكرا ولا يسكر.
261 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا
علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا
طويلا وفيه يقول عليه السلام، لا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا، فإنها من
خلال النفاق، وقد نهى الله عز وجل المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعنى
من النوم وفى الكافي مثله.
262 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن حماد بن عيسى عن
الحسين بن المختار عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله عز وجل:
(لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) قال: سكر النوم.
263 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى زكريا النقاص عن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله عز وجل: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) قال: منه
سكر النوم.
264 - في مجمع البيان وقوله: (وأنتم سكارى) اختلف فيه على قولين:
أحدهما: ان المراد به سكر الشراب عن ابن عباس ومجاهد وقتادة: قالوا: ثم نسخها
تحريم الخمر، وروى ذلك عن موسى بن جعفر عليهما السلام، والثاني ان المراد بقوله: (وأنتم
سكارى) سكر النوم خاصة عن الضحاك وروى ذلك عن أبي جعفر عليه السلام.
265 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: السكر أربع
سكرات سكر الشراب، وسكر المال، وسكر النوم وسكر الملك.
483

266 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليه السلام قالا: قلنا له: الحايض والجنب يدخلان المسجد أم لا؟ قال: الحايض والجنب
لا يدخلان المسجد الا مجتازين، ان الله تبارك وتعالى يقول: ولا جنبا الا عابري
سبيل حتى تغتسلوا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
267 - في تفسير علي بن إبراهيم سئل الصادق عليه السلام عن الحايض والجنب يدخلان
المسجد أم لا؟ فقال: الحايض والجنب لا يدخلان المسجد الا مجتازين، فان الله يقول:
(ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا) ويضعان فيه الشئ ولا يأخذ ان منه فقلت فما بالهما
يضعان فيه الشئ ولا يأخذ ان منه؟ فقال لأنهما يقدران على وضع الشئ من غير دخول،
ولا يقدر ان على أخذ ما فيه حتى يدخلا.
268 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل
يقول فيه عليه السلام ان الجنابة بمنزلة الحيض، وذلك أن النطفة لم يستحكم ولا يكون
الجماع الا بحركة شديدة وشهوة غالبة، وإذا فرغ الرجل تنفس البدن ووجد الرجل من
نفسه رايحة كريهة، فوجب الغسل لذلك، وغسل الجنابة مع ذلك أمانة ائتمن الله عليها
عبيدة ليختبرهم بها.
269 - في مجمع البيان وان كنتم مرضى قيل نزلت في رجل من الأنصار كان مريضا
فلم يستطع ان يقوم فيتوضى، فالمرض الذي يجوز فيه التيمم مرض الجراح والكسرة
والقروح إذا خاف أصحابها من مس الماء عن ابن عباس وابن مسعود والسدي والضحاك و
مجاهد وقتادة، وقيل هو المرض الذي لا يستطيع معه تناول الماء أولا يكون هناك من
يناوله عن الحسن وابن زيد، وكان الحسن لا يرخص للجريح التيمم، والمروى عن
السيدين الباقر والصادق عليهما السلام جواز التيمم في جميع ذلك أو لامستم النساء المراد
به الجماع.
270 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (أو لامستم النساء) قال هو الجماع،
484

ولكن الله ستير يحب الستر فلم يسم كما تسمون.
271 - في تفسير العياشي عن أبي مريم قال قلت لأبي جعفر عليه السلام ما تقول في
الرجل يتوضأ ثم يدعو بجارية فتأخذ بيده حتى ينتهى إلى المسجد، فان من عندنا
يزعمون أنها الملامسة؟ فقال لا والله ما بذلك بأس، وربما فعلته وما يعنى بهذا الا المواقعة
دون الفرج.
272 - عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال اللمس الجماع.
273 - عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله قيس بن رمانة قال أتوضأ ثم
ادعوا لجارية فتمسك بيدي فأقوم فأصلى أعلى وضوء؟ فقال لا، قال فإنهم يزعمون أنه اللمس؟
قال لا والله ما اللمس الا الوقاع يعنى الجماع، ثم قال قد كان أبو جعفر عليه السلام بعد ما كبر يتوضأ
ثم يدعوا لجارية فتأخذ بيده فيقوم فيصلى.
274 - عن أبي أيوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال التيمم بالصعيد لمن لم يجد الماء كمن
توضأ من غدير من ماء أليس الله يقول فتيمموا صعيدا طيبا قال قلت فان أصاب الماء
وهو في آخر الوقت؟ قال فقال قد مضت صلاته، قال قلت له فيصلى بالتيمم صلاة أخرى؟ قال
إذا رأى الماء وكان يقدر عليه انتقض التيمم.
275 - في كتاب معاني الأخبار وقد روى عن الصادق عليه السلام أنه قال الصعيد الموضع
المرتفع والطيب الموضع الذي ينحدر عنه الماء.
276 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من
الكتاب يشترون الضلالة يعنى ضلوا في أمير المؤمنين صلوات الله عليه ويريدون
ان تضلوا السبيل يعنى اخرجوا الناس من ولاية أمير المؤمنين وهو الصراط المستقيم، قوله
والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا من الذين هادوا
يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غيره مسمع قال
نزلت في اليهود.
277 - في تفسير العياشي عن جابر الجعفي قال، قال لي أبو جعفر عليه السلام في
حديث له طويل: يا جابر أول الأرض المغرب تخرب ارض الشام يختلفون عند ذلك
485

على رايات ثلث، راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني، فيلقى السفياني
الأبقع فيقتله ومن معه وراية الأصهب، ثم لا يكون لهم هم الا الا قبال نحو العراق
ومن حبس بقرقيسا (1) فيقتلون بها مائة الف من الجبارين ويبعث السفياني جيشا
إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبينا هم
كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طيا حثيثا (2) ومعهم نفر من
أصحاب القائم عليه السلام يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء (3) فيقتله أمير
جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فيفر المهدى
منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني ان المهدى قد خرج من المدينة فيبعث
جيشا على اثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران،
قال، وينزل جيش أمير السفياني البيداء فينادى مناد من السماء يا بيدا بيدي بالقوم،
فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم الا ثلاثة نفر، يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من
كلب، وفيهم أنزلت يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا على عبدنا
يعنى القائم (ع) من قبل أن نطمس وجوها فنردها على ادبارها.
278 - وروى عمرو بن شمر عن جابر قال، قال أبو جعفر عليه السلام، نزلت هذه الآية
على محمد هكذا يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت في علي مصدقا لما معكم
من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم) إلى قوله (مفعولا) فاما قوله:
(مصدقا لما معكم) يعنى مصدقا لرسول الله صلى الله عليه وآله.
279 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن محمد البرقي
عن أبيه عن محمد ابن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن أبي عبد الله عليه السلام قال
نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا

(1) قرقيسا: بلد على الفرات سمى بقرقيسا بن طهمورث.
(2) الحثيث: السريع.
(3) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ونسخة البحار لكن في الأصل (صنعاء)
ولعله صحف.
486

بما نزلنا في علي عليه السلام نورا مبينا).
280 - في مجمع البيان (من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارها)
اختلف في معناه على أقوال إلى قوله: وثانيها ان المعنى نطمسها عن الهدى فنردها على
ادبارها في ضلالتها ذما لها بأنها لا تفلح ابدا ورواه أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام.
281 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ثوير عن أبيه ان عليا عليه السلام قال، ما في
القرآن آية أحب إلى من قوله عز وجل: ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء.
282 - وباسناده إلى أبي ذر (ره) قال خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يمشى وحده ليس معه انسان، فظننت انه يكره ان يمشى معه أحد قال:
فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال لي: من هذا؟ فقلت: أبو ذر جعلني
الله فداك، فقال: يا باذر تعال، قال فمشيت معه ساعة فقال إن المكثرين هم الأقلون يوم
القيامة الامن أعطاه الله خيرا فنفخ منه بيمينه وشماله وبين يديه وورائه وعمل فيه خيرا
قال فمشيت معه ساعة فقال لي: اجلس ههنا وأجلسني في قاع (1) حوله حجارة فقال لي
اجلس حتى ارجع إليك قال فانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عنه فأطال اللبث،
ثم انى سمعته عليه السلام وهو مقبل وهو يقول: وان زنى وان سرق؟ قال فلما جاء لم اصبر
حتى قلت: يا نبي الله جعلني فداك من تكلم من جانب الحرة فانى ما سمعت أحدا يرد
عليك شيئا؟ قال ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة فقال بشر أمتك ان من مات لا يشرك
بالله عز وجل شيئا دخل الجنة، قال فقلت يا جبرئيل وان زنى وان سرق؟ قال: نعم، قلت
وان زنى وسرق؟ قال نعم وان شرب الخمر.
283 - في أصول الكافي يونس عن ابن بكير عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله
عليه السلام قال (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) الكبائر فما سواها قال
قلت، دخلت الكبائر ففي الاستثناء؟ قال، نعم.
284 - يونس عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام الكبائر فيها استثناء

(1) القاع: المستوى من الأرض.
487

ان يغفر لمن يشاء؟ قال نعم.
285 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له
دخلت الكبائر في الاستثناء قال: نعم.
286 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: اما قوله، (ان الله
لا يغفر أن يشرك به) يعنى انه لا يغفر لمن يكفر بولاية على واما قوله (ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء) يعنى لمن والى عليا عليه السلام.
287 - عن أبي العباس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى ما يكون به الانسان
مشركا؟ قال: من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض.
288 - عن قتيبة الأعشى قال: سألت الصادق عليه السلام في قوله: (ان الله لا يغفر أن يشرك
به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) قال: دخل في الاستناء كل شئ.
289 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فاما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، قال الله
سبحانه: (ان الله لا يغفر أن يشرك به).
290 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل:
(ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) هل تدخلها الكبائر في مشية الله قال:
نعم ذلك إليه عز وجل ان شاء عذب عليها وان شاء عفا عنها.
291 - وباسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: ولقد سمعت حبيبي رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول. لوان المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت
كفارة لتلك الذنوب، ثم قال عليه السلام: من قال لا إله إلا الله باخلاص فهو برئ من الشرك،
ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية: (ان الله لا يغفر ان يشرك
به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) من شيعتك ومحبيك يا علي، قال أمير المؤمنين
عليه السلام: فقلت يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال: أي وربى انه لشيعتك والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
292 - في كتاب ثواب الأعمال أبى (ره) قال: حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد
488

ابن محمد عن الحسن بن علي عن عبد العزيز العبدي عن عبيد بن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: اخبرني عن الكبائر قال: هي خمس وهن مما أوجب الله عز وجل عليهن النار،
قال الله عز وجل: (ان الله لا يغفر ان يشرك به) الحديث.
293 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام وباسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان
الله يحاسب كل خلق الامن أشرك بالله فإنه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار.
294 - في مجمع البيان في قوله عز وجل. (ان الله لا يغفر ان يشرك به)
الآية وقف الله سبحانه للمؤمنين الموحدين بهذه الآية بين الخوف والرجاء وبين العدل
والفضل، وذلك صفة المؤمنين ولذلك قال الصادق عليه السلام: لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا
295 - في مجمع البيان قوله عز وجل: ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم
إلى قوله (مبينا) قيل نزلت في اليهود والنصارى حين قالوا. نحن أبناء الله وأحباؤه،
وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى، وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
296 - في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام يصف فيه المتقين لا يرضون من أعمالهم
القليل ولا يستكثرون الكثير فهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون، إذا زكى أحد
منهم خاف مما يقال له فيقول. انا اعلم بنفسي من غيري، وربى أعلم بي من نفسي، اللهم
لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني أفضل مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون.
297 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم
بل الله يزكى من يشاء) قال: هم الذين سموا أنفسهم بالصديق والفاروق وذى النورين،
وقوله. (ولا يظلمون فتيلا) قال: القشرة التي تكون على النواة، ثم كنى عنهم فقال
انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به اثما مبينا وهم هؤلاء الثلاثة قوله:
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون
للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا قال: نزلت في اليهود حين
سألهم مشركوا العرب فقالوا أديننا أفضل أم دين محمد؟ قالوا بل دينكم أفضل وقد روى
فيه أيضا انها نزلت في الذين غصبوا آل محمد حقهم، وحسدوا منزلتهم، فقال الله:
أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصير إليهم نصيب من الملك فإذا
489

لا يؤتون الناس نقيرا يعنى النقطة التي في ظهر النواة ثم قال: أم يحسدون الناس
يعنى بالناس ههنا أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل
إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما وهي الخلافة بعد النبوة
وهم الأئمة عليهم السلام.
298 - حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن يونس عن أبي
جعفر الأحول عن حنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله. (فقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب) قال: النبوة، فقلت. (والحكمة) قال الفهم والقضا (وآتيناهم ملكا عظيما)
قال الطاعة المفروضة.
299 - في أصول الكافي الحسين بن محمد بن عامر الأشعري عن معلى بن محمد
قال حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي
قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل. (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر
منكم) فكان جوابه. (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت
والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا) يقولون لائمة
الضلالة والدعاة إلى النار. هؤلاء اهدى من آل محمد سبيلا (أولئك الذين لعنهم الله
ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك) يعنى الإمامة والخلافة (فإذا
لا يؤتون الناس نقيرا) نحن الناس الذين عنى الله والنقير النقطة التي في وسط النواة
(أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من
الإمامة دون خلق الله أجمعين (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا
عظيما) يقول: جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم و
ينكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله؟ فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعير
ان الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا
غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما.
300 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى
عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (وآتيناهم
490

ملكا عظيما) قال: الطاعة المفروضة.
301 - أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح
الكناني قال قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفو المال، ونحن
الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: (أم يحسدون الناس على
ما آتاهم الله من فضله).
302 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل
عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (أم يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله)
قال: نحن المحسودون.
303 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن
يحيى الحلبي عن محمد الأحول عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله
عز وجل: (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب) فقال: النبوة، قلت: (الحكمة قال: الفهم و
القضا، قلت: (وآتيناهم ملكا عظيما) قال: الطاعة.
304 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن حماد بن عثمان عن أبي
الصباح قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله
من فضله) فقال يا أبا الصباح نحن والله الناس المحسودون.
305 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد
العجلي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة
وآتيناهم ملكا عظيما) جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم
وينكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله قال قلت: (وآتيناهم ملكا عظيما) قال: الملك العظيم
ان جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم.
306 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق
عن علي بن مهزيار عن علي بن فضال عن ابن أيوب جميعا عن معاوية بن عمار عن
عمرو بن عكرمة قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت: لي جار يؤذيني؟ فقال: ارحمه
فقلت: لا رحمه الله فصرف وجهه عنى فكرهت ان ادعه فقلت يفعل بي كذا وكذا ويفعل بي
491

ويؤذيني؟ فقال أرأيت ان كاشفته انتصفت منه؟ (1) فقلت بلى اربى عليه، فقال إن ذا ممن
يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، فإذا رأى نعمة على أحد فكان له أهل جعل بلاؤه عليهم،
وان لم يكن أهل جعله على خادمه، فإن لم يكن له خادم أسهر ليله وأغاظ نهاره (2) والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
307 - في مجمع البيان واختلف في معنى الناس هنا إلى قوله وثانيها ان المراد
بالناس النبي صلى الله عليه وآله عن أبي جعفر عليه السلام، والمراد بالفضل فيه النبوة وفى آله الإمامة.
308 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام ان أهل الكتاب
والحكمة والايمان آل إبراهيم بينه الله لهم فحسدوا، فأنزل الله جل ذكره (أم يحسدون
الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا
عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا فنحن آل إبراهيم فقد حسدنا
كما حسد آباؤنا.
309 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وصف الإمامة و
الإمام قال عليه السلام: ان الأنبياء والأئمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه
ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم، في قوله عز وجل: (أفمن يهدى
إلى الحق أحق ان يتبع أم من لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون) وقال
عز وجل لنبيه: (وكان فضل الله عليك عظيما) وقال عز وجل في الأئمة من أهل بيته
وعترته وذريته: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى
بجهنم سعيرا).
310 - وفى باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة
حديث طويل وفيه فقال المأمون: هل فضل الله العترة على سائر الناس؟ فقال أبو الحسن
عليه السلام ان الله تعالى؟ ابان فضل العترة على ساير الناس في محكم كتابه، فقال له المأمون

(1) أي ان ظهرت لعداوة له استوفيت منه حقك وعدلت في اخذه.
(2) أغاظه: حمله على الغيظ.
492

أين ذلك من كتاب الله تعالى؟ فقال له الرضا عليه السلام في قوله تعالى (ان الله اصطفى آدم
ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) وقال عز وجل في موضع
آخر: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و
الحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) ثم رد المخاطبة في اثر هذا إلى ساير المؤمنين فقال
عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) يعنى
الذين قرنهم بالكتاب والحكمة، وحسدوا عليهما فقوله عز وجل: (أم يحسدون الناس
على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)
يعنى الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك ههنا هو الطاعة.
311 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان الله تبارك و
تعالى لم يجعل العلم جهلا (1) ولم يكل أمره إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه
أرسل رسلا من الملائكة إلى نبيه فقال له كذا وكذا، وأمره بما يحبه ونهاه عما يكره
فقص عليه ما قبله وما خلفه بعلم، فعلم ذلك العلم أنبياءه وأولياءه وأصفياءه ومن الاباء
والاخوان بالذرية التي بعضها من بعض، فذلك قوله عز وجل: (ولقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) فاما الكتاب فالنبوة واما الحكمة فهم
الحكماء من الأنبياء والأصفياء، (2) وقال عليه السلام فيه أيضا، انما الحجة في آل إبراهيم
لقول الله عز وجل، (ولقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)
والحجة الأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء عليهم السلام حتى تقوم الساعة.
312 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب
عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثل ما في كتاب كمال الدين و
تمام النعمة سواء.

(1) أي لم يجعل العلم مبنيا على الجهل أو لم يجعل العلم مخلوطا بالجهل، قاله
المجلسي (ره).
(2) ومثله في روضة الكافي (ص: 117 ط طهران) بأدنى تغيير واختلاف.
493

313 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما سبق عند قوله قال: الطاعة
المفروضة. قال علي بن إبراهيم في قوله. (فمنهم من آمن به) يعنى أمير المؤمنين و
سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار (ومنهم من صد عنه) قال فيهم نزلت (وكفى بجهنم سعيرا)
ثم ذكر عز وجل ما قد أعده لهؤلاء الذين قد تقدم ذكرهم وغصبهم فقال: ان الذين
كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا قال، الآيات أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام، وقوله
كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا
حكيما فقيل لأبي عبد الله عليه السلام، كيف تبدل جلودهم غيرها؟ قال: أرأيت لو أخذت
لبنة فكسرتها وصيرتها ترابا ثم ضربتها في القالب أهي التي كانت انما هي ذلك وحدث
تغيير آخر والأصل واحد.
314 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن حفص بن غياث قال. شهدت
المسجد الحرام وابن أبي العوجاء يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (كلما
نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) ما ذنب الغير؟ قال، ويحك هي
هي وهي غيرها، قال، فمثل لي في ذلك شيئا من أمر الدنيا. قال: نعم أرأيت لوان رجلا
اخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها.
315 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن علي
قال اخبرني سماعة بن مهران قال، اخبرني الكلبي النسابة قال، قلت لجعفر بن محمد
عليه السلام، ما تقول في المسح على الخفين؟ فتبسم ثم قال، إذا كان يوم القيامة ورد الله كل
شئ إلى شيئه ورد الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوءهم، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
316 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي
قال الرضا عليه السلام في أثناء كلام بينه عليه السلام وبين سليمان، يا سليمان هل يعلم الله جميع
ما في الجنة والنار؟ قال سليمان، نعم، قال. فيكون ما علم الله عز وجل أنه يكون
من ذلك؟ قال، نعم، قال. فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ الا كان أيزيدهم أو يطويه
عنهم؟ قال. سليمان، بل يزيدهم قال. فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه
494

أنه يكون قال. جعلت فداك فالمريد لا غاية له، قال. فليس يحيط علمه عندكم بما
يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم
يكون فيهما قبل أن يكون، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. قال سليمان انما قلت
لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا لان الله عز وجل وصفهما بالخلود وكرهنا ان نجعل لهما انقطاعا.
قال الرضا عليه السلام. ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنه قد يعلم ذلك ثم
يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم وكذلك قال الله عز وجل في كتابه، (كلما نضجت جلودهم
بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) وقال لأهل الجنة، (عطاءا غير مجذوذ)
وقال عز وجل، (وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) فهو جل وعز يعلم ذلك و
لا يقطع عنهم الزيادة.
317 - وفى باب آخر عنه عليه السلام باسناده قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ان قاتل
الحسين بن علي عليه السلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا وقد شد يداه و
رجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل
النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم مع جميع من شايع على
قتله، كلما نضجت جلودهم بدل الله عز وجل عليهم الجلود حتى يذوقوا العذاب الأليم،
لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم. فالويل لهم من عذاب النار.
318 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي قال، حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد
بن خالد عن يونس بن عبد الرحمن قال: سألت موسى بن جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل:
ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها فقال: هذه مخاطبة لنا خاصة أمر الله تبارك
وتعالى كل امام منا ان يؤدى الامام الذي بعده يوصى إليه، ثم هي جارية في ساير الأمانات،
ولقد حدثني أبي عن أبيه ان علي بن الحسين عليهما السلام قال لأصحابه: عليكم بأداء الأمانة
فلو ان قاتل الحسين بن علي عليه السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه.
319 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن
بن علي الوشاء عن أحمد بن عمر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ان
495

الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) قال: هم الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله ان يؤدى
الامام الأمانة إلى من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه (1).
320 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد
ابن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله عز وجل: (ان الله يأمركم ان تؤدوا
الأمانات إلى أهلها) قال، هم الأئمة يؤدى الامام إلى الامام من بعده ولا يخص بها غيره
ولا يزويها عنه.
321 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن
عمار عن ابن أبي يعفور عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله
عز وجل: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها) قال: أمر الله الامام الأول ان
يدفع إلى الامام الذي بعده كل شئ عنده.
322 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي كهمس
قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام قال: وعليك وعليه السلام
إذا أتيت عبد الله فاقرأه السلام وقل له ان جعفر بن محمد يقول لك انظر ما بلغ به علي عليه
السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالزمه فان عليا عليه السلام انما بلغ ما بلغ به عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصدق
الحديث وأداء الأمانة.
323 - محمد بن يحيى عن أبي طالب رفعه قال قال أبو عبد الله عليه السلام لا تنظروا
إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فان ذلك شئ اعتاده فلو تركه استوحش لذلك، ولكن
انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته.
324 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن سنان عن
عمار بن مروان قال قال أبو عبد الله في وصيته له اعلم أن ضارب على بالسيف وقاتله لو ائتمنني
واستنصحني واستشارني ثم قبلت ذلك منه لأديت إليه الأمانة.
325 - في مجمع البيان قيل في المعنى بهذه الآية أقوال، أحدها انها في كل
من اؤتمن أمانة من الأمانات، أمانات الله تعالى أوامره ونواهيه، وأمانات عباده فيما

(1) زوى المال عن وارثه أي أخفاه.
496

يأتمن بعضهم بعضا من المال وغيره، وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
326 - وفيه قال أبو جعفر عليه السلام ان أداء الصلاة والزكاة والصوم والحج من الأمانة
327 - وروى عنهم عليهم السلام انهم قالوا آيتان أحدهما لنا والأخرى لكم، قال الله
سبحانه (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الآية ثم قال: يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم الآية
328 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي
الوشا عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عليه السلام
عن قول الله عز وجل (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين
الناس أن تحكموا بالعدل) قال إيانا عنى ان يؤدى الأول إلى الامام الذي بعده الكتب
والعلم والسلاح (وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) الذي في أيديكم، ثم قال
للناس (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) إيانا عنى
خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا.
329 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها
من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال فلم جعل أولي الأمر وامر بطاعتهم؟
قيل: لعلل كثيرة منها ان الخلق لما وقفوا على حد محدود وأمروا ألا يتعدوا ذلك
الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك، ولا يقوم الا بأن يجعل عليهم فيه أمينا
يمنعهم من التعدي والدخول فيما حظر عليهم لأنه لو لم يكن ذلك كذلك لكان أحد
لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم فيما يمنعهم من الفساد، ويقيم فيهم
الحدود والاحكام ومنها انا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا الا بقيم
ورئيس لما لأبدلهم منه في أمر الدين، فلم يجز في حكم الحكيم ان يترك الخلق مما
يعلم أنه لأبدلهم منه ولاقوام الا به، فيقاتلون فيه عدوهم ويقسمون به فيئهم، ويقيم لهم
جمعتهم وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.
ومنها انه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة وذهب
الدين وغيرت السنة والاحكام، ولزاد فيه المبتدعون ونقص منه الملحدون، وشبهوا
497

على المسلمين لأنا قد وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين، مع اختلافهم و
اختلاف أهوائهم وتشتت أنحائهم، فلو لم يجعل لهم قيما حافظا لما جاء به الرسول
لفسدوا على نحو ما بينا وغيرت الشرايع والسنن والاحكام والايمان وكان في ذلك فساد
الخلق أجمعين.
فان قيل: فلم لا يجوز أن يكون في الأرض امامان في وقت واحد أو أكثر من ذلك؟
قيل لعلل: منها ان الواحد لا يختلف فعله وتدبيره، والاثنين لا يتفق فعلمها وتدبيرهما،
وذلك انا لم نجد اثنين الا مختلفي الهمم والإرادة، فإذا كان اثنين ثم اختلف هممهما و
إرادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترض الطاعة لم يكن أحدهما أولى بالطاعة من
صاحبه، فكان يكون في ذلك اختلاف الخلق والتشاجر والفساد ثم لا يكون أحدهما
مطيعا لأحدهما الا وهو عاص للاخر، فتعم المعصية أهل الأرض ثم لا يكون لهم مع ذلك
السبيل إلى الطاعة والايمان، ويكونوا انما اتوا في ذلك من قبل الصانع الذي وضع لهم
باب الاختلاف والتشاجر، إذ أمرهم باتباع المختلفين ومنها انه لو كانا امامين كان لكل
من الخصمين أن يدعو إلى غير ما يدعوا إليه صاحبه في الحكومة، ثم لا يكون أحدهما أولى
بأن يتبع من صاحبه فتبطل الحقوق والاحكام والحدود ومنها انه لا يكون واحد من
الحجتين أولى بالنطق والحكم والامر والنهى من الاخر، وإذا كان هذا كذلك وجب عليهما
أن يبتدئا بالكلام، وليس لأحدهما أن يسبق له صاحبه بشئ إذا كانا في الإمامة شرعا واحدا
فان جاز لأحدهما السكوت جاز السكوت للاخر مثل ذلك، وإذا جاز لهما السكوت بطلت
الحقوق والاحكام وعطلت الحدود وصار الناس كأنهم لا امام لهم.
فان قال: فلم لا يجوز أن يكون الامام من غير جنس الرسول عليه السلام: قيل: لعلل:
منها انه لما كان الامام مفترض الطاعة لم يكن بد من دلالة تدل عليه ويتميز بها من غيره
وهي القرابة المشهورة والوصية الظاهرة، ليعرف من غيره ويهتدى إليه بغيره ومنها انه
لو جاز في غير جنس الرسول لكان قد فضل من ليس برسول على الرسول، إذ جعل أولاد
الرسول اتباعا لأولاد أعدائه كأبى جهل وابن أبي معيط لأنه قد يحوز بزعمه أن ينتقل ذلك في
أولادهم إذا كانوا مؤمنين فيصيروا أولاد الرسول تابعين وأولاد أعداء الله وأعداء رسوله
498

متبوعين فكان الرسول أولى بهذه الفضيلة من غيره وأحق ومنها ان الخلق إذا أقروا
للرسول بالرسالة وأذعنوا له بالطاعة لم يتكبر أحد منهم ان يتبع ولده ويطيع ذريته،
ولم يتعاظم ذلك في أنفس الناس وإذا كان ذلك في غير جنس الرسول فكان كل واحد منهم
في نفسه انه أولى به من غيره، ودخلهم من ذلك الكبر ولم تسخ أنفسهم بالطاعة لمن هو عندهم
[دونهم] فكان يكون ذلك داعية لهم إلى الفناء (1) والنفاق والاختلاف.
330 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبي (ره) عنه قال: حدثنا
عبد الله بن جعفر قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الله بن محمد الحجال
عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) قال: الأئمة من ولد على وفاطمة عليهما السلام
إلى أن يقوم الساعة.
331 - وباسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما انزل الله عز وجل على نبيه
محمد صلى الله عليه وآله (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) قلت
يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولوا الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام
هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدى، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم
الحسين، ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر
فإذا لقيته فاقرأه منى السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن
موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سمي وكني
حجة الله في ارضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على
يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على
القول بإمامته الا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر فقلت له يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به
في غيبته فقال عليه السلام أي والذي بعثني بالنبوة انهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في
غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجلاها السحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون
علمه فاكتمه الاعن أهله.

(1) وفى نسخة (النفار) وفى أخرى كالمصدر (الفساد).
499

332 - في تفسير العياشي عن ابان انه دخل علي بن الحسن الرضا عليه السلام فسألته عن
قول الله (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فقال ذلك
علي بن أبي طالب ثم سكت، قال فلما طال سكوته قلت ثم من؟ قال ثم الحسن ثم سكت
فلما طال سكوته، قلت: ثم من قال: الحسين، قلت: ثم من؟ قال: علي بن الحسين
وسكت فلم يزل يسكت عند كل واحد حتى أعيد المسألة فيقول، حتى سماهم إلى
آخرهم صلى الله عليهم.
333 - عن عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انكم أخذتم
هذا الامر من جذوه يعنى من أصله عن قول الله: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و
أولي الأمر منكم) ومن قول رسول الله: ما ان تمسكتم به لن تضلوا، لامن قول فلان
ولامن قول فلان.
334 - عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولى الامر منكم) قال هي في علي عليه السلام وفى الأئمة جعلهم الله مواضع الأنبياء غير أنهم
لا يحلون شيئا ولا يحترمونه.
335 - عن سليم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أخبرني من أولي الأمر
الذين أمر الله بطاعتهم؟ فقال لي: أولئك علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلى
ابن الحسين ومحمد بن علي وجعفر عليهم السلام فاحمدوا الله الذي عرفكم أئمتكم وقادتكم
حين جحدهم الناس.
336 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل
يذكر فيه شرايع الدين وفيه قال عليه السلام: ولا يفرض الله تعالى على عباده طاعة من يعلم أنه
يغويهم ويضلهم ولا يختار لرسالته ولا يصطفى من عباده من يعلم أنه يكفر ويعبد
الشيطان دونه، ولا يتخذ على خلقه حجة الا معصوما، والأنبياء والأوصياء لا ذنوب لهم
لأنهم معصومون مطهرون.
337 - عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: احذروا
على دينكم، إلى قوله، ولا طاعة لمن عصى الله، انما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الامر،
500

وانما أمر الله تعالى بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية، وانما أمر بطاعة أولي الأمر
لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية.
338 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الفضل بن السكر عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة وأولى الامر بالمعروف
والعدل والاحسان.
339 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد
الجعفي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: لأي شئ يحتاج إلى النبي و
الامام؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل
الأرض إذا كان فيها نبي أو امام: قال الله عز وجل: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) وقال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم
أتى أهل السماء ما يكرهون. وإذا ذهبت أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون، يعنى
بأهل بيته الأئمة الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون
ولا يعصون وهم المؤيدون الموفقون المسددون، بهم يرزق الله عباده، وبهم يعمر بلاده،
وبهم ينزل القطر من السماء وبهم تخرج بركات الأرض، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا
يعجل عليهم العقوبة والعذاب لا يفارقهم روح المقدس (القدس - ظ) ولا يفارقونه، ولا يفارقون
القرآن ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين.
340 - في كتاب معاني الأخبار عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين
عليه السلام قال: قلت ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا؟ فقال: أن لا يعرف من أمر الله بطاعته
وفرض ولايته وجعل حجته في أرضه وشاهده على خلقه قلت: فمن هم يا أمير المؤمنين
قال الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولى الامر منكم) قال: فقبلت رأسه وقلت أوضحت وفرجت عنى واذهبت كل
شك كان في قلبي.
341 - في أصول الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي -
501

العلا قال، ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام قولنا في الأوصياء ان طاعتهم مفترضة؟ فقال، نعم هم
الذين قال الله عز وجل، (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وهم الذين قال
الله عز وجل، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا).
343 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن
القاسم بن محمد الجوهري عن الحسين بن أبي العلا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
الأوصياء طاعتهم مفترضة قال: نعم، هم الذين قال الله: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولى الامر منكم) وهم الذين قال الله تعالى، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)،
343 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي بن محمد عن سهل
بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر
منكم) فقال نزلت في علي ابن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام، فقلت له: ان
الناس يقولون: فماله لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السلام في كتابه عز وجل؟ قال: فقال قولوا
لهم. ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلثا ولا أربعا حتى كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسر ذلك لهم ونزل عليه الزكاة ولم يسم لهم من أربعين درهما
درهم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا
أسبوعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت (أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولى الامر منكم) ونزلت في علي والحسن والحسين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في علي
من كنت مولاه فعلى مولاه وقال صلى الله عليه وآله: أوصيكم بكتاب الله عز وجل وأهل بيتي، فانى سألت الله
عز وجل ان لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فأعطاني ذلك، وقال: لا تعلموهم
فإنهم أعلم منكم، وقال: انهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة
فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وفلان، ولكن الله
عز وجل انزل في كتابه تصديقا لنبيه عليه السلام: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا) فكان على والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فأدخلهم رسول الله
502

صلى الله عليه وآله تحت الكساء في بيت أم سلمة ثم قال: اللهم ان لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء
أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: انك إلى خير ولكن هؤلاء
أهلي وثقلي، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. محمد بن يحيى عن أحمد
ابن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن
يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر وعمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام مثل ذلك.
344 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيى عن عيسى
بن السرى أبى اليسع قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، أخبرني بدعائم الاسلام التي لا يسع
أحدا التقصير عن معرفة شئ منها، الذي من قصر عن معرفة شئ منها فسد عليه دينه
ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضق به مما
هو فيه (1) لجهل شئ من الأمور جهله؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، والايمان بان
محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله والاقرار بما جاء به من عند الله، وحق في الأموال الزكاة و
الولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقلت له، هل في الولاية
شئ دون شئ فضل (2) يعرف لمن اخذ به؟ قال: نعم قال الله عز وجل (يا أيها
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، من
مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وكان عليا عليه السلام وقال
الآخرون كان معاوية ثم كان الحسن ثم كان الحسين وقال الآخرون يزيد بن معاوية وحسين بن علي
ولا سواء ولا سواء (3) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
345 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عثمان عن
عيسى بن السرى قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، حدثني عما بنيت عليه دعائم الاسلام
إذا أنا أخذت بها زكى عملي ولم يضرني جهل ما جهلت بعده فقال شهادة أن لا إله إلا الله

(1) أي لم يضق عليه شئ مما هو فيه.
(2) وفى بعض النسخ (فصل) بالصاد.
(3) يعنى لا سواء على ومعاوية ولا الحسين (ع) ويزيد.
503

وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله والاقرار بما جاء به من عند الله، وحق في الأموال من
الزكاة، والولاية التي أمر الله بها ولاية آل محمد فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال، من مات
ولا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، قال الله عز وجل، (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و
أولي الأمر منكم) فكان علي عليه السلام ثم صار من بعده الحسن عليه السلام ثم من بعده الحسين
عليه السلام. ثم من بعده علي بن الحسين عليه السلام. ثم من بعده محمد بن علي عليه السلام ثم هكذا
يكون الامر، ان الأرض لا تصلح الا بالامام ومن مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، و
أحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه ههنا - قال. وأهوى بيده إلى صدره -
يقول حينئذ لقد كنت على أمر حسن.
346 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي
قال: سمعت عليا عليه السلام يقول، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد اخبرني ربى جل جلاله
انه قد استجاب لي فيك وفى شركائك الذين يكونون من بعدك، فقلت، يا رسول الله
ومن شركائي من بعدى؟ قال، الذين قرنهم الله عز وجل بنفسه وبي فقال، (أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) الآية فقلت، يا رسول الله ومن هم؟ قال: الأوصياء
من آلى يردون على الحوض كلهم هادين مهديين، لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن
والقرآن معهم لا يفارقهم، ولا يفارقونه، بهم تنصرا متى وبهم يمطرون وبهم يدفع عنهم
البلاء وبهم يستجاب دعاؤهم، قلت: يا رسول الله سمهم لي، قال: ابني هذا - ووضع
يده على رأس الحسن - ثم ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين - ثم ابن له يقال
له على سيولد في حيوتك فاقرأ منى السلام، ثم تكمله اثنا عشر إماما، فقلت: يا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمهم لي رجلا رجلا، فقال: فيهم والله يا أخا بني هلال مهدى أمة
محمد، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والله انى لأعرف من
يبايعه بين الركن والمقام، وأعرف أسماء آبائهم وقبايلهم.
347 - وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في
أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان فأنشدكم
الله عز وجل أتعلمون حيث نزلت (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
504

وأولى الامر منكم) وحيث نزلت (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وحيث نزلت: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله
ولا المؤمنين وليجة) قال الناس: يا رسول الله هذه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة
لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلمهم ولاة أمرهم وان يفسر لهم من الولاية
ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم: فنصبني للناس بغدير خم،
ثم خطب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة الأهم في المقام وفى آخره قالوا: اللهم
نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم يحفظه
كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.
348 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق
بين العترة والأمة حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقال عز وجل في موضع آخر: (أم
يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم
ملكا عظيما) ثم رد المخاطبة في اثر هذا إلى ساير المؤمنين فقال: (يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) يعنى الذين قرنهم بالكتاب والحكمة و
حسدوا عليهما، وفى هذا المجلس كلام طويل له عليه السلام يقول فيه في شأن ذوي القربى:
فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم، وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي
القربى كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم، وقرن سهمهم
بسهم الله وسهم رسوله وكذلك في الطاعة قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته.
349 - وفى باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين
باسناده إلى الرضا عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام قال: أوصى النبي صلى الله عليه وآله
إلى علي والحسن والحسين عليهم السلام ثم قال: في قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) قال: الأئمة من ولد على وفاطمة إلى أن
يقوم الساعة.
350 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة
505

عن بريد ابن معاوية العجلي قال: تلا أبو جعفر عليه السلام (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر
منكم) فان خفتم تنازعا في الامر فارجعوه إلى الله والى الرسول وأولي الأمر منكم، ثم
قال: كيف يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم؟ انما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم:
(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول).
351 - في تفسير العياشي عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل
وفيه يقول عليه السلام: ثم قال للناس: (يا أيها الذين آمنوا) فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة
(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) إيانا عنى خاصة.
352 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي
الوشا عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل
وفى آخره قال عليه السلام: فان خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر
منكم كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عز وجل بطاعة ولاة الامر ويرخص في منازعتهم، انما
قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم).
353 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله
عليه السلام قال نزل: (فان تنازعتم في شئ فارجعوه إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر منكم.)
354 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ولما دعانا القوم إلى أن يحكم بيننا القرآن
لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله وقال الله سبحانه: (فان تنازعتم في شئ فردوه
إلى الله والرسول) فرده إلى الله ان نحكم بكتابه ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته فإذا
حكم بالصدق في كتاب الله فنحن أحق الناس [به] وان حكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فنحن أولاهم بها.
355 - وفيه قال عليه السلام: واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب (1) ويشتبه
عليك من الأمور، فقد قال الله سبحانه لقوم أحب ارشادهم: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) فالرد إلى الله
الاخذ بمحكم كتابه. والرد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة.

(1) أضلعه الخطوب: أثقلته.
506

356 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال علي عليه السلام في خطبة له: ان الله
ذو الجلال والاكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده وأرسل
رسولا منهم وانزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرايضه، فكانت الجملة قول الله جل
ذكره حيث أمر فقال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فهو لنا أهل البيت
خاصة دون غيرنا، فانقلبتم على أعقابكم وارتددتم ونقضتم الامر منكم، ونكثتم العهد
ولم يضر الله شيئا وقد أمركم أن تردوا الامر إلى الله والى رسوله والى أولي الأمر المستنبطين
للعلم فأقررتم ثم جحدتم.
357 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن
سنان عن ابن مسكان عن سدير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: انى ترك مواليك مختلفين يبرء
بعضهم من بعض؟ قال: فقال: وما أنت وذاك؟ انما كلف الناس ثلاثة أمور: معرفة الأئمة،
والتسليم لهم فيما ورد عليهم، والرد إليهم فيما اختلفوا فيه.
358 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: (أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولى الامر منكم) وبقوله: (ولو ردوه إلى الله والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم)
359 - وفيه وقد ذكر عليه السلام الحجج قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم الرسول
الله ومن حل محله من أصفياء الله وهم ولاة الامر الذين قال الله فيهم: (أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وقال فيهم: (ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم) قال السائل، ما ذاك الامر؟ قال علي عليه السلام، الذي به
تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم من خلق أو رزق وأجل وعمل و
حياة وموت، وعلم غيب السماوات والأرض، والمعجزات التي لا ينبغي الا لله له وأصفيائه
والسفرة بينه وبين خلقه.
360 - وعن الحسين بن علي عليهما السلام له خطبة طويل وفيها: وأطيعونا فان طاعتنا
مفروضة إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا
507

الرسول وأولى الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) وقال: (ولو ردوه
إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم و
رحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا).
361 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال، يا أبا محمد انه
لو كان لك على رجل حق فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك الا أن يرافعك
إلى حكام أهل الجور ليقضوا له لكان ممن حاكم إلى الطاغوت وهو قول الله عز وجل:
ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إليك وما انزل من قبلك
يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
362 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن
الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن محمد بن مالك عن عبد الاعلى مولى آل سام
قال: حدثني أبو عبد الله عليه السلام بحديث فقلت له: جعلت فداك أليس زعمت لي الساعة
كذا وكذا؟ قال: لا، فعظم ذلك على فقلت: بلى والله زعمت، قال: لا والله ما زعمته،
قال: فعظم ذلك على فقلت: بلى والله قد قلته، قال، نعم قد قلته أما علمت أن كل زعم
في القرآن كذب؟ (1).
363 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى
عن صفوان عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
رجلين من أصحابنا تكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان اوالى
القضاة أيحل ذلك؟ فقال، من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان
حقه ثابتا، لأنه أخذه بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
364 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد بن إسحاق عن هارون
ابن حمزة الغنوي عن حريز عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما رجل كان بينه

(1) أي كل زعم جاء في القران جاء في الكذب بخلاف القول:
508

وبين أخ له مماراة في حق فدعاه إلى رجل من اخوانه ليحكم بينه وبينه فأبى الا ان
يرافعه إلى هؤلاء كان بمنزلة الذين قال الله عز وجل (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم
آمنوا بما انزل إليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن
يكفروا به) الآية.
365 - في روضة الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن
غير واحد من أصحابه عن أبان بن عثمان عن أبي جعفر الأحول والفضيل بن يسار عن زكريا
النقاض عن أبي جعفر عليه السلام قال: من رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
366 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا
بما انزل إليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا ان
يكفروا به) فإنها نزلت في الزبير بن العوام فإنه نازع رجلا من اليهود في حديقة
فقال الزبير، ترضى بابن شيبة اليهودي وقال اليهودي ترضى بمحمد؟ فأنزل الله (ألم
تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا
إلى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا
قيل لهم تعالوا إلى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) وهم
أعداء آل محمد كلهم جرت فيهم هذه الآية.
367 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام وعن أبي
جعفر عليه السلام قال، الخسف والله بالفاسقين عند الحوض قول الله: فكيف إذا
أصابتهم مصيبة الآية.
368 - في روضة الكافي على عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبي جنادة
الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقا بن حبشي بن جنادة السلولي صاحب
رسول الله صلى الله عليه وآله عن أبي الحسن الأول عليه السلام في قول الله عز وجل: أولئك الذين
يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم فقد سبقت عليهم كلمة الشقاق وسبق لهم العذاب
وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا.
509

369 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن إسماعيل وغيره عن منصور بن
يونس عن ابن أذينة عن عبد الله النجاشي قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في
قول الله عز وجل، (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل
لهم في أنفسهم قولا بليغا) يعنى والله فلانا وفلانا وما أرسلنا من رسول الا ليطاع
بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم
الرسول لوجدوا الله توابا رحيما يعنى والله النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليا عليه السلام مما
صنعوا، يعنى لو جاؤوك بها يا علي فاستغفروا الله مما صنعوا واستغفر لهم الرسول لوجدوا
الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فقال
أبو عبد الله عليه السلام: هو والله على بعينه ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت
على لسانك يا رسول الله يعنى به من ولاية على ويسلموا تسليما لعلى.
370 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك يا علي
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) هكذا نزلت.
371 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل
عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حين تدخلها، ثم تأتى قبر النبي
صلى الله عليه وآله إلى أن قال عليه السلام: اللهم انك قلت: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا
الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وانى أتيت نبيك مستغفرا تائبا عن ذنوبي
وانى أتوجه بك إلى الله ربى وربك ليغفر ذنوبي.
372 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب إسماعيل بن يزيد باسناده عن محمد
ابن علي عليهما السلام أنه قال: أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فتغيب حتى وجد
الحسن والحسين عليهما السلام في طريق خال، فأخذهما فاحتملهما على عاتقه وأتى بهما النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى مستجير بالله وبهما، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى
رد يده إلى فيه ثم قال للرجل: اذهب فأنت طليق (1) وقال للحسن والحسين قد شفعتكما فيه

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (طلبتي) بدل (طليق) ويحتمل
التصحيف أيضا.
510

أي فتبان فأنزل الله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول
لوجدوا الله توابا رحيما).
373 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن
أذينة عن زرارة أو بريد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: لقد خاطب الله أمير المؤمنين
عليه السلام في كتابه، قال قلت. في أي موضع؟ قال في قوله: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما * فلا وربك لا يؤمنون
حتى يحكموك فيما شجر بينهم) فيما تعاقدوا عليه: لئن أمات الله محمدا لا يردوا هذا
الامر في بني هاشم (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت) عليهم من القتل والعفو
(ويسلموا تسليما).
374 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الله
ابن يحيى الكاهلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له
وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشئ صنعه الله
أو صنعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألا صنع خلاف الذي صنع، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا
بذلك مشركين، ثم تلا هذه الآية (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام:
فعليكم بالتسليم. عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الله الكاهلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
وذكر مثله سواء.
375 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن قيس عن ثابت
الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال في آخر حديث له: ان للقائم عليه السلام
منا غيبتين أحدهما أطول من الأخرى، اما الأولى فستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين،
واما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الامر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه
الامن قوى يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا وسلم لنا أهل البيت.
376 - وبهذا الاسناد قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: ان دين الله عز وجل
511

لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة، ولا يصاب الا بالتسليم،
فمن سلم لنا سلم ومن اقتدى بنا هدى، ومن دان بالقياس والرأي هلك، ومن وجد
في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي انزل السبع المثاني والقرآن
العظيم وهو لا يعلم.
377 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه. وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا، ان المنافقين
كانوا يشهدون ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويدفعون عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما
عهد به من دين الله وعزايمه وبراهين نبوته إلى وصيه، ويضمرون من الكراهية لذلك
والنقض لما أبرمه منه عند امكان الامر لهم فيما قد بينه الله لنبيه بقوله: (فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
378 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي
جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه. (ولا يسئل عما يفعل وهم يسئلون) قال جابر: فقلت
له يا بن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟ قال: لأنه لا يفعل الا ما كان حكمة وصوابا،
وهو المتكبر الجبار والواحد القهار، فمن وجد في نفسه حرجا في شئ مما قضى كفر، ومن
أنكر شيئا من أفعاله جحد.
379 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن
سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قلت له ان عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجئ عنكم شئ الا قال انا أسلم فسميناه
كليب تسليم، قال: فترحم عليه ثم قال أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا فقال هو والله الاخبات (1)
قول الله عز وجل (الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم).
380 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن أسباط عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: (ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم)
وسلموا للامام تسليما (أو اخرجوا من دياركم) رضا له (ما فعلوه الا قليلا منهم ولو)

(1) الاخبات: الخشوع.
512

ان أهل الخلاف (فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) وفى هذه الآية: ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت في أمر الوالي ويسلموا لله الطاعة تسليما)
381 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم عن بكار عن جابر عن أبي
جعفر عليه السلام قال: هكذا نزلت هذه الآية: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي عليه السلام
لكان خيرا لهم).
382 - علي بن محمد عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي طالب عن
يونس بن بكار عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي عليه
السلام لكان خيرا لهم).
383 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسين بن علوان
الكلبي عن علي بن الخرور الغنوي عن الأصبغ بن نباتة الحنظلي قال: رأيت أمير المؤمنين
عليه السلام يوم افتتح البصرة وركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: أيها الناس الا أخبركم
بخير الخلق يوم يجمعهم الله: فقام إليه أبو أيوب الأنصاري فقال: بلى يا أمير المؤمنين
حدثنا فإنك كنت تشهد ونغيب، فقال: ان خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد
عبد المطلب لا ينكر فضلهم الا كافر، ولا يجحد به الا جاحد، فقام عمار بن ياسر (ره) فقال
يا أمير المؤمنين سمهم لنا فلنعرفهم فقال: ان خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وان
أفضل الرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وان أفضل كل أمة بعد نبيها وصى نبيها حتى يدركه نبي
الاوان أفضل الأوصياء وصى محمد صلى الله عليه وآله، الا وان أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء
الاوان أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان
يطير بهما في الجنة لم ينحل أحد من هذه الأمة جناحان غيره شئ كرم الله به محمدا
صلى الله عليه وآله وشرفه والسبطان والحسن والحسين والمهدى عليهم السلام يجعله الله من شاء منا أهل
البيت ثم تلا هذه الآية ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
384 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن
عميرة عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال: أعينونا بالورع فإنه من لقى الله
513

منكم بالورع كان له عند الله فرجا، ان الله عز وجل يقول: (من يطع الله ورسوله
فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك
رفيقا فمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنا الصديق والشهداء والصالحون.
385 - أبو علي الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النصر الخزاز عن جده
الربيع بن سعد قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا ربيع ان الرجل ليصدق حتى يكتبه
الله صديقا.
386 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الله عن خالد القمي
عن خضر بن عمرو عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن مؤمنان مؤمن وفى
لله بشروطه التي اشترطها عليه، فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و
حسن أولئك رفيقا، وذلك ممن يشفع ولا يشفع له، وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا
ولا أهوال الآخرة، ومؤمن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع (1) كيف ما كفئته الريح
انكفى، وذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة ويشفع له وهو على خير.
387 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل اتباع الأئمة الهداة وهم المؤمنون؟ قال (أولئك
مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)
فهذا وجه من وجوه فضل اتباع الأئمة فكيف بهم وفضلهم.
388 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبي عبد الله
عليه السلام أنه قال لأبي بصير: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: (أولئك مع الذين
أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)
فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الآية النبيين، ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء،
وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله عز وجل والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
389 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن جندب عن الرضا عليه السلام قال: حق

(1) الخامة من الزرع ما ينبت على ساق أو اللطافة الغضة منه أو الشجرة الغضة منه.
514

على الله ان يجعل ولينا رفيقا للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
أولئك رفيقا.
390 - في كتاب الخصال عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله
أوصى إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وكان فيما أوصى به ان قال له: يا علي من حفظ من
أمتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة حشره الله يوم القيامة مع
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، فقال علي عليه السلام:
يا رسول الله ما هذه الأحاديث؟ فقال: ان تؤمن بالله وحده لا شريك له وتعبده ولا تعبد
غيره إلى أن قال بعد تعدادها صلوات الله عليه وآله: فهذه أربعون حديثا من استقام
عليها وحفظها عنى من أمتي دخل الجنة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبهم
إلى الله تعالى بعد النبيين والوصيين وحشره الله تعالى يوم القيامة مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
391 - عن محمد بن أبي ليلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصديقون ثلاثة على
ابن أبي طالب وحبيب النجار ومؤمن آل فرعون!
392 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكل أمة صديق وفاروق وصديق
هذه الأمة وفاروقها علي بن أبي طالب عليه السلام.
393 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر
قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن
ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب عليهم السلام في قول الله عز وجل: (صراط الذين أنعمت عليهم) أي قولوا اهدنا
الصراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك، وهم الذين قال الله عز وجل:
(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و
الصالحين وحسن أولئك رفيقا) وحكى هذا بعينه عن أمير المؤمنين.
394 - في بصائر الدرجات الحسن بن أحمد عن أحمد بن محمد عن الحسن
515

بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا وذكر حديثا
طويلا وفى آخره قلت: والله ما عندي كثير صلاح قال: لا تكذب على الله فان الله قد سماك
صالحا حيث يقول: (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و
الصالحين وحسن أولئك رفيقا) يعنى الذين آمنوا بنا وبأمير المؤمنين عليه السلام.
395 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع
الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)
قال: النبيين رسول الله والصديقين على، والشهداء الحسن والحسين والصالحين الأئمة،
وحسن أولئك رفيقا القائم من آل محمد صلوات الله عليهم.
396 - في مجمع البيان قوله: خذوا حذركم قيل فيه قولان إلى قوله والثاني
ان معناه خذوا أسلحتكم سمى الأسلحة حذرا لأنها الآلة التي بها يتقى الحذر وهو المروى
عن أبي جعفر عليه السلام.
397 - وروى عن أبي جعفر عليه السلام ان المراد بالثبات السرايا وبالجميع العسكر.
398 - وفيه عند قوله: وقد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا وقال الصادق
عليه السلام: لو أن أهل السماء والأرض قالوا قد أنعم الله علينا إذ لم نكن مع رسول الله لكانوا
بذلك مشركين
399 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم
فانفروا ثبات أو انفروا جميعا وان منكم لمن ليبطئن فان أصابتكم مصيبة
قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا قال الصادق عليه السلام: والله لو قال هذه
الكلمة أهل المشرق والمغرب لكانوا بها خارجين من الايمان، ولكن الله قد سماهم
مؤمنين باقرارهم.
400 - في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل
وفى آخره وإذا أصابهم فضل من الله قال يا ليتني كنت معهم فأقاتل في سبيل الله.
قال عز من قائل: ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه
اجرا عظيما.
516

401 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال
فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر.
402 - عن أبي جعفر عليه السلام قال كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله الا الدين [فإنه]
لا كفارة له الا أداؤه أو يقضى صاحبه، أو يعفو الذي له الحق.
403 - في روضة الكافي ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن سعيد بن
المسيب عن علي بن الحسين عليهما السلام قال في حديث طويل وقد كانت خديجة عليها السلام ماتت قبل
الهجرة بسنة، ومات أبو طالب عليه السلام بعد موت خديجة بسنة، فلما فقدهما رسول الله صلى الله عليه وآله
سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد وأشفق على نفسه من كفار قريش فشكى إلى جبرئيل
ذلك، فأوحى الله عز وجل إليه: اخرج من القرية الظالم أهلها وهاجر إلى المدينة
فليس لك اليوم بمكة ناصر، وانصب للمشركين حربا فعند ذلك توجه رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى المدينة.
404 - في تفسير العياشي عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: (المستضعفين
من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم
أهلها) إلى (نصيرا) قال نحن أولئك.
405 - عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفى آخره: فاما قوله،
(والمستضعفين الذين يقولون ربنا أخرجنا) إلى (نصيرا) فأولئك نحن.
406 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال، سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول، إذا سمعتم العلم فاستعملوه ولتتسع قلوبكم، فان العلم إذا كثر في قلب رجل
لا يحتمله، قدر الشيطان عليه فإذا خاصمكم الشيطان فاقبلوا عليه بما تعرفون فان
كيد الشيطان كان ضعيفا، فقلت، وما الذي نعرفه قال خاصموه بما ظهر لكم من
قدرة الله عز وجل.
407 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان
جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن عبيد الله بن علي الحلبي عن
517

أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل، (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) قال،
يعنى كفوا ألسنتكم.
408 - في روضة الكافي يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن مالك الجهني
قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك اما ترضون ان تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة
وتكفوا وتدخلوا الجنة.
409 - علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن منصور
عن حريز بن عبد الله عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا فضيل اما ترضون ان تقيموا
الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة؟ ثم قرء ألم تر إلى الذين قيل لهم
كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة أنتم والله أهل هذه الآية.
410 - في مجمع البيان قوله: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم)
الآية وروى عن أئمتنا (ع): ان هذه الآية ناسخة لقوله: (كفوا أيديكم).
411 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن
سنان عن أبي الصباح بن عبد الحميد عن حمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال:
والله للذي صنعه الحسن بن علي عليهما السلام كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس والله
لقد نزلت هذه الآية: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا
الزكاة) انما هي طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين عليه السلام
قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) أرادوا
تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام.
412 - في تفسير العياشي الحلبي عنه: (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة)
قال: (1) نزلت في الحسن بن علي، امره الله بالكف، (فلما كتب عليهم القتال) نزلت

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (الحلبي عنه: كفوا أيديكم قال:
يعنى ألسنتكم، وفى رواية الحسن بن زياد العطار عن أبي عبد الله (ع) في قوله: كفوا
أيديكم وأقيموا الصلاة، قال: نزلت في الحسن بن علي..) والضمير في عنه يرجع إلى
أبى جعفر (ع).
518

في الحسين بن علي كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن يقاتلوا معه.
413 - علي بن أسباط رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو قاتل معه أهل الأرض
لقتلوا كلهم.
414 - عن إدريس مولى لعبد الله بن جعفر عن أبي عبد الله عليه السلام في تفسير هذه
الآية (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) مع الحسن (وأقيموا الصلاة فلما كتب عليهم
القتال) مع الحسين (قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب) إلى
خروج القائم عليه السلام فان معه النصر والظفر، قال الله: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير
لمن اتقى) الآية.
415 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام قال الله: يا بن آدم بمشيتي كنت
أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت فرايضي. وبنعمتي قويت على معصيتي
جعلتك سميعا بصيرا قويا ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن
نفسك، وذاك انى أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك منى، وذاك انى لا أسال عما
افعل وهم يسألون.
416 - في تفسير علي بن إبراهيم عن الصادقين عليهما السلام انهم قالوا، الحسنات في
كتاب الله على وجهين، والسيئات على وجهين، فمن الحسنات التي ذكرها الله منها
الصحة والسلامة والامن والسعة في الرزق، وقد سماها الله حسنات (وان تصبهم
سيئة) يعنى بالسيئة ههنا المرض والخوف والجوع والشدة (يطيروا بموسى ومن معه)
أي يتشأموا به، والوجه الثاني من الحسنات يعنى به أفعال العباد وهو قوله: (من جاء
بالحسنة فله عشر أمثالها) ومثله كثير، وكذا السيئات على وجهين فمن السيئات الخوف
والجوع والشدة وهو ما ذكرناه في قوله، (وان تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه)
وعقوبات الذنوب قد سماها الله سيئات والوجه الثاني من السيئات يعنى بها أفعال العباد
الذين يعاقبون عليها وهو قوله: (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار).
417 - في كتاب التوحيد باسناده إلى زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
519

يقول: كما أن بادي النعم من الله عز وجل وقد نحلكموه، فكذلك الشر من أنفسكم وان
جرى به قدره.
418 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ربعي بن عبد الله بن الجارود عمن
ذكره عن علي بن الحسين صلوات الله عليه وآبائه قال: إن الله عز وجل خلق النبيين
من طينة عليين وأبدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة، وخلق أبدانهم من
دون ذلك وخلق الكافرين من طينة سجيل وقلوبهم وأبدانهم، فخلط بين الطينتين،
فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن هيهنا يصيب المؤمن السيئة
ويصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه، وقلوب الكافرين
تحن إلى ما خلقوا منه.
419 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن إسماعيل
عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال دخلت على
أبى عبد الله عليه فسمعته يقول إن الله عز وجل أدب نبيه على محبته فقال (وانك لعلى
خلق عظيم) ثم فوض إليه فقال عز وجل (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
وقال عز وجل من يطع الرسول فقد أطاع الله ثم قال وان نبي الله فوض إلى علي وائتمنه
فسلمتم وجحد الناس فوالله لنحبكم ان تقولوا إذا قلنا، وان تصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما
بينكم وبين الله عز وجل ما جعل الله لاحد خيرا في خلاف أمرنا.
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول ثم ذكر نحوه.
420 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام قال: ذروة الامر وسنامه (1) ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى
الطاعة للامام بعد معرفته. ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (من يطع الرسول فقد أطاع
الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا).
421 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسى عن

(1) الذروة: المكان العالي، وكذا السنام.
520

حريز بن عبد الله عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام مثله وزاد في آخره: اما لو أن رجلا قام
ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولى الله
فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من
أهل الايمان.
422 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها
عليه السلام ولا مصيبة عظمت ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لان الله حسم (1) به الانذار
والاعذار وقطع به الاحتجاج والعذر بينه وبين خلقه، وجعله بابه الذي بينه وبين عباده
ومهيمنه (2) الذي لا يقبل الا به ولا قربة إليه الا بطاعته، وقال في محكم كتابه: (من
يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) فقرن طاعته بطاعته و
معصيته بمعصيته، وكان ذلك دليلا على ما فوض إليه وشاهدا على من اتبعه وعصاه، وبين ذلك
في غير موضع من الكتاب العظيم.
423 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه واجري فعل بعض الأشياء على أيدي من اصطفى من أمنائه فكان فعلهم
فعله، وأمرهم أمره كما قال: (من يطع الرسول فقد أطاع الله).
424 - في عيون الأخبار باسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت
لعلي بن موسى الرضا عليه السلام. يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث
ان المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة فقال عليه السلام يا أبا الصلت ان الله تعالى فضل
نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، و
ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عز وجل: ومن يطع
الرسول فقد أطاع الله) وقال (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم)
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله، ودرجة النبي

(1) حسم الشئ: قطعه، وفى المصدر (ختم) مكان (حسم).
(2) المهيمن: القائم الحافظ والمشاهد والمؤتمن.
521

صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره درجته في الجنة من منزله فقد زار
الله تبارك وتعالى.
425 - في نهج البلاغة: قال عليه السلام: وذكران الكتاب يصدق بعضه بعضا وانه
لا اختلاف فيه فقال سبحانه ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.
426 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقال عز وجل (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى
الامر منكم) وقال عز وجل: (ولو ردوه إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم) فرد الامر أمر الناس إلى أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم
وبالرد إليهم.
427 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن
محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله عز وجل عير أقواما بالإذاعة
في قوله عز وجل: وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف إذاعوا به فإياكم والإذاعة
428 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام: ومن وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات
الأنبياء فقد خالف أمر الله عز وجل وجعل الجهال ولاة أمر الله هو المتكلفين بغير هدى،
وزعموا انهم أهل استنباط علم الله، فقد كذبوا على الله وأزاغوا عن (1) وصية الله وطاعته
فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى فضلوا وأضلوا اتباعهم فلا يكون لهم
يوم القيامة حجة وقال أيضا بعد ان قرأ (فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا
بها بكافرين فان يكفر بها أمتك فقد وكلنا أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون
بها أبدا، ولا أضيع الايمان الذي أرسلتك به وجعلت أهل بيتك بعدك علما على أمتك وولاة
من بعدك، واستنباط علمي الذي ليس فيه كذب ولا اثم ولا زور ولا بطر ولا رياء.
429 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن جندب انه كتب إليه أبو الحسن الرضا

(1) وفى نسخة (وراغوا).
522

عليه السلام كتابا يذكر فيه: اقرأ ما سنح لهم الشيطان (2) اغترهم بالشبهة ولبس عليهم أمر دينهم
وفيه: بل كان الفرض عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير، ورد ما جهلوه من ذلك
إلى عالمه ومستنبطه لان الله يقول في محكم كتابه: ولو ردوه إلى الرسول والى
أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم يعنى آل محمد وهم الذين يستنبطون
منهم القرآن ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجة لله على خلقه.
430 - عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولو ردوه إلى الرسول
والى أولي الأمر منهم) قال: هم الأئمة.
431 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام وحمران عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: لولا
فضل الله عليكم ورحمته قالا: فضل الله رسوله، ورحمته ولاية الأئمة عليهم السلام.
432 - عن محمد بن الفضيل عن العبد الصالح عليه السلام قال: الرحمة رسول الله عليه
وآله السلام والفضل علي بن أبي طالب.
433 - عن ابن مسكان عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (ولولا فضل الله
عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا) فقال أبو عبد الله عليه السلام انك لتسأل عن كلام القدر وما
هو من ديني ولادين آبائي، ولا وجدت أحدا من أهل بيتي يقول به.
434 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم بن محمد الثقفي
عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الله تبارك وتعالى اعطى محمدا صلى الله عليه وآله، - وعدد أشياء كثيرة وفى آخر الحديث قال عليه السلام
ثم كلف ما لم يكلف أحدا من الأنبياء، انزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له:
قاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك.
435 - في أصول الكافي باسناده إلى مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الله كلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكلف هذا أحدا من خلقه قبله ولابعده، ثم تلا هذه الآية:
(فقاتل في سبيل الله لا يكلف الا نفسك).

(1) وفى بعض سنخ كالمصدر (سنخ لهم الشيطان.
523

436 - في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام
قول الناس لعلى: إن كان له حق فما منعه ان يقوم به؟ قال، فقال: ان الله لم يكلف هذا
الا انسانا واحدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض
المؤمنين) فليس هذا الا للرسول، وقال لغيره، (الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة)
فلم يكن يومئذ فئة يعينونه على امره.
437 - عن الثمالي عن عيص عن أبي عبد الله عليه السلام قال، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلف
ما لم يكلف أحد ان يقاتل في سبيل الله وحده، وقال: (حرض المؤمنين على القتال)
وقال انما كلفتم اليسير من الأمران تذكروا الله.
438 - عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لكل
كلبا يبغي الشر فاجتنبوه يكفيكم الله بغيركم ان الله يقول: والله أشد بأسا وأشد تنكيلا
لا تعلموا بالشر.
439 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له
كفل منها قال: يكون كفيل ذلك الظلم الذي يظلم صاحب الشفاعة.
440 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليهم السلام قال، قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل على خير أو أشار به فهو شريك، ومن أمر
بسوء أو دل عليه أو أشار به فهو شريك.
441 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها
أو ردوها ان الله كان على كل شئ حسيبا قال: السلام وغيره من البر.
442 - في مجمع البيان وذكر علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادقين عليهم السلام: ان
المراد بالتحية في قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية) السلام وغيره من البر.
443 - في عوالي اللئالي وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادق عليه السلام ان
المراد بالتحية في قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية) السلام وغيره من البر والاحسان.
444 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقال أنس: جاءت جارية للحسن عليه السلام
بطاقي ريحان فقال لها: أنت حرة لوجه الله، فقلت له في ذلك فقال: أدبنا الله تعالى فقال:
524

(وإذا حييتم بتحية) الآية وقال: أحسن منها اعتاقها.
445 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: إذا عطس
أحدكم فسمتوه قولوا يرحمكم الله، وهو يقول يغفر الله لكم ويرحمكم، قال الله تعالى (وإذا
حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها).
446 - في عيون الأخبار باسناده إلى فضل بن كثير عن علي بن موسى الرضا عليه السلام
قال من لقى فقيرا مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الغنى لقى الله عز وجل يوم القيامة
وهو عليه غضبان.
447 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن
الحكم عن أبان عن الحسن بن المنذر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من قال: السلام
عليكم فهي عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله فهي عشرون حسنة، ومن قال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهي ثلثون حسنة.
448 - أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر
عليه السلام قال: مر أمير المؤمنين عليه السلام بقوم فسلم عليهم فقالوا: عليك السلام ورحمة الله و
بركاته ومغفرته ورضوانه، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: لا يتجاوزوا بنا مثل ما قالت
الملائكة لأبينا إبراهيم: انما قالوا رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.
449 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن رئاب
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن من تمام التحية للمقيم المصافحة وتمام التسليم على
المسافر المعانقة.
450 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: السلام تطوع والرد فريضة.
451 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن غياث بن
إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم، وإذا رد واحد
أجزأ عنهم.
452 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد
525

عن القاسم بن سليمان عن جراح المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يسلم الصغير على الكبير
والمار على القاعد والقليل على الكثير.
453 - علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عنبسة بن مصعب
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: القليل يبدؤن الكثير بالسلام، والراكب يبدأ الماشي وأصحاب
البغال يبدؤن أصحاب الحمير، وأصحاب الخيل يبدؤن أصحاب البغال.
454 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الله بن
سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البادئ بالسلام أولى بالله وبرسوله.
455 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم يسلم على النساء ويرددن عليه السلام وكان أمير المؤمنين
عليه السلام يسلم على النساء وكان يكره ان يسلم على الشابة منهن، ويقول: أتخوف ان يعجبني
صوتها فيدخل على أكثر مما اطلب من الاجر.
456 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن غياث بن
إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لا تبدأوا أهل الكتاب بالتسليم وإذا
سلموا عليكم فقولوا وعليكم.
457 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة
قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اليهودي والنصراني والمشرك إذا سلموا على الرجل وهو جالس
كيف ينبغي ان يرد عليهم؟ فقال يقول عليكم.
458 - محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن
زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقول في الرد على اليهود والنصراني سلام.
459 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال لا تسلموا على اليهود
ولا على النصارى ولا على المجوس، ولا على عبدة الأوثان، ولا على موائد شراب الخمر،
ولا على صاحب الشطرنج والنرد، ولا على المخنث، ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات،
ولا على المصلى وذلك لان المصلى لا يستطيع ان يرد السلام لان التسليم من المسلم تطوع
والرد فريضة ولا على آكل الربا، ولا على رجل جالس على غائط، ولا على الذي في الحمام
526

ولا على الفاسق المعلن بفسقه.
460 - وفيه في حديث آخر: ولا على المتفكهين بالأمهات (1)
461 - وفى حديث آخر النهى عن السلام على من يلعب بأربعة عشر وعلى من
يعمل التماثيل.
462 - عن الصادق عليه السلام قال: ثلاثة لا يسلمون الماشي مع جنازة والماشي إلى
الجمعة، وفى بيت حمام.
463 - في مجمع البيان فما لكم في المنافقين فئتين الآية قيل نزلت في قوم
قدموا إلى المدينة من مكة فأظهر والمسلمين الاسلام، ثم رجعوا إلى مكة لأنهم استوخموا
المدينة (2) فأظهروا الشرك ثم سافروا ببضايع المشركين إلى اليمامة، فأراد المسلمون
ان يغزوهم فاختلفوا فقال بعضهم: لا نفعل فإنهم مؤمنون، وقال آخرون انهم مشركون
فأنزل الله فيهم الآية وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
464 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام وان لشياطين الانس حيلة ومكرا وخدايع ووسوسة بعضهم إلى بعض يريدون ان استطاعوا
أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين
الانس من أهله إرادة أن يستوى أعداء الله وأهل الحق في الشك والانكار والتكذيب
فيكونون سواء كما وصف الله تعالى في كتابه من قوله: ودوا لو تكفرون كما كفروا
فتكونون سواء.
465 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون
سواء ولا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فان تولوا فخذوهم واقتلوهم
حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا) فإنها نزلت في أشجع وبنى ضمرة وكان
من خبرهم انه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزاة الحديبية مر قريبا من بلادهم وقد
كان رسول الله صلى الله عليه وآله هادن بنى ضمرة وادعهم (3) قبل ذلك، فقال أصحاب رسول الله

(1) المتفكهون بالأمهات: الذين يشتمونهن ممازحين.
(2) استوخم المدينة: استثقلها ولم يوافق هوائها بدنه.
(3) هادنه: صالحه ووادعه.
527

صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله هذه بنو ضمرة قريبا منا، ونخاف أن يخالفونا إلى المدينة أو يعينوا علينا
قريشا فلو بدأنا فقال رسول الله كلا انهم أبر العرب بالوالدين وأوصلهم للرحم وأوفاهم
بالعهد، وكان أشجع بلادهم قريبا من بلاد بنى ضمرة، وهم بطن من كنانة، وكانت
أشجع بينهم وبين بنى ضمرة حلف بالمراعاة والأمان. وأجدبت بلاد أشجع وأخصبت
بلاد بنى ضمرة، فصارت أشجع إلى بلاد ضمرة،، فلما بلغ رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم مسير هم إلى بنى ضمرة تهيأ للمسير إلى أشجع فيغزوهم للموادعة
التي كانت بينه وبين بنى ضمرة، فأنزل الله: (ودوا لو تكفرون كما كفروا) الآية ثم استثنى
بأشجع فقال: (الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤكم حصرت صدورهم
ان يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فان اعتزلوكم فلم
يقاتلوكم والقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) وكانت أشجع محالها
البيضاء والحل والمستباح، وقد كانوا قربوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهابوا تقربهم من
رسول الله أن يبعث إليهم من يغزوهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد خافهم أن يصيبوا من
أطرافه شيئا فهم بالمسير إليهم، فبينما هو على ذلك إذ جاءت أشجع ورئيسها مسعود بن
رحيلة وهم سبعمائة، فنزلوا شعب سلع وذلك في شهر ربيع الاخر سنة ست فدعا رسول الله
صلى الله عليه وآله أسيد بن حصين فقال له: اذهب في نفر من أصحابك حتى تنظر ما أقدم أشجع
فخرج أسيد ومعه ثلاثة نفر من أصحابه فوقف عليهم فقال: ما أقدمكم؟ فقام إليه مسعود
ابن رحيلة وهو رئيس أشجع فسلم على أسيد وأصحابه وقالوا جئنا لنوادع محمدا،
فرجع أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: خاف القوم ان اغزوهم
فأرادوا الصلح بيني وبينهم، ثم بعث إليهم بعشرة احمال تمر فقدمها امامه، ثم قال نعم
الشئ الهدية امام الحاجة، ثم اتاهم فقال: يا معشر أشجع ما أقدمكم؟ قالوا: قربت
دارنا منك وليس في قومنا أقل عددا منا، فضقنا بحربك لقرب دارنا منك وضقنا بحرب
قومنا لقلتنا فيهم، فجئنا لنوادعك فقبل النبي صلى الله عليه وآله ذلك منهم ووادعهم فأقاموا يومهم
ثم رجعوا إلى بلادهم. وفيهم هذه الآية: (الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم
ميثاق) الآية.
528

466 - حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله
عليهم السلام قال كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله قبل نزول سورة براءة الا يقاتل الا من قاتله،
ولا يحارب الا من حاربه وأراده، وقد كان نزل عليه في ذلك من الله عز وجل
فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا
فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقاتل أحدا قد تنحى عنه واعتزله حتى نزلت عليه سورة
براءة، وأمر بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله الا الذين قد كان عاهدهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة إلى مدة، منهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحديث طويل
وهو مذكور بتمامه في أول براءة.
467 - في مجمع البيان (الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق)
واختلف في هؤلاء فالمروي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال. المراد بقوله (قوم بينكم
وبينهم ميثاق) هو هلال بن عويم الأسلمي واثق عن قومه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال في موادعته
على أن لا نحيف يا محمد من أتانا ولا تحيف من أتاك (1) فنهى الله سبحانه ان يعرض
لاحد عهد إليهم.
468 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي -
نصر عن أبان عن الفضل أبى العباس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (أو جاؤكم
حصرت صدوركم ان يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم) فقال: نزلت في بنى مدلج لأنهم جاؤوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا انا. قد حصرت صدورنا ان نشهد انك رسول الله فلسنا معك ولامع
قومنا عليك، قال: قلت كيف صنع بهم رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال واعدهم إلى أن يفرغ من
العرب ثم يدعوهم فان أجابوا والا قاتلهم.
469 - في تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال:
و (حصرت صدورهم) هو الضيق.
470 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ستجدون آخرين يريدون
ان يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها نزلت

(1) الحيف: الظلم والجور.
529

في عيينة بن حصين الفزاري أجدبت بلادهم فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووادعه على
أن يقيم ببطن نخل ولا يتعرض له. وكان منافقا ملعونا وهو الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
الأحمق المطاع في قومه.
471 - في مجمع البيان (ستجدون آخرين) الآية قيل: نزلت في عيينة
بن حصين الفزاري وذكر كما ذكر علي بن إبراهيم وزاد في آخره وهو المروى عن
الصادق عليه السلام.
472 - وفيه: وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطئا نزلت في عياش بن أبي -
ربيعة المخزومي اخى أبى جهل لامه، لأنه كان أسلم وقتل بعد اسلامه رجلا مسلما
وهو لا يعلم باسلامه والمقتول الحراث بن يزيد بن أبي نبيشة العامري عن مجاهد وعكرمة
والسدي، قال: قتله بالحرة وكان أحد من رده عن الهجرة وكان يعذب عياشا مع أبي -
جهل وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
473 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة قال: سئل جعفر بن محمد
عليهما السلام عن قول الله: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطئا ومن قتل مؤمنا خطئا
فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله) قال: اما تحرير رقبة مؤمنة ففيما بينه وبين
الله، واما الدية المسلمة إلى أولياء المقتول (وإن كان من قوم عدو لكم) قال وإن كان
من أهل الشرك الذين ليس لهم في الصلح، وهو مؤمن فتحرير رقبة فيما بينه وبين الله
وليس عليه الدية، وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة
فيما بينه وبين الله أودية مسلمة إلى أهله.
474 - عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: وما كان لمؤمن
أن يقتل مؤمنا الا خطئا) إلى قوله: (فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن) قال: إذا
كان من أهل الشرك فتحرير رقبة مؤمنة فيما بينه وبين الله، وليس عليه دية، وإن كان
من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة، قال: تحرير رقبة
مؤمنة فيما بينه وبين الله ودية مسلمة إلى أوليائه.
475 - عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام قال: كلما أريد به ففيه
530

القود، وانما الخطأ ان يريد الشئ فيصيب غيره.
476 - عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الخطأ ان تعمده ولا تريد قتله بما لا يقتل
مثله، والخطأ الذي ليس فيه شك ان يعمد شيئا آخر فيصيبه.
477 - عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما الخطأ ان يريد
شيئا فيصيب غيره، فاما كل شئ قصدت إليه فأصبته فهو العمد.
478 - عن الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الخطاء الذي فيه
الدية والكفارة وهو الرجل يضرب الرجل ولا يتعمد قتله، قال: نعم فإذا رمى شيئا فأصاب
رجلا قال: ذلك الخطأ الذي لاشك فيه وعليه الكفارة.
479 - عن كردويه الهمداني عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله: فتحرير رقبة مؤمنة)
كيف تعرف المؤمنة؟ قال: على الفطرة.
480 - عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي عليه السلام قال: الرقبة المؤمنة
التي ذكر الله إذا عقلت والنسمة التي لاتعلم الا ما قلته وهي صغيرة.
481 - في من لا يحضره الفقيه عن الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام حديث
طويل يذكر فيه وجوه الصوم وفيه: وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد
العتق واجب لقول الله عز وجل: ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية
مسلمة إلى أهله إلى قوله عز وجل: فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
482 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب
عن علي بن رئاب عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن رجل قتل رجلا خطئا
في الشهر الحرام؟ قال تغلظ عليه الدية وعليه عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين من
أشهر الحرم، قلت: فإنه يدخل في هذا شئ؟ فقال: ما هو؟ قلت: يوم العيد وأيام
التشريق، قال: يصومه فإنه حق يلزمه.
483 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وابن أبي
عمير جميعا عن معمر بن يحيى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يظاهر من
امرأته يجوز عتق المولود في الكفارة؟ فقال: كل العتق يجوز فيه المولود الا في
531

كفارة القتل، فان الله عز وجل يقول: (فتحرير رقبة مؤمنة) يعنى بذلك مقره قد
بلغت الحنث (1).
484 - ابن محبوب عن ابن رئاب عن حماد بن أبي الأحوص قال: سألت
أبا جعفر عليه السلام عن السائبة؟ فقال: انظر في القرآن فما كان فيه (فتحرير رقبة) فتلك
يا عمار السائبة التي لا ولاء لأحد عليها الا الله، فما كان ولاؤه لله فهو لرسول الله صلى الله عليه وآله
وما كان ولاؤه لرسول الله صلى الله عليه وآله فان ولاءه للامام وجنايته على الامام وميراثه له.
485 - فيمن لا يحضره الفقيه روى ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي -
عبد الله عليه السلام في رجل مسلم كان في ارض الشرك فقتله المسلمون ثم علم به الامام بعد؟
فقال: يعتق مكانه رقبة مؤمنة، وذلك قول الله عز وجل وإن كان من قوم عدو لكم
وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة.
486 - في مجمع البيان وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فديه
مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة يلزم قاتله كفارة لقتله وهو المروى عن الصادق
عليه السلام، واختلف في صفة هذا القتيل أهو مؤمن أم كافر؟ قيل: بل هو مؤمن تلزم قاتله
الدية يؤديها إلى قومه المشركين لأنهم أهل ذمة ورواه أصحابنا أيضا، الا انهم قالوا:
يعطى ديته ورثة المسلمين دون الكفار.
487 - في الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سليمان
عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في الرجل يصوم شعبان وشهر رمضان؟
قال: هما الشهران اللذان قال الله تبارك وتعالى: شهرين متتابعين توبة من الله
قلت: فلا يفصل بينهما؟ قال: إذا أفطر من الليل فهو فصل، وانما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لا وصال في صيام، يعنى لا يصوم الرجل يومين متواليين من غير افطار
488 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها
من الرضا عليه السلام فان قال، فلم وجب في الكفارة على من لم يجد تحرير رقبة الصيام دون
الحج والصلاة وغيرهما؟ قيل: لان الصلاة والحج وساير الفرايض مانعة للانسان من

(1) قال في النهاية: غلام لم يدرك الحنث أي لم يجر عليه القلم،
532

التقلب في أمر دنياه، فان قال: فلم وجب عليه صوم شهرين متتابعين دون أن يجب عليه
شهر واحد وثلاثة أشهر؟ قيل: لان الفرض الذي فرضه الله عز وجل على الخلق هو
شهر واحد فضوعف في هذا الشهر في الكفارة توكيدا وتغليظا عليه فان قال: فلم جعلت
متتابعين؟ قيل لئلا يهون عليه الأول فيستخف به لأنه إذا قضاه متفرقا كان عليه القضاء.
489 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن
سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قطع صوم كفارة اليمين وكفارة الظهار وكفارة القتل؟ فقال، إن كان على رجل
صيام شهرين متتابعين فأفطر أو مرض في الشهر الأول فان عليه أن يعيد الصيام، وان صام
الشهر الأول وصام من الشهر الثاني شيئا ثم عرض له ماله فيه عذر فان عليه أن يقضى.
490 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان وابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سئل عن المؤمن يقتل المؤمن متعمدا أله توبة؟ فقال، إن كان قتله لايمانه فلا توبة
له، وإن كان قتله لغضب أو بسبب شئ من أمر الدنيا فان توبته أن يقاد منه، وان لم
يكن علم به انطلق إلى أولياء المقتول فاقر عندهم بقتل صاحبهم فان عفوا عنه فلم
يقتلوه أعطاهم الدية واعتق نسمة وصام شهرين متتابعين وأطعم ستين مسكينا توبة
إلى الله عز وجل.
491 - محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم
عن أبي عبد الله عليه السلام قال، لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما
وقال، لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة.
492 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ومن يقتل مؤمنا متعمدا
فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما
قال: ومن قتل مؤمنا على دينه لم يقبل توبته ومن قتل نبيا أو وصى نبي فلا توبة له لأنه
لا يكون مثله فيقاد به.
493 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق
533

عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام، فلما اذن الله لمحمد صلى الله عليه وآله في الخروج من مكة إلى
المدينة بنى الاسلام على خمس، شهادة ان لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله
عبده ورسوله، وأقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، و
انزل عليه الحدود وقسمة الفرائض، وأخبره بالمعاصي التي أوجب الله عليها وبها النار
لمن عمل بها، وانزل عليه في بيان القاتل (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم
خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما) ولا يلعن الله مؤمنا قال الله
عز وجل، (ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا
ولا نصيرا) وكيف تكون في المشية وقد الحق به حين جزاه جهنم الغضب واللعنة وقد
بين ذلك من الملعونين في كتابه.
494 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن موسى قال، حدثنا علي بن
الحسين السعد آبادي عن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله عن عبد العظيم بن عبد الله، حدثني
محمد بن علي عن أبيه عن جده قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، قتل النفس من
الكبائر لان الله عز وجل يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و
غضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما).
495 - في كتاب معاني الأخبار عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن
سماعة قال سألته عن قول الله عز وجل: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) قال:
من قتل مؤمنا على دينه فذلك المتعمد الذي قال الله عز وجل في كتابه (وأعد له عذابا
عظيما) قلت، فالرجل يقع بين الرجل وبينه شئ فيضربه بالسيف فيقتله؟ قال:
ليس ذلك المتعمد الذي قال الله عز وجل. في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن
محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن
قول الله عز وجل، ونقل مثل ما في معاني الأخبار سواء،
496 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن قال، حدثنا الحسين
بن الحسن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن
534

أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل، (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم)
قال: إن جازاه.
497 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم
في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض
الحياة الدينا فإنها نزلت لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة خيبر وبعث أسامة بن زيد في
خيل إلى بعض قرى اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى الاسلام، وكان رجل من اليهود
يقال له مرداس بن نهيك الفدكي في بعض القرى، فلما أحس بخيل رسول الله صلى الله عليه وآله
جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل، فأقبل يقول، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمر به أسامة بن زيد فطعنه فقتله فلما رجع إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره بذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله، قتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله
وانى رسول الله؟ فقال، يا رسول الله انما قالها تعوذا من القتل؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله، أفلا شققت الغطا عن قلبه، لاما قال بلسانه قبلت، ولأمان كان في نفسه
علمت، فحلف أسامة بعد ذلك ان لا يقاتل أحدا شهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول -
الله صلى الله عليه وآله، فنخلف عن أمير المؤمنين (ع) في حروبه، وانزل الله في ذلك، (ولا تقولوا
لمن القى إليكم السلم) الآية.
498 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع)، (ولا تقولوا لمن
القى إليكم السلم لست مؤمنا.
499 - في عوالي اللئالي روى زيد بن ثابت انه لم يكن في آية نفى المساواة
بين المجاهدين والقاعدين استثنى غير أولى الضرر، فجاء ابن أم مكتوم وكان أعمى
وهو يبكى فقال: يا رسول الله كيف لمن لا يستطيع الجهاد؟ فغشيته ثانية ثم أسرى عنه
فقال: اقرأ غير أولى الضرر فألحقتها والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند
صدع في الكنف.
500 - في مجمع البيان (لا يستوى القاعدون) الآية نزلت الآية في كعب بن
مالك من بنى سلمة ومرارة بن ربيع من بنى عمرو بن عوف وهلال بن أمية من بنى
واقف، تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم تبوك وعذر الله أولى الضرر وهو عبد الله بن
535

مكتوم رواه أبو حمزة الثمالي في تفسيره. وجاء في الحديث ان الله سبحانه فضل
المجاهدين على القاعدين سبعين درجة بين كل درجتين مسيرة سبعين خريفا للفرس
الجواد المضمر.
501 - ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قيل: إنهم قيس
ابن الفاكه بن المغيرة والحارث بن زمعة بن الأسود، وقيس بن الوليد بن المغيرة)
وأبو العاص بن منبه بن الحجاج وعلي بن أمية بن خلف عن عكرمة، ورواه أبو الجارود
عن أبي جعفر عليه السلام.
502 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي
أنفسهم) قال: نزلت فيمن اعتزل أمير المؤمنين عليه السلام ولم يقاتل معه، فقالت الملائكة
لهم عند الموت: فيم كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الأرض أي لم نعلم مع
من الحق؟ فقال الله: ألم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها أي دين الله وكتاب
الله واسع فتنظروا فيه فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا.
503 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن يسار عن معروف بن
خربوذ عن الحكم بن المستنير عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام
الأرض مسيرة خمسمائة عام، الخراب منها مسيرة أربعمائة، والعمران منها مسيرة مائة
عام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
504 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام بعد ان أمر بالكلام بما ينفع ولا
يضر: فإن لم تجد السبيل إليه فالانقلاب والسفر من بلد إلى بلد وطرح النفس في
بوادي التلف بسير صاف وقلب خاشع، وبدن صابر قال الله تعالى (ان الذين توفاهم الملائكة
ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن ارض الله
واسعة فتهاجروا فيها).
505 - في نهج البلاغة قال عليه السلام، ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة
فسمعتها اذنه ووعاها قلبه.
506 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد
536

قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وفضالة بن
أيوب جميعا عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله
عز وجل: الا المستضعفين من الرجال والنساء والوالدان فقال: هو الذي لا يستطيع
الكفر فيكفر، ولا يهتدى سبيل الايمان فيؤمن، والصبيان ومن كان من الرجال والنساء
على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم.
507 - وباسناده إلى سالم بن مكرم الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل
(الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) فقال
لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون ولا يهتدون سبيلا إلى الحق فيدخلون فيه، و
هؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التي نهى الله عز وجل عنها،
ولا ينالون منازل الأبرار.
508 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ره) قال حدثنا الحسين بن الحسن
ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن صفوان يحيى عن حجر بن زائدة عن حمران قال سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (الا المستضعفين) قال هم أهل الولاية، قلت وأي
ولاية؟ فقال اما انها ليست بولاية في الدين لكنها الولاية في المناكحة والموارثة و
المخالطة، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لأمر الله.
509 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي قال حدثنا جعفر بن محمد بن
مسعود عن أبيه عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن عبد الكريم بن
عمرو الخثعمي عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل
(الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان) الآية قال: يا سليمان في هؤلاء المستضعفين
من هو أثخن رقبة (1) منك المستضعفون قوم يصومون ويصلون تعف بطونهم وفروجهم،
لا يرون ان الحق في غيرنا آخذين بأغصان الشجرة فأولئك عسى الله ان يعفو منهم
إذا كانوا آخذين بالأغصان وان لم يعرفوا أولئك فان عفى عنهم فبرحمته وان عذبهم
فبضلالتهم عما عرفهم.

(1) ثخن بمعنى غلظ.
537

510 - حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: في المستضعفين
الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا، لا يستطيعون حيلة فيدخلوا في الكفر، ولم يهتدوا
فيدخلوا في الايمان، فليس هم من الكفر والايمان في شئ.
511 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن
سليم مولى طربال قال: حدثنا هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: الناس
على ستة أصناف، قال: قلت: تأذن لي ان أكتبها؟ قال: نعم، قلت: ما أكتب؟ قال: اكتب:
الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة إلى الكفر ولا يهتدون
سبيلا إلى الايمان فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم.
512 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة قال:
دخلت أنا وحمران أو أنا وبكير على أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: انا نمد المطمار،
قال: وما المطمار؟ قلت: التر (1) فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه ومن خالفنا من
علوي أو غيره برئنا منه، فقال لي: يا زرارة قول الله أصدق من قولك، فأين الذين قال الله
عز وجل: (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون
سبيلا) أين المرجون لأمر الله؟ والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
513 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
قال: (المستضعفون الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) قال لا يستطيعون حيلة إلى
الايمان، ولا يكفرون، الصبيان وأشباه عقول الصبيان من الرجال والنساء.
514 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة قال
سألت أبا جعفر عليه السلام عن المستضعف؟ فقال هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع بها عنه الكفر،
ولا يهتدى بها إلى سبيل الايمان، لا يستطيع ان يؤمن ولا يكفر، قال والصبيان ومن كان من
الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان.
515 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم بن عبد الله

(1) المطمار. خيط للبناء يقدر به وكذا التر.
538

ابن جندب عن سفيان بن السمط البجلي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في المستضعفين؟
فقال لي شبيها بالفزع فتركتم أحدا يكون مستضعفا: وأين المستضعفون؟ فوالله لقد
مشى بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن وتحدث به السقايات في طريق
المدينة (1).
516 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن إسماعيل
الجعفي قال لأبي جعفر عليه السلام في حديث طويل فهل سلم أحد لا يعرف هذا الامر؟ فقال: لا الا
المستضعفين، قلت من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم، ثم قال: أرأيت أم أيمن فانى اشهد
انها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.
517 - وباسناده إلى أيوب بن الحر قال: قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام ونحن عنده:
جعلت فداك انا نخاف ان ننزل بذنوبنا منازل المستضعفين، قال: فقال لا والله لا يفعل
الله ذلك بكم ابدا.
518 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد
ابن منصور الخزاعي عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: سألته عن
الضعفاء؟ فكتب إلى: الضعيف من لم يرفع إليه حجة ولم يعرف الاختلاف، فإذا عرف
الاختلاف فليس بضعيف.
519 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن
عبد الله بن مسكان عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن زرارة بن أعين قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام أتزوج بمرجية أو حرورية؟ قال لا عليك بالبله من النساء، قال زرارة فقلت والله ما هي

(1) العوتق جمع العاتقة: الجارية الشابة أول ما أدركت فخدرت في بيت أهلها
ولم تبن إلى زوج قيل: لعل فزعه (ع) باعتبار ان سفيان كان من أهل الإذاعة لهذا الامر
فلذلك قال على سبيل الانكار: (فتركتم أحدا يكون مستضعفا) يعنى ان المستضعف من
لا يكون عالما بالحق والباطل، وما تركتم أحدا على هذا الوصف لافشائكم أمرنا حتى
تحدث النساء والجواري في خدورهن والسقايات في طريق المدينة.
539

الا مؤمنة أو كافرة؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: وأين أهل ثنوى الله عز وجل (1) قول الله
أصدق من قولك: (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة
ولا يهتدون سبيلا).
520 - في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سألته عن المستضعفين فقال: البلهاء في خدرها والخادم تقول لها: صلى فتصلى لا تدري
الا ما قلت لها والجليب (2) الذي لا يدرى الا ما قلت له، والكبير الفان والصبي والصغير
هؤلاء المستضعفين.
521 - عن أبي الصباح قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في رجل دعى إلى
هذا الامر فعرفه وهو في ارض منقطعة إذ جاءه موت الامام، فبينا هو ينتظر إذ جاءه الموت
فقال: هو والله بمنزلة من هاجر إلى الله ورسوله فمات فقد وقع اجره على الله.
522 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن
قال: حدثنا حماد عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول العامة ان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال: من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية؟ قال الحق والله قلت: فان إماما
هلك ورجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟ قال لا يسعه ان الامام إذا هلك
وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم،
ان الله عز وجل يقول (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم
إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) قلت فنفر قوم فهلك بعضهم قبل ان يصل فيعلم؟ قال،
ان الله عز وجل يقول: ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه
الموت فقد وقع اجره على الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
523 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن
النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله

(1) الثنوى - بفتح الثاء، والثنيا بالضم - اسم من الاستثناء والمراد أين من استثناء الله
عز وجل بقوله: (الا المستضعفين...)
(2) الجليب: الذي يجلب من بلد إلى آخر!
540

عليه السلام أصلحك الله بلغنا شكواك واشفقنا فلو أعلمتنا أو علمتنا من؟ فقال: ان عليا عليه السلام
كان عالما والعلم يتوارث، فلا يهلك عالم الا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء
الله، قلت أفيسع الناس إذا مات العالم ان لا يعرفوا الذي بعده؟ فقال اما أهل هذه
البلدة فلا - يعنى المدينة - واما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ان الله يقول
(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين
ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) قال قلت أرأيت من مات في ذلك؟
فقال هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع
اجره على الله.
524 - في الكافي علي بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن
سليمان الديلمي عن أبي حجر الأسلمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من
اتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائرا وجبت
له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة ومن مات في أحد الحرمين مكة
والمدينة لم يعرض ولم يحاسب، ومن مات مهاجرا إلى الله تعالى حشره الله تعالى يوم
القيامة مع أصحاب بدر.
525 - في مجمع البيان (ومن يهاجر في سبيل الله) إلى قوله (غفورا
رحيما) ومما جاء في معنى الآية من الحديث ما رواه الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله قال من
فر بدينه من ارض إلى ارض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق محمد
وإبراهيم عليهما السلام.
526 - وروى العياشي باسناده عن محمد بن أبي عمير قال: وجه زرارة بن أعين
ابنه عبيدا إلى المدينة ليختبر له خبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فمات قبل ان يرجع
إليه عبيد ابنه، قال محمد بن أبي عمير. حدثني محمد بن حكيم قال: ذكرت لأبي
الحسن عليه السلام زرارة وتوجيهه عبيدا إلى المدينة فقال: انى لأرجو أن يكون زرارة ممن
قال الله: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) الآية.
527 - فيمن لا يحضره الفقيه روى عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما قالا: قلنا
541

لأبي جعفر عليه السلام: ما تقول في الصلاة في السفر كيف هي وكم هي؟ فقال: ان الله عز وجل يقول
وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة
فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر قالا: قلنا انما قال الله عز وجل فليس
عليكم جناح (ولم يقل افعلوا فكيف أوجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر فقال عليه السلام أوليس
قد قال الله عز وجل في الصفا والمروة: (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن
يطوف بهما) الا ترون ان الطواف بهما واجب مفروض؟ لان الله عز وجل ذكره في
كتابه وصنعه نبيه عليه السلام، وكذلك التقصير في السفر شئ صنعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكره الله
تعالى ذكره في كتابه.
528 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها
من الرضا عليه السلام فان قال: فلم قصرت الصلاة في السفر؟ قيل: لان الصلاة المفروضة
أولا انما هي عشر ركعات، والسبع انما زيدت فيما بعد فخفف الله عنه تلك الزيادة
لموضع سفره وتعبه ونصبه واشتغاله بأمر نفسه وظعنه وإقامته، لئلا يشتغل عما لابد له
من معيشته رحمة من الله تعالى، وتعطفا عليه الا صلاة المغرب فإنها لم تقصر لأنها صلاة
مقصرة في الأصل، فان قال: فلم وجب التقصير في ثمانية فراسخ لا أقل من ذلك ولا أكثر؟ قيل
لان ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل والأثقال فوجب التقصير في مسيرة يوم، فان
قال: فلم وجب التقصير في مسيرة يوم؟ قيل: لأنه لو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في
مسيرة سنة، وذلك أن كل يوم يكون بعد هذا اليوم فإنما هو نظير هذا اليوم فلو لم يجب في
هذا اليوم لما وجب في نظيره إذا كان نظيره مثله لافرق بينهما.
529 - في الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن
ربيع بن محمد المسلى عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما
عرج برسول الله صلى الله عليه وآله نزل بالصلاة عشر ركعات ركعتين ركعتين، فلما ولد الحسن و
الحسين زاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع ركعات شكرا لله، فأجاز الله له ذلك وترك الفجر
لم يزد فيها شيئا لضيق وقتها لأنه يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار، فلما أمره الله بالتقصير
في السفر وضع عن أمته ست ركعات، وترك المغرب لم ينقص منها شيئا.
542

530 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى محمد العلوي الدينوري
باسناده رفع الحديث إلى الصادق عليه السلام قال: قلت لم صارت المغرب ثلث ركعات وأربعا
بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟ فقال: ان الله عز وجل أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله لكل
صلاة ركعتين في الحضر، فأضاف إليها رسول الله صلى الله عليه وآله لكل صلاة ركعتين في الحضر
وقصر فيها في السفر الا المغرب، فلما صلى المغرب بلغه مولد فاطمة عليها السلام، فأضاف إليها
ركعة شكرا لله عز وجل، فلما أن ولد الحسن عليه السلام أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز وجل
فلما ان ولد الحسين أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز وجل فقال: (للذكر مثل حظ الأنثيين)
فتركها على حالها في الحضر والسفر.
531 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن
الحسين بن المختار عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قلت له انا إذا دخلنا مكة والمدينة نتم
أو نقصر؟ قال إن قصرت فذاك وان أتممت فهو خير تزداد.
532 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الملك
القمي عن إسماعيل بن جابر عن عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: تتم الصلاة في أربعة مواطن: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله، ومسجد
الكوفة، وحرم الحسين عليه السلام.
533 - قال مؤلف هذا الكتاب: والاخبار في معناها كثيرة وفى بعضها قال أبو -
إبراهيم عليه السلام وقد ذكر الحرمين كان أبى يقول إن الاتمام فيهما من الامر المذخور.
534 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وأحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل
فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا
قال في الركعتين تنقص منها واحدة
535 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة
فلتقم طائفة منهم معك الآية فإنها نزلت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الحديبية ويريد
مكة. فلما وقع الخبر إلى قريش بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس ليستقبل رسول -
الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان يعارض رسول الله صلى الله عليه وآله على الجبال، فلما كان في بعض الطريق
543

وحضرت صلاة الظهر اذن بلال وصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالناس، فقال خالد بن الوليد لو كنا
حملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون الصلاة ولكن يجئ لهم الان
صلاة أخرى هي أحب إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا فيها حملنا عليهم،
فنزل جبرئيل عليه السلام بصلاة الخوف بهذه الآية) وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة
فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت
طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون
عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة) ففرق رسول الله فرقتين فوقف
بعضهم تجاه العدو وقد أخذوا سلاحهم وفرقة صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائما ومروا
فوقفوا موقف أصحابهم، وجاء أولئك الذين لم يصلوا فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الركعة
الثانية ولهم الأولى وقعد وتشهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقاموا أصحابه وصلوا هم الركعة
الثانية وسلم عليهم،
536 - في الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن علي بن
الحكم عن ابان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه في غزوة ذات الرقاع صلاة الخوف، ففرق أصحابه فرقتين أقام فرقة
بإزاء العدو، وفرقة خلفه فكبر وكبروا فقرأ وانصتوا وركع فركعوا وسجد فسجدوا،
ثم استتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائما وصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلم بعضهم على بعض، ثم
خرجوا إلى أصحابهم فقاموا بإزاء العدو وجاء أصحابهم فقاموا خلف رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم. فصلى بهم ركعة ثم تشهد وسلم عليهم فقاموا فصلوا لأنفسهم ركعة ثم
سلم بعضهم على بعض.
537 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن صلاة الخوف؟ قال: يقوم الامام وتجئ طائفة من أصحابه
فيقومون خلفه، وطائفة بإزاء العدو فيصلى بهم الامام ركعة، ثم يقوم ويقومون معه،
فيمثل قائما ويصلون هم الركعة الثانية: ثم يسلم بعضهم على بعض، ثم ينصرفون فيقومون
في مقام أصحابهم، ويجئ الآخرون فيقومون خلف الامام فيصلى بهم الركعة الثانية
544

ثم يجلس الامام فيقومون هم فيصلون هم ركعة أخرى. ثم يسلم عليهم فينصرفون
بتسليمه، قال: وفى المغرب مثل ذلك يقوم الامام وتجئ طائفة فيقومون خلفه ثم
يصلى بهم ركعة ثم يقوم ويقومون فيمثل الامام قائما ويصلون الركعتين فيتشهدون و
يسلم بعضهم على بعض، ثم ينصرفون فيقومون في موقف أصحابهم ويجئ الآخرون
فيقومون خلف الامام فيصلى بهم ركعة يقرأ فيها، ثم يجلس فيتشهد ثم يقوم و
يقومون معه، ويصلى بهم ركعة أخرى ثم يجلس ويقومون هم فيتمون ركعة أخرى
ثم يسلم عليهم.
538 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله
قياما وقعودا وعلى جنوبكم قال: الصحيح يصلى قائما والعليل يصلى قاعدا،
فمن لم يقدر فمضطجعا يؤمى ايماءا!
539 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: المريض يصلى قائما،
فإن لم يستطع صلى جالسا، فإن لم يستطع صلى على جنبه الا يمن، فإن لم يستطع
صلى على جنبه الأيسر فإن لم يستطع استلقى وأومى ايماءا، وجعل وجهه نحو القبلة و
جعل سجوده اخفض من ركوعه.
540 - قال الصادق عليه السلام: المريض يصلى قائما فإن لم يقدر على ذلك صلى جالسا،
فإن لم يقدر ان يصلى جالسا صلى مستلقيا يكبر ثم يقرأ، فإذا أراد الركوع غمض عينيه
ثم سبح، فإذا سبح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من الركوع، فإذا أراد
ان يسجد غمض عينيه ثم سبح، فإذا سبح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من السجود
ثم يتشهد وينصرف.
541 - وقال الصادق عليه السلام: في قول الله عز وجل: ان الصلاة كانت على
المؤمنين كتابا موقوتا قال: مفروضا.
542 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال حدثنا
الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن موسى بن
بكر عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (ان الصلاة كانت على المؤمنين
545

كتابا موقوتا) قال: موجبا انما يعنى بذلك وجوبها على المؤمنين، ولو كانت كما
يقولون لهلك سليمان بن داود حين اخر الصلاة حتى توارت بالحجاب، لأنه لو صلاها
قبل ان تغيب كان وقتا وليس صلاة أطول وقتا من العصر.
543 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قوله تعالى: ان الصلاة كانت
على المؤمنين كتابا موقوتا) قال كتابا ثابتا وليس ان عجلت قليلا أو أخرت قليلا بالذي
يضرك ما لم تضيع تلك الإضاعة، فان الله عز وجل يقول لقوم أضاعوا الصلاة واتبعوا
الشهوات فسوف يلقون غيا.
544 - حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (ان
الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) أي موجوبا.
545 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز عن زرارة والفضيل
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
قال: يعنى مفروضا وليس يعنى وقت فوتها إذا جاز ذلك الوقت ثم صلاها لم يكن صلاته
هذه مؤداة، ولو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود عليه السلام حين صلاها لغير وقتها ولكن
متى ما ذكرها صلاها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
546 - في تفسير علي بن إبراهيم ان النبي صلى الله عليه وآله لما رجع من وقعة أحد ودخل
المدينة نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله يأمرك ان تخرج في اثر القوم
ولا يخرج معك الامن به جراحة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله مناديا ينادى: يا معشر المهاجرين
والأنصار من كانت به جراحة فليخرج. ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون
جراحاتهم ويداونها، وأنزل الله على نبيه: ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا
تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون فقال عز وجل:
(ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين
آمنوا ويتخذ منكم شهداء) فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح.
547 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن قال وجدت في
546

نوادر محمد بن سنان عن محمد بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا والله ما فوض الله
إلى أحد من خلقه الا إلى رسول الله والى الأئمة عليهم السلام، قال الله عز وجل: انا أنزلنا
إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله وهي جارية في الأوصياء عليهم السلام.
548 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام لأبي حنيفة: وتزعم انك صاحب رأى وكان الرأي من رسول الله
صلى الله عليه وآله صوابا ومن دونه خطاءا لان الله تعالى قال: (فاحكم بينهم بما أراك الله)
ولم يقل ذلك لغيره.
549 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: من بالغ في الخصومة اثم، ومن قصر فيها
ظلم ولا يستطيع أن يتقى الله من خاصم.
550 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم
بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما) فإنه كان سبب نزولها ان قوما من الأنصار
من بنى أبيرق اخوة ثلث كانوا منافقين، بشير ومبشر وبشر، فنقبوا على عم قتادة بن النعمان،
وكان قتادة بدريا وأخرجوا طعاما كان أعده لعياله وسيفا ودرعا، فشكى قتادة ذلك
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ان قوما نقبوا على عمى وأخذوا طعاما كان أعده
لعياله ودرعا وسيفا وهم أهل بيت سوء وكان معهم في الرأي رجل مؤمن يقال له لبيد بن
سهل، فقال بنو أبيرق لقتادة: هذا عمل لبيد بن سهل، فبلغ ذلك لبيدا فأخذ سيفه وخرج
عليهم فقال: يا بنى أبيرق أترمونني بالسرق وأنتم أولى به منى وأنتم المنافقون تهجون
رسول الله وتنسبونه إلى قريش لتبينن ذلك أو لأملأن سيفي منكم، فداروه وقالوا له:
ارجع يرحمك الله فإنك برئ من ذلك، فمشى بنو أبيرق إلى رجل من رهطهم يقال له أسيد بن
عروة وكان منطيقا بليغا، فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ان قتادة: بن
النعمان عمد إلى أهل بيت منا أهل شرف وحسب ونسب فرماهم بالسرق واتهمهم بما ليس
فيهم، فاغتم رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك، وجاء إليه قتادة فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له:
عمدت إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتهم بالسرقة وعاتبه عتابا شديدا، فاغتم قتادة
من ذلك ورجع إلى عمه وقال: يا ليتني مت ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقد كلمني بما
547

كرهته، فقال عمه: الله المستعان، فأنزل الله في ذلك على نبيه: (انا أنزلنا إليك الكتاب
بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله ان الله كان
غفورا رحيما، ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما
يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول) يعنى
الفعل فوقع القول مقام الفعل ثم قال (ها أنتم هؤلاء) إلى قوله (ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم
يرم به بريئا) لبيد بن سهل (فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا).
551 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال إن أناسا من رهط بشير الادنين
انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا نكلمه في صاحبنا ونعذره فان صاحبنا لبرئ، فلما
انزل الله (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله) إلى قوله (وكيلا) فأقبلت رهط بشير
فقالوا يا بشير استغفر الله وتب إليه من الذنوب، فقال والذي احلف به ما سرقها الا لبيد،
فنزلت: ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا
ثم إن بشيرا كفر ولحق بمكة وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا واتوا النبي صلى الله عليه وآله
ليعذروه: ولو لافضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما
يضلون الا أنفسهم وما يضرونك من شئ وانزل الله عليك الكتاب والحكمة
وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ونزلت في بشير وهو بمكة
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله
ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا.
552 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحسين بن سعيد عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول في قول الله
تبارك وتعالى: (إذ يبيتون ما لا يرضى من القول) قال: يعنى فلانا وفلانا وأبا
عبيدة بن الجراح.
553 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن أمير المؤمنين
عليه السلام وفيه يقول عليه السلام وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله (إذ يبيتون مالا يرضى
من القول) بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود (1) باطلهم حسب ما فعلته اليهود والنصارى

(1) الأود الاعوجاج.
548

بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة والإنجيل، وتحريف الكلم عن مواضعه.
554 - في تفسير العياشي عن عامر بن كثير السراج وكان داعية الحسين بن علي عليه
السلام (1) عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (إذ يبيتون ما لا يرضى من
القول) قال فلان وفلان وأبو عبيدة بن جراح.
55 - وفى رواية عمر بن أبو سعيد (2) عن أبي الحسن عليه السلام قال هما وأبو عبيدة
بن الجراح وفى رواية عمر بن صالح قال: الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح.
556 - عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان قال: قال لي أبو عبد الله
عليه السلام الغيبة ان تقول في أخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عليه، فاما إذا قلت ما ليس فيه
فذلك قول الله فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا.
557 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: من اعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة، قال في
الاستغفار ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما.
558 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن
عبد الحميد عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل. لاخير في كثير من نجواهم الا
من أمر بصدقة أو معروف قال: يعنى بالمعروف القرض.
559 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس وعدة من أصحابنا
عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن يونس عن عبد الله بن سنان وابن مسكان عن أبي -
الجارود قال، قال أبو جعفر عليه السلام إذا حدثتكم بشئ فاسئلوني عن كتاب الله، ثم قال في
حديثه: ان الله نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال، فقالوا: يا بن رسول -
الله وأين هذا من كتاب الله؟ قال: إن الله عز وجل يقول في كتابه: (لاخير في كثير من نجواهم)
الآية وقال: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) وقال: (ولا تسألوا عن
أشياء ان تبد لكم تسؤكم).

(1) كذا في النسخ وفى المصدر هكذا: (عن عامر بن كثير السراج وكان داعية الحسين
صاحب الفخ بن علي...) ولعله الصحيح راجع تنقيح المقال.
(2) وفى المصدر (عمر بن سعيد).
549

560 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله فرض التمحل في القرآن، قلت: وما التمحل جعلت فداك؟
قال: أن يكون وجهك أعرض من وجه أخيك فتتمحل له، وهو قوله: (لاخير في كثير
من نجويهم).
561 - وحدثني أبي عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه
قال: إن الله فرض عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم.
652 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى
الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكلام ثلاثة صدق وكذب واصلاح
بين الناس. قال. قلت له جعلت فداك، ما الاصلاح بين الناس؟ قال تسمع من الرجل
كلاما يبلغه فتخبث نفسه [فتلقاه] فتقول، سمعت من فلان قال فيك من الخير كذا وكذا
خلاف ما سمعت منه.
563 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة يحسن فيهن الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك
زوجتك والاصلاح بين الناس.
564 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن
عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين
بكلمات فيقول: تعاهدوا الصلاة إلى أن قال عليه السلام: ويقول الله عز وجل ومن يتبع
غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى من الأمانة (1) فقد خسر من ليس من أهلها وضل عمله
عرضت على السماوات المبنية والأرض المهاد والجبال المنصوبة فلا أطول ولا اعرض ولا أعلى
ولا أعظم لو امتنعن من طول أو عرض أو عظم أو قوة أو عزة امتنعن ولكن أشفقن من العقوبة
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
565 - قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قوله: (ومن يشاقق الرسول) الآية

(1) كذا في النسخ ويوافقه نسخة الكافي أيضا وفى نهج البلاغة. (ثم أداء الأمانة فقد
خاب من ليس من أهلها...).
550

نقلنا عن علي بن إبراهيم عند قوله: (انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق) سبب نزولها
وفيمن نزلت (1).
566 - في نهج البلاغة قال عليه السلام انه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر
وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغايب ان يرد انما الشورى
للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا، فان خرج
من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل
المؤمنين وولاه الله ما تولى.
567 - في تفسير العياشي عن حريز عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما السلام
قال: لما كان أمير المؤمنين في الكوفة اتاه الناس فقالوا: اجعل لنا إماما يؤمنا في
رمضان، فقال: لا، ونهاهم أن يجتمعوا فيه، فلما أمسوا جعلوا يقولون: ابكوا
في رمضان وارمضناه فأتاه الحارث الأعور في أناس فقال: يا أمير المؤمنين ضجوا
الناس وكرهوا قولك فقال عند ذلك: دعهم وما يريدون ليصلى بهم من شاؤوا ثم قال فمن يتبع
غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا.
568 - عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن رجل من الأنصار قال: خرجت
انا والأشعث الكندي وجرير البجلي حتى إذا كنا بظهر الكوفة بالفرس مر بنا ضب فقال
الأشعث وجرير السلام عليك يا أمير المؤمنين خلافا على علي بن أبي طالب فلما خرج
الأنصاري قال لعلي عليه السلام، فقال على: دعهما فهو امامهما يوم القيامة اما تسمع إلى الله
وهو يقول: (نوله ما تولى).
569 - عن محمد بن إسماعيل الرازي عن رجل سماه عن أبي عبد الله عليه السلام قال
دخل رجل على أبى عبد الله عليه السلام فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقام على قدميه
فقال: مه، هذا اسم لا يصلح الا لأمير المؤمنين صلى الله سماه (2) ولم يسم به أحد غيره

(1) وقد مر تحت رقم 550 و 551 من هذه السورة.
(2) كذا في النسخ وفى المصدر (الله سماه به،.).
551

فرضى به الا كان منكوحا، وان لم يكن به ابتلى به، وهو قول الله في كتابه:
ان يدعون من دونه الا إناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا قال: قلت: فما ذا
يدعى به قائمكم؟ فقال يقال له: السلام عليك يا بقية الله. السلام عليك يا بن رسول الله.
570 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ان يدعون من دونه الا إناثا) قال:
قالت قريش: الملائكة هم بنات الله (وان يدعون من دونه الا شيطانا مريدا) قال: كانوا
يعبدون الجن.
571 - في مجمع البيان روى في شواذ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الا اثانا) بثاء قبل
النون والا انثا النون قبل الثاء روتهما عنه عايشة، وقال لاتخذن من عبادك نصيبا
مفروضا - وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قال في هذه الآية، من بني آدم تسعة وتسعون في
النار وواحد في الجنة.
572 - وفى رواية أخرى من كل ألف واحد لله وسايرهم للنار ولإبليس. أوردهما
أبو حمزة الثمالي في تفسيره.
573 - ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام قيل: ليقطعن الآذان من أصلها
وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
574 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام
قال: لما نزلت هذه الآية: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا
لذنوبهم) صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا
إليه فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين
فقال: انا لها بكذا وكذا، قال: لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال: لست لها فقال
الوسواس الخناس. انا لها قال. بماذا؟ قال أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا
واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها، فوكله بها إلى يوم القيامة.
575 - في تفسير العياشي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يذكر فيه ما أكرم الله
به آدم عليه السلام وفى آخره فقال إبليس: رب هذا الذي كرمت على وفضلته وان لم تفضلني
عليه لم أقو عليه؟ قال: لا يولد ولد الا ولد لك ولدان، قال: رب زدني، قال تجرى
552

منه مجرى الدم في العروق قال رب زدني، قال: تتخذ أنت وذريتك في صدورهم
مساكن، قال: رب زدني قال: تعدهم وتمنيهم (وما يعدهم الشيطان الا غرورا).
576 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية،
ومن يعمل سوءا يجز به قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ما أشدها من آية، فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وآله اما تبتلون في أموالكم وأنفسكم وذراريكم؟ قالوا بلى، قال هذا مما
يكتب الله لكم به الحسنات ويمحوا به السيئات.
577 - في عيون الأخبار في باب قول الرضا لأخيه زيد بن موسى حين
افتخر على من في مجلسه باسناده إلى أبى الصلت الهروي قال سمعت الرضا عليه السلام يحدث
عن أبيه ان إسماعيل قال للصادق عليه السلام يا أبتاه ما تقول في المذنب منا ومن غيرنا؟ فقال عليه السلام
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به.
578 - في مجمع البيان (ومن يعمل سوءا يجز به) وروى عن أبي هريرة أنه قال
لما نزلت هذه الآية بكينا وحزنا وقلنا يا رسول الله ما أبقت هذه الآية من شئ
فقال اما والذي نفسي بيده انها لكما أنزلت ولكن أبشروا وقاربوا وسددوا انه لا يصيب
أحدا منكم مصيبة الا كفر الله بها خطيئة حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه، رواه
الواحدي في تفسيره مرفوعا.
579 - ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وروى أن النبي صلى الله عليه وآله سئل عن
الاحسان؟ فقال: ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
580 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله واتبع ملة إبراهيم حنيفا قال:
هي الحنيفية العشرة التي جاء بها إبراهيم التي لم تنسخ إلى يوم القيامة.
581 - في أصول الكافي أبان بن عثمان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي
جعفر عليه السلام قال: لما اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلا أتاه بشراه بالخلة، فجاء
ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماءا ودهنا، فدخل
إبراهيم عليه السلام الدار فاستقبله خارجا من الدار وكان إبراهيم رجلا غيورا، وكان إذا
خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه معه، ثم رجع ففتح فإذا هو برجل قائم أحسن
553

ما يكون من الرجال فأخذ بيده وقال: يا عبد الله من أدخلك دارى؟ فقال: ربها أدخلنيها
فقال: ربها أحق بها منى فمن أنت؟ قال انا ملك الموت، ففزع إبراهيم صلى الله
عليه وقال. جئتني لتسلبني روحي؟ قال: لا ولكن اتخذ الله عبدا خليلا فجئت لبشارته،
قال فمن هو لعلى ها أخدمه حتى أموت؟ فقال: أنت هو، فدخل على سارة عليها السلام فقال لها ان الله
تبارك وتعالى اتخذني خليلا.
582 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يقول فيه. قولنا ان إبراهيم خليل الله فإنما هو مشتق من الخلة أو الخلة (1) فاما
الخلة فإنما معناها الفقر والفاقة وقد كان خليلا إلى ربه فقيرا واليه منقطعا وعن غيره
متعففا معرضا مستغنيا، وذلك لما أريد قذفه في النار فرمى المنجنيق فبعث الله إلى
جبرئيل عليه السلام فقال له: أدرك عبدي، فجاءه فلقيه في الهواء فقال: كلفني
ما بدا لك قد بعثني الله لنصرتك؟ فقال: بل حسبي الله ونعم الوكيل انى
لا أسئل غيره ولا حاجة الا إليه، فسماه خليله أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمن
سواه، وإذا جعل معنى ذلك من الخلة [العالم] (2) وهو انه قد تخلل معانيه ووقف
على أسرار لم يقف عليها غيره، كان معناه العالم به وبأموره، ولا يوجب ذلك تشبيه الله
بخلقه، الا ترون انه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله، وإذا لم يعلم بأسراره لم يكن خليله؟
583 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من العلل باسناده
إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه
عليه السلام أنه قال: انما اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلا لأنه لم يرد أحدا أولم يسأل أحدا
قط غير الله تعالى.
584 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن أبي عمير عمن ذكره قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لم اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلا؟ قال: لكثرة سجوده على الأرض
585 - وباسناده إلى سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى

(1) بفتح الخاء وضمها.
(2) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.
554

قال: سمعت على ابن محمد العسكري عليهما السلام يقول: انما اتخذ الله إبراهيم خليلا لكثرة
صلاته على محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم.
586 - وباسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول
ما اتخذ الله إبراهيم خليلا الا لاطعامه الطعام وصلاته بالليل والناس نيام.
587 - وباسناده إلى عبد الله بن الهلال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما جاء
المرسلون إلى إبراهيم عليه السلام جاءهم بالعجل فقال كلوا، فقالوا لا نأكل حتى تخبرنا
ما ثمنه؟ فقال إذا أكلتم فقولوا بسم الله. وإذا فرغتم فقولوا: الحمد لله قال. فالتفت
جبرئيل إلى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم، فقال حق لله أن يتخذ هذا خليلا.
588 - في الكافي علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن بعض
أصحابنا عن أبان عن معاوية بن عمار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال. ان
إبراهيم عليه السلام كان أبا أضياف، فكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق بابه
وأخذ المفاتيح يطلب الأضياف، وانه رجع إلى داره فإذا هو برجل أو شبه رجل في
الدار فقال يا عبد الله بإذن من دخلت هذه الدار؟ قال دخلتها بإذن ربها يردد ذلك ثلث
مرات، فعرف إبراهيم عليه السلام انه جبرئيل - فحمد ربه ثم قال: أرسلني ربك إلى عبد
من عبيده يتخذه خليلا، قال إبراهيم عليه السلام فاعلمني من هو أخدمه حتى أموت؟ قال فأنت
هو، قال ومم ذلك؟ قال لأنك لم تسأل أحدا شيئا قط ولم تسئل شيئا قط فقلت: لا.
589 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن
صدقة عن جعفر ابن محمد عليهما السلام ان إبراهيم صلى الله عليه هو أول من حول له الرمل
دقيقا وذلك أنه قصد صديقا له بمصر في قرض طعام، فلم يجده في منزله، فكره ان يرجع
بالحمار خاليا فملأ جرابه (1) رملا فلما دخل منزله خلى بين الحمار وبين سارة استحياءا
منها ودخل البيت ونام، ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون فخبزت وقدمت إليه
طعاما طيبا، فقال إبراهيم: من أين لك هذا؟ فقالت: من الدقيق الذي حملته من
عند خليلك المصري: فقال إبراهيم: اما انه خليلي وليس بمصري. فلذلك اعطى الخلة

(1) الجراب: وعاء من جلد.
555

فشكر الله وحمده واكل.
590 - في أصول الكافي محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد
عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال. سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول. ان الله تبارك
وتعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل ان يتخذه نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا
وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل ان يجعله
إماما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة علي بن محمد عن سهل بن زياد عن
محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبى السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
591 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل
في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه قالوا: إبراهيم خير منك، قال: ولم ذاك؟
قالوا: لان الله تعالى اتخذه خليلا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن كان إبراهيم عليه السلام خليلا
فانا حبيبه محمدا.
592 - في مجمع البيان وقد روى أن النبي صلى الله عليه وآله قال: قد اتخذ الله سبحانه
صاحبكم خليلا يعنى نفسه.
593 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى
فانكحوا ما طاب لكم من النساء) قال: نزلت مع قوله: ويستفتونك في النساء
قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي
لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن (فانكحوا ما طاب لكم من
النساء مثنى وثلاث ورباع) فنصف الآية في أول السورة ونصفها على رأس المائة و
عشرين آية، وذلك انهم كانوا لا يستحلون أن يتزوجوا بيتيمة قد ربوها، فسألوا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله عز وجل: (يستفتونك في النساء) إلى قوله: (مثنى
وثلاث ورباع).
594 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (يستفتونك في
النساء، فان نبي الله صلى الله عليه وآله سئل عن النساء مالهن من الميراث؟ فأنزل الله الربع والثمن.
595 - في مجمع البيان وقوله: (اللاتي لا تؤتونهن) أي لا تعطونهن
556

ما كتب لهن واختلف في تأويله على أقوال، أولها: ان المعنى وما يتلى عليكم في توريث صغار
النساء وهو آيات الفرائض التي في أول السورة، وهو معنى قوله: (لا تؤتونهن ما كتب
لهن) أي من الميراث وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
596 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله وان امرأة خافت من يعلها
نشوزا أو اعراضا نزلت في ابنة محمد بن مسلمة كانت امرأة رافع بن خديج،
وكانت امرأة قد دخلت في السن فتزوج عليها امرأة شابة كانت أعجب إليه من ابنة محمد
بن مسلمة، فقالت له بنت محمد بن مسلمة: الا أراك معرضا عنى مؤثرا على؟ فقال
رافع: هي امرأة شابة وهي أعجب إلى، فان شئت أفررت على أن لها يومين أو ثلاثة
منى ولك يوم واحد فأبت ابنة محمد بن مسلمة ان ترضيها، فطلقها تطليقة واحدة،
ثم طلقها أخرى، فقالت: لا والله لا ارضى أو تسوى بيني وبينها، يقول الله: وأحضرت
الا نفس الشح وابنة محمد لم تطب نفسها بنصيبها وشحت عليه، فأعرض عليها رافع
اما ان ترضى واما ان يطلقها الثالثة فشحت على زوجها ورضيت، فصالحته على ما ذكرت،
فقال الله: ولا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير فلما رضيت
واستقرت لم يستطع ان يعدل بينهما فنزلت: ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء
ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ان تأتى واحدة وتذر الأخرى
لا أيم (1) ولا ذات بعل.
597 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
في قول الله (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا) قال: النشوز الرجل يهم
بطلاق امرأته فتقول له: ادع ما على ظهرك وأعطيك كذا وكذا: وأحللك من يومى وليلتي
على ما اصطلحا عليه فهو جايز.
598 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم
عن علي بن أبي حمزة قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وان
امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا) فقال: إذا كان كذلك فهم بطلاقها فقالت

(1) الأيم: المرأة التي فقدت زوجها.
557

له: أمسكني وادع لك بعض ما عليك وأحللك من يومى وليلتي، حل له ذلك
ولا جناح عليهما.
559 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا
أو اعراضا) فقال، هي المرأة تكون عند الرجل فيكرهها فيقول لها: انى أريد أن
أطلقك فتقول له: لا تفعل انى أكره أن تشمت بي، ولكن انظر في ليلتي فاصنع بها
ما شئت وما كان سوى ذلك من شئ فهو لك، ودعني على حالتي وهو قوله تبارك وتعالى،
(فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا) وهو هذا الصلح.
600 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن الحسين بن هاشم عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال، سألته عن قول الله جل اسمه، (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا
أو اعراضا) قال: هذا يكون عنده المرأة لا تعجبه فيريد طلاقها فتقول له: أمسكني
ولا تطلقني وادع لك ما على ظهرك وأعطيك من مالي وأحللك من يومى وليلتي،
فقد طاب ذلك كله.
601 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب ومحمد بن الحسن قال: سأل
ابن أبي العوجاء هشام بن الحكم فقال له، أليس الله حكيما؟ قال، بلى هو أحكم
الحاكمين، قال: فأخبرني عن قوله عز وجل، (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى
وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة) أليس هذا فرض؟ قال، بلى، قال، فأخبرني
عن قوله عز وجل، (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل
الميل) أي حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب، فرحل إلى المدينة إلى أبى
عبد الله عليه السلام فقال: يا هشام في غير وقت حج ولا عمرة؟ قال، نعم جعلت فداك لأمر أهمنى
ان ابن أبي العوجاء سألني عن مسألة لم يكن عندي فيها شئ، قال: وما هي؟ قال:
فأخبره بالقصة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام، اما قوله عز وجل: (فانكحوا ما طاب لكم
من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ان لا تعدلوا فواحدة) يعنى في النفقة،
واما قوله: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل
558

فتذروها كالمعلقة) يعنى في المودة فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب وأخبره قال،
والله ما هذا من عندك.
602 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ولن
تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) قال: في المودة.
603 - في مجمع البيان وقيل: معناه لن تقدروا أن تعدلوا بالتسوية بين
النساء في كل الأمور من جميع الوجوه، من النفقة والكسوة والعطية والمسكن و
الصحبة والبر والبشر وغير ذلك، والمراد به ان ذلك لا يخف عليكم بل يثقل ويشق لميلكم
إلى بعضهن، (فلا تميلوا كل الميل) أي فلا تعدلوا بأهوائكم عمن لم تملكوا محبته منهن
كل العدول حتى يحملكم ذلك على أن تجوروا على صواحبها في ترك أداء الواجب لهن
عليكم من حق القسمة والنفقة والكسوة والعشرة بالمعروف (فتذروها كالمعلقة)
أي تذروا التي لا تميلون إليها كالتي هي لا ذات زوج ولا أيم عن ابن عباس ومجاهد
والحسن وقتادة وغيرهم وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهم السلام.
604 - وعن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقسم بين
نسائه في مرضه فيطاف بينهن.
605 - وروى أن عليا عليه السلام كان له امرأتان فكان إذا كان يوم واحدة لا يتوضأ
في بيت الأخرى.
606 - في الكافي باسناده إلى ابن أبي ليلى قال: حدثني عاصم بن حميد
قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه رجل فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج قال:
فاشتدت به الحاجة فأتى أبا عبد الله عليه السلام فسأله عن حاله؟ فقال له، اشتدت بي الحاجة
قال: ففارق، ثم أتاه فسأله عن حاله فقال أثريت (1) وحسن حالي، فقال أبو عبد الله
عليه السلام: انى أمرتك بأمرين أمر الله بهما قال الله عز وجل: (وانكحوا الأيامى
منكم) إلى قوله: (والله واسع عليم) وقال: ان يتفرقا يغن الله كلا من سعته
607 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام وقد جمع الله ما يتواصى به

(1) اثرى الرجل: كثر ماله.
559

المتواصون من الأولين والآخرين في خصلة واحدة وهي التقوى قال الله عز وجل:
ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم ان اتقوا الله
وفيه جماع كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى.
608 - في مجمع البيان ان يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين الآية
ويروى انه لما نزلت هذه الآية ضرب النبي صلى الله عليه وآله يده على ظهر سلمان وقال، هم قوم هذا
يعنى عجم الفرس.
قال عز من قائل: من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا و
الآخرة الآية.
609 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد
باسناده رفعه قال، قال أمير المؤمنين لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل وانما سميت الدنيا
دنيا لأنها أدنى من كل شئ وسميت الآخرة آخرة لان فيها الجزاء والثواب.
610 - باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له:
أخبرني عن الدنيا لم سميت الدنيا؟ قال لان الدنيا دنية خلقت من دون الآخرة ولو خلقت
مع الآخرة لم يفن أهلها كما لا يفنى أهل الآخرة، قال: فأخبرني لم سميت الآخرة آخرة، قال
لأنها متأخرة تجئ من بعد الدنيا، لا توصف سنينها ولا تحصى أيامها ولا يموت سكانها
قال صدقت يا محمد، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
611 - في كتاب الخصال جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين
عليهم السلام قال: كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا ثلثا ليس معهن رابعة
من كانت الآخرة همته كفاه الله همته من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن
أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس.
612 - عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من تعلق قلبه
بالدنيا تعلق منها بثلث خصال: هم لا يفنى، وأمل لا يدرك ورجاء لا ينال.
613 - في نوادر من لا يحضره الفقيه وروى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم
560

عن الصادق جعفر بن محمد قال: الدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى
يخرجه منها، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى توفيه رزقه.
614 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن
محمد بن منصور الخزاعي عن علي بن سويد السائبي عن أبي الحسن عليه السلام قال، كتب
إلى في رسالته إلى - وسألته عن الشهادة لهم -، فأقم الشهادة لله ولو على نفسك
أو الوالدين والأقربين فيما بينك وبينهم، فان خفت على أخيك ضيما (1) فلا.
615 - في تفسير علي بن إبراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان للمؤمن على المؤمن
سبع حقوق فأوجبها أن يقول الرجل حقا وإن كان على نفسه أو على والديه فلا يميل
لهم عن الحق.
616 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله
تعالى يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن
يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الاخر بشعرة
ورجل قال الحق فيما له وعليه.
617 - عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام، ان لله تعالى جنة لا يدخلها الا ثلاثة:
رجل حكم في نفسه بالحق (الحديث).
618 - في مجمع البيان (وان تلووا وقيل معناه ان تلووا أي تبدلوا الشهادة
أو تعرضوا أي تكتموها عن أبن زيد والضحاك وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام
619 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط
عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (ان تلووا أو تعرضوا) فقال:
ان تلووا الامر أو تعرضوا عما أمرتم به، فان الله كان بما تعملون خبيرا والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
620 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله
عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:

(1) الضيم: الظلم.
561

ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم
قال: نزلت في فلان وفلان وفلان، آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله في أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم
الولاية حين قال النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه ثم آمنوا بالولاية لأمير المؤمنين
عليه السلام ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من
بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شئ.
621 - في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لمحمد بن علي عليهما السلام: قول الله
في كتابه: (الذين آمنوا ثم كفروا) قال: هما والثالث والرابع وعبد الرحمن وطلحة،
وكانوا سبعة عشر رجلا قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر (ره
)
إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا الصبي ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة وفى مكة صناديدها
وكانوا في مكة يسمون عليا الصبي لأنه كان اسمه في كتاب الله الصبي، لقول الله عز وجل
: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وهو صبي وقال انني من المسلمين)
والله الكفر بنا أولى مما نحن فيه فساروا فقالوا لهما وخوفوهما باهل مكة فعرضوا لهما
وخوفوهما وغلظوا عليهما الامر، فقال علي عليه السلام: حسبنا الله ونعم الوكيل ومضى، فلما
دخلا مكة أخبر الله نبيه بقولهم لعلى وبقول على لهم فأنزل الله بأسمائهم في كتابه وذلك
قول الله؟ (ألم تر إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم
ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) إلى قوله: (والله ذو فضل عظيم) وانما نزلت ألم تر
إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا ان أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد
جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، وهما اللذان قال الله: (ان الذين
آمنوا ثم كفروا) إلى آخر الآية، فهذا أول كفرهم والكفر الثاني قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يطلع عليكم من هذا الشعب رجل فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عند الله كمثل عيسى لم يبق
منهم أحد الا تمنى أن يكون بعض أهله فإذا بعلى قد خرج وطلع بوجهه، قال: هو هذا
فخرجوا غضبانا وقالوا: ما بقي الا ان يجعله نبيا والله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع
منه في ابن عمه وليصدنا على أنه دام هذا، فأنزل الله. (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا
قومك منه يصدون) إلى آخر الآية، فهذا الكفر الثاني وزادوا الكفر حين قال الله (ان الذين
562

آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) فقال النبي صلى الله عليه وآله يا علي أصبحت وأمسيت
خير البرية فقال له أناس. هو خير من آدم ونوح ومن إبراهيم ومن الأنبياء؟ فأنزل.
(ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم) إلى (سميع عليم) قالوا فهو خير منك يا محمد
قال الله (قل انى رسول الله إليكم جميعا) ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم، ومن
اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضبانا وقالوا زيادة. الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما
يقول في ابن عمه، وذلك قول الله. (ثم ازدادوا كفرا).
622 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهم السلام
في قول الله (ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم ازدادوا كفرا) قال نزلت في عبد الله بن أبي -
سرح الذي بعثه عثمان إلى مصر، قال. (وازدادوا كفرا) حين لم يبق فيه من الايمان شئ
623 - عن أبي بصير قال. سمعته يقول، (الذين آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا
كفرا) من زعم أن الخمر حرام ثم شربها، ومن زعم أن الزنا حرام ثم زنى، ومن زعم أن
الزكاة حق ولم يؤدها.
624 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله، (ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا
ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) قال، نزلت في الذين آمنوا برسول الله اقرارا لا تصديقا، ثم
كفروا لما كتبوا الكتاب فيما بينهم أن لا يردوا الامر في أهل بيته أبدا، فلما نزلت الولاية
واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم لأمير المؤمنين عليه السلام آمنوا اقرارا لا تصديقا، فلما
مضى رسول الله صلى الله عليه وآله كفروا وازدادوا كفرا (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) يعنى
طريقا الا طريق جهنم وقوله، (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
أيبتغون عندهم العزة) يعنى القوة.
625 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
بن بريد قال، حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل،
ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها و
فرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لا يحل له مما
نهى الله عز وجل عنه، والاصغاء إلى ما اسخط الله عز وجل، فقال في ذلك:
563

وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها
فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ثم استثنى الله عز وجل موضع النسيان
فقال، (واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).
626 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن شعيب العقرقوفي قال، سألت
أبا عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل، (وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات
الله يكفر بها ويستهزء بها) إلى آخر الآية فقال، انما عنى بهذا الرجل يجحد الحق و
يكذب به ويقع في الأئمة فقم من عنده، ولا تقاعده كائنا من كان.
627 - في تفسير العياشي عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
في قول الله، (وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله) إلى قوله، (انكم
إذا مثلهم) قال، إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله فقم من
عنده ولا تقاعده.
628 - فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد
ابن الحنفية، ففرض على السمع ان لا تصغى به إلى المعاصي، فقال عز وجل، (و
قد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا
معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم) والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
629 - في مجمع البيان (وقد نزل عليكم في الكتاب الآية) وروى أيضا العياشي
باسناده عن علي بن موسى الرضا في تفسير هذه الآية قال، إذا سمعت الرجل يجحد الحق
ويكذب به ويقع في أهله فقم من عنده ولا تقاعده.
630 - في عيون الأخبار حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه
قال، حدثني [أبى عن] أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي قال. قلت
للرضا عليه السلام يا بن رسول الله ان في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لم يقع عليه السهو في صلاته؟ فقال، كذبوا لعنهم الله ان الذي لا يسهو هو الله لا اله هو
قال، قلت للرضا عليه السلام. يا بن رسول الله وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن علي عليهما السلام
564

لم يقتل وانه ألقى شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي، وانع رفع إلى السماء كما رفع
عيسى بن مريم عليه السلام ويحتجون بهذه الآية. ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين
سبيلا فقال: كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم لنبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في
اخباره بان الحسين عليه السلام سيقتل، والله لقد قتل الحسين وقتل من كان خيرا من الحسين
أمير المؤمنين والحسن بن علي عليهم السلام، وما منا الا مقتول، وانى والله لمقتول بالسم
باغتيال من يغتالني أعرف ذلك بعهد معهود إلى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره به
جبرئيل عليه السلام عن رب العالمين عز وجل، واما قوله عز وجل: (ولن يجعل الله
للكافرين على المؤمنين سبيلا) فإنه يقول: لن يجعل الله لهم على أنبيائه عليهم السلام سبيلا
من طريق الحجة.
631 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن
مهزيار عن محمد ابن عبد الحميد والحسين بن سعيد جميعا عن محمد بن الفضيل قال
كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام أسأله عن مسألة فكتب عليه السلام إلى: (ان المنافقين يخادعون
الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا
مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) ليسوا من
الكافرين وليسوا من المؤمنين وليسوا من المسلمين يظهرون الايمان ويصيرون إلى
الكفر والتكذيب لعنهم الله.
632 - في عيون الأخبار حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي
بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام إلى أن قال، وسألته عن قول الله عز وجل:
(سخر الله منهم) وعن قوله، (يستهزئ بهم) وقوله تعالى، (ومكروا ومكر الله)
وعن قوله عز وجل: (يخادعون الله وهو خادعهم) فقال: ان الله عز وجل لا يسخر ولا
يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع، ولكنه عز وجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء
وجزاء المكر والخديعة، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
633 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يا بنى لكل
565

شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى قوله: وللمنافق ثلث علامات يخالف لسانه قلبه، وفعله
قوله، وعلانيته سريرته، وللكسلان ثلث علامات يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى
يضيع، ويضيع حتى يأثم، وللمرائي ثلث علامات يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان
الناس عنده، ويتعرض في كل أمر للمحمدة.
634 - عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربع يفسدن القلب
وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر، استماع اللهو والبذاء، واتيان باب
السلطان، وطلب الصيد.
635 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام حديث
طويل يقول فيه: ولا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا، فإنها من خلال
النفاق، وقد نهى الله عز وجل المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعنى من النوم،
وقال للمنافقين: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله
الا قليلا.
636 - في معاني الأخبار حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن سنان قال: كنا جلوسا عند أبي -
عبد الله عليه السلام إذ قال له رجل من الجلساء: جعلت فداك يا بن رسول الله أخاف على أن
أكون منافقا فقال له: إذا خلوت في بيتك نهارا أو ليلا أليس تصلى؟ فقال: بلى، فقال:
فلمن تصلى؟ فقال: لله عز وجل، فقال فكيف تكون منافقا وأنت تصلى لله عز وجل لا لغيره.
637 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمر عن أبي المعزا الخصاف رفعه
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، ان
المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عز وجل (يراؤن الناس
ولا يذكرون الله الا قليلا).
638 - الحسين بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن
الهيثم بن واقد عن محمد بن مسلم عن ابن مسكان عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال
566

ان المنافق ينهى ولا ينتهى، ويأمر بما لا يأتي وإذا قام إلى الصلاة اعترض، قلت يا بن
رسول الله وما الاعتراض؟ قال الالتفات، فإذا ركع ربض، (1) يمسى وهمه العشاء وهو
مفطر ويصبح وهمه النوم ولم يسهر وان حدثك كذبك وان ائتمنته خانك، وان غبت اغتابك،
وان وعدك أخلفك.
639 - أبو علي الأشعري عن الحسين بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن سعيد بن
يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل المنافق مثل جذع [النخل] أراد
صاحبه أن ينتفع به في بعض بنيانه، فلم يستقم له في الموضع الذي أراد، فحوله في موضع
آخر فلم يستقم، فكان آخر ذلك ان احرقه بالنار.
640 - في الكافي سهل عن ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى
عليه السلام قال: قال أبى لبعض ولده إياك والكسل والضجر فإنهما يمنعانك من حظك من
الدنيا والآخرة.
641 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال من كسل عن طهوره وصلاته فليس فيه خير لأمر آخرته، ومن كسل عما
يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لأمر دنياه.
642 - علي بن محمد رفعه قال قال أمير المؤمنين على صلوات الله عليه ان الأشياء (لما
ازدوجت ازدوج الكسل والعجز، فنتجا بينهما الفقر.
643 - في روضة الكافي باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه
(ع) واعلموا ان المنكرين هم المكذبون، وان المكذبين هم المنافقون، وان الله
قال للمنافقين - وقوله الحق -. ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن
تجد لهم نصيرا.
644 - في كتاب الاحتجاج على عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه يقول عليه السلام
معاشر الناس سيكون من بعدى أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون معاشر الناس
ان الله وانا بريئان منهم، معاشر الناس انهم وأنصارهم وأشياعهم واتباعهم في الدرك

(1) الريض: مأوى الغنم وكل ما يؤوى ويستراح إليه.
567

الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين.
645 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لا يحب الله الجهر بالسوء من
القول الا من ظلم: أي لا يحب أن يجهر الرجل بالظلم والسوء ويظلم الامن ظلم
فقد أطلق له أن يعارضه بالظلم.
646 - وفى حديث آخر في تفسير هذا قال، ان جاءك رجل وقال فيك ما ليس فيك
من الخير والثناء والعمل الصالح فلا تقبله منه وكذبه فقد ظلمك.
647 - في مجمع البيان (لا يحب الله الجهر بالسوء) الآية قيل في معناه أقوال
أحدها، لا يحب الله الشتم في الانتصار الامن ظلم فلا بأس له ان ينتصر ممن ظلمه بما يجوز
الانتصار به في الدين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
648 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام انه الضيف ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته
فلا جناح عليه في أن يذكره بسوء ما فعله.
649 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ان الذين يكفرون بالله ورسله
ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض
قال: هم الذين أقروا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانكروا أمير المؤمنين عليه السلام، ويريدون
ان يتخذوا بين ذلك سبيلا أي ينالوا خيرا، قوله: (فبما نقضهم ميثاقهم) يعنى فبنقضهم
ميثاقهم (وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق) قال: هؤلاء لم يقتلوا الأنبياء وانما
قتلهم أجدادهم وأجداد أجدادهم فرضى هؤلاء بذلك، فالزمهم الله القتل
بفعل أجدادهم، فكذلك من رضى بفعل فقد لزمه وان لم يفعله.
650 - في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال سألت
أبا الحسن الرضا عليه السلام إلى أن قال: وسألته عن قول الله عز وجل: ختم الله على قلوبهم
وعلى سمعهم) قال: الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عز وجل
(بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا).
قال عز من قائل: وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما.
651 - في أمالي صدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه
568

لعلقمة يا علقمة ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا مريم ابنة عمران عليها السلام
انها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف.
652 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي
عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه واما غيبة عيسى عليه السلام فان اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل
فكذبهم الله جل ذكره بقوله عز وجل: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.
653 - في الكافي علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن
صالح عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه
الله إليه فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنى عشر رجلا فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في
زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء فقال: ان الله أوحى إلى أنه رافعي إليه الساعة و
مطهري من اليهود، فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي،
فقال شاب منهم: أنا يا روح الله، فقال: فأنت هوذا، فقال لهم عيسى، اما ان منكم
لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنى عشرة كفرة، فقال له رجل منهم: انا هو يا نبي الله؟ فقال
عيسى: أتحس بذلك في نفسك؟ فلتكن هو. ثم قال لهم عيسى: اما انكم ستفترقون
بعدى على ثلث فرق فرقتين مفتريتين على الله في النار، وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله
في الجنة، ثم رفع الله عيسى من زاوية البيت وهم ينظرون إليه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام
ان اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى: ان
منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، واخذوا الشاب الذي القى عليه
شبح عيسى عليه السلام فقتل وصلب. وكفر الذي قال له عيسى، تكفر قبل أن تصبح اثنتي
عشرة كفرة.
654 - فيمن لا يحضره الفقيه عن زيد بن علي عن أبيه سيد العابدين عليه السلام
حديث طويل وفيه يقول عليه السلام وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة
منها فقد عرج به إليه، لا تسمع الله عز وجل يقول (تعرج الملائكة والروح إليه)؟ ويقول عز وجل
في قضية عيسى بن مريم عليهما السلام (بل رفعه الله إليه).
655 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب عن
569

أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام وفيه فإذا نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
انجط عليه ثلاثة عشر الف ملك وثلاثة عشر ملكا كلهم ينظرون القائم عليه السلام وهم الذين
كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم الخليل عليه السلام حيث القى في
النار، وكانوا مع عيسى عليه السلام حين رفع.
656 - وباسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي
رافع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان جبرئيل عليه السلام نزل على بكتاب فيه خبر
الملوك ملوك الأرض قبلي وخبر من بعث قبلي من الأنبياء والرسل وهو حديث طويل قال
فيه عليه السلام ان عيسى بن مريم اتى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله
ثلثا وثلثين سنة، حتى طلبته اليهود وادعت انها عذبته ودفنته في الأرض حيا، وادعى
بعضهم انهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم عليه سلطانا، وانما شبه لهم وما قدروا
على عذابه ودفنه، ولا على قتله وصلبه، قوله عز وجل: انى متوفيك ورافعك إلى
ومطهرك من الذين كفروا فلم يقدرا على قتله وصلبه، لأنهم لو قدروا على ذلك لكان
تكذيبا لقوله تعالى ولكن رفعه الله إليه بعد ان توفاه عليه السلام.
657 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن محمد
عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال، لما
قبض أمير المؤمنين عليه السلام قام الحسن بن علي في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه
وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال. أيها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه
الأولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في الليلة التي قبض فيها وصى موسى
يوشع ابن نون، والليلة التي عرج فيها عيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
658 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال وصور ابن مريم في الرحم دون الصلب
وإن كان مخلوقا في أصلاب الأنبياء، ورفع وعليه مدرعة (1) من صوف.
659 - وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل ستسمعه في بني إسرائيل وفيه قال:

(1) المدرعة: جبة مشقوقة المقدم.
570

ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرئيل؟
قال ابنا الخالة يحيى وعيسى عليهما السلام فسلمت عليهما وسلما على واستغفرت لهما واستغفر إلى
وقالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
660 - حدثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك
ابن هارون عن أبي عبد الله عن الحسن بن علي عليهما السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قال عليه السلام
وقد ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام: وكان عمره ثلاث وثلاثون سنة ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى
الأرض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال.
661 - وقوله: وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة
يكون عليهم شهيدا فإنه روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رجع آمن به الناس كلهم.
662 - قال، وحدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري
عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب قال، قال لي الحجاج يا شهر! آية في كتاب الله قد أعيتني
فقلت، أيها الأمير أية آية هي؟ فقال قوله (وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته)
والله انى لأمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني (1) فلما أراه يحرك شفتيه
حتى يخمد، فقلت أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت، قال، كيف هو؟ قلت، ان
عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا، فلا يبقى أهل ملة يهودي ولاغيره الا آمن
به قبل موته، ويصلى خلف المهدى قال، ويحك انى لك هذا ومن أين جئت به؟
فقلت، حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فقال، جئت
والله بها من عين صافية.
663 - في مجمع البيان (ليؤمنن به قبل موته) اختلف فيه على أقوال إلى
قوله، وثالثها أن يكون المعنى ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وآله قبل موت الكتابي عن عكرمة
ورواه أيضا أصحابنا، وفى هذه الآية دلالة على أن كل كافر يؤمن عند المعاينة وعلى
ان ايمانه ذلك غير مقبول كما لم يقبل ايمان فرعون في حال البأس عند زوال
التكليف، ويقرب من هذا ما رواه الامامية فان المحتضرين من جميع الأديان يرون

(1) رمقه رمقا: أطال النظر إليه.
571

رسول الله صلى الله عليه وآله وخلفائه عند الوفاة ويروون في ذلك عن علي عليه السلام أنه قال للحارث الهمداني.
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفه وأعرفه * بعينه واسمه وما فعلا
664 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله وان من أهل
الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال ليس من أحد من جميع الأديان يموت الا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله
وأمير المؤمنين عليهما السلام حقا من الأولين والآخرين.
665 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد أو غيره عن ابن محبوب
عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من
زرع حنطة في ارض ولم يزك زرعه أو خرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة
الأرض أو بظلم لمزارعيه واكرته لان الله عز وجل يقول: فبظلم من الذين هادوا حرمنا
عليهم طيبات أحلت لهم يعنى لحوم الإبل والبقر والغنم.
666 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن محبوب عن عبد الله بن أبي
يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من زرع حنطة في أرض فلم يزك في أرضه وخرج
زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض أو بظلم لمزارعه وأكرته لان الله يقول
(فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله
كثيرا) يعنى لحوم الإبل والبقر والغنم هكذا أنزلها الله فأقرؤها هكذا، ما كان الله
ليحل شيئا في كتابه يحرمه من بعد ما أحله، ولا يحرم شيئا ثم يحله بعد ما حرمه،
قلت: وكذلك أيضا (ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) قال: نعم قلت فقوله:
(الا ما حرم إسرائيل على نفسه) قال، ان إسرائيل كان إذا أكل من لحم الإبل يهيج عليه
وجع الخاصرة. فحرم على نفسه لحم الإبل وذلك من قبل ان تنزل التوراة. فلما نزلت
التوراة لم يحرمه ولم يأكله.
قال عز من قائل: انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح الآية.
667 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو
ابن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال. بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وعنده
572

جبرئيل إذ حانت جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال. قال جبرئيل. ان هذا حاجب
الرب وأقرب خلق الله منه. واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء. فإذا تكلم الرب
تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فينظر فيه ثم ألقاه إلينا تسعى به من في
السماوات والأرض.
668 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (حتى إذا فزع عن
قلوبهم) الآية وذلك أن أهل السماوات لم يسمعوا وحيا فيما بين ان بعث عيسى بن مريم إلى
أن بعث محمدا صلى الله عليه وآله فلما بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله يسمع أهل السماوات صوت وحى
القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السماوات فلما فرغ من الوحي انحدر جبرئيل
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
669 - في أصول الكافي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما
استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين، جعل لكل منهم شرعة ومنهاجا،
والشرعة والمنهاج سبيل وسنة وقال لمحمد صلى الله عليه وآله: (انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح
النبيين من بعده) وأمر كل نبي بالأخذ بالسبيل والسنة وكان من السبيل والسنة التي أمر الله
عز وجل بها موسى عليه السلام أن جعل عليهم السبت.
670 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
قال: انى أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده فجمع له كل وحى.
671 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن
سعد الإسكاف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أعطيت السور الطوال مكان التوراة، وأعطيت
المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور.
672 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود بن
جعفر عن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: وانزل الزبور لثمان عشر خلون
من شهر رمضان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
673 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:
573

وكان ما بين آدم ونوح من الأنبياء مستخفين ومستعلنين، وكذلك خفى ذكرهم في القرآن،
فلم يسموا كما يسمى من استعلن من الأنبياء وهو قول الله عز وجل: ورسلا قد قصصناهم
عليك من قبل من رسلا لم نقصصهم عليك يعنى من لم نسمهم من المستخفين كما
سمى المستعلنين من الأنبياء في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن
محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
674 - في مجمع البيان وكلم الله موسى تكليما) روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قرأ
الآية التي قبل هذه على الناس قالت اليهود فيما بينهم ذكر محمد النبيين ولم يبين لنا
أمر موسى عليه السلام، فلما نزلت هذه الآية وقرأها عليهم قالوا: إن محمدا قد ذكره وفضله
بالكلام عليهم.
675 - في كتاب الخصال باسناده إلى الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله ناجى موسى بن عمران عليه السلام بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف
كلمة في
ثلاثة أيام وليا لهن: ما طعم فيها موسى ولاشرب فيها، فلما انصرف إلى بني إسرائيل وسمع
كلامهم مقتهم لما كان وقع في مسامعه من حلاوة كلام الله عز وجل.
676 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن الجهم عن أبي الحسن عليه السلام
حديث طويل وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن موسى عليه السلام في قومه: يخرج بهم إلى طور سيناء
فأقامهم في سفح الجبل (1) وصعد موسى عليه السلام إلى الطور وسأل الله تبارك وتعالى أن
يكلمه ويسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال
ووراء وامام، لان الله عز وجل أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى سمعوه من
جميع الوجوه.
677 - وعن علي عليه السلام كلام طويل وفيه: كلم موسى تكليما بلا جوارح وأدوات
ولا شفة ولا هوات، سبحانه وتعالى عن الصفات.
678 - وعن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من
الآيات وكلام الله ليس بنحو واحد: منه ما كلم الله به الرسل، ومنه ما قذفه في قلوبهم،

(1) السفح: أسفل الجبل.
574

ومنه رؤيا يريها الرسل، ومنه وحى وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله، فاكتف بما وصفت
لك من كلام الله، فان معنى كلام الله، فان معنى كلام الله ليس بنحو واحد فان منه ما تبلغ رسل السماء
رسل الأرض.
679 - في تفسير علي بن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وآله حديث في قصة الاسراء وفيه
يقول صلى الله عليه وآله: ثم ركبت ومضينا ما شاء الله ثم قال لي: انزل فصل، فنزلت وصليت فقال لي:
أتدري أين صليت؟ فقلت: لا، فقال: صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى تكليما.
680 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل في مكالمة
بينه وبين اليهود وفيه: قالت اليهود: موسى خير منك، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ولم؟
قالوا: لان الله عز وجل كلمه بأربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
لقد أعطيت انا أفضل من ذلك، قالوا. وما ذاك؟ قال: قوله عز وجل: (سبحان الذي
أسرى) الحديث.
681 - وروى عن صفوان بن يحيى قال سألني أبو قرة المحدث صاحب شبرمة
ان أدخله إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام، فاستأذنته فاذن له فدخل فقال له: أخبرني
جعلني الله فداك عن كلام الله لموسى عليه السلام؟ فقال: الله أعلم ورسوله بأي لسان كلمه.
بالسريانية أم بالعبرانية، فاخذ أبو قرة بلسانه فقال: انما أسئلك عن هذا اللسان،
فقال أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله مما تقول ومعاذ الله أن يشبه خلقه أو يتكلم بمثل ما
هم به متكلمون، ولكنه تبارك وتعالى ليس كمثله شئ ولا كمثله قائل فاعل، قال: كيف
ذلك؟ قال: كلام الخالق للمخلوق ليس ككلام المخلوق لمخلوق، ولا يلفظ بشق فم ولسان،
ولكن يقول له كن فكان بمشيته ما خاطب به موسى من الامر والنهى من غير
تردد في نفس.
682 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن خالد الطيالسي عن
صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: لم يزل الله متكلما؟
قال: فقال، ان الكلام صفة محدثة ليس بأزلية، كان الله عز وجل ولا متكلم.
قال عز من قائل: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
575

683 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبيائه ليستأدوهم
ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن
العقول، ويروهم آيات القدرة من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع، ومعايش
تحييهم، وآجال تفنيهم وأوصاب تهرمهم. واحداث تتابع عليهم، ولم يخل الله سبحانه
خلقه من نبي مرسل أو كتاب منزل، أو حجة لازمة أو محجة قائمة، رسل لا تقصر بهم قلة
عددهم ولا كثرة المكذبين لهم، من سابق سمى له من بعده، أو غابر عرفه من قبله، على
ذلك نسلت القرون ومضت الدهور. وسلفت الآباء وخلفت الأبناء إلى أن بعث الله نبيه
محمد صلى الله عليه وآله (1).
684 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: انما نزلت: (لكن الله يشهد بما انزل إليك في علي أنزله بعلمه
والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا) وقرأ أبو عبد الله عليه السلام: (ان الذين كفروا وظلموا
آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها أبدا
وكان ذلك على الله يسيرا).
685 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية
هكذا: (ان الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم، ولا ليهديهم طريقا
الا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا) ثم قال: (يا أيها الناس قد جاءكم
الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي عليه السلام فآمنوا خيرا لكم وان تفكروا بولاية على
فان لله ما في السماوات وما في الأرض).

(1) قوله (ع): (واتر) من المواترة وهي المتابعة وأثار الغبار: هيجه. والمقدرة
مصدر من قدر عليه ذا قوى والأوصاب جمع الوصب: المرض والوجع. وأهرمه بمعنى
أضعفه. والمحجة: الطريق. والغابر بمعنى الماضي وقد يطلق على الباقي وهو من الأضداد
ونسلت القرون أي ولدت أو بمعنى أسرعت من نسل الماشي: أسرع، ومعنى الباقي واضح.
576

قال عز من قائل: انما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها
إلى مريم وروح منه.
686 - في مجمع البيان وعيسى عليه السلام ممسوح البدن من الأدناس والآثام كما
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك.
687 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: وصور ابن مريم في الرحم دون الصلب،
وإن كان مخلوقا في أصلاب الأنبياء.
688 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحجال عن ثعلبة عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وروح منه) قال
هي روح مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى.
689 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى جعفر الأصم قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام عن الروح التي في آدم والتي في عيسى ماهما؟ قال: روحان مخلوقان اختارهما
واصطفاهما روح آدم وروح عيسى صلوات الله عليهما.
690 - في مجمع البيان لن يستنكف المسيح الآية روى أن وقد نجران
قالوا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم يا محمد لم تعيب صاحبنا؟ قال: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى.
قال: وأي شئ أقول فيه؟ قالوا: تقول انه عبد الله ورسوله فنزلت الآية.
691 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى المفضل بن عمر عن
الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول -
الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء أوحى إلى ربى جل جلاله فقال: يا محمد انى
اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا وشققت لك من اسمى اسما فانا
المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك
وزوج ابنتك وأبا ذريتك. وشققت له اسما من أسمائي، فانا العلى الاعلى وهو على
وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها
كان عندي من المقربين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
692 - في أمالي الصدوق باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه
577

فاطمة عليها السلام وفيه: فإنها تقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة
المقربين وينادونها بما نادت به الملائكة مريم.
693 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سلمان الفارسي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام تختم باليمين تكن من المقربين، قال: يا رسول الله ومن المقربون؟
قال: جبرئيل وميكائيل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
694 - في تفسير علي بن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وآله حاكيا عن جبرئيل عليه السلام
ان بين الله وبين خلقه سبعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل،
وبيننا وبينه أربع حجاب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام
وحجاب من الماء.
695 - حدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وعنده جبرئيل إذ حانت من جبرئيل نظرة
قبل السماء إلى أن قال: قال جبرئيل: هذا إسرافيل حاجب الرب، انه لأدنى خلق
الرحمن منه وبينه وبينه سبعون حجابا من نور يقطع دونها الابصار مالا يعد ولا يوصف،
وانا لأقرب الخلق منه، بيني وبينه مسيرة ألف عام، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
696 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله حديث
طويل وفيه يقول عليه السلام: لما عرج بي إلى السماء الرابعة اذن جبرئيل وأقام ميكائيل،
ثم قيل لي: ادن يا محمد، فقلت أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم، ان الله
عز وجل فضل أنبياء المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلك أنت حاضر فدنوت فصليت
بأهل السماء الرابعة.
697 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل
وفيه قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن علي هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: وهل شرفت الملائكة الا بحبها لمحمد وعلى وقبولها لولايتهما، انه لا أحد من
محبي علي عليه السلام نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسات الذنوب الا كان أطهر
وأفضل من الملائكة.
578

698 - في مجمع البيان نورا مبينا وقيل: النور ولاية علي بن أبي طالب عن أبي
عبد الله عليه السلام.
699 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يا أيها الناس قد جاءكم برهان
من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا فالنور امامة أمير المؤمنين عليه السلام، ثم قال: فاما
الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل وهم الذين
تمسكوا بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.
700 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن سليمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
قوله (قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا) قال: البرهان محمد
صلى الله عليه وآله وسلم والنور علي عليه السلام قال: قلت له: صراطا مستقيما قال: الصراط المستقيم علي عليه السلام
701 - في مجمع البيان يستفتونك إلى آخر الآية روى عن جابر بن عبد الله
أنه قال اشتكيت وعندي تسع أخوات لي أو سبع فدخلت على النبي صلى الله عليه وآله فنفخ في وجهي
فأفقت فقلت يا رسول الله الا أوصى لأخواتي بالثلثين؟ قال أحسن قلت الشطر قال أحسن
ثم خرج وتركني ورجع إلى فقال يا جابر انى لا أراك ميتا من وجعك هذا. فان الله قد
انزل في الذي لأخواتك فجعل لهن الثلثين، قال وكان جابر يقول أنزلت هذه الآية في
702 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن جميل بن دراج عن زرارة قال: إذا ترك الرجل
أمه أو أباه أو ابنه أو ابنته فإذا ترك واحدا من الأربعة فليس بالذي عنى الله في كتابه قل الله
يفتيكم في الكلالة
703 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي أيوب وعبد الله بن
بكير عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا ترك الرجل أباه أو أمه أو ابنه
أو ابنته إذا ترك واحدا من هؤلاء الأربعة فليس هم الذين عنى الله (قل الله يفتيكم
في الكلالة).
579

704 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عمر بن
أذينة عن بكير عن أبي جعفر عليه السلام قال إذا مات الرجل وله أخت تأخذ نصف الميراث
بالآية كما يأخذ الابنة لو كانت والنصف الباقي يرد عليها بالرحم، إذا لم يكن للميت
وارث أقرب منها، فإن كان موضع الأخت أخ اخذ الميراث كله بالآية، لقول الله
وهو يرثها ان لم يكن لها ولد فان كانتا أختين أخذتا الثلثين بالآية والثلث الباقي
بالرحم وان كانوا اخوة رجالا ونساءا فللذكر مثل حظ الأنثيين وذلك كله إذا لم
يكن للميت ولد أو أبوان أو زوجة.
705 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن عيسى
عن يونس عن عمر بن أذينة عن بكير قال جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام فسأله عن امرأة
تركت زوجها واخوتها لامها وأختها لأبيها، فقال. للزوج النصف ثلاثة أسهم،
وللاخوة من الام الثلث سهمان وللأخت من الأب السدس سهم، فقال له الرجل: فان فرائض
زيد وفرائض العامة والقضاة على غير ذلك يا أبا جعفر يقولون للأخت من الأب ثلاثة أسهم
تصير من ستة تعول إلى ثمانية، فقال أبو جعفر عليه السلام: ولم قالوا ذلك؟ قال: لان الله عز وجل
يقول: (وله أخت فلها نصف ما ترك) فقال أبو جعفر عليه السلام فإن كانت الأخت أخا؟ قال فليس
له الا السدس، فقال له أبو جعفر عليه السلام: فما لكم نقصتم الأخ ان كنتم تحتجون للأخت
النصف بان لله سمى لها النصف فان الله قد سمى للأخ الكل والكل أكثر من النصف لأنه
قال عز وجل: (فلها النصف) وقال للأخ: (وهو يرثها) يعنى جميع مالها (ان لم يكن لها ولد
فلا تعطون الذي جعل الله له الجميع في بعض فرائضكم شيئا وتعطون الذي جعل الله له النصف
تاما فقال له الرجل أصلحك الله فكيف يعطى الأخت النصف ولا يعطى الذكر لو كانت هي ذكرا
شيئا فقال يقولون في أم وزوج وإخوة لأم وأخت لأب فتعطون الزوج النصف والام السدس والاخوة
من الام الثلث والأخت من الأب النصف ثلاثة فيجعلونها من تسعة وهي من ستة فترتفع إلى تسعة قال
وكذلك يقولون فإن كانت الأخت ذكرا أخا لأب قال: ليس له شئ، فقال الرجل لأبي جعفر عليه السلام
فما تقول أنت جعلت فداك؟ فقال: ليس للاخوة من الأب والام ولا الاخوة من الام ولا الاخوة من
الأب مع الام شئ، قال عمر بن أذينة: وسمعته من محمد بن مسلم يرويه مثل ما ذكره ابن بكير
580

المعنى سواء ولست أحفظه بحروفه وتفصيله الا معناه، قال: فذكرت ذلك لزرارة فقال:
صدقا هو والله الحق.
706 - محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج
عن بكير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله رجل عن أختين وزوج؟ فقال: النصف والنصف
فقال الرجل: أصلحك الله قد سمى الله لها أكثر من هذا لهما الثلثان، فقال: ما تقول
في أخ وزوج فقال: النصف والنصف، فقال: أليس قد سمى الله له المال فقال: (وهو يرثها
ان لم يكن لها ولد)؟
707 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن عبد الله بن المغيرة
عن موسى ابن بكر قال: قلت لزرارة ان بكيرا حدثني عن أبي جعفر عليه السلام ان الإخوة للأب
والأخوات للأب والام يزادون وينقصون لأنهن لا يكن أكثر نصيبا من الاخوة والأخوات
للأب والام لو كانوا مكانهن، لان الله عز وجل يقول: (ان امرؤ هلك ليس له ولد
وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد (يقول: يرث جميع مالها ان لم يكن
لها ولد، فاعطوا من سمى الله له النصف كملا وعمدوا فاعطوا الذي سمى الله له المال كله أقل من
النصف، والمراة لا تكون أبدا أكثر نصيبا من الرجل ولو كان مكانها؟ قال: فقال زرارة:
وهذا قائم عند أصحابنا لا يختلفون فيه.
708 - على ابن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن عيسى عن يونس جميعا
عن عمر بن أذينة عن بكير بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول عليه السلام في
آخره وقال في آخر سورة النساء: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك
ليس له ولد وله أخت يعنى أخت لأم وأب أو أخت لأب (فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان
لم يكن لها ولد وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين) فهم الذين
يزادون وينقصون.
581

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة المائدة
في كل يوم خميس لم يلبس ايمانه بظلم ولم يشرك به أبدا.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من قرأ سورة المائدة
أعطى من الاجر بعدد كل يهودي ونصراني يتنفس في دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه
عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.
3 - وروى العياشي باسناده عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام
قال: كان القرآن ينسخ بعضه بعضا، وانما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بآخره وكان
من آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها ولم ينسخها شئ، ولقد نزلت عليه
وهو على بغلة شهباء وثقل عليها الوحي حتى وقفت وتدلى بطنها (1) حتى رأيت سرتها
تكاد تمس الأرض وأغمى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى وضع يده على ذؤابة (2) شيبة
ابن وهب الجمحي، ثم رفع ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ علينا سورة المائدة، فعمل
رسول الله وعملنا.
4 - وباسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نزلت
المائدة كملا، ونزل معها سبعون ألف ملك.
5 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن العلا عن محمد بن
مسلم عن أحدهما عليهما السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في حديث طويل: سبق الكتاب
الخفين انما نزلت المائدة قبل أن يقبض بشهرين.

(1) أي استرسل وتمايل إلى السفل.
(2) الذؤابة: الناصية وهي شعر مقدم الرأس، وفى المصدر (رأس) مكان (ذؤابة)
582

6 - في تفسير علي بن إبراهيم عن إسماعيل بن أبي زياد الكوفي عن جعفر بن
محمد عن أبيه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: ليس في القرآن يا أيها الذين آمنوا الا وهي
في التوراة يا أيها المساكين.
7 - عن جعفر بن أحمد عن العمركي بن علي عن علي بن جعفر بن محمد عن أخيه
موسى عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: ليس في القرآن: (يا أيها الذين آمنوا) الاوهى
في التوراة يا أيها المساكين.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: أوفوا بالعقود قال: أي بالعهود.
9 - أخبرنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري عن ابن أبي
عمير عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) قال، ان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عقد عليهم لعلى صلوات الله عليه بالخلافة في عشرة مواطن، ثم أنزل الله
يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين عليه السلام.
10 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن
محمد بن مسلم قال: سألت أحدهما عليهما السلام عن قول الله عز وجل: أحلت لكم بهيمة الأنعام
فقال: الجنين في بطن أمه إذا اشعر وأوبر فذكوته ذكوة أمه، فذلك الذي عنى عز وجل.
في من لا يحضره الفقيه روى عمر بن أذينة عن محمد بن مسلم عن أحدهما
عليهما السلام وذكر مثله الا قوله فذلك إلى آخره.
11 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (أحلت لكم
بهيمة الأنعام) قال: هي الأجنة (1) التي في بطون الانعام، وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام
يأمر ببيع الأجنة.
12 - عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد عن أبيه ان عليا عليه السلام سئل عن اكل
لحم الفيل والدب والقرد؟ فقال: ليس هذا من بهيمة الأنعام التي يؤكل.
13 - عن المفضل قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله، (أحلت لكم بهيمة الأنعام)

(1) الأجنة جمع الجنين.
583

قال، البهيمة هنا الولي والانعام المؤمنون.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولا القلائد قال: يقلدها النعل التي قد صلى
فيها، قوله: ولا آمين البيت الحرام قال: الذين يحجون البيت.
15 - في مجمع البيان (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله) إلى قوله،
(شديد العقاب) قال أبو جعفر عليه السلام، نزلت هذه الآية في رجل من بنى ربيعة يقال له
الحطم، وقال السدى، اقبل الحطم بن هند البكري حتى اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحده وخلف خيله
خارج المدينة فقال، إلى ما تدعو؟ وقد كان النبي صلى الله عليه وآله قال لأصحابه يدخل عليكم
اليوم رجل من بنى ربيعة يتكلم بلسان شيطان، فلما أجابه النبي صلى الله عليه وآله قال، انظرني
لعلى أسلم ولى من أشاوره فخرج من عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، لقد دخل بوجه
كافر وخرج بعقب غادر فمر بسرح (1) من سروح المدينة فساقه وانطلق به وهو
يرتجز ويقول.
قد لفها الليل بسواق حطم * ليس يراعى إبل ولا غنم
ولا بجزار على ظهر وضم * باتوا نياما وابن هند لم ينم
بات يقاسيها غلام كالزلم * خدلج الساقين ممسوح القدم (2)
ثم أقبل من عام قابل حاجا قد قلد هديا، فأراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان يبعث إليه
فنزلت هذه الآية: (ولا آمين البيت الحرام) وهو قول عكرمة وابن جريح.
16 - وفيه واختلف في هذا فقيل هو منسوخ بقوله: (اقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم) عن أكثر المفسرين، وقيل لم ينسخ من هذه السورة شئ ولامن هذه الآية،
لأنه يجوز أن يبتدأ المشركون في الأشهر الحرم بالقتال الا إذا قاتلوا عن ابن جريح وهو
المروى عن أبي جعفر عليه السلام.

(1) السرح: الماشية.
(2) الحطم: الراعي الظلوم للماشية والوضم: خشبة الجزار التي يقطع عليها
اللحم وقاسى الألم: كابده وعالج شدته والزلم: السهم لا ريش عليه والخدلج: الممتلئ
الساقين وسمينهما.
584

17 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي
ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تأكل من فريسة السبع ولا الموقوذة
ولا المتردية الا ان تدركه حيا فتذكيه.
18 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبي جعفر
محمد بن علي الرضا عليه السلام أنه قال، سألته عما أهل لغير الله به؟ قال: ما ذبح لصنم أو
وثن أو شجر حرم الله ذلك كما حرم الميتة والدم ولم الخنزير، (فمن اضطر غير باغ ولاعاد
فلا اثم عليه) ان يأكل الميتة قال: فقلت: يا بن رسول الله متى تحل للمضطر الميتة؟
فقال: حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سئل فقيل له: يا رسول الله انا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة فمتى تحل لنا الميتة؟
قال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا بقلا (1) فشأنكم بها، قال عبد العظيم: فقلت:
يا بن رسول الله فما معنى قوله: (فمن اضطر غير باغ ولاعاد)؟ قال: العادي السارق
والباغي الذي يبغي الصيد بطرا أو لهوا لا ليعود به على عياله، ليس لهما ان يأكلا الميتة
إذ اضطرا، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار
وليس لهما أن يقصرا في صوم ولا صلاة في سفر قال فقلت قوله عز وجل والمنخنقة
والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم قال المنخنقة
التي انخنقت بأخناقها حتى تموت والموقوذة التي مرضت ووقذها المرض حتى
لم يكن بها حركة. والمتردية التي تتردى من مكان مرتفع إلى أسفل أو تتردى
من جبل أو في بئر فتموت، والنطيحة التي تنطحها بهيمة أخرى فتموت، وما اكل
السبع منه فمات وما ذبح على النصب على حجرا وصنم الاما أدرك ذكوته فذكى،
قلت: وان تستقسموا بالأزلام قال: كانوا في الجاهلية يشترون بعيرا فيما بين عشرة
أنفس ويستقسمون عليه بالقداح، وكانت عشرة أنفس سبعة لها أنصباء وثلاثة لا أنصباء

(1) الإصطباح: اكل الصبوح وهو الغداء خلاف الغبوق وهو اكل العشاء وأصلهما
الشرب ثم استعملا في الاكل واحتفى البقل: إذا أخذه من وجه الأرض بأطراف أصابعه
من قصره وقتله. أي إذا لم تجدوا في الأرض من البقل شيئا ولو بان تحتفوه فتنتفوه لصغره
585

لها، اما التي لها أنصباء فالفذ والتوأم والنافس والحلس والمسيل والمعلى والرقيب
واما التي لا أنصباء لها فالفسيح والمنيح والوغد، فكانوا يجيلون السهام بين عشرة فمن
خرج باسمه سهم من التي لا أنصباء لها الزم ثلث ثمن البعير فلا يزالون بذلك حتى يقع
السهام الثلاثة التي لا أنصباء لها إلى ثلاثة منهم فيلزمونهم ثمن البعير ثم ينحرونه وتأكله
السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئا، ولم يطعموا منه الثلاثة الذين أنقدوا ثمنه شيئا
فلما جاء الاسلام حرم الله عز وجل ذلك فيما حرم فقال عز من قائل: وان تستقسموا
بالأزلام ذلكم فسق يعنى حراما وهذا الخبر في روايات أبى الحسين الأسدي
رضي الله عنه عن سهل بن زياد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبي جعفر محمد بن علي
الرضا عليهما السلام.
19 - في عيون الأخبار عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال.
في قوله: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) قال: الميتة والدم ولحم الخنزير
معروف (وما أهل لغير الله) يعنى ما ذبح للأصنام. واما المنخنقة فان المجوس كانوا لا يأكلون
الذبايح ولا يأكلون الميتة وكانوا يخنقون البقر والغنم فإذا انخنقت وماتت أكلوها،
والمتردية كانوا يشدون أعينها ويلقونها من السطح، فإذا ماتت أكلوها، والنطيحة
كانوا يناطحون بالكباش فإذا مات أحدها أكلوه وما اكل السبع الا ما ذكيتم فكانوا يأكلون
ما يقتله الذئب والأسد فحرم الله عز وجل ذلك، وما ذبح على النصب كانوا يذبحون
لبيوت النيران وقريش كانوا يعبدون الشجر والصخر فيذبحون لها، وان تستقسموا
بالأزلام ذلكم فسق قال: كانوا يعمدون إلى الجزور فيجزونه عشرة أجزاء،
ثم يجتمعون عليه فيخرجون السهام فيدفعونها إلى رجل وهي سبعة لها أنصباء
وثلاثة لا أنصباء لها، فالتي لها أنصباء الفذوا لتوأم والمسيل والنافس والحلس والرقيب و
المعلى، فالفذ، له سهم، والتوأم له سهمان والمسيل له ثلاثة، والنافس له أربعة أسهم
والحلس له خمسة أسهم. والرقيب له ستة أسهم، والمعلى له سبعة أسهم، والتي لا أنصباء
لها السفيح والمنيح والوغد وثمن الجزور على من لم يخرج له من الانصباء شئ وهو القمار
فحرمه الله تعالى.
586

20 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن
أذينة عن زارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كل شئ من الحيوان غير الخنزير والنطيحة والمتردية
وما اكل السبع وهو قول الله عز وجل: (الا ما ذكيتم) فان أدركت شيئا منها وعين
تطرف أو قائمة تركض أو ذنب تمصع (1) فقد أدركت ذكوته فكله.
21 - في مجمع البيان (الا ما ذكيتم) واختلف في الاستثناء إلى ماذا يرجع؟
فقيل: يرجع إلى جميع ما تقدم ذكره من المحرمات سوى مالا يقبل الذكوة من
الخنزير والدم عن علي عليه السلام.
22 - وروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام ان أدنى ما تدرك به الذكوة ان
يدركه وهو تتحرك اذنه أو ذنبه أو تطرف عينه.
23 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: اليوم يئس الذين كفروا من دينكم
قال: ذلك لما نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
24 - في تفسير العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام
في هذه الآية (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) يوم يقوم القائم عليه السلام ييأس بنو أمية،
فهم الذين كفروا يئسوا من آل محمد عليهم السلام.
25 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن
أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية
قالوا جميعا قال: أبو جعفر عليه السلام وكان الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى، وكانت
الولاية آخر الفرايض فأنزل الله عز وجل: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي قال أبو جعفر عليه السلام يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد
أكملت لكم الفرايض.
26 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد
ابن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: فرض الله عز وجل إلى قوله: ثم نزلت الولاية وانما أتاه

(1) مصعت الدابة بذنبها: حركته.
587

ذلك في يوم الجمعة بعرفة، انزل الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي) وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمى يقول قائل ويقول قائل؟
فقلت في نفسي من غيران ينطق به لساني فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أو عدني
ان لم أبلغ ان يعذبني فنزلت: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم
تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى القوم الكافرين) فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال: يا أيها الناس انه لم يكن نبي من الأنبياء ممن
كان قبلي الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه، فأوشك ان ادعى فأجيب، وانا مسؤول وأنتم
مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك
الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد ثلث مرات، ثم قال: يا معشر المسلمين
هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغايب.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن العلا عن
محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية، ثم لم ينزل
بعدها فريضة، ثم نزل: (اليوم أكملت لكم دينكم) بكراع الغميم (1) فأقامها رسول الله
صلى الله عليه وآله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة.
28 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول
فيها عليه السلام بعد أن ذكر النبي صلى الله عليه وآله وقوله حين تكلمت طايفة فقالوا: نحن موالي رسول -
الله صلى الله عليه وآله فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حجة الوداع ثم صار إلى غدير خم فأمر فاصلح
له شبه المنبر ثم علاه واخذ بعضدي حتى رأى بياض إبطيه رافعا صوته قائل في
محفله: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وكانت على ولايتي
ولاية الله وعلى عداوتي عداوة الله، وأنزل الله عز وجل في ذلك: (اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فكانت ولايتي كمال الدين و
رضا الرب جل ذكره.

(1) كراع الغميم: واد بينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا. وبينه وبين مكة
نحو ثلاثين ميلا.
588

29 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم
الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب عليه السلام علما لامتي يهتدون
به من بعدى، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضى
لهم الاسلام دينا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
30 - وباسناده إلى الحسن بن علي عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه:
وحب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين وتلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية: (اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) إلى آخر الآية.
31 - في مجمع البيان باسناده إلى أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما
نزلت هذه الآية قال: الله أكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب برسالتي
وولاية علي بن أبي طالب من بعدى، وقال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، والمروى عن الامامين أبي جعفر وأبى عبد الله
عليهما السلام انه انما نزل بعد أن نصب النبي صلى الله عليه وآله عليا علما للأنام يوم غدير خم بعد منصرفه
عن حجة الوداع، قالا: وهو آخر فريضة أنزلها الله تعالى ثم لم ينزل بعدها فريضة.
32 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام
شهادة الاخلاص لك بالوحدانية بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك
ورسولك وعليا أمير المؤمنين، وان الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص بوحدانيتك
وكمال دينك وتمام نعمتك وفضلك على جميع خلقك وبريتك، فإنك قلت وقولك الحق:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) اللهم فلك
الحمد على ما مننت به علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك، إذ هديتنا لموالاة وليك الهادي
من بعد نبيك المنذر ورضيت لنا الاسلام دينا بموالاته.
33 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام:
وانزل في حجة الوداع وهي آخر عمره عليه السلام (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الاسلام) وامر الإمامة من تمام الدين.
589

34 - في كتاب الخصال عن يزداد بن إبراهيم عمن حدثه من أصحابنا عن أبي عبد الله
عليه السلام عن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه في آخره: وان بولايتي أكمل الله لهذه الأمة
دينهم، وأتم عليهم النعمة ورضى اسلامهم إذ يقول يوم الولاية لمحمد صلى الله عليه وآله: يا محمد
اخبرهم انى أكملت لهم اليوم دينهم ورضيت لهم الاسلام دينا وأتممت عليهم نعمتي، كل
ذلك من من الله به على فله الحمد.
35 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ان العالم
كتب إليه يعنى الحسن بن علي عليهما السلام ان الله عز وجل بمنه ورحمته لما فرض عليكم
الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه. بل رحمة منه إليكم لا إله إلا هو، ليميز
الخبيث من الطيب، وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم، وليتسابقوا إلى
رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته، ففرض عليكم الحج والعمرة، وأقام الصلاة
وايتاء الزكاة والصوم والولاية، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض، ومفتاحا
إلى سبيله، ولولا محمد صلى الله عليه وآله والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم، لا تعرفون فرضا
من الفرائض، وهل تدخل قرية الامن بابها فلما من الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم
صلى الله عليه وآله وسلم قال الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الاسلام دينا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
36 - في من لا يحضره الفقيه وروى موسى بن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام
قال في صيد الكلب ان أرسله صاحبه وسمى فليأكل كلما أمسك عليه وان قتل، وان أكل فكل
ما بقي، وإن كان غير معلم فعلمه ساعته حين يرسله فليأكل منه فإنه معلم، فاماما خلا الكلاب
مما تصيده الفهود والصقور (1) وأشباهه الا أن تدرك ذكوته.
37 - وروى موسى بن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا ارسل الرجل كلبه
ونسي أن يسمى فهو بمنزلة من قد ذبح ونسي أن يسمى.
38 - في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن

(1) الفهد: سبع يصاد به وهو من السباع ضيق الخلق، شديد الغضب ذو وثبات بعيد
النوم، والصقر: كل طائر يصيد من البزاة والشواهين.
590

عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: ما قتل من الجوارح مكلبين وذكرت اسم الله عليه فكلوا من صيدهن
وما قتلت الكلاب لم تعلموا من قبل ان تدركوه فلا تطعموه.
39 - الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألته عما أمسك
عليه الكلب المعلم للصيد وهو قول الله تعالى: وما علمتم من الجوارح مكلبين
تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه
قال: لا بأس ان تأكلوا مما أمسك الكلب مما لم يأكل الكلب منه، فإذا أكل الكلب منه قبل أن
تدركه فلا تأكل منه.
40 - عنه عن فضالة بن أيوب عن رفاعة بن موسى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن الكلب يقتل؟ فقال: كل، فقلت: أكل منه فقال: إذا أكل منه فلم يمسك عليك انما
أمسك على نفسه.
41 - في الكافي حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا
أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله
عليه السلام أنه قال: في كتاب علي عليه السلام في قول الله عز وجل: (وما علمتم من الجوارح مكلبين)
قال: هي الكلاب.
42 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن جميل بن دراج قال
حدثني حكم بن حكيم الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في الكلب يصيد
الصيد فيقتله؟ قال: لا بأس بأكله، قال: قلت: فإنهم يقولون: انه إذا قتله واكل منه
فإنما أمسك على نفسه فلا تأكله؟ فقال: كل، أوليس قد جامعوكم على أن قتله ذكوته؟
قال: قلت: بلى، قال: ما يقولون في شاة ذبحها رجل أذكاها؟ قال: قلت نعم، قال
فان السبع جاء بعد ما ذكاها فاكل منها بعضها، أيؤكل البقية؟ قلت نعم قال فإذا أجابوك
إلى هذا فقل لهم: كيف تقولون: إذا ذكى ذلك فأكل منها لم تأكلوا وإذا ذكى هذا (1)
وأكل أكلتم؟.

(1) في المصدر (وإذا ذكاها هذا).
591

43 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى ابن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن
يحيى عن أحمد ابن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن جميل بن دراج
قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يرسل الكلب على الصيد فيأخذه ولا يكون معه سكين
يذكيه بها أيدعه حتى يقتله ويأكل منه قال لا بأس، قال الله عز وجل فكلوا مما أمسكن
عليكم ولا ينبغي أن يؤكل ما قتله الفهد.
44 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد
عن القاسم ابن سليمان قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن كلب أفلت ولم يرسله صاحبه فصاد
فأدركه صاحبه وقد قتله أياكل منه؟ فقال لا وقال عليه السلام إذا صاد وقد سمى فليأكل، وإذا صاد
ولم يسم فلا يأكل، وهذا مما علمتم من الجوارح مكلبين.
45 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن الحسن بن
ابن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قوم أرسلوا
كلابهم وهي معلمة كلها وقد سموا عليها فلما أن مضت الكلاب دخل فيها كلب غريب
لا يعرفون له صاحبا، فاشتركت جميعا في الصيد؟ فقال. لا تأكل منه لأنك لا تدري
أخذه معلم أم لا.
46 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان
جميعا عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن الحلبي قال قال أبو عبد الله عليه السلام كان أبى
عليه السلام يفتى وكان يتقى ونحن نخاف في يصيد البزاة والصقور، فاما الآن فانا لا نخاف ولا يحل
صيدها الا أن تدرك ذكوته، فإنه في كتاب علي عليه السلام ان الله عز وجل قال (وما علمتم من
الجوارح مكلبين) في الكلاب.
47 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرني أبي عن فضالة بن أيوب عن سيف
بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن صيد البزاة والصقور
والفهود والكلاب؟ قال لا تأكل الاما ذكيتم الا الكلاب، قلت فان قتله؟ قال كل فان
الله يقول (وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن
عليكم) ثم قال عليه السلام كل شئ من السباع تمسك الصيد على نفسها الا الكلاب المعلمة فإنها
592

تمسك على صاحبها، وقال إذا أرسلت الكلب المعلم فاذكروا اسم الله عليه فهو ذكوته،
قوله: أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم قال: عنى
بطعامهم هيهنا الحبوب والفاكهة غير الذبايح التي يذبحونها، فإنهم لا يذكرون اسم الله خالصا
عليها أي على ذبائحهم ثم قال والله ما استحلوا ذبايحكم فكيف تستحلون ذبايحهم.
48 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل
عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن قتيبة الأعشى قال سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام
وانا عنده فقال له الغنم نرسل فيها اليهودي والنصراني فتعرض فيها العارضة فتذبح
أنأكل ذبيحته؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام لا تدخل ثمنها مالك ولا تأكلها فإنما هو الاسم ولا
يؤمن عليها الا مسلم، فقال له الرجل قال الله تعالى (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام
الذين أوتوا الكتاب حل لكم) فقال أبو عبد الله عليه السلام كان أبى صلوات الله عليه يقول
انما هو الحبوب وأشباهها.
49 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سألته عن طعام أهل الكتاب وما يحل منه؟ قال الحبوب.
50 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود
قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم
حل لهم) فقال عليه السلام الحبوب والبقول.
51 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن إسماعيل
بن جابر قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في طعام أهل الكتاب فقال لا تأكله ثم سكت هنيئته
ثم قال لا تأكله، ثم سكت هنيهة ثم قال لا تأكله ولا تتركه تقول انه حرام ولكن تتركه تنزها
عنه، ان في آنيتهم الخمر ولحم الخنزيز.
52 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى
(وطعامهم حل لكم) قال العدس والحبوب وأشباه ذلك يعنى أهل الكتاب
53 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: والمحصنات من المؤمنات
قال هن المسلمات.
593

54 - عن مسعدة بن صدقة قال: سئل أبو جعفر عليه السلام عن قول الله والمحصنات من
الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال نسختها (ولا تمسكوا بعصم الكوافر):
55 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن
الجهم قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام:؟ يا أبا محمد ما تقول في رجل تزوج نصرانية
على مسلمة؟ قلت: جعلت فداك وما قولي بين يديك؟ قال: لتقولن فان ذلك يعلم به قولي
قلت: لا يجوز تزويج النصرانية على مسلمة ولاغير مسلمة، قال: لم قلت لقول الله عز وجل:
(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) قال: فما تقول في هذه الآية (والمحصنات من الذين
أوتوا الكتاب من قبلكم) قلت فقوله: (ولا تنكحوا المشركات) نسخت هذه الآية، فتبسم ثم سكت
56 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة بن أعين
قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم
فقال: هذه منسوخة بقوله: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر)
57 - في مجمع البيان وقد روى أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام انه منسوخ
بقوله: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) وبقوله: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر)
58 - فيمن لا يحضره الفقيه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: (والمحصنات
من النساء) قال: هن ذوات الأزواج قال: قلت: وما المحصنات من الذين أوتوا الكتاب
من قبلكم قال: هن العفائف.
59 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أحمد بن
عمر عن درست الواسطي عن علي بن رئاب عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال
لا ينبغي نكاح أهل الكتاب، قلت: جعلت فداك وأين تحريمه؟ قال: قوله،
(ولا تمسكوا بعصم الكوافر).
60 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن معاوية
بن وهب وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام في الرجل المؤمن يتزوج اليهودية والنصرانية؟
قال (إذا أصاب المسلمة فما يصنع باليهودية والنصرانية؟ فقلت له: يكون له فيها
الهوى، فقال: ان فعل فليمنعها من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، واعلم أن عليه في
594

دينه غضاضة (1).
61 - في تفسير العياشي عن أبان عن ابن عبد الرحمان قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: أدنى ما يخرج به الرجل من الاسلام ان يرى الرأي بخلاف الحق فيقيم
عليه، قال، ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وقال. الذي يكفر بالايمان الذي
لا يعمل بما أمر الله به ولا يرضى به.
62 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في قول الله، (ومن يكفر بالايمان فقد
حبط عمله) قال: هو ترك العمل حتى يدعه أجمع، قال، منه الذي يدع الصلاة متعمدا
لامن شغل ولامن سكر يعنى النوم.
63 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية، (ومن
يكفر بالايمان فقد حبط عمله) يعنى بولاية علي عليه السلام (وهو في الآخرة من الخاسرين)
64 - عن هارون بن خارجة قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله.
(ومن يكفر بالايمان فقد حبطه عمله) قال. فقال من ذلك ما اشتق فيه زرارة بن
أعين وأبو حنيفة.
65 - في بصائر الدرجات عن عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن
بن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال. سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله
تبارك وتعالى. (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين) قال.
تفسيرها في بطن القرآن من يكفر بولاية على، وعلى هو الايمان.
66 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن
بن علي عن حماد بن عثمان عن عبيد عن (بن ظ) زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله عز وجل: (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله) قال: ترك العمل الذي
أقربه، من ذلك أن يترك الصلاة من غير سقم ولاشغل.
67 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن
عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ومن يكفر بالايمان

(1) الغضاضة: الذلة والمنقصة.
595

فقد حبطه عمله) فقال: ترك العمل الذي أقربه، قلت: فما موضع ترك العمل حتى
يدعه أجمع؟ قال: منه الذي يدع الصلاة متعمدا لامن سكر ولامن علة.
68 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب وغيره عن العلا بن رزين عن
محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: من كان مؤمنا فعمل خيرا في ايمانه فأصابته
فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحسب بكل شئ كان عمله في ايمانه، ولا تبطله
الكفر إذا تاب بعد كفره.
69 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله)
قال: من آمن ثم أطاع أهل الشرك فقد حبط عمله، وكفر بالايمان (وهو في الآخرة
من الخاسرين).
70 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان
جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: الا تخبرني
من أين علمت وقلت: ان المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك ثم قال: يا زرارة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونزل به الكتاب من الله لان الله عز وجل يقول فاغسلوا وجوهكم
فعرفنا ان الوجه كله ينبغي أن يغسل ثم قال: وأيديكم إلى المرافق ثم فصل بين
كلامين فقال: وامسحوا برؤوسكم فعرفنا حين قال برؤوسكم ان المسح ببعض الرأس
لمكان الباء، ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال: وأرجلكم
إلى الكعبين فعرفنا حين وصلها بالرأس ان المسح على بعضها، ثم فسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ذلك للناس فضيعوه ثم قال: فلم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا
بوجوهكم وأيديكم منه فلما وضع الوضوء ان لم يجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا
لأنه قال: (بوجوهكم) ثم وصل بها (وأيديكم) ثم قال (منه) أي من ذلك التيمم لأنه علم أن
ذلك أجمع لم يجر على الوجه لأنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف ولا يعلق ببعضها
ثم قال: (ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج) والحرج الضيق.
71 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله
عليه السلام قال، جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه عن مسائل فكان فيما سألوه
596

أخبرنا يا محمد لأي علة توضأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما ان وسوس الشيطان إلى آدم دنا من الشجرة ونظر إليها فذهب ماء
وجهه، ثم قام ومشى إليها وهي أول قدم مشت إلى الخطيئة ثم تناول بيده منهما عليهما فأكل
فطار الحلى والحلل عن جسده، فوضع آدم يده على أم رأسه وبكى. فلما تاب فرض الله
عليه وعلى ذريته غسل هذه الجوارح الأربع وأمره بغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة
وأمره بغسل اليدين إلى المرفقين لما تناول منها وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على أم
رأسه، وأمره بمسح القدمين لما مشى بهما إلى الخطيئة.
72 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
بن بريد قال. حدثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها
وفرض على اليدين ان لا يبطش بهما إلى ما حرم الله، وان يبطش بهما إلى ما أمر الله
عز وجل، وفرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوات
فقال، (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق
وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) وقال. (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب
حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداءا حتى تضع الحرب أو زارها) فهذا
ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما.
73 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أذينة عن
زرارة وبكير انهما سألا أبا جعفر عليه السلام عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعا بطشت أو تور (1) فيه
ماء فغمس يده اليمنى فغرف بها غرفة فصبه على وجهه فغسل بها وجهه ثم غمس كفه اليسرى فغرف
بها غرفة فأفرغ على ذراعه اليمنى فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكف لا يردها إلى المرفق
ثم غمس كفه اليمنى فأفرغ بها ذراعه اليسرى من المرفق وصنع بها مثل ما صنع باليمنى ثم مسح
رأسه وقدميه ببلل كفه لم يحدث لهما ماءا جديدا، ثم قال: ولا يدخل أصابعه تحت
الشراك، ثم قال: إن الله عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا

(1) التور: اناء صغير.
597

وجوهكم وأيديكم) فليس له أن يدع شيئا من وجهه الا غسله، وأمر أن يغسل اليدين
إلى المرفقين فليس له أن يدع من يديه إلى المرفقين شيئا الا غسله، لان الله يقول:
(اغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) ثم قال: (وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)
فإذا مسح بشئ من رأسه أو بشئ من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد اجزاه،
قال فقلنا: أين الكعبان؟ قال: ههنا يعنى المفصل دون عظم الساق، فقلنا: هذا ما هو؟ فقال
هذا من عظم الساق، والكف أسفل من ذلك فقلنا: أصلحك الله فالغرفة الواحدة يجزى
للوجه وغرفة للذراع؟ قال: نعم إذا بالغت فيها والثنتان تأتيان على ذلك كله.
74 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وأبو داود جميعا عن الحسين بن سعيد عن
فضالة بن أيوب عن حماد بن عثمان عن علي بن المغيرة عن ميسرة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
الوضوء واحدة واحدة، ووصف الكعب في ظهر القدم.
75 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا
عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال، قلت له اخبرني عن حد الوجه الذي ينبغي له
ان يوضأ، الذي قال الله عز وجل؟ فقال الوجه الذي أمر الله تعالى بغسله الذي لا ينبغي لاحد
ان يزيد عليه ولا ينقص منه، ان زاد عليه لم يوجر وان نقص منه اثم، ما دارت عليه
السبابة والوسطى والابهام من قصاص الرأس إلى الذقن، وما جرت عليه الإصبعان من
الوجه مستديرا فهو من الوجه، وما سوى ذلك فليس من الوجه، قلت: الصدغ ليس
من الوجه؟ قال لا.
76 - محمد بن الحسن وغيره عن سهل بن زياد وعن علي بن الحكم عن الهيثم
بن عروة التميمي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (فاغسلوا وجوهكم
وأيديكم إلى المرافق) فقلت: هكذا ومسحت من ظهر كفى إلى المرفق؟ فقال: ليس
هكذا تنزيلها، انما هي (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق) ثم أمر يده من
مرفقه إلى أصابعه.
77 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن المسح على القدمين كيف هو؟ فوضع كفه على
598

الأصابع فمسحها على الكعبين إلى ظاهر القدم، قلت جعلت: فداك لو أن رجلا قال بإصبعين من
أصابعه هكذا؟ فقال لا الا بكفه.
78 - أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس قال اخبرني
من رأى أبا الحسن عليه السلام بمنى يمسح ظهر قدميه من أعلى القدم إلى الكعب، ومن الكعب
إلى أعلى القدم، ويقول الامر في مسح الرجلين موسع من شاء مسح مقبلا ومن شاء مسح
مدبرا، فإنه من الامر الموسع إن شاء الله.
79 - على عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد عن
حريز عن زرارة قال قال أبو جعفر عليه السلام تابع بين الوضوء كما قال الله عز وجل ابدأ بالوجه
ثم باليدين ثم امسح الرأس والرجلين، ولا تقدمن شيئا بين يدي شئ تخالف ما أمرت به،
فان غسلت الذراع قبل الوجه فابدأ بالوجه واعد على الذراع، فان مسحت الرجل قبل الرأس
فامسح على الرأس قبل الرجل، ثم أعد على الرجل ابدأ بما بدأ الله به.
قال عز من قائل: وان كنتم جنبا فاطهروا.
80 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن
العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال سألته متى يجب الغسل على الرجل
والمرأة؟ فقال إذا أدخله فقد وجب الغسل والمهر والرجم.
81 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل
قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يجامع المرأة قريبا من الفرج فلا ينزلان متى
يجب الغسل؟ فقال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل فقلت: التقاء الختانين هو
غيبوبة الحشفة؟ قال: نعم.
82 - في من لا يحضره الفقيه جاء نفر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله أعلمهم
عن مسائل فكان فيما سأله ان قال: لأي شئ أمر الله تعالى بالاغتسال من الجنابة ولم
يأمر بالغسل من الغايط والبول؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان آدم لما أكل من الشجرة دب (1)
ذلك في عروقه وشعره وبشره فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كل عرق وشعرة في

(1) أي اسرى.
599

جسده، فأوجب الله عز وجل على ذريته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة، والبول
يخرج من فضلة الشراب الذي يشربه الانسان. والغائط يخرج من فضلة الطعام الذي
يأكله الانسان فعليه في ذلك الوضوء، قال اليهودي: صدقت يا محمد.
83 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: فرض الله الغسل
على الوجه والذراعين والمسح على الرأس والقدمين فلما جاء حال السفر والمرض والضرورة
وضع الله الغسل وأثبت الغسل مسحا، فقال وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد
منكم من الغايط أو لامستم النساء إلى وأيديكم منه.
84 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال ملامسة النساء هو الايقاع بهن.
85 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله
عليه السلام انه سئل عن التيمم فتلا هذه الآية (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) وقال فاغسلوا
وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) قال فامسح على كفيك من حيث موضع القطع، وقال: (وما
كان ربك نسيا).
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: للوضوء والغسل والتيمم مسائل كثيرة ولها مدارك
من السنة وغيرها وقد بينها الأصحاب رضوان الله عليهم في محالها.
86 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه
الذي واثقكم به قال: لما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم بالولاية قالوا: سمعنا
وأطعنا ثم نقضوا ميثاقه.
87 - في مجمع البيان (وميثاقه الذي واثقكم به) قيل فيه أقوال:
إلى قوله: وثانيها، ان المراد بالميثاق ما بين لهم في حجة الوداع من تحريم المحرمات
وكيفية الطهارة وفرض الولاية وغير ذلك عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام.
88 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام
وليكن من قولكم إذا التقيتم أن تقولوا: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم وجعلنا
من الموفين بعهده إلينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوام بقسطه.
600

89 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم يعنى
نقض عهد أمير المؤمنين وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه قال:
من نحى أمير المؤمنين عليه السلام عن موضعه، والدليل على أن الكلمة أمير المؤمنين قوله:
(وجعلها كلمة باقية في عقبه) يعنى به الإمامة قوله ولا تزال تطلع على خائنة منهم
الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح قال منسوخة بقوله (اقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم).
90 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن
الحسين عن عمرو بن عثمان عن الحسين بن خالد عمن ذكره عن أبي الربيع الشامي
قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: لا تشتر من السودان أحدا، فإن كان لابد فمن النوبة فإنهم
من الذين قال الله عز وجل: ومن الذين قالوا انا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا
حظا مما ذكروا به اما انهم سيذكرون ذلك الحظ وسيخرج مع القائم عليه السلام منا
عصابة منهم، ولا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء.
91 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا
يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قال يبين
النبي صلى الله عليه وآله مما أخفيتموه مما في التوراة من اخباره ويدع كثيرا لا يبينه قد جاءكم
من الله نور وكتاب مبين يعنى بالنور أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.
قال مؤلف هذا الكتاب، ستسمع إن شاء الله في هذه الورقة عن قريب عند قوله
تعالى. (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) عن أبي جعفر عليه السلام حديثا
طويلا وفيه سبب نزول هذه الآية.
92 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال رن (1) إبليس أربع رنات
أولهن يوم لعن، وحين اهبط إلى الأرض، وحين بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم على حين فترة
من الرسل (الحديث).
93 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أصحاب الملل و

(1) الرنة: الصيحة.
601

المقالات قال الرضا عليه السلام لرأس الجالوت: وقد قال داود في زبوره وأنت قرأ: اللهم
ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه وآله سلم؟ قال
رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكره ولكن عنى بذلك عيسى وأيامه هي
الفترة، قال الرضا عليه السلام: جهلت ان عيسى لم يخالف السنة، وقد كان موافقا لسنة
التوراة حتى رفعه الله إليه، وفى الإنجيل مكتوب ان ابن البرة ذاهب والفار قليطا
جائى من بعده، وهو الذي يخفف الآصار ويفسر لكم كل شئ، ويشهد لي كما شهدت
له، أنا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل، أتؤمن بهذا في الإنجيل؟ قال: نعم لا أنكره.
94 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد العظيم بن
عبد الله قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يخطب بهذه الخطبة: الحمد لله العالم بما هو كائن إلى
أن قال عليه السلام، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى ووليه المرتضى وبعثه بالهدى أرسله على
حين فترة من الرسل واختلاف من الملل وانقطاع من السبل ودروس من الحكمة،
وطموس من أعلام الهدى والبينات.
95 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: ابتعثه على حين فترة
من الرسل وهداة من العلم واختلاف من الملل وضلال عن الحق وجهالة بالرب، وكفر
بالبعث والوعد.
96 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة
الثمالي عن أبي الربيع قال: سأل: نافع بن الأزرق أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام
فقال أخبرني كم بين عيسى ومحمد من سنة؟ فقال: أخبرك بقولي أو بقولك؟ قال: اخبرني
بالقولين جميعا، قال: اما بقولي فخمسمأة، واما بقولك فستمأة، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة. في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن
ابن محبوب عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبو منصور عن أبي الربيع مثله.
97 - علي بن إبراهيم عن أبيه وأحمد بن محمد الكوفي عن علي بن عمرو بن
أيمن جميعا عن محسن بن أحمد بن معاذ عن أبان بن عثمان عن بشير النبال عن أبي
عبد الله عليه السلام قال بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا إذ جاءته امرأة فرحب بها وأخذ بيدها وأقعدها،
602

ثم قال: ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان دعاهم فأبوا أن يؤمنوا والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
98 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد
ابن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الوليد الخزاز
والسندي بن محمد البزاز جميعا عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان الأحمر
عن بشير النبال عن أبي جعفر الباقر وأبى عبد الله الصادق عليهما السلام قالا: جاءت
ابنة خالد بن سنان العبسي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها مرحبا بابنة أخي فصافحها وأدناها
وبسط لها رداه، ثم أجلسها عليه إلى جنبه، ثم قال هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان
العبسي وكان اسمها محياة بنت خالد بن سنان.
99 - وباسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثني عن إسماعيل بن أبي
رافع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل قال فيه بعد أن ذكر عيسى ثم يحيى ثم العزير ثم
دانيال عليهم السلام وملوك زمانهم، فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نور الله
وحكمته مكيخا بن دانيال ففعل، وعند ذلك ملك هرمز ثلاثة وستين سنة وثلاثة أشهر
وأربعة أيام، وملك بعده بهرام بن بهرام ستا وعشرين سنة، وولى أمر الله مكيخا بن
دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الايمان
في ذلك الزمان ولا أن يتعلقوا به وعند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين، وفى زمانه
انقطعت الرسل وكانت الفترة وولى أمر الله يومئذ مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون،
فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه أوحى إليه في منامه ان استودع نور الله وحكمته ابنه
انشوا بن مكيخا، وكانت الفترة بين عيسى وبين محمد صلى الله عليه وآله أربعمائة سنة وثمانين
سنة، وأولياء الله يومئذ في الأرض ذرية انشوا بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد
ممن يختاره الجبار.
100 - وباسناده إلى مقاتل بن سليمان بن دواك رووا عن أبي عبد الله عليه السلام عن النبي
صلى الله عليه وآله حديثا طويلا وفى آخره يقول صلى الله عليه وآله وسلم: وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا،
وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر
603

إلى سليمة: وأوصى سليمة إلى بردة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ودفعها إلى بردة وأنا أدفعها
إليك يا علي.
وقال الصدوق في هذا الكتاب يعنى الفترة انه لم يكن بينهما رسول ولا نبي ولا وصى
ظاهر مشهور كمن كان قبله، وعلى ذلك دل الكتاب المنزل: ان الله عز وجل بعث محمدا
صلى الله عليه وآله وسلم على حين فترة من الرسل من الأنبياء والأوصياء، ولكن قد كان بينه وبين عيسى
عليهما السلام أنبياء وأئمة مستورون خائفون، منهم خالد بن سنان العبسي نبي لا يدفعه دافع،
ولا ينكره منكر، لتواطى الاخبار بذلك عن الخاص والعام وشهرتهم عندهم، وكان بين مبعثه
وبين مبعث نبيا صلى الله عليه وآله خمسون سنة.
101 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام قال، سألته هل سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأطفال؟ فقال. قد سأل،
فقال، الله اعلم بما كانوا عاملين ثم قال، يا زرارة وهل تدرى قوله، الله اعلم بما كانوا
عاملين؟ قلت، لا قال، لله فيهم المشية، انه إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل
الأطفال والذي مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذي أدرك النبي صلى الله عليه وآله وهو
لا يعقل، والأصم والأبكم الذي لا يعقل، والمجنون والأبله الذي لا يعقل، وكل واحد
منهم يحتج على الله عز وجل فيبعث الله إليهم ملكا من الملائكة فيؤجج لهم نارا ثم يبعث
الله إليهم ملكا فيقول لهم، ان ربكم يأمركم أن تثبتوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا
وسلاما وأدخل الجنة، ومن تخلف عنها دخل النار.
102 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام
انه سئل عمن مات في الفترة وعمن لم يدرك الحنث والمعتوه؟ فقال، يحتج الله عليهم
يرفع لهم نارا فيقول لهم ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى قال:
ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني.
103 - وبهذا الاسناد قال: ثلاثة تحتج عليهم الأبكم والطفل ومن مات في الفترة؟
فترفع لهم نارا فيقال لهم ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى قال الله
تبارك وتعالى هذا قد أمرتكم فعصيتموني.
604

104 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يذكر فيه أهوال القيامة وفيه: فيقام الرسل فيسألوا عن تأدية الرسالات التي حملوها
إلى أممهم فأخبروا انهم قد أدوا ذلك إلى أممهم، وتسأل الأمم فيجحدوا كما قال الله:
(فلنسألن الذين ارسل إليهم ولنسئلن المرسلين) فيقولون: (ما جاءنا من بشير ولا نذير)
فتتشهد الرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيشهد بصدق الرسل وتكذيب من جحدها من الأمم،
فيقول كل أمة منهم: بلى قد جاءنا بشير ونذير والله على كل شئ قدير) أي مقتدر على شهادة
جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم وكذلك قال الله تعالى لنبيه: فكيف إذا
جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فلا يستطيعون رد شهادته خوفا
من أن يختم الله على أفواههم وان تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون.
105 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: وقال عز وجل
وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين جعل التوكل مفتاح الايمان والايمان قفل التوكل
وحقيقة التوكل الايثار وأهل الايثار تقديم الشئ بحقه، ولا ينفك المتوكل في توكله من اثبات
أحد الايثارين، فان آثر معلول التوكل وهو الكون حجب به وان آثر معلول علة التوكل
وهو الباري سبحانه بقي معه.
106 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبان بن تغلب عن الصادق
عليه السلام حديث طويل وفيه قال: قال علي عليه السلام لعمر بن الخطاب في أول جلوس أبى بكر:
يا بن صهاك الحبشية لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله تقدم لأرينك أينا
أضعف ناصرا وأقل عددا ثم التفت إلى أصحابه فقال: انصرفوا رحمكم الله لادخلت المسجد
الا كما دخل أخواي موسى وهارون إذ قال له أصحابه فاذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا
قاعدون والله لا دخلته الا لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله أو لقضية أقضاها فإنه لا يجوز لحجة أقام
رسول صلى الله عليه وآله ان يترك الناس في حيرة.
107 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام ان رأس المهدى (1)
يهدى إلى موسى بن عيسى على طبق، قلت: فقد مات هذا وهذا؟ قال: فقد قال الله

(1) المراد من المهدى هو المهدى العباسي.
605

ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم فلم يدخلوها ودخلها الأبناء،
أو قال أبناء الأبناء، فكان ذلك دخولهم، فقلت: لو ترى ان الذي قال في المهدى
وفى عيسى (1) يكون مثل هذا؟ فقال: نعم يكون في أولادهم، فقلت: ما تنكران يكون
ما قال في ابن الحسن يكون في ولده؟ قال: ليس ذلك مثل ذا.
108 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن
قوله (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) قال: كتبها لهم ثم محاها.
109 - عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لي: ان بني إسرائيل قال لهم:
(ادخلوا الأرض المقدسة) فلم يدخلوها حتى حرمها عليهم وعلى اتباعهم وعلى أبنائهم،
وانما دخلها أبناء الأبناء.
110 - عن إسماعيل الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أصلحك الله (ادخلوا
الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) أكان كتبها لهم؟ قال: أي والله لقد كتبها لهم، ثم بدا له
لا يدخلوها، قال: ثم ابتدأ هو فقال: ان الصلاة كانت ركعتين عند الله فجعلها للمسافر وزاد
للمقيم ركعتين فجعلها أربعا.
111 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن قول الله (ادخلوا الأرض
المقدسة التي كتب الله لكم) قال: كتبها لهم ثم محاها، ثم كتبها لأبنائهم فدخلوها، والله يمحو
ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
112 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ادخلوا الأرض المقدسة التي
كتب الله لكم) قال: كان في علمه انهم سيعصون ويتيهون أربعين سنة ثم يدخلونها بعد
تحريمها إياها عليهم.
113 - عن حريز عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة (2)

(1) وفى نسخة البحار (ابن عيسى) وهو الظاهر.
(2) القذة: ريش السهم يعنى كما تقدر كل واحدة منهن على صاحبتها وتقطع،
قال ابن الأثير يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
606

حتى لا يخطون طريقهم، ولا يخطأكم سنة بني إسرائيل، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: قال موسى
لقومه: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) فردوا عليه. وكانوا ستمائة
ألف فقالوا: (يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان
يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما) أحدهما يوشع
بن نون وكلا بن يافثا (1) قال: وهما ابن عمه فقالا: ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه
إلى قوله: انا ههنا قاعدون قال: فعصى أربعون ألفا وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون
وكلا بن يافثا، فسماهم الله فاسقين فقال: لا تأس على القوم الفاسقين فتاهوا أربعين
سنة لأنهم عصوا، فكان حذو النعل بالنعل، ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض لم يكن على
أمر الله الاعلى والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر، فمكثوا أربعين حتى قام على
فقاتل من خالفه.
114 - عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان أبو جعفر عليه السلام
يقول: نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها وبئس البلاد مصرا ما انها سجن من سخط الله
عليه: ولم يكن دخول بني إسرائيل مصر الامن سخطه ومن معصيته منهم لله، لان الله قال:
(ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) يعنى الشام فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في
الأرض أربعين سنة في مصر وفيا فيها (2) ثم دخلوها أربعين سنة ثم قال: وما كان خروجهم
من مصر ودخولهم الشام الامن بعد توبتهم ورضا الله عنهم.
115 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن الرضا عليه السلام قال: قلنا له: ان أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة، قال:
وكيف ذلك؟ قلت: جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جبلهم سبعون ألفا يدخلون
الجنة بغير حساب، قال: لا، لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب الله على بني إسرائيل الا
أدخلهم مصر، ولارضى عنهم الا أخرجهم منها إلى غيرها، ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى
موسى أن يخرج عظام يوسف منها، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تغتسلوا رؤسكم بطينها،

(1) وفى المصدر (كالب بن يافنا).
(2) فيافى كصحارى لفظا ومعنى.
607

ولا تأكلوا في فخارها (1) فإنها تورث الذلة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
116 - في تفسير العياشي عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال
ذكر أهل مصر وذكر قوم موسى وقولهم: (اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون)
فحرمها الله عليهم أربعين سنة وتيههم. فكان إذا كان العشاء وأخذوا في الرحيل نادوا الرحيل
الرحيل الوحا الوحا (2) فلم يزالوا كذلك حتى تغيب الشمس حتى إذا ارتحلوا واستوت بهم
الأرض، قال الله تعالى للأرض ديري بهم فلا يزالوا كذلك حتى إذا أسحروا وقارب الصبح
قالوا إن هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فإذا أصبحوا اذاهم في منازلهم التي كانوا فيها بالأمس.
فيقول بعضهم لبعض يا قوم لقد ضللتم وأخطأتم الطريق، فلم يزالوا كذلك حتى اذن الله لهم
فدخلوها وقد كان كتبها لهم.
117 - في الكافي علي بن إبراهيم عن ابن فضال عن محمد بن الحصين عن
محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: مات داود النبي صلى الله عليه يوم السبت مفجوءا فأظلته الطير بأجنحتها
ومات موسى عليه السلام كليم الله في التيه فصاح صائح من السماء مات موسى وأي
نفس لا تموت؟
118 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن
العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا وذكر فيه
قلت: فأيهما مات قبل صاحبه؟ قال: مات هارون قبل موسى عليهما السلام، وماتا
جميعا في التيه.
119 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى حمزة عن أبي
جعفر عليه السلام حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون إلى
بني إسرائيل من بعد موسى بنبوته بدؤها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل،

(1) الفخار جمع الفخارة: الجرة ويقال له بالفارسية (سبو).
(2) الوحي: العجلة، يقال في الاستعجال: (الوحي الوحي) أي البدار البدار
يمد ويقصر.
608

120 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: أيها الناس لو لم تتخاذلوا عن نصر الحق
ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يطمع فيكم من ليس مثلكم، ولم يقومن قوى عليكم لكنكم
تهتم متاه بني إسرائيل، ولعمري ليضعفن لكم التيه من بعدى أضعافا، خلفتم الحق وراء
ظهوركم، وقطعتم الأدنى ووصلتم الابعد.
121 - في روضة الكافي رفعه قال: إن موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال
له في مناجاته: يا موسى ان ابني آدم تواضعا في منزلة لينالا بها من فضلى ورحمتي،
فقربا قربانا، ولا اقبل الا من المتقين فكان من شأنهما ما قد علمت فكيف تثق بالصحاب
بعد الأخ والوزير، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
122 - في من لا يحضره الفقيه روى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول -
الله صلى الله عليه وآله وسلم ان أول ما يحكم الله عزو جل فيه يوم القيامة الدماء، فيوقف ابنا آدم فيفصل
بينهما، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد من الناس بعد
ذلك حتى يأتي المقتول بقاتله، فيشخب دمه (1) في وجهه فيقول: أنت قتلته
فلا يستطيع أن يكتم الله حديثا.
123 - في مجمع البيان قالوا إن حوا امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلاما
وجارية فولدت في أول بطن قابيل، وقيل قابين وتوأمته إقليما بنت آدم، والبطن
الثاني هابيل وتوأمته ليوذا، فلما أدركوا جميعا أمر الله تعالى آدم ان ينكح قابيل
أخت هابيل، وهابيل أخت قابيل، فرضى هابيل وأبى قابيل لان أخته كانت أحسنهما
وقال: ما أمر الله بهذا ولكن هذا من رأيك، فأمرهما آدم أن يقربا قربانا، فرضيا بذلك
فغدا هابيل وكان صاحب ماشية فأخذ من خير غنمه زبدا ولبنا، وكان قابيل صاحب
زرع فأخذ من شر زرعه ثم صعدا فوضعا القربانين على الجبل، فأتت النار فأكلت
قربان هابيل وتجنبت قربان قابيل، فكان آدم غايبا بمكة عنهما خرج إليها ليزور
البيت بأمر ربه، فقال قابيل: لا عشت يا هابيل في الدنيا وقد تقبل قربانك ولم يتقبل
قرباني؟ وتريد أن تأخذ أختي الحسناء وآخذ أختك القبيحة؟ فقال له هابيل

(1) أي يسيل.
609

ما حكاء الله تعالى، فشدخه بحجر فقتله، روى ذلك عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام وغيره
من المفسرين.
124 - وقد روت العامة عن جعفر الصادق عليه السلام قال: قتل قابيل هابيل وتركه
بالعراء لا يدرى ما يصنع به، فقصده السباع فحمله في جراب على ظهره حتى أروح (1)
وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يرمى فتأكله، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل
أحدهما صاحبه ثم حفر له بمنقاره وبرجليه ثم ألقاه في الحفيرة وواراه وقابيل ينظر
إليه فدفن أخاه.
125 - في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
جعلت فداك ان الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام:
قد قال الناس في ذلك ولكن يا سليمان اما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لو علمت أن
آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم، وما كنت لأرغب عن دين آدم فقلت
جعلت فداك انهم يزعمون أن قابيل انما قتل هابيل لأنهما تغايرا على أختهما، فقال له:
يا سليمان تقول هذا! اما تستحيي ان تروى هذا على نبي الله آدم؟ فقلت: جعلت
فداك فبم قتل قابيل هابيل؟ فقال: في الوصية ثم قال لي. يا سليمان ان الله تبارك و
تعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم إلى هابيل، وكان قابيل
أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل. فغضب فقال: أنا أولى بالكرامة والوصية. فأمرهما أن يقربا
قربانا يوحى من الله إليه، ففعلا فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله.
126 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي
وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه. وسأله عن
أول من قال الشعر؟ فقال. آدم عليه السلام. قال: وما كان شعره؟ قال. لما أنزل إلى الأرض
من السماء فرأى تربتها وسعتها وهواها وقتل قابيل هابيل فقال آدم عليه السلام.
تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرض مغبر قبيح (1)

(1) أي أنتن.
(1) المغبر: الملطخ بالغبار.
610

تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح
فأجابه إبليس لعنه الله
تنح عن البلاد وساكنيها * فبى في الخلد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح
فلم تنفك من كيدي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح
فلولا رحمة الجبار أضحى * بكفك من جنان الخلد ريح
وفيه ثم قام إليه رجل آخر فقال يا أمير المؤمنين اخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا
منه وثقله وأي أربعاء هو؟ قال: آخر أربعاء في الشهر، وهو محاق وفيه قتل قابيل
هابيل أخاه.
127 - في كتاب الخصال عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: كان علي بن أبي
طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين
انى أسئلك عن أشياء، فقال: سل تفقها ولا تسأل تعنتا فسأله عن أشياء فكان فيما سأله أن قال له:
أخبرني عن أول من قال الشعر؟ وذكركما في عيون الأخبار، الا انه زاد لآدم بيتا ثالثا
بعد البيتين وهو.
قتل قابيل هابيل أخاه * فوا أسفا على الوجه الفليح
وأبدل المصراع الثاني من البيت الأول لإبليس لعنه الله بهذا المصراع * وبالفردوس
ضاق بك الفسيح.
128 - عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول في آخره:
وأسلم رأس الجالوت على يد علي عليه السلام من ساعته، فلم يزل مقيما حتى قتل أمير المؤمنين
عليه السلام واخذ ابن ملجم لعنه الله فاقبل رأس الجالوت حتى وقف على الحسن عليه السلام والناس
حوله، وابن ملجم لعنه الله بين يديه، فقال له: يا أبا محمد اقتله قتله الله فانى
رأيت في الكتب التي أنزلت على موسى عليه السلام ان هذا أعظم عند الله جرما من ابن آدم
قاتل أخيه، ومن القدار عافر ناقة ثمود.
129 - عن جعيد همدان قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان في التابوت
611

الأسفل من النار اثنى - عشر، ستة من الأولين ستة من الآخرين، ثم سمى الستة من الأولين
ابن آدم الذي قتل أخاه وفرعون وهامان (الحديث)
130 - عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال في حديث طويل له مع
ملك الروم وقد سأله عن سبعة أشياء خلقها الله لم تخرج من رحم آدم وحوا والغراب الذي
بعثه الله يبحث في الأرض.
131 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام أنه قال: لما أكل آدم من الشجرة
أهبط إلى الأرض فولد له هابيل وأخته توأم، وولد له قابيل وأخته توأم، ثم إن آدم
أمر قابيل وهابيل ان يقربا قربانا وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع، فقرب
هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق (1) وكان كبش هابيل من أفضل غنمه، وكان
زرع قابيل غير منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل وهو قول الله عز وجل
واتل عليهم نبأ ابني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر
الآية وكان القربان إذا قبل تأكله النار، فعمد قابيل فبنى لها بيتا وهو أول من بنى للنار
البيوت وقال، لاعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني، ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل
انه قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك، وان تركته يكون له عقب يفتخرون على
عقبك، فقتله قابيل، فلما رجع إلى آدم عليه السلام قال له: يا قابيل أين هابيل؟ فقال،
ما أدرى وما بعثتني را عياله، فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا. فقال لعنت من أرض
كما قبلت دم هابيل فبكى آدم عليه السلام على هابيل أربعين ليلة، ثم إن آدم عليه السلام سأل ربه
عز وجل ان يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله، لان الله عز وجل وهبه له فأحبه
آدم عليه السلام حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم واستكمل أيامه أوحى الله تعالى إليه ان
يا آدم انه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم
الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله وقال عليه السلام في هذا
الحديث ثم إن هبة الله لما دفن آدم اتاه قابيل فقال له. يا هبة الله انى قد رأيت آدم أبى

(1) من نفى الشئ: خلص.
612

قد خصك من العلم بما لم أخص به وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه،
وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبى فيقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه
وأنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه. وانك ان أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك
شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من
العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتى بعث نوح عليه السلام والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن
محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام مثله من غير تغيير مخل
بالمعنى المقصود.
132 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر
والدارم بن عمر عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال. ان قابيل لما
رأى النار قد قبلت قربان هابيل قال له إبليس: ان هابيل كان يعبد تلك النار فقال قابيل:
لا أعبد النار التي عبدها هابيل ولكن أعبد نارا أخرى أقرب قربانا لها فتقبلا قرباني
، فبنى بيوت النار فقرب ولم يكن له علم بربه عز وجل، ولم يرث منه ولده الا عبادة النيران.
133 - في كتاب ثواب الأعمال أبى ره قال: حدثني محمد بن القاسم عن محمد
ابن علي الكوفي عن محمد بن مسلم الجبلي عن عبد الرحمن بن مسلم عن أبيه قال:
قال أبو جعفر عليه السلام: من قتل مؤمنا متعمدا أثبت الله على قاتله جميع الذنوب، وبرئ
المقتول منها، وذلك قول الله عز وجل: انى أريد ان تبوء بإثمي وإثمك فتكون من
أصحاب النار.
134 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال
قلت له: ما علة الأضحية؟ فقال: انه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها على الأرض
وليعلم الله عز وجل من يتقيه بالغيب قال الله عز وجل: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن
يناله التقوى منكم) ثم قال: أنظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل.
135 - وباسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال؟ قال
علي عليه السلام: لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: وانما قيل للحمار حر لان أول من ركب
613

الحمار حوا وذلك أنه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل وكانت تقول
في مسيرها واحراه، فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة وإذا أمسكت تقاعست (1) فترك
الناس ذلك وقالوا حر، وانما قيل للفرس أجد لان أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل
أخاه هابيل، وأنشأ يقول: أجد اليوم وما ترك الناس دما فقيل للفرس أجد لذلك.
136 - وباسناده إلى حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال. كانت الوحوش
والطير والسباع وكل شئ خلق الله عز وجل مختلطا بعضه ببعض، فلما قتل ابن آدم أخاه
نفرت وفزعت فذهب كل شئ إلى شكله.
137 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن هلال عن عيسى
بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان موضع الكعبة ربوة (2) من الأرض
بيضاء تضئ كضوء الشمس والقمر حتى قتل ابنا آدم أحدهما صاحبه اسودت والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
138 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر
قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي
بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب عليهم السلام أنه قال: قال الصادق عليه السلام: ان من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل
سمعت غثاء العامة (3) تعظمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لا تعرفني لأنظر مقداره
ومحله. فرأيته قد أحدق به كثير من غثاء العامة، فوقفت منتبذا عنهم متغشيا بلثام انظر
إليه واليهم فما زال يراوغهم (4) حتى خالف طريقهم وفارقهم ولم يقر، فتفرقت القوم
لحوائجهم وتبعته اقتفى أثره فلم يلبث ان مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة (5)

(1) تقاعس عن الامر: تأخر ولم يتقدم فيه.
(2) الربوة: ما ارتفع من الأرض.
(3) غثاء الناس: أراذلهم واسقاطهم.
(4) راوغه: خادعه وماكره.
(5) سارقه: اختلس منه على غفلة.
614

فتعجبت منه ثم قلت في نفسي. لعله معاملة ثم مر بعده بصاحب رمان فما زال به حتى تغفله
فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معاملة، ثم أقول
وما حاجته إذا إلى المسارقة؟ ثم لم أزل اتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين
بين يديه ومضى وتبعته حتى استقر في بقعة من الصحراء، فقلت له يا عبد الله لقد سمعت
بك خيرا وأحببت لقاءك فلقيتك ولكني رأيت منك ما شغل قلبي، وانى سائلك عنه
ليزول به شغل قلبي، قال: ما هو؟ قلت: رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين،
ثم بصاحب الرمان وسرقت منه رمانتين، قال: فقال لي: قبل كل شئ حدثني من أنت؟
قلت رجل من ولد آدم من أمة محمد صلى الله عليه وآله قال: حدثني من أنت؟ قلت رجل من
أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله قال أين بلدك؟ قلت المدينة، قال لعلك جعفر بن محمد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم؟ قلت. بلى، فقال لي.
فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر
ما يجب ان يحمد ويحمد ويمدح فاعله، قلت وما هو؟ قال القرآن كتاب الله؟ قلت
وما الذي جهلت منه؟ قال قول الله عز وجل. (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها) وانى لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين،
ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، فهذه أربع سيئات، فلما تصدقت بكل
واحد منهما كان لي بهما أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع بأربع، بقي لي
ست وثلاثون حسنة قلت ثكلتك أمك أنت الجاهل بكتاب الله، اما سمعت الله يقول: انما يتقبل
الله من المتقين انك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت أيضا
سيئتين فلما دفعتهما إلى غير صاحبهما بغير أمر صاحبهما كنت انما أضفت أربع سيئات
إلى أربع سيئات ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات، فجعل يلاحظني فانصرف
وتركته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
139 - وباسناده إلى أبى خالد الكابلي عن زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام
قال: سمعته يقول: الذنوب التي تورث الندم قتل النفس التي حرم الله، قال الله:
(ولا تقتلوا النفس التي حرم الله) وقال عز وجل: [في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل
615

فعجز عن دفنه] فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من النادمين والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
140 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن هشام
ابن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن ثوير بن أبي فاختة قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام
يحدث رجلا من قريش قال: لما قرب ابنا آدم القربان قرب أحدهما أسمن كبش في
ضأنه، وقرب الاخر ضغثا من سنبل فتقبل من صاحب الكبش وهو هابيل ولم يتقبل من
الاخر فغضب قابيل فقال لهابيل والله لأقتلنك فقال هابيل، (انما يتقبل الله من المتقين *
لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي إليك لأقتلك انى أخاف الله رب العالمين *
انى أريد ان تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت
له نفسه قتل أخيه) فلم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس فعلمه فقال: ضع رأسه بين حجرين
ثم اشدخه، فلما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل
أحدهما صاحبه ثم حفر الذي بقي الأرض بمخالبه ودفن فيه صاحبه قال قابيل:
يا ويلتي أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فأواري سواة أخي فأصبح من
النادمين فحفر له حفيرة ودفنه فيها فصارت سنة يدفنون الموتى فرجع قابيل إلى أبيه
فلم ير معه هابيل: فقال له آدم. أين تركت ابني؟ قال له قابيل أرسلتني عليه راعيا؟
فقال آدم. انطلق معي إلى مكان القربان وأوجس قلب آدم بالذي فعل قابيل فلما
بلغ مكان القربان استبان قتله فلعن آدم الأرض التي قبلت دم هابيل، وأمر آدم أن
يلعن قابيل ونودي قابيل من السماء. لعنت كما قتلت أخاك. ولذلك لا تشرب الأرض
الدم فانصرف آدم فبكى على هابيل أربعين يوما وليلة، فلما جزع عليه شكى ذلك
إلى الله تعالى فأوحى الله إليه انى واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل، فولدت
حوا غلاما زكيا مباركا، فلما كان يوم السابع أوحى الله إليه: يا آدم ان هذا الغلام هبة
منى لك فسمه هبة الله فسماه آدم هبة الله.
141 - قال: وحدثني أبي عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب عن محمد بن
مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنت جالسا معه في المسجد الحرام فإذا طاوس في جانب
616

الحرم يحدث أصحابه حتى قال: أتدري أي يوم قتل نصف الناس؟ فأجابه أبو جعفر
عليه السلام فقال: أو ربع الناس يا طاوس فقال: أو ربع الناس فقال: تدرى ما صنع بالقاتل؟
فقلت: ان هذه لمسألة، فلما كان من الغد غدوت على أبى جعفر عليه السلام فوجدته قد لبس
ثيابه وهو قاعد على الباب ينتظر الغلام أن يسرج له، فاستقبلني بالحديث قبل أن أسأله
فقال: ان بالهند أو من وراء الهند رجل معقول برجل [أي واحدة] يلبس المسح (1)
موكل به عشرة أنفار كلما مات رجل منهم أخرج أهل القرية بدله فالناس يموتون والعشرة
لا ينقصون يستقبلون بوجهه الشمس حين تطلع يديرونه معها حتى تغيب، ثم يصبون عليه
في البرد الماء البارد، وفى الحر الماء الحار، قال فمر عليه رجل من الناس فقال له من أنت
يا عبد الله؟ فرفع رأسه ونظر إليه ثم قال اما أن تكون أحمق الناس واما أن تكون أعقل
الناس انى لقائم ههنا منذ قامت الدنيا ما سألني أحد غيرك من أنت، ثم قال يزعمون أنه
ابن آدم قال الله عز وجل: من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل
نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ولفظ الآية خاص
في بني إسرائيل ومعناه جار في الناس كلهم.
142 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال إن قابيل ابن آدم معلق
بقرونه في عين الشمس تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيامة فإذا
كان يوم القيامة صيره الله إلى النار.
143 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال ذكر ابن آدم القابيل قال فقلت له ما
حاله امن أهل النار هو؟ فقال سبحان الله، الله اعدل من ذلك ان يجمع عليه عقوبة
الدنيا وعقوبة الآخرة.
144 - عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال إن ابن
آدم الذي قتل أخاه كان قابيل الذي ولد في الجنة.
145 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبان بن تغلب قال قال طاوس اليماني
لأبي جعفر عليه السلام هل تعلم أي يوم مات ثلث الناس؟ فقال يا أبا عبد الرحمن لم يمت ثلث
الناس قط انما أردت ربع الناس، قال وكيف ذلك؟ قال كان آدم وحوا وقابيل وهابيل،

(1) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر. والمسح: البلاس.
617

فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس، قال صدقت، قال أبو جعفر هل تدرى ما صنع بقابيل
قال لا قال علق بالشمس ينضج بالماء الحار إلى أن تقوم الساعة.
146 - عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من استن بسنة
حق كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن استن بسنة باطل كان عليه
وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولهذا القول من النبي صلى الله عليه وآله وسلم شاهد من كتاب الله
وهو قول الله عز وجل في قصة قابيل قاتل أخيه (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل
انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها
فكأنما أحيى الناس جميعا) وللاخبار في هذه المواضع تأويل في الباطن ليس لظاهره
ومن هداها لان الهداية هي حياة الأبد، ومن سماه الله حيا لم يمت أبدا انما ينقله من دار
محنة إلى دار محنة.
147 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا)
قال: من أنقذها من حرق أو غرق أو هدم أو سبع أو كلفة حتى يستغنى، أو أخرجه من فقر إلى
غنى وأفضل من ذلك من أخرجها من ضلال إلى هدى، واما قوله: (فكأنما أحيى الناس
جميعا) قال: يكون مكانه كمن أحيى الناس جميعا.
148 - في من لا يحضره الفقيه وروى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام في
قول الله عز وجل: (انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)
قال: هو واد في جهنم لو قتل الناس جميعا كان فيه، ولو قتل نفسا واحدة كان فيه.
149 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين
بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن علي بن عقبة عن أبي
خالد القماط عن حمران قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل: (من أجل
ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل
الناس جميعا) (1)

(1) كذا في النسخ وفى المصدر بعد قوله جميعا هكذا: (وانما قتل واحدا؟ فقال:
يوضع في موضع من جهنم إليه منتهى شدة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعا كان انما يدخل
ذلك المكان و لو كان قتل واحدا كان انما يدخل ذلك المكان، قلت: فان قتل آخر؟
قال: يضاعف عليه 0 انتهى 0
618

150 - في الكافي حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عقبة
عن أبي خالد القماط عن حمران قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما معنى قول الله عز وجل: (من
أجل ذلك) ونقل إلى آخر ما نقلنا عن معاني الأخبار، وزاد متصلا بآخره: انما كان يدخل
ذلك المكان، قلت: فإنه قتل آخر؟ قال: يضاعف عليه.
151 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن
حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله
عز وجل: (من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا) قال: له في النار مقعد لو قتل
الناس جميعا لم ترد الا إلى ذلك المقعد.
152 - في أصول الكافي صالح بن عقبة عن نصر بن قابوس عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: لاطعام مؤمن أحب إلى من عتق عشر رقاب وعشر حجج، قال: قلت: عشر رقاب وعشر
حجج؟ قال: فقال: يا نصران لم تطعموه مات أو تذلونه فيجئ إلى ناصب فيسأله والموت
خير له من مسألة الناصب يا نصر من أحيى مؤمنا فكأنما أحيى الناس جميعا، فإن لم تطعموه
فقد أمتموه وان أطعمتموه فقد.
153 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قول الله عز وجل: (من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل
الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) قال: من أخرجها من ضلال إلى هدى
فكأنما أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها.
154 - عنه عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن فضيل بن يسار قال: قلت
لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل في كتابه: (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا)
قال: من حرق أو غرق، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟ قال: ذاك تأويلها
الأعظم. محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن
أبان بن عثمان مثله.
619

155 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن
يحيى بن عمران الحلبي عن أبي خالد القماط عن حمران قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
أخبرني عن قول الله عز وجل (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) قال من حرق أو
غرق ثم سكت، ثم قال تأويلها الأعظم ان دعاها فاستجاب له، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
156 - في من لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال
من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كمن أعتق رقبة ومن سقى الماء في موضع لا يوجد
فيه الماء كان كمن أحيى نفسا، ومن أحيى نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا.
157 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه قال أخبرني بعض أصحابنا رفعه إلى
أبى عبد الله عليه السلام قال اتى أمير المؤمنين عليه السلام برجل وجد في خربة وبيده سكين
ملطخ بالدم وإذا رجل مذبوح يتشحط في دمه فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ما تقول؟
قال: يا أمير المؤمنين انا قتلته، قال: اذهبوا به فأقيدوه به، فلما ذهبوا به ليقتلوه به
أقبل رجل مسرع فقال: لا تعجلوه وردوه إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فردوه فقال: والله
يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للأول: ما حملك
على اقرارك على نفسك؟ فقال: يا أمير المؤمنين وما كنت أستطيع ان أقول وقد شهد على
أمثال هؤلاء الرجال فأخذوني وبيدي سكين ملطخة بالدم والرجل يتشحط في دمه وأنا
قائم عليه وخفت الضرب، فأقررت وانا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة واخذني
البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه، فقمت معجبا فدخل على هؤلاء
فأخذوني فقال أمير المؤمنين عليه السلام، خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن عليه السلام و
قولوا له: ما الحكم فيهما؟ قال: فذهبوا إلى الحسن عليه السلام وقصوا عليه قصتهما فقال
الحسن عليه السلام قولوا لأمير المؤمنين عليه السلام، ان هذا إن كان ذبح ذاك فقد أحيى هذا،
وقد قال الله عز وجل (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) يخلى عنهما وتخرج دية
المذبوح من بيت المال.
158 - في مجمع البيان ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون
620

أي مجاوزون حد الحق بالشرك عن الكلبي وبالقتل عن غيره، والأولى أن يكون عاما
في كل مجاوز عن الحق ويؤيده ما روى عن أبي جعفر عليه السلام المسرفون هم الذين يستحلون
المحارم ويسفكون الدماء.
159 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن
طلحة بن زيد قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان أبى عليه السلام يقول، ان للحرب
حكمين إذا كانت الحرب قائمة لم تضع أو زارها ولم يثخن أهلها فكل أسير أخذ في
تلك الحال فان الامام فيه بالخيار ان شاء ضرب عنقه وان شاء قطع يده ورجله من
خلاف بغير حسم، وتركه يتشخط في دمه حتى يموت، وهو قول الله تعالى: انما
جزاء الدين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو
يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم
خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم الا ترى ان المخير الذي خيره الله
الامام على شئ واحد وهو الكفر وليس هو على أشياء مختلفة، فقلت لأبي عبد الله صلوات
الله عليه: قول الله تعالى، (أو ينفوا من الأرض)؟ قال: ذلك لطلب ان تطلبه الخيل
حتى يهرب فان أخذته الخيل حكم عليه ببعض الاحكام التي وصفت لك والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
160 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم وحميد بن زياد
عن ابن سماعة عن غير واحد من أصحابه جميعا عن أبان بن عثمان عن أبي صالح عن أبي
عبد الله عليه السلام قال، قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوم من بنى ضبة مرضى فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وآله، أقيموا عندي فإذا برأتم بعثتكم في سرية فقالوا: أخرجنا قوم من
المدينة فبعث بهم إلى إبل الصدقة يشربون من أبوالها ويأكلون من ألبانها، فلما برأوا
واشتدوا قتلوا ثلاثة ممن كان في الإبل فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله الخبر فبعث إليهم عليا
عليه السلام وهم في واد قد تحيروا ليس يقدرون أن يخرجوا منه قريبا من أرض اليمن،
فأسرهم وجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنزلت هذه الآية: (انما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم
621

وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) فاختار رسول الله صلى الله عليه وآله القطع فقطع أيديهم
وأرجلهم من خلاف.
161 - علي بن إبراهيم عن أبيه وأبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار
جميعا عن صفوان بن يحيى عن طلحة النهدي عن سورة بن كليب قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام، رجل يخرج من منزله يريد المسجد أو يريد الحاجة فيلقاه رجل ويستقفيه
فيضربه ويأخذ ثوبه؟ قال، أي شئ يقول فيه من قبلكم؟ قلت، يقولون هذه دغارة
معلنة (1) وانما المحارب في قرى مشركية، فقال، أيهما أعظم حرمة دار الاسلام أو دار
الشرك؟ قال: فقلت، دار الاسلام، فقال، هؤلاء من أهل هذه الآية (انما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله) إلى آخر الآية.
162 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال، سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله و
يسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم) إلى آخر الآية أي شئ
عليهم من هذه الحدود التي سمى الله عز وجل؟ قال، ذلك إلى الامام ان شاء قطع وان
شاء نفى وان شاء صلب وان شاء قتل، قلت، النفي إلى أين؟ قال، النفي من مصر إلى مصر آخر، و
قال، ان عليا عليه السلام نفى رجلين من الكوفة إلى البصرة.
163 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
عز وجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) إلى آخر الآية قال: لا يبايع و
لا يؤى ولا يتصدق عليه.
164 - عنه عن محمد بن عيسى عن يونس عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية
قال، سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (انما جزاء الذين يحاربون
الله ورسوله) قال، ذلك إلى الامام يفعل ما يشاء، قلت، ففوض ذلك إليه؟ قال،
لا ولكن نحو الجناية.
165 - على عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن عبيد الله المدايني عن أبي الحسن

(1) أي اختلاس ظاهر قاله الطريحي في المجمع.
622

الرضا عليه السلام قال، سئل عن قول الله عز وجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله
ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا) الآية فما الذي إذا فعله استوجب واحدة من هذه الأربع؟ فقال
إذا حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا فقتل قتل به، فان قتل واخذ المال قتل
وصلب، وان أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف، وان شهر السيف فحارب الله
ورسوله وسعى في الأرض فسادا ولم يقتل ولم يأخذ المال نفى من الأرض، قلت: كيف
ينفى وما حد نفيه؟ قال: ينفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى مصر غيره، ويكتب
إلى أهل ذلك المصر انه منفى فلا تجالسوه ولا تبايعوه ولا تناكحوه ولاتوا كاوه ولا تشاربوه،
فيفعل ذلك به سنة، فان خرج من ذلك المصر إلى غيره كتب إليهم بمثل ذلك حتى تتم
السنة، قلت: فان توجه إلى ارض الشرك ليدخلها؟ قال: إن توجه إلى ارض الشرك
ليدخلها قوتل أهلها.
166 - على عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن إسحاق
عن أبي الحسن عليه السلام مثله الا أنه قال في آخره: يفعل ذلك به سنة فإنه سيتوب
وهو صاغر، قال قلت: فان أم ارض الشرك يدخلها قال: يقتل.
167 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن حفص عن عبد الله بن طلحة عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون
في الأرض فسادا أن يقتلوا) الآية هذا نفى المحاربة غير هذا النفي؟ قال يحكم عليه
الحاكم بقدر ما عمل وينفى ويحمل في البحر، ثم يقذف به لو كان النفي من بلد إلى
بلد كان يكون اخراجه من بلد إلى بلد آخر عدل القتل والصلب والقطع، ولكن يكون
حدا يوافق القطع والصلب.
168 - علي بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن علي بن أسباط عن داود بن أبي
يزيد عن أبي عبيدة بن بشر الخثعمي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قاطع الطريق
وقلت: ان الناس يقولون: الامام فيه مخير أي شئ شاء صنع؟ قال ليس أي شاء صنع ولكنه
يصنع بهم على قدر جناياتهم، من قطع الطريق فقتل وأخذ المال قطعت يده ورجله
وصلب، ومن قطع الطريق فقتل ولم يأخذ المال قتل، ومن قطع الطريق فأخذ المال
623

ولم يقتل قطعت يده ورجله، ومن قطع الطريق فلم يأخذ المال ولم يقتل نفى من الأرض
169 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن
محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: من شهر السلاح في مصر من الأمصار فعقر اقتص
منه ونفى من ذلك البلدة ومن شهر السلاح في غير الأمصار وضرب وعقر وأخذ المال ولم
يقتل فهو محارب فجزاؤه جزاء المحارب وأمره إلى الامام ان شاء قتله وان شاء صلبه وان شاء قطع
يده ورجله، قال: وان ضرب وقتل وأخذ المال فعلى الامام أن يقطع يده اليمنى بالسرقة
ثم يدفعه إلى أولياء المقتول فيتبعونه بالمال ثم يقتلونه، قال: فقال له أبو عبيدة:
أصلحك الله أرأيت ان عفى عنه أولياء المقتول؟ قال فقال أبو جعفر عليه السلام: ان عفوا عنه
فان على الامام أن يقتله لأنه قد حارب وقتل وسرق، قال فقال أبو عبيدة أرأيت ان
أراد أولياء المقتول ان يأخذوا منه الدية ويدعونه ألهم ذلك؟ قال لا، عليه القتل.
170 - على عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار
يختار ما شاء.
171 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول فوض
إلى الناس في كفارة اليمين كما فوض إلى امام في المحارب أن يصنع ما شاء وقال كل شئ في
القرآن (أو) فصاحبه بالخيار.
172 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن داود الطائي عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المحارب
فقلت له: ان أصحابنا يقولون إن الامام مخير فيه ان شاء قطع وان شاء صلب وان شاء
قتل فقال: لا، ان هذه أشياء محدودة في كتاب الله عز وجل فإذا ما هو قتل واخذ قتل
وصلب، وإذا قتل ولم يأخذ قتل وإذا اخذ ولم يقتل قطع. وإذا هو فر فلم يقدر عليه ثم اخذ
قطع، الا ان يتوب فان تاب لم يقطع.
173 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن حسان عن أبي جعفر
عليه السلام قال: من حارب الله واخذ المال وقتل كان عليه أن يقتل ويصلب، ومن حارب وقتل
624

ولم يأخذ المال كان عليه أن يقتل ويصلب، ومن حارب فاخذ المال ولم يقتل كان عليه
أن يقطع يده ورجله من خلاف، ومن حارب ولم يأخذ المال ولم يقتل كان عليه ان ينفى
ثم استثنى عز وجل فقال، (الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم) يعنى يتوب من
قبل ان يأخذه الامام.
174 - في مجمع البيان المروى عن أهل البيت عليهم السلام ان المحارب هو كل من
شهر السلاح وأخاف الطريق سواء كان في المصر أو خارج المصر.
175 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة قال
فيها عليه السلام: أيها الناس ان الله عز وجل وعد نبيه محمدا صلى الله عليه وآله الوسيلة ووعده الحق
ولن يخلف الله وعده، الا وان الوسيلة أعلى درج الجنة وذروة ذوايب الزلفه (1) و
نهاية غاية الأمنية، لها الف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة
عام (2) وهو ما بين مرقاة درة، إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة، إلى مرقاة لؤلؤة
إلى مرقاة ياقوتة، إلى مرقاة زمردة؟ إلى مرقاة مرجانة، إلى مرقاة كافور، إلى مرقاة عنبر
إلى مرقاة يلنجوج (3) إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة إلى مرقاة غمام إلى مرقاة هواء إلى مرقاة
نور قد أنافت على كل الجنان (4) ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ قاعد عليها مرتد بريطتين ريطة
من رحمة الله وريطة من نور الله عليه تاج النبوة وإكليل الرسالة (5) وقد أشرق بنوره الموقف
وانا يومئذ على الدرجة الرفيعة وهي دون درجته، وعلى ريطتان ريطة من ارجوان
النور (6) وريطة من كافور. والرسل والأنبياء قد وقفوا على المراقي واعلام الأزمنة و

(1) أي أعلاها، والزلفة: القرب.
(2) حضر الفرس - بالضم -: عدوه.
(3) يلنجوج: عود البخور.
(4) انافت أي ارتفعت وأشرفت.
(5) الريطة: كل ثوب رقيق لين. والإكليل: التاج.
(6) الأرجوان معرب ارغوان: صبغ احمر.
625

حجج الدهور عن ايماننا قد تحللتهم حلل النور والكرامة، لا يرانا ملك مقرب ولا نبي
مرسل الا بهت بأنوارنا وعجب من ضيائنا وجلالتنا، وعن يمين الوسيلة عن يمين الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم غمامة بسطة البصر (1) يأتي منها النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحب
الوصي وآمن بالنبي الأمي العربي، ومن كفر فالنار موعده، وعن يسار الوسيلة عن
يسار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ظلمة يأتي منها النداء يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن
بالنبي الأمي والذي له الملك الاعلى لا فاز أحد ولانال الروح والجنة الامن لقى خالقه
باخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم وشرف
مقعدكم وكرم مآبكم - وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود
عن الله عز ذكره ورسوله وصراطه واعلام الأزمنة أيقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم
جزاء بما كنتم تعملون.
176 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الأئمة من ولد الحسين عليه السلام، من أطاعهم فقد أطاع
الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى.
177 - في مجمع البيان وروى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام
قال: في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش، إحديهما بيضاء والأخرى صفراء، في كل
واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحد، فالبيضاء الوسيلة لمحمد
وأهل بيته، والصفراء لإبراهيم وأهل بيته.
178 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: كان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إذا سألتم الله لي فاسئلوه الوسيلة، فسألنا النبي صلى الله عليه وآله عن الوسيلة فقال:
هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد
شهرا، وهي ما بين مرقاة جوهر، إلى مرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضة، فيؤتى
بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين وهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب فلا
يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد الا قال: طوبى لمن كان هذه الدرجة درجته، والحديث

(1) أي قدر مد البصر.
626

طويل أخذنا منه موضع الحاجة المهم.
179 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة
فقال: تقربوا إليه بالامام.
180 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
عدو علي عليه السلام هم المخلدون في النار، قال الله: وما هم بخارجين منها.
181 - عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: (وما هم بخارجين
من النار) قال: أعداء علي عليه السلام هم المخلدون في النار أبد الآبدين ودهر الداهرين.
182 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جرت في صفوان بن
أمية الجمحي ثلث من السنن إلى أن قال عليه السلام: وكان راقدا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله
وتحت رأسه رداؤه، فخرج يبول فرجع وقد سرق رداؤه فقال من ذهب بردائي؟
فخرج في طلبه فوجده في رد رجل فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: اقطعوا يده، فقال: أيقطع
من أجل ردائي يا رسول الله؟ أنا أهبه له فقال: الا كان هذا قبل ان تأتيني به، فقطعت يده
183 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان
في جواب مسائله: وحرم الله السرقة لما فيه من فساد الأموال وقتل النفس لو كانت مباحة
ولما يأتي في التغاصب من القتل والتنازع والتحاسد، وما يدعو إلى ترك التجارات و
الصناعات في المكاسب، واقتناء الأموال إذا كان الشئ المقتنى لا يكون أحد أحق به
من أحد وعلة قطع اليمين من السارق لأنه يباشر الأشياء بيمينه وهي أفضل أعضائه و
وأنفعها له فجعل قطعها نكالا وعبرة للخلق لئلا يبتغوا اخذ الأموال من غير حلها، ولأنه
أكثر ما يباشر السرقة بيمينه.
184 - وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد رفعه إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام قال
لا يزال العبد يسرق حتى إذا استوفى ثمن يده أظهره الله عليه.
185 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا
عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن التيمم؟ فتلا هذه الآية: والسارق والسارقة فاقطعوا
أيديهما وقال: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) قال: فامسح على كفيك
627

من حيث موضع القطع، وقال: (وما كان ربك نسيا).
186 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن
ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: من أين يجب القطع
فبسط أصابعه وقال: من ههنا يعنى من مفصل الكف.
187 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: القطع من وسط الكف ولا يقطع الابهام وإذا قطعت
الرجل ترك العقب لم يقطع.
188 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن أبيه
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن السارق لم تقطع يده اليمنى ورجله اليسرى
ولا تقطع يده اليمنى ورجله اليمنى؟ فقال: ما أحسن ما سئلت إذا قطعت يده اليمنى ورجله
اليمنى سقط على جانبه الأيسر ولم يقدر على القيام فإذا قطعت يده اليمنى ورجله
اليسرى اعتدل واستوى قائما قلت له، جعلت فداك وكيف يقوم وقد قطعت رجله؟
قال: إن القطع ليس حيث رأيت يقطع، انما يقطع الرجل من الكعب ويترك له من
قدمه ما يقوم عليه يصلى ويعبد الله، قلت له: من أين يقطع اليد؟ قال: يقطع الأربع
الأصابع وتترك الابهام يعتمد عليها في الصلاة، ويغسل بها وجهه للصلاة، قلت: فهذا
القطع من أول من قطع؟ قال: قد كان عثمان بن عفان حسن ذلك لمعوية.
189 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد
ابن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام في كم يقطع السارق؟ فقال: في ربع دينار، قال: قلت له
في درهمين؟ قال. في ربع دينار بلغ الدينار ما بلغ، قال فقلت له. أرأيت من سرق أقل من ربع
دينار هل يقع عليه حين سرق اسم السارق وهل هو سارق عند الله في تلك الحال قال كل من
سرق من مسلم شيئا قد حواه واحرزه فهو يقع عليه اسم السارق وهو عند الله سارق، ولكن
لا يقطع إلا في ربع دينارا وأكثر، ولو قطعت أيدي السراق فيما هو أقل من ربع دينار لألفيت
عامة الناس مقطعين.
190 - في تفسير العياشي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام انه سأله المعتصم عن السارق
628

من أي موضع يجب أن يقطع؟ فقال عليه السلام ان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول
الأصابع فيترك الكف، قال وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله السجود
على سبعة أعضاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع (1)
أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، وقال الله: (وان المساجد لله) يعنى به هذه الأعضاء
السبعة التي يسجد عليها (فلا تدعوا مع الله أحدا) وما كان لله لم يقطع، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
191 - في مجمع البيان وقال أصحابنا: انه يقطع من أصول الأصابع ويترك
الابهام والكف وفى المرة الثانية يقطع رجله اليسرى من أصل الساق ويترك عقبه يعتمد
عليها في الصلاة، فان سرق بعد ذلك خلد في السجن وهو المشهور عن علي عليه السلام، وأجمعت
الطائفة عليه.
192 - قوله: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون إلى قوله ولهم
في الآخرة عذاب عظيم قال الباقر عليه السلام وجماعة من المفسرين: ان امرأة من خيبر
ذات شرف بينهم زنت مع رجل من اشرافهم وهما محصنان فكرهوا رجمهما، فأرسلوا
إلى يهود المدينة وكتبوا إليهم في أن يسألوا النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك طمعا في أن يأتي
لهم برخصة، فانطلق قوم منهم كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وشعبة بن عمرو ومالك
بن الصيف وكنانة بن أبي الحقيق وغيرهم فقالوا: يا محمد أخبرنا عن الزاني والزانية إذا
أحصنا ما حدهما؟ فقال: وهل ترضون بقضائي في ذلك؟ قالوا نعم، فنزل جبرئيل
بالرجم فأخبرهم بذلك فأبوا ان يأخذوا به فقال له جبرئيل: اجعل بينك وبينهم ابن صوريا
ووصفه له، فقال النبي صلى الله عليه وآله هل تعرفون شابا أمرد أبيض أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا
قالوا نعم قال: فأي رجل هو فيكم قالوا: هو اعلم يهودي بقي على وجه الأرض بما انزل الله
على موسى قال: فأرسلوا إليه ففعلوا فأتاهم عبد الله بن صوريا فقال له النبي صلى الله عليه وآله: انى
أنشدك الله الذي لا إله إلا هو الذي انزل التوراة على موسى وفلق لكم البحر وأنجاكم وأغرق
آل فرعون وظلل عليكم الغمام وانزل عليكم المن والسلوى هل تجدون في كتابكم

(1) الكرسوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر.
629

الرجم على من أحصن؟ قال ابن صوريا، نعم والذي ذكرتني به لولا خشية ان يحزقنى رب
التوراة ان كذبت أو غيرت ما اعترفت لك ولكن أخبرني كيف هي في كتابك يا محمد؟
قال: إذ اشهد أربعة رهط عدول انه قد ادخله فيها كما يدخل الميل في المكحلة
وجب عليه الرجم، فقال ابن صوريا. هكذا انزل الله في التوراة على موسى فقال له
النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فماذا كان أول ما ترخصتم به أمر الله؟ قال. كنا إذا زنى الشريف تركناه
وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد فكثر الزنا في اشرافنا حتى زنى ابن عم
ملك لنا فلم نرجمه ثم زنى رجل آخر فأراد الملك رجمه فقال له قومه. لا حتى
ترجم فلانا يعنون ابن عمه. فقلنا: تعالوا نجتمع فلنصنع شيئا دون الرجم على الشريف
والوضيع فوضعنا الجلد والتحميم وهو ان يجلدوا أربعين جلدة ثم يسود وجوههما ثم
يحملان على حمارين ويجعل وجوههما من قبل دبر الحمار ويطاف بهما، فجعلوا هذا
مكان الرجم، فقالت اليهود: يا بن صوريا ما أسرع ما أخبرته به وما كنت بما آتينا عليك
بأهل، ولكنك كنت غايبا فكرهنا ان نغتابك، فقال: انه أنشدني بالتوراة ولولا ذلك
لما أخبرته به، فأمر بهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرجما عند باب مسجده، وقال: انا أول من
أحيى امرك إذا ماتوه، فأنزل الله سبحانه فيه: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين
لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير) فقام ابن صوريا فوضع يديه
على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: هذا مقام العائذ بالله وبك أن تذكر لنا الكثير
الذي أمرت ان تعفو عنه، فأعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك إلى قوله: فلما أرادوا ان
ينهضوا تعلقت بنو قريضة ببنى النضير فقالوا: يا محمد اخواننا بنو النضير أبونا واحد
وديننا واحد ونبينا واحد إذا قتلوا منا قتيلا لم يقيدونا واعطونا ديته سبعين وسقا من تمر،
وإذا قتلنا منهم قتيلا قتلوا القاتل واخذوا منا الضعف مائة وأربعين وسقا من تمر، وإن كان
القتيل امرأة قتلوا بها الرجل منا والرجل منهم الرجلين منا وبالعبد الحر منا، و
جراحاتنا على النصف من جراحاتهم، فأفض بيننا وبينهم فأنزل الله في الرجم والقصاص الآيات
193 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون
630

في الكفر من الذين قالوا آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) فإنه كان سبب نزولها انه
كان بالمدينة بطنان من اليهود من بنى هارون وهم النضير وقريضة، وكانت قريضة
سبعمائة والنضير ألفا وكانت النضير أكثر مالا وأحسن حالا من قريضة، وكانوا
حلفاء لعبد الله بن أبي، فكان إذا وقع بين قريضة والنضير قتيل وكان القتيل من بنى النضير
قالوا لبنى قريضة لا نرضى أن يكون قتيل منا بقتيل منكم، فجرى بينهم في ذلك مخاطبات
كثيرة حتى كادوا ان يقتلوا، حتى رضيت قريضة وكتبوا بينهم كتابا على أنه أي رجل
من اليهود من النضير قتل رجلا من بنى قريضة ان يحينه ويحمم، والتحينة ان يقعد على
جمل ويولى وجهه إلى ذنب الجمل ويلطخ وجهه بالحماة ويدفع نصف الدية، وأيما
رجل من بنى قريضة قتل رجلا من بنى النضير ان يدفع إليه الدية كاملة ويقتل به فلما هاجر
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ودخلت الأوس والخزرج في الاسلام ضعف أمر اليهود فقتل رجل
من بنى قريضة رجلا من بنى النضير فبعثوا إليهم بنى النضير ابعثوا إلينا بدية المقتول وبالقاتل
حتى نقتله، فقالت قريضة ليس هذا حكم التوراة وانما هو شئ غلبتمونا عليه فاما الدية
واما القتل والا فهذا محمد بيننا وبينكم، فهلموا نتحاكم إليه، فمشت بنوا النضير إلى
عبد الله بن أبي وقالوا: سل محمدا ان لا ينقض شرطنا في هذا الحكم الذي بيننا وبين
قريضة في القتل، فقال عبد الله بن أبي. ابعثوا رجلا يسمع كلامي وكلامه فان حكم
لكم بما تريدون والا فلا ترضوا به فبعثوا معه رجلا فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
يا رسول الله ان هؤلاء القوم قريضة والنضير قد كتبوا بينهم كتابا وعهدا وثيقا تراضوا
به والآن في قدومك يريدون نقضه وقد رضوا بحكمك فيهم فلا تنقض كتابهم عليهم
وشرطهم، فان النضير لهم القوة والسلاح والكراع ونحن نخاف الدواير (1) فاغتم
رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك ولم يجبه بشئ فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية: (يا أيها الرسول
لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم
ومن الذين هادوا) يعنى اليهود (سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك
يحرفون الكلم من بعد مواضعه) يعنى عبد الله بن أبي وبنى النضير (يقولون إن أو يتم هذا

(1) في المصدر. (ونحن نخاف الغوائل).
631

فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا) يعنى عبد الله بن أبي حيث قال لبنى النضير: ان لم يحكم لكم
بما تريدون فلا تقبلوا (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله
أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم سماعون للكذب أكالون
للسحت فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا إلى قوله
(أولئك هم الكافرون).
194 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن
القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث
طويل: فاما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بان
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
والاقرار بما جاء به من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار
والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عز وجل: (الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من
شرح بالكفر صدرا) وقال (الا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال. (الذين آمنوا بأفواههم
ولم تؤمن قلوبهم) وقال (ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء
ويعذب من يشاء) فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو رأس الايمان
195 - فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن
الحنفية وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به تعقل وتفهم وتصدر عن أمره ورأيه
فقال إلى قوله وقال عز وجل حين اخبرني عن قوم أعطوا الايمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم
فقال عز وجل: الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم.
196 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام، وليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقا بالنجاة
مما هلك به الغواة، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد واقرارها
بالله، ونجا ساير المقرين بالوحدانية من إبليس فمن دونه في الكفر. وقد بين الله ذلك
بقوله، (الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) فالايمان بالقلب هو التسليم للرب
ومن سلم الأمور لمالكها لم يستكبر عن أمره.
632

197 - في مجمع البيان سماعون لقوم آخرين أرسلوهم في قصة زان محصن
فقالوا لهم. ان أفتاكم محمد بالجلد فخذوه وان أفتاكم بالرجم فلا تقبلوه. لأنهم
كانوا حرفوا حكم الرجم الذي في التوراة. عن ابن عباس وجابر وسعيد بن المسيب و
السندي وقال أبو جعفر عليه السلام كان ذلك في أمر بنى النضير وبنى قريضة.
198 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام باسناده عن علي بن أبي طالب
عليه السلام في قول الله تعالى. أكالون للسحت قال. هو الرجل يقضى لأخيه الحاجة ثم
يقبل هديته.
199 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن
ابن محبوب عن ابن رئاب عن عمار بن مروان قال، سألت أبا جعفر عليه السلام عن الغلول
فقال. كل شئ غل من الامام فهو سحت. وأكل مال اليتيم وشبهه سحت. والسحت
أنواع كثيرة منها أجور الفواجر وثمن الخمر والنبيذ المسكر والربا بعد البينة، فاما
الرشا في الحكم فان ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
200 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام
قال، السحت ثمن الميتة وثمن الكلب وثمن الخمر ومهر البغى والرشوة في الحكم
وأجر الكاهن.
201 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن الجاموراني عن الحسن
بن علي بن أبي حمزة عن زرعة عن سماعة قال، قال أبو عبد الله عليه السلام. السحت
أنواع منها كسب الحجام إذا شارط وأجر الزانية وثمن الخمر، فاما الرشا في الحكم فهو
الكفر بالله العظيم.
202 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن
مسكان عن يزيد بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن السحت؟ فقال،
الرشا في الحكم.
203 - علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي
عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن القاسم بن الوليد القماري عن عبد الرحمن الأصم عن مسمع
633

ابن عبد الملك عن أبي عبد الله قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ثمن الكلب الذي لا يصيد؟
فقال، سحت واما الصيود فلا بأس.
204 - وباسناده عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله قال، الصناع إذا سهروا
الليل كله فهو سحت.
205 - في تفسير العياشي عن مالك الجهني قال، قال أبو جعفر عليه السلام،
انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور، إلى قوله: بما استحفظوا من كتاب الله
قال، فينا نزلت.
206 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام ان مما استحقت به الإمامة
التطهير والطهارة من الذنوب والمعاصي الموبقة التي توجب النار، ثم العلم المكنون
بجميع ما يحتاج إليه الامر من حلالها وحرامها والعلم بكتابها خاصة وعامة، والمحكم
والمتشابه ودقايق علمه وغرايب تأويله وناسخه ومنسوخه، قلت: وما الحجة بان الامام
لا يكون الا عالما بهذه الأشياء التي ذكرت؟ قال: قول الله فيمن اذن الله لهم بالحكومة
وجعلهم أهلها، (انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين
هادوا والربانيون والأحبار) فهذه الأئمة دون الأنبياء الذين يرثون الناس بعلمهم واما الأحبار
فهم العلماء دون الربانيين ثم أخبر فقال: (بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء)
ولم يقل بما حملوا منه.
207 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السحت أنواع كثيرة منها
ما أصيب من اعمال الولاة الظلمة.
208 - في تهذيب الأحكام سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن بن أبي
الخطاب عن سعد بن سعيد القلا عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن
الحاكم إذا اتاه أهل التوراة وأهل الإنجيل يتحاكمون إليه ان شاء حكم بينهم وان
شاء تركهم.
209 - في مجمع البيان فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم والظاهر في
روايات أصحابنا ان هذا التخيير ثابت في الشرع للأئمة والحكام.
634

210 - فيمن لا يحضره الفقيه روى الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان
قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قاض بين قريتين يأخذ من السلطان على القضا الرزق؟
قال: ذاك سحت.
211 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أصحاب المقالات
والأديان قال الرضا عليه السلام لرأس الجالوت: وقد قال داود في زبوره وأنت تقرأه: اللهم
ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال
رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكره ولكن عنى بذلك عيسى، وأيامه هي
الفترة، قال الرضا عليه السلام: جهلت، ان عيسى لم يخالف السنة وقد كان موافقا لسنة التوراة
حتى رفعه الله إليه.
212 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان من العبادة
شدة الخوف من الله عز وجل يقول الله عز وجل: (انما يخشى الله من عباده العلماء)
وقال جل ثناؤه: فلا تخشوا الناس واخشون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
213 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حكم في
درهمين بغير ما انزل الله فقد كفر، ومن حكم في درهمين فأخطأ كفر.
214 - عن بعض أصحابه قال: سمعت عمارا يقول على منبر الكوفة ثلاثة يشهدون
على عثمان انه كافر وانا الرابع، وانما اسمى الأربعة، ثم قرأ هؤلاء الآيات في المائدة:
(ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون).
215 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال من حكم في درهمين بغير ما انزل الله فقد كفر، قلت
كفرا بما انزل الله أو بما انزل على محمد؟ قال ويلك إذا كفر بما انزل على محمد أليس قد كفر
بما انزل الله؟.
216 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال قال علي عليه السلام من قضى في درهمين بغير
ما انزل الله فقد كفر.
217 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد
635

عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن كثير عن عبد الله بن مسكان رفعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
(من حكم في درهمين بحكم جور ثم جبر عليه كان من أهل هذه الآية: ومن لم يحكم
بما انزل الله فأولئك هم الكافرون فقلت وكيف يجبر عليه؟ فقال يكون له سوط وسجن
فيحكم عليه، فان رضى بحكمه والا ضربه بسوطه وحبسه في سجنه.
218 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة عن صباح الأزرق عن
حكم الحناط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام. وحكم عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله
عليه السلام قالا من حكم في درهمين بغير ما انزل الله عز وجل ممن له سوط أو عصى فهو كافر بما
انزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
219 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأل رجل أبى عن حروب
أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له أبى ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله
بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب
أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، وسيف منها ملفوف. وسيف منها مغمد سله إلى
غيرنا وحكمه إلينا، إلى أن قال؟ واما السيف المغمود فالذي يقام به القصاص، قال الله
تعالى: النفس بالنفس فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا.
220 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن زرارة عن أحدهما
عليهما السلام في قول الله عز وجل: ان النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف
الآية قال: هي محكمة.
221 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة
عن ابان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أعور فقأ عين صحيح متعمدا؟ قال: تفقأ
عينه، قلت: يكون أعمى، قال: الحق أعماه.
222 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير وعلي بن حديد جميعا
عن جميل ابن دراج عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهم السلام أنه قال: في سن الصبي يضربها
الرجل فتسقط ثم تنبت؟ قال: ليس عليه قصاص وعليه الأرش،
223 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن النصر
636

ابن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن السن
والذراع يكسران عمدا ألهما أرش أو قود؟ فقال: قود، قال، قلت: فان اضعفوا الدية؟
قال: إن ارضوه بما شاء فهو له.
224 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله
عليه السلام قال. قضى أمير المؤمنين عليه السلام فيما كان من جراحات الجسد ان فيها القصاص أو
يقبل المجروح دية الجراحة فيعطاها.
225 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج
عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهم السلام في رجل كسر يد رجل ثم برأت يد الرجل؟ قال:
ليس في هذا قصاص ولكن يعطى الأرش.
226 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل فمن تصدق به فهو كفارة له
فقال يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عفى.
227 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (فمن تصدق به فهو كفارة له) قال:
يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عنى (عفى - ظ) من جراح أو غيره.
228 - في من لا يحضره الفقيه وروى جعفر بن بشير عن معلى بن عثمان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل (فمن تصدق به فهو كفارة له) قال، يكفر
عنه من ذنوبه على قدر ما عفى عن العمد.
229 - في روضة الكافي ابان عن أبي بصير قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام
إذ دخلت علينا أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
أيسرك ان تسمع كلامها؟ قال قلت: نعم، قال: فاذن لها وقال: أجلسني معه على
الطنفسة (1) قال: ثم دخلت فتكلمت فإذا هي امرأة فسألته عنهما؟ فقال: لها
توليهما؟ قالت: فأقول لربى إذ ألقيته انك أمرتني بولايتهما قال: نعم، قالت فان هذا

(1) الطنفسة: البساط.
637

الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما وكثير النوا يأمرني بولايتهما فأيهما خير وأحب
إليك؟ قال: هذا والله أحب إلى من كثير النوا وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول (ومن
لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون * ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون).
وفيها الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن ابان
ابن عثمان عن أبي بصير مثله سواء.
230 - في مجمع البيان وروى البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وآله ان قوله (ومن لم
يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) وبعده (فأولئك هم الظالمون) وبعده (فأولئك
هم الفاسقون) كل ذلك في الكفار خاصة أورده مسلم في الصحيح.
231 - في تفسير العياشي عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام
قال قد فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمد فأبى أبو بكر ان يعطيهم نصيبهم حسدا
وعداوة، وقد قال الله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) وكان أبو بكر
أول من منع آل محمد عليهم السلام حقهم وظلمهم وحمل الناس على رقابهم، ولما قبض أبو بكر
استخلفه عمر على غير شورى من المسلمين ولا رضى من آل محمد فعاش عمر بذلك
لم يعط آل محمد وصنع ما صنع أبو بكر.
232 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن
بشير عن سعد الإسكاف قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطيت السور الطوال مكان التوراة
وأعطيت المئين (1) مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفضل
ثمان وستون سورة وهو مهيمن على ساير الكتب، فالتوراة لموسى والإنجيل لعيسى
والزبور لداود عليهم السلام.
233 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن معمر بن راشد قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد ذكر الأنبياء صلوات الله عليهم:

(1) ذكر الطبرسي (ره) في شرح الحديث كلاما طويلا فراجع مجمع البيان ج 1 صفحة
14 ط صيدا.
638

وان الله عز وجل جعل كتابي المهيمن على كتبهم الناسخ لها، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
234 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن
علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال في مناجاته
أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب
الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر، فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
235 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن
سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد يقول: فاحكم بينهم بما انزل الله.
236 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم
ابن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي
جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما استجاب لكل نبي من استجاب
له من قومه من المؤمنين جعل لكل منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل
وسنة، وقال الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: (انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده)
وأمر كل نبي بالأخذ بالسبيل والسنة، وكان من السبيل والسنة التي أمر الله عز وجل بها
موسى عليه السلام ان جعل عليهم السبت.
237 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا
قال: لكل نبي شريعة وطريق.
238 - في كتاب علل الشرايع إلى حنان بن سدير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
لأي علة لم يسعنا الا ان نعرف كل امام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويسعنا ان لا نعرف كل امام قبل
النبي صلى الله عليه وآله؟ قال: لاختلاف الشرايع.
239 - في مجمع البيان وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواء هم
وانما كرر تعالى الامر بالحكم بينهم لامرين: أحدهما، انهما حكمان أمر بهما جميعا
لأنهم احتكموا إليه في زنى المحصن ثم احتكموا إليه في قتيل كان بينهم عن الجبائي
639

وجماعة عن المفسرين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
240 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه
رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية، فمن أخطأ
حكم الله حكم بحكم الجاهلية.
241 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن
ميمون عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية،
وقد قال الله عز وجل: ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون واشهد على زيد بن ثابت
لقد حكم في الفرايض بحكم الجاهلية.
242 - في مجمع البيان أولياء بعض وقال الصادق عليه السلام لا يتوارث أهل ملتين
نحن نرثهم ولا يرثونا.
243 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمتهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فهو من آل محمد بمنزلة آل محمد، لا انه من القوم بأعيانهم، وانما هو منهم بتوليه
إليهم واتباعه إياهم، وكذلك حكم الله في كتابه: ومن يتولهم منكم فإنه منهم.
244 - عن داود الرقي قال: سأل أبا عبد الله عليه السلام رجل وأنا حاضر عن قول الله
عسى الله ان يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين
قال: اذن في هلاك بنى أمية بعد احراق زيد بسبعة أيام.
245 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الحكم بن عيينة
وكثير النوا وسلمة وأبا المقدام والتمار يعنى سالما (1) أضلوا كثيرا ممن أضل من هؤلاء
الناس وانهم ممن قال الله: (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين)

(1) هؤلاء من جملة البترية وهم الذين يقولون إن أبا بكر وعمر امامان وان
أخطأت في البيعة لهما مع وجود علي عليه السلام لكنه خطأ لم ينته إلى درجة الفسق
وتوقفوا في عثمان ويبغضون طلحة وزبير وعايشة وهم قسم من الزيدية، وقد ورد في ذمهم
روايات كثيرة.
640

وانهم ممن قال الله: (واقسموا بالله جهد ايمانهم يحلفون بالله انهم لمعكم حبطت أعمالهم
فأصبحوا خاسرين).
266 - عن سليمان بن هارون قال: قال الله: لوان أهل السماء والأرض
اجتمعوا على أن يحولوا هذا الامر من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، ولو أن
الناس كفروا جميعا حنى لا يبقى أحد لجاء الله لهذا الامر بأهل يكونون هم من أهله،
ثم قال اما تسمع الله يقول: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف
يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
قال الموالى (1).
247 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم
عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
يجاهدون في سبيل الله) قال: هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين غصبوا آل
محمد حقهم وارتدوا عن دين الله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه نزلت في القائم
وأصحابه الذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.
248 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام أنه قال يوم البصرة، والله ما قوتل
أهل هذه الآية حتى اليوم وتلا هذه الآية، وروى أبو السحق الثعلبي في تفسيره بالاسناد
عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يرد
على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض (2) فأقول: يا رب أصحابي
[أصحابي]! فيقال: انك لاعلم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى
249 - واختلف فيمن وصف بهذه الأوصاف منهم قال عياض بن غنم الأشعري:
لما نزلت هذه الآية أومى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبى موسى الأشعري فقال: هم قوم هذا
250 - وروى أن النبي صلى الله عليه وآله سئل عن هذه الآية فضرب بيده على عاتق سلمان

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر في حديث بعده: (المولى) مفردا، والظاهر
وقوع السقط من النساخ فراجع تفسير العياشي ج 1: 326.
(2) أي ينفون ويطردون عنه.
641

فقال هذا وذووه، ثم قال: لو كان الدين معلقا بالثريا لنا له رحال من أبناء فارس،
وقيل: هم أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين و
المارقين وروى ذلك عن عمار وحذيفة وابن عباس، وهو المروى عن أبي جعفر وأبى -
عبد الله عليهما السلام، ويؤيده هذا القول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصفه بهذه الصفات المذكورة في
الآية فقال فيه وقد ندبه لفتح خير بعد ان رد عنها حامل الراية إليه مرة بعد أخرى
وهو يجبن الناس ويجبنونه: لأعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يده ثم أعطاها إياه.
251 - في كتاب تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال وفرق حجر بن عدي
الكندي الكوفي قال الفضل بن شاذان ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم حجر بن عدي
وروى كتاب عن الحسين عليه السلام إلى معاوية فيه: الست القاتل حجر بن عدي أخا
كندى والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون
في الله لومة لائم.
252 - في كتاب الاحتجاج قال علي عليه السلام في خطبة له: ان الله ذا الجلال و
الاكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده، وأرسل رسولا
منهم، وأنزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرايضه، فكانت الجملة قول الله جل ذكره
حيث أمر فقال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فهو لنا أهل البيت خاصة
دون غيرنا فانقلبتم على أعقابكم وأرددتم ونقصتم الامر ونكثتم العهد ولم يضروا الله شيئا
وقد أمركم الله ان تردوا الامر إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر المستنبطين للعلم
فأقررتم ثم جحدتم.
253 - وباسناده إلى أبى جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث
طويل وفيه يقول - وقد ذكر عليا عليه السلام -: فهو الذي يهدى إلى الحق ويعمل به ويزهق
الباطل وينهى عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم.
254 - في كتاب الخصال عن أبي بريدة عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن
الله عز وجل أمرني بحب أربعة: فقلنا: يا رسول الله من هم سمهم لنا؟ فقال: على منهم
642

وسلمان وأبو ذر والمقداد وأمرني بحبهم وأخبرني انه يحبهم.
255 - وعن أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمرني بحب أربعة من
أصحابي وأخبرني انه يحبهم، فقلنا: يا رسول الله من هم فكلنا يحب أن يكون منهم؟
فقال: الا ان عليا منهم ثم سكت ثم قال: الا ان عليا منهم وأبو ذر وسلمان الفارسي
والمقداد بن الأسود الكندي.
256 - عن عبد الله بن الصلت عن أبي ذر (ره) قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبع:
أوصاني ان لا أخاف في الله لومة لائم (الحديث).
257 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد
عن الحسين بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
عز وجل انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال: انما يعنى أولى بكم أي أحق بكم
وبأموركم من أنفسكم وأموالكم الله ورسوله والذين آمنوا يعنى عليا وأولاده الأئمة عليهم السلام
إلى يوم القيامة، ثم وصفهم الله عز وجل فقال: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون وكان أمير المؤمنين في صلاة الظهر وقد صلى ركعتين وهو راكع
وعليه حلة قيمتها ألف دينار، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطاه إياها وكان النجاشي أهداها له،
فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم، تصدق على كل
مسكين، فطرح الحلة إليه وأومى بيده إليه ان احملها، فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية،
وصيره نعمة أولاده بنعمته وكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة مثله،
فيتصدقون وهم راكعون، والسائل الذي سأل أمير المؤمنين من الملائكة، والذين يسألون
الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة.
258 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شئ آخر يفترضه
فتذكره ولتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك: (قل انما أعظكم
بواحدة) يعنى الولاية فأنزل الله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وليس بين الأمة خلاف انه لم يؤت الزكاة يومئذ أحد
643

منهم وهو راكع غير واحد، ولو ذكر اسمه في الكتاب لاسقط ما أسقط.
259 - وباسناده إلى محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث
طويل: وقد انزل الله تبارك وتعالى بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وعلي بن أبي طالب عليه السلام أقام
الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع، يريد الله عز وجل في كل حال.
260 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن
محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال: حدثني أبي عن أحمد بن عيسى قال: حدثني
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام في قوله عز وجل: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها)
قال: لما نزلت (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد المدينة فقال
بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟ فقال بعضهم: ان كفرنا بهذه الآية نكفر بسايرها
وان آمنا فان هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب، فقالوا: قد علمنا أن محمدا صادق
فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا، قال: فنزلت هذه الآية: (يعرفون نعمة الله
ثم ينكرونها) يعرفون ولاية على، وأكثرهم الكافرون بالولاية.
261 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في
المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم الله عز وجل أتعلمون حيث نزلت: (يا أيها الذين
آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وحيث نزلت: (ولم يتخذوا
من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) قال الناس: يا رسول الله هذه خاصة
في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله ان يعلمهم ولاة أمرهم وأن
يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم
ثم خطب فقال: أيها الناس ان الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس:
يفتتنون بها فأوعدني لابلغنها أو ليعذبني، ثم أمر فنودي الصلاة جامعة ثم خطب الناس
فقال: أيها الناس أتعلمون ان الله عز وجل مولاي وانا مولى المؤمنين وانا أولى بهم من
644

أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: قم يا علي فقمت فقال: من كنت مولاه فعلى
مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، فقام سلمان
فقال: يا رسول الله ولاء كماذا؟ فقال عليه السلام ولاء كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلى
أولى به من نفسه، فأنزل الله تبارك وتعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) وكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله أكبر
تمام نبوتي وتمام ديني دين الله (1) عز وجل وولاية على بعدى، فقام أبو بكر وعمر فقالا:
يا رسول الله هذه الآيات خاصة في علي؟ فقال عليه السلام بلى خاصة فيه وفى أوصيائي إلى يوم
القيامة، قالا: يا رسول الله بينهم لنا قال على اخى ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي
في أمتي وولى كل مؤمن بعدى ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين
واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على
حوضي؟ قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم: قد حفظنا
جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الذين حفظوا اخيارنا وأفاضلنا، فقال علي عليه السلام صدقتم
ليس كل الناس يتساوون في الحفظ.
262 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال فأنشدك
بالله إلى الولاية من الله مع ولاية رسوله في أنه زكاة الخاتم أم لك؟ قال: بل لك
263 - وفيه في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: واما الخامسة
والستون فانى كنت اصلى في المسجد فجاء سائل فسأل وانا راكع فناولته خاتمي من إصبعي
فأنزل الله تعالى في (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون)
263 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فإنه حدثني أبي عن صفوان عن أبان بن
عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس
وعنده قوم من اليهود وفيهم عبد الله بن سلام إذ نزلت عليه هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى

(1) وفى المصدر: (الله أكبر بتمام النعمة تمام نبوتي وكمال ديني. اه).
645

المسجد فاستقبله سائل فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ فقال نعم ذاك المصلى، فجاء رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
264 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة
عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبى الجارود
جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال أمر الله عز وجل رسوله بولاية على وانزل عليه، (انما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)
فرض الله ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ان يفسر لهم الولاية
كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخوف عن أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه
عز وجل، فأوحى الله إليه: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل
فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فصدع بأمر الله تعالى ذكره، فقام بولاية علي عليه السلام
يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغايب.
قال عمر بن أذينة، قالوا جميعا غير أبى الجارود قال أبو جعفر عليه السلام، وكانت
الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى، وكانت الولاية آخر الفرايض، فأنزل الله عز وجل،
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) قال أبو جعفر عليه السلام يقول الله عز وجل
لا انزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم دينكم الفرايض.
265 - بعض أصحابنا عن محمد بن أبي عبد الله عن عبد الوهاب بن بشير عن
موسى بن قادم عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (وما ظلمونا
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) قال: إن الله أعظم وأعز وأجل وامنع من أن يظلم ولكن
خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، حيث يقول: (انما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا) يعنى الأئمة منا، ثم قال في موضع آخر: (وما ظلمونا ولكن كانوا
أنفسهم يظلمون ثم ذكر مثله.
266 - أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا قال: ذكرت
لأبي عبد الله عليه السلام قولنا في الأوصياء ان طاعتهم مفترضة؟ قال فقال: نعم هم الذين قال الله
646

عز وجل (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وهم الذين قال الله عز وجل
انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا).
267 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي
عن محمد بن القسم الجوهري عن الحسين بن أبي العلا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
الأوصياء طاعتهم مفترضة؟ قال: نعم هم الذين قال الله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولى الامر منكم) وهم الذين قال الله تعالى: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
268 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق
بين العترة والأمة له عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام في شأن ذي القربى. فما رضيه
لنفسه ولرسوله رضيه لهم وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى
كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم، وقرن سهمهم بسهمه و
سهم رسوله، وكذلك في الطاعة فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولى الامر منكم) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته، وكذلك آية الولاية، (انما وليكم الله و
رسوله والذين آمنوا) فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم
مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ، فتبارك وتعالى ما أعظم نعمته على
أهل هذا البيت.
269 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قول الله عز وجل: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الآية قال. ان رهطا من اليهود
أسلموا منهم عبد الله ابن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا، فأتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقالوا. يا نبي الله ان موسى عليه السلام أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله ومن
ولينا بعدك؟ فنزلت هذه الآية، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) قال رسول الله صلى الله عليه وآله، قوموا فقاموا فأتوا المسجد
فإذا سائل خارج فقال: يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟ قال. نعم هذا الخاتم، فقال. من
أعطاكه؟ قال، أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلى، قال. على أي حال أعطاك. قال.
647

كان راكعا فكبر النبي صلى الله عليه وآله وكبر أهل المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب
عليه السلام وليكم بعدى، قالوا، رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا، وبعلى بن
أبي طالب وليا فأنزل الله عز وجل، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب
الله هم الغالبون فروى عن عمر بن الخطاب أنه قال، والله لقد تصدقت بأربعين خاتما
وأنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب فما نزل.
270 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
وفيه. والهداية هي الولاية كما قال الله عز وجل. (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا
فان حزب الله هم الغالبون) و (الذين آمنوا) في هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلايق
من الحجج والأوصياء في عصر بعد عصر.
271 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمار أبى اليقظان عن أبي عبد الله
عليه السلام قال يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة آخذا بحجزة (1) ربه ونحن آخذون بحجزة نبينا
وشيعتنا آخذون بحجزتنا. فنحن وشيعتنا حزب الله وحزب الله هم الغالبون، والله ما يزعم أنها
حجزة الإزار ولكنها أعظم من ذلك: يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله آخذا بدين الله ونجئ نحن
آخذين بدين نبينا، وتجئ شيعتنا آخذين بديننا.
272 - في تفسير العياشي عن صفوان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لقد حضر الغدير
اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلي بن أبي طالب عليه السلام فما قدر على أخذ حقه، وان
أحدكم يكون له المال وله شاهدان فيأخذ حقه فان حزب الله هم الغالبون في علي عليه السلام.
273 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وإذا جاؤكم قالوا آمنا قال
نزلت في عبد الله بن أبي لما أظهر الاسلام وقد دخلوا بالكفر قال: وخرجوا به
من الايمان.
274 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي -
نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال: خطب أمير -
المؤمنين صلوات الله عليه فحمد الله وأثنى عليه وقال. اما بعد فإنه انما هلك من كان

(1) الحجزة: معقد الإزار.
648

قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك، وانهم
لما تمادوا في المعاصي (1) ولم ينههم الربانيون والأحبار، عن ذلك نزلت
بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
275 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان عن أبي بصير عن عمرو بن رياح عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قلت له: بلغني انك تقول من طلق لغير السنة انك لا ترى طلاقه شيئا؟
فقال أبو جعفر عليه السلام ما أقوله بل الله يقوله والله لو كنا نفتيكم بالجور لكنا شرا منكم،
لان الله عز وجل يقول: لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم
واكلهم السحت إلى آخر الآية
276 - في نهج البلاغة قال عليه السلام في خطبة له وهي من خطب الملاحم:
أين تذهب بكم المذاهب ويستر بكم الغياهب (2) وتخدعكم الكواذب ومن أين تؤتون
وانى تؤفكون ولكل أجل كتاب، ولكل غيبة إياب فاستمعوا من ربانيكم واحضروه قلوبكم
واستيقظوا أن يهتف بكم.
277 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي بعد كلام
طويل له عليه السلام في اثبات البدا وقد كان سليمان ينكر ثم التفت إلى سليمان فقال: أحسبك
ضاهيت اليهود في هذا الباب، قال: أعوذ بالله من ذلك وما قالت اليهود؟ قال: قالت
اليهود يد الله مغلولة يعنون ان الله قد فرغ من الامر فليس يحدث شيئا فقال عز وجل:
غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا.
278 - في كتاب التوحيد باسناده إلى إسحاق بن عمار عمن سمعه عن أبي عبد الله عليه السلام
أنه قال: في قول الله عز وجل: (وقالت اليهود يد الله مغلولة) لم يعنوا انه هكذا ولكنهم
قالوا قد فرغ من الامر فلا يزيد ولا ينقص وقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم: (غلت أيديهم

(1) تمادى في غيه: دام على فعله ولج.
(2) الغياهب جمع الغيهب: الظلمة.
649

ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء (ألم تسمع الله عز وجل يقول:) يمحوا الله
ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).
279 - وباسناده إلى عبد الله بن قيس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول
(بل يداه مبسوطتان) فقلت: له يدان هكذا - وأشرت بيدي إلى يديه -؟ فقال: لا لو كان
هكذا كان مخلوقا.
280 - وباسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام: وقوم وصفوه بالرجلين فقالوا وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى
السماء ووصفوه بالأنامل فقالوا: إن محمدا قال: انى وجدت بردا نأمله على قلبي فلمثل
هذه الصفات قال: رب العرش عما يصفون يقول: رب المثل الاعلى عما به مثلوه ولله المثل
الاعلى الذي لا يشبه شئ ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الاعلى.
281 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين
عليه السلام: انا يد الله المبسوطة على عباده بالمرحمة والمغفرة والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
282 - وباسناده إلى مروان بن صباح قال (قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل
خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق
في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
283 - في تفسير العياشي عن حماد عنه في قول الله: (يد الله مغلولة) يعنون
انه قد فرغ مما هو كائن (لعنوا بما قالوا) قال الله عز وجل: (بل يداه مبسوطتان).
284 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: كلما أوقدوا نار للحرب اطفأها الله
كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد عليهم السلام قصمه الله.
285 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ولو أن أهل الكتاب
أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم قال الولاية.
286 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، (كلما أو قدوا نارا للحرب اطفأها -
650

الله) قال: كلما أراد جبار من الجبابرة هلاك آل محمد قصمه الله، قوله: (ولو أنهم
أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم) يعنى اليهود والنصارى (لأكلوا من
فوقهم ومن تحت أرجلهم) قال: من فوقهم المطر ومن تحت أرجلهم النبات.
287 - في أصول الكافي محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد
ابن عيسى عن ربعي ابن عبد الله عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (ولو أنهم أقاموا
التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم) قال: الولاية.
288 - في تفسير العياشي عن زيد بن أسلم عن انس بن مالك قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة، سبعون منها في
النار وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى على اثنتين وسبعين فرقة إحدى وسبعون
فرقة في النار وواحدة في الجنة، وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة، واحدة في
الجنة وثنتان وسبعون في النار، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعات الجماعات
قال يعقوب بن يزيد: كان علي بن أبي طالب عليه السلام إذا حدث هذا الحديث عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلا فيه قرآنا: (ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم)
إلى قوله: (ساء ما يعملون) وتلا أيضا: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)
يعنى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
289 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: منهم أمة مقتصدة قال: قوم
من اليهود دخلوا في الاسلام فسماهم الله مقتصدة.
290 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن
الحسين جميعا عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي الجارود
عن أبي جعفر عليه السلام قال، سمعت أبا جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام:
ثم نزلت الولاية وانما اتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة نزل الله تعالى: (اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام،
فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أمتي حديثو عهد إلى الجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا
في ابن عمى يقول قائل ويقول قائل؟ فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني
651

عزيمة من الله بتلة (1) أوعدني ان لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت: يا أيها الرسول بلغ ما انزل
إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى
القوم الكافرين فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام فقال: يا أيها الناس انه لم يكن
نبي من الأنبياء ممن كان قبلي الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه فأوشك ان أدعى فأجيب وانا
مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت
ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين فقال: اللهم اشهد ثلاث مرات، ثم قال: يا معشر
المسلمين هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغائب قال أبو جعفر عليه السلام كان والله
امين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه.
291 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن
يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبى الجارود جميعا عن أبي جعفر
عليه السلام قال أمر الله عز وجل رسوله بولاية على وانزل عليه: انما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وفرض ولاية أولي الأمر
فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة
والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخوف
ان يرتدوا عن دينهم وان يكذبوه، فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل
إليه: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من
الناس) وصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم فنادى. الصلاة جامعة
وامر الناس ان يبلغ الشاهد الغايب.
قال عمر بن أذينة قال جميعا غير أبى الجارود قال أبو جعفر عليه السلام. وكانت الفريضة
تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز وجل: (اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) قال أبو جعفر: يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم
بعدها فريضة قد أكملت لكم الفرايض.
292 - محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد

(1) البتلة من التبتل بمعنى الانقطاع والتقطع وذكر البتلة بعد العزيمة للتأكيد.
652

ابن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد
ابن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله
من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك
وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى القوم الكافرين) فنادى
الناس فاجتمعوا وامر بسمرات فقم شوكهن (1) ثم قال صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس من وليكم وأولى
بكم من أنفسكم؟ فقالوا: الله ورسوله فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه ثلث مرات، فوقعت حسكة النفاق (2) في قلوب القوم وقالوا: وما انزل الله
جل ذكره هذا على محمد قط وما يريد الا أن يرفع بضبع ابن عمه. (3)
293 - في عيون الأخبار حدثنا الحكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال
حدثني محمد بن يحيى الصولي قال. حدثني سهل بن القاسم النوشجاني قال. قال رجل
للرضا يا بن رسول الله (ع) انه يروى عن عروة بن الزبير أنه قال توفى النبي صلى الله عليه وآله وهو في تقية فقال
اما بعد قوله تعالى. (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته
والله يعصمك من الناس) فإنه أزال كل تقية بضمان الله عز وجل وبين أمر الله ولكن قريش
فعلت ما اشتهت بعده واما قبل نزول هذه الآية فلعلة.
294 - في مجمع البيان والله يعصمك من الناس روى أن النبي صلى الله عليه وآله لما نزلت
هذه الآية قال لحراس من أصحابه يحرسونه سعد وحذيفة. الحقوا بملاحقكم فان الله
تعالى عصمني من الناس.
295 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام
ربنا اننا سمعنا بالمنادى وصدقنا المنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نادى بنداء عنك بالذي أمرته
به أن يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولى أمرك فحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ان تسخط عليه
وانه ان بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك الامن كنت مولاه

(1) السمرة: شجر ذو شوك. وقم البيت: كنسه.
(2) الحسكة: العداوة والحقد.
(3) الضبع: العضد.
653

فعلى مولاه ومن كنت وليه فعلى وليه ومن كنت نبيه فعلى أميره.
296 - في أمالي الصدوق (ره) وباسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل
يقول فيه لعلى عليه السلام. ولقد انزل الله عز وجل إلى (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك
من ربك) يعنى في ولايتك يا علي (وان لم تفعل فما بلغت رسالته) ولو لم أبلغ ما أمرت به
من ولايتك لحبط عملي.
297 - وباسناده إلى ابن عباس حديث طويل وفيه فأنزل الله تبارك وتعالى:
(يا أيها الرسول: بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك
من الناس) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله تهديد وبعد وبعيد لأمضين أمر الله فان يتهموني ويكذبوني
فهو أهون على من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة، قال: وسلم جبرئيل
على على بإمرة المؤمنين فقال علي عليه السلام، يا رسول الله أسمع الكلام ولا أحس الرؤية
فقال: يا علي هذا جبرئيل أتاني من قبل ربى بتصديق ما وعدتم ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين ثم قال: يا بلال ناد في الناس
ان لا يبقى غدا أحد الا عليك الا خرج إلى غدير خم، فلما كان من الغد خرج رسول -
الله صلى الله عليه وآله بجماعة أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس ان الله
تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة وانى ضقت به ذرعا مخافة أن يتهموني ويكذبوني
حتى أنزل الله على وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر على من عقوبة الله
إياي (الحديث).
298 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقر
عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال اتاه
جبرئيل عليه السلام على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهاء والعصمة من الناس،
فقال؟ يا محمد ان الله عز وجل يقرئك السلام ويقول: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل
إليك من ربك في علي وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) وكان
أوائلهم قريبا من الجحفة، فأمره ان يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في
ذلك المكان ليقيم عليا للناس ويبلغهم ما انزل الله في علي عليه السلام، وأخبره بان الله
654

عز وجل قد عصمه من الناس فامر رسوله عندما جاءت العصمة مناديا ينادى في الناس:
الصلاة جامعة إلى قوله صلى الله عليه وآله، وأؤدي ما أوحى إلى حذرا من أن لا أفعل فتحل لي منه
قارعة (1) لا يدفعها عنى أحد وان عظمت حيلة لا إله إلا هو لأنه قد اعلمني انى لم
أبلغ ما انزل إلى فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة، وهو الله
الكافي الكريم، فأوحى الله: (بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك
من ربك) يعنى في الخلافة لعلي بن أبي طالب عليه السلام (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله
يعصمك من الناس).
299 - في تفسير علي بن إبراهيم (يا أيها الرسول بلغ ما انزل الله إليك من
ربك) قال: نزلت هذه الآية في علي (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من
الناس) قال نزلت هذه الآية في منصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع، وحج رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع لتمام عشر حجج من مقدم المدينة، وكان من قوله بمنى ان حمد -
الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عنى فانى لا أدري لعلى ألقاكم
بعد عامي هذا. ثم قال: هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة؟ قال الناس: هذا اليوم،
قال، فأي شهر؟ قال الناس، هذا. قال: وأي بلد أعظم حرمة؟ قالوا: بلدنا هذا،
فان دماءكم وأموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في
بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، الأهل بلغت أيها الناس؟ قالوا
نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال، الا وكل مأثرة (2) أو بدع كانت في الجاهلية أو دم
أو مال فهو تحت قدمي هاتين ليس أحد أكرم من أحد الا بالتقوى، الأهل بلغت؟ قالوا،
نعم، قال، اللهم اشهد، ثم قال، الا وكل ربا في الجاهلية فهو موضوع، وأول موضوع منه
ربا العباس بن عبد المطلب الا وكل دم كانت في الجاهلية فهو موضوع وأول موضوع منه دم ربيعة
الأهل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد، ثم قال، الا وان الشيطان قد يئس ان
يعبد بأرضكم هذه ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم، الا وانه إذا أطيع فقد
عبد، الا أيها الناس ان المسلم أخ المسلم حقا ولا يحل لامرء مسلم دم امرئ مسلم

(1) القارعة: الداهية الشديدة،
(2) المأثرة: المكرمة المتوارثة.
655

وما له الا ما أعطاه بطيبة نفس منه، وانى أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
، فإذا قالوها فقد عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله،
الأهل بلغت أيها الناس؟ قالوا، نعم قال اللهم اشهد، ثم قال، أيها الناس احفظوا قولي
تنتفعوا به بعدى وافهموه تنتعشوا الا لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
بالسيف على الدنيا، فان أنتم فعلتم ذلك ولتفعلن لتجدوني في كتيبة بين جبرئيل و
ميكائيل اضرب وجوهكم بالسيف، ثم التفت عن يمينه فسكت ساعة ثم قال. إن شاء الله
أو علي بن أبي طالب، ثم قال: الا وانى قد تركت فيكم أمرين ان أخذتم بهما لن تضلوا،
كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا
على الحوض، الا فمن اعتصم بهما فقد نجى ومن خالفهما فقد هلك الا هل بلغت؟
قالوا، نعم، قال اللهم اشهد، ثم قال. الا وانه سيرد على الحوض منكم رجال
فيدفعون عنى فأقول رب أصحابي، فيقال. يا محمد انهم قد أحدثوا بعدك وغيروا
سنتك فأقول. سحقا سحقا، فلما كان آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله. (إذا جاء
نصر الله والفتح) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله. نعيت إلى نفسي ثم نادى. الصلاة جامعة في
مسجد الخيف، فاجتمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال. نصر الله امرءا سمع مقالتي
فوعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو
أفقه منه، ثلث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم اخلاص العمل لله، والنصيحة لائمة
المسلمين ولزوم جماعتهم، فان دعوته محيطة من ورائهم المؤمنون اخوة تتكافى دماؤهم
يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم. أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين قالوا. يا
رسول الله وما الثقلان؟ فقال. كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير
انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض كإصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه. ولا أقول كهاتين
سبابته والوسطى فتفضل هذه على هذه، فاجتمع قوم من أصحابه وقالوا: يريد محمد
ان يجعل الإمامة في أهل بيته، فخرج منهم أربعة نفر إلى مكة ودخلوا الكعبة وتعاهدوا
وتعاقدوا وكتبوا فيما بينهم كتابا ان أمات الله محمدا أو قتله ان لا يردوا هذا الامر
في أهل بيته أبدا، فأنزل الله على نبيه في ذلك (أم أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون
656

انا لا نسمع سرهم ونجويهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة
يريد المدينة حتى نزل منزلا يقال له غدير خم، نزل وقد علم الناس مناسكهم
وأو عز إليهم وصية، إذ نزل عليه هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما انزل
إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم تهدد ووعيد، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس هل تعلمون من وليكم؟
فقالوا: نعم الله ورسوله، ثم قال ألستم تعلمون انى أولى بكم منكم من أنفسكم، فقالوا
بلى، قال: اللهم اشهد فأعاد ذلك عليهم ثلثا كل ذلك يقول مثل قوله الأول، ويقول الناس
كذلك، ويقول: اللهم اشهد ثم اخذ بيد أمير المؤمنين عليه السلام فرفعها حتى بدا للناس بياض
إبطيهما ثم قال: الا من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وانصر من نصره واخذل من خذله، وأحب من أحبه ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم
اشهد عليهم وانا من الشاهدين، فاستفهمه عمر من بين أصحابه فقال: يا رسول الله هذا
من الله ومن رسوله؟ فقال نعم من الله ومن رسوله انه أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد
الغر المحجلين، يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعدائه النار
فقال أصحابه الذين ارتدوا بعده قد قال محمد في مسجد الخيف ما قال، وقال ههنا ما قال،
وان رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة، فاجتمع أربعة عشر نفرا وتأمروا على قتل رسول -
الله صلى الله عليه وآله وسلم وقعدوا له في العقبة وهي عقبة حرشي بين الجحفة والأبواء، فقعدوا سبعة
عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها لينفروا ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما جن الليل تقدم
رسول الله صلى الله عليه وآله في تلك الليلة العسكر فأقبل ينعس على ناقته فلما دنا من العقبة ناداه
جبرئيل يا محمد ان فلانا وفلانا وفلانا قد قعدوا لك، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال، من هذا
خلفي؟ فقال حذيفة بن اليمان انا حذيفة بن اليمان يا رسول الله، قال سمعت ما سمعت
قال بلى، قال فاكتم، ثم دنا رسول الله صلى الله عليه وآله منهم فناداهم بأسمائهم فلما سمعوا نداء
رسول الله صلى الله عليه وآله مروا ودخلوا في غمار الناس (1) وقد كانوا عقلوا رواحلهم، فتركوها
ولحق الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وطلبوهم وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رواحلهم فعرفها

(1) غمار الناس: جماعتهم.
657

فلما نزل قال ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة ان أمات الله محمدا أو قتله ان لا يردوا هذا
الامر في أهل بيته أبدا، فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحلفوا انهم لم يقولوا من ذلك شيئا
ولم يردوه ولم يهموا بشئ في رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله (يحلفون بالله ما قالوا) ان لا يردوا هذا
الامر في أهل بيت رسول الله (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم
ينالوا) من قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله فان
يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ومالهم في
الأرض من ولى ولا نصير) فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وبقى بها المحرم ونصف
من صفر لا يشتكى شيئا ثم ابتدأ به الوجع الذي توفى فيه صلى الله عليه وآله.
300 - فحدثني أبى عن مسلم بن خالد عن محمد بن جابر عن أبي مسعود قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رجع من حجة الوداع: يا بن مسعود قد قرب الاجل ونعيت
إلى نفسي، فمن لك بعدى؟ فأقبلت أعد عليه رجلا رجلا فبكى صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال ثكلتك
الثواكل فأين أنت عن علي بن أبي طالب لم تقدمه على الخلق أجمعين؟ يا بن مسعود انه إذا
كان يوم القيامة رفعت لهذه الأمة أعلام فأول الاعلام لواء الأعظم مع علي بن أبي طالب والناس
جميعا تحت لوائي ينادى مناد هذا الفضل يا بن أبي طالب.
301 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال
لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله أن ينصب أمير المؤمنين عليه السلام في قوله (يا أيها الرسول بلغ ما انزل
إليك من ربك في علي) بغدير خم فقال من كنت مولاه فعلى مولاه فجائت الأبالسة إلى إبليس
الأكبر وحثوا التراب على رؤسهم فقال إبليس مالكم؟ فقالوا ان هذا الرجل قد عقد اليوم
عقدة لا يحلها شئ إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس كلا ان الذين حوله قد وعدوني
فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله على نبيه. (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه) الآية.
قال عز من قائل قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة
والإنجيل وما انزل إليكم.
302 - في مجمع البيان قال ابن عباس جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقالوا ألست تقربان التوراة من عند الله؟ قال بلى قالوا فانا نؤمن بها ولا نؤمن بما
عداها فنزلت الآية.
658

303 - في تفسير العياشي عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله
يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة) إلى (طغيانا وكفرا) قال هو ولاية
أمير المؤمنين عليه السلام.
304 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين
بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد القمي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله عز وجل وحسبوا الا تكون فتنة قال حيث كان النبي صلى الله عليه وآله بين أظهرهم
فعموا وصموا حيث قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تاب الله عليهم حيث قام أمير المؤمنين عليه السلام
قال ثم عموا وصموا إلى الساعة.
305 - في تفسير العياشي عن زرارة قال كتبت إلى أبي عبد الله عليه السلام مع بعض
أصحابنا فيما يروى الناس عن النبي صلى الله عليه وآله انه من أشرك بالله فقد وجبت له النار، وان لم -
يشرك بالله فقد وجبت له الجنة، قال: اما من أشرك بالله فهذا الشرك البين وهو قول الله:
من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) واما قوله: ومن لم يشرك بالله فقد وجبت له الجنة
قال أبو عبد الله عليه السلام ههنا النظر هو من لم يعص الله.
306 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله:
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم) اما المسيح فعصوه و
عظموه في أنفسهم حتى زعموا انه اله وانه ابن الله وطائفة منهم قالوا: ثالث ثلاثة، وطائفة
منهم قالوا: هو الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
307 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الأئمة
عليهم السلام والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وقال
تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا
يأكلان الطعام.
308 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول عليه السلام: واما هفوات الأنبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلايل
على حكمة الله عز وجل الباهرة، وقدرته القاهرة، وعزته الظاهرة، لأنه علم أن براهين
659

الأنبياء عليهم السلام تكبير في صدور أممهم، وان منهم من يتخذ بعضهم الها كالذي كان من
النصارى في ابن مريم، فذكر دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عز وجل، ألم
تسمع إلى قوله في صفة عيسى حيث قال فيه وفى أمه: (كانا يأكلان الطعام) يعنى من أكل
الطعام كان له ثقل ومن كان له ثقل فهو بعيد مما ادعته النصارى لابن مريم.
309 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي قال: حدثني هارون بن مسلم عن
مسعدة بن صدقة قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن قوم من الشيعة يدخلون في اعمال
السلطان ويعملون لهم ويحبون لهم ويوالونهم؟ قال: ليس هم من الشيعة، ولكنهم
من أولئك ثم قرأ أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل
على لسان داود وعيسى بن مريم إلى قوله ولكن كثيرا منهم فاسقون قال: الخنازير
على لسان داود والقردة على لسان عيسى.
310 - حدثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن
هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما بلغ أمير المؤمنين عليه السلام أمر معاوية وانه في مائة الف قال:
من أي القوم؟ قالوا: من أهل الشام قال عليه السلام لا تقولوا من أهل الشام ولكن قولوا من أهل
الشوم، هم من أبناء مصر لعنوا على لسان داود، فجعل الله منهم القردة والخنازير، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
311 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن
رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (لعن الذين كفروا من
بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم) قال: الخنازير على لسان داود، والقردة على
لسان عيسى بن مريم عليهما السلام.
312 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده قال: قال علي عليه السلام: لما وقع التقصير
في بني إسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهى فلا يمنعه من ذلك
أن يكون أكيله وجليسه وشريبه، حتى ضرب الله عز وجل قلوب بعضهم ببعض، ونزل
فيهم القرآن حيث يقول عز وجل: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان
660

داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه)
إلى آخر الآية.
313 - في تفسير العياشي عن محمد بن الهيثم التميمي عن أبي عبد الله عليه السلام في
قوله: كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون قال: اما انهم
لم يكونوا يدخلون مداخلتهم ولا يجلسون مجالستهم ولكن كانوا إذا لقوهم [ضحكوا
في وجوههم] وأنسوا بهم.
314 - في تفسير علي بن إبراهيم (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا
يفعلون) قال: كانوا يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر ويأتون النساء أيام حيضهن، ثم
احتج الله على المؤمنين الموالين الكفار ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس
ما قدمت لهم أنفسهم إلى قوله: ولكن كثيرا منهم فاسقون فنهى الله عز وجل ان
يوالي المؤمن الكافر الا عند التقية.
315 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام اما داود عليه السلام فإنه لعن أهل أيلة
لما اعتدوا في سبتهم، وكان اعتداؤهم في زمانه، فقال اللهم ألبسهم اللعنة مثل الرداء
ومثل المنطقة على الحقوين (1) فمسخهم الله قردة، واما عيسى فإنه لعن الذين
أنزلت عليهم المائدة، ثم كفروا بعد ذلك، قوله: (ترى كثيرا منهم يتولون الذين
كفروا) وقال أبو جعفر عليه السلام يتولون الملوك الجبارين، ويزينون لهم أهواءهم ليصيبوا
من دنياهم.
316 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: لتجدن أشد الناس عداوة
للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا
الذين قالوا انا نصارى فإنه كان سبب نزولها انه لما اشتدت قريش في اذى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الذين آمنوا به بمكة قبل الهجرة أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله أن يخرجوا
إلى الحبشة، وأمر جعفر بن أبي طالب ان يخرج معهم، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلا
من المسلمين حتى ركبوا البحر، فلما بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة

(1) الحقو: موضع شد الإزار وهو الخاصرة.
661

ابن الوليد إلى النجاشي ليردهم إليهم، وكان عمرو وعمارة متعاديين، فقالت قريش:
كيف نبعث رجلين متعاديين؟ فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة، وبرئت بنو سهم من
جناية عمرو بن العاص، فخرج عمارة وكان حسن الوجه شابا مترفا، فأخرج عمرو بن
العاص أهله معه، فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص
قل لأهلك تقبلني، فقال عمرو: أيجوز هذا سبحان الله؟ فسكت عمارة فلما انتشا عمرو
وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحر فتشبث عمرو بصدر السفينة وأدركوه
وأخرجوه فوردوا على النجاشي وقد كانوا حملوا إليه هدايا فتقبلها منهم فقال عمرو -
بن العاص: أيها الملك ان قوما منا خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وصاروا إليك فردهم
إلينا، فبعث النجاشي إلى جعفر فجاءه فقال: يا جعفر ما يقول. هؤلاء؟ فقال جعفر:
أيها الملك وما يقولون؟ قال يسئلون ان أردكم إليهم، قال: أيها الملك سلهم أعبيد نحن لهم؟
فقال عمرو: لابل أحرار كرام، ثم قال: فسلهم ألهم علينا ديون يطالبونا بها؟ قال:
لامالنا عليكم ديون، قال: فلكم في أعناقنا دماء تطالبونا بذحول (1) فقال عمرو: لا،
قال. فما تريدون منا؟ آذيتمونا فخرجنا من بلادكم، فقال عمرو بن العاص أيها الملك
خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وأفسدوا شبابنا وفرقوا جماعتنا فردهم إلينا ليجمع أمرنا
فقال جعفر، نعم أيها الملك خالفناهم بعث الله فينا نبيا أمرنا بخلع الأنداد وترك الاستقسام
بالأزلام وأمرنا بالصلاة والزكاة. وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حقها. و
الزنا والربا والميتة والدم ولحم الخنزير وأمرنا بالعدل والاحسان، وايتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، فقال النجاشي، بهذا بعث الله عيسى بن مريم عليهما السلام
ثم قال النجاشي. يا جعفر هل تحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئا؟ قال. نعم فقرء عليه
سورة مريم فلما بلغ إلى قوله، (وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى
واشربي وقري عينا) فلما سمع النجاشي بهذا بكى بكاءا شديدا وقال، هذا والله هو
الحق فقال عمرو بن العاص، أيها الملك ان هذا مخالف لنا فرده إلينا، فرفع النجاشي
يده فضرب بها وجه عمرو ثم قال اسكت والله لئن ذكرته بسوء لأفقدنك نفسك. فقام عمرو

(1) الذحل: الثار.
662

ابن العاص من عنده والدماء تسيل على وجهه وهو يقول: إن كان هذا كما يقول أيها الملك
فانا لا نتعرض له وكانت على رأس النجاشي وصيفة (1) له تذب عنه، فنظرت إلى عمارة بن
الوليد وكان فتى جميلا فأحبته فلما رجع عمرو بن العاص إلى منزلة قال لعمارة: لو راسلت
جارية الملك؟ فراسلها فأجابته، فقال عمرو. قل لها تبعث إليك من طيب الملك
شيئا فقال لها فبعثت إليه فأخذ عمرو من ذلك الطيب وكان الذي فعل به عمارة في قلبه
حين ألقاه في البحر، فأدخل الطيب على النجاشي فقال. أيها الملك ان حرمة الملك عندنا
وطاعته علينا وما يكرمنا إذ دخلنا بلاده ونأمن منه الا نغشه ولا نريبه وان صاحبي هذا
الذي معي قد راسل حرمتك وخدعها وبعثت إليه من طيبك، ثم وضع الطيب بين يديه
فغضب النجاشي وهم بقتل عمارة ثم قال. لا يجوز قتله فإنهم دخلوا بلادي بأمان.
فدعى النجاشي السحرة فقال لهم. اعملوا به شيئا أشد عليه من القتل. فأخذوه ونفخوا
في أحليله الزيبق، فصار مع الوحش يغدو ويروح وكان لا يأنس بالناس، فبعث قريش
بعد ذلك فكمنوا له في موضع حتى ورد الماء مع الوحش فأخذوه، فما زال يضطرب
في أيديهم ويصيح حتى مات، ورجع عمر والى قريش فأخبرهم ان جعفرا في أرض
الحبشة في أكرم كرامة، فلم يزل بها حتى هادن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشا وصالحهم وفتح
خيبرا، فوافى بجميع من معه وولد لجعفر بالحبشة من أسماء بنت عميس عبد الله بن
جعفر، وولد للنجاشي ابن فسماه النجاشي محمدا وكانت أم حبيب بنت أبي سفيان
تحت عبد الله. فكتب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النجاشي يخطب أم حبيب.
فبعث إليها النجاشي. فخطبها لرسول الله فأجابته فزوجها منه وأصدقها أربعمائة
دينار، وساقها عن رسول الله، وبعث إليها بثياب وطيب كثير وجهزها وبعثها إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وبعث إليه بمارية القبطية أم إبراهيم، وبعث إليه بثياب وطيب
وفرس، وبعث ثلثين رجلا من القسيسين، فقال لهم. انظروا إلى كلامه والى مقعده
ومشربه ومصلاه، فلما وافوا المدينة دعاهم رسول الله إلى الاسلام وقرأ عليهم القرآن:
(وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك) إلى قوله. (فقال

(1) الوصيفة: الخادمة.
663

الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين) فلما سمعوا ذلك من رسول الله بكوا وآمنوا ورجعوا
إلى النجاشي فأخبروه خبر رسول الله وقرأوا عليه ما قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله. فبكى
النجاشي وبكى القسيسون، وأسلم النجاشي ولم يظهر للحبشة اسلامه وخافهم على نفسه
فخرج من بلاد الحبشة يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما عبر البحر توفى فأنزل الله على رسوله
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) إلى قوله: ذلك جزاء المحسنين).
317 - في تفسير العياشي عن مروان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: ذكر النصارى وعداوتهم فقال قول الله: ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا
وانهم لا يستكبرون قال أولئك كانوا قوما بين عيسى ومحمد ينتظرون مجئ محمد صلى الله عليه وآله وسلم
318 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن علي عليهما السلام حديث
طويل يقول فيه لمعاوية وأصحابه، أنشدكم بالله أتعلمون ان عليا أول من حرم الشهوات
كلها على نفسه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل عز وجل: يا أيها الذين آمنوا
لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين وكلوا
مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون.
319 - في مجمع البيان وقد روى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأكل الدجاج والفالوذ
وكان يعجبه الحلو والعسل، وقال: ان المؤمن حلو يحب الحلاوة، وقال: في بطن المؤمن
زاوية لا يملأها الا الحلو.
320 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا
طيبات ما أحل الله لكم) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين وبلال وعثمان بن مظعون فاما
أمير المؤمنين عليه السلام فحلف أن لا ينام بالليل أبدا واما بلال فإنه حلف ان لا يفطر بالنهار ابدا،
واما عثمان، بن مظعون فإنه حلف ان لا ينكح ابدا، فدخلت امرأة عثمان على عايشة
وكانت امرأة جميلة، فقالت عايشة: مالي أراك متعطلة؟ فقالت: ولمن أتزين؟ فوالله
ما قربني زوجي منذ كذا وكذا فإنه قد ترهب ولبس المسوح (1) وزهد في الدنيا، فلما

(1) المسوح جمع المسح -: بالكسر -: الكساء من شعر يلبس قهرا للجسد.
664

دخل رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرته عايشة بذلك، فخرج فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع
الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال. ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات،
الا انى أنام الليل وانكح وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنتي فليس منى، فقام هؤلاء
فقالوا: يا رسول الله قد حلفنا على ذلك، فأنزل الله: لا يؤاخذكم الله باللغو في
ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين
من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام
ذلك كفارة ايمانكم إذا حلفتم الآية.
321 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
عز وجل (لا يؤاخذكم الله اللغو في ايمانكم) قال: هو لا والله وبلى والله.
322 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله (لا يؤاخذ -
كم الله باللغو في ايمانكم) قال: هو قول الرجل لا والله وبلى والله [ولا يعقد عليها]
ولا يعقد قلبه على شئ.
323 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن
أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول في قول الله عز وجل (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم)
قال اللغو قول الرجل لا والله وبلى والله ولا يعقد على شئ.
324 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي
ابن النعمان عن سعيد الأعرج قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يحلف على اليمين فيرى
أن تركها أفضل، وان لم يتركها خشي أن يأثم؟ أيتركها؟ فقال أما سمعت قول رسول الله
صلى الله عليه وآله إذا رأيت خيرا من يمينك فدعها،
325 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عمن رواه
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فأتى ذلك فهو
كفارة يمينه وله حسنة.
326 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال لا حنث ولا
كفارة على من حلف تقية، يدفع بذلك ظلما عن نفسه.
665

327 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال لا يمين لولد مع والده، ولا للمرأة مع زوجها
328 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن
بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال الايمان ثلاثة يمين ليس فيها كفارة ويمين فيها كفارة ويمين
غموس توجب النار: فاليمين التي ليس فيها كفارة، الرجل يحلف على باب بر ان لا يفعله
فكفارته ان يفعله، واليمين التي تجب فيها الكفارة: الرجل يحلف على باب معصية
لا يفعله فيفعله فتجب عليه الكفارة، واليمين الغموس التي توجب النار: الرجل يحلف
على حق امرء مسلم على حبس ماله.
329 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن
أيوب عن ابن مسكان عن حمزة بن حمران عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أي شئ
الذي فيه الكفارة من الايمان؟ فقال ما حلفت عليه مما فيه البر فعليه الكفارة إذا لم تف به
وما حلفت عليه مما فيه المعصية فليس عليك فيه الكفارة إذا رجعت عنه وما كان سوى ذلك
مما ليس فيه بر ولا معصية فليس بشئ.
330 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي جميلة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: في كفارة اليمين عتق رقبة أو اطعام عشرة مساكين من أوسط ما
تطعمون أهليكم أو كسوتهم، والوسط الخل والزيت وأرفعه الخبز واللحم، والصدقة
مد من حنطة لكل مسكين: والكسوة ثوبان فمن لم يجد فعليه الصيام لقول الله عز وجل:
فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
331 - على عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن أبي عبد الله عليه السلام
حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار
يختار ما شاء.
332 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول إن
الله فوض إلى الامام في المحارب أن يصنع ما شاء، وقال: كل شئ في القرآن (أو)
فصاحبه فيه بالخيار.
333 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن
666

الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: من أوسط ما تطعمون أهليكم
قال: هو كما يكون أنه يكون في البيت من يأكل أكثر من المد، ومنهم من يأكل أقل
من المد فبين ذلك، وان شئت جعلت لهم ادما، والأدم أدناه ملح، وأوسطه الخل و
الزيت وأرفعه اللحم.
334 - على عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن أبي بصير قال: سألت
أبا جعفر عليه السلام عن (أوسط ما تطعمون أهليكم) فقال: ما تقوتون به عيالكم من أوسط ذلك،
قلت: وما أوسط ذلك؟ فقال: الخل والزيت والتمر والخبز لتتبعهم به مرة واحدة قلت
(كسوتهم)؟ قال: ثوب واحد.
335 - في مجمع البيان (أو كسوتهم) الذي رواه أصحابنا ان لكل واحد ثوبين
مئزرا وقميصا، وعند الضرورة يجزى قميص واحد.
336 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي
إبراهيم عليه السلام قال: سألته عن كفارة اليمين في قوله: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام) ما حد
من لم يجد وان الرجل يسأل في كفه وهو يجد؟ فقال: إذا لم يكن عنده فضل عن قوت عياله
فهو ممن لم يجد.
337 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كل صوم يفرق فيه الا ثلاثة أيام في كفارة اليمين.
338 - وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صيام
ثلاثة أيام في كفارة اليمين متتابعات لا يفصل بينهن.
339 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان عن
الحسن بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السبعة الأيام والثلاثة الأيام في الحج لا تفرق انما
هي بمنزلة الثلاثة الأيام في اليمين،
340 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن أحمد بن النضر عن عمرو
ابن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أنزل الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وآله
667

انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه
قيل: يا رسول الله ما الميسر؟ فقال كل ما تقومر به حتى الكعاب والجوز قيل
فما الأنصاب قال: ما ذبحوا لآلهتهم قيل فما الأزلام؟ قال: قداحهم التي يستقسمون بها.
341 - بعض أصحابنا مرسلا قال: إن أول ما نزل في تحريم الخمر قول الله عز وجل
(يسئلونك عن الخمر والميسر) الآية ثم انزل الله عز وجل آية أخرى (انما الخمر
والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) فكانت
هذه الآية أشد من الأولى وأغلظ في التحريم ثم ثلث آية أخرى فكانت أغلظ من الأولى
والثانية وأشد فقال الله عز وجل: انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء
في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون
فأمر الله عز وجل باجتنابها وفسر عللها التي لها ومن اجلها حرمها.
342 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام) اما الخمر
فكل مسكر من الشراب إذا خمر فهو خمر، وما اسكر كثيره فقليله حرام، وذلك أن أبا بكر
شرب قبل ان تحرم الخمر فسكر فجعل يقول الشعر ويبكى على قتلى المشركين من أهل
بدر، فسمع النبي صلى الله عليه وآله فقال: اللهم أمسك على لسانه فأمسك على لسانه فلم يتكلم
حتى ذهب عنه السكر، فأنزل الله تحريمها بعد ذلك. وانما كانت الخمر يوم حرمت
بالمدينة فضيخ البسر والتمر (1) فلما نزل تحريمها خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقعد في المسجد
ثم دعا بآنيتهم التي كانوا ينبذون فيها فكفاها كلها وقال: هذه كلها خمر وقد حرمها الله، فكان
أكثر شئ كفى في ذلك يومئذ من الأشربة الفضيخ، ولا أعلم أكفى يومئذ من خمر العنب
شئ الا اناء واحدا كان فيه زبيب وتمر جميعا، فأما عصير العنب فلم يكن يومئذ بالمدينة
منه شئ حرم الله الخمر قليلها وكثيرها وبيعها وشراءها والانتفاع بها.
343 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرب الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه، فان
عاد فاجلدوه فان عاد في الرابعة فاقتلوه، قال: حق على الله أن يسقى من شرب الخمر

(1) الفضيخ: الشراب المتخذ من التمر و غيره.
668

مما يخرج من فروج المومسات والمومسات الزواني بخرج من فروجهن صديد والصديد قيح
ودم غليظ مختلط يؤذى أهل النار حره ونتنه.
344 - و قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرب الخمر لم يقبل منه صلاة أربعين ليلة، فان
عاد فأربعين ليلة من يوم شربها، فان مات في تلك الأربعين ليلة من غير توبة سقاه الله يوم
القيامة من طينة خبال (1) وسمى المسجد الذي قعد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أكفيت
الأشربة مسجد الفضيخ من يومئذ، لأنه كان أكثر شئ اكفى من الأشربة الفضيخ،
واما الميسر فالنرد والشطرنج وكل قمار ميسر، واما الأنصاب فالأوثان التي كان يعبدها
المشركون، واما الأزلام فالقداح التي كانت تستقسم بها مشركوا العرب في الأمور في
الجاهلية، كل هذا بيعه وشراؤه و الانتفاع بشئ من هذا حرام من الله محرم وهو رجس من
عمل الشيطان، وقرن الله الخمر والميسر مع الأوثان.
345 - في مجمع البيان وقال الباقر عليه السلام: يدخل في الميسر اللعب بالشطرنج
والنرد وغير ذلك من أنواع القمار، حتى أن لعب الصبيان بالجوز من القمار وقال ابن
عباس يريد بالخمر جميع الأشربة التي تسكر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الخمر من
تسع من التبع وهو العسل، ومن العنب ومن الزبيب ومن التمر ومن الحنطة ومن
الذرة والشعير والسلت (2) وقال: في الميسر يريد القمار ونهى عن أشياء كثيرة، انتهى
كلام ابن عباس.
346 - في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى الصادق عليه السلام أنه قال في حديث
طويل في تعدد الكبائر وبيانها من كتاب الله: وشرب الخمر لان الله عز وجل عدل بها
عبادة الأوثان.
347 - في عيون الأخبار باسناده إلى الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام
يقول: ما بعث الله عز وجل نبيا الا بتحريم الخمر.
348 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله في

(1) الخبال: السم القاتل.
(2) السلت: الشعير لا قشر له.
669

الخمر عشرة: غارسها وحارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمول إليه وبايعها
ومشتريها وآل ثمنها.
349 - وعن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال في حديث والبراءة من الأنصاب
والأزلام وأئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة.
350 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام
وشرايع الدين والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمة الضلال.
351 - في تفسير العياشي عن الهشام عن الثقة رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام انه قيل له:
روى عنكم ان الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال؟ فقال: ما كان الله ليخاطب خلقه
بذا لا يعقلون. (1)
352 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن
الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول فان توليتم فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين فقال: اما والله ما هلك
من كان قبلكم وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا عليه السلام إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا،
وما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا حتى الزم رقاب هذه الأمة حقنا، والله يهدى من يشاء
إلى صراط مستقيم.
353 - في تفسير علي بن إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انه سيكون قوم يبيتون
وهم على اللهو وشرب الخمر والغنا، فبينا هم كذلك إذ مسخوا من ليلتهم وأصبحوا قردة
وخنازير، وهو قوله: واحذروا ان تعتدوا كما اعتدى أصحاب السبت، فقد كان املى لهم
حتى آثروا وقالوا: ان السبت لنا حلال وانما كان حرام على أولنا، وكانوا يعاقبون
على استحلالهم السبت فاما نحن فليس علينا حرام، وما زلنا بخير منذ استحللناه وقد
كثرت أموالنا وصحت أجسامنا، ثم أخذهم الله ليلا وهم غافلون، فهو قوله: فاحذروه
ان يحل بكم مثل ما حل بمن تعدى وعصى، فلما نزل تحريم الخمر والميسر والتشديد في
أمرهما قال الناس من المهاجرين والأنصار: يا رسول الله قتل أصحابنا وهم يشربون

(1) وفى المصدر (بما لا يعقلون)
670

الخمر وقد سماه الله رجسا وجعلها من عمل الشيطان، وقد قلت ما قلت، فيضر أصحابنا
ذلك شيئا بعد ما ماتوا؟ فأنزل الله: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح
فيما طعموا) الآية فهذا لمن مات وقتل قبل تحريم الخمر، والجناح هو الاثم على من
شربها بعد التحريم.
354 - في الكافي يونس عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الحد في
الخمر ان شرب منها قليلا أو كثيرا، قال: ثم قال اتى عمر بقدامة بن مظعون قد شرب
الخمر وقامت عليه البينة، فسأل أمير المؤمنين عليه السلام فأمره أن يجلده ثمانين، فقال قدامة:
يا أمير المؤمنين ليس على حد أنا من أهل هذه الآية (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات
جناح فيما طعموا) قال فقال علي عليه السلام لست من أهلها ان طعام أهلها لهم حلال ليس يأكلون
ولا يشربون الا ما أحله الله لهم، ثم قال علي عليه السلام ان الشارب إذا شرب لم يدر ما يأكل ولا ما يشرب
فاجلدوه ثمانين جلدة.
355 - في مجمع البيان وروى أن قدامة بن مظعون شرب الخمر في أيام عمر بن
الخطاب فأراد عمر أن يدر عنه الحد، فقال علي عليه السلام: أديروه على الصحابة فإن لم
يسمع أحدا منهم قرأ عليه آية التحريم فادرؤا عنه الحد، وإن كان قد سمع فاستتيبوه وأقيموا
عليه الحد، فإن لم يتب وجب عليه القتل.
356 - في الكافي علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم
الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم قال: حشر عليهم الصيد في كل مكان
حتى دنا منهم ليبلوهم الله به.
357 - علي بن إبراهيم عن حماد بن عيسى وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم
ورماحكم) قال: حشرت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عمرة الحديبية الوحوش حتى نالتها
أيديهم ورماحهم.
358 - في مجمع البيان (تناله أيديكم ورماحكم) قيل فيه أقوال أحدها:
671

ان المراد تحريم صيد البر، والذي تناله الأيدي فراخ الطير وصغار الوحوش والبيض، والذي
تناله الرماح الكبار من الصيد، وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
قال عز من قائل: يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم.
359 - في الكافي على عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان
جميعا عن ابن أبي عمير وصفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا
أحرمت فاتق قتل الدواب كلها الا الأفعى والعقرب والفارة اما الفارة فإنها توهى
السقاء (1) وتحرق على أهل البيت، فاما العقرب فان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مد يده إلى الحجر
فلسعته عقرب فقال لعنك الله لا برا تدعين ولا فاجرا، والحية إذا ارادتك فاقتلها، وان لم
تردك فلا تردها، والكلب العقور والسبع إذا أرادك فإن لم يريداك فلا تردهما،
والأسود الغدر فاقتله على كل حال، وارم الغراب رميا والحدأة على ظهر بعيرك (2).
360 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام
في المحرم يصيد الطير قال: عليه الكفارة في كل ما أصاب.
361 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: يقتل في الحرم والاحرام الأفعى والأسود الغدر وكل حية سوء، والعقرب
والفارة وهي الفويسقة، وترجم الغراب والحداة رجما، فان عرض لك لصوص امتنعت منهم
362 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم
عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال يقتل المحرم الزنبور والنسر والأسود الغدر والذئب وما
خاف أن يعدو عليه وقال: الكلب العقور هو الذئب.
363 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: كلما خاف المحرم على نفسه من السباع والحيات وغيرها فليقتله، فإن لم
يردك فلا ترده.

(1) السقاء - ككتاب -: جلد السخلة إذا جذع يكون للماء واللبن وتوهي السقا
أي تخرقه.
(2) الأسود: الحية العظيمة. والحدأة: طاير خبيث.
672

364 - في مجمع البيان فاما إذا قتل الصيد خطأ أو ناسيا فهو كالمتعمد في وجوب
الجزاء عليه، وهو مذهب عامة أهل التفسير وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام مثل ما قتل
من النعم واختلف في هذه المماثلة أهي في القيمة أو الخلقة، والذي عليه معظم أهل العلم
ان المماثلة معتبرة في الخلقة، ففي النعامة بدنة وفى حمار الوحش أو شبهه بقرة،
وفى الظبي والأرنب شاة، وهو المروى عن أهل البيت عليهم السلام.
365 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (لا تقتلوا
الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم) قال: من أصاب نعامة
فبدنة، ومن أصاب حمارا أو شبهه فعليه بقرة، ومن أصاب ظبيا فعليه شاة.
366 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن أبي الفضيل عن أبي الصباح قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: في الصيد من قتله متعمدا فجزاء مثل ما قتل؟ قال:
في الظبي شاة، وفى حمار الوحش بقرة، وفى النعامة جزوردرى. (1)
367 - عنه عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فجزاء
مثل ما قتل من النعم) قال في النعامة بدنة، وفى حمار وحش بقرة، وفى الظبي شاة وفى
البقرة بقرة.
368 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن عون
النصيبي قال: لما أراد المأمون أن يزوج أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ابنته
أم الفضل اجتمع إليه أهل بيته الادنين منه، فقالوا: يا أمير المؤمنين ننشدك الله ان
تخرج عنا أمرا قد ملكناه وتنزع عنا عزا قد البسنا الله، فقد عرفت الامر الذي بيننا
وبين آل على قديما وحديثا، فقال المأمون: اسكتوا فوالله لاقبلت من أحد منكم
في امره، فقالوا. يا أمير المؤمنين أفتزوج قرة عينك صبيا لم يتفقه في دين الله،
ولا يعرف فريضة من سنة، ولا يميز بين الحق والباطل، ولأبي جعفر يومئذ عشر سنين أو
إحدى عشرة سنة، فلو صبرت عليه حتى يتأدب ويقرأ القرآن ويعرف فرضا من سنة؟
فقال لهم المأمون: والله انه لافقه منكم واعلم بالله وبرسوله وفرايضه وسننه واحكامه

(1) الدر: كثرة اللبن وسيلانه.
673

واقرأ لكتاب الله واعلم بمحكمه ومتشابهه وخاصه وعامه وناسخه ومنسوخه وتنزيله
وتأويله منكم، فاسئلوه فإن كان الامر كما قلتم قبلت منكم في امره، وإن كان كما قلت
علمتم ان الرجل خير منكم، فخرجوا من عنده وبعثوا إلى يحيى بن أكثم واطمعوه في
هدايا ان يحتال على أبى جعفر بمسألة لا يدرى كيف الجواب فيها عند المأمون إذا
اجتمعوا للتزويج فلما حضروا وحضر أبو جعفر عليه السلام قالوا: يا أمير المؤمنين هذا يحيى
ابن أكثم ان أذنت له أن يسأل أبا جعفر عن مسألة؟ فقال المأمون: يا يحيى سل أبا -
جعفر عن مسألة في الفقه لننظر كيف فقهه، فقال يحيى: يا أبا جعفر أصلحك الله ما تقول
في محرم قتل صيدا؟ فقال أبو جعفر: قتله في حل أوفى حرم، عالما أو جاهلا، عمدا
أو خطئا، عبدا أو حرا صغيرا أو كبيرا، مبدئا أو معيدا، من ذوات الطير أو من غيرها،
من صغار الصيد أو من كبارها، مصرا عليها أو نادما في وكرها بالليل أو بالنهار عيانا،
محرما للعمرة أو للحج؟ قال: فانقطع يحيى بن أكثم انقطاعا لم يخف على أهل
المجلس، وكثر الناس تعجبا من جوابه ونشط المأمون فقال: نخطب يا أبا جعفر! فقال
أبو جعفر عليه السلام: نعم يا أمير المؤمنين، فقال المأمون: الحمد لله اقرارا بنعمته ولا إله إلا الله
اخلاصا لعظمته، وصلى الله على محمد عند ذكره، وقد كان من فضل الله على
الا نام ان أغناهم بالحلال عن الحرام فقال: (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من
عبادكم وإمائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) ثم إن محمد
ابن علي نكح أم الفضل بنت عبد الله وبذل لها من الصداق خمسمأة درهم، وقد زوجتك
فهل قبلت يا أبا جعفر؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم يا أمير المؤمنين قد قبلت هذا التزويج
بهذا الصداق، ثم أولم عليه المأمون وجاء الناس على مراتبهم في الخاص والعام، قال:
فبينا نحن كذلك إذ سمعنا كلاما كأنه من كلام الملاحين في مجاوباتهم، فإذا نحن بالخدم
يجرون سفينة من فضة وفيها نسائج من إبريسم مكان القلوس مملوة غالية، فخضبوا
لحاء أهل الخاص بها، ثم مدوها إلى دار العامة فطيبوهم، فلما تفرق الناس قال المأمون:
يا أبا جعفر ان رأيت أن تبين لنا ما الذي يجب على كل صنف من هذه الأصناف التي
ذكرت في قتل الصيد؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم يا أمير المؤمنين ان المحرم إذا قتل
674

صيدا في الحل والصيد من ذوات الطير من كبارها فعليه شاة، وإذا أصابه في الحرم
فعليه الجزاء مضاعفا، وإذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم وليس عليه قيمته
لأنه ليس في الحرم، وإذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمته لأنه في الحرم، وإذا كان
من الوحوش فعليه في حمار الوحش بدنة وكذلك في النعامة وان لم يقدر فاطعام ستين مسكينا
فإن لم يقدر فصيام ثمانية عشر يوما وإن كانت ظبيا فعليه شاة فإن لم يقدر فاطعام عشرة مساكين
فإن لم يقدر فصيام ثلاثة أيام، وإن كان في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ
الكعبة حقا واجبا عليه ان ينحره إن كان في حج بمنى حيث ينحر الناس، وإن كان
في عمرة ينحره بمكة ويتصدق بمثل ثمنه حتى يكون مضاعفا. وكذلك إذا أصاب أرنبا
فعليه شاة، وإذا قتل الحمامة تصدق بدرهم أو يشترى به طعاما لحمام الحرم، وفى الفرخ
نصف درهم، وفى البيضة ربع درهم، وكلما أتى به المحرم بجهالة فلا شئ عليه
فيه الا الصيد فان عليه الفداء بجهالة كان أو بعلم، بخطاء كان أو بعمد، وكلما اتى
العبد فكفارته على صاحبه بمثل ما يلزم صاحبه، وكلما أتى به الصغير الذي ليس
ببالغ فلا شئ عليه فيه، وإن كان ممن عاد فهو ممن ينتقم الله منه ليس عليه كفارة،
والنقمة في الآخرة، وان دل على الصيد وهو محرم فقتل فعليه الفداء، والمصر عليه
تلزمه بعد الفداء عقوبة في الآخرة، والنادم عليه لا شئ عليه بعد الفداء، وإذا أصاب
ليلا في وكرها خطأ فلا شئ عليه الا ان يتعمده، فان تعمد بليل أو نهار فعليه
الفداء والمحرم للحج ينحر الفداء بمنى حيث ينحر الناس، والمحرم بالعمرة ينحر
بمكة، فأمر المأمون أن يكتب ذلك كله عن أبي جعفر عليه السلام والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
369 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) كلام لعلى عليه السلام فيه واما قولكم:
انى حكمت في دين الرجال فما حكمت الرجال وانما حكمت كلام ربى الذي جعله الله
حكما بين أهله وقد حكم الله الرجال في طاير فقال (ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل
ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم) فدماء المسلمين أعظم عن دم طاير.
370 - في تهذيب الأحكام محمد بن الحسن بن الصفار عن محمد بن الحسين
675

ابن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: يحكم به ذوا عدل منكم قال: العدل رسول الله صلى الله عليه وآله
والامام من بعده يحكم به وهو ذو عدل فإذا علمت ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فحسبك فلا تسأل عنه.
371 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن
عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (ذوا عدل منكم)
قال: لعدل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والامام من بعده، ثم قال: هذا مما أخطأت به الكتاب (1).
372 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة
قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (يحكم به ذوا عدل منكم قال العدل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامام من بعده ثم قال هذا أخطأت به الكتاب.
373 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن
عثمان قال: تلوت عند أبي عبد الله عليه السلام (ذوا عدل منكم) فقال: ذو عدل منكم هذا مما أخطأت
فيه الكتاب.
374 - في تفسير العياشي في رواية حريز عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام
عن قول الله: (يحكم به ذوا عدل منكم) قال العدل رسول الله صلى الله عليه وآله والامام من بعده ثم قال
وهذا مما أخطأت به الكتاب.
375 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (يحكم به ذوا عدل منكم)
يعنى رجلا واحدا يعنى الإمام عليه السلام.
376 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن بعض
رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من وجب عليه هدى في احرامه فله أن ينحره حيث
شاء الا فداء الصيد، فان الله تعالى يقول: هديا بالغ الكعبة).
377 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن

(1) وللفيض (ره) في شرح هذا الحديث كلام راجع تفسير الصافي ج 1: 489.
676

شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان عن معاوية بن عمار قال: يفدى المحرم فداء الصيد
من حيث أصابه.
378 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن
عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من وجب عليه فداء صيد أصابه وهو محرم
فإن كان حاجا نحر هديه الذي يجب عليه بمنى وإن كان معتمرا نحر بمكة قبالة الكعبة.
379 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في المحرم إذا أصاب صيدا فوجب عليه الفداء فعليه ان
ينحره إن كان في الحج بمنى حيث ينحر الناس، فإن كان في عمرة نحره بمكة. وان
شاء تركه إلى أن يقدم ويشتريه فإنه يجزى عنه.
380 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن بعض أصحابنا
عن أبي عبد الله عليه السلام في محرم قتل نعامة قال: عليه بدنة، فإن لم يجد فاطعام ستين
مسكينا، وقال: إن كان قيمة البدنة أكثر من اطعام ستين مسكينا لم يزد على اطعام
ستين مسكينا، وإن كان قيمة البدنة أقل من اطعام ستين مسكينا لم يكن عليه
الا قيمة البدنة.
381 - أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن بعض
أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: أو عدل ذلك صياما قال: يثمن
قيمة الهدى طعاما ثم يصوم لكل مد يوما، فان زادت الامداد على شهرين فليس عليه
أكثر منه.
382 - في تفسير العياشي وفى رواية محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام (أو
عدل ذلك صياما) قال عدل الهدى ما بلغ يتصدق به فإن لم يكن عنده فليصم بقدر ما بلغ
لكل طعام مسكين يوما.
383 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله فيمن قتل
صيدا متعمدا وهو محرم: (فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا
بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما) فقال: هو ينظر إلى الذي عليه
677

هذا مثل ما قتل (1) فاما ان يهديه واما ان يقوم فيشترى به طعاما فيطعمه
المساكين، يطعم كل مسكين مدا، واما ان ينظركم يبلغ عدد ذلك من المساكين فيصوم
مكان كل مسكين يوما.
384 - في من لا يحضره الفقيه عن الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: أو تدرى كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ قال: قلت لا أدري،
قال: يقوم الصيد قيمة ثم تقض تلك القيمة على البر، ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم
لكل نصف صاع يوما.
385 - في مجمع البيان واختلف في هذه الكفارات الثلث فقيل: انها مرتبة
وقيل: إنها على التخيير، وكلا القولين رواه أصحابنا.
386 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كل شئ في
القرآن (أو) فصاحبه فيه بالخيار.
387 - في الكافي عن أبيه عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار،
يختار ما شاء.
388 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله
عليه السلام في محرم أصاب صيدا قال: عليه الكفارة قلت: فان أصاب آخر؟ قال: إذا أصاب
آخر فليس عليه كفارة وهو ممن قال الله تعالى: ومن عاد فينتقم الله منه.
389 - في تهذيب الأحكام يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أصاب المحرم الصيد خطئا فعليه الكفارة، فان اصابه ثانية
خطئا فعليه الكفارة أبدا إذا كان خطئا فان اصابه متعمدا كان عليه الكفارة فان اصابه ثانية
متعمدا فهو ممن ينتقم الله ولم يكن عليه الكفارة.
390 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن بعض أصحابه عن أبي جميلة عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل

(1) وفى المصدر: (ينظر إلى الذي عليه بجزاء ما قتل).
678

(ومن عاد فينتقم الله منه) قال: إن رجلا انطلق وهو محرم فأخذ ثعلبا فجعل يقرب
النار إلى وجهه وجعل الثعلب يصيح ويحدث من استه، وجعل أصحابه ينهونه عما يصنع
ثم أرسله بعد ذلك فبينما الرجل نائم إذ جاءته حية فدخلت في فيه فلم تدعه حتى جعل يحدث
كما أحدث الثعلب ثم خلت عنه.
391 - علي بن إبراهيم عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
لا بأس بأن يصيد المحرم السمك ويأكل مالحه وطريه ويتزود، وقال: أحل لكم
صيد البحر وطعامه متاعا لكم قال: مالحه الذي يأكلون وفصل ما بينهما كل
طير يكون في الآجام (1) يبيض في البر ويفرخ في البر فهو من صيد البر، وما كان من
صيد البر يكون في البر ويبيض في البحر (2) فهو من صيد البحر.
392 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: كل شئ يكون أصله في البحر ويكون في البر والبحر فلا ينبغي للمحرم
أن يقتله، فان قتله فعليه الجزاء كما قال الله سبحانه وتعالى.
393 - محمد بن يحى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن العلا بن رزين
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: مر على صلوات الله عليه على قوم يأكلون
جرادا فقال: سبحان الله وأنتم محرمون؟ فقالوا: انما هو من صيد البحر، فقال: ارمسوه
في الماء (3) إذا.
394 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن أبان
عن الطيار عن أحدهما عليهما السلام قال: لا يأكل المحرم طير الماء.
395 - في تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته
عن قول الله (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة) قال: هي الحيتان المالح
وما تزودت منه أيضا وان لم يكن مالحا فهو متاع.

(1) الآجام جمع الأجمة: الشجر الملتف ويقال له بالفارسية (بيشه).
(2) وفى بعض الروايات هكذا (ويبيض في البحر ويفرخ في البحر...):
(3) رمسه بالحجر: رماه به.
679

396 - عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعل الله الكعبة البيت
الحرام قياما للناس قال جعلها الله لدينهم ومعايشهم،
397 - في مجمع البيان لما ذكر سبحانه حرمة الحرم عقبه بذكر البيت
الحرام والشهر الحرام، فقال: (جعل الله الكعبة البيت الحرام) أي جعل الله حج
الكعبة أو نصب الكعبة (قياما للناس) أي لمعايش الناس ومكاسبهم، لأنه مصدر قاموا
كان المعنى قاموا بنصبه ذلك لهم فاستثبت معايشهم بذلك واستقامت أحوالهم به،
لما يحصل لهم في زيارتها من التجارة وأنواع البركة، ولهذا قال سعيد بن جبير: من
أتى هذا البيت يريد شيئا للدنيا والآخرة أصابه، وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام، و
قيل إن معنى قياما للناس انهم لو تركوه عاما واحدا لا يحجونه مانوظروا أن يهلكوا، عن عطاء
ورواه علي بن إبراهيم عنهم عليهم السلام.
398 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان ناسا من هؤلاء القصاص يقولون: إذا حج رجل رجل حجة ثم تصدق
ووصل كان خيرا له؟ فقال: كذبوا لو فعل هذا الناس لتعطل هذا البيت، ان الله عز وجل
جعل هذا البيت قياما للناس.
399 - وباسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب
عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه عن أشياء فكان فيما
سألوه عنه ان قال له أحدهم، لأي شئ سميت الكعبة كعبة؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
لأنها وسط الدنيا.
400 - وروى عن الصادق عليه السلام انه سئل لم سميت الكعبة كعبة؟ قال. لأنها
مربعة، فقيل له: ولم صارت مربعة؟ قال: لأنها بحذاء البيت المعمور وهو مربع،
فقيل له، ولم صارت البيت المعمور مربعا؟ قال، لأنها بحذاء العرش وهو مربع
فقيل له: ولم صار العرش مربعا؟ قال. لان الكلمات التي بنى عليها أربع، وهي سبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
401 - وباسناده إلى حنان قال. قلت لأبي عبد الله عليه السلام، لم سميت بيت الله بيت الله
680

الحرام؟ قال، لأنه حرم على المشركين أن يدخلوه.
قال عز من قائل اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم)
402 - في كتاب التوحيد حدثنا أبي (ره) قال. حدثنا علي بن إبراهيم بن
هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن معاذ الجوهري عن جعفر بن محمد الصادق
عن آبائه صلوات الله عليهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام قال: قال الله جل جلاله:
من أذنب ذنبا صغيرا أو كبيرا وهو لا يعلم أن لي ان عذبه أو اعفو عنه لا غفرت له ذلك
الذنب أبدا - ومن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو يعلم أن لي ان أعذبه أو ان اعفو
عنه عفوت عنه.
403 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن
محمد ابن أبي نصر عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام: لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم
تسؤكم.
404 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا
عليه السلام وكتب في آخره: أولم تنتهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا، إياكم وذلك
فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، فقال الله: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء
إلى قوله (كافرين).
405 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي -
جعفر عليه السلام ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر غطى قرطك (1)
فان قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تنفعك شيئا فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء (2)
ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته بذلك وبكت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فنادى
الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع لو قد قرب المقام
المحمود لشفعت في محاوجكم، لا يسألني اليوم أحد من أبوه الا أخبرته: فقام إليه رجل

(1) القرط: ما يعلق في شحمة الأذن من درة ونحوها.
(2) لخن: كان منتن المغان وهي مطاوي الجسد وقال الجوهري: ويقال اللخناء
للتي لم تختن.
681

فقال: من أبى يا رسول الله؟ فقال: أبوك غير الذي تدعى له، أبوك فلان بن فلان. فقام آخر فقال
من أبى يا رسول الله؟ قال: أبوك الذي تدعى له، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما بال الذي يزعم أن
قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه؟ فقام إليه عمر فقال له: أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله
وغضب رسوله أعف عنى عفا الله عنك، فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء
ان تبد لكم تسؤكم) إلى قوله. (ثم أصبحوا بها كافرين).
406 - في مجمع البيان (لا تسألوا عن أشياء) الآية اختلفوا في نزولها قيل:
خطب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ان الله كتب عليكم الحج فقام عكاشة بن محصن ويروى
سراقة بن مالك فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فاعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلثا فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحك وما يؤمنك ان أقول نعم والله لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما
استطعتم
ولو تركتم كفرتم فاتركوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم
على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشئ فاتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه عن علي بن
أبي طالب عليه السلام وأبى امامة الباهلي.
407 - وفيه وقيل: إن تقديره لا تسألوا عن أشياء عفى الله عنها ان تبد لكم
تسؤكم فقدم واخر، فعلى هذا يكون قوله: (عفى الله عنها) صفة للأشياء أيضا، ومعناه
كفى الله عن ذكرها أولم يوجب فيها حكما، والى هذا أشار أمير المؤمنين عليه السلام:
ان الله افترض عليكم فرايض فلا تضيعوها، وحد لكم حدودا فلا تعتدوها، ونهاكم عن
أشياء فلا تنتهكوها، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلموها.
408 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن محمد بن عصام
الكليني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب
قال: سألت محمد بن عثمان العمرى رضي الله عنه أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن
مسائل أشكلت على، فورد في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام: واما ما وقع
من الغيبة فان الله عز وجل يقول. (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) انه
لم يكن أحد من آبائي الا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وانى اخرج حين اخرج ولا بيعة
لاحد من الطواغيت في عنقي.
682

409 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن
حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا حدثتكم
بشئ فاسئلوني من كتاب الله، قال في بعض حديثه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نهى عن القيل
والقال وفساد المال وكثرة السؤال، فقيل له: يا بن رسول الله أين هذا من كتاب الله؟
قال: إن الله عز وجل يقول: (لاخير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف
أو اصلاح بين الناس) وقال: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) وقال:
(لا تسئلوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم).
في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس وعدة من
أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن يونس عن عبد الله بن سنان وابن
مسكان عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا حدثتكم بشئ فاسئلوني عن
كتاب الله، ثم قال في حديثه: ان الله نهى عن القيل والقال وذكر مثله سواء.
410 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري عن العباس بن معروف عن صفوان بن
يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل.
ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام قال: إن أهل الجاهلية كانوا إذا
ولدت الناقة ولدين في بطن قالوا: وصلت فلا يستحلون ذبحها ولا اكلها وإذا ولدت عشرا جعلوها
سائبة ولا يستحلون ظهرها ولا أكلها. والحام فحل الإبل لم يكونوا يستحلونه، فأنزل الله
عز وجل: انه لم يكن يحرم شيئا من ذاك، وقد روى أن البحيرة الناقة إذا أنتجت
خمسة أبطن، فإن كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كان الخامس
أنثى بحروا اذنها أي شقوه وكانت حراما على النساء لحمها ولبنها، فإذا ماتت حلت
للنساء، والسائبة البعير يسيب (1) بنذر يكون على الرجل ان سلمه الله عز وجل من
مرض أو بلغه منزله ان يفعل ذلك، والوصيلة من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة
ابطن فإن كان السابع ذكرا ذبح واكل منه الرجال والنساء، وإن كانت أنثى تركت

(1) أي يهمل.
683

في الغنم، وإن كان ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلم تذبح، وكان لحومها حراما على
النساء الا أن يكون يموت منها شئ فيحل اكلها للرجال والنساء، والحام الفعل إذا ركب ولد
ولده قالوا قد حمى ظهره، وقد يروى ان الحام هو من الإبل إذا نتج عشرة ابطن قالوا قد حمى
ظهره فلا يركب ولا يمنع من كلاء ولاماء انتهى).
411 - في تفسير العياشي قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام البحيرة إذا ولدت وولد
ولدها نحرت. (1)
412 - في مجمع البيان وقال المفسرون: روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله
ان عمرو بن يحيى بن قمعة بن خندف كان قد ملك مكة، وكان أول من غير دين
إسماعيل فاتخذ الأصنام ونصب الأوثان بحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى
الحامي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فلقد رايته في النار يؤذى أهل النار ريح قصبته ويروى
بحر قصبته في النار.
413 - لا يضركم من ضل إذا اهتديتم روى أن أبا ثعلبة سأل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الآية فقال: ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فإذا رأيت
دنيا مؤثرة وشحا مطاعا وهوى متبعا واعجاب كل ذي رأى برايه فعليك بخويصة
نفسك وذر عوامهم.
414 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قال: اصلحوا أنفسكم ولا تتبعوا عورات الناس ولا تذكروههم، فإنه لا يضركم ضلالتهم إذا كنتم أنتم صالحين، قوله يا أيها الذين آمنوا
شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم
أو آخران من غيركم ان أنتم ضربتم في الأرض فاصابتكم مصيبة الموت
فإنها نزلت في ابن بندي وابن أبي مارية نصرانيين وكان رجل يقال له تميم الداري مسلم
خرج معهما في، سفر، وكان مع تميم خرج ومتاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة أخرجها
إلى بعض أسواق العرب ليبيعها، فلما مروا بالمدينة اعتل تميم، فلما حضره الموت دفع

(1) وفى المصدر (بحرت) بالباء مكان (نحرت)،
684

ما كان معه إلى ابن بندي وابن أبي مارية وأمرهما أن يوصلاه إلى ورثته، فقد ما
المدينة فأوصلا ما كان دفعه إليهما تميم، وحبسا الآنية المنقوشة والقلادة، فقال ورثة
الميت، هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة؟ فقالا: ما مرض الا أياما
قليلة، قالوا فهل سرق منه شئ في سفره هذا؟ قالا: لا. قالوا: فهل أتجر تجارة خسر
فيها؟ قالا: لا، قالوا: فقد افتقدنا أنبل شئ (1) كان معه آنية منقوشة بالذهب مكللة
وقلادة، فقالا: ما دفعه إلينا قد أديناه إليكم، فقدموهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأوجب
عليهما اليمين فحلفا واطلقهما، ثم ظهرت القلادة والآنية عليهما، فأخبروا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم بذلك فانتظر الحكم من الله، فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا
حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) يعنى من
أهل الكتاب (ان أنتم ضربتم في الأرض) فأطلق الله شهادة أهل الكتاب على الوصية فقط
إذا كان في سفر ولم يجد المسلم، ثم قال: (فاصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد
الصلاة) يعنى بعد صلاة العصر (فيقسمان بالله ان ارتبتم لا نشتري به ثمنا قليلا ولو كان ذا
قربى ولا نكتم شهادة لله انا إذا لمن الاثمين) فهذه الشهادة الأولى التي حلفهما رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: عز وجل (فان عثر على أنهما استحقا اثما) أي حلفا على كذب (فآخر ان
يقومان مقامهما) يعنى من أولياء المدعى (من الذين استحقا عليهما الأوليان فيقسمان
بالله) أي يحلفان بالله (لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا انا إذا لمن الظالمين) وانهما
قد كذبا فيما حلفا بالله، (ذلك أدنى ان يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا ان ترد ايمان
بعد ايمانهم) فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولياء تميم الداري ان يحلفوا بالله على ما أمرهم به
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الآنية والقلادة من ابن بندي وابن أبي مارية وردهما على أولياء تميم.
415 - في مجمع البيان (يا أيها الذين آمنوا) إلى قوله (شهادة الله) سبب نزول
الآية ان ثلث نفر خرجوا تجارا من المدينة إلى الشام، تميم بن أوس الداري واخوه
عدى وهما نصرانيان وابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص السهمي وكان مسلما،
حتى إذا كان ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصيته ودسها في متاعه (2)

(1) أي أفضله.
(2) أي اخفاها فيه
685

وأوصى إليهما ودفع المال إليهما، وقال ابلغا هذا أهلي، فلما مات فتحا المتاع واخذا
ما أعجبهما منه ثم رجعا بالمال إلى الورثة، فلما نشر القوم المال فقدوا بعض ما خرج به
صاحبهم، ونظروا إلى الوصية فوجدوا المال فيها تاما، فكلموا تميما وصاحبه فقالا:
لاعلم لنابه، وما دفعه إلينا أبلغناه كما هو، فرفعوا أمرهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزل الآية
عن الواقدي عن أسامة بن زيد وعن جماعة من المفسرين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام
416 - (اثنان ذوا عدل منكم) أي من أهل دينكم وملتكم أو آخر ان من غيركم
أي من غير أهل ملتكم وهو المروى عن الباقر والصادق عليهما السلام.
417 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان
في جواب مسائله في العلل: وعلة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال لضعفهن عن
الرؤية، ومحاماتهن للنساء في الطلاق، فلذلك لا تجوز شهادتهن الا في موضع ضرورة
مثل شهادة القابلة، وما لا يجوز للرجال ان ينظروا إليه كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب
إذا لم يوجد غيرهم، وفى كتاب الله: (اثنان ذو اعدل منكم) مسلمين (أو آخران
من غيركم) كافرين.
418 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن
محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل:
(يا أيها لذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل
منكم أو آخران من غيركم) قلت: (ما آخران من غيركم)؟ قال. هما كافران، قلت: (ذوا عدل
منكم؟ فقال: مسلمان.
419 - محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا
عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى (أو
آخران من غيركم) قال: إذا كان الرجل في بلد ليس فيه مسلم جازت شهادة من ليس
بمسلم على الوصية.
420 - محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن
يحيى بن محمد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (يا أيها الذين
686

آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران
من غيركم) قال، اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم -
يجدوا من أهل الكتاب فمن المجوس لان رسول الله صلى الله عليه وآله سن في المجوس سنة أهل الكتاب
في الجزية، وذلك إذا مات الرجل في أرض غربة فلم يجد مسلمين أشهد رجلين من
أهل الكتاب، يجلسان بعد العصر، (فيقسمان بالله) عز وجل (لا نشتري به ثمنا ولو كان
ذا قربى ولا نكتم شهادة الله انا إذا لمن الآثمين) قال: وذلك أن ارتاب ولى الميت في
شهادتهما (فان عثر على أنهما) شهدا بالباطل فليس له أن ينقض شهادتهما حتى يجئ
بشاهدين فيقومان مقام الشاهدين الأولين (فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما
اعتدينا انا إذا لمن الظالمين) فإذا فعل نقض شهادة الأولين وجازت شهادة الآخرين بقول
الله عز وجل: ذلك أدنى ان يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا ان ترد
ايمان بعد ايمانهم.
421 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله عز وجل: (أو آخران من غيركم) قال: إذا كان الرجل في أرض غربة
لا يوجد فيها مسلم جازت شهادة من ليس بمسلم على الوصية.
422 - ابن محبوب عن جميل بن صالح عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) قال:
فقال: اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، قال: فإنما
ذلك إذا مات الرجل المسلم في ارض غربة فطلب رجلين مسلمين يشهدهما على
وصيته فلم يجد مسلمين، فيشهد على وصيته رجلين ذميين من أهل الكتاب مرضيين
عند أصحابهما.
423 - فيمن لا يحضره الفقيه روى الحسين بن علي الوشاء عن أحمد بن
عمر قال، سألته عن قول الله عز وجل، (ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) قال: اللذان
منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب. فإن لم يجد من أهل الكتاب فمن
المجوس، لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سن بهم سنة أهل الكتاب: وذلك إذا مات الرجل بأرض
687

غربة فلم يجد مسلمين يشهدهما فرجلان من أهل الكتاب،
424 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن
المقرى قال: حدثنا أبو عمر ومحمد بن جعفر المقرى الجرجاني قال: حدثنا أبو بكر
محمد بن الحسن الموصلي ببغداد قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال: حدثنا
أبو زيد بن عباس بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي قال: حدثني أبي
زيد بن الحسن قال: حدثني موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال الصادق عليه السلام في
قول الله عز وجل: يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لاعلم لنا قال:
يقولون، لاعلم لنا سواك.
425 - قال، وقال الصادق عليه السلام، القرآن كله تقريع وباطنه تقريب.
قال مصنف هذا الكتاب، يعنى بذلك انه من وراء آيات التوبيخ والوعيد آيات
الرحمة والغفران (انتهى).
426 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا
أجبتم) فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلا (1) عن محمد عن أبي جعفر
عليه السلام قال. ما إذا أجبتم في أوصيائكم فيقولون لاعلم لنا بما فعلوا بعدنا بهم.
427 - في روضة الكافي ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسي قال:
سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا
لاعلم لنا) قال فقال: ان لهذا تأويلا، يقول ماذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على
أممكم؟ قال: فيقولون: لاعلم لنا بما فعلوا من بعدنا.
428 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان وأصحاب
المقالات في التوحيد قال الرضا عليه السلام: يا نصراني أسئلك عن مسألة قال: سل، فإن كان
عندي علمها أجبتك، قال الرضا عليه السلام: ما أنكرت ان عيسى عليه السلام كان يحيى الموتى
بإذن الله عز وجل؟ قال الجاثليق أنكرت ذلك من قبل أن من أحيى الموتى وأبرء الأكمه
والأبرص فهو رب مستحق لان يعبد، قال الرضا عليه السلام فان اليسع قد صنع مثل ما صنع

(1) وفى المصدر (عن العلا بن العلا... اه)
688

عيسى عليه السلام، مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص فلم تتخذه أمته ربا
ولم يعبده أحد من دون الله تعالى، ولقد صنع حز قيل النبي عليه السلام مثل ما صنع عيسى بن
مريم عليه السلام وأحيى خمسة وثلثين الف رجل من بعد موتهم بستين سنة، ثم التفت إلى رأس
الجالوت فقال له يا رأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم
بخت نصر من سبى بني إسرائيل حين غزى بيت المقدس، ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله
عز وجل إليهم فأحياهم؟ هذا في التورة لا يدفعه الا كافر منكم، قال رأس الجالوت قد
سمعنا به وعرفناه. قال صدقت ثم قال يا يهودي خذ على هذا السفر من التوراة، فتلا عليه السلام
علينا من التوراة آيات فأقبل اليهودي يترجح قرائته ويتعجب، ثم أقبل على النصراني
فقال يا نصراني فهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟ قال بل كانوا قبله، قال الرضا
(ع) ولقد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه أن يحيى لهم موتاهم فوجه معهم
علي بن أبي طالب، فقال له اذهب إلى الجبانة (1) فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون
عنهم بأعلى صوتك يا فلان ويا فلان يقول لكم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله قوموا بإذن الله
عز وجل فقاموا ينفضون التراب عن رؤسهم. فأقبلت قريش يسألهم عن أمورهم ثم أخبروهم
ان محمدا قد بعث نبيا، فقالوا أردنا انا أدركناه فنؤمن به، ولقد أبرء الأكمه والأبرص
والمجانين وكلمه البهايم والطير والجن والشياطين، ولم نتخذه ربا من دون الله تعالى، ولم
ننكر لاحد من هؤلاء فضلهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
429 - في تفسير العياشي عن محمد بن يوسف الصنعاني عن أبيه قال سألت أبا -
جعفر عليه السلام: إذ أوحيت إلى الحواريين قال الهموا.
430 - عن يحيى الحلبي في قوله هل يستطيع ربك قال قرأتها هل تستطيع ربك
يعنى هل تستطيع أن تدعو ربك.
431 - عن عيسى العلوي عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال المائدة التي نزلت على بنى

(1) الجبانة: الصحراء وتسمى بها المقابر لأنها تكون في الصحراء تشبيه
للشئ بموضعه.
689

إسرائيل مدلاة (1) بسلاسل من ذهب عليها تسعة ألوان (2) وتسعة أرغفة.
432 - عن الفضيل بن يسار عن أبي الحسن عليه السلام قال إن الخنازير من قوم عيسى سألوا
نزول المائدة فلم يؤمنوا بها فمسخهم الله خنازير.
433 - عن عبد الصمد بن بندار قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول كانت الخنازير
قوما من القصارين، كذبوا بالمائدة فمسخوا خنازير.
434 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أصحاب المقالات و
الأديان قال الرضا عليه السلام للجاثليق سل عما بدالك، قال الجاثليق أخبرني عن حواري
عيسى بن مريم كم كان عدتهم وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟ قال الرضا عليه السلام على الخبير
سقطت، أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا، وكان أفضلهم وأعلمهم ألوقا وأما
علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الأكبر بأج ويوحنا بقرقيسا ويوحنا الديلمي
بزجار وعنده كان ذكر النبي صلى الله عليه وآله وذكر أهل بيته وأمتي وهو الذي بشر أمة عيسى
وبنى إسرائيل به.
435 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال قلت لأبي -
الحسن الرضا (ع) لم سمى الحواريون الحواريين؟ قال اما عند الناس فإنهم سموا حواريين
لأنهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل، وهو اسم مشتق من الخبز الحوار،
واما عندنا فسمى الحواريون حواريين لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم، ومخلصين لغيرهم
من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكر.
436 - في مجمع البيان (قال عيسى بن مريم اللهم ربنا) إلى قوله:
(لا أعذبه أحدا من العالمين) اختلف العلماء في المائدة هل نزلت أم لا؟ والصحيح

(1) من التدلي بمعنى التعلق
(2) كذا في النسخ وفى المصدر (اخونة) بدل ألوان وهو مصحف (احوتة) كما في
البحار وتفسير البرهان وهي جمع الحوت على ما قيل وفى مجمع البيان كما يأتي قريبا (عليها
سبعة أرغفة وسبعة أحوات) وأحوات جمع الحوت. وفى رواية أخرى في المصدر (انوان)
بدل (ألوان) وانوان جمع النون بمعنى الحوت.
690

انها نزلت، لقوله سبحانه: انى منزلها عليكم فلا يجوز ان يقع في خبره الخلف ولان
الاخبار قد استفاضت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه والتابعين في أنها نزلت، قال ابن عباس
ان عيسى بن مريم قال لبنى إسرائيل: صوموا ثلثين يوما ثم سلوا الله ما شئتم يعطكموه،
فصاموا ثلثين فلما فرغوا قالوا: انا لو عملنا لاحد من الناس فقضينا عمله لاطمعنا طعاما وانا صمنا
وجعنا فادع الله ان ينزل علينا مائدة من السماء فأقبلت الملائكة بمائدة يحملونها عليها
سبعة أرغفة وسبعة أحوات حتى وضعها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كما اكل أولهم،
وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
437 - وروى عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال، نزلت المائدة خبزا ولحما،
وذلك انهم سألوا عيسى طعاما لا ينفد يأكلون منها، فقيل لهم: فإنها مقيمة لكم ما لم
تخونوا أو تخبأوا أو ترفعوا، فان فعلوا ذلك عذبتكم، قال: فما مضى يومهم حتى خبأوا
ورفعوا وخانوا (لا أعذبه أحدا من العالمين) (1).
438 - عن أبي الحسن موسى عليه السلام انهم مسخوا خنازير وفى تفسير أهل البيت
عليهم السلام: كانت المائدة تنزل عليهم فيجتمعون عليها ويأكلون منها، ثم ترفع فقال
كبراؤهم ومترفوهم: لا تدع مقلينا يأكلون منها معنا، فرفع الله المائدة ببغيهم ومسخوا
قردة وخنازير.
439 - وفيه حديث طويل ذكرناه عند قوله: (لعن الذين كفروا) الآية عن أبي
جعفر عليه السلام وفيه يقول: واما عيسى فإنه لعن الذين أنزلت عليهم المائدة ثم كفروا
بعد ذلك.
440 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن الأشعري
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الفيل مسخ إلى قوله: والجريث (2) الضبب قوله: (من
بني إسرائيل) حيث نزل المائدة على عيسى بن مريم عليه السلام لم يؤمنوا فتاهوا، فوقعت فرقة
في البحر وفرقة في البر.

(1) كذا في النسخ.
(2) الجريث - كسكيت -: ضرب من السمك يشبه المار ما هي.
691

441 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب
عليه السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المسوخ فقال: هي ثلاثة عشر:
الفيل والخنزير إلى قوله: واما الخنازير فقوم نصارى سألوا ربهم تعالى انزال المائدة
عليهم، فلما أنزلت عليهم كانوا أشد ما كانوا كفرا وأشد تكذيبا.
442 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الأئمة
عليهم السلام والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه قال عليه السلام: يهلك في
اثنان ولاذنب لي محب مفرط ومبغض مفرط، وانا لنبرأ إلى الله تعالى ممن يغلو فينا،
فيرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم عليه السلام من النصارى، قال الله جل ثناؤه وإذ قال
الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله
قال سبحانك ما يكون لي ان أقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم
ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك أنت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما أمرتني
به ان اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت
أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد.
443 - في تفسير العياشي عن ثعلبة عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام في قول
الله تبارك وتعالى لعيسى: (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله قال:
لم يقله وسيقوله، ان الله إذا علم أن شيئا كائن أخبر عنه خبر ما قد كان.
444 - عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله لعيسى (أأنت
قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله) قال الله بهذا الكلام؟ فقال: ان الله إذا
أراد أمرا أن يكون قصه قبل أن يكون كأن قد كان.
445 - عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام في تفسير هذه الآية: (تعلم ما في
نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك أنت علام الغيوب) قال: إن الاسم الأكبر ثلاثة وسبعون
حرفا، احتجب الرب تبارك وتعالى منها بحرف، فمن ثم لا يعلم أحد ما في نفسه عز وجل،
اعطى آدم اثنى وسبعين حرفا فتوارثتها الأنبياء حتى صارت إلى عيسى، فذلك قول
عيسى: (تعلم ما في نفسي) يعنى اثنتين وسبعين حرفا من الاسم الأكبر، يقول: أنت علمتنيها
692

فأنت تعلمها (ولا اعلم ما في نفسك) يقول: لأنك احتجبت من خلقك بذلك الحرف
فلاتعلم أحد ما في نفسك.
446 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد
ابن النعمان عن ضريس عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: هذا يوم ينفع الصادقين
صدقهم قال: إذا كان يوم القيامة وحشر الناس للحساب فيمرون بأهوال يوم
القيامة فلا ينتهون إلى العرصة حتى يجهدوا جهدا شديدا، قال: فيقفون بفناء العرصة
ويشرف الجبار عليهم وهو على عرشه، فأول من يدعى بنداء يسمع الخلايق أجمعين
ان يهتف: باسم محمد بن عبد الله النبي القرشي العربي قال: فيتقدم حتى يقف على يمين
العرش قال ثم يدعى بصاحبكم علي عليه السلام فيتقدم حتى يقف على يسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
ثم يدعى بأمة محمد فيقفون على يسار علي عليه السلام ثم يدعى بنبي نبي وأمته معه من أول
النبيين إلى آخرهم وأمتهم معهم، فيقفون عن يسار العرش قال ثم أول من يدعى للمسائلة
القلم قال: فيتقدم فيقف بين يدي الله في صورة الآدميين فيقول الله هل سطرت في اللوح
ما ألهمتك وأمرتك به من الوحي؟ فيقول القلم نعم يا رب قد علمت انى قد سطرت في اللوح
ما أمرتني وألهمتنى به من وحيك فيقول الله فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول. يا رب وهل
اطلع على مكنون سرك خلق غيرك؟ قال فيقول الله: أفلجت (1) حجتك، قال، ثم
يدعى باللوح فيتقدم في صورة الآدميين حتى يقف مع القلم، فيقول له: هل سطر فيك القلم
ما ألهمته وأمرته به من وحيى فيقول اللوح نعم يا رب وبلغته إسرافيل فيتقدم إسرافيل مع القلم
واللوح في صورة الآدميين فيقول الله: هل بلغك اللوح ما سطر فيه القلم من وحيى؟
فيقول: نعم يا رب وبلغته جبرئيل فيدعى لجبرئيل فيتقدم حتى يقف مع إسرافيل فيقول
الله له هل بلغك إسرافيل ما بلغ؟ فيقول: نعم يا رب وبلغته جميع أنبيائك وأنفذت
إليهم جميع ما انتهى إلى من امرك وأديت رسالاتك إلى نبي نبي ورسول رسول، وبلغتهم
كل وحيك وحكمتك وكتبك، وان آخر من بلغته رسالتك ووحيك وحكمتك وعلمك
وكتابك وكلامك محمد بن عبد الله العربي القرشي الحرمي حبيبك، قال أبو جعفر عليه السلام

(1) أي أظهرت.
693

فأول من من يدعى من ولد آدم للمسائلة محمد بن عبد الله، فيدنيه الله حتى لا يكون
خلق أقرب إلى الله يؤمئذ منه، فيقول الله يا محمد هل بلغك جبرئيل ما أوحيت إليك
وأرسلته به إليك من كتابي وحكمتي وعلمي، وهل أوحى ذلك إليك؟ فيقول رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم نعم يا رب قد بلغني جبرئيل جميع ما أوحيته إليه وأرسلته به من كتابك وحكمتك
وعلمك وأوحاه إلى فيقول الله لمحمد هل بلغت أمتك ما بلغك جبرئيل من كتابي وحكمتي
وعلمي فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم يا رب قد بلغت أمتي ما أوحيت إلى من كتابك وحكمتك
وعلمك وجاهدت في سبيلك، فيقول الله لمحمد فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول محمد
يا رب أنت الشاهد لي بتبليغ الرسالة وملائكتك والأبرار من أمتي وكفى بك شهيدا،
فيدعى بالملائكة فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة ثم يدعى بأمة محمد فيسألون: هل
بلغكم محمد رسالاتي وكتابي وحكمتي وعلمي وعلمكم ذلك فيشهدون لمحمد بتبليغ
الرسالة والحكمة والعلم، فيقول الله لمحمد: فهل استخلفت في أمتك من بعدك من
يقوم فيهم بحكمتي وعلمي ويفسر لهم كتابي ويبين لهم ما يختلفون فيه من بعدك حجة
لي وخليفة في الأرض؟ فيقول محمد: نعم يا رب قد خلفت فيهم علي بن أبي طالب أخي
ووزيري ووصيي وخير أمتي ونصبته لهم علما في حياتي، ودعوتهم إلى طاعته وجعلته خليفتي
في أمتي إماما يقتدى به الأمة من بعدى إلى يوم القيامة، فيدعى بعلى بن أبي طالب فيقال
له هل أوصى إليك محمد واستخلفك في أمته ونصبك علما لامته في حياته وهل قمت
فيهم من بعده مقامه؟ فيقول له علي عليه السلام نعم يا رب قد أوصى إلى محمد وخلفني في أمته
ونصبني لهم علما في حياته، فلما قبضت محمدا إليك جحدتني أمته ومكر وأبى و
استضعفوني وكادوا يقتلونني، وقدموا قد أمي من أخرت وأخروا من قدمت، ولم يسمعوا
منى ولم يطيعوا أمرى، فقاتلتهم في سبيلك حتى قتلوني، فيقال لعلى هل خلفت من بعدك
في أمة محمد حجة وخليفة في الأرض يدعو عبادي إلى ديني والى سبيلي؟ فيقول على نعم
يا رب قد خلفت فيهم الحسن ابني وابن بنت نبيك، فيدعى بالحسن بن علي فيسأل عما
سئل منه علي بن أبي طالب عليه السلام، قال، ثم يدعى بامام امام وبأهل عالمه
694

فيحتجون بحجتهم، فيقبل الله عذرهم، ويجيز حجتهم، قال، ثم يقول الله،
(هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) قال، ثم انقطع حديث أبي جعفر عليه وعلى آبائه
أفضل السلام.
447 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في حديث، وحقيقة الصدق تقتضي
تزكية الله تعالى لعبده، كما ذكر عن صدق عيسى بن مريم عليهما السلام في القيامة بسبب ما أشار
إليه من صدقه براءة للصادقين من رجال أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال الله عز وجل، (هذا يوم
ينفع الصادقين) الآية.
695

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابن عباس قال: من قرأ سورة الأنعام
في كل ليلة كان من الآمنين يوم القيامة ولم ير بعينه مقدم النار أبدا. وقال أبو عبد الله
عليه السلام: نزلت سورة الأنعام جملة واحدة شيعها سبعون ألف ملك حتى نزلت على محمد
صلى الله عليه وآله وسلم، فعظموها وبجلوها، فان اسم الله فيها في سبعين موضعا، ولو علم الناس ما
فيها ما تركوها.
في أصول الكافي باسناده إلى الحسن بن علي بن أبي حمزة رفعه قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: ان سورة الأنعام نزلت جملة، وذكر كما في ثواب الأعمال سواء الا ان في
آخر الحديث ولو يعلم الناس ما في قراءتها ما تركوها.
2 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: نزلت الانعام جملة شيعها سبعون ألف ملك لهم زجل (1) بالتسبيح
والتهليل والتكبير فمن قرأها سبحوا له إلى يوم القيامة.
3 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أنزلت على الانعام جملة
واحدة شيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد، فمن قرأها صلى عليه أولئك
السبعون ألف ملك بعدد كل آية من الانعام يوما وليلة.
4 - جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من قرأ ثلاث آيات من
أول سورة الأنعام إلى قوله: (ويعلم ما تكسبون) وكل الله به أربعين ألف ملك يكتبون
له مثل عبادتهم إلى يوم القيامة، وينزل ملك من السماء السابعة ومعه مرزبة من

(1) الزجل بمعنى الصوت.
696

حديد (1) فإذا أراد الشيطان أن يوسوس أو يوحى في قلبه شيئا ضربه بها ضربة إلى
آخر الخبر.
5 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكري ذكر
عند الصادق عليه السلام الجدال في الدين وان رسول الله والأئمة المعصومين عليهم السلام قد نهوا عنه
فقال الصادق عليه السلام: لم ينه عنه مطلقا ولكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن اما
تسمعون قول الله تعالى. (ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن) وقوله تعالى
(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إلى أن قال
الصادق عليه السلام ولقد حدثني أبي الباقر عن جدي علي بن الحسين زين العابدين عن أبيه
الحسين بن علي سيد الشهداء عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم انه
اجتمع يوما عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل خمسة أديان اليهود والنصارى والدهرية
والثنوية ومشركوا العرب إلى أن قال عليه السلام. ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على الدهرية فقال
وأنتم فما الذي دعاكم إلى القول بأن الأشياء لا بد لها وهي دائمة لم تزل ولا تزال، فقالوا
لأنا لا نحكم الا بما نشاهد ولم نجد للأشياء محدثا فحكمنا بأنها لم تزل ولم نجد لها
انقضاء وفناء فحكمنا بأنها لا تزال، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، فوجدتم لها قدما أم وجدتم
لها بقاءا أبدا لابد؟ فان قلتم، انكم وجدتم ذلك أنهضتم لأنفسكم انكم لم تزالوا على هيئتكم
وعقولكم بلا نهاية ولا تزالون كذلك ولئن قلتم هذا دفعتم العيان وكذبكم العالمون الذين
يشاهدونكم؟ قالوا: بل لم نشاهد لها قدما ولا بقاءا أبد الأبد قال رسول الله صلى الله عليه وآله فلم
صرتم بان تحكموا بالقدم والبقاء دائما لأنكم لم تشاهدوا حدوثها وانقضائها أولى من
تارك التميز لها مثلكم فيحكم لها بالحدوث والانقضاء والانقطاع لأنه لم يشاهد لها قدما ولا بقاءا
أبدا لابد ولستم تشاهدون الليل والنهار وان أحدهما بعد الاخر؟ فقالوا: نعم، فقال:
أترونهما لم يزالا ولا يزالان؟ فقالوا: نعم فقال أفيجوز عندكم اجتماع الليل والنهار!
فقالوا: لا، فقال صلى الله عليه وآله: فإذا ينقطع أحدهما عن الاخر فيسبق أحدهما ويكون الثاني
جاريا بعده قالوا كذلك هو فقال: فقد حكمتم بحدوث ما تقدم من ليل ونهار ولم

(1) المرزبة: عصية من حديد:
697

تشاهدوهما فلا تنكروا لله قدره ثم قال صلى الله عليه وآله أتقولون ما قبلكم من الليل والنهار
متناه أو غير متناه فان قلتم غير متناه فقد وصل إليكم آخر بلا نهاية لا وله وان قلتم
انه متناه فقد كان ولا شئ منهما؟ قالوا: نعم قال لهم أقلتم ان العالم قديم غير محدث وأنتم
عارفون بمعنى ما أقررتم به ومعنى ما جحدتموه؟ قالوا: نعم فقال رسول الله: فهذا الذي
تشاهدونه من الأشياء بعضها إلى بعض مفنقر لأنه لأقوام للبعض الا بما يتصل به، الا ترى
البناء محتاجا بعض اجزائه إلى بعض والا لم يبق ولم يستحكم وكذلك ساير ما ترى قال:
فإذا كان هذا المحتاج بعضه إلى بعض لقوته وتمامه هو القديم فأخبروني أن لو كان محدثا
كيف كان يكون وماذا كان تكون صفته قال: فبهتوا وعلموا انهم لا يجدون للمحدث
صفة يصفونه بها الا وهي موجودة في هذا الذي زعموا انه قديم فوجموا (1) وقالوا سننظر
في أمرنا، ثم اقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على الثنوية الذين قالوا إن النور والظلمة هما المدبر ان فقال:
وأنتم فما الذي دعاكم إلى ما قلتموه من هذا؟ قالوا لأنا وجدنا العالم صنفين خيرا وشرا ووجدنا
الخير ضد للشر، فأنكرنا أن يكون فاعل واحد يفعل الشئ وضده بل لكل واحد منهما
فاعل الا ترى ان الثلج محال ان يسخن كما أن النار محال أن تبرد فأثبتنا لذلك صانعين
قديمين ظلمة ونورا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلستم قد وجدتم سوادا وبياضا وحمرة
وصفرة وخضرة وزرقة وكل واحد ضد لسايرها لاستحالة اجتماع اثنين منها في محل واحد
كما كان الحر والبرد ضدين لاستحالة اجتماعهما في محل واحد قالوا: نعم، قال فهل
لا أثبتم بعدد كل لون صانعا قديما ليكون فاعل كل الضد من هذه الألوان غير فاعل ضد
الاخر؟ قال. فسكتوا، ثم قال: وكيف اختلط هذا النور والظلمة وهذا من طبعه الصعود
وهذا من طبعه النزول أرأيتم لو أن رجلا أخذ شرقا يمشى إليه والاخر أخذ غربا أكان يجوزان
يلتقيا ماداما سايرين على وجوههما؟ قالوا: لا، فقال: وجب أن لا يختلط النور بالظلمة
لذهاب كل واحد منهما في غير جهة الاخر، فكيف وجدتم حدث هذا العالم من امتزاج
ما يحال أن يمتزج بل هما مدبران جميعا مخلوقان؟ فقالوا. سننظر في أمرنا، ثم
أقبل على مشركي العرب فقال: وأنتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله؟ فقالوا: نتقرب
بذلك إلى الله تعالى، فقال: أوهى صامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها

(1) وجم وجما: سكت وعجز عن التكلم.
698

إلى الله؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين نحتموها بأيديكم فلان تعبدكم هي لو كان
يجوز منها العبادة أحرى من أن تعبدوها إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف
بمصالحكم وعواقبكم والحكيم فيما يكلفكم؟ قال: فلما قال رسول الله صلى الله عليه وآله هذا القول
اختلفوا فقال بعضهم: ان الله قد حل في هياكل رجال كانوا على هذه الصورة فصورنا
هذه الصور نعظمها لتعظيمنا تلك الصور التي حل فيها ربنا وقال آخرون منهم: ان هذه
صور أقوام سلفوا كانوا مطيعين لله عز وجل قبلنا فمثلنا صورهم وعبدناها تعظيما لله وقال
آخرون منهم، ان الله تعالى لما خلق آدم وامر الملائكة بالسجود له فسجدوه تقربا
لله كنا نحن أحق بالسجود لآدم من الملائكة، ففاتنا ذلك فصورنا صورته فسجدنا لها
تقربا إلى الله تعالى كما تقربت الملائكة بالسجود لآدم إلى الله، وكما أمرتم بالسجود
بزعمكم إلى جهة مكة ففعلتم ثم نصبتم في غير ذلك البلد بأيديكم محاريب سجدتم إليها
وقصدتم الكعبة لا محاريبكم وقصدكم بالكعبة إلى الله عز وجل لا إليها؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أخطأتم الطريق وظللتم أما أنتم وهو صلى الله عليه وآله يخاطب الذين قالوا إن الله يحل في
هياكل رجال كانوا على هذه الصور التي صورناها فصورنا هذه الصور ونعظمها لتعظيمنا
لتلك الصور التي حل فيها ربنا -: فقد وصفتم ربكم بصفة المخلوقات، أو يحل ربكم
في شئ يحيط به بذلك الشئ فأي فرق بينه إذا وبين ساير ما يحل فيه من لونه وطعمه
ورايحته ولينه وخشونته وثقله وخفته ولم صار هذا المحلول فيه محدثا وذلك قديما دون
أن يكون ذلك محدثا وهذا قديما وكيف يحتاج إلى المحال من لم يزل قبل المحال وهو عز وجل
كما لم يزل، وإذا وصفتموه بصفة المحدثات في الحلول فقد لزمكم أن تصفوه بالزوال،
وما وصفتموه بالزوال والحدوث فصفوه بالفناء، فان ذلك أجمع من صفات الحال والمحلول
فيه، وجميع ذلك متغير الذات. فإن كان لم يتغير ذات الباري عز وجل بحلوله في شئ جاز
أن لا يتغير بان يتحرك ويسكن ويسود ويبيض ويحمر ويصفر، وتحله الصفات التي تتعاقب
على الموصوف بها حتى يكون فيه جميع صفات المحدثين، ويكون محدثا تعالى عن
ذلك علوا كبيرا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فإذا بطل ما ظننتموه من أن الله يحل في شئ فقد
فسد ما بنيتم عليه قولكم قال: فسكت القوم وقالوا سننظر في أمرنا ثم اقبل على الفريق الثاني
699

فقال: أخبرونا عنكم إذا عبدتم صور من كان يعبد الله فسجدتم لها وصليتم فوضعتم الوجوه
الكريمة على التراب بالسجود لها فما الذي بقيتم لرب العالمين؟ أما علمتم ان من حق
من يلزم تعظيمه وعبادته أن لا يساوي به عبده، أرأيتم ملكا أو عظيما إذا ساويتموه
بعبيده في التعظيم والخشوع والخضوع أيكون في ذلك وضع من الكبير كما يكون
زيادة في تعظيم الصغير؟ فقالوا نعم، قال أفلا تعلمون انكم من حيث تعظمون الله بتعظيم
صور عباده المطيعين له تزرون على رب العالمين؟ قال فسكت القوم بعد ان قالوا. سننظر
في أمرنا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للفريق الثالث: لقد ضربتم لنا مثلا وشبهونا بأنفسهم
ولا سواء ذلك، انا عباد الله مخلوقون مربوبون ونأتمر له فيما أمرنا وننزجر عما زجرنا
ونعبده من حيث يريده منا، فإذا أمرنا بوجه من الوجوه أطعناه ولم نتعد إلى غيره مما لم
يأمرنا ولم يأذن لنا لأنا لا ندري لعله وان أراد منا الأول فهو يكره الثاني وقد نهانا ان نتقدم
بين يديه، فلما أمرنا ان نعبده بالتوجه إلى الكعبة أطعنا ثم أمرنا بعبادته بالتوجه نحوها
في ساير البلدان التي نكون بها، فأطعنا فلم نخرج في شئ من ذلك عن اتباع امره،
والله عز وجل حيث أمرنا بالسجود لآدم لم يأمر بالسجود لصورته التي هي غيره فليس
لكم أن تقيسوا ذلك عليه، لأنكم لا تدرون لعله يكره ما تفعلون إذا لم يأمركم به،
ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أرأيتم لو أذن لكم رجل دخول داره يوما بعينه ألكم
أن تدخلوها بعد ذلك بغير أمره، أولكم ان تدخلوا دارا له أخرى مثلها بغير أمره؟ أو وهب
لكم رجل ثوبا من ثيابه أو عبدا من عبيدة أو دابة من دوابه الكم ان تأخذوا ذلك؟
قالوا: نعم، قال: فإن لم تأخذوه أخذتم آخر مثله؟ قالوا: لا، لأنه لم يأذن لنافى
الثاني كما اذن في الأول، قال عليه السلام: فأخبروني الله أولى بان لا يتقدم على ملكه
بغير امره أو بعض المملوكين؟ قالوا: بل الله أولى بان لا يتصرف في ملكه بغير
اذنه قال: فلم قلتم ومتى أمركم ان تسجد ولهذه الصور؟ قال: فقال القوم سننظر
في أمرنا، وقال الصادق عليه السلام: فوالذي بعثه بالحق نبيا ما أتت على جماعتهم ثلاثة أيام
حتى اتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلموا، وكانوا خمسة وعشرين رجلا من كل فرقة خمسة
وقالوا: ما رأينا مثل حجتك يا محمد نشهد انك رسول الله صلى الله عليه وآله وقال الصادق عليه السلام
700

قال أمير المؤمنين عليه السلام: فأنزل الله تعالى: الحمد لله الذي خلق السماوات
والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وكان في
هذه الآية رد على ثلاثة أصناف منهم لما قال: الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض
فكان ردا على الدهرية الذين قالوا: إن الأشياء لابدء لها وهي دائمة ثم قال: (وجعل
الظلمات والنور) فكان ردا على الثنوية الذين قالوا: إن النور والظلمة هما المدبر ان ثم
قال، (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) فكان ردا على مشركي العرب الذين قالوا: إن
أوثاننا آلهة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
6 - في تفسير العياشي جعفر بن أحمد عن العمركي بن علي عن العبيدي
عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن جعفر عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: لكل صلاة وقتان
ووقت يوم الجمعة زوال الشمس ثم تلا هذه الآية: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض
وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) قال: يعدلون بين الظلمات والنور
وبين الجور والعدل.
7 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: فمن ساوى ربنا بشئ
فقد عدل به، والعادل به كافر بما تنزلت به محكمات آياته، ونطقت به شواهد حجج
بيناته، لأنه الله الذي لم يتناها في العقول، فيكون في نهب فكرها مكيفا، وفى حواصل
رويات همم النفوس محدودا مصرفا، المنشى أصناف الأشياء بلا روية احتاج إليها، و
لا قريحة غريزة اضمرها عليها، ولا تجربة أفادها من موجودات الدهور، ولا شريك أعانه
على ابتداع عجائب الأمور.
8 - وفيها أيضا كذبك العادلون بالله إذ شبهوه بمثل أصنافهم، وحلوه حلية
المخلوقين بأوهامهم وجزوه بتقدير منتج خواطرهم، وقدروه على الخلق المختلفة القوى
بقرايح عقولهم.
9 - في تهذيب الأحكام في الموثق عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وإذا قرأتم
(الذين كفروا بربهم يعدلون) أن يقول: كذب العادلون بالله قلت لهم فإن لم:
يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ؟ قال: ليس عليه شئ والحديث طويل أخذنا منه
701

موضع الحاجة.
قال عز من قائل: هو الذي خلقكم من طين.
10 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي
ابن عبد الله عن رجل عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إن الله عز وجل خلق النبيين من
طينة عليين قلوبهم وأبدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة، وجعل خلق أبدان
المؤمنين من دون ذلك، وخلق الكفار من طينة سجين قلوبهم وأبدانهم، فخلط بين الطينتين
فمن هذا يلد المؤمن الكافر، ويلد الكافر المؤمن، ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة،
ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه، وقلوب
الكفار تحن إلى ما خلقوا منه.
11 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار
الجازى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول، الطينات ثلث، طينة الأنبياء والمؤمن
من تلك الطينة، الا ان الأنبياء من صفوتها هم الأصل، ولهم فضلهم، والمؤمنون الفرع
من طين لازب كذلك لا يفرق لله عز وجل بينهم وبين شيعتهم وقال طينة الناصب من
حمأ مسنون واما المستضعفون فمن تراب، لا يتحول مؤمن عن ايمانه، ولا ناصب عن
نصبه، ولله المشية فيهم.
12 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن صالح بن سهل قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك من أي شئ خلق الله عز وجل طينة المؤمن؟ فقال: من
طينة الأنبياء فلن تنجس أبدا.
13 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وغير واحد عن الحسين بن الحسن
جميعا عن محمد ابن أورمة عن محمد بن علي عن إسماعيل بن يسار عن عثمان بن يوسف
قال: اخبرني عبد الله بن كيسان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك انا مولاك
عبد الله بن كيسان قال: اما النسب فأعرفه، واما أنت فلست أعرفك، قال: قلت له:
انى ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس، واننى أخالط الناس في التجارات وغير ذلك،
702

فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت (1) وحسن الخلق وكثرة أمانة ثم أفتشه
فأتبينه عن عداوتكم وأخالط الرجل فارى منه سوء الخلق وقلة أمانة ودعارة (2)
ثم أفتشه فأتبينه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك؟ قال: فقال لي: أما علمت يا بن
كيسان ان الله عز وجل أخذ طينة من الجنة وطينة من النار، فخلطهما جميعا ثم
نزع هذه من هذه، وهذه من هذه، فما رأيت من أولئك من الأمانة وحسن الخلق
وحسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما
رأيت من هؤلاء من قلة الأمانة وسوء الخلق والدعارة فمما مستهم من طينة النار وهم يعودون
إلى ما خلقوا منه.
14 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله
ثم قضى اجلا وأجل مسمى عنده قال: الاجل الذي غير مسمى موقوف يقدم منه ما
شاء ويؤخر منه ما شاء، واما الاجل المسمى فهو الذي ينزل مما يريد أن يكون
من ليلة القدر إلى مثلها من قابل، فذلك قول الله: (وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون
ساعة ولا يستقدمون).
15 - عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ثم قضى اجلا وأجل
مسمى عنده) قال: المسمى ما سمى لملك الموت في تلك الليلة، وهو الذي قال الله: (إذا جاء
أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وهو الذي سمى لملك الموت في ليلة القدر، والاخر
له فيه المشية ان شاء قدمه وان شاء أخره.
16 - وفى رواية حمران عنه: اما الاجل الذي غير مسمى عنده فهو أجل موقوف يقدم
فيه ما يشاء ويؤخر فيه ما يشاء، واما الاجل المسمى فهو الذي يسمى في ليلة القدر.
17 - عن حصين عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (قضى اجلا وأجل مسمى عنده) قال:
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: الاجل الأول هو ما نبذه إلى الملائكة والرسل والأنبياء، والأجل
المسمى عنده هو الذي ستره الله عن الخلايق.

(1) السمت: هيئة أهل الخير.
(2) الدعارة: الفساد والفسوق
703

18 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن
بكير عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (قضى
اجلا وأجل مسمى عنده) قال: هما اجلان أجل محتوم وأجل موقوف.
19 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن الحلبي عن
عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الاجل المقضى هو المحتوم.
20 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي جعفر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله عز وجل: وهو الله في السماوات والأرض قال: كذلك هو في كل مكان،
قلت: بذاته؟ قال: ويحك ان الأماكن أقدار، فإذا قلت في مكان بذاته لزمك أن تقول
في أقدار وغير ذلك، ولكن هو باين من خلقه، محيط بما خلق علما وقدرة وسلطانا
وملكا وإحاطة.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وهو الله في السماوات وفى الأرض يعلم سركم
وجهركم ويعلم ما تكسبون) قال: السر ما أسر في نفسه، والجهر ما أظهره، والكتمان ما عرضه
بقلبه ثم نسيه.
22 - في مجمع البيان ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن قال الزجاج: و
الذي يقع عندي ان القرآن أهل كل مدة كان فيها نبي أو كان فيها طبقة من أهل العلم، قلت
السنون أو كثرت والدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم خيركم قرني ثم الذين يلونهم.
23 - في كتاب الاحتجاج وعن أبي محمد الحسن العسكري (ع) أنه قال قلت لأبي
علي بن محمد عليهما السلام هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يناظر اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجهم
إذا حاجوه؟ قال بلى مرارا كثيرة، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة
[إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش] إذ ابتدأ عبد الله بن أبي أمية المخزومي فقال يا محمد
لقد ادعيت دعوى عظيمة وقلت مقالا هائلا. زعمت أنك رسول رب العالمين وما ينبغي لرب
العالمين وخالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا، ولو كنت نبيا لكان
معك ملك يصدقك ونشاهده بل لو أراد الله ان يبعث إلينا نبيا لكان انما يبعث إلينا ملكا
لا بشرا مثلنا، ما أنت يا محمد الا رجلا مسحورا ولست بنبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللهم
704

أنت السامع لكل صوت والعاصم بكل شئ تعلم ما قاله عبادك. فأنزل الله عليه يا محمد:
وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضى الامر إلى قوله: وللبسنا عليهم
ما يلبسون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واما قولك لي (ولو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك
ونشاهده، بل لو أراد ان يبعث إلينا نبيا لكان انما يبعث إلينا ملكا لا بشرا مثلنا) فالملك
لا تشاهده حواسكم لأنه من جنس هذا الهواء لأعيان منه ولو شاهدتموه بان يزاد في قوى
ابصاركم لقلتم ليس هذا ملكا بل هذا بشر لأنه انما كان يظهر لكم بصورة البشر الذي
ألفتموه لتعرفوا عنه مقالته وتعرفوا خطابه ومراده، فكيف كنتم تعلمون صدق الملك وان
ما يقوله حق بل انما يبعث الله بشرا وأظهر على يده المعجزات التي ليست في طبايع البشر
الذين قد علمتم ضماير قلوبهم فتعلمون بعجزكم عما جاء به انه معجزة، وان ذلك شهادة
من الله بالصدق له، ولو ظهر لكم ملك وظهر على يده ما يعجز عنه البشر لم تكن في ذلك ما
يدلكم ان ذلك ليس في طبايع ساير أجناسه من الملائكة حتى يصير ذلك معجزا له، ألا ترون
ان الطيور التي تطير ليس ذلك منها بمعجز لان لها أجناسا يقع منها مثل طيرانها، ولو أن
آدميا طار كطيرانها كان ذلك معجزا، فالله عز وجل سهل عليكم الامر وجعله بحيث يقوم
عليكم حجته وأنتم تقترحون على الصعب الذي لا حجة فيه، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
24 - في روضة الكافي في رسالة أبى جعفر عليه السلام إلى سعد الخير فكتب على نفسه
الرحمة فسبقت قبل الغضب، فتمت صدقا وعدلا، فليس يبتدئ العباد بالغضب قبل أن
يغضبوه، وذلك من علم اليقين وعلم التقوى.
25 - في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما ترك رسول الله
صلى الله عليه وآله انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم حتى نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى
ذلك الكلام.
26 - عن عبد الله بن يعقوب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لبسوا عليهم لبس الله عليهم
فان الله يقول: وللبسنا عليهم ما يلبسون).
27 - في مجمع البيان من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه يحتمل أن يكون
705

معنى الآية انه لا يصرف العذاب عن أحد الا برحمة الله كما روى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال والذي
نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله، قالوا. ولا أنت يا رسول الله؟ قال:
ولا أنا الا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل، ووضع يده على فوق رأسه وطول بها صوته رواه
الحسن في تفسيره.
قال عز من قائل: وهو القاهر فوق عباده
28 - في كتاب التوحيد عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام واما
القاهر فإنه ليس على معنى علاج ونصب واحتيال ومدارة ومكر، كما يقهر العباد بعضهم
بعضا، فالمقهور منهم يعود قاهرا والقاهر يعود مقهورا، ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى
على أن جميع ما خلق ملتبس به الذل لفاعله وقلة الامتناع لما أراد به لم يخرج منه
طرفة عين، غير أنه يقول له: كن فيكون، والقاهر منا على ما ذكرت ووصفت فقد جمعنا
الاسم واختلف المعنى.
29 - وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام ما تقول
إذا قيل لك اخبرني عن الله عز وجل أشئ هو أم لا شئ؟ قال: فقلت له: قد أثبت الله
عز وجل نفسه شيئا حيث يقول: قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني
وبينكم فأقول: انه شئ (لا كالأشياء، إذ في نفى الشيئية عنه ابطاله ونفيه، قال لي
صدقت وأصبت.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله (قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم) وذلك أن مشركي أهل مكة قالوا
يا محمد ما وجد الله رسولا يرسله غيرك؟ ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول، - وذلك
في أول ما دعاهم، وهو يومئذ بمكة - قالوا: ولقد سئلنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنه
ليس لك ذكر عندهم فأئتنا من يشهد انك رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الله شهيد
بيني وبينكم) الآية قال أإنكم لتشهدون ان مع الله آلهة أخرى يقول الله
لمحمد: فان شهدوا فلا تشهد معهم، قل لا اشهد قل انما هو اله واحد واننى
برئ مما تشركون.
706

31 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن
أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن مالك الجهني قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله عز وجل
(وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) قال من بلغ أن يكون إماما من آل محمد
فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله صلى الله عليه وآله.
32 - في مجمع البيان وفى تفسير العياشي قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام:
(ومن بلغ) معناه من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر
به رسول الله صلى الله عليه وآله.
33 - في كتاب علل الشرايع حدثني أحمد بن محمد بن يحيى العطار (ره) قال
حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن يحيى بن
عمران الحلبي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئل عن قول الله عز وجل: (وأوحى إلى
هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) قال لكل انسان (1).
34 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: سمعت الرضا
عليه السلام يقول: لم يزل الله عز وجل عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا فقلت له: يا بن
رسول الله ان قوما يقولون: لم يزل الله عالما بعلم وقادرا بقدرة وحيا بحيوة وقديما
بقدم وسميعا بسمع وبصيرا ببصر؟ فقال عليه السلام: من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع
الله آلهة أخرى، وليس من ولايتنا على شئ، ثم قال عليه السلام لم يزل عليما قادرا حيا قديما
سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.
35 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الفضل بن شاذان قال: سأل رجل من
الثنوية أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام وانا حاضر، فقال: انى أقول إن صانع العالم
اثنان فما الدليل على أنه واحد؟ فقال: قولك انه اثنان دليل على أنه واحد، لأنك
لم تدع الثاني الا بعد اثباتك الواحد، فالواحد مجمع عليه والأكثر من واحد
مختلف فيه.
36 - في نهج البلاغة واعلم يا بنى انه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت

(1) وفى نسخة وبكل لسان).
707

آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه اله واحد كما وصف نفسه لا يضاده في
ملكه أحد ولا يزول أبدا.
37 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن
حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك
وتعالى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله كما يعرفون أبنائهم
لان الله عز وجل قد أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة أصحابه
ومبعثه ومهاجره، وهو قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار
رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من
اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التوراة
والإنجيل وصفة أصحابه فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله،
(فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به).
38 - في مجمع البيان ثم لم تكن فتنتهم اختلف في معنى الفتنة هنا على وجوه،
ثانيها: ان المراد لم يكن معذرتهم الا ان قالوا وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
39 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال
أهل المحشر وفيه يقول عليه السلام: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيه فيقولون:
والله ربنا ما كنا مشركين فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الأيدي والأرجل
والجلود، فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم
(لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ).
40 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله
يعفو يوم القيامة عفوا لا يخطر على بال أحد حتى يقول أهل الشرك: (والله ربنا ما كنا مشركين)
41 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
يذكر فيه أحوال أهل القيامة وفيه: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيه
فيقولون: والله ربنا ما كنا مشركين، وهؤلاء خاصة هم المقرون في دار الدنيا بالتوحيد،
فلم ينفعهم ايمانهم بالله تعالى لمخالفتهم رسله، وشكهم فيما أتوا به عن ربهم ونقضهم عهودهم
708

في أوصيائهم، واستبدا لهم الذي هو أدنى بالذي هو خير، فكذبهم الله فيما انتحلوه من الايمان
بقوله: انظر كيف كذبوا على أنفسهم.
42 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد
عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله، (والله ربنا
ما كنا مشركين) بولاية على.
43 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن
عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (ربنا ما كنا مشركين)
قال: يعنون بولاية علي عليه السلام.
44 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن
عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله والذين
كذبوا بآياتنا صم وبكم) يقول: صم عن الهدى وبكم لا يتكلمون بخير (في الظلمات) يعنى
ظلمات الكفر (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وهو رد على
قدرية هذه الأمة يحشرهم الله يوم القيامة مع الصابئين والنصارى والمجوس فيقولون: (والله
ربنا ما كنا مشركين) يقول الله: (انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون)
45 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال:
بنو هاشم كانوا ينصرون رسول الله صلى الله عليه وآله ويمنعون قريشا عنه) وينأون عنه) أي يساعدونه
ولا يؤمنون (1) به قوله ولو ترى إذ وقفوا على النار الآية قال نزلت في بنى أمية ثم قال
بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل قال: من عداوة أمير المؤمنين عليه السلام، ولو ردوا
لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون.
46 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن أبي الحسن علي بن
موسى الرضا عليه السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف يكون؟
فقال: ان الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عز وجل: (انا كنا نستنسخ
ما كنتم تعملون) وقال لأهل النار: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون) فقد علم

(1) وفى المصدر (وينأون عنه أي يباعدون عنه ولا يؤمنون).
709

عز وجل انه لوردهم لعادوا لما نهوا عنه.
47 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرحاني عن أبي -
الحسن عليه السلام حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك قد بقيت مسألة قال: هات
لله أبوك، قلت: يعلم القديم الشئ الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال:
ويحك ان مسائلك لصعبة، أما سمعت الله يقول: ولو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا)
وقوله: (ولعلا بعضهم على بعض) وقال يحكى قول أهل النار: (ارجعنا نعمل صالحا
غير الذي كنا نعمل) وقال: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) فقد علم الشئ الذي لم يكن
أن لو كان كيف يكون.
48 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة: فلما وقفوا عليها قالوا: (يا ليتنا نرد
ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) إلى قوله: (وانهم لكاذبون).
49 - عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عنه عليه السلام قال: إن الله قال لماء:
كن عذبا فراتا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وقال لماء: كن ملحا أجاجا أخلق منك
ناري وأهل معصيتي، فأجرى المائين على الطين، ثم قبص قبضة بهذه وهي يمين،
فخلقهم خلقا كالذر، ثم أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وعليكم طاعتي؟ قالوا بلى،
قال فقال للنار كونى نارا فإذا نار تأجج وقال لهم قعوا فيها فمنهم من أسرع ومنهم من أبطئ.
في السعي، ومنهم من لم يبرح مجلسه، فلما وجدوا حرها رجعوا فلم يدخلها منهم أحد،
ثم قبض قبضة بهذه فخلقهم خلقا مثل الذر مثل أولئك، ثم أشهدهم على أنفسهم مثل
ما أشهد الآخرين، ثم قال لهم: قعوا في هذه النار فمنهم من أبطأ ومنهم من أسرع ومنهم من
مر بطرف العين فوقعوا فيها كلهم فقال: اخرجوا منها سالمين، فخرجوا لم يصبهم شئ
وقال الآخرون: يا ربنا أقلنا نفعل كما فعلوا، قال: قد أقلتكم فمنهم من أسرع في السعي
ومنهم من أبطأ ومنهم من لم يبرح مجلسه مثل ما صنعوا في المرة الأولى، فذلك قوله:
(ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون):
50 - عن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) وانهم
710

ملعونون في الأصل.
51 - في مجمع البيان يا حسرتنا على ما فرطنا فيها قيل: إن الهاء تعود
إلى الجنة أي في طلبها والعمل لها عن السدى ويدل عليه ما رواه الأعمش عن أبي صالح
عن النبي صلى الله عليه وآله في هذه الآية قال: ترى أهل النار منازلهم من الجنة فيقولون يا حسرتنا
52 - وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم قال الزجاج: جايز أن يكون
جعل ما ينالهم من العذاب بمنزلة أثقل ما يحمل، لان الثقل كما يستعمل في الوزن
يستعمل في الحال أيضا، كما تقول ثقل على خطاب فلان ومعناه كرهت خطابه كراهة
اشتدت على، فعلى هذا يكون المعنى انهم يقاسون عذاب آثامهم مقاساة تثقل عليهم
ولا تزايلهم، والى هذا أشار أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قوله: تخففوا تلحقوا فإنما
ينتظر بأولكم آخركم.
53 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو -
الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله وعظ أهل العقل ورغبهم في الآخرة فقال:
وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون
أفلا تعقلون.
54 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد
الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص
ان من صبر صبر قليلا وان من جزع جزع قليلا، ثم قال لي: عليك بالصبر في جميع
أمورك، فان الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بالصبر والرفق، فصبر صلى الله عليه وآله حتى
نالوه بالعظائم ورموه بها فضاق صدره فأنزل الله عز وجل: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك
بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله
عز وجل: قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن
الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما
كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا فألزم النبي صلى الله عليه وآله نفسه الصبر،
55 - محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى
711

ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو
عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليها السلام حديث طويل يقول فيه حاكيا عن رسول الله
صلى الله عليه وآله ذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك وما
يقولون، فقال الله جل ذكره: يا محمد (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فإنهم
لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) لكنهم يجحدون بغير حجة لهم،
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويستعين ببعضهم على بعض، ولا يزال يخرج لهم شيئا في
فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة، فاحتج عليهم حين أعلم بموته ونعيت إليه نفسه.
56 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن النضر بن سويد عن محمد بن أبي حمزة عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قرأ رجل على أمير المؤمنين عليه السلام (فإنهم لا يكذبونك) ولكن
الظالمين بآيات الله يجحدون) فقال: بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب ولكنها مخففة
(لا يكذبونك لا يأتون بباطل يكذبون به حقك:
57 - في تفسير العياشي عن الحسين بن منذر عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (فإنهم
لا يكذبونك) قال: لا يستطيعون ابطال قولك.
58 - في مجمع البيان (فإنهم لا يكذبونك) اختلف في معناه على وجوه: أحدها
ان معناه لا يكذبونك بقلوبهم اعتقادا وهو قول أكثر المفسرين ويشهد لهذا الوجه ما
روى سلام بن مسكين عن أبي يزيد المدني ان رسول الله صلى الله عليه وآله لقى أبا جهل فصافحه أبو
جهل فقيل له في ذلك؟ فقال والله انى لاعلم انه لصادق ولكنا متى كنا تبعا لعبد مناف؟
فأنزل الله تعالى الآية.
59 - في روضة الكافي حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن حفص
المؤذن عن أبي عبد الله عليه السلام قال في رسالة طويلة إلى أصحابه: انه لا يتم الامر حتى
يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم، وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم
وحتى تسمعوا من أعداء الله اذى كثيرا فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتى يستذلوكم ويبغضوكم
وحتى تحملوا [عليكم] (1) الضيم فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار

(1) يقال عرك الأذى بجنبه أي احتمله. والضيم: الظلم.
712

الآخرة، وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله جل وعز يجترمونه إليكم (1)
وحتى يكذبوكم بالحق ويعاندوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم، ومصداق
ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل على نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم سمعتم قول الله عز وجل
لنبيكم صلى الله عليه وآله وسلم: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم) ثم قال:
(ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا فقد كذب نبي الله
والرسل من قبله (واو ذوا مع التكذيب بالحق.
60 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال لعلقمة: ان
رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط وكيف يسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله
وحجج الله عليهم السلام ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله: انه رسول من الله إليهم، حتى انزل
الله عز وجل عليه: (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم
نصرنا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
61 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر صلى الله عليه وآله وسلم
في قوله: وإن كان كبر عليك اعراضهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب اسلام الحرث
ابن عامر بن نوفل بن عبد مناف دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وجهد به أن يسلم، فغلب عليه
الشقاء فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله: (وإن كان كبر عليك اعراضهم) إلى
قوله: (نفقا في الأرض) يقول سربا (2)
62 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: واجده وقد بين فضل نبيه على
ساير الأنبياء ثم خاطبه في اضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء عليه وانتقاص
محله وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحد من الأنبياء مثل قوله: (ولو
شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) والذي بدا في الكتاب من الازراء
على النبي صلى الله عليه وآله من فرية الملحدين وهنا كلام طويل مفصل يطلب عند قوله تعالى: (ان

(1) في القاموس: اجترم عليهم واليهم جريمة: جنى جناية.
(2) السرب: الطريق.
713

الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا).
63 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب باسناده إلى سلمان الفارسي عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه عليه السلام: يا علي أن الله تبارك وتعالى قد قضى
الفرقة والاختلاف على هذه الأمة، فلو شاء الله لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف
اثنان من هذه الأمة، ولا ينازع في شئ من أمره، ولا يجحد المفضول لذي الفضل فضله
64 - في تفسير علي بن إبراهيم قل ان الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم
لا يعلمون قال: لا يعلمون ان الآية إذا جاءت ولم يؤمنوا بها يهلكوا وفى رواية أبى
الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ان الله قادر على أن ينزل آية) وسيريك في
آخر الزمان آيات منها دابة الأرض والدجال ونزول عيسى بن مريم وطلوع الشمس من
مغربها، قوله: وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم
يعنى خلق مثلكم وقال: كل شئ مما خلق خلق مثلكم.
65 - في نهج البلاغة في كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا أم أنزل الله
دينا ناقصا فاستعان بهم على اتمامه أم كانوا شركاء فلهم ان يقولوا وعليه أن يرضى، أم
انزل الله دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه وآله عن تبليغه وأدائه: والله سبحانه يقول:
ما فرطنا في الكتاب من شئ وفيه تبيان كل شئ.
66 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى الجارود قال قال أبو جعفر عليه السلام إذا
حدثتكم بشئ فاسئلوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهى
عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال فقيل له: يا بن رسول الله أين هذا من كتاب
الله؟ قال: إن الله عز وجل يقول: (لاخير في كثير من نجويهم ألا من أمر بصدقة أو معروف
أو اصلاح بين الناس) وقال: (لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) وقال:
(لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم).
67 - في عيون الأخبار باسناده إلى عبد العزيز بن مسلم عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم، ان الله تعالى لم يقبض نبيه
صلى الله عليه وآله وسلم حتى أكمل له الدين وانزل عليه القرآن وفيه تفصيل كل شئ بين فيه الحلال
714

والحرام والحدود والاحكام وجميع ما يحتاج إليه كملا. فقال عز وجل: (ما فرطنا في
الكتاب من شئ).
قال عز من قائل: ثم إلى ربهم يحشرون.
68 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: أي بعير حج عليه ثلث
سنين جعل من نعم الجنة، وروى سبع سنين، وروى السكوني باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله
أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها فقال أين صاحبها مروه فليستعد غدا للخصومة.
69 - في مجمع البيان وعن أبي ذر قال بينا انا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا انتطحت
عنزان (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتدرون فيما انتطحتا؟ فقالوا: لا ندري، قال: ولكن
الله يدرى وسيقضى بينهما.
70 - في كتاب ثواب الأعمال عن الصادق عليه السلام قال، قال علي بن الحسين
لابنه محمد حين حضرته الوفاة انى قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجة فلم اقرعها
بسوط قرعة فإذا توفت فاد فنها لا تأكل لحمها السباع فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ما من
بعير يوقف [عليه] موقف عرفة سبع حجج الا جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله فلما توفت
حفر لها أبو جعفر عليه السلام ودفنها.
71 - في كتاب الخصال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
: انه لن يركب يؤمئذ الا أربعة: أنا وعلى وفاطمة وصالح نبي الله، فاما انا فعلى البراق،
واما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء فاما صالح فعلى ناقة الله التي عقرت واما على فعلى ناقة
من نور زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضرا وان. الحديث.
72 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن علي
قال: أخبرني سماعة بن مهران قال: أخبرني الكلبي النسابة قال: قلت لجعفر بن محمد
عليه السلام: ما تقول في المسح على الخفين؟ فتبسم ثم قال: إذا كان يوم القيامة ورد الله كل
شئ إلى شيئه ورد الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوءهم والحديث

(1) العنز: أنثى المعز، ونطحه الثور وغيره: اصابه بقرنه وانتطح الكبشان، نطح
أحدهما الاخر.
715

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
73 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن خالد عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام انه قد اعطى بلعم بن باعور الاسم الأعظم وكان يدعو به فيستجيب له فمال إلى
فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى وأصحابه قال فرعون لبلعم: ادع الله على موسى
وأصحابه ليحبسه علينا. فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته:
فاقبل يضربها فأنطقها الله عز وجل فقالت: ويلك على ماذا تضربني أتريدان أجئ معك لتدعو
على نبي الله وقوم مؤمنين فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم من لسانه وهو قوله فانسلخ
منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الأرض
واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) وهو مثل ضربه
فقال الرضا عليه السلام: فلا يدخل الجنة من البهائم الا ثلث: حمارة بلعم وكلب أصحاب
الكهف، والذئب وكان سبب الذئب انه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من
المؤمنين ويعذبهم، وكان للشرطي ابن يحبه فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه
فادخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي.
74 - حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن عبد الله: قال حدثنا كثير بن عياش
عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله الذين كذبوا بآياتنا صم وبكم يقول:
صم عن الهدى، وبكم لا يتكلمون بخير في الظلمات يعنى ظلمات الكفر من يشأ الله
يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وهو رد على قدرية هذه الأمة يحشرهم
الله يوم القيامة مع الصابئين والنصارى والمجوس فيقولون: (والله ربنا ما كنا مشركين)
يقول الله (انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون) قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
الا ان لكل أمة مجوسا ومجوس هذه الأمة الذين يقولون: لاقدر، ويزعمون ان المشية والقدرة
ليست إليهم ولالهم (1).
75 - حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم قال: حدثنا محمد بن علي قال:
حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (والذين

(1) وفى نسخة (المشية إليهم والقدرة لهم) وفى المصدر: (المشية والقدرة إليهم ولهم)
716

كذبوا بآياتنا صم وبكم) إلى قوله (صراط مستقيم) فقال أبو جعفر عليه السلام نزلت في الذين
كذبوا الأوصياء هم صم وبكم، كما قال الله في الظلمات، من كان من ولد إبليس فإنه لا يصدق
بالأوصياء، ولا يؤمن بهم ابدا، وهم الذين أضلهم الله، ومن كان من ولد آدم آمن بالأوصياء
وهم على صراط مستقيم، قال وسمعته يقول (وكذبوا بآياتنا كلها) في بطن القرآن ان
كذبوا بالأوصياء كلهم.
76 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر (ره) قال:
حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من
الشيعة الإمامية عن أبويهما عن الحسن بن علي عن علي أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال له رجل
فما تفسير قوله الله؟ فقال هو الذي يتأله إليه عند الحوايج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع
الرجاء من جميع من دونه، ونقطع الأسباب من كل من سواه، وذلك أن كل مترأس
في هذه الدنيا ومتعظم فيها وان عظم غناه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه إليه،
فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها، هذا المتعاظم وكذلك هذا المتعاظم يحتاج
حوائج لا يقدر عليها فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته حتى إذا كفى همه عاد إلى
شركه اما تسمع الله عز وجل يقول: قل أرأيتكم ان أتاكم عذاب الله أو أتتكم
الساعة أغير الله تدعون ان كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه
ان شاء وتنسون ما تشركون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
77 - في تفسير علي بن إبراهيم: ثم رد عليهم فقال: (بل إياه تدعون فيكشف
ما تدعون إليه ان شاء وتنسون ما تشركون) قال: تدعون الله إذا أصابكم ضر ثم إذا كشف عنكم
ذلك (تنسون ما تشركون) أي تتركون الأصنام.
قال عز من قال: فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون.
78 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ولو أن الناس حين نزل بهم النقم وتزول عنهم
النعم فزعوا إلى ربهم بصدق من نبأهم ووله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد وأصلح
لهم كل فاسد.
79 - في أصول الكافي باسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبي عبد الله
717

عليه السلام قال في حديث طويل وهكذا التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا.
80 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ودعاء التضرع ان تحرك أصبعك
السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة.
81 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن
محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر عليه السلام. والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما.
82 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم
ابن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت
أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: فلما نسوا ما ذكروا به يعنى فلما تركوا ولاية علي بن
أبي طالب عليه السلام وقد أمروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ يعنى دولتهم في الدنيا
وما بسط لهم فيها، واما قوله: حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فاذاهم
مبلسون يعنى بذلك قيام القائم عليه السلام حتى كأنهم لم يكن لهم سلطان قط فذلك قوله:
(بغتة) فنزل آخر هذه الآية (1) على محمد.
83 - حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن
حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في مناجاة الله لموسى عليه السلام:
يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين. وإذا رأيت الغنا مقبلا فقل:
ذنب عجلت عقوبته.
84 - في مجمع البيان (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا) الآية وروى عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إذا رأيت الله يعطى على المعاصي فان ذلك استدراج منه، ثم تلا
هذه الآية ونحوه ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: يا بن آدم إذا رأيت ربك يتابع
عليك نعمه فاحذره.
85 - في كتاب تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال عن الكشي باسناده
إلى أبى الحسن صاحب العسكري عليه السلام ان قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام أدخل على

(1) وفى المصدر (فنزل خبر هذه الآية على محمد) ولعل الصحيح (فنزل جبرئيل
هذه الآية.).
718

الحجاج فقال: ما الذي كنت تلى علي بن أبي طالب؟ قال: كنت أوضيه، فقال له: ما
كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟ فقال كان يتلو هذه الآية: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا
عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا اخذناهم بغتة فاذاهم مبلسون فقطع دابر
القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) فقال الحجاج، أظنه كان يتأولها علينا؟ قال
نعم. في تفسير العياشي مثله سواء.
86 - وفى التفسير عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله،
(فلما نسوا ما ذكروا به) قال: لما تركوا ولاية علي عليه السلام وقد أمروا بها (أخذناهم
بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) قال:
نزلت في ولد العباس.
87 - عن منصور بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: فلما
نسوا ما ذكروا به) إلى قوله: (فاذاهم مبلسون) قال، يأخذ بنى أمية بغتة، ويؤخذ
بنى العباس جهرة.
88 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن فضيل بن عياض عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال: من أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله، ان الله تبارك و
تعالى حمد بنفسه بهلاك الظلمة، فقال: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب
العالمين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني عن القاسم بن
محمد عن سليمان بن داود المنقري عن الفضيل بن عياض عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
89 - في تفسير علي بن إبراهيم - قل أرأيتم ان اخذ الله سمعكم
وابصاركم وختم على قلوبكم من يرد ذلك عليكم الا الله وقوله: ثم هم يصدفون
أي يكذبون.
90 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (قل أرأيتم ان أخذ
الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم) يقول: اخذ الله منكم الهدى (من اله غير الله
719

يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون) يقول. يعرضون، واما قوله: (قل أرأيتم
ان أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون) فإنها نزلت لما هاجر
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وأصاب أصحابه الجهد والعلل والمرض، فشكوا ذلك إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله: قل لهم يا محمد: (أرأيتم ان أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة
هل يهلك الا القوم الظالمون) أي انه لا يصيبكم الا الجهد والضر في الدنيا فاما العذاب
الأليم الذي فيه الهلاك فلا يصيب الا القوم الظالمين.
91 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أحمد بن الميثمي رضي الله عنه انه سأل
الرضا عليه السلام يوما وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه وقد كانوا يتنازعون في الحديثين
المختلفين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشئ الواحد، فقال عليه السلام ان الله عز وجل حرم
حراما وأحل حلالا وفرض فرائض فما جاء تحليل ما حرم أو تحريم ما أحل الله أو دفع
فريضة في كتاب الله رسمها بين قائم بلا نسخ نسخ ذلك فذلك شئ لا يسع الاخذ به لان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن ليحرم ما أحل الله ولا ليحلل ما حرم الله عز وجل، ولا ليغير
فرائض الله وأحكامه، وكان في ذلك كله متبعا مسلما مؤديا عن الله عز وجل وذلك
قول الله عز وجل: ان اتبع الا ما يوحى فكان عليه السلام متبعا لله مؤديا عن الله ما أمر به
من تبليغ الرسالة.
92 - في مجمع البيان وانذر به الذين يخافون الآية وقال الصادق عليه السلام:
أنذر بالقرآن من يرجون الوصول إلى ربهم ترغبهم فيما عنده، فان القرآن شافع مشفع
93 - وروى الثعلبي باسناده عن عبد الله بن مسعود قال: مر الملاء من قريش على
رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده صهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين، فقال:
يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعا لهم؟ أهؤلاء الذين من الله عليهم
اطردهم عنك فلعلك ان طردتهم أتبعناك، فأنزل الله: ولا تطرد الذين إلى آخره. وقال
سلمان وخباب فينا نزلت هذه الآية، جاء الأقرع بن حابس التيمي وعيينه بن الحصين
الفزاري وذووهم من المؤلفة قلوبهم، فوجدوا النبي صلى الله عليه وآله قاعدا مع بلال وصهيب وعمار
وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين فحقروهم، فقال: يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى
720

نخلو بك فان وفود العرب تأتيك، فنستحي أن يرونا مع هؤلاء العبيد، ثم إذا انصرفنا فان
شئت فأعدهم إلى مجلسك فأجابهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك، فقالوا له: اكتب لنا بهذا
على نفسك كتابا فدعى بصحيفة وأحضر عليا عليه السلام ليكتب قال ونحن قعود في ناحية إذا نزل
جبرئيل عليه السلام بقوله: (ولا تطرد الذين يدعون) إلى قوله: (أليس الله بأعلم بالشاكرين)
فنحى رسول الله صلى الله عليه وآله الصحيفة وأقبل علينا ودنونا منه وهو يقول: كتب ربكم
على نفسه الرحمة وفى هذا دليل واضح على أن فقراء المؤمنين وضعفائهم أولى بالتقديم
والتقريب والتعظيم من أغنيائهم، ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: من اتى غنيا فتواضع
لغناه ذهب ثلثا دينه.
94 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم
فتكون من الظالمين) فإنه كان سبب نزولها انه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمون
أصحاب الصفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم ان يكونوا في صفة يأوون إليها: وكان
رسول الله صلى الله عليه وآله يتعاهدهم بنفسه، وربما حمل إليهم ما يأكلون. وكانوا يختلفون إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فيقربهم ويقعد معهم ويؤنسهم، وكان إذا جاء الأغنياء والمترفون من
أصحابه أنكروا عليه ذلك ويقولون له: اطردهم عنك، فجاء يوما رجل من الأنصار إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده رجل من أصحاب الصفة قد لزق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدثه، فقعد
الأنصاري بالبعد منهما فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: تقدم فلم يفعل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله
لعلك خفت أن يلزق فقره بك، فقال الأنصاري اطرد هؤلاء عنك، فأنزل الله: (ولا تطرد الذين
يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) الآية.
95 - في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: بينما علي عليه السلام يخطب يوم
الجمعة على المنبر فجاء الأشعث بن قيس يتخطأ رقاب الناس فقال: يا أمير المؤمنين
حالت الحدا (1) بيني وبين وجهك، قال: فقال علي عليه السلام: مالي وللضياطرة (2)

(1) كذا في النسخ وفى المصدر (حالت الحمد) وكلاهما لا يخلوان عن التصحيف.
(2) الضياطرة: العظيم من الرجال الاغناء عندهم.
721

اطرد قوما غدوا أول النهار يطلبون رزق الله وآخر النهار ذكروا الله فأطردهم فأكون
من الظالمين.
96 - عن أبي عمر الزبيري عن أبي عبد الله قال: رحم الله عبدا تاب إلى الله قبل الموت،
فان التوبة مطهر من دنس الخطيئة، ومنقذة من شقاء الهلكة، فرض الله بها على نفسه
لعباده الصالحين، فقال: كتب (ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة
ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله
غفورا رحيما).
97 - في مجمع البيان وإذا جاءك الذين يؤمنون الآية قيل: نزلت في الذين
نهى الله عز وجل نبيه عن طردهم، وكان النبي صلى الله عليه وآله إذا رآهم بدأهم بالسلام وقال الحمد لله
الذي جعل في أمتي من أمرني ان ابدأهم بالسلام، وقيل نزلت في التائبين وهو المروى
عن أبي عبد الله عليه السلام.
98 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن
عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال في حديث طويل وقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وآله
قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضى الامر بيني وبينكم قال لو انى أمرت ان أعلمكم
الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتى لتظلموا أهل بيتي من بعدى، فكان مثلكم
كما قال الله عز وجل (كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله يقول أضاءت الأرض بنور
محمد كما تضئ الشمس.
99 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي بصير قال سألته عن قول الله عز وجل
وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في
كتاب مبين قال فقال الورقة السقط، والحبة الولد، وظلمات الأرض الأرحام، والرطب ما
يحيى، واليابس ما يقبض، وكل ذلك في كتاب مبين.
100 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن
خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن
مسكان عن زيد بن الوليد الخثعمي عن أبي الربيع الشامي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام
722

عن قول الله عز وجل (وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب
ولا يابس الا في كتاب مبين) قال: فقال: الورقة السقط، والحبة الولد، وظلمات الأرض الأرحام
والرطب ما يحيى من الناس واليابس ما يقبض وكل ذلك في امام مبين والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
101 - في تفسير العياشي عن الحسين بن خلف قال: سألت أبا الحسن عليه السلام
عن قول الله: (وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا
يابس الا في كتاب مبين) فقال: الورقة السقط يسقط من بطن أمه من قبل أن يهل
الولد (1) قال: فقلت: وقوله: (ولا حبة) قال: يعنى الولد في بطن أمه إذا أهل و
يسقط من قبل الولادة، قال: قلت، وقوله، (ولا رطب) قال يعنى المضغة إذا أسكنت
في الرحم قبل أن يتم خلقها قبل أن ينتقل، قال، قلت، قوله (ولا يابس) قال: الولد
التام، قال: قلت: (في كتاب مبين) قال في امام مبين.
102 - في من لا يحضره الفقيه خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وفيها: وما تسقط
من ورقة من شجرة ولا حبة في ظلمة الأرض الا يعلمها لا إله إلا هو ولا رطب ولا يابس
الا في كتاب مبين.
103 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم و
من عنده علم الكتاب) وقال الله عز وجل، (ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) وعلم
هذا الكتاب عنده.
104 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله، ليقضى أجل مسمى قال: هو الموت.
105 - في تفسير العياشي عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل
مروان بن الحكم المدينة فاستلقى على السرير وثم مولى للحسين، فقال: ردوا إلى
الله موليهم الحق إلى قوله: الحاسبين قال، فقال الحسين عليه السلام لمولاه. ماذا

(1) أهل الصبي: رفع صوته بالبكاء.
723

قال هذا حين دخل؟ قال، استلقى على السرير فقرأ (ردوا إلى الله موليهم الحق) إلى
قوله (الحاسبين) قال، فقال الحسين عليه السلام لمولاه، نعم والله رددت أنا وأصحابي إلى
الجنة، ورد هو وأصحابه إلى النار.
106 - في مجمع البيان (وهو أسرع الحاسبين) وروى عن أمير المؤمنين صلوات
الله عليه انه سئل كيف يحاسب الله سبحانه الخلق ولا يرونه؟ قال. كما يرزقهم ولا يرونه
وروى أنه سبحانه يحاسب جميع عباد على مقدار حلب شاة.
107 - تدعونه تضرعا وخفية وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال، خير
الدعا الخفي، وخير الرزق ما يكفي، ومر عليه السلام بقوم رفعوا أصواتهم بالدعاء فقال،
انكم لا تدعون أصم ولا غايبا، وانما تدعون سميعا قريبا.
108 - في أصول الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل، ودعاء
التضرع ان تحرك إصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخفية.
109 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم هو الدخان و
الصيحة أو من تحت أرجلكم وهو الخسف أو يلبسكم شيعا وهو اختلاف في
الدين وطعن بعضكم على بعض ويذيق بعضكم بأس بعض وهو ان يقتل بعضكم بعضا و
كل هذا في أهل القبلة يقول الله: انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون.
110 - في مجمع البيان (من فوقكم أو من تحت أرجلكم) قيل فيه أقوال،
ثالثها، ان من فوقكم السلاطين الظلمة، ومن تحت أرجلكم العبيد السوء، ومن
لاخير فيه عن ابن عباس وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام (أو يلبسكم شيعا)
قيل: عنى به يضرب بعضكم بما يلقيه بينكم من العداوة والعصبية، وهو المروى
عن أبي عبد الله عليه السلام.
111 - وقال الحسن قال رسول الله عليه السلام، سألت ربى ان لا يظهر على أمتي أهل
دين غيرهم فأعطاني - وسألته ان لا يهلكهم جوعا فأعطاني، وسألته ان لا يجمعهم على
ضلالة فأعطاني، وسألته ان لا يلبسهم شيعا فمنعني، (ويذيق بعضكم بأس بعض) قيل:
724

هو سوء الجوار عن أبي عبد الله عليه السلام.
112 - وفى تفسير الكلبي انه لما نزلت هذه الآية قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتوضأ وأسبغ
وضوءه ثم قام وصلى فأحسن صلاته ثم سأل الله سبحانه على أن لا يبعث على أمته عذابا
من فوقهم ولا من تحت أرجلهم ولا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض فنزل
جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد الله تعالى سمع مقالتك وانه قد أجارهم من خصلتين ولم
يجرهم من خصلتين (1) أجارهم من أن يبعث عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت
أرجلهم ولم يجرهم من الخصلتين الأخيرتين فقال عليه السلام يا جبرئيل ما بقاء أمتي مع قتل بعضهم
بعضا؟ فقام وعاد إلى الدعاء، فنزل الآية. (ألم احسب الناس ان يتركوا) الآيتين
فقال. لابد من فتنة تبتلى بها الأمة بعد نبيها ليتعين الصادق والكاذب. لان الوحي
انقطع وبقى السيف وافتراق الكلمة إلى يوم القيامة وفى الخبر انه صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا
وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة.
113 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن
محمد بن مسلم عن إسحاق بن موسى قال: حدثني اخى وعمى عن أبي عبد الله (ع)
قال ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم،
مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه
رث ومجلسا فيه من يصد عنا وأنت تعلم قال. ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام ثلاث آيات
من كتاب الله كأنما كن في فيه - أو قال كفه -: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا
الله عدوا بغير علم) وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى
يخوضوا في حديث غيره (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام
لتفتروا على الله الكذب).
114 - في تفسير العياشي عن ربعي بن عبد الله عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام
في قول الله: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) قال: الكلام في الله والجدال
في القرآن (فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) قال: منه القصاص [قال:

(1) اجاره من العذاب: أنقذه.
725

قال أبو عبد الله عليه السلام].
115 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال:
حدثني علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال علي بن الحسين
عليه السلام ليس لك أن تقعد مع من شئت، لان الله تبارك وتعالى يقول (وإذا رأيت الذين
يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا
تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).
116 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن
محمد عن الحسين ابن سعيد عن فضالة بن أيوب عن سيف بن عميرة عن عبد الاعلى بن
أعين قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه
امام، أو يغتاب فيه مسلم، ان الله يقول في كتابه: (وإذا رأيت الذين يخوضون في
آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) إلى قوله: (فلا تقعد بعد الذكرى
مع القوم الظالمين)
117 - في أصول الكافي الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا عن علي
ابن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم عن أحمد بن زكريا عن محمد بن خالد بن ميمون
عن عبد الله بن سنان عن غياث ابن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما اجتمع ثلاثة من
الجاحدين الا حضرهم عشرة اضعافهم من الشياطين، فان تكلموا تكلم الشياطين بنحو
كلامهم، وإذا ضحكوا ضحكوا معهم، وإذا نالوا من أولياء الله نالوا معهم، فمن ابتلى
من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم ولا يكن شرك شيطان ولا جليسه، فان غضب
الله عز وجل لا يقوم له شئ، ولعنته لا يردها شئ، ثم قال عليه السلام: فإن لم يستطع فلينكر
بقلبه وليقم ولو حلب شاة أو فواق ناقة (1).
118 - فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه
محمد بن الحنفية ففرض على السمع ان لا تصغى به إلى المعاصي، فقال عز وجل (وإذا

(1) الفواق - كغراب: ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب فتترك سويعة يرضع
بها الفصيل لتدر ثم تحلب، أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع، قاله الطريحي في المجمع
726

رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) ثم استثنى
جل وعز موضع النسيان، فقال: واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع
القوم الظالمين.
119 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
بن يزيد قال حدثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث
طويل ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها،
وفرض على السمع ان يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وان يعرض عما لا يحل له مما
نهى الله عز وجل عنه، والاصغاء إلى ما اسخط الله عز وجل، فقال في ذلك (وقد نزل عليكم
في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا
في حديث غيره) ثم استثنى عز وجل موضع النسيان فقال (واما ينسينك الشيطان فلا
تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)
120 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي زياد النهدي عن
عبد الله بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله
فيه ولا يقدر على تغييره.
121 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن بكر بن محمد عن الجعفري قال
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول مالي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب؟ فقال إنه خالي،
فقال أنه يقول في الله قولا عظيما يصف الله لا يوصف فاما جلست معه وتركتنا واما جلست معنا
وتركته فقلت هو يقول ما شاء أي شئ على منه إذا لم أقل ما يقول؟ فقال أبو الحسن عليه السلام اما
تخاف ان تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا.
122 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن مسلم قال: مربى أبو جعفر
عليه السلام وأنا جالس عند القاضي بالمدينة فدخلت عليه من الغد فقال لي: ما مجلس رأيتك فيه
أمس؟ قال: قلت. جعلت فداك ان هذا القاضي لي مكرم فربما جلست إليه فقال لي. وما يؤمنك
ان تنزل اللعنة فتعمك معه.
123 - في عيون الأخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: قلت
727

لأبي جعفر محمد بن علي. يا بن رسول الله حدثني عن آبائك عليهم السلام قال قال أمير المؤمنين
عليه السلام. مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار.
124 - في نهج البلاغة قال عليه السلام. إياك ومصاحبة الفساق فان الشر بالشر ملحق
125 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن القاسم الجعفري
عن محمد بن علي الثاني عليهما السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن
بن علي وسلمان الفارسي وأمير المؤمنين عليهم السلام متك على يد سلمان (ره)، فدخل
المسجد الحرام فجلس إذا اقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين
عليه السلام فرد عليه السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسئلك عن ثلث مسائل ان أخبرتني
بهن علمت أن القوم ارتكبوا من امرك ما قضى عليهم انهم ليسوا بمأمونين في دنياهم
ولا في آخرتهم، وان تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين:
سلني عما بدالك. قال: اخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل
كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه الأعمام والأخوال؟ قال: فالتفت أمير المؤمنين
عليه السلام إلى أبى محمد الحسن ولده عليهما السلام فقال يا أبا محمد أجبه فقال عليه السلام اما ما ذكرت
من أمر الذكر والنسيان فان قلب الرجل في حق وعلى الحق طبق، فان صلى الرجل عند
ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب
فذكر الرجل ما كان نسيه، وان هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة
عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
126 - في مجمع البيان (وإذا رأيت) الآيتان قال أبو جعفر عليه السلام لما نزل (فلا تقعد
بعد الذكرى مع القوم الظالمين) قال المسلمون كيف نصنع إن كان كلما استهزأ
المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم فلا ندخل إذا المسجد الحرام ولا نطوف بالبيت الحرام
فأنزل الله تعالى: وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ أمر بتذكيرهم
وتبصرهم ما استطاعوا.
127 - قوله يوم ينفخ في الصور فقيل فيه انه قرن ينفخ فيه إسرافيل
728

عليه السلام نفختين فتفنى الخلايق كلهم بالنفخة الأولى، ويحيون بالنفخة الثانية وقال الحسن
هو جمع صورة ويؤيد القول الأول ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال
وكيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنا حنينه وأصغى سمعه ينتظران يؤمر فينفخ قالوا
فكيف نقول يا رسول الله؟ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
قال عز من قائل: وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر.
128 - في مجمع البيان قال الزجاج ليس بين النسابين اختلاف ان اسم أبى
إبراهيم تارخ، وهذا الذي قاله الزجاج يقوى ما قاله أصحابنا ان آزر كان جد إبراهيم
لامه، أو كان عمه من حيث صح عندهم ان آباء النبي صلى الله عليه وآله إلى آدم كلهم كانوا موحدين
وأجمعت الطائفة على ذلك وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لم يزل ينقلني الله من أصلاب
الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا.
129 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام
بن سالم عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن آذر أبا إبراهيم
صلى الله عليه كان منجما لنمرود، ولم يصدر الا عن أمره، فنظر ليلة في النجوم فأصبح
وهو يقول لنمرود: لقد رأيت عجبا قال: وما هو؟ قال رأيت مولودا يولد في أرضنا يكون
هلاكنا على يديه ولا يلبث الا قليلا حتى يحمل به، قال: فتعجب من ذلك. قال: وهل
حملت به النساء؟ قال: لا فحجب النساء عن الرجال فلم يدع امرأة الا جعلها في المدينة
لا يخلص إليها، ووقع آزر بأهله فعلقت بإبراهيم صلى الله عليه فظن أنه صاحبه، فأرسل
إلى نساء من القوابل في ذلك الزمان لا يكون في الرحم شئ الا علموا به، فنظرن
فالزم الله عز وجل ما في الرحم الظهر فقلن ما نرى في بطنها شيئا، وكان فيما أوتي من
العلم انه سيحرق بالنار، ولم يؤت علم أن الله تبارك وتعالى سينجيه، قال، فلما وضعت
أم إبراهيم أراد آزر ان يذهب به إلى نمرود ليقتله، فقالت له امرأته، لا تذهب
بابنك إلى نمرود فيقتله، دعني اذهب به إلى بعض الغيران (1) اجعله فيه حتى
يأتي عليه اجله، ولا تكون أنت تقتل ابنك، فقال لها: فامضى به، قال: فذهبت به

(1) الغيران جمع الغار.
729

إلى غار ثم أرضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه قال: فجعل الله تبارك وتعالى
رزقه في ابهامه فجعل يمصها فيشخب (2) لبنها وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره
في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر، ويشب في الشهر كما يشب غيره في
السنة، فمكث ما شاء الله ان يمكث ثم إن أمه قالت لأبيه: لو أذنت لي حتى أذهب إلى ذلك
الصبي فعلت قال: ففعل فذهبت، فإذا هي بإبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان
قال: فأخذته فضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه فسألها آزر عنه فقالت قد واريته
في التراب فمكثت تفعل فتخرج في الحاجة، فتذهب إلى إبراهيم صلى الله عليه فتضمه
إلى صدرها وترضعه ثم تنصرف، فلما تحرك أتته كما كانت تأتيه فصنعت به كما كانت تصنع،
فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له: مالك؟ فقال. اذهبي بي معك، فقالت له. حتى استأمر
أباك، فقامت أم إبراهيم صلى الله عليه وآله إلى آزر فأعلمته القصة، فقال له أتيني به فاقعديه على الطريق
فإذا مر به اخوته دخل معهم ولا يعرف قال وكان اخوة إبراهيم صلى الله عليه يعملون الأصنام
ويذهبون بها إلى الأسواق ويبيعونها قال: فذهب إليه فجائت به حتى أقعدته على الطريق
ومر اخوته فدخل معهم فلما رآه أبوه وقعت عليه المحبة منه، فمكث ما شاء الله قال:
فبينما اخوته يعملون يوما من الأيام الأصنام إذ أخذ إبراهيم عليه السلام القدوم وأخذ خشبة
فنجر منها صنما لم يروا قط مثله، فقال آزر لامه: انى لأرجو أن تصيب خيرا ببركة
ابنك هذا قال فبينا هم كذلك إذ أخذ إبراهيم صلى الله عليه القدوم فكسر الصنم الذي عمله
ففزغ أبوه من ذلك فزعا شديدا فقال له: أي شئ عملت؟ فقال إبراهيم صلى الله عليه أتعبدون
ما تنحتون؟ فقا آزر. هذا الذي يكون ذهاب ملكنا على يديه.
130 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب جابر بن يزيد قال، سألت أبا
جعفر عليه السلام عن قوله تعالى. وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات فرفع أبو جعفر
عليه السلام بيده وقال. ارفع رأسك. فرفعته فوجدت السقف متفرقا ورمق ناظري في ثلمة
حتى رأيت نورا حار عنه بصرى، فقال. هكذا رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض
وانظر إلى الأرض ثم ارفع رأسك، فلما رفعته رأيت السقف كما كان، ثم أخذ بيدي

(1) أي يسيل.
730

وأخرجني من الدار وألبسني ثوبا وقال. غمض عينيك ساعة تم قال. أنت في الظلمات
التي رأى ذو القرنين، ففتحت عيني فلم أر شيئا ثم تخطى خطا فقال، أنت على رأس عين
الحياة للخضر، ثم خرجنا من ذلك العالم حتى تجاوزنا خمسة، فقال. هذا ملكوت
الأرض، قال، غمض عينيك وأخذ بيدي، فإذا نحن بالدار التي كنا فيها وخلع عنى
ما كان البسنيه فقلت. جعلت فداك كم ذهب من اليوم؟ فقال، ثلث ساعات.
131 - في بصائر الدرجات الحسن بن أحمد بن سلمة عن الحسين بن علي بن
نفاح عن ابن جبلة إلى أن قال في حديث بعده. وعنه عن محمد المثنى عن عثمان بن
يزيد عن جابر بن عبد الله عن أبي جعفر عليه السلام قال. سألته عن قول الله عز وجل. (وكذلك
نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) قال. وكنت مطرقا إلى الأرض، فرفع
يده إلى فوق ثم قال. ارفع رأسك فرفعت رأسي ونظرت إلى السقف قد انفجر حتى
خلص بصرى إلى نور ساطع حار بصرى منه، ثم قال. رأى إبراهيم عليه السلام ملكوت
السماوات والأرض هكذا ثم قال لي. أطرق فأطرقت ثم. قال ارفع رأسك، فرفعت رأسي
فإذا السقف على حاله، ثم اخذ بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني
بيتا آخر، فخلع ثيابه التي كانت عليه، ولبس ثيابا غيرها ثم قال، غض بصرك فغضضت
بصرى فقال لي لا تفتح عينيك، فلبثت ساعة ثم قال لي أتدري أين أنت؟ قلت لاجعلت فداك،
قال أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين، فقلت له جعلت فداك أتأذن لي فأفتح عيني؟
فقال افتح فإنك لا ترى شيئا، ففتحت فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي، قال ثم
سار قليلا ووقف فقال هل تدرى أين أنت؟ فقلت لا. فقال: أنت واقف على عين الحياة التي
شرب منها الخضر [وشرب] وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأيناه
كهيئة عالمنا في بنيانه. ومساكنه وأهله، ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول و
الثاني حتى وردنا خمسة عوالم، قال ثم قال لي، هذه ملكوت الأرض ولم يرها إبراهيم وانما
رأى ملكوت السماوات وهي اثنى عشر عالما كهيئة ما رأيت، كلما مضى منا امام سكن
أحد هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه، قال ثم
قال غض بصرك فغضضت بصرى، فإذا نحن في البيت الذي خرجنا منه فنزع تلك الثياب
731

ولبس الثياب التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا فقلت. جعلت فداك كم مضى من النهار
قال ثلث ساعات.
132 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله. (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت
السماوات والأرض وليكون من الموقنين) فإنه حدثني أبي عن إسماعيل بن مرار عن
يونس بن عبد الرحمن عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال كشط له عن الأرض (1) ومن
عليها وعن السماء ومن فيها، والملك الذي يحملها والعرش ومن عليه، وفعل ذلك كله
برسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام.
133 - وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال، لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى
رجلا يزنى، فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات ثم رأى ثلاثة فدعا
عليهم فماتوا، فأوحى الله إليه يا إبراهيم ان دعوتك مستجابة فلا تدع على عبادي،
فانى لو شئت لم اخلقهم، انى خلقت خلقي على ثلاثة أصناف، صنف يعبدني ولا يشرك
بي شيئا فأثيبه، وصنف يعبد غيري فليس يفوتني، وصنف يعبد غيري فأخرج من
صلبه من يعبدني.
في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن
إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
134 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال
سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلام فقال له أخبرني عن قوله (ويحمل عرش ربك فوقهم
يومئذ ثمانية) فكيف قال ذاك وقلت إنه يحمل العرش والسماوات؟ فقال أمير المؤمنين
عليه السلام ان العرش خلقه الله من أنوار أربعة نور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور
اخضر منه اخضرت الخضرة، ونور أصفر منه اصفرت الصفرة، ونور أبيض منه
البياض وهو العلم الذي حمله الله الحملة، وذلك نور من عظمته، فبعظمته ونوره أبصر قلوب

(1) كشط الغطاء عن الشئ نزعه وكشفه عنه
732

المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماء
والأرض من جميع خلايقه إليه الوسيلة بالاعمال المختلفة والأديان المشتبهة، فكل
محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة
ولا نشورا، فكل شئ محمول والله تبارك وتعالى الممسك لهما ان تزولا، والمحيط
بهما من شئ، وهو حياة كل شئ ونور كل شئ، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا
كبيرا. فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه، وليس يخرج
من هذه الأربعة شئ خلق الله في ملكوته، وهو الملكوت الذي أراه الله أصفياءه و
أراه خليله صلى الله عليه، فقال: (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض
وليكون من الموقنين) وكيف يحمل حملة العرش الله وبحياته حييت قلوبهم، وبنوره
اهتدوا إلى معرفته.
135 - محمد بن يحيى عن أحمد عن صفوان بن يحيى عن أبي حمزة عن أبي -
جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من
ثلث جنان في ملكوت السماوات: الفردوس، وجنة عدن، وطوبى وشجرة (1) تخرج
في جنة عدن غرسها ربنا بيده.
136 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى للمساكين بالصبر، وهم الذين يرون ملكوت
السماوات والأرض.
137 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يقول فيه عليه السلام: يا أبا جهل أما علمت قصة إبراهيم الخليل عليه السلام لما رفع في
الملكوت، وذلك قول ربى: (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض
وليكون من الموقنين) قوى الله بصره لما رفعه دون السماء حتى أبصر الأرض ومن عليها

(1) قال الفيض (ره) في الوافي عد طوبى من الجنان لان فيه من أنواع الثمار،
وقوله وشجرة عطف على ثلاث يعنى أطعمه الله من ثلاث جنان ومن شجرة في إحداها، غرس -
الله بيده.
733

طاهرين ومستترين.
138 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام: (وكذلك نرى إبراهيم
ملكوت السماوات والأرض) قال، اعطى بصره من القوة ما بعد السماوات والأرض فرأى
السماوات وما فيها، ورأى العرش وما فوقه، ورأى ما في الأرض وما تحتها.
139 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن محمد بن عبد الله
ابن محمد الحجال عن ثعلبة عن عبد الرحيم عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الآية: (وكذلك
نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) قال كشط له عن
الأرض حتى رآها ومن فيها، والملك الذي يحملها، والعرش ومن عليه، وكذلك
أرى صاحبكم.
140 - في الخرايج والجرايح عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن
أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن مسكان قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: في قوله
تعالى: (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) قال كشط الله لإبراهيم
السماوات حتى نظر إلى ما فوق الأرض وكشطت له الأرض حتى رأى ما تحت نجومها (ط تخومها)
وما فوق الهوى، وفعل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم مثل ذلك وانى لأرى صاحبكم والأئمة من بعده فعل
بهم مثل ذلك، وسأله أبو بصير هل رأى محمد ملكوت السماوات والأرض كما رأى ذلك
إبراهيم عليه السلام؟ قال: نعم وصاحبكم والأئمة من بعده.
141 - وقال أبو جعفر عليه السلام في ذلك كشط له السماوات السبع حتى نظر إلى
السماء السابعة وما فيها، والأرضون السبع حتى نظر إليهن وما فيهن، وفعل بمحمد
كما فعل بإبراهيم، وانى لأرى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك والأئمة من بعده بمثل ذلك.
142 - وباسناده إلى بريدة السلمى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يا علي ان
الله أشهدك معي سبع مواطن، فذكرها حتى ذكر الموطن الثاني فقال: أتاني جبرئيل عليه السلام
فأسرى بي إلى السماء فقال: أين أخوك؟ قلت: ودعته خلفي، فقال: ادع الله يأتيك
به، فدعوت الله فإذا أنت معي كشط لي عن السماوات السبع والأرضين السبع حتى رأيت
سكانها وعمارها، وموضع كل ملك فيها، لم أر من ذلك شيئا الا وقد رأيته.
734

143 - في كتاب الخصال عن يزداد بن إبراهيم عمن حدثنا من أصحابنا عن أبي
عبد الله عليه السلام قال، سمعته يقول، قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله لقد أعطاني الله
تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحدا قبلي خلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتحت لي السبل،
وعلمت الأسباب، وأجرى لي السحاب، وعلمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب،
ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربى جل جلاله، فما غاب عنى ما كان قبلي وما يأتي
بعدى الحديث.
144 - في عوالي اللئالي وقال عليه السلام: لولا أن الشياطين يحومون حول قلب
ابن آدم لنظر إلى الملكوت.
145 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن
دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن الله
جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى عن ذلك، قلت: فلم اسرى نبيه محمد
صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجايب صنعه و
بدايع خلقه، قلت: فقول الله عز وجل: (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى)
قال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات، ثم تدلى عليه السلام فنظر
من تحته إلى ملكوت الأرض، حتى ظن أنه في القرب كقاب قوسين أو أدنى.
146 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في
عصمة الأنبياء عليهم السلام حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثني أبي
عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس
المأمون وعنده الرضا عليه السلام، فقال له المأمون: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله أليس من قولك ان
الأنبياء معصومون؟ قال: بلى قال: فأخبرني عن قول الله تعالى في حق إبراهيم عليه السلام:
فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى؟ فقال الرضا عليه السلام: ان إبراهيم
صلى الله عليه وقع على ثلاثة أصناف: صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر. وصنف يعبد
الشمس، وذلك حين خرج من السرب الذي أخفى فيه، فلما جن عليه الليل رأى الزهرة
قال: هذا ربى؟ على الانكار والاستخبار، فلما أفل الكوكب قال: لا أحب الآفلين لان الأفول
735

من صفات المحدث لامن صفات القديم، (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى)؟ على الانكار
والاستخبار، (فلما أفل قال لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين) يقول: لو لم
يهدني ربى لكنت من القوم الظالمين، فلما أصبح رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر
من الزهرة والقمر؟ على الانكار والاستخبار لاعلى الاخبار والاقرار، فلما أفلت قال للأصناف
الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس: (يا قوم انى برئ مما تشركون انى وجهت وجهي
للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) وانما أراد إبراهيم عليه السلام بما قال
أن يبين لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم ان العبادة لا تحق لمن كان بصفة الزهرة والقمر
والشمس، وانما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض، وكان ما احتج به على
قومه ما ألهمه الله وآتاه، كما قال الله تعالى وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه
فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.
147 - في تفسير العياشي عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام في قول إبراهيم
صلوات الله عليه: (لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين) أي ناس للميثاق.
148 - عن مسعدة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (كان الناس أمة واحدة) الآية
حديث طويل وفى آخره قلت له: أفضلال كانوا قبل النبي أم على هدى؟ قال: لم يكونوا على
هدى، كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها لا تبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا حتى
يهديهم الله، اما تسمع يقول إبراهيم: (لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين) أي
ناسيا للميثاق.
149 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا
ربى فلما افل قال لا أحب الآفلين) فإنه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: ان آزر أبا إبراهيم كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له: انى أرى في
حساب النجوم ان هذا الزمان يحدث رجلا فينسخ هذا الدين ويدعوا لي دين آخر، فقال
له نمرود: في أي بلاد يكون؟ قال: في هذا البلاد، وكان منزل نمرود بكوثىربا (1)
فقال له نمرود: قد خرج إلى الدنيا؟ قال آزر: لا، قال: فينبغي ان يفرق بين الرجال و

(1) كوثى ربا: اسم موضع بالعراق وبها ولد إبراهيم
736

النساء، ففرق بين الرجال والنساء، وحملت أم - إبراهيم بإبراهيم عليه السلام
ولم يبين حملها، فلما حان ولادتها قالت: يا آزر انى قد اعتللت وأريد ان اعتزل
عنك، وكان في ذلك الزمان المرأة إذا اعتلت اعتزلت عن زوجها، فخرجت و
اعتزلت في غار، ووضعت بإبراهيم صلى الله عليه وهيئته وقمطته ورجعت إلى منزلها وسدت
باب الغار بالحجارة، فأجرى الله لإبراهيم عليه السلام لبنا من ابهامه وكانت أمه تأتيه، ووكل
نمرود بكل امرأة حامل، فكان يذبح كل ولد ذكر، فهربت أم إبراهيم بإبراهيم من الذبح،
وكان يشب إبراهيم صلى الله عليه في الغار يوما كما يشب غيره في الشهر، حتى أتى له في
الغار ثلث عشرة سنة، فلما كان بعد ذلك زارته أمه، فلما أرادت ان تفارقه تشبث بها فقال:
يا أمي أخرجيني، فقالت له: يا بنى ان الملك ان علم انك ولدت في هذا الزمان قتلك،
فلما خرجت أمه خرج من الغار وقد غابت الشمس نظر إلى الزهرة في السماء، فقال هذا
ربى فلما غابت الزهرة قال: لو كان هذا ربى ما تحرك ولابرح، ثم قال: لا أحب الآفلين والآفل
الغايب، فلما نظر إلى المشرق رأى وقد طلع القمر قال: هذا ربى هذا أكبر وأحسن فلما
تحرك وزال قال: لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين، فلما أصبح وطلعت الشمس
ورآى ضوءها وقد أضاءت الدنيا لطلوعها قال: هذا ربى هذا أكبر وأحسن فلما تحركت وزالت
كشف الله له عن السماوات حتى رأى العرش ومن عليه، وأراه الله ملكوت السماوات
والأرض، فعند ذلك (قال: يا قوم انى برئ مما تشركون انى وجهت وجهي للذي
فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) فجاء إلى أمه وأدخلته دارها وجعلته
بين أولادها.
وسئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول إبراهيم: (هذا ربى) أشرك في قوله: هذا ربى؟
فقال: لا، بل من قال هذا اليوم فهو مشرك، ولم يكن من إبراهيم شرك، وانما كان في
طلب ربه وهو من غيره شرك، فلما أدخلت أم إبراهيم، إبراهيم دارها نظر إليه آزر فقال:
من هذا الذي قد بقي في سلطان الملك والملك يقتل أولاد الناس؟ قالت: هذا
ابنك ولدته وقت كذا وكذا حين اعتزلت عنك، قال: ويحك ان علم الملك بهذا
زالت منزلتنا عنده، وكان آزر صاحب أمر نمرود ووزيره، وكان يتخذ الأصنام
737

له وللناس ويدفعها إلى ولده فيبيعونها، وكان على دار الأصنام: فقالت أم إبراهيم: لآزر لا
عليك ان لم يشعر الملك به بقي لنا ولدنا، وان شعر به كفيتك الاحتجاج عنه، وكان
آزر كلما نظر إلى إبراهيم أحبه حبا شديدا وكان يدفع إليه الأصنام ليبيعها كما يبيع
اخوته فكان يعلق في أعناقها الخيوط ويجرها على الأرض، ويقول: من يشترى ما يضره
ولا ينفعه ويغرقها في الماء والحماة، ويقول لها: اشربي وتكلمي، فذكر اخوته ذلك
لأبيه، فنهاه فلم ينته، فحبسه في منزله ولم يدعه يخرج، (وحاجه قومه فقال إبراهيم
أتحاجوني في الله وقد هداني) أي بين لي (ولا أخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربى
شيئا وسع ربى كل شئ علما أفلا تذكرون) ثم قال لهم: (وكيف أخاف ما أشركتم
ولا تخافون انكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن
ان كنتم تعلمون) أي انا أحق بالأمن حيث أ عبد الله أو أنتم الذين تعبدون الأصنام.
150 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال في إبراهيم
عليه السلام: إذا رأى كوكبا قال: انما كان طالبا لربه ولم يبلغ كفرا وانه من فكر من الناس
في مثل ذلك فإنه بمنزلته.
151 - عن حجر قال: ارسل العلا بن سيابة يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول إبراهيم
عليه السلام هذا ربى) قال: إنه من قال هذا اليوم فهو عندنا مشرك، قال: لم يكن من إبراهيم
شرك، انما كان في طلب ربه وهو من غيره شرك.
152 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام يجيب لبعض الزنادقة وقد قال. واجده قد شهر هفوات أنبيائه
بوصفه إبراهيم انه عبد كوكبا مرة، ومرة قمرا ومرة شمسا - واما هفوات الأنبياء عليهم السلام
وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلالة على حكمة الله عز وجل الباهرة وقدرته
القاهرة وعزته الظاهرة، لأنه علم أن براهين الأنبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم، وان منهم
من يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن
الكمال الذي تفرد به عز وجل.
153 - في من لا يحضره الفقيه وروى بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام
738

انه سأل سائل عن وقت المغرب فقال: ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه لإبراهيم
عليه السلام: (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى) فهذا أول الوقت وآخر ذلك
غيبوبة الشفق.
154 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن
أذينة ان رجلا دخل على أبى عبد الله عليه السلام فقال: رأيت كان الشمس طالعة على رأسي
دون جسدي؟ فقال تنال أمرا جسيما ونورا ساطعا ودينا شاملا، فلو غطتك لانغمست فيه
ولكنها غطت رأسك، اما قرأت: (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى فلما أفلت)
تبرأ منها إبراهيم صلى الله عليه، قال قلت: جعلت فداك انهم يقولون إن الشمس خليفة
أو ملك؟ فقال: ما أراك تنال الخلافة ولم يكن في آبائك وأجدادك ملك، وأي
خلافة وملوكية أكبر من الدين والنور ترجو به دخول الجنة انهم يغلطون، قلت: صدقت
جعلت فداك.
155 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له:
الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الزنا منه؟ قال. أعوذ بالله من أولئك،
لا ولكنه ذنب إذا تاب تاب الله عليه، وقال: مد من الزنا والسرقة وشارب الخمر
كعابد الوثن.
156 - يعقوب بن شعيب عنه في قوله: (ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال:
الضلال فما فوقه.
157 - في مجمع البيان (الذين آمنوا ولم يلبسوا) الآية وروى عن عبد الله بن
مسعود قال لما نزلت هذه الآية شق على الناس وقالوا: يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه؟
فقال عليه السلام: انه ليس الذي يعنون ألم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح (يا بنى لا تشرك بالله
ان الشرك لظلم عظيم) واختلف في هذه الآية فقيل: انه من تمام قول إبراهيم عليه السلام
وروى ذلك عن علي عليه السلام.
158 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن
ابن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام
739

في قول الله عز وجل: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال بما حاء به محمد من
الولاية ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان.
159 - وباسناده إلى أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل:
(الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال بشك.
160 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الإمام محمد بن علي
الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها قال صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان ذكر
عليا عليه السلام وأولاده الا ان أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال (الذين آمنوا ولم يلبسوا
ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون).
161 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه واما قوله ومن يعمل من
الصالحات وهو مؤمن وقوله (وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) فان ذلك
كله لا يغنى الا مع الاهتداء، وليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقا بالنجاة مما هلك
به الغواة، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد واقرارها بالله، ونجى
ساير المقرين بالوحدانية من إبليس فمن دونه في الكفر، وقد بين الله ذلك بقوله (الذين
آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون) وبقوله (الذين قالوا آمنا
بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم)
162 - في الخرايج والجرايح وفى روايات الخاصة روى أن أبا عبد الله (ع)
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسير في بعض مسير فقال لأصحابه: يطلع عليكم من بعض
هذه الفجاج شخص ليس له عهد بأنيس منذ ثلثه أيام، فما لبثوا ان أقبل أعر أبى قد يبس
جلده على عظمه وغارت عيناه برأسه واخضرت شفتاه من أكل البقل، فسأل عن النبي
في الزقاق حتى لقيه فقال له: أعرض على الاسلام، فقال: قل أشهد ان لا إله إلا الله و
انى محمد رسول الله، قال: أقررت، قال: تصلى الخمس وتصوم شهر رمضان، قال
أقررت قال تحج البيت وتؤدى الزكاة وتغتسل من الجنابة، قال: أقررت، فتخلف بعير
الأعرابي ووقف النبي صلى الله عليه وآله فسأل عنه فرجع الناس في طلبه فوجدوه في آخر
العسكر قد سقط بعيره في حفرة من حفر الجردان فسقط فانقذفت عنق الأعرابي
740

وعنق العير وهما ميتان، فأمر النبي صلى الله عليه وآله فضربت خيمة فغسل فيها ثم دخل النبي
صلى الله عليه وآله فكفنه فسمعوا للنبي حركة، فخرج وجبينه يرشح عرقا. وقال: ان هذا
الأعرابي
مات وهو جائع، وهو ممن امن ولم يلبسوا ايمانهم بظلم، فابتدره الحور العين بثمان
من الجنة يخشون بها شدقه (1) وهذه تقول يا رسول الله اجعلني في أزواجه.
163 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل
عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر عليه السلام حديث طويل ذكره في باب اتصال الوصية من
لدن آدم عليه السلام يقول فيه: وقال الله عز وجل (ووصى إبراهيم بنيه ويعقوب وقوله:
ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا لنجعلها في أهل بيته ونوحا هدينا من قبل
لنجعلها في أهل بيته فامر العقب من ذرية الأنبياء من كان قبل إبراهيم لإبراهيم عليه السلام و
كان بين هود وإبراهيم من الأنبياء عشرة أنبياء.
وقال فيه أيضا وقد ذكر الله تعالى في كتابه ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته
داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين
وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس
ولوطا كلا فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم
وهديناهم إلى صراط مستقيم أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم
والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين
فإنه من وكل بالفضل من أهل بيته من الأنبياء والاخوان والذرية وهو قول الله عز وجل في كتابه:
فان يكفر بها أمتك فقد وكلنا أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون بها أبدا ولا
أضيع الايمان الذي أرسلتك به، وجعلت أهل بيتك بعدك علما على أمتك وولاة من
بعدك وأهل استنباط علمي الذي ليس فيه كذب ولا اثم ولا زور ولابطر ولا رياء.
في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثل ما في كتاب كمال الدين وتمام النعمة سواء.
164 - في تفسير علي بن إبراهيم قال وكان بين موسى وبين داود خمسمأة سنة

(1) كذا ولعله مصحف (بثمار من الجنة يخشون بها..) - م
741

وبين داود وعيسى النبي سنة.!
165 - وحدثني أبي عن ظريف بن ناصح عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي أبو جعفر: يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين
قلت: ينكرون علينا انهما ابنا رسول الله قال: فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت بقول -
الله عز وجل في عيسى بن مريم: (ومن ذريته داود وسليمان) إلى قوله: (وكذلك نجزى
المحسنين) فجعل عيسى بن مريم من ذرية إبراهيم قال: فأي شئ قالوا لكم؟ قال: قلت
قالوا: قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب قال: فبأي شئ احتججتم؟
عليهم؟ قال قلت احتججنا عليهم بقول الله: (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم) الآية قال:
فأي شئ قالوا لكم؟ قلت: قالوا: قد يكون في كلام العرب ابني رجل واحد فيقول:
أبناؤنا، وانما هما ابن واحد، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام والله يا أبا الجارود لأعطينكها
من كتاب الله مسمى بصلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يردها الا كافر، قال قلت جعلت فداك
وأين؟ قال: من حيث قال الله (حرمت عليكم أمهاتكم) إلى قوله: (وحلائل أبنائكم
الذين من أصلابكم) فسلهم يا أبا الجارود هل حل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكاح حليلتيهما؟
فان قالوا: نعم. فكذبوا والله وفجروا، وان قالوا: لا، فهما والله ابناه لصلبه وما حرمتا
عليه الا للصلب.
166 - في تفسير العياشي عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: والله لقد
نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى إبراهيم عليه السلام من قبل النساء ثم تلا: (ومن ذريته داود
وسليمان) إلى آخر الآيتين وذكر عيسى عليه السلام.
167 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
الحسن بن ظريف عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال قال
لي أبو جعفر عليه السلام: يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين عليهما السلام؟ قلت:
ينكرون علينا انهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت:
احتججنا عليهم بقول الله عز وجل في عيسى بن مريم عليه السلام: (ومن ذريته داود و
سليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين * وزكريا ويحيى
742

وعيسى) فجعل عيسى بن مريم من ذرية نوح والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
168 - في عيون الأخبار في باب جمل من اخبار موسى بن جعفر عليه السلام مع
هارون الرشيد ومع موسى بن المهدى حديث طويل بينه وبين هارون وفيه ثم قال:
كيف قلتم انا ذرية النبي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعقب وانما العقب للذكر لا للأنثى
وأنتم ولد لابنته ولا يكون لها عقب؟ فقلت: أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه الا ما
أعفتني من هذه المسألة فقال: لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد على وأنت يا موسى يعسوبهم
وامام زمانهم كذا انهى إلى ولست أعفيك في كل ما أسئلك عنه حتى تأتيني فيه بحجة
من كتاب الله وأنتم تدعون معشر ولد على أنه لا يسقط عنكم منه شئ لا الف ولا واو الا
تأويله عندكم، واحتججتم بقوله عز وجل: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) واستغنيتم عن رأى
العلماء وقياسهم، فقلت تأذن لي في الجواب؟ قال: هات، فقلت: أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف
وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى) من أبو عيسى يا أمير -
المؤمنين؟ قال: ليس لعيسى أب، فقلت: انما ألحقنا بذراري الأنبياء عليهم السلام من طريق
مريم عليها السلام، وكذلك ألحقنا بذراري النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل أمنا فاطمة عليها السلام.
169 - في تفسير العياشي عن محمد بن حمران قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام
فجاءه رجل وقال: يا أبا عبد الله ما نتعجب من عيسى بن زيد بن علي يزعم أنه ما يتولى
عليا عليه السلام الاعلى الظاهر، وما ندري لعله كان يعبد سبعين الها من دون الله؟ قال فقال:
وما اصنع؟ قال الله: فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين
وأومأ بيده فقلت: نعقلها والله (1).
170 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي عيينة عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن قوما وسع الله عليهم في أرزاقهم حتى طغوا فاستخشنوا الحجارة فعمدوا

(1) وفى بعض النسخ (نفعلها والله) وللمجلسي (ره كلام في شرح الحديث ذكرناه
في ذيل تفسير العياشي فراجع ج 1: 368.
743

إلى النقي فصنعوا منه كهيئة الافهار (1) فجعله في مذاهبهم فأخذهم الله بالسنين فعمدوا إلى
أطعمتهم فجعلوها في الخزاين فبعث الله على ما في الخزاين ما أفسده حتى احتاجوا إلى ما كانوا
يستطيبون به في مذاهبهم فجعلوا يغسلونه ويأكلونه ثم قال أبو عبد الله عليه السلام ولقد دخلت على أبى -
العباس وقد أخذ القوم المجلس فمد يده إلى والسفرة بين يديه موضوعة فاخذ بيدي فذهبت
لأخطو إليه فوقعت رجلي على طرف السفرة فدخلني من ذلك ما شاء الله ان يدخلني ان الله تعالى
يقول: (فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) قوما والله يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة ويذكرون الله كثيرا، قال ابن سنان وفى حديث أبي بصير قال نزلت
فيهم هذه الآية (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة) إلى آخر الآية.
171 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا طريق للأكياس من المؤمنين
أسلم من الاقتداء، لأنه المنهج الأوضح والمقصد الأصح، قال الله تعالى لاعز خلقه محمد
صلى الله عليه وآله أولئك الذي هدى الله فبهديهم اقتده فلو كان لدين الله مسلك أقوم من الاقتداء
لندب أولياءه وأنبياءه إليه.
172 - في تفسير علي بن إبراهيم خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها وأحسن الهدى هدى الأنبياء
173 - في تفسير العياشي عن العباس بن هلال عن الرضا عليه السلام ان رجلا أتى عبد الله
بن الحسن فسأله عن الحج؟ فقال له هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا فاسأله فأقبل
الرجل إلى جعفر عليه السلام فسأله فقال له، قد رأيتك واقفا على عبد الله بن الحسن فما قال لك؟
قال سألته فأمرني ان آتيك، وقال هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا، فقال جعفر
عليه السلام نعم انا من الذين قال الله في كتابه (أولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده) سل عما
شئت فسأله الرجل فأنبأه عن جميع مسائله.
174 - في نهج البلاغة: فاقتدوا بهدى نبيكم فإنه أفضل الهدى.
175 - في أصول الكافي محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد
ابن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول

(1) النقي: الخبز المعمول من لباب الدقيق، والفهر: الحجر قدر ما يدق به الجوز
أو يملا به الكف.
744

ان الله لا يوصف وكيف يوصف وقد قال في كتابه وما قدروا الله حق قدره فلا يوصف بقدر
الا كان أعظم من ذلك.
176 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل لا يوصف وكيف وقد قال: في كتابه (وما قدروا الله حق
قدره) فلا يوصف بقدر الا كان أعظم من ذلك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
177 - الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن (1) عن إسحاق بن
عمار قال: قال: أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل لا يقدر أحدا قدره، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
178 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (وما قدروا الله حق قدرة) قال: لم يبلغوا
من عظمة الله أن يصفوه بصفة، إذ قالوا ما انزل الله على بشر من شئ وهم قريش واليهود
فرد الله عليهم واحتج وقال: قل لهم يا محمد من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا
وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها يعنى تقرؤن بعضها وتخفون كثيرا
يعنى من أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آبائكم قل الله ثم ذرهم
في خوضهم يلعبون يعنى فيما خاضوا فيه من التكذيب.
179 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن
يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل:
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ قال: نزلت
في ابن أبي سرح الذي كان عثمان استعمله على مصر، وهو ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوم
فتح مكة هدر دمه وكان يكتب لرسول الله فإذا انزل الله عز وجل (ان الله عزيز حكيم) كتب
(ان الله عليم حكيم) فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله: دعها فان الله عليم حكيم وكان ابن أبي سرح
يقول للمنافقين: انى لاقول من نفسي مثل ما يجئ به فما يغير على فأنزل الله تبارك وتعالى
فيه الذي انزل.
180 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال

(1) كذا في النسخ ولم أظفر عليه في مظانه في المصدر.
745

أوحى إلى ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله) فإنها نزلت في عبد الله بن سعد
بن أبي سرح وكان أخا عثمان من الرضاعة.
181 - حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان أخا عثمان من الرضاعة أسلم وقدم المدينة وكان له خط
حسن، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله دعى فكتب ما يمليه عليه رسول الله
صلى الله عليه وآله فكان إذا قال له رسول الله صلى الله عليه وآله (سميع بصير) يكتب (سميع عليم) وإذا قال
(والله بما تعملون خبير) يكتب (بصير) ويفرق بين التاء والياء وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: هو واحد فارتد كافرا ورجع إلى مكة، وقال لقريش: والله ما يدرى محمد
ما يقول، انا أقول مثل ما يقول، فلا ينكر على ذلك، فانا انزل مثل ما ينزل،
فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال
أوحى إلى ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله) فلما فتح رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم مكة أمر بقتله، فجاء به عثمان قد أخذ بيده ورسول الله في المسجد فقال: يا رسول
الله أعف عنه، فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أعاد فسكت ثم أعاد فقال: هو لك، فلما مر
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه. ألم أقل من رآه فليقتله؟ فقال رجل، كان عيني
إليك يا رسول الله ان تشير إلى فأقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الأنبياء لا يقتلون
بالإشارة فكان من الطلقاء.
182 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام: (ومن أظلم
ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما انزل
الله) قال: من ادعى الإمامة دون الامام.
183 - عن سلام عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: اليوم تجزون عذاب الهون
قال: العطش يوم القيمة.
184 - عن الفضيل قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله، (اخرجوا أنفسكم
اليوم تجزون عذاب الهون) قال، العطش.
185 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم حكى عز وجل ما يلقى أعداء آل محمد
746

صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (ولو ترى إذ الظالمون آل محمد حقهم في غمرات الموت والملائكة
باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون) قال: العطش (بما كنتم
تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) قال، ما أنزل الله في آل
محمد يجحدون، ثم قال، (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم
ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء)
والشركاء أئمتهم (لقد تقطع بينكم) يعنى المودة (وضل عنكم) أي بطل (ما
كنتم تزعمون).
186 - حدثنا على عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال،
نزلت هذه الآية في معاوية وبنى أمية وشركائهم وأئمتهم: (لقد تقطع بينكم) يعنى المودة.
187 - في مجمع البيان (كما خلقناكم أول مرة) وقيل، معناه ما روى عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال، تحشرون حفاة عراة غرلا والغرل هم القلف. وروى أن عايشة
قالت، يا رسول الله - حين سمعت ذلك - وا سوأتاه أينظر بعضهم إلى سوء بعض من الرجال
والنساء؟ فقال عليه السلام، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) ويشغل بعضهم عن بعض.
188 - في الخرايج والجرايح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يذكر فيه
فاطمة بنت أسد رضي الله عنهما وفيه قرأت عليها يوما: (ولقد جئتمونا فرادى كما
خلقناكم أول مرة) (1) فقالت، وا سوأتاه بالله فسألت الله أن لا يبدي عوراتها، ثم سألتني
عن منكر ونكير فأخبرتها بحالهما، قالت، وا غوثاه بالله، فسألت الله ان لا يريهما إياها و
ان يفسح لها في قبرها، وان يحشرها في أكفانها.
189 - في أصول الكافي علي بن محمد بن عبد الله عن السياري عن محمد بن
جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يحكى فيه ما صنع رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم بفاطمة أم أمير المؤمنين عليهما السلام لما توفيت يقول فيه عليه السلام قال صلى الله عليه وآله وسلم: وانى
ذكرت القيامة وان الناس يحشرون عراة كما ولدوا، فقالت: وا سوأتاه فضمنت لها
أن يبعثها الله كاسية، وذكرت ضغطة القبر فقالت: واضعفاه فضمنت لها ان يكفيها الله ذلك

(1) كذا في النسخ وقد سقط من هذا الموضع شئ يظهر من الحديث الآتي.
747

فكفنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك.
190 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى
عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: تتوقوا في الأكفان فإنكم تبعثون بها.
191 - في من لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام: جيدوا أكفان موتاكم فإنها زينتهم
192 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه قال السائل: اخبرني عن الناس يحشرون يوم القيامة عراة؟ قال: بل يحشرون
في أكفانهم، قال: انى لهم بالأكفان وقد بليت؟ قال: إن الذي أحيى أبدانهم جدد أكفانهم
قال: فمن مات بلا كفن قال: ستر الله عورته بما يشاء من عنده، قال: أفيعرضون صفوفا قال:
نعم هم يومئذ عشرون ومائة ألف صف في عرض الأرض.
193 - في أصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن زيد
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل
لما أراد ان يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم الجمعة فقبض
بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا واخذ من كل سماء تربة وقبض
قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر الله عز وجل كلمته فامسك
القبضة الأولى بيمينه والقبضة الأخرى بشماله ففلق الطين فلقتين، فذرا من الأرض ذروا ومن
السماوات ذروا فقال للذي بيمينه: منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون
والسعداء ومن أريد كرامته فوجب لهم ما قال كما قال. وقال للذي بشماله: منك الجبارون
والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هو انه وشقوته فوجب لهم ما قال كما قال ثم إن
الطينتين خلطتا جميعا وذلك قول الله عز وجل: ان الله فالق الحب والنوى فالحب طينة
المؤمنين التي القى الله عليها محبته، والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير وانما
سمى النوى من أجل انه ناى عن كل خير وتباعد منه وقال الله عز وجل يخرج الحي من الميت
ويخرج الميت من الحي فالحي المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر والميت الذي
يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي المؤمن والميت الكافر
748

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
194 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ان الله فالق الحب والنوى) قال:
الحب ما أحبه والنوى ما نأى عن الحق، وقال أيضا في قوله: (ان الله فالق الحب والنوى)
قال: الحب ان يفلق العلم من الأئمة والنوى ما بعد عنه (يخرج الحي من الميت ويخرج
الميت من الحي) قال: المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
195 - في تفسير العياشي عن المفضل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله:
(فالق الحب والنوى) قال: الحب المؤمن، وذلك قوله: (وألقيت عليك محبة منى)
والنوى: الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله.
196 - عن عبد الله بن الفضل النوفلي رفعه إلى أبى جعفر عليه السلام قال: إذا طلبتم
الحوايج فاطلبوها بالنهار، فان الله جعل الحياء في العينين، فإذا تزوجتم فتزوجوا بالليل
فان الله جعل الليل سكنا.
197 - عن علي بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله قال: تزوجوا بالليل فان الله جعله سكنا
ولا تطلبوا الحوايج بالليل فإنه مظلم.
قال عز من قائل فالق الاصباح وجعل الليل سكنا
198 - في كتاب الإهليلجة للطبرسي (ره) قال الصادق عليه السلام بعد ان ذكر الليل
والنهار: ولو جعل أحدهما سرمدا ما قام لهم معاش ابدا، فجعل مدبر هذه الأشياء وخالقها
النهار مبصرا والليل سكنا
199 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
كان علي بن الحسين عليهما السلام يأمر غلمانه ان لا يذبحوا حتى يطلع الفجر، ويقول: ان الله
تعالى جعل الليل سكنا لكل شئ، قال: قلت جعلت فداك فان خفنا؟ قال: إن كنت
تخاف الموت فاذبح.
200 - في الكافي الحسين بن محمد عن علي بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول في التزويج قال: من السنة التزويج بالليل
لان الله جعل الليل سكنا، والنساء انما هن سكن.
749

201 - محمد بن يحيى عن أحمد بن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن
علي بن عقبة عن أبيه ميسرة بن عبد العزيز عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: يا ميسرة تزوج
بالليل فان الله جعله سكنا.
202 - في نهج البلاغة ولا تسر أول الليل فان الله جعله سكنا، وقدره مقاما
لاظعنا فأرح فيه بدنك وروح ظهرك.
203 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وهو الذي جعل لكم النجوم
لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قال النجوم آل محمد صلوات الله عليهم قوله
وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة قال: من آدم، فمستقر ومستودع قال:
المستقر الايمان الذي يثبت في قلب الرجل إلى أن يموت، والمستودع هو المسلوب
منه الايمان.
204 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق
عليه السلام: اللهم إني أسئلك بالحق الذي جعلته عندهم وبالذي فضلتهم على العالمين جميعا
ان تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه، وان يتم علينا نعمتك وتجعله عندنا
مستقرا ولا تسلبنا أبدا، ولا تجعله مستودعا فإنك قلت: (مستقر ومستودع) فاجعله مستقرا
ولا تجعله مستودعا.
205 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت. (هو
الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع) قال: ما يقول أهل بلدك الذي أنت
فيه؟ قال. قلت. يقولون مستقر في الرحم، ومستودع في الصلب، فقال. كذبوا،
المستقر ما استقر الايمان في قلبه فلا ينزع منه ابدا، والمستودع الذي يستودع الايمان
زمانا ثم يسلبه وقد كان الزبير منهم.
206 - عن سعد بن أبي الأصبغ (1) قال. سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو سئل عن
مستقر ومستودع. قال. مستقر في الرحم ومستودع في الصلب. وقد يكون مستودع

(1) وفى المصدر (سعيد) بدل (سعد):
750

الايمان ثم ينزع منه ولقد مشى الزبير في ضوء الايمان ونوره حين قبض رسول الله صلى الله عليه وآله
حتى مشى بالسيف وهو يقول لا نبايع الا عليا.
207 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام. (هو الذي أنشأكم من نفس
واحدة فمستقر ومستودع) قال ما كان من الايمان المستقر فمستقر إلى يوم القيامة أو أبدا (1)
وما كان مستودعا سلبه الله قبل الممات.
208 - عن صفوان قال. سألني أبو الحسن عليه السلام ومحمد بن خلف جالس فقال
لي مات يحيى بن القاسم الحذاء؟ فقلت له. نعم، ومات زرعة، فقال. كان جعفر
عليه السلام يقول فمستقر ومستودع فالمستقر قوم يعطون الايمان ويستقر في قلوبهم والمستودع
قوم يعطون الايمان ثم يسلبون.
209 - عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال. سألته عن قول الله. (فمستقر ومستودع)
قال. المستقر الايمان الثابت، والمستودع المعار عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
210 - في مجمع البيان وجنات من أعناب قرأ أبو بكر عن عاصم برواية أبى -
يوسف الأعشى والبرجمي (وجنات) بالرفع وهو قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام، بديع السماوات والأرض أي مبدعهما ومنشئهما بعلمه ابتداءا لامن شئ،
ولا على مثال سبق وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام
قال عز من قائل. ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ الآية
211 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام أنه قال: اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفة دلت العاقل
على أنه لا شئ قبله، ولا شئ معه في ديمومته، فقد بان لنا باقرار العامة مع معجزة
الصفة انه لا شئ قبل الله ولا شئ مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم أنه كان قبلة
أو كان معه شئ، وذلك أنه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له،
لأنه لم يزل معه، فكيف يكون خلقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شئ كان الأول
ذلك الشئ لا هذا، وكان الأول أولى بان يكون خالقا للثاني. في أصول الكافي

(1) الترديد من الراوي.
751

علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام سواء.
212 - في عيون الأخبار علي بن محمد مرسلا في باب ما كتبه الرضا عليه السلام
للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين. وان أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير
لاخلق تكوين، والله خلق كل شئ ولا نقول بالجبر والتفويض.
213 - وباسناده إلى حمدان بن سليمان قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أسأله
عن أفعال العباد أمخلوقة هي أم غير مخلوقة؟ فكتب عليه السلام، أفعال العباد مقدرة في
علم الله تعالى قبل خلق العباد بألفي عام.
214 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال في
حديث طويل: وافعال العباد مخلوقة خلق تقدير لاخلق تكوين، والله خالق كل شئ
ولا نقول بالجبر والتفويض.
215 - في كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى قال: سألني أبو -
قرة المحدث ان ادخله إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك فاذن لي فدخل
عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام حتى بلغ سؤاله التوحيد فقال أبو قرة:
انا روينا ان الله عز وجل قسم الرؤية والكلام بين اثنين (1) فقسم لموسى عليه السلام
الكلام، ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الرؤية، فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن المبلغ عن الله عز وجل
إلى الثقلين الجن والإنس: لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار و (لا يحيطون به
علما و (ليس كمثله شئ) أليس محمد صلى الله عليه وآله وسلم: قال: بلى، (قال ظ): كيف يجئ
رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عند الله وانه يدعوهم إلى الله بأمر الله و
يقول: (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) و (لا يحيطون به علما) وليس كمثله شئ
ثم يقول: انا رأيته بعيني وأحطت به علما وهو على صورة البشر؟ اما تستحيون؟
ما قدرت الزنادقة ان ترميه بهذا أن يكون يأتي عن الله بشئ ثم يأتي بخلافه من وجه آخر
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
216 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل (لا تدركه الابصار)

(1) وفى الكافي (بين نبيين).
752

قال ما أحاطه الوهم الا ترى إلى قوله: قد جاءكم بصائر من ربكم ليس يعنى بصر العيون
فمن أبصر فلنفسه ليس يعنى من البصر بعينه ومن عمى فعليها لم يعن عمى
العيون انما عنى إحاطة الوهم، كما يقال: فلان بصير بالشعر، وفلان بصير بالفقه،
وفلان بصير بالدراهم، وفلان بصير بالثياب. الله أعظم من أن يرى بالعين.
217 - وباسناده إلى أبى هاشم الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الله
عز وجل هل يوصف؟ فقال: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: اما تقرأ قوله عز وجل
(لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار)؟ قلت. بلى قال. فتعرفون الابصار قلت. بلى
قال، وما هي؟ قلت، أبصار العيون. فقال، ان أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون،
فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام.
218 - وباسناده إلى أبى هاشم (1) أوهام القلوب أدق من أبصار العيون، أنت
قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها، ولم تدركها ببصرك، فأوهام
القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون؟ في أصول الكافي هذه الأحاديث الأربعة
اسنادا ومتنا سواء:
219 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى محمد بن إسماعيل بن بزيع قال
قال أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، في قول الله عز وجل: (لا تدركه الابصار و
هو يدرك الابصار) قال. لا تدركه أوهام القلوب فكيف تدركه ابصار العيون.
220 - باسناده إلى إسماعيل بن الفضل قال. سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد
الصادق عليهما السلام عن الله تبارك وتعالى هل يرى في المعاد؟ فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك
علوا كبيرا، يا بن الفضل ان الابصار لا تدرك الاماله لون وكيفية، والله تعالى خالق
الألوان والكيفية.
221 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إياكم والتفكر في الله. لا يزيد الا تيها
ان الله عز وجل لا تدركه الابصار ولا يوصف بمقدار.
222 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها ولم تدركه الابصار

(1) مسندا إلى أبى جعفر (ع)
753

فيكون بعد انتقالها حائلا.
223 - وخطبة أخرى له عليه السلام وفيها: وانحسرت الابصار عن أن تناله فيكون
بالعيان موصوفا وبالذات التي لا يعلمها الا هو عند خلقه معروفا.
224 - وفيه حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه - وقد سأله رجل
عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله (لا تدركه الابصار) وهو يدرك الابصار فهو كما قال (لا تدركه
الابصار) ولا تحيط به الأوهام (وهو يدرك الابصار) يعنى يحيط بها.
225 - في مجمع البيان روى العياشي باسناده المتصل ان المفضل بن سهل
ذا الرياستين سأل أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال: اخبرني عما اختلف فيه
الناس من الرؤية؟ فقال: من وصف الله سبحانه بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية
على الله، لا تدركه الابصار وهذه الابصار ليست هذه الأعين، انما هي الابصار التي في القلوب
ولا يقع عليه الأوهام لا يدرك كيف هو.
226 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد
حديث طويل عنه عليه السلام وفيه قال: قال السائل. رحمك الله فأوجدني كيف هو وأين
هو؟ قال. ويلك، ان الذي ذهبت إليه غلط، وهو أين الأين وكان ولا أين، وهو
كيف الكيف وكان ولا كيف، فلا يعرف بكيفوفية ولا بينونية، ولا بحاسة ولا يقاس
بشئ، قال الرجل. فإذا انه لا شئ إذا لم يدرك بحاسة من الحواس؟ فقال أبو الحسن
عليه السلام. ويلك لما عجزت حواسك عن ادراكه أنكرت ربوبيته. ونحن إذا عجزت حواسنا
عن ادراكه أيقنا انه ربنا، وانه شئ بخلاف الأشياء، وفيه بعد سطور قال الرجل. فلم
احتجب؟ فقال أبو الحسن عليه السلام. ان الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فاما هو فلا
تخفى عليه خافيه في آناء الليل والنهار، قال، فلم لا تدركه حاسة البصر، قال، للفرق
بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الابصار منهم ومن غيرهم، ثم هو أجل من أن يدركه
بصرا ويحيط به وهم.
227 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
علي بن سيف عن محمد بن عبيد قال كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام أسأله عن الرؤية
754

وما ترويه العامة والخاصة وسألته أن يشرح لي، ذلك، فكتب بخطه اتفق
الجميع لا تمانع بينهم ان المعرفة من جهة الرؤية ضرورة فإذا جاز أن يرى الله بالعين
وقعت المعرفة ضرورة ثم لم تخل تلك المعرفة من أن تكون ايمانا أو ليست بايمان، فإن كانت تلك
المعرفة من جهة الرؤية ايمانا فالمعرفة التي في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بايمان لأنها
ضده فلا يكون في الدنيا مؤمن لأنهم لم يروا الله عز ذكره، وان لم يكن تلك المعرفة التي من
جهة الروية ايمانا لم تخل هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب ان تزول ولا تزول في المعاد،
فهذا دليل على أن الله عز ذكره لا يرى بالعين إذا لعين تؤدى إلى ما وصفناه.
228 - علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني ومحمد
ابن الحسن عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن
عليه السلام حديث طويل وفيه: فقولك. اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد، فانى
اعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل، غير انى أحب ان تشرح لي ذلك فقال: يا فتح
انما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف لعلمه بالشئ اللطيف أو لا ترى - وفقك الله وثبتك -
إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف، ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان
الصغار ومن البعوض والجرجس (1) وما هو أصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون بل
لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى والحدث المولود من القديم فلما رأينا صغر ذلك في لطفه
واهتدائه للسفاد والهرب من الموت، والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار، وما في لحاء
الأشجار والمفاوز والقفار وافهام بعضها عن بعض منطقها، وما يفهم به أولادها عنها ونقلها
الغذاء إليها ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياض مع حمرة وانه مالا نكاد عيوننا تستبينه
لدمامه خلقها (2) لا تراه عيوننا، ولا تلمسه أيدينا علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف
بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة وان كل صانع شئ فمن شئ صنع والله الخالق اللطيف
الجليل خلق وصنع لامن شئ.
229 - علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: واما

(1) الجرجس: البعوض الصغار.
(2) الدميم: الحقير يقال رجل دميم وبه دمامة إذا كان قصير الجثة حقير الجثمان
755

اللطيف فليس على قلة وقضافة (1) وصغر ولكن ذلك على النفاذ في الأشياء والامتناع من
أن يدرك كقولك للرجل: لطف عنى هذا الامر ولطف فلان في مذهبه، وقوله يخبرك انه
غمض فيه العقل وفات الطلب وعاد متعمقا متلطفا لا يدركه الوهم فكذلك لطف الله تبارك
وتعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف واللطافة منا الصغر والقلة، فقد جمعنا الاسم
واختلف المعنى.
230 - محمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبى الهاشم الجعفري عن أبي جعفر الثاني
عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: وكذلك سميناه لطيفا لعلمه بالشئ اللطيف مثل
البعوضة، واخفى من ذلك وموضع النشو منها والعقل والشهوة للسفاد والحدب على نسلها (2)
وأقام بعضها على بعض ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمفاوز والأودية والقفار
فعلمنا ان خالقها لطيف بلا كيف وانما الكيفية للمخلوق المكيف.
231 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام انما سميناه لطيفا للخلق اللطيف
ولعلمه بالشئ اللطيف مما خلق من البعوض والذرة وما أصغر منها.
232 - في أصول الكافي علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حديث
طويل وفيه. واما الخبير فالذي لا يعزب عنه شئ ولا يفوته ليس للتجربة ولا للاعتبار
بالأشياء فعند التجربة والاعتبار علمان ولولاهما ما علم لان من كان كذلك كان جاهلا
والله لم يزل خبيرا بما يخلق، والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم وقد جمعنا الاسم
واختلف المعنى.
233 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وكذلك نصرف الآيات وليقولوا
درست ولنبينه لقوم يعلمون قال كانت قريش تقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ان الذي
تخبرنا به من الاخبار تتعلمه من علماء اليهود وتدرسه.
234 - في مجمع البيان ولو شاء الله ما أشركوا وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام

(1) قضف قضافة: نحف ودق.
(2) السفاد: نزو الذكر على الأنثى، والحدب: العطف والشفقة.
756

لو شاء الله أن يجعلهم كلهم مؤمنين معصومين حتى كان لا يعصيه أحد لما كان يحتاج إلى جنة
ولا إلى نار ولكنه أمرهم ونهاهم وامتحنهم وأعطاهم ماله عليهم به الحجة من الآلة والاستطاعة
ليستحق الثواب والعقاب.
235 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد
ابن مسلم عن إسحاق بن موسى قال: حدثني أخي وعمى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة
مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم: مجلسا فيه
من يصف لسانه كذبا في فتياه ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكر نافيه رث ومجلسا فيه
من يصدعنا وأنت تعلم قال. ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام ثلث آيات من كتاب الله كأنما كن في
فيه - أو قال كفه - ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم
(وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (ولا تقولوا
لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب.
336 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن
سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام قال: في التوراة مكتوب فيما ناجى الله جل
وعز به موسى بن عمران عليه السلام: يا موسى اكتم مكتوم سرى في سريرتك وأظهر في علانيتك
المداراة عنى بعدوى وعدوك من خلقي، ولا تستسب (1) لي عندهم باظهار مكتوم سرى فتشرك
وعدوك عدوى في سبى.
237 - في تفسير العياشي عن عمر الطيالسي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن
قول الله (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) قال: فقال
يا عمر هل رأيت أحدا يسب الله؟ قال: فقلت: جعلني الله فداك فكيف قال من سب
ولى الله فقد سب الله.
238 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام وإياكم وسب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم.
239 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام

(1) أي لا تطلب سبى.
757

قال: سئل عن قول النبي صلى الله عليه وآله ان الشرك اخفى من دبيب النمل على صفاة (1) سوداء
في ليلة ظلماء. فقال: كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله فكان
المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون، فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتم لكيلا يسب
الكفار اله المؤمنين فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا يعلمون، فقال
(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم.
240 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المتفرقة
حديث طويل وفى آخره قال عليه السلام: ان مخالفينا وضعوا اخبارا في فضائلنا وجعلوها على
أقسام ثلاثة: أحدها الغلو، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا
فإذا سمع الناس الغلو كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير
اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم سبونا بأسمائنا، وقد قال الله تعالى:
(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم).
241 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: ونقلب أفئدتهم وابصارهم يقول ننكس قلوبهم فيكون أسفل قلوبهم أعلاها
ونعمى أبصارهم فلا يبصرون الهدى.
242 - وقال علي بن أبي طالب ان أول ما يقلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم
ثم الجهاد بألسنتكم، ثم الجهاد بقلوبكم؟ فمن لم يعرف قلبه معروفا ولم ينكر منكرا
نكس قلبه فجعل أسفله أعلاه ثم لا يقبل خيرا أبدا كما لم يؤمنوا به أول مرة يعنى في
الذر والميثاق ونذرهم في طغيانهم يعمهون أي يضلون.
243 - في مجمع البيان ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ان يجبرهم على الايمان
عن الحسن وهو المروى عن أهل البيت عليهم السلام.
قال عز من قائل: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن الآية
244 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن سعيد عن علي بن أبي حمزة
عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله نبيا الا وفى أمته شيطانان يؤذيانه

(1) الصفاة: الصخرة.
758

ويضلان الناس بعده، فاما صاحبا نوح فقنطيقوس (1) وحزام، واما صاحبا إبراهيم فمكثل
وزرام، واما صاحبا موسى فالسامري ومر عقيبا، واما صاحبا عيسى فبولس ومرتيون، واما
صاحبا محمد فحبتر وزريق.
245 - في أصول الكافي وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام: فان من لم يجعله الله من أهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الإنس والجن.
246 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال الانس على ثلاثة اجزاء فجزء
تحت ظل العرش يوم لاظل الاظله، وجزء عليهم الحساب والعذاب وجزء وجوههم وجوه
الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين.
247 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الباقر عليه السلام عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها ألا ان أعداء على هم أهل الشقاق هم العادون
واخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.
248 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال إن الشياطين يلقى
بعضهم بعضا فيلقى إليه ما يغوى به الخلق حتى يتعلم بعضهم من بعض.
قال عز من قائل: ولو شاء ربك ما فعلوه الآية
249 - في كتاب الخصال مرفوع إلى علي عليه السلام قال الأعمال على ثلاثة أحوال،
فرايض وفضائل، ومعاصي، إلى قوله عليه السلام، واما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء
الله وبقدره وبمشيته وعلمه ثم يعاقب عليها.
قال مصنف هذا الكتاب (ره): المعاصي بقضاء الله معناه بنهي الله لان حكم الله
تعالى فيها على عباده الانتهاء عنها، ومعنى قوله بقدر الله أي يعلم الله بمبلغها وتقديرها
مقدارها، ومعنى قوله: وبمشيته فإنه عز وجل شاء الا يمنع العاصي من المعاصي
الا بالزجر والقول والنهى، دون الجبر والمنع بالقوة والدفع بالقدرة انتهى كلامه
أعلى الله مقامه.

(1) وفى المصدر: (فغنطيغوص) بالغين.
759

250 - في أصول الكافي علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق العلوي عن محمد بن
زيد الرزامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مواليد الأئمة ومبدء النطفة التي يكونون منها و
أحوالهم وفيه يقول عليه السلام: وان نطفة الامام مما أخبرتك، وإذا سكنت النطفة في الرحم
أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح بعث الله تبارك وتعالى ملكا يقال له حيوان فكتب على عضده
الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم.
251 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن
القاسم عن الحسن بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب أن
يخلق الامام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها إياه، فمن ذلك يخلق الامام
فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمه لا يسمع الصوت، ثم يسمع بعد ذلك الكلام، فإذا ولد
بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
وهو السميع العليم) فإذا مضى الامام الذي كان قبله رفع لهذا منار من نور ينظر به إلى أعمال
الخلايق، فبهذا يحتج الله على خلقه.
252 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس
عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق
الامام من الامام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثم أوقفها أو دفعها إلى الامام
فشربها، فتمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع الكلام بعد ذلك، فإذا
وضعته أمه بعث إليه ذلك الملك الذي أخذ الشربة فكتب على عضده الأيمن: (وتمت كلمة
ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته) فإذا قام بهذا الامر رفع الله له في كل بلدة منارا ينظر به
إلى أعمال العباد.
253 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن
محمد المسلى عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الامام ليسمع
في بطن أمه فإذا ولد خط بين كتفيه: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
760

وهو السميع العليم) فإذا صار الامر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل
أهل كل بلدة.
254 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي
عن أبيه عن محمد بن سنان عن محمد بن مروان قال: تلا أبو عبد الله عليه السلام (وتمت كلمة
ربك الحسنى صدقا وعدلا) فقلت: جعلت فداك انا نقرأها: (وتمت كلمة ربك صدقا
وعدلا) فقال: ان فيها الحسنى.
255 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي
أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ثم ذم الله الكثرة، فقال: وان تطع أكثر من في
الأرض يضلوك عن سبيل الله.
256 - في من لا يحضره الفقيه وروى أبو بكر الحضرمي عن الورد بن زيد قال:
قلت لأبي جعفر عليه السلام: حدثني حديثا وأمله على حتى اكتبه، قال: أين حفظتكم يا أهل
الكوفة؟ قلت: حتى لا يرده (1) على أحد ما تقول في مجوسي قال بسم الله وذبح؟ فقال: كل،
فقلت: مسلم ذبح ولم يسم؟ فقال: لا تأكل، ان الله تعالى يقول: فكلوا مما ذكر اسم الله
عليه ويقول: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه.
257 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وذروا ظاهر لاثم وباطنه ان الذين
يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون قال: الظاهر من الاثم المعاصي، و
الباطن، الشرك والشك في القلب، وقوله: (بما كانوا يقترفون) أي يعملون.
258 - في روضة الكافي رسالة طويلة لأبي عبد الله عليه السلام يقول فيها: واعلموا
ان الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير، فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد
في طاعته فان الله لا يدرك شئ من الخير عنده الا بطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله
في ظاهر القرآن وباطنه، فان الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله الحق: (وذروا ظاهر
الاثم وباطنه) (2)

(1) وفى بعض النسخ: حتى لا يراه).
(2) وفى بعض النسخ: (فاجتنبوا ظاهر الاثم وباطنه) ولعله قراءة.
761

259 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) قال:
من ذبايح اليهود والنصارى وما يذبح على غير الاسلام.
260 - وفيه أيضا وقوله: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم)
قال: طعامهم ههنا الحبوب والفاكهة غير الذبايح التي يذبحونها، فإنهم لا يذكرون اسم الله
خالصا على ذبايحهم.
261 - في الكافي علي بن إبراهيم عن حنان بن سدير قال: دخلنا على أبى -
عبد الله عليه السلام انا و أبى فقلنا له: فديناك ان لنا خلطاء من النصارى وانا نأتيهم فيذبحون
لنا الدجاج والفراخ والجدي فنأكلها؟ قال: فقال: لا تأكلوها ولا تقربوها فإنهم
يقولون على ذبايحهم مالا أحب لكم اكلها قال: فلما قدمت الكوفة دعانا بعضهم فأبينا
ان نذهب، فقال: ما بالكم كنتم تأتونا ثم تركتموه اليوم؟ قال: فقلنا: ان عالما
لنا عليه السلام نهانا وزعم انكم تقولون على ذبايحكم شيئا لا يحب لنا اكلها، فقال:
من هذا العالم؟ هذا والله أعلم الناس واعلم من خلق الله، صدق والله انا لنقول: باسم
المسيح عليه السلام.
262 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبي المعزا عن
سماعة عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: سألته عن ذبيحة اليهودي والنصراني؟ فقال: لاتقربها
263 - عنه عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن قتيبة قال: سأل رجل
أبا عبد الله عليه السلام وانا عنده فقال: الغنم يرسل معها اليهودي والنصراني فتعرض فيها
العارضة فتذبح أنأكل ذبيحته؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا تدخل ثمنها مالك
ولا تأكل فإنما هو الاسم، ولا يؤمن عليها الا المسلم، فقال له الرجل: (اليوم أحل
لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم)؟ فقال: كان أبى عليه السلام يقول: انما
هي الحبوب وأشباهها.
264 - محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد عن أحمد بن بشير عن
ابن أبي عقيلة الحسن بن أيوب عن داود بن كثير الرقي عن بشير بن أبي عقيلان الشيباني
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذبايح اليهود والنصارى؟ قال: فلوى شدقه وقال: كلها
إلى يوم ما.
762

265 - الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سألته
عن رجل ذبح فسبح أو كبر أو هلل أو حمد الله؟ فقال. هذا كله من أسماء الله ولا بأس به.
266 - في مجمع البيان (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) وقيل: يحل أكلها
إذا ترك التسمية ناسيا بعد أن يكون معتقدا لوجوبها، ويحرم أكلها إذا تركها متعمدا
عن أبي حنيفة وأصحابه وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: للأصحاب رضوان الله عليهم في ذبايح أهل
الكتاب اختلاف وبيانه وبيان الأظهر من المذهب مبين في محله.
267 - في كتاب تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال وفى الكشي
محمد بن مسعود قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثني الوشاء عن علي بن عقبة
عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أصلى عند القبر وإذا رجل
خلفي يقول: (أتهدون من أضل الله والله أركسهم بما كسبوا قال: فالتفت إليه وقد تأول
على هذه الآية وما أدرى من هو وأنا أقول: وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم
ليجادلوكم وان أطعتموهم انكم لمشركون فإذا هو هارون بن سعد قال: فضحك
أبو عبد الله عليه السلام ثم قال أصبت الجواب قبل الكلام بإذن الله.
268 - حمدويه قال: حدثني أيوب قال: حدثني صفوان عن داود بن فرقد قال قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: ان رجلا خلفي حين صليت المغرب في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: (ما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم إلى أوليائهم ليجادلوكم) وذكر مثله إلى آخر الحديث.
269 - في مجمع البيان أو من كان ميتا فأحييناه إلى آخر الآية قيل: إنها
نزلت في عمار ابن ياسر حين آمن وأبى جهل عن عكرمة وهو المروى عن أبي -
جعفر عليه السلام.
270 - في أصول الكافي محمد بن يصيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن
إسماعيل عن منصور بن يونس عن بريد قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله تبارك
وتعالى (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس) فقال ميتا لا يعرف
763

(وشيئا نورا يمشى به في الناس) إماما يؤتم به (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها
قال: الذي لا يعرف الامام.
271 - علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن
بن علي بن أبي حمزة عن أبي إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل وقال الله
عز وجل (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) فالحي المؤمن الذي تخرج
طينته من طينة الكافر، والميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من
طينة المؤمن، فالحي المؤمن والميت الكافر، وذلك قوله عز وجل (أو من كان ميتا
فأحييناه) فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حياته حين فرق الله عز وجل
بينهما بكلمته، كذلك يخرج الله جل وعز المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله
فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور وذلك قوله عز وجل
(لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين)
272 - في تفسير العياشي عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول
الله (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلناه نورا يمشى به في الناس) قال: الميت الذي لا يعرف
هذا الشأن يعنى هذا الامر، (وجعلنا له نورا) إماما يأتم به؟ يعنى علي بن أبي طالب،
قال: فقوله (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فقال بيده هكذا هذا الخلق الذي
لا يعرف شيئا.
273 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب قال الصادق عليه السلام (أومن كان ميتا فأحييناه)
كان ميتا عنا فأحييناه بنا.
274 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (أو من كان ميتا فأحييناه) قال:
جاهلا عن الحق والولاية فهديناه إليها (وجعلنا له نورا يمشى به في الناس) قال:
النور الولاية (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) يعنى في ولاية غير الأئمة عليهم السلام،
قوله: وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله
قال: قال الأكابر: لا نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي الرسل من الوحي والتنزيل، فقال الله تبارك
وتعالى: الله اعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله
764

وعذاب شديد بما كانوا يمكرون أي يعصون الله في السر.
275 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الحميد
ابن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في
قلبه نكتة من نور، فأضاء لها سمعه وقلبه حتى يكون احرص على ما في أيديكم منكم،
وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء فاظلم لها سمعه وقلبه، ثم تلا هذه الآية:
فمن يرد الله يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يردان يضله يجعل صدره ضيقا
حرجا كأنما يصعد في السماء.
276 - في كتاب الخصال حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة
عن عبد الخالق بن عبد ربه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ومن بردان يضله
يجعل صدره ضيقا حرجا) فقال: قد يكون ضيقا وله منفذ يسمع منه ويبصر، والحرج
هو اللثام الذي لا منفذ له يسمع به ولا يبصر منه.
277 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد
حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن
محمد بن قتيبة النيسابوري عن حمدان بن سليمان النيسابوري قال: سألت أبا الحسن
علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره
للاسلام ومن يردان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا) قال: من يرد الله ان يهديه بايمانه
في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون
إلى ما وعده من ثوابه. حتى يطمئن إليه، ومن يردان يضله عن جنته ودار كرامته في
الآخرة لكفره به وعصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره و
يضطرب من اعتقاده قلبه حتى يصير كأنما يصعد في السماء (كذلك يجعل الله الرجس
على الذين لا يؤمنون).
278 - في كتاب التوحيد حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن
إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد
765

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه
نكتة من نور، وفتح مسامع قلبه، ووكل به ملكا يسدده، وإذا أراد بعبد سوءا نكت
في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه، ووكل به شيطانا يضله، ثم تلا هذه الآية: (فمن
يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما
يصعد في السماء) وفى الكافي مثله سواء.
279 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جهينة قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول: إن القلب ينقلب من موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق، فإذا أصاب الحق
قر ثم ضم أصابعه ثم قرأ هذه الآية: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام و
من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا).
280 - قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام لموسى بن أشيم: أتدري ما الحرج؟
قال: قلت: لا، فقال: بيده وضم أصابعه كالشئ المصمت الذي لا يدخل فيه شئ،
ولا يخرج منه شئ.
281 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القلب
ليتجلجل في الجوف يطلب الحق فإذا أصابه اطمأن وقر ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام
هذه الآية: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) إلى قوله: (كأنما
يصعد في السماء).
282 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول
فيه: واعلموا أن الله إذا أراد بعبد خيرا شرح الله صدره للاسلام، فإذا أعطاه ذلك
نطق لسانه بالحق وعقد قلبه عليه فعمل به، فإذا جمع الله له ذلك تم له اسلامه، وكان
عند الله ان مات على ذلك الحال من المسلمين حقا، وإذا لم يرد الله بعبد خيرا وكله إلى
نفسه وكان صدره ضيقا حرجا، فان جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه، فإذا لم -
يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به، فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك
الحال كان عند الله من المنافقين، وصار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يعطه الله ان
766

يعقد قلبه ولم يعطه العمل به حجة عليه، فاتقوا الله وسلوه ان يشرح صدوركم للاسلام وان
يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك.
283 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه يقول عليه السلام: ثم إن الله جل ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه
بما يحدثه المبدلون من تغيير كلامه قسم كلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسما منه يعرفه
العالم والجاهل، وقسما لا يعرفه الامن صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ممن شرح -
الله صدره للاسلام.
284 - في مجمع البيان وقد وردت الرواية الصحيحة انه لما نزلت هذه
الآية سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من شرح الصدر ما هو؟ فقال: نور يقذفه الله في قلب
المؤمن، يشرح له صدره وينفسخ قالوا: فهل لذلك امارة يعرف بها؟ قال عليه السلام:
نعم، الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل
نزول الموت.
285 - وروى العياشي باسناده عن أبي بصير عن خثيمة قال، سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول، ان القلب تنقلب من لدن موضعه إلى حجة ما لم يصب الحق، فإذا أصاب
الحق قر ثم قرأ هذه الآية.
286 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله كذلك يجعل الله
الرجس على الذين لا يؤمنون قال: هو الشك.
287 - في تفسير علي بن إبراهيم - ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن
فد استكثر تم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا
ببعض قال: كل من والى قوما فهو منهم، وان لم يكن من جنسهم، قوله: وبلغنا اجلنا
الذي أجلت لنا يعنى القيامة، قوله: وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما -
كانوا يكسبون قال نولي كل من تولى أولياءهم فيكونون معهم.
288 - في أصول الكافي باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليهما السلام قال.
ما انتصر الله من ظالم الا بظالم، وذلك قوله عز وجل. (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا
767

قال عز من قائل: يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم الآية.
289 - في نهج البلاغة قال عليه السلام. هو الذي أسكن الدنيا خلقه، وبعث إلى
الجن والإنس رسله، ليكشفوا لهم عن غطائها، وليحذروهم من ضرائها، وليضربوا
لهم أمثالها، وليبصروهم عيوبها ولينهجوا عليهم بمعتبر من تصرف مصائبها واسقامها
وحلالها وحرامها، وما أعد الله سبحانه للمطيعين منهم والعصاة من جنة ونار
وكرامة وهوان.
290 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما
سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسألته هل بعث الله تعالى
نبيا إلى الجن؟ فقال. نعم بعث إليهم نبيا يقال له يوسف فدعاهم إلى الله عز وجل فقتلوه.
291 - وباسناده إلى محمد بن الفضل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي
جعفر عليه السلام قال في حديث طويل: ان الله عز وجل أرسل محمدا صلى الله عليه وآله إلى
الجن والإنس.
292 - في مجمع البيان فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله
فهو يصل إلى شركائهم قيل في معناه أقوال ثانيها: انه كان إذا اختلط ما جعل للأصنام
بما جعل لله ردوه، وإذا اختلط ما جعل لله بما جعلوه للأصنام تركوه، وقالوا:
الله أغنى، وإذا تخرق الماء من الذي لله في الذي للأصنام لم يسدوه، وإذا تخرق من
الذي للأصنام في الذي لله سدوه، وقالوا: الله أغنى وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام.
293 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وقالوا هذه انعام وحرث
حجر قال الحجر المحرم: لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم قال: كانوا يحرمونها على
قوم وانعام حرمت ظهورها يعنى البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وانعام لا
يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون وقالوا ما
في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وان يكن ميتة
فهم فيه شركاء فكانوا يحرمون الجنين الذي يخرجونه من بطون الانعام يحرمونه على
النساء فإذا كان ميتا يأكله الرجال والنساء وفيه ثم قال عز وجل: ولا تقولوا لما تصف
768

ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب قال هو ما كان لليهود
تقول: ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا قوله:
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات قال: البساتين وقال أبو عبد الله
عليه السلام في حديث طويل والشجرة أصلها من طين.
294 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الطفيل عامر
ابن واثلة عن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: و
اما أول شجرة نبتت على وجه الأرض فان اليهود يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا ولكنها
النخيلة من العجوة، نزل بها آدم عليه السلام معه من الجنة وبالفحل واصل النخل كله من العجوة
قال له اليهودي: اشهد بالله لقد صدقت.
295 - وفى حديث آخر قال اليهودي. صدقت والله انه بخط هارون واملاء موسى
الا أن هذا الحديث لم يذكر فيه الفحل.
296 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى يحيى الحلبي الواسطي عن
بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ان الله عز وجل لما خلق آدم من طينة فضلت
من تلك الطينة فضلة. فخلق الله عز وجل منها النخلة، فمن أجل ذلك إذا قطع رأسها لم
تنبت وهي تحتاج إلى اللقاح.
297 - في تفسير العياشي عن سماعة عن أبي عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه
كان يكره ان يصرم النخل بالليل (1) وان يحصد الزرع بالليل. لان الله يقول،
وآتوا حقه يوم حصاده قيل يا نبي الله وما حقه؟ قال، ناول منه المسكين والسائل.
298 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله. (وآتوا حقه يوم حصاده) فسماه
الله حقا قال. قلت، وما حقه يوم حصاده؟ قال، الضغث (2) وتناوله من حضرك
من أهل الخاصة.
299 - أبو الجارود قال، قال أبو جعفر عليه السلام، (وآتوا حقه يوم حصاده) قال.

(1) صرام النخل: قطع ثمرتها.
(2) الضغث: قبضة الحشيش المختلط رطبها ويابسها.
769

الضغث تناوله من المكان بعد المكان تعطى المسكين.
300 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن
شريح قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في الزرع حقان حق يؤخذ به وحق تعطيه،
قلت: وما الذي أوخذ به وما الذي أعطيه؟ قال: اما الذي تؤخذ به فالعشر ونصف العشر
واما الذي تعطيه فقول الله عز وجل: (وآتوا حقه يوم حصاده) يعنى من حصدك الشئ بعد
الشئ، ولا اعلمه الا قال الضغث ثم الضغث حتى يفرغ.
301 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة ومحمد بن
مسلم وأبى بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل (وآتوا حقه يوم حصاده)
فقالوا جميعا قال أبو جعفر عليه السلام هذا من الصدقة تعطى المسكين القبضة بعد القبضة
ومن الجذاذ الحفنة بعد الحفنة (1) حتى يفرغ ويعطى الحارث أجرا معلوما فيترك
من النخل معافارة وأم جعرور ويترك للحارسين يكون في الحائط العذق (2) والعذقان
والثلاثة لحفظه إياه.
302 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الله بن مسكان
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا تصرم بالليل ولا تحصد بالليل ولا تضح بالليل ولا تبذر
بالليل فإنك ان تفعل لم يأتك القانع والمعتر. فقلت وما القانع والمعتر قال القانع الذي
يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يمر بك فيسألك وان حصدت بالليل لم يأتك بالسؤال
وهو قول الله عز وجل: (وآتوا حقه يوم حصاده) عند الحصاد يعنى القبضة بعد القبضة إذا حصدته
فإذا خرج فالحفنه بعد الحفنة وكذلك عند الصرام وكذلك البذر لا تبذر بالليل لأنك
تعطى في البذر كما تعطى في الحصاد.
303 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن أبان عن أبي
مريم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (وآتوا حقه يوم حصاده) قال:

(1) الجذاذ: ما تكسر من الشئ، والحفنة: ملؤ الكف.
(2) معافارة وأم جعرور: ضربان رديان من التمر، والعذق: النخلة بحملها.
770

تعطى المسكين يوم حصادك الضغث، ثم إذا وقع في البذر، ثم إذا وقع في الصاع العشر
ونصف العشر.
304 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن
عليه السلام قال سألته عن قول الله (وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا) قال كان أبى عليه السلام
يقول من الاسراف في الحصاد والجذاذ ان يتصدق الرجل بكفيه جميعا، وكان أبى
إذا حضر شيئا من هذا فرأى أحدا من غلمانه تصدق بكفيه صاح به اعط بيد واحدة، القبضة (1)
والضغث بعد الضغث من السنبل.
305 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن المثنى قال: سأل
رجل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب
المسرفين) فقال: كان فلان بن فلان الأنصاري - سماه - وكان له حرث وكان إذا اخذ يتصدق
به ويبقى هو وعياله بغير شئ فجعل الله عز وجل ذلك سرفا.
306 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي
عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وفى غير آية من كتاب الله يقول (انه لا يحب
المسرفين) فنهاهم عن الاسراف ونهاهم عن التقتير (2) لكن أمر بين أمرين، لا يعطى جميع
ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له.
307 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت
الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا) أيش (3)
الاسراف؟ قال: هكذا يقرأها من كان قبلكم، قلت: نعم قال: افتح الفم بالحاء
قلت حصاده وكان أبى يقول من الاسراف وذكر إلى آخر ما نقلنا عنه عليه السلام من الكافي سواء
308 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وآتوا حقه يوم حصاده) قال يوم حصاد
كذا نزلت قال فرض الله يوم الحصاد من كل قطعة أرض قبضة للمساكين، وكذا في جذاذ

(1) وفى رواية العياشي: (القبضة بعد القبضة).
(2) التقتير: التضييق في النفقة.
(3) مخفف أي شئ.
771

النخل وفى الثمرة وكذا عند البذر.
309 - أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن
أبان بن عثمان عن شعيب العقرقوفي قال: سألت أبا عبد الله عن قوله: (وآتوا حقه يوم
حصاده) قال: الضغث من السنبل والكف من التمر إذا خرص، قال: وسألته هل يستقيم اعطاؤه
إذا ادخله قال: لا هو أسخى لنفسه قبل ان يدخل بيته.
310 - وعنه عن أحمد عن البرقي عن سعد بن سعد عن الرضا عليه السلام قال: قلت:
ان لم يحضر المساكين وهو يحصد كيف يصنع قال: ليس عليه شئ.
311 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن سليمان بن صالح قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أدنى ما يجئ
من حد الاسراف فقال ابدأ لك ثوب يصونك، وأهراقك فضل انائك، وأكلك التمر
ورميك بالنوى هيهنا وهيهنا.
312 - في كتاب الخصال عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري
باسناده يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال ليس في الطعام من سرف.
313 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: للمسرف ثلاث علامات، يشترى ما ليس له ويلبس
ما ليس له ويأكل ما ليس له.
314 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل
ابن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن محمد بن
النعمان الأحول عن سلام ابن المستنير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اما ان أصحاب محمد
صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق؟ قال: فقال: ولم تخافون ذلك قالوا
إذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة
والنار ونحن عندك فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال
والاهل، يكادان نحول عن الحال التي كنا عليها عندك وكأنا لم نكن على شئ أفتخاف علينا
أن يكون ذلك نفاقا؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلا ان هذه خطوات الشيطان فيرغبكم
في الدنيا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
315 - في تفسير العياشي بعد مقدمي من خراسان أسأله عما حدثني به أيوب في
772

الجاموس فكتب هو ما قال لك (1).
316 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن إبراهيم بن محمد عن السلمى عن داود الرقي
قال: سألني بعض الخوارج عن هذه الآية من الضان اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين
حرم أم الأنثيين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين ما الذي أحل الله من ذلك وما الذي
حرم؟ فلم يكن عندي فيه شئ فدخلت على أبى عبد الله عليهم السلام وانا حاج فأخبرته بما كان،
فقال: ان الله تعالى أحل في الأضحية بمنى الضأن والمعز (2) الأهلية وحرم أن يضحى
بالجبلية واما قوله ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين) فان الله تعالى أحل في الأضحية الإبل العراب
وحرم فيها البخاتي (3) وأحل البقر الأهلية أن يضحى بها وحرم الجبلية فانصرفت إلى الرجل
فأخبرته بهذا الجواب فقال: هذا شئ حملته الإبل من الحجاز.
317 - في روضة الكافي محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن
سنان عن إسماعيل الجعفي وعبد الكريم بن عمرو وعبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال حمل نوح صلى الله عليه في السفينة الأزواج الثمانية قال الله عز وجل
(ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين فكان من
الضأن اثنين زوج داجنة يربيها الناس والزوج الاخر الضان التي يكون في الجبال الوحشية
أحل لهم صيدها، ومن المعز اثنين زوج داجنة يربيها الناس، والزوج الاخر الظباء

(1) كذا في النسخ وقد سقط منها شئ وتمام الحديث على ما في المصدر هكذا:
(عن أيوب بن نوح بن دراج قال: سئلت أبا الحسن الثالث (ع) عن الجاموس وأعلمته ان
أهل العراق يقولون إنه مسخ؟ فقال: أو ما سمعت قول الله: (ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين
وكتبت إلى أبى الحسن (ع) بعد مقدمي من خراسان أسئله عما حدثني به أيوب في الجاموس
فكتب هو كما قال لك) وقد سقط من المصدر أيضا اسم الراوي في قوله (كتبت) وقد ذكرنا
وجهه في ذيل الكتاب فراجع ج 1: 381 ان شئت.
(2) المعز: ذوات الشعر والأذناب من الغنم. والضأن بخلافه.
(3) إبل عراب: كرائم سالمة من العيب والبخاتي جمع البخت الإبل الخراسانية
طويل العنق.
773

التي تكون في المفاوز، ومن الإبل اثنين البخاتي والعراب ومن البقر اثنين زوج داجنة
للناس، والزوج الآخر البقر الوحشية وكل طير طيب وحشى وانسى.
318 - في تفسير علي بن إبراهيم قال صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (من الضان اثنين) عنى
الأهلي والجبلي (ومن المعز اثنين) عنى الأهلي والوحشي الجبلي (ومن البقر اثنين)
يعنى الأهلي والوحشي الجبلي (ومن الإبل اثنين يعنى البخاتي والعراب فهذه أحلها الله
319 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن
ابن أذينة عن زرارة قال، سألت أبا جعفر عليه السلام عن الحريث فقال وما الحريث فنعته له
فقال لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلى آخر الآية قال لم يحرم الله
شيئا من الحيوان في القرآن الا الخنزير بعينه، ويكره كل شئ من البحر ليس له قشر
مثل الورق وليس بحرام انما هو مكروه.
320 - عنه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم
قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الجري والمار ما هي والزمير وما ليس له قشر من السمك
حرام هو؟ فقال لي يا محمد اقرأ هذه الآية التي في الانعام (قل لا أجد فيما أوحى إلى
محرما على طاعم يطعمه) قال فقرأتها حتى فرغت منها، فقال انما الحرام ما حرم الله
ورسوله في كتابه، ولكنهم قد كانوا يعافون أشياء فنحن نعافها.
321 - الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي -
جعفر عليه السلام انه سئل عن سباع الطير والوحشي حتى ذكر له القنافذ والوطواط والحمير
والبغال والخيل، فقال ليس الحرام الا ما حرم الله في كتابه، ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن اكل لحم الحمير وانما نهاهم لأجل ظهورهم ان يفنوه، وليست الحمر بحرام، ثم
قال قرأ هذه الآية (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة أو دما
مسفوحا أو لحم خنزير أو فسقا أهل لغير الله به).
قال عز من قائل: وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر.
322 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه يقول: قال أبى عليه السلام
كل ذي ناب من السباع وذى مخلب من الطير حرام، وفيه أيضا وحرم الأرنب لأنها بمنزلة
774

السنور ولها مخاليب كمخاليب السنور وسباع الوحش.
323 - وفى باب مكاتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين و
تحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير.
324 - في تفسير العياشي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حرم على بني إسرائيل
كل ذي ظفر والشحوم الا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم.
325 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال في حديث
طويل وكل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير حرام.
326 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل
(فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا) يعنى
لحوم الإبل والبقر والغنم هكذا أنزلها الله فاقرأ هكذا، وما كان الله ليحل شيئا في كتابه
ثم يحرمه بعد ما أحله، ولا يحرم شيئا ثم يحله بعد ما حرمه، قلت وكذلك أيضا (ومن البقر و
الغنم حرمنا عليهم شحومهما)؟ قال نعم.
327 - في كتاب معاني الأخبار خطبة طويلة لعلى عليه السلام وستقف عليها إن شاء الله
بتمامها عند قوله (فاما بنعمة ربك فحدث) وفيها يقول عليه السلام انا قابض الأرواح وبأس الله الذي
لا يرده عن القوم المجرمين.
328 - في تفسير علي بن إبراهيم فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين
قال لو شاء لجعلكم كلكم على أمر واحد، ولكن جعلكم على الاختلاف.
329 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
وفيه يقول (ع) ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها
لأسقطوها مع ما أسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بايجاب الحجة على
خلقه، كما قال الله (فلله الحجة البالغة) أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل
ذلك فتركوه بحاله، وحجبوا عن تأكيد الملبس بابطاله، فالسعداء ينتبهون عليه،
والأشقياء يعمهون عنه.
330 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناد إلى مسعدة بن صدقة قال سمعت
775

جعفر بن محمد عليهما السلام وقد سئل عن قول الله: (فلله الحجة البالغة) فقال: ان الله
تعالى يقول للعبد يوم القيامة: عبدي أكنت عالما؟ فان قال: نعم، قال له: أفلا
عملت بما علمت وان قال: كنت جاهلا قال له: أفلا تعلمت حتى تعمل فيخصمه فتلك
الحجة البالغة.
331 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لي أبو الحسن
موسى بن جعفر عليه السلام يا هشام ان لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فاما الظاهرة
فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام، واما الباطنة فالعقول.
332 - محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن
بن محبوب عن داود الرقي عن العبد الصالح عليه السلام قال إن الحجة لا تقوم لله على خلقه الا بامام
حتى يعرف.
333 - علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي
عن النضر بن سويد رفعه عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له جعلت فداك ما أنتم؟ قال:
نحن خزان علم الله، ونحن تراجمة وحى الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء
ومن فوق الأرض.
334 - أحمد بن مهران عن محمد بن علي ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (ع) قال كان أمير المؤمنين (ع)
باب الله الذي لا يؤتي الامنه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجرى الأئمة الهدى
واحدا بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق
الأرض ومن تحت الثرى.
335 - محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن ظريف
وعلي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير
عن أبي عبد الله (ع) أنه قال في اللوح الذي أنزله الله وفيه أسماء الأئمة عليهم الاسلام وجعلت
حسينا خازن وحيى، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد،
وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده، والحديث طويل
776

أخذنا منه موضع الحاجة.
336 - محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني قال
قال أبو عبد الله عليه السلام سأل الياس أبى عليه السلام (1) فقال: يا بن رسول الله باب غامض أرأيت
ان قالوا: حجة الله القرآن قال: اذن أقول لهم: ان القرآن ليس بناطق يأمر وينهى و
لكن للقرآن أهل يأمرون وينهون، وأقول لهم: قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة
ما هي في السنة والحكم الذي ليس فيه اختلاف وليست في القرآن أبى الله لعلمه
بتلك الفتنة ان تظهر في الأرض وليس في حكمه راد لها ومفرج عن أهلها، فقال ههنا
تفلجون يا بن رسول الله. أشهد ان الله عز ذكره قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في
الأرض أو في أنفسهم من الدين أو غيره، فوضع القرآن دليلا قال: فقال: هل تدرى
يا بن رسول الله دليل ما هو؟ قال أبو جعفر عليه السلام، نعم فيه جمل الحدود وتفسيرها عند
الحكم فقال، أبى الله ان يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو ما له ليس في ارضه
من حكمه قاض بالصواب في تلك المصيبة، قال: فقال، اما في هذا الباب فقد فلجتم
بحجة الا ان يفترى خصمكم على الله، فيقول ليس لله جل ذكره حجة، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
337 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال لنبيه (ص): قل لهم تعالوا
أتل ما حرم ربكم عليكم اأا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قال: الوالدين
رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام.
338 - في مجمع البيان ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن
روى عن أبي جعفر عليه السلام ان ما ظهر هو الزنا وما بطن هو المحالة.
339 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن
عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى غيور يحب كل غيور،

(1) هذا الحديث طويل ذكره الكليني (ره) في أصول الكافي في باب شأن انا أنزلناه
في ليلة القدر وتفسيرها ج 1: 246.
777

ولغيرته حرم الفواحش ظاهرها وباطنها.
340 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله
أبى وانا حاضر عن اليتيم متى يجوز امره؟ قال، حتى يبلغ أشده، قال، قلت: وما
أشده؟ قال: احتلامه، قلت: قد يكون الغلام ابن ثمانية عشر سنة أو أقل أو أكثر ولا يحتلم
قال: إذا بلغ وكتب عليه الشئ جاز امره الا أن يكون سفيها أو ضعيفا.
341 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال، إذا بلغ الغلام أشده
ثلث عشرة سنة ودخل في الأربعة عشر وجب عليه ما وجب على المحتلمين احتلم أو لم
يحتلم وكتبت عليه السيئات وكتبت له الحسنات.
342 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال، كنت جالسا عند أبي جعفر
عليه السلام وهو متك على فراشه إذ قرأ الآيات المحكمات التي لم ينسخهن شئ
من الانعام قال، شيعها سبعون الف ملك، (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الا
تشركوا به شيئا).
343 - عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: وان هذا صراطي مستقيما
فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله قال، تدرى ما يعنى بصراطي
مستقيما؟ قلت، لا، قال، ولاية على والأوصياء، قال، أتدري ما يعنى (فاتبعوه) قال،
يعنى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال، وتدري ما يعنى (ولا تتبعوا السبيل فتفرق
بكم عن سبيله)؟ قلت، لا، قال، ولاية فلان وفلان، والله، قال، وتدري ما يعنى
(فتفرق بكم عن سبيله) قلت لا، قال. يعنى سبيل علي عليه السلام.
344 - عن سعد عن أبي جعفر عليه السلام، (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) قال
آل محمد عليهم السلام الصراط الذي دل عليه.
345 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، (وان هذا
صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) سألت الله ان يجعلها لعلى مفضل (1).
346 - في بصائر الدرجات عمران بن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن

(1) كذا في النسخ.
778

محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن قول
الله تبارك وتعالى، (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) قال، هو والله على هو والله
الميزان والصراط.
347 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين
ابن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله) وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) قال،
نحن السبيل فمن أبى فهذه السبل. (1)
348 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الإمام محمد بن علي
الباقر عليهما السلام عن النبي عليه السلام حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها، معاشر الناس ان -
الله قد امرني ونهاني وقد أمرت عليه ونهيته، فعلم الامر والنهى من ربه عز وجل،
فاسمعوا لامره تسلموا وأطيعوه تهتدوا. وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده،
ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله، معاشر الناس انا صراطه المستقيم الذي أمركم باتباعه،
ثم على من بعدى، من ولدى من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون.
349 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن المختار
قال: دخل حيان السراج على الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقال له: يا حيان ما يقول
أصحابك في محمد بن الحنفية؟ قال: يقولون إنه حي يرزق. فقال الصادق عليه السلام.
حدثني أبي عليه السلام انه كان فيمن عاده في مرضه وفيمن اغمضه وادخله حفرته وزوج
نساءه وقسم ميراثه، فقال: يا أبا عبد الله انما مثل محمد في هذه الأمة كمثل عيسى بن
مريم عليه السلام شبه امره للناس، فقال الصادق عليه السلام: شبه امره على أوليائه أو على أعدائه
قال. بلى على أعدائه، فقال، أتزعم ان أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عد وعمه
محمد بن حنيفة؟ فقال، لا. فقال الصادق عليه السلام. يا حيان انكم صدفتم عن آيات الله
وقال الله تبارك وتعالى: سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما

(1) كذا في النسخة المصححة وفى نسخة (فمن أتى فهذه السبيل) وفى المصدر (فمن
أبى فهذه السبل فقد كفر) والكل لا تخلو عن التصحيف والتحريف.
779

كانوا يصدفون.
350 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه ومعنى قوله: هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي
بعض آيات ربك فإنما خاطب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هل ينظر المنافقون والمشركون الا ان
تأتيهم الملائكة فيعاينوهم أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يعنى بذلك أمر ربك
والآيات هي العذاب في دار الدنيا، كما عذب الأمم السالفة والقرون الخالية.
351 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من العلل باسناده إلى
أبى إبراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام. لأي علة غرق الله
تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده قال لأنه آمن عند روية الباس، والايمان عند
روية البأس غير مقبول وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف، قال الله تعالى:
(فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم
لما رأوا باسنا وقال عز وجل يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت
من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا الحديث وستقف عليه بتمامه إن شاء الله في سورة يونس
عند قوله تعالى (حتى إذا أدركه الغرق) الآية.
352 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئل رجل أبى عليه السلام عن حروب
أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له أبى: ان الله تعالى بعث محمدا
بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمدا الا ان تضع الحرب أوزارها ولن تضع الحرب أوزارها
حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك
اليوم فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة وفى الكافي مثله سواء.
353 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل
عما اشتبه عليه من الآيات وقوله: (هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة) يخبر محمدا
صلى الله عليه وآله وسلم عن المشركين والمنافقين الذين لم يستجيبوا لله ولرسوله فقال: هل ينظرون الا
أن تأتيهم الملائكة) حيث لم يستجيبوا لله ولرسوله (أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات
780

ربك) يعنى بذلك العذاب في دار الدنيا كما عذب القرون الأولى، فهذا خبر يخبر به
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنهم ثم قال: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن
آمنت به قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) يعنى من قبل أن تجئ هذه الآية، وهذه الآية
طلوع الشمس من مغربها، وانما يكتفى أولوا الألباب والحجى وأولوا النهى أن يعلموا
انه إذا انكشف الغطاء رأوا ما يوعدون.
354 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى -
عبد الله عليهما السلام في قوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها) قال: طلوع الشمس
من المغرب، وخروج الدابة، والدجال والرجل يكون مصرا ولم يعمل عمل الايمان
ثم تجئ الآيات فلا ينفعه ايمانه.
355 - عن عمرو بن شمر عن أحدهما عليهما السلام في قوله: (أو كسبت في ايمانها خيرا
قال: المؤمن حالت المعاصي بينه وبين ايمانه لكثرة ذنوبه وقلة حسناته فلم يكسب
في ايمانه خيرا.
356 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة أبى (ره) قال: حدثنا
سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن
علي بن رئاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال، في قول الله عز وجل. (يوم يأتي بعض آيات ربك
لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل) فقال: الآيات هم الأئمة عليهم السلام والآية المنتظر
القائم عليه السلام (فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل) قيامه بالسيف وان آمنت
بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام.
357 - وباسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن
محمد عليهما السلام، في قول الله عز وجل. (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) يعنى خروج القائم المنتظر منا.
358 - وباسناده إلى النزال بن سترة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر
فيه خروج الدجال وقاتله وفى آخره يقول: خرج دابة من الأرض (1) من عند الصفا معها

(1) وقد ذكرناه في ذيل الحديث الماضي المنقول عن تفسير العياشي في ذلك الكتاب كلاما في معنى دابة الأرض وما ورد فيها من الأحاديث عن المعصومين (ع) فراجع ان شئت
ج 1: 384 - 385 من كتاب تفسير العياشي.
781

خاتم سليمان وعصى موسى عليهما السلام تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن
حقا وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه: هذا كافر حقا، حتى أن المؤمن لينادي: الويل
لك يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى اليوم مثلك فأفوز فوزا
عظيما ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع
الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولاعمل يرفع ولا ينفع نفسا ايمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ثم قال عليه السلام: لا تسألوني عما تكون بعد
هذا فإنه عهد إلى حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان لا أخبربه غير عترتي.
359 - وباسناده إلى محمد بن المسلى عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: ما زالت الأرض الا ولله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو
إلى سبيل الله جل وعز؟ ولا تنقطع الحجة من الأرض الا أربعين يوما قبل يوم القيامة فإذا
رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل ان ترفع الحجة
أولئك شرار من خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيمة.
360 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن
محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله: (لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل يعنى في الميثاق (أو كسبت في ايمانها
خيرا قال: الاقرار بالأنبياء والأوصياء وأمير المؤمنين عليه السلام خاصة، قال. لا ينفع ايمانها
لأنها سلبت.
361 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله. (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) قال: نزلت. (أو اكتسبت في ايمانها خيرا)
قل انتظروا انا منتظرون) قال: إذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لم ينفعه
ايمانه قوله: ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ انما أمرهم إلى
782

إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون قال: فارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وصاروا أحزابا.
262 - حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن المعلى بن خنيس
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) قال: فارق
القوم والله دينهم.
363 - في مجمع البيان قرأ حمزة والكسائي ههنا وفى الروم (فارقوا) بالألف
وهو المروى عن علي عليه السلام، واختلف في المعنيين بهذه الآية على أقوال إلى قوله: وثالثها
منهم أهل الضلالة وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الأمة، رواه أبو هريرة وعايشة
مرفوعا وهو المروى عن الباقر عليه السلام.
364 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قلت: فهل للمؤمن فضل على المسلم في شئ من الفضائل والاحكام والحدود
وغير ذلك فقال: لا، هما يجريان في ذلك مجرى واحد، ولكن للمؤمن فضل على المسلم
في اعمالهما وما يتقربان به إلى الله عز وجل. قلت أليس الله عز وجل يقول من جاء بالحسنة
فله عشر أمثالها وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن
قال: أليس قد قال الله عز وجل: (يضاعفه له اضعافا كثيرة) فالمؤمنون هم الذين يضاعف -
الله عز وجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا فضل المؤمن ويزيده الله في حسناته على
قدر صحة ايمانه اضعافا كثيرة، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
365 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا يحيى بن زكريا
اللؤلؤي عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (من جاء
بالحسنة فله عشر أمثالها) قال؟ هي للمسلمين عامة، والحسنة الولاية، فمن عمل حسنة
كتبت له عشرة، فان قال! ولم يكن ولاية دفع عنه بما عمل من حسنة في الدنيا وماله
في الآخرة من خلاق.
366 - حدثني أبي عن ابن عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما
783

اعطى الله تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم عليه السلام: يا رب سلطت إبليس على ولدى وأجريته
فيهم مجرى الدم في العروق وأعطيته ما أعطيته فما لي ولولدي فقال لك ولولدك السيئة بواحدة
والحسنة بعشر أمثالها قال رب زدني قال: التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم فقال: يا رب
زدني، قال اغفر ولا أبالي قال: حسبي.
367 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال لما نزلت هذه الآية:
(من جاء بالحسنة فله خير منها) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رب زدني فأنزل الله سبحانه:
(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
368 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن البرقي عن القاسم بن محمد
عن العيص عن نجم بن حطيم عن أبي جعفر عليه السلام قال: من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله
ان يفطر عنده فليفطر وليدخل عليه السرور فإنه يحتسب له بذلك اليوم عشرة أيام، وهو
قول الله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).
369 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي -
عبد الله عليه السلام انه سأله عن الصوم في الحضر؟ فقال ثلاثة أيام في كل شهر الخميس من جمعة
والأربعاء من جمعة والخميس من جمعة أخرى.
370 - قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام صيام شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن
ببلابل الصدر (1) وصيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، ان الله عز وجل يقول (من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).
371 - في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى بكر بن محمد عن الصادق جعفر بن
محمد عن آبائه قال قال أمير المؤمنين عليه السلام الناس في الجمعة على ثلاثة منازل رجل
شهدها بانصات وسكوت قبل الأيام وذلك كفارة لذنوبه من الجمعة إلى الجمعة الثانية،
وزيادة ثلاثة أيام لقول الله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
372 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن

(1) بلابل الصدور: وساوسها.
784

يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال:
كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: ويل لمن غلبت آحاده، فقلت له: وكيف هذا؟
فقال: اما سمعت الله عز وجل يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء
بالسيئة فلا يجزى الا مثلها) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا، والسيئة الواحدة
إذا عملها كتبت له واحدة، فنعوذ بالله ممن يركب في يوم واحد عشر سيئات، ولا يكون له
حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.
373 - في كتاب التوحيد باسناده إلى زيد بن علي قال: سألت أبى سيد العابدين
عليه السلام فقلت له: يا أبت أخبرني عن جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عرج به إلى السماء وأمره
ربه عز وجل بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته قال له موسى بن عمران
ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فان أمتك لا تطيق؟ فقال: يا بنى ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لا يقترح على ربه عز وجل ولا يراجعه في شئ يأمره به، فلما سأله موسى عليه السلام ذلك
وصار شفيعا لامته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى عليه السلام، فرجع إلى ربه عز وجل
فسأله التخفيف إلى أن ردها خمس صلوات، قال: فقلت له يا أبة فلم لم يرجع إلى ربه
عز وجل ولم يسأله التخفيف بعد خمس صلوات؟ فقال: يا بنى أراد عليه السلام ان يحصل
لامته التخفيف مع اجر خمسين صلاة لقول الله عز وجل: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
374 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل
يقول فيه لعلى عليه السلام: من أحبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدى إلى صراط مستقيم.
قال عز من قائل دينا قيما ملة إبراهيم.
375 - في كتاب الخصال عن زرارة قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
بنى الاسلام على عشرة أسهم، على شهادة ان لا إله إلا الله، وهي الملة والصلة وهي
الفريضة الحديث.
376 - في تفسير العياشي عن عبد الرحمن عن أبي كلدة عن أبي جعفر (ع) عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه وقد ذكر إبراهيم (ع) دينه ديني وديني دينه وسنته
785

سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله، وانا أفضل منه.
377 - عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال ما أبقت الحنيفية شيئا حتى أن منها
قص الشارب والأظفار، والاخذ من الشارب (1) والختان.
378 - عن جابر الجعفي عن محمد بن علي (ع) قال مامن أحد من هذه الأمة يدين
بدين إبراهيم غيرنا وشيعتنا.
379 - عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله بعث خليله بالحنيفية، وأمره بأخذ الشارب وقص الأظفار
ونتف الإبط وحلق العانة والختان.
380 - عن عمر بن أبي ميثم قال: سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليه يقول:
ما أحد على ملة إبراهيم الا نحن وشيعتنا وساير الناس منها براء.
381 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه
شرايع الدين إلى أن قال: ولا يأخذ الله عز وجل البرئ بالسقيم، ولا يعذب الله عز وجل
الأطفال بذنوب الاباء، فإنه قال في محكم كتابه: ولا تزر وازرة وزر أخرى.
382 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لا تجن يمينك على شمالك.
383 - في عيون الأخبار حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه
قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال قلت
لأبي الحسن الرضا عليه السلام يا بن رسول الله ما تقول في حديث روى عن الصادق عليه السلام أنه قال
إذا خرج القائم قتل ذرارى قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائها؟ فقال عليه السلام هو كذلك،
فقلت قول الله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ما معناه؟ قال: صدق الله تعالى في
جميع أقواله ولكن ذرارى قتلة الحسين عليه السلام يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها،
ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ولو أن رجلا قتل بالمشرق فرضى بقتله رجل في المغرب لكان
الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل وانما يقتل القائم عليه السلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم
384 - وفيه في باب ما كتبه الرضا (ع) للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين ولا يأخذ الله

(1) وفى المصدر (وأخذ الشارب)
786

تعالى البرئ بالسقيم، ولا يعذب الله تعالى الأطفال بذنوب الآباء، ولا تزر وازرة وزر أخرى
385 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الباقر عليه السلام حديث طويل
يقول فيه: ان علي بن الحسين عليه السلام كان يذكر حال من مسخهم الله قردة من بني إسرائيل و
يحكى قصتهم وفيه قال الباقر عليه السلام: فلما حدث علي بن الحسين عليه السلام بهذا الحديث قال له
بعض من في مجلسه: يا بن رسول الله كيف يعاتب الله ويوبخ هؤلاء الاخلاف على قبايح أتاها
أسلافهم وهو يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى، فقال زين العابدين عليه السلام ان القرآن
نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم، يقول الرجل لتميمي قد أغار قومه
على بلد وقتلوا من فيه: أغرتم على بلد كذا أو فعلتم كذا؟ ويقول العرب نحن فعلنا ببنى
فلان، ونحن سبينا آل فلان، ونحن خربنا بلد كذا لا يريد انهم باشروا ذلك، ولكن يريد
هؤلاء بالعذل وأولئك بالامتحان ان قومهم فعلوا كذا، فقول الله عز وجل في هذه الآيات
انما هو توبيخ لاسلافهم وتوبيخ العذل على هؤلاء الموجودين، لان ذلك هو اللغة التي نزل بها
القرآن، ولان هؤلاء الاخلاف أيضا راضون بما فعل أسلافهم، مصوبون ذلك لهم، فجاز أن
يقال أنتم فعلتم أي رضيتم قبيح فعلهم.
386 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وهو الذي جعلكم خلائف الأرض
ورفع بعضكم فوق بعض درجات قال: في القدر والمال ليبلوكم أي يختبركم فيما آتيكم
ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم.
تم الجزء الأول من نور الثقلين واتفق الفراغ منه على يد مؤلفه العبد الفقير الجاني
والحقير أقل العباد وأحوجهم إلى عفو ربه يوم التناد عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
بدار العلم شيراز صانها الله عن الأحزان في المدرسة المباركة عمرها الله بتعمير بانيها جزيل
الاحسان ومعدن الفضل.
وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في 16 صفر سنة 1383 من الهجرة
النبوية وانا العبد الفاني السيد هاشم الحسيني المحلاتي المشتهر
برسولي عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله
787