الكتاب: الكشف المثالي عن سرقات سليم الهلالي
المؤلف: أحمد الكويتي
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٣ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:

الكشف المثالي
عن
سرقات سليم الهلالي
1

بسم الله الرحمن الرحيم
2

الكشف المثالي
عن
سرقات سليم الهلالي
بقلم
أحمد الكويتي
3

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولي
1413 ه‍ - 1993 م‍
يطلب الكتاب من
الأردن - عمان - هاتف وفاكس 652437
الأردن - الرصيفة - ص. ب (567)
4

قال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها).
قال الشاعر ناصحا:
عليك بالحفظ دون الجمع في الكتب * فإن للكتب آفات تفرقها
الماء يغرقها، والنار تحرقها * والفأر يخرقها، واللص يسرقها.
5

* تقديم بقلم الشيخ محمد الأرناؤوطي.
* مقدمة المؤلف.
* رؤية ذهبية في ذم السرقات العلمية.
1 - الكشف القيم عن سرقته كلام ابن القيم.
2 - الكشف الحاوي عن سرقته كتاب القرضاوي.
3 - الكشف الجيد عن سرقته كلام سيد.
4 - كشف الالتباس عن سرقته فهارس الناس.
5 - كشف الجاني بسرقته بحوث وتخريجات الألباني.
6 - الكشف الصائب عن سرقته (الشهاب الثاقب).
7 - كشف العيبة بسرقته كلام ابن قتيبة.
* وقفات مع ردوده.
1 - رده على سعيد حوى.
2 - رده على سيد قطب.
تنبيه: هذا الكشف لا يضم جميع سرقاته، بل هي أمثلة تكفي العاقل في بيان حاله.
وصفاته.
7

تقديم بقلم الشيخ محمد الأرناؤوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى
وبعد...
فقد عرض علي أخي الفاضل أحمد كتابه هذا الذي بين أيدينا وهو (الكشف المثالي)
فقرأته، وشجعته على طباعته، وذلك لأمور عديدة. من أهمها أن يعرف القاضي والداني أن
الدعوة السلفية دعوة حقة. ليست ملكا خاصا لعالم مهما كان علمه واجتهاده فيد خل فيها
من يشاء ويخرج منها من يشاء بجرة قلم، بعبارة أخرى. إن الدعوة السلفية الحقة لا تعرف
(باللحى الممشطة) ولا تقيم لها وزنا ولا اعتبارا إذا خرجت عن الطريق.. فيخرج ناس من
الدعوة ليقول لأولئك: (مهلا.. إلى أين أنتم ذاهبون)؟!. فهذه الدعوة لا تقبل في صفها
وصوليين. ولا تجار كلام. فإذا ظهر في صفوف الدعوة أمثال هؤلاء أخرج الله لهم من صفوف
الدعوة نفسها من ينبههم إلى خطئهم وإن كان بعض كبارها مشغولين عن مثلهم فلم ينتبهوا
لهؤلاء.
أو لعلهم انتبهوا. ولكن لم يقدروا الأمور كما تجب فتغافلوا عنهم.
الأمر الثاني.. أننا معشر السلفية نحارب البدعة بشتى أشكالها. ومن شر البدع،
التدليس في العلم. والافتراء عل الناس وسرقة جهودهم. والفتيا بغير علم. فوجب علينا
بصفتنا سلفيين حقيقين محاربة من كانت هذه صفاته وإن نسب نفسه إلى السلفية، وتزيى
ظاهرا بزي أهلها. فكل دعوة في الدنيا فيها الوصوليون، والنفعيون، والمنافقون، والجهلة
المتعالمون. فوجب عل العلماء والعقلاء في الدعوة إظهار هؤلاء المنتسبين إلى هذه الدعوة كذبا
9

وزورا، وإلى العلم. وإيقافهم عند حدهم، حتى لا يغتر الناس بهم فيتخذوهم بعد لأي
رؤوسا (جهالا فيستفتونهم. فيفتونهم فيضلون ويضلون). وبهذا تتراجع الدعوة إلى
الحضيض. وأمثال هؤلاء من المتعالمين هم السبب اليوم في نفور الناس من الدعوة،
وتعرضها لهجوم الحاقدين الذين وجدوا منافذ لهذا الهجوم. فنقول لهؤلاء وهؤلاء إن الدعوة
بخير. لأن الدعوة الحقة لا تعترف بالمدلسين والكذابين والأفاقين. ولا بالوصوليين المنافقين،
الذين لا هم لهم إلا الوصول إلى كراسي الشهرة.. ومع الأسف وصل كثير منهم على
حساب الدعوة. ولن أتكلم هنا كثيرا فيما يخص الدعوة.. فهذا مجاله في مكان آخر.. ولكن
أحب أن أضع بعض النقاط على الحروف..
فهذا كتاب والحمد لله ليس فيه كذب ولا افتراء ولا تجن على هذا المدعي العلم
ولكني كأني بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن
تقولوا ما لا تفعلون). تقرع ناصية هذا المدعي فلا يرتجع. بل يتمادى في غيه. وكل عيب
عابه على غيره في كتبه وقع فيه. وكل صفة وصفها للناس. دمغته ووصمته هو.
إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.. ونحن هنا في قضية خطها واحد
ليست قضية خلافية في مسألة فقهية. تحتاج لمناقشة أدلة، لاستخراج تأويلاتها وشبهها...
ولا قضية نزاع شخصي حصل من سؤ تفاهم من جراء التلفظ بكلمة حملها كل على معنى
* فيقتضي التقابل والتحادث لإزالة اللبس. إننا أمام قضية ثابتة بالوقائع والأرقام. فمن أراد
بعد ذلك تجاهل الوقائع والأرقام فهذا شأنه هو.
وقد زدت إصرارا على تشجيع المؤلف المحقق على الطبع. أن بعض الإخوة ممن
يدعون حرصهم على سمعة الدعوة اقترحوا على المؤلف عدم طبعها... بحجة أن هذا يضير
بالدعوة...!!
أقول نعم... يضير بالنفعيين في الدعوة.. ويهز مصالحهم الشخصية. وإلا فإني
أتساءل أيها يضر بالدعوة... طبع كتاب يظهر الحقائق ويميز الجاهل ويحذر الناس عامة
منه.. أم إقحام مسائل في خلافات حقوقية شخصية... (ليس خلافا في عقيدة أو فقه)
10

في مقدمات كتب المفروض أنها طبعت للنفع. لا لتجريح فلان من الناس وإخراجه من
دائرة الدعوة ووصفه بالرجل الذي (يغير الشكل من أجل الأكل)!!! من جراء خلاف
حقوقي شخصي.. بعد أن كان يوصف (بالسلفي منذ نعومة أظفاره)!! فأي كلام أحق
بالطبع.. وأيها أجدر أن يوصف بأنه يضر بالدعوة؟!
إن حرصنا عل الدعوة هو الذي قادنا للوقوف في وجه مثل هذه الدعي.. فهذا خير
من أن يأتينا آت من خارج الدعوة ليقول لنا هؤلاء هم رجال دعوتكم. فيشيرون لمثل هذا
الدعي.. عندها نقول له.. ليس من رجالنا.. وهذه كتبنا في الرد عليه.. إنما لنا رجال
هم علماء حقا جاهدوا في سبيل الدعوة، ونشرها، كتب فيهم الحاقدون، واتهموهم بشتى
التهم. وكادوا لهم شر المكائد. وها هم كالطود الراسخ. لا يهزه شئ.. ورجل رجالنا
والحمد لله من يعرفه الجميع.. أفنى عمره في إظهار السنة وتمييز صحيحها من سقيمها..
وعاداه العادون... وأفتى بقتله المفتون... ورد عليه المتخرصون. واتهموه تارة بالخروج
عل المذاهب. وتارة بالخروج عن الدين. وها هو لا يزال ينفع الله به الأمة.. أبقاه الله
ناصرا للسنة والدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
محمد بشير بن نعمان بن ثابت الأرناؤوطي
11

المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
. فلم أكتب إ؟؟
أكتب لمحاولتي إصلاح ما فسد (إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا
بالله).
أكتب حتى لا نتمادى في الظلم والباطل.
أكتب حتى لا نكون مثل يهود (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه).
أكتب حتى يعرف الذين يريدون الحق من أين نؤتى.
أكتب للذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
أكتب ناصحا، فالدين النصيحة.. لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم
أكتب حتى لا يحملونا المسؤولية يوما من الأيام.
أكتب لأن ضريبة السكوت أغلى من ضريبة الكلام.
لكل هذا أكتب... صدقا وحقا والله أكتب، فهل هم منتهون؟ أم أنهم
سيكابرون؟!! ويكيلون التهم ويتقولون (1)؟!!

(1) هذه عادة من لم يجد له من صف الحق ناصرا، فيكيلون التهم تلو الهتم!! مرة يضللونه في العقيدة!!
ومرة يتهمونه في أمور عريضة!! وقد تقول علي مرة لخلاف جرى بيني وبينه!! فأبان الله - أمام جمع من
السلفيين - كذب مدعاه وزيفه.
وما أروع ما قاله الشيخ الدكتور نأمر العمر في كتابه المستطاب (لحوم العلماء مسمومة) ص 49:
(إن بعض الناس اليوم يميلون ميلا عظيما عن طريق أهل السنة والجماعة في هذا الباب، فقد استمعت منذ
فترة إلى قصة مؤلمة محزنة، وهي أن نفرا اتهموا أحد الدعاة بأخطاء في العقيدة، ولم يقتصروا على بيان أخطائه
العقدية، بل مضوا يذكرون عنه قصصا شخصية في بيته.. سبحان الله!... ما الداعي للطعن في
شخصه؟! حقا إننا لا نحث عل السكوت عن الخطأ، ولكننا ندعو إلى الأسلوب الصحيح، لبيان الحق،
وتوضيح الخطأ).
وقال حفظه الله (56): (على العلماء وطلاب العلم الذين يبتلون بالتعرض للطعن، وكلام الناس
فيهم؟ عليهم أن يصبروا ويتقوا الله، وأن يعلموا أنهم ليسوا أفضل من الأنبياء والمرسلين، فالرسول لم
يسلم من الكلام فيه، وطعن حتى في أهله في حادثة الإفك، فللعلماء أسوة في رسول الله فليقتدوا به
وليعلموا أن العاقبة للمتقين، قال تعالى: (قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر
فإن الله يضيع أجر المحسنين) [يوسف: 90]. وقال - جل وعلا - عن موسى: (قال موسى لقومه
استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) [الأعراف: 28]. وقال
سبحانه (ولا يحيق المكر السي. إلا بأهله) [فاطر: 43].
وصدق من قال:
ولست بناج من مقالة طاعن * ولو كنت في غار على جبل وغر
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما * ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر)
13

فإن لامني البعض لما كتبت من كشف لذي الحقيقة، متقولا بأنها ستظهر فتنة (1)،
ومن مصلحة دعوتنا التستر عل مثل هذا الأمر والخلاف، فإني ذاكر له ما قاله سليم!!)
نفسه في أول كتابه الذي صنفه للرد عل الشيخ سعيد حوى، حيث قال ص (3):
(لذلك لا يجوز إخفاء الخلاف، وعلى الدعاة أن يكونوا صرحاء مع أنفسهم ومع
الناس في أمر دعوتهم، وأن يقولوا لهم الحقيقة - ومريض القلب تجرحه الحقيقة - ولا يخفوها
عليهم، لأنها لا بد أن تظهر وتطفو على السطح مهما عملوا على تأجيلها شاءوا أم أبوا،

(1) قال الشيخ الداعية ناصر العمر حفظه الله: وإقحام (خوف الفتنة) تبريرا لكل موقف تنقصه
الشجاعة في الحق، أمر فيه نظر) ص (39) من (لحوم العلماء مسمومة)
14

فذلك دليل صدقهم، وسبب الاستجابة للحق).
ويتابع كلامه بوجوب إظهار الأمور على حقيقتها، فيقول ص (4): (وإظهار الأمور
على حقيقتها واجب، لنقيم الحجة لله (ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة
وإن الله لسميع عليم).
وها هو يصف محاولة إخفاء الخلاف وكتمانه، والتستر عليه، وتجاهله، بأن أربابها
آفات تنخر الصف الإسلامي، ثم يذكر دوافع إخفاء الخلاف، فيقول ص (4 - 5)
(ومحاولة إخفاء الخلاف، وكتمانه، والتستر عليه، وتجاهد، أربابها آفات تنخر
الصف الإسلامي، ودوافعها أمور ثلاثة:
أولها: الجهل بمقاصد الشرع، وعدم الإحاطة بطبيعة هذا الدين، وتجاهل لواقع
البشرية، وأجدر بصاحب هذه المنزلة أن يتخلى عن هذه المهمة ويترك المجال لغيره، فإن
للإسلام رجالا يعرفون من أين تؤكل الكتف.
وثانيها: فقدان الدليل، فالخفافيش لا تعيش إلا في ليل مظلم، فإذا الصبح أسفر،
انزوت وتلاشت...
وثالثة الأثافي: فإن في كل دعوة مندسين، ونفعيين، ومتاجرين، يعبدون الله على
حرف، يرون مصلحتهم في التخفي، فيمتطي أحدهم الدعوة ليحقق لنفسه الشهرة والجاه.
والمال، فإذا ما بلغ غايته، ونال مرامه، مرق من الدعوة كما يمرق السهم من الرمية، لذلك
يجب تعريتهم، ولا مناص من كشف حقائقهم لون أقنعة، لكيلا يغتر الناظر إليهم من
وراء الجدر، ولا بد من العمل عل تقليص نفوذهم ليتجنب شباب الصحوة الاسلامية
شرهم، فلا ينخدعون بما يلقون من زخرف القول غرورا).
ثم يتابع القول بأن إخفاء الخلاف سبيل المغضوب عليهم!! فيقول ص (5):
(وإخفاء الخلاف، والظهور بمظهر الوحدة والائتلاف، سبيل المغضوب عليهم،
15

حيث وصفهم خالقهم في كتابه المجيد (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا
يعقلون). فلو كانوا يعقلون لعملوا على اجتثاث الخلاف من أصوله فتوحدوا، ولم يقروا
الخلاف، ويظهروا أمام خصومهم بمظهر الوحدة؟ فإذا مادت الأرض من تحتهم أتى الله
بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم. وعليه فإن الدعوة إلى إخفاء الخلافات
بين العاملين للإسلام عن الناس دعوة إلى الاهتداء بسنن المغضوب عليهم، والذين أمرنا
بمخالفتهم في كل شأن، وحذرنا رسولنا من التشبه بهم، والسير على خطواتهم).
ثم يقول - وبمثل كلامه أقول - ص (6):
(وهذه الدوافع جعلتني أمسك قلمي لأخط دراسة وتقويما لما كتبه الأستاذ سعيد
حوى بعد تردد طويل قهرته باستخارة الله.
وهذا البحث ليس هجوما بل وضع حقائق عل بساط البحث (1)، لنصل إلى وضع
أمثل، وأفضل وأكمل، ما دام بوسعنا أن نفعل.
* وليس تتبعا للعورات، ونشرا للغسيل، إنما مواجهة لأوضاعنا بأنفسنا.
* وليس خصومة، إنما نطرح أمام الأستاذ سعيد حوى ومريديه موضوع الخلل، لنسترعي
انتباههم لأمر لم يكونوا ملتفتين له، لتعديله قبل فوات الأوان.
* وليس تركيزا عل السلبيات، ونسيان الإيجابيات، فإن الإيجابيات يجب أن تكون
القاعدة في حياتنا، والأصل في انطلاقتنا، وأن تكون السلبيات شواذا، لذلك نسلط عليها
الضوء لتقليصها بل لاجتثاثها، ومن المعلوم أن معرفة الأخطاء اختصار للطريق إلى
الحقيقة، وأظن أن هذا البحث سيثلج صدر الأستاذ سعيد حوى) اه‍.
قلت: ولكن بحثي عن سرقاتك لن يثلج صدرك، فسعيد كتب بما يظن أنه حق،
وأنت تعرف حق اليقين بأنك على باطل بما فعلت في كتب الناس!!
وها هو يطلب النصيحة منا قائلا في مقدمة (مكارم الأخلاق) ص (4): (.. فمن

(1) مع أنه قلب الحقائق في بعض مواضع من رده، انظر تجنيه في (الفصل الأخير).
16

وجد خيرا فليحمد الله.. ومن وجد غير ذلك فلا يأل جهدا في النصح، لأن النصح شرعة
تعبدنا الله بها) اه‍.
وها أنا ذا يا صاحبي أعمل بقولك، وألتزم لأمرك. وإن كان لي فضل فهذا من
فضلك.
كتبه
أبو جهاد أحمد الكويتي
بعد فجر يوم الثلاثاء
11 / 5 / 1992 م
1412 ه‍
17

رؤية ذهبية في ذم السرقات العلمية
لقد ذم العلماء قديما وحديثا أمر السرقات العلمية، والمصنفات الحديثية ولم لا يذمون
من سرق، ولآداب طلب العلم والتصنيف قد مرق، لم لا يذمون السارقين، وهم يسهرون
الليالي، ويأخذون العلم بالتوالي، عاليا عن عال؟!
وهم من تبقرت عيونهم، وذبلت جفونهم، لغوصهم في كتب الأخبار، ليل نهار،
يخرجون العلم والآثار، كلؤلؤ من قاع البحار. فهل يفعلون ذلك، ويحوبون الممالك، ليأتي
أحمد المارقين، أو سارق من السارقين، فيتجر بالعلم ليكون من الرابحين، فيبتاع الدنيا
بالدين!!؟
محاكمة السارق، عادة فلا تفارق:
إني أطالب أهل العلم أهل الحق، أن لا يتورعوا في قول الصدق، وكم أتمنى أن
يخلص طلبة العلم إلى إنشاء رأي واحد، يحاكم به سارق العلم الجاحد.
قال العيدروسي في (النور السافر) ص (107) - في ترجمة القسطلاني -:
(ويحكى أن الحافظ السيوطي كان ينض منه، ويزعم أنه يأخذ من كتبه، ويستمد
منها، ولا ينسب النقل إليها، وأنه ادعى عليه بذلك بين يدي شيخ الاسلام زكريا، فألزمه
ببيان مدعاه، فعدد عليه مواضع قال: إنه نقل فيها عن البيهقي، وقال: إن للبيهقي عدة
مؤلفات، فليذكر لنا ما ذكر في أي مؤلفاته، ليعلم أنه نقل عن البيهقي، ولكنه رأى في
مؤلفاتي ذلك النقل عن البيهقي فنقله برمته. وكان الواجب عليه أن يقول: نقل السيوطي
عن البيهقي.
19

وحكى الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله: أن الشيخ رحمه الله تعالى قصد إزالة ما في
خاطر الجلال السيوطي، فمشى من القاهرة إلى الروضة - وكان الجلال السيوطي معتزلا
عن الناس بالروضة -، فوصل صاحب الترجمة إلى باب السيوطي، ودق الباب.
فقال له: من أنت؟
فقال: أنا القسطلاني جئت إليك حافيا مكشوف الرأس ليطيب خاطرك علي.
فقال له: قد طاب خاطري عليك، ولم يفتح له الباب ولم يقابله). اه‍.
* (الفارق بين المصنف والسارق):
مصنف جليل في بابه، كتبه السيوطي على شكل مقامة (1) من مقاماته، ذم فيه وشدد
على أحد سراقة، ومن أروع ما قال فيه:
(هل أتاك حديث الطارق؟ وما أدراك ما الطارق؟! الخائن السارق، والمائن
المارق.. فأوسعناه برا فتابله بجفاء، وعاملنا بغدر إذ عاملناه بوفاء، وتطفل علينا في
الموائد، فأنعمنا له بشئ مما لدينا من الفوائد، وأذنا لطلبتنا أن يسمحوا له بإعارة مصنفاتنا
الدرر الفرائد..
فما كان من هذا العديم الذوق، إلا أنه نبذ الأمانة وراء ظهره وخان، وجنى ثمار
غروسنا وهو فيما جناه جان، وافتض أبكار عرائسنا اللاتي لم يطمثهن في هذا العصر إنس
قبلنا ولا جان، وأغار على عدة كتب لنا، أقمنا في جمعها سنين، وتتبعنا فيها الأصول
القديمة وما أنا على ذلك بضنين، وعمد إلى كتابي (المعجزات والخصائص) المطول
.

(1) مطبوعة ضمن (مقامات السيوطي) 2 / 818 بتحقيق سمير الدروبي، وطبعت مؤخرا مفردة في رسالة،
حيث استلها أحدهم من (المقامات)، وعمل لها مقدمة مشوهة خالفت مضمون ما قاله السيوطي رحمه المه،
وكل ذلك دفاعا عن نفسه! بعد أن فضح أمره في سرقته عن بعض الأفاضل رسالة (كلمات إلى الأخت المسلمة).
20

والمختصر، فسرق جميع ما فيهما بعباراتي التي يعرفها أولو البصر، وزاد على السرقة، فنسبهما
إلى نفسه ظلما وعدوانا وما اقتصر، وقال: (تتبعت وجمعت ووقع لي)، قال تعالى: (ولمن انتصر).
لقد أقمت في تتبع هذه الخصائص عشرين سنة إلى أن زادت على الألف، ونظرت
عليها من كتب التفسير، والحديث، وشروحه، والفقه، والأصول من كتب المذاهب
الأربعة والتصوف، وغيرها مما يجل عن العد والوصف
فجاء هذا السارق فصدر كلامه بأن قال: (وأما الخصائص، فقد تتبعت، فوقع لي).
وساق كتابي برمته، وأورد ما جمعته مما اختص به في ذاته الشريفة وفي أمته، فزعم أنه
الجامع المتتبع! وهو كلابس ثوبي زور، بما لم يعط متشبع.
وعمد إلى التخاريج والنقول التي وقعت عليها في أصول القوم، فذكر العزو
مستقلا به، من غير واسطة كتابي، موهما أنه وقف على تلك الأصول، وهو لم يرها بعينه
إلى اليوم، ولا في النوم!!
ولقد أبهمت نقولا عن أئمة، فأوردها على إبهامها، ولو سئل: في أي كتاب هي؟ لم
يدر خنصرها من إبهامها!
ولقد زدت على النسخة التي أعيرت له أكثر من مئتي خصيصة، ولو رام الوصول إلى
واحدة منها لم يجل منها بخبر بصيصه.
وإنما ورطه في ذلك الجهل بآداب المصنفين، فإنه ليس من أهل هذا المنزل، بل هو
عن هذا الفناء بمعزل
أفقال أحد من هؤلاء: ما جاء مصنف بشئ من عنده، حتى ينقل عنه من في عصره
ومن بعده؟!
بل ما جاء مصنف قط من عنده بشئ، لا متقدم ولا متأخر، ميت أو حي.
21

وإنما للمجتهدين في تصانيفهم أمران:
استنباط مسألة لم يسبقوا إلى استنباطها من حديث أو قرآن.
واستدلال بآية أو حديث على مسألة سابقة قد يطرقها النكران.
ولهذا ذكر قوم من الخصائص ما لم يورد في الكتب الفقهية، آخذين لها من الآثار
والأحاديث المروية.
أفيسوغ لأحد أن يورد هذه الخصائص غير معزوة إلى من استخرجها من الأئمة؟
قائلا: إنها موجودة في ضمن الأحاديث، فلا تنسب إلى من تتبع ذلك وأمه؟!
معاذ الله، بل حتى يعزو كل واحدة إلى من عدها، ويعطي كل مسألة من العلم حقها
وحدها، كذلك فعل الأئمة، ونالوا بذلك المراتب العلية الجمة.
وحكي لي عن الحافظ ابن حجر أنه حشا نسخته من " (الطبقات)، بزوائد من
التواريخ القديمة، لو جردت، لكانت في عدة ورقات، فاستعارها كبئر من تلامذته حافظ
مفيد، فأخذ يصنف (طبقات) جمع فيها الأصل والمزيد، وعزا الزيادات للأصول التي نقل
منها أستاذه، ولم ينبه عل أنه اعتمد عل خطه وأنه إليه ملاذه، فكتب له ورقة يلومه فيها
أشد اللوم، ويقول له أما بلغك ما ورد في ذلك عن القوم؟! ولكن قد حرمت بذلك خيرا
كثيرا، وفضلا كبيرا.
فوالله ما طلعت لتلك (الطبقات) طالعة، ولا رآها أكثر الناس، ولا طرق خبرها
مسامعه.
وهكذا سنة الله فيمن أغار على كتب المصنفين، ولم يؤد الأمانة من المؤلفين، أن
يخمل ذكره وذكر كتابه، ويعدم النفع به في الدنيا إلى يوم مآبه.
وسرق لي كتابا ثالثا، وهو المختصر المسمى (طي اللسان عن ذم الطيلسان) أغار
على جميع ما أودعت فيه، وصدر ما أورده ب (قلت)، كأنه الذي أقام دهرا يتتبعه ويقتفيه،
فجعل ذلك من تتبعه وقوله، وأثبته عل أنه من ذخائر كنزه وطوله.
22

فإن كان صادقا في أنه القائل المتضلع، والجامع المتتبع، فشكر الله مسعاه،، وبارك
فيما ادعاه، وإن كان سارقا سالخا، وناسخا ماسخا، وكاذبا في دعوى اطلاعه على الأصول، ومدعيا ما لا
حاصل عنده به ولا محصول، ومغيرا على تصنيفي، ومنتحلا
لتأليفي؟ فلا يأمن أن يحرمه الله نفعه وثوابه، وأن يعدم عليه نفسه وكتابه، ثم لا يدفع عنه
كبير ولا جليل، ولا يغني عنه صديق ولا خليل.
فليت شعري ما الذي ألجأه إلى ولوج هذا الباب وليس له طاقة؟! وما الذي اضطره
إلى التنبيه بأهل الإفاقة، وهو من أهل الفاقة؟!
فإن ظن أنه يربح بذلك، فإنما هو يخسر، وإن توهم أنه يدعى بذلك رأسا فإنما هو
رأس منسر.
وأغار منهما على كل نفيس قدره وسني، فيستفيد ولا يعترف، وينكر ما أضحى له
من بحار كتبنا يغترف، فليدك دكا، وليشك في دفتر الخائنين شكا، ولتبك عنقه كما بكت
بمكة أعناق الجبابرة بكا، وإن زكاه أحد فما خائن عندنا بمزكى.
والله إن سارقا يسرق الأشعار، وهي بالنسبة إلى العلم رخيصة الأسعار، فيعز على
المسروق منه ويشتد، وينبه على سرقته ويعتد، ويساعده على ذلك أهل الأدب، وينتدبون
لافضاحه مع من انتدب، ويؤلفون الكتب في هتكه، ويدرجونه في حيز المهمل وسلكه،
ألم تر إلى كتاب (الحجة في سرقات ابن حجة).
وعقد علماء البيان في كتبهم السرية بابا في السرقات الشعرية، كل ذلك في إعطاء
الفضائل حقها، وتوفية بنسبة الحقوق إلى من استحقها.
وما أحسن الفصل الذي ذكره الحريري في (مقاماته)، حيث قال:
(فبرزت يوما إلى الحريم، لأروض طرفي، وأجيل في طرقه طرفي؟ فإذا فرسان
متتالون، ورجال منثالون، وشيخ طويل اللسان، قصير الطيلسان، قد لبب فتى خلق
الجلباب، قويم الشباب.
23

فركضت على إثر النظارة، حتى وافينا باب الأمارة، وهناك صاحب المعونة متربعا في
دسته، ومروعا بسمته.
فقال له الشيخ: أعز الله الوالي، وجعل كعبه العالي، إني كفلت هذا الغلام فطيما،
وربيته يتيما، ثم لم آله تعليما.
فلما مهر وبهر، جرد سيف العدوان وشهر، ولم أخله يلتوي علي ويتقح، حين يرتوي
مني، ويلتقح.
فقال له الفتى: علام عثرت مني، حتى تنشر هذا الخزي عني؟! فوالله ما سترت
وجه برك، ولا هتكت حجاب سترك، ولا شققت عصا أمرك، ولا ألغيت تلاوة شكرك.
فقال له الشيخ: ويلك، وأي ريب أخزى من ريبك، وهل عيب أفحش من عيبك،
وقد ادعيت سحري واستلحقته، وانتحلت شعري واسترقته؟! واستراق الشعر عند الشعراء
أفظع من استراق البيضاء والصفراء، وغيرتهم على بنات الأفكار كغيرتهم على البنات
الأبكار.
فالتفت الوالي إلى الغلام، وقد نصل له أسهم الملام، وقال: تبا لك من خريج
مارق، وتلميذ سارق).
وما أحسن قول الأديب ناصر الدين الحسن بن شاور الكناني:
سارق الشعر على الأبيات عاد أي عاد
وهو لص آمن من قطع كف في فساد
إنما قطع يديه قطعكم عنه الأيادي
فكيف يترك هذا وعزيز العلم يغير عليه، وينسب ما ليس له فيه يد إليه، ويوجه
إلى الخيانة في كتبنا وجهه، ويسير في باب الإغارة إلى كل وجهه، ويسرق من ذخائر كنوزنا
جواهر نفائس لا ملك له فيها ولا شبهة؟!
24

فلذلك هتكنا أمره، وإنا لصادقون، وأوضحنا خيانته وإنا بنصر الله لواثقون، وبعثنا
في ناديه مؤذنا يؤذن: (أيتها العير إنكم لسارقون).
(قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) إبراهيم النعماني، فقد سرق هذه الكتب
بعينها، واقتدى به هذا السارق الثاني.
قلنا: لم ينتفع بما سرقه، ولم يبلغ منه الأماني، فأصبح هذا سارقا من سارق، وغاصبا
من غاصب، (لا يقبل الله صدقة من غلول) وللغالين عذاب واصب.
أعوذ بالله من هذا الطارق السارق، وأستعيذ برب الفلق من شر هذا الغاسق.
فحق أن يمنع هذا السارق من عارية كل كتاب مصون، وأن يدخر عنة نفائس
الكتب في أحصن الحصون.
فاحذروا معاشر المصنفين أن يغير على كتبكم إن كنتم بعزة العلم توقنون، واخشوا
شياطين سحره أن يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون، وأرسلوا عليه من ألسنتكم
سبعا شدادا، ومن أقلامكم أسنة حدادا، ومن محابركم بحارا مدادا، ومن أقوالكم جيشا
عرمرما لا يدع تلاعا ولا وهادا، وأولوا هذا السارق قطعا، وامنعوا عنه الكتب منعا.
والمبطل فاقذعوا، والخائن فاردعوا، والسارق فاقطعوا، واهدموا بنيانه من أصله،
وألحقوا كل شكل بشكله، وردوا كل شئ إلى أهله، وقولوا:
(جزاؤه من وجد في رحله).
وإن انتصر له حبيب أو خليل؟ فقولوا له: أنت عن هذا بمعزل، وإن كنت عندنا
في أشرف محل وأعلى منزل.
وما أظن الحامل له على كلمة أمضاها، (إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها).
وإن غره قوم جاؤوا إليه، وحسنوا له الإصرار على ما هو عليه، وزعموا أنهم
ينصرونه بألسنتهم السفيهة، ويذبون عنه بافتراءات هي بأفعال بني إسرائيل شبيهة؟ فوالله
25

لا يزداد هو ومن أغراه إلا نزولا، وسيرون عجائب قدرة الله الذي يمسك السماوات
والأرض أن تزولا.
فليتق الله هذا الرجل في جميع أحواله، وليعلم أنه مطلع على أفعاله وأقواله، فإن
كان صادقا في أنه لم يستمد من كتبنا، فليوقن بالبشارة، وأنه يظفر بحسن الشارة، وإن كان
من كتبنا مستمدا، وظالما بالإصرار قد تعدى، ومتجنيا بالباطل، ومتحليا وهو في الحقيقة
عاطل، فيكفينا فيه علم الله الذي لا تخفى عليه خافية، ولا تقي من سطواته القارعة واقية.
ولقد عرضنا على هذا السارق أن يرجع إلى أداء الأمانة فأبى، وألقينا إليه من كل
قول رغبا ورهبا، حتى اجتمع به رجل صدق من أهل الغرب، ووقف على بعض ما
سرقة من كتبنا من هذا الضرب، فقال له: ما أنصفت ولا اعترفت، حيث لم تعز إلى كتابه
ما منه اغترفت.
فلما حقق منه المناط، وعلم أنه لا مناص له عن الارتباط، عزا ما نقله إلى كتاب
(المسالك) وكتاب (الطيلسان)، وطوى عن عزو باقي المسروق القلم واللسان، فاقتصر على
عزو موضعين من غير زيادة، وسكت عن عزو ما نقله من كتابي (المجزات) و
(الخصائص)، وما عين القلادة، واعتذر عن ذلك بأنه يخشى أن يفسد عليه المكتوب، وما
صدق بانتظامه على هذا الأسلوب، وذلك أن غالب كتابه مسروق من كتابي المذكورين،
ومسلوخ من تأليفي المشهورين، فخشي أن يصرح بعزو كل ما نقله عنهما، ويؤدي الأمانة في
جميع ما سرق منهما، فما يبقى من الكتاب إلا قليل جمل، فإنه ليس له فيه كبير عمل، وهذا
من تقديم العلو بالباطل على أداء السنة والفرض، أنسي: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون بغير الحق)، (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض)؟!
وإن كان كما قيل (صنعه ليشحث عليه، وليجبي من النساء والرجال ما يضمه
إليه)، فلو كان له حسن يقين، لعلم أن الله هو الرزاق، وأنه يعطي على الصدق والأمانة
ما لا يعطي على ضد هذه الأخلاق.
26

أأمن أن يناقش في بعض ما نقله من كتابي، فلا يحسن منه الخلاص؟ أو يقال له في
بعض ما أبهمت نقله: من أين أصل هذا؟ فينادي، (ولات حين مناص)!!
أو يمتحن كما كانت الفضلاء قديما يمتحنون السارقين، ويقال له: صنف لنا كتابا
في النوع الفلاني إن كنت من الصادقين.
فيا ليت شعري كيف يصنع هذا السارق إذا أورد عليه مثل هذه المناقشة؟!
أله باع ذو امتداد، وساعد ذو اشتداد؟!
أعندة أسنة حداد، وسهام خارقة مقرونة إذا رمى بها بالسداد، وسيوف مهندة
للجدال والجلاد، إذا قيل في الحرب: بداد بداد، ودروع يمانية لا يبالي معها أقل أم كثر
العداد، ومنجنيقات ذوات عماد (لم يخلق مثلها في البلاد)، وصواعق إذا أرسلت يملأ
شررها كل واد؟!
أم عنده مجرد نقل قلم بمداد، ونقش في بياض بسواد، ثم ادعاء لما بينه وبينه ألف
واد، والتجاء إذا طولب بالحق إلى أهل الفجور والعناد؟!
لقد جاءني جاء، فأخبرني أنه أذعن للحق واعترف، وأطاع لعزو ما كتبة إلى كتبي
التي منها اغترف، ثم نكص على عقبه، وأصر على خيانته وكذبه، بسبب أنه اجتمع به
مجتمعون، وقالوا له: لا تتزلزل، فإنك قد أشعت أنك رامح فكيف تعترف بعد ذلك بأنك
أعز ل؟!
فحسن له هذا الرأي العاطل، ونسي أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في
ا لباطل.
كما بلغ السخاوي عنه وهو بمكة أنه ينقل من كتبه ولا يعزو إليه، فتغيظ بسبب ذلك
عليه، وواجهه بالإغلاظ، وتوعده إن لم يعز إليه بأن يرسل عليه شواظ، فأظهر له الإجابة،
وعدل بعد ذلك عن طريق الإصابة، (فصبر جميل، والله المستعان) يا خليل.
27

وعلى ذلك: إن تاب هذا الرجل من الخيانة، قبلنا، وإن رد الأمانة إلى أهلها،
أهلناه، وإن عاد وطلب من كتبنا شيئا على أن يراعي فيه الشرط المعتبر، أنلناه، وإن خفي
عليه شئ كما خبط في نقل كثير من كلامنا، فهمناه ودللناه، وأوضحنا له ما غلط في نقله
من كتبنا وفصلناه.
وإن أصر على خيانته، واستمر على جنايته، نزلناه وسفلناه، وأبقيناه على خطئه
وجهلناه، وعددناه في زمرة الخائنين، وكتبنا على قفاه: (وإن الله لا يهدي كيد الخائنين).
والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
تمت بحمد الله وحسن عونه).
قلت: هذا آخر ما حكاه السيوطي الامام، وهو رادع في هذه الأيام لكل من أرخى
لسرقاته الزمام، فشدني رفعه للحسام، وسرت مصححا معه إلى الأمام.
. الذهبي ينال من الأدعياء:
قال في (زغل العلم) - عن أناس يدعون أنهم على نهج أهل الحديث ولم يتأدبوا بآداب الحديث: -
(... إنما همتهم في السماع على جهلة الشيوخ، وتكثير العدد من الأجزاء والرواة،
لا يتأدبون بآداب الحديث، ولا يستفيقون من سكرة السماع، الآن يسمع الجزء ونفسه
تحدثه: متى يرويه أبعد الخمسين سنة؟! ويحك ما أطول أملك، وأسوأ عملك.
أما اليوم في زماننا فما يفيد المحدث الطلب والسماع مقصود الحديث من التدين به،
بل فائدة السماع ليروي فهذا والله لغير الله، خطابي معك يا محدث، لا مع من يسمع ولا
يعقل ولا يحافظ على الصلوات، ولا يجتنب الفواحش ولا قرش الحشائش، ولا يحسن أن
يصدق فيها، فيا هذا لا تكن محروما مثلي، فأنا نحس أبغض المناحيس...
- إلى أن قال رحمه الله فصدق -: بالله خلونا فقد بقينا ضحكة لأولي المعقولات، يطنزون
28

بنا هؤلاء هم أهل الحديث... لكنك معذور فما شممت للإسلام رائحة، ولا رأيت أهل
الحديث...) اه‍
هذا كلامه عن بعض أهل الحديث الذين يشتغلون به في زمانه، فما قوله رحمه الله إن
رأى من هم في زماننا، يسرقون علم الحديث..، ويدعون أنهم عل نهج أهل الحديث!!
وقال رحمه الله في (تذكرة الحفاظ) 2 / 530:
(فلقد تفانى أصحاب الحديث وتلاشوا، وتبدل الناس بطلبة يهزأ بهم أعداء الحديث
والسنة، ويسخرون منهم). أه‍
وكأنه رحمه الله يعيش بين أظهرنا، ويتكلم عمن هم في زماننا من أدعياء للعلم،
فجعلوا منهج السلف سخرية لبعدهم عنه عملا وتطبيقا!!
قال ابن ظافر:
لم يبق في الناس من يرجى لمكرمة * كلا ولا من له ظل ولا أزر
قد استوى الخلق حتى ما ترى أحدا * إلا وفيه على إخوانه ضرر
قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الأجرب
لا ينفعون ولا يرجى خيرهم * ويعاب قائلهم وإن لم يطرب
وقال أحدهم:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم * والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم * بعضا ليدفع معور عن معور.
. كلام جميل لجمال الدين القاسمي في الأمانة العلمية:
29

وكان قد ذكر رحمه الله في كتابه (قواعد التحديث) مقدمة في مطالع مهمة. فقال
ص (40):
(المطلع الثالث:
لاخفاء أن من المدارك المهمة في باب التصنيف، عزو الفوائد والمسائل والنكت إلى
أربابها تبرؤا من انتحال ما ليس له، وترفعا عن أن يكون كلابس ثوبي زور. لهذا ترى
جميع مسائل هذا الكتاب معزوة إلى أصحابها بحروفها وهذه قاعدتنا فيما جمعناه ونجمعه.
وقد اتفق أني رأيت في (المزهر) للسيوطي هذا الملحظ حيث قال في ترجمة " (ذكر من
سئل عن شئ فلم يعرفه فسأل من هو أعلم منه) ما نصه (1): (ومن بركة العلم وشكره،
عزو إلى قائله، قاله الحافظ أبو طاهر السلفي: سمعت أبا الحسن الصيرفي يقول: سمعت
أبا عبد الله الصوري يقول: قال لي عبد الغني بن سعيد: (لما وصل كتابي إلى أبي عبد الله
الحاكم، أجابني بالشكر عليه، وذكر أنه أملاه على الناس، وضمن كتابه إلي الاعتراف
بالفائدة وأنه لا يذكرها إلا عني). وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم، قال:
حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت أبا عبيد يقول: (من شكر العلم أن
تستفيد الشئ، فإذا ذكر لك قلت: خفي علي كذا وكذا ولم يكن لي به علم، حتى أفادني
فلان فيه كذا وكذا، فهذا شكر العلم.) قال السيوطي: (ولهذا لا تراني أذكر في شئ من
تصانيفي حرفا إلا معزوا إلى قائله من العلماء مبينا كتابه الذي ذكر فيه.) انتهى.
* قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه المستطاب (التعالم وأثره عل الفكر والكتاب) ص (57
- 58):
(ومنه الانتحال: وقد بلغ سوء الحال إلى انتحال كتب ورسائل برمتها وقد بسطت
هذا أشد البسط ولله الحمد في (معجم المؤلفات المنحولة) يسر الله إتمامه وطبعه. وذكرت فيه
بحثا في نازله (حقوق التأليف) من كتاب (فقه النوازل) فأغنى ما هنالك عن تسطيره هنا.
.

(1) ص 164 ج 2 المطبعة الكبرى السنية: مصر 1282 ه‍.
30

وأما تغيير أسماء الكتب و (تنتيف الكتب) بمعنى أخذ بحث في موضوع من كتاب،
وإفراده بالطبع، ويرسم عل طرته تأليف فلان دون الإشارة على الغلاف بأنه مستل من
كتاب كذا فهذا التغرير شئ لا تسأل عنه فقد بلغ فيه العبث مبلغا جاوز طوره، وازدحمت
عليه ممارسات المتأكلين، وتكسرت منهم النصال من كتبيين ووراقين، ومحققين.. في فوضى
لا نعلم لها على وجه الأرض من رادع، لكن لعل التنبيه ينفع من كان له من نفسه وازع..،
اه‍.
وقال - سلمه الله - في كتابه (حلية طالب العلم) ص (42 - 43):
(يجب على طالب العلم: فائق التحلي بالأمانة العلمية، في الطلب، والتحمل،
والعمل، والبلاغ والأداء.
(فإن - (رسائل الاصلاح) 1 / 13 - فلاح الأمة في صلاح أعمالها، وصلاح أعمالها في
صحة علومها، وصحة علومها في أن يكون رجالها أمناء فيما يروون أو يصفون، فمن
تحدث في العلم بغير أمانة فقد مس العلم بقرحة، ووضع في سبيل فلاح الأمة حجر
عثرة...) اه‍.
* وما أحسن ما قاله الأخ الداعية حسين العوايشة حفظه الله في كتابه (وشي الحلل في
مراتب العلم والعمل) ص (51) - ضمن ندائه للمؤلفين -:
(... كيف تقبل عل نفسك - هداك اله - أن تنقل من غيرك، دون أن تعزو لمن
نقلت عنه، أو تذكر الكتاب الذي عنه أخذت؟ أتشبعا بما لم تعط؟ فكيف تغفل - وأنت
ممن يتصدر تعليم الناس - عن قوله صل الله عليه وسلم: (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور).
أم حسدا من عند نفسك، تكتم ما لا ينبغي كتمانه؟ ألم تبلغك مؤلفاتك ودروسك
ومواعظك إلى دحض الحسد وقتله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا: " (لا
يجتمعان في قلب عبد: الايمان والحسد). أم تراها حب الشهرة والسمعة والرياء؟!
31

أخفي عليك قول العلماء: (بركة العلم عزوه إلى قائله)؟ فمن أجل هذا زالت
البركة، وحل المحق).
وقال - أبقاه الله مساندا للحق - ص (52) - ضمن ندائه للناشرين -:
(.. اجتنبوا السرقات من الكتب، من مؤلفيها،.... فالبركة منزوعة من هذا
السبيل، والتعدي على حقوق العباد وعرة مسالكه، خطرة عواقبه) اه‍.
. رأي (سليم) في سارق العلم.
والآن لنتعرف على الأوصاف التي يصدرها (سليم!!) نفسه على من نقل علما دون
نسبة، ونستخلص هذه الأوصاف من كلامه في ذم السرقات العلمية في كتابه " مؤلفات
سعيد حوى دراسة وتقويم) ص (26 - 29) (1):
1 - السارق لا يعيد الأمور إلى نصابها.
2 - السارق لا ينص الأقوال إلى أصحابها.
3 - السارق يلزم نفسه أن يحمل أخطاء الآخرين.
4 - السارق مخالف لسلف الأمة ومصنفيهم.
5 - السارق لا يبرئ عهدته إذا كان ما ينقله غير صحيح.
6 - السارق مفتقد للأمانة.
7 - السارق يتجشأ من غير شبع.
8 - السارق ينتحل فكر غيره.
9 - السارق يحمد بما لم يفعل.
10 - السارق لا خلق عنده.

(1) وقد أوردت كلامه المذكور ضمن فصل (كشف الجاني بسرقته بحوث وتخريجات الشيخ الألباني)،
فلينظر.
32

11 - السارق يخطئ الخطأ الفاضح.
12 - السارق يتقمص شخصية غيره.
13 - السارق يريد ان يقطف الثمار الناضجة دون أن يرهق نفسه في الحرث والزرع.
14 - السارق يبخس الناس أشياءهم.
15 - السارق كاذب لا يستحق أن ينسب الكلام إليه ويصدر باسمه.
16 - السارق زائغ القلب.
17 - السارق متبع للهوى.
18 - السارق عمله رياء.
هذه جملة ما وصف به (سليم!!) سارق العلم ضمن كلامه في كتابه. فإذا كان هذا
رأيه في سارق العلم، وإذا كان هو أحد سراق العلم كما سترى بالأدلة الدامغة، فلزاما يكون
هذا رأيه في نفسه، وهو أعرف بنفسه.
(بل الإنسان على نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيره)، القيامة: 14 - 15
33

الفصل الأول:
(الكشف القيم عن سرقته كلام ابن القيم)
وسرقته عن ابن القيم كانت تتمثل في طريقتين اثنتين، وسندلل على كل طريقة بما
فيه بيان الحق في هذا المتعالم إن شاء الله تعالى.
* الطريقة الأولى: أن يدعي تأليف كتاب معين، وجل الكتاب مقتبس من كتاب لابن
القيم، وهو ينسب فيه إلى كتاب ابن القيم ولكن بأسلوب (الفهلوي)، فإذا بدأ بفصل يضع
قوسين صغيرين قبل البدء بالنقل ولا يذكر قبله بأن هذا من كلام ابن القيم لا في أول
الفصل، ولا في الهامش، ليوهم الناس - لأنهم لا يعرفون أساليب الاقتباس - بأن هذا من
كلامه ومن صنيع أقلامه، وبعد ستين صفحة يغلق الفصل بقوسين صغيرين ويحيلك إلى
الهامش ذاكرا اسم الكتاب المقتبس منه!!
وما دام الكتاب لبسطاء العلم والعوام، فلن يعرفوا خبايا الأمور، وسيظنون بأن
الفقرة الأخيرة من الفصل فقط من كلام ابن القيم!! كما فعل في كتابه (حادي الروح)،
فمن ص (79 - 136) هو كلام لابن القيم!! فهل يا ترى سيبقي القارئ البسيط في مخيلته
القوسين الصغيرين إلى ما بعد ستين صفحة حتى يذكر له (سليم) كلام من هذا!! إنه لا
شك عندي سينسى أمر القوسين - إن انتبه لهما أصلا أو عرف المقصد منهما - قبل أن يقلب
صفحته تلك!!
وإليك أخي بيان سرقته الفهلوية وطريقته الجهنمية، في كتابه الموسوم ب (" حادي
الروح إلى أحكام التوبة النصوح) وهو من طبع دار ابن عفان، أما النسخة المعتمدة من
(مدارج السالكين) طبعة دار الفكر - 1408 ه‍.
35

(1) الفصل الرابع من الكتاب وهو (تأخير التوبة ذنب يقتضي التوبة) من ص (23 -
25) من (مدارج السالكين) لابن القيم 1 / 272 - 273.
(2) من ص (1 3 - 33) سرقة من (المدارج) 1 / 315 - 316، ولم ينسبها لابن القيم.
(3) الفصل الخامس (فيما يتاب منه) من ص (33 - 38) من (مدارج السالكين) 1 / 316
- 320.
(4) من ص (43 - 5 6) نقل عن (مدارج السالكين) 1 / 320 - 325.
(5) من ص (69 - 75) كلام معاد أخذه من (مبطلات الأعمال) ص (9 - 14) وفيه أيضا
سرقة لكلام الألباني وستراه لاحقا في فصله!!
(6) من ص (6 7 - 79) نقل كلام السفاريني.
(7) من ص (79 - 136) من (مدارج السالكين) 1 / 335 - 374.
(8) الفصل الثامن (حال العبد بعد التوبة) من ص (151 - 173) من (مدارج السالكين)
1 / 391 - 404.
(9) - من ص (176 - 177) نقل وسرقة من (المدارج) 1 / 273 - 274 ولم ينبه له!
(10) من ص (177 - 179) من (مدارج السالكين) 1 / 4 27 - 276.
(11) من ص (183 - 188) سرقة من (المدارج) 1 / 276 - 280 دون أن ينسب!
(12) من ص (192 - 194) سرقة دون نسبة من المدارج، 1 / 280!!
(13) الفصل الحادي عشر (التوبة من معصية تتوقف على الوقوع في مثلها):
من ص (199 - 204) من (مدارج السالكين) 1 / 287 - 289، ومن ص (4 0 2
- 207) من الفتاوى) لابن تيمية، مشيرا.
(14) الفصل الثاني عشر (توبة العاجز) من ص (209 - 214) سرقة من (المدارج)
1 / 283 - 286 دون أدنى نسبة!!
(15) الفصل الثالث عشر (توبة من تعذر عليه أداء الحق الذي فرط فيه) من ص (219
- 248) من (مدارج السالكين) 1 / 374 - 392.
(6 1) الفصل الرابع عشر (حقوق الآدميين) من ص (249 - 252) من (مدارج
السالكين) 1 / 289 - 1 29.
36

(17) الفصل الخامس عشر (توبة القاذف والكاذب)! من ص (253 - 255) من (" مدارج
السالكين) 1 / 363 - 365.
(8 1) الفصل السادس عشر (توبة السارق المحدود) من ص (257 - 262) من (مدارج
السالكين) 1 / 5 36 - 368.
(19) الفصل السابع عشر (التوبة من المال الحرام الذي اختلط بالحلال) من ص (263 -
265) من القرطبي في (تفسيره) 3 / 366 - 367، ومن (مدارج السالكين) 1 / 391.
(20) الفصل الثامن عشر (توبة القاتل العمد) من ص (267 - 280) من (مدارج
السالكين) 1 / 392 - 399.
(1 2) الفصل التاسع عشر (من بدع التوبة) من ص (281 - 286) من " التوبة " لابن
تيمية ص (2 4 - 5 4)، ومن ص (286 - 288) من (مدارج السالكين) 1 / 3 20 - 204،
ومن ص (289 - 293) من (المدارج) 1 / 260 - 262.
فتكون عدد الصفحات التي ليست من كلامه، بل هي منقولة وغالبها كما رأيت من
(مدارج السالكين) لابن القيم، كما يلي:
23 - 25 = 3 - 192 - 194 = 3
31 - 33 = 2 - 199 - 204 = 6
33 - 38 = 6 - 204 - 207 = 4
43 - 65 = 23 - 209 - 214 = 6
69 - 75 = 6 - 219 - 248 = 30
76 - 79 = 4 - 249 - 252 = 4
79 - 36 1 = 58 - 253 - 255 = 3
151 - 173 = 23 - 257 - 262 = 6
176 - 177 = 2 - 263 - 265 = 3
177 - 179 = 3 - 267 - 280 = 14
183 - 188 = 6 - 281 - 293 = 13
37

فمجموع ما نقله (228) صفحة، والكتاب كله (293) صفحة مع حسابنا للمقدمة
وللورق الأبيض الفارغ الذي بين الفصول (1)!!
فمن أحق أن يخرج الكتاب باسمه، ابن القيم رحمه الله صاحب الكلام والعلم
المنقول، أم الهلالي الناقل؟!!
وكان الأولى بالناشر غفر الله له أن يخرج الكتاب كالآتي (حادي الروح إلى أحكام
التوبة النصوح) استخرجه وانتقاه (2) من (مدارج السالكين (سليم الهلالي).
ولكن ماذا نقول يا سليم سوى: أن التجارة تعمي حتى لابس النظارة!!
* أخطاؤه العلمية في (حادي الروح):
ووالله إني ما وضعت الكتاب تحت مجهر التقصي، ومع ذلك رأيت من أخطائه التي
لا يقع فيها طالب علم، والتي منها:
1 - قال ص (5 1) هامش (2) عن حديث عبد الله بن عمرو: (إسناده صحيح)
اه‍.
قلت: بل اسناده حسن ليس بصحيح، فإن فيه يحيى بن أبي سليم وهو ليس على
شرط الصحيح، فانظر (الصحيحة)، للألباني (967).
2 - قال ص (70): وإسناده ضعيف، فيه شيخ ابن جرير وهو محمد بن حميد بن
حيان الرازي حافظ ضعيف، فمثله يصلح للاعتبار، وبالجملة فالحديث حسن بمجموع
الحديثين)!!

(1) وهذا دون مقابلة كتابه كاملا على (مدارج السالكين)!! فكيف إذا فعلنا؟!!
(2) وكتب أحد الإخوة من طلبة العلم عند هذه العبارة مصححا بخطه (لفه وهفه) لأن الاستخراج
والانتقاء ليس كما فعله هذا.
38

قلت: بل مثله لا يصلح للاعتبار، والحديث الآخر عن صحابي آخر وفيه انقطاع.
وفي (الميزان) 3 / 530:
" * قال صالح جزرة: كنا نتهم ابن حميد في كل شئ يحدثنا، ما رأيت أجرأ على الله
منه، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه عل بعض.
* وقال ابن خراش: حدثنا ابن حميد، وكان والله يكذب.
* وجاء عن غير واحد أن ابن حميد كان يسرق الحديث.
* وقال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك الرازي يقول: دخلت على محمد بن حميد
وهو يركب الأسانيد على المتون!!
وقال الألباني في ابن حميد هذا: (الرجل كان مع حفظه كذابا، والكذب أقوى أسباب
الجرح وأبينها) اه‍ من (الضعيفة) 1 / 42.
3 - قال ص (75) هامش (2): أخرجه أبو داود (564).
قلت: ليس هو عند أبي داود بهذا الرقم وهو برقم (906)، واللفظ الذي ذكره
للنسائي 1 / 95.
4 - حسن ص (75) حديث (من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر، غفر له ما تقدم من
عمل).
قلت: فيه علتان:
الأولى: سفيان بن عبد الله أو ابن عبد الرحمن، لم يوثقه غير ابن حبان.
الثانية: فيه عنعنة أبي الزبير وهو مدلس.
5 - قال ص (139) هامش: (صحيح، وانظر بسط تخريجه والكلام فيه في
(الصحيحة) اه‍.
قلت: مع أن الشيخ حسنه هناك ولم يصححه، ثم لماذا لم تخرجه أنت وتحكم عليه!؟
39

يا من تنكر التقليد على غيرك!.
* مآخذ أخرى عليه في (حادي الروح):
1 - بعض ما يعزوه لفتح الباري، هو نقل من تخريجات الشيخ عبد القادر الأرناؤوط
على (جامع الأصول)، لأن العزو فيه لطبعة بولاق وهي ليست عنده.
2 - يوجد في الكتاب - من جراء أسلوبه النقلي الخبيث - تعليقات وتحقيقات لابن
القيم بقوله: (قلت)،، ولا يدلل على أنها لابن القيم موهما أنها له، أنظر مثلا ص (44 -
46)، وكذلك ص (244): (ولقد سئل شيخنا ابن تيمية....)، وقال ص (1 25):
(وهذا اختيار شيخنا ابن تيمية....).
وفي صفحة (52 1) كذلك - من جراء جهله في النقل - فيها: (وسمعت شيخ
الإسلام ابن تيمية يحكي..) اه‍.
فلم يدلل على أن السامع ابن القيم تلميذ ابن تيمية رحمه الله، إلا إن كان سمعه هو
من ابن تيمية!!!.
3 - تصحيحه للأحاديث بدون أدنى تخريج لها وعزو لكتب السنة!! انظر:
ص (60) و (84) و (89) و (94) و (96) و (139) و (167) و (254) و (255)
و (270) و (271) و (272).
فهل هذا هو التحقيق والتخريج حسب ما تقتضيه الصناعة الحديثية كما تتبجح به
في مقدمات كتبك، أم أنه التقليد!!؟
4 - وكذلك فعل بالأحاديث الضعيفة، فهو يقول: (حديث ضعيف)، دون أدنى
إشارة لتخريجه، وسبب ضعفه، ومن ضعفه!!
انظر: ص (61) هامش (1).
5 - مرة يذكر الحديث في مسلم بالرقم، ومرة ينسب للجزء والصفحة على شرح
40

النووي!! والسبب هو أنه كيفما يتيسر له تخريج غيره نقله.
6 - قال ص (191): (قال الحليمي...)، ولم يعلمنا من أين أخذ كلام الحليمي
فإنه لم يعز، إلا أن يكون الفصل بكامله مسروقا أيضا!!
7 - نسب ص (285) (هامش) رسالة على أنها من تأليفه، مع أنها إحدى سرقاته
الكاملة، سرقها من كتاب " (الصبر في القرآن) للدكتور يوسف القرضاوي (1)!!!
ورسمها ب‍ (الصبر الجميل) فأي صبر على سرقتك، وأي جميل مع قبح فعلك؟!!
(فصبر جميل ولله المستعان على ما تصفون) يوسف: 18.
* أما الطريقة الثانية - وهي أشد خبثا - في سرقته عن ابن القيم رحمه الله:
في نقل كلماته دون عزو إلى قائلها، موهما بأنه هو الذي ابتكرها وسطرها، وهذا
كثير في كتب هذا السارق المتعالم!!
فإن كان أجاز لنفسه نقل كلام الأحياء دون حياء، فكيف يجيز لنفسه نقل كلام
الأموات دون أدنى التفات؟!!
فها هو يسرق كامل كلام الإمام ابن القيم رحمه الله، دون إشارة من أين أخذه، فقد
وقع في كتابه الآنف الذكر (حادي الروح إلى أحكام التوبة النصوح) ما هو من هذا الصنيع
- أي سرق ولم ينسب - وقد بيناه فيما مضى، وانظره في الطريقة الأولى عند النقاط: (2) و
(9) و (11) و (2 1) و (4 1)!!
وانظر أخي مثلا في كتابه الموسوم ب (الصبر الجميل) حيث تجد من سرقاته عنه:
1 - قوله ص (11) السطر الأول: (الصبر واجب بالكتاب، والسنة، وإجماع الأمة).
مسروق من مدارج السالكين) 2 / 152 - طبعة دار الفكر -

(1) انظر الفصل الثاني: (الكشف الحاوي عن سرقته كتاب القرضاوي)
41

2 - قوله ص (11) السطر الثالث: (الصبر في كتابه العزيز في بضع وتسعين موطنا).
مسروق من كلام الإمام أحمد رحمه الله، من (مدارج السالكين) 2 / 152.
3 - ذكر ص (11 - 12) الأنواع الدالة على وجوب الصبر فقال:
* (1 - 2 - الأمر به، كما في قوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا...)
اه‍.
مسروقة من (مدارج السالكين) 2 / 153: (الأول).
* 2 - 2 - النهي عن ضده، كما (في قوله تعالى: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل
ولا تستعجل لهم). اه‍
مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (الثاني).
* (3 - 2 - الأمر بالاستعانة به، كما في قوله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا
بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين). اه‍
مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (الأول).
* (4 - 2 - الثناء على أهله، كقوله تبارك وتعالى: والصابرين في البأساء والضراء وحين
البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون). اه‍
مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (الثالث).
* (5 - 2 - إيجابه محبته لهم، كقوله جل ثناؤه: (والله يحب الصابرين).
مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (الرابع).
* (6 - 2 - إيجابه معيتة لهم، كقوله: (واصبروا ان الله مع الصابرين). اه‍
مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (الخامس).
* (7 - 2 - إخباره بأن الصبر خير لأصحابه، كقوله: (وأن تصبروا خير لكم والله غفور
رحيم). اه‍
مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (السادس).
* (8 - 2 - إيجاب الجزاء للصابرين بأحسن أعمالهم، كقوله سبحانه وتعالى: ولنجزين
الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) اه‍.
42

مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (السابع).
* (9 - 2 - إيجابه سبحانه وتعالى الجزاء بغير حساب: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير
حساب). أ ه‍
مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (الثامن).
* (10 - 2 - إطلاق البشرى لأهل الصبر: (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص
من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) اه‍.
مسروقة من (المدارج) 2 / 153: (التاسع).
أترى أيها الأخ العزيز إنه حتى يؤكد على سرقته هذه، يذكر الأنواع بترتيب ابن القيم
لها في (مدارج السالكين) فينقلها كما هي!!!
فأين هو من صنيع المزني رحمه الله؟! الذي ذكره السيوطي في رسالته (الفارق بين
المصنف والسارق) فقال:
(ولا أري - أي ذاك السارق - صنع المزني، حيث قال في أول (مختصره) - الذي كساه
الله لإخلاصه إجلالا ونورا، وزاده في الآفاق سموا وظهورا -:
(كتاب الطهارة: قال الشافعي: قال الله تعالى: (وأنزلنا من السماء ماء طهورا).
أفما كان المزني رأى هذه الآية في المصحف، فينقلها منه بدون عزوها إلى إمامه؟!
قال العلماء: (وإنما صنع ذلك، لأن الافتتاح بها من نظام الشافعي لا من نظامه).
انتهى كلام السيوطي رحمه الله.
4 - قال ص (27) في شروط الصبر:
(2 - 5 - عدم شكوى الله: شكوى الله إلى العباد تنافي الصبر) وذكر ص (28) قول
الشاعر:
وإذا عرتك بلية فاصبر لها صبر الكريم فإنه بك أعلم
43

وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم.
مسروق من (المدارج) 2 / 161.
5 - وذكر ص (34 - 35): شعب الصبر على الطاعة وهي ثلاث.
سرقها من قول ابن القيم في (المدارج) 2 / 166:
(وذكر الشيخ أن الصبر في هذه الدرجة بثلاثة أشياء: دوام الطاعة، والاخلاص
فيها، ووقوعها على مقتضى العلم وهو تحسينها علما).
6 - ذكر ص (51 - 53) من (فضائل الصبر):
* (1 - 7 - معية الله مع الصابرين،...).
من (المدارج) 2 / 153 (الخامس).
* (2 - 7 - محبة الله للصابرين،.... ".
من (المدارج) 2 / 153 (الرابع).
* (4 - 7 - ضمان النصر والمدد للصابرين،...)
من (المدارج) 2 / 154 (العاشر).
* (5 - 7 - الوصول إلى منزلة الإمامة في الدين،...)
من (المدارج) 2 / 154 (الخامس عشر).
* (7 - 7 - الانتفاع بالعبر والاتعاظ بآيات الله في الآفاق والنفس،..
من (المدارج) 2 / 154 (الثالث عشر).
* (8 - 7 - استحقاق الصابرين دخول الجنة، ولذلك الفوز العظيم،..)
من (المدارج) 2 / 154 (الرابع عشر).
7 - قال ص (83) في (أمور لا تنافي الصبر):
فإن يعقوب - عليه الصلاة والسلام - وعد بالصبر الجميل)...، ثم قال في السطر
قبل الأخير:
44

والنبي إذا أوعد لا يخلف.. (إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله).
وهذا مسروق من (المدارج) 2 / 161 (السطر الثاني وما بعده).
* وقال ص (84):
(وأيوب - عليه الصلاة والسلام - أ خبر الله - سبحانه وتعالى - عنه أنه من
الصابرين:... (مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
مسروق من (المدارج، 2 / 161.
* ثم قال ص (84):
(وإنما ينافي الصبر شكوى الله للعباد).
وهذه مسروقة من (المدارج) 2 / 161.
هذا بعض ما ورد من سرقاته لكلام ابن القيم دون النسبة إليه في كتابه (الصبر
الجميل)،.
. والأعجب منه حقا، أنه لم يستطع أن يقدم لكتابه (التوبة النصوح في ضوء القرآن
الكريم والسنة الصحيحة) بصفحة واحدة من كلامه!! فتراه يسرق حتى في مقدمات كتبه
كلام الآخرين.
ذكر ص (5) في مقدمة الكتاب المذكور آنفا:
(فإن التوبة أول منازل السائرين... فهي كذلك الوسط، والنهاية، فلا يفارقها
العبد السالك ولا يزال فيها إلى الممات، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به واستصحبه معه
ونزل به.
فالتوبة هي بداية العبد ونهايته، وحاجته إليها في النهاية ضرورية كما أن حاجته إليها
في البداية كذلك).
45

وهذا الكلام كله بحرفيته كلام ابن القيم رحمه الله في (مدارج السالكين) 1 / 178.
وبقية المقدمة وهي (نصف صفحة) مسروقة من الاحياء للغزالي، ومن (المدارج)
أيضا!!
فهل تصدق هذا أخي، أن (سليما!!) لا يقدر حتى عل تقديم صفحة لكتابه من
كلامه؟!! وهذا من أغرب غرائبه!!.
فمن كان هذا حاله، لا يجعل التأليف مجاله (1).
.

(1) انظر نصيحتي له في الخاتمة.
46

الفصل الثاني
(الكشف الحاوي عن سرقته كتاب القرضاوي (1))
ما إن وقع تحت نظري كتاب (الصبر الجميل في ضؤ الكتاب الكريم والسنة
الصحيحة) لمؤلفه المزعوم، الظالم الظلوم، حتى فجعت لما رأيت!! ويا قبح ما رأيت في
اليقظة لا في النوم!! ألهذا الحد ضيعت الأمانة بين القوم!!؟ فلم يسرق (الهلالي) هذه
المرة مقدمة مزينة، أو صفحات معينة، أو فصولا مبينة، بل يعمد - لتكتمل فضائحه - إلى
كتاب (الصبر في القرآن الكريم) لمؤلفه الدكتور يوسف القرضاوي فيسرقه برمته، من ألفه
إلى يائه!!! فواعجبي يا ناس!! ألا يخجل من نفسه إن لم يخجل من الله والناس؟!!
ألهذا الحد يستخف بعقول قرائه أهل الاحساس؟!!
ألهذا الحد يلعب بمن ساعدوه ونشروا كتبه، ووضعوا له حجر الأساس؟!!
ألهذا الحد أفلس علمك يا صاحب الإفلاس؟!!
لقد كذبت على السلف، كما كذبت على الخلف!!
أما كذبك على السلف.. فتصديرك الكتاب فوق عنوانه الداخلي بعبارة (نحو
أخلاق السلف)!! فهل من أخلاق السلف ما فعلت من سرقة أهل العلم!!؟
وأما كذبك على الخلف... فوصمك الكتاب بقولك: (تأليف سليم الهلالي)!!
وأنت تعلم بأنك كاذب، وجاء دور الناس ليعلموا.
.

(1) أول من ذكر لي سرقة كتاب القرضاوي الأخ الفاضل حسان عبد المنان.
47

ثم إنك - زدت طينة كذبك بلة - فكذبت على الله جل جلاله!! فقلت في مقدمة
الكتاب ص (7): (.... فإن العبد لا يستغني عن الصبر في كل حال من الأحوال، وذلك
أن جميع ما يلقى العبد في الدنيا لا يخلو من نوعين: النوع الأول: النعم التي أسبغها الله
على عبده ظاهرا وباطنا فهو محتاج إلى الصبر عليها، فلا يركن إليها، ولا ينهمك فيها،
ويراعي الحقوق فيعطي كل ذي حق حقه...) اه‍
فهل بسرقتك للعلم تشكر الله على نعمه التي أسبغها عليك ظاهرا وباطنا؟!!
وهل بسرقتك هذه راعيت الحقوق فأعطيت كل ذي حق حقه؟!! وما أجرأك أيها
(الهلالي!) على الله حين قلت في آخر مقدمتك: (وأرجو الله أن يتقبلها بقبول
حسن...)!!
مع علمك بأن الله يعلم بأنك سارق لها، من أولها لآخرها!! ثم كيف يتقبل الله
سرقتك للآخرين؟!!
فإن اعتاد رجل على سرقة الناس وحقوقهم، ثم تصدق بها - زاعما طالبا للأجر والمثوبة
-، فهل تجيز له مثل عمله؟!!
إن قلت جاز، فأنت إلى الجهل والظلم منحاز!!
وإن قلت بالمنع، فأنت أحق بالقمع!!
فما هو اختيارك، وعلام قر قرارك؟!!
أما الناشر الكريم لكتابه، فما أظنه يعلم بعواره، وإلا لما أجاز لنفسه بيع مسروق،
كما يفعل أهل الفسوق، أما وقد علم الآن، فعليه التوبة مما كان، وتصحيح الخطأ قدر
الإمكان، فأعيدوا عليه الكتاب، وخذوا منه النصاب، ولتكن - وكل ناشر لكتبه - للحق
أوابا.
أمر الكتاب:
بين يدي الآن طبعة مؤسسة الرسالة (الرابعة - 1405 ه‍) لكتاب الدكتور القرضاوي
48

(الصبر في القرآن الكريم) - والكتاب طبع مرات ومرات، ونشره غير واحدة من دور النشر
- وبين ناظري الآن كتاب الهلالي (الصبر الجميل) طبعة دار ابن القيم (الأولى - 1409)
واختصارا - لمن أراد الاختصار في قطف الثمار - أقول: إن كتاب (الصبر الجميل) هو
نفس كتاب القرضاوي بحرفيته، حتى الفهرس. ولم يكن الخلاف، إلا في الغلاف!!
ولمن أراد التحقيق والدلالة، فعليه قراءة هذه العجالة، فإني ذاكر ما في كتاب
الهلالي، ومحيلك عليه في كتاب القرضاوي:
(1) (ما هو الصبر) ص 9، اختصره من ص (10 - 11) من كتاب القرضاوي.
(2) (ما هو حكم الصبر) ص (11) وما بعدها، من كتاب القرضاوي ص (33) بحث
(حكم الصبر).
وكامل الأنواع التي ذكرها من ص (11 - 12) والآيات القرآنية على ترتيبها المذكور،
سارق له من (مدارج السالكين) 2 / 152 - 153 لابن القيم رحمه الله، وانظر (الفصل
الأول: الكشف القيم عن سرقته كلام ابن القيم).
حتى قوله في ص (13) في السطر قبل الأخير: (ان وجوب الصبر على الجملة لا على
التفصيل)، هو من كلام القرضاوي ص (33) السطر الثاني.
(3) - (الصبر ضرورة دنيوية وفريضة شرعية) ص (15 - 20)، هو عند القرضاوي ص
(14) وما بعدها، بحث (ضرورة الصبر).
وهنا ستجد بعض اختلاف في الألفاظ مثل قول (سليم) ص (15)، السطر الثاني:
(فلولا الصبر لما حصد الزارع بذرة، ولما جنى الغارس ثمرة).
وهي من كلام القرضاوي ص (15)) أيضا، السطر الثالث، بلفظ: (لولا صبر الزارع
على بذره ما حصد، ولا ضبر الغارس عل غرسه ما جنى).
وتفصيل سرقة هذا الباب كالآتي:
49

أ - أول ص (15) إلى السطر قبل الأخير، مسروق من ص (14 - 15) باختصار وبحرفيته.
ب - السطران الأخيران في ص (15)، تجدهما في ص (16).
ج - السطر الأول والثاني من ص (16)، سرقهما من ص (17).
د - من السطر الثالث ص (16) إلى آخرها، هي ص (18).
ه‍ - قوله ص (17): (والابتلاء خير لأهل الايمان في الجملة لأمور عدة)، هو كلام
القرضاوي ص (21) في (ضرورة المحن لأهل الايمان):
أ (أ) هي (1)، (ب) هي (2)، (ج) هي (3)!!
و - قوله ص (19): (وإذا كان الصبر ضرورة...) تجده في ص (23) أول (ضرورة الصبر
لرسل الله).
ز - حتى الآيات أخذها من نفس البحث.
(4) - (منزلة الصبر) ص (21) وما بعدها، هو نفس (منزلة الصبر والصابرين في القرآن
الكريم) ص (59) وما بعدها.
ولا أدل على ذلك من بداية الكلام فيه!!
وإليك التفصيل:
أ - (اقتران الصبر بالقيم العليا في الاسلام) ص (21)، أنظره في ص (59).
ب - (وربطه بالشكر) ص (2 2 - 23) أنظره في ص (5 6 - 1 6).
ت - (وجمعه مع التوكل) ص (23)، أنظره في ص (61) ج.
ث - (وقرنه رب العالمين بالصلاة) ص (24)، أنظره في ص (62) (د).
ج - (وقرنه بالتسبيح والاستغفار) " ص (24)، أنظره في ص (62) ه‍.
ح - (وجمعه مع الجهاد) " ص (24)، أنظره في ص (62 - 63) و.
خ - (وربطه بالتقوى) ص (24)، أنظره في ص (63) ح.
د - (وبالحق في قوله تعالى) ص (24)، أنظره في ص (64) ط.
ذ - (وقرنه بالرحمة) ص (25)، أنظره في ص (64 - 65) ي.
50

(5) - فصل (شروط الصبر) ص (27) وما بعدها مسروق على التفصيل:
1 - (الإخلاص ص (27)، أنظره ص (36) (الباعث على الصبر).
2 - (عدم شكوى الله) ص (27 - 28)، من مدارج السالكين) 2 / 1 6 1.
3 - (أن يكون في أوانه) ص (28)، أنظره ص (39) (الصبر المحمود ما كان في أوانه).
(6) - فصل (مجالات الصبر ص (31) وما بعدها، مسروق من (مجالات الصبر في القرآن
الكريم) ص (41) وما بعدها، بترتيبه:
1 - (الصبر على بلاء الدنيا) ص (31)، أنظره ص (41).
2 - (الصبر عن شهوات النفس)، ص (32)، أنظره ص (2 4 - 4 4).
3 - (الصبر على طاعة الله) ص (4 3)، أنظره ص (45 - 47)، حتى تكونه من شعب
ثلاث، ذكرها بترتيبها كما عند القرضاوي!!.
4 - (الصبر في الدعوة إلى الله) ص (35) وما بعدها، أنظره ص (48) وما بعدها،
وتفصيله:
أ - (إعراض الناس عن دعوتك) ص (36)، أنظره ص (49).
ب - (الأذى من الناس قولا وفعلا) ص (37) وما بعدها، أنظره ص (50) وما بعدها.
ت - (استبطاء النصر والفرج) ص (41)، أنظره ص (51) (ج).
5 - (الصبر حين البأس) ص (43)، أنظره ص (52) بنفس العنوان.
6 - (الصبر على الزوجة والأولاد) ص (45)، أنظره ص (55) (الصبر في مجال العلاقات
الإنسانية).
7 - (الصبر على الأخوة في الله) ص (46)، تجده ضمن ص (56).
8 - (الصبر على طلب العلم) ص (47) وما بعدها، تجده ضمن ص (57).
(7) - فصل (فضائل الصبر) ص (51) وما بعدها، أنظره ص (67) وما بعدها (ترتيب
خيرات الدنيا والآخرة في الصبر).
وانظر أيضا (مدارج السالكين) 2 / 153 - 154، على التفصيل الذي ذكرناه في
51

(الكشف القيم عن سرقته كلام ابن القيم) ".
(8) - فصل " (أمور تعين على الصبر ص (55) وما بعدها، هو نفس بحث (ما يعين على
الصبر ص (91) وما بعدها، وتفصيله كالآتي:
1 - (معرفة طبيعة الحياة الدنيا) ص (55)، أنظره ص (91).
2 - (اليقين بحسن الجزاء عند الله) ص (56)، أنظره ص (95).
3 - (معرفة الانسان نفسه) ص (57)، أنظره ص (93).
4 - (اليقين بالفرج) ص (60)، أنظره ص (97).
ونقل صور الفرج، كما عند القرضاوي:
ا - (الوعد بالسعة بعد الضيق..) ص (60)، كما في ص (99).
2 - (الوعد بحسن العاقبة...) ص (61)، كما في ص (99).
3 - (الوعد بحسن العوض عما فات...، ص (62)، كما في ص (101).
5 - (الاستعانة بالله) ص (62)، أنظره ص (102).
6 - (التأسي بأهل الصبر والعزائم) ص (62)، أنظره ص (103).
7 - (الإيمان بقدر الله وقضائه) ص (63)، أنظره ص (106).
(9) - فصل (عقبات في طريق الصبر) ص (67) وما بعدها، مسروق من (الحذر من
الآفات العائقة عن الصبر) ص (109) وما بعدها، وتفصيله كالآتي:
1 - (الاستعجال) ص (67)، أنظره ص (109).
2 - (الغضب) ص (68)، أنظره ص (110).
3 - (الضيق) ص (68)، أنظره ص (111).
4 - (اليأس) ص (69)، أنظره ص (112).
(10) - فصل (الأنبياء صبروا) ص (71) وما بعدها، هو فصل (شخصيات صابرة ذكرها
القرآن الكريم) ص (72) وما بعدها.
وتفصيله كالآتي:
1 - (أيوب) ص (71)، أنظره ص (72).
52

2 - (يعقوب) ص (74)، أنظره ص (4 7).
3 - (صبر أولي العزم من الرسل) ص (75)، أنظره ص (83)، وتفصيله:
أ - (لقد لبث نوح..) ص (76)، أنظره ص (84).
ب - (وإبراهيم..) ص (77)، أنظره ص (86).
وقوله ص (78): (وامتحن عليه الصلاة والسلام - بأن يذبح ابنه
إسماعيل..)، أنظره ص (81).
ت - (وموسى كليم الله...) ص (80)، أنظره ص (86).
ث - (وعيسى بن مريم...) ص (81)، أنظره ص (89).
(11) - فصل (أمور لا تنافي الصبر ص (83) وما بعدها، مأخوذ من (مدارج السالكين)
2 / 161، ومن كتاب القرضاوي ص (73)، ومن (75 - 77).
53

الفصل الثالث:
(الكشف الجيد عن سرقته كلام سيد)
كل داعية يعرف بأن سيد قطب كان أشهر من صدح بالحق في هذا القرن، حتى أنه
رحمه الله حكم عليه بالإعدام جراء كلام له في مؤلفاته؟ فهل من العدل أن يأتي أحد
الأدعياء فينسب لنفسه كلاما هو لذاك الذي هز بكلامه عروش الطغاة الفراعنة، ومع هذا
فيا ليته قال كلمة حق في سيد رحمه الله، فها هو يسرق نتاج فكره ويتقول عليه في عقيدته
بما ليس فيه رحمه الله (1).
وسأضرب أمثلة فقط لسرقته كلام سيد رحمه الله، وإلا فهو سرق منه في عدة مواطن
فيما كتب، ولكن أسبابا حالت دون الوصول لكتب (سليم!!) بكاملها.
* كتب (سليم!!) في مجلة (المجاهد) عدد (9) مقالا بعنوان (وكذلك نفصل
الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) (1) بقلم الشيخ سليم الهلالي) وما أن تقرأ المثال حتى
تقطع قطع اليقين بأن الكلام ليس كلام الهلالي، بل كل من يعرف لغة سيد ويتطلع في
كتبه يعلم بأن (سليما!!) سارق لهذا الفكر القويم!! وإليك التفصيل:
1 - قال في (العمود الأول) من مقاله:
(ولكنه لم يقف عند حدود هذا البيان بل كشف الباطل وفضح زخرفه لتستبين سبيل
المجرمين... فإن استبانة سبيل المجرمين ضرورية لوضوح سبيل المؤمنين) اه‍.
.

(1) انظر الفصل الأخير (وقفات مع ردوده) الوقفة الثانية: في رده على سيد رحمه الله.
55

قلت: هذا الكلام مسروق من (الظلال) 2 / 1105 - الطبعة الثانية عشرة / 1406
ه‍ - سطر (16 و 17 و 18)!!
2 - قال في (العمود الأول) أيضا:
(ومن أجل ذلك فإن استبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني
للآيات، لأن أي شبهة أو غبش في سبيل المجرمين ترتد غبشا ولبسا على سبيل المؤمنين)
اه‍.
قلت: هذا مسروق من (الظلال) ص (1105) سطر (27 و 28) وص (1106)
سطر (1)!!
3 - قال في (العمود الأول) في آخره:
(وبهذا يكون سفور الكفر والشر والإجرام ضروريا لوضوح الإيمان والخير والصلاح) اه‍.
قلت: هو كلام سيد (الظلال) ص (1105)، سطر (27) حيث قال رحمه الله: (إن
سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح).
فكما ترى سرق كلامه بحروفه!!
4 - قال في أول (العمود الثاني):
(إن انشاء اليقين الاعتقادي بالخير والحق يقتضي رؤية الجانب المضاد من الباطل
والشر، والتأكد أن هذا باطل محض وشر خالص) اه‍.
قلت: سرقه من (الظلال) ص (1105)، سطر (21 و 22).
5 - قال في (العمود الرابع) في آخره:
(ويجب ألا تأخذ الدعاة إلى الله في كلمة الحق هوادة، ولا في موقف الفصل مداهنة،
وألا تأخذهم خشية ولا يكبح جماحهم خوف، ولا تقعدهم لومة لائم، ولا صيحة صائح)
اه‍.
56

قلت: مسروق من (الظلال) ص (1107)، سطر (5، 6، 7)!!
6 - قال في (العمود الخامس) في أوله:
" (ان الإسلام ليس بهذا التمتع الذي يظنه المخدوعون، ان الإسلام بين والكفر بين)
اه‍.
قلت: هذا كلام سيد بحروفه من (الظلال) ص (1107)، سطر (8).
7 - قال في (العمود الخامس) أيضا:
(أجل يجب أن يجتاز الدعاة إلى الله هذه القنطرة وأن تكتمل في نفوسهم هذه الاستبانة
كي تنطلق طاقاتهم كلها قدما في سبيل الله، لا تصدها شبهة، ولا يعوقها غبش، ولا يميعها
لبس.
إن طاقاتهم لن تؤتي أكلها إلا إذا اعتقدوا بإخلاص ويقين أنهم سلكوا سبيل
المؤمنين، وأن الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا هم المجرمون) أه‍.
قلت: هذا مسروق من (الظلال) ص (1107)، سطر (12، 13، 14، 15).
وهنا غير في بعض المواضع كلمات منها على سبيل المثال قوله: (هذه القنطرة) في حين
أن قول سيد: (هذه العقبة)!!
8 - قال في (العمود الخامس) أيضا:
(بحيث لا يختلط السبيلان، ولا يتشابه العنوانان، ولا تلتبس الملامح والسمات بين
المؤمنين والمجرمين) أه‍.
قلت: هو كلام سيد، سرقه من (الظلال) ص (1106)، سطر (7)!!
* أما الحلقة الثانية من مقاله (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) في
مجلة (المجاهد) العدد (13)، فهو أيضا سارق فيه من (الظلال)، وإليك البيان:
57

1 - قال في (العمرد الثاني) في أوله:
(إنها سنة جارية أن يجهر هؤلاء المجرمون بالعداوة لدين الله، ويمكرون مكرهم في
القرى، ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا لنشر الباطل والضلال) أه‍.
قلت: هذا كلام سيد رحمه الله في (الظلال) 3 / 1202، أنظر أول ثلاث كلمات في
السطر الأول، ثم انظر السطر (6، 7، 8)!!
2 - قال في (العمود الثالث) أوله:
(إن النفس البشرية حين تنسى وترتكب الخطيئة، تفقد ثقتها في قوتها، فيضعف
ارتباطها بالله، ويختل توازنها وتماسكها، فتصبح عرضة للوساوس، بسبب اختلال صلتها
بالله، وثقتها في عفوه ورضاه، عندئذ يجد الشيطان طريقه إلى هذه النفس، فيقودها إلى الزلة
بعد الزلة، وهي بعيدة عن الحمى الآمن، والركن الشديد) أه‍.
قلت: هذا مسروق من (الظلال) 1 / 491، سطر (5 2، 6 2، 27، 28)!!.
3 - قال في (العمود الرابع) في نصفه:
(إن العمر البشري محدود، والقوة البشرية كذلك، ولذلك فالإنسان يتطلع إلى
الخلود، الملك الذي لا يبلى، ومن هاتين النافذتين أطل الشيطان إلى نفس الإنسان) أه‍.
قلت: مسروق من (الظلال) 4 / 2354، سطر (7 1، 8 1)!!
4 - قال في (العمود السادس) في أوله:
(إن الشيطان وهو يضخم أولياءه ويلبسهم لباس الحول والطول، إنما يريد أن يقضي
بهم وطره، لأنه صاحب مصلحة في انتعاش الباطل، وعربدة الضلال.. فتحت شعار
الخوف والرهبة يفعل أولياؤه في الأرض الأفاعيل التي تقر لها عين الشيطان، فيقلبون المعروف
منكرا، والمنكر معروفا، وينشرون الفساد في البلاد والعباد.
والشيطان ماكر خادع يختفي وراء أوليائه، ومن هنا يكشف الله كيده، ويوهن قوته،
58

ويوقفه أمام المخلصين الذين ينظرون بنور الله عاريا لا يستره ثوب من مكر أو خداع أو كيد) "
اه‍.
قلت: هذا من كلام سيد رحمه الله في (الظلال) 1 / 515، انظر سطر (15، 16،
9 1، 1 2، 2 2، 26، 27)!!
5 - وفي (العمود السادس) في السطر قبل الأخير، وصف الحيرة بقوله: (إنه العذاب
النفسي).
وهذا التعبير مسروق من كلام سيد في (الظلال) 2 / 1132، أول السطر (3)، عند
كلامه عن الحيرة أيضا!!
6 - قال في (العمود السابع) بعد الآية التي ذكرها في التبرؤ والشماتة:
(نرى الشيطان هاتف الغواية، وحادي الضلالة، يومئذ يلبس مسوح الرهبان)
قلت: هذا مسروق من (الظلال) 4 / 2097، سطر (9، 10)!!
* ثم أتبع قائلا: (إن الشيطان الذي وسوس في الصدور، وأغرى بالعصيان، وزين
الكفر، وصد عن استماع الدعوة.. هو الذي يطعن أولياءه هذه الطعنة حيث لا يملكون
ردها عليه).
قلت: هذا مسروق من (الظلال) 4 / 2097، سطر (8 1، 19)!!
* ثم أتبع قائلا: (ثم يخزهم وخزة أخرى بتعبيرهم بالاستجابة له، وليس له عليهم
من سلطان، سوى أنهم تخلوا عن شخصياتهم، ونسوا ما بينهم وبين الشيطان من عداء
قديم، فاستجابوا لدعوته الباطلة).
قلت: هذا مسروق من (الظلال) 4 / 2097، سطر (2 2، 23)!!
* ثم أتبع قائلا: (ثم يؤنبهم، ويدعوهم لتأنيب أنفسهم).
59

قلت: مسروق من (الظلال) 4 / 2097، سطر (5 2)!!.
* ثم أتبع قائلا: (ثم يخلي بهم، وينفض يده منهم، وهو الذي وعدهم ووسوس
لهم، ومناهم وأملى لهم، أما الساعة فما هو بممل لهم، بل يعلن التبرؤ منهم خاتما به خطبته
الشيطانية القاصمة التي يصبها على رؤوس أوليائه، وأهل طاعته) اه‍.
قلت: هذا كلام سيد كما في (الظلال) 4 / 2097، سطر (27، 28، 1 3، 33)!!.
تنبيه: له سرقات أخرى - عن سيد رحمه - الله في كتبه رأيتها عندما كنت في
السعودية، ولم أستطع الحصول على كتبه المذكورة هنا.
60

الفصل الرابع:
(كشف الالتباس عن سرقته فهارس الناس)
إنه لعجيب أمر هذا الرجل!!
ظننا أنه يسرق بحوث غيره لأنه يعلم أن علمهم وكلامهم لا يضاهيه بكلامه، ولم
نعلم أنه مغرم بالسرقة إلى حد يجعله يسرق ما لا علم فيه!! حتى رأيناه ينسب لنفسه فهارس
حديثية ليست من صنعه وجهده، لكنه لا يريد أن يضيع وقته في هذا الأمر التافه!! ولكن
أن يضيع وقت غيره فلا بأس!! ثم يأتي دوره هو ليضع اسمه على عمل غيره!!.
كل من يعرف سليم الهلالي عن قرب ويخالطه كما كنت، يعلم علم اليقين حقيقة أمر
(الفهارس الحديثية) التي يتبجح بأنها من صنعه!! فإن كثيرا من طلبة العلم إذا جلسوا مع
(سليم) وطلبوا أن يعلمهم!! عرض عليهم هو إحدى الكتب التي يريد فهرستها موهما
الطلاب بأنهم سيتعلمون دينهم بهذه الطريقة!! فيتشجعون بحسن نية للعلم، ولا يعلمون
بأنهم قد وقعوا في فخ نصبه هو لهم، حتى يريحوه من كتابة بطاقات الفهارس ووجع رأسها
وترتيبها.. حتى مراجعتها كان يقوم به بعض طلاب العلم!!
ومن الثباب والطلاب الذين عملوا له فهارس لأيام وشهور، وأكثرهم عرف حقيقة
الأمر المبرم فتركوا: -
1 - مبتسم الريماوي 2 - عصام عوجان 3 - شاكر توفيق 4 - بسام الريماوي 5 - يوسف
البكري 6 - الشيخ عزمي 7 - إبراهيم البكري 8 - عبد الرحمن خليل 9 - كاتب هذه
السطور، وكنت أكثر الأحيان أراجع الفهارس بعد انهائي وبعض الاخوة عمل البطاقات.
61

* من أمثلة الفهارس:
1 - (فهارس مسند الحميدي): وكان قد عملها له كاملة أحد الشباب السابق ذكرهم، ثم
أعطاني إياها لأراجعها له، فوجدتها مليئة بالأخطاء من فهرسة ناقصة، وأحاديث متروكة
كثيرة، ووهم في العزو، وسوء خط، فقمت بمراجعتها كاملة على (المسند) ثم نسخت
الفهرس مرة أخرى بخطي، ثم أضفت عمل فهرس للآثار، فخرج كالياقوتة من ظلم
البحار، وعندما وجد (سليم) نشاطي في الفهرسة كلمني يوما بأنه سيضع اسمي على
الكتاب معه - مع أنه لم يعمل أدنى شئ فيه - حتى إذا انتهيت منه وسلمته إياه، قام بشطب
اسمي ووضع اسمه!! فتكلمت بما لم يعجبه من سوء تصرفه، فبلغه كلامي، وبعث يطلبني
ليكلمني!! بعد صلاة العشاء بوقت، فبقيت عنده حتى ما بعد الثانية عشر ليلا، فكان من
كلامه: أنه سيعطيني مالا على جهدي، ولكن سيضع اسمه لوحده!! لسببين كما ذكرهما لي:
1 - أن اسمه معروف، وبه ينتشر الكتاب!! ولكن اسمي غير معروف!!
2 - أنه لا يريد إعادة غلطته - بمشاركة غيره في الكتب - كما حدث معه وعلي الحلبي (1).
وكان أن عملت بعدها في (مكتب التحقيق) بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط،
ولحاجتنا للفهرس في العمل طلبته من (سليم) كي أصوره، فرفض إعطائي إياه بحجة أنه
بعثه للطباعة في بيروت!!
وحدث أن طلبته للتحاكم وجعلنا الحكم بيننا آنذاك علي الحلبي، وبحضور بعض
السلفيين (2)، فكان، وحصلت الجلسة وأدين فيها سليم، وطلب منه وقتئذ:
1 - أن ينوه.
2 - أن يعطيني مالا بدل جهدي المبذول.

(1) وكان في بداية تعرفي على سليم يسئ القول في الحلبي إذا ذكر، على أنه كان تلميذا عنده فتكبر!!
وغريب أمر سليم هذا فكم من كتاب نزل فيا بعد باسمه واسم الحلبي!! أم أنها المصلحة؟!
(2) منهم: الأخ خالد رزق، والأخ فضل (أبو رائد) وذكرتهما لقربهما مني حيث سألتهما عن الجلسة فأيدوني
بروايتها.
62

فقلت وقتها: لا أريد مالا فأني مسامحه، بل أن ينسب العمل لأهله للأمانة العلمية
في إحدى الفهارس القادمة!! فكان أن وعد، ولكن...!!
وها قد حان كشف المسألة بعد مضي ما يقارب ست سنين عليها، لأنه سرق جهد
غيري أيضا، فكأنه لسكوتنا عن عواره، بقي على أمره وقراره، فاعرفوا أمره، وتجنبوا ذكره.
وها هو الآن وبعد الاتفاق على كل ما كان، يذكر هذا الفهرس على أنه من صنعه!!
كما ذكر في آخر المعجم المفهرس لأحاديث الألباني)!!.
2 - (فهارس تاريخ جرجان): وقد عمله له الأخ عزمي، ثم أعطاني إياه فراجعته، وكان قد
ذكر لي في هذه الأيام الأخ عزمي قوله: كم كنا سخيفين تلك الأيام، فما العلم الذي جنيناه
بعملنا الفهرسة له، إلا إضاعة وقتنا عن دراسة العلم حقيقة!!
وقد ذكره أيضا على أنه من. كتبه وتأليفه، انظر آخر (المعجم المفهرس لأحاديث
الألباني)!!
3 - (فهارس مشيخة ابن طهمان): وقد راجعته له.
4 - (فهارس مصنف عبد الرزاق): وعملنا بطاقاته، وهي عنده حتى الآن بخطوطنا!!
بلغت حوالي عشرة آلاف بطاقة.
وغيرها من الفهارس، فحتى الآن يعمل عنده واحد من الشباب براتب شهري
ليعمل له الفهارس!! وهو ينسبها لنفسه!!
* قصة (الجامع المفهرس لأحاديث الألباني)، وهي من فضائحه الكبيرة!.
أول من عمل (الجامع المفهرس) الأخ الطيب عوني الشريف، وسبب تأخير طباعته
بعض مشاكل حصلت عليه مع بعض دور النشر.
وسليم يعرف أن الأخ عوني قد أنهى عمل هذا الفهرس قبل أن يفكر هو بطباعته
باسمه!!
63

بل إنك تعجب أخي القارئ إذا عرفت أن (سليما!!) قد استعار فهرس عوني
بكامله، وأبقاه عنده لفترة تقدر بخمسة عشر يوما!! بل يزداد تعجبك عجبا إذا عرفت أن
(سليما!!) كان أحد الموقعين على عقد بيع هذا الفهرس للأخ سعد الراشد صاحب مكتبة
المعارف الذي أكد هذا عندما سئل عن صحة الخبر!!
بل إنك لا تنهي تعجبك هذا، إذا قرأت ما كتب هذا الرجل في مقدمة فهرسه
المزعوم، فقد قال:
(".. وكم كنت أتمنى أن يقوم بهذه المهمة غيري -!! -، لأن الواجبات أكثر من
الأوقات -!! -، فقد كثر المطلوب وقل المساعد -!! -، ولكنني رأيت أن المحافظة على العلم
ستضيع بين تقصير بعض الأخوة وطمع تجار الفكر -!! - الذين لا يعتنون إلا بالغلاف
والعنوان -!! -. وعندئذ يكون الموضوع بل المشروع ناجحا تجاريا، وعلى العلم السلام!،
وأترك التعليق لك أخي القارئ على فعله السابق بقوله اللاحق، وأقول لأخي
(عوني)، مصبرا له: إلى الله المشتكى يا أخي، من بلوة ألمت بك وبي.
وإني أذكرك يا (سليم!!) بحادثة سبقت معك:
أتذكر يا (سليم!!) حين دخلت عليك يوما فوجدتك قد ضقت ذرعا بالأخوة تتكلم
فيهم يمنة ويسرة، فسألتك عن خبرك؟ فقلت لي: (ضاعت الأمانة العلمية بين الأخوة!!
لقد جاءني علي حسن الحلبي وأنا أعمل في تحقيق مخطوط الذهبي (عن بدعة الخميس، -
وهي رسالة صغيرة مخطوطتها خمس ورقات - فطلب مني علي أن يصورها، فذكرت له بأني
أعمل فيها، فذكر أن لا هم له بها!! ولكنه يريد اقتناء المخطوط فقط، فأعطيته المخطوط،
وها أنا أفاجأ اليوم بطباعة رسالة الذهبي بتحقيق علي الحلبي!!) ثم أوجعت الكلام فيه
لتصرفه هذا!!.
أقول: ألا تستحي يا (سليم!!) وأنت من غضب لسرقة فكرة تحقيق هذه الرسالة
الصغيرة، وها أنت بأفعالك تسرق أفكار الأخرين لمشاريع كبيرة!! بل تسرق جهدهم
فتنسبه لنفسك!! وصدق الصادق المصدوق حين قال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة
الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
64

، الفصل الخامس:
(كشف الجاني بسرقته بحوث وتخريجات الشيخ الألباني) "
إنها طامة الطامات، وأفضح السرقات، إذ يسرق التلميذ هذه المرة جهد من وصفه
بشيخه، وينقل تعليقاته وتحقيقاته، فينسبها لنفسه على أنها من بحثه العلمي، وجهده
المضني!! وينقل الردود والانتقادات على العلماء التي حكاها الشيخ الألباني، فيذكرها
بحرفيتها على أنها من نسج أفكاره، وصنعه وابتكاره!!
فسبحان الله الذي أبقانا حتى نرى سرقة الشيوخ بأيدي تلاميذهم، بل الخاصة من
تلامذتهم!! وصدق من قال: (عش رجبا تر عجبا)!!
فهل يعقل أن يسرق تلميذ شيخه!؟ دون أدنى إشارة إلى الشيخ المعلم!! الذي لولا
جهوده لما عرف هذا السارق، بل لولا مدحه إياه لما كان لهذا الناكر لجميل شيخه مكان بين
سلفية اليوم!!
نعم.. هذا هو واقع أمثال هذا المتعالم، يسرق شيخه، بل أباه وأمه!! إن كانت
المصلحة له.
نعم... هذا هو واقع الحياة، التربية الخطأ لا تنتج إلا خطأ، فمن لم ينشئ تلامذته
على علم الأخلاق والسلوك، يوقعه تقصيره في خطأ هذا الطريق المسلوك. فكنت أيها الشيخ
المكرم، كذاك الذي زرع العلقم، وبظنه أنه الورد المنعم، الشفاء والبلسم، حتى إذا جناه
وذاق مره تألم!!
فعدم انتباهك - لانشغالك - لسرقة تلاميذك جهد غيرك، جعلهم يتطاولون لسرقة
65

علمك وجهدك!! وصدقت حين وصفت حالك بقولك: (علمت وما ربيت)!!.
شيخنا الحبيب لقد وثقت بأمثال هؤلاء، لأنهم ذبوا عنك في الرد على مخالفيك، وحق
لك أن تثق وقتئذ، لكنك أيها الشيخ لم تتعمق في فهم هذه النفوس، لترى كيف تصنع بهم
الفلوس!!
فأنهم تصدوا للذب عنك ليرتفعوا - إلى عالم التجارة والمادة - على أكتافك!! فها أنت
ترى كيف أنهم توقفوا في إصدار الكتاب الثالث من (الرد العلمي) لأنه لم يكتب له القبول
في سوق التجارة، بل ها هي طبعته الأولى لم تنفذ بعد!.
ووقعت فيما نصبوه لك من شرك بدهائهم، فصرت تحيل القارئ لكتابهم وردهم!!
مع أن قوي الرد وأصول الكتاب كان من صنعك وبقلمك - كما أخبرني بذلك سليم - وهما
ذكرا هذا في مقدمة الجزء الثاني من (الرد العلمي)!!
ومدحتهم أيها الشيخ أمام قرائك، وأحلت القارئ - بحسن نية - إلى كتب سراقك،
وختمتهم بخاتم علمك، مع أنك مطلع على قصور فهمهم في سرك وجهرك!!
وإلا فابق معي شيخنا الفاضل قليلا لترى ذلك بأم عينك. ألف سليم - زاعما -
رسالة سماها (نصح الأمة في فهم أحاديث افتراق الأمة) نشرتها دار الأضحى للنشر
والتوزيع / البقعة - الأردن، في سنة 1409 ه‍ - 1988 م، قال في مقدمتها ص (7): (وقد
حاول بعض الكتاب المعاصرين الطعن في صحة هذه الأحاديث دون علم، وتأويل معانيها
دون فهم. فاستخرت الله - سبحانه - في تتبع طرق هذه الأحاديث وروايتها، ونقدها نقدا
حديثيا، لنصل إلى قرار جازم يدمغ شبه المبطلين، ومن ثم نستخلص المتون الصحيحة
لنستنبط فهما سليما ينفي تأويل الجاهلين، وسميتها (نصح الأمة في فهم أحاديث افتراق هذه
الأمة) أ ه‍.
فأوهم القارئ في كلامه هذا بأمرين:
1 - بأنه هو الذي تتبع طرق هذه الأحاديث ورواياتها، ونقدها نقدا حديثيا!!
66

2 - أنه قام باستخلاص المتون الصحيحة ليستنبط فهما سليما!!
وهو في كلا الأمرين كاذب، فما كان من سليم - هداه الله - إلا أن سرق خلاصة
تخريجات الشيخ الألباني لهذه الأحاديث وما كتبه في الرد على ابن حزم، وابن الوزير،
والكوثري، في (سلسلته الصحيحة)، الجزء الأول من ص (6 35 - 367) عند ايراده لحديث
افتراق الأمة برقم (203) و (204)!!
ومن المعلوم أن بحث الشيخ وتخريجه ورده، سبق فعل سليم بأكثر من سبعة عشر
عاما!! فلم لم يفد سليم في مقدمة كتابه بأن هذه الفوائد من تخريج للأحاديث وطرقها،
وحكم عليها، ورد على المخالفين، هي لشيخه الألباني!؟.
ألا يصدق في أمثاله (التشبع بما لم يعط)!؟.
وإليك تفاصيل سرقته لشيخه (1)!!:
1 - سرق تخريج حديث أبي هريرة رضي الله عنه في ص (9 - 10) كما هو وزاد عليه من
غير (الصحيحة). انظر (الصحيحة) 1 / 356.
2 - سرق تعقيب الشيخ الألباني على الحاكم في قوله على حديث أبي هريرة: (صحيح على

(1) لم تكن هذه السرقة الأولى للشيخ، فإن (سليما!!) منذ تصدره الكتابة في أول أمره - ولما يعرف بعد -
كان يأخذ تخريجات الشيخ دون أن ينسبها إليه!!
فقد ذكر لي الأخ نظام سكجها صاحب (المكتبة الاسلامية)، أن سليما حين طبع كتابه (الجماعات
الاسلامية) - الطبعة الأولى سنة 1399 ه‍ - وقع في سرقة الشيخ إذ كان يأخذ تخريجات الأحاديث من كتب
الشيخ الألباني ولا ينسبها إليه!! فنصحه نظام بعدما كشف أمره أن ينسب التخريجات للشيخ في كتبه،
فكان أن فعل - لافتضاح أمره - في طبعته الثانية للكتاب - سنة 1401 ه‍ -.
مثال: خرج في (الطبعة الأولى) ص (30) حديث (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى
تقوم الساعة) آخذا إياه من (السلسلة الصحيحة) دون نسبة!! وعند افتضاح أمره قال في (الطبعة الثانية)
ص (40) بعد التخريج: (انتهى مختصرا من (سلسلة الأحاديث الصحيحة) حديث رقم (270).
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان سيعيد الأمور إلى نصابها لولا افتضاح حاله؟!!
والجواب: ما تراه - في هذا الكتاب - لا ما تسمعه.
67

شرط مسلم) بقوله ص (10): (قلت: محمد بن عمرو فيه كلام يسير، واحتج به مسلم
متابعة، فالحديث حسن).
انظر كلام الشيخ في (الصحيحة) 1 / 356: (قلت:.... الخ).
3 - سرق ص (10) هامش، رد الشيخ عل تضعيف الكوثري لحديث أبي هريرة في مقدمة
(التبصير في الدين) ص (5).
انظر كلام الشيخ في (الصحيحة) 1 / 356.
4 - سرق ص (11) تخريج حديث معاوية بن أبي سفيان في افتراق الأمة، حتى ما ذكره
الشيخ من كلام الحاكم، وموافقة الذهبي، وتحسين الحافظ للحديث في (تخريج الكشاف)
ص (63).
انظر (السلسلة الصحيحة) 1 / 358 - 359.
5 - سرق ص (12 - 18) تخريج الشيخ لحديث أنس في افتراق الأمة، مع تفصيل طرقه،
وبالترتيب الذي ذكره الشيخ لهذه الطرق، وهي كالآتي:
1 - الأولى: عن قتادة، عنه.
2 - الثانية: عن العميري، عنه.
3 - الثالثة: عن ابن لهيعة، ثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عنه.
4 - الرابعة: عن سليمان بن طريف، عنه.
5 - الخامسة: عن عبد العزيز بن صهيب، عنه.
6 - السادسة: عن أبي معشر، عن يعقوب بن زيد بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن
أنس.
7 - السابعة: عن عبد الله بن سفيان المدني، عن يحى بن سعيد الأنصاري، عنه.
فانظر أخي - هداك الله للحق كي تميز الرجال - كيف أن (سليما!!؟) سرق جهد
68

الشيخ في تبيان طرق حديث أنس، على نفس ما رتبها الشيخ في (الصحيحة) 1 / 359 -
361!!
ليس هذا فحسب، بل إنه سرق حكم الشيخ على كل طريق، ونسبه لنفسه بقوله:
(قلت:...)، وهو يعلم علم اليقين بأن هذا جهد الشيخ، ألم تدر - يا هذا - كم تعب
الشيخ حفظه الله حتى أخرج لنا هذه الطرق من بطون الكتب المطبوعة والمخطوطة، حتى
تأتي أنت فتسرق كل هذا الجهد المتقن من كتاب واحد دون النسبة إليه، فأين الأمانة
العلمية في النقل والنسبة لأهل العلم علمهم؟!!.
أم أنك نسيت - بل تناسيت - ما وصمت به غيرك حين رددت عليه في هذه المسألة
زورا وبهتانا، متهما إياه بالسرقة والخيانة العلمية - مع أنه برأ عهدته ببيان حاله في كتبه -
فقلت في (مؤلفات سعيد حوى) ص (26 - 27):
(إذا كان دور الأستاذ سعيد الجمع والتنسيق - بشهادته على نفسه والاعتراف أصدق
شاهد ويغني عن التقصي والإحالة إلى المراجع التي اعتمدها وأهمل ذكرها - فقط، فلماذا
صدرت هذه السلسلة على أساس أنها من بنات أفكاره، ومن نتاج يراعه وتخرج باسمه!؟
وإذا كانت قد صدرت في طبعتها الأولى وهو في السجن لا يجد إليها سبيلا، فهلا أعاد الأمور
التي فاتته إلى نصابها، ونص الأقوال إلى أصحابها، وفي وسعه الآن أن يفعل لو شاء.
والذي يشد الانتباه في هذه السلسلة أن سعيدا لم ينسب الأبحاث التي نقلها غير
منقوصة إلى مصادرها، وهو يفعل ذلك يقع في الخطأ مرتين، أما الخطأ الأول فقد ذكرناه
آنفا، وأما الخطأ الثاني فإنه يلزم نفسه أن يحمل أخطاء الآخرين الذين نقل أقوالهم واستشهد
بآرائهم.
- ويضيف معلما غيره - إن سلفنا الصالح من أئمة الهدى كانوا إذا صنفوا أو جمعوا
فإنهم يردون الأقوال إلى قائليها أو ناقليها لتبرأ عهدتم منها إذا كانت خطأ، وإن تعذر ذلك
ولم يستطيعوا حولا ولا قوة أشاروا على أساس أنها ليست أقوالا لهم، وهذا أمر تقتضيه الأمانة
69

العلمية، إذا كنا لا نتجشأ من غير شبع، ولله در القائل:
ونص الحديث إلى أهله فإن الأمانة في نصه
- ويضيف أيضا - والذي يملك الوقت لينقل ويجمع وينسق، يملك الوقت لينص
الحديث إلى أهله، ويضع كل أمر في محله، وهذا أمر تلقائي ناتج عن الجمع والنقل،
فعندما ينقل الكاتب نصا يستدل به، فإن توثيقه لا يحتاج إلى وقت مستقل بذاته عن عملية
النقل لأنه جزء من عملية النقل بل أصل في عملية النقل، لأن الذي يرغب في نقل قول
ليدعم رأيه ويقوي حجته يعرف من أين نقله إلا إذا أراد أن ينتحل فكر غيره، ويحمد بما لم
يفعل.
والشيخ سعيد حوى يثقل عليه أن ينبه مريديه إلى ما قررنا خشية أن يدب الشك إلى
نفوسهم، فتهتز صورته في أعينهم، وينزعوا ثقتهم عن مؤلفاته التي أصبحت بضاعة رابحة
في أيدي تجار الفكر الذين لا هم لهم إلا الدرهم والدينار، أما الأمانة العلمية فحدث عن
ضياعها ولا حرج، فإن قيل - وقد قيل - إن الشيخ سعيد حوى نبه وقد نقلت قوله، وعلمت
عذره، فالجواب:
إن إشارته عابرة لا تعيد الحقوق إلى أصحابها، فالواجب أن ينسب الأقوال إلى أربابها
ويشير إلى مظانها) اه‍.
ويقول مضيفا ص (29): (... ألا يدل هذا الخطأ الفاضح أن الرجل يتقمص
شخصية غيره، وينتحل فكر الآخرين، ويريد أن يقطف الثمار الناضجة دون أن يرهق نفسه
في الحرث والزرع، وهذا ديدنه في جل ما كتب.. فإلى الله المشتكى من أناس يبخسون
الناس أشياءهم، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا.
أما الصفحات الباقية فإنها أبحاث كاملة من كتب مطبوعة ومتداولة، إذن فما هو
الجهد الذي بذله الشيخ سعيد في هذه السلسلة حتى يستحق أن تنسب إليه وتصدر
باسمه، اللهم طهر قلوبنا من الزيغ، ونفوسنا من الهوى، وأعمالنا من الرياء) اه‍.
70

ولن أعلق أخي على ما كتب وخالفه هو جملة وتفصيلا، فكل ذي لب أعرف بما
يقتضيه المقام، وصدق في صاحبنا ما قالوا في الأمثال: (رمتني بدائها وانسلت) (1).
وقد قيل شعرا:
يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى * كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا * أبدا وأنت من الرشاد عديم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها * فإذا انتهت منه فأنت حكيم (2)
وعود على بدء، أقول:
فانظر أخي كيف أجاز لنفسه سرقة جهد شيخه في بيان طرق حديث أنس، بل في
حكمه على كل طريق، وإليك بيانها:
أ - سرق ص (13) حكم الشيخ على إسناد الطريق الثانية، عن العميري، عن أنس،
فقال: (قلت: والعميري هذا لم أجد له ترجمة، ولعله تصحيف عن النميري، فقد روى
عن أنس، وعنه صدقة بن يسار الذي روى هذا الحديث).
وانظره من كلام الشيخ الألباني في (الصحيحة) 1 / 360.
ب - وكذلك فعل في الطريق الثالثة.
ب - كذلك فعل في الطريق الخامسة في كلامه على سويد وتضعيفه.
د - وقال في حكمه على الطريق السادسة ص (17): (قلت: فيه أبو معشر، هو نجيح بن
عبد الرحمن السندي، وهو ضعيف).

(1) ولي في رده على سعيد حوى مآخذ علمية، انظرها في (الفصل الأخير)
(2) وانظر ما نظم على وزنه في الخاتمة.
71

وانظره من كلام الشيخ بحروفه 1 / 361.
6 - سرق ص (19) تخريج الشيخ وحكمه على حديث عوف بن مالك الأشجعي في افتراق
الأمة، كما هو من (الصحيحة) 3 / 480، ولأنه أراد أن يتفنن فيوهم بأنه لم يأخذ التخريج
من الشيخ، فنسب لرقم الحديث قائلا:
(أخرجه أبو داود (3992)) فأخطأ، إذ الحديث ليس عند أبي داود بل هو لابن ماجة
بهذا الرقم.
7 - سرق ص (25) تخريج الشيخ على حديث ابن عباس في اتباع السنن، حتى الحكم
عليه نقله بحروفه من (الصحيحة) برقم (1348) 3 / 334.
حتى قوله: (وأبو أويس واسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك، وهو مع
كون مسلم احتج به، ففيه ضف)، هو من كلام الألباني، فكيف ينسبه لنفسه بقوله:
(قلت..)!!
وانظر إليه يقول ص (30): (إن كثيرا من أسانيد هذه الأحاديث صحيحة أو حسنة
لذاتها، كمالا يخفى على من اطلع على تخريجي لها).
هل بعد هذا الإيضاح لسرقاته تخريجات شيخه الألباني لأحاديث افتراق الأمة
وطرقها، دون أدنى نسبة إليه وإلى استفادته منه، فهل بعد كشفه يصر على نسب التخريجات
لنفسه!؟
8 - سرق ص (36 - 37) رد الشيخ الألباني على ابن حزم، وابن الوزير في ردهم زيادة
(كلها في النار إلا واحدة)، ونسبه له بقوله: (وجوابي على ما سبق نقله من وجوه متعددة:
1 - ان هذه الزيادة ثابتة صحيحة...
[وكلام الألباني في (الصحيحة) 1 / 362 - 363: (فإني لا أعلم أحدا من المحدثين
ضعف هذه الزيادة].
2 - ان جمهور المحدثين صححوها، وقد سبق ذكر أسماء ثلة من الأولين..
72

[وكلام الألباني في (الصحيحة) 1 / 363: (ان الجماعة صححوها وقد سبق ذكر
أ سمائهم).]
3 - أن ابن الوزير - رحمه الله - يناقض نفسه، حيث صحح حديث معاوية - رضي الله عنه
- في كتابه الآخر: (الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم) 2 / 115....
[وكلام الألباني في (الصحيحة) 1 / 363: (ان ابن الوزير في كتاب آخر له قد
صحح حديث معاوية هذا، ألا وهو كتابه القيم: (الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم) 2 / 113 - 115).]
4 - إذا صح النقل عن ابن حزم - رحمه الله - فلا عبرة بقوله، لأن النقد الحديثي دل على
صحتها، والأئمة الذين جزموا بصحتها أكثر وأعلم من ابن حزم في هذا الفن.
[وكلام الألباني في (الصحيحة) 1 / 363: (فإن صح النقل عن ابن حزم، فهو مردود
من وجهين:
الأول: أن النقد الحديثي قد دل على صحة هذه الزيادة، فلا عبرة بقول من ضعفها.
والآخر: أن الذين صححوها أكثر وأعلم بالحديث من ابن حزم...).]
5 - أن كلام ابن الوزير مشعر بأنه طعن في هذه الزيادة من جهة معناها، وليس من جهة
إسنادها.
(وكلام الألباني في (الصحيحة) 1 / 363: (وأما ابن الوزير، فكلامه الذي نقله
الكوثري يشعر بأنه لم يطعن في الزيادة من جهة إسنادها، بل من حيث معناها).
9 - ثم بعد ذلك ساق (سليم) في كتابه من ص (39 - 43) كلام العلامة صالح المقبلي في
كتابه (العلم الشامخ في إيثار الحق عل الآباء والمشايخ) ص (414).
وهذا النقل عن صالح المقبلي استفاده من الشيخ في (الصحيحة) 1 / 4 36 - 367،
فهو أول من وقع على كلام العلامة المقبلي.
فبدأ سليم بما بدأ به الشيخ من كلام المقبلي: (حديث افتراق الأمة...).
73

وأنهى بما أنهى به الشيخ أيضا من كلام المقبلي: (... فتأمل هذا تسلم من اعتقاد
مناقضة الحديث لأحاديث فضائل الأمة المرحومة).
فلا أدري إن لم يذكر الشيخ كلام المقبلي هذا في (الصحيحة) ويأتي (سليم!) ليأخذ
الكلام بدون عناء بحث ومشقة، هل سيجد هذه الفائدة من كتاب المقبلي نفسه!!؟.
10 - أنظر إليه حتى مدح الشيخ لكلام المقبلي السابق، يأخذه سليم فينسبه لنفسه!!
قال الشيخ في (الصحيحة) 1 / 367: قلت: وهو كلام متين يدل على علم الرجل
وفضله ودقة نظره، ومنه تعلم سلامة الحديث من الإشكال الذي أظن أنه عمدة ابن الوزير
رحمه الله في إعلاله إياه).
فيقول سليم ص (43): (قلت: هذا كلام متين، يدل على علم صائب، ونظر
ثاقب، ومنه تعلم سلامة الحديث من كل إشكال أورده ابن الوزير...).
فسبحان الله، ما أعجب هذا التوافق حتى في الحكم على كلام الناس!!
11 - سرق ص (46 - 47) تخريج الشيخ وحكمه على حديث أنس الموضوع (كلها في الجنة
إلا واحدة)، فقال:
(تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة، إلا فرقة واحدة، وهي
الزنادقة).
موضوع. أخرجه العقيلي في (الضعفاء) (4 / 201)، ومن طريقة ابن الجوزي في
(الموضوعات) (1 / 267) من طريق معاذ بن ياسين الزيات: حدثنا الأبرد بن الأشرس عن
يحي بن سعيد عن أنس مرفوعا.
قال ابن الجوزي:
(قال العلماء: وضعه الأبرد، وسرقه ياسين الزيات، فقلب إسناده، وخلط، وسرقه
عثمان بن عفان وهو متروك، وحفص كذاب، والحديث المعروف: (واحدة في الجنة، وهي
الجماعة).
74

وأقره السيوطي في (اللآلي) (1 / 128)، وابن عراق في (تنزيه الشريعة)
(1 / 301)، والشوكاني في (الفوائد المجموعة) (502)، وغيرهم).
هذا النقل بحروفه من (سلسلة الأحاديث الضعيفة) للشيخ الألباني 3 / 124 -
125، دون أدنى نسبة إليه!!.
فأين الأمانة يا من تدعي العلم!!؟؟
واسمع يا (سليم!!) كلام السيوطي في رسالته (الفارق بين المصنف والسارق) - لمن
حاله حالك، ناصحا له:
(وأما التخاريج، فجرت عادة الحفاظ - آخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر
صاحب عسقلان - إذا عزوا ما لم يقفوا على أصله الأول أن يقولوا: عزاه فلان إلى تخريج
فلان). اه‍
قال علي الحلبي - معلقا - في طبعته عند كلام السيوطي هذا:
(وهذا يعد أصلا مهما من أصول علم التخريج، وترى كثيرا من أدعياء التخريج في
هذا العصر يغفلون عن هذا الأصل أو يتغافلون...!!) اه‍.
وقال السيوطي رحمه الله أيضا - معلقا على سرقات التخاريج -:
(ولقد نقل الإسنوي في (المهمات) عن تلميذه الحافظ زين الدين العراقي، وعد ذلك
من مناقبه التي تصعده إلى المراقي.
وكان الحافظ ابن حجر يعلم طلبته إذا نقلوا حديثا أورده لهم أو أثرا، أن يقولوا: روى
فلان، أو خرج فلان، بإفادة شيخنا ابن حجر. كل ذلك حرصا على أداء الأمانة، وتجنب
الخيانة - فإنها بئست البطانة -، وامتثالا للحديث، واقتداء بالأئمة في القديم والحديث،
وتحرزا عن الكذب والتشبع، وتوفية لحق التتبع، ورغبة في حصول النفع والبركة، ورفع
تصنيفهم إلى أعلى درجة عن أسفل دركة، وقياما بشكر العلم وأهله، وإعطاء السابق حقه لفضله:
75

ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا بكاها فقلت الفضل للمتقدم.
وليتميز ما غاص المصنف عليه مما استخرجه غيره من درر البحار، وليسلم من أن
يصاب من قبل من ظلمه بالخيانة بسهم من سهام الأسحار) اه‍.
أقول: فهل يا ترى سيعلم الشيخ تلميذه السارق، نرجو ذلك وليطرقه بالمطارق،
ليكون عبرة لكل من يسرق التخريج ويدعي أنه لكتب الحديث خارق، باحث في المغارب
والمشارق.
وما أروع ما قال الشيخ الألباني حفظه الله في مقدمة (الصحيحة) المجلد الرابع
ص (ه‍): (... وبعضهم يخرج الأحاديث بطريقة يوهم القراء أنه بقلمه، وهو لغيره حرصا منه على الشهرة، وأن يقال فيه محدث! وهؤلاء فيهم كثرة، وأساليبهم اليوم مختلفة)
اه‍.
* أمثلة أخرى من كتبه في سرقاته تخريجات الشيخ الألباني دون أدنى نسبة:
1 - خرج في كتاب (الصبر الجميل) ص (17) حديث (أشد الناص بلاء الأنبياء ثم
الأمثل..) فقال:
(أخرجه الترمذي (2398)، وابن ماجة (4023)، والدارمي 2 / 32، وابن حبان
(698، 699)، والحاكم 1 / 40، 41، وأحمد 1 / 172، 174، 180، 185.
وغيرهم.
من طريقين عن سعد بن أبي وقاص به مرفوعا.
قلت: وهو صحيح.
وله شاهد آخر:
أخرجه ابن ماجة (4024)، والحاكم 4 / 7 30، وغيرهما من حديث أبي سعيد
الخدري رض الله عنه.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
76

قلت: وهو كما قالا) أه‍.
قلت: أنظر هذا التخريج والحكم عليه بنفس الألفاظ في (السلسلة الصحيحة)
للشيخ الألباني برقم (143) و (4 4 1).
وتد بدل سليم الجزء والصفحة عند الترمذي وابن ماجة برقم الحديث للإيهام
فقط!!.
2 - خرج في كتاب (الصبر الجميل) أيضا ص (65) حديث (إذا أصيب أحدكم بمصيبة
فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب) فقال:
(أخرجه ابن سعد في (الطبقات) 2 / 275، والدارمي 1 / 40 من طريق فطر بن
خليفة عن عطاه بن أبي رباح مرفوعا.
قلت: إسناده صحيح لكنه مرسل.
وله شاهد عند ابن ماجة (1599) من حديث عائشة رضي الله عنها.
قلت: وإسناده ضعيف من أجل موسى بن عبيدة.
وله شاهد آخر مرسل أخرجه ابن سعد 2 / 275، وابن المبارك في الزهد (67 4) وهو
صحيح مرسل.
ومرسل آخر عن عبد الرحمن بن سابط.
أخرجه نعيم بن حماد في (زوائد الزهد) (271).
قلت: فالحديث صحيح بهذه الشواهد، والله أعلم) أه‍.
قلت: وهذا كله وبألفاظه في الحكم مسروق من الشيخ الألباني في (السلسلة
الصحيحة) رقم (1106) فتدبر!!
3 - خرج في كتاب (مكارم الأخلاق) ص (14) حديث (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)،
وإني ذاكر ما ادعاه لنفسه وهو من قول الشيخ الألباني (الصحيحة) برقم (45)!!، قال:
(أخرجه البخاري في (الأدب المفرد)، وأحمد 2 / 1 38، والحاكم 2 / 3 1 6، وابن
سعد في (الطبقات) 1 / 192...
77

من طريق محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة
مرفوعا.
وهذا إسناد حسن. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، ولكن محمد
بن عجلان أخرج له مسلم متابعة..
وللحديث شاهد أخرجه مالك في (الموطأ) 2 / 904 بلاغا.
وله شاهد من حديث زيد بن أسلم مرسل..) أه‍.
قلت: وهذا كله من جهد الشيخ الألباني حفظه الله، ولم ينسب له حرفا!!
4 - سرق في (مكارم الأخلاق) ص (5 4 - 46)، ومن قبله في (الوصية الصغرى) ص (1 4
- 42) تخريج الشيخ لحديث أبي هريرة (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)!! وكان قد
خرجه الألباني في (الصحيحة) برقم (284)، وما سرقة فنسبه لنفسه هو قوله:
(صحيح بشواهده، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وله عنه طرق:
الأولى: عن عمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عنه به.
أخرجه الترمذي، وأبو داود (4682)، وأحمد 2 / 250 و 472، وابن أبي شيبة في
(المصنف)، وأبو نعيم في (الحلية) 9 / 248، والحاكم 1 / 3، وقال: وهو صحيح على شرط
مسلم، ووافقه الذهبي.
قلت: بل هو حسن لأن فيه محمد بن عمرو لم يخرج له مسلم إلا متابعة.
الثانية: عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه به، أخرجه
ابن حبان (1311)، ورجاله ثقات غير المطلب فهو كثير التدليس وقد عنعنه.
الثالثة: عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عنه به. أخرجه
أحمد 2 / 527، والدارمي 2 / 323، وابن أبي شيبة في (المصنف)، والحاكم 1 / 3.
قلت: وهذا إسناد حسن لأن محمد بن عجلان صدوق أخرجه له مسلم متابعة) اه‍.
78

فانظر - رحمك الله - كيف أن هذا (الهلالي!!) وصم حكم غيره على الأحاديث بقوله:
(قلت)!! فأي قول هذا؟!!.
5 - سرق تخريج الشيخ وحكمه على حديث (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك
المراء...) كما هو في (الصحيحة) برقم (273)، فقال في كتابه (مكارم الأخلاق) ص (48 - 49) عند تخريج الحديث:
(أخرجه أبو داود (4800)... من طريق أبي الجماهر عمد بن عثمان قال: حدثنا
أبو كعب السعدي قال: حدثنا سليمان بن حبيب المحازي!! عن أبي أمامة، وذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن لأن أبا كعب السعدي وهر أيوب بن موسى السعدي
البلقاوي [روى عنه أبو الجماهر ووثقه] - وهذه من كلام الذهبي كما في (الصحيحة)!! -
وقال الحافظ في (التقريب): صدوق.
وللحديث شواهد أخرى:
1 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في (الكبير) وإسناده ضعيف لأن
فيه أبا حاتم سويد بن إبراهيم.
2 - حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في (الصغير) وإسناده
ضعيف...) اه‍.
6 - قال في (مكارم الأخلاق) ص (50) عند تخريج حديث (إن من أحبكم إلي وأقربكم منى
مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا):
(صحيح لغيره، أخرجه الترمذي...، والخطيب في (تاريخه) 4 / 63 من طريق
مبارك بن فضالة ثنى عبد ربه بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.
وهذا إسناد حسن لأن مبارك بن فضالة صدوق يدلس وقد صرح بالتحديث.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو أخرجه أحمد 2 / 189 بإسناد صحيح على
شرط الستة) اه‍.
79

قلت: وهذا كله مسروق من كلام الشيخ الألباني في (الصحيحة) عند حديث رقم
(791) و (792)!! حتى قوله: (صحيح على شرط الستة) من كلام الألباني!!
7 - قال في (مكارم الأخلاق) ص (51) عند حديث (ما من شئ في الميزان أثقل من حسن
الخلق):
(صحيح، أخرجه أبو داود..، وأحمد 6 / 446 و 448...، وغيرهم من طريق
شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن عطاء الكيخارني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي
صل الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا إسناد صحيح) اه‍.
قلت: وهذا مسروق من الألباني في (الصحيحة) برقم (876)!!
8 - قال في (مكارم الأخلاق) ص (51) عند حديث (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه
درجات قائم الليل صائم النهار):
(صحيح، أخرجه أبو داود...، والحاكم 1 / 60 وغيرهما من طريق عمرو بن عمرو
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن عائشة مرفوعا.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا إن ثبت
سماع المطلب عن عائشة [ونرجو ذلك] - وهذه من كلام أبي زرعة كما في (الصحيحة)!! -
) اه‍.
قلت: هذا سرقة من كلام الشيخ في (الصحيحة) عند رقم (795)!!.
9 - قال في (مكارم الأخلاق) ص (52) عند تخريج حديث (إن المسلم المسدد ليدرك درجة
الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته وحسن خلقه):
(صحيح، أخرجه أحمد 2 / 177 و 220 من طرق عن ابن لهيعة أخبرني الحارث بن
يزيد عن ابن حجيرة الأكبر عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.
وهذا إسناد رجاله ثقات، وابن لهيعة وإن كان ساء حفظه الا أن هذا الحديث رواه
80

عنه عبد الله بن المبارك.. ورواية العبادلة عن ابن لهيعة صحيحة لأنه سمع منه قديما [كما
بينته في رسالتي (الحصون المنيعة في تصحيح رواية العبادلة عن ابن لهيعة)]. وقد غفل عن
هذا المنذري والهيثمي فأعلا الحديث به) اه‍.
قلت: فيه سرقتان:
1 - سرقته تخريج الحديث والحكم عليه من الشيخ الألباني كما في (الصحيحة) برقم
(522)، وكذا الكلام على رواية ابن المبارك عن ابن لهيعة!!
2 - قال الألباني في (الصحيحة) ضمن كلامه عند الحديث: (... لأنه سمع منه قديما كما
نبه على ذلك الحافظ عبد الغني ابن سعيد وغيره).
فقال (سليم!!) متشبعا بما لم يعط: (لأنه سمع منه قديما كما بينته في رسالتي...)!!
وهذا ما غيره من كلام الألباني في (الصحيحة) فأساء إذ سرق علم الأقدمين، وجهد
المتأخرين!!
10 - قال في (مكارم الأخلاق) ص (56) عند تخريج حديث (خياركم إسلاما أحاسنكم
أخلاقا إذا فقهوا):
(أخرجه البخاري في (الأدب المفرد)، وأحمد 2 / 467 و 469 و 482 من طريق حماد
بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم) اه‍.
قلت: سرق التخريج والحكم عليه من (الصحيحة) برقم (1846)!!
11 - قال في (الوصية الصغرى) ص (42):
(وأما حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه الترمذي، وأحمد 6 / 47، 99.....،
والحاكم 1 / 53 وقال: رواته عن آخرهم ثقات عل شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه
الحافظ الذهبي بقوله: (وقلت: فيه انقطاع).
قلت: وقد تنبه الحاكم لهذا فإنه قال بعد أن ساق حديث أبي هريرة من طريقين عنه
81

1 / 3: وقد روي هذا الحديث أيضا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وشعيب بن
الجبحاب عن أنس، ورواه ابن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة وأنا أخشى
أن أبا قلابة لم يسمعه من عائشة.
وقال الترمذي: صحيح ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة.
قلت: (فالحديث بهذا الإسناد ضعيف) اه‍.
قلت: هذا سرقه من الشيخ الألباني في (الصحيحة) عند كلامه على حديث رقم
(284)، 1 / 512!!
12 - قال في (شرح خطبة الحاجة) ص (22) الحاشية:
(... فينبغي أن تفتتح بها جمع الخطب، سواء أكانت خطبة نكاح، أو خطبة
جمعة، أو غيرهما، فليست خاصة بالنكاح، كما يتوهم بعض الناس، وفي حديث ابن مسعود
التصريح بذلك) اه‍.
قلت: هذا من كلام الشيخ الألباني في (خطبة الحاجة) ص (31)!!
13 - قال في (مكفرات الذنوب) ص (25) عند تخريج حديث (ما من مسلمين يلتقيان
فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا):
(أخرجه أبو داود (5212)، والترمذي...، وابن ماجة (03 37)، وأحمد 4 / 289
و 303 وغيرهم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
وإسناده ضعيف لأن أبا إسحاق مدلس مختلط.
وله شاهد من حديث أنس رض الله عنه: أخرجه أحمد 3 / 142 بإسناد حسن.
وبالجملة فالحديث صحيح بشاهده) اه‍.
قلت: هذا كله من كلام الشيخ في (الصحيحة) برقم (525)!!.
14 - قال في (مكفرات الذنوب) ص (39) عند تخريج حديث (يا أبا فاطمة أكثر من
السجود...):
82

(أخرجه أحمد 3 / 428 واللفظ له، وابن سعد 8 / 507 والزيادة له، من طريق ابن
لهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن كثير الأعرج الصدفي قال سمعت أبا فاطمة وهو معنا بذي
الفواري يقول: قال رسول الله (ص)، وذكره.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات... ولكن كثير وهو ابن قليب مصري لا يعرف كما
قال الذهبي.
والحديث محفوظ من رواية كثير بن مرة كما قال الحافظ في (التهذيب).
قلت: وكثير بن مرة هو الحضرمي ثقة، فالحديث صحيح) اه‍.
قلت: هذا مسروق من كلام الألباني في (الصحيحة) رقم (1519)!!
15 - قال في (مكفرات الذنوب) ص (61) عند تخريج حديث (أيما عبد أصاب شيئا مما نهى
الله عنه ثم أقيم عليه حده كفر عنه ذلك الذنب):
(أخرجه الحاكم 4 / 388، والدارمي 2 / 182، وأحمد 5 / 214 و 215، وغيرهم.
قلت: وإسناده حسن لأن أسامة بن زيد الليثي فيه كلام يسير لا يضر. وللحديث
شواهد كثيرة في (الصحيحين) وغيرهما) اه‍.
قلت: سرقه من الشيخ في (الصحيحة) برقم (1755)!!
16 - قال في (مكفرات الذنوب) ص (64) عند تخريج حديث (ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا
الله فيه عز وجل ويصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة
وإن دخلوا الجنة):
(أخرجه أحمد 2 / 463، وابن حبان (2322 - موارد)، والحاكم 1 / 492 وغيرهم،
من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: وإسناده صحيح) اه‍.
قلت: مسروق من الألباني كما في (الصحيحة) رقم (76)!!.
17 - قال في (مبطلات الأعمال) ص (10) - ط 2 -:
83

(عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله (ص) عن هذه الآية (والذين
يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)، قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرفون؟ قال
صلى الله عليه وسلم: (لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم
يخافون أن لا يتقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات).
وقال عند تخريجه: (حسن لشواهده، أخرجه الترمذي، وأحمد 6 / 159 و 205،
والحاكم 2 / 393 - 394 وغيرهم من طريق مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن سعيد بن
وهب عنها به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
قلت: فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن سعيد وعائشة فإنه لم يدركها، لكن له شاهد
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه ابن جرير الطبري، وفيه ضعف من قبل شيخ
ابن جرير وهو محمد بن حميد بن حيان الرازي) اه‍.
قلت: هذا الكلام مسروق من الشيخ في (الصحيحة) برقم (162)!!
18 - قال في كتابه (أين الله) ص (36) عند تخريجه حديث (لما ألقي إبراهيم في النار قال:
اللهم إزاء في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك):
(أخرجه أيضا الدارمي في (الرد على الجهمية)، وأبو نعيم في (الحلية) 1 / 19،
والخطيب في (تاريخه) 10 / 346 بهذا الإسناد.
قلت: وهو إسناد ضعيف، لأن أبا جعفر الرازي سئ الحظ، وكذلك أبو هشام
الرفاعي ليس بالقوي، والحديث ضعفه شيخنا الألباني في (ضعيف الجامع الصغير)
(4770) اه‍.
قلت: هذا التخريج والحكم على ضعفه من كلام الألباني في (الضعيفة) عند رقم
(1216)!! ثم انظر إليه كيف أحالك إلى تضعيف الشيخ إياه (ضعيف الجامع) دون
(الضعيفة) لئلا تكتشف أمر سرقته.
84

19 - قال في كتابه (أين الله) ص (96) عند تخريج أثر سفيان الثوري في قوله تعالى: (وهو
معكم أينما كنتم) فقال: (علمه):
(أخرجه عبد الله بن أحمد في (السنة) ص (72)، واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد
أهل السنة والجماعة)، والآجري في (الشريعة) ص (289).
قلت: معدان لم أقف على ترجمته، وقد وقع موصوفا عند البيهقي ب‍ (العابد)، وعند
الآجري: خالد بن معدان وهو تطبيع لأن خالد بن معدان تابعي ") اه‍.
قلت: هذا التخريج، وما صدره بقوله: (قلت)، هومن كلام الشيخ الألباني كما في
(مختصر العلو) ص (139)، رقم (126).
فانظر إليه كيف ادعى ما كشفه الشيخ على أنه من فوائده!!
20 - سرق في كتابه (مبطلات الأعمال) ص (11)، وفي (حادي الروح) ص (71) فائدة،
هي من فوائد الشيخ الألباني قالها في آخر حديث رقم (162) من (السلسلة الصحيحة)
دون أدنى نسبة على أنها من كلام الشيخ!! فقال:
(والسر في ذلك ليس هو خشيتهم ألا يوفيهم ربهم أجورهم، كلا فإن الله لا يخلف
الميعاد وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) [آ ل عمران: 57]، بل
إنه ليزيدهم عليها تفضلا وإحسانا ومنة (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) (فاطر:
30]، وإنما لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء والعبادة كما أمر الله،
فهم لا يستطيعون الجزم بأنهم قاموا بها على مراد الله بل يظنون أنهم قصروا في ذلك، ولذلك
فهم يخافون أن لا يتقبل! منهم، فتسابقوا في الخيرات، وتنافسوا في فعل الصالحات، فليتأمل
العبد هذا لعله يزداد حرصا على إحسان العبادة وإتقان العمل، وذلك بالإخلاص لله واتباع
رسول الله صلى الله عليه وسلم) اه‍.
. وبعد هذه الأمثلة من سرقاته عن شيخه أقول: إن سليما يقع من جراء، فعله في
محظورات عدة:
85

1 - سرقته لكلام شيخه، وعدم نسبته الفوائد التي جناها له!!
2 - كذبه حين يدعي في مقدمات كتبه بأنه يخرج الأحاديث ويحكم عليها حسب ما تقتضيه
الصناعة الحديثية!!
فأي صناعة مع النقل والسرقة؟!!
3 - وقوعه في التقليد المذموم!!
وبه يعرف افتضاحه وكذبه حين قال في مقدمة (مختصر إيقاظ همم أولي الأبصار)
ص (7) - وهو كتاب في النهي عن التقليد!! -:
(وليعلم طالب العلم - علمني الله وإياه - أن أسلوبي هذا في بيان درجة الأحاديث
ليس تقليدا (1)!!
قلت: إن لم يكن كذلك فلا تقليد في الدنيا!!.
* وأختم الكشف عن سرقات هذا التلميذ السئ لشيخه الفاضل بما حكاه الأخ الفاضل
محمد بن إبراهيم الشيباني في كشف حال بعض الشواذ، فقال في كتابه (حياة الألباني)
1 / 34 - 36:
(واليوم، وبعد أن قست قلوب كثير من الناس وطال عليهم العمر، يخرج علينا
بعض أشباه طلبة العلم من هنا وهناك، وممن يتسمون بالمشايخ وأساتذة الجامعات - إلا من
رحم الله - من الذين استفادوا من علم الشيخ ونشأوا على كتبه ودروسه وما يزالون ينهلون
منها الدرر، ويستخرجون الكنوز ولا ينسبون ما أخذوا منه إليه، وإن تعجب فعجب
فعلهم عندما ينتزعون تحقيقاته وتخريجاته وآرائه وإشاراته إلى مخطوطات لم تطبع بعد ولم تر
النور ويتناسون الاعتراف بذلك، وهي معروفة عند محبيه وأهل العلم والدراية بأنها منقولة
من كتبه عند المقابلة والمقارنة، فلا نملك إلا أن نقول: آه على خساسة الهمم، ودناءة
النفس، وسوء الأخلاق، وما مرد ذلك إلا إلى الحسد والكراهية والغيرة والبغض.

(1) والأفضل أن يكمل قائلا: (وإنما هو سرقة برعت فيها).
86

فكم هم الذين يستعجلون وقتهم ومقامهم، وكم هم الذين يعجبون بعملهم ولو
كان مسروقا من غيرهم، وكم هم الذين يحبون البروز والعجب بالنفس، ومناداة العامة
والدهماء لهم بالمشايخ والأساتذة، وكم هم الذين يفرحون بهذه الألقاب المزورة والأقنعة
المزيفة التي ما تلبث أن تزول بحرارة الحق حين يقلق عليها مضاجعها ويؤرق عليها نومها.
ولا نملك لهذه الأصناف من عزاء إلا الإشفاق والرثاء على نسيانها النفس لأنها نسيت
الوقوف بين يدي علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية (وإن تك مثقال حبة من خردل
أتينا بها وكفى بنا حاسبين) (فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن بعمل مثقال ذرة شرا
يره).
- إلى أن قال -: وأسفاه على هذه النفوس الرديئة التي تظن أنها بعملها هذا قد
خدمت الإسلام والمسلمين عن طريق الغش والتدليس، ولكن سرعان ما ينكشف هذا
الزغل عاجلا أم آجلا، وهذا ما صارحت به كثيرا من المشتغلين بهذا العلم الشريف - علم
الحديث النبوي - الذي أرى أنه لم يرب فيهم وللأسف الشديد إلا الحسد وبخس الناس
أشياءهم لأن طريق أخذهم لهذا العلم لم يكن بالصورة السليمة الصادقة التي كان عليها
الأوائل...
وإنك لتجد أعجب من هذا (السرقة باسم العلم) فكم من سارق لمؤلفات غيره
وكم هم الذين سرقوا أسطرا كثيرة كانت لغيرهم دون أن يذكروا من أين أخذوها أو
اقتبسوها...
حدثني شيخ فاضل أن فلانا من الناس (1) يشتغل بالعلم قد سرق منه موضوعا يتعلق
بالمرأة، وآخر ألف له كتابا يتعلق بشعر الدعوة ووضع عليه اسمه.
- وختم بقوله بارك الله فيه -: ومما يؤسف له أن يحصل هذا بين أناس اعتقدوا في

(1) هو علي حسن علي عبد الحميد الحلي، والرسالة هي (كلمات إلى الأخت المسلمة). وقد تصدى
لكشف حاله أخي الفاضل حسان عبد المنان في رسالته المسماة (الكشف الجلي عن سرقات الحلبي علي).
87

عقيدة السلف واتباع النبي (ص)، مما كان يفرض عليهم أن يترفعوا عن هذه
الدنايا والتوافه من الأمور التي لا تفيد ولا تزيد المسلم إلا وهنا وخزيا في الدنيا والآخرة) اه‍.
اه‍.
88

ا لفصل الساد س:
الكشف الصائب عن سرقته (الشهاب الثاقب)،
يزعم الهلالي بأنه ألف رسالة سماها (الشهاب الثاقب في الذب عن الصحابي الجليل
ثعلبة بن حاطب)!! لكن إذا عرفت بأن الأخ عداب محمود الحمش سبقه إلى ذلك بتأليف
رسالته (ثعلبة بن حاطب الصحابي المفترى عليه) علمت علم اليقين لا بالظن والتخمين،
بأن (سليما!) قد أغار على رسالة المذكور، دون نسبة وهذا منه مشهور!!
وكان فراغ الأخ عداب من تأليف رسالته قبل إنهاء سليم بأكثر من أربع سنوات:
قال عداب ص (17): (تم إنجازه بفضل الله وتوفيقه في ليلة القدر من رمضان
المبارك عام واحد وأربعمائة وألف (1401) من الهجرة النبوية) اه‍.
قال سليم ص (44): (كان الانتهاء من هذه الرسالة النافعة في مجالس آخرها يوم
الاثنين لثلاث عشر ليلة خلت من شهر المحرم الحرام سنة ألف وأربع مئة وخمس (1405)
بعد الهجرة، اه‍.
فكيف يقول (سليم!!) - وقد قال - أنه ألف رسالته قبل عداب!!؟.
وقد تفطن لهذا التلاعب والاغتصاب، صاحب الرسالة المسروقة الأخ عداب، دون
فضحه باسمه فتحلى رده بآداب، قائلا في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب:
(ومن العسير جدا في هذه الأيام النحسة أن ينضبط أصحاب القلم من المسلمين
بقيود!! أو يوجهوا طاقاتهم في اتجاه واحد، لخدمة هدف واحد يسعى إليه الجميع من أبناء
89

المسلمين. ذلك بأن هؤلاء الكتاب قد تعددت مشاربهم، واختلفت بيئاتهم، وتباينت
أغراضهم.
أضف إلى هذا وذاك أن جمهرة كبيرة من الكتاب، قد اتخذوا الكتابة حرفة لهم، فكان
أبعد مراميهم إصدار الكتاب تلو الكتاب، والمقال إثر أخيه.
وقد كثرت الكتابات في موضوعات محددة، وما أكثر ما يسطو المتأخر على آثار من
تقدمه أو عاصره!! ضنا بأن ينسب إلى أخيه من الفضل ما لا ينسب إليه، أو استكبارا ألا
يكون له في هذا الموضوع الماتع كتاب يشار إليه بالبنان!!
وإنني لا أرى تعدد الكتب في الموضوع الواحد عيبا، بل إن ذلك - في بعض الأحيان
- يثري الموضوع وينميه، ولكن العيب - كل العيب - أن تجد كتبا متعددة لا يختلف أحدها
عن الآخر إلا في المقدمة، وبعض المباحث السطحية، وبعض الخاتمة، وربما اختلفا في
طريقة العرض والترتيب، على أحسن الأحوال!!) اه‍.
وأقول لأخي عداب مصبرا إياه عل أحوال الكتاب: لا ضير عليك أخي، فإن الله
يكتب القبول والبقاء للمخلص المجد في عمله.
وها هو كتاب الأخ عداب طبع من شوال 1405 ه‍ إلى رمضان 1407 ه‍ أربع
طبعات حيث كتب له القبول، لكن كتاب سليم الهلالي فما تزال طبعته الأولى لم تنفذ بعد
حتى الآن، مع أن بعض الإخوة من أهل الخير تبرعوا بمال لسليم لنشر بعض الكتب مجانا،
فكان ان اختار كتابه هذا!!.
وإليك أخي بيان تلك الإغارة، على الكتاب بدون أدنى إشارة:
1 - قوله في مقدمة الكتاب ص (4): (وحملني على ذلك أمور - أي تأليفه الرسالة!! -....)
انظر (كتاب عداب) ص (23 - 24)، فصل (البواعث على كتابة هذا الكتاب)
/ الطبعة الرابعة / نشر (دار حسان ودار الأماني) / الرياض / سنة 1407 ه‍.
90

2 - قال ص (7): (روايات القصة وعللها: وها أنا أشرع في ذكر روايات القصة التي وقفت
عليها، وأذكر عقب كل منها ما فيها من علة، فأقول:...) ويسرد الروايات الثلاث.
انظر (كتاب عداب) ص (63 - 76)، فصل (الروايات التي نصت على ذكر ثعلبة
وغيره) وذكر الروايات الثلاث وعللها بالتفصيل.
3 - قال ص (15): (بيان بطلان القصة متنا...).
انظر (كتاب عداب) ص (83 - 90)، فصل (نقد متن هذه القصة)
4 - عندما ذكر الأخ عداب ص (84) حديث علي في أمر حاطب بن أبي بلتعة، ذكر في
(الحاشية) مكان (روضة خاخ) كما جاء في معجم البلدان 2 / 235، ومن عادته في كتابه ما
ذكره. فذكرها أيضا سليم ص (27) في الحاشية، وليست من عادته في كتابه!!
فأقول متعجبا: حتى (الحاشية) يا (سليم!) لم تخرج فيها عما ذكره (عداب) في
الكتاب!!
5 - ذكر في البند (6) من كتابه ص (28): (قال ابن الكلبي:... وقتل يوم أحد)، ثم
عمل في تفنيد هذا الكلام زاعما!!
وقد سبقه إليه الأخ عداب في كتابه ص (44 - 45).
ومن تفنيده - زاعما - نقطة (ب) من هذا البند ص (29 - 30)، وانظره في كتاب
عداب ص (45 - 46) عند قوله: (والكلام مع الحافظ في عدة نقاط:....).
فيأتي الهلالي هذا فيجني ثمار غيره، وهم الزارعون!!
6 - ذكر ص (32) وما بعدها أقوال العلماء في القصة، وهي عند عداب ص (1 9 - 93)
فقال: (خلاصة أقوال النقاد والمحدثين في هذه القصة) وانظر أيضا ص (21 - 22) فصل
(هل تنبه إلى بطلان هذه القصة أحد من قبل)؟
فلم يزد الهلالي على ما ذكره عداب، اللهم ذكر قول أبي غدة، ذكره ليبين عن قصوره
- وما أظنها إلا من فوائد الشيخ الألباني - وانظر مقدمة سليم ص (5).
91

وإليك من ذكرهم من العلماء، فلم يخرج عما ذكره عداب:
1 - ابن حزم. (انظر كتاب عداب ص (92)).
2 - البيهقي. (انظر كتاب عداب ص (21) و (92)).
3 - ابن الأثير. (انظر كتاب عداب ص (21) و (91).
4 - القرطبي. (انظر كتاب عداب ص (91)).
5 - الذهبي. (انظر كتاب عداب ص (91)).
6 - العراقي. (انظر كتاب عداب ص (91)).
7 - الهيثمي. (انظر كتاب عداب ص (21) و (91)).
8 - ابن حجر. (انظر كتاب عداب ص (21) و (91)).
9 - السيوطي. (انظر كتاب عداب ص (21) و (91)).
10 - المناوي. (انظر كتاب عداب ص (91)).
11 - الألباني. (انظر كتاب عداب ص (22) و (92).
7 - ذكر فائدة ص (41) في بيان خطأ للصابوني، موهما بأنها من صنعه!! مع أنها من فوائد
الشيخ الألباني التي أنعمها عليه، والعجيب أنه أورد كلام الشيخ بعد قوله، ليكشف لنا عن
أمره، فانظر ص (43) من كتابه!!
وحتى يفضح أمره حقا، نقل في نفس ص (43) كلام الألباني في الصابوني: (..
ثم زاد - ضغثا على إبالة - أن نقل تخريج ابن كثير للحديث من تفسيره، في حاشية (مختصرة)
موهما قراءه أيضا أنه من تخريجه هو، متشبعا بما لم يعط، عامله الله بما يستحق) اه‍.
وما أحوج هذا الناقل المدعي لنفسه علم غيره، بما ذكره من كلام شيخه في معاتبة
غيره، وما أنصفه حين يطبقه عل نفسه!!
92

الفصل السابع:
(كشف العيبة بسرقته كلام ابن قتيبة)
ذكرنا لكم فيما مضى - عند فصل سرقته تخريجات الألباني - كلام (سليم!!) في ذمه
للسرقات العلمية، والذي أورده ضمن رده على (مؤلفات سعيد حوى) ص (26 - 29)،
وقد تكلم فيه بتشدد في هذه المسألة!!
والغريب العجيب الذي لا ينتهي ما دمنا نتكلم عن هذا الأعوج (سليم!!) أنه وقبل
كلامه المذكور في ذم السرقات العلمية، يقع في سوقة علمية وفي نفس الكتاب الذي يتشدق
به عن السرقات، بل قبل حوالي عشر صفحات من كلامه!!
ففي ص (13 - 14) من كتابه (مؤلفات سعيد حوى) وضمن جوابه لسؤاله (لماذا
الفهم السلفي فقط؟) يقول سارقا كلام غيره:
(... وكل ملة يحتج بطرف من الحق الذي عليه أهل الحديث، فالخوارج تحتج
بروايتهم (لا تزال طائفة...)، والقاعد يحتج بروايتهم (من فارق الجماعة قيد شبر خلع
ربقة الإسلام من عنقه)، والمرجئ يحتج بروايتهم (من قال لا إله إلا الله... وإن زنى
وإن سرق..)، والمخالف يحتج بروايتهم (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن...)،
والقدري يحتج بروايتهم (كل مولود يولد على الفطرة..)، والرافضة تحتج بروايتهم (ليردن
علي الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني...) اه‍.
فهذا الكلام منقول بحرفيته من (تأويل مختلف الحديث) ص (11 - 3 1) - الطبعة
الأولى لدار الكتب العلمية 1405 ه‍ -، ثم إنه ذكر الكلام على الفرق واحتجاجاتهم بنفس
93

ترتيب ابن قتيبة رحمه الله له!!
فلم لم تنسب الكلام لابن قتيبة؟ يا من خبت ألف خيبة!!
أليس فعلك هذا من العيب؟ هو كذلك بدون ريب!!
وعليه: فإن (سليما!!) ليس بسليم، بل هو أعوج لئيم.
فمن بالكذب قد التحف، كيف يدعي اتباع السلف؟!!
ومن نسب كلاما على أنه من لغته، كيف تصدقه في دعوته؟!!
ومن كذبه بكل جناس، كيف سيتبعه الناس؟!!
فلا ثقة بعد اليوم بسليم، وأنا بقولي رحيم كريم.
94

سرقة من نوع آخر!
لم يكتف (سليم!!) بسرقة المباحث دون بيان أصحابها، بل إن فعله تعدى ذلك بأن
يبيع ما يكتبه لناشرين!!
فقد ذكر لي الأخ نظام سكجها صاحب (المكتبة الاسلامية) في عمان، بأن المذكور
قد باعه كتاب (البدعة وأثرها السئ في الأمة) الذي طبعه سنة 1404 ه‍. وفوجئ بطبعته
الثالثة سنة 1409 ه‍ مكتوب عليها (جميع الحقوق محفوظة لدار الهجرة)، وقال (سليم!!)
في مقدمتها ص (5 - 6): (وقد رغب القائمون على دار الهجرة للنشر والتوزيع في الدمام
بنشرها، فهي من حقوقهم الخالصة)!!
فأقول: إن كانت الحقوق ليست له، كيف يبيعه مرة أخرى؟!!
ثم إنهما احتكما للشيخ محمد إبراهيم شقرة في أمر الكتاب، فحكم بعودته لنظام،
على أن يدفع لسليم فرق السعر المباع لدار الهجرة والخاص بالزيادات التي زادها سليم على
ا لكتاب.
وأعلمني أيضا الأخ نظام بأن (سليما!!) بعد صدور الحكم، لم يرتضه ولم يقبل به،
مما اضطر الشيخ المحكم الالتفات إليه قائلا: (أنت سلفي؟! بئست السلفية التي أنت
منها (1).
فانظر إليه كيف ظلم نفسه أولا، وظلم الناشر الأول ثانيا، وظلم الناشر الثاني ثالثا!!
وانظر صورة الحكم المرفقة بعد هذا الكلام.
.

(1) قصد الدعي لا الدعوة.
95

محمد إبراهيم شقرة 112
بسم الله الرحمن الرحيم
هاتف: المكتب 661327
المنزل 672656
ص. ب 659 عما ن - الا رد ن
(قرار وحكم)
أنا الموقع اسمي أدناه محمد إبراهيم شقرة أقر بأن كل من الأخوين نظام سلامه سكجها وسليم عبد الهلالي قد حضرا
إلى بيتي يوم الأحد الموافق 17 / 9 / 1989 لأحكم في الخلاف القائم بينهما حول الأمور المالية والمعنوية المتعلقة
ببعض الكتب المؤلفة من الأخ سليم الهلالي والتي قام بطبعها وشرائها الأخ نظام سكجها بصفته صاحب المكتبة
الاسلامية وقد حضر الجلسة الأخ علي حسن عبد الحميد، وقد أصدرت قراري وحكمي الآتي:
1 - أن يعيد الأخ نظام للأخ سليم ثلثي الكمية المتبقية من كتاب الأدلة والشواهد (الجزء الأول) والبالغة (2333)
نسخة والتي كان قد اشتراها الأخ نظام من أجل بيعها ولم تبع بسبب طبع الكتاب طبعة جديدة بكامل أجزائه.
ويبقى الثلث عند الأخ نظام ويدفع ثمنه للأخ سليم بعد بيعه.
2 - بعد دراسة الإشكال الحاصل حول كتاب البدعة وأثرها السئ.. الذي كان قد تم بيعه للأخ نظام وعليه بشهادة الأخ
علي حسن عبد الحميد أيضا، وبعدها قام الأخ سليم بعمل زيادات علمية عليه وباعه لدار الهجرة في السعودية، فقد حكمت بعودة الكتاب للأخ نظام وعليه أن يدفع فرق السعر المباع لدار الهجرة والخاص بالزيادات التي زادها الأخ سليم على الكتاب.
3 - الأمور المالية الأخرى المطلوبة للأخ سليم عند الأخ نظام يقوم الأخ نظام بدفعها للأخ سليم وتقديم ترضية مناسبة
له وعند حصول أي تأخير عن دفع المبالغ من الأخ نظام للأخ سليم فانى أقوم بتقدير تعويض مناسب عن أي
ضرر يلحق بالأخ سليم فيما لو لم يتفق الاثنان على تسوية كامله لجميع الأمور المالية.
هذا ما قررت وصدر عني وعليه أوقع.
محمد إبراهيم شقرة
96

الفصل الأخير:
وقفات مع ردوده
* قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا
الله إن الله خبير بما تعملون) (المائدة: 8).
* وقال رسول الله (ص): (من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج
مما قال) (1).
إن الناظر في ردود (الهلالي!)، يرى كل شئ إلا الرد العلمي، فأنت ترى: التزوير،
والافتراء، والخداع، وبتر النصوص، وسرقة اللصوص، والكذب على القراء الذين وثقوا
به!!
وحتى أدلل على ما أقول، فابق معي لتقف على تجني (سليم) الجهول.
* الوقفة الأولى:
وقفة مع كتابه (مؤلفات سعيد حوى دراسة وتقويم).
وفيه مما ذكرت آنفا ما فيه، وإليك بيان بعض ما فيه:
1 - مع أن سعيد حوى لم يبعد لسنين طويلة أكثر من عشرين كيلو مترا عن بيت سليم، فإن
سليما لم يجلس مع من تصدى للرد عليه ولم يكلمه ببنت شفة.

(1) صحيح أخرجه أبو داود (3597)، وأحمد 2 / 70 (وردغة الخبال: عصارة أهل النار).
97

وهذا عيب من الراد، فأين النصيحة قبل الفضيحة (1).
قال الدكتور ناصر العمر حفظه الله في رسالته (لحوم العلماء مسمومة) ص (49):
(إذا أمكن الاتصال بمن وقع منه الخطأ - سواء في الأصول أو الفروع - لعله يرجع
إلى الصواب، فهذا أولى، لأن الحق هو المقصود، وفي رجوع المخطئ بنفسه عن قوله
وإعلانه ذلك للناس خير كثير، لأنك إن رددت عليه، وبينت الحق، فقد يقتنع بعض
الناس، أما إذا رجع هو بنفسه بعد مناصحتك له، وتخويفك إياه بالله، فسيقتنع كل الناس
الذين أخذوا بقوله) اه‍.
قلت: وهو بفعله هذا يخالف ما استدل به من كلام ابن حبان في أدب النصيحة،
الذي أورده في (الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي) ج 1 ص (39)، وهو قوله:
(... وعلامة الناصح إذا أراد زينة المنصوح له أن ينصحه سرا، وعلامة من أراد
شينه أن ينصحه علانية، فليحذر العاقل نصحه الأعداء في السر والعلانية...).
فما قولك يا (سليم!!)، فإما أن تكون مخطئا في الاستدلال بهذا الكلام هناك ومن
ذكرتهم به على صواب، وإما أن تكون مصيبا فتركت العمل بأدب النصيحة هنا، فهل تريد
أن يتأدب الناس معكم ولا تتأدبون معهم!!؟
2 - ينسب سعيد حوى إلى السرقة العلمية، ويتكلم كلاما يذم فيه على فاقد الأمانة العلمية
ص (25 - 29) (2)، وهو لهذا الكلام أحوج - كما عرفت من سرقاته في هذا البحث - لسببين:
الأول: أن سعيدا نبه على ذلك بقوله في أول كتابه (الله) ص (3): وكنت فيها
جامعا منسقا، أكثر مني مبتدئا مبدعا).

(1) الحمد لله الذي مكنني بإسداء النصيحة تلو النصيحة لسليم بمجالستي له أكثر من ثلاث سنين، حتى أنه
أبان ضجره من نصحي له!!
(2) وقد أوردت كلامه عن السرقات العلمية في فصل سرقته عن شيخه الألباني فانظره.
98

الثاني: أن الكتب طبعت وهو في سجنه.
ومع أن سليما يعرف هذا وقد ذكره، لكنه لم يعذره، وسؤالي هو: ما عذرك يا سليم
على سرقاتك؟!!
مع أنك ذكرت قبل اتهامك لسعيد بالسرقة العلمية بصفحة واحدة فقط - أي ص
(24)، قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
3 - أساء الأدب مع الشيخ رحمه الله، وهو أكبر منه سنا بعشرات السنين، فخالف قول
الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يجل كبيرنا).
فقال ص (38): (... وإنما ذكرنا ما ذكرنا لتعلم أن سعيدا حينما يكتب لا يكون
في كامل قواه العقلية).
ثم يعلق في الحاشية قائلا: (لا يذهبن بك أيها القارئ إلى إساءة الفهم، وسوء
القصد، فإن الشيخ نفسه يعترف بأنه يكتب بعقلية المريض، أنظر كتابه (من أجل خطوة
إلى الإمام) (ط الثانية ص (214).
قلت: بل أسأت الفهم، وأسأت القصد، وقللت من حيائك، في وصف هذا الشيبة
المسلم، فلا يفهم عاقل من كلامه ما فهمت يا جاهل، فقد قال ص (213 - 214) من
كتابه المذكور آنفا:
(ولم يرتح بعض قارئي الكتاب لذكر مرضي في صلب الكتاب. ولقد ذكرته هناك
كتعليل لكوني أكتب بعقلية المريض مرض الموت، الذي يود أن يوصي قبل أن يتداركه
الأجل 1 ه‍.
هذا تمام كلامه، فما رأي القارئ في سليم واتهامه؟!!
99

4 - قال ص (39) مبينا رأيه في الغزالي:
(هذا هو الغزالي الذي نعته المتصوفة ب‍ (حجة الإسلام) زورا، وإفكا، وتدليسا،
سيرته سلالة من تناقض، وفكره شوائب الفلسفة).
وقد قال ص (31) عن مصادر التلقي عند سعيد حوى:
(فهو في كتبه يرجع إلى (إحياء علوم الدين) للغزالي، ويرشد إلى مطالعته، ويعتبره
من مظان علم الأخلاق الإسلامية...).
ثم تراه بعد صفحات وفي نفس الكتاب، يستدل بكلام للغزالي ومن كتابه
(الإحياء) أيضا!! فيقول ص (53):
(وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في أول (إحياء علوم الدين) في كتاب العلم: (إن
الألفاظ إذا صرفت عن ظواهرها.. الخ)
فلم تجيز لنفسك الاستدلال بكلام الغزالي وتحرمه على غيرك!!؟ وكلماتك ما زالت
ساخنة لم تبرد بعد في نسفك للغزالي وكتابه!!
5 - قال ص (40):
(يوصي سعيد حوى بتداول كتاب (الرعاية) الذي أتى الغزالي من قبله، لأنه تبطنه
دون أن يشير إلى ذلك، فكانت شؤما عليه، كما كانت شؤما على المسلمين، وإعياء لعلوم
ا لدين).
أقول: غريب أمرك يا سليم!! كيف تكون سلفي العقيدة وأنت ترى الشؤم في
كتاب؟!
ثم في قولك ص (13): (إلا أهل السنة والجماعة والحديث، فالله وحده مؤسسها
ومشرعها).
فما هو دليلك على إطلاق لفظة (مؤسس) على الله؟!! وهل يجوز في الصفات إلا
التقيد بنص؟ نبئنا بعلم يا هذا؟
100

6 - بتر (سليم!!) نصوصا من كتب سعيد حوى، ولم يأت بكلامه كاملا، بل ديدنه فيها
كمن قال: قال الله تعالى: (ويل للمصلين) ثم وقف، ولم يكمل (الذين هم عن صلاتهم
ساهون)!! ومن الأمثلة على ذلك:
1 - نقل في بحثه عن صوفيات سعيد حوى ص (60) قول سعيد في (تربيتنا الروحية)
ص (16):
(لقد تتلمذت في باب التصوف على من أظنهم أكبر علماء التصوف في عصرنا، وأكثر
الناس تحققا به، وأذن لي بعض شيوخ الصوفية بالتربية وتسليك المريدين!. وقطع كلامه!!
وتكملة كلامه (واشترطت عليه أن لا أقيد ننسي بطريقة، وألا أتقيد في هذا الشأن إلا
بالكتاب والسنة. أقول هذا ليعرف الصوفية أنني أتكلم بفضل الله عن علم وذوق،
وليعرف غيرهم أنه لا يستهويني إلا الكتاب والسنة). اه‍.
فانظر كيف أن تكملة كلامه وضحت لنا بأن صوفيته مشروطة بأمرين اثنين:
1 - عدم التقيد بطريقة معينة.
2 - عدم التقيد إلا بالكتاب والسنة.
2 - مثال آخر على بتره النصوص: ما ذكر ص (60) من قول سعيد في (تربيتنا الروحية)
ص (301 - 302):
وإني بفضل الله عز وجل مع أني مأذون على طريقة الصوفية بتلقين الأوراد عامة
وبتلقين الاسم المفرد) وقطع كلامه!!
وتكملة كلامه توضح الأمر، فتمامه: (وإني بفضل الله عز وجل مع أني مأذون على
طريقة الصوفية بتلقين الأوراد عامة وبتلقين الاسم المفرد أقول: إن الشيخ لا ينبغي أن يقيد
نفسه إلا بالسنة).
فها هو أيضا يقيد أوراده وأذكاره بالسنة، فيزيل الشكوك.
101

3 - وينقل ص (61) كلاما مبتورا آخر، وهو قوله:
(وعلم التصوف هو الذي يكمل العقائد من حيث أنه الجانب التحققي فيه) كذا
ذكره باترا أوله وآخره!!
ونص كلامه كاملا كما في (تربيتنا الروحية) ص (64):
(تجد إنسانا قد أخذ حظه من وراثة النبوة في صفاتها الضرورية كالأمانة والتبليغ
والصدق والفطانة، وتجد إنسانا يتكلم في مثل هذا وهو أبعد الناس عن ذلك. فمجرد العلم
شئ، والسير للتحقق وطرق ذلك شئ آخر. فما هو العلم الذي يدل على الطريق ويكمل
الجوانب التي تتحدث عنها كتب العقائد عادة؟
إن هذا العلم هو علم التصوف، من بين العلوم الاسلامية، ولئن خالط هذا العلم
الكثير فهذا لا يلغيه أو يجعلنا نتحسس منه، بل علينا أن نصفيه، ونعطيه حدوده وحقوقه.
فعلم العقائد هو الذي يقيد علم التصوف، أو علم التصوف هو الذي يكمل علم العقائد
من حيث إنه الجانب التحققي فيه،، فإذا زاد على ذلك بأن ناقضه أو أوجد عقائد جديدة
تخالف كتابا وسنة، أو تخالف عقائد أهل السنة والجماعة خلال العصور كما ورثت عن
السلف، فههنا الانحراف والزيغ والابتداع الخبيث، عندما تقرأ في كتاب صوفي أو تسمع
من صوفي كلمة لم ترد في كتابه أو سنة، أو لم تجر عادة على ألسنة السلف مما ليس من قبيل
الاصطلاح أو من قبيل! الفهم الصحيح للنصوص، أو من قبيل التحقق بمعنى مذكور في
الكتاب والسنة، فلا عليك أن ترده وأنت مطمئن على أن ما فعلته هو عين التصوف الحق،
وليس سواه) اه‍.
ثم ذكر أقوالا لأئمة القوم في تقييدهم تصوفهم بالنص الشرعي، وانظر البحث كاملا
فوالله إنه لكلام تحقيق صائب.
4 - وينقل ص (61) أيضا قولا لسعيد، هو:
(فما هو العلم الذي يكمل الفقه في هذه الشؤون، لا شك أنه علم التصوف)
ولسبب أو لآخر لم ينقل لنا (سليم!!) كلام سعيد بتمامه، لنتعرف على الأقل ما هي هذه
الشؤون التي ذكر الشيخ بأنها تكتمل بعلم التصوف!!؟
102

وكامل كلامه كما في (تربيتنا الروحية) ص (67 - 68):
(تبدأ كتب الفقه عادة بأبحاث الطهارة من حيث الفعل والقول، ولكنها نادرا ما
تتحدث عن المعاني القلبية التي ينبغي أن ترافق عملية الطهارة، ثم تتحدث عن الصلاة
شروطها وواجباتها وسننها وآدابها ومكروهاتها ومفسداتها، ولكنها لا تتحدث عن المعاني
الباطنة التي ينبغي أن ترافقها كالخشوع مثلا، والطريق إليه، والعوامل المؤدية إليه، مع أنه
علم من العلوم بشهادة النصوص، بل هو أول علم يرفع من الأرض كما ورد في الحديث
الذي مر في هذا الباب. [فما هو العلم الذي يكمل الفقه في هذه الشؤون؟ لاشك أنه علم
التصوف]، فهو العلم الذي يبحث عادة عن مثل هذه الشؤون...) اه‍.
هذه أمثلة فقط من بتر هذا المدعي لكلام الشيخ في رده عليه.
7 - إنه يحمل الشيخ ما لم يحمله!! ويقوله ما لم يقله، فيقول ص (63): (وحسبك دليلا
لتعلم خطورة القول أن الاسلام يبقى ناقصا في مجال التربية - والاسلام كله تربية - ما لم
نأخذ ونستفد من التجربة الصوفية، يقول سعيد: (إنه بدون الاستفادة من التجربة الصوفية
قد لا نستطيع أن نعالج الكثير من أمراض النفس [البشرية] (1) التي عقدتها مسيرة الحياة
وطبيعة العصر)، وقال: (لقد جربت كثيرا ورأيت كثيرا، ونادرا ما وجدت كمالا في النفس
أو إحسانا في السلوك أو قدرة على التعامل [العاقل] إلا إذا وجدت تربية [إسلامية] صوفية
صافية، وذلك لأن مفاتيح النفس البشرية إنما هي في هذه التربية وأصولها وقواعدها، لأن
الصوفية هم الذين ورثوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم تربية النفس [وتزكيتها]،
وتخصصوا لذلك وتفرغوا [له]، وفطنوا لما لم يفطن له غيرهم وقامت لهم [فيه] أسواق
التجارب الثرة في كل عصر، فما لم يأخذ الانسان عنهم تبقى نفسه بعيدة عن الحال النبوية.
إن الصوفية هم الذين ملكوا العلم الذي تتهذب به النفوس البشرية) اه‍.
فأين في كلام سعيد (أن الإسلام يبقى ناقصا)؟!!
.

(1) أسقط (سليم!) هذه الكلمة وغيرها من نقله!! وجعلت ما أسقطه سليم بين معكوفتين، فانظره كم
أسقط في نقله هذا!!
103

فاتق الله يا (سليم!!) ولا تحمل الشيخ كفرا لم ينطق به، واحمل كلامه على محمل
حسن، تسلمه وتسلم.
8 - يتشدد سليم في ردوده على الناس، بذكر تصحيفاتهم وأخطائهم في النقل، فمثلا في
كتابه - بالمشاركة مع الحلبي - (الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي) يعقد فصلا
ص (63) وما بعدها سماه (مع الأعظمي في تعليقاته وتحقيقاته) وعد منها على سبيل المثال لا
الحصر ص (63):
(2 - نقل عن ابن الجوزي قوله: (كان آباءه من أهل البيوتات...) كما في مقدمة
(مسند الحميدي) ص (9).
قلنا: وفيه مؤاخذتان:
أ - خطأ في الكتابة، صوابه: كان آباؤه.
ب - خطأ في النقل، فقد ذكرت هذه الكلمة على الصواب - كما أثبتنا - في (المنتظم)
(6 / 28)) اه‍.
قلت: فلو أنه سكت عن الأعظمي في مثل هذه الأخطاء المطبعية لسكتنا عنه، ولكنه
أبى إلا التشدد فشدد الله عليه (1)!! وها هو يقع بأشد مما ذم فيه الأعظمي، ففي نقل واحد
لكلام الشيخ سعيد يقع عنده من السقط والتحريف والتصحيف والأخطاء اللغوية أكثر مما
تقصد به الأعظمي في الفصل المذكور!! وإليك البيان:
نقل ص (4 6 - 65) كلاما لسعيد حوى من (تربيتنا الروحية) ص (1 8 1 - 182) -
.

(1) قال الأخ الشيخ محمد إبراهيم الشيباني في (حياة الألباني) 1 / 36 - حين كشف بعض أوراق هذا
الدعي وصاحبه الحلبي -: (... وما أجرأهم على التشهير بغيرهم حين وجود خطأ في العزو أو التصحيح
أو النقل. ومما يؤسف له أن يحصل هذا بين أناس اعتقدوا في عقيدة السلف واتباع النبي صلى الله عليه
وسلم، مما كان يفرض عليهم أن يترفعوا عن هذه الدنايا والتوافه من الأمور التي لا تفيد ولا تزيد المسلم إلا
وهنا وخزيا في الدنيا والآخرة) اه‍.
104

وما أخطأ في نقله أو أسقطه سأجعله بين معكوفتين، منبها على صوابه من كتاب الشيخ
سعيد -:
(تبدأ الجلسة مثلا بعد صلاة الصبح، أو بعد صلاة العصر [.....] يوم الجمعة،
أو في يوم آخر، يبدأ الحاضرون بشكل منفرد وسري يصلون على [الرسول] بالصيغة التي
يرتاحون لها، والصيغة التي تحقق [....] الحد الأدنى من الأمر بالصلاة عليه وهي قولنا:
اللهم صلى على محمد وآله وسلم، ويمكن اعتماد زمن بعينه [ثلث] ساعة مثلا أو [عددا]
بعينه بحيث لا يرهق [الحاضرون]، ثم بعد ذلك يبدأ [الذكر] ونحن جلوس كقولنا:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر / حوالي مائة مرة، ثم يمكن ان يكون بعد
ذلك شئ من الإنشاد المنتقى شعره، ثم (تختتم) الجلسة بشئ من قراءة القرآن، ويمكن
حذف فقرة الإنشاد إذا لم تتوفر شروطها، والمهم في الجلسة ألا تكون طويلة ((ولا) يكون فيها
ما يمكن أن يشكل مأخذا لفقيه) أه‍.
وإليك تفصيل مأخذنا عليه بالرجوع لكتاب الشيخ:
1 - أسقط عند المعكوف الأول (من)، والصواب إثباتها.
2 - قال: (الرسول)، وصوابه (رسول الله صلى الله عليه وسلم).
3 - أسقط عند المعكوف الثالث كلمة (تنفيذ)، والصواب إثباتها.
4 - قال: (ثلث)، وصوابه (كثلث).
5 - قال: (عددا)، وصوابه (عدد).
6 - قال: (الحاضرون)، وصوابه (الحاضرين).
7 - قال: (الذكر)، وصوابه (ذكر).
8 - قال: (تختتم)، وصوابه (نختم).
9 - قال: (ولا)، وصوابه (وألا).
فوقع بأشد مما وصف به الأعظمي عند قوله السابق:
(وفيه مؤاخذتان:
105

أ - خطأ في الكتابة..
ب - خطأ في النقل...)!!
وفي نفس الصفحة - ص (64) - قال: (جمعت في طياتها شر مستطير)، وصوابه (شرا
مستطيرا) (1).
9 - نقل ص (75) عن سعيد عبارة (من لا شيخ له فشيخه الشيطان)، هذا ما نقله فقط،
ولم ينقل تحريره في فهم هذه العبارة، وهو قوله في نفس الصفحة التي نقل منها من كتاب
(تربيتنا الروحية) ص (240):
(ومن العبارات الشائعة عند الصوفية عبارة تقول: (من لا شيخ له فشيخه الشيطان)
وهي عبارة تنقل عن واحد من كبار الصوفية، ونحب أن نكون واضحين ونحن نناقش هذا
ا لأمر.
إن علماء الأصول لم يعتبروا رأي الصحابي نفسه ملزما للأمة، فكيف رأى غيره؟
وإنما يكسب قول أي انسان قوة بقدر ما تؤيده النصوص، فعلينا أن نتذكر دائما هذا
الأصل، فإذا اتضح هذا الأصل نقول: إن هذه العبارة صحيحة في صورة واحدة وهي:
أنه لو وجد إنسان جاهل وليس عنده قدرة على أن يتعلم لنفسه العلوم الشرعية فهذا إنسان
يسير في عباداته ومعاملاته وتصرفاته على غير علم، فهذا لا شك شيخه الشيطان. أما
الإنسان القادر على أن يتعلم بنفسه وهو يسير على ضوء العلم الصحيح، فهذا شيخه العلم
الصحيح وشيخه الكتاب، أما الإنسان الذي يأخذ العلم عن أهله فهذا له شيوخه. فإذا
أدركنا هذا عرفنا محل هذه العبارة وعرفنا الخطأ المتعمد أو الجاهل الذي به يحاول بعض
الناس أن يحملوا هذه العبارة على من لا شيخ صوفيا له، وبالتالي منهم يتكئون عليها للدعوة
إلى شيوخهم، وقد يكون شيوخهم جهالا يحتاجون إلى شيوخ...) اه‍.
.

(1) وهذا منه كثير في كتبه، وتعقبه الأخ الشيخ محمد الأرناؤوطي في بحثه (تعريف الفهيم بتخريف
سليم). رد فيه على أخطائه الاستدلالية، واللغوية، في كتابين له فقط كمثال على جهله في هذا الباب.
106

هذا كلام جميل حول عبارة (من لا شيخ له فشيخه الشيطان)، لا يفهم منه بأي حال
ما أراد أن يحمله إياه جبرا ص (75) في رده على سعيد حوى.
10 - قال ص (79) - ضمن بيان الأباطيل التي دعا إليها سعيد، وأقر الصوفيين عليها -:
(2 - الاعتقاد بأن الألعاب الشيطانية التي يقوم بها أفراد الطريقة الرفاعية كرامات)
وذكر كلامه موهما بأنه يسلم لهذه الأمور دون شروط، ولم يذكر لنا قوله ص (219):
(وعلى كل حال فتسجيلي هنا لهذا الموضوع إنما هو لفت نظر، وليس تحقيقا في كل
حيثياته، وخاصة متى يجوز أن يلمس الانسان النار أو يضرب نفسه بمؤذ ومتى لا يجوز.
مثل هذه الأمور لها أجوبتها الفقهية ورأيي فيها هو رأي الفقهاء كائنا ما كان).
ثم قال: (فمن نقلت لنا كراماته نقلا صحيحا ولم يكن هناك مأخذ شرعي على
صاحبها، فها هو المانع أن نعتبر ذلك كرامة من الله عز وجل...) اه‍.
وانظر لزاما كلامه حتى نهايته من ص (219 - 221)، وخاصة ما أنهى به من كلام
الأستاذ حسن البنا رحمه الله، فإنه كلام علم.
* هذه خلاصة بعض انتقاداتي على رده لمؤلفات سعيد حوى، ولم أسطرها دفاعا عن كتب
سعيد حوى، فكل يخطئ ويصيب، وفي (تربيتنا الروحية)، مثلا، وغيره من كتب الأستاذ،
شطحات وأخطاء، وتعصب في بعض الأحيان، لكن كان الأولى بسليم أن يقف موقف
العدل والإنصاف فيما تكلم فيه، وأن يكون رده ردا علميا قويا، لا ترهات وأكاذيب كتلك
التي رأينا، ولذا فأني لا أثق بردود هذا الرجل لأنه يزيف الحقائق، ويقلب الألفاظ، ويبتر
النصوص، ويدلس على النفوس، كما مر معنا.
* الوقفة الثانية: في تجنيه على سيد رحمه الله.
في رده على سيد قطب رحمه الله تحامل، وفي توجيهه لكلامه تجاهل، فهو يقلب
المفاهيم، ليوهم بأنه رحمه الله في ضلاله يهيم، وهو من ثبتت سرقته لكلامه فيلتهمه كما
107

تلتهم النار الهشيم (1)، فليته مع هذا قارب رده الإنصاف، بل أكثر من التقول
والاجحاف!!
* قال في كتابه (الجماعات الاسلامية) ص (114) - الطبعة الثانية - (وسيدهم تبنى
رأي الخلف في آيات الصفات عموما، وفي آيات الاستواء خصوصا) اه‍.
ثم ذكر كلامه من (الظلال) في تفسيره للاستواء على غير فهم السلف، وهوما ثبت
تراجعه عنه كما سيأتي معنا لاحقا.
* وقال ص (121) تحت عنوان (سيد قطب وتفسيره) في ظلال القرآن):
(وقع سيد قطب في أخطاء عقائدية وخاصة في آيات الصفات، فهو يرجح مذهب
الخلف، ولقد عرضنا آراء سيد على كل الوجوه المحتملة ملتمسين له مخرجا -!! - فأبت إلا
أن تلقي بجرانها على ما بينا -!! -، ولماذا هذا العناء وشدة النصب وسيد نفسه يعتبر ذلك
الحق المبين الواجب الاتباع، وأن تفاسير السلف في هذا الموضوع لا تشفي عليلا، ولا
تروي غليلا، لأنهم أضاعوا وقتهم هدرا) اه‍.
ثم ذكر كلامه الذي ثبت تراجعه عنه أيضا، بخاصة إجازته للتأويل، وهوما ذمه في
آخر (الظلال) بأنه متراجع عن التأويل الذي وقع فيه، وبأن عقيدته التي يدين الله بها:
إثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي ما نفاه.
* إلى أن قال ص (122):
(وكلمة الفصل في سيد رحمه الله وتفسيره محلها كتابنا (تصفية الظلال من عقائد
الضلال كالتصوف والاعتزال) اه‍.
أقول: فمن أنت يا (سليم!!) حتى تقول كلمة الفصل هذه!! وبمن ستقولها؟!!
في سيد الذي حق أن يكون سيدا إذا ما نظرت إلى حياته التي قضاها في بيان كلمة حق،
وفي تفسيره الذي يريك حقيقة فقه الواقع في حياة الشعوب.

(1) انظر الفصل الثالث (الكشف الجيد عن سرقته كلام سيد).
108

وسنناقش معك أهم ما بحثته في كتابك الآنف الذكر، وما وصمته به:
1 - من قول بوحدة الوجود!!
2 - ومن ضلال وتأويل في مسألة الصفات!!
وستري بأن ادعاءك ينبي عن قلة أصل (1)، وليس كما زعمت كلمة فصل!! فسيد
رحمه الله مبرأ من هذه الافتراءات براءة الذئب من دم يوسف، وإليك البيان:
1 - براءته من القول ب‍ (وحدة الوجود).
أ - قوله الصريح بنفي هذه العقيدة وأنها ليست من التصور الإسلامي. قال سيد رحمه
الله في (الظلال) 1 / 100 - الطبعة الثانية عشرة الشرعية / 1406 ه‍ / وهي في ست
مجلدات -:
(والنظرية الاسلامية: أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شئ... ومن
هنا تنتفي من التصور الاسلامي فكرة: (وحدة الوجود) على ما يفهمه غير المسلم من هذا
الاصطلاح - أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة - أو أن الوجود إشعاع ذاتي
للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده.. أو على أي نحو من أنحاء التصور على
هذا الأساس.. والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر: وحدة صدوره عن الإرادة
الواحدة الخالقة، ووحدة ناموسه (!) الذي يسير به، ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه إلى ربه
في عبادة وخشوع: (بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون) أر.
ب - ما يفهم في غير ما موضع من (ظلاله) بأن الخلق غير الخالق: ومثل هذا قوله
1 / 34:
(ويقيمون الصلاة).. فيتجهون بالعبادة لله وحده، ويرتفعون بهذا عن عبادة
العباد، وعبادة الأشياء، يتجهون إلى القوة المطلقة (!) بغير حدود، ويحنون جباههم لله لا
للعبيد) اه‍.
ومثل هذا كثير في (الظلال).
.

(1) وهو ما يلزم منه تكفيره إياه لعقيدة وحدة الوجود.
109

ب - وبما مضى من كلامه رحمه الله، فلا يفهم قوله الموهم بوحدة الوجود على أنه
يقول بها!! أو أنه مضطرب فيها!! بل يحمل على أنه قول أديب ولغوي يحمل في طياته
إضمارات، ومثله مستخدم في اللغة.
فقوله مثلا - في أول سورة الإخلاص 6 / 4002 -: (إنها أحدية الوجود... فليس
هناك حقيقة إلا حقيقته وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد
وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية!.
فهذا القول منه رحمه الله كقول أحدهم: (إذا أردت أن تنظر إليه فانظر إلى مخلوقاته)
يقصد: إذا أردت أن تنظر إلى عظمته فانظر إلى عظمة مخلوقاته التي صورها.
وكما يسأل أحدهم عن الصانع؟ فتريه المصنوع دلالة عليه، فما خلقه الله دال على
وجود الله.
ولهذا قال رحمه الله 6 / 4003: (... وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل
شئ يراه).
هذا الحمل لكلامه رحمه الله وتوجيهه، أفضل من تحميله ما لا يحتمل ب‍ (وحدة
الوجود)، خاصة إذا نظرنا لنفيها صراحة في كلامه، فإخراج مسلم من الكفر أولى من
تحميله الكفر!! أم ماذا يا هذا؟!
2 - براءته من تأويل النصوص وصرفها عن ظاهرها:
ومنها على سبيل المثال لا الحصر تفسيره الاستواء بالاستيلاء، فقد تراجع عن مثل
هذا رحمه الله.
أ - بقوله الصريح في (الظلال) 6 / 3730 - 3731:
(إن الطريق الأمثل في فهم القرآن وتفسيره، وفي التصور الاسلامي وتكوينه...
أن ينفض الانسان من ذهنه كل تصور سابق، وأن يواجه القرآن بغير مقررات تصورية أو
110

عقلية أو شعورية سابقة، وأن يبني مقرراته كلها حسبما يصور القرآن والحديث هذا
الوجود. ومن ثم لا يحاكم القرآن والحديث لغير القرآن، ولا ينفي شيئا يثبته القرآن ولا
يؤوله! ولا يثبت شيئا ينفيه القرآن أو يبطله، وما عدا المثبت والمنفي في القرآن فله أن يقول
فيه ما يهديه إليه عقله وتجربته... نقول هذا بطبيعة الحال للمؤمنين بالقرآن.. وهم مع
ذلك يؤولون نصوصه هذه لتوائم مقررات سابقة في عقولهم، وتصورات سابقة في أذهانهم
لما ينبغي أن تكون عليه حقائق الوجود).
- ثم قال في الحاشية -: (وما أبرئ نفسي أنني فيما سبق من مؤلفاتي، وفي الأجزاء
الأولى من هذه الظلال قد انسقت إلى شئ من هذا... وأرجو أن أتداركه في الطبعة
التالية إذا وفق الله... وما أقرر هنا هو ما أعتقده الحق بهداية من الله) اه‍.
رحمك الله يا سيد، فما أراد بك الله إلا خيرا حيث أثبت رجوعك إلى عقيدة السلف
الحقة، وليخسأ الخاسؤون.
ب - وانظر إلى كلامه - وأظنه بعد تداركه - عند قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء)
في سورة البقرة 1 / 47 حيث يقول:
(وما كان الجدل الكلامي الذي ثار بين علماء المسلمين حول هذه التعبيرات القرآنية،
إلا آفة من آفات الفلسفة الإغريقية والمباحث اللاهوتية عند اليهود والنصارى، عند
مخالطتها للعقلية العربية الصافية، وللعقلية الاسلامية الناصعة.. وما كان لنا نحن اليوم
أن نقع في هذه الآفة، فنفسد جمال العقيدة وجمال القرآن بقضايا علم الكلام!!) اه‍.
* وقال رحمه الله في (الظلال) 1 / 363:
(بعدئذ يكشف الذين في قلوبهم زيغ، الذين يتركون الحقائق القاطعة في آيات القران
المحكمة، ويتبعون النصوص التي تحتمل التأويل، ليصوغوا حولها الشبهات، ويصور
سمات المؤمنين حقا وإيمانهم الخالص وتسليمهم لله في كل ما يأتيهم من عند. بلا جدال:
(هو الذي أنزل عليك الكتاب. منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر
111

متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
وما يعلم تأويله (إلا الله والراسخون في العلم يقولون: آمنا به. كل من عند ربنا...).
... على أن نص الآية أعم من هذه المناسبة، في تصور موقف الناس على
اختلافهم من هذا الكتاب الذي أنزله الله على نبيه - ص - متضمنا حقائق التصور الايماني،
ومنهاج الحياة الاسلامية، ومتضمنا كذلك أمورا غيبية لا سبيل للعقل البشرى أن يدركها
بوسائله الخاصة ولا مجال له لأن يدرك منها أكثر مما تعطيه النصوص بذاتها.
فأما الأصول الدقيقة للعقيدة والشريعة فهي مفهومة المدلولات قاطعة الدلالة،
مدركة المقاصد - وهي أصل هذا الكتاب -، وأما السمعيات والغيبيات - ومنها نشأة عيسى
عليه السلام ومولده - فقد جاءت للوقوف عند مدلولاتها القريبة والتصديق بها لأنها صادرة
من هذا المصدر (الحق) ويصعب إدراك ماهياتها وكيفياتها، لأنها بطبيعتها فوق وسائل
الإدراك الإنساني المحدود.
- إلى أن قال رحمه الله ص (364): - يجرون وراء المتشابه لأنهم يجدون فيه مجالا
لإيقاع الفتنة بالتأويلات المزلزلة للعقيدة، والاختلافات التي تنشأ عن بلبلة الفكر، نتيجة
إقحامه فيما لا مجال للفكر في تأويله... (وما يعلم تأويله إلا الله).
- ثم قال -: والراسخون في العلم يطمئنون ابتداء إلى صدق ما يأتيهم من عند الله.
يطمئنون إليه بفطرتهم الصادقة الواصلة.. ثم لا يجدون من عقولهم شكا فيه كذلك، لأنهم
يدركون أن من العلم ألا يخوض العقل فيما لا مجال فيه للعلم، وفيما لا تؤهله وسائله وأدواته
الإنسانية لعلمه....
وهذا تصوير صحيح للراسخين في العلم.. فما يتبجح وينكر إلا السطحيون الذين
تخدعهم قشور العلم...) اه‍.
* وقال رحمه الله في (الظلال) 3 / 1296 - عند آية الاستواء في سورة الأعراف -:
(إن عقيدة التوحيد الاسلامية، لا تدع مجالا لأي تصور بشري عن ذات الله
112

سبحانه، ولا عن كيفيات أفعاله.. فالله سبحانه ليس كمثله شئ.. ومن ثم لا مجال
للتصور البشري لينشئ صورة عن ذات الله. فكل التصورات البشرية إنما تنشأ في حدود
المحيط الذي يستخلصه العقل البشري مما حوله من أشياء. فإذا كان الله - سبحانه - ليس
كمثله شئ، توقف التصور البشري إطلاقا عن إنشاء صورة معينة لذاته تعالى. ومتى توقف
عن إنشاء صورة معينة لذاته العلية فإنه يتوقف تبعا لذلك عن تصورات كيفيات أفعاله
جميعا.. ولم يبق أمامه إلا مجال تدبر آثار هذه الأفعال في الوجود حوله... وهذا هو
مجاله...
ومن ثم تصبح أسئلة كهذه: كيف خلق الله السماوات والأرض؟ كيف استوى على
العرش؟ كيف هذا العرش الذي استوى عليه الله سبحانه؟!
تصبح هذه الأسئلة وأمثالها لغوا يخالف توجيهها قاعدة الاعتقاد الاسلامي. أما
الإجابة عليها فهي اللغو الأشد الذي لا يزاوله من يدرك تلك القاعدة ابتداء! ولقد خاضت
الطوائف - مع الأسف - في هذه المسائل خوضا شديدا في تاريخ الفكر الاسلامي؟
بالعدوى الوافدة على هذا الفكر من الفلسفة الإغريقية!) اه‍.
* وقال رحمه الله في (الظلال) 3 / 1393:
(أخرج ابن جرير وغيره - بإسناده عن ابن عباس قال: (مسح ربك ظهر آدم،
فخرجت كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة.. فأخذ مواثيقهم، وأشهدهم على أنفسهم:
(ألست بربكم؟ قالوا: بلى)... وروي مرفوعا وموقوفا على ابن عباس. وقال ابن كثير:
إن الموقوف أكثر وأثبت.
فأما كيف كان هذا المشهد؟ وكيف أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم؟ وكيف خاطبهم: (ألست بربكم)، وكيف أجابوا: (بلى
شهدنا)؟... فالجواب عليه: أن كيفيات فعل الله - سبحانه - غيب كذاته. ولا يملك
الإدراك البشري أن يدرك كيفيات أفعال الله ما دام أنه لا يملك أن يدرك ذات الله. إذ أن
تصور الكيفية فرع عن تصور الماهية. وكل فعل ينسب لله سبحانه مثل الذي يحكيه قوله
113

هذا كقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان..)... (ثم استوى على
العرش)... (يمحو الله ما يشاء ويثبت)... (والسماوات مطويات بيمينه)...
(وجاء ربك والملك صفا صفا).. (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)... إلى
آخر ما تحكيه النصوص الصحيحة عن فعل الله سبحانه، لا مناص من التسليم بوقوعه،
دون أدنى محاولة إدارك كيفيته... إذ أن تصور الكيفية فرع عن تصور الماهية كما قلنا...
والله ليس كمثله شئ. فلا سبيل إلى إدارك ذاته ولا إلى إدارك كيفيات أفعاله. إذ أنه لا
سبيل إلى تشبيه فعله بفعل أي شئ، ما دام أن ليس كمثله شئ.. وكل محاولة لتصور
كيفيات أفعاله على مثال كيفيات أفعال خلقه، هي محاولة مضللة، لاختلاف ماهيته -
سبحانه - عن ماهيات خلقه. وما يترتب على هذا من اختلاف كيفيات أفعاله عن كيفيات
أفعال خلقه... وكذلك جهل وضل كل من حاولوا - من الفلاسفة والمتكلمين - وصف
كيفيات أفعال الله، وخلطوا خلطا شديدا!) اه‍.
* وقال رحمه الله في " (الظلال) 3 / 1531 - عند قوله تعالى: (وإذ زين لهم الشيطان
أعمالهم) من سورة الأنفال -:
(... الكيفية فقط هي التي لا نجزم بها. ذلك أن أمر الشيطان كله غيب، ولا
سبيل لنا إلى الجزم بشئ في أمره إلا في حدود النص المسلم. والنص هنا لا يذكر الكيفية
إنما يثبت الحادث..
فإلى هنا ينتهي اجتهادنا. ولا نميل إلى المنهج الذي تتخذه مدرسة الشيخ محمد عبده
في التفسير من محاولة تأويل كل أمر غيبي من هذا القبيل تأويلا معينا ينفي الحركة الحسية عن هذه العوالم) اه‍.
* ومن قبل قال رحمه الله في " (الظلال) 3 / 1483:
(ونحن - على طريقتنا في الظلال - نكتفي في مثل هذا الشأن من عوالم الغيب بما يرد
في النصوص المستيقنة من قرآن أو سنة) اه‍.
114

قلت: فبعد كلامه هذا لا يسعني القول إلا أن سيدا رحمه الله كان سلفي العقيدة
والمنهج في طرحه لهذه القضايا الاعتقادية، رغم ما في كتابه العظيم (الظلال) من مفاهيم
خاطئة، أوقعه فيها أسلوبه اللفظي الأدبي، لكن هذا لا ينقص من قدر كتابه، بل إن كتابه
(الظلال) فريد من نوعه في هذا المجال، الذي يضعنا تحت ظلاله الفكري السياسي ضمن
كتاب ربنا العظيم جل شأنه.
وإني أتسأل من جراء تصرف (سليم الأعوج!!): لم أوقعت عينيك على مواضع
معينة من الظلال، دون ذكر المواضع التي بها تزول الغمة؟!!
وليس إلا أحد أمرين:
1 - إما أنك لم تقرأ (الظلال): وبه فكيف تتصدى للرد على كتاب لم تقرأه؟!!
2 - وإما أنك قرأته: وبه فلم أخفيت كلامه الآنف الذكر الذي نقلنا من (ضلاله!!) إلى
ظلاله (1)؟!!
هل من جواب؟!!
أم أن الهوى غلاب؟!!
كم في أيامنا من ظلم!! إذ يضلل أصحاب الكسل، أرباب الفكر والعمل!!!
ويتطاول أمثال (سليم!!)، على أصحاب الفكر السليم.
ناسين أو متناسين قوله تعالى: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم).
* وأختم هذا الفصل بذكر أقوال للدكتور الشيخ ناصر العمر - حفظه الله ورعاه
ناصرا عاملا - اقتبستها من رسالته القيمة (لحوم العلماء مسمومة).
* قال ص (12): (إذن فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يعد إعراضا أو تقصيرا في تعظيم

(1) وإني أتمنى على الأخ الأستاذ محمد قطب حفظه الله وأطال في عمره، أن يعمل في التعليق على بعض
المواضع في (الظلال) التي هي بحاجة لتصحيح مليح.
115

شعيرة من شعائر الله. وما أبلغ قول بعض العلماء: (أعراض العلماء على حفرة من حفر
جهنم).
* وأضاف قائلا: (أخي القارئ الكريم: كلنا يدرك أن من أكل الربا فقد آذنه الله
بالحرب، إن لم ينته ويتب عن ذلك الجرم العظيم، كلنا يدرك هذا، ولكن هل نحن ندرك
- أيضا - أن من آذى أولياء الله فقد حارب الله جل وعلا -...!؟ هل نحن نستحضر هذا
الوعيد الشديد، عندما نهم بالحديث في عالم من العلماء؟!.
روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي - رحمهما الله - أنهما قالا: (إن لم
يكن الفقهاء أولياء الله، فليس لله ولي). قال الشافعي: (الفقهاء العاملون): أي أن المراد:
هم العلماء العاملون).
* وقال - حفظه الله - ص (23) ضمن كلامه عن (أسباب أكل لحوم العلماء):
(5 - التعصب: من خلال سبري لأقوال الذين يتحدثون في العلماء - وبخاصة
طلاب العلم والدعاة - تبين لي أن التعصب من أبرز أسباب ذلك...
6 - التعالم: لقد كثر المتعالمون في عصرنا، وأصبحت تجد شابا حدثا يتصدر لنقد
العلماء، ولتفنيد آرائهم وتقوية قوله، وهذا أمر خطير، فإن من أجهل الناص من يجهل قدر
نفسه، ويتعدى حدوده).
* وقال أيده الله - فيما يجب علينا تجاه العلماء - ص (43):
(4 - أن نفوت الفرصة عل الأعداء، وننتبه إلى مقاصدهم وأغراضهم، وأن ندافع
عن علمائنا، لا أن نكون من وسائل تمرير مخططات الأعداء من حيث لا نشعر.
5 - أن نحمل أقوال علمائنا وآراءهم على المحمل الحسن، وألا نسئ الظن فيهم،
وإن لم نأخذ بأقوالهم).
* وقال ص (44): (وما مثل من يقع في أعراض العلماء، ينسى نفسه إلا كما قال
الشاعر:
116

كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
أو كما قال الآخر:
يا ناطح الجبل العالي ليثلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل).
* وأختم اقتباسي عن الشيخ الدكتور ناصر العمر بقوله ص (55 - 56):
(.. من أساء الأدب مع العلماء فسيلقى جزاءه، عاجلا أو آجلا... والواقع يشهد
أن الذي يسب العلماء، ويتجرأ عليهم، يسقط من أعين العامة والخاصة.
ويقول الحافظ ابن رجب: (والواقع يشهد بذلك، فإن من سبر أخبار الناس،
وتواريخ العالم، وقف على أخبار من مكر بأخيه، فعاد مكره عليه، وكان ذلك سببا لنجاته
وسلامته)، أي: سببا لنجاة الممكور به وسلامته) اه‍.
. وقال فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان في رسالته (الهوى وأثره في الخلاف)
ص (23 - 24).
(... ولذلك تجد هؤلاء كلما علم أحدهم أن من يخالفه قد تكلم في مسألة أو
موضوع تجده يبادر إلى الرد عليه بدون تأمل في قوله وتلمس لوجه الصواب، بل يعمى عن
هذا المقصد، ويبذل جهده في تضليل مخالفه، وتفنيد رأيه بكل ما يستطيع، ولو برأي تافه،
وتعسف بغيض) اه‍.
117

الخاتمة
وأختم رسالتي هذه بتوجيه كلام للهلالي هو قاله من قبل في رسالته مكفرات
الذنوب) ص (68) فقال:
(واعلم أيضا أيها الأخ أن الذنوب المتعلقة بحقوق الآدميين لا تشملها هذه الآيات
والأحاديث، بل يجب إرجاعها إلى أهلها) اه‍.
وانظر رسالتك (مبطلات الأعمال) تحت عنوان: خوف السلف الصالح - رحمهم الله
- من أن تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون.
اللهم لا تحبط أعمالنا.. آمين.
وأنصحه أيضا بترك الكتابة وادعاء التأليف، وأذكر له كلامه الذي انتقص به الامام
الغزالي - فحق أن يعمل هو به - في كتابه (مؤلفات سعيد حوى) ص (32) حيث قال: (فلا
أدري كيف يقدم أمثاله على التصنيف وهم في هذه المنزلة)!!
وما قاله لسعيد حوى أيضا ص (38) (أربع على نفسك أيها الشيخ، ودع الكتابة
بضع سنين)!!
ألست أحق باتباع نصائحك التي تسديها للناس؟!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين أحمد الكويتي
119

خاتمة
وكنت قد عرضت هذا الكتاب بعد تمامه على الشيخ اللغوي محمد بن نعمان بن ثابت
الأرناؤوطي نفع الله بعلمه فأعجب به أشد الإعجاب. وأصر على كتابة مقدمة له وخاتمة.
وإذ أثبت المقدمة في أول الكتاب. فأثبت هنا الخاتمة التي نظمها.
(يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى * كيما يصح به وأنت سقيم) (1)
تسدي النصائح جمة وأراك في * سبل الغواية والضلال تهيم
وسرقت كل كتابة ومؤلف * قد خطه متفقه وعليم
ونسبته لك كاتبا ومؤلفا * وجميع أمرك مفتر وزعوم
ونصبت نفسك واعظا ومعلما * بئس الخطيب من الضمير عديم
ولبست زورا ثوب علم والتقى * وعليك من وشم النفاق رسوم
فلئن كتبت وإن قرأت فملحن * وإذا انتقدت مكابر وأثيم
وإذا نقلت فمخطئ ومدلس * وإذا رددت فجاهل وغشوم
وإذا تكلمت الكلام فكاذب * وإذا ائتمنت فخائن ورجيم
ضل الذي سمى " سليما اسمه * لو كان يصدق الاسم فهو (ظليم)
يا مظهرا غير الذي أخفيته * إن الخفي وإن يطل معلوم
فلكم جليل قد سرقت جهوده * ومفكر آذاه منك هجوم

(1) هذان البيتان لأبي الأسود الدؤلي.
121

هلا ذكرت سعيد حوى من حوى * من كل فضل لا يزال يدوم
من قد رعى الأجيال لم يتوان عن * جهد إلى أن جاءه المحتوم
من شيخه شيخ التقى شيخ النقي * الحامد المحمود لا المذموم
قد جاهدا في الله خير جهاده * وبلاء كل منهما معلوم
شوهته حقدا عليه وعبته *، ولقد علمت بأنك المذموم
ولقد علمت بأن سيد سيد * لكن حقدك بالعمى موصوم
هو سيد ثم سيد ثم سيد * والجاحدون الحاسدون رغوم
من قال للطاغين " لا " ومضى بها * لا تنثني عزماته فيضيم
صدق الإله فعجل اللقيا له * رب يحب الصادقين كريم
الميت الحي الذي لما تزل * أمجاده في العالمين تدوم
ولئن نسبت إلى الضلال " ظلاله " * " فظلاله " مستروح ونعيم
الحق فيه أبلج لذوي الحجى * لكن فهمك للكلام سقيم
ما زلت تسرق أو تعيب وتفتري * وجميع قولك في الضلال يهيم
حتى أتى لك " كاشف " فإذا الذي * عمرته في لحظة مهدوم
أبقاك صفرا مكفهرا خاليا * ينعاك في رسم الخراب البوم
وأراك أن الله حق وعده * والكذب حقا حبله مجذوم
" كشف مثالي " فأحر بكشفه * كشفا بكل حقيقة مرقوم
سلمت يداه أخي (أحمد) إذ أتت * ما قد أتت وله السلام يدوم
ولئن لطمت مفكرا بكتابة * فاليوم (بالكشاف) أنت لطيم
هو في جبينك صفعة لا تمحي * وكذا لوجهك ظلمة ووجوم
ولئن ظننت بعيد ذا لك قومة * فقيامك المبهوت والمهدوم
وأنا الذي طعناته لا تتقى * ومنازلي ميت فليس يقوم
وقصيدتي لك طعنة غاشية * جلى بسيف حده مسموم.
122

* من أعمال أحمد الكويتي * سلسلة (تذليل الفنون لإخراج التراث المدفون):
1 - (المحقق من علم الأصول فيما يتعلق بأفعال الرسول، لأبي شامة - تحقيق.
2 - (المنهل العذب الروي في ترجمة الإمام النووي (للسخاوي - تحقيق.
3 - (الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث) للغزي - تحقيق.
4 - (حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة ") للصنعاني - تحقيق.
5 - (شرح وبيان وآثار وعلامات لاثنين وسبعين فرقة) للبلخي - تحقيق.
6 - (الياقوتة في الوعظ) لابن الجوزي - تحقيق.
7 - (ملتقط الحكايات) لابن الجوزي - تحقيق.
8 - (جزء القدوري) - تحقيق.
9 - (البيان في ما يحل ويحرم من الحيوان) لابن العماد الأفقهي الشافعي - تحقيق.
(وغيرها من كتب التراث ستخرج تباعا إن شاء الله تعالى.
* سلسلة (فهارس حديثية):
1 - فهارس (الأم) للشافعي - طبع دار عمار الأردن.
2 - فهارس (كشف الأستار عن زوائد البزار) - طبع دار عمار / الأردن.
3 - فهارس (السنة) لابن أبي عاصم.
4 - فهارس (شرح معاني الآثار) للطحاوي.
5 - فهارس (صحيح ابن خزيمة) - طبع دار الراية / الرياض.
123

* سلسلة (الحق أحق أن يتبع):
1 - (الرد على من أبى الحق وادعى أن الجهر بالبسملة من سنة سيد الخلق) للزبيدي
- تحقيق - طبع دار الراية / الرياض.
2 - (شذوذ التحريك وإثبات الإشارة عن النبي صاحب البشارة) تأليف.
3 - (كشف الغمام عن مسألة اتباع الإمام) تأليف.
4 - (القول المتبوع في القبض بعد الركوع) تأليف.
5 - (القول المفيد في صلاة الجمعة يوم العيد " تأليف.
6 - (حل النزاع الواقع في مسألة فقه الواقع) تأليف.
كتب أخرى للمؤلف:
1 - (صحيح الآداب).
2 - (التحرير الجديد لطرق تعلم أحكام التجويد) - طبع دار الرشد / الرياض.
3 - (زاد الطريق إلى قلب الصديق) - طبع دار الرشد / الرياض.
4 - (همسة في أذن صديقي من الروح إلى الروح) - طبع دار الرشد / الرياض.
5 - (الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب) للسيوطي - تحقيق - طبع دار الرشد /
الرياض.
6 - (الدور الماركسي في قيام إسرائيل).
7 - (سيد قطب السلفي).
8 - (التعصب والعصبية عند الجماعات الإسلامية).
9 - (السلسلة الذهبية في إثبات الفوقية).
10 - (جمع الدرر في الأحاديث التي حكم عليها ابن حجر).
11 - (أدب الاختلاف كما قرره ابن عبد البر).
12 - (فتنة السلاطين على علماء الدين).
124