الكتاب: موسوعة في أحاديث الإمام المهدي ، الضعيفة والموضوعة
المؤلف: دكتر عبد العليم عبد العظيم البستوي
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٠ - ١٩٩٩ م
المطبعة:
الناشر: المكتبة المكية - مكة المكرمة - السعودية / دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الموسوعة
في
أحاديث المهدي
الضعيفة والموضوعة
1

بسم الله الرحمن الرحيم
2

الموسوعة
في
أحاديث المهدي
الضعيفة والموضوعة
تأليف
الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي
المكتبة المكية
دار ابن حزم
3

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
1420 ه‍ - 1999 م
الكتب والدراسات التي تصدرها الدار
تعبر عن آراء واجتهادات أصحابها
المكتبة المكية
حي الهجرة - مكة المكرمة - السعودية - هاتف وفاكس: 5340822
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
بيروت - لبنان - ص ب: 6366 / 14 - تلفون: 701974
4

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله.
أما بعد. فهذا هو القسم الثاني من كتابي، " الأحاديث الواردة في
المهدي في ميزان الجرح والتعديل " وينفرد هذا القسم بذكر الأحاديث
الضعيفة والموضوعة الواردة في هذا الموضوع، ولذلك سميته " الموسوعة
في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة "، وقد سبق أن صدر القسم
الأول من الكتاب باسم " المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار
الصحيحة وأقوال العلماء وتصورات الفرق المختلفة " وقد أفردته بذكر
الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في الموضوع فبلغت ستة وأربعين ما
بين حديث وأثر وهو كل ما ثبت في الباب حسب علمي واطلاعي.
وقدمته بمقدمة مفصلة ذكرت فيها أمورا أخرى تتعلق بالمهدي وختمته
بخاتمة ذكرت فيها خلاصة ما ثبت بالبحث والتحقيق مأربهم وأغراضهم
الفاسدة، فأصبح كتابا مستقلا بذاته لمن يريد الاكتفاء بمعرفة حقيقة هذا
الموضوع.
5

وكما ذكرت في مقدمة القسم الأول من الكتاب بأن هذا الموضوع
قد أخطأ فيه فريقان من الناس. ففريق أنكر كل ما ورد في هذا الباب من
أحاديث وكذبها وإن كان صحيحا حسب القواعد العلمية. وفريق آخر قبل
واحتج بكل ما ورد وإن كان ضعيفا أو موضوعا. وقد استغل كثير من
المفسدين والمغرضين أفرادا أو فرقا هذه الأخبار الضعيفة والموضوعة
لتحقيق أطماعهم الفاسدة وادعاءاتهم الكاذبة فأفسدوا في الأرض وأثاروا
كثيرا من الفتن والقلاقل وذلك كان لا بد من بيان ما في هذه الأخبار من
ضعف ووهاء ليكون المسلم على حذر منها ولا يقع فريسة لتضليل
المضلين وإفساد المفسدين.
ويشتمل هذا القسم على بابين وهما:
الباب الأول: في ذكر الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة
الصريحة في ذكر المهدي.
الباب الثاني: في ذكر الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة غير
الصريحة في ذكر المهدي.
ولقد بحثت في هذه الأحاديث سندا ومتنا وبينت درجتها على قدر
علمي وجهدي في ضوء قواعد علماء الحديث.
وبقيت هناك أحاديث وآثار قليلة ذكرها العلماء في كتبهم في باب
المهدي ولم أطلع على أسانيدها فذكرتها في آخر الكتاب إلى أن أتمكن
من العثور على مصادرها.
وهكذا فمجموع ما ورد في هذا الجزء مائتان واثنتان وتسعون رواية
ما بين حديث مرفوع أو أثر موقوف أو مقطوع أو دون ذلك، وقد رقمتها
برقم متسلسل خاص بهذا الجزء مع رقم آخر بين قوسين متسلسل مع
أحاديث وآثار الجزء الأول فبلغ مجموعها ثلاثمائة وثماني وثلاثين رواية.
وهذا هو جهد المقل فما أصبت فيه فبفضل الله وإحسانه وتوفيقه،
6

وما أخطأت فيه فأرجو منه سبحانه العفو والمغفرة، وأسأل الله أن يجعل
عملي هذا وغيره خالصا لوجهه وينفعني به في هذه الدنيا ويوم لا ينفع
مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ويعم بنفعه المسلمين ويجعل
ذلك في حسناتي إلي يوم الدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب
إليك.
وقد انتهيت من مراجعة هذا الجزء - تمهيدا لتقديمه إلى المطبعة -
بمكة المكرمة حرسها الله تعالى عصر يوم الخميس الثالث والعشرين من
شهر ذي القعدة 1416 ه‍ الموافق 11 / أبريل 1996 م.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين.
وكتبه
أبو بسام
عبد العليم عبد العظيم البستوي
7

الباب الأول
الأحاديث والآثار الضعيفة
والموضوعة الصريحة
في ذكر المهدي
9

الأحاديث
1 - (47) عن عثمان بن عفان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" المهدي من ولد العباس عمي ".
تخريج الحديث:
أخرجه الدارقطني في الافراد، وعن طريقه ابن الجوزي في العلل
المتناهية قال: أنا محمد بن عمر الأرموي ومحمد بن عبد الملك بن
خيرون وعبد الرحمن بن محمد القزاز قالوا: أنا عبد الصمد بن المأمون
قال: أنا الدارقطني قال:
نا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال نا محمد بن الوليد القرشي،
قال نا أسباط بن محمد، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن سعيد بن
المسيب، عن عثمان بن عفان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
فذكره (1).
وقال الألباني: أخرجه الدارقطني في الافراد من طريق محمد بن
الوليد القرشي، ثنا أسباط بن محمد، وصلة بن سليمان الواسطي، عن
سليمان التيمي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان بن عفان

(1) العلل المتناهية (145، ألف).
11

مرفوعا فذكره (1).
وعزاه المناوي إلى الديلمي في مسنده (2).
وعزاه السيوطي إلى ابن عساكر في تاريخه (3).
رجال الحديث:
(1) محمد بن الوليد القرشي: وهو محمد بن الوليد بن أبان القلانسي
البغدادي مولى بن هاشم: توفي 363 ه‍. وهو كذاب.
قال ابن عدي: كان يضع الحديث ويصله ويسرقه ويقلب الأسانيد
والمتون. وقال: سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: كذاب. وقال
أبو عروبة: كذاب.
وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد فلم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا (4).
(2) صلة بن سليمان الواسطي، العطار، أبو زيد. كذبه أبو داود وابن
معين في رواية وفي أخرى: ليس بثقة وقال في رواية ضعيف.
وقال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري: ليس

(1) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1: 93) رقم 80.
(2) فيض القدير (6: 278). وهو في الفردوس (4: 221. رقم 6666) مما استدركه
المحقق من زهر الفردوس (4: 99).
(3) الحاوي (2: 165)، وهو في كنز العمال (7: 186).
(4) الكامل 6 / 2287، تاريخ بغداد (3: 330)، ديوان الضعفاء (ص 291)، المغني
في الضعفاء (2: 641)، ميزان الاعتدال (4: 59)، لسان الميزان (5: 417).
وهناك ترجمة أخرى في تاريخ بغداد: محمد بن الوليد بن أبان أبو جعفر القلانسي
المخرمي. وقال فيه أبو حاتم: لم يكن بصدوق، وقال الدارقطني: ضعيف. ولكن
يرى الذهبي (الميزان والمغني) أنهما واحد.
12

بذاك القوي (1).
ولكنه مع كونه كذابا لم ينفرد بهذه الرواية عن سليمان التيمي بل
رواه أيضا أسباط بن محمد وهو ثقة ضعف في الثوري (2).
(3) قتادة: ثقة مدلس وقد عنعن. تقدمت ترجمته.
قال الدارقطني بعد ذكره: غريب، تفرد بن محمد بن الوليد مولى
بني هاشم بهذا الاسناد (3). وقد أورده ابن الجوزي في الأحاديث
الواهية كما سبق وقال: تفرد به محمد بن الوليد وقال ابن عدي
كان يضع الحديث (4).
وقال السمهودي: أما هذا ففيه محمد بن الوليد وضاع (5).
وقال الذهبي: وضعه محمد بن الوليد على أسباط (6).
ورمز له السيوطي بالضعف (7).
وقال الألباني: موضوع.. ومما يدل على كذب هذا الحديث أنه
مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم المهدي من عترتي من ولد فاطمة. وإسناده
جيد (8).

(1) الضعفاء للبخاري (ص 264)، الضعفاء للنسائي (ص 294)، لسان الميزان (3:
199).
(2) تقريب التهذيب (1: 53).
(3) الحاوي: (2: 165) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1: 93).
(4) العلل المتناهية (148 ألف).
(5) فيض القدير (6: 278).
(6) تلخيص العلل المتناهية (74 ب).
(7) الجامع الصغير مع شرح فيض القدير (6: 278).
(8) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1: 93) رقم 80.
13

النتيجة:
الحديث موضوع وآفته محمد بن الوليد القرشي.
وبعد ما ثبت أن الحديث موضوع فلا حاجة إلى محاولة الجمع بين
هذا الحديث والأحاديث الأخرى التي تبين أن المهدي من أولاد فاطمة.
كما فعل ذلك غير واحد من المؤلفين (1).

(1) منهم البرزنجي في الإشاعة لأشراط الساعة (ص 88)، وابن حجر الهيتمي في القول
المختصر (ص 18 ألف) وغيرهما.
14

2 - (48) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
" أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منا،
بنا يختم الله كما بنا فتح، وبنا يستنقذون من الشرك،
وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة كما بنا ألف
بين قلوبهم بعد عداوة الشرك ".
قال علي: أمؤمنون أم كافرون؟ قال: مفتون وكافر.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال: ثنا أحمد بن محمد بن خالد بن
حبان، ثنا محمد بن سفيان الحضرمي، ثنا أبن لهيعة، عن أبي
زرعة عمرو بن جابر، عن عمر بن علي بن أبي طالب (1) أنه قال
للنبي صلى الله عليه وسلم: فذكره (2).
(2) وأخرجه نعيم بن حماد عن الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن
أبي زرعة، عن عمر بن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بنا يختم الدين
كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشرك وقال أحدهما من الضلالة وبنا
يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وقال أحدهما الضلالة
والفتنة (3).
(3) وأخرجه أبو نعيم في " أخبار المهدي " كما ذكر السيوطي (4).

(1) هكذا في مخطوطة مجمع البحرين. والظاهر أن الصواب " عن عمر بن علي بن أبي
طالب عن علي بن أبي طالب لان عمر هذا تابعي، فلا يمكن أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم.
(2) مجمع البحرين (ص 425)، مجمع الزوائد (7: 316).
(3) الفتن (102 ب).
(4) الحاوي (2: 129).
15

رجال الحديث:
(1) أحمد بن محمد بن خالد بن حبان: شيخ الطبراني هكذا كنت نقلته
من المخطوط ولم أجد له ترجمة. ثم تبين لي بعد الرجوع إلى
المطبوع من المعجم الأوسط (1 / 136 / 157) ومجمع البحرين (7 /
281 / 4458) أن الصواب أحمد بن يحيى بن خالد. وقد ذكره
ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1 / 84) وقال: أحد من روى
عن إمامنا أحمد. ولم يزد عليه ابن مفلح (المقصد الأرشد 1 /
208 / 187) ولا العليمي (المنهج الاحمد 1 / 367 / 307) شيئا.
(2) ابن لهيعة: هو عبد الله بن لهيعة: ابن عقبة الحضرمي، أبو عبد
الرحمن المصري، القاضي. صدوق، خلط بعد احتراق كتبه،
ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في
مسلم بعض شئ مقرون. مات 174 ه‍ (م د ت ق).
وقد اختلف العلماء في شأنه فمنهم من قبل روايته قبل احتراق كتبه
وردها بعده كعبد الرحمن بن مهدي والفلاس وغيرهما، ومنهم من
ردها مطلقا كابن معين والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم.
وقال أحمد: " من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه
واتقانه. ولكنه قال أيضا: ما حديث ابن لهيعة بحجة وإني لأكتب
كثيرا مما أكتب لاعتبر به ويقوي بعضه بعضا ". أما سماع
عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقرئ
عنه فهو أجود وأقوى. إما لأنهم سمعوا قبل اختلاطه كما قال
الفلاس، أو لأنهم كانوا يتتبعون أصوله كما قال أبو زرعة.
قال الذهبي في المغني: ضعيف. وقال في الديوان: العمل على
تضعيف حديثه. والله أعلم (1).

(1) المغني في الضعفاء (1: 352)، ميزان الاعتدال (2: 475)، تقريب التهذيب (1: 444)،
تهذيب التهذيب (5: 373).
16

(3) عمرو بن جابر الحضرمي، أبو زرعة المصري، من الرابعة، توفي
بعد 120 ه‍ (ت ق).
متروك الحديث.
قال سعيد بن أبي مريم سمعت ابن لهيعة يقول: عمرو بن جابر
كان ضعيف العقل. كان يقول علي في السحاب، وكان يجلس معنا
فيبصر سحابة فيقول: هذا علي قد مر في السحاب، كان شيخا
أحمق. قال أحمد: روى عن جابر مناكير وبلغني أنه كان يكذب.
قال النسائي: ليس بثقة. قال الجوزجاني: غير ثقة على جهل
وحمق. قال ابن حبان: لا يحتج بخبره. قال الأزدي: كذاب. قال
الذهبي: هالك. وقال ابن حجر: ضعيف شيعي.
قال أبو حاتم: صالح الحديث له نحو عشرين حديثا. وذكره البرقي
فيمن ضعف بسبب التشيع وهو ثقة. وذكره يعقوب بن سفيان في
جملة الثقات وصحح الترمذي حديثه. قال ابن عدي: فيما يرويه
مناكير وبعضها مشاهير إلا أنه في جملة الضعفاء ومن جملة الشيعة
وكان الناس يذمونه من الوجهين من قوله في علي ومن ضعفه في
رواياته (1).
(5) عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي: ثقة من الثالثة. مات في
زمن الوليد وقيل قبل ذلك (ع). وثقه العجلي وذكره ابن حبان في
الثقات (2).

(1) الضعفاء للنسائي (ص 299)، الجرح والتعديل (3: 1: 124)، الضعفاء للعقيلي
(ص: 302)، ديوان الضعفاء (ص: 234)، المغني في الضعفاء (2: 482)،
تقريب التهذيب (2: 66)، تهذيب التهذيب (8: 11).
(2) الجرح والتعديل (3: 1: 124)، الكاشف (2: 319)، تقريب التهذيب (2: 61)،
تهذيب التهذيب (7: 485).
17

ففي هذا الاسناد عمرو بن جابر الحضرمي وهو متروك وابن لهيعة
ضعيف. بالإضافة إلى أن عمر بن علي بن أبي طالب لم يدرك
النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدري هل أنه أرسله كما يظهر من رواية نعيم بن
حماد أم سقط اسم علي بن أبي طالب من أحد الرواة أو النساخ
كما يظهر من رواية الطبراني. والله أعلم. وقد ذكره الهيثمي
والسيوطي عن علي بن أبي طالب، مرفوعا (1).
قال الهيثمي: فيه عمرو بن جابر الحضرمي وهو كذاب (2).
النتيجة:
إسناده ضعيف جدا.

(1) الحاوي للسيوطي (2: 129)، مجمع الزوائد للهيثمي (7: 316). ثم وجدته في
المطبوع من المعجم الأوسط ومجمع البحرين: " عن عمر بن علي عن أبيه علي بن
أبي طالب ".
(2) مجمع الزوائد (7: 317).
18

3 - (49) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قلت:
يا رسول الله: المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا؟
قال: بل منا، بنا يختم الدين كما بنا فتح وبنا يستنقذون
من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك وبنا
يؤلف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف
الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال:
حدثنا الوليد، عن علي بن حوشب سمع مكحولا يحدث عن علي
بن أبي طالب، رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله فذكره (1).
(2) وأخرجه أيضا من طريق آخر قال:
حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن إسرائيل بن عباد عن ميمون
القداح عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وقال أحدهما: عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (2).
(3) وعزاه السيوطي إلى أبي نعيم في أخبار المهدي (3).
رجال الحديث:
(الطريق الأول)
(1) الوليد بن مسلم القرشي. ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية. ستأتي
ترجمته بتفصيل.

(1) الفتن (102 ألف).
(2) أيضا (102 ألف).
(3) الحاوي (2: 129).
19

مكحول: أبو عبد الله الشامي. ثقة فقيه كثير الارسال. من الخامسة
مات بضع عشرة ومائة (م 4). ولكنه لم يسمع من علي بن أبي
طالب قال أبو حاتم: سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من أحد
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندنا إلا أنس بن مالك (1).
أما علي بن حوشب فلا بأس به كما في ترجمته في التقريب.
(الطريق الثاني)
(1) الوليد بن مسلم. ثقة لكنه مدلس وقد عنعن. تقدم آنفا.
وقد توبع برشدين وهو:
رشدين بن سعد: بن مفلح المهري. أبو الحجاج المصري ضعيف.
من السابعة. توفي 188 ه‍ (ت ق).
ضعفه أحمد وابن معين والفلاس وأبو زرعة وابن سعد وابن قانع
ويعقوب بن سفيان والدارقطني وغيرهم. وقال ابن معين مرة: لا
يكتب حديثه. وكذلك قال ابن نمير والنسائي في رواية. وقال
النسائي أيضا: متروك الحديث. قال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه
غفلة يحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث ما أقربه من
داود بن المحبر وابن لهيعة أستر ورشدين أضعف.
(2) ابن لهيعة: عبد الله. ضعيف. تقدم.
(3) إسرائيل بن عباد المكي، أبو معاذ، قال ابن حجر: وذكره الطوسي

(1) التاريخ الصغير (ص 204)، التاريخ الكبير (2: 1: 337)، الضعفاء الصغير
(ص 260)، كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 292)، الجرح والتعديل (1:
2: 513)، ديوان الضعفاء (ص 102)، المغني في الضعفاء (1: 232)، ميزان
الاعتدال (2: 49)، تقريب التهذيب (1: 251)، تهذيب التهذيب (3: 279).
20

في رجال الشيعة وكان ثقة، من الرواة عن أبي جعفر الباقر
رضي الله عنه.
(4) ميمون القداح: لم أجد له ترجمة، ولعله والد عبد الله بن ميمون
القداح أحد الهلكى وله ترجمة في التهذيب.
(5) أبو الطفيل: عامر بن واثلة. آخر من مات من الصحابة.
فالاسناد الأول منقطع. مكحول لم يسمع من علي والوليد مدلس
وعنعن.
وفي الثاني ابن لهيعة: وهو ضعيف. وميمون القداح: لم أعرفه
ومدارهما على نعيم وهو كثير الوهم، وراوي الكتاب عنه:
ضعيف. والله أعلم.
النتيجة:
إسناده ضعيف. وهذا الحديث يختلف عن سابقه في بعض فقرات
متنه.
21

4 - (50) عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" هو (المهدي) رجل من أهل بيتي ".
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن في باب " نسبة المهدي " قال: حدثنا
الوليد، عن ابن لهيعة، وأخبرني عياش بن عباس، عن ابن زرير، عن
علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
رجال الحديث:
(1) الوليد بن مسلم ثقة يدلس تدليس التسوية. وقد عنعن. تقدم.
(2) ابن لهيعة: عبد الله. ضعيف. تقدم.
(3) عياش بن عباس: القتباني، الحميري. أبو عبد الرحيم ويقال: أبو
عبد الرحمن المصري. ثقة. من السادسة. مات 133 ه‍ (ز م 4).
وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان. وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: صالح (2).
(65) ابن زرير: عبد الله بن زرير، الغافقي. ثقة رمي بالتشيع. مات
180 أو بعدها (د س ق).
وثقه العجلي وابن سعد وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن
يونس: كان من شيعة علي والوافدين إليه من مصر (3).
النتيجة:
إسناده ضعيف:

(1) الفتن (102 ب).
(2) تقريب التهذيب (2: 95)، تهذيب التهذيب (8: 197).
(3) تقريب التهذيب (1: 415)، تهذيب التهذيب (5: 216).
22

لعنعنة الوليد بن مسلم وضعف شيخه ابن لهيعة.
ولكن المعنى قد ورد عن طريق آخر عن علي (رقم 1 من الجزء
الأول).
23

5 - (51) عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" المهدي من ولد فاطمة ".
تخريج الحديث:
أخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة سويد بن سعيد قال: ثنا
إسحاق بن إبراهيم بن يونس، ثنا سويد بن سعيد: ثنا سفيان بن عيينة:
عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
(1) سويد بن سعيد: بن سهل الهروي الأصل، ثم الحدثاني الأنباري
أبو محمد. توفي 240 ه‍. صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار
يتلقن ما ليس من حديثه. من قدماء العاشرة (م ق).
وثقه أحمد والدارقطني ومسلمة بن قاسم. وقال أبو حاتم: كان
صدوقا وكان يدلس ويكثر ذلك يعني التدليس.
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق مضطرب الحديث ولا سيما بعد ما
عمي. وقال صالح جزرة: صدوق إلا أنه كان أعمى فكان يلقن
أحاديث ليست من حديثه. وكان أبو زرعة سيئ القول فيه ولكنه
قال أما كتبه فصحاح وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها فأما إذا حدث
من حفظه فلا.
قال البخاري: فيه نظر عمي فتلقن ما ليس من حديثه. وقال أيضا:
ضعيف جدا. وقال مرة: ضعيف. وقال مرة: حديثه منكر. وضعفه
النسائي أيضا وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون. وفي الضعفاء له:
ليس بثقة. وقال ابن المديني: ليس بشئ. وقد أنكر عليه حديث

(1) الكامل لابن عدي ترجمة سويد بن سعيد. وعنه ميزان الاعتدال (2: 249).
24

(من عشق فعف وكتم ومات فهو شهيد) حتى قال ابن معين: هو
حلال الدم. وقال: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدا. قال
الذهبي: كان صاحب حديث وحفظ لكنه عمر وعمي فربما لقن ما
ليس من حديثه (1).
ورجال الحديث كلهم ثقات غير سويد بن سعيد وهو ضعيف.
قال ابن عدي: هكذا ثنا عن سويد فقال " المهدي من ولد فاطمة "
وإنما يروي الناس هذا الحديث عن ابن عيينة " لا تذهب الأيام
والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ". فجاء
سويد بلفظة ليست منها وما أظن وافقه عليه أحد.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
وقد روي المتن بسند آخر عن أم سلمة رضي الله عنها وإسناده
حسن وهو رقم 9 من الجزء الأول.

(1) التاريخ الصغير (ص 234)، الضعفاء للنسائي (ص: 292)، الجرح والتعديل (2:
1: 340)، الكاشف (1: 411)، ديوان الضعفاء (ص 139)، المغني في الضعفاء
(1: 290)، تقريب التهذيب (1: 340)، تهذيب التهذيب (4: 272).
25

6 - (52) عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال:
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أبو
زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا
يحيى بن يمان، حدثنا سفيان وزائدة، عن عاصم أبي وائل (1)، عن
زر عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (2).
(2) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا يحيى بن اليمان عن
الثوري سفيان، وزائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن زر، عن
عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه
اسم أبي (3).
(3) وأخرجه نعيم أيضا في موضع آخر فقال: حدثنا ابن عيينة، عن
عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المهدي يواطئ
اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي وسمعته غير مرة لا يذكر اسم أبيه (4).
(4) وأخرجه ابن عساكر أيضا كما في كنز العمال (5).

(1) يظهر من سياق الاسناد أن " أبي وائل " كنية عاصم ولكنه بصحيح بل أبو وائل
هذا من شيوخ عاصم. فالظاهر أن الصواب عاصم عن أبي وائل كما هو في كتاب
الفتن.
(2) تاريخ بغداد (5: 391).
(3) كتاب الفتن (101 ب).
(4) المصدر السابق (101 ب).
(5) كنز العمال (7: 187).
26

رجال الحديث:
(1) أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي: ضعيف.
قال ابن الجوزي: متروك الحديث. وعقب عليه الذهبي فقال هذا
من شيوخ الطبراني، ما علمت به بأسا. يروي عن نعيم بن حماد
وجماعة. ونقل ابن حجر في لسان الميزان عن ابن يونس في تاريخ
مصر أنه قال: تكلموا فيه. توفي سنة 294 ه‍. حدث عن أبي
صالح كاتب الليث وقال مسلمة بن القاسم: ليس عندهم بثقة (1).
قال الذهبي في الديوان والمغني: ضعيف.
(2) نعيم بن حماد: صدوق يخطئ كثيرا. كما تقدم في مقدمة الجزء
الأول بتفصيل.
(3) يحيى بن اليمان: العجلي، أبو زكريا الكوفي. صدوق عابد،
يخطئ كثيرا وقد تغير. من كبار التاسعة توفي 189 ه‍ (بخ م 4).
وثقه ابن معين في رواية. وقال مرة: ليس به بأس. وقال أيضا:
أرجو أن يكون صدوقا. وقال أيضا: ليس بثبت لا يبالي أي شئ
حدث كان يتوهم الحديث. قال أحمد: ليس بحجة. وقال علي
ابن المديني: كان فلج فتغير حفظه. وقال يعقوب بن شيبة: كان
صدوقا كثير الحديث وإنما أنكروا عليه أصحابنا كثرة الغلط وليس
بحجة إذا خولف. وقال أبو داود: يخطئ في الأحاديث ويقلبها
وقال النسائي: ليس بالقوي. قال العجلي: كان من كبار أصحاب
الثوري وكان ثقة جائز الحديث متعبدا معروفا بالحديث صدوقا إلا
أنه فلج بآخره فتغير حفظه.

(1) كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (ص 147)، ديوان الضعفاء
(ص 187)، المغني في الضعفاء (3: 377)، ميزان الاعتدال (2: 554)، لسان
الميزان (3: 408).
27

قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، في حديثه بعض الضعف ومحله
الصدق. وقال أبو زرعة: يحيى بن اليمان لم يكن عندي ممن
يكذب ولكن كان يحمل إليه الشئ.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ وهو في نفسه لا يتعمد
الكذب إلا أنه يخطئ ويشتبه عليه (1).
(4) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. ثقة مخضرم. مات في
خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة (ع) (2).
ولكن الظاهر أن زيادة " أبي وائل " في هذا الاسناد وهم من بعض
الرواة. وهي زيادة منكرة. فقد روى الثقات نحو هذا الحديث عن
عاصم عن زر مباشرة بدون هذه الزيادة. ولذلك قال الطبراني كما
هو في نسخة كتاب الفتن - والطبراني أحد رواته -: الصواب عن
زر بلا أبي وائل عن كعب قال: اسم المهدي محمد أو قال اسم
نبي. والله أعلم (3).
وبقية رجاله ثقات.
فمدار الحديث في جميع طرقه على نعيم وهو لا يحتج به لأنه
يخطئ كثيرا وروى عنه المرادي وهو ضعيف. ولذلك فهذا الاسناد
ضعيف. وقد روي المعنى من طرق أخرى صحيحة عن سفيان
الثوري وزائدة وابن عيينة من حديث ابن مسعود بدون لفظ

(1) طبقات ابن سعد (6: 391)، التاريخ الكبير (4: 2: 313)، الضعفاء للنسائي (ص
306)، الجرح والتعديل (4: 2: 199)، كتاب الضعفاء والكذابين للبرذعي (ص
21) ديوان الضعفاء (ص 341)، المغني في الضعفاء (2: 746)، ميزان الاعتدال
(4: 416)، تقريب التهذيب (2: 361)، تهذيب التهذيب (11: 306).
(2) تقريب التهذيب (1: 254)، تهذيب التهذيب (4: 362).
(3) كتاب الفتن (101 ب).
28

" المهدي " بالتصريح. فلعل نعيما رواه بالمعنى. والله أعلم.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
29

7 - (53) عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل
بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم
من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا
يعطونه فيقاتلون فينصرون ما شاءوا، فلا يقبلونه حتى
يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما
ملؤوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على
الثلج. زاد نعيم (فإنه المهدي).
تخريج الحديث:
(ألف)
(1) أخرجه ابن ماجة في باب خروج المهدي (1) قال:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، ثنا علي بن صالح
عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:
بينما نحن عند رسول الله إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم
النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه قال: فقلت ما نزال نرى في
وجهك شيئا نكرهه. فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة.
الحديث باللفظ المذكور، ما عدا الزيادة.
(2) وأخرجه نعيم بن حماد أيضا في الفتن قال (2):
حدثنا محمد بن فضيل، وعبد الله بن إدريس، وجرير، عن يزيد بن أبي
زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: بينما
نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فتية من بني هاشم فتغير لونه فقلنا: يا

(1) سنن ابن ماجة (2: 1366) حديث رقم 4082.
(2) كتاب الفتن (84 ب).
30

رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا تكرهه. فقال: إنا أهل بيت
اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي هؤلاء سيقتلون (كذا
والصواب سيلقون) بعدي بلاء وتطريدا وتشريدا حتى يأتي قوم من ها
هنا من نحو المشرق أصحاب رايات سود يسئلون الحق فلا يعطونه
مرتين أو ثلاثا فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلوها حتى
يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها عدلا كما ملؤوها ظلما فمن
أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج فإنه المهدي.
(3) وأخرجه العقيلي أيضا قال:
حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن عوف، أخبرنا خالد بن
عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن
عبد الله قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه فتية من قريش
فتغير لونه فقلنا: يا رسول الله إنا لا نزال نرى في وجهك الشئ
تكرهه فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل
بيتي سيلقون بعدي تطريدا وتشريدا حتى يجئ قوم من ها هنا
وأومأ بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا
يعطونه مرتين أو ثلاثا فيقاتلون فيعطون ما سألوا فلا يقبلون حتى
يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت ظلما
وجورا فمن أدرك ذلك منهم فليأته ولو حبوا على الثلج (1).
(4) وذكره الذهبي في الميزان عن:
عباد بن يعقوب وإسماعيل بن بنت السدي قالا: أخبرنا عمرو بن
القاسم التمار، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة،
عن عبد الله مرفوعا:

(1) ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (4: 423)، وهو في ضعفاء العقيلي 4 / 381
ترجمة يزيد بن أبي زياد.
31

إذا رأيتم الرايات السود قد خرجت فاتوها ولو حبوا على
الثلج (1).
(5) وأخرج جزءا منه أبو نعيم في أخبار أصبهان قال:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا علي بن الوزير، ثنا إسماعيل بن
موسى السدي، ثنا عمرو بن القاسم، عن يزيد بن أبي زياد، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فرأينا في وجهه شيئا كرهناه فقلنا: يا رسول الله ما نزال نرى في
وجهك الشئ نكرهه فبما ذاك؟ قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا
الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة تطريدا
وتشريدا (2).
وليس فيه محل الشاهد الذي نحن بصدده.
(6) وأخرجه أيضا الديلمي في الفردوس بلفظ ابن ماجة (3).
(ب)
(7) وأخرجه الحاكم أيضا في المستدرك قال:
أخبرني أبو بكر بن دارم الحافظ بالكوفة، ثنا محمد بن عثمان بن
سعيد القرشي، ثنا يزيد بن محمد الثقفي، ثنا حبان بن سدير، عن
عمرو بن قيس الملائي، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة بن

(1) ميزان الاعتدال (3: 284) في ترجمة عمرو بن القاسم التمار.
(2) أخبار أصبهان (2: 12).
(3) الفردوس (225 ب) وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة في مصنفه (15: 235) وابن أبي
عاصم في السنة (2 / 633) ح 1499. والبزار في مسنده 4 / 354 - 355. حديث
1556 - 1557، والهيثم بن كليب الشاشي 1 / 347 ح 329. وأبو عمرو الداني
في الفتن 5 / 1029 - 1031، ح 546 - 547، وابن عدي في الكامل 5 / 783،
و 7 / 2729. بطرق عن يزيد بن أبي زياد به.
32

قيس وعبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج إلينا مستبشرا يعرف
السرور في وجهه فما سألناه عن شئ نكرهه فقال: إنا أهل بيت
اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي
تطريدا وتشريدا في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق
فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون
فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا
على الثلج فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي
يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملأها
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (1).
(8) وأخرجه البزار أيضا ولم أطلع عليه ولكن قال الحافظ ابن كثير في
البداية والنهاية (2):
قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا الفضل بن سهل، ثنا عبد الله بن
داهر الرازي، ثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن
إبراهيم، عن (3) عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتية من
بني هاشم فاغرورقت عيناه وذكر الرايات قال: فمن أدركها فليأتها
ولو حبوا على الثلج.
ثم قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم إلا ابن ليلى ولا
نعلم يروى إلا من حديث داهر بن يحيى وهو من أهل الرأي صالح
الحديث. وإنما يعرف من حديث يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم.

(1) المستدرك للحاكم (4: 464).
(2) البداية والنهاية (نقلا عن البزار) (6: 245)، ثم رأيته في مسند البزار 4 / 310 ح
1491.
(3) كذا في البداية والنهاية، ولكنه في مسند البزار " إبراهيم عن علقمة عن عبد الله،
وهو الصواب ".
33

وأخرجه أيضا ابن عدي في الكامل قال:
حدثنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا ابن داهر، ثنا أبي، عن ابن
أبي ليلى، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نفر
من بني هاشم أو فتية فلما رآهم تغير فقلت ما نزال نرى في
وجهك ما نكره. قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا
وأهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاء حتى يجئ قوم من ها هنا
من قبل المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه قال
فيقاتلون فينصرون ما سألوا فلا يقبلون ثم يعطون ما سألوا
فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي يملاها قسطا كما
ملئت جورا وظلما فمن أدرك منكم ذلك الزمان فليجيئهم ولو حبوا
على الثلج (1).
(10) وعزاه السيوطي في الحاوي إلى أبي نعيم في " أخبار المهدي " ولم
أطلع عليه ولكن أخرج هو نفسه في أخبار أصبهان أول الحديث
كما سبق ذكره. فالغالب أن سنده في الكتابين واحد، ونسبه
الديلمي إلى الطبراني أيضا ولم أره.
رجال الحديث:
تلتقي جميع الطرق في قسم (ألف) في يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. ويزيد هو: يزيد بن أبي زياد القرشي
الهاشمي، مولاهم، أبو عبد الله الكوفي. توفي 137 ه‍. أخرج له مسلم
مقرونا بغيره وأخرج له الأربعة. قال ابن الفضيل: " كان من أئمة الشيعة
الكبار " واختلف العلماء في شأنه وإليك أقوالهم:

(1) الكامل (7 / 1543)، وعنه ميزان الاعتدال (2: 416)، اللسان (3: 282).
34

التعديل:
قال يعقوب بن سفيان: ويزيد وإن كانوا يتكلمون فيه لتغيره فهو على
العدالة والثقة وإن لم يكن مثل الحكم والمنصور.
قال أحمد بن صالح المصري: يزيد بن زياد ثقة لا يعجبني قول من
تكلم فيه.
قال علي بن عاصم قال لي شعبة: ما أبالي إذا كتبت عن يزيد بن
أبي زياد ألا أكتب عن أحد.
قال العجلي: جائز الحديث وكان بآخره يلقن.
قال ابن سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء
بالعجائب.
قال مسلم في مقدمة صحيحه: فإن اسم الستر والصدق وتعاطي
العلم يشملهم كعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد وليث بن أبي سليم
ونظرائهم من حمال الآثار ونفال الاخبار.
قال عثمان بن أبي شيبة عن جرير: كان يزيد بن أبي زياد أحسن
حفظا من عطاء بن السائب.
الجرح:
قال ابن المبارك: ارم به.
قال شعبة: كان رفاعا.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس حديثه بذاك. وقال مرة ليس
بالحافظ.
35

قال ابن معين: ليس بالقوي. وقال مرة: ضعيف. وقال مرة لا
يحتج بحديثه.
قال أبو داود: لا أعلم أحدا ترك حديثه وغيره أحب إلي منه.
قال ابن عدي هو من شيعة الكوفة ومع ضعفه يكتب حديثه.
قال النسائي: ليس بالقوي.
قال الحاكم: يزيد بن أبي زياد ليس بالقوي عندهم.
قال البرديجي: روى عن مجاهد وفيه نظر وليس هو بالقوي.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
قال أبو زرعة: كوفي لين يكتب حديثه ولا يحتج به.
قال ابن خزيمة: في القلب منه.
قال الدارقطني: لا يخرج عنه في الصحيح ضعيف يخطئ كثيرا.
قال الجوزجاني: سمعتهم يضعفون حديثه.
قال ابن حبان: كان صدوقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير وكان
يتلقن ما لقن فوقعت المناكير في حديثه فسماع من سمع منه قبل التغير
صحيح.
هذه هي أقوال أئمة الجرح والتعديل في يزيد بن أبي زياد. ومن
أمعن النظر فيها يتبين له أنهم يكادون يجمعون وإن كانت تعبيراتهم مختلفة
فلم يتهمه أحد في صدقه بل هو صدوق في نفسه ولكنه ضعف بسبب
أخطائه الكثيرة. ومن هذه الأخطاء ما قاله شعبة " وكان رفاعا " أي يرفع إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم ما ليس من كلامه كقول الصحابة أو غيرهم خطأ ووهما.
ولعل هذا الخطأ قد نشأ فيه بسبب اختلاطه في آخر عمره كما قال ابن
سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب.
36

ولهذا نرى الحافظ ابن حجر قد جمع بين هذه الأقوال فقال في التقريب:
" ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيا " (1).
وقد رأينا أن مدار الحديث على يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف فلا
يحتج به إلا إذا توبع بمعتبر. قال البوصيري في الزوائد:
هذا إسناد فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي مختلف فيه. لكن لم ينفرد
به يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم، فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق
عمرو بن قيس بن الحكم عن إبراهيم به (2).
والحكم هذا ثقة في رجال الشيخين (3). ولكن ما مدى صحة رواية
المتابعة إليه؟ لقد رواها الحاكم والبزار وابن عدي.
فأما طريق الحاكم ففيه:
أبو بكر بن أبي دارم (4) وهو أحمد بن محمد بن السري بن يحيى
بن السري التميمي الكوفي. توفي 351 أو 352 ه‍. وقال فيه الذهبي في
المغني: شيخ رافضي لا يوثق به. وقال في الميزان: أبو بكر الرافضي
الكذاب. وقال في التذكرة: جمع في الحط على الصحابة وكان يترفض
وقد اتهم في الحديث... وكان موصوفا بالحفظ... روى عنه الحاكم

(1) ترجمته في: طبقات ابن سعد (6: 340)، التاريخ الكبير (4: 2: 334) مقدمة
صحيح مسلم (ص 5)، الضعفاء للنسائي (ص 307)، الجرح والتعديل (4: 2:
265)، ديوان الضعفاء (ص 342)، المغني في الضعفاء (2: 749)، تقريب
التهذيب (2: 365)، تهذيب التهذيب (11: 329).
(2) مصباح الزجاجة (4: 202 - 203).
(3) ترجمته في: طبقات ابن سعد (6: 331)، الجرح والتعديل (1: 2: 123)، تذكرة
الحفاظ (1: 117)، الكاشف (1: 246)، تقريب التهذيب (1: 192)، تهذيب
التهذيب (2: 432)، طبقات المدلسين (ص 9).
(4) في المستدرك أبو بكر بن دارم والتصحيح من تذكرة الحفاظ (ص 884) وغيره.
37

وقال: رافضي غير ثقة. وقال الدولابي: كان مستقيم الامر عامة دهره، ثم
في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب. ثم ذكر بعض موضوعاته
وقال: تركته ولم أحضر جنازته (1).
ومحمد بن عثمان بن سعيد القرشي: لم أجد له ترجمة.
ويزيد بن محمد الثقفي: لم أجد له ترجمة.
وأما طريق البزار وابن عدي ففيهما:
عبد الله بن داهر، أبو سليمان الرازي المعروف بالأحمري. وهو
متروك الحديث. قال أحمد ويحيى: ليس بشئ. وقال: ما يكتب حديثه
إنسان فيه خير. وقال العقيلي: رافضي خبيث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل علي وهو متهم في ذلك.
وقال الذهبي في المغني والديوان: رافضي ضعفوه (2).
وأبو داهر بن يحيى الرازي: وقد قال فيه الذهبي في الميزان
" رافضي بغيض لا يتابع على بلاياه ثم ذكر بعض بلاياه عن العقيلي وقال
" فهذا باطل " ولم أر أحدا ذكر داهرا حتى ولا ابن أبي حاتم بلدية ".
وقال ابن حجر في اللسان: إنما لم يذكروه لان البلاء كله من ابنه
عبد الله وقد ذكروه واكتفوا به (3).
وهكذا فكل هذه الأسانيد التي تروي متابعة الحكم بن عتيبة ليزيد بن

(1) تذكرة الحفاظ (3: 884)، ميزان الاعتدال (1: 139)، المغني (1: 54)، لسان
الميزان (1: 268)، شذرات الذهب (3: 11).
(2) ديوان الضعفاء (ص 166)، المغني في الضعفاء (1: 337)، ميزان الاعتدال (2:
416)، لسان الميزان 3: 282).
(3) ديوان الضعفاء (ص 91)، المغني في الضعفاء (1: 217)، ميزان الاعتدال (2:
3)، لسان الميزان (2: 414).
38

أبي زياد أسانيد ضعيفة جدا، ولا تصلح للمتابعة، وعاد الامر إلى يزيد بن
أبي زياد وهو ضعيف، كما تقدم.
قال وكيع: يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
يعني حديث الرايات: ليس بشئ، وقال أحمد: حديثه عن إبراهيم يعني
في الرايات: ليس بشئ.
قال العقيلي: ليس بصحيح، وما أحسن ما روى أبو قدامة: سمعت
أبا أسامة يقول في حديث يزيد عن إبراهيم، لو حلف عندي خمسين يمينا
قسامة ما صدقته. أهذا مذهب إبراهيم؟ أهذا مذهب علقمة؟ أهذا مذهب
عبد الله (1)؟
قال الذهبي في تلخيص المستدرك: هذا موضوع (2). ولعل ذلك لان
في إسناد الحاكم من هو متهم.
قال ابن القيم بعد ذكره عن طريق ابن ماجة: وفي إسناده يزيد بن
أبي زياد وهو سيئ الحفظ اختلط في آخر عمره وكان يقلد الفلوس (3).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) ذكره هذه الأقوال الذهبي في الميزان (4: 423).
(2) تلخيص المستدرك (4: 464).
(3) المنار المنيف (ص 150).
39

8 - (54) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع (1) وإلا فثمان وإلا
فتسع. تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها، يرسل الله
عليهم (2) مدرارا ولا تدخر الأرض بشئ من النبات.
والمال كدوس. يقوم الرجل يقول: يا مهدي أعطني
فيقول: خذه ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن أبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: الحديث (3).
هكذا وردت الرواية في مجمع البحرين، ولكن من الواضح أن
هناك سقطا في الاسناد إذ ليس من الممكن أن يكون بين الطبراني
وأبي هريرة رجل واحد فقط. ويدل عليه أيضا كلامه بعد رواية
الحديث: لم يروه عن هشام بن سعيد (4) إلا مروان تفرد به أبو
مزبه (5)، ورواه غيره عن أبي الصديق عن أبي سعيد.

(1) في الأصل " فتسع " وفي مجمع الزوائد " فسبع " وهو الصواب.
(2) في مجمع الزوائد " يرسل السماء عليهم " وهو كذلك في رواية الدارقطني. وأما
السيوطي فقد ذكر " يرسل الله عليهم السماء ".
(3) مجمع البحرين (ص 426)، وعنه في مجمع الزوائد (7: 317)، ثم رأيته في
المعجم الأوسط 6 / 193، ح 5402.
(4) كذا في الأصل. والصواب " هشام بن حسان " كما هو في رواية الدارقطني.
(5) كذا في الأصل. ووقع عند الدارقطني " أبو بريد " والصواب أبو يزيد كما في
التقريب. وهو عمرو بن يزيد الجرمي. وما زال محرفا في المطبوع من المعجم
الأوسط وكذا في مجمع البحرين.
40

(2) وأخرجه أيضا الدارقطني في الافراد (1) وعن طريقه ابن الجوزي في
العلل المتناهية (2).
قال الدارقطني: نا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال: نا أبو يزيد
عمرو بن يزيدج قال: حدثنا محمد بن مروان، عن هشام بن حسان،
عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: يكون المهدي في
أمتي إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم فيها أمتي نعمة لم
ينعموا مثلها. يرسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا
من النبات. ويكون المال كدوسا. يقوم الرجل فيقول: يا مهدي
أعطني فيقول: خذ (3).
(3) وذكر صديق حسن خان أنه رواه البزار أيضا (4).
رجال الحديث
في إسناد الدارقطني:
يوسف بن يعقوب النيسابوري. أبو عمرو، توفي 321 أو 322 ه‍.
وهو متهم. قال الخطيب: كان ضعيفا. وكذبه أبو علي الحافظ وقال
البرقاني: لا يسوى شيئا. وقد سقط لأجل ادعائه رواية تاريخ أبي
بكر بن أبي شيبة عنه. قال الحاكم في التاريخ: حدث عن كل من

(1) عزاه إليه السيوطي في الحاوي (2: 131)، وكنز العمال (7: 189).
(2) العلل المتناهية (147 ألف) وعنه تلخيص العلل المتناهية (75 ب).
(3) زاد في الحاوي وكنز العمال بعد قوله " لم ينعموا مثلها: البر منهم والفاجر " وعزا
الرواية إلى الدارقطني في الافراد والطبراني في الأوسط كما سبق. ولكن لم أجد
هذا اللفظ في الأصول المذكورة ولا هو في مجمع الزوائد.
(4) الإذاعة (ص 125). ثم رأيته في كشف الأستار عن زوائد البزار 4 / 114 الفتن.
باب في المهدي، ح 3326. عن أبي بريد عمرو بن يزيد الجرمي به مختصرا بألفاظ
مختلفة، وهو الحديث الآتي بعده.
41

شاء (1).
ولكن تبرأ ذمته برواية محمد بن أحمد بن أبي خيثمة (2) عند الطبراني
وهو الحافظ الامام الناقد أبو عبد الله النسائي. ولد الحافظ ابن أبي خيثمة
صاحب التاريخ. قال القاضي أحمد بن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم
فذكر منهم أبو عبد الله هذا وقال ما رأيت أفهم منه ولا أحفظ (3).
ولكن مدارهما على محمد بن مروان العقيلي وهو:
محمد بن مروان بن قدامة العقيلي. أبو بكر البصري. ويقال العجلي
صدوق له أوهام. من الثامنة (مد ق).
وثقه بعض الأئمة ولينه آخرون وهذه أقوالهم:
التعديل:
قال ابن معين: ليس به بأس وكتبت عنه أحاديث.
وقال أيضا: صالح.

(1) تاريخ بغداد (14: 320)، المغني في الضعفاء (2: 764)، ميزان الاعتدال (4:
475)، لسان الميزان (6: 329).
(2) وقع في مجمع البحرين " محمد بن أحمد بن أبي " بدون تعيين. ولكن بعد تتبع
النظر في شيوخ الطبراني تبين لي أن المراد هو محمد بن أحمد بن أبي خيثمة
المذكور. ولكن يمكن أن يكون " محمد بن أحمد بن أبي عون النسائي " وهو ثقة
أيضا. تاريخ بغداد (1: 311) إلا أن الطبراني نسبه في المعجم الصغير (2: 90)
إلى جده. فقال محمد بن عبد الله بن أبي عون النسائي. وكذلك أورد الخطيب في
ترجمته رواية للطبراني عنه فنسبه إلى جده أيضا. فالظاهر أن من عادته أنه ينسب إلى
جده. وبهذا يغلب الظن أن المراد هنا هو الأول. ولا ضير فكلاهما ثقتان ويؤيد
هذا ما قاله الهيثمي " ورجاله ثقات " والله أعلم. ثم وجدته في المطبوع من المعجم
الأوسط كما كنت توقعت فالحمد لله على توفيقه.
(3) تاريخ بغداد (1: 203)، تذكرة الحفاظ (2: 742).
42

وقال مرة: صدوق.
وذكره ابن حبان: في الثقات.
الجرح:
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: رأيت محمد بن مروان العقيلي
وحدث بأحاديث وأنا شاهد لم أكتبها وتركتها على عمد وكتب بعض
أصحابنا عنه. كأنه ضعفه.
قال أبو زرعة: ليس عندي بذاك.
وحكى العقيلي: عن ابن معين أنه قال: ليس به بأس قيل له إنه
يروي عن هشام عن الحسن يجزئ من الصوم السلام. فكأنه استضعفه.
وأورد له عن يونس بن عبيد عن الحسن عن ابن مغفل في صفة
الدجال وقال: لا يتابع عليه (1).
وبقية رجاله ثقات.
فمدار هذا الحديث على " محمد بن مروان العقيلي " وفيه لين كما
تقدم ومثله لا يحتج به إذا انفرد. ولكنه مع ذلك لا ينزل عن درجة
الاعتبار فإن وجدت له شواهد أو متابعات يصبح حديثه حسنا لغيره (2).

(1) الجرح والتعديل (4: 1: 86)، ديوان الضعفاء (ص 288)، المغني في الضعفاء
(2: 631)، الخلاصة (2: 455)، تقريب التهذيب (2: 206)، تهذيب التهذيب
(9: 436).
(2) لقد فهم الإمام ابن الجوزي أن المراد، هنا هو " السدي " وقد كذبه ابن نمير وغيره.
العلل المتناهية (148 ألف)، وتبعه الذهبي فقال: " فيه محمد بن مروان السدي
منهم ". تلخيص العلل المتناهية (75 ب)، ولكن الذي يترجح لدي أن المراد هنا
هو العقيلي العجلي. بل قد وقع التصريح بالعقيلي في إسناد البزار، والسدي لا
تعرف له رواية عن هشام بن حسان. ويؤيد ما ذكرت أيضا أن الهيثمي قال: رجاله
ثقات. كما سيأتي ومن المستبعد جدا أنه يرى السدي من الثقات، مهما كان
متساهلا والله أعلم.
43

وقد روى هذا الحديث بمثله تماما، محمد بن مروان العقيلي نفسه
عن عمارة بن أبي حفصة عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي
سعيد. (انظر رقم 63). ولكنه روى الحديث نفسه هنا عن هشام بن
حسان عن محمد عن أبي هريرة.
ومحمد بن مروان له أوهام كما سبق فالذي يميل إليه القلب أن هذا
من أوهامه والصواب أن الحديث من مسانيد أبي سعيد الخدري فقد ورد
نحوه من طرق كثيرة من حديث أبي سعيد الخدري. وإلى هذا يومئ
كلام الطبراني بعد إخراج الحديث حيث قال:
لم يروه عن هشام إلا مروان تفرد به أبو يزيد ورواه غيره عن أبي
الصديق عن أبي سعيد (1).
وكذلك ما قاله البزار: " لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد بن مروان
ولا نعلم تابعه عليه أحد " (2).
والله تعالى أعلم.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات (3)، ولكن قد
تقدم أن محمد بن مروان العقيلي له أوهام ولا يحتج به وحده ولم أجد له
متابعة.
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) مجمع البحرين (ص 426).
(2) كشف الأستار (4 / 114).
(3) مجمع الزوائد (7: 317).
44

9 - (55) عن أبي هريرة قال:
ذكر (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي فقال: " إن قصر فسبع
وإلا فثمان ويملان الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا
وظلما ".
تخريج الحديث:
رواه البزار قال: حدثنا أبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي، ثنا
محمد بن مروان العقيلي، ثنا هشام، عن محمد، عن أبي هريرة قال: ذكر
رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (2).
رجال الحديث:
وهذا هو إسناد الحديث السابق نفسه، غير أن متنه مختلف.
وفيه محمد بن مروان العقيلي وقد تقدم الكلام فيه وأنه له أوهام،
والاختلاف عنه في إسناد هذا الحديث ومتنه يدل على أنه من أوهامه.
قال الهيثمي، رجاله ثقات وفي بعضهم بعض ضعف (3).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) في مجمع الزوائد (7: 316)، " ذكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
(2) كشف الأستار 4 / 114، ح 3326، الفتن. باب المهدي.
(3) مجمع الزوائد (7: 316).
45

10 - (56) عن العباس بن عبد المطلب قال: لما كان يوم فتح مكة
ركبت بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عني فقالوا: تقدم إلى قريش
ليرد قريشا عن حربك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ردوا علي
أبي. لا تقتله قريش كما قتلت ثقيف عروة بن مسعود ".
فخرجت فوارس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تلقوني
فردوني معهم. فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جهش واعتنقني
باكيا. فقلت يا رسول الله إني ذهبت لأنصرك فقال:
" نصرك الله. اللهم انصر العباس وولد العباس " قالها ثلاثا.
ثم قال: " يا عم إن المهدي من ولدك راضيا مرضيا ".
تخريج الحديث:
(1) ذكره في كنز العمال عن ابن عساكر وقال: فيه الكديمي (1).
(2) وذكر جزءا منه السيوطي في تاريخ الخلفاء عن ابن عساكر نفسه
فقال: قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: أنبأنا أبو القاسم بن بنان،
أخبرنا أبو علي بن شاذان، حدثنا جعفر بن محمد الواسطي، حدثنا
محمد بن يونس الكديمي، حدثنا عبد الله بن سوار العنبري، حدثنا
أبو الأشهب جعفر بن حيان، عن أبي رجاء العطاردي، عن
عبد الله بن عباس، عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
له: " اللهم انصر العباس وولد العباس "، قالها ثلاثا ثم قال: " يا عم
أما شعرت أن المهدي من ولدك موفقا راضيا مرضيا " (2).
رجال الحديث:
مدار الحديث على الكديمي.

(1) كنز العمال (7: 259).
(2) تاريخ الخلفاء (ص 18).
46

وهو محمد بن يونس بن موسى بن سليمان الكديمي. أبو العباس
السامي. أحد المتروكين كما قال الذهبي.
قال فيه الإمام أحمد: " ابن يونس الكديمي حسن المعرفة ما وجد
عليه إلا لصحبته للشاذكوني ". ولكن قد كذبه غير واحد. قال أبو عبيد
الاجري: " رأيت أبا داود يطلق في الكديمي الكذب ". وكذلك كذبه
موسى بن هارون والقاسم بن مطرز وقال: " أنا أجاثيه بين يدي الله تعالى
يوم القيامة وأقول إن هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء ". وقال
الدارقطني: " كان الكديمي يتهم بوضع الحديث وما أحسن القول فيه إلا
من لم يخبر حاله ". وقال ابن حبان: " كان يضع الحديث لعله قد وضع
على الثقات أكثر من ألف حديث ".
قال ابن عدي: " اتهم بالوضع وادعى الرواية عمن لمن يرهم. ترك
عامة مشايخنا الرواية عنه ومن حدث عنه نسبه إلى جده لئلا يعرف ".
وقال أبو أحمد الحاكم: " الكديمي ذاهب الحديث. تركه ابن صاعد
وابن عقده وسمع منه ابن خزيمة ولم يحدث عنه وقد حفظ فيه سوء
القول من غير واحد من أئمة الحديث ". وقال الخليلي: ليس بذاك القوي
ومنهم من يقويه.
ولقد تسامح معه الحافظ ابن حجر فقال: " ضعيف " (1).
وروى الكديمي أيضا من حديث علي رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: " إن الله فتح هذا الامر بي ويختمه
بولدك ".

(1) كتاب المجروحين (2: 305)، ميزان الاعتدال (4: 74)، تهذيب التهذيب (9:
539)، تقريب التهذيب (2: 222).
47

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما ذكره السيوطي وقال: وفي
سنده محمد بن يونس الكديمي وهو وضاع.
النتيجة:
الحديث موضوع.
48

11 - (57) عن عبد الله بن العباس عن العباس بن عبد المطلب:
أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه مقبلا فقال:
هذا عمي أبو الخلفاء الأربعين من أجود قريش كفا
وأحماها. من ولده السفاح والمنصور والمهدي. يا عم،
بي فتح الله ابتداء هذا الامر ويختمه برجل من ولدك.
تخريج الحديث:
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات قال: أنبأنا محمد بن ناصر
قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي قال: أنبأنا أبو محمد
عبد العزيز بن أحمد الكناني:
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي القاضي، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب المفيد، حدثنا هلال بن محمد بن أخي هلال الرائي، حدثنا محمد بن
زكريا الغلابي، حدثنا ابن عائشة، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عبيد عن أبي
جعفر المنصور، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن العباس: فذكره (1).
رجال الحديث:
في هذا الاسناد:
(1) محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد: متهم. كما قال ابن حجر وقال
الذهبي: روى مناكير عن مجاهيل. حدث عنه البرقاني مع اعترافه
بأنه ليس بحجة. وقال أبو الوليد الباجي: أنكرت على أبي بكر
المفيد أسانيد ادعاها (2).

(1) كتاب الموضوعات (2: 136)، اللآلئ المصنوعة (1: 435).
(2) لسان الميزان (5: 45).
49

(2) محمد بن زكريا الغلابي: قال الذهبي: وهو ضعيف وقد ذكره ابن
حبان في الثقات، وقال يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة وفي روايته
عن المجاهيل بعض المناكير. قال ابن منده: تكلم فيه. وقال
الدارقطني: يضع الحديث. وذكر ابن حجر في اللسان بعض رواياته
ثم قال: ورجاله ثقات إلا محمد بن زكريا وهو الغلابي المذكور
فهو آفته (1).
قال الحافظ برهان الدين الحلبي: الظاهر قولهم أن آفته فلان كناية
عن الوضع. ويحتمل أن يكون المراد آفته في رده ونكارته أو غير
ذلك (2).
(3) أبو ابن عائشة: وهو محمد بن حفص. روى عنه ابنه. ذكره ابن
أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (3).
(4) وعمرو بن عبيد: إن كان هو التيمي المعتزلي المشهور فقد قال فيه
ابن حجر: كان داعية إلى بدعة اتهمه جماعة مع أنه كان عابدا
(قد فق) (4).
وإن كان غيره فلا أدري.
ففي أسناد هذا الحديث أكثر من متهم.
وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: هذا حديث موضوع
والمتهم به الغلابي فإنه كذاب (5).

(1) المغني في الضعفاء (2: 581)، ميزان الاعتدال (3: 550)، لسان الميزان (5:
168).
(2) تنزيه الشريعة (1: 34).
(3) الجرح والتعديل (3: 2: 236).
(4) تقريب التهذيب (2: 74).
(5) الموضوعات (2: 36).
50

وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة وسكت على ما قاله ابن
الجوزي (1).
النتيجة:
الحديث موضوع.

(1) اللآلئ المصنوعة (1: 435).
51

12 - (58) عن الحسين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أبشري يا فاطمة المهدي منك.
تخريج الحديث:
أخرجه ابن عساكر كما قال السيوطي في الحاوي (1).
رجال الحديث:
لم أطلع على إسناده ولكن قال في كنز العمال: وفيه: موسى بن
محمد البلقاوي عن الوليد بن محمد الموقري وهما كذابان (2).
وموسى بن محمد البلقاوي هذا:
كذبه أبو زرعة وأبو حاتم. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال
الدارقطني: متروك. وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطل
والموضوعات وقال: منكر الحديث. وقال أبو نعيم: لا شئ. وقال
عبد الغني بن سعيد: ضعيف.
قال ابن حبان: كان يدور الشام ويضع الحديث على الثقات ما لا
أصل له عن الاثبات لا يحل الرواية عنه ولا كتابة حديثة إلا على سبيل
الاعتبار للخواص (3).
والوليد بن محمد الموقري: أبو بشر البلقاوي، متروك، من الثامنة
(ت ق). كذبه ابن معين. وقال أحمد: ليس بشئ. قال النسائي: ليس

(1) الحاوي (2: 137).
(2) كنز العمال (7: 259).
(3) لسان الميزان (6: 128)، كتاب المجروحين (2: 242).
52

بثقة. وقال مرة: متروك الحديث. وضعفه آخرون (1).
النتيجة:
الحديث موضوع.

(1) تقريب التهذيب (2: 335)، تهذيب التهذيب (11: 148)، ميزان الاعتدال (4: 346).
53

13 - (59) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا القاضي أبو عمر
القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: نبأنا أبو الحسن
علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي قال: نبأنا أبو
قلابة الرقاشي.
(2) وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال:
أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد قال: أنبأنا أبو قلابة الرقاشي قراءة
عليه:
قال: نبأنا أبو ربيعة قال: نبأنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن
الضحاك عن ابن عباس: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قال
النجاد هكذا قرأه علينا أبو قلابة مرفوعا (1).
(3) وأخرجه أيضا بسند آخر قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: نبأنا
أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال: نبأنا
محمد بن الفرج الأزرق، قال: نبأنا يحيى بن غيلان قال: نبأنا أبو
عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك بن مزاحم، عن عبد الله بن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: منا السفاح والمنصور والمهدي (2).
(4) وأخرجه البيهقي أيضا: قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان،
أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن الفرج الأزرق: حدثنا
يحيى بن غيلان، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك،

(1) تاريخ بغداد (1: 62، 63).
(2) المصدر السابق (1: 63).
54

عن ابن عباس: يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: منا السفاح والمنصور
والمهدي (1).
رجال الحديث:
لقد روي الحديث عن أبي عوانة بثلاثة طرق:
الأولى: فيها:
أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، البصري، صدوق يخطئ
تغير حفظه لما سكن بغداد (2).
والثانية فيها:
أبو السن علي الرزاز. وكان له ولد يعبث بكتبه ويدخل فيها ما
ليس منها. تقدم.
وأبو قلابة الرقاشي: صدوق يخطئ.
وأبو ربيعة: وهو زيد بن عوف البصري، لقبه فهد. روى عن أبي
عوانة وحماد بن سلمة، قال البخاري: سكتوا عنه. وقال مسلم، متروك
الحديث. قال الذهبي: تركوه (3).
والثالثة فيها:
الحسن بن أبي بكر: لم أعرفه.
وتلتقي الطرق الثلاثة كلها في: أبي عوانة عن الأعمش.. الخ.
والأعمش هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي. أبو محمد الكوفي

(1) دلائل النبوة (6 / 514) وعنه البداية والنهاية (6: 245).
(2) تقريب التهذيب (1: 22).
(3) التاريخ الكبير (3: 404)، الكنى لمسلم (1: 321) لسان الميزان (3: 509).
55

ثقة حافظ عارف بالقراءة ورع. لكنه يدلس. قال الذهبي. ثقة جبل لكنه
يدلس. وقال أيضا: هو يدلس وربما يدلس عن ضعيف ولا يدري به فمتى
قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال عن، تطرق إليه احتمال التدليس إلا في
شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وابن أبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته
عن هذا الصنف محمولة على الاتصال.
وذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من المدلسين ولكنه نفسه
وضعه في الثالثة في النكت على كتاب ابن الصلاح.
وهذا هو الأولى لأنه ربما دلس عن ضعيف كما سبق، إلا في
الشيوخ الذين ذكرهم الذهبي. والله أعلم (1).
والضحاك بن مزاحم: الهلالي، أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني
صدوق كثير الارسال من الخامسة. مات.. اه‍ (ع). وثقه أحمد وابن
معين وأبو زرعة والعجلي والدارقطني وابن حبان وغيرهم. ولكنه كان
يرسل عن ابن عباس ولم يلقه. ولاجل هذا ضعفه يحيى بن سعيد القطان
قال ابن حبان: لقي جماعة من التابعين. ولم يشافه أحدا من الصحابة
ومن زعم أنه لقي ابن عباس فقد وهم (2).
ففي هذا الاسناد عنعنة الأعمش والانقطاع بين الضحاك وابن عباس.
ولذلك قال الذهبي: منكر منقطع (3).

(1) الجرح والتعديل (2: 1: 146)، تذكرة الحفاظ (1: 154)، المغني في الضعفاء
(1: 283)، ميزان الاعتدال (2: 224)، الخلاصة (1: 419)، تقريب التهذيب
(1: 331)، تهذيب التهذيب (4: 222). النكت على كتاب ابن الصلاح (2:
640) توضيح الأفكار (1: 362).
(2) المراسيل (ص 63)، الكاشف (2: 37)، ميزان الاعتدال (2: 326)، تقريب
التهذيب (1: 373)، تهذيب التهذيب (4: 454).
(3) ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 242).
56

وقال ابن كثير: هذا إسناد ضعيف. والضحاك لم يسمع من ابن
عباس شيئا على الصحيح فهو منقطع (1). والله أعلم.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
وقد روي موقوفا على ابن عباس وقد تقدم في القسم الأول من
الكتاب.

(1) البداية والنهاية (6: 245).
57

14 - (60) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لن تهلك أمة أنا أولها وعيسى ابن مريم آخرها والمهدي
في وسطها ".
تخريج الحديث:
ذكره السيوطي في الحاوي (1)، وفي الجامع الصغير وقال: أخرجه
أبو نعيم في أخبار المهدي (2).
وقال المناوي: ظاهره أنه ليس في أحد الستة التي هي دواوين
الاسلام وإلا لما أبعد النجعة والامر بخلافه فقد رواه منهم النسائي (3).
ولقد بحثت عنه كثيرا في المجتبى ولم أجده فلعله في الكبرى.
ولكني بحثته في تحفة الاشراف في مسند ابن عباس وهو يذكر أحاديث
الكبرى أيضا فلم أجد هذا الحديث في أحاديث ابن عباس. وكذلك بحثته
في مجمع البحرين وهو أيضا يذكر كثيرا من أحاديث الكبرى فلم أجده.
فلا أدري هل أن السيوطي أبعد النجعة أم أن المناوي هو الذي أخطأ
النجعة. والله أعلم.
وقد رمز له السيوطي بالضعف (4).
وهو في كنز العمال: عن ابن عباس بلفظ: كيف تهلك أمة أنا
في أولها وعيسى ابن مريم في آخرها والمهدي من أهل بيتي في
وسطها.

(1) الحاوي (2: 134).
(2) الجامع الصغير مع فيض القدير (5: 301).
(3) فيض القدير (5: 301).
(4) الجامع الصغير (5: 301).
58

وقال: أخرجه الحاكم في تاريخه وابن عساكر (1).
النتيجة:
إسناده ضعيف كما رمز له السيوطي.
وقال الألباني: موضوع (2).

(1) كنز العمال (7: 187).
(2) ضعيف الجامع الصغير (5 / 36: 4783).
59

15 - (61) عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج الهرج، يموت
السابع، ثم كذلك حتى يقوم المهدي.
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا ابن أبي هريرة، عن
أبيه، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
فذكره (1).
رجال الحديث:
ابن أبي هريرة: لم أجد له ترجمة.
أبو هريرة لم أجد له ترجمة. ولعله الذي ذكره الذهبي في الميزان
فقال أبو هريرة: عن مكحول. وعنه أبو المليح الرقي. لا يعرف " (2).
علي بن أبي طلحة: سالم مولى بني العباس.
أرسل عن ابن عباس ولم يره. صدوق، قد يخطئ. مات 143 ه‍
(م د س ق).
وثقه العجلي وقال النسائي: لا بأس به، وقال أبو داود: هو إن شاء
الله مستقيم الحديث ولكن له رأي سوء وكان يرى السيف.
قال أحمد: له أشياء منكرات. وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف
الحديث، منكر، ليس محمود المذهب. وقال أيضا: ليس هو متروك ولا
هو حجة.

(1) الفتن (57 ألف).
(2) ميزان الاعتدال (4: 582)، لسان الميزان (7: 117).
60

روى عن ابن عباس ولم يسمع منه: بينهما مجاهد (1).
فيه: ابن أبي هريرة وأبوه: لم أجد لهما ترجمة.
وعلي بن أبي طلحة: صدوق يخطئ ولم يسمع من ابن عباس فلا
يمكن الاعتماد عليه إلا إذا توبع. بالإضافة إلى ما سبق أكثر من مرة من
الكلام في نعيم بن حماد وراوي كتاب الفتن عنه.
النتيجة
إسناده ضعيف.

(1) ميزان الاعتدال (3: 134)، تقريب التهذيب (2: 39)، تهذيب التهذيب (7:
339).
61

16 - (62) عن ابن عمر قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في نفر من المهاجرين والأنصار.
علي ابن أبي طالب عن يساره والعباس عن يمينه. إذ تلاحى
العباس ورجل من الأنصار فأغلظ الأنصاري للعباس فأخذ
النبي صلى الله عليه وسلم بيد العباس ويد علي فقال:
سيخرج من صلب هذا فتى (1) يملأ الأرض جورا
وظلما (2). وسيخرج من صلب هذا فتى (3) يملأ الأرض
قسطا وعدلا.
فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فإنه مقبل من قبل
المشرق وهو صاحب راية المهدي.
تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا علي بن سعيد، ثنا
محمد بن منصور الطوسي، ثنا كثير بن جعفر، ثنا ابن لهيعة، عن
عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: فذكره (4).
ثم قال: لم يروه عن عبد الله عن نافع إلا ابن لهيعة تفرد به كثير.
رجال الحديث:
في هذا الاسناد.
(1) علي بن سعيد: بن بشير الرازي. وقال الدارقطني فيه: ليس بذلك

(1) في مجمع البحرين " حتى " وهم تصحيف والتصويب عن مجمع الزوائد.
(2) في مجمع البحرين " جورا وعدلا وظلما " وهو خطأ واضح. والتصحيح من مجمع الزوائد.
(3) في مجمع البحرين " حتى " وهو تصحيف.
(4) مجمع البحرين بزوائد المعجمين (ص 425)، مجمع الزوائد (7: 317).
62

تفرد بأشياء. ولكن قال مسلمة بن قاسم: كان ثقة عالما بالحديث.
وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ (1). فالظاهر أنه حسن الحديث
إلا إذا خولف. قال الذهبي: حافظ رحال جوال.
(2) كثير بن جعفر بن أبي كثير: روى عنه إبراهيم بن المنذر وأبو ثابت
محمد بن عبد الله. ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا. وذكره ابن حبان في الثقات (2).
(3) ابن لهيعة: عبد الله. ضعيف. تقدم في 44..
(4) عبد الله بن عمر: بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
العمري. ضعيف عابد. من السابعة. مات 171 أو بعدها
(م 4) (3).
فهذا إسناد ضعيف. ابن لهيعة وعبد الله بن عمر العمري ضعيفان.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه لين
ولكن الحديث منكر. فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستقبل أحدا في وجهه
بشئ يكرهه وخاصة عمه العباس الذي قال فيه إنه صنو أبيه. والله
أعلم (4).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) ميزان الاعتدال (3: 131)، لسان الميزان (4: 414).
(2) الجرح والتعديل (3: 2: 150)، الثقات (7: 25).
(3) تقريب التهذيب (1: 435).
(4) مجمع الزوائد (7: 318).
63

17 - (63) عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فتسع،
فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها ولا
تدخر منهم شيئا، والمال يومئذ كدوس فيقوم الرجل
فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه ابن ماجة قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، ثنا
محمد بن مروان العقيلي، ثنا عمارة بن أبي حفصة، عن زيد
العمي، عن أبي صديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: واللفظ المذكور له (1).
(2) وأخرجه أيضا الحاكم قال: حدثنا عبد الله بن سعد الحافظ، ثنا
إبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن إسحاق، وجعفر بن محمد بن
أحمد الحافظ، قالوا: حدثنا نصر بن علي، ثنا محمد بن مروان،
ثنا عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي الصديق
الناجي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فتسع تنعم أمتي فيه
نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتى الأرض أكلها لا تدخر عنهم شيئا
والمال يومئذ كدوس. يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني،
فيقول: خذ (2).
(3) وأخرجه أيضا ابن عدي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس،
ثنا يحيى بن خلف، نا محمد بن مروان، نا عمارة بن أبي حفصة،

(1) سنن ابن ماجة (2: 1366، 1367). وقوله: " تؤتى أكلها " هكذا فيه.
(2) المستدرك (4: 558).
64

عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع
وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم فيها أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط
يرسل عليهم السماء مدرارا لا تدخر الأرض شيئا من النبات والمال
كدوس يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ.
قال ابن عدي: وهذا الحديث مداره على زيد العمي، وبه
يعرف (1).
(4) وأخرجه أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن
عثمان، حدثنا أحمد بن ثابت، حدثنا سعيد بن عثمان، حدثنا
نصر بن مرزوق، حدثنا علي بن معبد، حدثنا خالد بن سلام، عن
محمد بن مهران البجلي (2)، عن عمارة بن أبي حفصة، عن زيد
العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي المهدي. إن قصر فسبع، وإلا
فثمان، وإلا فتسع، تنعم فيها أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط،
ترسل السماء عليهم مدرارا. لا تدخر الأرض شيئا من نباتها،
والمال عنده، يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني. فيقول:
خذ (3).
(5) وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية عن طريق المحاملي فقال:
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أنا عاصم بن الحسين، قال: نا
أبو عمر بن مهدي، قال: نا الحسين بن إسماعيل:
قال: محمد بن المثنى قال نا محمد بن مروان، قال: أخبرنا (4)...

(1) الكامل. ترجمة زيد العمي. وهو في المطبوع منه في 3 / 1057.
(2) كذا في سنن الداني والظاهر أنه خطأ صوابه " محمد بن مروان العقيلي ".
(3) السنن الواردة في الفتن (5 / 1035) حديث 550.
(4) كذا في الأصل والظاهر أن فيه سقطا فقد أخرجه ابن ماجة والحاكم وابن عدي
وغيرهم كلهم عن محمد بن مروان عن عمارة بن أبي حفصة عن زيد العمي. والله
أعلم.
65

عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا
فثمان ينعم فيها أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط يرسل السماء عليهم
مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من النبات والمال كدوس يقوم
الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ (1).
(6) وأخرجه أيضا نعيم بن حماد قال: حدثنا محمد بن مروان، عن
عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي الصديق، عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكون المهدي
في أمتي إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع، تنعم أمتي في زمن
المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط ترسل السماء عليهم مدرارا ولا
تزرع الأرض شيئا من النبات إلا أخرجته والمال كدوس يقوم
الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ (2).
وقال بعد ذكر الجزء الأخير من الحديث في موضع آخر: حدثنا أبو
معاوية، عن موسى، عن زيد، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد،
عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. إلا أنه لم يذكر المال (3).
رجال الحديث:
مدار جميع هذه الطرق على محمد بن مروان العقيلي عن عمارة بن
أبي حفصة عن زيد العمي عن أبي الصديق.
ومحمد بن مروان العقيلي: صدوق له أوهام. وقد تقدم.

(1) العلل المتناهية (147 ألف).
(2) كتاب الفتن (193 ألف)، (103 ب).
(3) المصدر السابق (103 ب).
66

وزيد العمي: ضعيف. وتقدم.
ولذلك فالحديث ضعيف صالح للاعتبار.
وقد ذكره ابن الجوزي في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " كما
سبق وقال:
" فيه محمد بن مروان. قال ابن نمير: هو كذاب. وقال النسائي
والرازي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا
اعتبارا " (1).
ولكن هذا الكلام المذكور في " محمد بن مروان السدي " (2) والذي
في هذه الرواية هو محمد بن مروان العقيلي. كما هو مصرح به في إسناد
ابن ماجة. والله أعلم.
ومحمد بن مروان العقيلي ليس متهما نعم له أوهام فلا يحتج به
وحده. فالحديث لا ينزل عن درجة الاعتبار لان زيد العمي أيضا ليس
شديد الضعف.
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) العلل المتناهية (148 ألف).
(2) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (9: 436).
67

18 - (64) عن أبي سعيد الخدري قال:
خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا
- زيد الشاك - قال:
قلنا: وما ذاك؟
قال: سنين.
قال: فيجئ إليه الرجل فيقول يا مهدي أعطني أعطني.
قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن
جعفر، أخبرنا شعبة، قال: سمعت زيد العمي، قال: سمعت أبا
الصديق الناجي، يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره (1).
وقال الترمذي بعد إخراج هذا الحديث: هذا حديث حسن وقد
روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو الصديق
الناجي اسمه بكر بن عمر ويقال بكر بن قيس.
(2) وأخرجه أيضا الإمام أحمد في مسنده قال:
ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت زيدا أبا الحواري،
قال: سمعت أبا الصديق، يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال:
خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يخرج
المهدي في أمتي خمسا أو سبعا أو تسعا - زيد الشاك - قال: قلت
أي شئ؟ قال: سنين. قال: ثم يرسل السماء عليهم مدرارا ولا
تدخر الأرض من نباتها شيئا ويكون المال كدوسا قال: يجئ

(1) سنن الترمذي مع تحفة الأحوذي (6: 487).
68

الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني. قال: فيحثي له ثوبا ما
استطاع أن يحمل (1).
(3) وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية عن طريق الترمذي (2).
رجال الحديث:
الحديث رجاله كلهم ثقات ما عدا زيد العمي وهو ضعيف. وقد
تقدمت ترجمته.
قال الترمذي: هذا حديث حسن. ولكن قال المباركفوري: في
إسناده زيد العمي وهو ضعيف (3).
وقد انتقد ابن خلدون هذا الحديث بسبب زيد العمي (4).
فرد عليه عبد الله بن محمد الصديق الغماري فقال: " لم ينفرد به بل
تابعه عليه عن أبي الصديق الناجي جماعة كمعاوية بن قرة وعوف بن أبي
جميلة وسليمان بن عبيد ومطر بن طهمان الوراق وأبي هارون العبدي
ومطرف بن طريف والعلاء بن بشير المزني وعبد الحميد بن واصل " (5).
ولكن متابعة هؤلاء في بعض أجزاء الحديث وليس في كله فيبقى
الحديث بهذا السياق ضعيفا مداره على زيد العمي.
وقد أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ثم قال: زيد العمي
فقال يحيى: ليس بشئ " (6).

(1) مسند أحمد (3: 21، 22).
(2) العلل المتناهية (146 ب).
(3) سنن الترمذي مع تحفة الأحوذي (6: 488).
(4) تاريخ ابن خلدون (1: 563).
(5) ابراز الوهم المكنون (ص 82).
(6) العلل المتناهية (148 ألف).
69

وقال الألباني: ضعيف (1).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) ضعيف الجامع الصغير (2: 167) رقم 1903.
70

19 - (65) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس
وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض. يقسم المال
صحاحا فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسوية بين
الناس. قال: ويملا الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى ويسعهم
عدله حتى يأمر مناديا فينادي فيقول، من له في مال حاجة؟
فما يقوم من الناس إلا رجل. فيقول: ائت السدان - يعني
الخازن - فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول
له: احث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم. فيقول:
كنت أجشع أمة محمد نفسا أو عجز عني ما وسعهم قال:
فيرده فلا يقبل منه. فيقال: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون
كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في
العيش بعده - أو قال ثم لا خير في الحياة بعده ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال:
ثنا عبد الرزاق، ثنا جعفر، عن المعلى بن زياد، ثنا العلاء بن
بشير، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: باللفظ المذكور أعلاه (1).
(2) وأخرجه أيضا في موضع آخر قال: ثنا زيد بن الحباب، حدثني
حماد بن زيد، ثنا المعلى بن زياد المعولي عن العلاء بن بشير
المزني، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:

(1) مسند أحمد (3: 37).
71

قال صلى الله عليه وسلم: أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس
وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويرضى
عنه ساكن السماء وساكن الأرض ويملا الله قلوب أمة محمد غنى
فلا يحتاج أحد إلى أحد. فينادي مناد: من له في المال حاجة.
قال: فيقوم رجل فيقول: أنا. فيقال له: ائت السادن يعني الخازن
فقل له: قال لك المهدي: إعطني. قال: فيأتي السادن فيقول له.
فيقال له: احتثي فيحتثي، فإذا أحرزه قال: كنت أجشع أمة محمد
نفسا أو عجز عني ما وسعهم قال فيمكث سبع سنين أو ثمان سنين
أو تسع سنين ثم لا خير في الحياة أو في العيش بعده (1).
(3) وأخرجه أيضا أحمد من طريق ثالث قال:
ثنا زيد بن الحباب، حدثني جعفر بن سليمان، ثنا المعلى بن زياد،
عن العلاء بن بشير المزني - وكان بكاء عند الذكر شجاعا عند
اللقاء - عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري. مثله
وزاد فيه: فيندم فيأتي به السادن فيقول: لا نقبل شيئا أعطيناه (2).
(4) وأخرجه الباوردي في المعرفة. كما في كنز العمال (3).
(5) وأخرجه مسدد في مسنده كما ذكره البوصيري (4).
رجال الحديث:
مدار جميع هذه الطرق في رواية الحديث على المعلى بن زياد عن
العلاء بن بشير المزني عن أبي الصديق.. الخ.

(1) مسند أحمد (3: 52).
(2) المصدر السابق (3: 52).
(3) كنز العمال (7: 186).
(4) إتحاف الخيرة (212 ب).
72

والعلاء بن بشير المزني. البصري. مجهول. من السادسة (د).
قال ابن المديني: مجهول. لم يرو عنه غير المعلى.
وذكره ابن حبان في الثقات (1).
ولكن توثيق ابن حبان لا يخرجه عن الجهالة فهو معروف بتوثيق
المجاهيل.
قال الهيثمي بعد ذكر الحديث: رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلي
باختصار ورجالهما ثقات (2).
وقال السيوطي: أخرجه أحمد في مسنده وأبو يعلى " بسند جيد " (3).
فأما رواية أبي يعلى المختصرة فلا أدري أي الروايات يقصدانها وأما
إسناد أحمد فهو بين أيدينا. ولا يمكن أن يكون اسنادا جيدا رجاله ثقات.
لان فيه من هو مجهول العين لم يرو عنه غير واحد. والمجهول لا يحتج
به.
قال الألباني: فيه العلاء بن بشير وهو مجهول (4).
النتيجة:
إسناد الحديث الضعيف.

(1) التاريخ الكبير (3: 2: 510)، الجرح والتعديل (3: 1: 353)، ميزان الاعتدال
(3: 97)، الخلاصة (2: 310، تقريب التهذيب (1: 91)، تهذيب التهذيب (8:
177).
(2) مجمع الزوائد (7: 314).
(3) الاعلام بحكم عيسى عليه السلام. الحاوي (2: 290).
(4) مشكاة المصابيح بتحقيقه (3: 25) حديث رقم 5457.
73

20 - (66) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يكون في أمتي المهدي. يكون سبع سنين أو ثمان سنين
أو تسعا يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبل ذلك ظلما
وجورا.
تخريج الحديث:
أخرجه الدارقطني. وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية قال: أنبأنا
الجريري، قال: أنبأنا العشاري، قال: ثنا الدارقطني قال:
نا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبده، قال: حدثنا
المعتمر بن سليمان، قال: نا شبيب بن عبد الملك، عن مقاتل بن حيان،
عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
(1) يوسف بن يعقوب النيسابوري. متهم. قد كذبه أبو علي النيسابوري
الحافظ. تقدم في 54.
(2) شبيب بن عبد الملك: التميمي. البصري، نزيل خراسان صدوق. من
التاسعة. مات قديما قبل المائتين. روى عنه معتمر بن سليمان وهو
أكبر منه. قال أبو حاتم: ليس به بأس صالح الحديث. لا أعلم أحدا
حدث عنه غير معتمر. وقال أبو زرعة صدوق. وذكره ابن حبان في
الثقات قال الذهبي: لا يعرف، معتمر بن سليمان أكبر منه (2).
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.

(1) العلل المتناهية (147 ألف)، تلخيص العلل (75 ب).
(2) ميزان الاعتدال (2: 63 ب)، تقريب التهذيب (1: 246)، تهذيب التهذيب (4: 308).
74

ففي هذا الاسناد: يوسف بن يعقوب النيسابوري وقد اتهم.
وقد أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " وقال: " تفرد به
شبيب ".
ولكن تفرد شبيب لا يضر في صحة الحديث، فهو وإن كان الذهبي
قال فيه: " لا يعرف " صدوق. بتعديل أبي حاتم وأبي زرعة له.
وذلك لان المجهول إذا روى عنه ولو ثقة واحد ووثقه أحد من
الأئمة ممن لا يعرف بالتساهل في توثيق المجهولين خرج من
الجهالة. قال ابن حجر: " التاسعة: من لم يرو عنه غير واحد ولم
يوثق، وإليه الإشارة بلفظ مجهول " (1).
وهذا يعني أنه إن وثق خرج من الجهالة ولو لم يرو عنه إلا واحد
والله أعلم.
النتيجة:
إسناده ضعيف جدا.
وأما المتن فقد ورد عن طرق أخرى صحيحة عن أبي سعيد وغيره
بألفاظ متقاربة وفيها الغنية والكفاية. والله تعالى أعلم.

(1) تقريب التهذيب (1: 5) (المقدمة).
75

21 - (67) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" اسم المهدي اسمي ".
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال: حدثنا الوليد، عن أبي
رافع، عمن حدثه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: فذكره (1).
رجال الحديث:
الوليد بن مسلم: ثقة مدلس وقد عنعن. تقدم.
أبو رافع إسماعيل بن رافع: متروك الحديث. انظر رقم 255.
عمن حدثه: غير معروف.
النتيجة:
إسناده ضعيف جدا.

(1) كتاب الفتن (101 ب).
76

22 - (68) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" هو رجل من أمتي ".
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن في باب " نسبة المهدي " قال:
حدثنا الوليد بن سعيد، عن قتادة، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
رجال الحديث:
وهذا الاسناد قد سبقت دراسته في الحديث رقم 4.
وفيه: عنعنة الوليد بن مسلم وقتادة.
وعدم تعيين سعيد. بالإضافة إلى ضعف نعيم، والراوي عنه.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
أما المعنى فلا شك أن المهدي يكون رجلا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

(1) المصدر السابق (102 ب).
77

23 - (69) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" هو رجل من عترتي أو قال من أمتي / يعيش سبعا أو
تسعا ".
تخريج الحديث:
(1) أخرج الجز الأول منه نعيم بن حماد في كتاب الفتن في " نسبة
المهدي " قال: حدثنا المعتمر، عن رجل، عن أبي الصديق، عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هو رجل
من عترتي أو قال من أهل بيتي " (1).
(2) وأخرج الجزء الثاني هو نفسه بإسناد آخر في " قدر ما يملك
المهدي " فقال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن القاسم بن الفضيل
المراغي، عن رجل من أهل هجر، عن أبي الصديق، عن أبي
سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يعيش سبعا أو تسعا " (2).
(3) ثم وجدته في سنن الداني بلفظ أتم من هذا قال: حدثنا عبد
الرحمن بن عثمان، حدثنا قاسم، حدثنا ابن أبي خيثمة، حدثنا
مسلم بن إبراهيم، حدثنا القاسم بن الفضل، حدثني ابن عمير
الهجري، عن أبي الصديق قال: قال أبو سعيد الخدري وهو قاعد
في أصل منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وله حنين.
قلت: ما يبكيك؟ قال: تذكرت النبي صلى الله عليه وسلم ومقعده على هذا المنبر.
قال: إن من أهل بيتي الاقنى الاجلى، يأتي الأرض، قد ملئت
ظلما وجورا فيملأها قسطا وعدلا، يعيش هكذا - وأومى بيده -
سبعا أو تسعا. (3).

(1) كتاب الفتن (102 ألف).
(2) المصدر السابق (103 ب).
(3) السنن الواردة في الفتن (5 / 1033) حديث 549.
78

رجال الحديث:
في الاسناد الأول شيخ المعتمر مبهم غير معروف.
وفي الاسناد الثاني:
القاسم بن الفضيل المراغي، لم أعرفه إلا أن كان مصحفا من
القاسم بن الفضل الحراني. فهو ثقة. تقدم في 4.
ولكن شيخه: رجل من أهل هجر أو ابن عمير الهجري، لا يعلمه
إلا الله.
ففي إسناد رجل مبهم أو مجهول.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
والحديث ليس فيه تصريح بكلمة " المهدي " ولكن ذكره نعيم في باب
نسبة المهدي فهو مرجع الضمير " هو " والله أعلم.
79

24 - (70) عن أبي سعيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" منا القائم ومنا المنصور ومنا السفاح ومنا المهدي.
فأما القائم فتأتيه الخلافة لم يهرق فيها محجمة من دم
وأما المنصور فلا ترد له راية. وأما السفاح فهو يسفح
المال والدم. وأما المهدي فيملأ الأرض عدلا كما ملئت
ظلما ".
تخريج الحديث:
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وقال: أخبرنا عبيد الله بن
محمد بن عبيد الله التمار، حدثنا محمد بن المظفر، حدثني محمد بن
جعفر بن أحمد بن عمر الناقد.
وأخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد
الوراق، حدثنا الحسن بن أحمد العطاردي.
قالا: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا محمد بن جابر عن
الأعمش عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
فذكره (1).
رجال الحديث:
أخرجه الخطيب من طريقين عن إسحاق بن أبي إسرائيل.
في الأول: محمد بن جعفر بن أحمد الناقد. روى عنه محمد بن
المظفر وابن شاهين وغيرهما. ذكره الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا (2).

(1) تاريخ بغداد (9: 399).
(2) المصدر السابق (10: 386).
80

وفي الثاني: الحسين بن أحمد العطاردي، أبو علي الكوفي، روى
عنه محمد بن المظفر ومحمد بن عبد الله الأبهري. ذكره الخطيب أيضا
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
وقد روى الاثنان عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن محمد بن
جابر... الخ.
(1) وهو محمد بن جابر بن سيار بن طارق الحنفي، أبو عبد الله
اليمامي السحيمي. أصله كوفي وكان أعمى. ضعيف.
وقد عدله بعضهم ولكن الجمهور على تضعيفه. فقال الذهلي: لا
بأس به. وقال أبو الوليد الطيالسي: نحن نظلم محمد بن جابر
بامتناعنا عن التحديث عنه. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: من كتب
عنه باليمامة وبمكة فهو صدوق، إلا أن في أحاديثه تخاليط وأما
أصوله فهي صحاح. وقال أبو حاتم أيضا: هو أحب إلي من ابن
لهيعة. وقال الفلاس: صدوق كثير الوهم متروك الحديث. وقال
أبو حاتم ذهبت كتبه في آخر عمره وساء حفظه وكان يلقن وكان
ابن مهدي يحدث عنه ثم تركه. وقال أحمد: ربما ألحق أو يلحق
في كتابه الحديث.
وضعفه النسائي وابن مهدي ويعقوب بن سفيان والعجلي والدارقطني
وابن حنبل وابن معين وغيرهم. قال البخاري: ليس بالقوي
يتكلمون فيه. قال أبو داود: ليس بشئ. وقال ابن حبان: كان
أعمى يلحق في كتبه ما ليس من حديثه ويسرق ما ذوكر به فيحدث
به. وقال ابن عدي: روى عنه الكبار، أيوب وعوف، ولولا أنه في
ذلك المحل لم يرو عنه وقد خالف في أحاديث ومع ما تكلم فيه
يكتب حديثه. قال ابن حجر: صدوق سئ الحفظ. وقال الذهبي:

(1) تاريخ بغداد (7: 268).
81

ضعيف (1).
(2) أبو الوداك: جبر بن نوف البكالي. صدوق يهم. يأتي في الحديث
251.
(3) الأعمش: سليمان بن مهران. ثقة يدلس وقد عنعن. تقدم.
ففي هذا الاسناد: محمد بن جابر ضعيف، وأبو الوداك يهم،
والأعمش عنعن ولم يصرح بالسماع. وقد أورده الذهبي في ترجمة
محمد بن جابر وقال: خبر منكر جدا (2).
النتيجة:
إسناده ضعيف. وأما المتن فلا يبعد أن يكون موضوعا أدخله بعض
الوضاعين في كتب محمد بن جابر فرواه دون أن يدري.

(1) الضعفاء للبخاري (ص 274)، الضعفاء للنسائي (ص 303)، الجرح والتعديل (2:
3: 219)، ديوان الضعفاء (2: 561)، الكاشف (3: 27)، المغني (2: 561)،
ميزان الاعتدال (3: 496)، تقريب التهذيب (2: 49)، تهذيب التهذيب (9:
88).
(2) ميزان الاعتدال (3: 498).
82

25 - (71) عن جابر رضي الله عنه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد.
ومن أنكر نزول عيسى فقد كفر بما أنزل على محمد.
ومن لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر بما أنزل على
محمد. فإن جبرائيل أخبرني أن الله قال من لم يؤمن
بالقدر خيره وشره فليتخذ ربا غيري ".
تخريج الحديث:
أخرجه أبو بكر الإسكافي - الكلاباذي - في معاني الأخبار. ولم أر
هذا الكتاب ولكن قال ابن حجر: وجدت في كتاب معاني الأخبار
للكلاباذي خبرا موضوعا حدث به عن: محمد بن علي بن الحسن، عن
الحسين بن محمد بن أحمد عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك عن
ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه رفعه (1).
وقد ذكره السهيلي في الروض الأنف بغير هذا اللفظ فقال:
والأحاديث الواردة في أمر المهدي كثيرة وقد جمعها أبو بكر بن أبي
خيثمة فأكثر. ومن أغربها إسنادا ما ذكر أبو بكر الإسكافي في فوائد
الاخبار مسندا إلى مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد
كفر. وقال في طلوع الشمس من مغربها مثل ذلك فيما أحسب " (2).
وأورده السيوطي (3) بمثل لفظ السهيلي دون ذكر طلوع الشمس
وقال: أخرجه أبو بكر الإسكافي في فوائد الاخبار.

(1) لسان الميزان (5: 130).
(2) الروض الأنف للسهيلي (1: 160).
(3) الحاوي (2: 83).
83

رجال الحديث:
(1) محمد بن علي بن الحسن: هكذا ورد في لسان الميزان. ولكن
ذكر سند الكلاباذي هذا في التصريح (1) فقال: حدثنا محمد بن
الحسن. ولعله هو الصواب لأنه ورد في اللسان في ترجمة
محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري: وقد ذكره الذهبي
في الميزان وذكر حديثا موضوعا في الدعاء عند الملتزم. وقال في
المغني: له حديث هو كذب. وقد أورد ابن حجر حديثه المذكور
(أي في المهدي) في ترجمته ثم قال: وقد غلب على ظني أنه هذا
- وشيخه ما عرفته بعد البحث عنه - وهو في طبقة وراق
الحميدي (2).
(2) الحسين بن محمد بن أحمد: قال في اللسان: عن إسماعيل بن أبي
أويس عن مالك بخبر باطل، في ترجمة محمد بن الحسن بن
علي بن راشد. وقال هناك: ما عرفته بعد البحث عنه (3). كما سبق
آنفا.
(3) إسماعيل بن أبي أويس: هو إسماعيل بن عبد الله بن أويس بن
مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله بن أبي أويس المدني.
صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه. من العاشرة. توفي 226 ه‍
(خ م ت ق).
قواه أحمد وابن معين في بعض روايته. وضعفه ابن معين في

(1) التصريح بما تواتر في نزول المسيح (ص 242).
(2) المغني (2: 570)، ميزان الاعتدال (3: 518)، لسان الميزان (5: 130). ثم
رأيته على الصواب في سلسلة الأحاديث الضعيفة (3 / 201) حيث ذكر الشيخ
الألباني حفظه الله هذا الحديث نقلا عن مفتاح معاني الآثار (265 / 1 - 2)
للكلاباذي وفيه " محمد بن الحسن بن علي ".
(3) لسان الميزان (2: 310).
84

روايات أخرى وأبو حاتم وغيرهما. واتهمه آخرون منهم النسائي
فقال: ليس بثقة. وقد أخرج عنه البخاري ومسلم وغيرهما (1).
وأعدل الأقوال فيه ما قاله ابن حجر في مقدمة الفتح بعد ما ساق
أقوال الأئمة: روينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل
أخرج له أصوله وأذن أن ينتقي منها وأن يعلم له على ما يحدث به
ويعرض عما سواه وهو يشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من
صحيح حديثه لأنه كتب عن أصوله. وعلى هذا لا يحتج بشئ من
حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا
إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه (2).
وبقية رجاله ثقات.
ففي هذا الاسناد: محمد بن علي بن الحسن متهم. والحسين بن
محمد غير معروف. وإسماعيل بن أبي أويس لا يحتج برواياته
خارج الصحيح.
قال ابن خلدون: " أبو بكر - يعني الإسكافي - عندهم متهم
وضاع " (3).
قال السفاريني: " سنده مرضي " (4). وفيه تساهل كبير كما هو واضح.
ووصفه ابن حجر: بالموضوع وبالباطل كما سبق.

(1) الضعفاء للنسائي (ص 285)، الجرح والتعديل (1: 1: 180)، الكاشف (1:
125)، تذكرة الحفاظ 1: 409، ميزان الاعتدال (1: 222)، وقال استوفيت
أخباره في تاريخ الاسلام. تقريب التهذيب (1: 71)، تهذيب التهذيب (1: 310).
(2) هدي الساري (ص 391).
(3) تاريخ ابن خلدون (1: 557).
(4) مختصر لوامع الأنوار البهية (ص 244).
85

النتيجة:
الحديث موضوع. ولعل الآفة فيه من محمد بن علي بن الحسن.
والله أعلم.
86

26 - (72) عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة:
نبينا خير الأنبياء وهو أبوك. وشهيدنا خير الشهداء وهو
عم أبيك حمزة. ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة
حيث يشاء وهو ابن عم أبيك جعفر، ومنا سبطا هذه
الأمة الحسن والحسين وهما ابناك. ومنا المهدي.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
العباس المري القنطري، حدثنا حرب بن الحسن الطحان، حدثنا
حسين بن الحسن الأشقر، حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش،
عن عباية يعني ابن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: فذكره (1).
رجال الحديث:
(1) أحمد بن محمد بن العباس المري القنطري. لم أجد له ترجمة.
(2) حرب بن الحسن الطحان: قال الذهبي في الميزان: ليس حديثه
بذاك. قاله الأزدي. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن
النجاشي: عامي الرواية أي شيعي قريب الامر. له كتاب (2).
(3) الحسين بن الحسن الأشقر. مات 208 ه‍ (س). متروك الحديث.
ذكره ابن حبان في الثقات. وقال علي بن الجنيد: سمعت ابن
معين ذكر الأشقر فقال: كان من الشيعة الغالية. قلت: فكيف

(1) المعجم الصغير (1: 37)، مجمع البحرين (ص 350)، مجمع الزوائد (9:
166).
(2) ميزان الاعتدال (1: 469)، لسان الميزان (2: 184).
87

حديثه؟ قال: لا بأس به. قلت: صدوق. قال: نعم كتبت عنه.
ضعفه أبو داود والأزدي والعقيلي وقال أبو حاتم والنسائي وأبو
أحمد الحاكم والدارقطني: ليس بقوي. وقال أخوه محمد: لا
تكتبوا عن أخي فإنه كذاب. وقال أبو عروبة الحراني: هو خال أبي
وهو كذاب. وقال أبو معمر الهذلي: كذاب. قال البخاري: فيه
نظر. وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
قال أحمد: لم يكن عندي ممن يكذب. فقيل إنه صنف بابا في
معائب الشيخين. قال: ليس هذا بأهل أن يحدث عنه. وذكر له في
التهذيب حديثين قال فيهما ابن المديني: هما كذب. وأنكرهما
أحمد بن حنبل جدا وكأنه لم يشك أن هذين كذب. قال الذهبي
في الكاشف: واه. وقال ابن كثير: شيعي متروك. قال ابن حجر:
" صدوق يهم " (1). والظاهر أن فيه تساهلا.
(4) قيس بن الربيع: الأسدي الكوفي. توفي 167 ه‍. صدوق. تغير لما
كبر. أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به (2). ستأتي
ترجمته بتفصيل في 245.
(5) الأعمش: ثقة مدلس وقد عنعن. تقدم في 59.
(6) عباية بن ربعي: ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: روى عنه

(1) التاريخ الضعفاء (ص 222)، التاريخ الكبير (1: 2: 385)، الضعفاء للنسائي
(ص 288)، الجرح والتعديل (1: 2: 49)، ديوان الضعفاء (ص 62)، الكاشف
(1: 230)، ميزان الاعتدال (1: 531) تقريب التهذيب (1: 175)، تهذيب
التهذيب (2: 336).
(2) تقريب التهذيب (2: 28)، وانظر ترجمته في: الضعفاء للبخاري (ص 273)،
الضعفاء للنسائي (ص 401)، الكاشف (2: 404)، المغني في الضعفاء (2:
526)، ميزان الاعتدال (3: 393)، تهذيب التهذيب (8: 391).
88

موسى بن طريف وكلاهما غاليان ملحدان. قال الذهبي: كلاهما من
غلاة الشيعة وساق له في الميزان بعض " منكراته " رواها الأعمش
عن موسى بن طريف عنه وعوتب الأعمش على ذلك فقال: والله
ما رويته إلا على وجه الاستهزاء. وكان يشرب الدن وحده (1).
(7) أبو أيوب الأنصاري: خالد بن زيد بن كليب. الصحابي المعروف.
توفي 50 أو بعدها (2).
فهذا الاسناد ظلمات بعضها فوق بعض. فالطحان ضعفه الأزدي،
والأشقر متروك الحديث، والأعمش عنعن، وقيس بن الربيع تغير
وأدخل عليه ابنه ما ليس في حديثه وعباية متهم في دينه.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير وفيه قيس بن الربيع وهو
ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات (3). ولا أدري كيف عد الهيثمي
حسين الأشقر وعباية بن ربعي من الثقات.
النتيجة:
إسناده ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا.

(1) ديوان الضعفاء والمتروكين (ص 163)، المغني في الضعفاء (1: 330)، ميزان
الاعتدال (2: 387)، لسان الميزان (3: 247).
(2) تجريد أسماء الصحابة (1: 150)، تقريب التهذيب (1: 213).
(3) مجمع الزوائد (9: 166).
89

27 - (73) عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري (1)،
اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض
عدلا (2)، كما ملئت جورا، يرضى (3) خلافته أهل الأرض
وأهل السماء والطير في الجو، يملك عشرين سنة ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية فقال: وأما حديث حذيفة
فحدثت عن: ماجد بن بكر الزاهد قال: أنا يوسف بن محمد
الخطيب قال: نا العباس بن تركان قال:
نا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب قال: نا محمد بن إبراهيم بن
كثير الصوري، قال: نا رواد بن الجراح قال: نا سفيان الثوري عن
منصور عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (4).
(2) وأخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي. ففي الميزان: قال أبو نعيم:
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن إبراهيم بن كثير، حدثنا
رواد، حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي عن حذيفة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب
الدري " (5).
(3) وعزاه السيوطي أيضا إلى الروياني في مسنده، وأبي نعيم في أخبار

(1) في المخطوطة: الدرب. والتصحيح من تلخيص العلل.
(2) في المخطوطة: عبد لا. والصحيح عدلا.
(3) في المخطوطة: فرضي. والصحيح: يرضى.
(4) العلل المتناهية (146 ب)، وعنه تلخيص العلل (75 ألف).
(5) الميزان (3: 449).
90

المهدي (1).
(4) وذكره الديلمي في الفردوس (2). وعزاه أحمد بن محمد بن الصديق
إلى الطبراني أيضا (3).
رجال الحديث:
(1) محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري. قال الذهبي في تلخيص
العلل: مجهول. وكأنه يريد مجهول الحال فقد روى عنه جماعة
كما صرح بذلك في الميزان. وقال في الميزان: روى عن رواد بن
الجراح خبرا باطلا ومنكرا في ذكر المهدي. قال الجلاب: هذا
باطل ومحمد الصوري لم يسمع من رواد شيئا ولم يره. قال:
وكان مع هذا غاليا في التشيع. ذكره ابن حبان في الثقات (4).
(2) رواد بن الجراح: أبو عصام العسقلاني. أصله من خراسان.
صدوق اختلط بآخره فترك وفي حديثه عن الصوري ضعف شديد
من التاسعة (ق). وقال الذهبي في تلخيص العلل في هذه الرواية:
ليس ولكنه لا يحتمل هذا الكذب. ووثقه ابن معين في بعض
الروايات عنه. وفي رواية قال: لا بأس به إنما غلط في حديث
سفيان.

(1) الحاوي (2: 137)، ولفظه: المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم
إسرائيلي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا
يرضى في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو.
(2) الفردوس (4 / 221 / 6667) وذكر محققه إسناده في زهر الفردوس: قال أبو
نعيم، حدثنا الطبراني حدثنا محمد بن إبراهيم بن كثير الأنطاكي به.
(3) إبراز الوهم المكنون (ص 142).
(4) تلخيص العلل (75 ألف)، المغني (2: 545)، ميزان الاعتدال (3: 449)، لسان
الميزان (5: 23).
91

قال أحمد: صاحب سنة لا بأس به إلا أنه حدث عن سفيان
أحاديث مناكير.
قال البخاري: كان قد اختلط لا يكاد يقوم حديثه ليس له كبير
حديث قائم. قال النسائي: ليس بالقوي روى غير حديث منكر
وكان قد اختلط. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث تغير حفظه في
آخر عمره وكان محله الصدق. وذكره ابن حبان في الثقات وقال
يخطئ ويخالف.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه الناس عليه وكان شيخا
صالحا وفي حديث الصالحين بعض النكرة إلا أنه يكتب حديثه.
قال الدارقطني: متروك (1).
وبقية رجاله ثقات.
ففي إسناده عدة علل:
(1) محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري: وهو مجهول الحال. وأما ذكر
ابن حبان إياه في الثقات فهو على قاعدته بتعديل المجهولين.
ويظهر من كلام الذهبي أنه يتهمه بهذا الحديث.
(2) الانقطاع بين الصوري هذا ورواد ابن الجراح. فقال ابن حمدان
الجلاب راوي هذا الحديث: باطل، ومحمد بن إبراهيم لم يسمع
من رواد شيئا ولم يره وكان مع هذا غاليا في التشيع. ويظهر من
هذا أيضا أنه يتهم الصوري بهذا الباطل.

(1) التاريخ الكبير (2: 1: 336)، تسمية فقهاء الأمصار للنسائي (ص 8)، الضعفاء
للنسائي (ص 292)، الجرح والتعديل (1: 2: 524)، تلخيص العلل المتناهية
(75 ألف)، الكاشف (1: 213)، ديوان الضعفاء (ص 104)، المغني (1:
233)، ميزان الاعتدال (2: 55)، تقريب التهذيب (1: 253)، تهذيب التهذيب
(3: 288).
92

(3) رواد بن الجراح: وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد. وهو يروي
هنا عن الثوري نفسه.
(4) مخالفته للأحاديث الصحيحة الأخرى فقال هنا: يملك عشرين سنة
بينما الصواب سبع سنوات أو تسع سنوات.
وقد أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهية.
وقال الذهبي في ترجمة الصوري: روى عن الجراح خبرا باطلا
ومنكرا في ذكر المهدي. ووصف هذه الرواية بالكذب.
وذكر السيوطي الجملة الأولى منه معزوا إلى الروياني ورمز له
بالصحة (1). وقال الألباني: موضوع (2).
النتيجة:
الحديث ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا.

(1) فيض القدير (6: 279: 9245).
(2) ضعيف الجامع الصغير (6: 11: 5960).
93

28 - (74) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس
إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا
المهدي إلا عيسى ابن مريم.
تخريج الحديث:
(ألف)
(1) أخرجه ابن ماجة قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن
إدريس، حدثني محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن
الحسن، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:... الخ (1)..
(2) وأخرجه الحاكم قال:
حدثنا عيسى بن زيد بن عيسى بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن
محمد بن عقيل بن أبي طالب، ثنا يونس بن عبد الأعلى الصرفي،
ثنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، أنبأ محمد بن خالد
الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزداد الامر إلا شدة،
ولا الدين إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على
شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم (2).
(3) وأخرجه أبو نعيم في الحلية فقال:
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا سليمان بن
إسحاق بن نوح الطلحي.

(1) سنن ابن ماجة (2: 1340 - 1341).
(2) المستدرك (4: 441).
94

ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو الحريش الكلابي، ثنا
يونس بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، عن محمد
بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن
مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا،
ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى ابن
مريم عليهما السلام.
غريب من حديث الحسن لم نكتبه إلا من حديث الشافعي. والله
أعلم (1).
(4) وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب قال: أخبرنا أبو محمد عبد
الرحمن بن عمر التجيبي، أنا أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح
الطرائفي، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني، قالا: ثنا
يونس بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، حدثني
محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن
أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يزداد الامر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا،
ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى ابن
مريم (2).
(5) وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا محمد بن المفرج
وعلي البزار (3). حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن عيسى

(1) حلية الأولياء (9: 161).
(2) مسند ا لشهاب (106 ب).
(3) كذا وقع في تاريخ بغداد ولكن في العلل المتناهية: محمد بن الفرج بن علي البزار،
وهو الصواب كما في ترجمته في تاريخ بغداد.
95

المعروف بالمالكي، حدثنا أبو العباس الأقطع أحمد بن عبد الله
الطائي المراد عند دار موسى نحوا من سنة 291 في المحرم.
حدثنا يونس بن عبد الأعلى المصري، حدثنا محمد بن إدريس
الشافعي، حدثنا محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن
الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزداد
الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم
الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم (1).
(6) وأخرجه المزي بطريقين عن يونس بن عبد الأعلى.
أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة وأبو الحسن بن البخاري قالا أخبرنا
أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي:
قال ابن قدامة: وأخبرنا أيضا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو
الحسن الثقفي بن عبد السلام قالا:
أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن
الحسن بن عبدان الصيرفي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن
محمد بن زياد النيسابوري: ح.
(7) وأخبرنا الإمام أبو عبد الله أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان
الحراني قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله
الرهاوي قال: أخبرنا الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي
بأصبهان قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن
منده، قال: أخبرنا والدي أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو علي
الحسن بن يوسف الطرايفي بمصر، وأحمد بن عمرو أبو الطاهر
قالوا: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن إدريس
الشافعي قال: حدثنا محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح،

(1) تاريخ بغداد (4: 220).
96

عن الحسن بن أبي الحسن، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال:
وفي حديث أبي بكر بن زياد: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزداد
الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم
الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم.
قال أبو بكر بن زياد: وهذا حديث غريب (1).
(8) وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله. قال: حدثنا
أحمد بن عبد الله بن محمد قال: حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني
بمصر قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا المزني قال: حدثنا
الشافعي قال: حدثنا محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح،
عن الحسن، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزداد الامر
إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم
الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم (2).
(9) وعن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (3).
(10) وأخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (4).
(11) وأخرجه السلفي في الطيوريات (5).

(1) تهذيب الكمال (6: 596)، في ترجمة محمد بن خالد الجندي.
(2) جامع بيان العلم وفضله (1: 188).
(3) العلل المتناهية (148 ب).
(4) (4: 3: 2)، (4: 9: 1)، (5: 22: 2)، كما نقل عنه الألباني في الأحاديث
الضعيفة (1: 89). ثم رأيته في كتابه بعد طبعه (3: 521: 217) و (5: 1075:
589) وهو في (4: 808: 409) بدون الجملة الأخيرة: لا مهدي الخ.
قال حدثنا محمد بن خليفة بن عبد الجبار، قال حدثنا: محمد بن الحسين قال:
حدثنا أبو جعفر أحمد بن خالد البرذعي قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى به.
(5) (1: 62)، كما نقل عنه الألباني في الضعيفة (1: 89).
97

(12) وأخرجه ابن منده في فوائده (1).
(13) وأخرجه يوسف الميانجي (2).
(14) وذكره الذهبي في ترجمة يونس بن عبد الأعلى من تذكرة الحفاظ
بإسناده عن يونس. وكذا السبكي في طبقات الشافعية (3).
(ب)
(15) وللحديث رواية أخرى رواها الحاكم فقال: حدثني به عبد
الرحمن بن يزداد المزكي ببخارى من أصله، ثنا عبد الرحمن بن
أحمد الرشديني بمصر، ثنا المفضل الجندي، ثنا صامت بن معاذ،
ثنا يحيى ابن السكن، ثنا محمد بن خالد الجندي، (عن أبان بن
صالح عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله) (4).
قال الذهبي: يحيى بن السكن ضعفه صالح جزرة (5).
رجال الحديث:
وقد رواه ابن ماجة عن يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي. والتقت
معه جميع الطرق في الرواية عن يونس ما عدا ابن عبد البر فقد رواه عن
المزني عن الشافعي. ولذلك اكتفى بذكر تراجم رجال ابن ماجة فقط.
(1) يونس بن عبد الأعلى: بن ميسرة الصدفي. أبو موسى المصري.

(1) أشار إليه ابن حجر في التهذيب (11: 441).
(2) أشار إليه ابن حجر في التهذيب (11: 441).
(3) تذكرة الحفاظ (1: 527). طبقات الشافعية (2: 171 - 172).
(4) تلخيص المستدرك للذهبي (4: 441)، وهو في تهذيب الكمال (6: 597 ألف)،
عن البيهقي والزيادة منه.
(5) تلخيص المستدرك (4: 441).
98

ثقة من صغار العاشرة (د س ت). مات 294 ه‍. وثقه أبو حاتم
والنسائي وابن حبان وغيرهم. قال مسلمة بن قاسم: كان حافظا.
أنكر عليه بعضهم تفرده بهذا الحديث عن الشافعي. ويرى الذهبي
أنه دلسه عن الشافعي ويستند في ذلك إلى أن أبا طاهر رواه عن
يونس فقال: " حدثت عن الشافعي ". ولكنه لم ينفرد بروايته عن
الشافعي فقد رواه المزني أيضا عنه كما سبق. وقال ابن حجر:
رواه ابن منده في فوائده من طريق الحسن بن يوسف الطرائفي وأبي
الطاهر المذكور كلاهما عن يونس أنا الشافعي. ورواه يوسف
الميانجي عن ابن خزيمة وابن أبي حاتم وزكريا الساجي وغير واحد
عن يونس ثنا الشافعي (1).
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق بإسناده عن أحمد بن محمد بن
رشدين أن بعضهم رأى الشافعي في المنام فقال له: " كذب علي
يونس بن عبد الأعلى في حديث الجندي.. ما هذا من حديثي ولا
حدثت به " (2).
ولكن كما قال ابن كثير: يونس بن عبد الأعلى من الثقات لا يطعن
فيه بمجرد منام (3).
(2) محمد بن إدريس الشافعي: أبو عبد الله المكي. نزيل مصر. هو
الامام المعروف. وكما قال ابن حجر: هو المجدد لامر الدين على

(1) تقريب التهذيب (2: 385)، تهذيب التهذيب (11: 440)، ميزان الاعتدال (3:
481). وأسنده السبكي في طبقات الشافعية (2 / 172) عن طريقي ابن مندة
والميانجي.
(2) ذكره المزي في تهذيب الكمال (6: 596).
(3) الفتن والملاحم (ص 33)، قلت: وراوي هذا المنام أحمد بن محمد الرشديني:
متهم بالكذب. قال ابن عدي: كذبوه وأنكرت عليه أشياء. لسان الميزان (1:
257).
99

رأس المائتين (خت م 4). مات 204 ه‍ (1).
(3) محمد بن خالد: الجندي - بفتح الجيم والنون - المؤذن. مجهول
من السابعة (ق). قال الحاكم: مجهول. قال الأزدي: منكر
الحديث وقال ابن صلاح: شيخ مجهول. قال الذهبي: قد وثقه
يحيى بن معين والله أعلم. وروى عنه ثلاثة رجال سوى الشافعي
وقال ابن كثير: روى عنه غير واحد أيضا وليس هو المجهول كما
زعمه الحاكم بل قد روي عن ابن معين أنه وثقه (2).
قلت: وقد روى توثيق ابن معين هذا أبو الحسن محمد بن الحسين
الآبري (3) الحافظ في مناقب الشافعي فقال: أخبرني محمد بن عبد
الرحمن الهمذاني ببغداد (4) قال: حدثنا محمد بن مخلد وهو
العطار (5) وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن المؤمل العدوي. قال:
قال لي يونس بن عبد الأعلى: جاءني رجل قد وخطه الشيب سنة
ثلاث عشرة يعني ومائتين عليه مبطنة وأزير يسألني عن هذا الحديث
فقال لي: من محمد بن خالد الجندي؟ فقلت: لا أدري. فقال
لي: هذا مؤذن الجند وهو ثقة. فقلت له: أنت يحيى بن معين؟
فقال نعم.. الخ (6).

(1) تقريب التهذيب (2: 143).
(2) الكاشف (3: 38)، المغني في الضعفاء (2: 576)، ميزان الاعتدال (3: 536).
تقريب التهذيب (2: 157)، تهذيب التهذيب (9: 143).
(3) هو أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عصام الآبري. نسبة إلى قرية " آبر "
من قرى سجستان. لقبه الذهبي بالحافظ الامام مات 363 ه‍. تذكرة الحفاظ (3:
954)، اللباب (1: 18).
(4) محمد بن عبد الرحمن الهمذاني بن سندس بن موسى أبو بكر. قال الخطيب: كان
ثقة. تاريخ بغداد (2: 317).
(5) محمد بن مخلد العطار. قال الدارقطني: ثقة مأمون. تاريخ بغداد (3: 311).
(6) تهذيب الكمال للمزي (6: 596).
100

ولكن لا يمكن الاحتجاج بهذه الحكاية لامرين:
1 - أن في إسناده أحمد بن محمد بن المؤمل، أبو بكر الصوري وقد
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال روى عن... الحسن بن عرفة
ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم.
روى عنه: أبو عمرو بن السماك وأبو بكر الشافعي وعبيد الله بن
محمد بن سليمان المخرمي. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ومثل
هذا مجهول الحال فلا يمكن الاحتجاج به.
2 - يظهر من النظر في متن هذه الحكاية أن يونس بن عبد الأعلى لم
يكن يعرف ابن معين قبل هذه الحكاية وما عرفه إلا بإخبار
متكلمه. ولذلك سأله: أنت يحيى بن معين؟ فقال نعم. وهكذا فلا
نستطيع أن نقول أن الذي كلمه هو يحيى بن معين حقا. أم آخر
ادع أنه يحيى بن معين. والله أعلم.
ولعل هذا هو السبب في أن أغلب العلماء لم يلتفتوا إلى هذه
الحكاية ولذلك عقب عليها الآبري بنفسه فقال: ومحمد بن خالد
الجندي وإن كان يذكر عن يحيى بن معين ما ذكرته فإنه غير معروف
عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل (1). وقد روى السمعاني عن
ابن معين أنه وثقه وعقب عليه بقوله: قلت وقد تكلموا فيه.
وقال المعلمي: لم يثبت هذا عن ابن معين (2).
(4) أبان بن صالح: بن عمر بن عبيد القرشي. وثقه الأئمة ووهم ابن
حزم فجهله وابن عبد البر فضعفه. من الخامسة (خت 4). ومن
الذين وثقوه: ابن معين والعجلي ويعقوب بن شيبة وأبو زرعة وأبو

(1) المرجع السابق.
(2) الأنساب للسمعاني المطبوع (3: 351).
101

حاتم (1).
(5) الحسن بن أبي الحسن: البصري. ثقة. كان يرسل ويدلس. تقدمت
ترجمته في 2.
(6) أنس بن مالك: صحابي جليل.
وهكذا رأينا أن الاسناد رجاله كلهم ثقات غير محمد بن خالد
الجندي وهو مجهول.
قال الألباني: هذا إسناد ضعيف. فيه علل ثلاثة:
الأولى: عنعنة الحسن البصري فإنه قد كان من المدلسين.
الثانية: جهالة محمد بن خالد الجندي فإنه مجهول.
الثالثة: الاختلاف في سنده. قال البيهقي: قال أبو عبد الله الحافظ:
محمد بن خالد مجهول واختلفوا عليه في إسناده فرواه صامت بن معاذ
قال: ثنا يحيى بن السكن ثنا محمد بن خالد فذكره. قال صامت: عدلت
إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء فدخلت على محدث لهم فوجدت هذا
الحديث عنده عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن أبي عياش عن
الحسن مرسلا.
قال البيهقي: فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي وهو
مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو
منقطع. والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادا.
قال الذهبي بعد ذكر كلام البيهقي المذكور: فانكشف ووهى (2).
وزيادة على ما ذكر فيه احتمال الانقطاع بين أبان بن صالح والحسن

(1) تقريب التهذيب (1: 30)، تهذيب التهذيب (1: 95).
(2) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1: 89)، وانظر كلام البيهقي في تهذيب
الكمال (6: 597)، وميزان الاعتدال (3: 536).
102

البصري قال الذهبي: أبان بن صالح ما علمت به بأسا ولكن قيل إنه لم
يسمع من الحسن. ذكره ابن الصلاح في أماليه (1).
والحديث مع ضعف إسناده مخالف لأحاديث صحيحة أخرى. قال
أبو الحسن الآبري: محمد بن خالد غير معروف عند أهل الصناعة من
أهل النقل وقد تواترت الاخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
في المهدي.. الخ (2).
وبه رد هذا الحديث الحاكم والبيهقي كما سبق وأقره ابن حجر في
التهذيب والقرطبي في التذكرة كما سيأتي.
وقد كاد العلماء أن يتفقوا على نكارة هذا الحديث.
فقد قال الحاكم: ذكرت ما انتهى إلي من علة هذا الحديث تعجبا لا
محتجا به على الصحيحين. وقال الذهبي: هو خبر منكر (3). وقال أيضا
في ترجمة يونس بن عبد الأعلى: هو منكر جدا (4).
وذكر القرطبي في التذكرة علل هذا الحديث بنحو مما ذكر أعلاه ثم
قال: والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنصيص على خروج المهدي من
عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم لها دونه (5).
وأورد هذا الحديث الشوكاني في الفوائد المجموعة فقال: قال
الصغاني: موضوع (6).

(1) ميزان الاعتدال (3: 535).
(2) تهذيب الكمال (6: 597)، تهذيب التهذيب (9: 144).
(3) ميزان الاعتدال (3: 535).
(4) المصدر السابق (4: 481).
(5) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (ص 722 - 723).
(6) الفوائد المجموعة (ص 510، 511)، رقم 127.
103

وقال الألباني: منكر (1).
وقد مال ابن كثير إلى تصحيح هذه الرواية بناء على ما روي عن ابن
معين من توثيق الجندي. فاضطر إلى تأويله فقال: " وهذا الحديث فيما
يظهر ببادئ الرأي مخالف للأحاديث التي أوردناها في إثبات مهدي غير
عيسى بن مريم إما قبل نزوله كما هو الأظهر وإما بعده. وعند التأمل لا
ينافيها بل يكون المراد من ذلك أن المهدي حق المهدي هو عيسى ابن
مريم. ولا ينفي ذلك أن يكون غيره مهديا أيضا (2).
النتيجة:
إسناده ضعيف. ومتنه منكر.

(1) سلسلة الأحاديث الضعيفة (1: 89).
(2) الفتن والملاحم (1: 33).
104

29 - (75) عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة. أنا، وحمزة،
وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي ".
تخريج الحديث:
(ألف)
(1) أخرجه ابن ماجة في سننه قال:
حدثنا هدية بن عبد الوهاب ثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر عن
علي بن زياد اليمامي عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك، قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره (1).
(2) ذكره الديلمي في الفردوس بلفظ " إنا معشر ابن عبد المطلب " وعزاه
إلى ابن ماجة (2).
(3) وأشار المزي إلى طريق آخر للحديث لم أعرف مصدره فقال: روى
هذا الحديث المذكور محمد بن خلف الحدادي عن سعد بن عبد
الحميد وتابعه أبو بكر محمد بن صالح القناد عن محمد بن
الحجاج عن عبد الله بن زياد السحيمي عن عكرمة بن عمار (3).
(ب)
(4) وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان قال:

(1) سنن ابن ماجة (2: 1368) حديث رقم 4087.
(2) الفردوس (225 ألف).
(3) تهذيب الكمال (243 ألف)، تحفة الاشراف (1: 86).
105

حدثنا الحسين بن محمد بن علي، ثنا علي بن محمد بن جعفر بن
عتبة وراق عبدان، ثنا عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، ثنا
عبد الملك بن قريب، سمعت كدام بن مسعر بن كدام يحدث عن
أبيه، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن
سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا وعلي وعمي حمزة
وجعفر والحسن والحسين والمهدي (1).
(5) وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد عن طريق أبي نعيم المذكور (2).
رجال الحديث:
(الف)
(1) هدية بن عبد الوهاب المروزي، أبو صالح. صدوق ربما وهم. من
العاشرة (ق).
وثقه ابن أبي عاصم وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما
أخطأ (3).
(2) سعد بن عبد الحميد بن جعفر: بن عبد الله بن الحكم الأنصاري
أبو معاذ المدني. نزيل بغداد. صدوق، له أغاليط. مات 219 ه‍.
(ت س ق) (4).
(3) علي بن زياد اليمامي: هكذا وقع في سنن ابن ماجة. قال المزي:

(1) أخبار أصبهان (2: 130).
(2) تاريخ بغداد (9: 434).
(3) تقريب التهذيب (2: 315)، تهذيب التهذب (7: 321).
(4) تقريب التهذيب (1: 288)، وانظر: ميزان الاعتدال (2: 124) وتهذيب التهذيب
(3: 477).
106

كذا عنده. والصواب عبد الله بن زياد. قاله محمد بن خلف
الحدادي عن سعد بن عبد الحميد وتابعه أبو بكر محمد بن
صالح بن يزيد القناد عن محمد بن الحجاج عن عبد الله بن زياد
السحيمي (1). وقال ابن حجر في التهذيب: هو أبو العلاء
عبد الله بن زياد. فلعله كان في الأصل ثنا أبو العلاء بن زياد
فتغيرت فصارت " علي بن زياد ".
وهكذا يتبين أن الذي في هذا الاسناد هو: أبو العلاء عبد الله بن
زياد السحيمي. وقد قال فيه البخاري في التاريخ الكبير: منكر
الحديث (زاد في التهذيب ليس بشئ) ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه
جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من الثقات
وذكره العقيلي في الضعفاء. قال ابن كثير: هو رجل مجهول. قال
الذهبي لا يدري من هو. قال ابن حجر: ضعيف (2).
(4) عكرمة بن عمار: العجلي. أبو عمار اليماني. أصله من البصرة
صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم
يكن له كتاب. من الخامسة. مات قبل 160 ه‍ (خت م 4).
ووثقه ابن معين وابن المديني والعجلي وأبو داود والنسائي
ويعقوب بن شيبة والدارقطني وأحمد بن صالح وغيرهم. وضعفه
في حديثه عن يحيى بن أبي كثير خاصة: أحمد وابن المديني
ويحيى بن سعيد والبخاري وأبو داود والنسائي وأبو حاتم وأبو
أحمد الحاكم وابن حبان وغيرهم. قال أبو حاتم: كان صدوقا ربما
وهم في حديثه وربما دلس وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير

(1) تحفة الاشراف (1: 86)، تهذيب التهذيب (243 ألف).
(2) التاريخ الكبير (3: 1: 95)، الجرح والتعديل (2: 2: 62)، ميزان الاعتدال (3:
127) و (2: 424)، تقريب التهذيب (2: 37)، تهذيب التهذيب (7: 321).
107

بعض الأغاليط (1).
(5) أما إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري. المدني أبو يحيى
فثقة حجة. من الرابعة. مات 132 ه‍ أو بعدها (ع).
وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وآخرون (2).
(ب)
وفيه:
(1) علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة وراق عبدان. ذكر ابن حجر
اسمه في لسان الميزان ولم يذكر فيه شيئا. وإنما أخذ اسمه من
هذه الرواية (3).
(2) عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري. ذكر الخطيب هذه الرواية
في ترجمته ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. قال الذهبي في
الميزان: عن الأصمعي بخبر باطل في المهدي (4).
(3) كدام بن مسعر بن كدام. روى عنه يحيى بن سعيد القطان
وعبد الله بن داود الخريبي، ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا (5).
(4) قتادة. ثقة مدلس. وقد عنعن.
وبقية رجاله ثقات.

(1) التاريخ الكبير (4: 1: 50)، الجرح والتعديل) (3: 2: 10)، الكاشف (2:
276)، المغني (2: 438)، ميزان الاعتدال (3: 90)، تقريب التهذيب (2: 30)،
تهذيب التهذيب (7: 261).
(2) تقريب التهذيب (1: 95)، تهذيب التهذيب (1: 240).
(3) لسان الميزان (4: 258).
(4) تاريخ بغداد (9: 434)، ميزان الاعتدال (2: 406)، لسان الميزان (3: 271).
(5) الجرح والتعديل (3: 2: 174).
108

ففي الاسناد الأول: عبد الله بن زياد السحيمي وهو منكر الحديث
وعكرمة بن عمار يغلط وهو مدلس ولم يصرح بالسماع. وهدية بن
عبد الوهاب ربما يهم.
وفي الاسناد الثاني: وراق عبدان مجهول. وكذلك الأنباري
مجهول. وكدام بن مسعر مستور. وقتادة عنعن.
ذكره ابن كثير بالاسناد الأول وقال: هذا الحديث منكر (1).
وذكره الذهبي بالاسناد الثاني وقال: باطل (2).
وذكره الخطيب أيضا بالاسناد الثاني وقال: هذا الحديث منكر جدا
وهو غير ثابت وفي إسناده غير واحد من المجهولين (3).
النتيجة:
الحديث ضعيف جدا.

(1) الفتن والملاحم (1: 33).
(2) ميزان الاعتدال (2: 406).
(3) تاريخ بغداد (9: 434).
109

30 - (76) عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي - يعني -
سلطانه ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه ابن ماجة في سننه قال: حدثنا حرملة بن يحيى المصري
وإبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا: ثنا أبو صالح عبد الغفار بن
داود الحراني، ثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر
الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره (1).
(2) وأخرجه الطبراني في الأوسط. قال: حدثنا أحمد بن رشدين، ثنا
محمد بن شعبان الحضرمي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن
جابر، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج قوم من قبل المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه ".
قال الطبراني: لا يروى عن عبد الله بن الحارث إلا بهذا الاسناد
تفرد به ابن لهيعة (2).
رجال الحديث:
مدار الاسنادين علي:
ابن لهيعة: وهو ضعيف. تقدمت ترجمته في 48.
وعمرو بن جابر الحضرمي. متروك الحديث. وتقدمت ترجمته أيضا
في 48.

(1) سنن ابن ماجة (2: 1368).
(2) مجمع البحرين (ص 425).
110

قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه: عمرو بن جابر وهو
كذاب (1).
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر
وعبد الله بن لهيعة (2).
النتيجة:
إسناده ضعيف جدا. الحضرمي متروك.

(1) مجمع الزوائد (7: 318).
(2) مصباح الزجاجة (4: 205).
111

31 - (77) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ستكون دمشق في آخر الزمان أكثر المدن أهلا، وهي
تكون لأهلها معقلا، وأكثر أبدالا، وأكثر مساجد، وأكثر
زهادا، وأكثر مالا، وأكثر رجالا، وأقل كفارا. ألا وإن
مصر أكثر المدن فراعنة، وأكثر كفورا وأكثر ظلما،
وأكثر رياء وفجورا وسحرا وشرا. فإذا عمرت أكنافها بعث
الله عليهم الخليفة الزائد البنيان والأعور الشيطان والأخرم
الغضبان. فويل لأهلها من أتباعه وأشياعه. ثم قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجزى إلا
الكفور (17)). فإذا قتل ذلك الخليفة بالعراق، خرج
عليهم رجل مربوع القامة، أسود الشعر، كث اللحية،
براق الثنايا، فويل لأهل العراق من أشياعه المراق.
ثم يخرج المهدي منا أهل البيت فيملأ الأرض عدلا كما
ملئت جورا. وذكر باقي الحديث ".
تخريج الحديث:
أخرجه الربعي في فضائل الشام ودمشق قال: أخبرنا تمام بن محمد،
حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا هشام بن
خالد، حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، عن ابن عمر، عن واثلة بن الأسقع
رضي الله عنه قال قال رسول الله. فذكره (1).
رجال الحديث:
رجاله كلهم ثقات ما عدا محمدا شيخ أبي يعقوب. وهو: محمد بن
أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى، أبو عبد الله الغساني. ترجم له ابن

(1) فضائل الشام ودمشق (ص 44) رقم 76.
112

عساكر ولم يذكر له تعديلا (1).
قال الألباني: حديث منكر تفرد بروايته محمد بن إبراهيم، وهو
محمد بن أحمد بن إبراهيم.. نسب في رواية المصنف إلى جده. ونسب
إلى أبيه في رواية ابن عساكر من طريق أخرى عنه نقلها السيوطي في
الحاوي (2: 464) وترجم له ابن عساكر ولم يذكر له تعديلا فهو مجهول
الحال وسائر رواة الحديث ثقات غيره. فالحمل فيه عليه. ويظهر من
أحاديثه التي يرويها عن الثقات أنه منكر الحديث كهذا الحديث والآتي
بعده.
غير أن حديثه هذا فيه جملة صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي خروج
المهدي والأحاديث في ذلك كثيرة جدا (2)..
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للألباني (ص 15).
(2) المصدر السابق.
113

32 - (78) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي: إن هذا المهدي
فاتبعوه ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه قال: أنا أبو الفرج عبد السلام بن
عبد الوهاب القرشي - بأصبهان - أنا سليمان بن أحمد الطبراني،
إبراهيم بن محمد بن عون، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، إسماعيل بن
عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن
كثير بن مرة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
(2) وعزاه في الحاوي إلى أبي نعيم أيضا (2).
رجال الحديث:
في إسناده عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان، العرضي، أبو الحارث
الحمصي، نزيل سلمية، متروك. كذبه أبو حاتم، مات 245 ه‍ (ق).
وقال أبو داود: " كان يضع الحديث، قد رأيته ". وقال البخاري:
عنده عجائب، وقال النسائي: غير ثقة. وتركه غير واحد (3).
النتيجة:
الحديث موضوع.
وذكره الذهبي في الميزان في ترجمة " إبراهيم بن محمد الحمصي "
وقال فيه: شيخ للطبراني غير معتمد، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة،
حدثنا إسماعيل بن عياش.. إلخ. فالمعروف بهذا الحديث هو عبد
الوهاب بن الضحاك لا ابن نجدة (4).

(1) تلخيص التشابه (1: 417: 660).
(2) الحاوي (2: 128) وفيه " ابن عمر ".
(3) التهذيب (6: 446)، التقريب (1: 527).
(4) الميزان (1: 63).
114

33 - (79) عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تزال طائفة من أمتي، تقاتل عن الحق حتى ينزل
عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس. ينزل
على المهدي، فيقال له: تقدم يا نبي الله فصل لنا.
فيقول أن هذه الأمة أمين (1) بعضهم على بعض لكرامتهم
على الله عز وجل ".
تخريج الحديث:
أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن قال: حدثنا
عبد الله بن عمرو، حدثنا عتاب بن هارون، قال: حدثنا الفضل بن
عبيد الله، قال حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه النيسابوري، قال حدثنا
محمد بن يحيى، عن محمد بن مسلمة، عن أبي الواصل بن عبيد قال:
قال جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (2).
رجال الحديث:
(1) عبد الله بن عمرو. شيخ الداني، لم أجد له ترجمة.
(2) عتاب بن هارون. لم أعرفه على وجه التحديد ولعله عتاب بن
هارون بن عتاب بن بشر الغافقي ت 381 ه‍. قال ابن الفرضي
" وكان حافظا للرأي على مذهب مالك وأصحابه. حسن النظر " (3).
(3) الفضل بن عبيد الله. لم أجد له ترجمة.
(4) محمد بن مسلمة. لم أعرف من هو. ولعل الصواب، محمد بن

(1) في الحاوي: " أمراء " وليس فيه لكرامتهم الخ (2: 162).
(2) السنن الواردة في الفتن (6: 1236: 686).
(3) تاريخ علماء الأندلس (1: 300).
115

سلمة وهو الحراني، ثقة، روى عن أبي الواصل عبد الحميد بن
واصل الباهلي. وسيأتي ذكره في الحديث (250).
(5) أبو الواصل بن عبيد، لم أعرف من هو، فإن كان هو أبو الواصل
عبد الحميد بن واصل الباهلي فله حديث آخر في المهدي سيأتي
برقم (250). وذكره ابن حبان في الثقات. والله أعلم.
النتيجة:
إسناده ضعيف ففيه عدة لم أجد لهم ترجمة. أما المتن فقد تقدم
بنحوه من حديث جابر رضي الله عنه نفسه برقم (6) وهو صحيح.
116

34 - (80) عن حذيفة: قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" تكون وقعة بالزوراء " قالوا يا رسول الله وما الزوراء؟ قال:
" مدينة بالمشرق بين أنهار يسكنها شرار خلق الله وجبابرة
من أمتي تقذف بأربعة أصناف من العذاب بالسيف
وخسف وقذف ومسخ ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون
حتى يلحقوا ببطن الأرض أو قال ببطن الأردن. فبينما
هم كذلك إذ خرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب
حتى يأتي دمشق فلا يأتي عليه شهر حتى يبايعه من كلب
ثلاثون ألفا فيبعث جيشا إلى العراق فيقتل بالزوراء مائة
ألف وينحدرون إلى الكوفة فينهبونها فعند ذلك تخرج
راية (1) من المشرق، ويقودها رجل من بني تميم يقال له
شعيب بن صالح فيستنقذ ما في أيديهم من سبى أهل
الكوفة ويقتلهم ويخرج جيش آخر من جيوش السفياني
إلى المدينة فينهبونها ثلاثة أيام ثم يسيرون إلى مكة حتى
إذا كانوا بالبيداء بعث الله عز وجل جبريل عليه السلام
فيقول: يا جبريل عذبهم فيضربهم برجله ضربة فيخسف
الله عز وجل بهم فلا يبقى منهم غلا رجلان فيقدمان على
السفياني فيخبرانه بخسف الجيش فلا يهوله ثم إن رجالا
من قريش يهربون إلى قسطنطنية فيبعث السفياني إلى
عظيم الروم أن ابعث إلي بهم في المجامع قال: فيبعث
بهم إليه فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق ".
قال حذيفة: حتى إنه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب

(1) كذا في الحاوي. ووقع في المطبوع من السنن " دابة ".
117

على مجلس حتى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه وهو في
المحراب قاعد، فيقوم رجل من المسلمين فيقول: ويحكم،
أكفرتم بعد إيمانكم، إن هذا لا يحل. فيقوم فيضرب عنقه في
مسجد دمشق ويقتل كل من شايعه على ذلك فعند ذلك ينادي
من السماء مناد، أيها الناس إن الله قد قطع عنكم مدة الجبارين
والمنافقين وأشياعهم وأتباعهم وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم،
فالحقوا به بمكة فإنه المهدي واسمه أحمد بن عبد الله.
قال حذيفة: فقام عمران بن الحصين الخزاعي فقال: يا
رسول الله كيف لنا بهذا حتى نعرفه؟ قال: " هو رجل من
ولدي كأنه (1) من رجال بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان
كأن وجهه الكوكب الدري في اللون، في خده الأيمن خال
أسود، ابن (2) أربعين سنة، فيخرج الابدال من الشام
وأشباههم ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل
المشرق وأشباههم حتى يأتوا مكة فيبايع له بين الركن
والمقام (3). ثم يخرج متوجها إلى الشام وجبريل على
مقدمته وميكائيل على ساقته يفرح به أهل السماء وأهل
الأرض والطير والوحوش والحيتان في البحر وتزيد المياه
في دولته وتمد الأنهار وتضعف الأرض أكلها وتستخرج
الكنوز فيقدم الشام فيذبح السفياني تحت الشجرة التي
أغصانها إلى بحيرة طبرية ويقتل كلبا ".
قال حذيفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فالخائب من خاب يوم كلب ولو بعقال ".

(1) في السنن " من ولد كنانة " وما أثبته من الحاوي (2: 159 - 161).
(2) في السنن " بين " والمثبت من الحاوي.
(3) في السنن " بين زمزم والمقام ".
118

قال حذيفة: يا رسول الله كيف يحل قتالهم وهم موحدون؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا حذيفة هم يومئذ على ردة.
يزعمون أن الخمر حلال ولا يصلون.
ويسير المهدي حتى يأتي دمشق ومن معه من
المسلمين ". الخ في حديث طويل.
تخريج الحديث:
أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن ضمن حديث
طويل استغرق أكثر من عشرين صفحة من المطبوع من سننه.
قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمرو المكتب قراءة مني عليه،
قال: حدثنا عتاب بن هارون، قال: حدثنا الفضل بن عبيد الله قال: حدثنا
أحمد بن سنان القلانسي بحلب، قال: حدثنا عبد الوهاب الخزاز أبو
أحمد الرقي، قال: حدثنا مسلمة بن ثابت، عن عبد الرحمن، عن سفيان
الثوري، عن قيس بن مسلم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
في هذا الاسناد: عبد الله بن عمرو المكتب، والفضل بن عبيد الله،
وعبد الصمد بن محمد الهمداني، وأحمد بن سنان القلانسي، وعبد
الوهاب الخزاز الرقي، ومسلمة بن ثابت، ولم أجد لهم ترجمة.
وأخرج الفقرة الأولى منه الخطيب في تاريخه (2) إلى قوله " قذف

(1) السنن الواردة في الفتن (5: 1089: 596).
(2) تاريخ بغداد (1: 578).
119

ومسخ " ومن طريقه أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1) وذكر قسما منه
القرطبي في التذكرة (2). وذكر عن الحافظ ابن دحية أنه حكم عليه
بالوضع.
النتيجة:
إسناده ضعيف. فيه عدة لم أجد لهم ترجمة والمتن ظاهره الوضع
والاختلاق. والله أعلم.

(1) الموضوعات (2: 65: 69).
(2) التذكرة (ص 718 - 719).
120

35 - (81) عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن يوم الرابعة على يدي
رجل من أهل هرقل يدوم سبع سنين ". فقال له رجل من عبد
القيس يقال له: المستورد بن خيلان يا رسول الله من إمام
الناس يومئذ؟ قال: المهدي من ولدي ابن أربعين سنة،
كأن وجهه كوكب دري، في خده الأيمن خال أسود،
عليه عباءتان، كأنه من رجال بني إسرائيل، يملك عشرين
سنة، يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا
علي بن الحسين، ثنا عنبسة بن أبي صغيرة، ثنا الأوزاعي، عن
سليمان بن حبيب قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وعزاه السيوطي إلى أبي نعيم أيضا (2).
رجال الحديث:
في إسناده عنبسة بن أبي صغيرة ترجمه الذهبي في الميزان وقال:
" أتى عن الأوزاعي بخبر باطل ". وقال الحافظ في اللسان بعد ما ذكر هذا
الحديث: " وما أدري لم حكم على هذا الحديث بالبطلان ولم يحك
تضعيف عنبسة عن غيره ".

(1) المعجم الكبير (8: 120: 4759) وقوله " المهدي من ولدي " في الحاوي: (2: 136)
أما المعجم ففيه " من ولد " وفي الكنز (7: 188) " من ولدي " بدون لفظة " المهدي ".
(2) الحاوي (2: 136) كنز العمال (7: 188).
121

وقال الهيثمي: فيه عنبسة بن أبي صغيرة وهو ضعيف (1).
النتيجة:
إسناده ضعيف ومتنه مخالف لما سبق من أنه يملك سبع سنين.

(1) ميزان الاعتدال (3: 301) لسان الميزان (4: 383) مجمع الزوائد (7: 319).
122

36 - (82) عن أبي الطفيل رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف المهدي فذكر ثقلا في لسانه
وضرب بفخذه اليسرى بيده اليمنى إذا أبطأ عليه الكلام،
اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن
ابن لهيعة، عن إسرائيل بن عباد، عن ميمون القداح، عن أبي
الطفيل رضي الله عنه. فذكره (1).
(2) وأخرجه نعيم أيضا في موضع آخر قال: حدثنا الوليد ورشدين،
عن ابن لهيعة، عن إسرائيل بن عباد، عن ميمون القداح، عن أبي
الطفيل رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المهدي اسمه
اسمي واسم أبيه اسم أبي " (2).
رجال الحديث:
تقدمت دراسة هذا الاسناد بكامله في (49) وهو إسناد ضعيف فيه:
الوليد بن مسلم وقد عنعن إلا أنه توبع برشدين وهو ضعيف.
ولكنهما يرويان عن ابن لهيعة. وهو ضعيف.
وميمون القداح. لم أجد له ترجمة.
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) كتاب الفتن (101 ألف).
(2) المصدر السابق (101 ب).
123

37 - (83) عن علي الهلالي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته
التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه قال فبكت حتى ارتفع
صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها فقال:
حبيبتي فاطمة.. ما الذي يبكيك؟ قالت: أخشى الضيعة من
بعدك. فقال (1): يا حبيبتي أما علمت أن الله اطلع على
الأرض إطلاعة فاختار منها أباك فابتعثه برسالته. ثم اطلع
على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك. وأوحى إلي (2)
أن أنكحك إياه. يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله
سبع خصال لم يعط أحدا قبلنا ولا يعطي أحدا بعدنا.
أنا خاتم النبيين وأنا أكرم النبيين على الله. وأنا أحب
المخلوقين إلى الله وأنا أبوك.
ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك.
وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو حمزة بن عبد
المطلب وهو عم أبيك وعم بعلك.
ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة
حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك.
وما سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما
سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما والذي بعثني بالحق خير
منهما.
يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما لمهدي هذه الأمة.
إذا صارت الدنيا هرج ومرج وتظاهرت الفتن وتقطعت
السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا

(1) في مخطوطة مجمع البحرين: فقالت. وهو تحريف والتصحيح من مجمع الزوائد.
(2) في المخطوطة: وأوحى إليك. والتصحيح من مجمع الزوائد.
124

ولا صغير يوقر كبيرا (1) فيبعث الله عند ذلك من يفتح به
حصون الضلالة وقلوبا غلفا يهدمها هدما ويقوم بالدين
آخر الزمان كما قمت به أول الزمان يملا الدنيا عدلا كما
ملئت جورا.
يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله أرحم بك وأرأف
عليك مني. وذلك لمكانك مني وموقعك في قلبي.
زوجك الله زوجا هو أشرف أهل بيتنا اختار أكرمهم منصبا
وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية. وقد
سألت ربي أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي.
قال علي بن أبي طالب: فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم تبق فاطمة
إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله به صلى الله عليه وسلم.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط قال:
حدثنا محمد بن زريق بن جامع، ثنا الهيثم بن حبيب، ثنا
سفيان بن عيينة، عن علي بن علي الهلالي، عن أبيه، قال
دخلت... الحديث (2).
(2) ونسبه السيوطي إلى أبي نعيم في أخبار المهدي (3) أيضا.
رجال الحديث:
(1) محمد بن رزيق بن جامع: شيخ الطبراني، ذكره الدارقطني في
الموتلف والمختلف وقال: أصله مديني. سكن مصر، سمع من

(1) في المخطوطة: ولا صغير يوقر صغيرا الكبير. والتصحيح من مجمع الزوائد.
(2) أخرجه الطبراني في الأوسط كما هو في مجمع البحرين (ص 425)، مجمع الزوائد
(9: 165). وهو في المعجم الكبير (3 / 57 2675).
(3) الحاوي (2: 137).
125

أبي مصعب الزهري الموطأ عن مالك الخ. ولم يذكر فيه جرحا
ولا تعديلا (1).
(2) الهيثم بن حبيب: شيخ لمحمد بن رزيق شيخ الطبراني.
متروك. من العاشرة (تمييز).
وفي التهذيب: " روى عن ابن عيينة بإسناد صحيح خبرا طويلا ظاهر
البطلان في ذكر المهدي وغير ذلك أورده الطبراني في الأوسط عن
محمد بن رزيق بن جامع عنه.
فالهيثم هو المتهم به. قاله صاحب الميزان وذكرته للتمييز ".
وفي الميزان: عن سفيان بن عيينة بخبر باطل في المهدي هو
المتهم به.
وفي المغني: عن ابن عيينة بخبر كذب في المهدي هو آفته.
قال الهيثمي: " قال أبو حاتم: منكر الحديث ". ولكن لم أجد
ترجمته في كتاب ابن أبي حاتم. والله أعلم (2).
(3) سفيان بن عيينة: ثقة حافظ فقيه إمام حجة. تقدم.
(4) علي بن علي الهلالي: لم أجد له ترجمة وكأنه لم يعرف إلا بهذه
الرواية.
(5) علي الهلالي: قال في الإصابة: " ذكره الطبراني وأخرج من طريق
ابن عيينة عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال دخلت.. الخ.
وأخرجه في الأوسط عن محمد بن رزيق بن جامع عن الهيثم بن

(1) المؤتلف والمختلف للدارقطني (2 / 1018)، الاكمال لابن ماكولا (4 / 53).
(2) المغني (2: 716)، ميزان الاعتدال (4: 320)، تقريب التهذيب (11: 92)،
تهذيب التهذيب (2: 326).
126

حبيب عن أبيه عن ابن عيينة. وقال: إنه لا يروي إلا بهذا
الاسناد ".
وقال الذهبي في تجريد أسماء الصحابة: روى ابن عيينة عن
علي بن علي الهلالي عن أبيه لكن الحديث مكذوب في مناقب
علي (1).
ففي هذا الاسناد: شيخ الطبراني لم أجد له توثيقا، وشيخه
الهيثم بن حبيب متروك، وعلي بن علي الهلالي لم أجد له ترجمة.
قال الطبراني بعد رواية الحديث: لم يروه عن علي بن علي إلا
سفيان تفرد به الهيثم (2). وقال الهيثمي: فيه الهيثم بن حبيب. قال
أبو حاتم: منكر الحديث وهو متهم بهذا الحديث (3) وقال ابن
حجر: خبر ظاهر البطلان. وقال الذهبي: خبر باطل. وفي
المغني: خبر كذب. وفي التجريد: الحديث مكذوب (4).
وذكره السيوطي في ذيل اللآلئ المصنوعة ثم قال: قال الذهبي:
هذا موضوع والهيثم بن حبيب هو المتهم بهذا الحديث (5).
النتيجة:
موضوع.

(1) الإصابة (2: 511)، تجريد أسماء الصحابة (ص 393).
(2) مجمع البحرين (ص 425).
(3) مجمع الزوائد (9: 165).
(4) تقدم كل ذلك في ترجمة الهيثم بن حبيب وعلي بن علي الهلالي.
(5) ذيل اللآلئ المصنوعة (ص 66).
127

38 - (84) عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس ثم يمكثون ما
شاء الله ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد
أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق يودون الطاعة
للمهدي.
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله
التاهرتي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار، عن
سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
(1) محمد بن عبد الله التاهرتي: لم أجد له ترجمة.
(2) عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي. من السابعة. مات 156 أو
بعدها (بخ د ت ق).
ضعيف جدا. وثقه أحمد بن صالح ويحيى القطان في رواية.
وضعفه في أخرى. وكذلك ضعفه ابن معين وهشام بن عروة
والجوزجاني ويعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان وأبو حاتم وأبو
زرعة والترمذي والنسائي وغيرهم.
ووهاه ابن المديني وابن مهدي وابن سعد وغيرهم. قال أحمد:
ليس بشئ ولا أكتب حديثه.
قال أبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة. قال الطحاوي:
حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف. قال ابن

(1) الفتن (85 ألف).
128

حبان: يروي الموضوعات عن الثقات ويدلس عن محمد بن سعيد
المصلوب. قال ابن حجر: ضعيف في حفظه (1).
(3) مسلم بن يسار المصري: أبو عثمان الطنبذي. مولى الأنصار.
مقبول. من الرابعة (بخ د ت ق).
ذكره ابن حبان في الثقات وقال الدارقطني: يعتبر به (2).
(4) أما سعيد بن المسيب فهو ثقة فاضل. تقدم.
النتيجة:
مرسل وإسناده ضعيف جدا لأجل عبد الرحمن بن زياد الإفريقي.
كما أن فيه التاهرتي ولم أجد له ترجمة، والطنبذي ولا يحتج به.

(1) ميزان الاعتدال (2: 561)، تقريب التهذيب (1: 480)، تهذيب التهذيب (6:
173)، التوسل (ص 105).
(2) تقريب التهذيب (2: 247)، تهذيب التهذيب (10: 141).
129

39 - (85) عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يخرج المهدي من المدينة إلى مكة فيستخرجه الناس من
بينهم فيبايعونه بين الركن والمقام وهو كاره.
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن. قال: حدثنا ابن ثور وعبد الرزاق
عن معمر، عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
هذا الاسناد رجاله كلهم ثقات. (إلا أن مرسل فقتادة لم يدرك
النبي صلى الله عليه وسلم.
ومداره على نعيم بن حماد وهو ضعيف كما سبق. والراوي عنه
ضعيف أيضا.
النتيجة:
مرسل وإسناده ضعيف.

(1) كتاب الفتن (94 ب).
130

40 - (86) عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إنه سيخرج الكنوز ويقسم المال ويلقي الاسلام بجرانه ".
تخريج الحديث:
أخرجه أيضا نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن
قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
النتيجة:
وهذا الاسناد أيضا ضعيف كسابقه.

(1) كتاب الفتن (99 ألف).
131

41 - (87) عن زين العابدين علي بن الحسين مرسلا قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أبشروا، أبشروا، إنما مثل أمتي مثل الغيث لا يدرى
آخره خير أم أوله، أو كحديقة أطعم منها فوج عاما ثم
أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوج عاما. لعل
آخرها فوجا أن يكون أعرضها عرضا وأعمقها عمقا
وأحسنها حسنا.
كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدي وسطها والمسيح
آخرها. ولكن بين ذلك فيج (1) أعوج. ليسوا مني ولا أنا
منهم.
تخريج الحديث:
رواه رزين العبدري عن جعفر، عن أبيه، عن جده، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (2).
رجال الحديث:
جعفر هو الصادق. وجده هو علي زين العابدين بن الحسين بن
علي بن أبي طالب. ثقة ثبت. مات 93 ه‍ (3).
ولكنه تابعي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم واسطة لا نعرفها. كما أنني لم
أعرف إسناد رزين إلى جعفر الصادق.

(1) أي فوج.
(2) مشكاة المصابيح (3: 293) حديث رقم: 6278.
(3) تقريب التهذيب (2: 35).
132

النتيجة:
إسناده مرسل. والمرسل من أنواع الضعيف. والله أعلم.
أما قوله: " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره ".
فهو صحيح. رواه أحمد والترمذي والطيالسي وابن عدي وابن
عساكر عن أنس. وأحمد وابن حبان عن عمار.
وأبو يعلى عن علي. والطبراني عن ابن عمرو. والطبراني أيضا وأبو
نعيم في الحلية والقضاعي في مسند الشهاب عن ابن عمر (1).

(1) صحيح الجامع الصغير (5: 203)، رقم 5730.
133

42 - (88) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على
الوحي ".
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد، عن شيخ، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
رجال الحديث:
الوليد بن مسلم: ثقة، مدلس وقد عنعن.
وشيخه: مبهم غير معروف.
وبقية رجاله ثقات.
النتيجة:
إسناد الحديث ضعيف لعنعنة الوليد وجهالة شيخه.

(1) الفتن (102 ب). وهو كذلك في الفتن عن عائشة ولكن ذكره السيوطي في الحاوي
عن علي رضي الله عنه. الحاوي (2: 148).
134

الآثار
43 - (89) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
" يسير بهم في اثني عشر ألفا إن قلوا وخمسة عشر ألفا إن
كثروا. شعارهم أمت أمت. حتى يلقاه السفياني فيقول:
أخرجوا إلي ابن عمي حتى أكلمه فيخرج إليه فيكلمه فيسلم له
الامر ويبايعه فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمه كلب فيرجع
ليستقيله فيقيله فيقتتل هو وجيش السفياني على سبع رايات،
كل صاحب راية منهم يرجو الامر لنفسه فيهزمهم المهدي ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد، عن ليث بن سعد، عن
عياش بن عباس القتباني، عمن حدثه، عن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه. فذكره (1). ثم قال: قال أبو هريرة فالمحروم من حرم نهب كلب.
وفيه:
الوليد بن مسلم: ثقة لكنه مدلس وقد عنعن.
وشيخ القتباني: مبهم.
فهذا الاسناد ضعيف لجهالة شيخ القتباني وعنعنة الوليد.

(1) كتاب الفتن (97 ب).
135

44 - (90) عن علي قال:
" المهدي رجل منا من ولد فاطمة رضي الله عنها ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس
الملائي، عن المنهال، عن زر بن حبيش، سمع عليا رضي الله عنه قال:
فذكره (1).
فيه أبو هارون ولم أعرف من المراد هنا. ومع ذلك مدار الاسناد
على نعيم بن حماد وهو لا يحتج به مع جلالته وعلمه. والراوي عنه
ضعيف أيضا كما سبق.
فإسناده ضعيف. وأما المتن فقد ورد نحوه مرفوعا عن أم سلمة
(الحديث رقم 9).
(45) (91) عن أبي رومان عن علي قال:
" يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسيا
حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ثم
ينفق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة منهم حتى
يدخلوا أرض خراسان وتقبل خيل السفياني في طلب أهل
خراسان ويقتلون شيعة آل محمد صلى الله عليه وسلم بالكوفة ثم يخرج
أهل خراسان في طلب المهدي ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: ثنا الوليد ورشدين قالا: ثنا
ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال. فذكره (2).
وأخرجه الحاكم في المستدرك قال: أخبرني محمد بن المؤمل ثنا

(1) كتاب الفتن (103 ب).
(2) كتاب الفتن (82 ب).
136

الفضل بن محمد الشعراني، ثنا نعيم بن حماد.. بالاسناد المذكور بمثله
تماما (1).
وفيه:
الوليد بن مسلم وهو مدلس لكنه صرح هنا بالتحديث ورشدين بن
سعد ضعيف ولكنه توبع بالوليد بن مسلم.
وهما يرويان عن ابن لهيعة وهو ضعيف. تقدم في 48.
أبو قبيل: حيي بن هانئ بن ناضر، المعافري، البصري، صدوق
يهم. من الثالثة. مات 128 ه‍ (بخ قد ت س).
وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والفسوي والعجلي وأحمد بن
صالح وابن حبان وقال: يخطئ. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره
الساجي في الضعفاء وحكى عن ابن معين تضعيفه (2).
أبو رومان: لم أجد له ترجمة.
قال الذهبي: خبر واه (3).
وهو كما قال.
46 - (92) عن أبي رومان عن علي قال:
إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلبه أهل
خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو
والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح،
فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر فتكون ملحمة

(1) المستدرك (4: 501، 502).
(2) تقريب التهذيب (1: 209)، تهذيب التهذيب (3: 72).
(3) تلخيص المستدرك (4: 502).
137

عظيمة. فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند
ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة،
عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي رضي الله عنه قال. فذكره (1).
فيه ابن لهيعة وهو ضعيف وأبو رومان لم أجد له ترجمة.
وقد سبق أن الذهبي قد حكم في الخبر السابق وهو بهذا الاسناد بأنه
" خبر واه ".
47 - (93) عن أبي رومان عن علي قال:
إذا نادى مناد من السماء إن الحق في آل محمد فعند
ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ويشربون حبه ولا
يكون ذكر غيره.
أخرجه نعيم بإسناد سابقه (2).
وهو خبر واه كسابقه.
48 - (94) عن أبي رومان عن علي قال:
يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون من قدروا عليه من آل
محمد صلى الله عليه وسلم وتقتل من بني هاشم رجال ونساء فعند ذلك يهرب
المهدي والمبيض من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبهما وقد
لحقا بحرم الله وأمنه.
أخرجه نعيم بإسناد سابقه (3).
وهو خبر واه كسابقه.

(1) الفتن (86 ب، ألف) وأخرج نحوه في (188 ألف).
(2) المصدر السابق (92 ألف).
(3) المصدر السابق (88 ب).
138

49 - (95) عن علي قال:
" تكون فتن ثم تكون جماعة على رأس رجل من أهل
بيتي ليس له عند الله خلاق فيقتل أو يموت فيقوم
المهدي ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن
رجل، عن عمار بن محمد، عن عمر بن علي أن عليا قال: فذكره (1).
وفيه شيخ المعتمر بن سليمان وهو:
رجل، لا يدري من هو.
وعمار بن محمد: إن كان هو الثوري ابن أخت سفيان الثوري فهو
" صدوق يخطئ " وكان عابدا. من الثامنة (م ت ق) (2) وإن كان غيره فلا
أدري من هو.
وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيخ المعتمر. والله أعلم.
50 - (96) عن علي قال:
" هو فتى من قريش آدم ضرب من الرجال "
أخرجه نعيم في كتاب الفتن في " صفة المهدي ونعته " قال: حدثنا
ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي، عن طاوس، قال: قال
علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فذكره (3).
وفيه:
إسحاق بن يحيى بن طلحة. متروك الحديث. كما قال أحمد
والفلاس والنسائي وغيرهم. وقد وهاه ابن معين وابن المديني ويحيى بن

(1) كتاب الفتن (92 ألف).
(2) تقريب التهذيب (2: 48).
(3) كتاب الفتن (101 ب).
139

سعيد القطان وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. وضعفه العجلي والساجي
وأبو داود والعقيلي والدارقطني وغيرهم. قال البخاري: يهم في الشئ بعد
الشئ إلا أنه صدوق. قال ابن حجر في التقريب: ضعيف من الخامسة
(ت ق) (1).
فهذا إسناد ضعيف جدا.
51 - (97) عن علي قال:
لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى
ثلث.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا يحيى بن اليمان، عن كيسان
الرؤاسي القصار - وكان ثقة - قال حدثني مولاي، قال سمعت عليا
رضي الله عنه يقول: فذكره (2).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن
عثمان، حدثنا أحمد بن ثابت، حدثنا سعيد، حدثنا نصر، حدثنا علي،
حدثنا خالد بن سلام الشامي، عن يحيى بن اليمان، عن كيسان الرؤاسي،
حدثني مولاي، قال: سمعت علي بن أبي طالب قال: " لا يخرج المهدي
حتى يقتل ثلاث، ويموت ثلث ويبقى ثلث. " (3).
يحيى بن اليمان العجلي، الكوفي، صدوق لكنه يخطئ كثيرا وقد
تغير. تقدم في 52.
كيسان الرؤاسي: أبو عمرو الفزاري. ضعيف. من السابعة (فق).

(1) ميزان الاعتدال (1: 204)، تقريب التهذيب (1: 62)، تهذيب التهذيب (1:
254).
(2) كتاب الفتن (91 ب).
(3) السنن الواردة في الفتن (5 / 1037) حديث (551).
140

ضعفه أحمد وابن معين والساجي. قال الدارقطني: ليس بالقوي (1).
مولاه هو: يزيد بن بلال بن الحارث الفزاري. ضعيف جدا، قال
البخاري: فيه نظر. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا
يحتج به. قال ابن حجر: ضعيف. من الثالثة (فق) (2).
فإسناده ضعيف جدا. رجاله كلهم ضعفاء ويزيد بن بلال ضعيف جدا.
52 - (98) عن علي قال:
" لا يخرج المهدي حتى يبصق بعضكم في وجه بعض ".
أخرجه نعيم أيضا قال: حدثنا ابن اليمان، عن شيخ من فزارة، عمن
حدثه، عن علي قال: فذكره (3).
ابن اليمان كثير الخطأ كما سبق، وشيخه شيخ من بني فزاره لا
يدري من هو. فإن كان هو كيسان الرؤاسي الفزاري فهو ضعيف. وإن
كان غيره فهو مجهول. وعمن حدثه لا يعرفه أحد.
فهذا خبر إسناده ضعيف. والله أعلم.
53 - (99) عن علي قال:
" إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم
بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج
المهدي فبايعه، وادخل في طاعته وإلا قتلناك. فيرسل إليه
بالبيعة. ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل
إليه الخزائن وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم

(1) تقريب التهذيب (2: 137)، تهذيب التهذيب (8: 454).
(2) تقريب التهذيب (2: 392)، تهذيب التهذيب (11: 316)، ميزان الاعتدال (4:
420).
(3) كتاب الفتن (91 ب).
141

وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتى تبنى المساجد
بالقسطنطينة وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته
بأهل المشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر
يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى
يموت ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الله بن مروان، عن الهيثم بن
عبد الرحمن، عمن حدثه، عن علي قال: فذكره (1).
وعبد الله بن مروان إن كان هو أبو علي الجرجاني ثم الدمشقي فقد
قال فيه ابن حبان يلزق المتون الصحاح التي لا يعرف لها إلا طريق واحد
بطريق آخر لتشتبه على من الحديث صناعته. لا يحل الاحتجاج به. وإن
كان هو البصري الخزاعي فهو ثقة (2).
والهيثم بن عبد الرحمن لم أجد أحدا بهذا الاسم.
والذي حدثه عن علي: لا يعلمه أحد إلا الله.
فهذا إسناد ضعيف. وأما المساجد فقد بنيت في القسطنطينة وما
دونها ولم يظهر المهدي بعد.
54 - (100) عن علي قال:
" يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة ".
أخرجه نعيم أيضا بإسناد الحديث السابق (3).
وهو إسناد ضعيف ومعناه مخالف للأحاديث الثابتة التي تقول إنه
يملك سبع سنوات.

(1) كتاب الفتن (96 ب)، وذكره الفقرة الأخيرة منه في (88 ب).
(2) كتاب المجروحين (2: 36)، لسان الميزان (3: 356).
(3) كتاب الفتن (104 ألف).
142

وهذه المخالفات مع جهالة الرواة تدل على أن هذه أخبار واهية والله أعلم.
55 - (101) عن علي قال:
المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واسمه
اسم أبي (1) ومهاجره بيت المقدس كث اللحية أكحل
العينين براق الثنايا في وجهه خال أقنى أجلى في كتفه
علامة النبي يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مرط معلمة سوداء
مربعة فيها حجر، لم تنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
تنشر حتى يخرج المهدي يمده الله بثلاثة آلاف من
الملائكة يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم. يبعث
وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين.
أخرجه نعيم أيضا بالاسناد السابق (2).
وهو إسناد ضعيف وإن من نظر إلى هذا المتن لا يشك أنه موضوع
على علي رضي الله عنه. والله أعلم.
56 - (102) عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال خطب
علي بن أبي طالب:
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس إن قريشا أئمة العرب أبرارها لابرارها
وفجارها لفجارها، ألا ولا بد من رحى تطحن على
ضلالة وتدور فإذا قامت على قلبها طحنت بحدتها ألا
إن تطحينها روقا وروقها وفلها على الله.
ألا وإني وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغارا
وأحلم الناس كبارا معنا راية الحق، من تقدمها مرق،

(1) في كنز العمال " اسم نبي ".
(2) كتاب الفتن (101 ألف، ب).
143

ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق إنا أهل الرحمة
وبنا فتحت أبواب الحكمة وبحكم الله حكمنا وبعلم الله
علمنا ومن صادق سمعنا فإن تتبعونا تنجوا وإن تتولوا
يعذبكم الله بأيدينا، بنا فك الله ربق الذل من أعناقكم
وبنا يختم لا بكم وبنا يلحق التالي وإلينا يفئ الغالي
فلولا تستعجلوا وتستأخروا القدر لامر قد سبق في البشر
لحدثتكم بشباب من الموالي وأبناء العرب ونبذ من
الشيوخ كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح.
فينا معتبر ولشيعتنا منتظر. أنا وشيعتنا نمضي إلى الله
بالبطن والحمى والسيف. إن عدونا يهلك بالداء والدبيلة
وبما شاء الله من البلية والنقمة وأيم الله الأعز الأكرم إني
لو حدثتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة منا أكذب وأرجم.
ولو انتقيت منكم مائة قلوبهم كالذهب ثم انتخبت من
المائة عشرة ثم حدثتهم فينا أهل البيت حديثا لينا لا أقول
فيه إلا حقا ولا أعتمد فيه إلا صدقا لخرجوا وهم يقولون
علي من أكذب الناس. ولو اخترت من غيركم عشرة
فحدثتهم في عدونا وأهل البغي علينا أحاديث كثيرة
خرجوا وهم يقولون علي من أصدق الناس.
هلك حاطب الحطب وحاصر صاحب الغضب. القلوب
منها تقلب فمنها مشغب ومنها مجدب ومنها مخصب
ومنها مسيب.
يا بني ليبر صغاركم كباركم وليرأف كباركم بصغاركم
ولا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقهوا في الدين ولم
يعطوا في الله محض اليقين كبيض بيض في أداجي.
ويح لفراخ فراخ آل محمد من خليفة جبار عتريف مترف
144

مستخف بخلفي وخلف الخلف وبالله لقد علمت تأويل
الرسالات وإنجاز العدات وتمام الكلمات وليكونن من
يخلفني في أهل بيتي رجل يأمر الله بالله قوي يحكم بحكم
الله وذلك بعد زمان مصلح مفضح يشتد فيه البلاء وينقطع
فيه الرجال ويقبل فيه الرشاء فعند ذلك يبعث الله رجلا
من شاطئ دجلة لامر حزبه يحمله الحقد على سفك
الدماء وقد كان في ستر وغطاء فيقتل قوما وهو عليهم
عضبان شديد الحقد حران في سنة بختنصر يسومهم
خسفا ويسقيهم كأسا مصيره سوط عذاب وسيف دمار.
ثم يكون بعده هنات وأمور مشتبهات إلا من شط الفرات
إلى النجفات بابا إلى القطفطانيات في آيات وآفات
متواليات يحدثن شكا في يقين يقوم بعد حين يبني المدائن
ويفتح الخزائن ويجمع الأمم ينقذها شخص البصر وطمح
النظر وعنت الوجوه وكشفت البال حتى يرى مقبلا مدبرا
فيها لهفي على ما أعلم. رجب شهر ذكر، رمضان تمام
السنين، شوال يشأل فيه أمر القوم، ذو القعدة يقتعدون
فيه، ذو الحجة الفتح من أول العشر، ألا إن العجب كل
العجب بعد جمادى ورجب جمع أشتات وبعث أموات
وحديثات هونات هونات بينهن موتات رافعة ذيلها، داعية
عولها معلنة قولها بدجلة أو حولها.
ألا إن منا قائما عفيفة أحسابه سادة أصحابه ينادى
عند اصطلام أعداء الله باسمه واسم أبيه في شهر
رمضان ثلاثا بعد هرج وقتال وضنك وخبال وقيام من
البلاء على ساق وإني لاعلم إلى من تخرج الأرض
ودائعها وتسلم إليه خزائنها ولو شئت أن أضرب
145

برجلي فأقول اخرجوا من ههنا بيضا ودروعا.
كيف أنتم يا ابن هنات إذا كانت سيوفكم بأيمانكم
مصلتات ثم رملتم رملات ليلة البيات ليستخلفن الله
خليفة يثبت على الهدى ولا يأخذ على حكمة الرشاء إذا
دعا دعوات بعيدات المدى دامغات للمنافقين فارجات
عن المؤمنين ألا إن ذلك كائن على رغم الراغمين.
والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد
خاتم النبيين وآله وأصحابه أجمعين.
أخرجه ابن المنادي كما في كنز العمال (1).
وعلامات الوضع والتصنع بادية على هذه الرواية. ومن قرأها لا
يشك أنها مختلقة على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولكن لزيادة
التوضيح اذكر ترجمة راوييه.
فأما:
سعد: فهو سعد بن طريف الإسكافي الحنظلي الكوفي.
متروك الحديث ورماه ابن حبان بالوضع وكان رافضيا. من السادسة
(ت ق).
وقال ابن معين: لا يحل لاحد أن يروي عنه، وقال مرة: ليس
بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. قال الأزدي والدارقطني: متروك
الحديث. وقال الفسوي: لا يكتب حديثه إلا للمعرفة. وقال ابن عدي:
ضعيف جدا. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الفور. وقال
الساجي: عنده مناكير يطول ذكرها. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر
الحديث. قال الجوزجاني: مذموم. وقد ضعفه أيضا أحمد وعمرو بن علي

(1) كنز العمال (14: 592) طبعة مؤسسة الرسالة.
146

وأبو زرعة والبخاري وأبو داود والترمذي وأبو الوليد والعجلي (1).
والأصبغ بن نباتة: التميمي الحنظلي، الكوفي، يكنى أبا القاسم
متروك رمي بالرفض. من الثالثة (ق).
قال جرير: كان مغيرة لا يعبأ بحديثه. وقال عمرو بن علي: ما
سمعت عبد الرحمن ولا يحيى حدثا عنه بشئ. وقال أبو بكر بن عياش:
الأصبغ بن نباتة وهشيم من الكذابين. وقال ابن معين: ليس يساوي حديثه
شيئا. وقال أيضا: ليس بثقة وقال مرة: ليس حديثه بشئ.
وقال النسائي: متروك الحديث وقال مرة: ليس بثقة. وقال ابن
حبان: أتى بالطامات في الروايات فاستحق من أجلها الترك.
وضعفه أبو حاتم وابن سعد وأبو أحمد والساجي والفسوي
ومحمد بن عمار وآخرون. قال الذهبي: واه غال في التشيع (2).
وهكذا رأينا أن هذا الخبر موضوع مختلق على علي وهو برئ منه.
57 - (103) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
" يبايع المهدي سبعة رجال علماء توجهوا إلى مكة من
أفق شتى على غير ميعاد قد بايع لكل رجل منهم ثلثماية
وبضعة عشر رجلا فيجتمعون بمكة فيبايعونه ويقذف الله
محبته في صدور الناس فيسير بهم وقد توجه إلى الذين
بايعوا خيل السفياني وعليهم رجل من جرم. فإذا خرج
من مكة خلف أصحابه ومشى في إزرا ورداء حتى يأتي

(1) كتاب المجروحين (1: 352)، تقريب التهذيب (1: 287)، تهذيب التهذيب (3:
473)، ميزان الاعتدال (2: 122)، المغني (1: 255).
(2) كتاب المجروحين (1: 164)، المغني (1: 93)، تقريب التهذيب (1: 81)،
تهذيب التهذيب (1: 362).
147

الجرمي فيبايع له فيندمه كلب على بيعته فيأتيه فيستقيله
البيعة فيقيله ثم يعبئ جيوشه لقتاله فيهزمه ويهزم الله
على يديه الروم ويذهب الله على يديه الفتن وينزل
الشام ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا أبو عمر، عن ابن لهيعة، عن
عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحارث، عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: فذكره (1).
وفيه أبو عمر شيخ نعيم ولم أعرفه.
وابن لهيعة معروف باختلاطه وسوء حفظه.
عبد الوهاب بن حسين. قال الحاكم مجهول، وأخرج في المستدرك
حديثا عن طريقه ثم قال: أخرجته تعجبا وقال الذهبي: ذا الخبر موضوع (2).
محمد بن ثابت بن أسلم البناني، ضعيف. من السابعة. قال ابن
معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج
به وقال البخاري: فيه نظر (3).
حارث بن عبد الله الأعور. قال ابن حجر: " في حديثه ضعف ".
ولكن كذبه الشعبي وابن المديني وأبو إسحاق وغيرهم. وضعفه الدارقطني
والنسائي وابن معين وآخرون. وروى عثمان الدارمي عن ابن معين أنه وثقه
ثم قال عثمان: ليس يتابع يحيى على هذا.
قال الذهبي: الظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكاياته (4).

(1) كتاب الفتن (97 ب).
(2) لسان الميزان (4: 87).
(3) تقريب التهذيب (2: 148)، تهذيب التهذيب (9: 83).
(4) ميزان الاعتدال (1: 435)، تقريب التهذيب (1: 141).
148

فهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الوهاب وضعف غيره. وقد حكم
عليه الذهبي بالوضع.
58 - (104) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
يبايع المهدي بين الركن والمقام ولا يوقظ نائما ولا يهرق
دما.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا أبو يوسف، عن فطر بن خليفة،
عن الحسن بن عبد الرحمن العكلي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
فذكره (1).
أبو يوسف المقدسي. يروي عنه نعيم كثيرا ولم أعرف من هو.
والحسن بن عبد الرحمن العكلي وفي موضع " الحنش بن
عبد الرحمن العكلي " لم أعرفه.
وأما المتن فقوله " يبايع بين الركن والمقام " ورد من طرق أخرى
ولكن قوله " لا يوقظ نائما ولا يهرق دما " فد تفرد به هذا السند.
وهذا إسناد ضعيف لضعف نعيم بالإضافة إلى أن فيه لم
أعرفهم.
59 - (105) وبه عن أبي هريرة قال:
يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان فيغلب السفياني
على ما يليه والمهدي على ما يليه (2).
وإسناده ضعيف كسابقه.
60 - (106) وبه عن أبي هريرة قال:

(1) كتاب الفتن (94 ب).
(2) المصدر السابق (91 ب).
149

تكون بالمدينة وقعة تغرق فيها أحجار الزيت ما الحرة عندها إلا
كضربة سوط فيتنحى عن المدينة قدر بريدين ثم يبايع إلى
المهدي (1).
وإسناده ضعيف كسابقه.
61 - (107) عن أبي هريرة قال:
إن المهدي اسمه محمد بن عبد الله في لسانه رتة.
ذكره أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين قال: أخبرنا عمر بن
عبد الله، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني يعقوب بن القاسم، قال:
حدثني علي بن أبي طالب قال: أخبرني القاسم بن المطلب العجلي قال:
حدثني الكلبي منذ خمسين سنة: أن أبا صالح حدثه، قبل ذلك بعشرين
سنة، أن أبا هريرة أخبره. فذكره. (2).
وهذا خبر موضوع.
فيه الكلبي وهو: محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر
الكوفي. متهم بالكذب ورمي بالرفض. من السادسة. مات 146
(ت فق).
كذبه معتمر بن سليمان وليث بن أبي سليم وزائدة بن قدامة وغيرهم
وقال حماد بن سلمة: كان والله غير ثقة. وقال ابن حبان: الكلبي هذا
مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الاغراق في
وصفه (3).

(1) المصدر السابق (89 ب).
(2) مقاتل الطالبين (ص 242).
(3) كتاب المجروحين (2: 252)، تقريب التهذيب (2: 163)، تهذيب التهذيب (9:
178).
150

والرتة: العجمة.
62 - (108) عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
يبعث الله تعالى المهدي بعد أياس حتى يقول الناس لا
مهدي. وأنصاره ناس من أهل الشام عدتهم ثلاثمائة
وخمسة عشر رجلا عدة أصحاب بدر، يسيرون إليه من
الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة في دار عند الصفا،
فيبايعونه كرها فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند
المقام ثم يصعد المنبر.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن
أبي عبد الله، عن الوليد بن هشام المعيطي، عن أبان بن الوليد بن
عقبة بن أبي معيط، سمع ابن عباس رضي الله عنه يقول: فذكره (1).
وإسناده ضعيف، فالوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن ولم أجد
ترجمة شيخه أبي عبد الله. ولا ترجمة أبان بن الوليد الراوي عن ابن عباس.
63 - (109) وبه عن ابن عباس قال:
" يبعث الله المهدي منا أهل البيت " (2).
وهو ضعيف كسابقه.
64 - (110) وعن ابن عباس قال:
" المهدي منا يدفعها إلى عيسى ابن مريم عليه
السلام " (3).

(1) كتاب الفتن (94 ألف).
(2) كتاب الفتن (102 ألف).
(3) المصدر السابق (103 ألف).
151

65 - (111) وعن سعيد بن جبير عنه، أنهم ذكروا عنده اثنا عشر خليفة
ثم الأمير فقال ابن عباس:
والله إنا منا بعد ذلك السفاح والمنصور والمهدي يدفعها
إلى عيسى ابن مريم (1).
والخبران أخرجهما نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا الوليد بن
مسلم وغيره، عن عبد الملك بن أبي غنية، حدثنا المنهال، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأخرجه البيهقي أيضا، فقال: أخبرني أبو الحسين، أخبرنا عبد الله،
حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثني إبراهيم بن أيوب، حدثنا الوليد،
حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن المنهال بن عمرو، عن
سعيد بن جبير، قال: سمعت عبد الله بن عباس ونحن نقول: اثنى عشر
أميرا، ثم لا أمير، واثنى عشر أميرا ثم هي الساعة. فقال ابن عباس: " ما
أحمقكم إن منا أهل البيت بعد ذلك المنصور، والسفاح، والمهدي يدفعها
إلى عيسى بن مريم " (2).
والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن.
والمنهال بن عمرو: صدوق ربما وهم. تقدم.
وهذا إسناد ضعيف. ولكن المتن موضوع والواقع يشهد ببطلانه فقد
مضى كل من السفاح والمنصور والمهدي العباسيون ولم يدفعها أحد منهم
إلى عيسى ابن مريم. والله أعلم.
فلعل الوليد بن مسلم دلسه عن أحد الكذابين.

(1) المصدر السابق (21 ب، 110 ب).
(2) دلائل النبوة (6 / 514).
152

66 - (112) عن ابن عباس قال:
" منا أهل البيت أربعة، منا السفاح، ومنا المنذر، ومنا
المنصور، ومنا المهدي ".
فقال له مجاهد: فبين لي هؤلاء الأربعة فقال:
أما السفاح فربما قتل أنصاره وعفا عن عدوه. وأما
المنذر قال: فإنه يعطي المال الكثير لا يتعاظم في
نفسه ويمسك القليل من حقه. وأما المنصور فإنه
يعطى النصر على عدوه الشطر مما كان يعطى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرعب منه عدوه
على مسيرة شهرين. والمنصور يرعب عدوه منه على
مسيرة شهر. وأما المهدي الذي يملأ الأرض عدلا
كما ملئت جورا وتأمن البهائم والسباع وتلقي الأرض
أفلاذ كبدها.
قال: فقلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الأسطوانة من
الذهب والفضة.
أخرجه الحاكم قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه إملاء
ببغداد قال: قرئ على يحيى بن حفص بن الزبرقان وأنا أسمع، ثنا
خلف بن تميم أبو عبد الرحمن الكوفي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن
المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد قال: قال لي عبد الله بن عباس: لو لم
أسمع أنك مثلي أهل البيت ما حدثتك بهذا. قال فقال مجاهد في سر لا
أذكره لمن تكره. قال فقال ابن عباس: فذكره (1).
وإسناده ضعيف. فيه:

(1) المستدرك (4: 514).
153

إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر بن جابر البجلي الكوفي، ضعيف
من السابعة (ت ق). ضعفه ابن معين والنسائي وابن الجارود وأبو حاتم
وغيرهم.
قال أبو داود: ضعيف ضعيف أنا لا أكتب حديثه. قال ابن حبان:
كان فاحش الخطأ. قال البخاري: في حديثه نظر. وقال الساجي: فيه
نظر (1).
وأبوه إبراهيم بن مهاجر. صدوق لين الحفظ. من الخامسة (م 4)
ضعفه يحيى القطان والنسائي وأبو حاتم وابن معين وابن حبان وغيرهم.
ووثقه ابن سعد وقال النسائي في رواية وأحمد: لا بأس به. وقال
أبو داود: صالح الحديث (2).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
قال الذهبي: أين منه الصحة. وإسماعيل مجمع على ضعفه وأبوه
ليس بذاك (3).
67 (113) عن ابن عباس قال:
والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لأدال الله من بني أمية
ليكونن منا السفاح والمنصور والمهدي.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرني علي بن أحمد
الرزاز، أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب، حدثنا أبو
عبد الله جعفر بن محمد بن عبيد بن عتبة الكندي - بالكوفة - حدثنا
الحسين بن محمد بن علي الأزدي، أخبرني سلام مولى العباسة بنت
المهدي قال: حدثني محمد بن كعب مولى المهدي قال: سمعت المهدي

(1) ميزان الاعتدال (2: 212)، المغني (1: 77)، تقريب التهذيب (1: 66)، تهذيب
التهذيب (1: 168).
(2) تقريب التهذيب (1: 44)، تهذيب التهذيب (1: 168).
(3) تلخيص المستدرك (4: 514).
154

أمير المؤمنين يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس
قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف.
علي بن أحمد الرزاز كان له ولد يعبث بكتبه. ولا يمكن الاعتماد
عليه، تقدم.
وأبو عبد الله الكندي والحسين بن محمد الأزدي وسلام مولى
العباسة ومحمد بن كعب مولى المهدي. كل هؤلاء لم أجد لهم ترجمة.
68 - (114) عن ابن عباس قال:
" يلي من ولدي السفاح ثم الثاني المنصور على الأعداء
ثم الثالث المهدي ثم الرابع الجواد ببذله ثم ذكر
رجالا ".
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا علي بن أبي علي،
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المقرئ العدل، حدثنا
القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي الشيباني، حدثنا أبي، حدثنا
أبو بكر محمد بن مراد، عن سالم الأعمى، عن أبي سليمة، عن محمد بن
سيرين قال: فذكره (2).
وإسناده ضعيف.
القاضي أبو الحسين الشيباني: ضعفه الدارقطني وغيره. وسيأتي في 248.
وأبوه الحسن بن علي. قال ابن المديني: به أدنى لين (3).

(1) تاريخ بغداد (10: 48).
(2) تاريخ بغداد (4: 38).
(3) لسان الميزان (2: 231).
155

وأما علي بن أبي علي، وأبو إسحاق المقرئ، وأبو بكر محمد بن
مراد وسالم الأعمى. فكل هؤلاء لم أجد لهم تراجم.
69 - (115) عن أبي سعيد أقنى أجلى ".
" إن المهدي أقنى أجلى ".
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: عن معمر بن مطر عن رجل عن
أبي سعيد الخدري قال: فذكره (1).
وفيه:
مطر بن طهمان الوراق. صدوق كثير الخطأ. تقدم.
وشيخه: رجل. غير معروف.
فهذا إسناد ضعيف. وأما المتن فقد ورد مرفوعا عن أبي سعيد عن
النبي صلى الله عليه وسلم. وهو حسن. وقد تقدم والله أعلم.
70 (116) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
" المهدي الذي ينزل عليه عيسى ابن مريم عليه السلام
ويصلي خلفه عيسى عليه السلام ".
أخرجه نعيم بن حماد، عن غير واحد، عن حماد بن سلمة، عن
علي بن زيد، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف.
لان فيه شيوخ نعيم وهم غير معروفين.
وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف. تقدم.
وشيخه رجل لا نعرفه.

(1) مصنف عبد الرزاق (11: 372)، حديث 20773.
156

ولكن المعنى صحيح وقد ورد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.
71 - (117) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" بعد الجبابرة الجابر ثم المهدي ثم المنصور ثم السلام
ثم أمير الغضب فمن قدر أن يموت بعد ذلك فليمت ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن
يزيد، سمع عقبة بن راشد الصدفي، قال: حدثنا عبد الله بن الحجاج
قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف.
عقبة بن راشد. لم أجد له ترجمة. وشيخه عبد الله بن الحجاج
روى عنه صفوان بن عمرو أيضا. كما ذكر ابن أبي حاتم ولم يورد في
ترجمته جرحا ولا تعديلا (2).
وأما المتن فهو من الإسرائيليات كما يأتي التصريح بذلك في الرواية
القادمة.
72 - (118) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
وجدت في بعض الكتب يوم غزونا يوم اليرموك: أبو
بكر الصديق أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد
أصبتم اسمه، وعثمان ذو النور أوتي كفلين من الرحمة
لأنه قتل مظلوما أصبتم اسمه، ثم يكون سفاح، ثم
يكون منصور، ثم يكون مهدي، ثم يكون الأمين، ثم
يكون سين وسلام يعني صلاحا وعافية، ثم يكون أمير
الغضب، ستة منهم من ولد كعب بن لوى ورجل من

(1) الفتن (105 ب)، (111 ألف).
(2) الجرح والتعديل (2: 2: 41).
157

قحطان كلهم صالح لا يرى مثله.
أخرجه نعيم قال: حدثنا محمد بن ثور وعبد الرزاق، عن معمر،
عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: فذكره (1).
عقبة بن أوس هو السدوسي البصري. صدوق. من الرابعة
(د س ق) (2).
وبقية رجاله ثقات معروفون. عبد الرزاق وإن كان قد اختلط بآخره
لكنه توبع هنا بمحمد بن ثور.
ولكن معمر مع ثقته وجلالة قدره تكلم في روايته عن العراقيين
(تقدمت ترجمته) وشيخه هنا أيوب السختياني بصري.
وهذا كله إذا كان نعيم بن حماد حفظه فإنه كثير الأوهام والراوي
عنه ضعيف. والمتن من الإسرائيليات.
73 - (119)
وبه عن عبد الله بن عمرو قال:
السفاح ثم المنصور ثم جابر ثم المهدي ثم أمين ثم
سين وسلام ثم أمير الغضب ستة منهم من ولد
كعب بن لوى ورجل من قحطان مثلهم. كلهم
صالح (3).
إسناده ضعيف كسابقه.
74 - (120) عن عبد الله بن عمرو قال:
" أما إنها ستكون فتنة والناس يصلون معا ويحجون معا

(1) الفتن (26 ألف).
(2) تقريب التهذيب (2: 26)، تهذيب التهذيب (7: 237).
(3) الفتن (110 ب).
158

ويعرفون معا ويضحون معا ويعرفون معا ثم يهيج فيهم
كالكلب فيقتتلون حتى تسيل العقبة دما وحتى يرى
البرئ أن براءته لن تنجيه ويرى المعتزل أن اعتزاله لن
ينفعه ثم يستكرهون رجلا شابا مسندا ظهره بالركن ترعد
فرائصه يقال له المهدي في الأرض وهو المهدي في
السماء فمن أدركه فليتبعه ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن الأخضر بن
عجلان، عن عطاء بن زهير بن فزارة العامري، عن أبيه، عن عبد الله بن
عمرو قال: فذكره (1).
عطاء بن زهير روى عنه شميط والأخضر ابنا عجلان. ترجم له ابن
أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في الثقات
ولكن اسم جده عندهما، الأصبغ (2).
وزهير بن الأصبغ روى عنه ابنه عطاء ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم
جرحا ولا تعديلا (3). فلم يوثق الأول غير ابن حبان وهو معروف بالتساهل
في هذا الباب. فأحسن أحواله أن يكون مستورا والثاني يكون مجهولا حسب
قواعد علم المصطلح بالإضافة إلى ما تكلم به في نعيم والراوي عنه.
فهذا إسناد ضعيف.
75 - (121) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" يحج الناس معا ويعرفون معا على غير إمام فبينما هم
نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضهم

(1) المصدر السابق (94 ب).
(2) الجرح والتعديل (3: 1: 332). ثقات ابن حبان (5: 205).
(3) المصدر السابق (1: 2: 587).
159

إلى بعضه فاقتتلوا حتى تسيل العقبة دما فيفزعون إلى
خيرهم فيأتونه وهم ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي كأني
أنظر إلى دموعه فيقولون هلم فلنبايعك فيقول ويحكم
كم من عهد نقضتموه وكم من دم قد سفكتموه فيبايع
كرها. فإن أدركتموه فبايعوه فإنه المهدي في الأرض
والمهدي في السماء ".
أخرجه نعيم في الفتن قال: قال أبو يوسف فحدثني محمد بن
عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو رضي
الله عنهما قال: فذكره (1).
وعن طريقه أخرجه الحاكم في المستدرك (2).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن
عثمان، حدثنا أحمد، حدثنا سعيد، حدثنا نصر، حدثنا علي، حدثنا
خالد بن سلام، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،
عن جده، قال: يحج الناس معا، ويعرفون معا على غير إمام، فبينما هم
نزول معا إذ أخذهم كالكلب، فثارت القبائل بعضها إلى بعض، فاقتتلوا
حتى تسيل العقبة من دمائهم، فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه وهم ملصق
وجهه إلى الكعبة يبكي، كأني أنظر إلى دموعه، فيقولون هلم فلنبايعك
فيقول: ويحكم، كم من عهد قد نقضتموه، وكم من دم سفكتموه فيبايع
كرها فإن أدركتموه فبايعوه فإنه المهدي. (3).
وهذا الاسناد ضعيف جدا: أبو يوسف ولم أعرف من هو. ونعيم.

(1) الفتن (94 ألف).
(2) المستدرك (4: 504).
(3) السنن الواردة في الفتن (5 / 1044) حديث 560.
160

أيضا كثير الخطأ. قال الذهبي: سنده ساقط ومحمد أظنه المصلوب (1).
قلت: المصلوب هو محمد بن سعيد بن حسان، الأسدي،
الشامي، ولكن قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى. لأنه كذاب. والظاهر أن
المذكور في هذا السند هو " محمد بن عبيد الله العرزمي " فهو الذي ذكره
المزي في الرواة عن عمرو بن شعيب. وهو أيضا متروك (2). وقد وقع في
المستدرك " عبد الله " بدل " عبيد الله ". فلعله تحريف. والله أعلم.
76 - (122) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" بعد المهدي الذي يخرج أهل اليمن إلى بلادهم ثم
المنصور ثم من بعده المهدي الذي يفتح على يديه مدينة
الروم ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قيبل، عن
عبد الله بن عمرو قال: فذكره (3).
وهذا إسناد ضعيف. رشدين ضعيف، وابن لهيعة سئ الحفظ، وأبو
قبيل صدوق يهم.
77 - (123) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
" علامة خروج المهدي إذا خسف بجيش البيداء فهو
علامة خروج المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن فلان
المعافري، سمع أبا فراس، سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله

(1) المستدرك (4: 504).
(2) تهذيب الكمال (22 / 67 ترجمة عمرو بن شعيب) والتقريب (2 / 187، ترجمة
العرزمي).
(3) الفتن (109 ألف).
161

عنهما يقول: فذكره (1).
ابن لهيعة سئ الحفظ ولكن رواية العبادلة عنه صحيحة كما تقدم
ومنهم ابن وهب. ولكن شيخه فلان المعافري: لا يدري من هو.
وهذا الاسناد ضعيف لجهالة المعافري.
78 - (124) وبه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" علامة خروج المهدي خسف يكون بالبيداء بجيش فهو
علامة خروجه " (2).
وإسناده ضعيف كسابقه.
79 - (125) وبه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" إذا خسف بجيش البيداء فهو علامة خروج
المهدي " (3).
وإسناده ضعيف كسابقه.
80 (126) عن عمار بن ياسر قال:
" علامة المهدي إذا انساب عليكم الترك ومات خليفتكم
الذي يجمع الأموال ويستخلف بعده ضعيف فيخلع بعد
سنتين من بيعته ويخسف بغربي مسجد دمشق وخروج
ثلاثة نفر بالشام وخروج أهل المغرب إلى مصر وتلك
أمارة السفياني ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة،

(1) الفتن (91 ب). وعزاه السيوطي إلى عمر بن شبه أيضا. الحاوي (2: 136).
(2) المصدر السابق (89 ب).
(3) المصدر السابق (91 ب).
162

عن عمار بن ياسر قال: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف جدا. أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي
متروك. تقدم في 48.
ورشدين وابن لهيعة ضعيفان.
81 - (127) وبه عن عمار بن ياسر قال:
" المهدي على لوائه شعيب بن صالح " (2).
وإسناده ضعيف جدا كسابقه.
82 - (128) وبه عن عمار بن ياسر قال:
إذا قتل النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة نادى مناد
من السماء إن أميركم فلان. وذلك المهدي الذي يملأ الأرض
حقا وعدلا (3).
وإسناده ضعيف جدا كسابقيه.
83 - (129) عن عمار بن ياسر قال:
"... وتقبل خيل السفياني كالليل والسيل فلا تمر بشئ
إلا أهلكته وهدمته حتى يدخلون الكوفة فيقتلون شيعة آل
محمد ثم يطلبون أهل خراسان في كل وجه ويخرج أهل
خراسان في طلب المهدي فيدعون له وينصرونه ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن أبي زرعة، عن

(1) المصدر السابق (92 ب).
(2) الفتن (93 ألف).
(3) المصدر السابق (84 ب).
163

عمار بن ياسر قال: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف جدا. أبو زرعة عمرو بن جابر متروك الحديث
كما سبق آنفا.
84 - (130) وبه عن عمار بن ياسر قال:
إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خرج
المهدي على لوائه شعيب بن صالح (2).
وإسناده ضعيف جدا كسابقه.
85 - (131) عن ثوبان قال:
" إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان
فائتوها ولو حبوا فإن فيها خليفة الله المهدي ".
أخرجه الحاكم في المستدرك قال: أخبرنا الحسين بن يعقوب بن
يوسف العدل، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأ
خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه
قال: فذكره (3).
وعن الحاكم أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (4).
وأخرجه أيضا نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا أبو نصر
الخفاف، عن خالد، عن أبي قلابة، عن ثوبان. قال: إذا رأيتهم الرايات
السود خرجت من قبل خراسان فائتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها

(1) المصدر السابق (82 ألف وب).
(2) المصدر السابق (85 ب).
(3) المستدرك (4: 502).
(4) دلائل النبوة (6: 516).
164

خليفة الله المهدي (1).
وهذا إسناد ضعيف مداره على عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وهو
صدوق ربما أخطأ. وثقة ابن معين في رواية وكذلك النسائي في رواية
والدارقطني والحسن بن سفيان.
وضعفه ابن معين في رواية وكذلك النسائي والساجي والبخاري وأبو
حاتم وأحمد وعثمان بن أبي شيبة. قال البخاري: يكتب حديثه. قيل
للبخاري: يحتج به. قال: أرجو إلا أنه كان يدلس عن ثور وأقوام أحاديث
مناكير. قال الذهبي: صدوق (2).
فالظاهر من أمره أن حديثه حسن إلا إذا خالف. كما هو الامر هنا
فقد رواه غيره مرفوعا كما تقدم في (7). ورواه هو موقوفا والله أعلم.
86 - (132) عن عبد الله بن الحارث قال:
" يخرج المهدي وهو ابن أربعين سنة كأنه رجل من بني
إسرائيل ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد، عن سعيد، عن قتادة، عن
عبد الله بن الحارث قال: فذكره (3).
عبد الله بن الحارث بن نوفل. ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه
النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه مرسلا وروى عن عمر وعثمان وعلي وغيرهم (4).
ولكن هذا السند لا يصح إليه لأمور.

(1) الفتن (84 ب).
(2) الكاشف (2: 221)، الميزان (2: 681)، تقريب التهذيب (1: 528)، تهذيب
التهذيب (6: 450).
(3) الفتن (101 ألف).
(4) تهذيب التهذيب (5: 180).
165

الوليد بن مسلم مدلس قد عنعن.
وسعيد الغالب أنه سعيد بن بشير وهو ضعيف. تقدم.
وقتادة: مدلس وقد عنعن ولم يلق عبد الله بن الحارث. قال أحمد:
قتادة لم يسمع من عبد الله بن الحارث الهاشمي شيئا (1).
87 - (133) عن قتادة قال:
" يجاء إلى المهدي وهو في بيته، والناس في فتنة تهراق
فيها الدماء، فيقال له: قم علينا. فيأبى حتى يخوف
بالقتل فإذا خوف بالقتل قام عليهم فلا يهراق في سببه
محجمة دم ".
أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن قال: حدثنا ابن
عفان، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل،
حدثنا أبو هلال، عن قتادة قال: فذكره (2).
وفي إسناده أبو هلال محمد بن سليم الراسبي وقد تكلم فيه. وقال
ابن حبان، كان شيخا صدوقا إلا أنه كان يخطئ كثيرا من غير تعمد إلخ.
وقال أحمد: يحتمل في حديثه إلا أنه يخالف في قتادة وهو
مضطرب الحديث " (3).
وروايته هنا عن قتادة. فالاسناد ضعيف والله أعلم.

(1) المراسيل (ص 108).
(2) السنن الواردة في الفتن (5: 1042: 557) وعنه السيوطي في الحاوي (2:
159).
(3) التهذيب (9: 195).
166

88 - (134) عن قتادة قال:
كان يقال: المهدي ابن أربعين سنة، يعمل بأعمال بني
إسرائيل، فإن لم يكن عمر، فلا أدري من هو؟ ".
أخرجه الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال:
حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا موسى بن
إسماعيل، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة قال: فذكره (1).
وهذا الاسناد أيضا ضعيف كسابقه.
89 - (135) عن الزهري قال:
" إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذ يسمع صوت
من السماء ألا إن أولياء الله أصحاب فلان يعني
المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد
التنوخي عن الزهري قال: فذكره. ثم قال: قال الزهري: وقالت أسماء
بنت عميس: " إن أمارة ذلك اليوم أن كفا من السماء مدلاة ينظر إليها
الناس " (2).
مداره على نعيم وهو ضعيف. وسعيد بن يزيد التنوخي لم أجد له
ترجمة. وأما المتن فآثار الوضع عليه ظاهرة. والله أعلم.
90 - (136) وبه عن الزهري قال:
" يستخرج المهدي كارها من مكة من ولد فاطمة
فيبايع " (3).

(1) السنن الواردة في الفتن (5: 1074: 588).
(2) الفتن (94 ب).
(3) المصدر السابق (95 ألف).
167

وإسناده ضعيف كسابقه.
91 - (137) وبه عن الزهري قال:
" يخرج المهدي من مكة بعد الخسف في ثلاثمائة وأربعة
عشر رجلا عدة أهل بدر فيلتقي هو وصاحب جيش
السفياني وأصحاب المهدي يومئذ جنتهم البراذع يعني
أتراسهم كان يسمى قبل ذلك يوم البراذع ويقال إنه
يسمع يومئذ صوت من السماء مناديا ينادي ألا إن أولياء
الله أصحاب فلان يعني المهدي فيكون الدبرة على
أصحاب السفياني فيقتتلون لا يبقى منهم إلا الشريد
فيهربون إلى السفياني فيخبرونه ويخرج المهدي إلى
الشام فيتلقى السفياني المهدي ببيعة ويتسارع الناس إليه
من كل وجه وتملا الأرض عدلا " (1).
وإسناده ضعيف كسابقيه.
92 - (138) وبه عن الزهري قال:
" المهدي من ولد فاطمة رضي الله عنها " (2).
وإسناده ضعيف كسوابقه. أما المتن فقد ورد مرفوعا كما سبق.
93 - (139) وبه عن الزهري قال:
" يعيش المهدي أربع عشرة سنة ثم يموت موتا " (3).
وإسناده ضعيف كسوابقه.

(1) الفتن (97 ألف).
(2) المصدر السابق (103 ب).
(3) المصدر السابق (104 ب).
168

94 - (140) وبه عن الزهري قال:
" يموت المهدي موتا ثم يصير الناس بعده في فتنة (1) ".
إسناده ضعيف، والمتن منكر لمخالفته الأحاديث التي تخبر بأن
عيسى عليه السلام سيخلف المهدي في الامارة ويقتل الدجال. والله أعلم.
95 - (141) عن محمد بن علي قال:
" إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض
ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكشف الشمس
في النصف منه ولم تكونا منذ خلق الله السماوات
والأرض ".
أخرجه الدارقطني في السنن قال: حدثنا أبو سعيد الإصطخري، ثنا
محمد بن عبد الله بن نوفل، ثنا عبيد بن يعيش، ثنا يوسف بن بكير، عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن محمد بن علي قال: فذكره (2).
وفيه:
يونس بن بكير: بن واصل الشيباني، أبو بكر الجمال الكوفي.
يخطئ. من التاسعة. مات 199 ه‍ (خت م د ت ز ق) (3).
وعمرو بن شمر الجعفي، الكوفي، الشيعي، أبو عبد الله. وضاع
قال السليماني كان عمرو يضع للروافض. وقال الجوزجاني: كذاب زائغ
قال الحاكم: كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي وليس يروي تلك
الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره. قال ابن حبان: رافض يشتم الصحابة
ويروي الموضوعات عن الثقات. قال أبو حاتم: منكر الحديث جدا
ضعيف الحديث لا يشتغل به تركوه. وكذلك وهاه غير واحد منهم

(1) الفتن (104 ب).
(2) سنن الدارقطني (2: 65).
(3) تقريب التهذيب (2: 384)، تهذيب التهذيب (11: 434).
169

البخاري والنسائي وابن سعد والدارقطني وآخرون (1).
وجابر: هو الجعفي، متروك الحديث. وثقه شعبة ووكيع والثوري
ولكن كذبه ابن معين وأبو حنيفة وليث بن أبي سليم والجوزجاني وابن
عيينة وابن خراش وسعيد بن جبير وغيرهم. وضعفه كثيرون.
قال الذهبي: وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ. قال ابن حجر:
" ضعيف رافضي " (2).
والخلاصة: أن هذا الخبر موضوع. وآفته عمرو الجعفي.
قال العظيم آبادي: عمرو بن شمر عن جابر: كلاهما ضعيفان لا
يحتج بهما (3).
96 - (142) عن محمد ابن الحنفية قال:
" بين خروج الراية السوداء من خراسان وشعيب بن
صالح وخروج المهدي وبين أن يسلم الامر للمهدي
اثنان وسبعون شهرا ".
أخرجه نعيم في الفتن قال: حدثنا الوليد، عن أبي عبد الله، عن
عبد الكريم، عن ابن الحنفية، قال: فذكره (4).
وفيه: الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن. وشيخه أبو عبد الله
لا أدري من هو.
وعبد الكريم: ابن أبي المخارق، أبو أمية المعلم البصري. ضعيف جدا.

(1) لسان الميزان (4: 367).
(2) الكاشف (1: 178)، الميزان (1: 379)، ديوان الضعفاء (ص 41)، المغني (1:
126)، التقريب (1: 123)، تهذيب التهذيب (2: 46).
(3) التعليق المغني على سنن الدارقطني (2: 65).
(4) الفتن (74 ب).
170

قال أيوب السختياني والنسائي والسعدي: غير ثقة. وقال النسائي
والدارقطني: متروك. قال أحمد: ضربت على حديثه هو شبه المتروك وقال
ابن معين: ليس بشئ. قال ابن حبان: كان كثير الوهم فاحش الخطأ فلما
كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به. قال أبو داود وغيره: ما روى مالك عن
أضعف منه. وضعفه أحمد وأبو أحمد الحاكم وأبو زرعة وغيرهم. قال ابن
عبد البر مجمع على ضعفه. قال ابن حجر: " ضعيف " (1).
والخلاصة أن إسناده ضعيف جدا لأجل ابن أبي المخارق.
97 - (143) عن محمد ابن الحنفية قال:
" تخرج راية سوداء لبني العباس ثم تخرج من خراسان
أخرى سود قلانسهم سود ثيابهم بيض على مقدمتهم
رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من
تميم يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل بيت
المقدس، يوطئ للمهدي سلطانه ويمد إليه ثلاثماية من
الشام. يكون بين خروجه وبين أن يسلم الامر للمهدي
اثنان وسبعون شهرا ".
أخرجه نعيم بالاسناد السابق (2).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا ابن عفان،
حدثنا أحمد، حدثنا سعيد، حدثنا نصر، حدثنا علي، حدثنا خالد بن
سلام الشامي، عن عبد الكريم، عن محمد بن الحنفية قال: " تخرج راية
من خراسان، ثم تخرج أخرى. ثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل من بني
تميم، يوطئ للمهدي سلطانه، يكون بين خروجه وبين أن يسلم للمهدي

(1) الكاشف (2: 206)، المغني (2: 402)، ميزان الاعتدال (2: 645)، تقريب
التهذيب (2: 516)، تهذيب التهذيب (6: 376).
(2) الفتن (84 ألف).
171

سلطانه اثنان وسبعون شهرا. " (1).
وهو ضعيف جدا كسابقه.
98 - (144) عن ابن عمر أنه قال لابن الحنفية:
" ما المهدي الذي يقولون؟ قال: كما يقول: الرجل
الصالح. إذا كان الرجل صالحا قيل له المهدي. فقال
ابن عمر: فتح الله الحماقة. كأنه أنكر قوله ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عمن حدثه،
عن ابن عمر، أنه قال لابن الحنفية. فذكره (2).
وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيخ الأعمش.
99 - (145) عن محمد ابن الحنفية قال:
" يملك بنو العباس حتى ما بين الناس من الخير ثم
يتشعب أمرهم فإن لم تجدوا إلا جحر عقرب فادخلوا
فيه. فإنه يكون في الناس شر طويل، ثم يزول ملكهم
ويقوم المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو يوسف المقدسي وكان كوفيا، حدثنا
فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، عن محمد ابن الحنفية قال: فذكره (3).
وإسناده ضعيف. أبو يوسف المقدسي لا أدري من هو. وأما المتن
فقد أثبتت الأيام بطلانه فقد زال ملك بني العباس منذ زمن طويل ولم يقم
المهدي حتى الان.

(1) السنن الواردة في الفتن (5 / 1055) حديث 573.
(2) الفتن (102 ب).
(3) الفتن (57 ألف).
172

100 - (146) عن محمد ابن الحنفية قال:
" يتشعب أمر بني العباس في سنة سبع وتسعين أو تسع
وتسعين ويقوم المهدي سنة مائتين ".
أخرجه نعيم قال: ثنا أبو يوسف المقدسي عن فطر عن محمد ابن
الحنفية قال: فذكره (1).
وهذا الاسناد كسابقه إلا أن الواسطة بين فطر وابن الحنفية قد زالت
هنا. ولقد استعجل واضعه في إخراج المهدي فكذبته الأيام. وحاشا ابن
الحنفية أن يتفوه بمثل هذا.
101 - (147) عن محمد ابن الحنفية قال:
" إنه إذا كان فإنه من ولد عبد شمس ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن إدريس، عن حسن بن فرات، عن
أبيه، عن أفلت بن صالح، عن عبد الله بن الحارث، أو عن عبد الله بن
الحارث، عن أفلت بن صالح، قال: قلت لمحمد ابن الحنفية: من
المهدي؟ قال: فذكره (2).
وأخرجه أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن
عثمان القشيري قراءة عليه، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أبو
بكر بن أبي خيثمة، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبو بكر بن
الفضل العتكي، قال حدثني أبو يعفور، عن مولى لهند بنت أسماء، قال:
قلت لمحمد بن علي: إن الناس يزعمون أن فيكم مهديا؟ قال: إن ذلك
ليس لك ولكنه من بني عبد شمس. كأنه عنى عمر بن عبد العزيز (3).

(1) المصدر السابق (193 ب).
(2) الفتن (102 ب).
(3) السنن الواردة في الفتن (5 / 1073) حديث 587.
173

وفي إسناد نعيم أفلت بن صالح ولم أجد له ترجمة.
وفي إسناد الداني أبو بكر بن الفضل العتكي، ومولى هند بنت أسماء
لم أعرفهما. والمتن مخالف لما سبق وصح أن المهدي من ولد فاطمة.
والله أعلم.
102 - (148) عن الحسن قال:
" يخرج بالري رجل ربعة أسمر مولى لبني تميم كوسج
يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض
وراياتهم سود على مقدمة المهدي لا يلقاه أحد إلا فله ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد الله بن إسماعيل البصري، عن أبيه،
عن الحسن قال: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف جدا.
عبد الله بن إسماعيل البصري منكر الحديث. قال ابن حجر في
اللسان: عبد الله بن إسماعيل بن عثمان بصري. روى عن شعبة. لينه أبو
حاتم ولعله الجواد الذي روى عن جرير بن حازم وروى عنه محمد بن
سنجر الحافظ. قال العقيلي: منكر الحديث لا يتابع على شئ من حديثه.
وكناه أبا مالك الخواص (2). فإن كان هو المراد في هذا السند فهو كما
ترى. وإن كان غيره فلا أدري.
وأبوه إسماعيل لم أجد له ترجمة.
103 - (149) عن الحسن قال:
" هو عيسى ابن مريم ".

(1) المصدر السابق (84 ب).
(2) لسان الميزان (3: 260).
174

أخرجه نعيم قال: وحدثني غير واحد، عن حماد بن سلمة، عن
حميد، عن الحسن قال: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيوخ نعيم، بالإضافة إلى ضعف نعيم نفسه.
104 - (150) عن الحسن قال:
" المهدي عيسى ابن مريم ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا هشيم بن منصور (2)، عن الحسن قال:
فذكره (3).
وهذا إسناد ضعيف. رجاله ثقات لكن هشيم بن بشير كثير التدليس
والارسال. وهو من المرتبة الثالثة من المدلسين فلا تقبل عنعنته. بالإضافة
إلى ما تقدم من الكلام في نعيم نفسه وفي راوي الكتاب عنه.
105 - (151) عن الحسن قال:
" ما أرى مهديا فإن كان مهدي فهو عمر بن
عبد العزيز ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو معاوية، ثنا أبو قبيصة، عن الحسن، أنه
سئل عن المهدي فقال: فذكره (4).
وهذا معارض لقوله الأول. وأبو قبيصة لم أعرف من هو. فإن كان
هو صفوان بن قبيصة الراوي عن طارق بن شهاب فقد قال فيه أبو حاتم:
مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات (5)، جريا على قاعدته.

(1) الفتن (103 ألف).
(2) كذا في الأصل والصواب هشيم بن منصور.
(3) الفتن (103 ألف).
(4) المصدر السابق (102 ب).
(5) الجرح والتعديل (4: 423) ثقات ابن حبان (6: 469).
175

106 - (152) عن الحسن قال:
" المهدي عيسى ابن مريم عليه السلام ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن
قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف لان هشام بن حسان وإن كان ثقة لكن في روايته
عن الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل كان يرسل عنهما. قال ابن علية: ما
كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا. وقال أبو داود: إنما تكلموا في
حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل وكانوا يرون أنه أخذ كتب
حوشب (2).
107 - (153) عن ابن سيرين قال:
" لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن ابن سيرين. قال
فذكره (3).
إسناده ضعيف. ضمرة بن ربيعة صدوق يهم قليلا فهو حسن
الحديث ولكن نعيم لا يحتج به. والراوي عنه تكلم فيه أيضا.
108 - (154) عن ابن سيرين قيل له:
" المهدي خير أو أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. فقال:
هو أخير منهما ويعدل بنبي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى، عن السري بن يحيى، عن ابن

(1) الفتن (103 ألف).
(2) تقريب التهذيب (2: 318)، تهذيب التهذيب (11: 34).
(3) الفتن (91 ب).
176

سيرين قيل له... إلخ (1).
إسناده ضعيف. يروي نعيم عن عدة أسماؤهم يحيى:
يحيى بن سعيد العطار: الأنصاري الشامي. ضعيف.
يحيى بن سليم الطائفي: نزيل مكة. صدوق سئ الحفظ.
يحيى بن اليمان العجلي الكوفي. صدوق عابد. يخطئ كثيرا وقد
تغير. ولا أدري من المراد هنا. ولا ضير فالكل لا يحتج بهم. وقد تقدم
نحو هذا المتن مع بعض الاختلاف من قول ابن سيرين نفسه في الجزء
الأول من الكتاب. وإسناده صحيح.
109 - (155) عن طاووس قال:
وددت أني لا أموت حتى أدرك زمان المهدي. يزاد
المحسن في إحسانه ويتاب على المسئ.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، قال:
قال طاوس: فذكره (2).
إسناده ضعيف لأجل نعيم والراوي عنه. وبقية رجاله ثقات.
110 - (156) وبه عن إبراهيم بن ميسرة قال: قلت لطاووس:
عمر بن العزيز المهدي؟ قال: لا إنه لم يستكمل
العدل كله (3).
وإسناده ضعيف كسابقه.

(1) الفتن (98 ب).
(2) المصدر السابق (99 ب).
(3) المصدر السابق (99 ب).
177

111 - (157) عن طاووس قال:
" علامة المهدي أن يكون شديدا على العمال، جوادا
بالمال، رحيما بالمساكين ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا فضيل بن عياض وابن عيينة جميعا، عن
ليث، عن طاووس قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف. ليث هو ابن أبي سليم. صدوق اختلط أخيرا ولم
يتميز فترك حديثه (2). وقد تقدم نحو هذا في القسم الأول من الكتاب.
112 - (158) عن مجاهد قال:
" المهدي عيسى ابن مريم ".
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف قال: الوليد بن عتبة (3) عن زائدة
عن ليث، عن مجاهد قال: فذكره (4).
إسناده ضعيف فيه أيضا ليث بن أبي سليم.
113 - (159) عن مطر الوراق قال:
" لا يخرج المهدي حتى يكفر بالله جهرة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى بن اليمان، عن المنهال بن خليفة،
عن مطر الوراق قال: فذكره (5).

(1) الفتن (98 ب).
(2) تقريب التهذيب (2: 138).
(3) كذا في الأصل والصواب " الوليد بن عقبة ". صدوق من التاسعة. تقريب التهذيب
(2: 334).
(4) مصنف ابن أبي شيبة (321 ب).
(5) الفتن (91 ب).
178

وهذا إسناد ضعيف.
يحيى بن اليمان صدوق كثير الخطأ وقد تغير. تقدم في 52،
والمنهال بن خليفة ضعيف (1).
وأخرجه أبو عمرو الداني في سننه عن طريق يحيى بن اليمان نفسه
به وفه " لا يخرج السفياني " بدل " لا يخرج المهدي " وزاد في آخره
" ويبصق بعضهم في وجه بعض " (2).
114 - (160) وبه عن مطر الوراق قال:
" المهدي يخرج التوراة غضة طرية من أنطاكية (3).
إسناده ضعيف كسابقه.
115 - (161) عن عبد الله بن شريك قال:
" مع المهدي راية رسول الله صلى الله عليه وسلم المغلبة ليتني أدركته
وأنا أجدع ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى بن اليمان، عن قيس، عن
عبد الله بن شريك قال: فذكره (4).
عبد الله بن شريك هو العامري الكوفي " صدوق يتشيع ". روى عن
ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وغيرهم. قال الذهبي: كان في أوائل أمره
من أصحاب المختار ولكنه تاب (5).
والاسناد إليه ضعيف. يحيى بن اليمان صدوق كثير الخطأ.

(1) تقريب التهذيب (2 / 277).
(2) السنن الواردة في الفتن (6 / 1022) حديث 544.
(3) الفتن (98 ب).
(4) الفتن (98 ب).
(5) ميزان الاعتدال (2: 439)، التقريب (1: 422)، التهذيب (5: 253).
179

116 - (162) عن أبي قلابة قال:
" عمر بن عبد العزيز هو المهدي حقا ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا سريج بن سراج الجرمي، عن أشعب بن
عبد الرحمن، سمع أبا قلابة يقول: فذكره (1).
سريج بن سراج الجرمي. لم أجد له ترجمة.
117 - (163) عن حكيم بن سعد قال:
" لما قام سليمان فأظهر ما أظهر قلت لأبي يحيى: هذا
المهدي الذي يذكر قال: لا ولا المتشبه ".
أخرجه ابن أبي شيبة قال: وكيع، عن فضيل عن مرزوق (2) عن
عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد قال: فذكره.
حكيم بن سعد: كوفي صدوق روى عن علي وعمار وأبي موسى
وغيرهم (3) ولكن لم أعرف من المراد " بأبي يحيى " صاحب هذا القول.
والاسناد إليه ضعيف.
فضيل بن مرزوق: صدوق يهم رمي بالتشيع. تقدم.
وعمران بن ظبيان: الكوفي. ضعيف ورمي بالتشيع. مات 157 ه‍
من السابعة (بخ س).
وثقه يعقوب بن سفيان وذكره ابن حبان في الثقات ولكنه قال في
الضعفاء: فحش خطؤه حتى بطل الاحتجاج به. ضعفه العقيلي وابن
عدي. وقال البخاري: فيه نظر. وهذا من أردأ أنواع الجرح عنده. قال

(1) الفتن (102 ب).
(2) كذا في الأصل والصواب فضيل بن مرزوق.
(3) تقريب التهذيب (1: 195)، تهذيب التهذيب (2: 453).
180

أبو حاتم: يكتب حديثه (1).
118 - (164) عن كعب قال:
" المهدي من ولد فاطمة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم،
عن ضمرة بن حبيب، عن أبي هزان، عن كعب قال: فذكره (2).
فيه:
بقية بن الوليد. صدوق كثير التدليس عن الضعفاء (3) وقد عنعن.
أبو هزان: يزيد بن سمرة أبو هزان الدهان. قال ابن حبان في
الثقات: ربما أخطأ (4).
أبو بكر بن أبي مريم: عبد الله الغساني الشامي. ضعيف. وكان قد
سرق بيته فاختلط. من السابعة. مات 156 ه‍ (د ت ق).
قال أحمد: ليس بشئ. وضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم
والنسائي والجوزجاني والدارقطني وغيرهم. قال ابن عدي: الغالب على
حديثه الغرائب وقلما يوافقه الثقات. وقال الدارقطني: متروك. قال الذهبي
في الكاشف: ضعفوه. له علم وديانة (5).
ولذلك فهذا إسناد ضعيف. أما المتن فقد ورد مرفوعا.

(1) ديوان الضعفاء (ص 232)، الكاشف (2: 350)، المغني (2: 478)، ميزان
الاعتدال (3: 238)، تقريب التهذيب (2: 83)، تهذيب التهذيب (8: 134).
(2) الفتن (103 ألف).
(3) تقريب التهذيب (1: 105).
(4) لسان الميزان (6: 288).
(5) الكاشف (3: 315)، تقريب التهذيب (2: 398)، تهذيب التهذيب (12: 30).
181

119 - (165) عن كعب قال:
" ما المهدي إلا من قريش وما الخلافة إلى في قريش غير
أن له أهلا ونسبا في اليمن ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية وعبد القدوس، عن صفوان بن عمرو،
عن شريح، عن كعب قال: فذكره (1).
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد عن طريق نعيم نفسه (2).
بقية كثير التدليس عن الضعفاء ولكنه توبع بعبد القدوس بن الحجاج
الخولاني. وهو ثقة. من التاسعة (ع) (3).
ولكن فيه شريح بن عبيد الحضرمي الحمصي. وهو ثقة وكان يرسل
كثيرا. ولكنه لم يدرك كعبا (4).
فهذا الاسناد ضعيف منقطع.
120 - (166) عن كعب قال:
" يموت المهدي موتا ثم يلي الناس بعده رجل من أهل
بيته فيه خير وشر. وشره أكثر من خيره... إلخ ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عمن حدثه، عن كعب
قال: فذكره (5).
وهذا الاسناد ضعيف لجهالة شيخ الوليد.

(1) الفتن (103 ب)، (109 ألف).
(2) تاريخ بغداد (5: 391).
(3) تقريب التهذيب (1: 515).
(4) تقريب التهذيب (1: 349)، تهذيب التهذيب (4: 328).
(5) الفتن (104 ألف).
182

121 - (167) عن كعب قال:
" قادة المهدي خير الناس. أهل نصرته من أهل كوفان
واليمن وأبدال الشام، مقدمته جبرئيل وساقته ميكائيل
محبوب في الخلائق. يطفئ الله تعالى به الفتنة العمياء
وتأمن الأرض حتى أن المرأة لتحج في خمس نسوة ما
معهن رجل لا تتقي شيئا إلا الله، تعطي الأرض زكاتها
والسماء بركتها ".
أخرجه نعيم أيضا قال: حدثنا الوليد، عمن حدثه، وقرأه عن كعب
قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف كسابقه.
122 - (168) عن كعب قال:
" يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي تنكسف
الشمس في شهر رمضان مرتين ".
أخرجه نعيم أيضا عن الوليد، قال: بلغني عن كعب أنه قال:
فذكره (2).
وإسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين الوليد وكعب.
123 - (169) عن كعب قال:
إنما سمي المهدي لأنه يهدى (3) لامر قد خفي. قال:
ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية.

(1) الفتن (98 ب).
(2) المصدر السابق (61 ألف).
(3) في المصنف " لأنه لا يهدي " وهو يخالف السياق والتصويب من رواية نعيم.
183

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: عن معمر، عن مطر، قال كعب:
فذكره (1).
وأخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن
مطر الوراق، عمن حدثه، عن كعب قال: إنما سمي المهدي لأنه يهدى
لامر قد خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية (2).
إسناده ضعيف. لان مطر الوراق كثير الخطأ. تقدم.
وفي الاسناد اختلاف ففي رواية عبد الرزاق يروي مطر عن كعب
رأسا وفي إسناد نعيم بينهما واسطة مجهولة. والله أعلم.
124 - (170) عن كعب قال:
" إنما سمي المهدي لأنه يهدى إلى أسفار التوراة
يستخرجها من جبال الشام يدعو إليها اليهود فيسلم على
تلك الكتب جماعة كثيرة ثم ذكر نحوا من ثلاثين ألفا ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن
كعب قال: فذكره (3).
إسناده ضعيف. مطر كثير الخطأ.
125 - (171) عن كعب قال:
" إني لأجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء. ما في
عمله ظلم ولا عيب ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي المنهال،

(1) مصنف عبد الرزاق (11: 372) رقم 20772.
(2) الفتن (98 ب).
(3) الفتن (99 ألف).
184

عن أبي زياد قال: سمعت كعبا يقول: فذكره (1).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا ابن عفان،
حدثنا قاسم، حدثنا أحمد، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ضمرة، عن
ابن شوذب، عن أبي المنهال، عن أبي زياد، عن كعب قال: " إني لأجد
المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء ما في علمه ظلم ولا عنت " (2).
أبو زياد لم أعرف من هو. والخبر من الإسرائيليات.
126 - (172) عن كعب قال:
" المنصور والمهدي والسفاح من ولد العباس ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد، عن شيخ، عن يزيد بن الوليد
الخزاعي، عن كعب قال: فذكره (3). وأخرجه الخطيب أيضا عن طريق
نعيم (4).
وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيخ الوليد.
127 - (173) وبه عن كعب قال:
" يملك ثلاثة من ولد العباس. المنصور والمهدي
والسفاح " (5).
128 - (174) وبه عن كعب قال:
" المهدي من ولد العباس " (6).

(1) المصدر السابق (99 ألف).
(2) السنن الواردة في الفتن (6 / 1061) حديث 582.
(3) المصدر السابق (111 ألف).
(4) تاريخ بغداد (1: 64).
(5) الفتن (128 ألف).
(6) الفتن (103 ألف).
185

وإسناده ضعيف كسابقيه.
129 - (175) عن كعب قال:
" المهدي يبعث لقتال الروم، يعطى فقه عشرة، يستخرج
تابوت السكينة من غار بأنطاكية. فيه التوراة التي أنزل
الله تعالى على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل
الله عز وجل على عيسى عليه السلام، يحكم بين أهل
التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو يوسف المقدسي، عن صفوان بن
عمرو، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن كعب قال: فذكره (1).
أبو يوسف المقدسي: لم أعرف من هو.
والرواية أشبه بخرافة إسرائيلية. ومدارها على نعيم أيضا فأحسن
أحوالها أن تكون ضعيفة.
130 - (176) وبه عن كعب قال:
" المهدي خاشع لله كخشوع النسر جناحه " (2).
إسناده ضعيف كسابقه.
131 - (178) عن كعب قال:
" علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها
رجل أعرج من كندة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو يوسف، عن محمد بن عبيد الله بن

(1) المصدر السابق (98 ألف).
(2) المصدر السابق (100 ب).
186

يزيد بن السندي، عن كعب قال: فذكره (1).
فيه أبو يوسف وشيخه ولم أعرفهما.
132 - (179) عن كعب قال:
" المهدي ابن احدى أو اثنتين وخمسين سنة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن عمران بن حدير،
عن سميط، عن كعب، قال: فذكره (2).
إسناده ضعيف لأجل نعيم. وبقية رجاله ثقات. وقد تقدم نحو هذا
من قول السميط نفسه. وإسناده إليه صحيح (3) فلعل زيادة كعب فيه من
أوهام نعيم. والله أعلم.
133 - (180) عن كعب قال:
" يحاصر الدجال المؤمنين ببيت المقدس فيصيبهم جوع
شديد حتى يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع فبينما هم
على ذلك إذ سمعوا صوتا في الغلس فيقولون إن هذا
لصوت رجل شبعان. قال فينظرون فإذا بعيسى ابن مريم
قال وتقام الصلاة فيرجع إمام المسلمين المهدي فيقول
عيسى: تقدم فلك أقيمت الصلاة فيصلي بهم ذلك
الرجل تلك الصلاة ثم يكون عيسى إمام بعده ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني،
عن كعب قال: فذكره (4).

(1) الفتن (91 ب).
(2) الفتن (101 ألف).
(3) ينظر الجزء الأول من الكتاب.
(4) الفتن (163 ألف).
187

وإسناده ضعيف لأجل نعيم، والراوي عنه. وضمرة بن ربيعة أيضا
صدوق يهم قليلا.
134 - (181) عن كعب قال:
" إذا ملك رجل الشام وآخر مصر فاقتتل الشامي
والمصري وسبا أهل الشام قبائل من مصر وأقبل رجل
من المشرق برايات سود صغار قبل صاحب الشام فهو
الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن
شفي، عن تبيع، عن كعب قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف.
فيه رشدين وهو ضعيف (49)، وابن لهيعة كثير الخطأ (48)، وأبو
قبيل: حيي بن هاني، صدوق يهم (91).
135 - (182) عن كعب قال:
" اسم المهدي محمد أو قال: اسم نبي ".
في كتاب الفتن لنعيم: حدثنا يحيى بن اليمان عن الثوري سفيان
وزايدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن زر، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ".
قال أبو القاسم الطبراني: الصواب عن عاصم عن زر بلا أبي وائل
عن كعب قال: اسم المهدي محمد أو قال اسم نبي (2).
فيكون إسناد هذا الأثر كالتالي:

(1) المصدر السابق (85 ألف).
(2) الفتن (101 ب).
188

يحيى بن اليمان، عن الثوري سفيان وزايدة، عن عاصم، عن زر،
عن كعب قال.
ويحيى اليمان. صدوق كثير الخطأ وكان قد تغير. تقدم.
فهذا إسناد ضعيف.
136 - (183) عن كعب قال:
" إذا دارت (1) رحا بني العباس وربط أصحاب الرايات
السود خيولهم بزيتون الشام ويهلك الله بهم الأصهب
ويقتله وعامة أهل بيته على أيديهم حتى لا يبقى أموي
منهم إلا هارب أو مختفي وتسقط الشعبتان بنو جعفر
وبنو العباس ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق
ويخرج البربر إلى سرة الشام فهو علامة خروج
المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة عن تبيع عن
كعب قال: فذكره (2).
إسناده ضعيف لأجل نعيم. وعبد الله بن مروان إن كان هو
الجرجاني فهو ضعيف جدا وإن كان البصري الخزاعي فهو ثقة.
137 - (184) عن كعب قال:
يقاتل أهل اليمن قتالا شديدا.. ثم يلي من بعده
المضري العماني القحطاني يسير بسيرة أخيه المهدي
وعلى يديه فتح مدينة الروم.

(1) في الأصل: رأيت. والتصويب من الحاوي للسيوطي.
(2) الفتن (84 ب).
189

أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عمن حدثه، عن كعب
قال: فذكره في قصة طويلة (1).
وإسناده ضعيف لجهالة شيخ الوليد بن مسلم.
138 - (185) عن نوف البكالي قال:
" في راية المهدي مكتوب: البيعة لله ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان الثوري، عن
أبي إسحاق، عن نوف البكالي قال: فذكره (2).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا ابن عفان،
حدثنا قاسم، حدثنا أحمد، حدثنا ضرار بن صرد، حدثني يحيى بن يمان،
عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف قال: " راية المهدي مكتوب فيها
البيعة لله " (3).
نوف: هو ابن فضالة البكالي، ابن امرأة كعب. قال الحافظ ابن
حجر: شامي مستور وإنما كذب ابن عباس ما رواه عن أهل الكتاب. من
الثانية. مات بعد التسعين (خ م).
وقع ذكره في الصحيحين في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس
عن أبي بن كعب في قصة موسى والخضر. ذكره ابن حبان في الثقات
وقال كان راوية للقصص (4).
والاسناد إليه ضعيف. يحيى بن اليمان صدوق يخطئ كثيرا. ورواية

(1) الفتن (105 ألف).
(2) الفتن (98 ب)، وهو في الحاوي (2: 150) منسوبا إلى ابن سيرين وهو خطأ.
(3) السنن الواردة في الفتن (5: 1062) حديث. 583.
(3) تقريب التهذيب (2: 309، تهذيب التهذيب (10: 490).
190

نوف من أهل الكتاب قد كذبها ابن عباس. كما سبق. والله أعلم.
139 - (186) عن خالد بن معدان قال:
" لا يخرج المهدي حتى يخسف بقرية في الغوطة تسمى
حرستا ".
أخرجه الربعي قال: أخبرنا علي، حدثنا عمران، حدثنا أحمد، حدثنا
محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث، حدثنا أبو النصر إسحاق بن إبراهيم،
حدثنا معاوية بن يحيى، حدثنا أرطأة بن المنذر، عن سنان بن قيس، قال:
سمعت خالد بن معدان قال: يهزم السفياني الجماعة مرتين ثم يهلك
وسمعته يقول: فذكره (1).
وأخرجه ابن عساكر أيضا كما ذكره السيوطي في الحاوي (2).
خالد بن معدان: هو الكلاعي الحمصي. أبو عبد الله. ثقة عابد
يرسل كثيرا. وهو تابعي روى عن عائشة وثوبان وابن عمر وغيرهم.
وهذا الاسناد إليه ضعيف.
فيه: معاوية بن يحيى الطرابلسي. صدوق له أوهام. من السابعة
(س ق) (3).
وسنان بن قيس: شامي. روى عنه عمارة بن أبي الشعثاء ومعاوية بن
صالح. ولم يوثقه أحد غير ابن حبان وهو على قاعدته. فهو مجهول
الحال. قال ابن حجر: " مقبول " (4).
وعمران بن الحسن الخفاف وشيخه أحمد لم أجد ترجمتهما.

(1) فضائل الشام ودمشق (ص 43)، رقم 74.
(2) الحاوي (2: 164).
(3) تقريب التهذيب (1: 261).
(4) تقريب التهذيب (1: 334)، تهذيب التهذيب (4: 243).
191

140 - (187) عن ضمرة بن حبيب قال:
" حياة المهدي ثلاثون سنة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس، عن أبي
بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب قال: فذكره (1).
ضمرة بن حبيب تابعي روى عن أبي أمامة الباهلي وغيره. ثقة.
من الرابعة (ع) (2).
والاسناد إليه ضعيف.
فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وقد تقدم في 164.
141 - (188) عن سالم بن أبي الجعد قال:
" يكون المهدي إحدى وعشرين سنة أو اثنتين وعشرين
ثم يكون آخر من بعده وهو صالح أربع عشرة سنة ثم
يكون آخر من بعده وهو صالح تسع سنين ".
أخرجه أبو الحسين ابن المنادي في كتاب الملاحم. قال: ثنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، ثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية
الطرسوسي، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا شريك بن عبد الله بن (3)
عمار بن عبد الله الدهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: فذكره (4).
سالم بن أبي الجعد تابعي ثقة روى عن علي وأبي هريرة وأبي سعيد
وغيرهم. والاسناد إليه ضعيف لان فيه:

(1) الفتن (104 ألف).
(2) تقريب التهذيب (1: 374)، تهذيب التهذيب (4: 459).
(3) كذا في الحاوي والصواب " عن عمار " وهو ابن معاوية الدهني.
(4) الحاوي (2: 164).
192

شريك بن عبد الله النخعي الكوفي. صدوق يخطئ كثيرا. تقدم.
142 - (189) عن أبي صادق قال:
" لا يخرج المهدي حتى يقوم السفياني على أعوادها ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى بن اليمان، عن يحيى بن سلمة، عن
أبيه، عن أبي صادق قال: فذكره (1).
أبو صادق: هو الأزدي الكوفي قيل اسمه مسلم بن يزيد وقيل
عبد الله بن ناصر صدوق وحديثه عن علي مرسل. قال ابن سعد: كان
ورعا مسلما قليل الحديث يتكلمون فيه (2).
وفي إسناد هذا الخبر:
يحيى بن اليمان: صدوق يخطئ كثيرا.
يحيى بن سلمة: بن كهيل الحضرمي، أبو جعفر الكوفي. متروك
وكان شيعيا. من التاسعة. مات 179 وقيل قبلها (ت).
قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وقال النسائي أيضا: ليس
بثقة. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا
لا يحتج به. قال أبو داود وابن معين: ليس بشئ. قال ابن سعد: كان
ضعيفا جدا. قال ابن نمير: ليس ممن يكتب حديثه.
وضعفه ابن معين وأبو حاتم والدارقطني والعجلي ويعقوب بن سفيان
وآخرون (3).
ولذلك هذا إسناد ضعيف جدا.

(1) الفتن (ص 91).
(2) تقريب التهذيب (2: 436)، تهذيب التهذيب (12: 130).
(3) ميزان الاعتدال (4: 381)، تقريب التهذيب (2: 349)، تهذيب التهذيب (11:
224).
193

143 - (190) عن أرطاة قال:
" يقاتل السفياني الترك ثم يكون استيصالهم على يدي
المهدي وهو أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الحكم بن نافع، عن جراح، عن أرطاة،
قال: فذكره (1).
أرطاة هو: ابن المنذر بن الأسود الألهاني، أبو عدي الحمصي
مات 163 ه‍ (بخ د س ق). ثقة ثقة كما قال أحمد. وقد أدرك ثوبان وأبا
أمامة الباهلي وعبد الله بن يسر (2).
والاسناد إليه ضعيف لأجل نعيم صاحب الكتاب والراوي عنه. وبقية
رواته ممن يحتج بهم.
وأرطاة تابعي ثقة. ولكنه لم يذكر مصدره لهذه الاخبار. والظاهر أنها
إسرائيلية. والله أعلم.
144 - (191) وبه عن أرطاة بن المنذر قال:
" يجئ البربر حتى ينزلوا بين فلسطين
والأردن... فيأتونه (أي الصخري) بسبيهم فإنه لعلى
ذلك إذ يأتيه خبر ظهور المهدي بمكة فيقطع إليه " (3).
إسناده ضعيف كسابقه.
145 - (192) وبه عن أرطاة قال:
"... ويظهر بخراسان قوم يدعون إلى المهدي ثم

(1) الفتن (58 ب).
(2) تقريب التهذيب (1: 50)، تهذيب التهذيب (1: 198).
(3) كتاب الفتن (73 ب).
194

يبعث السفياني إلى المدينة فيأخذ قوما من آل محمد
حتى يرد بهم الكوفة ثم يخرج المهدي ومنصور من
الكوفة هاربين ويبعث السفياني في طلبهما فإذا بلغ
المهدي ومنصور مكة نزل جيش السفياني البيداء
فيخسف بهم ثم يخرج المهدي حتى يمر بالمدينة
فيستنفر من كان فيها من بني هاشم وتقبل الرايات السود
حتى تنزل على الماء فيبلغ من بالكوفة من أصحاب
السفياني نزولهم فيهربون ثم ينزل الكوفة حتى يستنقذون
من فيها من بني هاشم ويخرج قوم من سواد الكوفة
يقال لهم العصب ليس معهم سلاح إلا القليل وفيهم نفر
من أهل البصرة فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون
ما في أيديهم من سبي الكوفة وتبعث الرايات السود
بالبيعة إلى المهدي " (1).
إسناده ضعيف كسابقه.
146 - (193) وبه عن أرطاة قال:.
" يدخل الصخري الكوفة ثم يبلغه ظهور المهدي بمكة
فيبعث إليه من الكوفة بعثا فيخسف به فلا ينجو منهم غلا
بشير إلى المهدي ونذير ينذر الصخري. فيقبل المهدي
من مكة والصخري من الكوفة نحو الشام.. إلخ ".
في قصة طويلة من المواجهة بين الصخري والمهدي. إلى
أن قال:
" ثم يعود المهدي إلى مكة ثلاث سنين ثم يخرج رجل
من كلب فيخرج من كان في أرض إرم كرها. فيسير

(1) كتاب الفتن (84 ألف).
195

المهدي إلى بيت المقدس في اثني عشر ألفا فيأخذ
السفياني فيقتله على باب جيرون " (1).
وإسناده ضعيف كسابقيه.
147 - (194) وبه عن أرطاة قال:
" أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك فيهزمهم ويأخذ
ما معهم من السبي والأموال ثم يسير إلى الشام فيفتحها
ثم يعتق كل مملوك معه وأعطى قيمتهم " (2).
إسناده ضعيف كسوابقه.
148 - (195) وبه عن أرطاة قال:
" المهدي ابن ستين سنة " (3).
إسناده ضعيف كسوابقه.
149 - (196) وبه عن أرطاة قال:.
" يبقى المهدي أربعين عاما " (4).
إسناده ضعيف كسوابقه.
150 - (197) وبه عن أرطاة قال:
" بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاما ثم يموت على
فراشه ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الاذنين على
سيرة المهدي بقاءه عشرين سنة ثم يموت قتلا بالسفاح
ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مهدي حسن

(1) الفتن (97 ب).
(2) المصدر السابق (100 ب).
(3) المصدر السابق (101 ب).
(4) المصدر السابق (103 ب).
196

السيرة يفتح مدينة قيصر وهو آخر أمير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
ثم يخرج في زمانه الدجال وينزل في زمانه عيسى ابن
مريم عليه السلام " (1).
إسناده ضعيف كسوابقه.
أما مدينة قيصر فمفتوحة منذ قرون أمراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم
يتتابعون.
151 - (198) وبه أرطاة قال:
" يكون بين المهدي وبين طاغية الروم صلح بعد قتله
السفياني ونهب كلب حتى يختلف تجاركم إليهم
وتجارهم إليكم ويأخذون في صنعة سفنهم ثلاث سنين
ثم يهلك المهدي فيملك رجل من أهل بيته يعدل قليلا
ثم يجوز فيقتل قتلا وينطفي ذكره حتى ترسم الروم فيما
بين صور إلى عكا. فهي الملاحم " (2).
إسناده ضعيف كسوابقه.
152 - (199) عن أرطاة قال:
" ينزل المهدي بيت المقدس ثم يكون خلفاء من أهل
بيته بعده تطول مدتهم ويتجبرون حتى يصلي الناس على
بني العباس وبني أمية مما يلقون منهم ".
قال جراح: أجلهم نحو مائة سنة.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن جراح، عن أرطاة

(1) الفتن (111 ألف)، (113 ألف).
(2) المصدر السابق (142 ألف وب).
197

قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف لعنعة الوليد بن مسلم.
153 - (200) وبه عن أرطاة قال:
" يكون في زمان الهاشمي الذي يتجبر في بيت المقدس
بعد المهدي، الذي يبعث بجارية عليها لباس لا
يواريها، في زمانه يكون رجف ومسخ وخسف " (2).
إسناده ضعيف كسابقه.
154 - (101) عن دينار بن دينار قال:
" بلغني أن المهدي إذا مات صار الامر حرجا بين الناس
ويقتل بعضهم بعضا وظهر الأعاجم واتصلت الملاحم
فلا نظام ولا جماعة حتى يخرج الدجال ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية بن الوليد والوليد بن مسلم، عن أبي بكر بن
أبي مريم، حدثني يزيد بن سلمان، عن دينار بن دينار، قال: فذكره (3).
دينار بن دينار: شامي، سمع أبا الدرداء وروى عنه الهيثم الأعمى
ترجم له البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره
ابن حبان في الثقات (4).
وأما الاسناد إليه فضعيف.
يزيد بن سلمان: لم أجد له ترجمة. وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف
تقدم في 164.

(1) الفتن (106 ب).
(2) المصدر السابق (175 ب).
(3) المصدر السابق (104 ألف).
(4) التاريخ الكبير (2: 1: 246)، الجرح والتعديل (1: 2: 430)، ثقات ابن حبان
(4: 219).
198

وأما المتن فهو مخالف لما ثبت من أن الدجال يظهر والمهدي حي
وينزل عيسى لقتل الدجال فيصلي وراء المهدي.
155 - (202) عن دينار بن دينار قال:
" يظهر المهدي وقد تفرق الفئ فيواسي بين الناس فيما
وصل إليه لا يؤثر فيه أحدا على أحد ويعمل بالحق
حتى يموت ثم تصير الدنيا بعده هرجا ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد القدوس، عن أبي بكر - يعني ابن أبي
مريم - حدثني يزيد بن سلمان، عن دينار بن دينار، قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف كسابقه.
156 - (203) عن دينار بن دينار قال:
" بقاء المهدي أربعون سنة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية وعبد القدوس، عن أبي بكر بن أبي
مريم.. إلخ بالاسناد السابق. فذكره (2).
وإسناده ضعيف كسابقيه.
157 - (204) عن صباح قال:
" يتمنى في زمن المهدي الصغير أن يكون كبيرا والكبير
أن يكون صغيرا ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة،
عن صباح قال: فذكره (3).

(1) الفتن (100 ألف).
(2) المصدر السابق (104 ب).
(3) المصدر السابق (99 ب).
199

وصباح: لم أعرف أي الصباحين هو المراد هنا.
وأما الاسناد إليه فضعيف جدا.
أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي. متروك الحديث كما تقدم.
ورشدين وابن لهيعة أيضا ضعيفان.
158 - (105) وبه عن صباح قال:
" يمكث المهدي فيكم تسعا وثلاثين سنة. يقول
الصغير: يا ليتني قد بلغت. ويقول الكبير: يا ليتني
صغيرا " (1).
إسناده ضعيف جدا كسابقه.
159 - (206) وبه عن صباح قال:
" يمكث تسعا وثلاثين سنة. بني هاشم سبعون سنة وبين
خراب روذس والهاشمي سبعون سنة (2).
إسناده ضعيف جدا كسابقيه.
160 - (207) عن أبي قبيل قال:
" يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية فلا يبقى
منهم إلا اليسير لا يقتل غيرهم ثم يخرج رجل من بني
أمية فيقتل بكل رجل رجلين حتى لا يبقى إلا النساء ثم
يخرج المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي

(1) الفتن (104 ألف).
(2) المصدر السابق (193 ب).
200

قبيل، قال: فذكره (1).
أبو قبيل: حيي بن هانئ بن ناضر. تابعي أدرك مقتل عثمان وغزا
روذس وروى عن عبادة بن الصامت وعمرو بن العاص وغيرهم.
والاسناد إليه ضعيف. فيه ابن لهيعة وهو كثير الخطأ.
161 - (208) عن أبي قبيل قال:
" اجتماع الناس على المهدي سنة أربع ومائتين ".
قال ابن لهيعة: بحساب العجم ليس بحساب العرب.
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل قال:
فذكره (2).
إسناده ضعيف. رشدين وابن لهيعة ضعيفان.
162 - (209) وبه عن أبي قبيل قال:
" يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية حتى لا يبقى
منهم إلا اليسير لا يقتل غيرهم ثم يخرج رجل من بني
أمية فيقتل بكل رجل اثنين حتى لا يبقى إلا النساء ثم
يخرج المهدي " (3).
إسناده ضعيف كسابقه.
163 - (210) عن أبي قبيل قال:
يبعث السفياني جيشا إلى المدينة فيأمر بقتل كل من كان
فيها من بني هاشم حتى الحبالى، وذلك لما يصنع
الهاشمي الذي يخرج على أصحابه من المشرق، يقول

(1) الفتن (75 ب).
(2) المصدر السابق (92 ألف).
(3) المصدر السابق (92 ألف).
وهذا الخبر هو مكرر (207) سوى أنه لم يذكر " الوليد " في الاسناد هنا. وكان
الأولى حذفه لكنني تركته حفاظا على تسلسل الأرقام.
201

ما هذا البلاد مكة وقتل أصحابي، إلا من قتلهم فيأمر
بقتلهم، فيقتلون حتى لا يعرف منهم بالمدينة أحد،
ويفترقوا منها هاربين إلى البوادي والجبال وإلى مكة
حتى نساءهم. يضع جيشه فيهم السيف أياما ثم يكف
عنهم فلا يظهر منهم إلا خائف، حتى يظهر أمر المهدي
بمكة اجتمع كل من شذ منهم إليه بمكة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا محمد بن عبد الله التيهرتي، عن
عبد السلام بن مسلمة، سمع أبا قبيل يقول: فذكره (1).
وفي هذا الاسناد محمد بن عبد الله التيهرتي وشيخه عبد السلام ولم
أعرفهما. ونعيم ضعيف كما سبق.
164 - (211) وبه عن أبي قبيل قال:
" لا يفلت منهم أحد إلا بشير ونذير، فأما البشير فإنه
يأتي المهدي بمكة وأصحابه فيخبرهم بما كان من
أمرهم، ويكون شاهد ذلك في وجهه قد حول وجهه في
قفاه فيصدقونه لما يرون من تحويل وجهه، ويعلمون أن
القوم قد خسف بهم. والثاني مثل ذلك قد حول وجهه
إلى قفاه يأتي السفياني فيخبره بما نزل بأصحابه،
فيصدقه، ويعلم أنه حق لما يرى فيه من العلامة. وهما
رجلان من كلب " (2).
إسناد ضعيف كسابقه والمتن أشبه بخرافة إسرائيلية.
165 - (212) وبه عن أبي قبيل قال:
" لا يكون بعد المهدي أحد من أهل بيته يعدل في

(1) الفتن (89 ب).
(2) المصدر السابق (91 ب).
202

الناس، وليطولن جورهم على الناس بعد المهدي حتى
يصلي الناس على بني العباس، ويقولون يا ليتهم
مكانهم. فلا يزال الناس حتى يغزوا مع واليهم
القسطنطينة، وهو رجل صالح يسلمها إلى عيسى ابن
مريم عليه السلام. ولا يزال الناس في رخاء ما لم
ينتقص ملك بني العباس، فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا
في فتن حتى يقوم المهدي " (1).
إسناده ضعيف كسابقه.
166 - (213) عن أبي جعفر قال:
" هو من بني هاشم من ولد فاطمة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر
قال: فذكره (2).
أبو جعفر: الظاهر أنه الباقر، محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب، ثقة فاضل، مات سنة بضع عشرة بعد المائة.
والاسناد إليه ضعيف جدا. فيه:
سعيد أبو عثمان: وهو سعيد بن عثمان الكريزي. يروي عن غندر
وغيره. حدث بأصبهان بمناكير كما قال أبو نعيم في التاريخ (3).
وشيخه: جابر هو الجعفي متروك.
167 - (214) وبه عن أبي جعفر قال:
" يظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية

(1) الفتن (107 ألف)، (56 ب).
(2) المصدر السابق (103 ألف).
(3) المغني (1: 264)، ميزان الاعتدال (2: 150)، لسان الميزان (3: 38).
203

رسول الله صلى الله عليه وسلم وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان فإذا
صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول:
" أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم فقد
اتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب وأمركم أن لا
تشركوا به شيئا وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله
وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات وتكونوا
أعوانا على الهدى ووزرا على التقوى فإن الدنيا قد دنا
فناؤها وزوالها وأذنت بالوداع. فإني أدعوكم إلى الله
وإلى رسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء سنته ".
فيظهر في ثلثماية وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر قزعا
كقزع الخريف رهبان بالليل أسد بالنهار فيفتح الله للمهدي
أرض الحجاز يستخرج من كان في السجن من بني هاشم
وتنزل الرايات السود الكوفة فيبعث بالبيعة إلى المهدي
ويبعث المهدي جنوده في الآفاق ويميت الجور وأهله
وتستقيم له البلدان ويفتح الله على يديه القسطنطينية " (1).
إسناد ضعيف جدا كسابقه. وأما المتن فعلامات الوضع بادية عليه.
168 - (215) وبه عن أبي جعفر قال:
" تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا
ظهر المهدي بمكة بعث إليه بالبيعة " (2).
إسناده ضعيف جدا كسابقه.
169 - (216) وبه عن أبي جعفر قال:
" تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة فإذا

(1) الفتن (95 ألف).
(2) المصدر السابق (85 ب).
204

ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي " (1).
إسناده ضعيف جدا كسابقه.
170 - (217) عن أبي جعفر قال:
" لا يخرج المهدي حتى ترو الظلمة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى بن اليمان، عن هارون بن هلال، عن
أبي جعفر قال: فذكره " (2).
إسناده ضعيف. هارون بن هلال لم أجد له ترجمة. ويحيى بن
اليمان صدوق يخطئ كثيرا. كما تقدم أكثر من مرة.
171 - (218) عن أبي ثمامة قال:
" إني لأعرف اسمه واسم أبيه واسم أمه ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن عبد
العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة قال: فذكره (3).
أبو ثمامة: الحناط حجازي، مجهول الحال. من الثالثة (د). قال
ابن حبان في الثقات: كان حريف كعب بن عجرة. وقال الدارقطني: لا
يعرف، يترك (4).
والاسناد إليه ضعيف لأجل يحيى بن اليمان وهو صدوق كثير
الخطأ. ولو صح فما قيمة قول رجل مجهول الحال لا يعرف من أمره
شئ.

(1) الفتن (86 ألف).
(2) المصدر السابق (91 ب)، وفيه " لا يخرج السفياني حتى ترقى الظلمة " والتصويب
من الحاوي (2: 147)، إذ أنه هو المناسب لباب " علامات المهدي في خروجه ".
(3) الفتن (101 ب).
(4) الميزان (4: 509)، التقريب (2: 404)، التهذيب (12: 15).
205

172 - (219) عن الصقر بن رستم عن أبيه قال:
" يملك المهدي سبع سنين وشهرين وأيام ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا محمد بن حمير، عن الصقر بن رستم عن
أبيه قال: فذكره (1).
محمد بن حمير: صدوق (2) ولكن الصقر بن رستم وأبوه لم أعرفهما
وهناك صفوان بن رستم. قال في اللسان: مجهول. وقال الأزدي: منكر
الحديث.
وذكر هذا الخبر في الحاوي منسوبا إلى محمد بن حمير عن أبيه (3).
173 - (220) وبه عنه قال:
" المهدي رجل، أزج، أبلج، أعين، يجئ من الحجاز
حتى يستوي على منبر دمشق وهو ابن ثمان عشرة
سنة " (4).
ووقع في الحاوي منسوبا إلى محمد بن حمير نفسه من قوله. وعزاه
إلى نعيم نفسه (5).
إسناده ضعيف كسابقه لأجل نعيم وقائله غير معروف والراوي عنه
وهو ابنه لم أجد له ترجمة.
174 - (221) عن شريح عن عبيد وراشد بن سعد وضمرة بن حبيب
ومشايخهم قالوا:
" يبعث السفياني خيله وجنوده.. فإذا طال عليهم

(1) الفتن (104 ألف).
(2) تقريب التهذيب (2: 156).
(3) الحاوي (2: 155).
(4) الفتن (101 ألف).
(5) الحاوي (2: 146).
206

قتالهم إياه بايعوا رجلا من بني هاشم وهم يومئذ في
آخر المشرق، فيخرج بأهل خراسان، على مقدمته رجل
من بني تميم مولى لهم أصفر، قليل اللحية، يخرج إليه
في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه فيبايعه فيصيره على
مقدمته لو استقبلته الجبال الرواسي لهدها فيلتقي هو
وخيل السفياني فيهزمهم ويقتل منهم مقتلة عظيمة ثم
تكون الغلبة للسفياني ويهرب الهاشمي ويخرج
شعيب بن صالح مختفيا إلى بيت المقدس يوطئ
للمهدي منزله إذا بلغه خروجه إلى الشام ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا محمد بن عبد الله التيهرتي، عن معاوية بن
صالح، عن شريح بن عبيد إلخ.. قالوا: فذكره (1).
ثم قال: حدثنا الوليد قال: بلغني أن هذا الهاشمي أخو المهدي
لأبيه وقال بعضهم هو ابن عمه.
إسناده ضعيف: محمد بن عبد الله التيهرتي لم أعرفه. وشيخه
معاوية بن صالح بن حدير صدوق له أوهام (2) والخبر أحسن أحواله أن
يكون مأخوذا من الأساطير الإسرائيلية.
175 - (122) عن جعفر بن سيار الشامي قال:
" يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس
إنسان شئ انتزعه حتى يرده ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن جعفر بن سيار
الشامي قال: فذكره (3).

(1) الفتن (88 ألف).
(2) تقريب التهذيب (2: 259).
(3) الفتن (98 ب)، والحاوي (2: 161).
207

جعفر بن سيار (وفي الحاوي جعفر بن يسار) الشامي لا أدري من
هو.
177 - (223) عن ابن شوذب عن بعض أصحابه قال:
" لا يخرج المهدي حتى لا يبقى قيل ولا ابن قيل إلا
هلك. والقيل الرأس ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن بعض أصحابه
قال: فذكره (1).
قائله غير معروف، فحتى ولو صح السند إليه ليست لقوله أية قيمة
علمية. ولولا أن السيوطي ذكره وذكر كثيرا من الأساطير من أمثاله لما
كانت هناك حاجة لذكرها. ولكن المقصود التنبيه على أن هذه الحكايات
لا يؤبه بها أبدا.
178 - (224) عن سفيان الكلبي قال:
" يخرج على لواء المهدي غلام حديث السن، خفيف
اللحية أصفر - ولم يذكر الوليد أصفر - لو قاتل الجبار
لهزمها - وقال الوليد: لهدها - حتى ينزل إيلياء ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن كعب،
عن علقمة، عن سفيان الكلبي قال: فذكره (2).
ابن لهيعة ضعيف. ولكن الكلبي صاحب هذا الكلام لم أعرفه.
179 - (225) عن رجل من أهل المغرب قال:
" لا يخرج المهدي حتى يخرج الرجل بالجارية الحسناء

(1) الفتن (92 ألف).
(2) المصدر السابق (85 ألف)، (101 ألف).
208

الجملاء فيقول من يشتري هذه بوزنها طعاما، ثم يخرج
المهدي ".
أخرجه نعيم قال: وأخبرت عن ابن عياش، عن سالم بن عبد الله،
عن أبي محمد، عن رجل من أهل المغرب قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف. شيخ نعيم غير معروف وصاحب هذه المقولة رجل
من أهل المغرب الله أعلم به والراوي عنه أبو محمد لا يدري من هو
والخبر أسطورة مغربية.
180 - (226) وبه عن رجل من أهل المغرب قال:
" إذا خرج المهدي ألقى الله تعالى الغنى في قلوب العباد
حتى يقول المهدي: من يريد المال؟ فلا يأتيه أحد إلا
واحد ويقول: أنا. فيقول احث. فيحثي فيحمل على
ظهره حتى إذا أتى أقصى الناس، قال: ألا أراني شر من
هاهنا. فيرجع فيرده إليه. فيقول: خذ مالك لا حاجة
لي فيه ".
أخرجه نعيم قال: وحدثني غير واحد، عن ابن عياش به. فذكره (2).
وإسناده ضعيف لجهالة شيوخ نعيم والآخرين كما تقدم في الخبر
السابق.
181 - (227) عن سالم قال:
" كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن المهدي فقال: إن
الله تعالى هدى هذه الأمة بأول هذا البيت ويستنقذها
بآخرهم لا ينتطح فيه عنزان جمعاء وذات قرن. وقال:
مهديان من بني عبد شمس أحدهما عمر الأشج ".

(1) الفتن (92 ألف).
(2) المصدر السابق (100 ألف).
209

أخرجه نعيم قال: حدثنا غير واحد، عن ابن عياش، قال حدثني
سالم قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف لجهالة شيوخ نعيم. والكلام فيه وفي الراوي عنه.
182 - (228) عن أبي رؤبة قال:
" المهدي كأنما يلعق المساكين الزبد ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى، عن سيف بن واصل، عن أبي
يونس، عن أبي رؤبة قال: فذكره (2).
وهذا إسناد ضعيف جدا.
يحيى في الغالب هو ابن اليمان. صدوق يخطئ كثيرا.
وسيف بن واصل: لم أجد له ترجمة. والظاهر أنه محرف من
سعيد بن واصل. قال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن المديني:
ذهب حديثه. ولينه أبو حاتم (3).
وأبو يونس وشيخه أبو رؤبة قائل هذا الكلام لا أعرفهما. إلا أن
يكون أبا رؤبة الراوي عن أنس فقد ذكره ابن أبي حاتم وسكت عليه.
وقال ابن حبان في الثقات: أبو رؤبة القشيري، يروي عن أبي سعيد
الخدري روى عنه جامع بن مطر. (4).
183 - (229) عن أبي بكر قال حدثني أشياخنا:
" السفياني هو الذي يدفع الخلافة إلى المهدي "

(1) الفتن (103 ب).
(2) المصدر السابق (98 ب).
(3) لسان الميزان (3: 49).
(4) الجرح والتعديل (9: 372)، الثقات (5: 584).
210

أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد القدوس، عن أبي بكر، قال حدثني
أشياخنا فذكره (1).
أبو بكر بن أبي مريم: ضعيف.
وأي قيمة لقول أشياخه في هذه المسألة.
184 - (230) قال الوليد:
" يلي المهدي فيظهر عدله ثم يموت، ثم يلي بعده من
أهل بيته من يعدل، ثم يلي منهم من يجور ويسئ،
حتى ينتهي إلى رجل منهم فيجلى اليمن إلى اليمن، ثم
يسيرون إليه فيقتلونه، ويولون عليهم رجلا من قريش
يقال له: محمد. وقال بعض العلماء: إنه من اليمن،
على يدي ذلك اليماني تكون الملاحم ".
ذكره نعيم قال: قال الوليد (2).
والوليد بن مسلم ثقة ولكننا - إن كان نعيم حفظه - لا نجد لقوله
هذا مستندا في الكتاب ولا في السنة. فأحسن أحواله أن يكون مأخوذا من
الإسرائيليات.
185 - (331) الوليد بن مسلم قال حدثني محدث:
" إن المهدي والسفياني وكلب يقتتلون في بيت المقدس
حين يستقيله البيعة فيؤتى بالسفياني أسيرا فيأمر به
فيذبح على باب الرحبة ثم تباع نساءهم وغنائمهم على
درجة دمشق ".

(1) الفتن (97 ب).
(2) المصدر السابق (109 ألف).
211

أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم: فذكره (1).
وحكمه كسابقه.
186 - (232) قال الوليد سمعت رجلا يحدث قوما فقال:
" المهديون ثلاثة: مهدي الخير وهو عمر بن
عبد العزيز. ومهدي الدم وهو الذي يسكن عليه
الدماء. ومهدي الدين عيسى ابن مريم عليه السلام
تسلم أمته في زمانه ".
قال الوليد: بلغني عن كعب أنه قال: مهدي الخير يخرج بعد
السفياني.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد فذكره (2).
والخبر حكاية لا أساس لها.
187 - (233) عن سليمان بن عيسى قال:
بلغني أنه على يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من
بحيرة الطبرية حتى يحمل فيوضع بين يديه ببيت
المقدس فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت إلا قليلا منهم
ثم يموت المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار البصري، عن
سليمان بن عيسى قال (3).
وسليمان بن عيسى إن كان هو ابن نجيح السجزي فهو كذاب. كذبه

(1) الفتن (96 ب).
(2) كتاب الفتن (99).
(3) المصدر السابق (99 ب)، (100 أف).
212

أبو حاتم والجوزجاني ووهاه آخرون (1).
188 - (234) عن السدي قال في تفسير قوله تعالى:
(لهم في الدنيا خزي...) إلخ.
أما خزيهم في الدنيا فإنهم إذا قام المهدي وفتحت
القسطنطنية قتلهم، فذلك الخزي ".
أخرجه ابن جرير في تفسيره قال: حدثنا موسى، قال ثنا عمرو، قال
ثنا أسباط عن السدي. فذكره (2).
وإسناده ضعيف. أسباط بن نصر الهمداني قال فيه ابن حجر:
" صدوق كثير الخطأ يغرب ". ضعفه أبو نعيم وقال: أحاديثه عامية سقط
مقلوب الأسانيد. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس
بشئ. قال الساجي: روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب.
وثقه ابن معين في رواية. وقال البخاري: صدوق. وذكره ابن حبان
في الثقات. وقال موسى بن هارون: لم يكن به بأس (3).
189 - (235) عن ابن شوذب قال:
" إنما سمي المهدي لأنه يهدى إلى جبل من جبال
الشام. يستخرج منه أسفارا من أسفار التوراة، فيحاج
بها اليهود فيسلم على يديه جماعة من اليهود ".
أخرجه أبو عمرو الداني قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا
أبو محمد البياني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا

(1) لسان الميزان (3: 99 ب).
(2) تفسير الطبري (1: 399).
(3) تقريب التهذيب (1: 53)، تهذيب التهذيب (1: 212).
213

ضمرة قال: قال ابن شوذب. فذكره (1).
وقد سبق نحوه عن طريق ابن شوذب نفسه عن مطر عن كعب من
قوله (2). فالخبر من الإسرائيليات ومطر كثير الخطأ. والله أعلم.

(1) السنن الواردة في الفتن (6: 1065، 586).
(2) انظر رقم (170).
214

الباب الثاني
الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة
غير الصريحة في ذكر المهدي
215

الأحاديث
190 - (236) عن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث حراث
(الحارث بن حراث) على مقدمته رجل يقال له منصور
يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش
لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وجب على كل مؤمن نصره. أو قال:
إجابته ".
تخريج الحديث:
أخرجه أبو داود قال: وقال هارون، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن
مطرف بن طريف، عن أبي الحسن، عن هلال بن عمرو، قال: سمعت
عليا رضي الله عنه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم. فذكره (1).
رجال الحديث:
عمرو بن أبي قيس: الرازي، الأزرق، كوفي، نزل الري، صدوق له
أوهام. من الثامنة. (د ت) (2).

(1) سنن أبي داود (4: 108).
(2) تقريب التهذيب (2: 412): وانظر الميزان (3: 285)، والتهذيب (8: 94).
217

أبو الحسن الكوفي. مجهول. من السادسة (د). لم يعرف إلا بهذه
الرواية (1).
هلال بن عمرو الكوفي. مجهول. من الثالثة (د). قال المزي في
الأطراف: غير مشهور، وقال الذهبي: هلال بن عمرو عن علي: نكرة.
وصاحبه أبو الحسن. لا أعرفه (2).
وبقية رجاله ثقات.
قال المنذري: " هذا منقطع. قال فيه أبو داود: قال هارون -
يعني ابن المغيرة -. وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: هلال بن عمرو -
وهو غير مشهور - عن علي " (3).
قال الألباني: إسناده ضعيف (4).
النتيجة:
إسناده ضعيف لجهالة أبي الحسن وشيخه.

(1) ميزان الاعتدال (4: 415)، تقريب التهذيب (2: 412)، تهذيب التهذيب (12:
74).
(2) ميزان الاعتدال (4: 315)، تقريب التهذيب (2: 324)، تهذيب التهذيب (11:
83).
(3) مختصر سنن أبي داود (6: 162).
(4) مشكاة المصابيح بتحقيقه (3: 26).
218

191 - (237) عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يكون في آخر الزمان فتنة تحصل الناس كما يحصل
الذهب في المعدن. فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبوا
أشرارهم فإن فيهم الابدال. يوشك أن يرسل على أهل
الشام سيب من السماء فيفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم
الثعالب غلبتهم. فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي
في ثلاث رايات (1). المكثر يقول: خمسة عشر ألفا
والمقل يقول: هم اثنا عشر ألفا. أمارتهم أمت، أمت.
يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب
الملك فيقتلهم الله جميعا ويرد الله إلى المسلمين ألفتهم
ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا علي بن سعيد
الرازي، ثنا علي بن الحسين الحواص، ثنا زيد بن أبي
الزرقاء، ثنا ابن لهيعة، ثنا عباس بن عباس (2) القتباني،
عن عبد الله بن زرير الغافقي، عن علي بن أبي طالب، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (3).
(2) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا رشدين، عن
ابن لهيعة، عن عياش بن عباس الزرقي، عن ابن زرير،
عن علي رضي الله عنه قال: يا رسول الله (4) على أهل

(1) في الأصل: " ثلاث رايات " بدون " في " والتصحيح من مجمع الزوائد.
(2) كذا في الأصل ولعل الصواب عياش بن عباس القتباني كما هو في رواية نعيم.
(3) مجمع البحرين (ص 426)، مجمع الزوائد (7: 317).
(4) كذا في الفتن. ولعل الصواب " يرسل الله " وعلى هذا فالحديث موقوف على علي.
219

الشام من يفرق جماعتهم حتى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم
وعند ذلك يخرج رجل من أهل بيتي في ثلاث رايات،
المكثر يقول: خمسة عشر ألفا، والمقل: يقول اثنا عشر
ألفا. أمارتهم أمت أمت (1). وعلى راية منها رجل يطلب
الملك أو يبتغي له الملك فيقتلهم جميعا ويرد الله على
المسلمين ألفتهم وعاصيهم ويزاربهم.
قال ابن لهيعة: وأخبرني إسرائيل بن عباد، عن محمد بن علي،
مثله إلا أنه قال تسع رايات سود (2).
رجال الحديث:
مدار الاسنادين على ابن لهيعة وهو ضعيف. تقدم برقم 48.
النتيجة:
إسناده ضعيف. وقد روي موقوفا على علي وقد تقدم برقم 42.

(1) الظاهر أن هنا سقطا في العبارة.
(2) كتاب الفتن (96 ألف).
220

192 - (238) عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يخرج رجل من أله بيتي في تسع رايات يعني بمكة.
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة،
قال: أخبرني عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه، عن أبي رومان وأبي ثابت،
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
رشدين: بن سعد. ضعيف. تقدم في 48.
ابن لهيعة: ضعيف. تقدم في 49.
عبد الرحمن بن سالم: بن عتبة بن عويم بن ساعدة. مجهول بمن
السادسة (ق) (2).
سالم: بن عتبة بن عويم الأنصاري المدني. ويقال اسم أبيه عبد الله
أبو عبد الرحمن. لم يرو عنه غير ابنه. فهو مجهول.
قال ابن حجر: مقبول. من السادسة (ق) (3).
أبو رومان: لم أجد له ترجمة.
أما أبو ثابت: فهو أيمن بن ثابت. صدوق. من الرابعة (س) (4).

(1) الفتن (84 ب).
(2) تقريب التهذيب (1: 480)، تهذيب التهذيب (6: 181)، الجرح والتعديل (2:
2: 242).
(3) تقريب التهذيب (1: 280)، تهذيب التهذيب (3: 441).
(4) تقريب التهذيب (1: 88).
221

فرجال الحديث كلهم ضعفاء أو مجاهيل غير أبي ثابت.
النتيجة:
إسناد الحديث ضعيف.
222

193 - (239) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" هبط علي جبريل وعليه قباء أسود وعمامة سوداء.
فقلت ما هذه الصورة التي لم أرك هبطت علي فيها قط؟
قال: هذه صورة الملوك من ولد العباس عمك. قلت:
وهم على حق؟ قال جبريل: نعم ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للعباس وولده حيث
كانوا وأين كانوا. قال جبريل: ليأتين على أمتك زمان
يعز الله الاسلام بهذا السواد. قلت رئاستهم ممن؟ قال:
من ولد العباس، قال: قلت وأتباعهم؟ قال: من أهل
خراسان. قلت: وأي شئ يملك ولد العباس قال
يملكون الأصفر والأخضر والحجر والمدر والسرير
والمنبر والدنيا إلى المحشر والملك إلى المنشر ".
تخريج الحديث:
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا القاضي أبو محمد
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن
إبراهيم بن علي بن فراس المعدل بمكة، حدثنا أبو عبد الله جعفر بن
إدريس القزويني، حدثنا أبو الطيب عبد الله بن عمرو بن الحكم البغدادي،
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثني أبي أحمد بن
عامر بسر من رأى في اليوم الذي مات فيه الحسن بن علي بن محمد بن
علي بن موسى الرضا، حدثنا أبو الحسن علي بن موسى، حدثني أبي
موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن
أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي
طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).

(1) تاريخ بغداد (10: 27).
223

رجال الحديث:
في هذا الحديث.
أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني. ضعيف. ضعفه
الدارقطني (1).
عبد الله بن عمرو بن الحكم. ذكر الخطيب هذه الرواية في ترجمته
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (2).
وعبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، أبو القاسم. قال أبو محمد بن
علي البصري: كان أميا لم يكن بالمرضي توفي 324 ه‍. روى عن أبيه
عن علي بن موسى الرضا عن آبائه نسخة. وصفها الذهبي بالنسخة
" الموضوعة الباطلة لا تنفك عن وضعه أو وضع أبيه ". وقال في الديوان:
له نسخة باطلة (3).
وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي: قال ابن حجر في اللسان قال
ابن الجوزي في الموضوعات هو محل التهمة وتكلم فيه البيهقي في
الشعب (4).
وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وقال: أحمد بن
عامر لا يتابع على هذا الحديث وهو محل التهمة (5). وأقره السيوطي في
اللآلئ (6).

(1) لسان الميزان (2: 110).
(2) تاريخ بغداد (10: 26).
(3) تاريخ بغداد (10: 385)، ميزان الاعتدال (2: 390)، لسان الميزان (3: 252)،
ديوان الضعفاء (ص 163).
(4) تاريخ بغداد (4: 336)، لسان الميزان (1: 190).
(5) الموضوعات (2: 36).
(6) اللآلي المصنوعة (1: 431).
224

وأورد ابن الجوزي أيضا روايات بألفاظ متقاربة لهذه الرواية عن جابر
وأنس وغيرهما قال فيها كلها: هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه (1).
ولذلك فلا حاجة إلى تسويد الصفحات ببحث هذه الموضوعات لا
سيما وأنها لا تتعلق بالمهدي مباشرة. نعم يمكن أن يستدل بها - إن
صحت - القائلون بمهدية المهدي العباسي. ولكن هيهات.
النتيجة:
الحديث موضوع آفته أحمد بن عامر الطائي أو ولده.

(1) الموضوعات (2: 36).
225

194 - (240) عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه
خلقي فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه في ذكر البيان بأن المهدي يشبه خلقه
خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم. قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون
الرياني، قال: ثنا علي بن المنذر، قال ثنا ابن الفضيل، قال ثنا
عثمان بن شبرمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وأخرجه الطبراني في الكبير: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري،
ثنا واصل بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن الفضيل، عن عثمان بن
عبد الله بن شبرمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش،
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج
رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي يملاها عدلا
وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (2).
(3) وأخرجه البزار في مسنده: حدثنا علي بن المنذر به ولم يذكر
لفظه (3).
(4) وأخرجه الداني في سننه قال: حدثنا حمزة بن علي، قال حدثنا
عبد الله بن محمد قال: حدثنا قاسم المطرز، قال: حدثنا علي بن
المنذر الطريقي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا

(1) الاحسان (8: 93 ب)، موارد الظمآن (ص 464).
(2) المعجم الكبير (10: 168).
(3) البحر الزخار (5: 207).
226

عثمان بن شبرمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه
خلقي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (1).
(5) وعزاه السيوطي إلى أبي نعيم في أخبار المهدي (2).
رجال الحديث:
في إسناده عثمان بن شبرمة: ذكره البخاري في التاريخ الكبير وأشار
إلى هذه الرواية وقال: سمع منه ابن فضيل، حديثه عن الكوفيين. لا
أدري سمع من عاصم أم لا؟ وذكره ابن أبي حاتم أيضا ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا. ولم أعرف عنه راويا غير ابن فضيل فهو مجهول العين
حسب قواعد علم المصطلح، وقد ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته،
والله أعلم (3).
النتيجة:
إسناده ضعيف لجهالة عثمان وقد تفرد بزيادة " خلقه خلقي " في
حديث ابن مسعود. نعم رويت هذه الكلمة عن حذيفة ولكن في إسنادها
العباس بن بكار وهو كذاب (279) ووردت في حديث تميم الداري أيضا
وهو موضوع (271).
أما بقية المتن فقد ورد من طرق أخرى حسنة كما تقدم في القسم
الأول من الكتاب.

(1) السنن الواردة في الفتن (5: 1047) حديث 556.
(2) الحاوي (2: 132)، كنز العمال (7: 188).
(3) التاريخ الكبير (3: 2: 227)، الجرح والتعديل (3: 1: 154).
227

195 - (241) عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تجئ رايات سود من قبل المشرق تخوض الخيل الدم
إلى أن يظهروا العدل، ويطلبون فلا يعطونه، فيظهرون
فيطلب منهم العدل فلا يعطونه ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده قال: ثنا أبو هشام ابن يزيد بن رفاعة،
ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن
علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وأخرجه أبو الشيخ في الفتن قال: حدثنا عبدان، حدثنا ابن نمير،
حدثنا أبو بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن
علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تخرج رايات سود
قبل المشرق ويسألون الناس الحق فلا يعطونه فيقاتلونهم فيظفرون
بهم فيسألونهم الذي سألوا فلا يعطونه (2).
رجال الحديث:
في إسناد أبي يعلى: أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة العجلي
الرفاعي الكوفي. قاضي المدائن ليس بالقوي. من صغار العاشرة. توفي
248 ه‍ (م ت ق) (3).
ولكنه توبع في الاسناد الثاني بابن نمير. وهو محمد بن عبد الله بن

(1) البداية والنهاية (6: 246)، وهو في المقصد العلي (ص 169 ب)، مجمع الزوائد
(7: 316)، إتحاف الخيرة (ص 212 ب). وهو في المطبوع من مسنده (9: 17)
مع اختلاف في بعض كلماته.
(2) اللآلي المصنوعة (1: 437).
(3) تقريب التهذيب (2: 219).
228

نمير الهمداني. ثقة حافظ (1).
ومدار الاسنادين على: أبي بكر بن عياش: وهو ثقة عابد إلا أنه لما
كبر ساء حفظه وكتابه صحيح (2). ويزيد بن أبي زياد. وهو ضعيف تقدمت
ترجمته في 53.
وبقية رجاله ممن يحتج بهم وقد تقدمت تراجمهم في 53.
قال ابن كثير في البداية والنهاية بعد ذكر الحديث عن أبي يعلى:
" وإسناده حسن " (3).
ولكن قد تبين لنا أن يزيد بن أبي زياد ضعيف. وقال الهيثمي: فيه
يزيد بن أبي زياد وهو لين. وبقية رجاله ثقات (4).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) تقريب التهذيب (2: 180).
(2) تقريب التهذيب (2: 399).
(3) البداية والنهاية (6: 246).
(4) مجمع الزوائد (7: 316).
229

196 - (242) عن طلحة بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" سيكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب
حتى ينادي منادي من السماء إن أميركم فلان ".
تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو أبو
زرعة، ثنا أبو الثمار، (1) ثنا إسماعيل بن عياش، عن المثنى بن الصباح،
عن عمرو بن دينار المكي، عن سعيد بن المسيب، عن طلحة بن
عبيد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (2).
رجال الحديث:
إسماعيل بن عياش: بن سليم العنسي. أبو عتبة الحمصي. صدوق
في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم. من الثامنة. مات 181 أو
182 ه‍ (ي 4).
وثقه ابن معين والفسوي وغيرهما. وضعفه ابن المديني والنسائي
وابن خزيمة وأبو حاتم وآخرون. قال ابن عدي: إذا روى عن الحجازيين
فلا يخلو من غلط إما أن يكون حديثا برأسه أو مرسلا يوصله أو موقوفا
يرفعه. وحديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم، وهو في
الجملة ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة. قال
الذهبي في المغني: صدوق في حديث أهل الشام مضطرب جدا في

(1) كذا في المخطوطة. ولم أجد أحدا في الرواة من يكنى بهذه الكنية فالظاهر أنها
محرفة من " أبي اليمان " وهو الذي يروي عن إسماعيل بن عياش.
(2) مجمع البحرين. باب المهدي (ص 424)، مجمع الزوائد، باب ما جاء في المهدي
(7: 316).
230

حديث أهل الحجاز (1).
المثنى بن الصباح. اليماني، الا بناوي، أبو عبد الله أو أبو يحيى
نزيل مكة. من كبار السابعة. مات 149 ه‍ (د ت ق). ضعيف جدا.
قال ابن معين في رواية: ثقة. وضعفه في أخرى وكذلك ضعفه
يحيى القطان وأبو حاتم وأبو زرعة والجوزجاني والترمذي وابن عدي وابن
سعد والدارقطني وابن عمار وأبو أحد الحاكم والعقيلي وغيرهم.
قال أحمد: لا يساوي حديثه شيئا مضطرب الحديث. قال الساجي
ضعيف الحديث جدا حدث بمناكير يطول ذكرها وكان عابدا يهم. وقال
النسائي: ليس بثقة. وقال في موضع آخر: متروك الحديث. وقال علي بن
الجنيد: متروك الحديث.
قال ابن حجر: ضعيف اختلط بآخره وكان عابدا (2).
وبقية رواته ثقات.
ففي هذا الاسناد إسماعيل بن عياش وهو شديد الاضطراب في
شيوخه الحجازيين وشيخه هنا نزيل مكة. والمثنى بن الصباح: ضعيف
جدا.
قال الهيثمي: فيه المثنى بن الصباح وهو متروك. وثقه ابن معين

(1) الضعفاء للنسائي (ص 284)، ديوان الضعفاء (ص 22)، الكاشف (1: 127)،
المغني (1: 85)، ميزان الاعتدال (1: 240)، تقريب التهذيب (1: 73)، تهذيب
التهذيب (1: 321)، الترغيب والترهيب. باب ذكر الرواة المختلف فيهم (6:
337).
(2) الضعفاء للبخاري (ص 277). الضعفاء للنسائي (ص 304)، الجرح والتعديل (4:
1: 325)، التاريخ الصغير (ص 170)، ديوان الضعفاء (ص 261)، الكاشف (3:
119)، المغني (2: 541)، ميزان الاعتدال (3: 435)، تقريب التهذيب (2:
228)، تهذيب التهذيب (10: 35).
231

وضعفه أيضا (1). وقال صديق حسن خان: فيه المثنى بن الصباح وهو
متروك وضعيف جدا وثقه ابن معين في رواية وضعفه أيضا. وليس في
الحديث تصريح بذكر المهدي وإنما ذكروه في أبوابه وترجمته استئناسا (2).
وذكره الدارقطني في العلل فقال: " اضطرب إسماعيل بن عياش في
إسناده ".
ثم ذكر أوجه الاختلاف على إسماعيل بن عياش - وليس فيها
الاسناد المذكور هنا - وقال فيها كلها: " لا يصح ".
ثم قال: " ولا يثبت أيضا عن سعيد بن المسيب " (3).
النتيجة:
إسناده ضعيف جدا.

(1) مجمع الزوائد (7: 316).
(2) الإذاعة (ص 127).
(3) العلل (4: 213) طبعة دار طيبة بالرياض.
232

197 - (243) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى
تنصب بإيلياء ".
تخريج الحديث:
(ألف)
(1) أخرجه الترمذي قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا رشدين بن سعد، عن
يونس عن ابن شهاب الزهري، عن قبيصة بن ذويب، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره (1).
(2) وأخرجه الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا يحيى بن غيلان
وقتيبة بن سعيد، قالا: حدثنا رشدين بن سعد قال يحيى بن غيلان
في حديثه: ثني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة، عن
أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج من خراسان رايات سود
لا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء (2).
(3) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا
رشدين بن سعد المهري، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن
شهاب، عن قبيصة بن ذويب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شئ
حتى تنصب بايلياء يعني بيت المقدس (3).
(4) وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ،

(1) جامع الترمذي مع التحفة (6: 547).
(2) مسند أحمد (2: 365).
(3) كتاب الفتن (56 ألف).
233

وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس العطار، قالا: حدثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن
يوسف، حدثنا رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن
شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" تخرج رايات سود من خراسان لا يردها شئ حتى تنصب
بايلياء " (1).
(ب)
(5) وأخرجه ابن عدي في الكامل قال: حدثنا أحمد بن حفص، ثنا
سويد بن سعيد، ثنا داود بن عبد الجبار الأودي، عن أبي شراعة،
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: إذا أقبلت الرايات السود من
قبل المشرق فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء (2).
(ج)
(6) وأخرجه أبو الشيخ قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن العباسي بن
أيوب حدثنا علي بن راشد حدثنا عبد الله ابن محمد عن أبيه عن
جده عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمه العباس
وإلى علي بن أبي طالب فأتياه في منزل أم سلمة فقال فيما قال:
فإذا غيرت سنتي يخرج ناصرهم من أرض يقال لها خراسان برايات
سود فلا يلقاهم أحد إلا هزموه وغلبوا على ما في أيديهم حتى
تقرب راياتهم بيت المقدس (3).

(1) دلائل النبوة 6 / 516.
(2) ذكره ابن حبان في لسان الميزان (2: 419)، (7: 62). ثم رأيته في المطبوع من
الكامل (3: 953).
(3) ذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة (1: 438).
234

رجال الحديث:
(ألف)
في إسناد الترمذي:
رشدين بن سعد بن مفلح المهري. ضعيف. تقدمت ترجمته في 49.
يونس بن يزيد الأيلي. ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا
وفي غير الزهري خطأ. من كبار السابعة (ع) (1). وروايته هنا عن الزهري.
(ب)
إسناد ابن عدي. وفيه:
سويد بن سعيد: الحدثاني. ضعيف. تقدم في 51.
أبو شراعة: سلمة بن مجنون: قال الذهبي: لا يعرف. له في
الرايات السود (2).
داود بن عبد الجبار الكوفي: ضعيف جدا.
قال البخاري: منكر الحديث. وكذلك قال أبو حاتم وأبو زرعة.
وقال النسائي: متروك. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال مرة: يكذب.
قال الساجي: فيه لين. وقال أبو داود: ضعيف الحديث. وشذ ابن خراش
فقال لا بأس به (3).

(1) التقريب (2: 386)، تذكرة الحفاظ (1: 162)، الجرح والتعديل (4: 2: 247)،
ميزان الاعتدال (4: 484)، الكاشف (3: 305).
(2) ميزان الاعتدال (4: 536)، لسان الميزان (7: 62).
(3) ميزان الاعتدال (2: 10)، لسان الميزان (2: 419).
235

(ج)
إسناد أبي الشيخ. وفيه:
عمر بن راشد بن شجرة: اليمامي. متروك.
ضعفه أحمد ابن معين والبخاري وأبو داود وابن عدي والدارقطني
وقال الدارقطني أيضا: متروك. وقال البزار: منكر الحديث. وقال النسائي:
ليس بثقة. وأما ابن حبان فقال: يضع الحديث لا يحل ذكره إلا على
سبيل القدح (1). قال ابن حجر: ضعيف (قال العجلي: ليس به بأس).
فأحسن أسانيد الحديث هو إسناد الترمذي وهو ضعيف لأجل
رشدين.
قال الترمذي عقب إخراجه: هذا حديث غريب. وقال المباركفوري:
في سنده رشدين بن سعد وهو ضعيف (2).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) تقريب التهذيب (2: 55)، تهذيب التهذيب (7: 446).
(2) تحفة الأحوذي (6: 547).
236

198 - (244) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثني خليلي أبو
القاسم صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي
فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق. قال: قلت: وكم
يكون. قال: خمس واثنتين. قال قلت: ما خمس
واثنتين؟ قال: لا أدري ".
تخريج الحديث:
أخرجه أبو يعلى في مسنده قال: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر،
حدثني المرجاء بن رجاء اليشكري، نا عيسى بن هلال، عن بشير بن
نهيك، قال سمعت أبا هريرة يقول: حدثني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:
فذكره (1).
رجال الحديث:
(1) المرجاء بن رجاء اليشكري. أبو رجاء البصري. صدوق ربما وهم
من الثامنة (خت).
وثقه أبو زرعة والدارقطني وقال ابن معين في رواية: صالح.
وضعفه أبو داود وابن معين في رواية أخرى. وقال الساجي عن ابن
معين: ليس حديثه بشئ. وذكره العقيلي في الضعفاء وذكر عن ابن
معين أنه قال: مرجى بن رجاء ضعيف إلا أنه أصح حديثا من
مرجى بن وداع. قال ابن عدي: له أحاديث وفي بعضها ما لا يتابع

(1) مسند أبي يعلى (ص 308 ب)، المطالب العالية المسندة (4: 461) والمطبوعة
(4: 343)، ومجمع الزوائد (7: 315.
237

عليه. قال الذهبي في الكاشف: مختلف في حاله. وفي الميزان
والمغني: " ضعف. وقد وثقه أبو زرعة " (1). ومثل هذا لا يحتج به
وحده.
(2) عيسى بن هلال. بصري، ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا. روى عن عمران بن خدير وفي هذه الرواية
يروى عنه المرجاء بن رجاء اليشكري (2) فقد خرج من جهالة العين
برواية اثنين. ولكنه ما زال مجهول الحال. والله أعلم.
وبقية رجاله ثقات.
ففي هذا الاسناد المرجاء بن رجاء وهو يهم وعيسى بن هلال
مستور.
قال الهيثمي:
فيه المرجاء بن رجاء وثقه أبو زرعة وضعفه ابن معين
وبقية رجاله ثقات (3).
وقد تكلم فيه ابن خلدون لأجل المرجاء وأورد أقوال من ضعفه (4)
ورد عليه الغماري فأورد أقوال من وثقه. ثم قال: والحديث حسن
على رأي من وثق مرجاء بن رجاء إن رجح قوله. وكفى باعتبار
إمام الصناعة البخاري له وإدخاله في صحيحه ترجيحا لتوثيقه (5).
ولكن قد علمنا مما تقدم أن المرجاء يهم وضعفه عدد من الأئمة

(1) التاريخ الكبير (4: 2: 62)، الجرح والتعديل (4: 1: 412)، ديوان الضعفاء
(294)، الكاشف (3: 130)، المغني (2: 650)، ميزان الاعتدال (4: 87)،
التقريب: 2: 237)، التهذيب (10: 83).
(2) التاريخ الكبير (3: 2: 386)، الجرح والتعديل (3: 1: 290).
(3) مجمع الزوائد (7: 315).
(4) تاريخ ابن خلدون (1: 573).
(5) إبراز الوهم المكنون (ص 128).
238

ولذلك فلا يمكن الاعتماد عليه وحده. نعم تبعد مظنة الوهم عنه
إذا توبع بغيره أيضا ولم نجد هنا من تابعه. والبخاري إنما أورده
تعليقا لا احتجاجا به ثم إن علة هذا الحديث ليس في المرجاء
وحده. بل هناك عيسى بن هلال ولم أجد أحدا وثقه. ولعل
الهيثمي لما قال: " بقية رجاله ثقات " قاله جريا على قاعدة ابن حبان
من توثيق كل من لم يعرف فيه جرح. والله أعلم.
ثم إن بعض ألفاظ هذا الحديث لا تخلو من نكارة فمثلا قوله: " ما
خمس واثنتين؟ قال: لا أدري ". فكيف يتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول يكون خمسا واثنتين ثم لا يدري ما معنى خمس واثنتين؟
بينما قد ورد في روايات أخرى ثابتة أنه قال يملك سبع سنين.
وفي بعضها بالشك من الرواة. والله أعلم.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
239

199 - (245) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله عز وجل حتى
يملك رجل من أهل بيتي يملك جبل الديلم
والقسطنطينية ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه ابن ماجة في باب ذكر الديلم وفضل قزوين قال:
حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو داود ح وحدثنا محمد بن
عبد الملك الواسطي، ثنا يزيد بن هارون ح وحدثنا علي بن
المنذر، ثنا إسحاق بن منصور. كلهم عن قيس عن أبي حصين عن
أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وأخرجه يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده قال:
حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يملك رجل
من أهل بيتي يفتح القسطنطينية وجبل الديلم ولو لم يبق إلا يوم
لطول الله ذلك اليوم حتى يفتحها (2).
(3) وأخرجه أبو نعيم في " أخبار المهدي " كما ذكره السيوطي (3).
رجال الحديث:
مدار الاسنادين على قيس بن الربيع الأسدي. وهو " صدوق لكنه
تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به ".

(1) سنن ابن ماجة (2: 928) حديث رقم 2779.
(2) ذكره ابن القيم في المنار المنيف (ص 147).
(3) الحاوي (2: 134).
240

ووثقه عفان ودافع عنه شعبة. وقال ابن عدي: لا بأس به.
ولكن جمهور الأئمة على تضعيفه. قال أبو حاتم: محله الصدق
وليس بقوي. وقال يحيى: ضعيف. وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقيل
لاحمد لم تركوا حديثه؟ قال: كان يتشيع وكان كثير الخطأ وله أحاديث
منكرة. وكان وكيع وعلي بن المديني يضعفانه. وقال النسائي: متروك.
وقال الدارقطني ضعيف.
قال البخاري في الأوسط: إنما أتي قيس من ابنه كان يأخذ حديث
الناس فيدخله في فرج كتاب قيس ولا يعرف ذلك.
قال ابن حبان: سبرت أخبار قيس من روايات القدماء والمتأخرين
وتتبعتها فرأيته صدوقا مأمونا حيث كان شابا فلما كبر ساء حفظه وامتحن.
بابن سوء فكان يدخل عليه. قال الذهبي. صدوق في نفسه سيئ
الحفظ (1).
وتبين من أقوال العلماء أن فيه علتين:
الأولى: أنه لما كبر ساء حفظه.
والثانية: أنه أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه ولم يعرفه. ومثل هذا
لا يمكن الاعتماد عليه إذا تفرد.
قال ابن القيم بعد ذكر هذه الرواية عن الحماني: " يحيى بن
عبد الحميد وثقه ابن معين وغيره وتكلم فيه أحمد " (2).
فأما أحمد فقد كذبه ولكن الحماني لم ينفرد هنا بل رواه غيره أيضا

(1) ميزان الاعتدال (3: 393)، تهذيب التهذيب (8: 391).
(2) المنار المنيف (ص 147).
241

من الثقات كما سبق. وإنما العلة في قيس بن الربيع.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
242

200 - (246) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من
يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل
الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة
ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني
فيبعث إليه جندا من جنوده فيهزمهم فيسير إليه السفياني
بمن معه حتى إذا صارا ببيداء من الأرض خسف بهم
فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم ".
تخريج الحديث:
أخرجه الحاكم قال: حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، ثنا
زكريا بن يحيى الساجي، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، ثنا
الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره (1).
رجال الحديث:
رجال الاسناد كلهم ثقات. قال الحاكم بعد تخريج الحديث: هذا
حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (2).
ولكن فيه الوليد بن مسلم. وكان من عادته تدليس التسوية. وهو
كما قال العراقي:
" أن يجئ المدلس إلى حديث سمعه من شيخ ثقة وقد سمع ذلك
الشيخ الثقة من شيخ ضعيف وذلك الشيخ الضعيف يرويه عن شيخ ثقة

(1) المستدرك (4: 520).
(2) المصدر السابق.
243

فيعمل المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول فيسقط منه شيخ شيخه
الضعيف ويجعله من رواية شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل
كالعنعنة ونحوها، فيصير الاسناد كله ثقات. ويصرح هو بالاتصال بينه
وبين شيخه لأنه قد سمعه منه. فلا يظهر حينئذ في الاسناد ما يقتضي عدم
قبوله إلا لأهل النقد والمعرفة بالعلل " (1).
قال صالح جزرة: سمعت الهيثم بن خارجة يقول قلت للوليد بن
مسلم قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: كيف؟ قلت: تروى عنه عن
نافع، وعنه عن الزهري، وعنه عن يحيى، وغيرك يدخل بين الأوزاعي
وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي وبينه وبين الزهري مرة. فما يحملك
على هذا. قال أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء.
قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء وهم ضعفاء مناكير فأسقطتهم
أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الاثبات ضعف الأوزاعي. فلم يلتفت
إلى قولي.
وقال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث
الأوزاعي وكان ابن أبي السفر كذابا وهو يقول فيها قال الأوزاعي (2).
ومن هنا يتبين أن الوليد كان يسقط شيوخه الضعفاء ويدلس كما كان
يسقط شيوخ شيوخه الضعفاء ويدلس. ولذلك فالاحتياط أن يصرح
بالتحديث عن شيخه وعن شيخ شيخه ولا سيما في الأوزاعي.
قال العراقي: " ومما يلزم من الغرور الشديد أن الثقة الأول قد لا
يكون معروفا بالتدليس ويكون المدلس قد صرح بسماعه من هذا الشيخ
الثقة وهو كذلك فتزول تهمة تدليسه فيقف الواقف على هذا السند فلا يرى
فيه موضع علة لان المدلس صرح باتصاله والثقة الأول ليس مدلسا وقد

(1) التقييد والايضاح (ص 96).
(2) تهذيب التهذيب (11: 154).
244

رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة وفيه ما فيه من الآفة التي ذكرناها (1).
وهكذا الامر هنا فقد صرح الوليد بسماعه عن الأوزاعي ولكنه أتى
بالعنعنة بين الأوزاعي وبين يحيى بن أبي كثير.
ولهذا فأنا متوقف في هذا الحديث حتى يفتح الله علي وهو خير
الفاتحين. والقلب إلى تضعيفه أميل. والله أعلم.

(1) التقييد والايضاح (ص 97).
245

201 - (247) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يكون في آخر الزمان خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا
عمر ".
تخريج الحديث:
أخرجه ابن عدي في الكامل. ومن طريقه ابن الجوزي في
الموضوعات قال ابن عدي: حدثنا كهمس بن معمر، حدثنا أبو يحيى
الوقار، حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن، عن عوف، عن ابن سيرين، عن
أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
أبو يحيى الوقار. زكريا بن يحيى المصري. ولد 174 ومات 254.
كذاب. قال صالح جزرة: حدثنا زكريا الوقار وكان من الكذابين الكبار
وضعفه ابن يونس وغيره. قال ابن يونس: يحدث بمناكير. قال ابن عدي:
يضع الحديث. وقال أيضا: رأيت مشايخ مصر يثنون على أبي يحيى في
العبادة والاجتهاد والفضل وله حديث كثير بعضها مستقيمة وبعضها
موضوعات وكان هو يتهم بوضعها لأنه يروي عن قوم ثقات أحاديث
موضوعة والصالحون قد وسموا بهذا أن يرووا أحاديث في فضائل الاعمال
موضوعة ويتهم جماعة منهم بوضعها. وقال الدارقطني: متروك.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف. قال الذهبي في
المغني: اتهم بالكذب. وقال في الديوان: كذاب (2).

(1) الكامل ترجمة مؤمل بن عبد الرحمن. الموضوعات (3: 198)، ميزان الاعتدال
(4: 229)، اللآلي المصنوعة (2: 395).
(2) ديوان الضعفاء (ص 109)، المغني في الضعفاء (1: 240)، ميزان الاعتدال (2:
77)، لسان الميزان (2: 485)، الموضوعات (3: 198).
246

مؤمل بن عبد الرحمن: بن العباس بن عبد الله بن عثمان بن أبي
العاص الثقفي. أبو العباس البصري. نزيل مصر. ضعيف. من الثامنة
(تمييز).
قال أبو حاتم: لين الحديث ضعيف الحديث. قال ابن عدي: عامة
حديثه غير محفوظ وساق له أحاديث واهية منها هذه الرواية (1).
وبقية رجاله ثقات. غير كهمس بن معمر شيخ ابن عدي فلم أجد له
ترجمة.
وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات كما سبق وذكر
ضعف مؤمل وكذب الوقار (2). قال الذهبي: هذا كأنه من وضع الوقار (3).
وتعقب السيوطي ابن الجوزي في اللآلي فقال: هما (أي مؤمل
والوقار) بريئان منه. فقد ورد بسند صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في
المصنف حدثنا أبو أسامة عن عون (4) عن محمد بن سيرين قال: يكون في
هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر. وله طريق آخر أخرجه
نعيم بن حماد في كتاب الفتن من طريق ضمرة عن محمد بن سيرين وقد
تكلمت عليه وعلى تأويله في كتاب المهتدي (المهدي) والله أعلم (5).
ولكن ثبوت هذا المتن بسند صحيح موقوفا على ابن سيرين لا
يبرئ ذمة من رفعه كذبا وكثير من الأحاديث الموضوعة إنما هي أقوال
لبعض العلماء أو الأمثال أو الحكم سرقها الكذابون فرفعوها إلى

(1) الجرح والتعديل (4: 1: 374)، ديوان الضعفاء (ص 313)، المغني في الضعفاء
(2: 689)، ميزان الاعتدال (4: 229)، تقريب التهذيب (2: 290)، تهذيب
التهذيب (10: 382).
(2) الموضوعات لابن الجوزي (3: 198).
(3) ميزان الاعتدال (4: 229).
(4) كذا وقع في اللآلي والصواب عوف وهو الاعرابي.
(5) اللآلي المصنوعة (2: 395).
247

النبي صلى الله عليه وسلم. فلا حرج أن يحكم عليه بالوضع إذا رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والله
تعالى أعلم.
أما قول ابن سيرين فقد تقدم برقم 45.
النتيجة:
موضوع مرفوعا.
248

202 - (248) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاه العباس فقال:
" ألا أبشرك يا أبا الفضل "؟ قال: بلى يا رسول الله.
قال: " إن الله عز وجل افتتح بي هذا الامر وبذريتك
يختمه ".
تخريج الحديث:
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء قال: حدثنا محمد بن المظفر، ثنا
عمر بن الحسن بن علي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد الالموي، ثنا
محمد بن صالح العدوي، ثنا لاهز بن جعفر التيمي، ثنا عبد العزيز بن
عبد الصمد العمي، أخبرني علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن
المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فذكره (1).
رجال الحديث:
عمر بن الحسن بن علي ابن الأشناني. ضعيف. مات 339 ه‍.
قال أبو علي الهروي: صدوق ما سمعنا أحدا يقول فيه أكثر من أنه
يرى الإجازة سماعا وكان لا يحدث إلا من أصوله. قال الحاكم: قلت
للدارقطني: سألت أبا علي الحافظ عنه فذكر أنه ثقة فقال: بئس ما قال
شيخنا أبو علي. قال الذهبي: ضعفه الدارقطني والحسن بن محمد الخلال
ويروى عن الدارقطني: أنه كذاب ولم يصح هذا (2).
محمد بن صالح العدوي. لم أجد له ترجمة.

(1) حلية الأولياء (1: 315)، وهو في كنز العمال (7: 188).
(2) تاريخ بغداد (11: 236)، ميزان الاعتدال (3: 185) ديوان الضعفاء (ص 225)،
المغني في الضعفاء (2: 464)، لسان الميزان (4: 290).
249

لاهز بن جعفر التيمي. (وفي لسان الميزان في هذا الاسناد:
لاهز بن عبد الله) قال ابن عدي: بغدادي مجهول يحدث عن الثقات
بالمناكير. ثم ساق له حديثا في فضل علي وقال: هذا باطل. قال
الذهبي: إي والله هذا من أبرد الموضوعات. وعلي فلعن الله من لا يحبه.
قال الأزدي: لاهز بن عبد الله التيمي البغدادي: غير ثقة ولا مأمون وهو
أيضا مجهول. قال أبو نعيم بعد رواية الحديث: تفرد به لاهز بن جعفر
وهو حديث عزيز. قال الألباني بعد ذكر قوله المذكور: وهو متهم (1).
علي بن زيد بن جدعان. ضعيف. ضعفه أحمد وابن معين والعجلي
ويعقوب بن شيبة والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن خزيمة
والدارقطني وآخرون. قال الترمذي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشئ الذي
يوقفه غيره (2).
وبقية رجاله ثقات.
ففي هذا الاسناد ابن الأشناني وابن جدعان وهما ضعيفان والعدوي
لم أعرفه ولاهز بن جعفر متهم.
قال الألباني: موضوع (3). وهو كما قال.
النتيجة:
الحديث موضوع.

(1) تاريخ بغداد (14: 98)، ديوان الضعفاء (ص 334)، المغني في الضعفاء (2:
728)، ميزان الاعتدال (4: 356)، لسان الميزان (6: 236).
(2) تهذيب التهذيب (8: 322).
(3) سلسلة الأحاديث الضعيفة (1: 94) رقم 82.
250

203 - (249) عن أبي سعيد الخدري قال:
" ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد
الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم. فيبعث الله رجلا من
عترتي من أهل بيتي فيملا به الأرض قسطا كما ملئت
ظلما وجورا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن
الأرض. لا تدع السماء من مطرها شيئا إلا صبته
مدرارا، ولا تدع الأرض من مائها شيئا إلا أخرجته.
حتى تتمنى الاحياء الأموات. يعيش في ذلك سبع سنين
أو ثمان أو تسع سنين ".
تخريج الحديث:
(ألف)
(1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه قال: أخبرنا معمر، عن أبي هارون
عن معاوية بن قرة، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد
الخدري قال: فذكره (1).
(2) وأخرج جزءا منه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال: قال معمر:
وأنا أبو هارون، عن معاوية، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يرضى عنه ساكن
السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته ولا
الأرض من نباتها شيئا إلا أخرجته حتى تتمنى الاحياء الأموات (2).
(3) وأخرج جزءا منه في موضع آخر عن معمر، عن أبي هارون به:

(1) مصنف عبد الرزاق (11: 371).
(2) كتاب الفتن (99 ألف).
251

" المهدي يعيش في ذلك يعني بعد ما يملك سبع سنين أو ثمان أو
تسع " (1).
(4) وأخرجه العقيلي في الضعفاء: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا
عبد الرزاق به (2).
(5) وأخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن فقال: حدثنا
عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أحمد، حدثنا سعيد، حدثنا نصر،
حدثنا علي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن أبي هارون
العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يصيب الناس بلاء شديد حتى لا يجد الرجل ملجأ، فيبعث الله
رجلا من عترة أهل البيت، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا، يحبه ساكن السماء وساكن الأرض، وترسل السماء
قطرها، وتخرج الأرض نباتها، لا تمسك منه شيئا، يعيش في ذلك
تسع سنين (3).
(ب)
(6) وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق آخر فقال: أخبرني
الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي، أبنا أبو محمد
الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة، ثنا القاسم بن خليفة،
ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، ثنا عمر بن
عبيد الله العدوي، عن معاوية بن قرة، عن أبي الصديق الناجي، عن

(1) المصدر السابق (103 ب).
(2) الضعفاء (4: 260).
(3) السنن الواردة في الفتن (5 / 1048) حديث 564. ويلاحظ أنه لم يرد في سنده
ذكر " معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي " فلا أدري هل هكذا رواه الداني أم أنه
سقط من المخطوط أو المطبوع.
252

أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ينزل بأمتي
في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى
تضيق عليهم الأرض الرحبة وحتى يملأ الأرض جورا وظلما. لا يجد
المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عزو وجل رجلا من
عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. يرضى عنه
ساكن السماء وساكن الأرض. لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا
أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا يعيش
فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، تتمنى الاحياء الأموات مما صنع الله
عز وجل بأهل الأرض من خيره (1).
رجال الحديث:
(ألف)
أبو هارون: عمارة بن جوين - بجيم مصغرا - العبدي. مشهور
بكنيته. متروك. ومنهم من كذبه. شيعي. من الرابعة. توفي 134 ه‍
(عخ ت ف).
ضعفه شعبة وأبو زرعة حاتم وابن سعد. وقال ابن عبد البر
أجمعوا على أنه ضعيف الحديث وقد تحامل بعضهم فنسبه إلى الكذب.
قال ابن معين: لا يصدق حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال أيضا: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. قال شعبة: لان أقدم فتضرب
عنقي أحب إلي من أن أحدث عنه. وكذبه حماد بن زيد وابن علية
وعثمان بن أبي شيبة والجوزجاني وغيرهم (2).

(1) المستدرك (4: 465).
(2) التاريخ الصغير (ص 162)، الضعفاء للبخاري (ص 272)، الضعفاء للنسائي
(ص 400)، ديوان الضعفاء (ص 223)، المغني في الضعفاء (2: 460)،
ميزان الاعتدال (3: 173)، تقريب التهذيب (2: 49)، تهذيب التهذيب (7:
412).
253

وبقية رجاله ثقات.
(ب)
أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري. لم أعرفه.
القاسم بن خليفة: قال ابن أبي حاتم: روى عن عمرو بن محمد
العنقزي. روى عنه علي بن الحسين بن جنيد وقال: سمعت علي بن
الحسين يقول كتبت عنه مع جريج وكان شيعيا من أصحاب حسن بن
صالح. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني. الكوفي. لقبه
بشمين. صدوق يخطئ رمي بالارجاء. توفي 202 ه‍. من التاسعة
(خ م د ت ق).
وثقه ابن معين والنسائي وابن قانع وابن حبان.
وضعفه ابن سعد وأحمد والعجلي. قال البرقي: قال ابن معين: كان
ثقة ولكنه ضعيف العقل. روى له البخاري حديثا واحدا توبع عليه (2).
عمر بن عبيد الله العدوي. لم أجد له ترجمة.
وبقية رجاله هم رجال الاسناد الأول وهم ثقات.
ففي الاسناد الأول من هو متهم بالكذب.

(1) الجرح والتعديل (3: 2: 109).
(2) طبقات ابن سعد (6: 399)، التاريخ الكبير (3: 2: 45)، الجرح والتعديل (3:
1: 16)، الكاشف (1: 152)، المغني في الضعفاء (1: 370)، ميزان الاعتدال
(2: 542)، تقريب التهذيب (1: 469) تهذيب التهذيب (6: 120).
254

وأما الاسناد الثاني فقد قال فيه الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد
ولم يخرجاه (1).
ولكن بعد النظر في رجال الحديث تبين لنا أن فيه الحميري
والعدوي ولم أعرفهما. والقاسم بن خليفة مستور لم يوثق وأبو يحيى
الحماني صدوق يخطئ فلا يقبل تفرده.
فكيف يمكن أن يكون هذا الاسناد صحيحا. ومن هنا قال الذهبي
" إسناده مظلم " (2). وقال الألباني: فيه الحماني وهو ضعيف عن عمر (وفي
التلخيص عمرو) بن عبيد الله العدوي ولم أعرفه (3).
النتيجة:
الاسناد الأول ضعيف جدا. والثاني ضعيف.

(1) المستدرك (4: 465).
(2) تلخيص المستدرك (4: 465).
(3) مشكاة المصابيح بتحقيقه (3: 25) حديث 5457.
255

204 - (250) عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي، فينزل الله عز وجل
له القطر من السماء، وتخرج له الأرض من بركتها (1)،
تملأ الأرض منه قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما.
يعمل على هذه الأمة سبع سنين. وينزل بيت المقدس ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا أحمد، ثنا أبو جعفر، ثنا
محمد بن سلمة، عن أبي الواصل، عن أبي الصديق الناجي، عن
الحسن بن يزيد السعدي أحد بني بهدلة (2)، عن أبي سعيد الخدري
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره (3).
(2) وأخرجه أبو عمرو الداني في سننه فقال: حدثنا عبد الله بن عمرو،
حدثنا عتاب بن هارون، حدثنا الفضل بن عبيد الله، حدثنا
عبد الله بن عمرو، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا أبو الواصل، عن
أبي أمية الحبطي، عن الحسن بن يزيد السعدي، عن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج رجل من أمتي يعمل
بسنتي ينزل الله له البركة من السماء. وتخرج له الأرض بركتها،
يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يعمل سبع سنين على هذه
الأمة، وينزل بيت المقدس " (4).
(3) وأخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي كما ذكره السيوطي (5).

(1) في مجمع الزوائد " وينبت الله له الأرض ".
(2) في الأصل " حدثني بهدلة " والتصحيح من مقدمة ابن خلدون.
(3) مجمع البحرين (ص 426)، وهو في مجمع الزوائد (7: 317).
(4) السنن الواردة في الفتن (5 / 1063) حديث 584.
(5) الحاوي (2: 131).
256

رجال الحديث:
أبو الواصل: عبد الحميد بن واصل الباهلي، ذكره البخاري وابن أبي
حاتم ولم يذكرا فيه جرما ولا تعديلا. وذكر البخاري هذا الحديث في
ترجمته وذكره ابن حبان في الثقات في الطبقة الثانية وقال فيه: يروي عن
أنس وروى عنه شعبة ومحمد بن سلمة الحراني، وعتاب بن بشير (1).
وعلى هذا فهو مستور.
الحسن بن يزيد السعدي. مجهول. قاله الذهبي في المغني. ذكره
البخاري في التاريخ الكبير وأشار إلى هذه الرواية ثم ذكر أن مطرا وزيد
العمى وعوفا رووا عن أبي الصديق عن أبي سعيد. وكأنه يشير بذلك إلى
مخالفة الحسن لهؤلاء. وذكره ابن أبي حاتم أيضا وأشار إلى هذه الرواية
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
قال في التهذيب: روى عن أبي سعيد الخدري وعنه أبو الصديق
الناجي. ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: " مقبول " (2).
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
ففي هذا الاسناد أبو الواصل وهو مستور والحسن بن يزيد مجهول
وزيادة الحسن بين أبي الصديق وأبي سعيد منكرة لمخالفة ثقات الرواة عن
أبي الصديق فإنهم رووا هذا الحديث بدون هذه الزيادة. ولعلها من أوهام
أبي الواصل. والله أعلم.

(1) التاريخ الكبير (6: 46)، الجرح والتعديل (6: 18). ثقات ابن حبان 5 / 126.
(2) التاريخ الكبير (1: 2: 308)، الجرح والتعديل (1: 2: 42). المغني في الضعفاء
(1: 169)، ميزان الاعتدال (1: 527)، تقريب التهذيب (1: 173)، تهذيب
التهذيب (1: 328).
257

قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم (1).
قال الشوكاني: في إسناده من لم يعرف (2).
وقد تكلم فيه ابن خلدون لأجل جهالة السعدي ومخالفة أبي الواصل
في الزيادة في هذا الاسناد (3). فقال الغماري: رجاله ثقات كما ذكره عن
ابن حبان ولم نجد فيهم طعنا ولا لسند الحديث علة. أما ذكر الحسن ابن
يزيد السعدي وزيادته بين أبي الصديق وأبي سعيد فذاك من المزيد في
متصل الأسانيد وهو مقبول من الثقة (4).
ثم قال بعد قليل: " وإن كان أبو الواصل قد وهم فيه فالعمل على
رواية الأكثرين ولا يؤثر وهمه في الحديث شيئا فإنه مستفيض مشهور عن
أبي سعيد " (5).
والذي يتبين لي أن هذا من أوهام أبي الواصل ولم يوثقه أحد غير
ابن حبان وهو معروف بتساهله في توثيق المجهولين. فلا تكون هذه
الزيادة زيادة للثقة. أما إسناد الداني فقد زاد بلية أخرى وهي زيادة " أبي
أمية الحبطي " بين أبي الواصل والحسن بن يزيد السعدي، والحبطي هذا
هو أيوب بن خوط البصري، متروك، تركه ابن المبارك والنسائي وغيرهما.
قال الذهبي في الديوان: تركوه. وقال ابن حجر: متروك (6).

(1) مجمع الزوائد (7: 317).
(2) الإذاعة (ص 121).
(3) تاريخ ابن خلدون (1: 565).
(4) إبراهيم الوهم المكنون (ص 94).
(5) المصدر السابق (ص 95).
(6) التاريخ الكبير (1 / 414) الشجرة في أحوال الرجال ص 163، الترجمة 150
بتحقيقي. ديوان الضعفاء ص 26 التقريب (1 / 89)، التهذيب 1 / 402.
258

وأما كون الحديث قد روي عن أبي سعيد عن طرق أخرى ففيها
الكفاية والغنية. ويبقى هذا الاسناد بهذا السياق ضعيفا. والله أعلم.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
259

205 - (251) عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن من أمرائكم أميرا يحثي المال حثيا ولا يعده عدا
يأتيه الرجل فيسأله فيقول خذ فيبسط الرجل ثوبه فيحثي
فيه ". وبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم ملحفة غليظة كانت عليه
يحكي صنيع الرجل ثم جمع إليه أكنافها. قال:
" فيأخذه ثم ينطلق ".
تخريج الحديث:
أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال: ثنا خلف بن الوليد، ثنا
عباد بن عباد، ثنا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري قال:
قلت والله ما يأتي علينا أمير إلا وهو شر من الماضي ولا عام إلا وهو
شر من الماضي قال: لا شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت مثل ما
يقول. ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره (1).
رجال الحديث:
مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني. أبو عمرو الكوفي. مات 144 ه‍
(م 4).
ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره.
وثقه النسائي مرة وقال البخاري: صدوق. وقال يعقوب بن سفيان:
تكلم الناس فيه وهو صدوق. قال محمد بن المثنى: يحتمل حديثه لصدقه
قال ابن مهدي: حديث مجالد عند الاحداث يحيى بن سعيد وأبي أسامة -
ليس بشئ، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء القدماء. قال
أبو محمد: يعني أنه تغير في آخر عمره. قال العجلي: جائز الحديث.

(1) مسند أحمد (3: 98).
260

وضعفه كثيرون منهم يحيى بن سعيد القطان. فقال: لو أردت أن
يرفع لي مجالد حديثه لرفعه. قيل ولم. قال: للضعف. وكان ابن مهدي
لا يروي عنه. وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا. وقال: ليس بشئ يرفع
حديثا كثيرا لا يرفعه الناس وقد احتمله الناس. وكذلك ضعفه ابن أبي
حاتم وابن سعد. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: لا يعتبر
بحديثه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظة. وقال ابن حبان: لا
يجوز الاحتجاج به (1).
والجرح هنا مفسر فهو المقدم على التعديل ولكنه لا ينزل عن درجة
الاعتبار. ولذلك قال الذهبي في المغني: مشهور صالح الحديث. وفي
الميزان: مشهور صاحب حديث على لين فيه.
أبو الوداك - بفتح الواو وتشديد الدال وآخره كاف - اسمه جبر بن
نوف الهمداني البكالي. الكوفي. صدوق يهم (م 4).
وثقه ابن معين وابن حبان وقال النسائي: صالح. وذكر ابن أبي
حاتم عنه أنه قال: ليس بالقوي. وقال يحيى القطان: أبو الوداك أحب إلي
من عطية. وقال ابن أبي حاتم: أبو الوداك أحب إلي من شهر بن حوشب
وبشر بن حرب وأبي هارون العبدي. وقال ابن سعد: كان قليل
الحديث (2). قال الذهبي في الكاشف: ثقة. وقال في الميزان والمغني:
صدوق مشهور.

(1) طبقات ابن سعد (6: 349)، الضعفاء للبخاري (ص 277)، التاريخ الكبير (4:
2: 9)، الجرح والتعديل (4: 1: 361)، الكاشف (3: 120)، ديوان الضعفاء
(ص 262)، المغني في الضعفاء (2: 542)، ميزان الاعتدال (3: 438)، تقريب
التهذيب (2: 229)، تهذيب التهذيب (10: 40).
(2) طبقات ابن سعد (6: 299) التاريخ الكبير (1: 2: 243)، الجرح والتعديل (1:
1: 533)، الكاشف (1: 179)، ميزان الاعتدال (4: 584)، المغني في الضعفاء
(2: 814) الخلاصة (1: 160)، تقريب التهذيب (2: 60)، تهذيب التهذيب
(1: 125).
261

وبقية رجاله ثقات.
النتيجة:
إسناده ضعيف. لضعف مجالد.
ولكن المتن قد ثبت أوله وهو قوله: إن من أمرائكم أميرا يحثي
المال ولا يعده عدا. من طرق صحيحة في صحيح مسلم وغيره كما
سبق. والله أعلم.
262

206 - (252) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يكون في آخر الزمان على تظاهر العمر وانقطاع من
الزمان (1) إمام يكون أعطى الناس، يجيئه الرجل فيحثو
له في حجره، يهمه من يقبل عنه صدقه ذلك المال، ما
بينه وبين أهله، لما يصيب من الخير ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه أبو يعلى قال: حدثنا سليمان بن عبد الجبار أبو أيوب، نا
سهل بن عامر، نا فضل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (2).
(2) وأخرجه ابن عساكر أيضا كما ذكره في كنز العمال (3).
رجال الحديث:
سهل بن عامر: البجلي متهم. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي
يقول: ضعيف الحديث روى أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة وهو يفتعل
الحديث. قال الذهبي في الميزان: كذبه أبو حاتم. وقال البخاري: منكر
الحديث لا يكتب حديثه. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي:
أرجو أنه لا يستحق الترك (4).

(1) في كنز العمال، عند تظاهر من الفتن وانقطاع من الزمن أول ما يكون عطاؤه للناس
أن يأتيه الرجل فيحثي له في حجره يهمه من يقبل منه صدقة ذلك المال لما يصيب
الناس من الفرج. (7: 188).
(2) مسند أبي يعلى (ص 67 ألف).
(3) كنز العمال (7: 188، 189).
(4) التاريخ الصغير (ص 226)، وقد ذكر اسمه سهل بن عامر. الجرح والتعديل (2:
1: 202)، ديوان الضعفاء (ص 136)، المغني في الضعفاء (1: 287)،
ميزان الاعتدال (2: 239)، لسان الميزان (3: 119).
263

فضيل بن مرزوق: صدوق يهم رمي بالتشيع. تقدم.
عطية العوفي: هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي الكوفي.
أبو الحسن. من الثالثة. توفي 111 ه‍ (بخ د ت ق) ضعيف.
قال أحمد: ضعيف الحديث وكان هشيم يتكلم فيه عطية. وقال
أيضا: بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفير وكان يكنى بأبي
سعيد فيقول: قال أبو سعيد. قال الذهبي: يعني يوهم أنه الخدري. وقد
ضعفه أيضا أبو داود والنسائي وأبو حاتم وأبو زرعة والساجي وغيرهم.
قال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله وله أحاديث ومن الناس من لا
يحتج به. وقال ابن معين: صالح. والجرح هنا مفسر فهو المقدم.
قال ابن حبان في الضعفاء: سمع من أبي سعيد أحاديث فلما مات
جعل يجالس الكلبي يحضر صفته فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كذا. فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروي عنه فإذا قيل له من حدثك بهذا
فيقول أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد الكلبي.
قال: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
قال ابن عدي: قد روى عن جماعة من الثقات ولعطية عن أبي
سعيد أحاديث عدة وعن غير أبي سعيد وهو مع ضعفه يكتب حديثه وكان
يعد مع شيعة أهل الكوفة.
قال الذهبي في الميزان: تابعي شهير ضعيف. وقال في المغني:
تابعي مشهور مجمع على ضعفه.
قال ابن حجر في طبقات المدلسين: تابعي معروف ضعيف الحفظ
مشهور بالتدليس القبيح. وقال في التقريب: صدوق يخطئ كثيرا كان
شيعيا مدلسا (1).

(1) طبقات ابن سعد (6: 304)، الضعفاء للنسائي (ص 401)، الجرح
والتعديل (3: 1: 383)، كتاب المجروحين (2: 166)، ديوان الضعفاء
(ص 215)، المغني في الضعفاء (2: 436)، ميزان الاعتدال (3: 79)، تقريب
التهذيب (2: 24)، تهذيب التهذيب (7: 244)، طبقات المدلسين (ص 19).
264

وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
ففي هذا الاسناد سهل بن عارم متهم، وعطية ضعيف، وفضيل ابن
مرزوق يهم.
النتيجة:
إسناده ضعيف جدا.
265

207 - (253) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمن والظهور
من الفتن يكون عطاؤه حثيا ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في ذكره لأحاديث المهدي. قال: أبو معاوية،
عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فذكره (1).
(2) وأخرج جزءا منه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا أبو معاوية،
عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هو رجل من أهل بيتي (2).
رجال الحديث:
أبو معاوية: هو الضرير محمد بن خازم. الكوفي. ثقة أحفظ الناس
لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره. وقد رمى بالارجاع. من كبار
التاسعة (ع) (3).
وروايته هنا عن الأعمش نفسه فهي صحيحة. وهو أيضا مدلس
ولكن من المرتبة الثانية فتقبل عنعنته.

(1) مصنف ابن أبي شيبة (321 ب).
(2) الفتن (103 ألف).
(3) تقريب التهذيب (2: 157)، وترجمته في: التاريخ الكبير (1: 1: 74)، الجرح
والتعديل (3: 2: 249)، تاريخ بغداد (5: 242)، ميزان الاعتدال (4: 575)،
تهذيب التهذيب (9: 138)، طبقات المدلسين (ص 12).
266

سليمان بن مهران الأعمش: ثقة حافظ لكنه مدلس وقد عنعن، تقدم
في 59.
عطية العوفي: ضعيف. تقدم في الحديث السابق.
النتيجة:
إسناده ضعيف لضعف عطية.
267

208 - (254) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يخرج عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل
يقال له السفاح (1) فيكون إعطاؤه المال حثيا ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه أحمد في مسنده: (حدثنا عبد الله حدثني أبي): ثنا عثمان،
وسمعته أنا من عثمان، ثنا جرير، عن الأعمش، عن عطية العوفي،
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره (2).
(2) وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان قال: حدثنا عبد الصمد بن
أحمد بن عبد الصمد أبو القاسم التميمي، ثنا أبو محمد عبد الله بن
محمد بن العباس سنة أربع وتسعين ومائتين، ثنا سهل بن عثمان
العسكري، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من
الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له السفاح عطاؤه حثيا (3).
(3) وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرني الحسين بن عمر
القصاب، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أخبرنا علي بن
طيفور بن غالب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن
الأعمش. وأخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، أخبرنا محمد بن
أحمد بن محمد بن يعقوب، حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن
حماد الأنصاري، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو

(1) هكذا وجدت في جميع المراجع ولكن ذكره السيوطي في الحاوي بلفظ " يقال له
المهدي " (ولعله تصحيف. الحاوي (2: 133) وعزاه إلى نعيم وأبي نعيم.
(2) مسند أحمد (3: 80).
(2) أخبار أصبهان (2: 31).
268

أسامة، حدثني زائدة، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج منا رجل في انقطاع من الزمن
وظهور من الفتن يسمى السفاح يكون عطاؤه المال حسبا. لفظ
زائدة (1).
(4) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن
يكون عطاؤه حثيا (2).
(5) قال ابن كثير في البداية والنهاية: ورواه البيهقي عن الحاكم عن
الأصم عن أحمد بن عبد الصمد عن أبي عوانة عن الأعمش به.
وقال فيه: يخرج رجل من أهل بيتي يقال له السفاح فذكره. وهذا
إسناد على شرط أهل السنن ولم يخرجوه (3).
رجال الحديث:
مدار الحديث عند الجميع على الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد
الخدري. والأعمش ثقة لكنه مدلس وقد عنعن (تقدم في 59) وعطية العوفي
أيضا مدلس وضعيف في نفسه (تقدم في 252) فإسناد الحديث ضعيف.
وظاهر الامر أن الحديث ليس له صلة بالمهدي بل إنه نص على
كونه السفاح. ولكن ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في باب ما جاء في

(1) تاريخ بغداد (10: 48).
(2) الفتن (100 ألف)، (101 ألف)، (111 ألف).
(3) البداية والنهاية (6: 247).
269

المهدي (1) وكذلك ذكره السيوطي في العرف الوردي في أخبار المهدي (2).
قال ابن كثير: وقد تكون صفة للمهدي الذي يظهر في آخر الزمان
لكثرة ما يسفح أي يريق من الدماء لإقامة العدل ونشر القسط (3). ولكن
الحديث ضعيف فلا حاجة إلى كل هذه التأويلات. والله أعلم.
قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وثقه ابن
معين وبقية رجاله ثقات (4).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) مجمع الزوائد (7: 314).
(2) العرف الوردي (الحاوي 2: 133).
(3) البداية والنهاية (6: 248).
(4) مجمع الزوائد (7: 314).
270

209 - (255) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ستكون بعدي فتن منها فتنة الأحلاس يكون فيها حرب
وهرب ثم بعدها فتن أشد منها ثم تكون فتنة كلما قيل
انقطعت تمادت، حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ولا مسلم
إلا صكته (1) حتى يخرج رجل من عترتي ".
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال: حدثنا الوليد بن مسلم،
عن إسماعيل بن رافع، عمن حدثه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (2).
وأخرج الفقرة الأخيرة في موضع آخر فقال: حدثنا الوليد، وقال أبو
رافع، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هو رجل من عترتي (3).
رجال الحديث:
الوليد بن مسلم: القرشي، مولاهم. أبو العباس الدمشقي ثقة، لكنه
كثير التدليس والتسوية. من الثامنة (ع). ولد 119 ه‍، توفي 194 أو
195 ه‍.
قال الذهبي في الميزان: إذا قال الوليد: عن ابن جريج أو عن
الأوزاعي فليس بمعتمد لأنه يدلس عن كذابين. فإذا قال حدثنا فهو حجة.
وقال في التذكرة: لا نزاع في حفظه وعلمه وإنما الرجل مدلس فلا

(1) في الكنز: شكته (7: 188).
(2) كتاب الفتن (11 ألف).
(3) المصدر السابق (102 ب).
271

يحتج به إلا إذا صرح بالسماع.
وقال في المغني: إمام مشهور، صدوق، ولكنه يدلس عن ضعفاء لا
سيما في الأوزاعي. فإذا قال ثنا الأوزاعي، فهو حجة.
وقد أثنى عليه الأئمة علمه وفضله وعقله. فقد قال الفضل بن زياد
عن أحمد: ليس أحد أروى عن الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد.
ووثقه ابن سعد والعجلي ويعقوب بن شيبة وغيرهم. ولكن أخذ عليه
التدليس وقد كان يدلس حتى عن الكذابين. فقد قال عبد الله بن أحمد عن
أبيه: كان الوليد رفاعا. وقال المروزي عن أحمد: كان الوليد كثير الخطأ.
وقال ابن سهر: كان الوليد بن مسلم يحدث حديث الأوزاعي عن الكذابين
ثم يدلسها عنهم. قال الدارقطني: كان الوليد يرسل، يروي عن الأوزاعي
أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي
فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن نافع وعن عطاء. وقد
وضعه ابن حجر في الطبقة الرابعة (1).
إسماعيل بن رافع:
ابن عويمر الأنصاري المدني. نزيل البصرة. يكنى أبا رافع. من
السابعة. (بخ ت ق). ضعيف جدا.
قال ابن المبارك: لم يكن به بأس ولكنه يحمل عن هذا وعن هذا
ويقول: بلغني ونحو هذا.
وقال الترمذي: ضعفه بعض أهل العلم وسمعت محمدا يقول: هو
ثقة مقارب الحديث. قال الساجي: صدوق يهم في الحديث. قال ابن
حبان: كان رجلا صالحا إلا أنه كان يقلب الاخبار حتى صار الغالب على

(1) الجرح والتعديل (4: 2: 16)، ديوان الضعفاء (ص 333)، تذكرة الحفاظ (1:
302). المغني في الضعفاء (2: 725)، ميزان الاعتدال (4: 347)، تقريب
التهذيب (2: 336)، تهذيب التهذيب (11: 151)، طبقات المدلسين (ص 20).
272

حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها.
قال عمرو بن علي: منكر الحديث في حديثه ضعف لم أسمع يحيى
ولا عبد الرحمن حدثا عنه شئ قط.
قال أحمد: ضعيف. وفي رواية: منكر الحديث. قال ابن معين:
ضعيف وفي رواية: ليس بشئ. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن
خراش والدارقطني: متروك الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
ومرة: ليس بشئ. ومرة: ليس بثقة. وضعفه ابن سعد ويعقوب بن سفيان
وابن عدي والعجلي والحاكم وأبو أحمد وأبو حاتم والعقيلي وأبو أيوب
ومحمد بن أحمد المقدمي ومحمد بن عبد الله بن عمار وابن الجارود وابن
عبد البر وابن حزم والخطيب وغيرهم. قال ابن حجر: " ضعيف الحفظ ".
والذي يظهر لي بعد النظر في أقوال الأئمة أنه ضعيف جدا ولا
يصلح للمتابعة. حتى قال ابن عدي: أحاديثه كلها مما فيه نظر. كما ذكر
الذهبي في الميزان. ولذلك قال الذهبي في ديوان الضعفاء: متروك
الحديث. وقال في المغني: ضعفوه جدا. وقال النسائي والدارقطني:
متروك (1).
قال الألباني في صدد ذكره لإسماعيل بن رافع: لان الرجل قد يكون
في نفسه ثقة ولكنه سيئ الحفظ وقد يسؤ حفظه جدا حتى يكثر الخطأ في
حديثه فيسقط الاحتجاج به وإسماعيل من هذا القبيل فقد قال فيه ابن
حبان: كان رجلا صالحا إلا أنه كان يقلب الاخبار حتى صار الغالب على
حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها.

(1) التاريخ الكبير (1: 1: 354)، الجرح والتعديل (1: 1: 168)، الضعفاء للنسائي
(ص 284)، كتاب المجروحين (1: 112)، ديوان الضعفاء (ص 21)، المغني
في الضعفاء (1: 80)، ميزان الاعتدال (1: 227)، تقريب التهذيب (1: 69)،
تهذيب التهذيب (1: 294).
273

ولهذا تركه جماعة وضعفه آخرون والبخاري كأنه خفي عليه أمره
والجرح المفسر مقدم على التعديل كما هو معلوم (1).
عمن حدثه: لا يدري من هو.
النتيجة:
إسناد الحديث ضعيف جدا لأجل إسماعيل بن رافع وجهالة شيخه
وفيه أيضا عنعنة الوليد بن مسلم.

(1) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1: 538).
274

210 - (256) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
تأوي إليه (أي المهدي) أمته كما تأوي النحلة إلى
يعسوبها، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، حتى
يكون الناس على مثل أمرهم الأول. لا يوقظ نائما ولا
يهريق دما.
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن (1): قال الوليد، عن أبي رافع
إسماعيل بن رافع، عمن حدثه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال.. إلخ.
رجال الحديث:
وقد تقدمت تراجمهم جميعا في الحديث السابق.
(1) الوليد: وهو بن مسلم القرشي. ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية.
(2) أبو رافع إسماعيل بن رافع: بن عويمر الأنصاري متروك الحديث.
(3) عمن حدثه: غير معروف.
النتيجة:
الحديث ضعيف جدا لاحل أبي رافع بالإضافة إلى تدليس الوليد بن
مسلم وجهالة شيخه. والله أعلم.

(1) كتاب الفتن (99 ألف).
275

211 - (257) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي، شاب حسن
الوجه، أجلى الجبين، أقنى الانف، يملأ الأرض قسطا
وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، ويملك كذا وكذا،
سبع سنين ".
تخريج الحديث:
أخرجه أبو عمر والداني في سننه قال، حدثنا حمزة بن علي، حدثنا
عبد الله بن محمد، حدثنا علي بن الحسين الجهني بدمشق، حدثنا
هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عطاء بن عجلان. عن
أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
في هذا الاسناد:
إسماعيل بن عياش الحمصي وهو صدوق في روايته عن أهل بلده،
مخلط في غيره. وشيخه عطاء بن عجلان في هذا السند بصري غير
شامي. وقد تقدم.
وعطاء هذا - وهو أبو محمد البصري، العطار - متروك الحديث.
قال ابن معين: كذاب. وقال أيضا: ليس بثقة. وكذبه أيضا الفلاس، وقال
النسائي وغيره: متروك الحديث (2).

(1) السنن الواردة في الفتن (5 / 1038) حديث (553).
(2) تاريخ ابن معين (2 / 404)، الشجرة في أحوال الرجال (ص 165)، الترجمة
(152)، ميزان الاعتدال (3 / 75)، التقريب (2 / 22)، التهذيب (7 / 208).
276

النتيجة:
إسناده ضعيف جدا. أما المتن فقد تقدم عن أبي سعيد الخدري
بطرق أخرى مع بعض الاختلاف في ألفاظه.
277

212 - (258) عن أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت:
مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحجر فقال: يا أم الفضل إنك
حامل بغلام.
قالت: يا رسول الله وكيف وقد تحالف الفريقان أن لا
يأتوا النساء.
قال: هو ما أقول لك. فإذا وضعتيه فأتيني به.
قالت: فلما وضعته أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه
اليمنى وأقام في أذنه اليسرى. وقال: اذهبي بأبي الخلفاء.
قالت: فأتيت العباس فأعلمته فكان رجلا جميلا لباسا فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل بين عينيه
ثم اقعده عن يمينه.
ثم قال: هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه.
قال: يا رسول الله بعض هذا القول.
فقال: يا عباس لم لا أقول هذا القول وأنت عمي وصنو
أبي وخير من أخلف بعدي من أهلي.
فقلت: يا رسول الله، ما شئ أخبرتني به أم الفضل عن
مولودنا هذا.
قال: نعم يا عباس. إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة
فهي لك ولولدك منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم
المهدي.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد فقال: حدثني الحسن بن أبي
278

طالب، قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: نبأنا عبد الله بن
سليمان بن الأشعث ومحمد بن علي بن سهل الزعفراني ومحمد بن
الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز.
(2) وأخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: نبأنا محمد بن المظفر الحافظ
قال: نبأنا أبو سهل محمد بن علي الزعفراني، قالوا: نبأنا أحمد بن
راشد الهلالي قال: نبأنا سعيد بن خثيم، عن حنظلة، عن
طاووس، عن ابن عباس قال: حدثتني أم الفضل.. الخ (1).
(3) وأخرجه أبو نعيم أيضا في دلائل النبوة: حدثنا الحسن بن إسحاق بن
إبراهيم بن زيد، ثنا المنتصر بن نصر، ثنا أحمد بن رشيد بن خثيم،
ثنا عمي سعيد بن خثيم، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال: حدثني أم الفضل. قالت:
مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنك حامل بغلام فإذا ولدت فأتيني به قالت
فلما ولدته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه
اليسرى وألبأه من ريقه وسماه عبد الله. قال: اذهبي بأبي الخلفاء.
فأخبرت العباس وكان رجلا لباسا فلبس ثيابه ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فلما بصر به قام فقبل بين عينيه. قال: قلت يا رسول الله ما شئ
أخبرتني به أم الفضل. قال: هو ما أخبرتك. منهم من يصلي
بعيسى ابن مريم عليه السلام (2).
رجال الحديث:
مدار الأسانيد الثلاثة على: أحمد بن راشد.. الخ وهو:
أحمد بن راشد: الهلالي (وعند أبي نعيم أحمد بن رشيد). قال

(1) تاريخ بغداد (1: 63).
(2) دلائل النبوة لأبي نعيم (ص 482، 483).
279

الذهبي: عن سعيد بن خثيم بخبر باطل في ذكر العباس. ثم ساق الرواية.
وقال: رواه أبو بكر بن أبي داود وجماعة عن أحمد بن راشد فهو الذي
اختلقه بجهل. ذكره ابن حبان في الثقات (1).
سعيد بن خثيم: بن رشد الهلالي، أبو معمر الكوفي: صدوق له
أغاليط. رمي بالتشيع. من التاسعة. مات 180 ه‍ (ت س) (2).
النتيجة:
الحديث موضوع. وصفه الذهبي بالباطل واتهم به أحمد بن راشد
وأنه هو الذي اختلقه.
ومن هنا يتبين أن ما قاله الخطيب بعد إخراج الحديث: " لفظه
حسن " ليس بصواب إلا إذا أراد به الغرابة.
والله أعلم.

(1) ميزان الاعتدال (1: 97)، لسان الميزان (1: 171).
(2) تقريب التهذيب (1: 294).
280

213 - (259) عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتى يبعث الله راية من المشرق
سوداء. من نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله،
حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيوليه أمرهم فيؤيده الله
وينصره.
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا عبد الله بن مروان، عن
العلاء بن عتبة، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر: الحديث (1).
رجال الحديث:
عبد الله بن مروان: إن كان الجرجاني الدمشقي فهو ضعيف. وإن
كان البصري فهو ثقة. تقدم في 99.
العلاء بن عتبة: لعله هو اليحصبي، أبو محمد الحمصي. صدوق
من السادسة (د) (2).
الحسن، الظاهر أنه البصري. وقد أرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث مداره على نعيم وهو سيئ الحفظ كما سبق أكثر من مرة
ومع ذلك فهو مرسل.
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) الفتن (85 ألف).
(2) تقريب التهذيب (2: 93).
281

214 - (260) عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبا إذ التفت فنظر إلى العباس
فقال: يا عباس.. قال: لبيك يا رسول الله، فقال:
يا عم النبي إن الله ابتدأ بي الاسلام وسيختمه بغلام من
ولدك وهو الذي يتقدم بعيسى ابن مريم ".
تخريج الحديث:
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن
عبد الواحد بن محمد بن جعفر، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا
محمد بن مخلد بن حفص، حدثنا محمد بن نوح بن سعيد بن دينار
المؤذن، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد بن علي، عن أبيه، عن جده،
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبا. الحديث (1).
رجال الحديث:
(1) محمد بن نوح بن سعيد بن دينار المؤذن.

(1) تاريخ بغداد (3: 323، 324) وعن طريقة ابن الجوزي في العلل المتناهية في
الأحاديث الواهية (146 ألف، ب).
وقد عزاه في كنز العمال (7: 188) إلى أبي نعيم في الحلية عن أبي هريرة
رضي الله عنه وقد مررت على روايات حلية الأولياء في مجلداتها العشرة بحثا عن
أحاديث المهدي ولكنني لم أعثر على هذه الرواية كما لم يجدها غيري كالألباني
(الأحاديث الضعيفة 1: 110 حديث رقم 82)، وأبي غدة (التصريح ص 214)،
ولما تصفحت تاريخ بغداد للغرض المذكور نفسه عثرت على هذا اللفظ عن ابن
عباس لا عن أبي هريرة. فالظاهر أن الذي وقع في الكنز سهو نعم روى معناه في
الحلية عن أبي هريرة بلفظ: " ألا أبشرك يا أبا الفضل أن الله عز وجل افتتح بي هذا
الامر وبذريتك يختمه " وقد تقدم برقم 248 وهو موضوع كما ذكرته في محله.
والله أعلم.
282

حدث عن أبيه روى عن محمد بن مخلد. هكذا قال الخطيب وفي
ترجمته أورد هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. قال
الذهبي: شيخ لمحمد بن مخلد العطار بخبر كذب في ذكر
المهدي. ثم سال هذه الرواية. وقال: ضعفه الدارقطني (1).
(2) نوح بن سعيد: مجهول. قاله الذهبي في ترجمة ابن محمد بن
نوح (2).
(3) عبد الصمد بن علي: بن عبد الله بن العباس الهاشمي الأمير. ذكر
الذهبي حديث " أكرموا الشهود " وقال هذا منكر وما عبد الصمد
بحجة. ذكره العقيلي في الضعفاء. وقال حديثه غير محفوظ ولا
يعرف إلا به (3).
وبقية رجاله ثقات.
والحديث أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال: " لا بأس
بإسناده (4) ". وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو منكر من القول
ومن محمد بن نوح وأبوه (5).
ووصفه الذهبي أيضا بخبر كذب، كما سبق في ترجمة محمد بن
نوح.
النتيجة:
الحديث موضوع. آفته محمد بن نوح المؤذن.

(1) تاريخ بغداد (3: 323) المغني في الضعفاء (2: 640)، ميزان الاعتدال (4:
57)، لسان الميزان (5: 408).
(2) ميزان الاعتدال (4: 57)، لسان الميزان (4: 21)، المغني (2: 395).
(3) المغني في الضعفاء (2: 395)، ميزان الاعتدال (2: 620) لسان الميزان (4:
21).
(4) العلل المتناهية (148 ألف).
(5) تلخيص العلل المتناهية (75 ألف).
283

215 - (261) عن ابن عباس قال: قال العباس:
يا رسول الله: ما لنا في هذا الامر؟
قال: لي النبوة ولكن الخلافة. بكم يفتح هذا الامر
وبكم يختم. (من أحبك نالته شفاعتي ومن أبغضك فلا
نالته شفاعتي).
تخريج الحديث:
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال:
أنبأناه محمد بن أحمد بن رزق البزار، ومحمد بن الحسين بن الفضل
القطان قالا: حدثنا محمد بن عمر القاضي الحافظ، حدثنا محمد بن
الحسن بن سعدان المروزي، حدثنا محمد بن عبد الكريم بن عبيد الله
السرخسي، حدثني المهتدي بالله أمير المؤمنين، حدثني علي بن هاشم بن
طبراخ، عن محمد بن الحسن الفقيه، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي،
عن أبيه، عن ابن عباس، قال العباس: يا رسول الله مالنا في هذا الامر؟
قال: لي النبوة ولكم الخلافة بكم يفتح هذا الامر وبكم يختم.
هذا آخر حديث ابن الفضل وزاد ابن رزق قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " من
أحبك نالته شفاعتي ومن أبغضك فلا نالته شفاعتي " (1).
رجال الحديث:
(1) محمد بن عمر القاضي الحافظ الجعابي: قال الذهبي مشهور محقق
لكنه رقيق الدين تألف. تقدم.
(2) محمد بن الحسن بن سعدان المروزي: لم أجد له ترجمة.

(1) تاريخ بغداد (3: 348).
284

(3) محمد بن عبد الكريم بن عبيد الله السرخسي. لم أجد له ترجمة.
(4) محمد بن الحسن الفقيه: قال الذهبي: لينه النسائي وغيره من قبل
حفظه. يروي عن مالك بن أنس وغيره، وكان من بحور العلم
والفقه قويا في ملك (1).
(5) ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري
الكوفي، القاضي أبو عبد الرحمن. صدوق سيئ الحفظ جدا. من
السابعة مات 148 ه‍.
ومع ثناء كثير على علمه وفقهه وعدله كاد العلماء أن يتفقوا على
سوء حفظه حتى قال شعبة: ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي
ليلى (2).
(6) داود بن علي: بن عبد الله بن عباس الهاشمي، أبو سليمان أمير
مكة وغيرها.
مقبول. من السادسة مات 133 ه‍ (بخ ت).
قال ابن معين أرجو أنه ليس يكذب. وذكره ابن حبان في الثقات
وقال يخطئ. وقال ابن عدي: لا بأس بروايته عن أبيه عن
جده (3).
وبقية رجاله ثقات ما عدا المهتدي بالله الخليفة العباسي وقد لقبه
السيوطي بالخليفة الصالح (4). ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا.

(1) ميزان الاعتدال (3: 513)، لسان الميزان (5: 121).
(2) تقريب التهذيب (2: 184)، تهذيب التهذيب (9: 301).
(3) تقريب التهذيب (1: 233)، تهذيب التهذيب (3: 194).
(4) تاريخ الخلفاء (ص 334).
285

النتيجة:
إسناده ضعيف.
لأجل ابن أبي ليلى وغيره ممن تقدم ذكرهم.
286

216 - (262) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا سكن بنوك السواد ولبسوا السواد وكان شيعتهم أهل
خراسان لم يزل الامر فيهم حتى يدفعوه إلى عيسى ابن
مريم ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الدارقطني في الافراد كما رواه عن طريقه ابن الجوزي في
الموضوعات. قال الدارقطني: حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن
المهتدي بالله، حدثنا محمد بن هارون السعدي، حدثنا أحمد بن
إبراهيم الأنصاري، عن أبي يعقوب بن سليمان الهاشمي، قال
سمعت المنصور، حدثني أبي، عن جدي، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره (1).
(2) وأخرجه ابن النجار أيضا كما في كنز العمال (2).
رجال الحديث:
(1) محمد بن هارون السعدي. لم أجد له ترجمة.
(2) أحمد بن إبراهيم الأنصاري: لم أجد له ترجمة، ولكن قال ابن
الجوزي بعد ذكر هذه الرواية: " أحمد بن إبراهيم الأنصاري: ليس
بشئ " وتبعه السيوطي وابن عراق (3).
(3) أبو يعقوب بن سليمان الهاشمي. قال ابن الجوزي: مجهول (4).

(1) الموضوعات (2: 35)، اللآلي المصنوعة (1: 434).
(2) كنز العمال (7: 268).
(3) الموضوعات (2: 36)، واللآلئ المصنوعة (1: 434)، تنزيه الشريعة (2: 18).
(4) المصادر السابقة.
287

وبقية رجاله ثقات إلا المنصور الخليفة العباسي فلم أجد فيه جرحا
ولا تعديلا في الرواية.
والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه السيوطي في
اللآلي وابن عراق في تنزيه الشريعة (1) بالإضافة إلى أن الواقع يكذبه فقد
زال الامر عن بني العباس ولم يأت عيسى بعد.
النتيجة:
الحديث موضوع.

(1) المصادر السابقة.
288

217 - (263) عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد
الامراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل
من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ثم
يؤمر القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه.
تخريج الحديث:
(ألف)
(1) أخرجه الطبراني في الكبير قال: حدثنا أبو عامر النحوي، ثنا
سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا حسين بن علي الكندي مولى
جرير، عن الأوزاعي، عن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن
جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
(2) وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة عن طريق الطبراني نفسه (2).
وكذلك أخرجه ابن منده، وابن عساكر (3).
(ب)
وأخرج بعض أجزائه نعيم بن حماد في الفتن في مواضع عدة:
(3) فقال: حدثنا الوليد، عن ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس بن
جابر الصدفي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بعد الجبابرة رجل

(1) المعجم الكبير (22: 374: 937) وذكره الحافظ في فتح الباري (13: 214).
(2) معرفة الصحابة (2: 257: ب).
(3) الحاوي (2: 134).
289

من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا ثم القحطاني بعده والذي بعثني
بالحق ما هو دونه (1).
(4) وقال في موضع آخر: حدثنا (2) ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن
قيس بن جابر الصدفي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون من أهل
بيتي رجل يملأ الأرض عدلا كما مليت جورا ثم من بعده
القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه (3).
(5) وقال في موضع آخر: حدثنا الوليد، عن ابن لهيعة، عن عبد
الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
القحطاني بعد المهدي وما هو دونه (4).
(6) وقال في موضع آخر: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن عبد
الرحمن بن قيس الصدفي، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه (5).
(7) حدثنا رشدين والوليد، عن ابن لهيعة قال: حدثنا عبد الرحمن بن
قيس الصدفي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يكون بعد المهدي القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه (6).
(8) حدثنا الوليد، عن ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر
الصدفي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما القحطاني بدون المهدي (7).

(1) الفتن (28 ألف).
(2) كذا في الفتن والظاهر أن فيه سقطا فإن نعيما يروي عن ابن لهيعة بواسطة.
(3) الفتن (105 ب).
(4) الفتن (111 ألف).
(5) الفتن (109 ب).
(6) الفتن (112 ألف).
(7) الفتن (105 ألف).
290

وبالنظر في هذه الأسانيد يتبين:
(1) أخرجه نعيم في ستة مواضع، ففي الأول والثاني والثالث والسادس
يرويه عبد الرحمن بن قيس بن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) وفي الرابع والخامس: يرويه عبد الرحمن بن قيس عن أبيه عن
جده.
رجال الحديث:
(ألف)
في إسناد الطبراني: حسين بن علي الكندي: قال ابن حجر في
الإصابة: لا أعرفه (1).
(ب)
وفي إسناد نعيم:
(1) الوليد بن مسلم: ثقة ولكنه يدلس تدليس التسوية وقد عنعن.
(2) ورشدين بعد سعد: ضعيف.
وهكذا يقوى كل واحد منهما الاخر في الرواية عن ابن لهيعة.
(3) ابن لهيعة: صدوق كثير الخلط. كما تقدم أكثر من مرة.
(4) عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي: عن أبيه عن جده عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه ابن لهيعة: هكذا ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا

(1) الإصابة (4: 31).
291

ولا تعديلا (1).
ويلتقي الاسنادان في:
(5) قيس: بن جابر الصدفي: لم أجد له ترجمة.
(6) جابر الصدفي: هو جابر بن ماجد الصدفي. قال الذهبي في تجريد
أسماء الصحابة: له وفادة وشهد فتح مصر. قاله ابن يونس روى
عنه ابنه قيس: لم يعرف إلا بهذا الحديث ولذلك ذكر هذا الحديث
في ترجمته (2).
وذكره الحافظ في الإصابة وذكر رواية ابن لهيعة ورواية الأوزاعي ثم
قال: " فعلى هذا فالرواية لماجد والد جابر الخ " وقال في الكنى في ترجمة
أبي جابر الصدفي: " لا أعرف حال جابر والد قيس ".
فمدار هذا الاسناد عند نعيم على ابن لهيعة وهو لا يحتج به إذا
انفرد وعبد الرحمن بن قيس لم يرو عنه إلا ابن لهيعة وقيس بن جابر لم
أجد له ترجمة وكأنه لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن.
ثم إن ابن لهيعة تارة عن عبد الرحمن بن قيس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتارة يرويه عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر عن أبيه عن
جده، ولعله اضطراب من ابن لهيعة.
وقد خالفه الأوزاعي. قال ابن حجر في الإصابة: " خالفه فيه (أي
ابن لهيعة في الرواية) الأوزاعي فرواه عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) فعلى هذا فالرواية لماجد والد جابر ويكون الضمير

(1) الجرح والتعديل (2: 2: 277.
(2) الاستيعاب (على هامش الإصابة) (1: 222)، الإصابة (1: 216)، أسد الغابة (1:
260) ط / جمعية المعارف، تجريد أسماء الصحابة (1: 72)، (1: 73). الإصابة
(1: 216، 4: 31).
292

في رواية ابن لهيعة في قوله عن جده يعود على قيس " (1).
ولكنني لم أجد ماجد الصدفي في كتب أسماء الصحابة وإنما ذكروا
في الكنى " أبو جابر الصدفي " وفي ترجمته ذكروا هذا الحديث (2).
وذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه إلى الطبراني من حديث
جاحل الصدفي (3).
وقال الذهبي في ترجمة أبي جابر الصدفي: " له حديث منكر " (4).
وقال الهيثمي: " فيه جماعة لم أعرفهم " (5).
قال الألباني: موضوع (6).
النتيجة:
إسناده ضعيف. ومتنه منكر مخالف للأحاديث التي دلت على أن
عيسى بن مريم عليه السلام يتولى إمامة المسلمين بعد المهدي. وهذا دليل
على وضعه. والله أعلم.

(1) الإصابة (1: 216).
(2) أسد الغابة (5: 46) تجريد أسماء الصحابة (2: 154). الإصابة (4: 31) وكذا
هو عند الطبراني وأبي نعيم في الكنى.
(3) فيض القدير (4: 128).
(4) تجريد أسماء الصحابة (2: 154).
(5) مجمع الزوائد (5: 190).
(6) ضعيف الجامع الصغير (3: 227)، حديث رقم 3305، وذكر أنه حققه في
الأحاديث الصحيحة برقم 3722.
293

218 - (264) عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ليبعثن الله من عترتي رجلا، أفرق الثنايا، أجلى الجبهة،
يملأ الأرض عدلا يفيض المال في زمنه فيضا ".
تخريج الحديث:
أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي قال: حدثنا خلف بن أحمد بن
العباس الرامهرمزي في (كذا) كتابه، حدثنا همام بن أحمد بن أيوب،
حدثنا طالوت بن عباد، حدثنا سويد بن إبراهيم، عن محمود بن عمر،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
رجال الحديث:
(1) خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي. لم أجد له ترجمة.
(2) همام بن أحمد بن أيوب. لم أجد له ترجمة.
(3) طالوت بن عباد: الصيرفي. م 238 ه‍. قال الذهبي: قال ابن
الجوزي من غير تثبت: ضعفه علماء النقل. ثم علق عليه الذهبي
بقوله: إلى الساعة أفتش فما وقفت بأحد ضعفه. وقال في الميزان:
ليس به بأس.
والذي يترجح لي أن قول الذهبي هو الصواب. فقد قال فيه أبو
حاتم: صدوق. وقال صالح جزرة: شيخ صدوق. وذكره ابن حبان
في الثقات (2).

(1) ذكره ابن القيم في المنار المنيف (ص 147).
(2) الجرح والتعديل (2: 1: 495)، المغني (1: 315)، ميزان الاعتدال (2: 334)،
لسان الميزان (3: 206).
294

(4) سويد بن إبراهيم الجحدري، أبو حاتم الحناط البصري. يقال له
صاحب الطعام صدوق سيئ الحفظ، له أغلاط. وقد أفحش فيه
ابن حبان القول. من السابعة 167 م (بخ).
ضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي والدارقطني والساجي وأبو
سلمة وآخرون.
وقال ابن معين في رواية: صالح. وفي أخرى: أرجو أنه لا يكون
به بأس. قال البزار: ليس به بأس. وقال ابن حبان: يروي
الموضوعات عن الثقات. وقال ابن عدي: هو إلى الضعف
أقرب (1).
(5) محمود بن عمر: لم أجد له ترجمة، ويترجح لي أنه مصحف من
" محمد بن عمرو " وهو المعروف بالرواية عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن بن عوف. فإن كان كذلك فهو: محمد بن عمرو بن
علقمة بن وقاص الليثي، المدني. صدوق له أوهام. من السادسة.
مات 45 على الصحيح (ع).
روى له البخاري مقرونا ومسلم في المتابعات. وثقه النسائي وابن
معين وآخرون. وقال ابن معين في رواية: ما زال الناس يتقون
حديثه قيل له: وما علة ذلك فقال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة
بالشئ من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي
هريرة.
وكذلك لينه أبو حاتم والجوزجاني ويعقوب بن شيبة وآخرون (2).
وبقية رجاله ثقات.

(1) كتاب المجروحين (1: 346)، المغني في الضعفاء (1: 290)، ميزان الاعتدال
(2: 247)، تقريب التهذيب (1: 340)، تهذيب التهذيب (4: 270).
(2) تقريب التهذيب (2: 196)، تهذيب التهذيب (9: 375).
295

النتيجة:
إسناده ضعيف.
سويد بن إبراهيم سيئ الحفظ ومحمد بن عمرو أيضا له أوهام، قال
ابن القيم بعد ذكر هذه الرواية: " ولكن طالوت وشيخه ضعيفان والحديث
ذكرناه للشواهد " (1).

(1) المنار المنيف (ص 147).
296

219 - (265) عن معاوية بن قره عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لتملأن الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما
بعث الله رجلا اسمه اسمي يملاها قسطا وعدلا كما
ملئت جورا وظلما ".
(زاد الحارث بن أبي أسامة وغيره) فلا تمنع السماء شيئا
من قطرها والأرض شيئا من نباتها فيلبث فيهم سبعة أو
ثمانية فإن كثر فتسعة يعني سنين.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال:
حدثنا موسى بن زكريا، ثنا محمد بن يحيى الأودي، ثنا داود بن
المحبر، ثنا المحبر بن قحذم، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتملأن الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا
وظلما بعث الله رجلا اسمه اسمي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت
جورا وظلما (1).
وأخرجه في الكبير أيضا قال: حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل
السراج، ثنا أحمد بن محمد نيزك، وحدثنا أحمد بن محمد بن
صدقة ثنا محمد بن يحيى الأزدي، قالا: ثنا داود بن المحبر به (2).
(2) وأخرجه أيضا أبو نعيم في أخبار أصبهان قال:
حدثنا محمد بن الفضل بن قديد، ثنا الحسن بن يوسف بن سعيد
المصري، ثنا محمد بن يحيى بن مطر المخرمي، ثنا داود بن

(1) مجمع البحرين (ص 425)، مجمع الزوائد (7: 314).
(2) المعجم الكبير (19: 32: 68).
297

المحبر، ثنا أبي المحبر بن قحذم، عن أبيه قحذم بن سليمان، عن
معاوية بن قرة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتملأن الأرض
جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا مني اسمه
اسمي فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (1).
(3) وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده قال:
حدثنا داود بن المحبر بن قحذم، حدثني أبي، عن أبيه قحذم بن
سليمان، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتملأ الأرض ظلما وجورا فإذا ملئت ظلما وجورا
بعث الله تعالى رجلا مني اسمه اسمي أو اسم نبي يملاها قسطا
وعدلا فلا يمنع السماء شيئا من قطرها ولا الأرض شيئا من نباتها
فيلبث فيهم سبعة أو ثمانية فإن كثر فتسعة يعني سنين (2).
(4) وأخرجه البزار في مسنده. ففي المطالب العالية: وقال البزار: حدثنا
إسماعيل بن أبي الحارث وأحمد بن عيسى السوسي قالا: حدثنا
داود بن المحبر فذكره (3).
(5) وأخرجه العقيلي أيضا عن محمد بن يحيى الواسطي، عن داود بن
المحبر، عن أبيه، عن جده، عن معاوية بن قرة، عن أبيه به (4).

(1) أخبار أصبهان (2: 165).
(2) المطالب العالية (المسندة) (4: 460 - 461)، المطبوعة (4: 342 - 343)،
إتحاف الخيرة بزوائد المسانيد العشرة (212 ب).
(3) المطالب العالية المسندة (4: 461)، إتحاف الخيرة (212 ب)، مجمع الزوائد (7:
314) وقال: قال البزار ورواه معمر عن أبي هارون عن معاوية بن قرة عن أبي
الصديق عن أبي سعيد رضي الله عنه. وقد سبقت دراسته برقم 249.
(4) الضعفاء (4: 259) ترجمة محبر بن قحذم. وذكره عنه ابن حجر في اللسان (5:
17) فتحرفت فيه " أبيه " إلى " أنس ".
298

رجال الحديث:
مدار هذه الأسانيد كلها على داود بن المحبر بن قحذم عن
أبيه.. الخ. وهو:
(1) داود بن المحبر - بمهملة وموحدة ومشددة مفتوحة - بن قحذم -
بفتح القاف وسكون المهملة وفتح المعجمة - الثقفي البكراوي، أبو
سليمان البصري. نزيل بغداد، متروك وأكثر كتاب العقل الذي صنفه
موضوعات. من التاسعة. مات 206 ه‍. (قد ق).
قال أحمد: شبه لا شئ كان لا يدري ما الحديث. ونقل كلامه
البخاري أيضا في الضعفاء والتاريخ الصغير. وزاد في الكبير: منكر
الحديث. قال ابن المديني: ذهب حديثه. قال أبو حاتم: غير ثقة
ذاهب الحديث منكر الحديث. وقال صالح بن محمد: ضعيف
صاحب مناكير. وقال أيضا يكذب ويضعف في الحديث، وقال أبو
زرعة: ضعيف الحديث. قال الدارقطني: متروك الحديث.
قال النسائي والأزدي: متروك. قال ابن حبان: كان يضع الحديث
على الثقات ويروي عن المجاهيل المقلوبات. قال أبو داود ثقة شبه
الضعيف.
روى له ابن ماجة حديثا واحدا في السنن. ذكره الذهبي في ترجمة
داود من الميزان ثم قال: فلقد شان ابن ماجة سننه بإدخاله هذا
الحديث الموضوع فيها ونقله ابن حجر في التهذيب ساكتا عليه.
وقد حاول ابن معين الدفاع عنه فقال: ما زال معروفا بالحديث
يكتب الحديث وترك الحديث ثم ذهب يصحب قوما من المعتزلة
فأفسدوه وهو ثقة. وقال في موضع آخر: ليس بكذاب وقد كتب
عن أبيه المحبر وكان داود ثقة ولكنه جفا الحديث وكان يتنسك
وقال في رواية: المحبر وولده ضعاف. وتعقبه الخطيب البغدادي
فقال: حال داود ظاهرة في كونه غير ثقة ولو لم يكن له غير
299

وضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته. قال
الذهبي في الكاشف: واه، وفي المغني: واه أجمعوا على تركه (1).
(2) المحبر بن قحذم. قال الذهبي في الميزان: ضعيف. وذكره العقيلي
وقال: روى عن أبيه وفي حديثهما وهم وغلط ثم ساق هذه
الرواية (2).
(3) قحذم بن سليمان: ذكره العقيلي في الضعفاء مع ابنه وقال في
حديثهما وهم وغلط وترجم له أبو نعيم في أخبار أصبهان ولم يذكر
فيه جرحا ولا تعديلا وساق هذه الرواية (3).
فهذا الاسناد ضعيف جدا لأجل داود بن المحبر. وقال الطبراني بعد
ذكر الحديث: لم يروه عن معاوية إلا المحبر بن قحذم تفرد به
داود (4).
وقال البزار داود وأبوه ضعيفان. قال الحافظ: بل داود كذاب (5).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار والطبراني في الكبير
والأوسط عن طريق داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه وكلاهما ضعيف (6).
وقال البوصيري مدار إسناديهما (الحارث والبزار) على داود المحبر وهو

(1) التاريخ الصغير (ص 216، 220)، التاريخ الكبير (1: 2: 244) الضعفاء للبخاري
(ص 259)، الجرح والتعديل (1: 2: 424)، تاريخ بغداد (8: 359)،
الكاشف (1: 291)، المغني (1: 220)، ميزان الاعتدال (3: 20)، تقريب
التهذيب (1: 234)، تهذيب التهذيب (3: 199).
(2) الضعفاء (4: 259)، ميزان الاعتدال (3: 441)، لسان الميزان (5: 17).
(3) أخبار أصبهان (2: 165)، لسان الميزان (4: 471).
(4) مجمع البحرين (ص 425).
(5) م: مختر زوائد مسند البزار (2 / 180).
(6) مجمع الزوائد (7: 314).
300

ضعيف (1). وذكره السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالضعف (2). وقال
صديق حسن خان: أخرجه البزار والطبراني في الكبير والأوسط من طريق
داود بن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف جدا (3).
النتيجة:
إسناده ضعيف جدا.
أما المتن فقد ورد من طريق آخر عن أبي سعيد الخدري وغيره.
كما تقدم في القسم الأول من الكتاب.

(1) إتحاف الخيرة (212 ب).
(2) فيض القدير (5: 262).
(3) الإذاعة (ص 123).
301

220 - (266) عن عمار بن ياسر قال:
بينما النبي صلى الله عليه وسلم راكب إذ حانت التفاتة فإذا هو العباس.
فقال يا عباس. قال: لبيك يا رسول الله. قال:
إن الله فتح هذا الامر بي وسيختمه بغلام من ولدك
يملؤها عدلا كما ملئت جورا وهو الذي يصلي بعيسى.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد. قال: أخبرنا أبو عمر عبد
الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد
الدوري، حدثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت، حدثنا سعيد بن
سليمان، حدثنا خلف بن خليفة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن
علقمة، عن عمار بن ياسر قال: فذكره (1).
(2) ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2).
(3) وأخرجه أيضا الدارقطني في الافراد وابن عساكر كما في الكنز (3).
رجال الحديث:
(1) أحمد بن الحجاج بن الصلت: أبو العباس الأسدي. ترجم له
الخطيب في التاريخ وأورد هذا الحديث في ترجمته ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا. وأشار الذهبي في الميزان إلى هذا الحديث ثم
قال: رواه عنه محمد بن مخلد العطار فأحمد آفته. والعجب أن
الخطيب ذكره في تاريخ بغداد ولم يضعفه وكأنه سكت عنه لانتهاك

(1) تاريخ بغداد (4: 117)، وعنه السيوطي في اللآلي المصنوعة (1: 434).
(2) العلل المتناهية (146 ألف).
(3) كنز العمال (7: 188).
302

حاله. ووافقه ابن حجر في اللسان. وذكره ابن عراق في قائمة
الوضاعين والكذابين في مقدمة تنزيه الشريعة (1).
(2) خلف بن خليفة: بن صاعد الأشجعي، مولاهم، أبو أحمد الكوفي
نزل واسط ثم بغداد، صدوق. اختلط في الاخر وادعى أنه رأى
عمرو بن حريث الصحابي فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد. من
الثامنة. مات 181 على الصحيح (بخ م 4) (2).
(3) مغيرة: بن مقسم الضبي، مولاهم - أبو هشام الكوفي، الأعمى.
ثقة متقن إلا أنه كان يدلس، ولا سيما على إبراهيم. من السادسة
مات 136 على الصحيح (ع).
وروايته هنا عن إبراهيم. قال أحمد: وعامة حديثه عن إبراهيم
مدخول إنما سمعه من حماد ومن يزيد بن الوليد والحارث العكلي
وجعل أحمد يضعفه عن إبراهيم. من الثالثة من المدلسين (3).
وبقية رجاله ثقات.
قال الدارقطني: تفرد به سعيد بن سليمان عن خلف بن خليفة عن
مغيرة (4).
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: " أما حديث عمار فلا بأس

(1) تاريخ بغداد (4: 117)، المغني (1: 37)، ميزان الاعتدال (1: 89)، لسان
الميزان (1: 149)، تنزيه الشريعة (1: 26).
(2) تقريب التهذيب (1: 225)، تهذيب التهذيب (3: 150).
(3) تقريب التهذيب (2: 270)، تهذيب التهذيب (10: 269).
المدلسون للشيخ حماد الأنصاري. الحلقة الرابعة. مجلة الجامعة الاسلامية عدد
محرم 1390 ه‍.
(4) تهذيب تاريخ ابن عساكر (7: 244).
303

بإسناده (1) " وتعقبه الذهبي فقال: " ابن الصلت هذا فيه جهالة والآفة منه
وما رأيت لاحد كلاما. ولو كان هذا عند سعيد أو عند شيخه لأخرجه
يعقوب السدوسي في مسند عمار. قال ابن الجوزي: لا بأس بإسناده.
قلت (الذهبي) بل هو باطل (2) ".
وأشار إليه ابن عراق في تنزيه الشريعة في ذكر ابن الصلت هذا
فقال: بخبر باطل هو آفته. ثم أورد هذه الرواية في المناقب. وعلق عليها
عبد الله بن الصديق الغماري بقوله: هذه الأحاديث موضوعة سندا ومتنا
والواقع أيضا يشهد ببطلانها (3).
وأورده الألباني في الأحاديث الضعيفة والموضوعة وقال:
موضوع (4).
النتيجة:
الحديث موضوع وآفته أحمد بن الحجاج. وفيه أيضا خلف بن خليفة
ولا يحتج به. ومغيرة بن مقسم مدلس وقد عنعن.

(1) العلل المتناهية (148 ألف).
(2) تلخيص العلل المتناهية (75 ألف).
(3) تنزيه الشريعة (1: 26).
(4) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1: 93) حديث رقم 81.
304

221 - (267) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر فينهب الحاج
فتكون ملحمة بمنى يكثر فيها القتلى ويسيل فيها الدماء
حتى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة وحتى يهرب
صاحبهم فيأتي بين الركن والمقام فيبايع وهو كاره يقال
له إن أبيت ضربنا عنقك. يبايعه عدة أهل بدر يرضى
عنهم ساكن السماء وساكن الأرض.
تخريج الحديث:
(1) أخرج الحاكم في المستدرك: قال أخبرني محمد بن المؤمل، ثنا
الفضل بن محمد، ثنا نعيم بن حماد، ثنا أبو يوسف المقدسي،
عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،
عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وأخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال: حدثنا أبو يوسف
المقدسي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عمرو بن شعيب،
عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في ذي القعدة تجاذب القبائل وعامئذ ينهب الحاج فتكون ملحمة
بمنى فيكثر فيها القتلى وتسفك فيها الدماء حتى تسيل دماؤهم على
عقبة الجمرة حتى يهرب صاحبهم فيؤتى بين الركن والمقام فيبايع
وهو كاره ويقال له إن أبيت ضربنا عنقك فيبايعه مثل عدة أهل بدر
يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض (2).

(1) المستدرك (4: 503، 504).
(2) الفتن (93 ب).
305

رجال الحديث:
(1) محمد بن المؤمل: ذكر نسبه الحاكم نفسه في بعض مواضع من
كتابه فقال: أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى (1).
ولم أجد له ترجمة سوى ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء
وقال: " أحد البلغاء والفصحاء " ولم يذكر فيه توثيقا من أحد (2).
(2) الفضل بن محمد: بن المسيب البيهقي الشعراني النيسابوري.
قال أبو حاتم: تكلموا فيه. ورماه الحسين بن محمد القتباني
بالكذب.
قال الحاكم: هو ثقة ولم يطعن فيه بحجة. وقال أبو عبد الله بن
الأخرم: صدوق إلا أنه كان غاليا في التشيع. مات 282 ه‍ (3).
إلا أنهما تقويا بوجود هذه الرواية في كتاب نعيم وإسناد كتابه
صالح للاعتبار كما تقدم في المقدمة.
(3) نعيم بن حماد: صدوق يخطئ كثيرا. وقد تقدمت ترجمته في
مقدمة القسم الأول من الكتاب.
(4) أبو يوسف المقدسي: لم أجد له ترجمة.
(5) عبد الملك بن أبي سليمان: ميسرة العرزمي.
صدوق له أوهام. من الخامسة مات 145 (خت م 4).
وثقه أحمد وابن المبارك ويحيى بن معين ويعقوب بن سفيان

(1) المستدرك (4: 479).
(2) سير أعلام النبلاء (16: 23).
(3) الجرح والتعديل (2: 3: 69)، تاريخ جرجان (ص 292)، الكفاية للخطيب (ص
208).
306

والنسائي وأبو زرعة وابن سعد والترمذي وآخرون.
إنما تكلم فيه: شعبة لحديث واحد منكر مع أن ابن مهدي قال:
كان شعبة يعجب من حفظه (1).
(6) عمرو بن شعيب: بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص.
صدوق. من الخامسة مات 118 ه‍. (ز 4) (2).
عن أبيه عن جده: قال ولي الدين العراقي: هو عمرو بن شعيب بن
محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص فيحتمل أن يراد بجده الأدنى
الحقيقي وهو محمد فيكون حديثه مرسلا فإن محمدا تابعي ويحتمل أن
يراد جده الاعلى المجازي وهو عبد الله فيكون متصلا. وهذا اختلف
العلماء في الاحتجاج به والأكثرون على الاحتجاج به حملا على جده
الاعلى (3).
قال ابن القيم في زاد المعاد: " قد صرح بأن الجد هو عبد الله بن
عمرو فبطل قول من يقول لعله محمد والد شعيب فيكون الحديث مرسلا
وقد صح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو فبطل قول من قال أنه
منقطع وقد احتج به البخاري خارج صحيحه ونص على صحة حديثه ".
وقد صرح البخاري بسماعه عن جده: فقد قال الترمذي: قال
محمد: وقد سمع شعيب بن محمد من جده عبد الله بن عمرو.
وقال أيضا: رأيت أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن
راهويه وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده. ما تركه أحد من المسلمين. قال البخاري: من الناس بعدهم.

(1) الكاشف (2: 209)، تقريب التهذيب (1: 519)، تهذيب التهذيب (6: 369).
(2) تقريب بالتهذيب (2: 72)، تهذيب التهذيب (8: 48).
(3) المستفاد من مبهمات المتن والاسناد (ص 117).
307

وقد صرح بالاحتجاج به الحاكم وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما.
قال إسحاق بن راهويه: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده ثقة فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر (1).
النتيجة:
إسناده ضعيف. نعيم كثير الخطأ وشيخه الله أعلم بحاله.

(1) تقريب التهذيب (2: 72)، تهذيب التهذيب (8: 48)، زاد المعاد (4: 122)،
سلسلة الأحاديث الصحيحة (4: 99) حديث رقم 368، الاكمال (مشكاة) (3:
721)، سنن الترمذي (2: 140)، شرح أحمد شاكر على الترمذي (1: 141 -
144). المستفاد من المبهمات (ص 117)، ميزان الاعتدال (3: 263). نصب
الراية (1: 59) المستدرك (2: 65)، تدريب الراوي (2: 258) السنن الكبرى
للبيهقي (7: 397).
308

222 - (268) عن حذيفة رضي الله عنه قال:
خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ما هو كائن. ثم قال:
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى
يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي.
(فقال سلمان: يا رسول الله فمن أي ولدك؟ قال من
ولدي هذا وضرب بيده على الحسين).
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني قال: حدثنا محمد بن زكريا الهلالي، حدثنا
العباس بن بكار، حدثنا عبد الله بن زياد، عن الأعمش، عن زر بن
حبيش، عن حذيفة قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم الحديث. ما عدا
الزيادة (1).
(2) وأما الزيادة فقد ذكرها الذهبي في الميزان فقال في ترجمة
العباس بن بكار: " ومن مصائبه: حدثنا عبد الله بن زياد الكلبي،
عن الأعمش، عن زر، عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا في
المهدي، فقال سلمان يا رسول الله فمن أي ولدك؟ من ولدي
هذا وضرب بيده على الحسين " (2).
رجال الحديث:
(1) محمد بن زكريا الهلالي: الظاهر أنه محمد بن زكريا الغلابي
البصري. فإنه من هو من شيوخ الطبراني ويروي عن العباس بن بكار
وعلي فهذا ف‍ " الهلالي " محرف من " الغلابي " والله أعلم. والغلابي

(1) ذكره ابن القيم في المنار المنيف (ص 148).
(2) ميزان الاعتدال (2: 382)، لسان الميزان (3: 238).
309

هذا متهم. تقدمت ترجمته في 57.
(2) العباس بن بكار: الضبي، البصري. كذاب. قال الدارقطني كذاب
وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم والمناكير، وساق الذهبي
من " أباطيله " عدة روايات منها هذه الرواية. فقال ومن مصائبه: ثم
ساق الحديث. قال أبو نعيم: يروي المناكير لا شئ. قال ابن
حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا كتابة حديثه إلا على سبيل
الاعتبار للخواص (1).
(3) عبد الله بن زياد الكلبي: إن كان هو عبد الله بن زياد أبو العلاء
صاحب حديث: الربا سبعون بابا فهو منكر الحديث. قاله
البخاري. وإن كان غيره فلا أدري (2).
وبقية رجاله ثقات، والأعمش مدلس وقد عنعن.
النتيجة:
الحديث بهذا السياق موضوع. وآفته العباس بن بكار أو الراوي عنه.
أما الفقرة الأولى من المتن بدون زيادة: فقال سلمان... الخ فقد
وردت عن طرق أخرى صحيحة عن غير حذيفة.
قال ابن القيم إسناده ضعيف (3). وعنه الذهبي هذا الحديث من
مصائب العباس بن بكار كما تقدم في ترجمته. والله أعلم.

(1) كتاب المجروحين (2: 179)، ديوان الضعفاء (ص 161)، المغني في الضعفاء
(1: 328)، ميزان الاعتدال (2: 382)، لسان الميزان (3: 237).
(2) لسان الميزان (3: 287).
(3) المنار المنيف (ص 148).
310

223 - (269) عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلا اسمه
اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله.
أخرجه أبو نعيم في اخبار المهدي كما قال السيوطي في الحاوي (1)،
وابن القيم في المنار المنيف (2).
ولم أطلع على إسناده ولكن قال ابن القيم بعد ذكر هذه الرواية:
" ولكن في إسناده العباس بن بكار ولا يحتج بحديثه. وقد تقدم هذا
المتن من حديث ابن مسعود وأبي هريرة وهما صحيحان " (3).
والعباس بن بكار: قد تقدمت ترجمته في الحديث السابق.
وهو كذاب كما قال الذهبي وقد سبق عن طريقه متن بغير هذا اللفظ
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا كتابة حديثه إلا على
سبيل الاعتبار للخواص (4).
النتيجة:
الحديث بهذا السياق موضوع.
والفقرة الأولى منه - دون قوله خلقه خلقي يكنى أبا عبد الله - ثابتة
عن ابن مسعود. كما سبق.

(1) الحاوي (2: 132).
(2) المنار المنيف (ص 146).
(3) المصدر السابق (ص 146).
(4) كتاب المجروحين (2: 179)، لسان الميزان (3: 238).
311

224 - (270) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتاني جبريل ذات يوم وعليه قباء أسود وعمامة سوداء
وخف أسود ومنطقة وسيف محلى. فقلت يا جبريل: ما
هذا الزي الذي لم أرك في مثله؟
فقال: يا محمد هذا زي بني عمك من بعدك وعليهم
تقوم الساعة.
تخريج الحديث:
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: حدثنا محمد بن علي بن
محمد بن عبد الله بن الربيع من أصل كتابه، أخبرنا أبو بكر محمد بن
عبيد الله بن محمد بن قزعة البخاري المقري (1)، حدثنا أبو بكر أحمد بن
عبد الله بن الحسين بن علي الضرير، حدثنا الدقيقي محمد بن عبد الملك
حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره (2).
رجال الحديث:
ذكر الخطيب هذه الرواية في ترجمة أبي بكر أحمد بن عبد الله بن
الحسين بن علي الضرير وقال: هذا حديث باطل ورجال الاسناد كلهم
ثقات غير الضرير والحمل عليه فيه (3).
والحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات. وذكر كلام الخطيب

(1) في هذا الاسناد: " قزعة " و " البخاري " ولكن في ترجمته من تاريخ بغداد: " قرعة "
بالراء و " النجار " (تاريخ بغداد 2: 336).
(2) تاريخ بغداد (4: 232).
(3) المصدر السابق (4: 232).
312

المذكور وأقره (1) وذكره السيوطي أيضا في الآلي المصنوعة (2).
النتيجة:
الحديث موضوع. والحمل على الضرير.

(1) الموضوعات (2: 136).
(2) اللآلي المصنوعة (1: 433).
313

225 - (271) عن تميم الداري قال:
قلت يا رسول الله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها
أنطاكية. وما رأيت أكثر مطرا منها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
نعم وذلك أن فيها التوراة وعصا موسى ورضراض
الألواح ومائدة سليمان بن داود في غار من غير أنها، ما
من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه، إلا فرغت
ما فيها من البركة في ذلك الوادي.
ولا تذهب الأيام ولا الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي
اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يشبه خلقه خلقي وخلقه
خلقي. يملا الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد قال: أخبرنا الحسين بن
علي بن الحسين بن بطحا المحتسب، أخبرنا أبو سليمان محمد بن
الحسين بن علي الحراني، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا
أحمد بن مسلم الحلبي، قال: حدثنا عبد الله بن السري المدائني،
عن أبي عمر البزاز، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن تميم
الداري قال: فذكره (1).
(2) وذكره الذهبي في التذكرة بسنده عن ابن بطحا به بمثل لفظ
الخطيب (2).
(3) وأخرجه ابن حبان في كتاب المجروحين قال: حدثنا ابن قتيبة، ثنا
أحمد بن سليم السقا الحلبي، ثنا عبد الله بن السري المدائني، عن

(1) تاريخ بغداد (9: 471).
(2) تذكرة الحفاظ (2: 765).
314

أبي عمران الجوني، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن تميم
الداري قال: قلت يا رسول الله: ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة
أنطاكية. ما رأيت أكثر مطرا (1) منها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن فيها
التوراة وعصا موسى ورصراصر الأنواع (2) وسرير سليمان بن داود
في غار من غير أنها. أنها ما مرت سحابة يشرف عليها من وجه من
الوجوه إلا أودعت ما فيها من البركة في ذلك الوادي. فلا تذهب
الأيام ولا الليالي حتى يسكنها رجل من عربي (كذا.. عترتي) اسمه
اسمي، واسم أبيه اسم أبي. يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي، يملا
الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (3).
رجال الحديث:
(1) أحمد بن سليم الحلبي: ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا (4).
(2) عبد الله بن السري المدائني: الأنطاكي. زاهد صدوق.. روى
مناكير كثيرة تفرد بها. من التاسعة (ق).
قال العقيلي: لا يتابع. وقال أبو نعيم: يروي المناكير لا شئ.
قال ابن عدي: لا بأس به. وذكر الخطيب هذه الرواية في ترجمته.
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
قال ابن حبان: شيخ يروى عن أبي عمران الجوني العجائب التي لا
يشك من هذا الشأن صناعته أنها موضوعة. لا يحل ذكره في

(1) في الأصل: " مصرا " وهو خطأ.
(2) كذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد " رضراض الألواح ".
(3) كتاب المجروحين (2: 37).
(4) الجرح والتعديل (1: 1: 54).
315

الكتب إلا على سبيل الانباه عن أمره لمن لا يعرفه (1).
(3) أبو عمر البزاز: هو حفص بن سليمان الأسدي. الكوفي، القاري
الغاضري، متروك الحديث مع إمامته في القراءة. من الثامنة مات
180 ه‍ (ت عس ق).
قال الذهبي في الميزان: كان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه
كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده، وإلا فهو في نفسه
صادق (2).
(4) ووقع في إسناد ابن حبان " أبو عمران الجوني " بدل " أبي عمر
البزاز " وأبو عمران هو: عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري. ثقة
من كبار الرابعة (3).
ولكن قال الذهبي في ترجمة عبد الله بن السري المدائني في
الميزان: روى عن أبي عمران الجوني. قلت (الذهبي): هذا
الجوني ما اعتقد أنه عبد الملك بن حبيب التابعي المشهور، بل
واحد مجهول. لان التابعي لم يدركه ابن السري ولان المجهول قد
روى كما ترى عن مجالد. وهو أصغر من عبد الملك. ثم ذكر
هذه الرواية عن طريق ابن حبان. وأشار إلى إسناد الخطيب أيضا
ثم قال: قال شيخنا: أبو الحجاج صوابه: أبو عمر البزاز وهو
حفص بن سليمان القاري (4).

(1) تاريخ بغداد (9: 471)، ميزان الاعتدال (2: 427)، تقريب التهذيب (1: 418)،
تهذيب التهذيب (5: 233).
(2) ميزان الاعتدال (1: 558)، تقريب التهذيب (1: 186)، تهذيب التهذيب (2:
400).
(3) تقريب التهذيب (1: 518).
(4) ميزان الاعتدال (2: 427).
316

مجالد بن سعيد: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. تقدمت
ترجمته في 251.
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
ففي هذا الاسناد ابن السري وهو ضعيف وأبو عمر البزاز متروك
ومجالد ليس بالقوي.
والحديث قد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال: لا يصح
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (1). وتبعه السيوطي في الآلي (2). وقال الذهبي:
هذا حديث منكر ضعيف الاسناد (3).
وقد ذكر ابن حجر تهذيب التهذيب كلام ابن حبان في ابن السري
المدائني وقال: " ثم ساق له حديثا في فضل أنطاكية موضوعا " (4).
النتيجة:
الحديث موضوع.

(1) الموضوعات (2: 57).
(2) اللآلي المصنوعة (1: 464).
(3) تذكرة الحفاظ (2: 765).
(4) تهذيب التهذيب (5: 234).
317

226 - (272) عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي
القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحجة تنهب الحاج،
وفي المحرم ينادي منادي من السماء ألا إن صفوة الله
من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا.
تخريج الحديث:
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن: قال حدثنا الوليد، عن عنبسة القرشي،
عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب، قال بلغني: فذكره (1).
وأخرجه نعيم أيضا في موضع آخر قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن
عنبسة القرشي عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في المحرم ينادي مناد من السماء ألا إن صفوة الله من خلقه فلانا
فاسمعوا له وأطيعوا في سنة الصوت والمعمعة (2).
وأخرجه أيضا في موضع ثالث: قال: قال الوليد، وأخبرني عنبسة
القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحجة تنهب الحاج، وفي
المحرم ينادي مناد من السماء (3).
وأخرجه أبو عمرو الداني بتفصيل أكثر، فقال: حدثنا ابن عفان،

(1) كتاب الفتن (60 ألف).
(2) المصدر السابق (93 ألف).
(3) المصدر السابق (94 ألف).
318

حدثنا أحمد بن ثابت، حدثنا سعيد بن عثمان، حدثنا نصر بن مرزوق،
حدثنا علي بن معبد، حدثنا خالد بن سلام، عن عنبسة القرشي، عن
سلمة بن أبي سلمة القرشي.
عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في رمضان
صوت وفي شوال معمعة وفي ذي القعدة تحارب القبائل وعلامته أن ينهب
الحاج وتكون ملحمة بمنى تكثر فيها القتلى وتسيل فيها الدماء حتى تسيل
دماءهم على الجمرة حتى يهرب صاحبهم فيؤتى بين الركن والمقام فيبايع
وهو كاره ويقال له: إن أبيت ضربنا عنقك، يرضى به ساكن السماء
وساكن الأرض (1).
رجال الحديث:
(1) الوليد بن مسلم: ثقة مدلس. وقد عنعن في الاسنادين إلا أنه صرح
بالسماع في الثالث فقال: أخبرني عنبسة.
(2) سلمة بن أبي سلمة: هو سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة
المخزومي. وربما نسب إلى جد أبيه وإلى جده. مستور. قال ابن
حجر: مقبول. من الثالثة (ت).
روى عنه محمد بن عمرو بن علقمة وعمرو بن دينار وآخرون.
ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين (2).
(3) شهر بن حوشب الأشعري، الشامي. مولى أسماء بنت يزيد بن
السكن. صدوق كثير الارسال والأوهام. من الثالثة. مات 112 ه‍
(بخ م 4).

(1) السنن الواردة في الفتن (5: 972) حديث 519.
(2) تقريب التهذيب (1: 317)، تهذيب التهذيب (4: 149).
319

وثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن شيبة وأحمد في رواية وقال
أحمد في رواية أخرى وأبو زرعة: لا بأس به. قال البخاري:
حسن الحديث.
وتركه شعبة ويحيى وضعفه النسائي وموسى بن هارون والساجي
وأبو أحمد الحاكم والبيهقي. وقال ابن حزم: ساقط. وقال ابن
عدي: ضعيف جدا. قال ابن عون: إن شهرا تركوه. قال أبو
حاتم: لا يحتج به. قال ابن عدي: عامة ما يرويه شهر وغيره من
الحديث فيه من الانكار ما فيه وشهر ليس بالقوي في الحديث وهو
ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به. وقال ابن حبان: يروي عن
الثقات المعضلات وعن الاثبات المقلوبات (1).
والحديث مرسل ومع ذلك فيه سلمة بن أبي سلمة وهو لم يوثق
وشهر ضعيف.
النتيجة:
إسناده ضعيف. أما المتن فأمارات الوضع بادية عليه.

(1) ميزان الاعتدال (2: 283)، تقريب التهذيب (1: 355) تهذيب التهذيب (4:
372).
320

227 - (273) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يسير ملك المشرق إلى ملك المغرب فيقتله، ثم (1) يسير
ملك المغرب إلى ملك المشرق فيقتله. فيبعث جيشا إلى
المدينة فيخسف بهم ثم يبعث جيشا فينسى مئتين (2) من
أهل المدينة، فيعوذ عائذ بالحرم (3)، فيجتمع الناس إليه
كالطائر (4) الواردة المتفرقة، حتى يجتمع إليه ثلاثمائة وأربعة
عشر (5)، فيهم نسوة، فيسيطر على كل جبار وابن جبار،
ويظهر من العدل ما يتمنى له الاحياء أمواتهم، فيحيى سبع
سنين ثم ما تحت الأرض خير مما فوقها.
تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا المطلب بن زياد، عن ليث،
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أم سلمة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره (6).
رجال الحديث:
(1) محمد بن عثمان بن أبي شيبة: لقبه الذهبي في التذكرة بالحافظ

(1) لا توجد هذه الجملة الأولى في مجمع الزوائد. وهي الموجودة في الحاوي
وسقطت بدلها الجملة الثانية يسير ملك المغرب إلى ملك المشرق.
(2) في مجمع الزوائد " فينسى ناسا " وفي الحاوي " فينشأ ناس ".
(3) كذا هو في الحاوي أيضا وفي مجمع الزوائد " فيعود عائد من الحرم ".
(4) في الحاوي والمجمع " كالطير ".
(5) كذا هو في الحاوي أيضا وفي مجمع الزوائد: " ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا ".
(6) مجمع البحرين (ص 425)، مجمع الزوائد (7: 315)، الحاوي (2: 129). ب‍
321

البارع محدث الكوفة أبي جعفر العبسي الكوفي. وثقه صالح جزرة
وكذبه عبد الله بن أحمد. وقال مطين: هو عصى موسى يلقف ما
يأفكون. قال الدارقطني: يقال أنه أخذ كتاب نمير فحدث به وقال
البرقاني: لم أزل أسمع أنه مقدوح فيه.
إلا أن كثيرا من الأئمة يرفعون من أمره فقال عبدان: ما علمنا إلا
خيرا كتبنا عن أبيه المسند بخط ابنه، الكتاب الذي يقرأ علينا.
وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به كتب الناس عنه، ولا أعلم أحدا
تركه وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا فأذكره، وهو على ما
وصف له عبدان لا بأس به - ولعل قول مطين فيه للبلدية، لأنهما
كوفيان ولم أر له حديثا منكرا. وقال أبو نعيم بن عدي الحافظ:
وقفت على تعصب بين مطين وبين محمد بن عثمان بن أبي شيبة
حتى ظهر لي أن الصواب الامساك عن قبول كل واحد منهما في
صاحبه. وذكره ابن حبان في الثقات وقال كتب عنه أصحابنا.
قال الذهبي: " كان عالما بصيرا بالحديث والرجال له تآليف مفيدة ".
فالذي يظهر لي أنه كما قال ابن عدي: لا بأس به. والله أعلم (1).

(1) تاريخ بغداد (3: 42) تذكرة الحفاظ (2: 661)، ديوان الضعفاء (ص 282)،
المغني في الضعفاء (2: 613)، ميزان الاعتدال (3: 642)، لسان الميزان (5:
280).
وقد روى ابن عقدة عن جماعة أنهم كذبوه. ولكن قال الخطيب: قال حمزة
السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عن ابن عقدة إذا حكى حكاية عن غيره من
الشيوخ في الجرح هل يقبل قوله أم لا؟ قال: لا يقبل. تاريخ بغداد (2: 237).
كذلك قال ابن خراش: " كان يضع الحديث " إلا أن ابن خراش قال فيه ابن ناصر
الدين الدمشقي:
لابن خراش الحالة الرذيلة ذا رفضي جرحه فضيلة
ولا يقبل العلماء جرحه عند الخلاف. ووصفه الذهبي " بزنديق معاند للحق " وكان
قد صنف كتابا في مثالب الشيخين.
ترجمته في: تذكرة الحفاظ (2: 684)، لسان الميزان (3: 444)، شذرات الذهب
(2: 184).
322

(2) المطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي مولاهم، الكوفي. صدوق
ربما وهم. من الثامنة. مات 185 ه‍ (بخ ص ق).
وثقه أحمد وابن معين والعجلي وعثمان بن أبي شيبة وابن حبان.
وقال أبو داود: رأيت عيسى بن شاذان يضعفه وقال: عنده مناكير
وقال أبو داود: هو عندي صالح. وقال ابن سعد: كان ضعيفا في
الحديث جدا. قال ابن عدي: له أحاديث حسان وغرائب ولم أر
له منكرا وأرجو أنه لا بأس به (1).
(3) الليث بن أبي سليم: صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك.
يأتي في الحديث التالي.
وبقية رجاله ثقات.
قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله
ثقات (2).
وهذا إعلال قاصر. فليست العلة هي تدليس ليث فقط بل لم أجد
ذكره في طبقات المدلسين للحافظ ابن حجر. ولكن ليثا ضعيف فلا
يحتج به حتى ولو صرح بالسماع. وفيه أيضا مطلب بن زياد وهو
صدوق ربما وهم.
النتيجة:
إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

(1) الجرح والتعديل (4: 1: 360)، ديوان الضعفاء (ص 301). الكاشف (3: 50)،
ميزان الاعتدال (3: 128)، المغني في الضعفاء (2: 663)، تقريب التهذيب (2:
254)، تهذيب التهذيب (10: 177).
(2) مجمع الزوائد (7: 315).
323

228 - (274) عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل
المدينة هاربا إلى مكة فيأته ناس من أهل مكة فيخرجونه
وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث
من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة. فإذا
رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق
فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث
إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن
لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال ويعمل في الناس
بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الاسلام بجرانه إلى الأرض، فيلبث
سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ".
تخريج الحديث:
(الف)
(1) أخرجه أبو داود قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن
هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن صالح بن أبي الخليل، عن
صاحب له، عن أم سلمة (1).
وقال أبو داود: وقال بعضهم عن هشام: تسع سنين وقال بعضهم
سبع سنين.
(2) وأخرجه أبو دواد أيضا من طريق آخر قال: حدثنا هارون بن
عبد الله، أخبرنا عبد الصمد، عن همام، عن قتادة هذا الحديث:

(1) أبو داود مع العون (11: 375، 76، 77، 78، 79)، مختصر سنن أبي داود
للمنذري (6: 161)، سنن أبي داود تحقيق محيي الدين عبد الحميد (4: 108).
324

قال: تسع سنين (1). في نسخة عبد الحميد: قال أبو داود وقال غير
معاذ بعن هشام: تسع سنين.
(3) ومن الطريقين عن طريق أبي داود أخرجه ابن عساكر أيضا (2).
(4) وأخرجه أيضا الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا عبد الله حدثني أبي: ثنا عبد الصمد وحرمى المعني قالا: ثنا
هشام، عن قتادة، عن أي الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هارب إلى
مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين
الركن والمقام فيبعث إليهم جيش من الشام فيخسف بهم بالبيداء
فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام وعصائب العراق فيبايعونه ثم
ينشؤ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليه المكي بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنية كلب فيقسم
المال ويعمل في الناس سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الاسلام بجرانه إلى
الأرض، يمكث تسع سنين. قال حرمي: أو سبع (3).
(5) ومن طريقه أيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق (4).
(ب)
(6) وأخرجه أيضا عبد الرزاق في المصنف:

(1) سنن أبي داود تحقيق محيي الدين عبد الحميد (4: 108)، عود المعبود (11:
79).
(2) تاريخ دمشق لابن عساكر (1: 280).
(3) مسند أحمد (6: 316).
(4) تاريخ دمشق لابن عساكر (1: 280 - 281).
325

أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة فيأتي مكة
فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام
فيبعث إليه جيش من الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم
فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه فيستخرج الكنوز ويقسم
المال ويلقي الاسلام بجرانه إلى الأرض، يعيش في ذلك سبع
سنين، أو قال تسع سنين (1).
(7) وأخرج جزءا منه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا ابن ثور وعبد
الرزاق وابن معاذ، عن معمر، عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه بين الركن والمقام فيلقي
الاسلام بجرانه (2).
(ج)
(8) وأخرجه أبو يعلي في مسنده قال:
حدثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا وهب بن جرير، ثنا هشام بن أبي
عبد الله، عن قتادة، عن صالح، عن (3) أبي الخليل، عن صاحب
له، وربما قال صالح عن مجاهد، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) مصنف عبد الرزاق (11: 371)، رقم 20769.
(2) كتاب الفتن (95 ب) ووقع فيه: حدثنا أبو ثور. والصواب هو ابن ثور. وهو
محمد بن ثور الصنعاني. ثقة. التقريب (2: 149).
(3) كذا في الأصل " عن أبي الخليل " والصواب عن صالح أبي الخليل بدون " عن "
بينهما فإن أبا الخليل هو صالح. ثم رأيته في المطبوع من المسند على الصواب (
12 / 369) حديث 6940.
326

يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل
المدينة إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره
فيبايعهم بين الركن والمقام فيبعثون إليه جيشا من الشام فإذا كانوا
بالبيداء خسف بهم فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب
أهل العراق فيبايعونه وينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث
إليهم بعثا أو قال جيشا فيهم مؤمنهم ويظهرون عليهم فيقسم بين
الناس فيئهم ويعمل فيهم سنة نبيهم ويلقي الاسلام بجرانه إلى
الأرض يمكث سبع سنين (1).
(9) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2).
(10) ومن طريق أبى يعلى أخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه في: ذكر
الخبر المصرح بأن القوم الذين يخسف بهم إنما هم القاصدون إلى
المهدي في زوال الامر عنه (3).
(د)
(11) وأخرجه أيضا الطبراني في الأوسط قال:
حدثنا أحمد، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن
معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن أم سلمة قالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يكون اختلف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم فيأتي
مكة فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام
فيجهز إليه جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فتأتيه

(1) مسند أبي يعلى (323 ألف).
(2) تاريخ دمشق (1: 281).
(3) الاحسان بتقريب ابن حبان (269 ألف، ب)، موارد الظمآن (ص 464).
327

عصائب العراق وأبدال الشام وينشؤ رجل من الشام أخواله كلب
فيجهز إليه جيش فيهزمهم الله فتكون الدبرة عليهم فذلك يوم كلب
الخائب من خاب من غنيمة كلب، فيستفتح الكنوز ويقسم الأموال
ويلقي الاسلام بجرانه إلى الأرض فيعيشون بذلك سبع سنين أو قال
سبع. (كذا في الأصل وفي مجمع الزوائد: أو قال تسع).
قال عبيد الله بن عمرو فحدث به ليثا فقال حدثني به مجاهد.
لم يروه عن معمر إلا عبيد الله (1).
(12) وأخرجه الطبراني في الكبير أيضا: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح
الرقي. ثنا عبيد الله بن عمرو بن بلفظ متقارب (2).
(ه‍)
(13) ورواه هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أم سلمة
ولم يذكر عبد الله بن الحارث. ذكره الدارقطني في العلل (3).
(و)
(14) ورواه إدريس الأودي، عن قتادة، عن أم سلمة. ذكره أيضا
الدارقطني في العلل (4).
(ز)
(15) وللحديث طريق آخر أشار إليه الطبراني في الأوسط بعد الاسناد

(1) مجمع البحرين (ص 426)، مجمع الزوائد (7: 315).
(2) المعجم الكبير (23: 390: 931).
(3) العلل (5: 173 ألف).
(4) العلل (5: 173 ألف).
328

السابق المذكور آنفا - فقد قال: " قال عبيد الله بن عمرو فحدثت به
ليثا فقال حدثني به مجاهد " (1).
(16) وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة أيضا (2).
(ح)
(17) وأخرجه أبو عمرو الداني موقوفا على أم سلمة رضي الله عنها
فقال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا أحمد بن ثابت،
قال: حدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال:
حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن معمر،
عن قتادة، عن مجاهد، عن الخليل - أو أبي الخليل - عن أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم من
المدينة إلى مكة. فيبايعونه بين الركن والمقام، يجهز إليه جيش من
الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فتأتيه عصائب العراق
وأبدال الشام، ثم ينشأ رجل بالشام أخواله كلب، فيجهز إليه جيشا
فيهزمهم الله، وتكون الدائرة عليهم. وذلك يوم كلب. والخائب من
خاب من غنيمة كلب فتستخرج الكنوز. وتقسم الأموال ويلقى
الاسلام بجرانه إلى الأرض، يعيش في ذلك سبع سنين (3).
رجال الحديث:
مدار هذه الطرق كلها على قتادة:

(1) مجمع البحرين (ص 426).
(2) الحاوي (2: 126). وانظر الحديث الآتي بعده.
(3) طبقات المدلسين (ص 16)، وقد تقدمت ترجمة قتادة.
329

وقتادة هو ابن دعامة السدوسي. ثقة ثبت. ولكنه مدلس، وذكره
الحافظ ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين وقال: كان حافظ عصره
وهو مشهور لتدليس وصفه به النسائي وغيره (1). وعرف الطبقة الثالثة بقوله
من أكثر من بالتدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه
بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير
المكي (2).
وقتادة روى هذا الحديث بعدة أوجه:
(1) رواه عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة عن
النبي صلى الله عليه وسلم وهو رواية أبي داود وفي إسناده معاذ بن هشام وهو
صدوق ربما وهم (3) ولكنه توبع بعبد الصمد بن عبد الوارث
(صدوق) (4) وحرمي بن عمارة (صدوق يهم) (5) عند أحمد.
(2) رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهي رواية عبد الرزاق عن معمر عنه.
(3) رواه عن صالح أبي الخليل عن صاحب له وربما قال صالح عن
مجاهد، وهي رواية أبي يعلى، وفيها أبو هشام الرفاعي وهو ليس
بالقوي. ولكن الحديث نفسه رواه ابن حبان عن أبي يعلى، فلم
يذكر فيه هذا الشك بل جزم عن مجاهد. فلعل أبا يعلى أراد
الاختصار حينما روى هذا الحديث لتلميذه ابن حبان، أو أنه رجح
إحدى الروايتين.
(4) ورواه عن مجاهد عن أم سلمة بدون ذكر واسطة بينه وبين مجاهد

(1) المصدر السابق (ص 2).
(2) تقريب التهذيب (2: 257).
(3) المصدر السابق (1: 507).
(4) المصدر السابق (1: 159).
(5) السنن الواردة في الفتن (5 / 1083) حديث 495.
330

وهي رواية الطبراني ورجاله ثقات إلا ما قيل في عبد الله بن جعفر
الرقي من التغير اليسير في آخر عمره. ولكن قال ابن حبان: لم
يكن اختلاطه فاحشا وربما خالف. وقال الذهبي في الميزان: أحد
العلماء الثقات (1). وهذا منقطع فقد نص الأئمة على أن قتادة لم
يسمع من مجاهد، فقد قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين أنه لم
يسمع من سليمان بن يسار ولا من مجاهد ولم يدرك سنان بن
سلمة (2). وروى ابن الجنيد عن ابن معين أنه: لم يلق سعيد بن
جبير ولا مجاهدا ولا سليمان بن يسار (3).
(5) ورواه عن أبي الخليل عن أم سلمة ولم يذكر الواسطة بينهما لا
بالابهام ولا بالتعيين. وهي رواية ذكرها الدارقطني في العلل.
(6) ورواه عن أم سلمة رأسا. وهي رواية ذكرها الدارقطني أيضا في
العلل.
(7) ورواه عن مجاهد عن الخليل أو أبي الخليل عن أم سلمة موقوفا.
وهذه الطرق كلها منقطعة ما عدا الأولى والثالثة.
فأما الأولى فيروي فيها قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له
عن أم سلمة، فمن هو هذا الصاحب؟ قال ولي الدين العراقي: هو
عبد الله بن الحارث بن نوفل، رواه أبو داود مبهما ومبينا (4). وقال
المنذري: والرجل الذي لم يسم فيه قد سمى في الحديث الذي بعده (5).

(1) الجرح والتعديل (2: 2: 23)، ميزان الاعتدال (2: 403) تقريب التهذيب (1:
406)، تهذيب التهذيب (5: 173).
(2) تهذيب التهذيب (8: 354).
(3) تهذيب التهذيب (8: 356).
(4) المستفاد من مبهمات المتن والاسناد (ص 102).
(5) مختصر سنن أبي داود (6: 161).
331

واعتمادها على ما رواه أبو داود بعد هذا الحديث فقال: حدثنا ابن
المثنى قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا أبو العوام قال: أخبرنا
قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بهذا الحديث وحديث معاذ أتم (1).
ولكننا لا نستطيع أن نجزم به لامرين:
(1) إن مدار هذه الرواية على: عمرو بن عاصم الكلابي. وهو صدوق
في حفظه شئ (2).
وأبي العوام وهو عمران بن داور القطان وهو صدوق يهم (3) ولا
يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف. وقد خالف هنا ثقات أصحاب
قتادة مثل هشام ومعمر وإدريس الأودي فكلهم رووها منقطعة أو
مرسلة أو بهذا الراوي المبهم. ولهذا فإنها زيادة منكرة في إسناد
هذا الحديث من أوهام عمران القطان.
(2) قد ورد ما يخالف كون هذا المبهم هو عبد الله بن الحارث. ففي
رواية أبي يعلى وابن حبان المذكورتين يروي قتادة عن صالح عن
مجاهد عن أم سلمة. فمن الممكن أن يقال إن صاحب صالح
المبهم هو مجاهد. ولكن مدار هذه الرواية أيضا على رجل ضعيف
وهو أبو هشام الرفاعي شيخ أبي يعلى.
فكلتا الروايتين اللتين تبينان هذا الصاحب ضعيفتان ولا يمكن أن
نرجح إحداهما على الأخرى مع معارضة الروايات الصحيحة عن
قتادة التي لا تذكر هذا الصاحب.
والخلاصة أن مدار الحديث بجميع هذه الطرق على قتادة وهو

(1) سنن أبي داود (4: 107).
(2) تقريب التهذيب (2: 72).
(3) تقريب التهذيب (2: 83).
332

مدلس وقد وجد اضطراب كثير في شيخ قتادة وشيخ شيخه كما سبق ولا
أدري هل هذا الاضطراب من قتادة نفسه أو أنه دلسه عن رجل ضعيف
مضطرب فوجدت هذه الاختلافات منه (1).
وللحديث طريق آخر أشار إليه الطبراني. فقال إثر رواية هذا الحديث: " قال عبيد الله بن عمرو فحدثت به ليثا فقال: حدثني به
مجاهد " (2).
وليث هو: ابن أي سليم بن زنيم. صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز
حديثه فترك.
وليث هذا شديد الاضطراب لا سيما في مجاهد وغيره. قال أحمد:
مضطرب الحديث. وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي وأبا زرعة يقولان:
ليث لا يشتغل به، هو مضطرب الحديث. قال ابن سعد: كان رجلا
صالحا عابدا وكان ضعيفا في الحديث يقال كان يسأل عطاء وطاوسا
ومجاهدا عن الشئ فيختلفون فيه فيروى أنهم اتفقوا من غير تعمد. وقال
ابن حبان: اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل
ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. تركه القطان وابن مهدي وابن
معين وأحمد. انتهى ما قاله ابن حبان (3).
وقد اختلفت أنظار العلماء في هذا الحديث. فقد قال الهيثمي بعد

(1) ومما يزيد الاسناد اضطرابا أن الدارقطني حينما أشار إلى رواية هشام عن قتادة لم
يذكر كلمة " صاحب له " أصلا. فذكر رواية أبي العوام القطان ثم قال: " وخالفه
هشام الدستوائي فرواه عن قتادة عن أبي الخليل عن أم سلمة ولم يذكر عبد الله بن
الحارث ". العلل (5 / 173 ألف). وهكذا أصبحت هذه الكلمة في محل خلاف
في ثبوتها في هذه الرواية أصلا. نعم إنها موجود في نسخ أبي داود وأحمد. فالله
أعلم.
(2) مجمع البحرين (ص 426). والمعجم الكبير (23: 391).
(3) تهذيب التهذيب (8: 467، 468).
333

ذكره عن الطبراني: " ورجاله رجال الصحيح " (1). وقال ابن القيم:
" والحديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح " (2).
وطعن فيه ابن خلدون بعد تسلم كون رجاله ثقات بتدليس قتادة
وعنعنته (3).
ورد عليه صاحب عون المعبود بقوله: " لا شك أن أبا داود يعلم
تدليس قتادة بل هو أعرف بهذه القاعدة من ابن خلدون ومع ذلك سكت
عنه ثم المنذري وابن القيم ولم يتكلموا على هذا الحديث. فعلم أن
عندهم علما بثبوت سماع قتادة عن أبي الخليل بهذا الحديث والله
أعلم (4).
وكذلك رد عليه أحمد بن محمد بن الصديق الغماري بنحوه أيضا ثم
قال: وقتادة لم يحصل إلا تدليس يسير والمشايخ الذين دلس عنهم
ولم يسمع منهم معروفون منبه عليهم في كتب الجرح والتعديل وليس منهم
أبو الخليل شيخه في هذا الحديث (5).
ولكن الذي يظهر لي أن هذا الجواب غير كاف فلا بد من تصريح
قتادة بالسماع. ثم أن العلة فيه ليست عنعنة قتادة فحسب، بل فيه
اضطراب شديد، فلا نستطيع أن نجزم بمن هو شيخ قتادة وهل سمع من

(1) مجمع الزوائد (7: 315).
(2) المنار المنيف (ص 145).
(3) تاريخ ابن خلدون (1: 561).
(4) عون المعبود (11: 381).
(5) إبراز الوهم المكنون (ص 76)، وقد سبق أن ذكرنا أن ابن حجر ذكره في المرتبة
الثالثة من المدلسين وهذا يدل على أن الأئمة لا يقبلون عنعنته. قال أبو داود:
حدث قتادة عن ثلاثين رجلا لم يسمع منهم.. الخ. وكونه سمع من أبي الخليل لا
يدفع مظنة التدليس فإن التدليس في الغالب يكون عمن سمع منه الراوي بعض
الأحاديث ثم يدلس عنه ما لم يسمع منه.
334

صالح أم دلس عنه ثم من هو صاحب صالح. أما الرواية التي تفسره
بعبد الله بن الحارث فهي منكرة كما سبق. والرواية التي تفسره بمجاهد
ضعيفة أيضا.
وأما رواية قتادة عن مجاهد عنه الطبراني فهي منقطة كما سبق لا
يمكن أن تتقوى برواية ليث بن أبي سليم عن مجاهد، فليث شديد
الاضطراب كما سبق لا سيما في مجاهد وغيره.
قال الألباني: إسناده ضعيف (1).
وهذا هو الذي يترجح لدي بعد البحث في طرق الحديث ورجالها.
والله تعالى أعلم.
النتيجة:
إسناده ضعيف. وقد تقدم ذكر حديث جيش الخسف مختصرا برقم
(41) من رواية أم سلمة وغيرها. وهو حديث صحيح.

(1) مشكاة المصابيح بتحقيقه (3: 25).
335

229 - (275) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر
فيأتيه عصب العراق وأبدال الشام فيأتيهم جيش من
الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ثم يسير إليه
رجل من قريش أخواله كلب فيهزمهم الله.
قال: وكان يقال: إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة
كلب ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك قال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا
إبراهيم بن الحسين الهمداني، ثنا عمرو بن عاصم الكلابي، ثنا أبو
العوام القطان، ثنا قتادة عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث،
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره (1).
(2) وأخرجه أيضا الطبراني في الأوسط والكبير قال: حدثنا يعقوب بن
إسحاق، ثنا عفان، ثنا عمران القطان، أبو العوام، عن قتادة، عن
أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبايع لرجل بين الركن والمقام عدة أهل بدر فيأتيه
عصابة أهل العراق وأبدال أهل الشام، فيغزوهم جيش من أهل
الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيغزوهم رجل من قريش
أخواله من كلب فيلتقون فيهزمهم الله فالخائب من خاب من غنيمة
كلب (2).

(1) المستدرك (4: 431).
(2) مجمع البحرين (ص 424) واللفظ له. والمعجم الكبير (23: 389: 930)،
مجمع الزوائد (7: 314).
336

وأخرجه في الكبير في موضع آخر قال: حدثنا أحمد بن موسى الشامي البصري، ثنا سهل بن تمام بن بزيع، ثنا عمران القطان به
بلفظ متقارب (1).
(3) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف قال: حدثنا عفان، قال ثنا
عمران القطان، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن
الحارث، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبايع لرجل بين
الركن والمقام عنده (كذا ولعل الصواب: عدة) أهل بدر فيأتيه
عصائب العراق وأبدال الشام فيغزوهم جيش من أهل الشام حتى إذا
كانوا بالبيداء يخسف بهم ثم يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب
فيلتقون فيهزمهم الله فكان يقال: الخائب من خاب غنيمة كلب (2).
(4) وأشار إليه أبو داود في سننه قال: حدثنا ابن المثنى قال: أخبرنا
عمرو بن عاصم قال: أخبرنا أبو العوام قال: أخبرنا قتادة عن أبي
الخليل بن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
الحديث (3). ولم يسق أبو داود لفظه.
(5) وعن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4).
رجال الحديث:
مدار هذه الطرق كلها على عمران القطان. وقد تقدم الكلام فيه
مفصلا في رقم (4)، وقد بينت هناك أن من الأئمة من وثقه ومنهم من
ضعفه من قبل سوء حفظه ولا يحتج به إذا انفرد ولكنه لا يصلح للاعتبار.

(1) المعجم الكبير (23: 295: 656).
(2) مصنف ابن أبي شيبة (311 ألف).
(3) سنن أبي داود مع عون المعبود (11: 376).
(4) تاريخ دمشق (1: 282).
337

وقتادة بن دعامة السدوسي: ثقة ثبت لكنه مدلس وقد عنعن.
وبقية رجاله في جميع طرقه ثقات (1) غير عمرو بن عاصم فإنه
صدوق في حفظه شئ، ولكنه توبع بعفان عند ابن أبي شيبة وعفان ثقة.
والحديث سكت عليه الحاكم. وقال الذهبي: أبو العوام عمران:
ضعفه غير واحد وكان خارجيا (2). وقال الهيثمي: فيه عمران القطان وثقه
ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح (3).
النتيجة:
إسناد الحديث ضعيف لسوء حفظ عمران القطان وعنعنة قتادة.
وقد روى الحديث مفصلا، وتقدم الكلام فيه أيضا وهو الحديث
السابق رقم 274.

(1) مجمع الزوائد (7: 314)، كنز العمال (7: 188).
(2) المستدرك (4: 431).
(3) مجمع الزوائد (7: 314).
338

230 - (276) عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
يخرج ناس من قبل المشرق يريدون رجلا عند البيت
حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فيلحق بهم
من يخلف فيصيبهم ما أصابهم. قلت: يا رسول الله
فكيف بمن كان أخرج مستكرها؟ قال: يصيبه ما أصاب
الناس ثم يبعث كل امرئ على نيته.
تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا علي بن سعيد، ثنا عبد
الرحمن بن سلمة الرازي، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق،
عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي الجراح مولى أم حبيبة، عن أم
حبيبة، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره (1).
رجال الحديث:
(1) علي بن سعيد: بن بشير الرازي. اختلف في أمره والراجح أنه
حسن الحديث. تقدم في 62.
(2) عبد الرحمن بن سلمة الرازي: كاتب سلمة بن الفضل، أبو محمد
الازداني.
روى عن: يحيى بن الضريس وسلمة بن الفضل.
وروى عنه: محمد بن أيوب ومحمد بن العباس بن بسام مولى بني
هاشم الرازي.

(1) مجمع البحرين (ص 426)، مجمع الزوائد (7: 315).
339

هكذا قال ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
(3) سلمة بن الفضل الأبرش: مولى الأنصار، قاضي الري.
صدوق كثير الخطأ. من التاسعة مات بعد 190 ه‍ (د ت فق).
وثقة ابن معين وأبو داود وابن سعد وقال أحمد: لا أعلم إلا
خيرا، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف.
وضعفه النسائي وأبو أحمد الحاكم وإسحاق وقال علي: ما خرجنا
من الري حتى رمينا بحديثه. وقال أبو زرعة: كان أهل الري لا
يرغبون فيه لمعان فيه من سوء رأيه وظلم فيه. قال البخاري: عنده
مناكيره. وقال أبو حاتم: محله الصدق، في حديثه إنكار ويكتب
حديثه ولا يحتج به. قال ابن عدي: عنده غرائب وأفراد ولم أجد
في حديثه حديثا قد جاوز الحد في الانكار وأحاديثه متقاربة
محتملة. قال ابن معين: رازي يتشيع (2).
(4) محمد بن إسحاق: بن بسار، أبو بكر المطلبي، مولاهم،
المدني.
إمام المغازي، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر.
من صغار الخامسة. مات 150 ه‍ ويقال بعدها (خت م 4).
وقال ابن حجر في طبقات المدلسين: صدوق مشهور بالتدليس عن
الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم. وصفه بذلك أحمد والدارقطني
وغيرهما ووضعه في المرتبة الرابعة من المدلسين (3).

(1) الجرح والتعديل (2: 2: 341).
(2) الكاشف (1: 386)، ديوان الضعفاء (ص 128)، المغني (1: 274)، ميزان
الاعتدال (2: 193)، تقريب التهذيب (1: 318)، تهذيب التهذيب (4: 153).
(3) تقريب التهذيب (1: 144)، طبقات المدلسين (ص 19).
340

(5) محمد بن إبراهيم التيمي: بن الحارث بن خالد، أبو عبد الله
المدني.
ثقة له أفراد. من الرابعة، مات سنة 120 على الصحيح (ع).
وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد وابن خراش. وقال
أحمد: يروي أحاديث مناكير أو منكرة (1).
(6) أبو الجراح: مولى أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين.
مقبول من الثالثة. (د) (2).
روى عنه: سالم بن عبد الله بن عمرو وعبد الواحد بن عمير شيخ
أويس بن يزيد المروزي.
النتيجة:
إسناده ضعيف.
عبد الرحمن بن سلمة مستور وسلمة بن الفضل كثير الخطأ
ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن وأبو الجراح أيضا مستور. وقد تقدم
حديثها في قصة جيش الخسف في القسم الأول من الكتاب.

(1) تقريب التهذيب (2: 140)، تهذيب التهذيب (9: 5).
(2) تقريب التهذيب (2: 405)، تهذيب التهذيب (2: 405).
341

231 - (277) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" كلوا هذا المال ما طاب فإذا عاد رشا فدعوه. فإن الله
سيغنيكم من فضله. ولن تفعلوا حتى يأتيكم الله بإمام
عادل ليس من بني أمية ".
تخريج الحديث:
(1) أخرجه عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا، قال:
حدثنا أحمد بن عمر، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
البرقي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا إسماعيل بن عياش قال:
أخبرني عبد الرحمن بن سليمان العنسي، عن أبي المغيرة عمرو بن
شراحيل العنسي، قال: سمعت حيان بن وبرة المري وأنا مع
عمير بن هانئ العنسي قلت: يا عمير من هذا؟ قال: حيان بن
وبرة صاحب أبي بكر رضي الله عنه، فسمعته يقول: سمعت أبا
هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره (1).
(2) وعزاه في كنز العمال إلى ابن عساكر أيضا (2).
رجال الحديث:
في إسناده عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي الداراني،
أخرج له ابن ماجة حديثا واحدا. وثقه دحيم وابن حبان. وقال أبو داود:
ضعيف. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن عدي:
عامة أحاديثه مستقيمة وفي بعضها بعض الانكار... وأرجو أنه لا بأس به.
واعتمد الذهبي قول أبي حاتم في الديوان والمغني.

(1) تاريخ داريا (ص 95).
(2) كنز العمال (7: 189).
342

وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، من الثامنة / ق (1).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) ديوان الضعفاء (ص 188)، المغني في الضعفاء (2: 381)، ميزان الاعتدال (2:
567)، التقريب (1: 482)، التهذيب (6: 188).
343

232 - (278) عن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا عم ولدك قوم لجج، وخيرهم للأبعد.
تخريج الحديث:
(1) أخرجه الطبراني في الصغير وفي الأوسط. قال في الصغير: حدثنا
محمد بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن
سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، حدثني
جدي العباس بن عبد الواحد، حدثني عمي يعقوب بن جعفر بن
سليمان، عن أبيه، عن جده، عن علي بن عبد الله بن العباس عن
أبيه عن جده العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وذكره في كنز العمال في باب المهدي. وعزاه إلى الطبراني في
الأوسط فقط. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين لكن في كتاب البر
والصلة، باب الاحسان إلى الأباعد (2).
وقوله " وخيرهم للأبعد " هكذا في كنز العمال وكأن الهيثمي يراه
" للأبعد " بكسر اللام. ولكنه في المطبوع من مجمع البحرين
" وخيرهم الابعد " وفي الصغير " وغيرهم الابعد " والله أعلم.
رجال الحديث:
في إسناده محمد بن عبد الواحد بن العباس، وجده العباس وعم
جده يعقوب وأبوه وجده. ولم أجد لهم ترجمة. وفي مجمع البحرين:
عمر بن يعقوب بدل " عمي يعقوب " ولم أجد له ترجمة أيضا.

(1) المعجم الكبير (3: 104).
(2) مجمع البحرين ط (5: 185: 2889)، وكنز العمال (7: 189).
344

وقال الهيثمي: فيه مجاهيل ولا يصح (1).
النتيجة:
إسناده ضعيف.

(1) مجمع الزوائد (8: 154).
345

الآثار
233 - (279) عن علي رضي الله عنه أنه نظر إلى ابنه الحسن قال:
" إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه
رجل يسمى باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه
في الخلق - ثم ذكر قصة - يملأ الأرض عدلا ".
أخرجه أبو داود قال: وحدثت عن هارون بن المغيرة قال: أخبرني
عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق، قال: قال
علي رضي الله عنه ونظر إلى ابنه الحسن فقال: فذكره (1).
وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا غير واحد، عن ابن
عياش، عمن حدثه، عن محمد بن جعفر، عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال: سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحسن سيدا وسيخرج من صلبه رجلا
اسمه اسم نبيكم يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (2).
في الاسناد الأول:

(1) سنن أبي داود (4: 108).
(2) كتاب الفتن (103 ألف).
347

هارون بن المغيرة، ثقة. ولكن أبا دواد قال " حدثت عن هارون "
فالظاهر أن بينهما واسطة.
عمرو بن أبي قيس الرازي. صدوق له أوهام. تقدم.
أبو إسحاق السبيعي: ثقة عابد اختلط بآخره. وهو مدلس. من
المرتبة الثالثة أي لا يحتج به إلا إذا صرح بالسماع. ومع ذلك فإنه رأى
عليا وقيل إنه لم يسمع منه. تقدمت ترجمته في 236.
وفي الاسناد الثاني:
شيوخ نعيم: غير معروفين.
ابن عياش: يعرف بهذه اللقب غير واحد. ولما كان شيخه والراوي
عنه غير معروفين فلا يمكن التحديد بمن هو المراد هنا.
عمن حدثه: غير معروف.
وبالنظر في الاسنادين تبين:
أن الأول منقطع. قال المنذري: " هذا منقطع، أبو إسحاق السبيعي
رأى عليا رضي الله عنه رؤية. وقال فيه أبو داود: حدثت عن هارون بن
المغيرة " (1).
وأما الثاني: ففيه أكثر من واحد مبهم، فلا عبرة به. والله أعلم.
ذكر العظيم آبادي قول المنذري وسكت عليه (2).

(1) مختصر سنن أبي داود (6: 162).
(2) عون المعبود (11: 383).
348

وقال الألباني في تعليقاته على المشكاة: إسناد الحديث ضعيف (1).
فالحديث بهذا الاسناد ضعيف. أما قوله: إن ابني هذا سيد، فهو
مرفوع وقد ورد بطرق أخرى.
234 - (280) عن علي قال:
الفتن أربع فتنة السراء وفتنة الضراء وفتنة كذا فذكر
معدن الذهب ثم يخرج رجل من عترة النبي صلى الله عليه وسلم يصلح
الله على يديه أمرهم.
أخرجه نعيم بن حماد:
قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، سمع
ابن زرير الغافقي، سمع عليا يقول: فذكره (2).
وبه عن علي قال: " هو من عترة النبي صلى الله عليه وسلم " (3).
فيه ابن لهيعة وهو معروف بسوء حفظه ولكن رواية ابن وهب عنه
صحيحة كما تقدم.
وبقية رجاله ثقات، تقدمت تراجمهم.
قال السيوطي: بسند صحيح على شرط مسلم (4).
ولكن مداره على نعيم، وهو كثير الخطأ كما سبق مرارا والراوي عنه
أيضا ضعيف.

(1) مشكاة المصابيح (3: 26).
(2) كتاب الفتن (11 ألف).
(3) المصدر السابق (103 ألف).
(4) الحاوي (2: 138).
349

فهذا الاسناد ضعيف. والله أعلم.
235 - (281) عن علي قال:
يخرج في اثنى عشر ألفا إن قلوا، وخمسة عشر ألفا إن
كثروا، يسير الرعب بين يديه. لا يلقاه عدو إلا هزمهم
بإذن الله، شعارهم أمت أمت، لا يبالون في الله لومة
لائم. فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم
ويملك فترجع إلى الناس محبتهم ونعمتهم وخاصتهم
وبزارتهم، فلا يكون بعدهم إلا الدجال. قلنا: وما
الخاصة والبزارة؟ قال: يفيض الامر حتى يتكلم الرجل
بما شاء ولا يخشى شيئا.
أخرجه نعيم أيضا (1) بإسناد الخبر السابق. وهذا إسناد حسن بين
نعيم وعلي مداره على نعيم وهو كثير الأوهام فلا يصلح للاحتجاج
وقد وردت بعض فقرات هذا الأثر في الحديث 42 وإسناده صحيح.
وأما متن هذا الأثر فهو مخالف لما تقدم في الأحاديث الصحيحة أن
عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيصلي وراء المهدي ويقتل الدجال.
فكيف يكون الدجال بعدهم.
والله أعلم.
236 - (282) عن علي قال:
لتملأن الأرض ظلما وجورا حتى لا يقول أحد الله الله
يستعلق به، ثم لتملأن بعد ذلك قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا.

(1) كتاب الفتن (96 ألف).
350

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، عن أبي إسحاق، عن
عاصم ابن ضمرة، عن علي، قال: فذكره (1).
وأخرجه أيضا أبو عمر والداني في سننه قال: حدثنا خلف بن
إبراهيم المقرئ، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن علي، حدثنا الحسن بن عبد الأعلى
، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق عن عاصم،
عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال: " لتملأن الأرض ظلما
وجورا حتى لا يقول أحد، الله، الله، ثم لتملأن قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا " (2).
وإسناده ضعيف، لان فيه أبا إسحاق السبيعي، وهو ثقة عابد لكنه
مدلس من المرتبة الثالثة وقد عنعن وكان قد تغير في آخر عمره، تقدمت
ترجمته.
237 - (283) عن أبي رومان عن علي قال:
تخرج رايات سود تقاتل السفياني فيهم شاب من بني
هاشم في كتفه اليسرى خال وعلى مقدمته رجل من بني
تميم يدعى شعيب بن صالح فيهزم أصحابه.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن
لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي، رضي الله عنه قال:
فذكره (3).
الوليد ثقة لكنه مدلس وقد توبع برشدين وهو ضعيف. ولكنهما
يرويان عن ابن لهيعة والعمل على تضعيف حديثه كما قال الذهبي (تقدم
في 48)، وأبو رومان لم أجد له ترجمة، وأبو قبيل أيضا صدوق يهم.

(1) مصنف عبد الرزاق (11: 373).
(2) السنن الواردة في الفتن (4 / 827) حديث 422 و (5 / 1037) حديث 552.
(3) كتاب الفتن (85 ب).
351

وقد تقدم أن الذهبي قد حكم في خبر بهذا الاسناد أنه " خبر
واه " (1).
238 - (284) عن أبي رومان عن علي قال:
بعد الخسف ينادي مناد من السماء أن الحق في آل
محمد من أول النهار ثم ينادي مناد من آخر النهار أن
الحق في ولد عيسى وذلك نجوة من الشيطان.
أخرجه نعيم أيضا بإسناد الخبر السابق (2).
وهو خبر واه كسابقه.
239 - (285) عن علي قال:
يفرج الله الفتن برجل منا يسومهم خسفا لا يعطيهم إلا
السيف يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا حتى
يقولوا والله ما هذا من ولد فاطمة لو كان من ولدها
لرحمنا. يعذبه الله ببني العباس وبني أمية.
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي،
عن المنهال، عن زر بن حبيش، سمع عليا رضي الله عنه قال فذكره (3).
أبو هارون: إن كان هو الغنوي أو المدني فهما ثقتان. وإن كان
غيرهما فلا أدري من هو.
والمنهال هو: ابن عمرو الأسدي، مولاهم. صدوق ربما وهم من
الخامسة (خ 4). ومدار الحديث على نعيم وهو كثير الأوهام (4).

(1) انظر رقم 91 من هذا الكتاب.
(2) الفتن (93 ب).
(3) المصدر السابق (96 ب).
(4) تقريب التهذيب (2: 278).
352

فهذا الاسناد ضعيف والله أعلم.
240 - (286) عن محمد ابن الحنفية: أن عليا بن أبي طالب قال يوما
في مجلسه:
والله لقد علمت لتقتلني ولتخلفني ولتكفؤن إكفاء الاناء بما
فيه ما يمنع أشقاكم أن يخضب هذه يعنى لحيته بدم من
خود هذه يعني هامته فوالله إن ذلك لفي عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي وليدالن عليكم هؤلاء القوم باجتماعهم
على أهل باطلهم وتفرقكم على أهل حقكم حتى يملكوا
الزمان الطويل فيستحلوا الدم الحرام والفرج الحرام والخمر
الحرام والمال الحرام فلا يبقى بت من بيوت المسلمين
إلا دخلت عليهم مظلمتهم فيها ويح بني أمية من ابن أمتهم
يقتل زنديقهم ويسير خليفتهم في الأسواق فإذا كان كذلك
ضرب الله بعضهم ببعض والذي خلق الحبة، برأ النسمة
لا يزال ملك بني أمية ثابتا لهم حتى يملك زنديقهم فإذا
قتلوه وملك ابن أمتهم خمسة أشهر ألقى الله بأسهم بينهم
فيخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين وتعطل الثغور
وتهراق الدماء وتقع الشحناء في العالم والهرج سبعة أشهر
فإذا قتل زنديقهم فالويل ثم الويل للناس في ذلك الزمان
يسلط بعض بني هاشم على بعض من الغيرة تغير
خمسة نفر على الملك كما يتغاير الفتيان على المرأة
الحسناء فمنهم الإرب (1) المشئوم ومنهم السناط الخليع
يبايعه جل أهل الشام ثم يسير إليه حمار الجزيرة من مدينة
الأوثان فيقاتله الخليع ويغلب على الخزائن فيقاتله من

(1) وفي طبعة بيروت " الهارب المشؤوم " والسناط: الكوسج الذي لا لحية له.
353

دمشق إلى حران ويعمل عمل الجبابرة الأولى فيغضب الله
من السماء لكل عمله، فيبعث عليه فتى من قبل المشرق
يدعو إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم أصحاب الرايات السود
المستضعفون فيعزهم الله وينزل عليهم النصر فلا يقاتلهم
أحد إلا هزموه ويسير الجيش القحطاني حتى يستخرجوا
الخليفة وهو كاره خائف فيسير معه تسعة آلاف من
الملائكة معه راية النصر وفتى اليمن في نحر حمار الجزيرة
على شاطئ نهر فيلتقي هو وسفاح بني هاشم فيهزمون
الحمار ويهزمون جيشه ويفرقونهم في النهر فيسير الحمار
حتى يبلغ حران فيتعبون فينهرهم منهم فيأخذ على المدائن
التي بالشام على شاطئ البحر حتى ينتهي إلى البحرين
ويسير السفاح وفتى اليمن حتى ينزلوا دمشق فيفتحونها
أسرع من التماع البرق ويهدمون سورها ثم يبني ويعمر
ويساعدهم عليها رجل من بني هاشم اسمه اسم نبي
فيفتحونها من الباب الشرقي قبل أن يمضي من اليوم الثاني
أربع ساعات فيدخلها سبعون ألف سيف مسلول بأيدي
أصحاب الرايات السود شعارهم أمت أمت أكثر قتلاها فيما
يلي المشرق والفتى في طلب الحمار فيدركانه فيقتلانه من
وراء البحرين من المعرتين واليمن ويكمل الله للخليفة
سلطانه ثم يثور سميان أحدهما بالشام والاخر بمكة فيهلك
صاحب المسجد الحرام ويقبل حتى تلقى جموعه جموع
صاحب الشام فيهزمون.
أخرجه ابن المنادي كما في كنز العمال (1).
ولم أجد إسناده ولكن من نظر فيه لا يجد في نفسه حرجا بأن يقول

(1) كنز العمال (7: 262).
354

إنه مختلق على علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وإنه برئ من مثل هذه
الترهات.
241 - (287) عن ابن عباس قال:
" منا الهادي والمهتدي ومنا الضال والمضل ".
أخرجه نعيم في الفتن قال: حدثنا يحيى بن اليمان، عن شيبان
النحوي، عن جابر، عن عامر، عن ابن عباس قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف جدا. يحيى بن اليمان صدوق يخطئ كثيرا. تقدم في 52.
وجابر هو الجعفي وهو متروك الحديث. وثقة شعبة والثوري
وغيرهما ولكن قد كذبه غير واحد منهم ابن معين وزائدة وأبو حنيفة
والجوزجاني وآخرون. قال النسائي: متروك الحديث وقال في موضع آخر:
ليس بثقة ولا يكتب حديثه (2).
242 - (288) عن ابن عباس قال:
" يا بني إذا أفضى هذا الامر إلى ولدك فسكنوا السواد
ولبسوا السواد وكان شيعتهم أهل خراسان لم يخرج هذا
الامر منهم إلا إلى عيسى ابن مريم عليه السلام ".
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا أبو عمر الحسن بن
عثمان الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي،
حدثنا طلحة بن عبيد الله الطلحي، أخبرنا أبو يعقوب بن سليمان بن
المنصور، قال حدثتنا زينب بنت سليمان بن المنصور، قالت: حدثني
أبي، عن أبيه، عن جده، قال: قال لي ابن عباس: فذكره (3).

(1) الفتن (102 ألف).
(2) تهذيب التهذيب (2: 46)، المغني في الضعفاء (1: 126).
(3) تاريخ بغداد (14: 435).
355

وفي هذا الاسناد:
طلحة بن عبيدة الله الطلحي: لم أجد له ترجمة.
أبو يعقوب سليمان بن أبي جعفر المنصور. روى عنه طلحة بن
عبيد الله. ذكره الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
زينب بنت سليمان بن أبي جعفر المنصور. ترجم لها الخطيب وأورد
هذا الرواية في ترجمتها ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا. روى عنها
أخوها يعقوب (2).
أبوها: سليمان بن أبي جعفر المنصور. ترجم له الخطيب وأشار إلى
هذه الرواية في ترجمته ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا. روت عنه ابنته
زينب (3).
وكل هؤلاء لم يوثقوا. وكل واحد لم أعرف له إلا راويا
واحدا فهم على قاعدة المحدثين مجاهيل. وكأنهم لم يعرفوا إلا في هذه
الرواية وهي رواية مكذوبة وقد كذبته الأيام. فقد خرج الامر من بني
العباس ولم ينزل عيسى ابن مريم بعد. والله أعلم.
243 - (289) عن أبي هريرة قال:
" يكون عليكم خليفة أو أمير يؤتى بملوك الروم مصفدين
في الحديد ".

(1) المصدر السابق (14: 409).
(2) المصدر السابق (14: 435).
(3) المصدر السابق (9: 24).
356

أخرجه أبو عمرو الداني في سننه في باب ما جاء في المهدي،
قال: حدثنا ابن عفان، حدثنا أحمد، حدثنا سعيد، قال: حدثنا نصر،
حدثنا علي، حدثنا هشيم، عن سيار، عن جبر بن عبيدة، عن أبي هريرة
قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف.
فيه هشيم بن بشير الواسطي، وهو ثقة ثبت، ولكنه كثير التدليس
والارسال الخفي. وقد عنعن (1).
وجبر بن عبيدة، ويقال: جبر بن عبدة. ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الذهبي: لا يعرف من ذا. قال ابن حجر: شاعر مقبول. من الرابعة
/ س (2).
244 - (290) عن عبد الله بن عمرو قال:
" يفتح القسطنطينية رجل اسمه اسمي ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة
عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو، قال: فذكره (3).
وإسناده ضعيف. رشدين وابن لهيعة ضعيفان. وأما أبو قبيل فهو
حيي بن هاني بن ناضر. صدوق يهم. تقدمت ترجمته في 91.

(1) السنن الواردة في الفتن (5 / 1053) حديث 57.
(2) ميزان الاعتدال (1 / 388)، التقريب (1 / 125)، التهذيب (2 / 59).
(3) الفتن (131 ب).
357

245 (291) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
يخرج رجل من ولد الحسين (1). من قبل المشرق لو
استقبلته الجبال لهدها واتخذ فيها طرقا.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي
قبيل، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (2) فذكره.
وأخرجه تمام في فوائده قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب:
حجاج بن الريان في سنة أربع وستين ومائتين. - وفيها مات. ولم
أسمع منه غيره - ثنا الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة به وفيه " فلا يجد
فيها طريقا " (3).
وعزاه السيوطي إلى ابن عساكر (4).
وإسناده ضعيف لأجل ابن لهيعة. وذكره الذهبي في ترجمة
الحجاج بن ريان عن طريق تمام وقال: " هذا موقوف. وهو
منكر " (5).
246 - (292) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:
أحب شئ إلى الله تعالى الغرباء. قيل أي شئ الغرباء
قال: الذين يفرون بدينهم يجتمعون إلى عيسى ابن مريم
عليه السلام.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن المبارك، عن محمد بن مسلم، قال:

(1) في الحاوي: " من ولد الحسن ". وكذا في فوائد تمام.
(2) الفتن (102 ب).
(3) الروض البسام (5: 147: 1726).
(4) الحاوي (2: 136).
(5) الميزان (1: 462).
358

سمعت عثمان بن أوس يحدث عن سليم بن هرمز، عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنه قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف لضعف نعيم كما أنني لم أجد ترجمة عثمان بن
أوس.
247 - (293) عن مالك بن صحار الهمداني قال: غزونا بلنجر في خلافة
عثمان فقال حذيفة:
" لا تفتحوها قابلا ولا تفتحوها في سلطان بني أمية ولا
يفتح بلنجر وجبل الديلم والقسطنطينية إلا هاشمي بهم
فتح هذا الامر وبهم ختم ".
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان قال: أخبرنا أبو
إسحاق بن حمرة إجازة، ثنا ابن زيدان، ثنا محمد بن ثواب، ثنا يحيى
ابن محمد بن سليمان الأصبهاني، سمعت أبي، يذكر عن عبد الرحمن بن
الأصبهاني، عن الشعبي، عن مالك بن صحار الهمداني، قال: فذكره (2).
ثم قال أبو نعيم: وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أحمد بن
يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الأصبهاني،
حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن مالك بن صحار مثله.
مالك بن صحار الهمداني: ترجم له البخاري في التاريخ الكبير وابن
أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وأشارا إلى
هذه الرواية. وذكره ابن حبان في الثقات (3).
والاسناد إليه ضعيف.

(1) الفتن (16 ب).
(2) أخبار أصبهان (2: 359).
(3) التاريخ الكبير (4: 1: 306)، الجرح والتعديل (4: 1: 210). ثقات ابن حبان
(5: 384).
359

أبو إسحاق بن حمزة وشيخه ابن زيدان لم أجد لهما ترجمة.
يحيى بن محمد بن سليمان الأصبهاني روى عنه محمد بن ثواب
الهباري - صدوق - ذكره أبو نعيم في أخبار أصبهان وفي ترجمته أورد هذا
الحديث ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
أبوه محمد بن سليمان الأصبهاني: صدوق يخطئ. من الثامنة مات
181 ه‍ (ت س ق).
ذكره ابن حبان في الثقات ولكن قال النسائي: ضعيف. وقال أبو
حاتم: لا بأس به يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن عدي: مضطرب
الحديث قليل الحديث وبمقدار ماله قد أخطأ في غير شئ منه (2).
وأما الطريق الثاني إليه ففيه:
محمد بن أحمد بن الحسن وأحمد بن يحيى الحلواني وسعيد بن
سليمان. كلهم لم أجد لهم تراجم.
وبقية رجاله هم رجال الطريق الأول.
فمدار الاسنادين على محمد بن سليمان الأصبهاني وهو صدوق
يخطئ فلا يحتج به. ومالك بن صحار نفسه لم يرو عنه إلا الشعبي ولم
يوثقه أحد سوى ابن حبان فيما أعلم، وهو معروف بتساهله.
وأما المتن فالواقع خلافه. فقد فتحت القسطنطينية والذي فتحها غير
هاشمي. والله أعلم.
248 - (294) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن خرج سبعة
رجال علماء من أفق شتى على غير ميعاد يبايع لكل رجل
منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا حتى يجتمعوا بمكة فيلتقي

(1) أخبار أصبهان (2: 359).
(2) أخبار أصبهان (2: 174)، تقريب التهذيب (2: 166)، تهذيب التهذيب (9: 201).
360

السبعة فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا
في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه
الفتن وتفتح له القسطنطينية قد عرفناه باسمه واسم أبيه
وأمه وحليته. فيتفق السبعة على ذلك. فيطلبونه فيصيبونه
بمكة. فيقولون: أنت فلان بن فلان، وأمك فلانة بنت
فلان، فيقول: لا بل أنا رجل من الأنصار. حتى يفلت
منهم فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به. فيقال: هو
صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة. فيطلبونه
بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيصيبونه. فيقولون: أنت
فلان بن فلان، وأمك فلانة بنت فلان، وفيك آية كذا
وكذا، وقد أفلت منا مرة، فمد يدك نبايعك. فيقول:
لست بصاحبكم أنا فلان بن فلان الأنصاري مروا بنا أدلكم
على صاحبكم، حتى يفلت منهم فيطلبونه بالمدينة،
فيخالفهم إلى مكة، فيصيبونه بمكة عند الركن. فيقولون:
إثمنا عليك ودماءنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك. هذا
عسكر السفياني قد توجه في طلبنا، عليهم رجل من جرم.
فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له، ويلقي الله
محبته في صدور الناس، فيسير مع قوم أسد بالنهار
ورهبان بالليل.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا أبو عمر، عن ابن
لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن
الحارث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: فذكره (1).
وتقدم البحث في هذا الاسناد في 103.

(1) كتاب الفتن (95 ب).
361

وفيه أبو عمر ولم أعرفه. وابن لهيعة معروف بالضعف وعبد الوهاب
ابن حسين مجهول ومحمد بن ثابت ضعيف، وحارث الأعور ضعيف
جدا.
وقد سبق نحو هذا المتن برقم 103.
وقال الحاكم في خبر آخر بهذا الاسناد: أخرجته تعجبا. وقال
الذهبي: ذا الخبر موضوع. والظاهر أن حكم هذا الخبر أيضا كحكمه.
والله أعلم.
249 - (295) عن أبي أمامة قال:
" لينادين باسم رجل من السماء لا ينكره الدليل ولا
يمتنع منه الذليل ".
أخرجه ابن أبي شيبة قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي محمد،
عن عاصم بن عمرو البجلي، أن أبا أمامة قال: فذكره (1).
وفي هذا الاسناد: أبو محمد شيخ حماد بن سلمة لم أعرفه.
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
الحسن بن موسى: ثقة. وقد تقدم.
وحماد بن سلمة: ثقة عابد له أوهام. تقدم.
وعاصم بن عمرو البجلي، الكوفي قدم الشام، صدوق رمي بالتشيع
من الثالثة (ق).
روى له ابن ماجة حديثا واحدا في فضل صلاة الرجل في بيته. قال

(1) ذكره الغماري في إبراز الوهم المكنون (ص 131)، وذكره في الحاوي أيضا (2:
129) من قول عاصم بن البجلي. والله أعلم.
362

البخاري: لم يثبت حديثه. وذكره العقيلي في الضعفاء. قال أبو حاتم:
صدوق يحول من كتاب الضعفاء أي للبخاري. ووثقه ابن حبان. قال
الذهبي: لا بأس به إن شاء الله (1).
ونظرا إلى أنني لم أعرف أبا محمد فلا أستطيع أن أحكم على
الحديث بشئ.
250 - (296) عن ابن المسيب قال:
" تكون بالشام فتنة كلما سكنت من جانب طمت من
جانب فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء إن أميركم
فلان ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا ابن المبارك وعبد
الرزاق. عن معمر، عن رجل، عن سعيد بن المسيب قال: فذكره (2).
وإسناده ضعيف لجهالة شيخ معمر.
251 - (297) وعن ابن المسيب قال:
تكون فتنة بالشام كان أولها لعب الصبيان ثم لا يستقيم
أمر الناس على شئ ولا تكون لهم جماعة حتى ينادي
مناد من السماء عليكم بفلان. وتطلع كف بشير.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى،
عن محمد بن بشر، عن (3) هشام، عن ابن المسيب قال: فذكره (4).
وأخرج نحوه أيضا من طريق آخر قال: حدثنا ابن وهب، عن

(1) تقريب التهذيب (1: 385)، تهذيب التهذيب (5: 55).
(2) كتاب الفتن (36 ب)، (92 ألف).
(3) في الأصل " محمد بن بشر بن هشام " وهو خطأ.
(4) كتاب الفتن (93 ألف).
363

عياض بن عبد الله الفهري، عن محمد بن يزيد بن المهاجر (1)، عن ابن
المسيب، نحوه إلا أنه قال: ينادي منادي من السماء أميركم فلان (2).
في الاسناد الأول: إسحاق بن يحيى بن طلحة: وهو متروك الحديث
تقدم في 96. وفي الاسناد الثاني: عياض بن عبد الله الفهري وهو أيضا
ضعيف. قال البخاري: منكر الحديث. وقال الساجي: روى عنه ابن
وهب أحاديث فيها نظر. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين
ضعيف الحديث. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: " فيه لين "
من السابعة (م س ق) (3).
فالاسناد الأول ضعيف جدا والثاني أيضا: ضعيف.
252 - (298) عن سعيد بن المسيب قال:
تكون فرقة واختلاف حتى تطلع كف من السماء وينادي
مناد ألا إن أميركم فلان.
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو إسحاق الأقرع، حدثني أبو الحكم
المدني، قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال:
فذكره (4).
يحيى بن سعيد: هو الأنصاري المدني. ثقة (5). وأما أبو إسحاق
الأقرع، وأبو الحكم المدني. فلم أعرفهما.

(1) كذا في الأصل. والصواب " محمد بن زيد بن المهاجر ". وهو ثقة. تقريب التهذيب
(2: 162).
(2) الفتن (93 ألف).
(3) ميزان الاعتدال (3: 307)، المغني في الضعفاء (2: 496)، تقريب التهذيب (2:
96)، تهذيب التهذب (8: 201).
(4) الفتن (93 ب).
(5) تهذيب التهذيب (11: 221).
364

253 - (299) عن ابن شهاب قال:
يؤمر من آل أبي سفيان الثاني أمير على الموسم ويبعث
معه بعثا فإذا كانوا بالموسم سمعوا منادي (كذا) من
السماء ألا إن الأمير فلان. وينادي مناد من الأرض
كذب وينادي مناد من السماء صدق. فيطول ذلك فلا
يدرون أيهما يتبعون وإنما يصدق من السماء أول مرة
فإذا سمعتم ذلك فاعلموا أن كلمة الله هي العليا، وكلمة
الشيطان هي السفلى.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن شيخ، عن ابن شهاب
قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف. الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن وشيخه لا يدري
من هو.
254 - (300) عن ابن سيرين أنه ذكر فتنة تكون فقال:
إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتى تسمعوا على
الناس بخير من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. قيل:
يا أبا بكر، خير من أبي بكر وعمر؟ قال: قد كان
يفضل على بعض الأنبياء.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن محمد بن
سيرين. فذكره (2).
ضمرة بن ربيعة. الفلسطيني. أبو عبد الله دمشقي. صدوق يهم
قليلا. من التاسعة. مات 202 ه‍ (بخ 4) (3).

(1) الفتن (93 ب).
(2) الفتن (99 ألف).
(3) تقريب التهذيب (1: 374).
365

ففي هذا الاسناد لين وقد ورد المتن بنحوه من طريق آخر. وقد
تقدم برقم 45، وسنده صحيح، وقد ذكر السيوطي رواية ضمرة هذه ثم
قال: في هذا ما فيه ثم ساق رواية بن أبي شيبة وقال: " وهذا اللفظ أخف
من اللفظ الأول " (1). ولعل ضمرة قد رواه بالمعنى فوهم في بعض
تعبيراته. وهذا إذا كان نعيم بن حماد أتقنه فإنه أيضا كثير الوهم والراوي
عنه ضعيف أيضا.
255 - (301) عن طاوس قال:
ودع عمر بن الخطاب رضي الله عنه البيت ثم قال:
والله ما أراني أدع خزائن البيت وما فيه من السلاح
والمال أم أقسمه في سبيل الله. فقال له علي بن أبي
طالب رضي الله عنه: امض يا أمير المؤمنين فلست
بصاحبه، إنما صاحبه منا شاب من قريش. يقسمه في
سبيل الله في آخر الزمان.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى بن
طلحة، عن طاووس قال: فذكره (2).
وإسحاق بن يحيى متروك الحديث. تقدمت ترجمته في 96.
ولذلك هذا الاسناد ضعيف جدا.
256 - (302) عن محمد ابن الحنفية قال:
ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض
عدلا يبني بيت المقدس بناء لم يبن مثله. يملك أربعين
سنة تكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين بقين من

(1) الحاوي (2: 153).
(2) الفتن (100 ألف).
366

خلافته ثم يغدرون. ثم يجتمعون له بالعمق فيموت فيها
غما ثم يلي بعده رجل من بني هاشم ثم تكون هزيمتهم
وفتح القسطنطينية على يديه. ثم يسير إلى رومية فيفتحها
ويستخرج كنوزها ومائدة سليمان بن داود عليهما السلام
ثم يرجع إلى بيت المقدس فينزلها ويخرج الدجال في
زمانه وينزل عيسى ابن مريم فيصلي خلفه.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد، عن أبي عبد الله، عن عبد الكريم،
عن ابن الحنفية قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف جدا. وقد تقدمت دراسة هذا الاسناد برقم 142.
وفيه: عبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف جدا، والوليد بن مسلم مدلس
وقد عنعن وشيخه أبو عبد الله لا أدري من هو.
257 - (303) عن أبي الجلد قال:
إنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة
كلهم يعمل بالهدى ودين الحق منهم رجلان من أهل
بيت النبي صلى الله عليه وسلم يعيش أحدهما أربعين سنة والاخر ثلاثين
سنة ويكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم.
أخرجه مسدد. قال في المطالب العالية: قال مسدد: حدثنا يحيى،
عن أبي يونس، ثنا أبو بحر، أن أبا الجلد حدثه وحلف عليه. فذكره (2).
أبو الجلد صاحب هذا الكلام: هو جيلان بن فروة الأسدي
البصري. قال أبو حاتم صاحب كتب التوراة ونحوها. روى عن قتادة وأبي
عمران الجوني وورد. وثقه أحمد بن حنبل (3). والاسناد إليه ضعيف.

(1) الفتن (110 ألف).
(2) المطالب العالية المسندة (4: 460)، المطبوعة (4: 342).
(3) الجرح والتعديل (1: 1: 547).
367

فالراوي عنه أبو بحر: عبد الرحمن بن عثمان الثقفي البكراوي.
ضعيف من التاسعة مات 195 (د ق). ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي
وأبو أحمد الحاكم. وقال ابن المديني: ذهب حديثه. وقال أحمد: طرح
الناس حديثه. وقال مرة: تركوا حديثه.
ولأحمد رواية قال فيها: لا بأس به. وقال مرة: صالح. وكان
يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه. ووثقه العجلي (1).
وأبو يونس لم أعرفه.
258 - (304) عن أرطاة قال:
إذا كان الناس بمنى وعرفات نادى مناد بعد أن تحازب
القبائل ألا إن أميركم فلان ويتبعه صوت خر ألا إنه قد
كذب ويتبعه صوت آخر ألا إنه قد صدق. فيقتتلون
قتالا شديدا فجل سلاحهم البراذع وهو جيش البراذع،
وعند ذلك ترون كفا معلمة في السماء. يشتد القتال
حتى لا يبقى من أنصار الحق إلا عدة أهل بدر فيذهبون
حتى يبايعون صاحبهم.
أخرجه نعيم وقال: حدثنا الحكم بن نافع، عن جراح، عن أرطاة،
قال: فذكره (2).
أرطاة تابعي ثقة. والاسناد إليه ضعيف لضعف نعيم في حفظه وبقية
رجاله ممن يحتج بهم. والخبر من الإسرائيليات.
وقد تقدم الكلام في هذا الاسناد برقم 190.

(1) الكاشف (2: 176)، ميزان الاعتدال (2: 578)، تقريب التهذيب (1: 490)،
تهذيب التهذيب (6: 227).
(2) كتاب الفتن (83 ب).
368

259 - (305) عن أبي قبيل قال:
يخرج رجل من ولد الحسين لو استقبلته الجبال الرواسي
لهدها واتخذ فيها طرقا.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي
قبيل قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف. لأجل ابن لهيعة. وقد تقدم الكلام في مثل هذا
الاسناد برقم 207.
260 - (306) عن أبي جعفر قال:
يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال من
خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل
أصحاب السفياني فيهزمهم.
أخرجه نعيم قال: حدثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر
قال: فذكره (2).
وهذا إسناد ضعيف جدا. تقدمت دراسته برقم 213.
فأما أبو جعفر صاحب هذا القول الظاهر أنه الباقر والراوي عنه جابر
هو الجعفي وهو متروك، أما سعيد أبو عثمان فهو صاحب مناكير.
261 - (307) وبه عن أبي جعفر قال:
ينادي مناد من السماء ألا إن الحق في آل محمد وينادي
مناد من الأرض ألا إن الحق في آل عيسى، أو قال
العباس - أنا أشك فيه - وإنما الصوت الأسفل من

(1) المصدر السابق (103 ألف).
(2) كتاب الفتن (84 ب).
369

الشيطان ليلبس على الناس. شك أبو عبد الله نعيم (1).
وإسناده ضعيف جدا كسابقه.
262 - (308) وبه عن أبي جعفر قال:
يبعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة
وبغداد.. وعند ذلك تقبل الرايات من خراسان على
جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال
يسهل الله أمره وطريقه ثم تكون له وقعة بتخوم خراسان
ويسير الهاشمي في طريق الري فيسرح رجل من بني
تميم من الموالي يقال له شعيب بن صالح إلى إصطخر
إلى الأموي فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء
إصطخر فتكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل
الدماء إلى أرصاغها (2).
إسناده ضعيف جدا كسابقه.
263 - (309) عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أمه - وكانت قديمة - قال:
قلت لها في فتنة ابن الزبير إن هذه الفتنة تهلك الناس.
قالت: كلا يا بني. ولكن بعدها فتنة تهلك الناس لا
يستقيم أمرهم حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى التيمي،
عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أمه. فذكره (3).

(1) المصدر السابق (93 ألف).
(2) كتاب الفتن (85 ب).
(3) كتاب الفتن (93 ألف). ووقع في الحاوي عن إسحاق بن يحيى عن أمه من قولها.
الحاوي (2: 151).
370

وإسحاق بن يحيى متروك الحديث. تقدمت ترجمته في 96.
والمغيرة بن عبد الرحمن لا أدري من هو.
264 - (310) عن الحكم بن عتيبة قال: قلت لمحمد بن علي:
سمعنا أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة؟
قال: إنا نرجو ما يرجو الناس. وإنا نرجو لو لم يبق
من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يكون ما
ترجو هذه الأمة. قبل ذلك فتنة شر فتنة، يمسي الرجل
مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح مؤمنا ويسمى كافرا. فمن
أدرك ذلك منكم فليتق الله وليكن من أحلاس بيته
وليحرز دينه.
أخرجه الداني في السنن الواردة في الفتن. قال:
حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن عفان، قال: حدثنا قاسم بن
أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا محمد بن الصلت
الأسدي، قال: حدثنا فطر بن عبد الله الخشاب، قال: حدثنا الحكم بن
عتيبة عن محمد بن علي. قال: قلت: فذكره (2).
في إسناده فطر بن عبد الله الخشاب ولم أجد له ترجمة.
الأثر مقطوع من قول محمد بن علي وهو أبو جعفر الباقر، وإسناده
ينبغي التوقف فيه حتى ترجمة الخشاب أما المتن فقد ورد معناه في
أحاديث وآثار أخرى كما تقدم. والله أعلم.

(1) السنن الواردة في الفتن (1: 369: 122).
371

أحاديث وآثار
لم أطلع على أسانيدها
265 - (311) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول الله تلك الليلة حتى
يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه
اسم أبي. يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا،
ويقسم المال بالسوية ويجعل الله الغنى في قلوب هذه
الأمة فيمكث سبعا أو تسعا ثم لا خير في الحياة بعد
المهدي ".
أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي (1).
266 - (312) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل
بيتي ".
أخرجه: الحسن بن سفيان وأبو نعيم (2) وقد تقدم نحوه عن أبي
هريرة برقم 28 وهو حسن.

(1) الحاوي (2: 133).
(2) المصدر السابق (2: 133).
373

267 - (313) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يخلين الروم على وال من عترتي اسمه يواطئ اسمي
فيقتتلون بمكان يقال له: العماق فيقتتلون، فيقتل من
المسلمين الثلث أو نحو ذلك ثم يقتتلون يوما آخر فيقتل
من المسلمين نحو ذلك ثم يقتتلون اليوم الثالث فيكون
على الروم فلا يزالون حتى يفتحوا القسطنطينية فبينما
هم يقتسمون فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ إن الدجال
قد خلفكم في ذراريكم.
أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (1).
268 - (314) عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يخرج المهدي في أمتي يبعثه الله غياثا للناس، تنعم
الأمة وتعيش الماشية وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال
صحاحا.
أخرجه أبو نعيم والحاكم كما قال السيوطي (2) ولم أجده في
المستدرك بهذا اللفظ وإنما أخرجه الحاكم بلفظ مقارب، وهو الحديث
الثالث من الجزء الأول لهذا الكتاب.
269 - (315) عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
المهدي منا أهل البيت، رجل من أمتي، أشم الانف
يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي (3).

(1) المصدر السابق (2: 138).
(2) الحاوي (2: 132).
(3) المصدر السابق (2: 124).
374

270 - (316) عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
تملأ الأرض ظلما وجورا فيقوم رجل من عترتي فيملؤها
قسطا وعدلا. يملك سبعا أو تسعا.
أخرجه أبو نعيم (1).
271 - (317) عن أبي سعيد عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
يكون في أمتي المهدي، إن قصر عمره فسبع سنين
وإلا فثمان وإلا فتسع سنين تتنعم أمتي في زمانه نعيما
لا يتنعموا مثله قط، البر والفاجر، يرس الله من
السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من نباتها.
أخرجه أبو نعيم (2).
272 - (318) عن أبي سعيد مرفوعا:
لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله تعالى رجلا من أهل بيتي
أجلى، أقنى يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما
يكون سبع سنين.
أخرجه أحمد وأبو يعلى وسمويه كما في كنز العمال (3).
ولم أجده في مسند أحمد بهذا اللفظ. وقد تقدم نحوه برقم: 30.

(1) الحاوي (2: 132).
(2) المصدر السابق (2: 131).
(3) كنز العمال (7: 188).
375

273 - (319) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ملك الأرض أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان ذو القرنين
وسليمان والكافران نمرود وبخت نصر. وسيملكها
خامس من أهل بيتي.
أخرجه ابن الجوزي في تاريخه (1).
274 - (320) عن ابن عباس مرفوعا.
" المهدي طاوس أهل الجنة ".
أخرجه الديلمي في الفردوس (2).
275 - (321) عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يخرج المهدي وعلى رأسه عمامة. فيأتي مناد ينادي:
هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.
أخرجه أبو نعيم (3).
276 - (322) عن ابن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يخرج المهدي في قرية يقال لها كرعة ".
أخرجه أبو نعيم وأبو بكر بن المقري (4).

(1) الحاوي (2: 158).
(2) الحاوي (2: 162). وهو في الفردوس (4: 222: 6668).
(3) المصدر السابق (2: 128).
(4) المصدر السابق (2: 137).
376

277 - (323) عن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة:
" المهدي من ولدك ".
أخرجه أبو نعيم (1).
وقد تقدم نحوه برقم 58 وفي إسناده كذابان.
278 - (324) عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويخيفون
المطيعين إلا من أظهر طاعتهم. فالمؤمن التقي يصانعهم
بلسانه ويقومهم بقلبه. فإذا أراد الله أن يعيد الاسلام
عزيزا قصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء أن
يصلح أمة بعد فسادها. يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا
إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من
أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه ويظهر الاسلام، لا
يخلف وعده - وهو سريع الحساب.
أخرجه أبو نعيم (2).
279 - (325) عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يلتفت المهدي وقد نزل عيسى ابن مريم كأنما يقطر من
شعره الماء فيقول المهدي: تقدم صل بالناس. فيقول
عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي خلف رجل من
ولدي. الحديث.
أخرجه أبو عمرو الداني في سننه (3).

(1) الحاوي (2: 137).
(2) المصدر السابق (2: 133).
(3) الحاوي (2: 159). ولعله جزء من حديث حذيفة الطويل الذي تقدم برقم (80)
وفيه نحو هذا الكلام في سنن الداني (5: 1105).
377

280 - (326) عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" تجئ فتنة غبراء مظلمة ثم يتبع الفتن بعضها بعضا
حتى يخرج رجل من أهل بيتي يقال له المهدي. فإن
أدركته فاتبعه وكن من المهتدين ".
أخرجه الطبراني (1).
281 - (327) عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تجئ الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر
الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم ولو حبوا على
الثلج.
أخرجه الحسن بن سفيان وأبو نعيم (2).
282 - (328) عن أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر الدجال
وقال:
" فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد
ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص. فقالت أم شريك:
فأين العرب يا رسول الله يومئذ؟ فقال: هم يومئذ قليل
وجلهم ببيت المقدس. وإمامهم المهدي رجل صالح
فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم
عيسى ابن مريم فرجع ذلك الامام ينكص حتى يمشي
القهقري ليتقدم عيسى. فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم
يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت. فيصلي بهم
إمامهم ".

(1) الحاوي (2: 138).
(2) الحاوي (2: 133).
378

قال السيوطي: أخرجه ابن ماجة والروياني وابن خزيمة وأبو عوانة
والحاكم وأبو نعيم واللفظ له (1).
وهو حديث طويل أخرجه ابن ماجة وفيه " وإمامهم رجل صالح " (2).
وأخرجه أيضا حنبل بن إسحاق في كتاب الفتن وفيه " وإمام الناس
يومئذ رجل صالح " (3).
وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن أيضا وفيه " وإمام الناس يومئذ رجل
صالح " (4).
وذكر إسناده أبو داود في السنن إشارة إليه ولم يذكر متنه (5).
وأخرجه الحاكم في المستدرك ولكن ليس فيه هذا الجزء من
الحديث (6).
أخرجه أيضا ابن عساكر عن طريق تمام الرازي وفيه " وإمام المسلمين
يومئذ رجل صالح " (7).
فكل هذه المصادر التي تمكنت من الوصول إليها لا تذكر كلمة
" المهدي " في هذا الحديث. وأسانيدها بمجموعها تصل إلى درجة الحسن
لغيره.
أما الروياني وابن خزيمة وأبو عوانة وأبو نعيم فلم أطلع على
أسانيدهم ولا على متونها. والله أعلم.

(1) الحاوي (2: 135).
(2) سنن ابن ماجة (2: 1359) حديث رقم: 4077.
(3) كتاب الفتن لحنبل بن إسحاق (52 ب).
(4) كتاب الفتن لنعيم بن حماد (159 ب)، (160 ألف).
(5) سنن أبي داود (4: 117).
(6) المستدرك (4: 536).
(7) تاريخ دمشق (1: 611).
379

283 - (329) عن أم سلمة مرفوعا:
يعوذ عائذ في البيت فيبعث إليه جيش حتى إذا كانوا
بالبيداء خسف بهم فلم يفلت منهم إلا رجل يخبر عنهم.
ذكره في كنز العمال في باب المهدي وعزاه إلى الخطيب في المتفق
والمفترق (1).
284 - (330) عن علي عليه السلام قال:
إذا قام أهل محمد صلى الله عليه وآله وسلم جمع
الله له المشرق وأهل المغرب فيجتمعون كما يجتمع قزع
الخريف. فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة، وأما الابدال
فمن أهل الشام.
رواه ابن عساكر (2).
285 - (331) عن علي قال:
ليخرجن رجل من ولدي عند اقتراب الساعة حتى تموت
قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان لما لحقهم من
الضرر والشدة والجوع والقتل وتواتر الفتن والملاحم
العظام وإماتة السنن وإحياء البدع وترك الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر، فيحيي الله بالمهدي محمد بن
عبد الله السنن التي قد أميتت. وتسر بعدله وبركته
قلوب المؤمنين وتتألف إليه عصب العجم وقبائل من
العرب فيبقى على ذلك سنين ليست بالكثيرة دون
العشرة. ثم يموت.

(1) كنز العمال (7: 188).
(2) إبراز الوهم المكنون (ص 143).
380

أخرجه ابن المنادي في الملاحم (1).
286 - (332) عن علي بن أبي طالب قال:
ويحا للطالقان فإن الله فيه كنوزا ليست من ذهب ولا
فضة ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار
المهدي آخر الزمان.
أخرجه أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن (2).
287 - (333) قال عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب وابن الجوزي
في غريب الحديث وابن الأثير في النهاية في حديث علي:
أنه ذكر المهدي من ولد الحسن فقال:
" أنه أزيل الفخذين ".
والمراد انفراج فخذيه وتباعد ما بينهما (3).
288 - (334) عن ابن عباس قال:
" المهدي شاب منا أهل البيت ".
أخرجه ابن منده في تاريخ أصبهان (4).
289 - (335) عن سلمة بن زفر قال: قيل يوما عند حذيفة:
قد خرج المهدي. فقال: لقد أفلحتم إن خرج
وأصحاب محمد نبيكم. إنه لا يخرج حتى لا يكون
غائب أحب إلى الناس منه، مما يلقون من الشر.

(1) الحاوي (2: 164)، إبراز الوهم المكنون (ص 15).
(2) الحاوي (2: 161).
(3) المصدر السابق (2: 165). وانظر النهاية في غريب الحديث (2: 325).
(4) الحاوي (2: 165).
381

أخرجه الداني (1).
290 - (336) عن صباح قال:
لا خلافة بعد حمل بني أمية حتى يخرج المهدي.
أخرجه نعيم (2).
291 - (337) عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال:
يزعمون أني أنا المهدي وإني إلى أجلي أدنى مني إلى
ما يدعون.
أخرجه المحاملي في أماليه (3).
292 - (338) قال ابن المنادي، وفي كتاب دانيال:
إن السفيانيين ثلاثة. وإن المهديين ثلاثة. فيخرج
السفياني الأول فإذا خرج وفشا ذكره خرج عليه المهدي
الأول ثم يخرج السفياني الثاني فيخرج عليه المهدي
الثاني. ثم يخرج السفياني الثالث فيخرج عليه المهدي
الثالث. فيصلح الله به كل ما أفسد قبله ويستنقذ الله به
أهل الايمان ويحيي به السنة ويطفئ به نيران البدعة
ويكون الناس في زمانه أعزاء ظاهرين على من خالفهم
ويعيشون أطيب عيش. ويرسل الله السماء عليهم مدرارا
وتخرج الأرض زهرتها ونباتها فلا تدخر من نباتها شيئا،
فيمكث على ذلك سبع سنين ثم يموت.

(1) الحاوي (2: 159). وهو في سنن الداني (6: 1167: 642)، ولكن فيه " قد
خرج الدجال " وفي إسناده مجالد بن سعيد وهو ضعيف.
(2) الحاوي (2: 162).
(3) المصدر السابق (2: 158).
382

ذكره السيوطي في الحاوي (1).
ولكن ما هو كتاب دانيال؟ وما قيمته؟ والخبر أحسن أحواله أن
يكون من الإسرائيليات.
قال القرطبي في التذكرة: " وقد ذكر خبر السفياني مطولا بتمامه أبو
الحسين أحمد بن جعفر ابن المنادي في كتاب الملاحم له ".
ثم ساق شيئا من أخباره ثم قال: " وذكر أشياء كثيرة الله أعلم
بصحتها. أخذها من كتاب دانيال فيما زعم ".
" قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية: ودانيال نبي من أنبياء
إسرائيل (لعل الصواب، بني إسرائيل) كلامه عبراني. وهو
على شريعة موسى بن عمران وكان قبل عيسى بن مريم
بزمان. ومن أسند مثل هذا إلى نبي عن غير ثقة أو توقيف
من نبينا صلى الله عليه وسلم فقد سقطت عدالته إلا أن يبين وضعه لتصح
أمانته. وقد ذكر في هذا الكتاب من الملاحم وما كان من
الحوادث وسيكون، وجمع فيه التنافي والتناقض بين الضب
والنون وفيما أعرب في روايته عن ضرب من الهوس
والجنون. وفيه من الموضوعات ما يكذب آخرها أولها
ويتعذر على المتأول لها تأويلها ".
إلى أن قال: " وإن من أفضح فضيحة في الدين نقل مثل هذه
الإسرائيليات عن المتهودين فإنه لا طريق فيما ذكر عن دانيال إلا عنهم ولا
رواية تؤخذ في ذلك إلا منهم " (2) انتهى ما أردنا نقله من كلام ابن دحية.
ولا شك أن كثيرا من المؤلفين شوهوا كتبهم بنقل مثل هذه الخرافات
الإسرائيلية. ولكن القول بسقوط عدالة من نقل ذلك أو رواه فيه نظر.

(1) الحاوي (2: 164).
(2) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (ص 715 - 717).
383

انتهى الكتاب
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا
محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
384