الكتاب: تفسير نور الثقلين
المؤلف: الشيخ الحويزي
الجزء: ٥
الوفاة: ١١١٢
المجموعة: مصادر التفسير عند الشيعة
تحقيق: تصحيح وتعليق : السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الطبعة: الرابعة
سنة الطبع: ١٤١٢ - ١٣٧٠ ش
المطبعة: مؤسسة إسماعيليان
الناشر: مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع - قم
ردمك:
ملاحظات:

كتاب
تفسير نور الثقلين
لمؤلفه
المحدث الجليل والعلامة الخبير الشيخ عبد على
ابن جمعة العروسي الحويزي قدس سره
الجزء الخامس
صححه وعلق عليه وأشرف على طبعه
السيد هاشم الرسولي المحلاتي
طبع بنفقة
خادم الشريعة الحاج أبى القاسم المشتهر بسالك
وفقه الله تعالى لمرضاته
1

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة
الجاثية كان ثوابها لا يرى النار أبدا، ولا يسمع زفير جهنم ولا شهيقها، وهو مع
محمد صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة
حم جاثية ستره الله عورته وسكن روعته عند الحساب.
3 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما حم فمعناه الحميد المجيد.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم ان في السماوات والأرض لايات للمؤمنين
وهي النجوم والشمس والقمر وفى الأرض ما يخرج منها من أنواع النبات للناس والدواب
وقوله: وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون أي تجيئ من كل جانب،
وربما كانت حارة وربما كانت باردة، ومنها تثير السحاب، ومنها ما يبسط في
الأرض (1)
ومنها ما يلقح الشجر وقوله: وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا يعنى إذا
رأى فوضع العلم مكان الرؤية.
5 - في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن سيف عن أبيه عن أبي
الصامت عن قول الله عز وجل: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض
جميعا منه قال: أخبرهم بطاعتهم.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: قل للذين آمنوا يغفروا
للذين لا يرجون أيام الله قال: يقول: لائمة الحق لا تدعون على أئمة الجور

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر " ويبسط في السماء ".
2

حتى يكون الله الذي يعاقبهم في قوله عز وجل: ليجزى قوما بما كانوا يكسبون
حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد بن عباس قال: حدثنا عبد الله بن موسى قال حدثني
عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثنا عمر بن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله عز وجل: " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " قال: قل للذين
مننا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون، فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم.
7 - وقال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: ثم جعلناك على شريعة من
الامر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا
فهذا تأديب لرسول الله صلى الله عليه وآله والمعنى لامته.
8 - وقوله عز وجل: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال: نزلت في قريش
كلما هووا شيئا عبدوه وأضله الله على علم أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من
أمير المؤمنين، وجرى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فيما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم
وأزالوهم وأمالوا الخلافة والإمامة عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد أخذ الميثاق عليهم مرتين
لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقوله عز وجل: " اتخذ إلهه هواه " نزلت في قريش
وجرت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام، واتخذوا
إماما بأهوائهم، والدليل على ذلك قوله عز وجل: " ومن يقل منهم انى اله من
دونه " قال: من زعم أنه امام وليس بامام، فمن اتخذه إماما ففضله على على صلوات
الله عليه.
9 - ثم عطف على الدهرية الذين قالوا: لا نحيى بعد الموت، فقال: وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا
وهذا مقدم ومؤخر، لان الدهرية لم
يقروا بالبعث والنشور بعد الموت، وانما قالوا: نحيى ونموت وما يهلكنا الا الدهر
إلى قوله " يظنون " فهذا ظن شك، ونزلت هذه الآية في الدهرية وجرت في الذين
فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين عليه السلام وبأهل بيته عليهم السلام، و
انما كان أيمانهم اقرارا بلا تصديق خوفا من السيف ورغبة في المال.
10 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن
3

القاسم بن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني
عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل؟ قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه،
فمنها كفر الجحود على وجهين فالكفر بترك ما أمر الله; وكفر البراءة وكفر النعم،
فاما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية وهو قول من يقول لا رب ولا جنة ولا نار; وهو قول
صنفين من الزنادقة لهم الدهرية، وهم الذين يقولون: وما يهلكنا الا الدهر
وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشئ مما
يقولون، يقول عز وجل: ان هم الا يظنون أن ذلك كما يقولون; والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
11 - في نهج البلاغة فانظر إلى الشمس والقمر والنبات والشجر والماء
والحجر، واختلاف هذا الليل والنهار، وتفجر هذه البحار، وكثرة هذه الجبال،
وطول هذه القلال، وتفرق هذه اللغات والألسن المختلفات، فالويل لمن جحد
المقدر، وأنكر المدبر، زعموا انهم كالنبات مالهم زارع، ولا لاختلاف صورهم صانع،
ولم يلجأوا إلى حجة فيما ادعوا، ولا تحقيق لما ادعوا وهل يكون بناء من غير بان، أو جناية
من غير جان (1)؟.
12 - في مجمع البيان وقد روى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تسبوا
الدهر فان الله هو الدهر، وتأويله ان أهل الجاهلية كانوا ينسبون الحوادث المجحفة
والبلايا النازلة إلى الدهر فيقولون: فعل الدهر كذا وكانوا يسبون الدهر،
فقال عليه السلام: ان فاعل هذه الأمور هو الله تعالى فلا تسبوا فاعلها، وقيل معناه فان
الله مصرف الدهر ومدبره، والوجه الأول أحسن فان كلامهم مملو من ذلك،
ينسبون أفعال الله تعالى إلى الدهر، قال الأصمعي: ذم أعرابي رجلا فقال: هو أكثر
ذنوبا من الدهر، وقال كثير:
وكنت كذى رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت -
13 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: وترى كل أمة جاثية أي على ركبها

(1) جنى الثمر جناية: تناولها من شجرتها.
4

كل أمة تدعى إلى كتابها قال: إلى ما يجب عليهم من أعمالهم; ثم قال: هذا كتابنا
ينطق عليكم بالحق الآيتان محكمتان حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر
بن محمد الفزاري عن الحسن بن علي اللؤلؤي عن الحسن بن أيوب عن سليمان بن
صالح عن رجل عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: " هذا كتابنا ينطق عليكم
بالحق " قال له: ان الكتاب لم ينطق ولا ينطق ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الناطق
بالكتاب قال الله " هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق " فقلت: انا لا نقرأها هكذا،
فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله، ولكنه مما حرف
من كتاب الله.
في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي النصرى عن
أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قول الله عز وجل: " هذا كتابنا
ينطق عليكم بالحق " وذكر مثل ما نقلنا عن تفسير على عن إبراهيم سواء.
14 - في نهج البلاغة وهذا القرآن انما هو خط مسطور بين الدفتين،
لا ينطق بلسان ولابد له من ترجمان; وانما ينطق عنه الرجال.
15 - في أصول الكافي باسناده عن الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه: ان
الياس عليه السلام قال له: هيهنا يا بن رسول الله باب غامض، أرأيت ان قالوا: حجة الله
القرآن؟ قال: إذا أقول لهم: ان القرآن ليس بناطق يأمر وينهى، ولكن للقرآن
أهل يأمرون به وينهون (1)
16 - في ارشاد المفيد عن علي عليه السلام أنه قال في أثناء كلام طويل: واما
القرآن انما هو خط مسطور بين دفتين، لا ينطق وانما تتكلم به الرجال.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم
القصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: إن الله خلق القلم من
شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكان
أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب ما

(1) والحديث بتمامه مذكور في أصول الكافي ج 1: 242 - 247 من الطبعة الحديثة
فمن شاء الوقوف عليه فليراجع هناك.
5

أكتب؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق
أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم
ختم على فم القلم فلن ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها،
أو لستم عربا فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه أنسخ ذلك الكتاب؟
أوليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل؟ وهو قوله: انا كنا نستنسخ ما كنتم
تعقلون.
18 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس بعد أن ذكر الملكين الموكلين
بالعبد: وفى رواية أنهما إذا أرادا النزول صباحا ومساءا ينسخ لهما إسرافيل عمل
العبد من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك، فإذا صعدا صباحا ومساءا بديوان العبد
قابله إسرافيل بالنسخ التي انتسخ لهما حتى يظهر انه كان كما نسخ منه.
19 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسين
بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الأعمال تعرض على الله في كل خميس، فإذا كان الهلال أجلت، فإذا كان النصف
من شعبان عرضت على رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى علي عليه السلام، ثم ينسخ في
الذكر الحكيم.
20 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن أبي الحسن علي بن
موسى الرضا عليه السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان
يكون؟ فقال: ان الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عز وجل:
" انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " وقال لأهل النار: " ولو ردوا لعادوا لما نهوا
عنه وانهم لكاذبون " فقد علم عز وجل انه لو ردوهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة
لما قالت: " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و
نقدس لك قال إني اعلم مالا تعلمون " فلم يزل الله عز وجل علمه سابق للأشياء
قديما قبل ان يخلقها، فتبارك ربنا وتعالى علوا كبيرا، خلق الأشياء وعلمه
سابق لها كما شاء، كذلك ربنا لم يزل عالما سميعا بصيرا، وفى كتاب التوحيد مثله سواء.
6

21 - في تفسير علي بن إبراهيم: ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا
وهم الأئمة أي كذبتموهم واستهزأتم بهم فاليوم لا يخرجون منها يعنى من النار
ولاهم يستعتبون أي لا يجاوبون ولا يقبلهم الله وله الكبرياء في السماوات والأرض
يعنى القدرة في السماوات والأرض.
22 - في مجمع البيان " وله الكبرياء في السماوات والأرض " وفى الحديث:
يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدة منهما ألقيته
في نار جهنم.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال من قرء
كل ليلة أو كل جمعة سورة الأحقاف لم يصبه الله عز وجل بروعة في الحياة الدنيا،
وآمنه من فزع يوم القيامة إن شاء الله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرء سورة الأحقاف
أعطى من الأجر بعدد كل رمل في الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع
له عشر درجات.
3 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن
الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وأما حم فمعناه الحميد المجيد.
4 - في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة طاب ثراه باسناده إلى أبى الحسن
محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله الأشعري قال: حدثني الشيخ
الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري رحمة الله عليه انه جاء بعض أصحابنا
يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه ويعلمه انه القيم بعد أبيه
وان عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها، قال أحمد
بن إسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر
7

في درجه فخرج الجواب إلى في ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك
الله والكتاب الذي أنفذته درجه; وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف
ألفاظه وتكرر الخطاء فيه، ولو تدبرته لو قفت على بعض ما وقفت عليه منه، إلى قوله
عليه السلام: وقد ادعى هذا المبطل المفترى على الله الكذب بما ادعاه; فلا أدرى بأية
حالة هي له رجاء ان يتم له دعواه، أبفقه في دين الله؟ فوالله ما يعرف حلالا من
حرام، ولا يفرق بين خطأ وصواب، أم بعلم؟ فما يعلم حقا من باطل، ولا محكما
من متشابه، ولا يعرف حد الصلاة ووقتها، أم بورع؟ فالله شهيد على تركه الصلاة
الفرايض أربعين يوما، يزعم ذلك لطلب السعودة (1) ولعل خبره قد تأدى إليكم
وهاتيك ظروف مسكره منصوبة وآثار عصيانه لله عز وجل مشهورة قائمة، أم بآية
فليات بها، أم بحجة فليقمها، أم بدلالة فليذكرها، قال الله عز وجل في كتابه:
بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا
السماوات والأرض وما بينهما الا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما
انذروا معرضون قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض
أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو إثارة من علم أن
كنتم صادقين ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة
وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم
كافرين فالتمس بولي الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت، وامتحنه وسله عن
آية من كتاب الله يفسرها، أو صلاة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها، لتعلم حاله
ومقداره، ويظهر لك عواره (2) ونقصانه; والله حسيبه، حفظ الله الحق على أهله
وأقره في مستقره.

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر " الشعوذة " بالشين والذال المعجمتين،
قال الفيروزآبادي: الشعوذة: خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشئ بغير ما عليه أصله في
رأى العين.
(2) العوار - بالفتح وقد يضم -; العيب.
8

5 - في مجمع البيان قرأ علي عليه السلام " أو أثرة " بسكون الثاء من غير الف.
6 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن
جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " ائتوني
بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم أن كنتم صادقين " قال: عنى بالكتاب التوراة
والإنجيل وأثاره من علم فإنما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء.
7 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عمن ذكره عن سليمان بن
خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان في الجفر الذي يذكرونه (1) لما يسوءهم لأنهم
لا يقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا على وفرائضه ان كانوا صادقين، وسلوهم
عن الخالات والعمات (2) وليخرجوا مصحف فاطمة عليها السلام، فان فيه وصية فاطمة و
معه (3) سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عز وجل يقول: " فأتوا بكتاب من قبل هذا
أو أثارة من علم أن كنتم صادقين ".
8 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن النضر بن سويد عن هشام بن
سالم عن سليمان بن خالد قال: سمعته (4) يقول: إن في الجفر الذي يذكرونه
ما يسؤهم انهم لا يقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا أمير المؤمنين وفرايضه
ان كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمات وليخرجوا مصحفا فيه وصية
فاطمة وسلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال: " ائتوني بكتاب من قبل هذا أو إثارة من
علم أن كنتم صادقين "
9 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في
الفرق بين العترة والأمة كلام طويل للرضا عليه السلام وفيه حدثني أبي عن جدي عن

(1) مرجع الضمير - على ما قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول -: الأئمة
الزيدية من بنى الحسن وهم الذين يفتخرون به ويدعون انه عندهم.
(2) أي عن خصوص مواريثهن.
(3) أي مع الجفر أو مصحف فاطمة (ع).
(4) أي سمعت أبا عبد الله (ع)، بقرينة الخبر الماضي.
9

آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله فقالوا: إن لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، و
هذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا، اعط ما شئت وامسك ما شئت من
غير حرج، قال: فأنزل الله تعالى إليه الروح الأمين فقال يا محمد " قل لا أسئلكم
عليه اجرا الا المودة في القربى " يعنى ان تودوا قرابتي من بعدى، فخرجوا فقال
المنافقون: ما حمل رسول الله صلى الله عليه وآله على ترك ما عرضنا عليه الا ليحثنا على قرابته
من بعده، وان هو الا شئ افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيما،
فأنزل الله عز وجل هذه الآية: أم يقولون افتراه قل ان افتريته فلا تملكون
لي من الله شيئا هو اعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو
الغفور الرحيم فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله فقال: هل من حدث؟ فقالوا: أي والله
يا رسول الله، لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله الآية
فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله تعالى " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن
السيئات ويعلم ما يفعلون "
10 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام
حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة - وقد قال: ثم خاطبه في اضعاف
ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء وانخفاض محله وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه
ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء مثل قوله: " وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم " وهو
يقول: " ما فرطنا في الكتاب من شئ وكل شئ أحصيناه في امام مبين " فإذا
كانت الأشياء تحصى في الامام وهو وصى فالنبي أولى أن يكون بعيدا من الصفة
التي قال فيها " وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم " -: واماما ذكرته من الخطاب الدال
على تهجين النبي صلى الله عليه وآله والإزراء به والتأنيب له مع ما أظهره الله تبارك وتعالى
في كتابه من تفضيله إياه على ساير أنبيائه، فان الله عز وجل جعل لكل نبي عدوا
من المجرمين إلى قوله عليه السلام: ثم رفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون
تأويله، إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ
10

مناديهم: من كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض
من وافقهم على معاداة أولياء الله، فالفه على اختيارهم، فلا يدل المتأمل له على
اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منهم ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادوا فيه
ما ظهر تناكره وتنافره، وعلم الله ان ذلك يظهر ويبين، فقال: " ذلك مبلغهم من
العلم " والكشف لأهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم، والذي بدا في الكتاب من
الازراء على النبي صلى الله عليه وآله من فرية الملحدين، وهنا كلام طويل مفصل
ذكرناه في " حم سجدة " عند قوله تعالى " ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون
علينا " فليطلب.
11 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يزعم ابن أبي حمزة ان جعفرا
زعم أن القائم أبى وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله؟ فوالله لقد قال الله تبارك
وتعالى يحكى لرسول الله صلى الله عليه وآله: " ما أدرى ما يفعل بي ولا بكم ان اتبع الا ما
يوحى إلى ".
12 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: ان الذين قالوا ربنا الله
ثم استقاموا قال: استقاموا على ولاية على أمير المؤمنين، وقوله: ووصينا
الانسان بوالديه احسانا (1) قال الاحسان رسول الله صلى الله عليه وآله، وقوله: " بوالديه " انما
عنى الحسن والحسين صلوات الله عليهما، ثم عطف على الحسين صلوات الله عليه فقال
حملته أمه كرها ووضعته كرها وذلك أن الله أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وبشره بالحسين
قبل حمله، وان الإمامة يكون في ولده إلى يوم القيامة ثم اخبره بما يصيبه من القتل
والمصيبة في نفسه وولده، ثم عوضه بان جعل الإمامة في عقبه، وأعلمه أنه يقتل
ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه، ويملكه الأرض وهو قوله: " ونريد
ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض " الآية وقوله: " ولقد كتبنا في الزبور من
بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون " فبشر الله نبيه صلى الله عليه وآله ان أهل بيته

(1) وفى المصدر " حسنا "، في الموضعين وسيأتي انها قراءة علي (ع).
11

يملكون الأرض ويرجعون إليها ويقتلون أعدائهم، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة
عليها السلام بخبر الحسين عليه السلام وقتله، فحملته كرها ثم قال أبو عبد الله عليه السلام فهل
رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فتحمله كرها؟ أي أنها اغتمت وكرهت لما اخبرها
يقتله " ووضعته كرها " لما علمت من ذلك،، وكان بين الحسن والحسين عليهما السلام طهر
واحد، وكان الحسين عليه السلام في بطن أمه ستة أشهر، وفصاله أربعة وعشرون شهرا وهو قوله
وحمله وفصاله ثلاثون شهرا
13 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام " حسنا " بفتح الحاء و
السين.
14 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي،
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين عليه السلام الفضل على
ولد الحسن عليه السلام وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به، ان
جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله وما ولد الحسين بعد، فقال له: يا محمد يولد
لك غلاما تقتله أمتك من بعدك، فقال: يا جبرئيل لا حاجة لي فيه فخاطبه ثلاثا ثم
دعا عليا عليه السلام فقال له: ان جبرئيل يخبرني عن الله عز وجل أنه يولد لك غلاما تقتله
أمتك من بعدك، فقال: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا عليه السلام ثلاثا، ثم
قال: إنه يكون فيه وفى ولده الإمامة والوراثة والخزانة، فأرسل إلى فاطمة عليها السلام
فقال إن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدى; فقالت فاطمة عليها السلام: ليس لي حاجة
فيه يا أبة، فخاطبها ثلاثا، ثم أرسل إليها لابد أن تكون فيه الإمامة والوراثة
والخزانة، فقالت له: رضيت عن الله عز وجل فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام فحملت
ستة أشهر، ثم وضعت ولم يعش مولد قط لستة أشهر غير الحسين بن علي عليهما السلام وعيسى
بن مريم عليه السلام فكفلته أم سلمة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه
الشريف في فم الحسين عليه السلام فيمصه حتى يروى، فأنبت الله عز وجل لحمه من لحم
رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يوضع من فاطمة عليها السلام ولا من غيرها لبنا قط، فلما أنزل الله تبارك
وتعالى فيه: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين
12

سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل
صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي فلو قال: أصلح لي ذريتي كانوا كلهم أئمة
لكن خص هكذا.
15 - في تهذيب الأحكام علي بن الحسين عن أحمد ومحمد ابني الحسن عن
أبيهما، عن أحمد بن عمر الحلبي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله
أبى وأنا حاضر عن قول الله عز وجل " حتى إذا بلغ أشده " قال: الاحتلام.
16 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن
أسباط قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام وقد خرج على فأحدت (1) أنظر إليه، وجعلت
أنظر إلى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فبينا انا كذلك حتى قعد. فقال:
يا علي ان الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة، فقال: " وآتيناه الحكم
صبيا " " ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة " فقد يجوز ان يؤتى الحكمة وهو صبي، ويجوز
أن يؤتى الحكمة وهو ابن أربعين سنة.
17 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء والحسين بن محمد عن
معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال
لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين عليه السلام جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ان
فاطمة ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت
حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تر في الدنيا أم تلد
غلاما تكرهه، ولكنها تكرهه لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية
" ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله
ثلاثون شهرا ".
18 - محمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن
رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد
صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمد ان الله يبشرك بمولود يولد لك من فاطمة تقتله أمتك من بعدك

(1) أحد إليه النظر: بالغ في النظر إليه.
13

فقال: يا جبرئيل وعلى ربى السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي،
فعرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء ثم هبط فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام
ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية; فقال: انى قد رضيت،
ثم ارسل إلى فاطمة ان الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتي من بعدي، فأرسلت
إليه: لا حاجة لي في مولود تقتله أمتك من بعدك، فأرسل إليها: ان الله قد جعل
في ذريته الإمامة والولاية والوصية فأرسلت إليه: انى قد رضيت " فحملته كرها و
وضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني
ان أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضيه وأصلح
لي في ذريتي " فلولا أنه قال: " أصلح لي في ذريتي " لكانت ذريته كلهم أئمة، ولم
يرضع الحسين عليه السلام ثم من فاطمة ولا من أنثى، كان يؤتى به النبي صلى الله عليه وآله فيضع ابهامه
في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول
الله صلى الله عليه وآله ودمه، ولم يولد بستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن علي
عليهم السلام
19 - في ارشاد المفيد رحمه الله ورووا عن يونس عن الحسن: ان عمر
أتى بامرأة قد ولدت لستة أشهر، فهم برجمها فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ان
خاصمتك بكتاب الله خصمتك، ان الله تعالى يقول: " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " و
يقول: " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة "
فإذا أتممت المرأة الرضاعة لسنتين وكان حمله وفصاله ثلاثين شهرا كان الحمل
منها ستة أشهر; فخلى عمر سبيل المرأة وثبت الحكم بذلك يعمل به الصحابة و
التابعون ومن أخذ إلى يومنا هذا
20 - في كتاب الخصال عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بلغ
العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ [وانتهى] منتهاه،
فإذا طعن في أحد وأربعين فهو في النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون
كمن كان في النزع.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: الذي قال لوالديه أف لكما
14

إلى قوله تعالى: الا أساطير الأولين قال: نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر
حدثنا العباس بن محمد قال: حدثني الحسن بن سهل باسناده رفعه إلى جابر بن
يزيد عن جابر بن عبد الله، قال: ثم اتبع الله جل ذكره مدح الحسين بن علي
صلوات الله عليهما بذم عبد الرحمن بن أبي بكر، قال جابر بن يزيد: فذكرت هذا
الحديث لأبي جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر والله لو سبقت الدعوة من
الحسين وأصلح لي ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة طاهرين، ولكن سبقت الدعوة و
أصلح لي ذريتي فمنهم الأئمة واحد فواحد، فثبت الله بهم حجته.
قال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: ويوم يعرض الذي كفروا
على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها قال: اكلتم
وشربتم وركبتم، وهي في بنى فلان فاليوم تجزون عذاب الهون قال: العطش
بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون
22 - في محاسن البرقي عنه عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد
الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله مسجد قبا، فاتى باناء فيه لبن
حليب (إلى قوله): جعفر بهذا الاسناد قال: أتى بخبيص (1) فأبى ان يأكله، فقيل:
أتحرمه؟ فقال: لا ولكني أكره ان تتوق إليه نفسي (2) ثم تلا الآية " أذهبتم طيباتكم
في حياة الدنيا ".
23 - في مجمع البيان " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها "
وقد روى في الحديث ان عمر بن الخطاب قال: استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وآله
فدخلت عليه في مشربة أم إبراهيم وأنه لمضطجع على حفصة وان بعضه على التراب
وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا فسلمت عليه ثم جلست فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله
أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش
الديباج والحرير؟

(1) الخبيص: قسم من الحلواء.
(2) تاق إليه: اشتاق.
15

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أولئك قوم عجلت طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع (1)
وانما أخرت لنا طيباتنا.
24 - وقال علي بن أبي طالب عليه السلام في بعض خطبه: والله لقد رقعت مدرعتي هذه
حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: الا تنبذها (2) فقلت: أعزب عنى فعند
الصباح يحمد القوم السرى (3).
25 - وروى محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: والله إن كان على
يأكل أكلة العبد ويجلس جلسة العبد; وإن كان يشترى القميصين فيخير غلامه خيرهما
ثم يلبس الآخر، فإذا أجاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولى خمس
سنين ما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وإن كان ليطعم
الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد
عليه أمران كلاهما لله عز وجل فيه رضا الا اخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق
الف مملوك من كد يمينه، تربت منه يداه (4) وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله
أحد من الناس، وإن كان ليصلى في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس
به شبها علي بن الحسين عليهما السلام، ما أطاق عمله أحد من الناس بعده.
26 - ثم إنه قد اشتهر في الرواية أنه عليه السلام لما دخل على العلا بن يزيد بالبصرة يعوده،
فقال له العلا: يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد، لبس العباء وتخلى من

(1) أي سريعة الانقطاع.
(2) نبذه:! طرحه ورمى به.
(3) السرى: السير عامة الليل; وهذا مثل يضرب لمن يحتمل المشقة رجاء الراحة،
ويضرب أيضا في الحث على مزاولة الامر والصبر وتوطين النفس حتى يحمد عاقبته.
(4) ترب الشئ: أصابه التراب. لزق بالتراب. وقد يقال لمن قل ماله وافتقر:
تربت يداه. وهل هو في مورد الدعاء على المخاطب أو في مورد المدح، فيه خلاف ذكره
ابن منظور في اللسان فراجع مادة " ترب " ان شئت.
16

الدنيا، فقال عليه السلام على به، فلما جاء قال: يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث (1)
أما رحمت أهلك وولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره ان تأخذها؟ أنت أهون
على الله من ذلك، قال: يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟ (2)
قال: ويحك انى لست كأنت، ان الله تعالى فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم
بضعفة الناس كيلا تبيغ (3) بالفقير فقره.
27 - في جوامع الجامع وروى عن النبي صلى الله عليه وآله دخل على أهل الصفة وهم
يرقعون ثيابهم بالأدم (4) ما يجدون لها رقاعا، فقال: أنتم اليوم خير أم يوم يغدو
أحدكم في حلة ويروح في أخرى؟ ويغدي عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى ويستر بيته
كما تستر الكعبة؟ قالوا: نحن يومئذ خير، قال: بل أنتم اليوم خير.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله عز وجل: واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه
بالأحقاف والأحقاف من بلاد عاد من الشقوق إلى الأجفر وهي أربع منازل (5)
قال حدثني أبي قال: أمر المعتصم ان يحفر بالبطاينة بئرا فحفروا ثلاثمأة قامة فلم
يظهر الماء فتركه ولم يحفره، فلما ولى المتوكل أمر أن يحفر ذلك البئر أبدا
حتى يبلغ الماء، فحفروا حتى وضعوا في كل مأة قامة بكرة حتى انتهوا إلى
صخرة، فضربوها بالمعول فانكسرت فخرج منها ريح باردة فمات من كان يقربها،

(1) " يا عدي " تصغير عدو، " واستهام بك الخبيث " الباء زائدة أي جعلك هائما، و
الهائم بمعنى الضال. والمراد من الخبيث هو الشيطان.
(2) طعام جشب: أي غليظ وكذلك مجشوب، وقيل: إنه الذي لا ادم معه.
(3) تبيغ الدم بصاحبه، وتبوغ به أي هاج به، وفى الحديث: عليكم بالحجامة
لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله، وقيل: أصل يتبيغ يبتغى فقلب مثل جذب وجبذ.
(4) الأدم - بضمتين - جمع الأديم: الجلد المدبوغ.
(5) قال الطبرسي (ره) في مجمع البيان الأحقاف: هو واد بين عمان ومهرة عن
ابن عباس، وقيل: رمال فيما بين عمان إلى حضرموت " انتهى " والشقوق والأجفر
المذكوران في تفسير القمي (ره)، هو ضمان بطريق مكة كما قاله الحموي.
17

فأخبر المتوكل بذلك فلم يدر ما ذاك، فقالوا: سل ابن الرضا وهو أبو الحسن علي بن
محمد العسكري صلوات الله عليهم، فكتب إليه يسأله عن ذلك فقال أبو الحسن
(عليه السلام): تلك بلاد الأحقاف وهم قوم عاد الذين أهلكهم الله عز وجل بالريح الصرصر.
29 - في الخرايج والجرايح ان المهدى الخليفة أمر بحفر بئر بقرب قبر
العبادي (1) لعطش الحاج هناك، فحفروا أكثر من مأة قامة، فبينما هم يحفرون
إذ خرقوا خرقا وإذا تحته هواء لا يدرى قعره وهو مظلم، وللريح فيه دوى فأدلوا
رجلين فلما خرجا تغيرت ألوانهما فقالا: رأينا هواء [واسعا] ورأينا بيوتا قائمة و
رجالا ونساء وابلا وبقرا وغنما، وكلما مسسنا شيئا رأيناه هباءا فسألنا الفقهاء عن
ذلك فلم يدر أحد ما هو، فقدم أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) على المهدى فسأله
عن ذلك، فقال: أولئك أصحاب الأحقاف، وهم بقية من قوم عاد، ساخت بهم
منازلهم وذكر على مثل قول الرجلين.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم حكى الله عز وجل قول قوم عاد
قالوا أجئتنا لتأفكنا أي تزيلنا عما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا من
العذاب ان كنت من الصادقين وكان نبيهم هود وكانت بلادهم كثيرة الخير خصبة
(2) فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى أجدبوا (3) وذهب خيرهم من بلادهم،
وكان هو يقول لهم ما حكى الله: " استغفروا ربكم ثم توبوا إليه " إلى قوله " ولا تتولوا
مجرمين " فلم يؤمنوا وعتوا فأوحى الله إلى هود: انه يأتيهم العذاب في وقت كذا
وكذا ريح فيها عذاب اليم، فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت،
ففرحوا فقالوا: هذا عارض ممطرنا الساعة نمطر فقال لهم هود: بل هو ما
استعجلتم به ريح في قوله: " ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ريح فيها عذاب

(1) قال الحموي: قبر العبادي منزل في طريق مكة من القادسية إلى العذيب ثم
ذكر القصة في ذلك فراجع مادة " قبر ".
(2) خصب المكان: كثر فيه العشب والكلاء.
(3) أجدب القوم: أصابهم الجدب وهو المحل وانقطاع المطر ويبس الأرض.
18

أليم تدمر كل شئ بأمر ربها " فلفظه عام ومعناه خاص لأنها تركت أشياء كثيرة لم
تدمرها، وانما دمرت مالهم كله فكان كما قال الله عز وجل: فأصبحوا لا يرى الا
مساكنهم وكل هذه الأخبار من هلاك الأمم تخويف وتحذير لامة محمد صلى الله عليه وآله
ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وأفئدة
أي قد أعطينا هم فكفروا فنزل بهم العذاب فاحذروا ان لا ينزل بكم ما نزل بهم، وقوله:
وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القول إلى قوله: فلما قضى ولوا إلى قومهم
منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا إلى قوله: أولئك في ضلال مبين فهذا كله حكاية عن
الجن وكان سبب نزول هذه الآية ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من مكة إلى سوق عكاظ
ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الاسلام، فلم يجبه أحد ولم يجد أحدا يقبله،
ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له وادى مجنة (1) تهجد بالقرآن في جوف
الليل، فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله استمعوا له، فلما
سمعوا قرآنه قال بعضهم لبعض: انصتوا يعنى أسكتوا، " فلما قضى " أي فرغ رسول الله
صلى الله عليه وآله من القرآن " ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل
من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا
أجيبوا داعى الله وآمنوا به " إلى قوله " أولئك في ضلال مبين " فجاؤوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله واسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله صلى الله عليه وآله شرايع الاسلام، فأنزل الله عزو
جل على نبيه صلى الله عليه وآله " قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن " السورة كلها فحكى
الله عز وجل قولهم وولى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله منهم، وكانوا يعودون إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله في كل وقت، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أن يعلمهم
وينفعهم، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولدا لجان.
31 - وسئل العالم صلوات الله عليه عن مؤمن الجن أيدخلون الجنة؟ فقال:
لا ولكن لله حظاير (2) بين الجنة والنار يكون فيها مؤمني الجن وفساق الشيعة.

(1) المجنة: الأرض الكثيرة الجن.
(2) حظائر جمع الحظيرة: الموضع الذي يحاط عليه لتأوى إليه الغنم والإبل وسائر
الماشية يقيها البرد والريح.
19

32 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر
عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
يذكر فيه مناقب النبي صلى الله عليه وآله وفيه أن الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على
كفرها، وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه وآله الشياطين بالايمان فأقبل إليه من الجن
التسعة من أشرافهم، واحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الا حجة
منهم سفاة ومضاة والهملكان والمر زبان والمازمان ووهاضب وهضب وعمرو
وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم: " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " وهم التسعة
يستمعون القرآن فأقبل إليه الجن والنبي صلى الله عليه وآله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم
ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا، ولقد اقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم، فبايعوه
على الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بأنهم قالوا
على الله شططا، وهذا أفضل مما اعطى سليمان فسبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه وآله
بعد إن كانت تتمرد وتزعم ان لله ولدا، فلقد شمل مبعثه من الجن والإنس مالا يحصى.
33 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه [عن] البرقي عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه
عن [علي بن] سليمان بن رشيد عن علي بن الحسين القلانسي عن محمد بن سنان عن
عمر بن يزيد قال: ضللنا سنة من السنين ونحن في طريق مكة فأقمنا ثلاثة أيام نطلب
الطريق فلم نجده، فلما إن كان في اليوم الثالث وقد نفد ما كان معنا من الماء عدنا
إلى ما كان معنا من ثياب الاحرام ومن الحنوط، فتحنطنا وتكفنا بازار احرامنا،
فقام رجل من أصحابنا فنادى: يا صالح يا أبا الحسن، فاجابه مجيب من بعد فقلنا له:
من أنت يرحمك الله؟ فقال: انا من النفر الذي قال الله عز وجل في كتابه:
" وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " إلى آخر الآية ولم يبق منهم
غيري، فانا مرشد الضال إلى الطريق، قال: فلم نزل نتبع الصوت حتى خرجنا إلى الطريق.
34 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله بعد ان ذكر الصادق عليه السلام و
نقل عنه حديثا طويلا وقال عليه السلام: ان امرأة من الجن كان يقال لها عفرا
فأتى النبي صلى الله عليه وآله فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها وأنها
20

فقدها النبي صلى الله عليه وآله فسأل عنها جبرئيل عليه السلام فقال زارت أختا لها لحبها في الله.
35 - في أمالي الصدوق رحمه الله عن الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر
فيه خروج الحسنين عليهما السلام من عند جدهما صلوات الله عليهم ونومهما في حديقة بنى
النجار وطلب النبي لهما حتى لقيهما، وفيه: وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كأجام
القصب، وجناحان جناح قد غطت به الحسن، وجناح قد غطت به الحسين، فلما
ان بصر بها النبي صلى الله عليه وآله تنحنح فانسابت الحية (1) وهي تقول: اللهم إني أشهدك و
اشهد ملائكتك ان هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين، صحيحين
فقال لها النبي صلى الله عليه وآله: أيتها الحية ممن أنت؟ قالت: انا رسول الجن إليك، قال:
وأي الجن؟ قالت: جن نصيبين نفر من بنى مليح، نسينا آية من كتاب الله عز وجل
فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله، فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا
ينادى: أيتها الحية هذان شبلا رسول الله صلى الله عليه وآله فاحفظهما من العاهات والآفات ومن
طوارق الليل والنهار فقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين وأخذت الحية
الآية وانصرفت.
36 - في مجمع البيان بعد ان نقل كلاما في سبب ورود الجن إلى النبي
صلى الله عليه وآله وقال آخرون أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ان ينذر الجن ويدعوهم إلى الله ويقرأ
عليهم القرآن، فصرف الله إليه نفرا من الجن من نينوى، فقال صلى الله عليه وآله: انى أمرت
ان اقرأ على الجن الليلة فأيكم يتبعني؟ فاتبعه عبد الله بن مسعود قال عبد الله:
ولم يحضر معه أحد غيري، فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة ودخل نبي الله شعبا
يقال له شعب الحجون، وخط لي خطا ثم امرني ان اجلس فيه، وقال: لا تخرج
منه حتى أعود إليك، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة حتى
حالت بيني وبينه حتى لم اسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب
ذاهبين حتى بقي منهم رهط، وفرغ رسول الله صلى الله عليه وآله مع الفجر فانطلق فبرز ثم
قال: هل رأيت شيئا؟ فقلت: نعم رأيت رجالا سودا مستثفري (2) ثياب بيض، قال: أولئك

(1) انسابت الحية: جرت وتدافعت في مشيها.
(2) الاستشفار هو ان يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه.
21

جن نصيبين وروى علقمة عن عبد الله قال: لم أكن مع النبي صلى الله عليه وآله ليلة الجن وودت
انى كنت معه.
وروى عن ابن عباس انهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين فجعلهم رسول الله
(صلى الله عليه وآله) رسلا إلى قومهم. قال زرين بن حبيش كانوا تسعة منهم زوبعة.
37 - وروى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله
الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجن كانوا أحسن
جوابا منكم، فلما قرأت عليهم: " فبأي آلاء ربكما تكذبان " قالوا: لا ولا بشئ من
آلائك ربنا نكذب.
38 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد
عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام في قول الله
عز وجل: فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل فقال: نوح وإبراهيم وموسى و
عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله، قلت: كيف صاروا أولوا العزم؟ قال: لان نوحا بعث
بكتاب وشريعة، وكل من جاء بعد نوح اخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه، حتى
جاء إبراهيم عليه السلام بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به فكل نبي جاء
بعد إبراهيم اخذ بشريعته ومنهاجه وبالصحف حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته
ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف فكل نبي جاء بعد موسى اخذ بالتوراة وشريعته و
منهاجه حتى جاء المسيح عليه السلام بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه، فكل
نبي جاء بعد المسيح اخذ بشريعته ومنهاجه حتى جاء محمد صلى الله عليه وآله فجاء بالقرآن وبشريعته
ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء أولوا العزم
من الرسل عليهم السلام
39 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام
بن سالم ودرست بن أبي منصور عنه عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل
يذكر فيه طبقات الأنبياء والمرسلين: والذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في
اليقظة وهو امام مثل أولى العزم.
22

40 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن
هشام عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة،
وهم أولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى و
محمد صلى الله عليه وعلى آله وعلى جميع الأنبياء.
41 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمان
بن كثير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان
أول وصى. كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم وما من نبي مضى الأولى وصى، و
كان جميع الأنبياء مأة الف نبي وعشرين الف نبي، منهم خمسة أولوا العزم
نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله، والحديث طويل اخذ نأمنه
موضع الحاجة.
42 - في روضة الكافي حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال في رسالة طويلة إلى أصحابه: انه لا يتم الامر حتى دخل
عليكم مثل ما دخل على الصالحين قبلكم، وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم، وحتى
تسمعوا من أعداء الله اذى كثيرا وتصبروا وتعركوا بجنوبكم (1) وحتى يستذلوكم
ويبغضوكم وحتى تحملوا الضيم (2) فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله و
الدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله عز وجل يجترمونه (3)
إليكم وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك
منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل على نبيكم سمعتم
قول الله عز وجل لنبيكم صلى الله عليه وآله: " فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا
تستعجل لهم ".
43 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث

(1) عرك الأذى بجنبه أي احتمله.
(2) الضيم: الظلم.
(3) اجترم عليهم واليهم جريمة: جنى جناية.
23

طويل يقول فيه عليه السلام: ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عز وجل لنبيه
صلى الله عليه وآله: " فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل " وايجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل
طاعته بقوله: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ".
44 - في الخرائج والجرائح باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إن الله فضل
أولى العزم من الرسل على الأنبياء بالعلم، وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم: في فضلهم، و
علم رسول الله صلى الله عليه وآله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه وآله، فروينا لشيعتنا فمن
قبله منهم فهو أفضلهم، وأينما تكون فشيعتنا معنا.
45 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من العلل باسناده إلى علي بن
الحسين بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: انما سمى أولوا العزم
لأنهم كانوا أصحاب العزايم والشرايع وذلك أن كل نبي كان بعد نوح عليه السلام كان على
شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل عليه السلام، وكل نبي كان في أيام
إبراهيم عليه السلام وبعده كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن
موسى عليه السلام وكل نبي كان في زمن موسى عليه السلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه
وتابعا لكتابه إلى أيام عيسى عليه السلام، وكل نبي كان في أيام عيسى عليه السلام وبعده كان
على منهاج عيسى عليه السلام وشريعته وتابعا لكتابه إلى زمن محمد صلى الله عليه وآله، فهؤلاء
الخمسة أولوا العزم وهم أفضل الأنبياء والرسل وشريعة محمد صلى الله عليه وآله لا تنسخ إلى
يوم القيامة ولا نبي بعده إلى يوم القيامة، فمن ادعى بعده نبيا، أو أتى بعد القرآن
بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه.
46 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: أولوا العزم من الرسل خمسة
نوح عليه السلام وإبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله
47 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام
في قول الله عز وجل " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل ولم نجد له عزما " قال: عهد إليه في
محمد والأئمة من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم انهم هكذا، وانما سمى أولوا
العزم لأنهم عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدى وسيرته، فأجمع
24

عزمهم ان ذلك كذلك والاقرار به. وفى أصول الكافي كذلك سواء.
48 - في مجمع البيان " أولوا العزم من الرسل " وقيل: إن من هنا للتبعيض
وهو قول أكثر المفسرين، والظاهر في رواية أصحابنا، ثم اختلفوا فقيل أولوا
العزم من الرسل من أتى بشريعة مستأنفة نسخت شريعة من تقدمه وهم خمسة
أولهم نوح عليه السلام ثم إبراهيم عليه السلام ثم موسى عليه السلام ثم عيسى عليه السلام ثم محمد صلى الله عليه وآله، وهو
المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام، وقال: وهم ساده النبيين و
عليهم دارت رحى المرسلين.
49 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) وقيل للنبي صلى الله عليه وآله: كم ما بين الدنيا
والآخرة: قال: غمضة عين، قال الله عز وجل: كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا
الا ساعة من نهار بلاغ الآية
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء
سورة الذين كفروا لم يرتب أبدا ولم يدخله شك في دينه أبدا ولم يبتله الله بفقر ابدا،
ولا خوف سلطان أبدا، ولم يزل محفوظا من الشرك والكفر ابدا حتى يموت، فإذا
مات وكل الله به في قبره ألف ملك يصلون في قبره، ويكون ثواب صلاتهم له ويشيعونه
حتى يوقفوه موقف الا من عند الله عز وجل، ويكون في أمان الله وأمان محمد صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان بعد ان نقل حديث ثواب الأعمال وقال عليه السلام: من أراد ان
يعرف حالنا وحال أعدائنا فليقرأ سورة محمد صلى الله عليه وآله فإنه يراها آية فينا وآية فيهم.
3 - أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من قرأ سورة محمد كان حقا على
الله أن يسقيه من أنهار الجنة.
4 - في أصول الكافي " في كتاب فضل القران " علي بن إبراهيم عن صالح بن
السندي عن جعفر بن بشير عن سعد الإسكاف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطيت السور
الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان
25

الزبور (1) وفضلت بالمفصل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على ساير الكتب،
فالتورية لموسى والإنجيل لعيسى، والزبور لداود عليهم السلام.
5 - وفى الأصول أيضا في باب الشرايع علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم
بن محمد الثقفي عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى اعطى محمدا صلى الله عليه وآله شرايع نوح عليه السلام
وإبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليهم السلام إلى أن قال: وفضله بفاتحة الكتاب و
بخواتيم سورة البقرة والمفصل.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم: بسم الله الرحمن الرحيم الذين كفروا
وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم نزلت في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين
ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن
ولاية الأئمة " أضل أعمالهم " أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله من الجهاد.
7 - أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس الخرشني
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله
في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال: " ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله
أضل أعمالهم " فقال: قال له ابن عباس: يا أبا الحسن لم قلت ما قلت؟ قال: قرأت
شيئا من القرآن; قال: لقد قلته لأمر؟ قال: نعم ان الله يقول في كتابه: " ما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " فنشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله انه استخلف
أبا بكر، قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى الا إليك، قال: فهلا بايعتني!

(1) السور الطوال هي السبع الأول بعد الفاتحة على أن تعد الأنفال والتوبة واحدة،
والمثاني هي السبع التي بعد هذا السبع سميت بها لأنها ثنتها، واحدها مثنى مثل معاني ومعنى
وقد تطلق المثاني على سور، القرآن كلها طوالها وقصارها; واما المئون فهي من بني إسرائيل
إلى سبع سور، سميت بها لان كلا منها على نحو من مأة آية، قاله الطبرسي (ره)
وغيره من المفسرين.
26

قال اجتمع الناس على أبى بكر فكنت منهم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
كما اجتمع أهل العجل على العجل هيهنا فتنتم، ومثلكم كمثل الذي استوقد نارا
فلما اضاعت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمى
فهم لا يرجعون.
8 - أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد باسناده عن إسحاق بن عمار
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد
في علي وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم هكذا نزلت.
9 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده
الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فسأله اعلمهم فيما سأله فقال: لأي شئ سميت محمدا أو أحمدا أو أبو القاسم وبشيرا ونذيرا
وداعيا؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: اما محمد فانى محمود في الأرض، و، اما احمد فانى محمود في
السماء، الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: " الذين
آمنوا وعملوا الصالحات " نزلت في أبي ذر وسلمان وعمار والمقداد لم ينقضوا العهد
" وآمنوا بما نزل على محمد صلى الله عليه وآله " أي ثبتوا على الولاية التي أنزلها الله " وهو
الحق " يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه " من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " أي حالهم.
11 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أبو جعفر الباقر عليه
السلام: إذا قام القائم من آل محمد ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن
على ما انزل الله عز وجل فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف
فيه التأليف.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: في سورة محمد صلى الله عليه وآله آية فينا وآية في أعدائنا ذلك بان الذين كفروا
27

اتبعوا الباطل وهم الذين اتبعوا أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين
صلوات الله عليهما وان الذين اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس
أمثالهم فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب إلى قوله تعالى لانتصر منهم فهذا
السيف الذي [هو علي عليه السلام] على مشركي العجم من الزنادقة ومن ليس معه كتاب
من عبدة النيران والكواكب وقوله عز وجل: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب
الرقاب " فالمخاطبة للجماعة والمعنى لرسول الله صلى الله عليه وآله " وللامام من بعده صلوات الله عليه.
13 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل أبى عليه السلام عن
حروب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان السائل من محبنا، فقال له أبى: ان الله تعالى
بعث محمدا بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها
حتى تطلع الشمس من مغربها، إلى قوله: وسيف على مشركي العجم يعنى الترك و
الخزر (1) قال الله تعالى في سورة الذين كفروا: " فإذا لقيتم الذين كفروا
فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداءا حتى تضع
الحرب أوزارها " يعنى المفاداة بينهم وبين أهل الاسلام، فهؤلاء لا يقبل منهم الا القتل
أو الدخول في الاسلام، ولا يحل لنا نكاحهم ما داموا في دار الحرب.
14 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
بن بريد قال حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول
فيه عليه السلام بعد ان قال الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه
عليها وفرقه فيها، وفرض على اليدين ان لا يبطش بهما إلى ما حرم الله وان يبطش
بهما إلى ما أمر الله عز وجل وفرض عليها من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله
والطهور للصلاة، فقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم
وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين " وقال: " فإذا لقيتم
الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء

(1) الخزر - بالخاء وبعدها الزاء المعجمتين ثم الراء المهملة: جيل من الناس
خزر العيون.
28

حتى تضع الحرب أوزارها " فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما (1).
15 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة
بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان أبى عليه السلام يقول: إن للحرب حكمين،
إذا كانت الحرب قائمة لم تضع أوزارها ولم يثخن أهلها، فكل أسير اخذ في تلك الحال
فان الامام فيه بالخيار، ان شاء ضرب عنقه وان شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير
حسم وتركه يتشحظ في دمه حتى يموت (2) وهو قول الله عز وجل: " انما جزاء
الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم
وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب
عظيم " الا ترى ان المخير الذي خير الله الامام على شئ واحد وهو الكفر (3) وليس
هو على أشياء مختلفة فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله عز وجل: " أو ينفوا من الأرض "
قال: ذلك الطلب ان تطلبه الخيل حتى يهرب فان أخذته الخيل حكم عليه ببعض الاحكام
التي وصفت لك، والحكم الآخر إذا وضعت الحرب أوزارها وأثخن أهلها، فكل
أسير اخذ في تلك الحال فكان في أيديهم فالامام فيه بالخيار ان شاء من عليهم فأرسلهم
وان شاء فاداهم أنفسهم، وان شاء استعبدهم فصاروا عبيدا.
16 - في روضة الكافي يحيى الحلبي عن أبي المستهل عن سليمان بن خالد
قال: سألني أبو عبد الله عليه السلام فقال: أي شئ كنتم يوم خرجتم مع زيد؟ فقلت: مؤمنين،
قال: فما كان عدوكم؟ قلت: كفارا، قال فانى أجد في كتاب الله عز وجل: " يا أيها -
الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى أثخنتموه فشدوا الوثاق فاما
منا بعد واما فداءا حتى تضع الحرب أوزارها " فابتدأتم أنتم بتخلية من أسرتم، سبحان الله
ما استطعتم ان تسيروا بالعدل ساعة.
17 - في مجمع البيان والمروى عن أئمة الهدى عليهم السلام ان الأسارى

(1) العلاج: المزاولة.
(2) الجسم: الكلى بعد قطع العرق لئلا يسيل دمه، والتشحظ: التمرغ في الدم
(3) الكفر بمعنى الاهلاك بحيث لا يرى اثره.
29

ضربان ضرب يؤخذون قبل انقضاء القتال والحرب قائمة فهؤلاء يكون الامام مخيرا بين
ان يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ويتركهم حتى ينزفوا، ولا يجوز المن
ولا الفداء والضرب الآخر الذين يؤخذون بعد ان وضعت الحرب أوزارها، وانقضى
القتال، فالامام مخير فيهم بين المن والفداء اما بالمال أو بالنفس وبين الاسترقاق و
ضرب الرقاب، فان أسلموا في الحالين سقط جميع ذلك وكان حكمهم حكم المسلمين.
18 - " حتى تضع الحرب أوزارها " وقيل لا يبقى دين غير الاسلام، والمعنى حتى
يضع حربكم وقتالكم أوزار المشركين وقبايح أعمالهم بان يسلموا، فلا يبقى الا
الاسلام خير الأديان، ولا تعبد الأوثان، وهذا كما جاء في الحديث والجهاد ماض منذ بعثني
الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال.
19 - في نهج البلاغة وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ولا تبخلوا
بها عنها، فقد قال الله سبحانه: ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم فلم يستنصركم
من ذل وله جنود السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، وانما أراد ان يبلوكم أيكم أحسن
عملا وبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره رافق بهم رسله وأزارهم ملائكته و
أكرم أسماعهم عن أن تسمع حسيس نار أبدا وصان أجسادهم ان تلقى لغوبا ونصبا " ذلك
فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " وفى كلامه عليه السلام غير هذا لكنا أخذنا
منه موضع الحاجة.
20 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان
الجهاد باب فتحه لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منهم ونعمة ذخرها، والجهاد
لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله
ثوب الذلة وشمله البلاء وفارق الرجا وضرب على قلبه بالاسهاب وديث بالصغار و
القماءة وسيم الخسف ومنع النصف (1) وأزيل فيه الحق بتضييعه الجهاد، وغضب الله

(1) الاسهاب: ذهاب العقل. و " ديث بالصغار " أي ذلل بغير مديث أي مذلل. و
الصغار: الذل والضيم والقمادءة مصدر قمؤ الرجل: أي صار قمياء وهو الصغير الذليل. " وسيم
الخسف " من قوله تعالى: يسومونكم سوء العذاب. والخسف: الذل والمشقة والنصف
الانصاف.
30

بتركه نصرته، وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه: "
ان تنصروا الله ينصركم و
يثبت اقدامكم "
21 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد
الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا: " ذلك
بأنهم كرهوا ما انزل الله في علي " الا أنه كشط الاسم " فأحبط أعمالهم ". 22 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام: كرهوا ما أنزل الله في حق
علي عليه السلام.
23 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم رحمه الله: في قوله
عز وجل: أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم أي أولم
ينظروا في أخبار الأمم الماضية وقوله عز وجل: دمر الله عليهم أي أهلكهم وعذبهم
ثم قال: وللكافرين يعنى الذين كفروا وكرهوا ما أنزل الله في علي أمثالها
أي لهم مثل ما كان للأمم الماضية من العذاب والهلاك ثم ذكر المؤمنين الذين ثبتوا
على امامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: ذلك بان الله مولى الذين
آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم.
24 - أفمن كان على بينة من ربه يعنى أمير المؤمنين عليه السلام كمن زين له سوء
عمله يعنى الذين غصبوه واتبعوا أهوائهم.
25 - في مجمع البيان " كمن زين له سوء عمله " وقيل: هم المنافقون وهو
المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
26 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى، وتجرى نهر
في أصل تلك الشجرة ينفجر منها الأنهار الأربعة، نهر من ماء غير آسن، ونهر من
لبن لم يتغير طعمه، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من عسل مصفى، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
31

27 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد
بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: نقل عن النبي صلى الله عليه وآله حديثا طويلا
في بيان حال أهل الجنة وفيه يقول صلى الله عليه وآله: وليس من مؤمن في الجنة الا وله جنان
كثيرة، معروشات وغير معروشات، وأنهار من خمر وأنهار من ماء وأنهار من لبن و
أنهار من عسل.
28 - في مجمع البيان: مثل الجنة التي وعد المتقون وقرأ علي عليه السلام
أمثال الجنة على الجمع.
29 - في كتاب الخصال عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة
أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان، فالفرات الماء في الدنيا والآخرة،
والنيل العسل، وسيحان الخمر، وجيحان اللبن.
30 - في بصاير الدرجات الحسن بن أحمد بن سلمة عن الحسين بن علي بن نباح عن
ابن جبلة عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحوض، فقال: حوض
ما بين بصرى إلى صنعا تحب أن تراه؟ قلت له: نعم جعلت فداك، فأخذ بيدي وأخرجني
إلى ظهر المدينة ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجرى لا تدرك حافتاه الا الموضع
الذي أنا فيه قائم; وأنه شبيه بالجزيرة، فكنت أنا وهو وقوفا فنظرت إلى نهر جانباه
ماء أبيض من الثلج، ومن جانبيه لبن أبيض من الثلج، وفى وسطه خمر أحسن من
الياقوت، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء، فقلت: جعلت
فداك ومن أين يخرج هذا ومجراه؟ قال: هذه العيون التي ذكرها في الجنة عين من
ماء وعين من لبن وعين من خمر تجرى في هذا النهر، ورأيت حافتيه عليها شجرة فيهن
جوار معلقات برؤوسهن ما رأيت شيئا أحسن منهن، وبأيديهن آنية ما رأيت أحسن منها،
ليست من آنية الدنيا، فدنا من إحديهن فأومى بيده لنفسه فنظرت إليها وقد مالت لتغرف
من النهر فمال الشجر معها فاغترفت ثم ناولته ثم شربت ثم ناولها، فأومى إليها فمالت
فاغترفت ومالت الشجرة معها، ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان الين عنه
ولا ألذ منه وكانت رائحته رائحة المسك، فنظرت في الطاس فإذا فيه ثلاثة؟؟؟؟؟ من
32

الشراب، فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط ولا كنت أرى ان الامر هكذا،
فقال لي: هذا أقل ما أعده الله لشيعتنا ان المؤمن إذا توفى طارت روحه إلى هذا النهر،
فرعت في رياضه وشربت من شرابه أوان عدونا إذا توفى صارت روحه إلى برهوت فأخذت
في عذابه وأطعمت من زقومه وأسقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك النار.
31 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب لأوليائه وأعدائه مثلا فقال لأوليائه:
مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن إلى قوله تعالى: للشاربين
ومعنى الخمراي خمرة إذا تناولها ولى الله وجد رائحة المسك فيها وأنهار من عسل
مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ثم ضرب لأعدائهم مثلا فقال:
كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم قال: ليس من هو في
هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار، كما أن ليس عدو الله كوليه.
32 - في مجمع البيان روى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله " ويسقى من ماء
صديد " قال يقرب إليه فيكرهه فإذا أدنى منه شوى وجهه، ووقع فروة رأسه فإذا شرب
قطع أمعائه حتى يخرج من دبره يقول الله عز وجل: " وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم ".
33 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن خالد بن
جرير عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله أقسم
ربى الا يشرب عبد لي في الدنيا خمرا الا سقيته مثل ما شرب منها من الحميم يوم
القيامة معذبا أو مغفورا له، ولا يسقيها عبد لي صبيا صغيرا أو مملوكا الا سقيته مثل
ما سقاه من الحميم يوم القيامة معذبا بعد أو مغفورا له.
34 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا
عن ابن أبي عمير عن جعفر بن محمد البختري ودرست وهشام بن سالم جميعا عن
عجلان أبى صالح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله عز وجل: من شرب
مسكرا أو سقاه صبيا لا يعقل سقيته من ماء الحميم معذبا أو مغفورا.
35 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال
33

حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر
صلوات الله عليه قال: سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدعو أصحابه فمن أراد الله
به خيرا سمع وعرفوا ما يدعوه إليه. ومن أراد الله به شرا طبع على قلبه لا يسمع ولا
يعقل، وهو قول الله تبارك وتعالى: حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين
أوتوا العلم ماذا قال آنفا فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
ومن كان إذا سمع شيئا لم يكن يؤمن به ولم يعد فإذا خرج قال للمؤمنين ماذا قال
محمد آنفا فقال الله عز وجل: أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم.
36 - في مجمع البيان عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: انا كنا عند
رسول الله صلى الله عليه وآله فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا ومن يعيه فإذا خرجنا قالوا: ماذا
قال آنفا.
37 - في كتاب الخصال عن أبي الحسين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الساعة فقال عند ايمان بالنجوم
وتكذيب بالقدر.
38 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله
حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل أما اشراط الساعة
فنار تحشر الناس من المشرق إلى مغرب.
39 - في الكافي على عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله من اشراط الساعة ان يفشو الفالج و
موت الفجاءة.
40 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشاب
عن عبد الله بن جريح المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس قال:
حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع، فأخذ بحلقة باب الكعبة
ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة وكان أدنى الناس منه
يومئذ سلمان رحمه الله فقال: بلى يا رسول الله فقال: من أشراط القيامة إضاعة
34

الصلوات واتباع الشهوات، والميل مع الأهواء، وتعظيم أصحاب المال وبيع
الدين بالدنيا، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما
ترى من المنكر، فلا يستطيع أن يغيره، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟
قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ان عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة،
وعرفاء ظلمة وامناء خونة، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي
والذي نفسي بيده، يا سلمان ان عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا،
ويؤتمن الخائن ويخون الأمين، ويصدق الكاذب ويكذب الصادق، قال سلمان:
وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها
تكون امارة النساء ومشاورة الإماء وقعود الصبيان على المنابر، ويكون الكذب
ظرفا والزكاة مغرما والفئ مغنما، ويجفوا الرجل والديه ويبر صديقه ويطلع
الكوكب المذنب، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي
نفسي بيده يا سلمان; وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ويكون المطر قيظا
ويغيظ الكرام غيظا ويحتقر الرجل المعسر فعندها تقارب الأسواق إذ قال هذا
لم أبع شيئا وقال: هذا لم أربح شيئا، فلا ترى الا ذاما لله، قال سلمان: وان هذا
لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها يليهم أقوام
ان تكلموا قتلوهم، وان سكتوا استباحوهم ليستأثرون بفيئهم وليطأن حرمتهم; وليسفكن
دمائهم، ولتملأن قلوبهم غلا ورعبا فلا تراهم الا وجلين خائفين مرهوبين قال سلمان:
وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ان عندها يؤتى بشئ
من المشرق وشيئ من المغرب يلون أمتي فالويل لضعفاء أمتي منهم والويل لهم
من الله لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ولا يخافون عن مسيئ (1) جثتهم جثة
الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال:
أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، وتشبه الرجال بالنساء والنساء

(1) وفى نسخة البحار " ولا؟؟؟؟؟؟ عن مسئ ".
35

بالرجال، وتركبن الفروج السروج، فعليهن من أمتي لعنة الله، قال سلمان: و
ان هذا لكائن يا رسول الله؟ فقال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، ان عندها
تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنايس، وتحلى المصاحف وتطول المنارات
وتكثر الصفوفات والقلوب متباغضة، والسن مختلفة، قال سلمان: وان هذا
لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان; وعندها تحلى ذكور
أمتي بالذهب، ويلبس الحرير والديباج; ويتخذون جلود النمور صفاقا (1) قال
سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، و
عندها يظهر الزنا ويتعاملون بالغيبة والرشي ويوضع الدين وترفع الدنيا، قال
سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها
يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضروا الله شيئا، قال سلمان: وان هذا لكائن
يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تظهر القينات والمعازف
(2) ويليهم أشرار أمتي قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي
نفسي بيده يا سلمان، وعندها يحج أغنياء أمتي للنزهة ويحج أوساطها للتجارة
ويحج فقراؤهم للرياء والسمعة، فعندها يكون أقواما يتعلمون القرآن لغير
الله ويتخذونه مزامير، ويكون أقواما يتفقهون لغير الله، وتكثر أولاد الزنا و
يتغنون بالقرآن ويتهافتون بالدنيا، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟
قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، ذاك إذا انتهكت المحارم واكتسبت المآثم
وتسلط الأشرار على الأخيار ويفشوا الكذب وتظهر اللجاجة وتفشو الفاقة ويتباهون في
اللباس، ويمطرون في غير أوان المطر ويستحسنون الكوبة (3) والمعازف وينكرون

(1) النمور جمع النمرة ضرب من السباع أصغر من الأسد وبالفارسية " پلنگ "
والثوب الصفيق: ضد السخيف، أو المراد انهم يعملونها للدف والعود وسائر آلات اللهو يقال
صفق العود أي حرك أو تارة، والصفق: الضرب يسمع له صوت، قاله في البحار،
(2) القينة: الأمة المغنية. والمعازف: الملاهي كالعود والطنبور.
(3) الكوبة; النرد والشطرنج والطبل الصغير والبربط.
36

الامر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من
في الأمة ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم فأولئك يدعون في ملكوت السماوات
الأرجاس الأنجاس، قال سلمان وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي
نفسي بيده يا سلمان; فعندها لا يخشى الغنى على الفقير حتى أن السائل يسئل فيما
بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في كفة شيئا، قال سلمان: وان هذا لكائن
يا رسول الله فقال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها يتكلم الروبيضة; فقال
سلمان: وما الروبيضة يا رسول الله فداك أبي وأمي؟ قال صلى الله عليه وآله: يتكلم في أمر
العامة من لم يكن يتكلم فلم يلبثوا الا قليلا حتى تخور الأرض خورة فلا نظن كل
قوم الا انها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله، ثم ينكتون في مكثهم فتلقى لهم
الأرض أفلاذ كبدها (1) قال ذهب وفضة - ثم أومى بيده إلى الأساطين - فقال:
مثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة، فهذا معنى قوله: " فقد جاء اشراطها 2
41 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وآله من
اشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويفشو الزنا وتقل
الرجال وتكثر النساء حتى أن الخمسين امرأة فيهن واحد من الرجال.
42 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن
يحيى عن حسين بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الاستغفار وقول
لا إله إلا الله خير العبادة، قال الله العزيز الجبار: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر
لذنبك (2).
43 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي -
حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما من شئ أعظم ثوابا من شهادة ان لا إله إلا الله،
ان الله عز وجل لا يعدله شئ ولا يشركه في الأمور.

(1) أي تخرج كنوزها المدفونة.
(2) الخطاب في هذه الآية للنبي (ص) والمراد جميع الأمة وانما خوطب بذلك
لنستن أمته بسنته.
37

44 - عنه عن الفضيل بن عبد الوهاب عن إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن الوليد
الوصافي رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال لا إله إلا الله غرست له شجرة في الجنة
من ياقوتة حمراء منبتها في مسك أبيض أحلى من العسل، وأشد بياضا من الثلج، و
أطيب ريحا من المسك، فيها أمثال ثدي الابكار تفلق (1) عن سبعين حلة، وقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: خير العبادة قول لا إله إلا الله. وقال: خير العبادة الاستغفار،
وذلك قول الله عز وجل في كتابه: " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ".
45 - في مجمع البيان وقد صح الحديث بالاسناد عن حذيفة بن اليمان قال:
كنت رجلا ذرب اللسان على أهلي فقلت: يا رسول الله انى لا خشي ان يدخلني
لساني النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فأين أنت من الاستغفار، انى لأستغفر الله في اليوم
مأة مرة.
46 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل
الجنة أورده مسلم في الصحيح.
47 - في محاسن البرقي وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير العبادة الاستغفار،
وذلك قول الله في كتابه: " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ".
48 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه
سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ فان قال: فلم وجب عليهم الاقرار
والمعرفة بان الله واحد أحد؟ قيل: لعلل منها انه لو لم يجب عليهم الاقرار والمعرفة لجاز
[لهم] ان يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من
غيره، لان كل انسان منهم كان لا يدرى لعله انما يعبد غير الذي خلقه، ويطيع غير الذي امره،
فلا يكونون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهى ناه
إذا لم يعرف الآمر بعينه، ولا الناهي من غيره، ومنها ان لو جاز أن يكون اثنين
لم يكن أحد الشريكين أولى بأن يعبد ويطاع من الاخر، وفى إجازة ان يطاع
ذلك الشريك إجازة ان لا يطاع الله وفى إجازة ان لا يطاع الله عز وجل كفر بالله

(1) وفى المصدر " تعلو " مكان " تفلق " ويحتمل التصحيف.
38

وبجميع كتبه ورسله، واثبات كل باطل وترك كل حق، وتحليل كل حرام و
تحريم كل حلال، والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة، وإباحة كل
فساد وابطال كل حق، ومنها انه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس
ان يدعى انه ذلك الاخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه، ويصرف العباد
إلى نفسه، فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشد النفاق.
49 - وباسناده إلى إسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام
نيشابور وأراد ان يخرج منها إلى المأمون أجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا:
يا بن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك وكان قعد في العمارية
فاطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد
يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول. سمعت أبي
الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله يقول: لا إله إلا الله
حصني فمن دخل حصني امن من عذابي، فلما مرت الراحلة نادى: بشروطها و
انا بشروطها.
50 - وباسناده إلى علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر
عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن حسين بن علي بن أبي
طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح
عن القلم قال: يقول الله عز وجل: ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني
أمن من عذابي.
51 - وفى باب ما جاء عن الرضا من أخبار هذه المجموعة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله التوحيد نصف الدين.
52 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: أربع خصال من كن فيه كان في نور الله الأعظم، من كانت عصمة أمره
شهادة ان لا إله إلا الله وأنى رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع
الحاجة.
39

53 - في عيون الأخبار وفى باب آخر فيما جاء عن الرضا من الاخبار المجموعة
باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان لله عز وجل عمودا من ياقوت احمر رأسه
تحت العرش وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله
اهتز العرش وتحرك العمود وتحرك الحوت. فيقول الله تعالى: أسكن يا عرشي،
فيقول: أي أسكن وأنت لم تغفر لقائلها؟ فيقول الله تعالى: اشهدوا سكان سماواتي
انى قد غفرت لقائلها.
54 - في كتاب الخصال قال علي عليه السلام لبعض اليهود وقد سئله عن مسائل:
أما اقفال السماوات فالشرك بالله، ومفاتيحها قول لا إله إلا الله.
55 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن حمران عن أبي عبد الله قال: من
قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة، واخلاصه ان يحجزه لا إله إلا الله عما حرم الله عز وجل.
وباسناده إلى زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله مثله.
56 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن شبرمة عن جعفر بن محمد
عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لأبي حنيفة: اخبرني عن كلمة أولها شرك
وآخرها ايمان؟ قال: لا أدري قال: هي لا إله إلا الله أولها كفر وآخرها ايمان.
57 - في مجمع البيان روى عن النبي صلى الله عليه وآله فهل عسيتم ان وليتم
58 - وعن علي عليه السلام: " فهل عسيتم ان توليتم " قال أبو حاتم: معناه ان تولاكم الناس.
59 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله
بن محمد بن خالد عن الحسن بن علي الخزاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمان
بن أبي عبد الله عن أبي العباس المكي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن عمر
لقى عليا عليه السلام فقال: أنت الذي تقرء بهذه الآية: " بأيكم المفتون " تعرض بي و
بصاحبي؟ قال: أفلا أخبرك بآية نزلت في بنى أمية " فهل عسيتم " إلى قوله " وتقطعوا
أرحامكم " فقال عمر بنو أمية أوصل للرحم منك ولكنك أثبت العداوة لبنى أمية و
بنى عدى وبنى تميم.
في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء
40

عن ابان عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله عن أبي العباس المكي مثله الا ان فيه فقال:
كذبت، بنوا أمية الخ.
60 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن
عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابنا عن محمد بن مسلم، وأبى حمزة عن أبي
عبد الله عليه السلام عن أبيه عليهما السلام قال: قال لي علي بن الحسين: يا بنى إياك ومصاحبة
القاطع لرحمه، فانى وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلاث مواضع قال الله
عز وجل: فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم
أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
61 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: في كتاب علي عليه السلام: ثلاث
خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة،
يبارز الله بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
62 - عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة لا يدخلون
الجنة مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم.
63 - في كتاب ثواب الأعمال عن السكوني عن الصادق جعفر بن محمد
عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ظهر العلم واحترز العمل و
ائتلفت الألسن واختلفت القلوب وتقاطعت الأرحام هنالك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم.
64 - في مجمع البيان: أفلا يتدبرون القرآن قيل أفلا يتدبرون القرآن
فيقضون ما عليهم من الحق عن أبي عبد الله عليه السلام وأبى الحسن عليه السلام.
65 - في محاسن البرقي عنه عن عبد الله بن يحيى عن هشام بن سالم عن
سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا سليمان ان لك قلبا ومسامع وان الله
إذا أراد أن يهدى عبدا فتح مسامع قلبه، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا
يصلح ابدا، وهو قول الله عز وجل: أم على قلوب أغفالها.
66 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الكندي
41

قال: حدثنا عبد الله بن عبد الفارس عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ان
الذين ارتدوا على ادبارهم عن الايمان بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام الشيطان سول لهم " يعنى الثاني " واملى لهم ".
67 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة
وعلي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول
الله تعالى: " ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى فلان وفلان
وفلان ارتدوا على الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام " قلت: قوله تعالى:
ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله قال: نزلت والله فيهما وفى أتباعهما
وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله: " ذلك بأنهم قالوا
للذين كرهوا ما نزل الله في علي عليه السلام سنطيعكم في بعض الامر " قال: دعوا بنى أمية
إلى ميثاقهم ان لا يصيروا الامر فينا بعد النبي صلى الله عليه وآله، ولا يعطونا من الخمس شيئا،
وقالوا: ان أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شئ ولم يبالوا أن يكون الامر فيهم،
فقالوا: سنطيعكم في بعض الامر الذي دعوتمونا إليه وهو الخمس أن لا نعطيهم منه
شيئا، وقوله: " كرهوا ما نزل الله " والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية
أمير المؤمنين وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم، فأنزل الله: " أم أبرموا أمرا فانا
مبرمون * أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجويهم " الآية.
68 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعني قوله
وأملى لهم قوله: " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله " هو ما افترض الله على
خلقه من ولاية أمير المؤمنين سنطيعكم في بعض الامر قال: دعوا بنى أمية إلى
ميثاقهم الا يصيروا لنا الامر بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا يعطونا من الخمس شيئا. وقالوا: ان أعطينا هم
الخمس استغنوا به فقالوا: سنطيعكم في بعض الامراى لا تعطوهم من الخمس شيئا،
فأنزل الله على نبيه: " أم أبرموا أمرا فانا مبرمون "
69 - في مجمع البيان " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله " والمروى
عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام انهم بنوا أمية كرهوا ما نزل الله في ولاية
42

أمير المؤمنين عليه السلام 70 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الباقر (ع) ذلك بأنهم اتبعوا
ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم قال: كرهوا عليا وكان أمر
الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية ويوم عرفة، نزلت
فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسجد الحرام و
بالجحفة ونجم.
71 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل
بن مهران عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من طلب مرضات الناس بما أسخط الله تعالى كان
حامده من الناس ذاما، ومن اثر طاعة الله تعالى بما يغضب الناس كفاء الله تعالى
عداوة كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغى كل باغ، وكان الله له ناصرا وظهرا.
72 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أرضى سلطانا بسخط الله خرج من
دين الاسلام.
73 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من طلب مرضات الناس بما يسخط
الله تعالى كان حامده من الناس ذاما.
74 - في كتاب التوحيد عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وقد سأله بعض
الزنادقة عن الله تعالى وفيه: قال السائل فله رضا وسخط؟ قال أبو عبد الله
عليه السلام: نعم، وليس ذلك على ما يوجد في المخلوقين، وذلك أن الرضا
والسخط دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال، وذلك صفة المخلوقين
العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى العزيز الرحيم لا حاجة به إلى شئ
مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه وانما خلق الأشياء من غير حاجة ولا سبب
اختراعا وابتداعا.
75 - وباسناده إلى هشام بن الحكم ان رجلا سأل أبا عبد الله عليه السلام
43

عن الله تبارك الله وتعالى له رضا وسخط؟ قال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين
، وذلك أن الرضا والغضب دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال معتمل (1)
مركب للأشياء فيه مدخل وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه واحد إحدى الذات واحدى المعنى
فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شئ يتداخله فيهيجه، وينقله من حال إلى حال،
فان ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى القوى العزيز
لا حاجة به إلى شئ مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه انما خلق الأشياء
من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا.
76 - وباسناده إلى محمد بن عمارة قال: سئلت الصادق جعفر بن محمد عليهما
السلام فقلت له: يا بن رسول الله أخبرني عن الله عز وجل هل له رضا وسخط؟
فقال: نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين. ولكن غضب الله عقابه،
ورضاه ثوابه.
77 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إن الله
تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة، رضاه في طاعته، فلا يستصغرن شيئا من طاعته
فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا يستصغرن شيئا
من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
78 - في تفسير علي بن إبراهيم " ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله " يعنى
موالاة فلان وفلان وظالمي أمير المؤمنين " فأحبط أعمالهم " يعنى التي عملوها من الخيرات.
79 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال
لي: يا أبا عبيدة خالقوا الناس بأخلاقهم وزايلوهم بأعمالهم انا لا نعد الرجل فينا
عاقلا حتى يعرف لحن القول ثم قرأ هذه الآية: ولتعرفنهم في لحن القول
80 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى علي عليه السلام أنه قال:
قلت أربع انزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه، قلت المرء مخبو تحت لسانه فإذا

(1) أي يعمل بصفاته وآلاته
44

تكلم ظهر، فأنزل الله: " ولتعرفنهم في لحن القول "
81 - في مجمع البيان وعن أبي سعيد الخدري قال: لحن القول بغضهم علي بن أبي
طالب عليهم السلام، قال: كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ببغضهم علي بن أبي
طالب، وروى مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وعن عبادة بن الصامت
قال: كنا نبور (1) أولادنا بحب علي بن أبي طالب، فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه
لغير رشدة (2) قال أنس: ما خفى منافق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بعد هذه الآية.
82 - وفيه قرأ أبى بكر ليبلونكم وما بعده بالياء وهو المروى عن أبي
جعفر الباقر عليه السلام.
83 - في تفسير علي بن إبراهيم: ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله
قال: عن أمير المؤمنين عليه السلام وشاقوا الرسول أي قطعوه في أهل بيته بعد أخذه
الميثاق عليهم له.
84 - في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار
المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اختاروا الجنة على النار ولا تبطلوا
أعمالكم تقذفوا في النار منكبين خالدين فيها ابدا.
85 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله.
من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الحمد لله غرس الله
له بها شجرة في الجنة ومن قال: لا إله إلا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن
قال: الله أكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة، فقال رجل من قريش: يا
رسول الله ان شجرنا في الجنة لكثير؟ قال: نعم، ولكن إياكم ان ترسلوا عليها
نيرانا فتحرقونها، وذلك أن الله عز وجل يقول: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم.
86 - في تفسير علي بن إبراهيم " وان جنحوا للسلم كافة فاجنح لها " قال:

(1) باره: جربه واختبره.
(2) الرشدة - بالفتح والكسر -: ضد الزنية يقال: ولد لرشدة.
45

هي منسوخة بقوله: فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم
87 - في جوامع الجامع: ولن يتركم أعمالكم هو من وترت الرجل إذا
قتلت له قتيلا أو حربته وحقيقته أفردته في حميمه أو ماله من الوتر وهو الفرد ومنه
قول النبي صلى الله عليه وآله: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله أي أفرد عنهما
قتلا ونهبا.
88 - في تفسير علي بن إبراهيم: ويخرج أضغانكم قال: العداوة التي
في صدوركم وان تتولوا يعنى عن ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه يستبدل قوما
غيركم قال: يدخلهم في هذا الامر ثم لا يكونوا أمثالكم في معاداتكم و
خلافكم وظلمكم لآل محمد صلى الله عليه وآله حدثني محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن جعفر
عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن يعقوب بن قيس قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: يا بن قيس " وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "
عنى أبناء الموالى المعتقين.
89 - في مجمع البيان روى أبو هريرة ان أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
قالوا: يا رسول لله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه؟ وكان سلمان إلى جنب
رسول الله صلى الله عليه وآله فضرب عليه السلام يده على فخذ سلمان فقال: هذا وقومه، والذي نفسي
بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس.
90 - وروى أبو بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: " ان تتولوا يا معشر العرب
يستبدل قوما غيركم " يعنى الموالى.
91 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قد والله ابدل خيرا منهم الموالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حصنوا
أموالكم ونسائكم وما ملكت ايمانكم من التلف بقراءة " انا فتحنا لك " فإنه إذا كان
ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلايق: انه من عبادي
46

المخلصين، الحقوه بالصالحين من عبادي، وادخلوه جنات النعيم، واسقوه من
الرحيق المختوم بمزاج الكافور.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها فكأنما
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
3 - وفي رواية فكأنه كان مع من بايع محمد تحت الشجرة. عمر بن
الخطاب قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال: نزلت على البارحة سورة هي أحب
إلى من الدنيا وما فيها " انا فتحنا لك " إلى قوله " وما تأخر " أورده البخاري
في الصحيح.
4 - قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من غزاة الحديبية وقد حيل بيننا وبين
نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة أنزل الله عز وجل: " انا فتحنا لك فتحا مبينا "
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد نزلت على آية هي أحب إلى من الدنيا وما فيها
5 - عبد الله بن مسعود قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله من الحديبية فجعلت ناقته
تثقل، فتقدمنا فأنزل الله عليه: " انا فتحنا لك فتحا مبينا " فأدركنا رسول الله
صلى الله عليه وآله وبه من السرور ما شاء الله، فأخبر انها نزلت عليه.
6 - في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما
ترك رسول الله صلى الله عليه وآله " انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم " حتى نزلت سورة
الفتح، فلم يعد إلى ذلك الكلام.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: وكان اساف ونايله رجلا وامرأة
عجوز شمطاء (1) تخمش وجهها تدعو بالويل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله تلك نايلة يبست
(2) ان تعيد ببلاد كم هذه
في مجمع البيان اختلف في هذا الفتح على وجوه أحدها ان المراد به فتح
مكة وعده الله ذلك عام الحديبية عند انكفائه منها عن انس وقتادة وجماعة من
المفسرين.

(1) الشمطاء: التي خالط بياض رأسها سواد.
(2) كذا
47

8 - قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستقف انشاء الله عند قوله تعالى: " ليغفر
لك الله " الآية على حديث عن الرضا عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: فلما فتح الله تعالى على نبيه
مكة قال له: يا محمد انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.
رجعنا إلى كلام مجمع البيان إلى قوله: وثالثها ان المراد بالفتح هنا
فتح خيبر عن مجاهد والعوفي وروى عن مجمع بن حارثة الأنصاري كان أحد القراء
قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وآله: فلما انصرفنا عنها إذ الناس يهزون
الأباعر
(1) فقال بعض الناس لبعض: ما بال الناس؟ قالوا: أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فخرجنا نوجف فوجدنا النبي صلى الله عليه وآله واقفا على راحلته عند كراع الغميم (2)
فلما اجتمع الناس إليه قرء انا فتحنا لك فتحا السورة فقال عمر: افتح هو يا رسول
الله؟ قال نعم والذي نفسي بيده، انه لفتح فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم
يدخل فيها أحد الا من شهدها.
9 - في جوامع الجامع وقيل: هو فتح الحديبية، فروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله
لما رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه: ما هذا الفتح لقد صددنا عن البيت
وصد هدينا، فقال عليه السلام: بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قد رضى المشركون
أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسألوكم القضية ورغبوا إليكم في الأمان و
قد رأوا منكم ما كرهوا.
وعن الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين
اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الاسلام في قلوبهم وأسلم في ثلاث سنين
خلق كثير، كثر بهم سواد الاسلام، والحديبية بئر نفد ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة
فأتاها النبي صلى الله عليه وآله فجلس على شفيرها (3) ثم دعا باناء من ماء فتوضى ثم

(1) هزه: حركه. والأباعر جمع بعير.
(2) كراع الغميم: واد بينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا، وبينه وبين مكة
نحو ثلاثين ميلا.
(3) الشفير: ناحية كل شئ
48

تمضمض ومجه (1) فيها ففارت بالماء حتى أصدرت جميع من معه وركابهم.
وعن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم تحت الشجرة؟ قال
كنا ألفا وخمسمأة وذكر عطشا أصابهم قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله بماء في تور
(2) فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال فشربنا
ووسعنا وكفانا ولو كنا مأة ألف كفانا.
10 - في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن
بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: إن علي بن الحسين
عليه السلام لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ: " إذا وقعت الواقعة " " وانا
فتحنا لك فتحا " وقال: " الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة
حيث نشاء فنعم أجر العاملين " ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.
11 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن محمد
الباقر عليه السلام قال: كنت عند علي بن الحسين عليهما السلام إذ أتاه رجل من بنى
أمية من شيعتنا، فقال له: يا بن رسول الله ما قدرت أن أمشى إليك من وجع
رجلي، قال: أين أنت من عوذة الحسين بن علي عليه السلام؟ قال: يا بن رسول الله
وما ذاك؟ قال آية " انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيزا
* هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود
السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما * ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات
تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئآتهم وكان ذلك عند الله
فوزا عظيما * ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين
بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم جهنم وساءت

(1) مج الماء من فيه: رمى به.
(2) التور: اناء صغير.
49

مصيرا * ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما " قال: ففعلت ما أمرني
به، فما حسست بعد ذلك بشئ منها بعون الله تعالى.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم ان الله
عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم أن يدخل المسجد الحرام
ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل
ذا الحليفة احرموا بالعمرة وساقوا البدن، وساق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ستة وستين بدنة وأشعرها عند احرامه وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق
من ساق منهم الهدى معرات (1) مجللات، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن وليد
في مأتى فارس كمينا يستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فكان يعارضه على الجبال، فلما كان في
بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فاذن بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس فقال
خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون صلاتهم
ولكن تجئ الآن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم، فإذا دخلوا في الصلاة
أغرنا عليهم فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بصلاة الخوف في قوله عز وجل:
" وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة " الآية وهذه الآية في سورة النساء وقد كتبنا خبر
صلاة الخوف فيها، فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية وهي على
طرف الحرم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستنفر الاعراب في طريقه، فلم يتبعه أحد و
يقولون: أيطمع محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه أن يدخل الحرم أوقد غزتهم قريش في عقر
ديارهم (2) فقتلوهم، أنه لا يرجع محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه إلى المدينة أبدا، فلما
نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزى لا يدعون
رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل مكة وفيهم عين تطرف فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله انى لم آت لحرب
وانما جئت لا قضى مناسكي وانحر بدني وأخلى بينكم وبين لحمانها (3)، فبعثوا عروة بن

(1) أي كانت بعضها عرات وبعضها مجللات.
(2) عقر الدار: أصلها ووسطها.
(3) اللحمان جمع اللحم.
50

مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه: " وقالوا لولا أنزل هذا القرآن
على رجل من القريتين عظيم " فلما اقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عظم ذلك وقال: يا محمد
تركت قومك وقد ضربوا الأبنية وأخرجوا العوذ المطافيل (1) يحلفون باللات و
العزى لا يدعوك تدخل مكة، فان مكة حرمهم وفيهم عين تطرف أفتريد أن تبيد أهلك (2)
وقومك يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما جئت لحرب وانما جئت لا قضى مناسكي
وانحر بدني وأخلى بينهم وبين لحمانها فقال عروة: والله ما رأيت كاليوم أحدا صد
كما صددت، فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش: والله لئن دخل محمد صلى الله عليه وآله
مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترين علينا العرب، فبعثوا حفص بن الأحنف و
سهيل بن عمرو، فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله: قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب (3)
الا خلوا بيني وبين العرب، فان أك صادقا فإنما آخذ الملك لهم مع النبوة، وان أك
كاذبا كفتهم ذؤبان العرب (4) لا يسألني اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط
الا أجببتم إليه، فلما وافوا رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: يا محمد لم لا ترجع عنا عامك هذا
إلى أن تنتظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب [على أن ترجع من عامك] فان العرب
قد تسامعت بمسيرك فإذا دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترت علينا ونخلي
لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضى نسكك وتنصرف عنا،
فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ذلك وقالوا له: ترد إلينا من جاء كم من رجالنا، ونرد
إليك كل من جاءنا من رجالك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من جاء كم من رجالنا فلا
حاجة لنا فيه، ولكن على أن المسلمين بمكة لا يؤذون في اظهارهم الاسلام، ولا

(1) قال الجزري: يريد النساء والصبيان. والعوذ في الأصل جمع عائذ وهي
الناقة إذا وضعت وبعد ما تضع أياما حتى يقوى ولدها، والمطافيل: الإبل مع أولادها،
يريد انهم جاؤوا بأجمعهم كبارهم وصغارهم.
(2) أي تهلكهم.
(3) أي أضرت بهم وأثرت فيهم.
(4) الذؤبان: الصعاليك واللصوص.
51

يكرهون ولا ينكر عليهم شئ يفعلونه من شرايع الاسلام، فتقبلوا ذلك، فلما أجابهم
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الصلح أنكر عامة أصحابه وأشد ما كان انكارا عمر فقال: يا رسول الله
ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ فقال: نعم، قال: فنعطي الذلة في ديننا؟ فقال:
ان الله عز وجل قد وعدني ولن يخلفني، فقال: لو أن معي أربعين رجلا لخالفته، ورجع
سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح، فقال عمر: يا رسول الله ألم
تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق من المحلقين؟ فقال: أمن عامنا هذا وعدتك؟
وقلت لك ان الله عز وجل وعدني ان أفتح مكة وأطوف وأسعى وأحلق مع المحلقين، فلما
أكثروا عليه قال: إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم، فمروا نحو قريش وهم مستعدون
للحرب، وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هزيمة قبيحة ومروا
برسول الله صلى الله عليه وآله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا علي خذ السيف وأستقبل قريشا،
فأخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه سيفه وحمل على قريش، فلما نظروا إلى
أمير المؤمنين صلوات الله عليه تراجعوا ثم قالوا: يا علي بدا لمحمد فيما أعطانا
فقال عليه السلام: لا وتراجع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: ألستم أصحابي يوم بدر إذا انزل الله عز وجل
فيكم: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين "
ألستم أصحابي يوم أحد " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم
في آخريكم " ألستم أصحابي يوم كذا؟ ألستم أصحابي يوم كذا؟ فاعتذروا إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وندموا على ما كان منهم، وقالوا: الله اعلم ورسوله فاصنع ما بدا لك
ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا: يا محمد قد
أجابت قريش إلى ما اشترطت، من اظهار الاسلام وان لا يكره أحد على دينه فدعا
رسول الله صلى الله عليه وآله بالمكتب ودعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له أكتب فكتب بسم
الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن اكتب كما كان
يكتب آباؤك: باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اكتب باسمك اللهم، فإنه اسم من
أسماء الله، ثم كتب: هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله والملاء من قريش فقال
52

سهيل بن عمرو: لو نعلم أنك رسول الله صلى الله عليه وآله ما حار بناك; اكتب: هذا ما تقاضى
عليه محمد بن عبد الله أتأنف من نسبك يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: أنا رسول الله وان لم تقروا، ثم قال: أمح يا علي واكتب محمد بن عبد الله
فقال أمير المؤمنين: ما أمحو اسمك من النبوة أبدا، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده ثم
كتب: هذا ما اصطلح به محمد بن عبد الله والملاء من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا
على وضع الحرب بينهم عشر سنين على أن يكف بعضنا عن بعض، وعلى أنه لا اسلال ولا
أغلال (1) وان بيننا وبينهم عيبة مكفوفة (2) وان من أحب أن يدخل في عهد محمد و
عقده فعل، ومن أحب ان يدخل في عهد قريش وعقدها فعل، وأنه من أتى محمدا بغير
اذن وليه يرد إليه وانه من اتى قريشا من أصحاب محمد لم ترده إليه، وأن يكون الاسلام
ظاهرا ولم يكره أحدا على دينه ولا يؤذى ولا يعير، وأن محمدا يرجع عنهم عامة هذا
وأصحابه; ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام لا يدخل عليها
بسلاح الا سلاح المسافر السيوف في القرب (3) وكتبه علي بن أبي طالب وشهد على الكتاب
المهاجرون والأنصار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي انك أبيت ان تمحو اسمى من
النبوة; فوالذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد (4)
فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن

(1) الاسلال: السرقة الخفية، يقال: سل البعيرا وغيره في جوف الليل: إذا
انتزعه من بين الإبل. والأغلال: الخيانة.
(2) قال الجزري: أي بينهم صدر نقى من الغل والخداع مطوى على الوفاء
بالصلح، والمكفوفة: المشرجة المشدودة. وقيل: أراد ان بينهم موادعة ومكافة عن الحرب
تجريان مجرى المودة التي تكون بين المتصافين الذين يثق بعضهم إلى بعض
(3) قرب - بضمتين - جمع قراب - بالكسر -: الغمد وقيل: هو وعاء يكون فيه
السيف بغمده وحمالته.
(4) مض الرجل من الشئ مضيضا: ألم من وجع المصيبة. والمضطهد: المقهور
والمؤذى.
53

أبى طالب عليه السلام ومعاوية بن أبي سفيان فقال عمرو بن العاص: لو علمنا انك أمير المؤمنين
ما حار بناك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان،
فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: صدق الله وصدق رسوله اخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك
ثم كتب الكتاب قال: فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت: نحن في عهد محمد رسول الله
وعقده وقامت بنو بكر فقالت: نحن في عهد قريش وعقدها، وكتبوا نسختين نسخة عند رسول
الله صلى الله عليه وآله، ونسخة عند سهيل بن عمرو، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش
فأخبراهم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: انحروا بدنكم واحلقوا رؤسكم فامتنعوا وقالوا:
كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة؟ فاغتم لذلك
رسول الله صلى الله عليه وآله، وشكا ذلك إلى أم سلمة، فقالت: يا رسول الله أنحر أنت وأحلق
فنحر رسول الله صلى الله عليه وآله فحلق، فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب، فقال رسول
الله تعظيما للبدن: رحم الله المحلقين وقال قوم: أنسوق البدن يا رسول الله والمقصرين
لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ثانيا: رحم
الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدى، فقالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ فقال: رحم
الله المقصرين، ثم رحل رسول الله صلى الله عليه وآله نحو المدينة، فرجع إلى التنعيم (1)
ونزلت تحت الشجرة، فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح، واعتذروا و
اظهروا الندامة على ما كان منهم، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله ان يستغفر لهم، فنزلت
آية الرضوان " بسم الله الرحمن الرحيم * انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله
ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".
13 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن محمد
بن الحسين عن علي بن نعمان عن علي بن أيوب عن عمر بن يزيد بياع
السابري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله في كتابه: ليغفر لك الله
ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: ما كان له ذنب ولا هم بذنب، ولكن الله
حمله ذنوب شيعته ثم غفر لها، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما و

(1) التنعيم: موضع قريب مكة.
54

ينصرك الله نصرا عزيزا
14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر
عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم
قال لعلي عليه السلام فان آدم عليه السلام تاب الله عليه من خطيئة؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان
كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب اتى، قال الله عز وجل
" ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ان محمدا غير مواف يوم القيمة بوزر ولا مطلوب
فيها بذنب، وقال عليه السلام: ولقد كان صلى الله عليه وآله يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله
أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: بلى أفلا أكون عبدا شكورا؟
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - في مجمع البيان روى المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام قال: سأله
رجل عن هذه الآية، فقال: والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن ان يغفر ذنوب شيعة
علي عليه السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر.
16 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب واتت فاطمة بنت علي بن أبي طالب
عليه السلام إلى جابر بن عبد الله فقالت له: يا صاحب رسول الله ان لنا عليكم حقوقا، عليكم ان
إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا ان تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا (1) على نفسه وهذا
علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم انفه ونقبت جبهته (2) وركبتاه وراحتاه
أذاب نفسه في العبادة، فاتى جابر إليه فاستأذن فلما دخل عليه وجده في محرابه قد
أنصبته العبادة (3) فنهض على فسئله عن حاله سؤالا خفيا، ثم أجلسه بجنبه، ثم اقبل
جابر يقول: يا بن رسول الله اما علمت أن الله انما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم؟ وخلق
النار لمن أبغضكم وعاداكم؟ فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين:

(1) البقيا: الاثم من أبقيت عليه ابقاءا: إذا رحمته وأشفقت عليه.
(2) الانخرام: انشقاق وترة الانف وفى الكلام كناية عن شدة المشقة. ونقبت جبهته:
أي انخرقت.
(3) أي أتعبه وأعيته.
55

يا صاحب رسول الله اما علمت أن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد وتعبد هو بأبي وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم؟ و
قيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون
عبدا شكورا؟.
17 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله أقول: وأما لفظ " ما
تقدم من ذنبك وما تأخر " فالذي نقلناه من طريق أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم
ان المراد منه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند أهل مكة وقريش،
يعنى ما تقدم قبل الهجرة وبعدها; فإنك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا
أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال، غفر واما كان يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو
متأخرا، وما كان يظهر من عداوته في مقابلة عداوتهم له، فلما رأوه قد تحكم وتمكن
وما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب.
18 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون
في عصمة الأنبياء عليهم السلام باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس
المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان
الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل إلى أن قال:
فأخبرني عن قول الله تعالى: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قال الرضا
عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله لأنهم كانوا
يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص
كبر ذلك عليهم وعظم " وقالوا أجعل الآلهة الها واحدا ان هذا لشيئ عجاب * و
انطلق الملاء منهم ان امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشيئ يراد * ما
سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق " فلما فتح الله تعالى على نبيه
صلى الله عليه وآله مكة، قال له: يا محمد " انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
وما تأخر " عند مشركي أهل مكة بدعاءك توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لان مشركي
مكة أسلم بعضهم أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على انكار التوحيد إذا
56

دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم، فقال المأمون: لله درك
يا أبا الحسن.
19 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذا
شرايع الدين إلى أن قال عليه السلام: والأنبياء وأوصياؤهم لا ذنوب لهم، لأنهم معصومون
مطهرون.
20 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمر
أربعين سنة إلى أن قال: صلى الله عليه وآله: ومن عمر ثلاثين سنة غفر الله له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر.
21 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر.
22 - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما من عمر يعمر إلى أن قال صلى الله عليه وآله:
فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه، ويشفع
في أهل بيته.
23 - عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه
حروب علي عليه السلام وكانت السيرة فيهم لأمير المؤمنين عليه السلام ما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله
في أهل مكة يوم فتح مكة، وانه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه والقى سلاحه
أو دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام فيهم يوم البصرة:
لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح (1) ولا تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه والقى
سلاحه فهو آمن.
24 - عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام وقد سأله
رأس اليهود كم يمتحن الله الأوصياء في حياة الأنبياء وبعد وفاتهم، وذكر حديثا
طويلا وفيه يقول عليه السلام واما السادسة يا أخا اليهود فتحكيمهم الحكمين ومحاربة ابن
آكلة الأكباد، وهو طليق بن طليق معاند لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين منذ

(1) أجهز على الجريح: شد عليه وأسرع وأتم قتله.
57

بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله إلى أن فتح الله عليه مكة عنوة فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه
في ذلك اليوم وفى ثلاثة مواطن بعد، وأبوه بالأمس أول من سلم على بإمرة المؤمنين،
وجعل يحثني على النهوض في اخذ حقي من الماضين قبلي، يجدد لي بيعته كلما اتاني.
25 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن
عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لأي علة يكبر المصلى بعد التسليم ثلاثا يرفع
بها يديه؟ فقال: لان النبي صلى الله عليه وآله لما فتح مكة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر
الأسود، فلما سلم رفع يده وكبر ثلاثا وقال: لا إله إلا الله وحده وحده وحده
أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد
يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، ثم أقبل على أصحابه فقال: لا تدعوا هذا
التكبير وهذا القول في دبر كل صلاة مكتوبة، فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال
هذا القول: كان قد أدى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية
الاسلام وجنده.
26 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل:
هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين قال: هو الايمان.
27 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن
العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: السكينة الايمان.
28 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص البختري وهشام
بن سالم وغير هما عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " هو الذي انزل السكينة
في قلوب المؤمنين " قال: هو الايمان.
29 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت أبا -
عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين " قال: الايمان
قال عز من قائل: ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم
58

30 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن
القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت
له: أيها العالم أخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما لا يقبل الله شيئا الا به،
قلت: وما هو؟ قال: الايمان بالله الذي لا اله إلا هو أعلى الأعمال درجة، و
أشرفها منزلة وأسناها حظا قال: قلت: الا تخبرني عن الايمان أقول هو وعمل
أم قول بلا عمل؟ فقال: الايمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل، بفرض من
الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه (1) قال
قلت: صفه لي جعلت فداك حتى افهمه قال: الايمان حالات درجات وطبقات و
منازل، فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص المبين نقصانه، ومنه الراجح
الزايد رجحانه، قلت: ان الايمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: نعم، قلت: كيف
ذلك؟ قال: لان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه
عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت من الايمان بغير ما
وكلت به أختها، فمن لقى الله عز وجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من
جوارحه ما فرض الله عز وجل عليها لقى الله عز وجل مستكملا لايمانه وهو من أهل
الجنة، ومن خان في شئ منها أو تعدى ما أمر الله عز وجل فيها لقى الله عز وجل
ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن أين جاءت زيادته؟
فقال: قول الله عز وجل: " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه
ايمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واما الذين في قلوبهم
مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم " وقال: " نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم
فتية آمنوا بربهم وزدنا هم هدى " ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن
لاحد منهم فضل على الاخر ولاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل

(1) قوله (ع) " واضح نوره " صفة للفرض وكذا " ثابتة حجته " وقوله " يشهد له "
أي لكونه عملا أو للعامل " به " أي بذلك الفرض " ويدعو إليه " أي يدعو العامل إلى ذلك
الفرض قاله في الوافي.
59

ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون
بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار.
31 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في
التوحيد باسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلي بن موسى الرضا
عليه السلام: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث ان
المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال عليه السلام: يا أبا الصلت ان الله
تعالى فضل نبيه محمدا على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته،
ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدينا والآخرة زيارته فقال عز وجل: " من يطع
الرسول فقد أطاع الله " وقال إن الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله
فوق أيديهم وقال النبي صلى الله عليه وآله: من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله، و
درجة النبي صلى الله عليه وآله في الجنة أرفع الدرجات; ومن زاره في درجته في الجنة من
منزله فقد زار الله تبارك وتعالى.
32 - وباسناده إلى الريان بن شبيب خالد المعتصم أخي ماردة أن المأمون
لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين ولأبي الحسن علي بن موسى الرضا
عليه السلام بولاية العهد ولفضل بن سهل بالوزارة أمر بثلاثة كراسي فنصب لهم، فلما
قعدوا عليها وأذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة
من أعلى الابهام إلى الخنصر، ويخرجون حتى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق
بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الابهام فتبسم أبو الحسن عليه السلام ثم قال: كل من
بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى، فإنه بايعنا بعقدها فقال المأمون: وما فسخ
البيعة وما عقدها؟ قال أبو الحسن عليه السلام: عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى
الابهام، وفسخها من أعلى الابهام إلى أعلى الخنصر، قال: فماج الناس في ذلك،
وامر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة على ما وصف أبو الحسن عليه السلام فقال: الناس:
كيف يستحق الإمامة من لا يعرف عقد البيعة، ان من علم أولى ها ممن لا يعلم،
قال: فحمله ذلك على ما فعله من سمه.
60

33 - في ارشاد المفيد رحمه الله كلام طويل في بيعة الناس للرضا عليه السلام
عند المأمون وفيه: وجلس المأمون ووضع للرضا عليه السلام وسادتين عظيمتين حتى
لحق بمجلس وفرشه، وأجلس الرضا عليه السلام عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف،
ثم أمر ابنه العباس بن المأمون ان تبايع له في أول الناس فرفع الرضا عليه السلام يده
فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة، فقال الرضا
عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم.
34 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث
يقول فيه عليه السلام في خطبة الغدير: ومن بايع فإنما يبايع الله. يد الله فوق أيديهم معاشر
الناس فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين، والأئمة كلمة طيبة
باقية يهلك الله بها من غدر ويرحم بها من وفى، ومن نكث فإنما ينكث الآية.
35 - في أصول الكافي باسناده إلى هاشم بن أبي عمار الجيني قال: سمعت
أمير المؤمنين عليه السلام يقول: انا عين الله وانا يد الله وأنا جنب الله وانا باب الله.
36 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن أبي العلا الرازي عن أبي
عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد سئل عن قوله عز وجل: " ن
والقلم وما يسطرون " وأما " ن " فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج، واحلى
من العسل، قال الله عز وجل له كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده
ثم قال: واليد القوة، وليس حيث تذهب المشبهة.
37 - في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر
محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: ليس على النساء اذان إلى أن قال عليه السلام: ولا تبايع الا
من وراء الثياب.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم ونزلت في بيعة الرضوان: " لقد رضى الله
عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على
رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا يفعله، ولا يخالفوه في شئ يأمرهم به فقال الله عز وجل بعد
نزول آية الرضوان " ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن
61

نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما "
وانما رضي الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده
وعقده فبهذا العقد رضى عنهم فقد موافي التأليف آية الشرط على بيعة الرضوان،
وانما نزلت أولا بيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها.
وفيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه الذي كتب إلى شيعته ويذكر فيه
خروج عايشة إلى البصرة وعظم خطأ طلحة والزبير، فقال: وأي خطيئة أعظم مما
أتيا اخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله من بيتها، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها،
وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما انضفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلاث خصال مرجعها
على الناس في كتاب الله البغى والمكر والنكث، قال الله: " يا أيها الناس انما بغيكم
على أنفسكم " وقال: " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه " وقال: " ولا يحيق المكر السئ
الا بأهله " وقد بغيا علينا ونكثا بيعتي ومكرا بي.
39 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام
قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام ثم ذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه وصف محمد صلى الله عليه وآله
وفيه: وعلى أمته تقوم الساعة ويدى فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه
ومن أوفى بما عاهد عليه الله أوفيت له بالجنة.
40 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله حديث
طويل وفيه قال صلى الله عليه وآله: وانى مفارقكم عن قريب، وخارج من بين أظهركم، ولقد
عهدت إلى أمتي في عهد علي بن أبي طالب، وانها لراكبة سنن من قبلها من الأمم
في مخالفة وصيي وعصيانه، ألا وانى مجدد عليكم عهدي في علي، فمن نكث فإنما
ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما.
41 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث
طويل يقول فيه عليه السلام في خطبة الغدير: معاشر الناس قد ببنت لكم وأفهمتكم و
هذا على يفهمكم بعدى الاوان عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي (1) على

(1) المصافقة: المبايعة.
62

بيعته والاقرار به; ثم مصافقته بعدى، الأواني قد بايعت الله وعلى قد بايعني، وأنا
أخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل، " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه " الآية.
42 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: إن
في النار لمدينة يقال له الحصينة أفلا تسئلوني ما فيها؟ فقيل له. وما فيها يا أمير المؤمنين؟
قال: فيها أيدي الناكثين.
43 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر الاعراب الذين تخلفوا عن رسول -
الله صلى الله عليه وآله فقال جل ذكره: سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا و
أهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم إلى قوله: وكنتم قوما
بورا أي قوم سوء وهم الذين استنفرهم في الحديبية، ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى
المدينة من الحديبية غزا خيبر، فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه فقال عز وجل:
" سيقول لك المخلفون " إلى قوله " الا قليلا ".
وفيه: قال الظن في كتاب الله على وجهين، فمنه ظن يقين ومنه ظن الشك، و
اما الشك فقوله: " ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين " وقوله: " ظننتم ظن السوء.
44 - في روضة الكافي سهل بن عبد الله عن أحمد بن عمر قال: دخلت على
أبى الحسن الرضا عليه السلام فقال: أحسنوا الظن بالله، فان أبا عبد الله عليه السلام كان يقول:
من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
قال عز من قائل: سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها الآية.
45 - في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضلت
بأربع جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، إلى قوله عليه السلام: وأحلت لامتي الغنايم.
46 - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطيت
خمسا لم يعطها أحد قبلي، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، و
أحل لي المغنم، الحديث.
47 - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا
عن الله عز وجل مخاطبا له صلى الله عليه وآله: وأحللت لك الغنيمة، ولم تحل لاحد قبلك.
63

48 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه
عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال
لأمير المؤمنين عليه السلام: فان موسى عليه السلام قد أعطى المن والسلوى فهل فعل بمحمد
صلى الله عليه وآله نظير هذا؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو
أفضل من هذا، ان الله عز وجل أحل له الغنايم ولامته ولم تحل الغنايم لاحد
قبله، فهذا أفضل من المن والسلوى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
49 - عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فان الله
عز وجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين كما قال في كتابه، وبحسب جلالة منزلة
نبينا صلى الله عليه وآله عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه الذي عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه، و
كل أذى ومشقة لدفع، نبوته وتكذيبه إياه، وسعيه في مكارهه، وقصده لنقض كلما
أبرمه واجتهاده ومن مالاه على كفره وعناده ونفاقه والحاده.
في ابطال دعواه و
تغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده في تنفير هم عن موالاة وصيه
وايحاشهم منه، وصدهم عنه واغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به،
واسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل وكفر ذوي الكفر منه. وممن وافقه على ظلمه
وبغيه وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال: " ان الذين يلحدون في آياتنا
لا يخفون علينا " وقال: يريدون أن يبدلوا كلام الله وهنا كلام طويل يطلب عند قوله
تعالى: " ان الذين يلحدون في آياتنا " الآية.
50 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي
سعيد الجبلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال كتب علي عليه السلام إلى
معاوية: انا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الشجرة في قوله: لقد رضى الله عن
المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
أقول: وقد أسلفنا لعلي بن إبراهيم عند قوله تعالى: " ان الذين يبايعونك " الآية
انها مؤخرة عن قوله: " لقد رضى الله عن المؤمنين " في النزول فخالفوا في التأليف.
وفيه ثم قال جل ذكره: وهو الذي كف أيديكم عنكم وأيديكم عنهم
64

ببطن مكة من بعد ان أظفركم عليهم أي من بعد ان أممتم من المدينة إلى الحرم
وطلبوا منكم الصلح من بعد ان كانوا يغزونكم بالمدينة، صاروا يطلبون الصلح بعد
إذ كنتم تطلبون الصلح منهم.
ثم أخبر الله عز وجل بعلة الصلح وما اجازه الله
عز وجل لنبيه فقال: هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى
معكوفا ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يعنى بمكة لم تعلموهم
ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم فأخبر الله عز وجل نبيه ان علة
الصلح انما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولو لم يكن صلح وكانت
الحرب لقتلوا فلما كان الصلح آمنوا وأظهروا الاسلام، ويقال: ان ذلك الصلح كان
أعظم فتحا على المسلمين من غلبهم.
51 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير وغيره
عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة الحديبية
خرج في ذي القعدة، فلما انتهى إلى الموضع الذي أحرم فيه احرموا ولبسوا السلاح.
فلما بلغه ان المشركين قد أرسلوا إليه خالد بن الوليد ليرده قال: ابغونى (1) رجلا
يأخذني على غير هذا الطريق، فأتى برجل آخر اما من مزينة واما من جهينة (2) [فسأله
فلم يوافقه، فقال: ابغونى رجلا غيره فأتى برجل آخر اما من مزينة وأما من جهينة
قال:] (3) فذكر له فأخذه معه حتى انتهى إلى العقبة، فقال: من يصعدها حط الله
عنه كما حط الله عن بني إسرائيل " فقال لهم ادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم "
قال: فابتدرها خيل الأنصار: الأوس والخزرج، قال: وكانوا ألفا وثمانمأة فلما
هبطوا إلى الحديبية إذا امرأة معها ابنها على القليب (4) فسعى ابنها هاربا فلما أثبتت

(1) أي اطلبوا لي.
(2) مزينة: قبيلة من مضر، وكذا جهينة: اسم قبيلة، والترديد من الراوي.
(3) بين المعقفتين انما هو في المصدر دون النسخ الموجودة عندي
(4) القليب: البئر مطوية كانت أم غير مطوية، سميت به لأنها قلبت الأرض
بالحفر.
65

أنه رسول الله صلى الله عليه وآله صرخت به: هؤلاء الصابئون (1) ليس عليك منهم بأس، فأتاها
رسول الله صلى الله عليه وآله فأمرها فاستقت دلوا من ماء فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله فشرب وغسل
وجهه فأخذت فضلته فأعارته في البئر فلم تبرح حتى الساعة وخرج رسول الله
صلى الله عليه وآله فأرسل إليه المشركون أبان بن سعيد في الخيل فكان بإزائه، ثم أرسلوا
الحليس (2) فرأى البدن وهي يأكل بعضها أوبار بعض (3) فرجع ولم يأت
رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لأبي سفيان: يا أبا سفيان أما والله ما على هذا حالفناكم على أن
تردوا الهدى عن محله، فقال: اسكت فإنما أنت اعرابي، فقال: أما والله لتخلين
عن محمد وما أراد، أو لأنفردن في الأحابيش، فقال: أسكت حتى نأخذ من محمد
ولثا (4) فأرسلوا إليه عروة بن مسعود، فقد كان جاء إلى قريش في القوم الذين أصابهم
المغيرة بن شعبة كان خرج معهم من الطائف وكانوا تجارا فقتلهم وجاء بأموالهم
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأبى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقبلها وقال: هذا غدر و
لا حاجة لنا فيه فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه اله فقالوا يا رسول الله هذا عروة بن
مسعود فقد أتاكم وهو يعظم البدن؟ قال: فأقيموها فأقاموها، فقال: يا محمد مجئ
من جئت؟ قال: جئت أطوف بالبيت وأسعى بين الصفا والمروة وأنحر هذه الإبل وأخلي
عنكم وعن لحمانها، قال: لا واللات والعزى فما رأيت مثلك ترد عما جئت له ان
قومك يذكرونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم، وان تقطع أرحامهم

(1) صبا فلان إذا خرج من دين إلى دين غيره
(2) اسم رجل وهو حليس بن علقمة أو ابن زيان وهو أحد بنى الحارث بن عبد المناة
بن كنانة كما ذكره المؤرخون.
(3) قال المجلسي (ره): كناية عن كثرتها وازدحامها واجتماعها وانما قدم
(ص) البدن ليعلموا انه لا يريد القتال بل يريد النسك.
(4) قال في القاموس: حبشي - بالضم -: جبل بأسفل مكة ومنه أحابيش قريش
لأنهم تحالفوا بالله انهم ليد على غيرهم. والولث: العهد بين القوم يقع من غير قصد أو يكون
غير مؤكد، وفي بعض النسخ " وليا ".
66

وان تجرى عليهم عدوهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنا بفاعل حتى ادخلها
قال: وكان عروة بن مسعود حين كلم رسول الله صلى الله عليه وآله تناول لحيته (1) والمغيرة
قائم على رأسه فضرب بيده، فقال: من هذا يا محمد! فقال هذا ابن أخيك المغيرة
فقال يا غدر والله ما جئت الا في غسل سلحتك (2) قال: فرجع إليهم فقال لأبي
سفيان وأصحابه: لا والله ما رأيت مثل محمد رد عما جاء له، فأرسلوا إليه سهيل
ابن عمرو وحويطب بن عبد العزى، فامر رسول الله صلى الله عليه وآله فأثيرت في وجوههم
البدن فقال: محبئ من جئت؟ قال: جئت لا طوف بالبيت، وأسعى بين الصفا و
المروة وأنحر البدن وأخلى بينكم وبين لحمانها، فقالا: ان قومك يناشدونك
الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم وتقطع أرحامهم وتجرى عليهم عدوهم،
قال: فأبى عليهما رسول الله صلى الله عليه وآله الا أن يدخلها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أن
يبعث عمر، فقال: يا رسول الله ان عشيرتي قليل وانى فيهم على ما تعلم، ولكني
أدلك على عثمان بن عفان، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: انطلق إلى قومك
من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربى من فتح مكة، فلما انطلق عثمان لقى أبان
بن سعيد فتأخر عن السرح (3) فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فأعلمهم و
كانت المناوشة (4) فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس عثمان في
عسكر المشركين وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله المسلمين; وضرب بإحدى يديه على
الأخرى لعثمان وقال المسلمون: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا

(1) قال في مرآة العقول: أي لحية الرسول صلى الله عليه وآله وكانت عادتهم ذلك فيما بينهم عند
مكالمتهم ولجهله بشأنه (ص) وعدم ايمانه لم يعرف ان ذلك لا يليق بجنابه.
(2) قال الجزري: في حديث الحديبية، قال عروة بن مسعود للمغيرة: يا غدر هل
غسلت غدرتك الا بالأمس، غدر معدول غادر للمبالغة يقال للذكر غدر، وللأنثى غدار،
وهما مختصان بالنداء في الغالب; والسلح: التغوط.
(3) السرح: الماشية.
(4) المناوشة: المناولة في القتال، أي كان المشركون في تهيئة القتال
67

والمروة وأحل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له
رسول الله صلى الله عليه وآله: أطفت بالبيت؟ فقال: ما كنت لا طوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وآله لم
يطف به; ثم ذكر القصة وما كان فيها، فقال لعلى عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن
الرحيم، فقال سهيل: ما أدرى ما الرحمن الرحيم الا أنى أظن هذا الذي باليمامة،
ولكن اكتب كما نكتب باسمك اللهم; قال: واكتب هذا ما قاضى رسول الله سهيل بن
عمرو، فقال سهيل: فعلى ما نقاتلك يا محمد؟ فقال: انا رسول الله وانا محمد بن
عبد الله، فقال الناس: أنت رسول الله، قال: اكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن
عبد الله، فقال الناس: أنت رسول الله وكان في القضية، ان من كان منا اتى إليكم رددتموه
إلينا ورسول الله غير مستكره عن دينه، ومن جاء إلينا منكم لم نرده إليكم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لا حاجة لنا فيهم وعلى ان يعبد الله فيكم علانية غير سر، وان
كانوا ليتهادون السيور (1) في المدينة إلى مكة وما كانت قضية أعظم بركة
منها لقد كاد أن يستولى على أهل مكة الاسلام، فضرب سهيل بن عمرو على أبى
جندل ابنه فقال: أول ما قاضينا عليه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وهل قاضيت على شئ؟
فقال: يا محمد ما كنت بغدار، قال: فذهب بأبي جندل فقال: يا رسول الله تدفعني
إليه، قال: ولم أشترط لك، قال: وقال: اللهم اجعل لأبي جندل مخرجا.
52 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أبي بصير عن داود
بن سرحان عن عبد الله بن فرقد عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول
الله صلى الله عليه وآله حين صد بالحديبية قصر وأحل ثم انصرف منها، ولم يجب عليه الحلق
حتى يقضى المناسك فاما المحصور فإنما يكون عليه التقصير.
53 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن محرم
انكسرت ساقة أي شئ يكون حاله وأي شئ عليه؟ قال: هو حلال من كل شئ،
قلت: من النساء والثياب والطيب؟ فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم، و

(1) السيور جمع السير: الذي يقد من الجلد مستطيلة.
68

قال: أما بلغك قول أبى عبد الله عليه السلام: حلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت
على قلت: أصلحك الله ما تقول في الحج؟ قال: لابد أن يحج من قابل، قلت:
أخبرني عن المحصور والمصدود هما سواء؟ فقال: لا، قلت: فأخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله حين
صده المشركون فقضى عمرته؟ قال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك.
54 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن
المفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان عن معاوية بن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سمعته يقول المحصور غير المصدود، والمحصور المريض، والمصدود الذي يصده
المشركون كما ردوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه ليس من مرض، والمصدود تحل
له النساء والمحصور لا تحل له النساء، وفى آخر هذا الحديث قلت: فما قال رسول الله صلى الله عليه وآله
حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت، قال: ليسا سواء كان النبي
صلى الله عليه وآله مصدودا والحسين عليه السلام محصورا.
55 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن
عليه السلام قال: سألته عن رجل عرض له سلطان فأخذه ظالما يوم عرفة قبل أن يعرف
فبعث به إلى مكة فحبسه، فلما كان يوم النحر خلى سبيله كيف يصنع؟ قال:
يلحق فيقف بجمع (1) ثم ينصرف إلى منى فيرمى ويذبح ويحلق ولا شئ عليه،
قلت: فان خلى عنه يوم النفر فكيف يصنع؟ قال: هذا مصدود عن الحج، إن كان
دخل مكة متمتعا بالعمرة إلى الحج فليطف بالبيت أسبوعا ثم يسعى أسبوعا ويحلق
رأسه ويذبح شاة فإن كان مفردا للحج فليس عليه ذبح ولا شئ عليه.
56 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن المثنى
عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال. المصدود يذبح حيث صد ويرجع
صاحبه فيأتي النساء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
57 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسن بن علي عليه السلام
حديث طويل يقول فيه لمعاوية: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله أبا سفيان في ستة مواطن إلى

(1) قال الجزري: الجمع علم للمزدلفة.
69

قوله: والخامسة قول الله عز وجل: " والهدى معكوفا ان يبلغ محله " وصددت أنت
وأبوك ومشركوا قريش رسول الله صلى الله عليه وآله، فلعنه لعنة شملة وذريته إلى يوم القيامة.
58 -
في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابن أبي عمير عمن
ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل فلانا
وفلانا وفلانا؟ قال: لاية في كتاب الله عز وجل: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا
منهم عذابا أليما قال: قلت: ما يعنى بتزايلهم؟ قال: ودايع المؤمنين في أصلاب
قوم كافرين، وكذلك القائم عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تظهروا ودايع الله عز وجل
فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عز وجل فقتلهم.
59 - وباسناده إلى إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام. - أو قال
له رجل -: أصلحك الله ألم يكن علي عليه السلام قويا في دين الله؟ قال: بلى قال: وكيف
ظهر على القوم وكيف لم يدفعهم؟ ما يمنعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عز وجل
قلت: وأي آية هي؟ قال: قوله عز وجل: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم
عذابا أليما " انه كان لله عز وجل ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين
ولم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودايع فلما خرج الودايع ظهر على
من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتى تظهر ودايع الله عز وجل،
فإذا ظهرت ظهر على من ظهر فيقتلهم.
60 - وباسناده إلى منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل:
" لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " قال: لو أخرج الله ما في أصلاب
المؤمنين من الكافرين، وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين " لعذبنا
الذين كفروا ".
61 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا
منهم عذابا أليما " حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله قال: حدثنا
الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن الحسين عن بعض أصحابه عن فلان
الكرخي قال: قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: ألم يكن علي عليه السلام قويا في بدنه قويا
70

في أمر الله؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: بلى، قال: فما منعه ان يدفع أو يمنع؟ قال:
قد سألت فافهم الجواب منع عليا صلوات الله عليه من ذلك آية من كتاب الله
عز وجل، فقال: وأي آية؟ فقرأ: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما "
انه كان لله عز وجل ودايع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن علي عليه
السلام ليقتل الاباء حتى تخرج ودايع، فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله،
وكذلك قائمنا أهل البيت عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تخرج ودايع الله، فإذا خرجت
يظهر على من يظهر فيقتله.
قال علي بن إبراهيم: ثم قال جل ذكره: إذ جعل الذين كفروا في
قلوبهم الحمية حمية الجاهلية يعنى قريشا وسهيل بن عمرو حين قالوا لرسول
الله صلى الله عليه وآله: لا نعرف الرحمان الرحيم، وقولهم: لو علمنا انك رسول الله صلى الله عليه وآله ما
حاربناك فاكتب محمد بن عبد الله.
62 - في كتاب الخصال عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله
عليه السلام وعنده جماعة من مواليه، فجرى ذكر العقل والجهل، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
اعرفوا العقل والجهل، إلى أن قال عليه السلام: والانصاف وضده الحمية.
63 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ في كل
يوم من ست خصال: من الشك والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد.
64 - في روضة الكافي سهل بن زياد عن إبراهيم بن عقبة عن سيابة بن أبي
أيوب ومحمد بن الوليد وعلي بن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن
الله يعذب الستة بالستة: العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والامراء بالجور،
والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل.
65 - في أصول الكافي على عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه
الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية.
66 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم
71

عن داود بن نعمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تعصب أو تعصب
له فقد خلع ربق الايمان (1) من عنقه.
67 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ودرست بن أبي
منصور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تعصب أو تعصب
له فقد خلع ربق الايمان من عنقه.
68 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن
خضر عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تعصب عصبه الله بعصابة من نار.
69 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد
بن أبي نصر عن صفوان بن مهران عن عامر بن السمط عن حبيب بن أبي ثابت
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: لم تدخل الجنة حمية (2) غير حمية حمزة بن
عبد المطلب وذلك حين أسلم غضبا للنبي صلى الله عليه وآله في حديث السلا الذي القى على
النبي صلى الله عليه وآله (3).
70 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد

(1) الريق: الحبل.
(2) الحمية: الغيرة.
(3) السلا - مقصورا -: الجلد الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي، وقصة
السلا على ما ذكره الكليني (ره) في باب مولد النبي (ص) وغيره كالطبرسي في إعلام الورى
هي: ان القريش كانوا يجدون في اذى رسول الله (ص)، وكان أشد الناس عليه عمه أبو لهب،
وكان رسول الله (ص) ذات يوم جالسا في الحجر، فبعثوا إلى سلا شاة فألقوه على رسول
الله (ص) فاغتم رسول الله من ذلك فجاء إلى أبى طالب فقال: يا عم كيف حسبي فيكم؟ قال:
وما ذاك يا بن أخ! قال: إن قريشا ألقوا على السلا، فقال لحمزة: خذ السيف وكانت قريش
جالسة في المسجد، فجاء أبو طالب ومعه السيف وحمزة ومعه السيف، فقال: أمر السلا
على سبالهم، فمن أبى فاضرب عنقه، فما تحرك أحد حتى أمر السلا على سبالهم ثم التفت
إلى رسول الله (ص) فقال: يا بن أخ هذا حسبك فينا.
72

عن المنقري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: سأل علي بن الحسين عليه السلام
عن العصبية فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا
عن خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية
ان يعين قومه على الظلم.
71 - في نهج البلاغة فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية واعتقاد
الجاهلية، وانما تلك الحمية يكون في ص 410 المسلم من خطوات الشيطان ونخواته
ونزغاته ونفثاته (1).
وفيه فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية، فإنه ملاقح الشنآن ومنافخ
الشيطان (2) اللاتي خدع بها الأمم الماضية والقرون الخالية.
72 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن
يونس عن جميل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: والزمهم كلمة التقوى
قال: هو الايمان.
73 - في تفسير علي بن إبراهيم خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها: وأولى القول
كلمة التقوى.
74 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله
عز وجل عهد إلى في علي بن أبي طالب عليه السلام عهدا قلت: يا رب بينه لي قال: اسمع
قلت: قد سمعت، قال: إن عليا راية الهدى وامام أوليائي ونور من أطاعني، وهو
الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني ومن اطاعه أطاعني.
وفى كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سلام الجعفي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله مثله.
75 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) نزغات الشيطان: وساوسه التي يفسد بها، ونفثاته مثله.
(2) الملاقح: الفحول التي تلقح. والشنآن: البغض والمنافخ جمع منفخ مصدر
نفخ الشيطان، ونفخه ونفثه: وسوسته وتسويله.
73

فينا خطيبا فقال: في آخر خطبته: نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى.
76 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين في خطبته: انا عروة الله الوثقى وكلمته التقوى، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
77 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي
محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى.
78 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن
جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله: وقوله لا إله إلا الله يعنى
وحدانيته، لا يقبل الله الأعمال الا بها، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين
يوم القيامة.
79 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سليمان بن مهران قال: قلت
لجعفر بن محمد عليه السلام كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج؟
قال لان الصرورة قاض فرض فدعوا إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعى إليه
ليكرم، قلت: فكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج؟ فقال: ليصير بذلك موسما
بسمة الآمنين، الا تسمع الله عز وجل يقول: لتدخلن المسجد الحرام انشاء الله آمنين
محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
80 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نصر
عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام الفرق (1) من السنة؟
قال: لا، قلت: فهل فرق رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نعم، قلت: كيف فرق رسول الله
صلى الله عليه وآله وليس من السنة؟ قال: من أصابه ما أصاب رسول الله يفرق كما فرق رسول الله
صلى الله عليه وآله [فقد أصاب سنة رسول الله صلى الله عليه وآله والا فلا] قلت: كيف؟ قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله لما صد عن البيت وقد كان ساق الهدى وأحرم، أراه الله الرؤيا التي

(1) الفرق: الطريق في شعر الرأس. وفرق الشعر: سرحه.
74

أخبره الله بها في كتابه إذ يقول: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد
الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون " فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله
ان الله سيفي له بما أراه، فمن ثم وفر ذلك الشعر الذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا
لحلقه في الحرم حيث وعده الله عز وجل، فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر، ولا كان
ذلك من قبله صلى الله عليه وآله.
81 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه
عن النضر بن سويد عن درست بن أبي منصور عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجها من موضع واحد؟ قال: صدقت أما
الكاذبة المختلفة فان الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة الفسقة، وانما هي
شئ يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها، وأما الصادقة إذا أراها بعد
الثلثين من الليل مع حلول الملائكة، وذلك قبل السحر وهي صادقة لا تخلف انشاء الله
الا أن يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره، فإنها تخلف
(1) وتبطي على صاحبها.
82 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر عن
أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام
وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: هذا يوسف قاسى مرارة الغربة وحبس في السجن
توقيا للمعصية، وألقى في الجب وحيدا؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان ذلك ومحمد صلى الله عليه وآله
قاسى مرارة الغربة وفراق الأهل والأولاد، مهاجرا من حرم الله تعالى وآمنه، فلما
رأى عز وجل كآبته (2) واستشعاره الحزن أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازى
رؤيا يوسف في تأويلها وأبان للعالمين صدق تحدثيها (3) فقال له: " لقد صدق الله رسوله
الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين
لا تخافون ".

(1) وفى المصدر " تختلف " بدل " تخلف ".
(2) الكآبة: الغم والحزن وسوء الحال.
(3) وفى المصدر " تحقيقها " بدل " تحدثيها ".
75

83 - في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد
بن علي الباقر عليه السلام يقول: ليس على النساء أذان، إلى أن قال عليه السلام: ولا الحلق، انما
يقصرون من شعورهن.
84 - في تفسير علي بن إبراهيم: فجعل من دون ذلك فتحا قريبا يعنى فتح
خيبر لان رسول الله صلى الله عليه وآله لما رجع من حديبية غزا خيبر، وقوله عز وجل: هو
الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وهو الامام الذي
يظهره الله عز وجل على الدين كله فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وهذا مما
ذكرنا ان تأويله بعد تنزيله.
85 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن
عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في
مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك، وذكر حديثا طويلا يقول فيه جل شانه
وقد ذكر محمد صلى الله عليه وآله: فتمت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان كلها ولأعبدن
بكل مكان.
86 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن
بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام
ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه وآله من المؤمنين فقال عز وجل: محمد رسول الله (ص) والذين
معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله
ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم
في الإنجيل وقال: " يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم و
بايمانهم " يعنى أولئك المؤمنين.
87 - في كتاب الخصال باسناده إلى جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله على أخو الرسول، قبل أن
تخلق الله السماوات بألفي عام.
88 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن
76

حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى يقول
الله تعالى: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " يعنى رسول الله
تعالى صلى الله عليه وآله لان الله عز وجل قد انزل عليهم في التورية والإنجيل والزبور صفة محمد
صلى الله عليه وآله وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله: " محمد رسول الله والذين معه
أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا
سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الإنجيل "
فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التورية والإنجيل وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عز وجل
عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله.
89 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن
علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال له في مناجاته:
يا موسى أوصيك وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب
الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر، فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب
كلها، وانه راكع ساجد راغب راهب اخوانه المساكين، وأنصاره قوم آخرون،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
90 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه و
الله خلق طينتها من سبع سماوات وهي من طينة الجنان، ثم تلا رحماء بينهم فهل
يكون الرحم الا برا وصولا.
91 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن
الحكم عن أبي المعزا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا
يخذله ولا يخوفه. ويحق على المسلم الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف،
والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم
الله عز وجل: " رحماء بينكم " متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما
مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.
77

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ونقل قدس سره هذا الحديث في باب آخر
وفيه: بدل بينكم " بينهم "
92 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن كليب
الصيداوي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا وكونوا اخوة
بررة كما امركم الله عز وجل.
93 - عنه عن علي بن الحكم عن أبي معزا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يحق
على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة
وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم الله " رحماء بينهم " متراحمين مغتمين
لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.
94 - أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن
سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك انى لأرى بعض أصحابنا يعتريه
النزق والحدة والطيش (1) فأغتم لذلك غما شديدا، وأرى من خالفنا فأراه حسن
السمت قال: لا تقل حسن السمت، فان السمت الطريق، ولكن قل حسن السيماء
فان الله عز وجل يقول " سيماهم في وجوههم " والحديث طويل أخذنا منه موضع
الحاجة.
95 - في من لا يحضره الفقيه وسأله عبد الله بن سنان عن قوله الله عز وجل
" سيماهم في وجوههم من أثر السجود " قال هو السهر في الصلاة.
96 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وسأل الصادق عليه السلام عبد الله بن
سنان عن قول الله عز وجل: " سيماهم في وجوههم من اثر السجود " قال: هو السهر
في الصلاة.
97 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب لهم مثلا في مثل ذلك كزرع
أخرج شطأه يعنى فلانا فآزره يعنى فلانا فاستغلظ فاستوى على سوقه
98 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن يزيد رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه

(1) النزق: خفة في كل أمر وعجلة في جهل وحمق. والطيش بمعنى النزق أيضا.
78

قال: درهم في الخضاب أفضل من نفقة ألف درهم في سبيل الله، إلى قوله: ويغيظ به الكافر.
99 - في أمالي الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس أنه سئل عن
قول الله عز وجل: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما
قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم
القيامة عقد لواء من نور أنور، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا،
وقد بعث الله محمدا فيقوم علي بن أبي طالب عليه السلام فيعطى الله اللواء من النور الأبيض بيده
تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس
على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه، رجلا رجلا، فيعطى اجره ونوره،
فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، ان ربكم
يقول: لكم عندي لكم مغفرة وأجر عظيم، يعنى الجنة، فيقوم علي بن أبي طالب
عليه السلام والقوم تحت لوائهم معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه
جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
100 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن
عمار عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن عمار بن عيسى عن عمرو بن
شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام وإبراهيم بن عمر عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي
قال سليم: شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وذكر
الوصية بتمامها وفيها: والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا، ولم يأدوا
محدثا فان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤدى للمحدث.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال قال: من قرء سورة الحجرات في كل ليلة أو في
كل يوم كان من زوار محمد صلى الله عليه وآله.
79

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ومن قرء سورة
الحجرات أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل من أطاع الله ورسوله ومن عصاه.
3 - روى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: ما سلت السيوف ولا أقيمت
الصفوف في صلاة ولا زحوف ولا جهر بأذان، ولا انزل الله: " يا أيها الذين آمنوا "
حتى أسلم أبناء قبيلة الأوس والخزرج.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي
الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم نزلت في وفد بنى تميم، كانوا إذا
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج إلينا. وكانوا
إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله تقدموه في المشي، وكانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم
فوق صوته، ويقولون يا محمد [يا محمد] ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم
بعضا، فأنزل الله: " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " الآية.
5 - في جوامع الجامع وعن ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بن شماس
وكان في اذنه وقر، وكان جهوري الصوت: فكان إذا كلم رفع صوته وربما تأذى
رسول الله صلى الله عليه وآله بصوته.
6 - وعن أنس لما نزلت الآية فقد ثابت، فتفقده رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبر
بشأنه، فدعاه فسأله فقال: يا رسول الله لقد أنزلت هذه الآية وانى جهوري الصوت
فأخاف أن يكون عملي قد حبط، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لست هناك انك تعيش
بخير وتموت بخير وانك من أهل الجنة.
7 - في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل عن محمد
بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في حديث
طويل يذكر فيه وفات الحسن بن علي عليه السلام وما كان من الحميراء عند ذلك وفيه قال:
قال الحسين عليه السلام: وقد قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا
أصواتكم فوق صوت النبي ولعمري قد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول
الله صلى الله عليه وآله المعاول، وقال الله عز وجل، ان الذين يغضون أصواتهم....؟؟ رسول
80

الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ولعمري لقد ادخل أبوك وفاروقه
على رسول الله صلى الله عليه وآله بقربهما منه الأذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على
لسان رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياءا.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم
فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
فإنها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيم عليه السلام; وكان سبب ذلك ان عايشة قالت
لرسول الله صلى الله عليه وآله: ان إبراهيم ليس هو منك وانما هو من جريح القبطي، فإنه
يدخل إليها في كل يوم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لأمير المؤمنين عليه السلام: خذ
السيف وأتني برأس جريح، فاخذ أمير المؤمنين عليه السلام السيف ثم قال: بأبي أنت
وأمي يا رسول الله انك إذا بعثتني في أمرك أكون فيه كالسفود (1) المحمى في
الوبر فكيف تأمرني أثبت فيه أو أمضى على ذلك؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بل
تثبت، فجاء أمير المؤمنين إلى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليها فلما نظر إليه جريح
هرب منه وصعد النخلة، فدنا منه أمير المؤمنين عليه السلام وقال له: انزل فقال له يا علي
اتق الله ما هيهنا أناس انى مجبوب (2) ثم كشف عن عورته فإذا هو مجبوب، فأتى به
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما شأنك يا جريح؟
فقال: يا رسول الله ان القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهليهم، والقبطيون
لا يأنسون الا بالقبطيين، فبعثني أبوها لا دخل إليها وأخدمها وأونسها، فأنزل الله
عز وجل " يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ " الآية
9 - وفى رواية عبد الله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن
عبد الله بن بكير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك كان رسول الله صلى الله عليه وآله
قد أمر بقتل القبطي وقد علم أنها كذبت عليه أم لم يعلم، وانما دفع الله عن القبطي
القتل بتثبت على؟ فقال: قد كان والله أعلم، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على
حتى يقتله، ولكنه انما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لترجع من ذنبها، فما رجعت ولا اشتد

(1) السفود - كتنور -: حديدة يشوى عليها اللحم.
(2) المجبوب: الخصي، المقطوع.
81

عليها، قتل رجل مسلم بكذبها.
10 - في مجمع البيان والمروى عن الباقر عليه السلام " فتثبتوا " بالثاء والتاء.
11 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسين بن علي عليه السلام
حديث طويل يقول فيه: وما أنت يا وليد بن عقبة فوالله ما ألومنك أن تبغض عليا عليه السلام
وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف نسبه
فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا، وهو قوله: " ان جاءكم
فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".
12 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل
يقول فيه عليه السلام للمنصور: لا تقبل في أذى رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول
من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك إبليس
في الاغواء بين الناس، وقد قال الله تبارك وتعالى: " يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم
فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".
13 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انا نشترى الغنم بمنى، ولسنا نعرف عرف بها أم لا (1)
فقال إنهم يكذبون لا عليك ضح بها.
14 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد
الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة
المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرفث والفسوق
والجدال، قال: اما الرفث فالجماع، واما الفسوق فهو الكذب، الا تسمع قول
الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما
بجهالة " واما الجدال هو قول الرجل: لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل.
15 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد

(1) قال الشيخ (ره) في التهذيب: ولا يجوز أن يضحى الا بما قد عرف به، وهو
الذي أحضر عشية عرفة بعرفة " انتهى ". وبه يفسر هذا الحديث.
82

بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله:
حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم يعنى أمير المؤمنين (ع) وكره إليكم الكفر
والفسوق والعصيان الأول والثاني والثالث.
16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحب والبغض من الايمان هو؟ فقال: وهل الايمان
الا الحب والبغض، ثم تلا هذه الآية: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره
إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ".
17 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد
عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حرام
على قلوبكم ان تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا
عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن عمير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " حبب
عليكم الايمان وزينه في قلوبكم " يعنى أمير المؤمنين عليه السلام " وكره إليكم الكفر و
الفسوق والعصيان " الأول والثاني والثالث.
19 - في مجمع البيان وقيل: الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد و
هو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
20 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن
يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول
الله: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم " هل للعباد بما حبب الله صنع؟ قال:
لا: ولا كرامة.
21 - عنه عن أحمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة زياد
الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب؟
الا ترى إلى قوله الله " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "
أولا ترون قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم " قال
83

" يحبون من هاجر إليهم " وقال: الدين هو الحب والحب هو الدين.
22 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام أنه قال القتل
قتلان قتل كفارة وقتل درجة، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا،
وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.
23 - في الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل أبا عبد الله
عليه السلام عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا، فقال له: ان الله تعالى
بعث محمدا بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها،
ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت من مغربها
أمن الناس كلهم في ذلك اليوم " فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من
قبل أو كسبت في ايمانها خيرا " وسيف منها مكفوف، وسيف منها مغمود سله إلى
غيرنا. وحكمه إلينا إلى قوله: وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغى و
التأويل، قال الله تعالى: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما
فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفيئ إلى أمر الله
فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان منكم من يقاتل بعدى على التأويل
كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبي صلى الله عليه وآله من هو؟ قال: خاصف النعل يعنى أمير
المؤمنين عليه السلام ثم قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلثا و
هذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر (1) لعلمنا انا على
الحق وأنهم على الباطل، وكان السيرة فيهم ان أمير المؤمنين عليه السلام ما كان من رسول
الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة يوم فتح مكة، فإنه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه
فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى
فيهم: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح (2) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق

(1) السعفات جمع السعفة: أغصان النخل، والهجر - بالتحريك -: بلدة باليمن
واسم لجميع ارض البحرين، وانما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها.
(2) اجهز على الجريح. أسرع في قتله.
84

بابه والقى سلاحه فهو آمن.
24 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو
الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام وقال: " وان
طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا
التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله " أي ترجع فان فاءت أي رجعت فاصلحوا بينهما
بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين.
25 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وان طائفتان من
المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى
حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل " قال: الفئتان (1) انما
جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم أهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير -
المؤمنين عليه السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ولو لم
يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا أو يرجعوا
عن رأيهم، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين (2) وهي الفئة الباغية كما قال الله عز وجل
فكان الواجب على أمير المؤمنين أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول
الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع أمير المؤمنين عليه السلام بأهل البصرة
حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وآله بأهل مكة حذو النعل بالنعل.
26 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن
غياث قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن طائفتين من المؤمنين إحديهما باغية
والأخرى عادلة اقتتلوا، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل

(1) الفئتان تفسير للطائفتين.
(2) قال المجلسي (ره): هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فان مذهب
المخالفين ان مدار وجوب الا طاعة على البيعة. فهم بايعوا طائعين غير مكرهين، فإذا نكثوا
فهم على مذهبهم أيضا من الباغين.
85

البغى وهو وارثه هل يرثه؟ قال: نعم لأنه قتله بحق.
27 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان
بن عيسى عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: انما المؤمنين اخوة
بنو أب وأم، إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون.
28 - عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال:
تقبضت بين يدي أبى جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة
تصيبني، أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي، فقال: نعم
يا جابر ان الله عز وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، واجري فيهم من ريح روحه،
ولذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في
ولد من الولدان حزن حزنت هذه لأنها منها.
29 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا
يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه.
30 - وباسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن أخو
المؤمن كالجسد الواحد، ان اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في ساير جسده، و
أرواحهما من روح واحدة، وان روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال
شعاع الشمس بها.
31 - وباسناده إلى الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المسلم
أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.
32 - وباسناده إلى حفص بن البختري قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ودخل
عليه رجل فقال لي: تحبه؟ فقلت: نعم، فقال لي: ولم لا تحبه وهو أخوك و
شريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.
33 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سمعته يقول: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، لان الله عز وجل خلق المؤمنين من
86

طينة الجنان واجري في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم اخوة لأب وأم.
34 - وباسناده إلى علي بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن أخو
المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه.
35 - أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن رجل عن جميل
عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت: وكيف يكونون
خدما بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم بعضا الحديث.
36 - وباسناده إلى المفضل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن
نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد
فتكفئوا (1) ولزموا أصول الشجر، فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا
فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا: من أنت يرحمك الله؟
فقال: انا من الجن الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول
المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي.
37 - وباسناده إلى ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام،
يقول: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه، قال ربعي: فسألني رجل من
أصحابنا بالمدينة فقال: سمعت الفضيل يقول ذلك، قال: فقلت له: نعم، فقال فانى
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يغشه ولا يغتابه ولا
يخونه ولا يحرمه.
38 - في محاسن البرقي عنه عن أبي عبد الله أحمد بن محمد السياري
وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر
عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، وذلك أن الله تبارك وتعالى
خلق المؤمن من طينة جنان السماوات واجري فيهم من ريح روحه، فلذلك هو اخوه
لأبيه وأمه.
39 - في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن معاوية عن محمد بن سليمان

(1) أي اتخذوا الكفن ولبسوه.
87

عن أبيه عن عيسى بن أسلم عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال: وما هو قال: إن
المؤمن ينظر بنور الله، يا معاوية ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم
في رحمته، واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن أخو
المؤمن لأبيه وأمه أبوه النور وأمه الرحمة، وانما ينظر بذلك النور.
40 - في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: يا فاطمة ان لعلى ثمانية أضراس قواطع لم
تجعل لاحد من الأولين والآخرين، هو أخي في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس.
41 - في مجمع البيان وروى الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبه، من كان في حاجة أخيه كان الله
في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخاري ومسلم في صحيحهما.
42 - وفى وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: سر ميلا عد
مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أجب دعوة، سر أربعة أميال زراخا في
الله، سر خمسة أميال أجب دعوة الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك
بالاستغفار.
قال عز من قائل: فاصلحوا بين أخويكم
43 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن
سنان عن حماد بن أبي طلحة عن حبيب الأحول قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: صدقة تحبها الله اصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا
عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
44 - عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لئن أصلح بين
اثنين أحب إلى من أن أتصدق بدينارين.
45 - عنه عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال: قال أبو عبد الله
88

عليه السلام: إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فأفتدها من مالي (1)
46 - ابن سنان عن أبي حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل وانا وختني (2)
نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فاتيناه
فأصلح بيننا بأربعمائة درهم، فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منها
من صاحبه، قال: اما انها ليست من مالي ولكن أبو عبد الله عليه السلام امرني إذا تنازع رجلان
من أصحابنا في شئ ان أصلح بينهما وافتديهما من ماله، فهذا من مال أبى عبد الله عليه السلام.
47 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: المصلح ليس بكاذب. (3)
48 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية
ابن وهب أو معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: أبلغ عنى كذا وكذا -
في أشياء أمر بها - قلت: فأبلغهم عنك وأقول عنى ما قلت لي وغير الذي قلت؟ قال:
نعم ان المصلح ليس بكذاب.
49 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر
قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا
منهن فإنها نزلت في صفية بنت حي بن اخطب، وكانت زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وذلك أن عايشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية.
فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: الا تجيبهما؟ فقالت: بماذا يا رسول الله
قال: قولي ان أبى هارون نبي الله وعمى موسى كليم الله، وزوجي محمد رسول الله

(1) من الافتداء، وقال المجلسي (ره): كان الافتداء هنا مجار قال: المال يدفع
المنازعة كما أن الدية تدفع الدم، أو كما أن الأسير يفتدى بالفداء كذلك كل منهما يفتدى
من الاخر بالمال فالاسناد إلى النار على المجاز.
(2) الختن: زوج بنت الرجل وزوج أخته أو كل من كان من قبل المرأة.
(3) قال الفيض (ره): يعنى إذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الاصلاح
لم يعد كلامه كذبا.
89

صلى الله عليه وآله، فما تنكران منى؟ فقالت لهما، فقالتا: هذا علمك رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل
الله في ذلك: " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم "
إلى قوله: " ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ".
50 - في عيون الأخبار في باب ما أنشده الرضا عليه السلام من الشعر في الحلم وغيره
حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثنا محمد بن يحيى
الصولي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: حدثني عمى قال: سمعت الرضا
عليه السلام يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا
كلنا نأمل مدا في الاجل * والمنايا هن آفات الأمل -
لا تغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل -
انما الدنيا كظل زايل * حل فيه راكب ثم رحل
فقلت: لمن هذا أعز الله الأمير؟ فقال: لعراقي لكم، قلت أنشدنيه أبو
العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع هذا، ان الله سبحانه يقول: ولا تنابزوا
بالألقاب ولعل الرجل يكره هذا.
51 - في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام
إذ دخل إليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه فرد عليه السلام وقال له: مرحبا بك يا
سعد، فقال له الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب، فقال له أبو عبد الله عليه السلام:
لا خير في اللقب ان الله تعالى يقول في كتابه: " لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم
الفسوق بعد الايمان "
قال عز من قائل: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن.
52 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض
أصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه إلى قوله بعد
نقل حديث عن أبي عبد الله عليه السلام وقبل هذا: علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن
عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام ونقل حديثا أيضا عنه عن
أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: أمير المؤمنين
90

عليه السلام في كلام له: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن
بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.
53 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله
تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم
لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم - أعمارهم - في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في
عبادتهم كنه عبادتي إلى قوله: ولكني برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا والى حسن
الظن بي فليطمأنوا.
54 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام ان
رسول الله صلى الله عليه وآله قال وهو على منبره: والذي لا إله إلا هو ما اعطى مؤمن قط خير
الدنيا والآخرة الا بحسن ظنه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب
المؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار الا بسوء
ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلا هو
لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم بيده
الخيرات، يستحيى أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه و
رجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه.
55 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام قال: أحسن الظن ان الله عز وجل يقول: أنا
عند ظن عبدي المؤمن بي، ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا (1)
56 - وباسناده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: حسن
الظن بالله ان لا ترجو الا الله ولا تخاف الا ذنبك (2)

(1) قال المجلسي (ره) هذا الخبر مروى من طرق العامة أيضا، وقال الخطابي
معناه أنا عند ظن عبدي في حسن عمله وسوء عمله، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن
ساء عمله ساء ظنه.
(2) قال في البحار: فيه إشارة إلى أن حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك
العمل والاجتراء على المعاصي اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله
وانما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لامن ربه فحسن الظن
لا ينافي الخوف بل لابد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر " انتهى " أقول:
لعل معنى كلامه (ع) ان العبد إذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد
إلى ولده فلا شئ يدعوه إلى الخوف منه تعالى، وهذا معنى حسن الظن به عز وجل، واما
من جهة عصيانه وترك أوامره فهو خائف من أنه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب
الرؤف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته واما بالنسبة إليه تبارك وتعالى فليس له
الا الرجاء منه تعالى.
91

57 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب
اطرحوا سوء الظن بينكم، فان الله نهى عن ذلك.
58 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: إذا استولى الصلاح على الزمان
وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم (1) وإذا استولى الفساد
على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر.
59 - في مجمع البيان وفى الحديث: إياكم والظن فان الظن الكذب الحديث.
قال عز من قائل: ولا تجسسوا
60 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر
وأبى عبد الله عليهما السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل
الرجل على الدين، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما. وباسناده إلى
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى.
61 - وباسناده إلى ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله
أن يكون الرجل يواخي الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما.
62 - وباسناده إلى محمد بن مسلم أو الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته،
ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته.
63 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(1) الحوبة: المعصية
92

يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات
المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه.
64 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين
ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته; ومن تتبع الله عورته يفضحه
ولو في بيته; وباسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
65 - في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة إلى أن قال: والمستمع حديث قوم وهم له كارهون
يصب في أذنيه الأنك (1).
66 - عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث له: ومن استمع
إلى حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الأنك يوم القيامة، قال سفيان: الأنك
الرصاص.
67 - وفيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب: إياكم وغيبة
المسلم، فان المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله ان يأكل لحم أخيه ميتا.
68 - عن أسباط بن محمد باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الغيبة أشد من الزنا،
فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب
الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله.
69 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث من كن فيه أوجبن
له على الناس أربعا: من إذا حدثهم لم يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا
وعدهم لم يخلفهم، وجب ان يظهر في الناس عدالته، ويظهر فيهم مروته، وان تحرم
عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته.
70 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من اخبار هذه المجموعة
وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم

(1) الانك: الرصاص كما سيأتي في الحديث الآتي.
93

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت
اخوته، وحرمت غيبته.
71 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس
بن عامر عن ابان عن رجل لا نعلمه الا يحيى الأزرق قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام
من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه
بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.
72 - وباسناده إلى عبد الرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
الغيبة ان تقول في أخيك مما ستره الله عليه، واما الامر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة
فلا، والبهتان أن يقول فيه ما ليس فيه.
73 - وباسناده إلى داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الغيبة قال
هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتثبت عليه أمرا قد ستره الله عليه، لم
يقم عليه فيه حد.
74 - وباسناده إلى السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الأكلة في جوفه.
قال وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث
قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب.
75 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن هارون بن الجهم
عن حفص بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل النبي ما كفارة الاغتياب؟ قال:
تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته.
76 - فيمن لا يحضره الفقيه في مناهى النبي صلى الله عليه وآله ونهى عن الغيبة. وقال من
اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة أنتن
من الجيفة، تتأذى به أهل الموقف، فان مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرم الله
عز وجل، الا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه
الف باب من الشر في الدنيا والآخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على...؟؟؟ عليه
94

كوزر من اغتابه سبعين مرة.
77 - في مجمع البيان وفى الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كي يحذره الناس.
78 - وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم والغيبة فان الغيبة أشد
من الزنا، ثم قال: إن الرجل يزنى ويتوب فيتوب الله عليه، وان صاحب الغيبة لا يغفر له
الا ان يغفر له صاحبه، وفى الحديث: إذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد
اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.
79 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال: يا أبا ذر إياك والغيبة، فان الغيبة أشد من الزنا، قلت: يا رسول الله ولم
ذاك فداك أبي وأمي؟ قال: لان الرجل يزنى فيتوب، فيقبل الله توبته، والغيبة لا تغفر
حتى يغفرها صاحبها.
80 - في جوامع الجامع وروى أن أبا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله ليأتي بهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وآله
على رحله فقال: ما عندي شئ، فعاد إليهما فقالا: بخل أسامة ولو بعثنا سلمان
إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهما: مالي أرى
خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما، قال ظلتم تأكلون
لحم سلمان وأسامة فنزلت.
81 - في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف رحمة الله عليه السلام من اشعاره عليه السلام
في موقف كربلا:
لقد فاز الذي نصروا حسينا * وخاب الآخرون بنو السفاح
ومنها
كل ذا العالم يرجو فضلنا * غير ذا الرجس اللعين الوالدين
82 - في عيون الأخبار في باب قول الرضا لأخيه زيد بن موسى حين افتخر
على من في مجلسه: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني
محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي
95

قال: سمعت أبي يقول: قال الرجل للرضا عليه السلام; والله ما على وجه الأرض أشرف
منك أبا فقال: التقوى شرفهم وطاعة الله أخفضهم، فقال له آخر: أنت والله خير
الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى وأطاع له، و
الله ما نسخت هذه الآية: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم
عند الله أتقاكم
83 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر
وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " قال الشعوب العجم، والقبائل العرب،
وقوله: " ان أكرمكم عند الله أتقاكم " وهو رد على من يفتخر بالأحساب و
الأنساب.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة يا أيها الناس ان الله قد اذهب عنكم بالاسلام
نخوة الجاهلية. وتفاخرها بآبائها، ان العربية ليست باب والد، وانما هو لسان
ناطق، فمن تكلم به فهو عربي، الا انكم من آدم وآدم من التراب، وان أكرمكم
عند الله أتقاكم.
84 - أخبرنا الحسين بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن
علوان عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن
حذيفة بن اليماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله خلق الخلق قسمين
فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله: " وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال "
فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا
فجعلني في خيرهما ثلاثا، وذلك قوله: " أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة
وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون " فانا من السابقين وانا
خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله: " يا أيها
الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم
عند الله أتقاكم " فقبيلتي خير القبائل، وانا سيد ولد آدم وأكرمكم على الله ولا فخر،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
96

85 - في مجمع البيان وقيل: أراد بالشعوب الموالى، وبالقبايل العرب
في رواية عطا عن ابن عباس والى هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم و
القبايل من العرب والأسباط من بني إسرائيل، وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.
86 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: أمرتكم
فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبي واضع انسابكم أين
المتقون؟ ان أكرمكم عند الله أتقاكم.
87 - وروى أن رجلا سأل عيسى بن مريم أي الناس أفضل؟ فاخذ قبضتين من
تراب ثم قال: أي هاتين أفضل؟ الناس خلقوا من تراب، فاكرمهم اتقاهم، أبو بكر
البيهقي بالاسناد عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله
عز وجل جعل القسمين فجعلني في خيرهم قسما وذلك قوله: وأصحاب اليمين و
أصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل
القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا، وذلك قوله " وأصحاب الميمنة وأصحاب
المشأمة والسابقون السابقون " فانا من السابقين، وانا خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث
قبايل فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله: " وجعلناكم شعوبا وقبائل " الآية فانا
اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلني في خيرها
بيتا، وذلك قوله عز وجل: " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و
يطهركم تطهيرا " فانا وأهلي مطهرون من الذنوب.
88 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن خالد قال
علي بن موسى الرضا عليه السلام: لا دين لمن لا ورع له; ولا أمان لمن لا تقية له، وان
أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية.
89 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول
الله تعالى: " ان أكرمكم عند الله أتقاكم " قال: أعملكم بالتقية.
90 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن
ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبي بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام
97

قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله زوج مقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب و
انما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله، وليعلموا ان أكرمكم
عند الله أتقاهم.
91 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم
عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت
الزبير بن عبد المطلب، ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول الله
صلى الله عليه وآله، ولتعلموا ان أكرمكم عند الله أتقاكم، وكان الزبير أخا عبد الله وأبى طالب
لأبيهما وأمهما.
92 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد
بن إسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الأسدي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أنا
عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي؟ قال: فقال: ما تمن علينا
بحسبك، ان الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا، و
وضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لأحد فضل على أحد
الا بالتقوى.
93 - في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف رحمه الله من كلامه
في موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم، فوالله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن
بنت نبي غيري.
94 - ومن كلامه عليه السلام للشمر لعنه الله: يا ويلك ومن أنا؟ فقال: الحسين و
أبوك علي بن أبي طالب، وأمك فاطمة الزهراء، وجدك محمد المصطفى;
فقال له الحسين عليه السلام: يا ويلك إذا عرفت بأن هذا حسبي ونسبي فلم تقتلني؟
ومن اشعاره عليه السلام:
انا بن علي الحر من آل هاشم * كفاني بهذا مفخر حين أفخر -
وفاطم أمي ثم جدي محمد * وعمى يدعى ذو الجناحين جعفر -
ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر -
98

إذا ما أتى يوم القيامة ظاميا * إلى الحوض يسقيه بكفيه حيدر
ومن اشعاره عليه السلام أيضا:
خيرة الله من الخلق أبى * بعد جدي فانا ابن الخيرتين * أمي الزهراء
حقا وأبى * وارث العلم ومولى الثقلين * فضة قد صفيت من ذهب * فأنا الفضة
وابن الذهبين * والدي شمس وأمي قمر * فانا الكوكب وابن القمرين * عبد
الله غلاما يافعا (1) * وقريش يعبدون الوثنين * من له جد كجدي في الورى *
أو كأمي في جميع المشرقين * خصه الله بفضل وتقى * فأنا الأزهر وابن الأزهرين *
جوهر من فضة مكنونة * فأنا الجوهر وابن الدرتين * جدي المرسل مصباح الدجى *
وأبى الموفى له بالبيعتين * والدي خاتمه جاد به * حين وافى رأسه للركعتين *
أيده الله بطاهر طاهر * صاحب الامر ببدر وحنين * ذاك والله على المرتضى * ساد
بالفضل على أهل الحرمين.
95 - في روضة الكافي عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن محمد بن
عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال: سمعت أبي يروى عن أبي جعفر عليه السلام
قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون
حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب أخبرني من أنت ومن أبوك وما
أصلك؟ فقال: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز وجل بمحمد صلى الله عليه وآله
كنت عائلا فأغناني الله بمحمد صلى الله عليه وآله وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد، هذا نسبي
وهذا حسبي قال: فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلمان يكلمهم، فقال له سلمان: يا رسول
الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم
حتى إذا بلغوا إلى، قال عمر بن الخطاب: من أنت وما أصلك وما حسبك؟ فقال
النبي صلى الله عليه وآله فما قلت له يا سلمان؟ قال: قلت: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا
فهداني الله عز ذكره بمحمد، وكنت عائلا فأغناني الله عز ذكره بمحمد، وكنت
مملوكا فأعتقني الله عز ذكره بمحمد، هذا حسبي وهذا نسبي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) يفع الغلام: راهق العشرين وقبل: ترعرع وناهز البلوغ.
99

يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه واصله عقله، قال الله عز وجل:
" انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله
أتقاكم " ثم قال النبي لسلمان: ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله عز وجل
وإن كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل.
96 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن جميل بن
دراج قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: فما الكرم؟ قال: التقوى، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
97 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن
محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أعبد الناس من أقام
الفرائض، إلى قوله: وأكرم الناس وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
98 - وروى علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمد النعمان
الأحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يكون أكرم
الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله.
99 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس
عن جميل بن دراج قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل قالت الاعراب
آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم
فقال: الا ترى ان الايمان غير الاسلام.
100 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد
جميعا عن الوشاء عن ابان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: " قالت
الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " فمن زعم انهم آمنوا فقد كذب، ومن زعم
انهم لم يسلموا فقد كذب.
101 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
100

جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام
قال: سمعته يقول: الاسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما
في القول والفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في
الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان، وقد قال
الله عز وجل: " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل
الايمان في قلوبكم " فقول الله أصدق القول، والحديث طويل أخذنا منه موضع
الحاجة.
102 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان
عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
يا سلمان أتدري من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنت اعلم، قال: المسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال: قلت: أنت اعلم،
قال: المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم، والمسلم حرام على المسلم ان
يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعننه.
103 - علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله
عليه السلام أنه قال في حديث طويل: ان الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون،
والايمان عليه يثابون.
104 - علي بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبي
نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن
أعين إلى أبى عبد الله عليه السلام أسأله عن الايمان ما هو؟ فكتب إلى مع عبد الملك بن
أعين: سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب
وعمل بالأركان، والايمان بعضه من بعض، وهو دار وكذلك الاسلام دار، والكفر
دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون
مسلما، فالاسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان، فإذا اتى العبد كبيرة من
كباير المعاصي أو صغيرة من صغاير المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها، كان خارجا
101

من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر
عاد إلى دار الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر الا الجحود والاستحلال أن يقول:
للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من
الاسلام والايمان، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل
الكعبة، واحدث في الكعبة حدثا، فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه
وصار إلى النار.
105 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة
بن مهران قال: سألت عن الايمان والاسلام قلت له: أفرق بين الاسلام والايمان؟
قال: فاضرب لك مثله؟ قال: قلت: أورد ذلك قال: مثل الايمان والاسلام مثل
الكعبة الحرام من الحرم، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة، ولا يكون
في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا، ولا يكون
مؤمنا حتى يكون مسلما قال: قلت: فيخرج من الايمان شئ؟ قال: نعم،
قلت: فصيره إلى ماذا؟ قال: إلى الاسلام أو الكفر.
106 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن
صالح عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن الاسلام والايمان أهما
مختلفان؟ فقال: ان الايمان يشارك الاسلام والاسلام لا يشارك الايمان، فقلت:
فصفهما لي، فقال: الاسلام شهادة ان لا إله إلا الله والتصديق برسول الله صلى الله عليه وآله، به
حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس
والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام، وما ظهر من العمل به والايمان
ارفع من الاسلام بدرجة، ان الايمان يشارك الاسلام في الظاهر، والاسلام لا يشارك
الايمان في الباطن، وان اجتمعا في القول والصفة.
107 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سفيان
بن السمط قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما؟
فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه، ثم التقيا في الطريق قد أزف (1) من الرجل الرحيل

(1) أي قرب، وفى القاموس: أزف الترحل: دنا.
102

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كأنه قد أزف منك رحيل؟ فقال: نعم، فقال: فألقى في
البيت، فلقيه فسأله عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فقال: الاسلام هو
الظاهر الذي عليه الناس: شهادة ان لا إله إلا الله وان محمد رسول الله، وأقام الصلاة
وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الاسلام، وقال: الايمان معرفة
هذا الامر مع هذا، فان أقر بها ولم يعرف هذا الامر كان مسلما وكان ضالا.
108 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: هذه شرايع
الدين إلى أن قال عليه السلام: والاسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن
109 - عن أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل: أصلحك
الله ان بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك، قال: وما هي؟ قال: يقولون:
الايمان غير الاسلام، فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم فقال الرجل: صفه لي، فقال: من شهد
ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله. وأقام الصلاة وآتى
الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم، فقلت: الايمان؟ قال من شهد
ان لا إله إلا الله وان محمد رسول الله وأقر بما جاء من عند الله وأقام الصلاة وآتى
الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن،
قال أبو بصير: جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار؟ فقال: ليس
هو حيث تذهب، انما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار لم يتب منه.
110 - في مجمع البيان وروى انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الاسلام علانية،
والايمان في القلب، وأشار إلى صدره.
111 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: انما المؤمنون الذين آمنوا
بالله ورسوله ثم لم يرتابوا أي لم يشكوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله
الآية قال: نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام.
وقوله: يمنون عليك ان أسلموا نزلت في عثمان يوم الخندق، وذلك أنه
مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة فوضع عثمان
كمه على انفه ومر فقال عمار: لا يستوى من يعمر المساجد فيصلى فيها راكعا وساجدا
103

كمن يمر بالغبار حايدا يعرض عنه جاحدا معاندا. فالتفت إليه عثمان فقال: يا بن
السودا إياي تعنى؟ ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لم ندخل معك لتسب أعراضنا
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أقلتك اسلامك. فاذهب، فأنزل الله عز وجل: " يمنون
عليك ان أسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للايمان ان
كنتم صادقين " أي ليس هم صادقين ان الله يعلم غيب السماوات والأرض والله
بصير بما يعملون.
112 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أحمد
بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن
العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله
فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمن على
الله عز وجل ولله عليه فيه المن.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام من أدمن في فرائضه
ونوافله قراءة سورة " ق " وسع الله عليه في رزقه، وأعطاه كتابه بيمينه، وحاسبه
حسابا يسيرا.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال من قرء سورة " ق "
هون الله عليه تارات الموت وسكراته.
3 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما " ق " فهو الجبل المحيط بالأرض، وخضرة
السماء منه وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: ق والقرآن المجيد قال: قاف جبل
محيط بالدنيا وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم.
5 - وباسناده إلى يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته
104

يقول " عسق " عدد سنى القائم وقاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر " فخضرة
السماء من ذلك الجبل. وعلم علي عليه السلام كله في عسق بل عجبوا يعنى قريشا ان جاءهم
منذر منهم يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال الكافرون هذا شئ عجيب أئذا متنا
وكنا ترابا ذلك رجع علينا بعيد قال: نزلت في أبي بن خلف، قال أبى جهل: تعال
إلى أعجبك من محمد ثم أخذ عظما ففته ثم قال يا محمد تزعم أن هذا يحيى؟ فقال الله
بل كذبوا بالحق لما جائهم فهم في أمر مريج يعنى مختلف
6 - في أصول الكافي باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام
قال: يا بنى الكفر على أربع دعائم الفسق والغلو والشك والشبهة، إلى قوله:
والغلو على أربع شعب، على التعمق بالرأي والتنازع فيه، والزيغ والشقاق، فمن
تعمق لم ينسب إلى الحق، ولم يزدد الا غرقا في الغمرات، ولم تحتبس عنه فتنة
الا غشيته أخرى، وانخرق ذنبه فهو يهوى في أمر مريج.
قال عز من قائل: وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج إلى قوله تعالى: رزقا للعباد.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبى بكر الحضرمي عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: كانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر
وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم
يكن للأرض أبواب، وهو النبت ولم تمطر السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر،
وفتق الأرض بالنبات، وذلك قوله: " أولم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض
كانتا رتقا ففتقناهما " الآية.
8 - في روضة الكافي باسناده إلى محمد بن عطية عن أبي جعفر عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الأرض رتقا لا
تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة فشق
السماء بالمطر، والأرض بنبات الجب.
9 - في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في قوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء مباركا قال ليس: من
105

ماء في الأرض الا وقد خالطه ماء السماء.
10 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى الربيع الشامي عن أبي جعفر عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أهبط آدم إلى الأرض فكانت
السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عز وجل على
آدم أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها (1) ثم أمر الأرض
فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار وتفيهت بالأنهار (2) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.
11 - في الكافي باسناده إلى هشام الصيدناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سأله رجل عن هذه الآية: كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس فقال بيده
هكذا، فمسح إحديهما على الأخرى فقال: هن اللواتي باللواتي، يعنى النساء
بالنساء.
12 - في مجمع البيان وقيل كان سحق النساء في أصحاب الرس وروى ذلك
عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام.
قال عز من قائل: وقوم تبع.
13 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما
سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: لم سمى تبع تبعا؟ فقال: لأنه كان
غلاما كاتبا، وكان يكتب لملك كان قبله، فكان إذا كتب كتب بسم الله الذي خلقا
صبيحا وريحا، فقال الملك: اكتب وابدأ باسم ملك الرعد، فقال: لا ابدء الا باسم
الهى; ثم اعطف على حاجتك فشكر الله عز وجل له ذلك فاتاه ملك ذلك الملك فتابعه
الناس على ذلك فسمى تبعا.
14 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمر بن ابان عن

(1) قوله " أرخت السماء عزاليها " من أرخى زمام الناقة: أرسله وعزا لي جمع العزلاء
فم المزادة ومصب الماء من القربة ونحوها وهذا الكلام كناية عن شدة وقع المطر.
(2) أي انها فتحت أفواهها ولكن القياس " تفوهت " بالواو وفى المصدر " تفهقت "
وهو من فهق الاناء: امتلاء.
106

ابان رفعه ان تبعا قال في شعره:
حتى اتاني من قريضة عالم * حبر لعمرك في اليهود مسودا (1) -
قال ازدجر عن قرية محجوبة * لنبي مكة من قريش مهتدى (2) -
فعفوت عنهم عفو غير مثرب (3) * وتركتهم لعقاب يوم سرمد -
وتركتها لله أرجو عفوه * يوم الحساب من الجحيم الموقد -
ولقد تركت له بها من قومنا * نفرا أولى حسب وبأس يحمد -
نفرا يكون النصر في أعقابهم * أرجو بذاك ثواب نصر محمد -
ما كنت احسب ان بيتا ظاهرا * لله في بطحاء مكة يعبد -
قالوا بمكة بيت مال داثر * وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد (4) -
فأردت أمرا حال ربى دونه * والله يدفع عن خراب المسجد -
فتركت ما أملته فيه لهم * وتركته مثلا لأهل المشهد
قال أبو عبد الله عليه السلام: قد أخبر انه سيخرج من هذه يعنى مكة نبي يكون مهاجرته
إلى يثرب، فأخذ قوما من اليمن فأنزلهم مع اليهود لينصروه إذا خرج، ففي ذلك
يقول شعرا:
شهدت على احمد أنه * رسول من الله بارى النسم (5) -
فلو مد عمري إلى عمره * لكنت وزيرا له وابن عم -
وكنت عذابا على المشركين * اسقيهم كأس حتف وغم (6)
15 - وباسناده إلى الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن تبعا قال

(1) الحبر: رئيس الكهنة عند اليهود.
(2) ازدجره: منعه وطرده.
(3) ثربه - بتشديد الراء وتخفيفها - لامه. قبح عليه فعله.
(4) دثر الرسم: بلى وامحى.
(5) البارئ: الخالق، والنسم جمع النسمة -: النفوس
(6) الحتف: الموت.
107

للأوس والخزرج: كونوا هيهنا حتى يخرج هذا النبي، اما انا فلو أدركته
لخدمته ولخرجت معه.
16 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل
يقول فيه: لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم
في الجنة، وصير الله أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، ان الله تبارك وتعالى لا يعبد،
في بلاده، ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، بلى والله ليخلقن خلقا من
غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء
تظلهم، أليس الله يقول: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " وقال الله تعالى:
أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد.
17 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال:
سئل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من
خلق جديد " قال: يا جابر تأويل ذلك ان الله عز وجل إذا افنى هذا الخلق وهذا العالم،
وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، جدد الله عالما غير هذا العالم، وجدد خلقا من
غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه، وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم وسماء
غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد أو ترى ان الله
لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، أنت في
آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين.
18 - في الكافي علي بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال: دخل -
أبو حنيفة على أبى عبد الله عليه السلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلى والناس يمرون بين يديه
فلا ينهاهم وفيه ما فيه؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ادعوا لي موسى، فدعى فقال: يا بنى
ان أبا حنيفة يذكر انك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلا تنهاهم؟ فقال:
يا أبت ان الذي كنت اصلى له كان أقرب إلى منهم، يقول الله عز وجل ونحن أقرب إليه
من حبل الوريد قال: فضمه أبو عبد الله عليه السلام إلى نفسه ثم قال: بأبي أنت وأمي
يا مستودع الاسرار، وهذا تأديب منه عليه السلام لا انه ترك الفضل.
108

19 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله فيما نذكر من كتاب
قصص القرآن وأسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيثم بن محمد بن الهيثم
النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين، دخل عثمان بن عفان على رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال: أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك،
وواحد على الشمال، فإذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي
على الشمال للذي على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب؟ فإذا قال
ثلاثا قال: نعم أكتب أراحنا الله منه فلبئس القرين ما أقل مراقبته الله عز وجل.
أقل استحيائه منا يقول الله تعالى: ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وملكان
بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه وتعالى: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه "
وملك قابض على ناصيتك، فإذا تواضعت لله عز وجل رفعك، وإذا تجبرت لله
فضحك (1) وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلوات على محمد، و
ملك قائم على فيك لا يدع ان تدب الحية في فيك (2) وملكان على عينيك،
فهذه عشرة املاك على كل آدمي، يعد ان ملائكة الليل على ملائكة النهار لان
ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل آدمي وإبليس
بالنهار وولده بالليل; قال الله تعالى " وان عليكم لحافظين " الآية وقال عز وجل:
" إذ يتلقى المتلقيان " الآية.
20 - وفى كتاب سعد السعود أيضا بعد أن ذكر ملكي الليل وملكي النهار،
وفى رواية أنهما يأتيان المؤمن عند حضور صلاة الفجر، فإذا هبطا صعد الملكان
الموكلان بالليل، فإذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابه الليل ويصعد
الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عز وجل; فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت
حضور أجله، فإذا حضر أجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه، وكم من قول حسن أسمعتناه، ومن مجلس خير

(1) وفى المصدر " وضعك وفضحك "
(2) دب: مشى
109

أحضرتناه فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك وإن كان عاصيا، قالا له
جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ أديتناه، و
كم من قول سيئ أسمعتناه، ومن مجلس سوء أحضرتناه، ونحن لك اليوم على ما
تكره وشهيدان عند ربك.
21 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن
حماد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من قلب الأولى أذنان، على إحديهما ملك
مرشد وعلى الأخرى شيطان مفتن، هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي
والملك يزجره عنها، وهو قول الله تعالى: " عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من
قول الا لديه رقيب عتيد ".
22 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن
جبلة عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمنين إذا قعدا
يتحدثان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما;
فقلت ؤ، أليس الله عز وجل يقول: " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد " فقال:
يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فان عالم السر يسمع ويرى، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
23 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة (1) فإذا الزما لا
يريدان بذلك الا وجه الله ولا يريدان غرضا من اغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما،
فاستأنفا فإذا أقبلا على المسائلة قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما، فان
لهما سرا وقد ستره الله عليهما، قال إسحاق. فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما
لفظهما وقد قال الله عز وجل: " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد "؟ قال: فتنفس
أبو عبد الله الصعداء (2) ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته، وقال: يا إسحاق ان الله

(1) غمره: علاه وغطاه.
(2) الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب.
110

تبارك وتعالى انما أمر الملائكة ان تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا اجلالا لهما،
وانه وإن كانت لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فإنه يعرف ويحفظه عليهما عالم
السر واخفى.
24 - في كتاب جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كاتب
الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على شماله، وصاحب اليمين أمير على
صاحب الشمال; فإذا اعمل حسنة كتبتها ملك اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال
صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر.
25 - في مجمع البيان وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن صاحب الشمال
ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المخطئ أو المسئ. فان ندم واستغفر منها ألقاها
والا كتب واحدة.
26 - وعن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ان الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه، فإذا مات قالا: يا رب قد قبضت
عبدك فلانا فإلى أين؟ قال: سمائي مملوة بملائكتي يعبدونني وارضى مملوة من
خلقي يطيعونني، اذهبا إلى قبر عبدي فسبحاني وكبراني وهللاني واكتبا ذلك في
حسنات عبدي.
27 - في الشواذ: وجاءت سكرة الحق بالموت وهي قراءة سعيد بن جبير و
طلحة، ورواها أصحابنا عن أئمة الهدى عليهم السلام.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " وجاءت سكرة الموت بالحق "
قال: نزلت " وجاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد " قال نزلت
في الأول وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد يشهد عليها قال: سائق يسوقها
29 - في نهج البلاغة " وكل نفس معها سائق وشهيد " سائق يسوقها إلى محشرها و
شاهد يشهد عليها بعملها.
30 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد
عن أبيه عن أبي الجهم عن أبي حذيفة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كم بينك وبين
111

البصرة؟ قلت في الماء خمس إذا طابت الريح، وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال:
ما أقرب هذا تزاوروا واو تعاهدوا بعضكم بعضا، فإنه لابد يوم القيامة من أن
يأتي كل انسان بشاهد يشهد له على دينه; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
31 - فيمن لا يحضره الفقيه وفى رواية السكوني قال: قال علي عليه السلام:
ما من يوم يمر على ابن آدم الا قال له ذلك اليوم: انا يوم جديد وانا عليك شهيد،
فافعل في خيرا واعمل في خيرا اشهد لك به يوم القيامة، فإنك لن تراني بعد هذا أبدا،
32 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله تعالى: وقال قرينه أي شيطانه وهو
الثاني هذا ما لدي عتيد وقوله: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله
وعلي عليه السلام وذلك قول الصادق عليه السلام على قسيم الجنة والنار.
33 - وباسناده إلى عبيد بن يحيى عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه
عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله: " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد
واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، ثم يقول الله تبارك وتعالى ولك:
قوما وألقيا من أبغضكما وكذبكما في النار.
34 - وحدثني أبي عن عبد الله بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا سألتم الله
فاسئلوه لي الوسيلة وذكر صلوات الله عليه وآله الوسيلة وصفتها، وهو حديث
طويل وفى آخره: فبينما انا كذلك إذا ملكين قد أقبلا إلى، اما أحدهما فرضوان
خازن الجنة، واما الاخر فما لك خازن النار فيدنو إلى رضوان ويسلم على فيقول: السلام
عليك يا رسول الله فارد عليه السلام وأقول: أيها الملك الطيب الريح الحسن الوجه
الكريم على ربه من أنت؟ فيقول: انا رضوان خازن الجنة، امرني ربى ان آتيك
بمفاتح الجنة فخذها يا محمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربى، فله الحمد على
ما أنعم به على ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب عليه السلام فيدفعها إلى علي، ويرجع
رضوان ثم يدنو مالك خازن النار فيسلم ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فأقول
112

له: عليك السلام أيها الملك ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك من أنت؟ فيقول أنا
مالك خازن النار أمرني ربى ان آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك [من
ربى] فله الحمد على ما أنعم به على وفضلني به، ادفعها إلى اخى علي بن أبي طالب
عليه السلام فيدفعها إليه ثم يرجع ويقبل على ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد
على شفير جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها (1) واشتد حرها وكثر شررها،
فتنادى جهنم: يا علي جزني فقد اطفأ نورك لهبي، فيقول على لها: قرى يا جهنم
ذرى هذا لي وخذي هذا عدوى، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلى من غلام أحدكم
لصاحبه، فان شاء يذهب به يمنة وان شاء يذهب به يسرة، ولجهنم يومئذ أشد
مطاوعة لعلى فيما يأمرها به من جميع الخلائق; وذلك أن عليا عليه السلام يومئذ قسيم
الجنة والنار.
35 - في مجمع البيان وروى أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن الأعمش أنه
قال: حدثنا أبو المتوكل التاجر عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعلى: ألقيا في النار من أبغضكما، وادخلا
الجنة من أحبكما، وذلك قوله: " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ".
36 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله تبارك وتعالى يوم القيمة لي ولعلى بن أبي
طالب: أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى:
" ادخلا في جهنم كل كفار عنيد ".
37 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله عز وجل: " ألقيا في
جهنم كل كفار عنيد " قال: نزلت في وفى علي بن أبي طالب عليه السلام، وذلك أنه
إذا كان يوم القيامة شفعني ربى وشفعك يا علي وكساني وكساك يا علي، ثم قال لي و
لك يا علي: ألقيا في جهنم من أبغضكما، وادخلا الجنة كل من أحبكما، قال:
ذلك هو المؤمن.

(1) زفر النار زفيرا: سمع صوت توقدها.
113

38 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: مناع للخير قال: المناع الثاني،
والخير ولاية علي عليه السلام وحقوق آل محمد عليه السلام، ولما كتب الأول كتاب فدك بردها
على فاطمة منعه الثاني فهو معتد مريب الذي جعل مع الله الها آخر قال: هو
ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الإمامة والخمس، واما قوله: قال قرينه أي
شيطانه وهو الثاني ربنا ما أطغيته يعنى الأول ولكن كان في ضلال بعيد فيقول
الله لهما: لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى أي
ما فعلتم لا تبدل حسنات، ما وعدته لا اخلفه.
39 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن علي بن الحسين عليهما
السلام أنه قال: سألت أبى سيد العابدين عليه السلام فقلت له: يا أبت اخبرني عن جدنا
رسول الله صلى الله عليه وآله لما عرج به إلى السماء، وامر ربه عز وجل بخمسين صلاة كيف لم
يسئله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران: ارجع إلى ربك فاسأله
التخفيف، فان أمتك لا تطيق ذلك، فقال: يا بنى ان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقترح على
ربه عز وجل ولا يراجعه في شئ يأمره به فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته إليه
لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى عليه السلام، فرجع إلى ربه عز وجل يسئله التخفيف إلى أن ردها
إلى خمس صلوات قال: فقلت له: يا أبت فلم يرجع إلى ربه عز وجل ولم يسئله التخفيف
من خمس صلوات وقد سئل موسى عليه السلام ان يرجع إلى ربه ويسئله التخفيف؟ فقال:
يا بنى أراد عليه السلام ان يحصل لامته التخفيف مع اجر خمسين صلاة لقول الله عز وجل: " من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " الا ترى انه عليه السلام لما هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل
فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: انها خمس بخمسين " ما يبدل القول لدى
وما انا بظلام للعبيد " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
40 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول
هل من مزيد قال: هو استفهام، لان وعد الله النار ان يملأها فتمتلى النار، ثم تقول لها:
هل امتلأت وتقول هل من مزيد على حد الاستفهام أي ليس في مزيد، قال: فتقول
الجنة: يا رب وعدت النار ان تملأها ووعدتني ان تملأني فلم تملأني وقد ملأت النار؟
114

قال: فيخلق الله يومئذ خلقا فيملأ بهم الجنة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: طوبى لهم
لم يروا غموم الدنيا وهمومها.
41 - في مجمع البيان " وتقول هل من مزيد " ويجوز أن يكون تطلب الزيادة
على أن يزاد في سعتها كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله انه قيل له يوم فتح مكة الا تنزل دارك؟
فقال عليه السلام: هل ترك لنا عقيل من دار، [لأنه قد كان] قد باع دور بني هاشم لما خرجوا
إلى المدينة، فعلى هذا يكون المعنى: وهل بقي زيادة " انتهى ".
42 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وأزلفت الجنة للمتقين أي زينت
غير بعيد قال: بسرعة.
43 - في عوالي اللئالي وقال النبي صلى الله عليه وآله لما دخل المدينة عند هجرته:
أيها الناس افشوا السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام،
تدخلوا الجنة بسلام.
44 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد
قال: النظر إلى رحمة الله حدثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم
بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم
جمعة، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلتان (1) فينتهى إلى
باب الجنة فيقول: استأذنوا لي على فلان، فيقال له: هذا رسول ربك على الباب،
فيقول لأزواجه: أي شئ ترين على أحسن؟ فيقلن: يا سيدنا والذي أباحك
الجنة ما رأينا عليك أحسن من هذا، قد بعث إليك ربك فيتزر بواحد وتثعطف
بالأخرى، فلا يمر بشئ الا أضاء له حتى ينتهى إلى الموعد، فإذا اجتمعوا تجلى
لهم الرب تبارك وتعالى، فإذا نظروا إليه أي إلى رحمته خروا سجدا; فيقول: عبادي
ارفعوا رؤسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة; قد رفعت عنكم المؤنة، فيقولون
يا رب وأي شئ أفضل مما أعطيتنا؟ أعطيتنا الجنة فيقول: لكم مثل ما في أيديكم سبعين
ضعفا، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه، وهو قوله: " ولدينا

(1) وفى نسخة البحار " معه حلة.
115

مزيد " وهو يوم الجمعة ان ليلها ليلة غراء ويومها يوم أزهر فأكثروا فيها من التسبيح
والتهليل والتكبير والثناء على الله والصلاة على رسول الله، قال فيمر المؤمن فلا يمر
بشئ الا أضاء له حتى ينتهى إلى أزواجه فيقلن. والذي أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأينا
قط أحسن منك الساعة، فيقول انى قد نظرت إلى نور ربى، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
45 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي
جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء
احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، أنا ذو القلب يقول الله عز وجل:
ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
46 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي
أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله يقول في كتابه " ان في ذلك لذكرى
لمن كان له قلب " يعنى عقل.
47 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله روى أن اليهود أتت النبي
صلى الله عليه وآله فسألته عن خلق السماوات والأرض، فقال خلق الله الأرض يوم الأحد و
الاثنين وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء و
المداين والعمران والخراب; وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة
النجوم والشمس والقمر والملائكة، قالت اليهود ثم ماذا يا محمد؟ قال ثم استوى
على العرش، قالوا قد أصبت لو أتممت، قالوا ثم استراح، فغضب النبي صلى الله عليه وآله
غضبا شديدا، فنزل: ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة
أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون.
48 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه
سأل رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني عن أول يوم خلق الله عز وجل، قال: يوم الأحد،
قال: ولم يسمى يوم الأحد؟ قال: لأنه واحد محدود، قال: فالإثنين؟ قال:
هو اليوم الثاني من لدينا، قال: فالثلثاء قال: الثالث من الدنيا، قال: فالأربعاء
116

قال اليوم الرابع من الدنيا، قال: فالخميس؟ قال: هو يوم الخامس من الدنيا،
وهو يوم إبليس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس، قال: فالجمعة هو يوم مجموع
له الناس وذلك يوم مشهود وهو شاهد ومشهود: قال: فالسبت قال: يوم مسبوت،
وذلك قوله عز وجل في القرآن: " ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة
أيام " فمن الاحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت معطل، قال صدقت يا محمد،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
49 - في أصول الكافي خطبة لعلى عليه السلام وفيها: أتقن ما أراد خلقه من الأشياء
كلها بلا مثال سبق، ولا لغوب (1) دخل عليه في خلق ما خلق لديه.
50 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن
محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال
أبو عبد الله: عليك بالصبر في جميع أمورك، فان الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله فأمره
بالصبر والرفق فصبر صلى الله عليه وآله حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، فضاق صدره، فأنزل
الله عز وجل; " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من
الساجدين " ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عز وجل: " قد نعلم أنه
ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد
كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا " فألزم النبي
صلى الله عليه وآله نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه، فقال: قد صبرت
في نفسي وأهلي وعرضى ولا صبر لي على ذكر الهى، فأنزل الله عز وجل: " ولقد
خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على
ما يقولون " فصبر النبي صلى الله عليه وآله في جميع أحواله، والحديث طويل أخذنا منه موضع
الحاجة.
51 - في مجمع البيان روى عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن قوله:
فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فقال: تقول: حين تصبح

(1) اللغوب: التعب.
117

وحين يمسى عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شئ قدير.
52 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ما عجت الأرض إلى ربها كعجيجها من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها،
[أ] واغتسال من زنا، [أ] والنوم عليها قبل طلوع الشمس.
53 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب: واطلبوا
الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإنه أسرع في طلب الرزق عن
الضرب في الأرض، وهي الساعة التي تقسم الله فيها الرزق بين عباده.
54 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز
عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: وادبار السجود قال: ركعات بعد
المغرب (1).
55 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن
محمد عن ابن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله ومن الليل فسبحه وادبار
السجود قال: أربع ركعات بعد المغرب.
56 - في قرب الإسناد للحميري وباسناده إلى إسماعيل بن عبد الخالق قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ركعتين اللتين بعد المغرب هما أدبار السجود.
57 - في مجمع البيان " وأدبار السجود " فيه أقوال: (أحدها) ان المراد
به الركعتان بعد المغرب " وادبار النجوم " قبل الفجر عن علي بن أبي طالب عليه السلام،
والحسن بن علي عليه السلام وعن ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله.
58 - ورابعها أنه الوتر من آخر الليل، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
59 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: واستمع يوم يناد المناد من
مكان قريب قال: ينادى المنادى باسم القائم واسم أبيه عليه السلام، قوله: يوم

(1) وفى بعض النسخ " ركعتان بعد المغرب ".
118

يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج قال: صيحة القائم من السماء،
" ذلك يوم الخروج " قال هي الرجعة.
حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد عن عمر بن عبد العزيز
عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم
الخروج " قال: هي الرجعة.
وقال علي بن إبراهيم في قوله: يوم تشقق الأرض عنهم سراعا قال: في الرجعة.
60 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصية له يا علي أن الله تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال
أنت أول من ينشق عنه القبر معي; الحديث.
61 - عن الزهري قال: قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أشد ساعات
ابن آدم ثلاث ساعات، الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها
من قبره; الحديث.
62 - عن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي سألت ربى فيك خمس خصال فأعطاني، أما أولها فسألت ربى
أن أكون أول من تنشق عنه الأرض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي الحديث.
63 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى عطية الأبراري قال: سمعت أبا عبد
الله عليه السلام يقول: لا تمكث جثة نبي ولا وصى نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما.
64 - وباسناده إلى زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من نبي
ولا وصى يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه
إلى السماء، وانما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بعيد ويسمعونهم في
مواضع آثارهم من قريب.
65 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ان الله عز وجل أوحى إلى
موسى بن عمران ان أخرج عظام يوسف عليه السلام من مصر الحديث.
66 - وفيه في آخر زيارة أمير المؤمنين عليه السلام متصل بزيارة الحسين عليه السلام وتصلى
119

عنده ست ركعات بتسليم في كل ركعتين، لان في قبره عظام آدم وجسد نوح و
أمير المؤمنين عليهم السلام ومن زار قبره فقد زار آدم ونوح وأمير المؤمنين عليهم السلام فتصلى لكل
زيارة ركعتين.
67 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تنشق
الأرض عن أحد يوم القيامة الا وملكان اخذان بضبعه (1) يقولان: أجب رب العزة.
68 - في تفسير علي بن إبراهيم في قوله: فذكر بالقرآن من يخاف وعيد قال
ذكر يا محمد ما وعدناه من العذاب.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال من قرء سورة
والذاريات في يومه أو في ليلته أصلح الله له معيشته، وأتاه برزق واسع ونور له في
قبره، بسراج يزهر إلى يوم القيامة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله، من قرء سورة الذاريات
أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله: والذاريات ذروا فقال ابن الكوا سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن
" الذاريات ذروا "؟ قال الريح، وعن الحاملات وقرا فقال: هي السحاب وعن الجاريات
يسرا فقال هي السفن وعن المقسمات أمرا فقال الملائكة، وهو قسم كله وخبره
انما توعدون لصادق وان الدين لواقع يعنى المجازاة والمكافأة.
4 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام لا يجوز لاحد ان يقسم
الا بالله تعالى والله سبحانه يقسم بما شاء من خلقه.
5 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: في قول الله عز وجل: " فالمقسمات

(1) الضبع: العضد.
120

أمرا " قال الملائكة تقسم ارزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس،
فمن ينام فيما بينهما نام عن رزقه.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد
الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله: " انما توعدون لصادق " يعنى في علي و
" ان الدين لواقع " يعنى عليا وعلى هو الدين، وقوله: والسماء ذات الحبك قال: السماء
رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى ذات الحبك.
7 - حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت
له: اخبرني عن قول الله: " والسماء ذات الحبك " فقال: هي محبوكة إلى الأرض -
وشبك بين أصابعه - فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول " رفع السماء
بغير عمد ترونها "؟ فقال: سبحان الله أليس يقول: بغير عمد ترونها؟ فقلت: بلى
فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها، قلت: كيف ذلك جعلني الله فداك؟ فبسط كف
اليسرى ثم وضع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا والسماء الدنيا عليها فوقها
قبة والأرض الثانية فوق السماء الدنيا والسماء الثانية فوقها قبة، والأرض الثالثة
فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة، والأرض الرابعة فوق السماء
الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء
الخامسة فوقها قبة، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها
قبة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السابعة فوقها قبة، وعرش
الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة، وهو قول الله: " الذي خلق سبع سماوات
طباقا ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن " فأما صاحب الامر فهو رسول الله صلى الله عليه وآله
والوصي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قائم هو على وجه الأرض، فإنما يتنزل الامر إليه من فوق
السماء بين السماوات والأرضين، قلت فما تحتنا الا ارض واحدة؟ فقال: ما تحتنا الا ارض
واحدة وان الست لهى فوقنا.
8 - في مجمع البيان " ذات الحبك " ذات الطرائق الحسنة إلى قوله: وقيل ذات
121

الحسن والزينة عن علي عليه السلام.
9 - في جوامع الجامع وعن علي عليه السلام حسنها وزينها.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: انكم لفى قول مختلف يعنى
مختلف في علي اختلفت هذه الأمة في ولايته، فمن استقام على ولاية علي عليه السلام دخل
الجنة، ومن خالف ولاية على دخل النار، وقوله: يؤفك عنه من افك فإنه يعنى عليا،
فمن أفك عن ولايته افك عن الجنة.
11 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحسن بن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " لفى
قول مختلف " في أمر الولاية " يؤفك عنه من افك " قال: من أفك عن الولاية افك
عن الجنة.
12 - في الكافي علي بن محمد عن سهل عن أحمد بن عبد العزيز قال:
حدثنا بعض أصحابنا قال: كان أبو الحسن الأول عليه السلام إذا رفع رأسه من آخر ركعة
الوتر قال: هذا مقام من حسناته نعمه منك وشكره ضعيف وذنبه عظيم، وليس له
الا دفعك ورحمتك، فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلى الله عليه وآله
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون طال هجوعي (1)
وقل قيامي وهذا السحر وانا استغفرك لذنبي استغفار من لا يجد لنفسه ضرا ولا نفعا،
ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ثم يخر ساجدا صلوات الله عليه
13 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن
محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العبد يوقظ ثلاث
مرات من الليل; فإن لم يقم أتاه الشيطان فبال في اذنيه قال: وسألته عن قول
الله عز وجل: " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " قال: كانوا أقل الليالي تفوتهم لا
يقومون فيها.
14 - في مجمع البيان " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " وقيل: معناه قل ليلة

(1) الهجوع: النوم.
122

تمر بهم الا صلوا فيها وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
15 - " وبالاسحار هم يستغفرون " وقال أبو عبد الله عليه السلام: كانوا يستغفرون في الوتر
سبعين مرة في السحر.
16 - في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن الحسن بن علي
عن العباس بن عامر عن جابر عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كانوا قليلا
من الليل ما يهجعون " قال: كان القوم ينامون ولكن كلما انقلب أحدهم قال: الحمد
لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم: وفى أموالهم حق للسائل والمحروم
قال: السائل الذي يسأل، والمحروم الذي قد منع كده.
18 - في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن ابن
فضال عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام وقوله عز وجل: " للسائل والمحروم "
قال: المحروم المحارف الذي قد حرم كديده في الشراء والبيع.
19 - وفى رواية أخرى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام، قال: المحروم
الرجل ليس بعقله يأس ولا يبسط له في الرزق وهو محارف.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وفى الأرض آيات للموقنين
قال: في كل شئ خلقه الله عز وجل آية، قال الشاعر:
وفى كل شئ له آية * تدل على أنه واحد
وقوله: وفى أنفسكم أفلا تبصرون قال: خلقك سميعا بصيرا تغضب مرة
وترضى مرة، وتجوع مرة وتشبع مرة، وذلك كله من آيات الله.
21 - في مجمع البيان " وفى أنفسكم أفلا تبصرون " أي أفلا ترون أنها
متصرفة من حال إلى حال إلى قوله: وقيل: يعنى انه خلقك سميعا بصيرا تغضب و
ترضى وتجوع وتشبع وذلك كله من آيات الله عن الصادق عليه السلام.
22 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل
وفى آخره قال الرجل وكان زنديقا: فأخبرني متى كان؟ قال أبو الحسن عليه السلام
123

انى لما نظرت إلى جسدي ولم يمكنني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول و
دفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه، علمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما
أرى من دوران الفلك بقدرته وانشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس
والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات البينات، علمت أن لهذا
مقدرا ومنشئا.
23 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن
أبيه عليه السلام ان رجلا قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين بما عرفت
ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم، لما أن هممت فحال بيني وبين همى، وعزمت
فخالف القضاء عزمي علمت أن المدبر غيري.
24 - في كتاب التوحيد باسناده إلى هشام بن سالم قال سأل أبو عبد الله
عليه السلام فقيل له: بما عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم، عزمت ففسخ عزمي،
وهممت فنقض همى.
25 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وفى السماء رزقكم وما توعدون
قال: المطر ينزل من السماء، فتخرج به أقوات العالم من الأرض، وما توعدون
من أخبار الرجعة والقيامة، والاخبار التي في السماء.
وفيه عن الحسن بن علي عليهما السلام حديث طويل وفيه: ثم سئل ملك الروم
من أرزاق الخلائق؟ فقال الحسن عليه السلام: أرزاق الخلايق في السماء الرابعة تنزل بقدر
وتبسط بقدر.
26 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا
فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء، فقال ابن سبا:
يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل في كل مكان؟ قال: بلى، قال فلم يرفع يديه
إلى السماء؟ فقال: أوما تقرأ: " وفى السماء رزقكم وما توعدون " فمن أين تطلب
الرزق الا من موضع الرزق وما وعد الله عز وجل السماء.
124

27 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب
مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا فرغ أحدكم وقال عليه السلام نحو ما نقلناه عن
علل الشرايع بحذف وتغيير غير مغير للمعنى. عن أبي عبد الله عليه السلام قال: غسل الإناء و
كسح الفناء (1) مجلبة للرزق.
28 - في صحيفة السجادية في دعائه إذا اقتر عليه الرزق (2): و " اجعل ما صرحت
به من عدتك في وحيك، واتبعته من قسمك في كتابك، قاطعا لاهتمامنا بالرزق الذي
تكفلت به، وحسما (3) للاشتغال بما ضمنت الكفاية له، فقلت وقولك الحق الأصدق،
وأقسمت وقسمك الإبر الأوفى " وفى السماء رزقكم وما توعدون " ثم قلت: فورب
السماء والأرض انه لحق مثل ما انكم تنطقون ".
29 - في ارشاد المفيد رحمه الله حديث طويل عن علي عليه السلام وفيه يقول عليه السلام:
اطلبوا الرزق فإنه مضمون لطالبه.
30 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل له مع
بعض الزنادقة، وفيه قال السائل: فما الفرق بين ان ترفعوا أيديكم إلى السمام وبين
ان تخفضوها نحو الأرض؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: وذلك في عمله واحاطته وقدرته سواء.
ولكنه عز وجل أمر أوليائه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش لأنه جعله
معدن الرزق.
31 - وباسناده إلى ابان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: والذي
بعث جدي صلى الله عليه وآله بالحق نبيا ان الله تبارك وتعالى ليرزق العبد على قدر المروة، وان
المعونة لتنزل على قدر شدة البلاء.
32 - وباسناده إلى أبى البختري قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
عن علي بن أبي طالب عليهم السلام على النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا علي أن اليقين ان لا ترضى

(1) كسح البيت: كنسه واستعير لتنقية البئر والنهر وغيره.
(2) اقتر الرجل: قل ماله وافتقر.
(3) الحسم: القطع.
125

أحدا على سخط الله، ولا تحمدن أحدا على ما اتاك الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله
فان الرزق لا يجره حرص حريص ولا يصرفه كره كاره، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
33 - وباسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه جاء إليه
رجل فقال له: بابى أنت وأمي عظني موعظة، فقال عليه السلام: إن كان الله عز وجل
كفل بالرزق فاهتمامك لماذا؟ وإن كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا؟ والحديث
طويل أيضا.
34 - وباسناده إلى أبى حمزة عن علي بن الحسين عليه السلام قال: خرجت حتى
انتهيت إلى هذا الحائط فانكببت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في وجهي،
ثم قال لي: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا حزنك فرزق
الله حاضر للبر والفاجر؟ فقلت: ما على هذا أحزن وانه لكما تقول قال: يا علي بن
الحسين هل رأيت أحدا سأل الله عز وجل فلم يعطه؟ قلت: لا قال: نظرت فإذا
ليس قدامي أحد. والحديث طويل أيضا.
35 - وباسناده إلى إبراهيم بن أبي رجا أخي طربال قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول كف الأذى وقلة الصخب (1) يزيدان في الرزق.
36 - وباسناده إلى علي بن الحسين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن
الله عز وجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك أن العبد إذا لم
يعرف وجه رزقه كثر دعائه.
37 - وباسناده إلى داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا عن أبيه
عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله التوحيد نصف الدين، واستنزل
الرزق بالصدقة.
38 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال
عن داود بن أبي يزيد وهو فرقد عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن

(1) الصخب: اختلاط الأصوات والصياح الشديد.
126

الله تبارك وتعالى بعث أربعة أملاك في اهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل و
إسرافيل وكروبيل صلوات الله عليهم، فمروا بإبراهيم وهم مغتمون، فسلموا عليه
فلم يعرفهم، ورأى هيئة حسنة، فقال: لا يخدم هؤلاء أحد الا أنا بنفسي وكان
صاحب أضياف، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه (1) ثم قربه إليهم فلما وضعه
بين أيديهم رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة فلما رأى ذلك
جبرئيل حسر العمامة عن وجهه (2) وعن رأسه فعرفه إبراهيم عليه السلام فقال: أنت هو؟ فقال:
نعم، ومرت امرأته سارة فبشرها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وقالت ما
قال الله عز وجل، فأجابوها بما في الكتاب العزيز، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
39 - في مجمع البيان: فأقبلت امرأته في صرة وقيل في جماعة عن الصادق عليه السلام.
40 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن إسماعيل عن
حنان عن سالم الحناط قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: فأخرجنا من كان فيها
من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين فقال أبو جعفر (ع): آل
محمد لم يبق فيها غيرهم.
41 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام
حديث طويل وفيه قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط
كلهم هكذا يعملون؟ فقال: نعم الا أهل البيت منهم مسلمين اما تسمع لقوله تعالى:
" فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ".
42 - وباسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام ان رسول الله
صلى الله عليه وآله سئل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط؟ فقال: ان قوم لوط كانوا أهل
قرية لا يتنظفون من الغايط ولا يتطهرون من الجنابة، بخلاء أشحاء على الطعام، و
ان لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له
فيهم ولا قوم، وأنه دعاهم إلى الله عز وجل والى الايمان به واتباعه، ونهاهم عن

(1) نضج اللحم بالطبخ: أدرك وطاب اكله.
(2) حسر عن الشئ: كشفه.
127

الفواحش، وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وان الله عز وجل لما
أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا فلما عتوا عن امره، بعث إليهم
ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين
فاخرجوهم منها إلى قوله عليه السلام: وانى نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر:
يا جبرئيل حق القول من الله، تحتم عذاب قوم لوط فاهبط إلى قرية قوم لوط و
ما حوت فأقلبها من تحت سبع أرضين، ثم اعرج بها إلى السماء فأوقفها حتى يأتيك
أمر الجبار في قلبها. ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة، فهبطت
على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت
بجناحي الأيسر على غربها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط
آية للسيارة، ثم عرجت بها من خوافي جناحي (1) حتى وقفتها حيث يسمع أهل
السماء زقاء ديوكها ونباح كلابها (2) فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء
العرش: يا جبرئيل أقلب القرية على القوم، فقلبتها عليهم حتى سار أسفلها
أعلاها، الحديث.
قال عز من قائل: وفى عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم
43 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما خرجت ريح قط
الا بمكيال الا زمن عاد، فإنها عتت على خزانها فخرجت في مثل خرق الإبرة
فأهلكت قوم عاد.
44 - وروى علي بن رئاب عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لله
عز وجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه، إلى قوله: وقال الله عز وجل: " الريح
العقيم " فأما الريح الأربع فإنها أسماء الملائكة الشمال والجنوب والصبا والدبور،
وعلى كل ريح منهن ملك موكل بها.
45 - وقال علي عليه السلام الرياح خمسة منها الريح العقيم فتعوذوا بالله من شرها.

(1) الخوافي: ريشات من الجناح إذا ضم الطائر جناحيه خفيت.
(2) الزقاء: الصياح. والنباح: صوت الكلب.
128

46 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله
بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر عليه السلام قال: الريح العقيم تخرج
من تحت الأرضين السبع، وما خرج منها شئ قط الا على قوم عاد حين غضب الله
عليهم فأمر الخزان ان يخرجوا منها بقدر مثل سعة الخاتم، فغضب على الخزنة
فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، فضج الخزنة إلى الله من
ذلك وقالوا يا ربنا انها عتت علينا ونحن نخاف أن تهلك من لم يعصك من خلقك و
عمار بلادك، فبعث الله جبرئيل فردها بجناحه وقال لها: أخرجي على ما أمرت
به، فأهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم.
في روضة الكافي عنه عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان
عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل فيه مثل ما نقلنا عن تفسير علي بن
إبراهيم من غير تغيير مغير للمعنى المراد.
47 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن
أبيه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام لما حضرت نوحا عليه السلام الوفاة دعى الشيعة
فقال لهم: اعلموا أنه سيكون من بعدى غيبة تظهر فيها الطواغيت، وان الله عز وجل
يفرج عنكم بالقائم من ولدى اسمه هود، له سمت وسكينة ووقار، يشبهني في
خلقي وخلقي، وسيهلك الله أعدائكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يرقبون هودا
عليه السلام وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد وقست قلوب أكثرهم، فأظهر الله تعالى
ذكره نبيه هودا عليه السلام عند اليأس منهم، وتناهى البلاء بهم، وأهلك الأعداء بالريح
العقيم التي وصفها الله تعالى ذكره، فقال: ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم
ثم وقعت الغيبة بعد ذلك إلى أن ظهر صالح عليه السلام.
48 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام فقلت: قول الله عز وجل: " يا إبليس ما منعك ان نسجد لما خلقت بيدي " فقال
اليد في كلام العرب القوة والنعمة. قال الله: " واذكر عبدنا داود ذا الأيد " وقال:
والسماء بنيناها بأيد أي بقوة، وقال: " وأيدهم بروح منه " أي بقوة ويقال:
129

لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة.
49 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام خطبة طويلة
وفيها: بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر
له، وبمضادته بين الأشياء عرف ان لا ضد له وبمقارنته بين الأشياء عرف ان لا
قرين له، ضاد النور بالظلمة، واليبس بالبلل، والخشن باللين، والصرد بالحرور
(1) مؤلفا بين متعاد يأتها مفرقا بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، و
بتأليفها على مؤلفها، وذلك قوله: ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون
ففرق بين قبل وبعد ليعلم ان لاقبل له ولا بعد له، شاهدة بغرائزها ان لا غريزة
لمغرزها، مخبرة بتوقيتها ان لا وقت لموقنها، حجب بعضها عن بعض ليعلم ان لا
حجاب بينه وبين خلقه.
50 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال:
سئلت أبى سيد العابدين عليه السلام فقلت له: يا أبت أليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان؟ فقال:
بلى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فقلت: ما معنى قول موسى عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله:
ارجع إلى ربك؟ قال: معناه معنى قول إبراهيم: " انى ذاهب إلى ربى سيهدين " ومعنى
قول موسى عليه السلام: " وعجلت إليك رب لترضى " ومعنى قوله عز وجل: ففروا إلى الله
يعنى حجوا إلى بيت الله يا بنى ان الكعبة بيت الله: فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله،
والمساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله عز وجل وقصد إليه، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
51 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى الجارود زياد بن المنذر عن أبي
جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " ففروا إلى الله انى لكم منه
نذير مبين " قال حجوا إلى الله.
52 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي
الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: " ففروا إلى الله انى لكم منه نذير مبين " قال: حجوا إلى
الله عز وجل.

(1) الصرد: البرد، فارسي معرب " سرد " بالسين.
130

53 - في مجمع البيان " ففروا إلى الله " وقيل: معناه حجوا عن الصادق عليه السلام.
54 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان قال المأمون
فيه بعد كلام لعمران الصابي: يا عمران ان هذا سليمان المروزي متكلم خراسان،
قال عمران: يا أمير المؤمنين انه يزعم أنه واحد خراسان في النظر وينكر خراسان،
قال عمران: يا أمير المؤمنين انه يزعم أنه واحد خراسان في النظر وينكر البداء
قال: فلم لا تناظره؟ قال عمران: ذلك إليك، وكان ذلك، وكان ذلك قبل دخول الرضا عليه السلام
المجلس، فلما دخل عليه السلام قال: في أي شئ كنتم؟ قال عمران يا بن رسول الله
هذا سليمان المروزي، فقال له سليمان: أترضى بابى الحسن عليه السلام وبقوله فيه؟ فقال
عمران: قد رضيت بقول أبى الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة احتج بها
على نظرائي من أهل النظر، فقال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا
فيه؟ قال: وما أنكرت من البدا يا سليمان، والله عز وجل يقول: " أولم ير الانسان
انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا " ويقول عز وجل: " وهو الذي يبدء الخلق ثم
يعيده " ويقول " بديع السماوات والأرض " ويقول عز وجل " يزيد في الخلق ما يشاء "
ويقول: " وبدأ خلق الانسان من طين " ويقول عز وجل: " وآخرون مرجون
لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم " ويقول عز وجل: " وما يعمر من معمر ولا ينقص
من عمره الا في كتاب " قال سليمان: هل رويت فيه عن آبائك شيئا؟ قال: نعم رويت
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن لله عز وجل علمين، علما مخزونا مكنونا لا يعلمه الا
هو، من ذلك يكون البداء، وعلما علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت
نبيك يعملونه، قال سليمان: أحب ان تنزعه لي من كتاب الله عز وجل. فقال: قال الله
عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: فتول عنهم فما أنت بملوم أراد هلاكهم ثم بدا الله فقال: وذكر
فان الذكرى تنفع المؤمنين.
55 - في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن
الوشاء عن ابان عن ابن بصير عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام انهما قالا: ان الناس
لما كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله هم الله تبارك وتعالى بهلاك أهل الأرض الا عليا فما سواه
بقوله: " فتول عنهم فما أنت بملوم ".. له؟؟؟ فرحم المؤمنين ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله " وذكر
131

فان الذكر تنفع المؤمنين "
56 - في مجمع البيان وروى باسناده عن مجاهد قال: خرج علي بن أبي
طالب عليه السلام معتما (1) مشتملا في قميصه، فقال: لما نزل: " فتول عنهم فما أنت بملوم " لم
يبق أحد منا الا أيقن بالهلكة حين قيل للنبي صلى الله عليه وآله " فتول عنهم " فلما نزل: " وذكر فان
الذكرى تنفع المؤمنين " طابت أنفسنا.
57 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن أبي عمير قال: قلت لأبي
الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله: اعملوا فكل ميسر لما
خلق له؟ فقال: ان الله عز وجل خلق الجن والإنس ليعبدوه، ولم يخلقهم ليعصوه،
وذلك قوله عز وجل وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون فيسر كلا لما خلق له،
فويل لمن استحب العمى على الهدى.
58 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: خرج
الحسين بن علي على أصحابه فقال: أيها الناس ان الله عز وجل ذكره ما خلق العباد
الا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال
له رجل: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله؟ قال: معرفة أهل كل زمان
امامهم الذي تجب عليهم طاعته.
59 - وباسناده إلى أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل
" وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون " قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة.
60 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون "
قال: خلقهم للامر والنهى والتكليف، وليست خلقته جبران يعبدوه، ولكن خلقة
اختبار ليختبرهم بالامر والنهى، ومن يطع الله ومن يعص، وفى حديث آخر قال:
هي منسوخة بقوله: " ولا يزالون مختلفين ".
61 - في تفسير العياشي عن يعقوب بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته
عن قول الله: " وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون " قال: خلقهم للعبادة، قال

(1) وفى المصدر " مغتما " بالغين المعجمة.
132

قلت: قوله: " ولا يزالون مختلفين الامن رحم ربك ولذلك خلقهم " فقال نزلت هذه
بعد ذلك.
قال عز من قائل: ان الله هو الرزاق الآية
62 - في صحيفة السجادية " اللهم إني أخلصت بانقطاعي إليك، وأقبلت بكلى
عليك، وصرفت وجهي عمن يحتاج إلى رزقك (1) وقلبت مسئلتي عمن لم يستغن عن
فضلك، ورأيت أن طلب المحتاج إلى المحتاج سفه من رأيه، وضلة من عقله فكم قد رأيت
يا الهى من أناس طلبوا العز بغيرك فذلوا، وراموا الثروة من سواك فافتقروا وحاولوا
الارتفاع فاتضعوا، فصح بمعانيه أمثالهم حازم وفقه اعتباره، وأرشده إلى طريق
صوابه اختياره، فأنت يا مولاي دون كل مسؤول موضع مسئلتي، ودون كل مطلوب
إليه ولى حاجتي "
63 - وفيها اللهم لا طاقة لي بالجهد، ولا صبر لي على البلاء، ولا قوة لي على الفقر، فلا
تحظر على رزقي ولا تكلني إلى خلقك، بل تفرد بحاجتي حتى وتول كفايتي، وانظر إلى وانظر
لي في جميع أموري، فإنك ان وكلتني إلى نفسي عجزت عنها، ولم أقم ما فيه
مصلحتها، وان وكلتني إلى خلقك تجهموني (3) وان الجأتنى إلى قرابتي حرموني
وان أعطوا أعطوا قليلا نكدا، ومنوا على طويلا، وذموا كثيرا، فبفضلك اللهم
فاغننى، وبعظمتك فانعشنى (4) وبسعتك فابسط يدي وبما عندك فاكفني "
64 - وفيها: " فمن حاول سد خلته من عندك، ورام صرف الفقر عن نفسه بك.
فقد طلب حاجته في مظانها وانى طلبته من وجهها، ومن توجه بحاجته إلى أحد
من خلقك أو جعله سبب نجحها دونك (5) فقد تعرض للحرمان، واستحق من عندك
فوت الاحسان، اللهم ولى إليك حاجة قد قصر عنها جهدي، وتقطعت دونها حيلي

(1) وفى المصدر " رفدك " مكان " رزقك "
(2) تجهمه: استقبله بوجوجه عبوس كريه.
(3) أنعش الله فلانا: رفعه وأقامه.
(4) نجح فلان بحاجته: فاز وظفر بها.
133

وسولت لي نفسي رفعها إلى من يرفع حوائجه إليك، ولا يستغنى في طلباته
عنك، وهي زلة من زلل الخاطئين، وعثرة من عثرات المذنبين، ثم انتهبت
بتذكيرك لي من غفلتي، ونهضت بتوفيقك من زلتي، ونكصت بتسديدك (1)
من عثرتي، وقلت: سبحان ربى كيف يسئل محتاج محتاجا؟ وانى يرغب معدم
إلى معدم؟.
65 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى سدير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أي
شئ على الرجل في طلب الرزق؟ فقال: إذا فتحت بابك وبسطت بساطك فقد قضيت
ما عليك.
66 - محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه رفعه عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام كثيرا ما يقول: اعلموا علما
يقينا ان الله لم يجعل للعبد وان اجتهد جهده وعظمت حيلته وكثرت مكابدته (2) ان
يسبق ما سمى له في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته ان يبلغ ما
سمى له في الذكر الحكيم، أيها الناس انه لن يزداد أمرء نقيرا بحذقة (3) ولن ينقص
امرء نقيرا بحمقة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
67 - وباسناده إلى علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله (ع): ما فعل عمر بن مسلم؟
قال: قلت جعلت فداك اقبل على العبادة وترك التجارة، فقال: ويحه اما علم أن تارك
الطلب لا يستجاب له، والحديث طويل أيضا.
68 - وباسناده إلى عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام،
رجل قال: لأقعدن في بيتي ولاصلين ولأصومن ولأعبدن ربي عز وجل فاما رزقي
فيأتيني؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم.
69 - وباسناده إلى أيوب أخي أديم بياع الهروي قال كنا جلوسا عند أبي

(1) نكص عن الامر: أحجم عنه. وسدده: أرشده إلى الصواب.
(2) كابد الامر مكابدة: قاساه وتحمل المشاق في فعله.
(3) النقير: ما نقر من الحجر والخشب ونحوه.
134

عبد الله عليه السلام إذ أقبل العلاء بن كامل فجلس قدام أبى عبد الله فقال ادع الله ان يرزقني في
دعة (1) فقال: لا ادعو لك أطلب كما امرك الله.
70 - وباسناده إلى عبد الاعلى مولى آل سام قال: استقبلت أبا عبد الله
عليه السلام في بعض طرق المدينة في يوم صايف شديد الحر فقلت: جعلت فداك
حالك عند الله عز وجل وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت تجهد
نفسك في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا عبد الاعلى خرجت في طلب الرزق لاستغني به
عن مثلك.
71 - وباسناده إلى فضيل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله
تعالى إلى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا أنك تأكل من بيت المال، ولا تعمل
بيدك شيئا؟ قال: فبكى داود عليه السلام أربعين صباحا، فأوحى الله تعالى إلى الحديد
ان لن لعبدي داود عليه السلام، فألان الله تعالى له الحديد، وكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها
بألف درهم، فعمل ثلاثمائة وستين فتباعها بثلاثمأة وستين ألفا، واستغنى عن
بيت المال.
72 - في تفسير علي بن إبراهيم: وان للذين ظلموا آل محمد حقهم
ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون العذاب ثم قال: فويل للذين كفروا
من يومهم الذي يوعدون.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله وأبى جعفر عليهما السلام قالا:
من قرء سورة الطور جمع الله له خير الدنيا والآخرة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرء سورة الطور
كان حقا على الله ان يؤمنه من عذابه، وينعمه في جنته.

(1) الدعة: سوء الحال وخفض العيش.
135

3 - في تفسير علي بن إبراهيم: والطور وكتاب مسطور قال: الطور
جبل بطور سينا، " وكتاب مسطور " أي مكتوب في رق منشور
4 - في مهج الدعوات لابن طاووس رحمه الله دعاء مروى عن الزهراء
عن أبيها صلوات الله عليهما وفيه: الحمد لله الذي خلق النور وانزل النور على
الطور في كتاب مسطور في رق منشور بقدر مقدور على نبي محبور.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم: والبيت المعمور قال: هو في السماء
الرابعة، وهو الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون
إليه أبدا.
6 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام أنه قال: إن الله وضع تحت
العرش أربع أساطين وسماهن الضراح وهو بيت المعمور، وقال للملائكة: طوفوا
به ثم بعث ملائكته فقال: ابنوا في الأرض بيتا بمثاله وقدره، وأمر من في الأرض
ان يطوفوا بالبيت.
7 - وفيه أيضا: " والبيت المعمور " وهو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة
تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة عن ابن عباس ومجاهد وروى
أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: ويدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا
يعودون إليه أبدا.
8 - وعن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
البيت المعمور في السماء الرابعة وفى السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان، يدخل
فيه جبرئيل كل يوم طلعت فيه الشمس. وإذا أخرج انتقض انتقاضة جرت عنه
سبعون الف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور
فيصلون فيه فيفعلون ثم لا يعودون إليه ابدا.
9 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البيت المعمور الذي في السماء
الدنيا يقال له الضراح، وهو بفناء البيت الحرام لو سقط لسقط عليه، يدخله كل
يوم ألف ملك لا يعودون فيه أبدا.
136

10 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله ذكرناه
بتمامه في أول الاسراء وفيه يقول صلى الله عليه وآله: فقلت: يا جبرئيل من هذا الذي في
السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله تعالى؟ فقال: هذا أبوك
إبراهيم عليه السلام.
11 - في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن شيبة عن أبي عبد الله عليه السلام
حديث طويل في معراج رسول الله صلى الله عليه وآله وفى أواخره: فلما فرغ مناجاته رد إلى
البيت المعمور وهو في السماء السابعة بحذاء الكعبة.
12 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن
كثير الرقي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما معنى السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله؟
فقال: ان الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الأئمة و
خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق، وان يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله
ووعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة والحرم الامن، وأن ينزل لهم البيت
المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع ويريحهم من عدوهم، والأرض التي يبدلها الله
من السلام، ويسلم ما فيها لهم " لاشية فيها " قال: لا خصومة فيها لعدوهم، وأن
يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله على جميع الأئمة وشيعتهم الميثاق
بذلك، وانما عليه السلام تذكرة نفس الميثاق وتجديد له على الله لعله أن يعجله جل و
عز ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه (1)

(1) قال الفيض (ره) لعل المراد بالأرض المباركة أرض عالم الملكوت، فان البيت
المعمور والسقف المرفوع هنالك، وأشير به إلى رجعتهم (ع) التي ثبت عنهم وقوعها، و
أشير بقوله والأرض التي يبدلها الله إلى قوله تعالى: " يوم تبدل الأرض غير الأرض " وهي اما
عطف على الأرض المباركة واما استيناف، ومن في من السلام اما ابتدائية واما بيانية ويؤيد
الثاني آخر الحديث، وأريد بالسلام مالا آفة فيه، وهو قوله عز وجل " وليبدلنهم من بعد
خوفهم أمنا " قال: لا خصومة فيها لعدوهم، وانما عليه السلام يعنى وانما السلام منكم عليه
تذكر وتجديد للميثاق وتعجيل للوفاء به
137

13 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام: في كلام طويل فخلق السماء
سقفا مرفوعا ولولا ذلك لا ظلم على خلقه، بقربها ولا حرقتهم الشمس بدؤبها وحرارتها.
14 - في مجمع البيان: والسقف المرفوع وهو السماء عن علي عليه السلام
15 - في تفسير علي بن إبراهيم " والسقف المرفوع " قال: السماء والبحر
المسجور قال: يسجر يوم القيامة.
16 - في مجمع البيان: " والبحر المسجور " أي المملو عن قتادة وقيل: هو
الموقد المحمى بمنزلة النور عن مجاهد والضحاك والأخفش وابن زيد، ثم قيل: إنه
تحمى البحار يوم القيامة فتجعل نارا (1) تفجر بعضها في بعض، ثم تفجر إلى
النار ورد به الحديث.
17 - في تفسير العياشي عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن يونس
لما آذاه قومه وذكر حديثا طويلا. وفيه: فالقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به
البحار السبعة حتى صار إلى البحر المسجور، وبه يعذب قارون.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى ثوير بن أبي فاختة عن علي بن
الحسين عليه السلام قال: سأل عن النفختين كم بينهما؟ قال: ما شاء الله، إلى قوله:
ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح
الا صعق ومات الا إسرافيل، قال: فيقول الله لإسرافيل: مت فيموت إسرافيل،
فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر الله السماوات فتمور. ويأمر الجبال فتسير،
وهو قوله: يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا يعنى تبسط والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
19 - قوله: في خوض يلعبون قال: يخوضون في المعاصي وقوله:
يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال: يدفعون في النار وقال رسول الله صلى الله عليه وآله
لما مر بعمرو بن العاص وعقبة بن أبي معيط وهما في حائط يشربان ويغنيان بهذا
البيت في حمزة بن عبد المطلب حين قتل:

(1) وفى المصدر " فيجعل نيرانا ".
138

كم من حواري تلوح عظامه * درأ الحروب عنه أن يجر فيقبرا (1)
فقال النبي صلى الله عليه وآله: اللهم العنهما واركسهما في الفتنة ركسا، ودعهما في
النار دعا.
قال عز من قائل: وزوجناهم بحور عين قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه:
قد نقلنا طرفا شافيا من الاخبار في الدخان عند قوله عز وجل: " وزوجناهم بحور عين "
فليطلب هناك.
20 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أبي زاهر عن
الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من
عملهم من شئ، قال: الذين آمنوا النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وذريته
الأئمة والأوصياء عليهم السلام " ألحقنا بهم " ولم تنقص ذريتهم الحجة التي جاء بهم
محمد صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام، وحجتهم واحدة وطاعتهم واحدة.
21 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن غير واحد رفعوه أنه
سئل عن الأطفال؟ فقال: إذا كان يوم القيامة جمعهم الله وأجج لهم نارا (2) و
أمرهم أن تطرحوا أنفسهم فيها، فمن كان في علم الله انه سعيد رمى بنفسه فيها
وكانت عليه بردا وسلاما، ومن كان في علمه انه شقى امتنع فيأمر الله بهم إلى
النار فيقولون: يا ربنا تأمرينا إلى النار ولم تجر علينا القلم؟ فيقول الجبار: قد
أمرتكم مشافهة فلم تطيعون، فكيف ولو أرسلت رسولي بالغيب؟.
وفى حديث آخر: اما أطفال المؤمنين فيلحقون بآبائهم وأولاد المشركين
يلحقون بآبائهم، وهو قول الله عز وجل. " بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم ".
22 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن يوسف بن عميرة
عن أبي بكر عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " والذين آمنوا واتبعتهم

(1) درأه ودرأ عنه: دفعه.
(2) أجج النار: ألهبها.
139

ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم " قال: فقال: قصرت الأبناء عن عمل الاباء،
فالحقوا الأبناء بالإباء لتقر بذلك أعينهم.
23 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن سليمان الديلمي عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أطفال شيعتنا من المؤمنين تربيهم فاطمة عليها السلام، وقوله:
" ألحقنا بهم ذرياتهم " قال: يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.
24 - فيمن لا يحضره الفقيه وفى رواية الحسن بن محبوب عن علي عن
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى كفل إبراهيم عليه السلام وسارة
أطفال المؤمنين يغذونهم بشجرة في الجنة، لها أخلاف كأخلاف البقر (1) في قصر
من درة، فإذا كان يوم القيامة ألبسوا وطيبوا واهدوا إلى آبائهم ملوك في الجنة
مع آبائهم، وهذا قول الله تعالى: " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا
بهم ذرياتهم ".
25 - في مجمع البيان وروى زاذان عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ان المؤمنين وأولادهم في الجنة ثم قرأ هذه الآية.
26 - وروى عن الصادق عليه السلام قال: أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.
27 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى محمد بن مسلم قال
سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد عليهما السلام يقولان: ان الله تعالى عوض الحسين من
قتله أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره،
ولا تعد أيام زيارته جائيا وراجعا من عمره، قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي عبد
الله عليه السلام: هذه الخلال تنال بالحسين فماله من نفسه؟ قال: إن الله تعالى ألحقه بالنبي
صلى الله عليه وآله، فكان معه في درجته ومنزلته، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام: " والذين آمنوا واتبعتهم
ذريتهم بايمانهم ألحقنا بهم ذرياتهم ".
28 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله عز وجل: " والذين آمنوا واتبعناهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم "

(1) الاخلاف جمع الخلف - بكسر الخاء -: حلمة ضرع الناقة.
140

قال: قصرت الأبناء عن عمل الآباء، فالحق الله عز وجل الأبناء بالإباء ليقر
بذلك أعينهم.
29 - وباسناده إلى أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا مات الطفل من
أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والأرض ألا ان فلان بن فلان قد
مات، فإن كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه
يغذوه، والا دفع إلى فاطمة عليها السلام تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما، أو بعض أهل
بيته من المؤمنين فتدفعه إليه.
30 - وباسناده إلى جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن
أطفال الأنبياء عليهم السلام فقال: ليسوا كأطفال ساير الناس، قال: وقد سئلته عن
إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله لو بقي كان صديقا؟ قال: لو بقي كان على منهاج أبيه عليه السلام.
31 - وباسناده إلى عامر بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: مات
إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وكان له ثمانية عشر شهرا، فأتم الله عز وجل رضاعه في الجنة.
32 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لا لغو فيها ولا تأثيم قال:
ليس في الجنة غناء ولا فحش ويشرب المؤمن ولا يأثم وأقبل بعضهم على بعض
يتساءلون قال: في الجنة قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين أي خائفين من
العذاب.
33 - في أصول الكافي باسناده إلى معروف بن خربوذ عن أبي جعفر عليه السلام
قال: صلى أمير المؤمنين عليه السلام بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى و
أبكاهم من خوف الله عز وجل، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي
رسول الله صلى الله عليه وآله وأنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خمصاء بين أعينهم كركب
المعزاء (1) يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين اقدامهم وجباههم، يناجون

(1) الشعث: تفرق الشعر وعدم اصلاحه ومشطه وتنظيفه والغبر من الأغبر: المتلطخ
بالغيار. وخمصاء جمع الأخمص (وقيل: الخميص) أي بطونهم خالية، قال المجلسي (ره)
اما للصوم أو للفقر أو لا يشبعون لئلا يكسلوا في العبادة، والمعز: ذوات الثغر من الغنم.
141

ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.
34 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن مختصر
كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه
عن أمير المؤمنين عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه شيعة علي عليه السلام
وحالهم في الجنة وفيه يقول صلى الله عليه وآله بعد ان ذكر دخولهم الجنة على النجايب (1)
تقودهم الملائكة فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شئ شيئا، ولا يفوت
أذن ناقة ناقتها، ولا بركة ناقة بركتها (2) ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة
الا لحقتهم بثمارها ورجلت لهم عن طريقهم كراهية ان تنثلم طريقهم (3) وان
يفرق بين الرجل ورفيقه، فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت
السلام منك ومنك السلام ولك بحق الجلال والاكرام، قال: فقال: أنا السلام ومنى
السلام ولى بحق الجلال والاكرام فمرحبا بعبادي الذين أحفظوا وصيتي في
أهل بيت نبيي ورعوا حقي وخافوني بالغيب، وكانوا منى على كل حال مشفقين.
35 - في تفسير علي بن إبراهيم فمن الله علينا ووقينا عذاب السموم
قال: السموم الحر الشديد، أم تأمرهم أحلامهم بهذا قال: لم يكن في
الدنيا أحلم من قريش أم له البنات ولكم البنون قال: هو ما قالت قريش ان
الملائكة بنات الله.
36 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن
بن سالم عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ولقد بات رسول الله
صلى الله عليه وآله عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر، فلم يكن منه في تلك الليلة
مما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح فقال له: يا رسول الله البغض كان هذا منك في
هذه الليلة؟ قال لا. ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة، فكرهت ان أتلذذ و

(1) النجيب: الفاضل من كل حيوان.
(2) البركة: هيئة البروك وهو أن يلصق صدره بالأرض.
(3) انثلم الحائط: أحدث فيه خللا.
142

ألهو فيها، وقد عير الله أقواما فقال عز وجل في كتابه: وان يروا كسفا من السماء
ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون.
37 - في تهذيب الأحكام الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن عمر بن
عثمان عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: ولقد
بات النبي صلى الله عليه وآله عند بعض النساء فانكسف القمر في تلك الليلة فلم يكن منه فيها
شئ، فقالت له زوجته: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أكل هذا للبغض؟ فقال:
ويحك هذا الحدث في السماء، فكرهت أن أتلذذ وأدخل في شئ، ولقد عير الله
قوما فقال عز وجل: " وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقول سحاب مركوم ".
38 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وان الذين ظلموا آل محمد
حقهم عذابا دون ذلك قال: عذاب الرجعة بالسيف، وسبح بحمد ربك حين تقوم
قال: لصلاة الليل فسبحه قال صلاة الليل (1)
وادبار النجوم أخبرنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي
نصر عن الرضا عليه السلام قال: ادبار السجود أربع ركعات بعد المغرب، وادبار النجوم
ركعتين قبل صلاة الصبح.
39 - في مجمع البيان " ومن الليل فسبحه " يعنى صلاة الليل وروى عن
زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في هذه الآية
قالا: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقوم من الليل ثلاث مرات، فينظر في آفاق السماء و
يقرأ الخمس من آل عمران التي آخرها " انك لا تخلف الميعاد " ثم يفتتح صلاة الليل،
الخبر بتمامه.
40 - " وادبار النجوم " يعنى الركعتين قبل صلاة الفجر، وهو المروى عن أبي
جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
41 - وفيه " ادبار السجود " فيه أقوال أحدها ان المراد به الركعتان بعد المغرب
" وادبار النجوم " ركعتان قبل الفجر، عن علي بن أبي طالب والحسن بن علي عليهما السلام وعن

(1) وفى المصدر " قبل صلاة الليل " مكان " قال صلاة الليل ".
143

ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله.
42 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: " وادبار النجوم "! قال: ركعتان قبل الصبح.
43 - في قرب الإسناد باسناده إلى إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: الركعتين اللتين بعد الفجر هما " وادبار النجوم ".
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من كان يدمن
قراءة والنجم في كل يوم أو في كل ليلة عاش محمودا بين الناس، وكان مغفورا
له، وكان محبوبا بين الناس.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرأ
سورة والنجم اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد ومن جحد به.
3 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العزائم أربع: اقرأ باسم
ربك الذي خلق والنجم وتنزيل السجدة وحم السجدة.
4 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى ابن عباس قال: صلينا العشاء الآخرة
ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما سلم اقبل علينا بوجهه ثم قال: إنه سينقض كوكب
من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره
فهو وصيي وخليفتي والامام بعدى، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في
داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبى العباس بن
عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهوى فسقط في دار علي بن أبي طالب
، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا علي والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت
لك الوصية والخلافة والإمامة بعدى، فقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه: لقد
ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى، وما ينطق في شأنه الا بالهوى، فأنزل الله تبارك
144

تعالى: والنجم إذا هوى يقول عز وجل: وخالق النجم إذا هوى ما ضل صاحبكم
يعنى في محبة علي بن أبي طالب وما غوى وما ينطق عن الهوى يعنى في شأنه ان
هو الا وحى يوحى.
وحدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الري يقال له أحمد بن محمد بن الصقر
الصائغ العدل، قال: حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال: حدثني أبو جعفر محمد
بن أبي الهيثم السعدي قال: حدثني أحمد بن الخطاب قال حدثنا أبو إسحاق الفزاري
عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك،
الا انه في حديثه: يهوى كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم.
5 - وباسناده إلى الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: لما مرض النبي
صلى الله عليه وآله مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه فقالوا: يا رسول
الله ان حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم عن شئ
مما سألوه، فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله ان حدث بك حدث فمن
لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار
رجل من أصحابي فانظروا من هو؟ فهو خليفتي عليكم من بعدى والقائم فيكم
بأمري ولم يكن فيهم أحد الا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدى فلما
كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذ انقض
نجم من السماء قد غلب ضوئه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي عليه السلام،
فهاج القوم وقالوا: والله لقد أضل هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمه
الا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك: " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم
وما غوى * وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى " إلى آخر السورة.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم " والنجم إذا هوى " قال: النجم رسول الله
صلى الله عليه وآله " إذا هوى " لما اسرى به إلى السماء وهو في الهوى، حدثني أبي عن الحسين
بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: " النجم والشجر يسجدان " قال: النجم
رسول الله صلى الله عليه وآله وقد سماه الله في غير موضع، فقال: " والنجم إذا هوى " والحديث طويل
145

أخذنا منه موضع الحاجة.
7 - في مجمع البيان وروت العامة عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ان
محمدا صلى الله عليه وآله نزل من السماء السابعة ليلة المعراج ولما نزلت السورة، أخبر بذلك
عتبة بن أبي لهب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وطلق ابنته وتفل في وجهه وقال:
كفرت بالنجم ورب النجم، فدعا صلى الله عليه وآله عليه وقال: اللهم سلط عليه كلبا
من كلابك، فخرج عتبة إلى الشام فنزل في بعض الطريق وألقى الله عليه الرعب
فقال لأصحابه ليلا: أنيموني بينكم ليلا ففعلوا فجاء أسد وافترسه من بين الناس.
8 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن
محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل: " والليل إذا يغشى
والنجم إذا هوى " وما أشبه ذلك؟ قال: إن لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء،
وليس لخلقه ان يقسموا الا به.
9 - في من لا يحضره الفقيه وروى علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر
الثاني عليه السلام: قول الله عز وجل: " والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى " وقوله عز وجل:
" والنجم إذا هوى " وما أشبه هذا، قال: إن الله عز وجل يقسم من خلقه بما يشاء وليس
لخلقه ان يقسموا الا به عز وجل.
10 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد
عن عمرو بن شمر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " والنجم إذا
هوى " قال: أقسم بقبر محمد (1) إذا قبض " ما ضل صاحبكم " بتفضيله أهل
بيته " وما غوى "
11 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن
محمد عن الحسين بن العباس عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " ما ضل صاحبكم وما
غوى " يقول: ما ضل في علي وما غوى " وما ينطق فيه عن الهوى " وما كان قال فيه
الا بالوحي الذي أوحى إليه.

(1) كذا في النسخ وفى المصدر " بقبض محمد ".
146

12 - في روضة الكافي متصل بآخر ما نقلنا قريبا أعنى وما غوى " وما ينطق
عن الهوى " يقول: ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه، وهو قول الله عز وجل: " ان هو
الا وحى يوحى "
13 - محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن
مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني [عن جابر] عن أبي جعفر
عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام يوم الغدير صرخ إبليس في
جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا أتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم (1)
ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه، فقال لهم: فعل هذا
النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لادم، فلما قال
المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران
في رأسه كأنه مجنون؟ يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله - صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع
أوليائه فقال لهم: اما علمتم انى كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض
العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
14 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال لعلقمة:
ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله و
رسله وحجج الله عليهم السلام، ألم ينسبوه إلى أنه ينطق عن الهوى في ابن عمه علي عليه السلام حتى
كذبهم الله عز وجل، فقال: " وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى " والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد

(1) أي قالوا يا سيدنا ومولانا وانما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه (ع). وهذا شايع في
كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى: " ان لعنة الله عليه إن كان
من الكاذبين " وقوله " ماذا دهاك " يقال: دهاه إذا أصابته داهنة، قاله المجلسي (ره) في
مرآة العقول.
147

عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا
أبا عبد الله عليه السلام يقول: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي
حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير -
المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله
قول الله عز وجل.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم: علمه شديد القوى يعنى الله عز وجل ذو مرة
فاستوى يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: حدثني ياسر عن أبي الحسن صلوات الله
عليه قال: ما بعث الله نبيا الا صاحب مرة سوداء صافية وقوله: وهو بالأفق الاعلى
يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دنى يعنى رسول الله من ربه عز وجل فتدلى قال: انما نزلت
ثم دنا فكان قاب قوسين أو أدنى قال: كان من الله كما بين مقبض القوس إلى
رأس السية (1) " أو أدنى " أي من نعمته ورحمته قال بل أدنى من ذلك.
17 - وفيه واما قوله: " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه " فإنه حدثني أبي
عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام ان هذه الآية مشافهة الله لنبيه صلى الله عليه وآله
لما أسرى به إلى السماء قال النبي صلى الله عليه وآله: انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها
تظل أمة من الأمم فكنت من ربى كقاب قوسين أو أدنى كما حكى الله عز وجل، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
18 - وفيه: " فكان قاب قوسين أو أدنى " كان بين لفظه وبين سماع محمد
كما بين وتر القوس وعودها، حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن
ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أول من سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله (2) وذلك أنه
أقرب الخلق إلى الله تعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما اسرى به إلى
السماء: تقدم يا محمد فقد وطيت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولولا
أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، وكان من الله عز وجل كما

(1) سية القوس: ما عطف من طرفيها.
(2) كذا.
148

قال الله عز وجل " قاب قوسين أو أدنى " أي بل أدنى.
19 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن ثابت
بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى عن ذلك قلت فلم أسرى نبيه صلى الله عليه وآله
إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه، قلت
فقول الله عز وجل: " ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى "؟ قال: ذلك رسول
الله صلى الله عليه وآله دنى من حجب النور فرأى من ملكوت السماوات ثم تدلى عليه السلام
فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى.
20 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما اسرى بالنبي صلى الله عليه وآله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع
له حجاب من حجبه.
21 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي عز وجل حتى كان
بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، فقال لي: يا محمد من تحب من الخلق؟
قلت: يا رب عليا. قال: التفت يا محمد، فالتفت عن يسارى فإذا علي بن أبي
طالب عليه السلام.
22 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء كنت
من ربى كقاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى ربى ما أوحى، ثم قال: يا محمد
اقرأ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، فما سميت بهذا أحدا قبله ولا أسمى بها
أحدا بعده.
23 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين
بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة قال: سأل
أبو بصير أبا عبد الله عليه السلام وانا حاضر فقال: جعلت فداك كم عرج برسول الله صلى الله عليه وآله
فقال: مرتين فأوقفه جبرئيل عليه السلام موقفا فقال له مكانك يا محمد، فلقد وقفت
149

موقفا ما وقفه ملك ولا نبي، ان ربك يصلى فقال: يا جبرئيل وكيف يصلى؟ قال،
يقول: سبوح قدوس انا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبى، فقال: اللهم
عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله: " قاب قوسين أو أدنى ". فقال له أبو بصير
جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين سيتها (1) إلى رأسها. فقال:
كان بينهما حجاب يتلا لا يخفق ولا اعلمه الا وقد قال: زبرجد، فنظر في سم
الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد، قال
لبيك ربى، قال: من لامتك بعدك؟ قال: الله اعلم قال: علي بن أبي طالب
أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، قال: ثم قال أبو عبد الله عليه
السلام لأبي بصير: يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية على من الأرض، ولكن جاءت
من السماء مشافهة.
24 - في مجمع البيان وروى مرفوعا عن أنس بن مالك قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله في قوله: " فكان قاب قوسين أو أدنى " قال: قدر ذراعين
أو أدنى من ذراعين.
25 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر
بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام بدو الاذان وقصة الاذان
في اسراء النبي صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقال السدرة: ما جازني
مخلوق قبل، قال: ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما
أوحى، قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأخذ كتاب
أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم.
ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء
أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم نزل ومعه الصحيفتان، فدفعهما إلى علي بن أبي طالب
عليه السلام وفى هذا الحديث أشياء ستقف عليها في محالها انشاء الله تعالى.

(1) مر معناه آنفا فراجع.
150

26 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسين عليهما السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: انا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى فكان من ربه
قاب قوسين أو أدنى.
27 - وعن يعقوب بن جعفر الجعفري قال: سأل رجل يقال له عبد الغفار
السلمى أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله تبارك وتعالى: " ثم دنى
فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى " فقال: أرى هيهنا خروجا من حجب النور وتدليا
إلى الأرض وأرى محمدا رأى ربه بقلبه ونسبه إلى بصره فكيف هذا؟ فقال
أبو إبراهيم عليه السلام: دنا فتدلى فإنه لم يزل عن موضع ولم يتدل ببدن فقال عبد الغفار
أصفه بما وصف به نفسه حيث قال: " دنى فتدلى " فلم يتدل عن مجلسه الا وقد زال
عنه ولولا ذلك لم يصف بذلك نفسه، فقال أبو إبراهيم عليه السلام: ان هذه لغة في قريش
إذا أراد الرجل منهم أن يقول: قد سمعت يقول: قد تدليت وانما التدلي الفهم.
28 - وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن
يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا سليمان
قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر؟ فقال له علي عليه السلام
لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، انه أسرى به من مسجد
الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة
خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، فدنى بالعلم
فتدلى، فدلى له من الجنة رفرف خضر، وغشى النور بصره فرأى عظمة ربه عز وجل
بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان قاب قوسين بينها وبينه أو أدنى فأوحى إلى عبده ما
أوحى، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى: " لله ما في
السماوات وما في الأرض ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر
لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير " وكانت الآية قد عرضت على
الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تبارك اسمه محمدا; وعرضت على الأمم
فأبوا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وعرضها على أمته فقبلوها. وهذا
151

الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
29 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: سألت
أبا جعفر عليه السلام عن قوله عز وجل: " ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى
إلى عبده ما أوحى " فقال: يا حبيب لا تقرء هكذا، اقرأ: " ثم دنى فتدانى فكاب قاب
قوسين في القرب أو أدنى فأوحى إلى عبده " يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله " ما أوحى " يا
حبيب ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما فتح مكة أتعب نفسه في عبادة الله عز وجل والشكر
لنعمه في الطواف بالبيت، وكان علي عليه السلام معه قال: فلما غشيهما الليل انطلقا إلى
الصفا والمروة يريدان السعي، قال: فلما هبطا من الصفا إلى المروة وسارا في
الوادي دون العلم الذي رأيت غشيتهما من السماء نور فأضاءت لهما الجبال مكة و
خشعت ابصارهما، قال: ففزعا فزعا شديدا قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى
ارتفع عن الوادي وتبعه علي عليه السلام، فرفع رسول الله رأسه إلى السماء فإذا هو
برمانتين على رأسه قال: فتناولهما رسول الله صلى الله عليه وآله فأوحى الله عز وجل إلى محمد
يا محمد انهما من قطف الجنة (1) فلا يأكل منها الا أنت ووصيك علي بن أبي
طالب، قال: فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله إحداهما وأكل علي عليه السلام الأخرى، ثم
أوحى الله عز وجل إلى محمد ما أوحى.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم " فأوحى إلى عبده ما أوحى " قال:
وحى مشافهة.
وفيه " فأوحى إلى عبده ما أوحى " فسئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك الوحي؟ فقال:
أوحى إلى أن عليا سيد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين، وأول خليفة
يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام، فقالوا: من الله ومن رسوله؟ فقال الله
جل ذكره لرسوله صلى الله عليه وآله: قل لهم ما كذب الفؤاد ما رأى ثم رد عليهم فقال:
أفتمارونه على ما يرى فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمرت بغير هذا، أمرت ان انصبه
للناس فأقول لهم: هذا وليكم من بعدى، وانه بمنزلة السفينة يوم الغرق; من دخل

(1) قطف الثمرة: قطعها.
152

فيها نجى ومن خرج عنها غرق.
قال مؤلف هذا الكتاب قد تقدم لقوله عز وجل: " فأوحى إلى عبده ما أوحى "
بيان فيما نقلناه عند قوله عز وجل: " فكان قوب قوسين " الآية من أمالي شيخ الطائفة،
وأصول الكافي، وبصاير الدرجات، وكتاب الاحتجاج فليراجع هناك.
31 - في مجمع البيان " ما كذب الفؤاد ما رأى " قال ابن عباس: رأى
محمد ربه بفؤاده، وروى ذلك عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي عليه السلام وروى عن أبي ذر
وأبى سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وآله سئل عن قوله: " ما كذب الفؤاد ما رأى " قال:
قد رأيت نورا.
32 - وعن أبي العالية قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله هل رأيت ربك ليلة المعراج؟
قال: رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك.
33 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان
بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن ادخله على أبى الحسن الرضا عليه السلام
فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام إلى
قوله: قال أبو قرة: فإنه يقول: ولقد رآه نزلة أخرى فقال أبو الحسن عليه السلام ان
بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث قال: " ما كذب الفؤاد ما رأى " يقول: ما
كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه ثم أخبر بما رأى فقال: لقد رأى من آيات الكبرى
فآيات الله غير الله.
34 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن
عليه السلام هل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ربه عز وجل؟ فقال: نعم بقلبه رآه، أما سمعت الله
عز وجل يقول: ما كذب الفؤاد ما رأى لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد.
قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق في تفسير علي بن إبراهيم قريبا عند قوله
تعالى: " فأوحى إلى عبده ما أوحى " بيان ما لقوله تعالى: " ما كذب الفؤاد ما رأى "
وكذلك لقوله عز وجل أفتمارونه على ما يرى. أقول. وقد سبق قريبا في
أصول الكافي بيان لقوله عز وجل: ولقد رآه نزلة أخرى
153

35 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: قال
أبو جعفر عليه السلام: يا حبيب " ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة
المأوى " يعنى عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى محل
السدرة وقف جبرئيل دونها وقال: يا محمد ان هذا موقفي الذي وضعني الله
عز وجل فيه، ولن أقدر على أن أتقدمه، ولكن امض أنت امامك إلى السدرة فقف
عندها. قال: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله السدرة وتخلف جبرئيل عليه السلام قال أبو جعفر عليه السلام
انما سميت سدرة المنتهى لان أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى
محل السدرة والحفظة البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع إليهم من أعمال العباد
في الأرض، قال: فينتهون بها إلى محل السدرة قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله فرأى
أغصانها تحت العرش وحوله قال: فتجلى لمحمد صلى الله عليه وآله نور الجبار عز وجل،
فلما غشى محمدا صلى الله عليه وآله شخص بصره وارتعدت فرائصه، قال: فشد الله عز وجل
لمحمد قلبه وقوى له بصره حتى رأى من آيات ربه ما رأى، وذلك قول الله عز وجل
" ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى " قال: يعنى الموافاة
قال: فرأى محمد صلى الله عليه وآله ما رأى ببصره من آيات ربه الكبرى، يعنى أكبر الآيات
قال أبو جعفر عليه السلام: وان غلظ السدرة لمسيرة مأة عام من أيام الدنيا، وان الورقة
منها تغطي أهل الدنيا.
36 - في بصاير الدرجات باسناده إلى عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد الله
عليه السلام بدو الاذان وقصة الاذان في اسراء النبي صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى
قال: فقالت السدرة: ما جازني مخلوق قبل.
37 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: أنا ابن من على فاستعلى فجاز سدرة المنتهى وكان من ربه
قاب قوسين أو أدنى
38 - وروى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام
قال. ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان موسى
154

ناجاه الله تعالى على طور سيناء قال علي عليه السلام لقد كان كذلك ولقد أوحى الله
عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وآله عند سدرة المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند
منتهى العرش مذكور، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
39 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال لي يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب
هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي
روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى ربه في صورة شاب، وقال هشام بن الحكم بالنفي
للجسم، فقال: يا احمد ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى به إلى السماء وبلغ عند
سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء
الله أن يرى، وأردتم أنتم التشبيه، دع هذا يا احمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم.
40 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم، فكنت من
ربى كقاب قوسين أو أدنى.
41 - وباسناده إلى إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا و
فيه قال: فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل عليه السلام فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: في هذا الموضع تخذلني؟! فقال تقدم امامك فوالله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه
خلق من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربى وحال بيني وبينه السبحة (1) قلت: و
ما السبحة جعلت فداك؟ فأومى بوجهه إلى الأرض وأومى بيده إلى السماء وهو يقول
جلال ربى، جلال ربى ثلاث مرات.
42 - وفيه وقال علي بن إبراهيم في قوله " ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة
المنتهى " قال: في السماء السابعة.

(1) قال المجلسي (ره) لعل المراد بالسبحة تنزهه وتقدسه تعالى أي حال بيني وبينه
تنزهه عن المكان والرؤية والا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب، وقال غيره: بل المراد
جلاله وعظمته وكبريائه وقال (ره): وايماؤه إلى الأرض وحط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالى
155

وفيه " ولقد رآه نزلة أخرى " يقول رأيت الوحي مرة أخرى عند سدرة المنتهى
التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان.
43 - في كتاب الخصال عن علي عليه السلام أنه قال في وصية له: يا علي انى رأيت
اسمك مقرونا إلى اسمى في أربعة مواطن فآنست بالنظر إليه إلى قوله: فلما انتهيت
إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها انى انا الله لا اله الا انا وحدي، محمد صفوتي
من خلقي، أيدته بوزيره، ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ فقال
علي بن أبي طالب عليه السلام: فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل
جلاله. الحديث.
44 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام وفيه يقول: واما قوله:
" ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى " يعنى محمدا صلى الله عليه وآله حين كان عند سدرة المنتهى
حيث لا يجاوزها خلق من خلق الله.
45 - في مجمع البيان وروى العامة عن علي عليه السلام " جنه المأوى " بالهاء.
46 - في جوامع الجامع وأبى الدرداء " جنه المأوى بالهاء " وروى ذلك
عن الصادق عليه السلام ومعناه ستره بضلاله ودخل فيه.
47 - في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى الله عليه وآله قلت لبلال:
يرحمك الله زدني وتفضل على فانى فقير، فقال يا غلام لقد كلفتني شططا؟ اما الباب الأعظم
فدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع، والراغبون إلى الله عز وجل
المستأنسون به قلت: يرحمك الله فإذا دخل الجنة فماذا يصنعون؟ قال: يسيرون
على نهرين في ماء صاف في سفن الياقوت مجاديفها الياقوت (1) فيها ملائكة من
نور، عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها، قلت يرحمك الله هل يكون من النور الخضر؟
قال: إن الثياب خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله ليسيروا على حافتي
ذلك النهر قلت: فما اسم ذلك النهر؟ قال: جنة المأوى.

(1) المجداف: خشبة طويلة مبسوطة أحد الطرفين تسير بها القوارب وفى المصدر
" مجاديفها اللؤلؤ ".
156

48 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: إذ يغشى السدرة ما يغشى قال
لما رفع الحجاب بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله غشى نور السدرة.
49 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن
جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة
المنتهى قال: إن الورقة منها تظل الدنيا; وعلى كل ورقة ملك يسبح، يخرج من
أفواههم الدر والياقوت تبصر اللؤلؤ مقدار خمسمأة عام، وما يسقط من ذلك
الدر والياقوت، يخرجونه ملائكة موكلون به، يلقونه في بحر من نور، يخرجونه
كل ليلة جمعة إلى سدرة المنتهى، فلما نظروا إلى رحبوا بي وقالوا: يا محمد
مرحبا بك، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة أبواب الجنان (1) وقد اهتزت
فرحا بمجيئك، فسمعت الجنان تنادى وأشوقاه إلى علي وفاطمة والحسن والحسين
عليهم السلام أجمعين.
50 - في مجمع البيان " إذا يغشى السدرة ما يغشى " وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قال رأيت
على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح الله عز وجل.
51 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سليمان بن داود المنقري عن
حفص بن غياث أو غيره قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: لقد رأى
من آيات ربه الكبرى قال: رأى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل، له
ستمأة جناح قد ملاء ما بين السماء والأرض.
52 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان
بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث ان ادخله على أبى الحسن الرضا عليه السلام فأستأذنته
في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام إلى قوله: قال
أبو قرة: فإنه يقول " ولقد رآه نزلة أخرى " فقال أبو الحسن عليه السلام: ان بعد هذه
الآية ما يدل على ما رأى حيث قال: " ما كذب الفؤاد ما رأى " يقول: ما كذب فؤاد
محمد ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى، فقال: " لقد رأى من آيات ربه الكبرى "

(1) الخفقة: اسم المرة من خفق الراية: تحرك.
157

فآيات الله غير الله.
53 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه: وقوله في آخر
الآية: " ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى " رأى جبرئيل عليه السلام
في صورته مرتين هذه المرة ومرة أخرى، وذلك أن خلق جبرئيل عظيم فهو من
الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم الا الله رب العالمين.
54 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب السجستاني عن أبي جعفر
عليه السلام حديث طويل وفى آخره: فرأى محمد صلى الله عليه وآله ما رأى ببصره من آيات ربه الكبرى
يعنى أكبر الآيات.
55 - في تفسير علي بن إبراهيم " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " يقول:
لقد سمع كلاما لولا أنه قوى ما قوى. وباسناده إلى أبى بردة الأسلمي قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى عليه السلام: يا علي أن الله أشهدك معي في سبع مواطن: اما أول
ذلك فليلة اسرى بي إلى السماء قال لي جبرئيل: أين أخوك فقلت: خلفته ورائي،
قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله وإذا بمثالك معي. والثاني حين اسرى بي في
المرة الثانية فقال لي جبرئيل: أين أخوك؟ قلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله
فليأتك به، فدعوت الله فإذا مثالك معي، إلى قوله: واما السادس لما اسرى بي إلى السماء
جمع الله لي النبيين فصليت بهم ومثالك خلفي.
56 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي
عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان
أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما لله عز وجل آية هي أكبر منى والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
57 - في أمالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده إلى ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء ودنوت من ربي عز وجل حتى كان بيني وبينه
قاب قوسين أو أدنى قال لي: يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت: يا رب عليا قال:
التفت يا محمد فالتفت عن يسارى فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام.
158

58 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: أفرأيتم اللات والعزى قال:
اللات رجل والعزى امرأة وقوله: ومناة الثالثة الأخرى قال: كان صنم بالمسلك
خارج من الحرم على ستة أميال يسمى المناة.
59 - في عيون الأخبار في باب النصوص على الرضا عليه السلام حديث قدسي حكاه
صلى الله عليه وآله وفيه: وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائي
وهو راحة لأوليائي وهو الذي به يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين و
الكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فيفتتن الناس بهما أشد من فتنة
العجل والسامري.
60 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله
الحسنى عن محمد بن علي بن موسى عليهم السلام حديث طويل يذكر فيه القائم
عليه السلام وفى آخره يقول عليه السلام: فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى
فأحرقهما.
61 - في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف (ره) من أشعار الحسين عليه السلام
في موقف كربلاء:
والدي شمس وأمي قمر * فأنا الكوكب وابن القمرين -
عبد الله غلاما يافعا * وقريش يعبدون الوثنين -
يعبدون اللات والعزى معا * وعلى قائم بالحسنيين -
مع رسول الله سبعا كاملا * ما على الأرض مصل غير ذين -
هجر الأصنام لم يعبدها * مع قريش لا ولا طرفة عين
62 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول
فيه، وقد ذكر الملحدين في آيات الله: ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم
على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم ومما يدل للمتأمل له على اخلال تمييزهم
وافترائهم وتركوا منه ما قدروا أنه لهم وهو عليهم وزادوا فيه ما ظهر تناكره
وتنافره، وعلم الله أن ذلك يظهر ويبين فقال: ذلك مبلغهم من العلم.
159

63 - في من لا يحضره الفقيه وروى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبي جعفر
محمد بن علي الرضا عليه السلام عن أبيه قال: سمعت أبي موسى بن جعفر عليه السلام يقول:
دخل عمرو بن عبيد البصري على أبى عبد الله عليه السلام، فلما سلم وجلس تلا هذه الآية
الذين يجتنبون كبائر الاثم ثم أمسك فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ما أمسكك؟
فقال: أحب ان أعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل فقال: يا عمرو! أكبر
الكبائر الشرك بالله يقول الله تبارك وتعالى: " ان الله لا يغفر ان يشرك به " ويقول
عز وجل: " انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين
من أنصار " وبعده اليأس من روح الله لان الله عز وجل يقول: " ولا تيأسوا من روح
الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون " ثم الامن من مكر الله لان الله
عز وجل يقول: " ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ". ومنها عقوق الوالدين
لان الله عز وجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله تعالى: " وبرا بوالدتي ولم يجعلني
جبارا شقيا " وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق لان الله عز وجل يقول: " ومن
يقتل مؤمنا معتمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها " إلى آخر الآية. وقذف المحصنات لان الله
عز وجل يقول: " ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و
الآخرة ولهم عذاب عظيم ". واكل مال اليتيم ظلما لقول الله عز وجل: " ان الذين
يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ". والفرار
من الزحف لان الله عز وجل يقول: " ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا
إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ". وأكل الربا لان الله عز وجل
يقول: " ان الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان
من المس " ويقول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا
ان كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله " والسحر لان الله عز وجل
يقول: " ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلائق ". والزنا لان الله عز وجل
يقول: " ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا
160

من تاب " الآية واليمين الغموس (1) لان الله عز وجل يقول: " ان الذين يشترون بعهد الله
وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لأخلاق لهم في الآخرة " الآية الغلول (2) قال الله عز وجل:
" ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ". ومنع الزكاة المفروضة لان الله عز وجل يقول:
" يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم
لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون " وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله عز وجل
يقول: " ومن يكتمها فإنه آثم قلبه " وشرب الخمر لان الله عز وجل عدل بها عبادة
الأوثان وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله عز وجل لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وآله، ونقض العهد و
قطيعة الرحم لان الله عز وجل يقول: " أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار " قال: فيخرج
عمرو بن عبيد وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه ونازعكم في
الفضل والعلم.
64 - في أصول الكافي يونس عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في
قول الله عز وجل " الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم " قال: الفواحش
الزنا والسرقة واللمم (3) الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه قلت: بين الضلال و
الكفر منزلة؟ فقال: ما أكثر عرى الايمان.
65 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن
مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أرأيت قول الله عز وجل: " الذين يجتنبون
كبائر الاثم والفواحش الا اللمم " قال: هو الذنب يلم به الرجل فيمكث ما شاء الله ثم
يلم به بعد.
66 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن العلا عن محمد

(1) اليمين الغموس هي اليمين الكاذبة الفاجرة يقطع بها الحالف ما لغيره مع علمه
ان الامر بخلافه وليس فيها كفارة لشدة الذنب فيها سميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الاثم.
(2) الغلول: السرقة والخيانة. وقيل: الغلول في المغنم خاصة.
(3) اللمم: مقاربة الذنب أو؟؟؟ لذنوب.
161

ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: قلت: " الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا
اللمم " قال: الهنة بعد الهنة (1) أي الذنب بعد الذنب يلم به العبد.
67 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن إسحاق بن عمار قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام ما من مؤمن الا وله ذنب يهجره زمانا (2) ثم يلم به وذلك قول الله
عز وجل: " الا اللمم " وسألته عن قول الله عز وجل: " الذين يجتنبون كبائر الاثم
والفواحش الا اللمم " قال: الفواحش الزنا والسرقة واللمم الرجل يلم بالذنب فيستغفر
الله منه.
68 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن عيسى عن حريز عن إسحاق بن
عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من ذنب الا وقد طبع عليه عبد مؤمن يهجره
الزمان ثم يلم به وهو قوله الله عز وجل: " الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش
الا اللمم " قال: اللمام العبد الذي يلم بالذنب بعد الذنب، ليس من سليقته أي
من طبعه.
69 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحق القمي قال: دخلت على
أبى جعفر الباقر عليه السلام فقلت: جعلت فداك، لا يزنى (3) ولا يلوط ولا يرتكب
السيئات فأي شئ ذنبه؟ فقال يا اسحق قال الله تبارك وتعالى " الذين يجتنبون كبائر
الاثم والفواحش الا اللمم " وقد يلم المؤمن بالشئ الذي ليس فيه مراد والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
70 - في مجمع البيان قال الفراء: اللمم أن يفعل الانسان الشئ في
الحين لا يكون له عادة ومنه المام الخيال، والالمام الزيادة التي لا تمتد، وكذلك
اللمام قال أمية:

(1) الهن - على وزن أخ - كلمة كناية ومعناها شئ واصله هنو.
(2) يهجره أي يتركه وقيل: العموم في هذا الكلام عرفي كناية عن الكثرة.
(3) يعنى المؤمن المذكور في الحديث قبيل ذلك وتمام الحديث مذكور في الباب
240 من كتاب العلل ج 2 صفحة 175 ط قم فراجع ان شئت.
162

ان تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك لا ألما
وقد روى أن النبي صلى الله عليه وآله كان ينشدهما ويقولهما أي لم يلم بمعصية.
71 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام من محض الاسلام وشرايع
الدين قال عليه السلام: واجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله عز وجل و
الزنا والسرقة وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، واكل
مال اليتيم ظلما، واكل الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به من غير
ضرورة، وأكل الربا بعد البينة والسحت، والميسر وهو القمار، والبخس في
المكيال والميزان، وقذف المحصنات واللواط، وشهادة الزور، واليأس من
روح الله، والا من من مكر الله تعالى، والقنوط من رحمة الله تعالى، ومعونة الظالمين
والركون إليهم واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر، والكذب، والكبر، و
الاسراف والتبذير والخيانة، والاستخفاف بالحج، والمحاربة لأولياء الله، والاشتغال
بالمناهي، والإصرار على الذنوب.
72 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن أبي
طالب عليه السلام الكبائر خمس: الشرك بالله وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البينة; والفرار
من الزحف والتعرب بعد الهجرة.
73 - وعن عبيد بن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: اخبرني عن الكبائر
فقال: هو خمس وهن ما أوجب الله عليهن النار قال الله تعالى: " ان الذين
يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا " و
قال: " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار " إلى آخر
الآية، وقوله: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا " إلى آخر الآية، ورمى
المحصنات الغافلات، وقتل المؤمن عمدا.
74 - عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكبائر سبع فينا
نزلت ومنا استحلت، فإنها الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي حرم الله، و
أكل مال اليتيم وعقوق الوالدين، وقذف المحصنة والفرار من الزحف وانكار
163

حقنا، فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما
قال: فكذبوا الله وكذبوا رسوله واشركوا بالله تعالى واما قتل النفس التي
حرم الله فقد قتلوا الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه، وأما أكل مال اليتيم
فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله لنا وأعطوه غيرنا، واما عقوق الوالدين فقد أنزل
في كتابه: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " فعقوا رسول الله
صلى الله عليه وآله في ذريته، وعقوا أمهم خديجة في ذريتها، وأما قذف المحصنة فقد قذفوا
فاطمة عليها السلام على منابرهم; واما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين عليه
السلام بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه وخذلوه، واما انكار حقنا فهذا
لا يتنازعون فيه.
75 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى عباد بن كثير النوا قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام عن الكبائر فقال: كل شئ وعد الله عليه النار.
76 - وباسناده إلى أحمد بن إسماعيل الكاتب قال: اقبل محمد بن علي عليهما السلام
في المسجد الحرام فنظر إليه قوم من قريش فقالوا: هذا اله أهل العراق فقال
بعضهم: لو بعثتم إليه بعضكم فسأله؟ فأتاه شاب منهم فقال له: يا عم ما أكبر الكبائر؟
فقال: شرب الخمر فأتاهم فأخبرهم فقالوا له: عد إليه فلم يزالوا به حتى عاد إليه
فسأله فقال له: ألم أقل لك يا ابن أخ شرب الخمر؟ ان شرب الخمر يدخل
صاحبه في الزنا والسرقة وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وفى الشرك وتالله
أفاعيل الخمر تعلوا على كل ذنب كما تعلوا شجرتها على كل شجرة.
77 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن إسحاق الليثي عن أبي جعفر
الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله
مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلاة أو صيام
أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذا الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره
الذي قد مزج فيه، لا من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش
والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلاة والصيام والزكاة والحج
164

والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه، لان من سنخ
المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم وفى
آخره قال عليه السلام: اقرأ يا إبراهيم: " الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا
اللمم ان ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض " يعنى من الأرض
المنتنة " فلا تزكوا أنفسكم هو اعلم بمن اتقى " يقول: لا يفتخر أحدكم بكثرة
صلاته وصيامه وزكاته ونسكه لان الله عز وجل، أعلم بمن اتقى منكم، فان ذلك
من قبل اللمم وهو المزج وفى هذا الحديث ايضاح وفوائد وهو مذكور في سورة
الفرقان عند قوله تعالى: " أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ". (1)
78 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد
الله عن قول الله عز وجل: فلا تزكوا أنفسكم هو اعلم بمن اتقى قال: قول
الناس صليت البارحة وصمت أمس ونحو هذا، ثم قال عليه السلام: ان قوما كانوا
يصبحون فيقولون: صلينا البارحة وصمنا أمس، فقال علي عليه السلام: لكني أنام الليل والنهار
ولو أجد بينهما شيئا لنمته.
79 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن معمر بن راشد قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: أتى يهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقام بين يديه يحد النظر
إليه (2) فقال: يا يهودي ما حاجتك؟ فقال: أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي
الذي كلمه الله عز وجل، وأنزل عليه التوراة، والعصاء، وفلق له البحر وأظله
بالغمام؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله: انه يكره للعبد أن يزكى نفسه ولكني أقول: إن
آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته ان قال: اللهم إني أسئلك بحق محمد و
آل محمد لما غفرت لي فغفر الله له، وان نوحا عليه السلام لما ركب السفينة وخاف الغرق
قال: اللهم إني أسئلك بحق محمد وآله محمد لما أنجيتني من الغرق فنجاه الله
عز وجل وان إبراهيم عليه السلام لما القى في النار قال: اللهم إني أسئلك بحق محمد و

(1) راجع ج 4 صفحة 35 - 40.
(2) حد إليه النظر: بالغ في النظر إليه.
165

آل محمد لما أنجيتني منها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما; وان موسى عليه السلام لما
القى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهم إني أسئلك بحق محمد وآله محمد
لما آمنتني، قال الله عز وجل: " لا تخف انك أنت الاعلى " يا يهودي ان موسى
لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه ايمانه شيئا، ولا نفعته النبوة، يا يهودي و
من ذريتي المهدى إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام لنصرته فقدمه ويصلى خلفه.
80 - وفيه من كلام لعلى عليه السلام: ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه
لذكر ذاكر فضائل جمة تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها آذان السامعين (1)
81 - في تفسير العياشي وقال سليمان قال سفيان لأبي عبد الله عليه السلام:
ما يجوز أن يزكى المرء نفسه؟ قال: نعم إذا اضطر إليه، اما سمعت قول
يوسف: " اجعلني على خزائن الأرض انى حفيظ عليم " وقول العبد الصالح: " وانا
لكم ناصح امين ".
82 - في كتاب مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف رحمه الله من أشعار
الحسين عليه السلام في موقف كربلاء
أنا ابن علي الحر من آل هاشم * كفاني بهذا مفخرا حين أفخر -
بنا بين الله الهدى عن ضلاله * وينجز بنا دين الاله ويظهر -
علينا وفينا انزل الوحي والهدى * ونحن سراج الله في الأرض نزهر -
ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر -
وشيعتنا في الناس أكرم شيعة * ومبغضنا يوم القيامة يخسر -
فطوبى لعبد زارنا بعد موتنا * بجنة عدن صفوها لا يكدر

(1) هذا الكلام من جملة ما كتبه (ع) جوابا إلى معاوية وهو من محاسن الكتب
وقد ذكره الشريف الرضى (قده) في نهج البلاغة بتمامه فمن أراد الوقوف عليه فليراجع
رقم 28 من الكتب والرسائل وقوله (ع) " ولولا ما نهى الله... ا ه " إشارة إلى نفسه
عليه الصلاة والسلام. وقوله " ولا تمجها آذان السامعين " أي لا تقذفها يقال مج الرجل
من فيه أي قذفه.
166

ومنها:
خيرة الله من الخلق أبى * بعد جدي فأنا ابن الخيرتين -
أمي الزهراء حقا وأبى * وارث العلم ومولى الثقلين -
فضة قد صفيت من ذهب * فأنا الفضة وابن الذهبين -
والدي شمس وأمي قمر * فأنا الكوكب وابن القمرين -
من له جد كجدي في الورى * أو كأمي في جميع المشرقين -
خصه الله بفضل وتقى * فأنا الأزهر وابن الأزهرين -
جوهر من فضة مكنونة * فأنا الجوهر وابن الدرتين -
نحن أصحاب العبا خمستنا * قد ملكنا شرقها والمغربين -
نحن جبرئيل لنا سادسنا * ولنا البيت ومولى الحرمين -
كل ذا العالم يرجو فضلنا * غير ذا الرجس اللعين الوالدين
83 - في مجمع البيان: أفرأيت الذي تولى نزلت الآيات السبع في
عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي
سرح: ما هذا الذي تصنع؟ يوشك أن لا يبقى لك شئ فقال عثمان: ان لي
ذنوبا وانى أطلب ما أصنع رضى الله وأرجو عفوه، فقال له عبد الله اعطني ناقتك
برحلها وانا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه واشهد عليه وامسك عن النفقة فنزلت:
" أفرأيت الذي تولى " أي يوم أحد حين ترك المركز وأعطى قليلا ثم قطع النقة
إلى قوله: " وان سعيه سوف يرى " فعاد عثمان إلى ما كان عليه عن ابن عباس و
السدى والكلبي وجماعة من المفسرين.
أقول: ونقل أقوال أربعة أنها نزلت في غير عثمان.
84 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حفص بن البختري عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله عز وجل: وإبراهيم الذي وفى قال: إنه كان يقول: إذا أصبح
و أمسي: أصبحت وربى محمود، أصبحت لا أشرك به شيئا ولا ادعو مع الله
إلى آخر ولا اتخذ من دونه وليا وسمى بذلك عبدا شكورا.
167

85 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن
سنان عن أبي سعيد المكارى عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: ماعنى
بقوله: وإبراهيم الذي وفى قال: كلمات بالغ فيهن، قلت: وما هن؟ قال: كان
إذا أصبح قال: أصبحت وربى محمود أصبحت لا أشرك بالله شيئا ولا أدعو معه الها
ولا اتخذ من دونه وليا - ثلاثا - وإذا أمسى قالها ثلاثا، قال: فأنزل الله عز وجل
في كتابه: " وإبراهيم الذي وفى " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
86 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " وإبراهيم الذي وفى " قال: وفى
بما أمره الله به من الامر والنهى وذبح ابنه.
قال عز من قائل: وأن ليس للانسان الا ما سعى
87 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق
بن عمار عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: سألته عن الرجل يحج فيجعل حجته وعمرته
أو بعض طوافه لبعض أهله وهو عنه غائب في بلد آخر قال: قلت: فينتقص ذلك من
أجر قال: هي له ولصاحبه وله أجر سوى ذلك بما وصل، قلت: وهو ميت هل يدخل
ذلك عليه؟ قال: نعم، حتى يكون مسخوطا عليه فيغفر له أو يكون مضيقا عليه فيوسع
عليه، قلت: فيعلم هو في مكانه أنه عمل ذلك لحقه؟ قال: نعم قلت: وإن كان
ناصبا ينفعه ذلك؟ قال: نعم يخفف عنه.
88 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله رفع رأسه إلى السماء فتبسم فقيل له:
يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى السماء فتبسمت؟ قال: نعم عجبت لملكين
هبطا من السماء إلى الأرض يلتمسان عبدا صالحا مؤمنا في مصلى كان يصلى فيه ليكتبا
له عمله في يومه وليلته، فلم يجداه في مصلاه فعرجا إلى السماء فقالا: يا رب عبدك
فلان المؤمن التمسناه في مصلاه لنكتب عمله ليومه وليلته فلم نصبه فوجدناه في
حبالك (1)؟ فقال الله عز وجل: اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من الخير

(1) أي وجدناه مريضا.
168

في يومه وليلته ما دام في حبالى، فان على أن أكتب له أجر ما كان يعمله إذ
حبسته عنه.
89 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن المفضل بن صالح عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي. صلى الله عليه وآله: ان المؤمن إذا غلبه ضعف الكبر
أمر الله عز وجل الملك ان يكتب له في حالته تلك مثل ما كان يعمل وهو شاب
نشيط (1) صحيح ومثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان
يعمل من الخير في صحته حتى يرفعه الله ويقبضه، وكذلك الكافر إذا اشتغل بسقم
في جسده كتب الله له ما كان يعمل من شر في صحته.
90 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول عز وجل للملك الموكل
بالمؤمن إذا مرض: اكتب له ما كنت تكتب له في صحته، فانى انا الذي صيرته
في حبالى.
91 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الحميد
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا صعد ملكا العبد المريض إلى السماء عند كل مساء يقول
الرب تبارك وتعالى: ماذا كتبتما لعبدي في مرضه؟ فيقولان: الشكاية، فيقول: ما
أنصفت عبدي أن حبسته في حبس من حبسي ثم أمنعه الشكاية، اكتبا لعبدي
مثل ما كنتما تكتبان له من الخير في صحته; ولا تكتبان عليه سيئة حتى أطلقه
من حبسي.
92 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن درست قال: سمعت
أبا إبراهيم عليه السلام يقول: إذا مرض المؤمن أوحى الله عز وجل إلى صاحب
الشمال: لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنبا ويوحى إلى صاحب اليمين:
ان اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات.
93 - أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن محمد بن

(1) النشيط: ذو النشاط.
169

الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: حمى ليلة تعدل عبادة سنة،
وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين; وحمى ثلاث ليال تعدل عبادة سبعين سنة، قال: قلت:
فإن لم يبلغ سبعين؟ قال: فلامه وأبيه، قال: قلت: فإن لم يبلغا؟ قال: فلقرابته قال: قلت:
فإن لم تبلغ قرابته؟ قال: فجيرانه.
94 - في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين يصلى عنهما ويتصدق عنهما ويحج
عنهما ويصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده الله عز وجل ببره و
صلته خيرا كثيرا.
95 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس يتبع الرجل بعد موته
من الاجر الا ثلاث خصال: صدقة اجراها في حياته فهي تجرى بعد موته إلى يوم القيامة
صدقة موقوفه لا تورث، وسنة هدى سنها وكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره، و
ولد صالح يستغفر له.
96 - في من لا يحضره الفقيه وقال عمر بن يزيد: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
يصلى عن الميت؟ فقال: نعم حتى أنه يكون في ضيق فيوسع الله عليه ذلك الضيق،
ثم يؤتى فيقال له: خفف الله عنك هذا الضيق بصلاة فلان أخيك عنك، قال: قلت له:
فأشرك بين رجلين في ركعتين؟ قال: نعم.
وقال عليه السلام: ان الميت ليفرح بالترحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحي بالهدية.
وقال عليه السلام: ستة تلحق المؤمن بعد وفاته: ولد يستغفر له، ومصحف
يخلفه، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وقليب يحفره وسنة يؤخذ بها من بعده.
وقال عليه السلام: من عمل (من ظ) المسلمين عن ميت عملا صالحا أضعف له أجره،
ونفع الله به الميت.
وقال عليه السلام: يدخل الميت في قبره الصلاة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء
ويكتب أجره للذي يفعله وللميت.
97 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: وان إلى ربك المنتهى قال:
170

إذا انتهى الكلام إلى الله فامسكوا وتكلموا فيما دون العرش ولا تكلموا فيما فوق العرش
فتاهت عقولهم (1) حتى كان الرجل من بين يديه فيجيب من خلفه، وينادى من
خلفه فيجيب من بين يديه.
وفيه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا انتهى
الكلام إلى الله وقال كالكلام السابق.
أقول: وكأنه الأول.
98 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير
عن عبد الرحمان بن الحجاج عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان
الله يقول: " وأن إلى ربك المنتهى " فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا
99 - وباسناده إلى زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ملكا
عظيم الشأن كان في مجلس له، فتناول الرب تبارك وتعالى، ففقد فما يدرى
أين هو؟.
100 - وباسناده إلى أبى عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا زياد إياك
والخصومات فإنها تورث الشك وتحبط العمل وتردى صاحبها، وعسى أن يتكلم
بالشئ فلا يغفر له، انه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما
كفوه حتى انتهى كلامهم إلى الله فتحيروا، حتى كان الرجل يدعى من بين يديه فيجيب
من خلفه، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه، وفى رواية أخرى حتى تاهوا في الأرض.
101 - في كتاب التوحيد باسناده إلى علي بن حسان الواسطي عن بعض
أصحابنا عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام ان الناس قبلنا قد أكثروا في الصفة (2)
فما تقول؟ فقال: مكروه اما تسمع الله عز وجل يقول: " وان إلى ربك المنتهى "
تكلموا فيما دون ذلك
102 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وانه هو اضحك وأبكى قال:

(1) تاه: تحير وضل.
(2) وفى بعض النسخ " القصة " بدل الصفة والظاهر الموافق للمصدر هو المختار ويحتمل
التصحيف أو ان اللفظ كناية عن البحث في الله والتفكر فيه جل شأنه العزيز.
171

أبكى السماء بالمطر وأضحك الأرض بالنبات قال الشاعر:
كل يوم باقحوان جديد * تضحك الأرض من بكاء السماء (1)
وقوله: من نطفة إذا تمنى قال: تتحول النطفة إلى الدم فتكون أولا دما ثم
تصير النطفة في الدماغ في عرق يقال له الورد، وتمر في فقار الظهر فلا تجوز فقرا
فقرا حتى تصير في الحالين فتصير أبيض، واما نطفة المرأة فإنها تنزل من صدرها.
103 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله قال أبو محمد الحسن
العسكري عليه السلام سأل عبد الله بن صوريا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أخبرني عمن لا يولد
له ومن يولد له؟ فقال صلى الله عليه وآله: إذا اصفرت النطفة لم يولد له أي إذا احمرت وكدرت،
وإذا كانت صافية ولد له; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
104 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد
عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله الله عز وجل: وانه هو اغنى وأقنى
قال: اغنى كل انسان بمعيشة، وأرضاه بكسب يده.
105 - في تفسير علي بن إبراهيم: وانه هو رب الشعرى قال: النجم
في السماء يسمى الشعراء كانت قريش وقوم من العرب يعبدونه وهو نجم يطلع في
آخر الليل.
وقوله: والمؤتفكة اهوى قال: المؤتفكة البصرة والدليل على ذلك قول
أمير المؤمنين عليه السلام: يا أهل البصرة ويا أهل المؤتفكة يا جند المرأة واتباع
البهيمة رغا فأجبتم وعقر فهربتم مائكم زعاق وأحلامكم رقاق وفيكم ختم النفاق (2)
ولعنتم على لسان سبعين نبيا، ان رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أن جبرئيل عليه السلام أخبره

(1) الأقحوان: نبات له زهر أبيض يشبهون بها الأسنان ويسمونه بالبابونج.
(2) رغا البعير: صوت. وزعق الماء زعاقة: كان مرا لا يطاق شر به. وقوله (ع) " و
أحلامكم رقاق " كذا في النسخ وتوافقه المصدر والرقاق - بضم الراء -: الرقيق وفى
معجم البلدان " دقاق " بالدال المهملة وضمها وهو الظاهر: فنات كل شئ وفيه أيضا " دينكم
النفاق " وفى البرهان " وفيكم النفاق ".
172

انه طوى له الأرض فرأى البصرة أقرب الأرضين من الماء. وابعدها من السماء،
فيها تسعة أعشار الشر والداء العضال (1) المقيم فيها مذنب والخارج منها برحمة
وقد ائتفكت بأهلها مرتين، وعلى الله تمام الثالثة، وتمام الثالثة في الرجعة.
106 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: " والمؤتفكة اهوى " قال: هم
أهل البصرة هي المؤتفكة.
107 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم
بن عمر اليماني عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أمير
المؤمنين عليه السلام قال: بنى الكفر على أربع دعائم إلى أن قال: والشك على أربع شعب
على المرية والهوى والتردد والاستسلام، وهو قوله عز وجل: فبأي آلاء ربك تتمارى
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
108 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي
عبد الله عن محمد بن علي عن علي بن أسباط عن علي بن معمر عن أبيه قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: هذا نذير من النذر الأولى قال: إن الله
تبارك وتعالى لما ذرأ الخلق في الذر الأولى أقامهم صفوفا قدامه، وبعث الله عز وجل
محمدا حيث دعاهم فآمن به قوم وانكره قوم، فقال الله عز وجل: " هذا نذير من
النذر الأولى " يعنى به محمدا صلى الله عليه وآله حيث دعاهم إلى الله عز وجل في الذر الأول.
109 - في بصائر الدرجات بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن علي بن
أسباط عن علي بن معمر عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك و
تعالى: " هذا نذير من النذر الأولى " (قال ظ) يعنى محمدا صلى الله عليه وآله حيث دعاهم
إلى الاقرار بالله في الذر الأول.
110 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله: أزفت

(1) العضال: الشديد.
173

الآزفة: قال: قربت القيامة أفمن هذا الحديث تعجبون يعنى ما قد تقدم ذكره
من الاخبار.
111 - في مجمع البيان " أفمن هذا الحديث تعجبون " يعنى بالحديث ما
تقدم من الاخبار عن الصادق عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة اقتربت
الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة
اقتربت الساعة في كل عشية بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر،
ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق
وانشق القمر قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إن
كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان فعلت تؤمنون؟
قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ربه ان يعطيه ما قالوا فانشق
القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فرقتين، ورسول الله صلى الله عليه وآله يا فلان يا فلان اشهدوا.
اشهدوا.
وقال ابن مسعود: انشق القمر شقتين فقال لنا رسول الله صلى عليه وآله: اشهدوا
اشهدوا.
وروى أيضا عن ابن مسعود أنه قال: والذي نفسي بيده لقد رأيت حراء بين
فلكي القمر.
وعن حسين بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى صار
فرقتين على هذا الجبل، فقال أناس: سحرنا محمد فقال رجل: إن كان سحركم
فلم يسحر الناس كلهم.
وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن
174

مسعود، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وجبير بن مطعم، وابن
عباس وعبد الله بن عمر، وعليه جماعة المفسرين الا ما روى عن عثمان بن عطاء عن
أبيه أنه قال: معناه وسينشق القمر وروى ذلك عن الحسن وأنكره أيضا البلخي،
وهذا أيضا لا يصح لان المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه ولان
اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: " اقتربت الساعة " قال: اقتربت القيامة فلا
يكون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله الا القيامة، وقد انقضت النبوة والرسالة وقوله: " و
انشق القمر " فان قريشا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله ان يريهم آية فدعا الله فانشق القمر
نصفين حتى نظروا إليه ثم التأم، فقالوا هذا سحر مستمر أي صحيح.
4 - وروى أيضا في قوله: اقتربت الساعة قال: خروج القائم عليه السلام. حدثنا حبيب
بن الحصين بن ابان الاجرى قال: حدثني محمد بن هشام عن محمد قال: حدثني يونس
قال قال أبو عبد الله عليه السلام: اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربعة عشرة من ذي
الحجة فقالوا للنبي صلى الله عليه وآله: ما من نبي الأولى آية فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله:
ما الذي تريدون؟ فقالوا: إن يكن لك عند ربك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فهبط
جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: انى قد أمرت كل شئ بطاعتك،
فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله
وسجدت شيعتنا ثم رفع النبي رأسه ورفعوا رؤسهم فقالوا: تعيده كما كان فعاد كما كان، ثم قال:
ينشق فرفع رأسه فأمره فانشق فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجد شيعتنا، فقالوا: يا محمد
حين تقدم أسفارنا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة، فان يكونوا رأوا
مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك، وان لم يروا مثل ما رأينا علمنا أنه سحر سحرتنا به،
فأنزل الله: " اقتربت الساعة وانشق القمر " إلى آخر السورة.
5 - في ارشاد المفيد رحمه الله وروى أبو بصير عن أبي جعفر عليه السلام في حديث
طويل أنه قال: إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم فيها أربع مساجد، ولم يبق
مسجد على وجه الأرض له شرف الا هدمها وجعلها جماء (1) ووسع الطريق الأعظم،

(1) ارض جماء: ملساء وهي المستوية.
175

وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات، ولا
يترك بدعة الا أزالها ولا سنة الا أقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم،
فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء
قال: قلت: جعلت فداك كيف تطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث
وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون إن الفلك أن تغير
فسد؟ قال: ذاك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق القمر
لنبيه صلى الله عليه وآله، ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف
سنة مما تعدون.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شئ
نكر قال: الامام إذا خرج يدعوهم إلى ما ينكرون.
7 - في روضة الكافي باسناده إلى ثوير بن أبي فاختة قال: سمعت علي بن
الحسين عليهم السلام يحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: حدثني أبي انه سمع أباه علي بن أبي طالب
عليه السلام يحدث الناس قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى من حفرهم
عزلا بهما جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة (1) حتى يقفوا
على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها، فيمنعون من المضي فتشتد

(1) عزلا - بضم العين المهملة وسكون الزاء المعجمة كما في بعض النسخ والمصدر -
جمع اعزل: أي لا سلاح لهم. وفى بعض النسخ " غرلا " - بالغين المعجمة والراء المهملة -
وهو جمع الأغرل: الذي لم يختن وقد ورد بهذا المعنى أحاديث اخر في أحوال القيامة وقد
مر في الكتاب أيضا. قوله (ع) " بهما " أي ليس معهم شئ " جردا " أي لا ثياب معهم
" مردا " أي ليس معهم لحية قال الفيض (ره): وهذه كلها كناية عن تجردهم عما يباينهم ويغطيهم
ويخفى حقائقهم مما كان معهم في الدنيا. وقال (ره) في قوله: " يسوقهم النور " أي نور
الايمان والشرع فإنه سبب ترقيهم طورا بعد طور " ويجمعهم الظلمة " أي ما يمنعهم من تمام
النور والايقان فإنه سبب تباينهم الموجب لكثرتهم التي يتفرع عليها الجمعية، ويحتمل أن يكون
المراد كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا والمعنيان متقاربان؟؟...؟؟؟ "
176

أنفاسهم ويكثر عرقهم، وتضيق بهم أمورهم ويشتد ضجيجهم وترفع أصواتهم، قال:
وهو أول هول من أهوال يوم القيامة، قال: فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من
فوق عرشه في ظلال من الملائكة (1) فيأمر ملكا من الملائكة فينادى فيهم يا معشر
الخلايق انصتوا واسمعوا منادى الجبار، قال: فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم قال:
فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم (2) وتفزع قلوبهم
ويرفعون رؤسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداع (3) قال فعند ذلك يقول
الكافر: هذا يوم عسر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
8 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن
عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: لبث فيهم نوح الف سنة الا خمسين
عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا وعتوا قال: رب انى مغلوب فانتصر والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
9 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله كلام لعلى عليه السلام يقول فيه وقد
قيل له: لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ ان لي أسوة
بستة من الأنبياء أولهم نوح حيث قال: " رب انى مغلوب فانتصر " فان قال قائل: أنه قال
هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي اعذر.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: لما أراد الله عز وجل هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه فصاحت
امرأته لما فار التنور، فجاء نوح إلى التنور فوضع عليها طينا وختمه حتى ادخل
جميع الحيوان السفينة، ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم (4) ورفع الطين وانكسفت

(1) قال المجلسي (ره): يمكن أن يكون اشراف الله تعالى كناية عن توجهه إلى محاسبتهم
فالاشراف في حقه مجاز وفى الملائكة حقيقة.
(2) الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد.
(3) أهطع: إذا مد عنقه، أي يمدون أعناقهم لسماع صوته.
(4) فض ختم الكتاب: كسره...؟؟.
177

الشمس، وجاء من السماء ماء منهمر صبا بلا قطر، وتفجرت الأرض عيونا وهو قوله
عز وجل: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء
على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر.
11 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد
الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن نوحا لما كان في أيام الطوفان دعا المياه
كلها فأجابت الإماء الكبريت والماء المر فلعنهما.
12 - وباسناده إلى أبي سعيد عقيصا التيمي قال: مررت بالحسن والحسين
عليهما السلام وهما في الفرات مستنقعان (1) في إزارين إلى قوله: ثم قالا: إلى أين تريد؟
فقلت: إلى هذا الماء; فقالا: وما هذا الماء؟ فقلت: أريد دواءه اشرب منه لعلة
بي أرجو أن يخف له الجسد ويسهل البطن فقالا: ما نحسب ان الله عز وجل جعل في
شئ قد لعنه شفاء، قلت: ولم ذاك؟ فقالا: لان الله تبارك وتعالى لما آسفه (2)
قوم نوح فتح السماء بماء منهمر، وأوحى إلى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها
وجعلها ملحا أجاجا.
13 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يكره ان يتداوى بالماء المر وبماء الكبريت وكان
يقول: إن نوحا لما كان الطوفان دعا المياه فأجابت كلها الا الماء المر والماء الكبريت
فدعا عليهما فلعنهما.
14 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال:
حدثني أبو سعيد دينار بن عقيصا (3) التيمي قال: مررت بالحسن والحسين عليهما السلام

(1) استنقع فلان في النهر: دخله ومكث فيه يتبرد.
(2) أي أغضبه. إشارة إلى قوله تعالى: " فلما آسفونا انتقمنا منهم " وماء منهمر
أي منصب بلا قطر.
(3) كذا في النسخ وتوافقه المصدر والظاهر زيادة لفظة " ابن " لان دينارا كنية
" أبو سعيد " ولقبه " عقيصا " كما في رواية الكليني (قده) في الكافي وقد مر آنفا.
178

وهما في الفرات مستنقعين في ازارهما فقالا: ان للماء سكانا كسكان الأرض ثم قالا:
أين تذهب؟ فقلت: إلى هذا الماء قالا: وما هذا؟ قلت: ماء يشرب في هذا الحير (1)
يخف له الجسد ويخرج الحر ويسهل البطن هذا الماء له سر، فقالا: ما نحسب ان الله تبارك
وتعالى جعل في شئ مما قد لعنه شفاءا، فقلت: ولم ذاك؟ فقالا ان الله تبارك وتعالى
لما أسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر، فأوحى إلى الأرض فاستعصت عليه عيون منها
فلعنها فجعلها ملحا أجاجا.
15 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني
عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أخبرني عن قول الله عز وجل:
" حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور " فأنى كان موضعه وكيف كان؟ فقال: كان
التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة [المسجد] ميمنة المسجد فقلت له: فان
ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم، ثم قلت له: وكان بدو خروج الماء من ذلك
التنور؟ فقال: نعم ان الله عز وجل أحب أن يرى قومه آية ثم إن الله تبارك و
تعالى ارسل عليهم المطر يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا، والعيون كلهن فيضا
فغرقهم الله عز وجل وأنجى نوحا ومن معه في السفينة.
16 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لم تنزل قطرة من السماء من مطر الا
بعدد معدود ووزن معلوم، الا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلام فإنه
نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن
عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي رزين الأسدي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن
نوحا عليه السلام لما فرغ من السفينة وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في اهلاك
قومه أن يفور التنور، ففار فقالت امرأته: ان التنور قد فار؟ فقام إليه فختمه
فقام الماء (2) وادخل من أراد أن يدخل، وأخرج من أراد أن يخرج، ثم

(1) الحير: الموضع الذي يجتمع فيه الماء.
(2) قام الماء: جمد.
179

جاء إلى خاتمه فنزعه يقول الله عز وجل: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * و
فجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر * وحملناه على ذات ألواح و
دسر " قال: وكان نجرها في وسط مسجدكم، ولقد نقص عن ذرعه سبعمأة ذراع (1)
18 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن
أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام
وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان نوحا دعا ربه فهطلت السماء (2) بماء
منهمر، قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك وكانت دعوته دعوة غضب ومحمد صلى الله عليه وآله
هطلت له السماء بماء منهمر رحمة، انه صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة اتاه أهلها في
يوم جمعة فقالوا له: يا رسول الله احتبس القطر واصفر العود وتهافت الورق (3)
فرفع يده المباركة إلى السماء حتى رأى بياض إبطيه وما يرى في السماء سحابة;
فما برح حتى سقاهم الله، حتى أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى
منزله فما يقدر من شدة السيل، فدام أسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية، فقالوا:
يا رسول الله لقد تهدمت الجدر واحتبس الركب والسفر؟ فضحك عليه السلام وقال:
هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم في أصول الشيح (4)
ومراتع البقر فرأى حول المدينة المطر يقطر قطرا وما يقع بالمدينة قطرة
لكرامته على الله عز وجل.
19 - وعن الأصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لأمير المؤمنين عليه السلام:

(1) قال المجلسي (ره): لعل الغرض رفع الاستبعاد عن عمل السفينة في المسجد مع
ما اشتهر من عظمها أي نقصوا المسجد عما كان عليه في زمن نوح سبعمأة ذراع ويدل على
أصل النقص اخبار اخر.
(2) هطل المطر: نزل متتابعا عظيم القطر.
(3) أي تساقط.
(4) الشيح - بالكسر -: نبت تنبت بالبادية وفى نسخة البحار " مراتع البقع " وذكر
المجلسي (ره) في معناه وجوها ثم قال في آخر كلامه والظاهر أن فيه تصحيفا.
180

أخبرني يا أمير المؤمنين عن المجرة (1) التي تكون في السماء قال: هي شرح
في السماء وأمان لأهل الأرض من الغرق، ومنه أغرق الله قوم نوح بماء منهمر.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم. وقوله: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر "
قال: صب بلا قطر " وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء " قال: ماء السماء وماء الأرض
على أمر قد قدر وحملناه يعنى نوحا على ذات ألواح ودسر قال: الألواح
السفينة، والدسر المسامير، وقيل: الدسر ضرب من الحشيش تشد به السفينة.
21 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب وهشام بن سالم عن أبي بصير قال: قال
أبو جعفر عليه السلام: إذا أراد الله عز ذكره أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى
الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها قال: فيأمرها
الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب، قال: ولكل ريح منهم اسم أما تسمع قوله:
عز وجل كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر انا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم
نحس مستمر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
22 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى أبى
عبد الله عليه السلام قال: الأربعاء يوم نحس مستمر، لأنه أول يوم وآخر يوم
من الأيام التي قال الله عز وجل: " سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ".
23 - في مجمع البيان " يوم نحس مستمر " قيل: إنه كان في [أول]
يوم الأربعاء في آخر الشهر لا تدور. ورواه العياشي بالاسناد عن أبي جعفر عليه السلام.
24 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب
مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء فان يوم الأربعاء
يوم نحس مستمر، وفيه خلقت جهنم.
25 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي و

(1) المجرة: منطقة في السماء قوامها نجوم كثيرة لا يميزها البصر فيراها كبقعة بيضاء
وبالفارسية " كهكشان ".
181

ما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه ثم قام إليه رجل آخر فقال:
يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟
قال: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن
قال عليه السلام: ويوم الأربعاء أرسل الله عز وجل الريح على قوم عاد.
26 - في من لا يحضره الفقيه عن أبي نصر عن أبي جعفر عليه السلام حديثا وفيه
يقول عليه السلام: ان لله عز وجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه، موكل بكل ريح
منهن ملك مطاع، فإذا أراد الله عز وجل أن يعذب قوما بعذاب أوحى إلى الملك
بذلك النوع من الريح الذي يريد أن يعذبهم به، فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج
الأسد المغضب، ولكل ريح منهن اسم اما تسمع لقول الله عز وجل: " انا أرسلنا عليهم
ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ".
أقول: وفي الخصال مثله (1) الا ان فيه: أما تسمع قوله تعالى: " كذبت عاد
فكيف كان عذابي ونذر ".
27 - في روضة الكافي علي بن محمد بن علي بن العباس عن الحسن بن عبد
الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له:
كذبت ثمود بالنذر فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه انا إذا لفى ضلال وسعر
أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر.
قال: هذا كان بما كذبوا صالحا وما أهلك الله عز وجل قوما قط حتى يبعث
إليهم قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم، فبعث الله إليهم صالحا فدعاهم فلم يجيبوه،
وعتوا عليه عتوا وقالوا: لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة الصماء (2)
ناقة عشراء وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل
سنة، ويجتمعون عندها، فقالوا له: ان كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا الهك
حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء، فاخرجها الله كما طلبوا منه،

(1) وقد مر عن كتاب روضة الكافي أيضا مثله راجع رقم 21 من الأحاديث.
(2) الصماء: الغليظة.
182

ثم أوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا صالح قل لهم: ان الله قد جعل لهذه الناقة شرب
يوم ولكم شرب يوم (1) فكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم
فيحلبونها، فلا يبقى صغير ولا كبير الا شرب من لبنها يومهم ذلك، فإذا كان الليل
وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم، فمكثوا
بذلك ما شاء الله، ثم إنهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: اعقروا هذه الناقة
واستريحوا منها لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم، ثم قالوا: من ذا الذي
يلي قتلها ونجعل له جعلا ما أحب؟ فجاءهم رجل احمر أشقر (2) أزرق ولد زنا لا يعرف
له أب، يقال له قدار (3) شقى من الأشقياء، مشئوم عليهم فجعلوا له جعلا، فلما توجهت
الناقة إلى الماء الذي كانت ترده تركها حتى شربت الماء وأقبلت راجعة، فقعد لها
في طريقه فضربها بالسيف ضربة فلم يعمل شيئا; فضربها ضربة أخرى فقتلها، فخرت
إلى الأرض على حينها، وهربت فصيلها، حتى صعد إلى الجبل فرغا (4) ثلاث مرات
إلى السماء وأقبل قوم صالح فلم يبق أحد الا شركه في ضربته واقتسموا لحمها فيما
بينهم، فلم يبق صغير ولا كبير الا أكل منها، فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم فقال:
يا قوم ما دعاكم إلى ما صنعتم أعصيتم ربكم؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إلى صالح عليه السلام:
ان قومك قد طغوا وبغوا وقتلوا ناقة بعثها الله إليهم حجة عليهم، ولم يكن عليهم منها
ضرر، وكان لهم أعظم المنفعة فقل لهم: انى مرسل إليكم عذابي إلى ثلاثة أيام،
فان هم تابوا ورجعوا قبلت توبتهم وصددت عنهم، وان هم لم يتوبوا ولم يرجعوا بعثت
إليهم عذابي في اليوم الثالث، فأتاهم صالح صلى الله عليه فقال لهم: يا قوم انى رسول
ربكم إليكم، وهو يقول لكم: ان أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم غفرت لكم وتبت عليكم،
فلما قال لهم ذلك كانوا أعتا ما كانوا وأخبث وقالوا: " يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت

(1) الشرب - بالكسر -: النصيب من الماء.
(2) الأشقر من الناس: من تعلو بياضه حمرة.
(3) قدار: بضم القاف وتخفيف الدال كما في القاموس.
(4) رغا البعير: صوت وضج.
183

من الصادقين " قال قال: يا قوم انكم تصبحون غدا ووجوهكم مسودة، واليوم
الثاني ووجوهكم محمرة، واليوم الثالث ووجوهكم مسودة فلما كان أول يوم
أصبحوا ووجوههم مصفرة فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: قد جاءكم ما قال
لكم صالح فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح، ولا نقبل قوله وإن كان عظيما،
فلما كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم
قد جاءكم ما قال لكم صالح، فقال العتاة منهم: لو أهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح
ولا تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها ولم يتوبوا ولم يرجعوا، فلما كان اليوم
الثالث أصبحوا ووجوههم مسودة فمشى بعضهم إلى بعض وقال: يا قوم اتاكم ما قال
لكم صالح فقال العتاة منهم: قد أتانا ما قال لنا صالح، فلما كان نصف الليل اتاهم
جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت تلك تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت
أكبادهم; وقد كانوا في تلك الثلاثة أيام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل
بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين، صغيرهم وكبيرهم فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية (1) ولا شئ الا أهلكه الله فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى أجمعين، ثم أرسل الله
عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم أجمعين، وكانت هذه قصتهم.
28 - في بصائر الدرجات علي بن حسان عن جعفر بن هارون الزيات
قال: كنت أطوف بالكعبة فرأيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت في نفسي: هذا هو الذي
يتبع والذي هو اما وهو كذا وكذا؟ قال: فما علمت به حتى ضرب يده على
منكبي ثم قال: اقبل على وقال: فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه انا إذا لفى
ضلال وسعر.
29 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فنادوا صاحبهم قال: قدار الذي
عقر الناقة، وقوله: كهشيم المحتظر قال: الحشيش والنبات.
30 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن
فرقد عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه قصة

(1) مر الحديث بمعناه في ج 2: 375 فراجع.
184

قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام: فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح
به جبرئيل فقال: يا لوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوى جبرئيل عليه السلام بإصبعه
نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله عز وجل: فطمسنا على أعينهم
31 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سعيد قال:
اخبرني زكريا بن محمد عن أبيه عن عمرو عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا
يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام: فقال له جبرئيل
" انا رسل ربك لن يصلوا إليك " فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال:
شاهت الوجوه فعمى أهل المدينة كلهم، والحديثان بتمامهما مذكوران في هود
عند القصة.
32 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير وغيره عن أحدهما عليهما
السلام حديث طويل يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام
فأشار إليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بأيديهم، يعاهدون الله
عز وجل: لئن أصبحنا لا نستبقي أحدا من آل لوط.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: شرح قصة قوم لوط على التفصيل مذكور
في سورة هود في قصتهم.
33 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى
عن موسى بن محمد العجلي عن يونس بن يعقوب رفعه عن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله عز وجل كذبوا بآياتنا كلها يعنى الأوصياء كلهم.
34 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرقي (1) أتدفع من القدر شيئا؟ فقال: هي من القدر
وقال عليه السلام: ان القدرية مجوس هذه الأمة، وهم الذين أرادوا ان يصفوا الله بعدله،
فأخرجوه من سلطانه، وفيهم نزلت هذه الآية: يوم يسحبون في النار على
وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر

(1) الرقي: العوذة.
185

35 - وباسناده إلى عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن عن أبيه عن آبائه
عن الحسين بن علي عن علي عليهم السلام انه سئل عن قول الله عز وجل: انا كل شئ
خلقناه بقدر فقال: يقول عز وجل: انا كل شئ خلقناه لأهل النار بقدر أعمالهم
36 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " انا كل شئ خلقناه بقدر " قال:
له وقت وأجل ومدة. وباسناده إلى إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام: وجدت
لأهل القدر أسماء في كتاب الله: " ان المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار
على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر " فهم المجرمون.
37 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن
أرواح القدرية يعرضون على النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة، فإذا قامت الساعة
عذبوا مع أهل النار بأنواع العذاب، فيقولون: يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة؟
فيرد عليهم: " ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".
38 - عن يونس عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أنزل الله عز وجل
هذه الآيات الا في القدرية: " ان المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار
على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".
39 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثني عبد الله بن جعفر
الحميري عن محمد بن الحسن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم
عن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه في القدرية:
" ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".
40 - وباسناده إلى ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن في جهنم لواديا للمنكرين
يقال له سقر: شكا إلى الله شدة حره، وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم،
41 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام بعد أن ذكر التقوى وفيه جماع
كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى، وبه عاش من عاش
بالحياة الطيبة، والانس الدائم، قال الله عز وجل: ان المتقين في جنات ونهر في
مقعد صدق عند مليك مقتدر.
186

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تدعوا قراءة
سورة الرحمن والقيام بها فإنها لا تقر في قلوب المنافقين ويؤتى بها في يوم القيامة في
صورة آدمي في أحسن صورة وأطيب ريح حتى تقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب
إلى الله منها، فيقول لها: من ذا الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قرائتك؟
فتقول: يا رب فلان وفلان فتبيض وجوههم، فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون
حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنة وأسكنوا فيها
حيث شئتم.
2 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل
" فبأي آلاء ربكما تكذبان " لا بشئ من آلاءك رب أكذب، فان قرء ليلا ثم مات
مات شهيدا، وان قرأها نهارا ثم مات مات شهيدا.
3 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء سورة
الرحمن رحم الله ضعفه وادى شكر ما أنعم الله عليه
4 - وعن الصادق عليه السلام قال: من قرأ سورة الرحمن ليلا يقول عند كل.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان ": لا بشئ من آلائك يا رب اكذب، وكل الله به ملكا
ان قرأها من أول الليل يحفظه حتى يصبح، وان قراها حين يصبح وكل الله به ملكا
يحفظه حتى يمسى.
5 - في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن
محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يستحب
ان يقرء في دبر الغداة يوم الجمعة الرحمن كلها، ثم تقول كلما قلت: " فبأي آلاء
ربكما تكذبان ": لا بشئ من آلائك رب اكذب.
6 - وروى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: لما قرء رسول الله
187

صلى الله عليه وآله الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجن كانوا
أحسن جوابا منكم لما قرأت عليهم " فبأي آلاء ربكما تكذبان " قالوا: لا ولا بشئ من
آلاء ربنا نكذب.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله عز وجل: " وإذا قيل لهم اسجدوا
للرحمن قالوا وما الرحمن " قال: جوابه الرحمن علم القرآن خلق الانسان
علمه البيان.
8 - في مجمع البيان " علمه البيان " قال الصادق عليه السلام البيان الاسم الأعظم
الذي به علم كل شئ.
9 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن خالد عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام في قوله: " الرحمن علم القرآن " قال: الله علم محمدا القرآن
قلت: " خلق الانسان " قال: ذلك أمير المؤمنين عليه السلام قلت: " علمه البيان " قال:
علمه بيان كل شئ تحتاج إليه الناس، قلت: الشمس والقمر بحسبان قال: هما
يعذبان قلت: الشمس والقمر يعذبان؟ قال: سألت عن شئ فأتقنه، ان الشمس
والقمر آيتان من آيات الله تجريان بأمره مطيعان له، ضوءهما من نور عرشه وحرهما
(1) من جهنم، فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرهما فلا
يكون شمس ولا قمر، وانما عناهما لعنهما الله أوليس قد روى الناس ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: إن الشمس والقمر نوران في النار؟ قلت: بلى قال: اما سمعت قول
الناس: فلان وفلان شمسي هذه الأمة ونوريهما، فهما في النار، والله ما عنى غيرهما
قلت: النجم والشجر يسجدان قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سماه الله في غير
موضع، " والنجم إذا هوى " وقال: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فالعلامات الأوصياء
والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله قلت: يسجدان قال: يعبدان وقوله: و " السماء رفعها و
وضع الميزان " قال: السماء رسول الله صلى الله عليه وآله رفعه الله إليه، والميزان
أمير المؤمنين صلوات الله عليه نصبه لخلقه، قلت: الا تطغوا في الميزان قال: لا تعصوا

(1) وفى المصدر " جرمهما " في الموضعين والظاهر هو المختار
188

الامام، قلت: وأقيموا الوزن بالقسط قال: وأقيموا الامام بالعدل قلت: ولا
تخسروا الميزان قال: لا تبخسوا الامام حقه ولا تظلموه وقوله: والأرض وضعها
للأنام قال: للناس فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام قال: يكبر ثمر النخل
في القمع (1) ثم يطلع منه، قوله: والحب ذو العصف والريحان قال: الحب الحنطة
والشعير والحبوب والعصف التين، والريحان ما يؤكل منه.
10 - في كتاب الخصال عن علي عليه السلام قال: خلقت الأرض لسبعة بهم
يرزقون وبهم يمطرون وبهم ينصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة و
عبد الله بن مسعود، قال علي عليه السلام: وانا امامهم وهم الذين شهدوا الصلاة على
فاطمة عليها السلام.
11 - في أصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد وعدة من
أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين
على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى
أمير المؤمنين عليه السلام انه قد غم أهله واحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين:
على بعاصم بن زياد فجئ به فلما رآه عبس في وجهه فقال له: أما استحييت من
أهلك؟ اما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها أنت
أهون على الله من ذلك، أوليس الله يقول: " والأرض وضعها للأنام * فيها فاكهة والنخل
ذات الأكمام " الحديث وستقف على تتمة هذا الحديث عند قوله عز وجل: " مرج البحرين
يلتقيان " الآية انشاء الله تعالى.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم: وقوله فبأي آلاء ربكما تكذبان قال:
في الظاهر مخاطبة الجن والإنس، وفى الباطن فلان وفلان. حدثنا أحمد بن علي
قال: حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن
علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: فبأي آلاء

(1) القمع: ما التزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما.
189

ربكما تكذبان " قال: قال الله تبارك وتعالى: فبأي النعمتين تكفران؟ بمحمد أم بعلى
صلوات الله عليهما.
13 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد رفعه في قول الله
عز وجل: " فبأي آلاء ربكما تكذبان " بالنبي أم بالوصي نزلت في الرحمن.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في بيان فضل هذه السورة وقراءتها
على الجن (1) ما يستحب ان يقال عند قوله تعالى: " فبأي آلاء ربكما تكذبان "،
14 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه
أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل: وفيه سأله عن أسم أبى الجن، فقال: شومان وهو
الذي خلق من مارج من نار
أقول: وقد تقدم لقوله عز وجل: خلق الانسان من صلصال كالفخار و
خلق الجان من مارج من نار بيان عند قوله تعالى: " ولقد خلقنا الانسان من صلصال "
الآية في الحجر (2)
15 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه واما قوله: رب المشرقين ورب المغربين فان مشرق الشتاء على
حده ومشرق الصيف على حده أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها؟ واما
قوله: " رب المشارق والمغارب " فان لها ثلاثة وستين برجا تطلع كل يوم من
برج وتغيب في آخر، فلا تعود إليه الا من قابل في ذلك اليوم.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم في قوله: " رب المشرقين ورب المغربين " قال:
مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ومغرب الشتاء ومغرب الصيف.
وفى رواية سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله: " رب المشرقين ورب المغربين " قال: المشرقين رسول الله و
أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، والمغربين الحسن والحسين عليهما السلام و

(1) راجع رقم 5 و 6 من أحاديث هذه السورة.
(2) راجع ج 2 صفحة 7،
190

أمثالهما تجرى.
17 - " فبأي آلاء ربكما تكذبان " قال: محمد وعلى عليهما السلام، حدثنا
محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن
داود المنقري عن يحيى بن سعيد العطار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله
تبارك وتعالى: مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان قال: على وفاطمة
بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه يخرج منها اللؤلؤ والمرجان قال:
الحسن والحسين.
18 - في أصول الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل ذكرنا أوله
عند قوله تعالى: " والأرض وضعها للأنام " ويتصل بآخر ما نقلنا هناك أعنى قوله
تعالى: " ذات الأكمام " أوليس يقول: " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا
يبغيان " إلى قوله: " يخرج منها اللؤلؤ والمرجان " فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب
إليه من ابتذاله لها بالمقال، وقد قال الله عز وجل: " واما بنعمة ربك فحدث " فقال
عاصم: يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة (1) وفى ملبسك
على الخشونة؟ فقال: ويحك ان الله عز وجل فرض على أئمة العدل ان يقدروا أنفسهم
بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره (2) فالقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.
19 - في مجمع البيان وقد روى عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان
الثوري أن البحرين على وفاطمة عليهما السلام " بينهما برزخ " محمد صلى الله عليه وآله " يخرج منهما
اللؤلؤ والمرجان " الحسن والحسين عليهما السلام.
20 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبى البختري عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " قال: من
السماء ومن ماء البحر، فإذا أمطرت فتحت الأصداف أفواهها في البحر فيقع فيها
من ماء المطر فتخلق اللؤلؤ الصغيرة من القطرة الصغيرة، واللؤلؤ الكبيرة من
القطرة الكبيرة.

(1) جشب الطعام: خشن وغلظ.
(2) مر الحديث بمعناه في صفحة 17 فراجع
191

21 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه وآله وعليا
وفاطمة عليهما السلام وروى أنه قال: مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان.
22 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وله الجوار المنشآت في البحر
كالاعلام قال: كما قالت الخنساء ترثى أخاها صخرا:
وان صخرا لمولانا وسيدنا * وان صخرا إذا يستوقد النار
وان صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار
وقوله: كل من عليها فان قال: من على وجه الأرض. ويبقى وجه ربك
قال: دين ربك، وقال علي بن الحسين عليهما السلام: نحن الوجه الذي يؤتى الله منه.
23 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في التوحيد حديث
طويل وفيه: فقلت: يا بن رسول الله فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله
النظر إلى وجه الله تعالى؟ فقال عليه السلام: يا أبا الصلت من وصف الله عز وجل بوجه
كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياءه وحججه صلوات الله عليهم، الذين بهم
يتوجه إلى الله عز وجل والى دينه ومعرفته، وقال الله عز وجل: " كل من عليها فان *
ويبقى وجه ربك " وقال عز وجل: " كل شئ هالك الا وجهه " فالنظر إلى أنبياء الله
تعالى ورسله وحججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال
النبي صلى الله عليه وآله: من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم
القيامة.
24 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى هاشم الجعفري عن أبي جعفر الثاني حديث
طويل وفيه يقول: وإذا افنى الله الأشياء أفنى الصور والهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من
لم يزل عالما.
25 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب قوله: " ويبقى وجه ربك " قال الصادق
عليه السلام: نحن وجه الله.
26 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
وفيه: واما قوله: " كل شئ هالك الا وجهه " فالمراد كل شئ هالك الا دينه لان
192

من المحال ان يهلك الله كل شئ ويبقى الوجه هو أجل وأعظم من ذلك وانما يهلك من
ليس منه، الا ترى أنه قال " كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك " ففصل بين خلقه ووجهه،
27 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء إدريس النبي عليه السلام:
يا بديع البدايع ومعيدها بعد فنائها بقدرته.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: يسئله من في السماوات والأرض
كل يوم هو في شأن قال: يحيى ويميت ويرزق ويزيد وينقص.
29 - في أصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيها: الحمد
لله الذي لا يموت ولا تنقضي عجائبه، لأنه كل يوم هو في شأن من احداث بديع لم يكن.
30 - في مجمع البيان وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله: " كل
يوم هو في شأن " قال: من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا، ويرفع قوما ويضع آخرين.
31 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقال المسيب بن نجية الفزاري
وسليمان بن صرد الخزاعي للحسن بن علي عليهما السلام: ما ينقضى تعجبنا منك، بايعت
معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز؟ فقال
الحسن عليه السلام: قد كان ذلك فما ترى الان؟ قال: والله أرى أن ترجع لأنه نقض
فقال: يا مسيب ان الغدر لاخير فيه ولو أردت لما فعلت، فقال حجر بن عدي: أما
والله لوددت انك مت في ذلك اليوم ومتنا معك ولم نر هذا اليوم، فانا رجعنا راغبين
بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا، فلما خلا به الحسن عليه السلام قال: يا حجر
قد سمعت كلامك في مجلس معاوية وليس كل انسان يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك،
وانى لم أفعل ما فعلت الا ابقاءا عليكم، والله تعالى كل يوم هو في شأن.
32 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: سنفرغ لكم أيها الثقلان قال:
نحن وكتاب الله والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله: انى تارك فيكم الثقلين
كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
33 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله باسناده إلى الإمام محمد
بن علي الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها يقول
193

صلى الله عليه وآله: معاشر الناس انى أدعها امامة ووراثة في عقبى إلى يوم القيامة، وقد بلغت
ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغايب، وعلى كل أحد من شهد أو لم يشهد،
ولد أو لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب، والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها
ملكا واغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها " سنفرغ لكم أيها الثقلان *
فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ".
34 - في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه من الاخبار
المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان لله تعالى ديكا عرفه (1) تحت العرش
ورجلاه في تخوم الأرضين السابعة السفلى، إذا كان في الثلث الأخير من الليل سبح
الله تعالى ذكره بصوت يسمعه كل شئ ما خلا الثقلين الجن والإنس، فيصيح عند
ذلك ديكة الدنيا.
35 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: وأنشأ ما أراد انشاءه على
ما أراد من الثقلين الجن والإنس ليعرف بذلك ربوبيته، ويمكن فيهم طواعيته.
36 وفيه عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: فمن المبلغ عن الله عز وجل إلى الثقلين
الجن والإنس.
37 - في مجمع البيان وقد جاء في الخبر يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان
من نار ثم ينادون: " يا معشر الجن والإنس ان استطعتم " إلى قوله: " يرسل عليكما
شواظ من نار ".
38 - روى مسعدة بن صدقة عن كليب قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام
فأنشأ يحدثنا فقال: إذا كان يوم القيامة جمع الله العباد في صعيد واحد وذلك أنه
يوحى إلى السماء الدنيا ان اهبطي بمن فيك، فتحبط أهل السماء الدنيا بمثلى
من في الأرض من الجن والإنس والملائكة، فلا يزالون كذلك حتى يهبط أهل
سبع سماوات فتصير الجن والإنس في سبع سرادقات من الملائكة، فينادى مناد:
" يا معشر الجن والإنس ان استطعتم " الآية فينظرون فإذا قد أحاط بهم سبعة أطواق

(1) العرف: لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك.
194

من الملائكة.
39 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن
منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول ابتداءا
منه: ان الله إذا بدا له ان يبين خلقه ويجمعهم لما لابد منه أمر مناديا ينادى فاجتمع
الجن والإنس في أسرع من طرفة عين ثم أذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء
الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهي ضعف التي تليها، فإذا رآها أهل سماء
الدنيا قالوا: جاء ربنا؟ قالوا: لا وهو آت، يعنى أمره، تنزل كل سماء يكون كل
واحدة منها من وراء الأخرى وهي ضعف التي تليها، ثم ينزل أمر الله في ظلل من
الغمام والملائكة وقضى الامر والى ربكم ترجع الأمور، ثم يأمر الله مناديا
ينادى: " يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات و
الأرض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان ". والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
40 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة دعى برسول الله صلى الله عليه وآله فيكسى حلة وردية،
فقلت: جعلت فداك وردية؟ قال: نعم اما سمعت قول الله عز وجل: فإذا انشقت السماء
فكانت وردة كالدهان.
41 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فيومئذ لا يسئل عن ذنبه قال:
منكم يعنى من الشيعة " انس ولا جان " قال: معناه من توالي أمير المؤمنين عليه السلام
وتبرء من أعدائه وآمن بالله وأحل حلاله وحرم حرامه ثم دخل في الذنوب و
لم يتب في الدنيا عذب بها في البرزخ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل
عنه يوم القيامة.
42 - في مجمع البيان وروى عن الرضا عليه السلام أنه قال: " فيومئذ لا يسئل منكم
عن ذنبه انس ولا جان " ان من اعتقد الحق ثم أذنب ولم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ
ويخرج يوم القيامة، وليس له ذنب يسأل عنه.
43 - في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن سليمان الديلمي أو عن سليمان
195

عن معاوية الدهني عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: يعرف المجرمون
بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام قال: يا معاوية ما يقولون في هذا؟ قلت:
يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة فيأمرهم فيأخذوا
بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار، فقال لي: وكيف يحتاج تبارك وتعالى
إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم؟ فقلت: جعلت فداك وما ذلك؟ فقال: ذلك
لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء، فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم، ثم يخبط
بالسيف خبطا (1)
44 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد
حديث طويل وفيه قال: قلت له: يا ابن رسول الله أخبرني عن الجنة والنار أهما
مخلوقتان؟ فقال: نعم وان رسول الله صلى الله عليه وآله دخل الجنة ورأى النار لما عرج به
إلى السماء قال: فقلت له: ان قوما يقولون انهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين؟
فقال عليه السلام: لأهم منا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي
صلى الله عليه وآله وكذبنا وليس من ولايتنا على شئ، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى:
هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن.
45 - وقال النبي صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فأدخلني
الجنة الحديث.
46 - في تفسير علي بن إبراهيم وقرء أبو عبد الله عليه السلام: " هذه جهنم التي كنتما
بها تكذبان * تصليانها ولا تموتان فيها ولا تحييان " يعنى الأولين. " يطوفون بينها
وبين حميم آن " قال: أنين من شدة حرها.
47 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام " هذه جهنم التي كنتما بها
تكذبان * اصلياها فلا تموتان فيها ولا تحييان ".
48 - في أصول الكافي عنه عن أحمد بن محمد بن محبوب عن داود الرقي
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ولمن خاف مقام ربه جنتان قال: من

(1) خبطه. ضربه ضربا شديدا.
196

علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويقول ويعلم ما يعلمه من خير أو شر فيحجزه
ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس
عن الهوى.
49 - في من لا يحضره الفقيه في مناهى النبي صلى الله عليه وآله قال عليه السلام: ومن عرضت
له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز وجل حرم عليه النار، وآمنه من
الفزع الأكبر، وانجز له ما وعده في كتابه.
وقوله عز وجل: ولمن خاف مقام ربه جنتان.
50 - في كتاب التوحيد خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وفيها: أيها الناس من خاف
ربه كف ظلمه.
51 - في كتاب الخصال عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله
تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين. ولا أجمع له أمنين.
فإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أخفته في
الآخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا امنته يوم القيامة.
52 - عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: ثلاث درجات وثلاث
كفارات وثلاث موبقات وثلاث منجيات، إلى أن قال عليه السلام: واما المنجيات
فخوف الله في السر والعلانية، الحديث.
53 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم
السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصية له: يا علي ثلاث درجات وثلاث كفارات و
ذكر كالسابق سواء
54 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير محمد بن
العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله مخاطبا للمقداد بعد
ان ذكر شيعة علي عليه السلام وكرامتهم عند الله: فلا يزالوا يا مقداد ومحبى علي بن أبي
طالب عليه السلام في العطايا والمواهب حتى أن المقصر من شيعة على يتمنى في أمنيته مثل
197

جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة، قال لهم ربهم تبارك وتعالى: لقد قصر
في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم، فانظروا إلى مواهب ربكم، فإذا بقباب
(1) وقصور في أعلى عليين من الياقوت الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر
يزهر نورها، فلولا انه مسخر إذا لمعت الابصار منها، فما كان من تلك القصور من
الياقوت الأحمر مفروش بالسندس الأخضر، وما كان منها من الياقوت الأبيض
فهو مفروش بالرياط الصفر (2) مبثوثة بالزبرجد الأخضر والفضة البيضاء، و
الذهب الأحمر قواعدها وأركانها من الجواهر ينور من أبوابها وأعراضها، ونور
شعاع الشمس عنده مثل الكواكب الدري في النهار المضئ، وإذا على باب كل
قصر من تلك القصور جنتان مدهامتان فيهما عينان نضاختان وفيهما من
كل فاكهة زوجان
55 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فيهن
قاصرات الطرف قال: الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها.
56 - في مجمع البيان " قاصرات الطرف " قصرت طرفهن على أزواجهن
لم يردن غيرهم وقال أبو ذر: انها تقول لزوجها: وعزة ربى ما أرى في الجنة أخير
منك فالحمد لله الذي جعلني زوجك وجعلك زوجي، كأنهن الياقوت والمرجان
وفى الحديث أن المرأة من أهل الجنة يرى مخ ساقها وراء سبعين حلة من حرير
57 - هل جزاء الاحسان الا الاحسان وجاءت الرواية من أنس بن مالك
قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية فقال: هل تدرون ما يقول ربكم؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم، قال: فان ربكم يقول: هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد
الا الجنة.
58 - وروى العياشي باسناده عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن

(1) القباب جمع القبة.
(2) الرياط جمع الريطة: كل ملاءة ليست ذات لفقين أي قطعتين متضامتين كلها
نسج واحد وقطعة واحدة.
198

علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: آية في كتاب الله مسجلة: قلت
وما هي؟ قال: قول الله عز وجل: " هل جزاء الاحسان الا الاحسان " جرت في الكافر
والمؤمن والبر والفاجر، ومن صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به. وليس المكافاة
ان يصنع كما صنع حتى يربى، فان صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء.
59 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " هل جزاء الاحسان الا الاحسان "
قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالمعرفة الا الجنة.
60 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الله بن سعيد
العسكري قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمران القشيري قال: حدثنا أبو
الحريش أحمد بن عيسى الكلابي قال: حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر
بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة خمسين ومأتين قال:
حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام
في قول الله عز وجل: " هل جزاء الاحسان الا الاحسان " قال علي عليه السلام: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عز وجل قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد
الا الجنة.
61 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن
جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في
تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وفيه قال صلى الله عليه وآله: واما قوله:
لا إله إلا الله فثمنها الجنة، وذلك قول الله عز وجل: " هل جزاء الاحسان الا الاحسان "
قال: هل جزاء من قال لا إله إلا الله الا الجنة.
62 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: أربعة أسرع شئ عقوبة:
رجل أحسنت إليه وكافأك بالاحسان إليه إساءة، الحديث.
63 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: لعن الله قاطعي سبيل
المعروف قيل: وما قاطعي سبيل المعروف؟ قال: الرجل يصنع إليه المعروف
فيكفره، فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره
199

64 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا
أحمد بن محمد عن الحسين بن غالب عن عثمان بن محمد عن عمران قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله جل ثناءه: ومن دونهما جنتان قال: خضراوتان في
الدنيا يأكل المؤمنون منها حتى تفرغ من الحساب.
65 - في مجمع البيان " ومن دونهما جنتان " روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
جنتان من فضة أبنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب أبنيتهما وما فيهما.
66 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: لا تقولن: الجنة واحدة، ان الله يقول: " ومن
دونهما جنتان " ولا تقولن درجة واحدة ان الله يقول: " درجات بعضها فوق بعض " انما
تفاضل القوم بالاعمال.
67 - وعن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام قلت له: ان الناس يتعجبون منا
إذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيقولون لنا: فيكونون مع أولياء الله
في الجنة؟ فقال: يا علي أن الله يقول: " ومن دونهما جنتان " ما يكونون مع أولياء الله.
68 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله: " مدهامتان " قال: يتصل ما بين مكة والمدينة نخلا، وقوله: " فيها عينان
نضاختان " قال: تفوران.
قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق فيما نقلنا عن كتاب سعد السعود بيان لقوله
عز وجل: " نضاحتان ".
قال عز من قائل: فيهما فاكهة ونخل ورمان.
69 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أحمد
ابن سليمان عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمس
من فواكه الجنة في الدنيا: الرمان الأمليسي والتفاح الشيسقان والسفرجل والعنب
الرازقي والرطب المشان. (1)

(1) رمان أمليس وأميلسي: حلو طيب لأعجم له كأنه منسوب إليه وفى أمالي
الشيخ (ره) التفاح الشعشعاني يعنى الشامي، والمشان: نوع من الرطب إلى السواد دقيق
وهو أعجمي.
200

70 - وباسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: أربعة نزلت من الجنة:
العنب الرازقي والرطب المشان والرمان الأمليسي والتفاح الشيسقان.
71 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: الفاكهة مأة وعشرون لونا سيدها الرمان.
72 - وباسناده إلى عمر بن أبان الكلبي قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله
عليهما السلام يقولان: ما على وجه الأرض ثمرة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من الرمان،
وكان والله إذا أكله لا يشركه فيها أحد.
73 - وباسناده إلى حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ أشارك
فيه أبغض إلى من الرمان، وما من رمانة الا وفيها حبة من الجنة، فإذا أكلها الكافر
بعث الله عز وجل إليه ملكا فانتزعها منه.
74 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فيهن خيرات حسان قال:
جوار نابتات على شط الكوثر، كلما أخذت منها نبتت مكانها أخرى.
75 - في مجمع البيان: " خيرات حسان " أي نساء خيرات الأخلاق حسان
الوجوه، روته أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله
76 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: الخيرات الحسان من نساء
أهل الدنيا، وهن أجمل من الحور العين.
77 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب
عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " فيهن خيرات حسان "
قال: هن صوالح المؤمنات العارفات.
78 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن بريد النوفلي عن
الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الرجل للرجل:
جزاك الله خيرا ما يعنى به؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: ان خيرا نهر في الجنة مخرجه
من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الأوصياء وشيعتهم،
على حافتي ذلك النهر جواري نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت أخرى، سمى
201

بذلك النهر وذلك قوله: " فيهن خيرات حسان " فإذا قال الرجل لصاحبه: جزاك
الله خيرا، فإنما يعنى بذلك تلك المنازل التي أعد الله عز وجل لصفوته وخيرته من خلقه
أقول: ويتصل بآخر ما نقلنا من الحديث الأول من الروضة أعنى قوله: العارفات
قال: قلت: حور مقصورات في الخيام قال: الحور هي البيض المضمومات (1)
المخدرات في خيام الدر والياقوت والمرجان، لكل خيمة أربعة أبواب، على كل
باب سبعون كاعبا (2) حجابا لهن ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره، يبشر
الله عز وجل بهن المؤمنين.
79 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " حور مقصورات في الخيام " يقصر
الطرف عنها.
80 - في مجمع البيان وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: مررت ليلة اسرى
بي بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت عنه: السلام عليك يا رسول الله فقلت:
يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهن ان يسلمن
عليك فأذن لهن فقلن: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نيأس أزواج
رجال كرام، ثم قرء صلى الله عليه وآله " حور مقصورات في الخيام ".
81 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الخيمة درة واحدة طولها في السماء
ستون ميلا.
82 - في جوامع الجامع وفى حديث الخيمة درة واحدة طولها في السماء
ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراه الآخرون.
83 - وقرئ في الشواذ: " رفارف خضر وعباقري " كمدايني. وروى ذلك
عن النبي صلى الله عليه وآله وان شذ في القياس ترك صرف عباقري فلا يستنكر مع استمراره في
الاستعمال.
84 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد

(1) قال المجلسي (ره): المضمومات أي اللاتي ضممن إلى خدورهن لا يفارقنه
(2) الكاعب: الجارية حين تبدو ثديها للنبور أي الارتفاع عن الصدر.
202

الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام
فقال: نحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا ومحبتنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء في
كل ليلة جمعة " الواقعة " أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين، ولم ير في الدنيا بؤسا
أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا وكان من رفقاء أمير المؤمنين عليه السلام،
وهذه السورة لأمير المؤمنين خاصة لم يشركه فيها أحد.
2 - وباسناده عن الصادق عليه السلام قال: من اشتاق إلى الجنة والى صفتها فليقرء الواقعة
ومن أحب أن ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمان.
3 - وباسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرء الواقعة كل ليلة قبل ان ينام لقى الله
عز وجل ووجهه كالقمر ليلة البدر.
4 - في مجمع البيان: أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرأ سورة
الواقعة كتب ليس من الغافلين.
5 - وفيه عن عبد الله بن مسعود قال: انى سمعت رسول الله عليه السلام يقول: من قرء
سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا.
6 - في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر:
يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم
يتسائلون.
7 - في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن
بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: إن علي بن
الحسين عليهما السلام لما حضرته الوفاة أغمي عليه، ثم فتح عينيه وقرأ:
203

" إذا وقعت الواقعة " " وانا فتحنا لك فتحا مبينا " وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده،
وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم
يقل شيئا.
8 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
باسناده إلى علي بن النعمان عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: قلت
له: جعلت فداك ان بي ثآليل كثيرة (1) وقد اغتممت بأمرها، فأسألك أن تعلمني
شيئا انتفع به. قال: خذ لكل ثالول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع
مرات " إذا وقعت الواقعة " إلى قوله: " فكانت هباءا منبثا " وقوله عز وجل:
" ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى
فيها عوجا ولا أمتا " ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة، فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها
في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت
إليها يوم السابع فإذا هي مثل راحتي، وينبغي أن يفعل ذلك في محاق الشهر
9 - في مصباح الكفعمي عن علي عليه السلام يقرأ من به الثالول فليقرء
عليها هذه الآيات سبعا في نقصان الشهر " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة
اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " " وبست الجبال بسا * فكانت هباءا
منبثا ".
10 - في كتاب الخصال عن الزهري قال: سمعت علي بن الحسين عليهما
السلام يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله ما
الدنيا والآخرة الا ككفتي ميزان فأيهما رجح ذهب بالآخر، ثم تلا قوله عز وجل:
إذا وقعت الواقعة يعنى القيامة ليس لوقعتها كاذبة خافضة خفضت والله بأعداء
الله في النار رافعة رفعت والله أولياء الله إلى الجنة
11 - في تفسير علي بن إبراهيم " إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة "
قال: القيامة هي حق، وقوله: " خافضة " قال: بأعداء الله " رافعة " لأولياء الله

(1) ثآليل جمع الثؤلول: خراج يكون بجسد الانسان ناتئ صلب مستدير.
204

إذا رجت الأرض رجا قال: يدق بعضها على بعض، وبست الجبال بسا قال:
قلعت الجبال قلعا فكانت هباء منبثا قال: الهباء الذي يدخل في الكوة من
شعاع الشمس.
وقوله: وكنتم أزواجا ثلاثة قال: يوم القيامة فأصحاب الميمنة ما أصحاب
الميمنة [وهم المؤمنون من أصحاب التبعات يوقفون للحساب] (1) وأصحاب
المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون الذين سبقوا إلى الجنة بلا حساب
12 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن
سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: يا جابر ان الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف، وهو
قوله عز وجل: " وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب
المشئمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون * أولئك المقربون " فالسابقون هم
رسل الله عليه السلام، وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس
فبه عرفوا الأشياء، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا الله عز وجل، وأيدهم بروح
القوة فبه قدروا على طاعة الله، وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عز وجل و
كرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون، وجعل في
المؤمنين وأصحاب الميمنة روح الايمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة
فبه قدروا (2) على طاعة الله، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم
روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون.
13 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد
بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال:
يا أمير المؤمنين ان ناسا زعموا ان العبد لا يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن
ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام و

(1) بين العلامتين غير موجود في المصدر.
(2) وفى نسخة " قووا " مكان " قدروا ".
205

هو مؤمن، فقد ثقل على هذا وحرج منه صدري حين أزعم، ان هذا العبد يصلى صلاتي ويدعو
دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه، وقد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير
أصابه؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: والدليل عليه كتاب
الله: خلق الله عز وجل الناس على ثلاث طبقات وأنزلهم ثلاث منازل، فذلك قول الله عز وجل
في الكتاب: " أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون " فاما ما ذكر
من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح
القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا
أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا
به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ
الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا (1) فهؤلاء
مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز وجل: " تلك الرسل فضلنا
بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات
وأيدناه بروح القدس، ثم قال في جماعتهم: " وأيدناه بروح منه " يقول: أكرمهم
بها ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم ذكر أصحاب
الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم أربعة أرواح روح الايمان وروح
القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة
حتى يأتي عليه حالات فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال:
أما أولهن فهو كما قال الله عز وجل: " ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم
من بعد علم شيئا " فهذا ينتقض منه جميع الأرواح، وليس بالذي يخرج من دين
الله لان الفاعل به رده إلى أرذل عمره، فهو لا يعرف للصلاة وقتا، ولا يستطيع
التهجد بالليل ولا بالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان روح الايمان
وليس يضره شيئا، وفيهم من ينتقض منه روح القوة، فلا يستطيع جهاد عدوه، و
لا يستطيع طلب المعيشة، ومنهم من ينتقض منه روح الشهوة، فلو مرت به أصبح

(1) دب: مشى مشيا ضعيفا ويقال للصبي إذا دب وأخذ في الحركة: درج.
206

بنات آدم لم يحن إليها (1) ولم يقم، وتبقى روح البدن فبه يدب ويدرج حتى
يأتيه ملك الموت، فهذا بحال خير، لان الله عز وجل هو الفاعل به، وقد تأتى
عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة وتزين له روح
الشهوة، ويقوده روح البدن، حتى يوقعه في الخطيئة، فإذا لامسها نقص من
الايمان، وتفصى منه. فليس يعود فيه حتى يتوب، فإذا تاب تاب الله عليه، وان
عاد ادخله الله نار جهنم، فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله عز
وجل: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " يعرفون محمدا
والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم " وان فريقا منهم
ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك " انك الرسول إليهم فلا تكونن من
الممترين، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الايمان، واسكن
أبدانهم ثلاثة أرواح: روح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، ثم أضافهم إلى
الانعام، فقال: " ان هم الا كالانعام " لان الدابة انما تحمل بروح القوة: وتعتلف
بروح الشهوة، وتسير بروح البدن. فقال السائل: أحييت قلبي بإذن الله يا
أمير المؤمنين.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسن
بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون
العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان ان رسول الله صلى الله عليه وآله ارسل إلى
بلال فأمره ان ينادى بالصلاة قبل وقت كل يوم في شهر رجب لثلة عشر خلت منه،
قال: فلما نادى بلال بالصلاة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا (2)
وقالوا: رسول الله صلى الله عليه وآله بين أظهرنا لم يغب عنا ولم يمت فاجتمعوا وحشدوا (3)
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يمشى حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادته

(1) حن إليه: اشتاق.
(2) ذعر: خاف.
(3) حشد القوم: دعوا فأجابوا مسرعين.
207

وفى المسجد مكان يسمى السدة، فسلم ثم قال: هل تسمعون يا أهل السدة؟ فقالوا:
سمعنا وأطعنا فقال: هل تبلغون؟ قالوا: ضمنا ذلك لك يا رسول الله، فقال: رسول الله
يخبركم ان الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما وذلك قوله: " أصحاب
اليمين وأصحاب الشمال " فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير [من] أصحاب اليمين،
ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني من خيرهما أثلاثا، وذلك قوله: " أصحاب الميمنة ما
أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون "
فأنا من السابقين وانا خير السابقين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران
عن الحسن القمي عن إدريس بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه
الآية: " ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين " قال: عنى بها لم نك من اتباع الأئمة
الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم " والسابقون السابقون أولئك المقربون " أما
ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلى (1) فذلك الذي عنى حيث
قال: " لم نك من المصلين " لم نك من اتباع السابقين.
16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال:
حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان الايمان درجات و
منازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟ قال: نعم قلت: صفه لي رحمك الله حتى
أفهمه، قال: إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم فضلهم على
درجات في السبق إليه، فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه،
ولا يتقدم مسبوق سابقا ومفضول فاضلا، تفاضل بذلك أوائل هذه الأمة وأواخرها،
ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه الأمة أولها،
نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه; ولكن
بدرجات الايمان قدم الله السابقين، وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين،
لأنا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الأولين وأكثرهم صلاة وصوما

(1) الحلبة: الخيل تجمع للسباق.
208

وحجا وزكاة وجهادا وانفاقا، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون
بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الأولين، ولكن
أبى الله عز وجل ان يدرك آخر درجات الايمان أولها، ويقدم فيها من أخر الله أو
يؤخر فيها من قدم الله، قلت: اخبرني عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه من
الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عز وجل: " سابقوا إلى مغفرة من ربكم و
جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله " وقال:
" والسابقون السابقون أولئك " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 - في مجمع البيان " والسابقون السابقون " وقد قيل في السابقين إلى
قوله: وقيل: الصلوات الخمس عن علي عليه السلام.
18 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: السابقون أربعة: ابن آدم المقتول، وسابق
أمة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق أمة عيسى وهو حبيب، والسابق في أمة
محمد صلى الله عليه وآله وهو علي بن أبي طالب عليهما السلام.
19 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي
المقدام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبى لأناس من الشيعة: أنتم شيعة
الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون. والسابقون
في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: سألت
رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عز وجل: " والسابقون السابقون * أولئك المقربون في
جنات النعيم " فقال: قال لي جبرئيل عليه السلام: ذلك على وشيعته هم السابقون إلى الجنة;
المقربون من الله بكرامته لهم.
21 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أبو عبد الله عليه السلام: زرارة و
أبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله: " والسابقون السابقون * أولئك
المقربون " وقال عليه السلام: ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث أبى عليه السلام الا زرارة وأبو بصير
ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط
209

هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبى على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا
في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة، قال أبو عبد الله عليه السلام: قال أبى لأناس من الشيعة:
أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الآخرون إلينا; السابقون في
الدنيا إلى ولايتنا، والسابقون في الآخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان
الله وبضمان رسول الله صلى الله عليه وآله.
22 - قال أبو الحسن موسى عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري
محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد
وأبو ذر ثم ينادى: أين حواري علي بن أبي طالب وصى محمد بن عبد الله رسول الله
صلى الله عليه وآله، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار
مولى بنى أسد، وأويس القرني قال: ثم ينادى المنادى: أين حواري الحسن بن علي
بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فيقوم سفيان بن ليلى الهمداني
وحذيفة بن أسد الغفاري (1) قال: ثم ينادى: أين حواري الحسين بن علي؟ فيقوم
من استشهد معه ولم يتخلف عليه قال: ثم ينادى أين حواري علي بن الحسين؟ فيقوم
جبير بن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب، ثم ينادى:
أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك
العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث
بن البختري المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، و
حجر بن زائدة، وحمران بن أعين، ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الأئمة عليهم السلام يوم
القيامة فهؤلاء أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.
23 - في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار
المجموعة وباسناده عن علي عليه السلام قال: " والسابقون السابقون أولئك المقربون " في نزلت
24 - في كتاب الخصال عن رجل من همدان عن أبيه قال: قال علي بن أبي
طالب عليه السلام: السباق خمسة، فانا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق

(1) وفي بعض النسخ " أسيد " بدل " أسد ".
210

الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط.
25 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي
جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ونحن السابقون السابقون ونحن الآخرون.
26 - وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في
جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم بالله أتعلمون
حيث نزلت: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " و " السابقون السابقون
أولئك المقربون " سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم،
فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟ قالوا: اللهم نعم.
27 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الصادق عليه السلام: ثلة من الأولين:
ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين وقليل من الآخرين علي بن أبي
طالب.
28 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن
عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته:
أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الأتان
والبرنس والزيت والزيتون والمحراب (1) ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب
الطاهر المطهر اسمه احمد محمد الأمين من الباقين من ثلة الأولين والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
29 - في مجمع البيان يطوف عليهم ولدان مخلدون اختلف في هذه الولدان
فقيل: انهم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا

(1) الأتان: الحمارة. والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام.
قال المجلسي (ره): والمراد بالزيتون والزيت: التمرة المعروفة ودهنها لأنه (ع) كان
يأكلها، أو نزلتا له في المائدة من السماء، أو المراد بالزيتون مسجد دمشق أو جبال
الشام كما ذكره الفيروزآبادي، أي أعطاه الله بلاد الشام. وبالزيت الدهن الذي روى أنه
كان في بني إسرائيل وكان غليانها من علامات النبوة، والمحراب لزومه وكثرة العبادة فيه.
211

عليها، فأنزلوا هذه المنزلة عن علي عليه السلام.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه سئل عن أطفال المشركين؟ فقال: هم خدم
أهل الجنة.
30 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن
سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن سيد الادام في الدنيا والآخرة، فقال: اللحم
أما سمعت قول الله عز وجل: ولحم طير مما يشتهون.
31 - علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن عيسى بن
عبد الله العلوي عن أبيه عن جده عن علي صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
اللحم سيد الطعام في الدنيا والآخرة.
32 - وعنه عن علي بن الريان رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه و آله: سيد أدام الجنة اللحم.
33 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما
قال: الفحش والكذب والغنا، وقوله: وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين قال:
علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه شيعته.
34 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري ومحمد بن يحيى عن محمد بن
إسماعيل عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
قال: لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان، ان الله عز وجل قبل أن
يخلق الخلق قال: كن ماءا عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وكن ملحا أجاجا
أخلق منك ناري وأهل معصيتي، ثم أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن
الكافر، والكافر المؤمن، ثم أخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا (1)
فإذا هم كالذر يدبون فقال لأصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب النار:
إلى النار ولا أبالي، ثم أمر نارا فأسعرت فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها (2)

(1) أديم الأرض: ظاهره وكذا أديم السماء. والعرك: الدلك.
(2) هابه: خافه.
212

وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فقال: كونى بردا وسلاما فكانت بردا وسلاما
فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها
فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء
من هؤلاء (1).
35 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة
ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام عن قوله عز وجل: " وإذ اخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " الآية فقال وأبوه
يسمع عليهما السلام حدثني أبي ان الله عز وجل قبض قبضة من تراب التربة التي
خلق منها آدم عليه السلام، فصب عليها العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا، ثم صب
عليها الماء المالح الأجاج (2) فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها
فعركها عركا شديدا، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعا ان
يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب
الشمال أن يدخلوها.
36 - علي بن محمد عن ابن أبي حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسين بن علي بن أبي
حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق
آدم عليه السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت
قبضته من السماء السابعة إلى سماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض
قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر عز وجل
كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه والقبضة الأخرى بشماله ففلق الطين فلقتين
فذرا من الأرض ذروا (3) ومن السماء ذروا. فقال للذي بيمينه: منك الرسل و

(1) وللمحدث المولى محمد باقر المجلسي (قده) في كتابه مرآة العقول بيان لهذا
الحديث ونقل في ذيل أصول الكافي ج 2 صفحة 7 فراجع ان شئت.
(2) أي المالح المر.
(3) الفلق: التفريق: والذرو: الاذهاب والتفريق.
213

الأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامتهم، فوجب
لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون
والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال; والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
37 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال:
أتدرون أيها الناس ما في كفى؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة
وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: أيها الناس أتدرون ما في
كفى؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم
القيامة; ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل، فريق في الجنة وفريق في السعير.
38 - في تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه ان أصحاب
اليمين هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الأيمن، وذرأهم من صلبه، وأصحاب الشمال
هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الأيسر وذراهم في صلبه، وقد ذكرناه في سورة آل
عمران عند قوله عز وجل: " وله أسلم من في السماوات " الآية. (1)
39 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
كنا عنده فذكرنا رجلا من أصحابنا فقلنا فيه حدة فقال: من علامة المؤمن أن يكون
فيه حدة، قال: فقلنا إن عامة أصحابنا فيهم حدة فقال: ان الله تبارك وتعالى في
وقت ما ذرأهم أمر أصحاب اليمين وأنتم هم ان يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج (2)
فالحدة من ذلك الوهج، وامر أصحاب الشمال - وهم مخالفوهم - ان يدخلوا النار
فلم يفعلوا، فمن ثم لهم سمت (3) ولهم وقار.
40 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل:

(1) راجع المجلد الأول صفحة 300.
(2) الوهج: حر النار.
(3) السمت تستعمل لهيئة أهل الخير.
214

مهما رأيت من نزق أصحابك وخرقهم (1) فهو مما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال (2)
وما رأيت من حسن شيم من خالفهم ووقار فيهم فهو من لطخ أصحاب اليمين.
41 - وباسناده إلى أبى اسحق الليثي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر
فيه من خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من
شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلاة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه
الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد مزج فيه لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته
اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلاة و
الصيام والزكاة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه
لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم.
42 - وباسناده إلى محمد بن أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام:
اخبرني عن تختم أمير المؤمنين عليه السلام بيمينه لأي شئ كان؟ فقال: انما كان يتختم
بيمينه لأنه امام أصحاب اليمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد مدح الله عز وجل أصحاب
اليمين وذم أصحاب الشمال، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
43 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: في سدر مخضود قال: شجر لا
يكون له ورق ولا شوك فيه، وقرأ أبو عبد الله عليه السلام: وطلع منضود قال: بعضه
إلى بعض.
44 - في مجمع البيان وروت العامة عن علي عليه السلام انه قرأ رجل عنده " وطلح
منضود " فقال: ما شأن الطلح؟ انما هو وطلع كقوله: " ونخل طلعها هضيم " فقيل
له: الا تغيره؟ فقال: ان القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك. رواه عنه ابنه الحسن عليهما السلام
وقيس بن سعد.
45 - ورواه أصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: وطلح
منضود " قال: لا.

(1) النزق: العجلة في جهل. والخرق: الحمق.
(2) اللطخ: القطعة القليلة من كل شئ.
215

46 - وورد في الخبر: ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مأة
سنة لا يقطعها اقرؤا ان شئتم وظل ممدود وروى أيضا ان أوقات الجنة كغدوات
الصيف لا يكون فيها حر ولا برد.
47 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق
المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله ونقل حديثا طويلا يقول
فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال أهل الجنة: ويزور بعضهم بعضا. ويتنعمون في جناتهم في ظل
ممدود، في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأطيب من ذلك.
48 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار
على وما في الجنة قصر ولا منزل الا ومنها فترفيها (1) أعلاها اسفاط حلل من سندس
وإستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة
تشبه الأخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة; ووسطها ظل ممدود; عرض
الجنة كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله، يسير الراكب في ذلك
الظل مسيرة مأتى عام فلا يقطعه، وذلك قوله: " وظل ممدود " وأسفلها ثمار أهل الجنة
وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في
دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها وكلما يجتني منها شئ نبتت
مكانها أخرى، لا مقطوعة ولا ممنوعة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
49 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد
بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال سئل: رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر حديثا
طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال أهل الجنة: والثمار دانية منهم وهو قوله عز وجل:
" ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " من قربها منهم يتناول المؤمن من
النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه، وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن
لولى الله: يا ولى الله كلني قبل ان تأكل هذا قبلي.

(1) مر الحديث بمعناه في ج 2 صفحه 502 فراجع.
216

50 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام حديث
طويل وفيه قال السائل: فمن أين قالوا: إن أهل الجنة يأتي الرجل منهم إلى
ثمرة يتناولها فإذا اكلها عادت كهيئتها؟ قال: نعم ذلك على قياس السراج
يأتي القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئا وقد امتلئت منه الدنيا سراجا.
51 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف
من فوقها غرف " الآية فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق
عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأل علي عليه السلام رسول الله عن تفسير هذه الآية فقال: لماذا
بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟ فقال: يا علي تلك الغرف بنى الله لأوليائه بالدر و
الياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محكوكة بالفضة (1) لكل غرفة منها ألف باب
من ذهب على كل باب منها ملك موكل به، وفيها فرش مرفوعة، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة. وفى روضة الكافي مثله سواء.
52 - في مجمع البيان: وفرش مرفوعة أي بسط عالية إلى قوله: وقيل:
معناه نساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائي قال: ولذلك
عقبه بقوله: انا أنشأناهن انشاءا ويقال لامرأة الرجل: هي فراشه ومنه قول النبي
صلى الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر.
53 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " انا أنشأناهن انشاءا " قال:
الحور العين في الجنة فجعلناهن ابكارا عربا قال: لا يتكلمون الا بالعربية وقوله:
أترابا يعنى مستويات الأسنان لأصحاب اليمين أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه
جوار نابتات إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله مكانها أخرى. قلت:
جعلت فداك زدني قال: المؤمن يزوج ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين
من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمائة عذراء؟! قال: نعم ما يفترش منهن

(1) أي منقوشة بها.
217

شيئا الا وجدها كذلك، قلت: جعلت فداك من أي شئ خلقن الحور العين؟
قال: من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته
وكبده مرآتها، قلت: جعلت فداك لهن كلام يتكلمن به أهل الجنة؟ قال: نعم
كلام يتكلمن به لم يسمع الخلايق أعذب منه، قلت: ما هو؟ قال: يقلن بأصوات
رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن المقيمات فلا
نظعن، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له،
ونحن اللواتي لو أن قرن (1) إحدانا علق في جو السماء لاغشى نوره الابصار; و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
54 - في مجمع البيان عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه
فضل الغزاة وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير (2) خضر تسرح في الجنة
حيث تشاء تأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش، ويعطى
الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، سلوك كل غرفة ما بين صنعاء والشام
يملأ نورها ما بين الخافقين، في كل غرفة سبعون بابا على كل باب سبعون مصراعا
من ذهب، على كل باب سبعون نبلة (3) في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة
سبعون سريرا من ذهب، قوائمها الدر والزبرجد; موصولة بقضبان الزمرد على
كل سرير أربعون فراشا، غلظ كل فراش أربعون ذراعا، على كل فراش زوجة
من الحور العين عربا أترابا، فقال: أخبرني يا أمير المؤمنين عن عروبة، قال:
هي الغنجة الرضية الشهية لها سبعون ألف وصيف وسبعون الف وصيفة، ضعف
الحلى (4) بيض الوجوه، عليهن تيجان اللؤلؤ، على رقابهن المناديل بأيديهم

(1) القرن: الخصلة من الشعر.
(2) حواصل جمع الحوصلة وهو من الطائر بمنزلة المعدة للانسان.
(3) كذا في النسخ ولا تخلوا عن التصحيف والتحريف ولم أظفر على الحديث في مظانه
في كتاب مجمع البيان ولا الموسوعات الكبيرة الناقلة كالبحار والوسائل.
(4) كذا.
218

الأكوبة والأباريق.
55 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها
زوجها عذراء؟ قال: خلقت من الطيب، لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة،
ولا يجرى في ثقبها شئ ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى
الإحليل مجرى.
56 - في جوامع الجامع " انا أنشأناهن انشاءا " وعن النبي صلى الله عليه وآله قال
لام سلمة: هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجايز شمطاء رمصاء (1) جعلهن الله
بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن
أبكارا، فلما سمعت عايشة بذلك قالت: وأوجعاه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس
هناك وجع.
57 - وفى الحديث يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين
أبناء ثلث وثلاثين.
58 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد
بن محمد عن الحسن بن علي عن علي بن أسباط عن سالم بياع الزطي قال: سمعت
أبا سعيد المدايني يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ثلة من الأولين
وثلة من الآخرين قال: ثلة من الأولين خربيل مؤمن آل فرعون و " ثلة من
الآخرين " علي بن أبي طالب عليه السلام.
59 - وفيه وقوله: " ثلة من الأولين " قال: من الطبقة التي كانت مع النبي صلى الله عليه وآله
" وثلة من الآخرين " قال: بعد النبي صلى الله عليه وآله من هذه الأمة.
60 - في كتاب الخصال عن سليمان بن يزيد عن أبيه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: أهل الجنة مأة وعشرون صفا، هذه الأمة منها ثمانون صفا.

(1) الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده، والرمص - بالتحريك - وسخ أبيض
يجتمع في مجرى الدمع من العينين.
219

61 - في مجمع البيان " ثلة من الأولين وثلة من الآخرين " أي جماعة من
الأمم الماضية التي كانت قبل هذه الأمة وجماعة من مؤمني هذه الأمة، وهذا قول
مقاتل وعطا وجماعة من المفسرين، وذهب جماعة منهم إلى أن الثلتين، جميعا من
هذه الأمة، وهو قول مجاهد والضحاك واختاره الزجاج، وروى ذلك مرفوعا عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: جميع الثلتين من أمتي، و
مما يؤيد القول الأول ويعضده من طريق الرواية ما رواه نقلة الاخبار بالاسناد عن
ابن مسعود قال: تحدثنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة حتى أكثرنا الحديث ثم
رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: عرضت على الأنبياء
الليلة بأتباعها من أممها فكان النبي يجيئ معه الثلة من أمته والنبي معه العصابة
من أمته والنبي معه النفس من أمته، والنبي معه الرجل من أمته، والنبي ما معه
من أمته أحد حتى أتى أخي موسى في كبكبة من بني إسرائيل، فلما رأيتهم
أعجبوني فقلت: أي رب من هؤلاء؟ فقال: أخوك موسى بن عمران ومن معه
من بني إسرائيل فقلت: رب فأين أمتي؟ فقال: انظر عن يمينك فإذا ظراب مكة (1) قد سدت
بوجوه الرجال فقلت: من هؤلاء فقيل: هؤلاء أمتك أرضيت؟ قلت: رب رضيت
فقيل: ان مع هؤلاء سبعين ألفا من أمتك يدخلون الجنة لا حساب عليهم، قال:
فأنشأ عكاشة بن محصن من بنى أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله ادع ربك ان يجعلني
منهم، فقال: اللهم اجعله منهم، ثم أنشأ رجل آخر فقال: يا نبي الله ادع ربك ان
يجعلني منهم، فقال سبقك بها عكاشة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: فداكم أبى وأمي ان
استطعتم ان تكونوا من السبعين فكونوا، وان عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل
الظراب، فان عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، وانى قد رأيت ثم ناسا كثيرا
يتهاوشون (2) كثيرا فقلت: هؤلاء السبعون ألفا فاتفق رأينا على أنهم ناس ولدوا

(1) ظراب جمع ظرب - ككتف - الجبال المنبسطة على الأرض وقيل: الروابي
الصغار.
(2) تهاوش القوم: اختلطوا.
220

في الاسلام، فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، فانتهى حديثهم إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال: ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسرفون ولا يتكبرون ولا يبطرون (1)
وعلى ربهم يتوكلون، ثم قال: انى لأرجو أن يكون من تبعني ربع الجنة قال:
فكبرنا، ثم قال: انى لأرجو ان يكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا، ثم قال: انى
لأرجو ان يكونوا شطر أهل الجنة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: " ثلة من الأولين وثلة من
الآخرين ".
62 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن ابن عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام: والكتاب الامام، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله:
ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم إلى آخر الآية.
63 - في تفسير علي بن إبراهيم " وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال " قال:
أصحاب الشمال أعداء آل محمد وأصحابه الذين والوهم " في سموم وحميم " قال:
السموم اسم النار " وحميم " ماء قد حمى " وظل من يحموم " قال: ظلمة شديدة الحر
لا بارد ولا كريم قال: ليس بطيب.
64 - في تفسير العياشي عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفر عليه السلام
قال: قال له الأبرش الكلبي: بلغنا انك قلت في قول الله: " يوم تبدل الأرض "
انها تبدل خبزة فقال أبو جعفر عليه السلام: صدقوا تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف
يأكلون منها، فضحك الأبرش وقال: أمالهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟ فقال:
ويحك أي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا؟ إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون؟
فقال: لا في النار، فقال ويحك وان الله يقول: لآكلون من شجر من زقوم فمالئون
منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم قال: فسكت.
65 - وفيه في خبر آخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ابن آدم خلق أجوف
لا بدله من الطعام والشراب.
66 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن القاسم بن

(1) بطر: تكبر.
221

عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق
ابن آدم أجوف لابد له من الطعام والشراب، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
67 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام عن
جبرئيل عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال النار وفيه يقول مخاطبا لرسول الله
صلى الله عليه وآله: ولو أن قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب أهل الدنيا مات أهل
الدنيا من نتنها.
68 - في تفسير علي بن إبراهيم " فشاربون شرب الهيم " قال: من الزقوم،
والهيم الإبل.
69 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن علي الكوفي باسناد
رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام انه قيل له: الرجل يشرب بنفس واحد؟ قال: لا بأس،
قلت: فان من قبلنا يقول ذلك شرب الهيم؟ فقال: انما شرب الهيم ما لم يذكر
اسم الله عليه.
70 - وباسناده إلى عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن رجل شرب فلا يقطع حتى يروى؟ فقال: وهل اللذة
الا ذاك؟ قلت: فإنهم يقولون: انه شرب الهيم؟ فقال: كذبوا انما شرب الهيم ما لم
يذكر اسم الله عليه.
71 - وباسناده إلى عبد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة
أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره ان يشبه بالهيم
قلت: وما الهيم قال: الرمل (1) وفى حديث آخر هي الإبل.
72 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام عن سليمان بن
خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يشرب بنفس واحد قال: يكره ذلك،
ويقال: ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الإبل.
73 - عنه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته

(1) وفى المنقول عن بعض نسخ المصدر " الزمل " بالمعجمة وهو بمعنى الدابة.
222

عن الشرب بنفس واحد فكرهه، وقال ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الإبل.
74 - عنه عن ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال: كان أبو
عبد الله عليه السلام يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال الكثيب (1)
75 - عن أبي أيوب المدائني عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام انه كان يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الرمل
76 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن
سالم عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يشرب بالنفس
الواحد؟ قال: يكره ذلك وذلك شرب الهيم قال: وما الهيم؟ قال: الإبل.
77 - عنه عن النضر بن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: ثلاثة أنفاس أفضل في الشرب من نفس واحد، وكان يكره ان يتشبه
بالهيم، وقال: الهيم النيب (2)
78 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: هذا نزلهم يوم الدين قال: هذا
شرابهم يوم المجازاة.
79 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة
عن ابن بكير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أردت ان تزرع زرعا فخذ
قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل: أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم
نحن الزارعون ثلاث مرات، ثم تقول: بل الله الزارع ثلاث مرات، ثم قل:
اللهم اجعله مباركا وارزقنا فيه السلامة ثم انشر القبضة التي في يدك في القراح (3)
80 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان
عن سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن بني إسرائيل اتوا موسى عليه السلام فسألوه
ان يسأل الله عز وجل ان يمطر السماء عليهم إذا أرادوا ويحبسها إذا أرادوا فسأل الله
عز وجل لهم ذلك فقال الله عز وجل ذلك لهم، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا

(1) الكثيب: التل من الرمل.
(2) النيب جمع الناب: الناقة المسنة.
(3) القراح: الأرض التي ليس عليها بناء ولا فيها شجرة.
223

شيئا الا زرعوه، ثم استنزلوا المطر على ارادتهم وحبسوه على ارادتهم، فصارت زروعهم
كأنها الجبال والآجام (1) ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى
موسى عليه السلام وقالوا: انما سألناك ان تسأل الله ان يمطر السماء علينا إذا أردنا فأجابنا ثم
صيرها علينا ضررا، فقال: يا رب ان بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: ومم
ذاك يا موسى؟ قال: سألوني ان أسألك ان تمطر السماء إذا أرادوا وتحسبها إذا أرادوا
فأجبتهم ثم صيرتها ضررا فقال: يا موسى انا كنت المقدر لبنى إسرائيل فلم يرضوا
بتقديري فأجبتهم إلى ارادتهم فكان ما رأيت.
81 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن عقبة عن صالح
بن علي بن عطية عن رجل ذكره قال: مر أبو عبد الله عليه السلام بناس من الأنصار وهم
يحرثون فقال لهم: احرثوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ينبت الله بالريح كما ينبت
بالمطر قال: فحرثوا فجاءت زروعهم.
82 - علي بن محمد رفعه قال: قال عليه السلام: (2) إذا غرست غرسا أو نبتا
فاقرأ على كل عود أو حبة: سبحانه الباعث الوارث، فإنه لا يكاد يخطى إن شاء الله
83 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يقولن أحدكم
زرعت وليقل: حرثت.
84 - في تفسير علي بن إبراهيم: أأنتم أنزلتموه من المزن قال: من
السحاب نحن جعلناها تذكرة لنار يوم القيامة ومتاعا للمقوين قال: المحتاجين.
85 - وفيه قال أبو عبد الله عليه السلام: ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من
نار جهنم، وقد أطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمي
ان يطفيها، وانها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى
ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثى على ركبتيه (3) فزعا من صرختها.

(1) الآجام جمع الأجمة: الشجر الكثير الملتف
(2) كذا في النسخ وتوافقها المصدر أيضا.
(3) جثى على ركبتيه: جلس.
224

86 - فيمن لا يحضره الفقيه لما أنزل الله سبحانه: فسبح باسم ربك العظيم
قال النبي صلى الله عليه وآله: اجعلوها في ركوعكم.
87 - وروى عن جويرية بن مسهر في خبر رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام
ببابل أنه قال: فالتفت إلى وقال: يا جويرية بن مسهر ان الله عز وجل يقول: " فسبح
باسم ربك العظيم " وانى سألت الله عز وجل باسمه العظيم فرد على الشمس.
88 - في مجمع البيان فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله انه لما نزلت هذه الآية فقال:
اجعلوها في ركوعكم.
89 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فلا أقسم بمواقع النجوم قال:
معناه فأقسم بمواقع النجوم.
90 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام ان مواقع النجوم
رجومها للشياطين، فكان المشركون يقسمون بها، فقال سبحانه: فلا أقسم بها.
91 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم " قال: كان
أهل الجاهلية يحلفون بها، فقال الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم " قال: عظم
أمر من يحلف بها.
92 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن بعض
أصحابنا قال: سألته عن قول الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم " قال: عظم
اثم من يحلف بها.
93 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم * وانه لقسم
لقسم لو تعلمون عظيم " يعنى به اليمين بالبراءة من الأئمة عليهم السلام، يحلف بها الرجل
يقول: إن ذلك عند الله عظيم، وهذا الحديث في نوادر الحكمة " انتهى "
94 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم
القصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: إن الله خلق القلم من
225

شجرة في الجنة يقال لها الخلد. ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا، فجمد النهر
وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب وما
اكتب؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم في رق أشد
بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم
على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ
كلها أو لستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه:
انسخ ذلك الكتاب؟ أوليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل؟ وهو قوله: " انا كنا
نستنسخ ما كنتم تعملون ".
95 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله لما استخلف عمر سأل عليا
عليه السلام ان يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن
ان جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبى بكر حتى يجتمع عليه فقال عليه السلام:
هيهات ليس إلى ذلك سبيل، انما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم،
ولا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، فان القرآن الذي
عندي لا يمسه الا المطهرون، والأوصياء من ولدى، فقال عمر: فهل وقت لاظهاره
معلوم؟ قال علي عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدى يظهره، ويحمل الناس على فتجرى السنة به.
96 - في الاستبصار علي بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن
حكيم وجعفر بن محمد بن أبي الصباح جميعا عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي
الحسن عليه السلام قال: المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنبا ولا تمس خطه ولا تعلقه
ان الله تعالى يقول: " لا يمسه الا المطهرون ".
97 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن داود بن فرقد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التعويذ يعلق على الحائض؟ قال: نعم لا بأس، قال: وقال:
تقرأه وتكتبه ولا تصيبه يدها.
98 - في مجمع البيان " لا يمسه الا المطهرون " وقيل: من الاحداث
والجنابات وقال: لا يجوز للجنب والحائض والمحدث مس المصحف، عن محمد بن علي
226

الباقر عليه السلام وهو مذهب مالك والشافعي، فيكون خبرا بمعنى النهى، وعندنا ان الضمير
يعود إلى القرآن، فلا يجوز لغير الطاهر مس كتابة القرآن.
99 - وقرأ علي عليه السلام وابن عباس ورويت عن النبي صلى الله عليه وآله وتجعلون
شكركم.
100 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا
الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن الصالح بن خالد عن
ثابت بن شريح قال: حدثني أبان بن تغلب عن عبد الاعلى التغلبي ولا أراني الا وقد
سمعته من عبد الاعلى قال: حدثني أبو عبد الرحمن السلمى ان عليا عليه السلام قرأ بهم
الواقعة فقال: " تجعلون شكركم انكم تكذبون " فلما انصرف قال: انى قد عرفت
انه سيقول قائل له من قرأ هكذا قراءتها، انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء كذلك
وكانوا إذا مطروا قالوا أمطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله " وتجعلون شكركم
انكم تكذبون ".
101 - حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن داود عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وتجعلون رزقكم انكم تكذبون " فقال: بل
هي " وتجعلون شكركم انكم تكذبون " وقال علي بن إبراهيم في قوله: فلولا إذا
بلغت الحلقوم الآية يعنى النفس، قال: معناه فإذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ
تنظرون، إلى قوله: غير مدينين قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم ترجعونها يعنى به الروح إذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن ان كنتم صادقين.
102 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين
بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن سليمان بن داود عن أبي بصير
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله عز وجل: " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم " إلى
قوله: " ان كنتم صادقين " فقال: انها إذا بلغت الحلقوم ثم أرى منزله من الجنة،
فيقول: ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلي بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل،
227

103 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف
ملك إلى قبره، فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك
وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربى الله ومحمد نبيي والاسلام ديني، فيفسحان له في
قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة; ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك
قول الله عز وجل: فاما إن كان من المقربين فروح وريحان يعنى في قبره
وجنة نعيم يعنى في الآخرة.
104 - وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: نزلت هاتان الآيتان في
أهل ولايتنا وأهل عداوتنا " فاما إن كان من المقربين * فروح وريحان " يعنى في
قبره " وجنة نعيم " يعنى في الآخرة.
105 - في مجمع البيان قرأ يعقوب " فروح " بضم الراء وهو قراءة النبي
صلى الله عليه وآله وأبى جعفر الباقر عليه السلام.
106 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من
أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا عن أبي
جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الاعلى وعلي بن إبراهيم عن محمد
بن عيسى عن يونس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير
المؤمنين عليه السلام: ان أبن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام
الآخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله انى كنت فيك
لزاهد، وان كنت على لثقيلا، فماذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك
حتى أعرض أنا وأنت على ربك; قال: فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم
منظرا وأحسنهم رياشا، فيقول: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم،
فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة.
107 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد
بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن إسحاق بن عبد العزيز عن أبي بصير قال: سمعت
228

أبا عبد الله عليه السلام يقول: " فاما إن كان من المقربين فروح وريحان " في قبره " وجنة
نعيم " في الآخرة.
108 - وفيه وقوله: فاما إن كان من أصحاب اليمين يعنى من كان من
أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام فسلام لك من أصحاب اليمين ان لا يعذبوا.
109 - في روضة الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن
معاوية بن حكيم عن بعض رجاله عن عنبسة بن بجاد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
عز وجل: " فاما إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين "
فقال علي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: هم شيعتك فسلم ولدك منهم
ان يقتلوهم.
110 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن
عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأنزل في الواقعة: واما إن كان من المكذبين
الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم فهؤلاء مشركون.
111 - في تفسير علي بن إبراهيم " واما إن كان من المكذبين الضالين فنزل
من حميم وتصلية جحيم " في أعداء آل محمد.
112 - وفيه متصل بآخر ما نقلنا عنه أولا أعنى قوله في الآخرة: " واما إن كان
من المكذبين الضالين * فنزل من حميم " في قبره " وتصلية جحيم " في الآخرة.
113 - في أمالي الصدوق رحمه الله متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله
عليه السلام: يعنى في الآخرة ثم قال عليه السلام: إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى
قبره، وانه ليناشد حامليه بقول يسمعه كل شئ الا الثقلان، ويقول: لو أن لي
كرة فأكون من المؤمنين، ويقول: " رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت "
فتجيبه الزبانية: " كلا انها كلمة أنت قائلها " ويناديهم ملك: لورد لعاد لما نهى عنه
فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان
له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه
229

ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شئ، ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟
فيقول: لا أدرى فيقولان له: لا دريت ولا هديت ولا أفلحت، ثم يفتحان له بابا إلى
النار وينزلان إليه الحميم من جهنم وذلك قول الله جل جلاله: " واما إن كان
من المكذبين الضالين فنزل من حميم " يعنى في القبر " وتصلية جحيم " يعنى
في الآخرة.
114 - وفيه أيضا متصل بآخر ما نقلنا عنه بعد ذلك أعنى قوله: يعنى في
الآخرة باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: " واما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل
من حميم " يعنى في قبره " وتصلية جحيم " يعنى في الآخرة.
115 - في الكافي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله: ارتحل من
الدنيا إلى الجنة وإذا كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنتنه
ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
116 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: حتى انصرف المشيع ورجع المتفجع
أقعد في حفرته نجيا لبهتة السؤال وعثرة الامتحان، وأعظم ما هنالك بلية نزول
الحميم وتصلية جحيم وفورات السعير وسورات الزفير ولأدعة مزيحة ولا قوة
حاجزة ولا موته ناجزة ولا سنة مسلية بين أطوار الموتات وعذاب الساعات (1)

(1) الحميم: الماء الحار. وتصلية النار تسخينها. والسورة: الحدة والشدة.
وزفر النار: تسمع لتوقدها صوت. والدعة: السعة في العيش والسكون. والإزاحة، الإزالة
والسنة: النوم الخفيف وهو النعاس. والمراد بالموتات في قوله (ع) " أطوار الموتات "
الآلام العظيمة لان العرب تسمى المشقة العظيمة موتا كما قال الشاعر " انما الميت ميت الاحياء "
أو كما قال في الفارسية:
" زندگى كردن من مردن تدريجي بود * هر چه جان كند تنم عمر حسابش كردم "
فلا ينافي قوله (ع) " ولا موتة ناجزة " فان المراد به الحقيقة.
230

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة
الحديد والمجادلة في صلاة فريضة أدمنها لم يعذبه الله حتى يموت أبدا ولا يرى في
نفسه ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: وقال: من قرأ
سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله.
3 - العرباض بن سارية قال: إن النبي صلى الله عليه وآله كان يقرأ المسبحات قبل أن
يرقد ويقول: ان فيهن آية أفضل من ألف آية.
4 - وروى عمرو بن شمر عن الجابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: من
قرء المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في
جوار رسول الله صلى الله عليه وآله.
5 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل علي بن الحسين عليهما السلام
عن التوحيد فقال: ان الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون
فأنزل الله تعالى: " قل هو الله أحد " والآيات من سورة الحديد إلى قوله: " عليم بذات
الصدور " فمن رام وراء ذلك فقد هلك.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم سبح لله ما في السماوات والأرض وهو
العزيز الحكيم قال: هو قوله: أعطيت جوامع الكلام وقوله: هو الأول قال:
أي قبل كل شئ والاخر قال: يبقى بعد كل شئ " وهو عليم بذات الصدور "
قال: بالضماير.
7 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان
بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
231

عن قول الله عز وجل: " هو الأول والاخر " وقلنا: اما الأول فقد عرفناه واما
الاخر فبين لنا تفسيره، فقال: انه ليس شئ الا يبدأ ويتغير أو يدخله التغير و
الزوال، وينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة و
من زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة الا رب العالمين فإنه لم يزل ولا
يزال بحالة واحدة، هو الأول قبل كل شئ وهو الاخر على ما لم يزل ولا تختلف
عليه الصفات والأسماء كما تختلف على غيره مثل الانسان الذي يكون ترابا مرة
ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذي يكون مرة بلحا ومرة بسرا
ومرة رطبا ومرة تمرا (1) فتتبدل عليه الأسماء والصفات، والله عز وجل
بخلاف ذلك.
8 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن
حكيم عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وقد سئل عن الأول والاخر
فقال: الأول لا عن أول قبله وعن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية، كما يعقل من
صفة المخلوقين ولكن قديم أول قديم، آخر، لم يزل ولا يزول بلا مدى ولا نهاية،
لا يقع عليه الحدوث ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ.
9 - علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك
الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفته التي دلت العاقل على أنه لا شئ
قبله ولا شئ قبله ولا شئ معه في ديموميته، فقد بان لنا باقرار العامة معجزة الصفة انه
لا شئ قبل الله ولا شئ مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم أنه كان قبله أو كان
معه شئ، وذلك أنه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لأنه لم يزل
معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شئ كان الأول ذلك الشئ
لا هذا، وكان الأول أولى بأن يكون خالقا للأول.
10 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه قال: اجتمعت

(1) قال الجوهري: البسر أوله طلع، ثم خلال، ثم بلح، ثم بسر، ثم رطب،
ثم تمر.
232

اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له: ان هذا الرجل عالم يعنون أمير المؤمنين
فانطلق بنا إليه نسأله فأتوه فقيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج، فقال له
رأس الجالوت: جئناك نسألك قال: سل يا يهودي عما بدالك، فقال: أسئلك عن
ربك متى كان؟ فقال: كان بلا كينونية، كان بلا كيف، كان لم يزل بلا كم
وبلا كيف، كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل، ولا غاية ولا منتهى انقطعت
عنه الغاية، وهو غاية كل غاية، فقال رأس الجالوت: امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه.
11 - وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير -
المؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: ثكلتك أمك ومتى لم يكن حتى متى كان؟
كان ربى قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهى لغايته، انقطعت
الغايات عنده فهو منتهى كل غاية، فقال: يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟ فقال: ويلك انما
أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله.
12 - وروى أنه سئل عليه السلام أين كان ربنا قبل أن يخلق سماءا وأرضا؟ فقال عليه السلام:
أين سؤال عن مكان، وكان الله ولا مكان.
13 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن يحيى
عن محمد بن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رأس الجالوت لليهود: ان
المسلمين يزعمون أن عليا من أجدل الناس (1) وأعلمهم، اذهبوا بنا إليه لعلى أسأله
عن مسألة وأخطأه فيها، فأتاه فقال له: يا أمير المؤمنين انى أريد ان أسئلك عن مسألة
قال: سل عما شئت، قال: متى كان ربنا؟ قال له: يا يهودي انما يقال متى كان لمن
لم يكن فكان متى كان، هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف يكون، بلى
يا يهودي ثم بلى يا يهودي كيف يكون له قبل؟ هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية
ولا غاية إليها، انقطعت الغايات عنده، هو غاية كل غاية، فقال: أشهد ان دينك الحق
وان من خالفه باطل.

(1) أي أقواهم في المخاصمة والمناظرة وأعرفهم بالمعارف اليقينية.
233

14 - علي بن محمد رفعه عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أكان الله ولا
شئ؟ قال: نعم كان ولا شئ، قلت: فأين كان يكون؟ قال: وكان متكئا
فاستوى جالسا وقال: أحلت (1) يا زرارة وسألت عن المكان إذ لامكان.
15 - علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك الله
الخير ان الله تبارك وتعالى قديم إلى قوله: واما الظاهر فليس من أجل انه علا الأشياء
بركوب فوقها وقعود عليها، وتسنم لذراها (2) ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء
وقدرته عليها، كقول الرجل ظهرت على أعدائي وأظهرنى الله على خصمي يخبر
عن الفلج والغلبة، فهكذا ظهور الله على الأشياء، ووجه آخر انه الظاهر لمن أراده،
ولا يخفى عليه شئ; وانه مدبر لكل ما برأ قال: فأي ظاهر أظهر وأوضح من الله
تبارك وتعالى، لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك; و
الظاهر منا البارز لنفسه والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى، و
أما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على
استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل: أبطنته يعنى خبرته، وعلمت
مكتوم سره، والباطن منا الغائب في الشئ المستتر، وقد جمعنا الاسم و
اختلف المعنى.
16 - وفيه خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيها: الأول قبل كل شئ ولا
قبل له; والاخر بعد كل شئ ولا بعد له. الظاهر على كل شئ بالقهر له.
وفيها: الذي بطن من خفيات الأمور وظهر في العقول بما يرى في خلقه، من
علامات التدبير.
وفيها الذي ليست لأوليته نهاية، ولا لآخريته حد ولا غاية.
17 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي
جعفر الثاني عليه السلام فسأله رجل فقال: أخبرني عن الرب تبارك وتعالى أله أسماء

(1) أي تكلمت بالمحال.
(2) الذرى جمع الذروة: المكان المرتفع. وتسنم الشئ: علاه وركبه.
234

وصفات في كتابه؟ وأسماؤه وصفاته هي هو؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ان لهذا الكلام وجهين
ان كنت تقول: هي هو انه ذو عدد وكثرة، فتعالى الله عن ذلك، وان كنت تقول: لم
تزل هذه الصفات والأسماء، فان " لم تزل " يحتمل معنيين، قال: قلت: لم تزل
عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجائها وتقطيع
حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة
بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه، فهي ذكره وكان الله ولا ذكر والمذكور
بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل، والأسماء والصفات مخلوقات المعاني، والمعنى
بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف والائتلاف، وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصور و
الهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
18 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه صفة
الرب جل جلاله وفيه: كان أولا بلا كيف، ويكون آخرا بلا أين.
19 - وفيه عن الرضا عليه السلام كلام طويل في التوحيد وفيه: الباطن لا باجتنان، (1)
الظاهر لا بمجاز.
20 - وباسناده إلى عبد الله بن جرير العبدي عن جعفر بن محمد عليهما السلام انه
كان يقول: الحمد لله الذي كان قبل أن يكون كان، لم يوجد لوصفه كان
بل كان أولا كائنا لم يكونه مكون جل ثناؤه; بل كون الأشياء قبل كونها، و
كانت كما كونها علم ما كان وما هو كائن، كان إذ لم يكن شئ ولم ينطق فيه ناطق
فكان إذ لا كان.
21 - وباسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه:
وهو الأول الذي لا شئ قبله، والاخر الذي لا شئ بعده.
22 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: الذي ليست له في أوليته نهاية، و
لا في آخريته حد ولا غاية الذي لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، الأول قبل كل

(1) الاجتنان بمعنى الاستتار.
235

شئ، والاخر بعد كل شئ، الظاهر على كل شئ بالقهر له.
23 - وفيه خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وفيها: الحمد لله الذي كان في أوليته
وحدانيا، وفى أزليته متعظما بالإلهية، وهو الكينون أولا والديموم أبدا.
24 - وفيه خطبة للحسن بن علي عليهما السلام وفيها: الحمد لله الذي لم يكن فيه
أول معلوم. ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود، فلا تدرك العقول أوهامها
ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته، فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على
ما، ولا باطن فيما.
25 - وباسناده إلى علي بن مهزيار قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلى رجل
بخطه وقرائته في دعاء كتب أن يقول: يا ذا الذي كان قبل كل شئ ثم خلق كل شئ ثم
يبقى ويفنى كل شئ.
26 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: وهو البدء الذي لم يكن شئ قبله والاخر
الذي ليس شئ بعده.
27 - وفيه حديث طويل عن علي عليه السلام وفيه: سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده
والابتداء أزله، ظاهر لا بتأويل المباشرة.
28 - وباسناده إلى عبد الرحيم القصير قال: اكتب إلى أبو عبد الله عليه السلام على
يدي عبد الملك بن أعين: كان الله عز وجل ولا شئ غير الله، معروف ولا مجهول،
كان الله عز وجل ولا متكلم ولا متحرك ولا مريد ولا فاعل، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
29 - وباسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى كان و
لا شئ غير والحديث طويل.
30 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام وفيها: ان قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود،
وان قيل: لم يزل فعلى تأويل نفى العدم.
31 - في نهج البلاغة وكل ظاهر غيره غير باطن; وكل باطن غيره
غير ظاهر.
236

32 - وفيه: الأول الذي لم يكن له قبل فيكون شئ قبله، والاخر الذي ليس
له بعد فيكون شئ بعده.
33 - وفيه: الحمد لله الأول فلا شئ قبله، والاخر فلا شئ بعده، والظاهر
فلا شئ فوقه، والباطن فلا شئ دونه.
34 - وفيه: الأول قبل كل أول، والاخر بعد كل آخر، بأوليته وجب أن لا
أول له، وبآخريته وجب ان لا آخر له.
35 - وفيه: والظاهر لا برؤية، والباطن لا بلطافة.
36 - وفيه: هو الأول لم يزل، الظاهر لا يقال مما; والباطن لا يقال فيما.
37 - وفيه: لم يزل أولا قبل الأشياء بلا أولية، وآخرا بعد الأشياء بلا نهاية.
قال عز من قائل: وهو بكل شئ عليم
38 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام وفيها: أحاط بالأشياء علما قبل
كونها. فلم يزده بكونها علما علمه بها قبل أن يكون كعلمه بعد تكوينها.
39 - وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل يكون
اليوم شئ لم يكن في علم الله بالأمس؟ قال: لا من قال هذا فأخزاه الله، قال:
قلت: أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال: بلى
قبل أن يخلق الخلق.
40 - وفيه عن العالم عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: بالعلم علم الأشياء
قبل كونها.
41 - وباسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله يقول: لم يزل الله عز وجل
ربنا، والعلم ذاته ولا معلوم، فلما أحدث الأشياء وقع العلم منه على المعلوم، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
42 - وباسناده إلى أبان بن عثمان الأحمر قال: قلت للصادق جعفر بن محمد
عليهما السلام: اخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا!
قال: نعم فقلت له: ان رجلا ينتحل (1) موالاتكم أهل البيت يقول: إن الله تبارك

(1) انتحل القول: ادعاه لنفسه وهو لغيره.
237

لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادرا بقدرة؟ فغضب عليه السلام ثم قال: من
قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شئ، ان الله تبارك وتعالى ذات علامة
سميعة بصيرة قادرة.
43 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته
يقول: كان الله ولا شئ غيره، ولم يزل عالما بما كون، فعلمه به قبل كونه كعلمه
به بعد ما كونه.
44 - وباسناده إلى أيوب بن نوح انه كتب إلى أبى الحسن عليه السلام يسأله عن
الله عز وجل أكان يعلم الأشياء قبل ان يخلق الأشياء وكونها أولم يعلم ذلك حتى
خلقها وأراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عندما خلق، وما كون عندما كون؟
فوقع عليه السلام بخطه: لم يزل الله عالما بالأشياء قبل ان يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعد
ما خلق الأشياء.
45 - وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألته يعنى أبا عبد الله عليه السلام هل يكون
اليوم شئ لم يكن في علم الله عز وجل؟ قال: لا بل كان في علمه قبل ان ينشئ
السماوات والأرض.
46 - وباسناده إلى عبد الاعلى عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليه السلام
قال: علم الله لا يوصف الله منه بأين، ولا يوصف العلم من الله بكيف، ولا يفرد
العلم من الله، ولا يبان الله منه، وليس بين الله وبين علمه حد.
47 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام وفيها: وعلمها لا بأداة لا يكون العلم الا بها; وليس
بينه وبين معلومه علم غيره.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عز وجل: وهو الذي خلق السماوات
والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش قد تقدم بيانه في مواضعه.
48 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله
جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسى، اسمه اسم
أمير المؤمنين عليه السلام إلى أرض طوس وهي بخراسان، يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها
238

غريبا، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل.
49 - في أصول الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المغراء
عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل:
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم. قال:
نزلت في صلة الامام.
50 - وباسناده إلى معاذ صاحب الأكسية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله
لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك، وما كان لله من حق فإنما
هو لوليه.
51 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تعالى: انى أعطيت الدنيا بين عبادي فيضاعفه
فمن أقرضني قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمأة ضعف، وما شئت
من ذلك، الحديث.
52 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: ابن آدم
تطولت عليك بثلاث: سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واروك (1) وأوسعت عليك
فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا الحديث.
53 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام: على باب الجنة مكتوب:
القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة، وذلك أن القرض لا يكون الا لمحتاج، و
الصدقة ربما وقعت في يد غير المحتاج.
54 - في روضة الكافي محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس و
عن عبد العزيز بن المهتدى عن رجل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام في قوله تعالى:
" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم " قال: صلة الامام
في دولة الفساق.
55 - في نهج البلاغة واتقوا أموالكم وخذوا من أجسادكم تجودوا بها

(1) وارى الشئ: أخفاه.
239

على أنفسكم، ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال الله سبحانه: " من ذا الذي يقرض الله
قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم " واستقرضكم وله خزائن السماوات والأرض
وهو الغنى الحميد وانما أراد ان يبلوكم أيكم أحسن عملا وفى كلامه عليه الصلاة
والسلام غير هذا حذفناه لعدم الحاجة إليه هنا.
56 - في مجمع البيان وقال أهل التحقيق: القرض الحسن يجمع عشرة
أوصاف: أن يكون من الحلال، لان النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله تعالى طيب لا يقبل الا
الطيب; وان يتصدق وهو يحب المال ويرجوا الحياة لقوله (ص) - لما سئل عن أفضل الصدقة -:
ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت
النفس التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا; وذكرنا في العشرة.
57 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم
وصف اتباع نبيه صلى الله عليه وآله من المؤمنين فقال عز وجل: " محمد رسول الله والذين معه
أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا
سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل " و
قال: " يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم "
يعنى أولئك المؤمنين.
58 - في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت ذات يوم
عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل بوجهه علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: الا أبشرك
يا أبا الحسن؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله تعالى أنه قال:
قد اعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، و
النور عند الظلمة، والامن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط
ودخول الجنة قبل ساير الناس، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم.
59 - وباسناده إلى أبى خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام في قوله:
يسعى نورهم بين أيديهم وبايمانهم أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي
240

المؤمنين وبايمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
60 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يوم ترى المؤمنين والمؤمنات
يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم " قال: يقسم النور بين الناس يوم القيامة على
قدر ايمانهم، يقسم للمنافق فيكون نوره بين ابهام رجله اليسرى فينظر نوره ثم
يقول للمؤمنين: مكانكم حتى أقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم: ارجعوا
وراءكم فالتمسوا نورا فيرجعون ويضرب بينهم بسور له باب فينادوا من وراء السور
للمؤمنين: ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم قال: بالمعاصي وارتبتم
قال: أي شككتم وتربصتم وقوله: فاليوم لا يؤخذ منكم فدية قال: والله ما عنى
بذلك اليهود ولا النصارى، وما عنى به الا أهل القبلة ثم قال: مأواكم النار هي موليكم
قال: هي أولى بكم.
61 - في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم
الغدير وفيها يقول عليه السلام: وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور
باطنه الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداءكم وتضجون فلا يحفل
بضجيجكم. (1)
62 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: و
الثلاثون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تحشرا متى يوم القيامة على خمس
رايات، فأول راية ترد على مع فرعون هذه الأمة وهو معاوية، والثانية مع سامري
هذه الأمة وهو عمرو بن عاص، والثالثة مع جاثليق هذه الأمة وهو أبو موسى
الأشعري، والرابعة مع أبي الأعور السلمى، وأما الخامسة فمعك يا علي، تحتها
المؤمنون وأنت امامهم، ثم يقول الله تبارك وتعالى للأربعة: " ارجعوا ورائكم
فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة " وهم شيعتي ومن والاني
وقاتل معي الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة هم شيعتي فينادى
هؤلاء: " ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني "

(1) أي لا يهتم به.
241

في الدنيا " حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من
الذين كفروا مأواكم النار هي موليكم وبئس المصير " ثم ترد أمتي وشيعتي
فيروون من حوض محمد صلى الله عليه وآله وبيدي عصى عوسج اطرد بها أعدائي طرد غريبة
الإبل. (1)
63 - في الكافي باسناده إلى أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
تجنبوا المنى فإنها تذهب بهجة ما خولتم، وتستصغرون بها مواهب الله عز وجل عندكم
وتعقبكم الحسرات فيما وهمتم به أنفسكم.
64 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لم يزل بنو إسماعيل ولاة
البيت ويقيمون للناس حجتهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر عن كابر (2) حتى كان زمن
عدنان بن أدد، فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وفسدوا وأحدثوا في دينهم وأخرج
بعضهم بعضا، الحديث.
65 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سماعة وغيره عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في القائم عليه السلام ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب
من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون.
66 - في مجمع البيان ومن كلام عيسى عليه السلام لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله
فتقسو قلوبكم فان القلب القاسي بعيد من الله.
67 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلام بن المستنير
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: اعلموا ان الله يحيى الأرض
بعد موتها قال: يحيى الله تعالى بالقائم بعد موتها، يعنى بموتها كفر أهلها و
الكافر ميت.
68 - وباسناده إلى سليط قال: قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم

(1) أي الإبل الغريبة وذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخل عليها غريبة من غيرها
ضربت وطردت حتى تخرج عنها.
(2) أي عظيما وكبيرا عن كبير.
242

السلام: منا اثنى عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم
التاسع من ولدى هو القائم بالحق به يحيى الله الأرض بعد موتها، ويظهر به
الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
69 - في روضة الكافي باسناده إلى محمد الحلبي انه سأل أبا عبد الله عليه
السلام عن قول الله عز وجل: " اعلموا ان الله يحيى الأرض بعد موتها " قال العدل
بعد الجور.
أقول: قد سبق في الروم عند قوله تعالى: " يحيى الأرض بعد موتها " بعض الأحاديث
فلتراجع.
70 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة
باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه ما من الشيعة عبد يقارف (1) أمرا نهيناه عنه فيموت
حتى يبتلى تمحص بها ذنوبه، اما في مال واما في ولد واما في نفس حتى
يلقى الله وماله ذنب، انه ليبقى عليه الشئ من ذنوبه فيشدد عليه عند موته، الميت
من شيعتنا صديق شهيد، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا، يريد ذلك الله
عز وجل يؤمن بالله وبرسوله، قال الله عز وجل: " يؤمن بالله وبرسوله " قال
الله عز وجل والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء
عند ربهم.
71 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول
فيها عليه السلام: وانى النبأ العظيم والصديق الأكبر.
72 - وباسناده إلى أبى حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة:
أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
73 - في مجمع البيان: لهم اجرهم ونورهم أي لهم ثواب طاعتهم ونور ايمانهم

(1) قارف الذنب: داناه.
243

الذين يهتدون به إلى طريق الجنة، وهذا قول عبد الله بن مسعود ورواية البراء بن عازب
عن النبي صلى الله عليه وآله.
74 - وروى العياشي بالاسناد عن منهال القصاب قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: ادع الله أن يرزقني الشهادة، فقال: ان المؤمن شهيد وقرأ هذه الآية.
75 - وعن الحارث بن المغيرة قال: كنا عند أبي جعفر عليه السلام فقال: العارف
منكم هذا الامر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد
بسيفه، ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه،
ثم قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في فسطاطه; وفيكم آية
من كتاب الله قلت: وأية آية جعلت فداك؟ قال: قول الله " والذين آمنوا بالله و
رسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " قال: صرتم والله شهداء
عند ربكم.
76 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبى حصيرة عمن سمع علي بن الحسين
عليهما السلام يقول وذكر الشهداء قال: فقال بعضنا في المبطون، وقال بعضنا في الذي
يأكله السبع، وقال بعضنا غير ذلك مما يذكر في الشهادة، فقال انسان: ما كنت
أرى ان الشهيد الامن قتل في سبيل الله؟! فقال علي بن الحسين عليهما السلام ان الشهداء
إذا لقليل ثم قرء هذه الآية " الذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند
ربهم " ثم قال: هذه لنا ولشيعتنا.
77 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن
جميل بن دراج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أرقم عن علي بن
الحسين عليهما السلام قال: ما من شيعتنا الا صديق أو شهيد، قال: قلت جعلت فداك أنى
يكون ذلك وعامتهم يموتون على فرشهم؟ فقال: اما تتلو كتاب الله في الحديد:
" والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " قال: فكأني
لم اقرأ هذه الآية من كتاب الله عز وجل، وقال: لو كان الشهداء ليس الا كما تقول (1)

(1) وفى بعض النسخ " لو كان الشهداء كما يقولون كان الشهداء.. اه ".
244

لكان الشهداء قليلا.
78 - عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن ابن مسكان
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا أبا محمد ان الميت منكم على هذا
الامر شهيد، قلت: وان مات على فراشه؟ قال: أي والله وان مات على فراشه حي
عند ربه يرزق.
79 - عنه عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبان بن تغلب قال:
كان أبو عبد الله عليه السلام إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما يصنعون
بهذا يتعجلون قتلة الدنيا وقتلة الآخرة، والله ما الشهداء الا شيعتنا وان ماتوا
على فراشهم.
80 - عنه عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت أبى المقدام عن مالك الجهني قال:
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك ان الميت منكم على هذا الامر شهيد بمنزلة الضارب
في سبيل الله، وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما يضر رجلا من شيعتنا أية ميتة مات أو اكلة
سبع أو حرق بالنار أو خنق أو قتل، هو والله شهيد.
81 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس انه سئل عن
قول الله عز وجل: " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما "
قال: سئل قوم النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: فيمن نزلت هذه يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم
القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا
وقد بعث الله محمد صلى الله عليه وآله; فيقوم علي بن أبي طالب فيعطى الله اللواء من النور
أبيض بيده تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ولا يخالطهم
غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا
فيعطى اجره ونوره، فإذا اتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم
من الجنة، ان ربكم يقول لكم عندي مغفرة وأجر عظيم يعنى الجنة، فيقوم إلى الجنة، علي بن أبي
طالب والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال
يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، فذلك
245

قول الله عز وجل: " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم " يعنى
السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية له وقوله: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا
أولئك أصحاب الجحيم هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم.
82 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: أخبرني
عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عز وجل
سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت
للذين آمنوا بالله ورسله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
83 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن و
الانس لوسعهم طعاما وشرابا، ولا ينقض مما عنده شيئا، وان أيسر أهل الجنة منزلا
من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق; فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج
ومن الخدم والأنهار والثمار ما شاء الله، مما يملأ عينه قرة وقلبه مسرة، فإذا شكر
الله وحمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الأخرى
فيقول: يا رب أعطني هذه فيقول الله تعالى: ان أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول:
رب هذه هذه، فإذا هو دخلها وعظمت مسرته شكر الله وحمده قال: فيقال افتحوا
له بابا إلى الجنة، ويقال له: ارفع رأسك فإذا قد فتح له باب من الخلد ويرى
اضعاف ما كان فيما قبل، فيقول عند مضاعف مسراته: رب لك الحمد الذي لا
يحصى إذ مننت على بالجنان وأنجيتني من النيران، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
84 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: تعتلج
النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فإن كانت نطفة المرأة أكثر
جاءت تشبه أخواله، وإن كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه، وقال:
تحول النطفة في الرحم أربعين يوما فمن أراد ان يدعو الله عز وجل ففي تلك الأربعين
246

قبل ان يخلق; ثم يبعث الله عز وجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عز
وجل، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى أذكر أم أنثى؟ فيوحى الله عز وجل من
ذلك شيئا ويكتب الملك، فيقول: اللهم كم رزقه وما اجله؟ ثم يكتبه ويكتب كل
ما يصيبه في الدنيا بين عينيه ثم يرجع فيرده في الرحم فذلك قول الله عز وجل:
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها.
85 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم رفعه قال: لما حمل علي بن الحسين
عليهما السلام إلى يزيد بن معاوية فأوقف بين يديه، قال يزيد لعنه الله: " وما
أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " فقال علي بن الحسين عليه السلام ليست هذه
الآية فينا، ان فينا قول الله عز وجل: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم
الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير ".
86 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى عبد الرحمان بن كثير عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب
من قبل ان نبرأها " صدق الله وبلغت رسله كتابه في السماء، علمه بها وكتابه في
الأرض علومنا في ليلة القدر وغيرها ان ذلك على الله يسير.
87 - وقال الصادق عليه السلام: لما ادخل برأس الحسين بن علي عليهما السلام على
يزيد بن معاوية وادخل عليه علي بن الحسين عليهما السلام مقيدا مغلولا قال يزيد:
يا علي بن الحسين " ما أصابكم من مصيبة فبما كسب أيديكم " فقال علي بن الحسين
عليهما السلام. كلا ما نزلت هذه فينا انما نزلت فينا " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا
في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها " فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ولا
نفرح بما أوتينا منها.
88 - في كتاب مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف ان يزيد لعنه الله لما نظر
إلى علي بن الحسين عليهما السلام قال له: أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني في
سلطاني فعل الله به ما رأيت؟ فقال علي بن الحسين: " ما أصاب من مصيبة في الأرض
ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير ".
247

89 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال أبو جعفر عليه السلام: لكيلا تأسوا على
ما فاتكم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سأل رجل أبى عليه السلام عن ذلك فقال: نزلت
في أبى بكر وأصحابه، واحدة مقدمه، وواحدة مؤخره، لا تأسوا على ما فاتكم مما
خص به علي بن أبي طالب عليه السلام ولا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة التي عرضت لكم
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال الرجل: اشهد انكم أصحاب الحكم الذي لا خلاف فيه،
ثم قام الرجل فذهب فلم أره.
90 - وباسناده إلى حفص بن غياث قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك
فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال: قد حده الله في كتابه فقال عز وجل: " لكيلا تأسوا
على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ".
91 - وباسناده إلى سليمان بن داود رفعه قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين
عليهما السلام فقال له: فما الزهد؟ قال: عشرة اجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات
الرضا، الا وان الزهد في آية من كتاب الله " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا
بما آتاكم ".
92 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه
ان الياس عليه السلام قال له عليه السلام: أخبرني عن تفسير " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " مما خص
به علي عليه السلام " ولا تفرحوا بما آتاكم " قال: في أبى فلان وأصحابه، واحدة مقدمة و
واحدة مؤخرة، " لا تأسوا على ما فاتكم " مما خص به علي عليه السلام " ولا تفرحوا بما
آتاكم " من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
93 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن شعيب بن
عبد الله عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الناس ثلاثة: زاهد
وصابر وراغب، فأما الزاهد فقد خرجت الأحزان والافراح من قلبه، فلا يفرح
بشئ من الدنيا ولا يأسى على شئ منها فاته فهو مستريح، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
94 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان
248

بن داود المنقري عن علي بن هاشم بن البريد عن أبيه أن رجلا سأل علي بن الحسين
عليهما السلام عن الزهد فقال: عشرة اجزاء فأعلى درجة الزهد الورع، وأعلى درجة الورع،
أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا، الا وان الزهد في آية من
كتاب الله " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ".
95 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله
تعالى: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " ومن لم يأس على الماضي،
ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه.
96 - في مجمع البيان: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل وفى
الحديث ان النبي صلى الله عليه وآله سأل عن سيد بنى عوف، فقالوا: جد بن قيس على أنه يزن
بالبخل فقال صلى الله عليه وآله: وأي داء أدوى من البخل؟ سيدكم البراء بن معرور - معنى
يزن يتهم ويعرف -.
97 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين وانما
سماهم عز وجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به
علم كل شئ الذي كان مع الأنبياء عليهم السلام، يقول الله عز وجل: " لقد
أرسلنا رسلا من قبلك وأنزلنا معهم الكتاب والميزان " الكتاب الاسم الأكبر،
وانما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والإنجيل والفرقان، فيها كتاب نوح وفيها
كتاب صالح وشعيب وإبراهيم، فأخبر الله عز وجل " ان هذا لفى الصحف الأولى
صحف إبراهيم وموسى " فأين صحف إبراهيم، انما صحف إبراهيم الاسم الأكبر;
فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد صلى الله عليه وآله.
98 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا
معهم الكتاب والميزان قال: الميزان الامام.
99 - في جوامع الجامع وروى أن جبرئيل عليه السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح
249

وقال: مر قومك يزنوا به.
100 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه - وقد سأله
رجل عما اشتبه عليه من الآيات -: وقد أعلمتك ان رب شئ من كتاب الله تأويله غير
تنزيله ولا يشبه كلام البشر، وسأنبئك بطرف منه فتكتفي إن شاء الله، من ذلك
قول إبراهيم: " انى ذاهب إلى ربى سيهدين " فذهابه إلى ربه توجهه إليه عبادة
واجتهادا، وقربة إلى الله عز وجل، ألا ترى ان تأويله غير تنزيله، وقال:
أنزلنا الحديد فيه بأس شديد يعنى السلاح وغير ذلك.
101 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
وفيه وقال: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " فانزاله ذلك خلفه إياه.
102 - في كتاب الخصال عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول عليه السلام فيه: ثم إن
الجبال فخرت على الأرض فشمخت واستطالت، وقالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق
الحديد فقطعها فقرت الجبال وذلت، ثم إن الحديد فخر الجبال وقال: أي شئ
يغلبني؟ فخلق النار فأذابت الحديد.
103 - في مجمع البيان وروى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله
عز وجل انزل أربع بركات من السماء إلى الأرض، انزل الحديد والنار والماء والملح.
104 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون
في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما علمتم انه وقعت
الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سايرهم؟ قالوا: ومن أين يا أبا الحسن؟
قال: قول الله عز وجل: ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما
النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون فصارت وراثة النبوة والكتاب
للمهتدين دون الفاسقين، اما علمتم ان نوحا حين سأل ربه عز وجل " فقال رب ان
ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين " وذلك أن الله عز وجل
وعده ان ينجيه وأهله فقال له ربه عز وجل: " يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل
غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم انى أعظك أن تكون من الجاهلين ".
250

105 - وباسناده إلى محمد بن علي بن أبي عبد الله عن أبي الحسن عليه السلام في
قول الله عز وجل ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله
قال. صلاة الليل. في الكافي باسناده إلى محمد بن علي بن أبي عبد الله عن أبي
الحسن عليه السلام مثله سواء.
106 - في مجمع البيان في خبر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وآله; فما رعاها الذين
بعدهم حق رعايتها، وذلك لتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وآله عن ابن عباس، وقال الزجاج ان
تقريره: ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله وابتغاء رضوان الله اتباع ما أمر به،
فهذا وجه قال: وفيها وجه آخر جاء في التفسير انهم كانوا يرون من ملوكهم مالا
يصبرون عليه، فاتخذوا أسرابا وصوامع (1) وابتدعوا ذلك، فلما الزموا أنفسهم
ذلك التطوع ودخلوا عليه لزمهم تمامه، كما أن الانسان إذا جعل على نفسه صوما
لم يفرض عليه لزمه أن يتمه، قال: وقوله: فما رعوها حق رعايتها على ضربين:
(أحدهما) أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم (والاخر) وهو الأجود أن يكونوا
حين بعث النبي صلى الله عليه وآله فلم يؤمنوا به; كانوا تاركين لطاعة الله، فما رعوها تلك
الرهبانية حق رعايتها، ودليل ذلك قوله: فآتينا الذين آمنوا اجرهم يعنى
الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وكثير منهم فاسقون أي كافرون انتهى كلام الزجاج.
107 - ويعضد هذا ما جاءت به الرواية عن ابن مسعود قال: كنت رديف
رسول الله صلى الله عليه وآله على الحمار فقال: يا ابن أم عبد هل تدرى من أين أحدثت بنو
إسرائيل الرهبانية؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد
عيسى عليه السلام يعملون بمعاصي الله، فغضب أهل الايمان فقاتلوهم، فهزم أهل الايمان
ثلاث مرات فلم يبق منهم الا القليل، فقالوا: إن ظهرنا لهؤلاء افنونا ولم يبق
للدين أحد يدعو إليه، فتعالوا نتفرق في الأرض إلى أن يبعث الله النبي الذي
وعدنا به عيسى عليه السلام يعنون محمدا صلى الله عليه وآله، فتفرقوا في غيران الجبال (2) وأحدثوا

(1) أسراب جمع السرب - محركة -: الحفير تحت الأرض. والصوامع جمع الصومعة:
مغار الراهب.
(2) جمع الغار.
251

رهبانية، فمنهم من تمسك بدينه; ومنهم من كفر ثم تلا هذه الآية: " ورهبانية
ابتدعوها ما كتبناها عليهم " إلى آخرها ثم قال: يا بن أم عبد أتدري ما رهبانية
أمتي؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: الهجرة الجهاد والصلاة والصوم والحج والعمرة.
108 - وعن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا ابن مسعود
اختلف من كان قبلكم على اثنين وسبعين فرقة، نجا منها ثنتان وهلك سايرهن، فرقة
قاتلوا الملوك على دين عيسى فقتلوهم، وفرقة لم يكن لهم طاقة لموازاة الملوك و
لا أن يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله تعالى ودين عيسى، فساحوا في البلاد
وترهبوا، وهم الذين قال الله: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم " ثم قال النبي صلى الله عليه وآله:
من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يؤمن بها فأولئك هم
الهالكون.
109 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين
بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله عز وجل: يؤتكم كفلين من رحمته قال: الحسن والحسين ويجعل
لكم نورا قال: امام تأتمون به.
110 - أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن
ميمون عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: لقد آتي الله أهل الكتاب خيرا
كثيرا قال: وما ذاك؟ قلت: قول الله عز وجل: " الذين آتيناهم الكتاب من
قبله هم به يؤمنون " إلى قوله: " أولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا " قال: فقال
قد آتاكم الله كما آتاهم، ثم تلا: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا
برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به " يعنى إماما تأتمون به.
111 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و
آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته " قال: نصيبين من رحمته، أحدهما،
ان لا يدخله النار، وثانيهما أن يدخله الجنة ويجعل لكم نورا تمشون به يعنى
الايمان.
252

112 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الصادق عليه السلام في قوله تعالى:
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا
تمشون به قال: الكفلين والحسن والحسين والنور على.
113 - في مجمع البيان قال سعيد بن جبير: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله جعفرا
في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم عليه ودعاه فاستجاب له وآمن به، فلما
كان عند انصرافه قال ناس ممن آمن به، من أهل مملكته وهم أربعون رجلا:
أئذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به، فقدموا مع جعفر، فلما رأوا ما بالمسلمين
من الخصاصة استأذنوا وقالوا: يا نبي الله ان لنا أموالا ونحن نرى ما بالمسلمين
من الخصاصة فان أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فاذن لهم
فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين، فأنزل الله تعالى فيهم: " الذين
آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون " إلى قوله: " ومما رزقناهم ينفقون " فكانت
النفقة التي واسوا بها المسلمين، فلما سمع أهل الكتاب ممن لم يؤمن به قوله:
" أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا " فخروا على المسلمين فقالوا:
يا معشر المسلمين اما من آمن بكتابكم وكتابنا فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا
فنزل: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله " الآية فجعل لهم أجرين و
زادهم النور والمغفرة، ثم قال: لئلا يعلم أهل الكتاب وقال الكلبي كان هؤلاء
أربعة وعشرين رجلا قدموا من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو بمكة، لم يكونوا
يهودا ولا نصارى، وكانوا على دين الأنبياء; فأسلموا فقال لهم أبو جهل: بئس
القوم أنتم والوفد لقومكم فردوا عليه " وما لنا لا نؤمن بالله " الآية فجعل الله لهم
ولمؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه أجرين اثنين، فجعلوا يفخرون
على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ويقولون: نحن أفضل منكم، لنا
أجر ان ولكم أجر واحد، فنزل: " لئلا يعلم أهل الكتاب " إلى آخر السورة. و
روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من كانت له ابنة يعلمها فأحسن تعليمها وأدبها
فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران، وأيما رجل من أهل الكتاب آمن
253

بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وآله فله أجران، وأيما مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله أجران
أورده البخاري في الصحيح.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة
الحديد والمجادلة في صلاة فريضة أدمنها لم يعذبه الله حتى يموت ابدا، ولا يرى في نفسه
ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قرأ سورة
المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: قد سمع الله قول التي تجادلك في
زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير قال:
كان سبب نزول هذه السورة انه أول من ظاهر في الاسلام، كان رجلا يقال له أوس بن
الصامت من الأنصار، وكان شيخا كبيرا فغضب على أهله يوما، فقال لها أنت على
كظهر أمي ثم ندم على ذلك، قال: وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لأهله: أنت على كظهر
أمي حرمت عليه آخر الأبد، وقال أوس لأهله: يا خولة انا كنا نحرم هذا في الجاهلية
وقد أتانا الله بالاسلام فاذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاسأليه عن ذلك فأتت خولة
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ان أوس بن الصامت هو
زوجي وأبو ولدي وابن عمى، فقال لي: أنت على كظهر أمي وكنا نحرم ذلك في
الجاهلية وقد أتانا الله [بالاسلام] بك، حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد
بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام
قال: إن امرأة من المسلمات أتت النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله ان فلانا زوجي
وقد نثرت له بطني (1) وأعنته على دنياه وآخرته لم يرمني مكروها أشكوه

(1) نثرت المرأة بطنها: كثرت ولدها.
254

إليك، فقال: فبم تشكونيه؟ قالت: أنه قال: أنت على حرام كظهر أمي وقد
أخرجني من منزلي، فانظر في أمرى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنزل الله
تبارك وتعالى كتابا أقضى فيه بينك وبين زوجك وأنا اكره أن أكون من المتكلفين
فجعلت تبكى وتشتكى ما بها إلى الله عز وجل والى رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرفت،
قال: فسمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول الله صلى الله عليه وآله في زوجها وشكت
إليه، وأنزل الله عز وجل في ذلك قرآنا: " بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله
قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما " إلى قوله:
" وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا وان الله لعفو غفور "، قال: فبعث رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى المرأة فأتته فقال لها: جيئي بزوجك فأتت به، فقال له: أقلت
لامرأتك هذه: أنت حرام كظهر أمي؟ فقال: قد قلت لها ذاك، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أنزل الله تبارك وتعالى فيك وفى امرأتك قرآنا وقرء
بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى
إلى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير الذين يظاهرون منكم
من نساءهم ما هن أمهاتهم ان أمهاتهم الا اللائي ولدنهم وانهم ليقولون
منكرا من القول وزورا وان الله عفو غفور فضم إليك امرأتك فإنك قد قلت
منكر من القول وزورا، وقد عفى الله عنك وغفر لك ولا تعد; قال: فانصرف الرجل
وهو نادم على ما قال لامرأته وكره الله عز وجل ذلك للمؤمنين بعد، وانزل الله:
الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا يعنى لما قال الرجل لامرأته:
أنت على كظهر أمي قال: فمن قالها بعد ما عفى الله وغفر للرجل الأول فان عليه
تحرير رقبة من قبل ان يتماسا يعنى مجامعتهما ذلكم توعظون به والله بما تعملون
خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين يعنى من قبل ان يتماسا فمن لم يستطع
فاطعام ستين مسكينا قال: فجعل الله عقوبة من ظاهر بعد النهى هذا ثم قال: ذلك
لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله قال: هذا حد الظهار قال حمران
قال أبو جعفر عليه السلام ولا يكون ظهار في يمين ولا في اضرار ولا في غضب، ولا يكون
255

ظهار الا على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين مسلمين.
4 - في مجمع البيان فاما ما ذهب إليه أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام فهو
ان المراد بالعود إرادة الوطي ونقض القول الذي قاله، لان الوطي لا يجوز الا بعد
الكفارة ولا يبطل حكم قوله الأول الا بعد الكفارة.
5 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن
ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل
مملوك ظاهر من امرأته فقال: لا يكون ظهار ولا ايلاء حتى يدخل بها.
6 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال:
الظهار لا يقع على الغضب.
7 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد
عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الظهار الواجب
قال: الذي يريد به الرجل الظهار بعينه.
8 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إذا قالت المرأة: زوجي على كظهر أمي فلا
كفارة عليها.
9 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي
عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: الظهار ضربان أحدهما فيه الكفارة قبل
المواقعة، والاخر بعده، فالذي يكفر قبل المواقعة الذي يقول: أنت على كظهر أمي،
ولا يقول: إن فعلت بك كذا وكذا، والذي يكفر بعد المواقعة هو الذي يقول: أنت
على كظهر أمي ان قربتك.
10 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن القاسم بن محمد الزيات قال: قلت
لأبي الحسن عليه السلام: انى ظاهرت من امرأتي؟ فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: أنت
على كظهر أمي ان فعلت كذا وكذا، فقال: لا شئ عليك ولا تعد.
11 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن
256

رجل من أصحابنا عن رجل قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام انى قلت لامرأتي: أنت
على كظهر أمي ان خرجت من باب الحجرة، فخرجت فقال: ليس عليك شئ
فقلت: انى أقوى على أن أكفر؟ فقال: ليس عليك شئ، فقلت: انى أقوى على
أن أكفر رقبة ورقبتين؟ قال ليس عليك شئ قويت أو لم تقو.
12 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن
عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: قال سمعته يقول:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ظاهرت من امرأتي قال: اذهب
فأعتق رقبة، قال: ليس عندي قال: اذهب فصم شهرين متتابعين، قال: لا أقوى
قال: اذهب فأطعم ستين مسكينا قال: ليس عندي قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
انا أتصدق عنك فأعطاه تمرا لاطعام ستين مسكينا فقال: اذهب فتصدق بها فقال:
والذي بعثك بالحق لا اعلم بين لابتيها (1) أحدا أحوج إليه منى ومن عيالي، قال:
فاذهب وكل وأطعم عيالك.
13 - عدة من أصحابنا عن سهل عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي
جعفر عليه السلام قال: سألته عن المملوك أعليه ظهار؟ فقال، نصف ما على الحر من الصوم
وليس عليه كفارة صدقة ولا عتق.
14 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله و
أبى الحسن عليهما السلام في رجل كان له عشر جوار فظاهر منهن كلهن جميعا بكلام واحد
فقال: عليه عشر كفارات. 15 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن سيف التمار قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل يقول لامرأته: أنت على كظهر أمي أو عمتي أو خالتي؟
قال: فقال: انما ذكر الله الأمهات وان هذا لحرام.
16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال: قلت
لأبي عبد الله: الرجل يقول لامرأته: أنت على كظهر عمته أو خالته؟ فقال: هو الظهار.

(1) الضمير في لابتيها يرجع إلى المدينة. ولأبتاها: جانباها. واللابة: الحرة وهي
ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار. والمدينة المشرفة انما هي بين حرتين عظيمتين.
257

17 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار والرزاز عن أيوب بن نوح
عن صفوان عن إسحاق بن عمار قال: سئلت أبا إبراهيم عليه السلام عن الرجل يظاهر من
جاريته؟ فقال عليه السلام: الحرة والأمة في ذا سواء.
18 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا
بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " فمن لم
يستطع فاطعام ستين مسكينا " قال عليه السلام: من مرض أو عطاش، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
19 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: صيام كفارة اليمين في الظهار شهرين متتابعين، والتتابع ان
يصوم شهرا أو يصوم من الشهر الاخر أياما أو شيئا منه، فان عرض له شئ يفطر
فيه أو ظهر ثم قضى ما بقي عليه، وان صام شهرا ثم عرض له شئ فأفطر قبل ان يصوم
من الاخر شيئا فلم يتابع أعاد الصوم كله.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه للظهار احكام وتفاصيل كثيرة مذكورة
في محالها فمن أرادها وقف عليها هناك.
20 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
وفيه وقوله: " وهو الذي في السماء اله وفى الأرض اله " وقوله: " وهو معكم
أينما كنتم " وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم فإنما أراد بذلك استيلاء
امنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه; وان فعلهم فعله.
21 - في كتاب الإهليلجة المنقول عن الصادق وانما سمى سميعا لأنه " ما
يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر
الا هو معهم أينما كانوا " يسمع دبيب النمل على الصفا وخفقان الطير في الهوا لا يخفى
عليه خافية ولا شئ مما أدركه الاسماع والابصار، وما لا تدركه الاسماع والابصار،
ما حل من ذلك ومادق وما صغر وما كبر.
22 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمر بن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول.
258

الله عز وجل " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى
من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا " فقال: هو واحد أحدى الذات باين من خلقه
وبذلك وصف نفسه; وهو بكل شئ محيط بالاشراف والإحاطة والقدرة، لا يعزب
عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، بالإحاطة و
العلم لا بالذات لان الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمه
الحواية. وفى أصول الكافي مثله سواء.
23 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه
قال: سئل الجاثليق أمير المؤمنين فقال: اخبرني عن الله عز وجل أين هو؟ فقال
أمير المؤمنين عليه السلام: هو هيهنا وهيهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا وهو قوله: " ما يكون
من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو
معهم أينما كانوا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو
رابعهم " قال فلان وفلان وأبى فلان حين اجتمعوا فدخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا
ان مات محمد ان لا يرجع الامر فيهم أبدا.
25 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن
أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل: " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو
رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا ينبئهم
بما عملوا يوم القيمة ان الله بكل شئ عليم " قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان و
أبى عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبى حذيفة والمغيرة بن
شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتواثقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة
في بني هاشم ولا النبوة أبدا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية إلى قوله: لعلك ترى
انه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب الا يوم قتل الحسين عليه السلام وهكذا كان في سابق علم الله
عز وجل الذي أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كتب الكتاب قتل الحسين عليه السلام وخرج
الملك من بني هاشم فقد كان ذلك كله.
259

26 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: مع كل شئ لا بمقارنة وغير كل شئ
لا بمزايلة.
27 - في ارشاد المفيد رحمه الله وجائت الرواية ان بعض أحبار اليهود
جاء إلى أبى بكر فقال له: أنت خليفة نبي هذه الأمة؟ قال له: نعم، فقال له:
انا نجد في التورية ان خلفاء الأنبياء أعلم أممهم فخبرني عن الله أين هو في السماء
هو أم في الأرض؟ فقال له أبو بكر: هو في السماء على العرش، فقال اليهودي:
فأرى الأرض خالية منه وأراه على هذا القول في مكان دون مكان؟ فقال له
أبو بكر: هذا كلام الزنادقة أعزب عنى (1) والا قتلتك، فقال له أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام: يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وأجيب عنه به، وانا
نقول إن الله جل جلاله أين الأين فلا أين له، وجل ان يحويه مكان، هو في كل
مكان بغير مماسة ولا مجاورة يحيط علما بما فيها ولا يخلو شئ منها من تدبيره
تعالى، وانى مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم تصدق ما ذكرته لك، فان
عرفته أتؤمن به؟ قال اليهودي: نعم قال: ألستم تجدون في بعض كتبكم ان
موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جائه ملك من المشرق فقال له موسى:
من أين أقبلت؟ قال: من عند الله. ثم جائه ملك من المغرب فقال له: من أين
جئت؟ قال: من عند الله; ثم جاءه ملك فقال له: قد جئتك من السماء السابعة
من عند الله، ثم جائه ملك آخر فقال له: قد جئتك من الأرض السفلى من عند
الله. فقال له موسى: سبحان من لا يخلو منه مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب
من مكان، فقال اليهودي: اشهد ان هذا هو الحق وانك أحق بمقام نبيك ممن
استولى عليه.
28 - في مجمع البيان وقرء حمزة ورويس عن يعقوب " يتنجون " والباقون
يتناجون ويشهد لقرائة حمزة قول النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام لما قال له بعض أصحابه
أتناجيه دوننا؟ ما انا انتجيته بل الله انتجاه.

(1) عزب عنه: بعد.
260

29 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال تعالى في سورة المجادلة:
وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله وروى أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: السام
عليك يا محمد، والسام بلغتم الموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وعليكم فأنزل الله تعالى
هذه الآية.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم قال على إبراهيم في قوله تعالى: " ألم تر
إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه " قال: كان أصحاب رسول
الله يأتون رسول الله فيسألونه أن يسئل الله لهم، وكانوا يسألون ما لا يحل لهم، فأنزل الله
ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وقولهم له إذا أتوه: أنعم صباحا و
أنعم مساء وهي تحية أهل الجاهلية فأنزل الله وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك
به الله فقال لهم رسول الله قد أبدلنا الله بخير تحية أهل الجنة السلام عليكم.
31 - وقوله: انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم
شيئا الا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون قال: فإنه حدثني أبي
عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: كان سبب نزول هذه الآية
ان فاطمة عليها السلام رأت في منامها ان رسول الله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلى و
الحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة، فخرجوا حتى جازوا من حيطان
المدينة، فعرض لهم طريقان فاخذ رسول الله ذات اليمين حتى انتهى إلى موضع
فيه نخل وماء، فاشترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاة ذرعاء وهي التي
في إحدى أذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها، فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتهبت
فاطمة باكية ذعرة (1) فلم تخبر رسول الله بذلك فلما أصبحت جاء رسول الله صلى الله عليه وآله
بحمار فاركب عليه فاطمة وأمر ان يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام
من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم
طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين كما رأت فاطمة عليها السلام حتى انتهوا إلى موضع
فيه نخل وماء فاشترى رسول الله شاة كما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما
أرادوا اكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكى مخافة ان يموتوا، فطلبها

(1) ذعر بمعنى خاف
261

رسول الله حتى وقف عليها وهي تبكى، فقال، ما شأنك يا بنية؟ قالت: يا رسول
الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم لئلا
أراكم تموتون، فقام رسول الله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل!
فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له الرها وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا، و
يؤذى المؤمنين في نومهم ما يغتمون به، فأمر جبرئيل فجائه إلى رسول الله فقال
له: أنت الذي أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال: نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات
(1) فشجه في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد: يا محمد إذا رأيت في منامك
شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون
وأنبياء الله المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياي. ويقرء الحمد
والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات، فإنه ما يضره ما رأى،
فأنزل الله عز وجل على رسوله: انما النجوى من الشيطان " الآية "
32 - أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي
بكر الحضرمي وبكر بن أبي بكر قال: حدثنا سليمان بن خالد قال: سألت
أبا جعفر عليه السلام عن قول الله " انما النجوى من الشيطان " قال: الثاني.
33 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية
بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا رأى الرجل منكم ما يكره في منامه فليتحول
عن شقه الذي كان عليه نائما وليقل: " انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين
آمنوا وليس بضارهم شيئا الا بإذن الله " ثم ليقل: عذت بما عاذت به ملائكة الله
المقربون وأنبيائه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر الشيطان
الرجيم.
34 - في مجمع البيان وقيل إن الآية المراد بها أحلام المنام التي يراها
الانسان في نومه فحزنه، وورد في الخبر عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي
صلى الله عليه وآله: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فان ذلك يحزنه.

(1) البزاق: البصاق.
262

35 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى: يا أيها
الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل المسجد يقوم له الناس، فنهاهم الله ان يقوموا
له، فقال: تفسحوا أي وسعوا له في المجلس، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يعنى
إذا قال: قوموا فقوموا.
36 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن الحسن العسكري عليه السلام انه اتصل
بأبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام ان رجلا من فقهاء شيعته كلم بعض النصاب
فأفحمه بحجته (1) حتى أبان عن فضيحته فدخل على علي بن محمد عليهما السلام وفى صدر مجلسه
دست عظيم (2) منصوب وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم
فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه فاشتد ذلك على أولئك
الاشراف فاما العلويون فعجلوه عن العتاب، واما الهاشميون فقال له شيخهم: يا بن
رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بني هاشم من الطالبيين والعباسيين؟ فقال
عليه السلام: إياكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا
من الكتاب يدعون إلى كتاب ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون "
أترضون بكتاب الله عز وجل حكما؟ قالوا: بلى. قال: أليس الله يقول: " يا
أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم " إلى
قوله والذين أوتوا العلم درجات فلم يرض للعالم المؤمن الا ان يرفع على المؤمن
غير العالم كما لم يرض للمؤمن الا ان يرفع على من ليس بمؤمن، أخبروني
عنه قال: يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات أو قال يرفع الله
الذين أوتوا شرف النسب درجات؟ أوليس قال الله عز وجل: " هل يستوى الذين
يعلمون والذين لا يعلمون " فكيف تنكرون رفعي لهذا لما وفقه الله ان كسر هذا
فلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها لافضل له من كل شرف في النسب؟ والحديث

(1) أفحمه: أسكته بالحجة.
(2) الدست: الوسادة.
263

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
37 - في مجمع البيان " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم
درجات " وقد ورد أيضا في الحديث أنه قال صلى الله عليه وآله: فضل العالم على الشهيد درجة،
وفضل الشهيد على العابد درجة، وفضل النبي على العالم درجة، وفضل القرآن
على ساير الكلام كفضل الله على ساير خلقه، وفضل العالم على ساير الناس كفضلي
على أدناهم، رواه جابر بن عبد الله.
38 - وقال علي عليه السلام: من جائته منيته وهو يطلب العلم فبينه وبين الأنبياء درجة
39 - في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه وآله بين العالم والعابد مأة درجة.
بين كل درجتين حضر الجواد المضمر (1) سبعين سنة.
40 - وعنه عليه السلام فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على ساير
الكواكب.
41 - وعنه عليه السلام تشفع يوم القيمة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء ثم الشهداء.
42 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل
في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه: فأنزل الله عز وجل ألا يكلموني حتى يتصدقوا
بصدقة، وما كان ذلك لنبي قط قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم
الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة ثم وضعها عنهم بعد أن فرضها عليهم
برحمته ومنه.
43 - وعن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن
الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا
إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " فكنت انا الذي قدم الصدقة
غيري؟ قالوا: لا.

(1) الحضر: الاسم من أحضر الفرس: عدا شديدا. والمضمر: من ضمر بمعنى هزل ودق
وكانت العرب تضمر الخيل للغزو والسباق، وذلك بان يربطه ويكثر ماءه وعلفه حتى يسمن
ثم يقلل ماءه وعلفه مدة ويركضه في الميدان حتى يهزل ومدة التضمير عندهم أربعون.
264

44 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال: واما الرابع
والعشرون فان الله أنزل على رسوله: " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا
بين يدي نجويكم صدقة " فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله
أتصدق قبل ذلك بدرهم، فوالله ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي ولا بعدى، فأنزل الله
عز وجل: أأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجويكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم
الآية فهل تكون التوبة الا عن ذلك؟
45 - وفيه احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال: فأنشدك بالله أنت الذي قدم بين
يدي نجواه لرسول الله صلى الله عليه وآله صدقة فناجاه، وعاتب الله تعالى قوما فقال:
" أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات " الآية أم أنا؟ قال: بل أنت.
46 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول
فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " قال: إذا سألتم رسول الله حاجة فتصدقوا بين
يدي حاجتكم ليكون أقضى لحوائجكم، فلم يفعل ذلك أحد الا أمير المؤمنين فإنه
تصدق بدينار، وناجى رسول الله صلى الله عليه وآله عشر نجوات.
47 - حدثنا أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن صفوان عن ابن
مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " إذا
ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقات " قال: قدم علي بن أبي طالب عليه السلام
بين يدي نجواه صدقة، ثم نسختها بقوله: " أأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجويكم
صدقات ".
48 - وباسناده إلى مجاهد قال: قال علي عليه السلام: ان في كتاب الله لاية ما عمل
بها أحد قبلي ولا يعمل بها بعدى آية النجوى، انه كان لي دينار فبعته بعشر دراهم،
فجعلت أقدم بين يدي كل نجوى أناجيها النبي صلى الله عليه وآله درهما قال: فنسختها قوله:
" أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات " إلى قوله: " والله خبير بما تعملون "
49 - في مجمع البيان وقال علي عليه السلام: بي خفف الله عن هذه الأمة، لم تنزل في
أحد قبلي ولم تنزل في أحد بعدى.
265

50 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم: في قوله: ألم تر إلى
الذين تولوا قوما غضب الله عليهم قال: نزلت في الثاني لأنه مر به رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله تعالى:
" ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم " فجاء الثاني إلى
النبي صلى الله عليه وآله فقال رسول الله: رأيتك تكتب عن اليهود، وقد نهى الله عن ذلك فقال: يا
رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك وأقبل يقرء ذلك على رسول الله وهو
غضبان، فقال له رجل من الأنصار: ويلك أما ترى غضب النبي صلى الله عليه وآله عليك؟ فقال:
أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه وآله، انى انما كتبت ذلك لما وجدت فيه من
خبرك. فقال له رسول الله: يا فلان لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما
جئت به لكنت كافرا بما جئت به وهو قوله اتخذوا ايمانهم جنة أي حجابا بينهم و
بين الكفار وأيمانهم، أقروا باللسان خوفا من السيف ودفع الجزية وقوله:
يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم قال: إذا كان يوم القيامة
جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم فتعرض عليهم أعمالهم فيحلفون له، انهم
لم يعملوا منها شيئا كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله في الدنيا حين حلفوا ان لا يردوا
الولاية في بني هاشم، وحين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة، فلما اطلع الله
نبيه وأخبره حلفوا انهم لم يقولوا ذلك ولم يهموا به حين أنزل الله على رسوله
" يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان
أغناهم الله ورسوله من فضله فان يقولوا يك خيرا لهم " قال: ذلك إذا عرض عز وجل
ذلك عليهم في القيامة ينكروه ويحلفوا له كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله، وقوله:
يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شئ
الا انهم هم الكاذبون.
51 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب خطبة للحسين عليه السلام خطب بها لما
رأى صفوف أهل الكوفة بكربلا كالليل والسيل وفيها: فنعم الرب ربنا وبئس العباد
أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ثم انكم رجعتم إلى ذريته وعترته تريدون
266

قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما
تريدون، انا لله وانا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم
الظالمين.
52 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن
يونس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بينما موسى
عليه السلام جالسا إذ أقبل إليه إبليس وعليه برنس (1) ذو ألوان، فلما أدنى من موسى عليه السلام
خلع البرنس وقام إلى موسى عليه السلام فسلم عليه فقال له موسى: من أنت؟ قال: أنا
إبليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك، قال: انى انما جئت لاسلم عليك لمكانك من
الله، قال: فقال له موسى: ما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بني آدم، فقال
له موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبت
نفسه، واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال الله عز وجل لداود: يا داود
بشر المذنبين وأنذر الصديقين، قال: كيف أبشر المذنبين وانذر الصديقين؟ قال:
يا داود بشر المذنبين انى أقبل التوبة وأعفو عن الذنب وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا
بأعمالهم فإنه ليس عبد انصبه للحساب الا هلك.
53 - الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي
الوشاء وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال جميعا عن عاصم بن
حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال خطب أمير المؤمنين الناس
فقال: أيها الناس انما بدو وقوع الفتن أهواء تتبع واحكام تبتدع يخالف فيها
كتاب الله يتولوا فيها رجال رجالا فلو ان الباطل خلص لم يخف على ذي حجى،
ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث
فيمزجان فيجيئان معا فهنا لك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجى الذين سبقت
لهم من الله الحسنى.
54 - في مجمع البيان: كتب الله لأغلبن انا ورسلي ان الله قوى عزيز

(1) البرنس: كل ثوب يكون غطاء الرأس جزءا منه متصلا به.
267

وروى أن المسلمين قالوا لما رأوا ما يفتح الله عليهم من القرى ليفتحن الله علينا
الروم وفارس، فقال المنافقون أتظنون ان فارس والروم كبعض القرى التي غلبتم
عليها، فأنزل الله هذه الآية.
55 - في عيون الأخبار في باب نسخة وصية موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل
يقول فيه موسى بن جعفر عليه السلام: وأوصيت إلى علي ابني إلى قوله عليه السلام وأمهات
أولادي ومن أقام منهم في منزله وفى حجابه فله ما كان يجرى عليه في حياتي ان
أراد ذلك، ومن خرج منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع إلى حزانتي (1) الا ان
يرى على ذلك، وبناتي مثل ذلك، ولا تزوج بناتي أحد من أحق بهن (2) من أمهاتهن،
ولا سلطان ولا عمل لهن الا برأيه ومشورته، فان فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى
ورسوله وحادوه في ملكه.
56 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول
فيه وقد ذكر عليا وأولاده عليهم السلام الا ان أعداء علي عليه السلام هم أهل الشقاق هم العادون
واخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، الا ان أوليائهم
الذين ذكرهم الله في كتابه المؤمنون فقال عز وجل: لا تجد قوما يؤمنون بالله
واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله إلى آخر الآية.
57 - في أصول الكافي الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد
عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي عن
مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده في البيت أناس، فظننت انه انما
أراد بذلك غيري، فقال: اما والله ليغلبن عنكم صاحب هذا الامر، وليخملن (3) حتى
يقال مات، هلك، في أي واد سلك، ولتكفأن تكفأ السفينة (4) في أمواج البحر

(1) الحزانة - بالضم -: عيال الرجل الذين يهتم بهم ويتحزن لأجلهم.
(2) كذا في النسخ وفى المصدر " أخواتهن " مكان " أحق بهن " ويحتمل فيه التصحيف
(3) خمل ذكره: خفى.
(4) التكفي: التمايل إلى قدام. وتكفأ في مشيته: ماد وتمايل.
268

لا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
58 - وباسناده إلى أبى حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عز وجل:
وأيدهم بروح منه قال: هو الايمان.
59 - وباسناده إلى الفضيل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أولئك كتب في
قلوبهم الايمان هل لهم فيما كتب في قلوبهم صنع؟ قال: لا.
60 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: قلت: " وأيدهم بروح منه " قال: هو الايمان.
61 - وباسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن الا
ولقلبه أذنان في جوفه: اذن ينفث فيه الوسواس الخناس، واذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله
المؤمن بالملك، فذلك قوله: " وأيدهم بروح منه ".
62 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن أبي خديجة قال: دخلت على أبى الحسن
عليه السلام فقال لي: ان الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن
فيه ويتقى، ويغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدى، فهي معه تهتز سرورا عند
احسانه، وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه باصلاحكم أنفسكم
تزدادوا يقينا، وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرءا هم بخير فعمله، أو هم بشر فارتدع عنه،
ثم قال: نحن نؤيد بالروح بالطاعة لله والعمل له.
63 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال: قلت
لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال:
هو قوله: " وأيدهم بروح منه " ذلك الذي يفارقه.
64 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود قال: سئلت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال:
فقال: هو مثل قول الله عز وجل: " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " ثم قال غير هذا
أبين منه، ذلك قول الله عز وجل " وأيدهم بروح منه " هو الذي فارقه.
269

65 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود
الغنوي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه فاما ما
ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح،
روح القدس وروح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا
أنبياء مرسلين وبها علموا الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح
القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام و
نكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح
عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز وجل: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من
كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس "
ثم قال في جماعتهم: " وأيدهم بروح منه " يقول أكرمهم بها، فضلهم على من سواهم،
فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم.
66 - في تفسير علي بن إبراهيم " وأيدهم بروح منه " قال: ملك أعظم من جبرئيل
وميكائيل وكان مع رسول الله وهو مع الأئمة.
67 - في محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد
عن العبدي عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الايمان في القلب
واليقين خطرات.
68 - في كتاب الخصال عن سويد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت فما الذي
ثبت الايمان في العبد؟ قال: الذي يثبته فيه الورع، والذي يخرجه منه الطمع.
69 - عن علي بن سالم عن أبيه قال، قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق
عليهما السلام: أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان ان يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه و
يصدقه إلى قوله.
70 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام فقلت قول الله عز وجل " يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي " فقال:
اليد في كلام العرب القوة والنعمة قال الله: " واذكر عبدنا داود ذا الأيد " وقال:
270

" والسماء بنيناها بأيد " أي بقوة، وقال: " أيدهم بروح منه " أي قوة منه، ويقال لفلان
عندي يد بيضاء أي نعمة.
71 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أحمد بن إسحاق
قال: قلت لأبي محمد الحسن بن علي عليه السلام وقد ذكر ان غيبة القائم تطول: وان غيبته
لتطول؟ قال أي وربى حتى يرجع عن هذا الامر أكثر القائلين به ولا يبقى الا من اخذ الله
عز وجل ميثاقه لولايتنا وكتب في قلبه الايمان " وأيدهم بروح منه " والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
72 - وباسناده إلى الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن علي بن
محمد العسكري عليه السلام يقول: إن ابني هو القائم من بعدى، وهو الذي يخرج في
سير الأنبياء عليه السلام بالتعمير والغيبة، تقسو القلوب بطول الأمد فلا يثبت على القول به
الا من كتب الله عز وجل في قلبه الايمان وأيده بروح منه.
73 - وباسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: التاسع من ولدك يا حسين
هو القائم بالحق، والمظهر للدين والباسط للعدل، قال الحسين: فقلت له يا أمير
المؤمنين وان ذلك لكائن؟ فقال عليه السلام: أي والذي بعث محمدا بالنبوة، واصطفاه
على البرية، ولكن بعد غيبة وحيرة، ولا يثبت فيها على دينه الا المخلصون المباشرون
لروح اليقين، الذين أخذ الله عز وجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان
وأيدهم بروح منه.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة
الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي، ولا الحجب والسماوات السبع و
الأرضون السبع والهواء والريح والطير والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة
الا صلوا عليه، واستغفروا له وان مات في يومه أو ليله مات شهيدا.
271

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء
سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي ولا حجاب ولا السماوات السبع
والأرضون السبع والهوام والطير والشجر والدواب والشمس والقمر والملائكة الا صلوا
عليه واستغفروا له، وان مات من يومه أو ليله مات شهيدا.
3 - وعن أبي سعيد المكارى عن ابن عبد الله عليه السلام من قرأ إذا امسى وكل الله بداره
ملكا شاهرا سيفه حتى يصبح.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو
العزيز الحكيم هو الذي اخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول
الحشر ما ظننتم ان يخرجوا قال: سبب ذلك أنه كان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود بنى
النضير وقريضة وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله عهد ومدة فنقضوا عهدهم،
وكان سبب ذلك بنى النضير في نقض عهدهم انه أتاهم رسول الله يستسلفهم دية رجلين قتلهما
رجل من أصحابه غيلة يعنى يستقرض، وكان بينهم كعب بن الأشرف، فلما دخل على
كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم وأهلا وقام كأنه يصنع له الطعام. وحدث نفسه أن يقتل
رسول الله صلى الله عليه وآله ويتبع أصحابه فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى المدينة وقال لمحمد بن مسلمة الأنصاري، اذهب إلى بنى النضير فأخبرهم ان
الله عز وجل قد أخبرني بما هممتم به من الغدر، فاما أن تخرجوا من بلدنا واما أن
تأذنوا بحرب، فقالوا: نخرج من بلادك، فبعث إليهم عبد الله بن أبي: لا تخرجوا
وتقيموا وتنابذوا محمدا الحرب فانى أنصركم أنا وقومي وحلفائي، فان خرجتم
خرجت معكم، وان قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا وأصلحوا بينهم حصونهم وتهيئوا
للقتال، وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله انا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول
الله وكبر وكبر أصحابه وقال لأمير المؤمنين: تقدم على بنى النضير فأخذ أمير المؤمنين
الراية وتقدم وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبد الله بن أبي وكان
رسول الله إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم وخربوا ما يليه، وكان الرجل
منهم ممن كان له بيت حسن خربه، وقد كان رسول الله أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك
272

وقالوا: يا محمد ان الله يأمرك بالفساد؟ إن كان لك هذا فخذه، وإن كان لنا فلا تقطعه،
فلما كان بعد ذلك قالوا: يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا ما لنا، فقال: لا ولكن
تخرجون ولكم ما حملت الإبل فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياما ثم قالوا: فخرج ولنا
ما حملت الإبل، فقال: لا ولكن تخرجوا ولا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه
شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك ووقع منهم قوم إلى فدك ووادى القرى وخرج
قوم منهم إلى الشام، فأنزل الله فيهم هو الذي اخرج الذين كفروا من أهل الكتاب
من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم
من الله فأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا إلى قوله فان الله شديد العقاب وانزل
الله عليه فيما عابوه من قطع النخل: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائما على أصولها
فباذن الله وليخزي الفاسقين إلى قوله " ربنا انك غفور رحيم " وأنزل الله عليه في عبد
الله بن أبي وأصحابه " ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب
لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا ابدا وان قوتلتم لننصرنكم
والله يشهد انهم لكاذبون " إلى قوله " ثم لا ينصرون " ثم قال: " كمثل الذين من
قبلهم " يعنى بنى قينقاع " قريبا ذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب مقيم " ثم ضرب في عبد
الله بن أبي وبنى النضير مثلا فقال: " كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر فلما كفر
قال إني برئ منك انى أخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين
فيها وذلك جزاء الظالمين " فيه زيادة أحرف لم تكن في رواية علي بن إبراهيم حدثنا
محمد بن أحمد بن ثابت عن أحمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن
أبان بن عثمان عن أبي بصير في غزوة بنى النضير وزاد فيه فقال رسول الله للأنصار:
ان شئتم دفعتها إلى المهاجرين، وان شئتم قسمتها بينكم وبينهم وتركتهم معهم قالوا:
قد شئنا ان تقسمها فيهم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وآله بين المهاجرين، ودفعهم عن الأنصار
ولم يعط من الأنصار الا رجلين سهل بن حنيف وأبا دجانة فإنهما ذكرا حاجة.
5 - وفيه عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام حديث طويل يقول
فيه ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب، ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر
273

الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة، ويزلف المتقين
وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق
من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجب له النار دخلها، وذلك قوله:
" فريق في الجنة وفريق في السعير ".
6 - في مجمع البيان: لأول الحشر اختلف في معناه، فقيل: كان جلائهم
ذلك أول حشر اليهود إلى الشام، ثم يحشر الناس يوم القيمة إلى ارض الشام أيضا وذلك
الحشر الثاني عن ابن عباس والزهري والجبائي، قال ابن عباس: قال لهم النبي صلى الله عليه وآله:
اخرجوا، قالوا: إلى أين؟ قال: إلى أرض المحشر.
7 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله
رجل عما اشتبه عليه من الآيات وقال في آية: " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " يعنى
أرسل عليهم عذابا.
8 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا يصح الاعتبار الا لأهل الصفا و
البصيرة قال الله تعالى: فاعتبروا يا أولى الابصار.
9 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله
التفكر والاعتبار.
10 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد
بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العجوة (1) أم التمر، وهي التي أنزلها
الله عز وجل من الجنة لآدم عليه السلام، وهو قول الله عز وجل: ما قطعتم من لينة أو
تركتموها قائمة على أصولها يعنى العجوة.
11 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي
عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: ان جميع ما
بين السماء والأرض لله عز وجل ولرسوله ولأتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة

(1) العجوة: نوع من التمر يقال: هو مما غرسه النبي صلى الله عليه وآله بيده وقال الجوهري:
العجرة: ضرب من أجود التمر بالمدينة ونخلتها تسمى لينة.
274

فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف
لرسول الله صلى الله عليه وآله والمولى عن طاعتهما، مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من
أهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما أفاء الله على رسوله، فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده
إليهم وانما معنى الفئ كلما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غلب عليه أو
فيه، فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء مثل قول الله عز وجل: " فان فاءوا
فان الله غفور رحيم " أي رجعوا ثم قال: " وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم "
وقال: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على
الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله " أي ترجع " فان فاءت " أي رجعت
" فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين " يعنى بقوله " تفيئ " ترجع
فدل الدليل على أن الفئ كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس
إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك
ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فإنما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم
الكفار إياهم.
12 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق
بين العترة والأمة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى
الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في
اثنى عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال: والآية الخامسة قول
الله تعالى: و " آت ذا القربى حقه " خصوصية خصهم الله العزيز الجبار واصطفاهم على
الأمة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ادعوا لي فاطمة، فدعيت
له فقال: يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه
بخيل ولا ركاب; وهي خاصة لك دون المسلمين، وقد جعلها لك لما أمرني الله به
فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.
13 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص
بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب
275

أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا بأيديهم وكل ارض خربة وبطون الأودية فهو لرسول
الله وهو للامام من بعده يضعه حيث يشاء.
14 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال:
لما ورد أبو الحسن الموسى عليه السلام على المهدى رآه يرد المظالم فقال: يا أمير المؤمنين
ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إن الله تبارك وتعالى لما
فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على
نبيه صلى الله عليه وآله " وآت ذا القربى حقه " فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله من هم، فراجع في ذلك
جبرئيل وراجع جبرئيل عليه السلام ربه فأوحى الله إليه: ان ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام
فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: يا فاطمة ان الله امرني ان أدفع إليك فدك،
فقال: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلائها فيها حياة رسول الله
صلى الله عليه وآله فلما ولى أبو بكر اخرج منها وكلائها، فأتته وسئلته أن يردها عليها فقال لها
ائتني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجائت أمير المؤمنين عليه السلام وأم أيمن، فشهدا
لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: ما هذا
معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة، قال أرينيه فأبت فانتزعه
من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه
أبوك بخيل ولا ركاب، فضعي الحبال (1) في رقابنا، فقال له المهدى: يا أبا الحسن
حدها لي، قال: حد منها جبل أحد وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر
وحد منها دومة الجندل، فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ان
هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى الله عليه وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير
وانظر فيه.

(1) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: أي ضعي الحبال في رقابنا لترفعنا إلى حاكم
قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريعا على المحال بزعمه أي انك إذا أعطيت ذلك وضعت
الحبل على رقابنا، وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بأنها
ملكك فاحكمي على رقابنا أيضا بالملكية، وفى بعض النسخ " الجبال " بالمعجمة أي ان
قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعي.
276

15 - في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة ان أبا عبد الله عليه السلام قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في غزاة، فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق
فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال: يا محمد قم فاركب.
فقال النبي صلى الله عليه وآله فركبت وجبرئيل معي فطويت له الأرض كطي الثوب: حتى انتهى
إلى فدك، فلما سمع أهل فدك وقع الخيل علموا ان عدوهم قد جائهم فغلقوا
أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت خارج من المدينة ولحقوا
برؤس الجبال; فأتى جبرئيل العجوز وأخذ المفاتيح ثم فتح أبواب المدينة ودار
النبي في بيوتها وقراها، فقال جبرئيل: يا محمد انظر إلى ما خصك الله به وأعطاكه
دون الناس وهو قوله " وما آفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول " وذلك قوله
فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ولم
يعرف المسلمون ولم يطئوها، ولكن الله اتاها على رسوله وطوف به جبرئيل
في دورها وحيطانها وغلق الأبواب ودفع المفاتيح إليه، فجعلها رسول الله صلى الله عليه وآله
في غلاف سيفه، وهو معلق بالرحل; ثم ركب وطويت له الأرض كطي السجل فأتاهم
رسول الله صلى الله عليه وآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
قد انتهيت إلى فدك وانى قد أفاءها الله على، فغمز المنافقون بعضهم بعضا، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: هذه مفاتيح فدك، ثم أخرجها من غلاف سيفه، ثم ركب
رسول الله صلى الله عليه وآله وركب الناس معه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
16 - في أصول الكافي محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد قال:
حدثنا بعض أصحابنا رفع الحديث قال: الخمس من خمسة أشياء، إلى أن قال: و
ما كان في القرى من ميراث لا وارث له فهو له خاصة، وهو قوله عز وجل: " ما أفاء الله
على رسوله من أهل القرى ".
17 - في تهذيب الأحكام عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر
اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
نحن والله الذين عنى الله بذى القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه صلى الله عليه وآله، فقال:
277

" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى
والمساكين " منا خاصة ولم يجعل لنا سهما في الصدقة، أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا
أوساخ ما في أيدي الناس.
18 - في مجمع البيان روى المنهال بن عمر عن علي بن الحسين عليه السلام قال:
قلت: قوله: " ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل " قال: هم قربائنا
ومساكيننا وأبناء سبيلنا.
19 - وقال جميع الفقهاء: هم يتامى الناس عامة، وكذلك المساكين وأبناء
السبيل وقد روى ذلك أيضا عنهم عليهم السلام.
20 - وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أبى يقول:
لنا سهم الرسول وسهم ذي القربى ونحن شركاء الناس فيما بقي، وقيل: إن مال
الفئ للفقراء من قرابة الرسول وهم بنو هاشم وبنوا المطلب.
21 - وروى عن الصادق عليه السلام قال: نحن قوم فرض الله طاعتنا، ولنا الأنفال و
لنا صفو المال.
22 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا للمأمون من محض الاسلام
وشرايع الدين: والبراءة ممن نفى الأخيار وشردهم، وآوى الطرداء اللعناء و
جعل الأموال دولة بين الأغنياء، واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص
لعيني رسول الله صلى الله عليه وآله والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنين
عليه السلام وقتلوا الأنصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين
23 - في جوامع الجامع وقيل: الدولة اسم ما يتداول كالغرفة اسم
ما يغترف، أي لكيلا يكون الفيئ شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاودونه، و
منه الحديث: اتخذوا عباد الله خولا (1) ومال الله دولا أي غلبة، من غلبة منهم سلبه.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال: سمعته
يقول: إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا وعباده خولا والفاسقين

(1) الخول جمع الخولي: العبيد والإماء وقوله (ص) في الحديث الآتي " دغلا " أي
يخدعون الناس.
278

حزبا والصالحين حربا.
25 - في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام ما
تقول في التفويض؟ قال: إن الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر دينه فقال:
ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، فاما الخلق والرزق فلا،
ثم قال عليه السلام: ان الله عز وجل خالق كل شئ وهو يقول: " الذي خلقكم ثم
رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه و
تعالى عما يشركون ".
26 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إليه، وأمرهم ونهاهم; فما
أمر به من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى الاخذ به، وما نهاهم عن شئ فقد جعل
لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا بإذن الله.
27 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
أنه قال: قد والله أوتينا ما أوتى سليمان وما لم يؤت سليمان، وما لم يؤت أحدا
من الأنبياء، قال الله عز وجل في قصة سليمان: " هذا عطائنا فامنن أو أمسك بغير
حساب " وقال عز وجل في قصة محمد: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم
عنه فانتهوا " 28 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي ظاهر عن علي بن
إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال:
دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فسمعته يقول: إن الله عز وجل: أدب نبيه على محبته
فقال: " وانك لعلى خلق عظيم " ثم فوض إليه فقال عز وجل " ما آتاكم الرسول
فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وقال عز وجل: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
29 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن
حميد عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا جعفر يقول: ثم ذكره نحوه.
279

30 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار
بن بكر عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسأله رجل عن آية من
كتاب الله عز وجل فأخبره، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف
ما أخبر الأول، فدخلني من ذلك ما شاء الله، حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين،
فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطى في الواو وشبهه وجئت إلى
هذا يخطى هذا الخطاء كله؟ فبينا انا كذلك إذ دخل عليه آخر فسئله عن تلك
الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي. فسكنت نفسي، فعلمت ان ذلك منه
تقية قال: ثم التفت إلى فقال لي: يا بن أشيم ان الله عز وجل فوض إلى سليمان
بن داود فقال: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وفوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله
فقال: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " فما فوض إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله فقد فوضه إلينا.
31 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة
قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (1) ان الله عز وجل فوض نبيه أمر خلقه
لينظر طاعتهم، ثم تلا هذه الآية " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا "
32 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل
بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر (2) ان
الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال: " انك لعلى خلق
عظيم " ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده، فقال عز وجل: " ما آتاكم

(1) وفى المصدر " عن أبي جعفر وأبى عبد الله (ع) يقولان... اه ".
(2) قيس الماصر من المتكلمين تعلمه من علي بن الحسين (ع) وصحب الصادق
(ع) وهو من أصحاب مجلس الشامي الذي ناظره جمع من متكلمي أصحابه (ع) ونقل
حديثه الطبرسي (ره) في كتاب الاحتجاج والكليني (ره) في الكافي ج 1: 171، وفيه كلام
للصادق (ع) قاله لقيس بعد مناظرته الشامي والحديث بشرحه مذكور في كتاب بحار الأنوار
ج 7 صفحة 4 ط كمباني فراجع ان شئت.
280

الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وان رسول الله صلى الله عليه وآله كان مسددا موفقا
مؤيدا بروح القدس، لا يزل ولا يخطى في شئ مما يسوس به الخلق، فتأدب بآداب
الله ثم إن الله عز وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات، فأضاف
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الركعتين ركعتين، والى المغرب ركعة، فصارت عديل
الفريضة لا يجوز تركها الا في السفر، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة
في السفر والحضر. فأجاز الله عز وجل له ذلك كله، فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة
ثم سن رسول الله صلى الله عليه وآله النوافل أربعا وثلثين ركعة مثلي الفريضة، فأجاز الله عز وجل
له ذلك والفريضة والنافلة إحدى وخمسون ركعة، منها ركعتان بعد العتمة جالسا
تعد بركعة مكان الوتر، وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان; وسن رسول الله صوم
شعبان وثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة، فأجاز الله عز وجل له ذلك وحرم
الله عز وجل الخمر بعينها، وحرم رسول الله المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك
وعاف رسول الله صلى الله عليه وآله أشياء وكرهها ولم ينه عنها نهى حرام، انما نهى عنها نهى اعافة
وكراهة، ثم رخص فيها فصار الاخذ برخصته واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون
بنهيه وعزائمه ولم يرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وآله فيما نهاهم عنه نهى حرام، ولا فيما
أمر به أمر فرض لازم، فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهى حرام لم يرخص فيه
لاحد، ولم يرخص رسول الله صلى الله عليه وآله لاحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض
الله عز وجل، بل ألزمهم ذلك الزاما واجبا لم يرخص لاحد في شئ من ذلك الا للمسافر،
وليس لاحد أن يرخص ما لم يرخصه رسول الله صلى الله عليه وآله فوافق أمر رسول الله صلى الله عليه وآله
أمر الله عز وجل، ونهيه نهى الله عز وجل، ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله
تبارك وتعالى.
33 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون
عن زرارة انه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يقولان: ان الله تبارك وتعالى فوض إلى
نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا "
281

34 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه، فلما انتهى به إلى ما أراد قال له: " انك
لعلى خلق عظيم " ففوض إليه دينه، فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا " وان الله عز وجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وان رسول الله
صلى الله عليه وآله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك، وذلك قول الله عز وجل: " هذا
عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ".
35 - وباسناده إلى الميثمي عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل
أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال عز ذكره: " ما آتاكم الرسول
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا.
36 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمن عن صندل
الخياط عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله: " هذا عطاؤنا فامنن
أو أمسك بغير حساب " قال: اعطى سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه الآية في رسول
الله صلى الله عليه وآله فكان له أن يعطى ما شاء ويمنع من شاء وأعطاه أفضل مما اعطى سليمان
بقوله " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا "
37 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر قال:
سمعته يقول: إن النبي لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله بسبع (1) وجعل
طاعته في الأرض كطاعته في السماء، فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم
عنه فانتهوا " ومن أطاع هذا فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، وفوض إليه، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
38 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم
عن بعض أصحابنا قال: أولم أبو الحسن موسى عليه السلام وليمة على بعض ولده، فأطعم
أهل المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات في الجفان في المساجد والأزقة (2) فعابه

(1) كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الأصول.
(2) الجفان جمع الجفنة: القصعة والأزقة جمع الزقاق: السكة. والطريق الضيق.
282

بذلك بعض أهل المدينة، فبلغه عليه السلام ذلك فقال: ما اتى الله عز وجل نبي من أنبيائه
شيئا الا وقد آتي الله محمدا صلى الله عليه وآله مثله، وزاده ما لم يؤتهم قال لسليمان عليه السلام: " هذا
عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وقال لمحمد صلى الله عليه وآله " وما آتاكم الرسول فخذوه
وما نهاكم عنه فانتهوا ". (1)
39 - في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن محمد بن إبراهيم بن عبد
الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خلق محمدا فأدبه حتى إذا
بلغ أربعين سنة أوحى الله وفوض إليه الأشياء فقال " ما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهيكم عنه فانتهوا ".
40 - وباسناده إلى القاسم بن محمد قال: إن الله تعالى أدب نبيه فأحسن تأديبه
فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " فلما كان ذلك فأنزل " انك لعلى
خلق عظيم " وفوض إليه أمر دينه فقال: " ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه
فانتهوا " فحرم الله الخمر بعينها، وحرم رسول الله كل مسكر، فأجاز الله ذلك له
ولم يفوض إلى أحد من الأنبياء غيره.
41 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو
بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سارعوا إلى طلب العلم، فوالذي
نفسي بيده لحديث في حلال وحرام يأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت
من ذهب وفضة، وذلك أن الله يقول: " ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه
فانتهوا " وإن كان علي عليه السلام ليأمر بقرائة المصحف.
42 - في مجمع البيان وروى زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أعطى الله

(1) لعل مراده (ع) ان الاطعام على النحو المذكور ليس مما نهاه النبي (ص) فيكون،
مباحا، أو هو في جملة ما آتاه فيكون سنة فلا عيب فيه، ويحتمل أن يكون المراد يجب
عليكم متابعتنا والاخذ بأوامرنا ونواهينا كما يجب عليكم متابعة النبي والاخذ بأوامره
ونواهيه وليس عليكم أن تعيبوا علينا أفعالنا لأنا أوصياؤه ونوابه وانما أبهم ذلك وأجمله
لمكان التقية، قاله الفيض (ره) في الوافي.
283

نبيا من الأنبياء وقد اعطى محمدا مثله، قال لسليمان: " فامنن أو أمسك بغير حساب " وقال
لرسوله " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
43 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل
يقول في آخره: وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه ان جعل ما
أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام قوله: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا ".
44 - في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام
حديث طويل يقول فيه: وان أمر رسول الله صلى الله عليه وآله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ،
وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، وقد يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له
وجهان كلام عام وكلام خاص، مثل القرآن وقد قال الله تعالى في كتابه: " ما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله
به ورسوله.
45 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:
لا ترخص فيما لم يرخص فيه رسول الله، ولا تأمر بخلاف ما أمر رسول الله الا
لعلة خوف ضرورة، وان تستحل ما حرم رسول الله أو تحرم ما استحله رسول
الله صلى الله عليه وآله فلا يكون ذلك أبدا لأنا تابعون لرسول الله صلى الله عليه وآله، ورسول الله صلى الله عليه وآله
تابع لأمر ربه عز وجل مسلم له، وقال الله عز وجل: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا ".
46 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها وما آتاكم الرسول
فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا، واتقوا الله في ظلم آل محمد، ان الله شديد العقاب لمن ظلمهم.
قال عز من قائل والذين تبوؤا الدار والايمان
47 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل
يقول فيه: والايمان بعضه من بعض; وهو دار وكذلك الاسلام دار والكفر دار
284

48 - في مجمع البيان وقيل في موضع قوله: " والذين تبوؤا الدار " قولان
(أحدهما) انه رفع على الابتداء وخبره " يحبون من هاجر إليهم " إلى آخره، لان النبي
صلى الله عليه وآله لم يقسم لهم شيئا من الفيئ الا لرجلين أو لثلاثة على خلاف في الرواية; والاخر
انه موضع جر عطفا على الفقراء والمهاجرين.
49 - في محاسن البرقي عنه عن أحمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي
عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب؟
ألا ترى إلى قول الله: " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "
أولا ترون قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم " وقال:
يحبون من هاجر إليهم وقال: الدين هو الحب، والحب هو الدين.
50 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزلت
فيه هذه الآية ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون غيري؟ قالوا: لا.
51 - في مجمع البيان وقيل نزلت في رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: أطعمني
فانى جائع، فبعث إلى أهله فلم يكن عندهم شئ، فقال: من يضيفه هذه الليلة
فأضافه رجل من الأنصار وأتى به منزله ولم يكن عنده الا قوت صبية له، فأتوا
بذلك إليه وأطفأوا السراج وقامت المرأة إلى الصبية فعللتهم حتى ناموا وجعلا
يمضغان ألسنتهما لضيف رسول الله صلى الله عليه وآله فظن الضيف انهما يأكلان معه حتى شبع
الضيف وباتا طاويين (1) فلما أصبحا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر إليهما وتبسم
وتلا هذه الآية.
52 - وروى عن أبي الطفيل قال: اشترى علي عليه السلام ثوبا فأعجبه فتصدق به، وقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيمة الجنة، الحديث.
53 - في أمالي الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبي هريرة قال: جاء رجل إلى

(1) الطاوي بمعنى الجايع.
285

النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا الا الماء
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لهذا الرجل الليلة؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: أنا له
يا رسول الله وأتى فاطمة عليها السلام، فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول الله؟ فقالت: ما
عندنا الا قوت العشية لكنا نؤثر ضيفنا، فقال عليه السلام: يا ابنة محمد نومي الصبية و
أطفئ المصباح، فلما أصبح علي عليه السلام غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر فلم
يبرح حتى أنزل الله عز وجل " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق
شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".
54 - في كتاب الخصال عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
خياركم سمحائكم وشراركم بخلائكم، ومن صالح الأعمال البر بالاخوان، و
السعي في حوائجهم، وفى ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول
الجنان. يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك، قال: قلت جعلت فداك من
غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل ان
صاحب الكثير يهون عليه، وقد مدح الله عز وجل صاحب القليل، فقال: " ويؤثرون
على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".
55 - عن أبي جعفر عليه السلام قال لله تعالى جنة لا يدخلها الا ثلاثة: رجل حكم إلى قوله
ورجل آثر أخاه المؤمن في الله تعالى.
56 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد -
العزيز عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن مما خص الله عز وجل به
المؤمن أن يعرف من اخوانه وان قل، وليس البر بالكثر، وذلك أن الله عز وجل
يقول في كتابه: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " ثم قال: " ومن
يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " ومن عرفه الله عز وجل بذلك أحبه الله، ومن
أحبه الله تبارك وتعالى وفاه اجره يوم القيامة بغير حساب، ثم قال: يا جميل ارو
هذا الحديث لاخوانك فإنه ترغيب في البر.
57 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن أبي
286

على صاحب الكلل (1) عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته
فقلت: اخبرني عن حق المؤمن على المؤمن؟ فقال: يا ابان دعه لا ترده، قلت:
بلى جعلت فداك فلم أزل أرد عليه، فقال: يا ابان تقاسمه شطر مالك. ثم نظر إلى
فرأى ما دخلني، فقال: يا ابان اما تعلم أن الله عز وجل قد ذكر المؤثرين على
أنفسهم؟ قلت: بلى جعلت فداك، فقال: اما إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد انما
أنت وهو سواء، انما تؤثره إذا أعطيته من النصف، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
58 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان
بن عيسى عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل ليس عنده الا قوت
يومه أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شئ ويعطف من عنده قوت شهر
على من دونه، والسنة على نحو ذلك، أم ذلك كله الكفاف الذي لا يلام عليه؟ فقال:
هو أمران أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة، والأثرة على نفسه، فان الله عز وجل
يقول: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " والامر الاخر لا يلام على الكفاف
واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول.
سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول
خياركم سمحائكم وذكر نحو ما نقلنا عن كتاب الخصال.
59 - وباسناده إلى سويد السبائي عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له:
أوصني قال: آمرك بتقوى الله ثم سكت فشكوت إليه قلة ذات يدي، وقلت: والله لقد
عريت حتى بلغ من عريي ان أبا فلان نزع ثوبين كانا عليه، فكسانيهما فقال: صم
وتصدق، قلت: أتصدق ما وصلني به وإخواني وإن كان قليلا؟ قال: تصدق مما
رزقك الله ولو آثرت على نفسك.
60 - وباسناده إلى أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال: قلت أي الصدقة أفضل؟

(1) " صاحب الكلل " أي بايعها والكلل جمع كلة: الستر الرقيق يتوقى به من
البعوض.
287

قال: جهد المقل (1) اما سمعت قول الله عز وجل " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان
بهم خصاصة " ترى هيهنا فضلا.
61 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: دخل سفيان الثوري
على أبي عبد الله عليه السلام فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ البيض (2) فقال له: ان هذا
اللباس ليس من لباسك فقال: اسمع منى وع ما أقول لك، فإنه خير لك عاجلا وآجلا،
ان أنت ميت على السنة والحق ولم تمت على بدعة (3)، أخبرك ان رسول الله
صلى الله عليه وآله كان في زمان مقفر جدب (4) فاما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها ابرارها
لا فجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري فوالله
انني لمع ما ترى ما أتى على مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني ان أضعه
موضعا الا وضعته.
قال: وأتاه قوم ممن يظهر الزهد ويدعو الناس ان يكونوا معهم على مثل الذي
هم عليه من التقشف (5) فقالوا له ان صاحبنا حصر عن كلامك (6) ولم تحضره
حججه فقال لهم: فهاتوا حججكم؟ فقالوا له: ان حججنا من كتاب الله فقال لهم: فأدلوا
بها (7) فإنها أحق ما اتبع وعمل به، فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى مخبر عن قوم
من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون " فمدح فعلهم وقال في موضع آخر " ويطعمون الطعام على حبه

(1) الجهد - بضم الجيم -: الطاقة. والمقل: القليل المال، أي قدر ما يحتمله
حال القليل المال.
(2) الغرقئ: بياض البيض الذي يؤكل.
(3) أي انتفاعك بما أقول آجلا انما يكون إذا تركت البدع قال له المجلسي (ره)
(4) القفر: خلو الأرض من الماء. والجدب: انقطاع المطر ويبس الأرض.
(5) التقشف: قذارة الجلد ورثاثة الهيئة وترك النظافة وسوء الحال.
(6) الحصر: العي في المنطق والعجز عن الكلام.
(7) أي احضروها.
288

مسكينا ويتيما وأسيرا " فنحن نكتفي بهذا، فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم
تزهدون في الأطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تمتعوا
أنتم منها، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: دعوا عنكم مالا ينتفع به، أخبروني أيها النفر ألكم
علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه، الذي في مثله ضل من ضل وهلك
من هلك من هذه الأمة؟ فقالوا: أو بعضه فاما كله فلا، فقال لهم: فمن هنا أتيتم (1) و
كذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله فاما ما ذكرتم من اخبار الله عز وجل إيانا في كتابه
عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جايزا، ولم يكونوا نهوا عنه
وثوابهم منه على الله عز وجل; وذلك أن الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به، فصار
امره ناسخا لفعلهم، وكان نهى الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكي
لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار والولدان، وشيخ الفاني والعجوزة
الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره
ضاعوا وهلكوا جوعا فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس تمرات أو خمس قرص
أو دنانير أو دراهم يملكها الانسان وهو يريد ان يمضيها فأفضلها ما أنفقه الانسان على
والديه، ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة على قرابته الفقراء، ثم الرابعة
على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله وهو أحسنها اجرا، وقال للأنصاري
حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد
صغار لو أعلمتموني امره ما تركتكم تدفنوه مع المسلمين بترك صبية صغارا يتكففون
الناس (2).
ثم قال: حدثني أبي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ابدأ بمن تعول الأدنى، ثم
هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم، ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم،
قال: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " أفلا
ترون ان الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه; من الأثرة على

(1) أي دخل عليكم البلاء وأصابكم ما أصابكم.
(2) يقال: تكفف: إذا سئل كفا من الطعام.
289

أنفسهم، وسمى من فعل ما تدعون إليه سرفا، وفى غير آية من كتاب الله عز وجل
يقول: " انه لا يحب المسرفين " فنهاهم عن الاسراف، ونهاهم عن التقتير (1) لكن
أمر بين أمرين لا يعطى جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث
الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله: ان أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعائهم، رجل يدعو على
والديه، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه ورجل يدعو على
امرأته وقد جعل الله عز وجل تخلية سبيلها بيده. ورجل يقعد في بيته ويقول: رب ارزقني
ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عز وجل له: عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى
الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في
الطلب لاتباع امرى، ولئلا يكون كلا على أهلك، فان شئت رزقتك وان شئت قترت
عليك وأنت معذور عندي، ورجل رزقه الله عز وجل مالا كثيرا فانفقه ثم أقبل يدعو
يا رب ارزقني فيقول الله عز وجل: ألم أرزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك
ولم تسرف كما نهيتك عن الاسراف، ورجل يدعو في قطيعة رحم.
ثم علم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله كيف ينفق، وذلك أنه كان عنده أوقية (2) من
الذهب فكره أن يبيت عنده فتصدق بها فأصبح وليس عنده شئ، وجاء من يسأله
فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده شئ وكان رحيما
رفيقا صلى الله عليه وآله: فأدب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله بأمره فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة
إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " يقول: إن الناس قد يسألونك
ولا يعذرونك، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت خسرت من المال، فهذه
أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله يصدقها الكتاب، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين، و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
62 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل؟ فقال: نعم يا أبا محمد في كل صباح و

(1) قتر فلان على عياله أي ضيق عليهم في النفقة.
(2) الأوقية: سبعة مثاقيل.
290

مساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل لقول الله: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم
المفلحون.
63 - في مجمع البيان وفي الحديث لا يجتمع الشح والايمان في قلب رجل
مسلم، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل مسلم.
64 - في من لا يحضره الفقيه وروى الفضل بن أبي قرة السمندي أنه قال:
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أتدري من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال الشح أشد
من البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في
يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا الا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع
بما رزقه الله عز وجل.
65 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: إن
لهذا الشح دبيبا (1) كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك.
66 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا لم يكن لله عز وجل في العبد حاجة ابتلاه
بالبخل.
67 - وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم،
فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها; والشحيح
إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وأقراء الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب
البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.
68 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الفضل بن أبي قرة قال:
رأيت أبا عبد الله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم
قنى شح نفسي فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء؟ قال: وأي
شئ أشد من النفس، ان الله يقول: " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "
69 - في مجمع البيان: والذين جاؤوا من بعدهم يعنى من المهاجرين
والأنصار إلى قوله: ويجوزان يكون المراد " من بعدهم " في الفضل، وقد يعبر بالقبل

(1) الدبيب: المشي على هنيئة.
291

والبعد عن الفضل كقول النبي صلى الله عليه وآله: نحن الآخرون السابقون، يعنى الآخرون في
الزمان، السابقون في الفضل.
قال عز من قائل: ألم تر إلى الذين نافقوا إلى قوله تعالى: لا ينصرون
وقد تقدم بيانه في أول السورة عن تفسير علي بن إبراهيم
وقوله عز وجل: كمثل الذين من قبلهم قد تقدم له بيان كذلك.
وقوله: كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر قد سبق بيانه أيضا في
التفسير المذكور.
قال عز من قال: ولتنظر نفس ما قدمت لغد
70 - في الكافي غير واحد من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن غير
واحد عن أبي جميلة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
تصدقوا ولو بصاع من تمر، ولو ببعض صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة، و
لو بتمرة ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة فان أحدكم لاقى الله فيقال
له: ألم أفعل بك؟ ألم افعل بك؟ ألم أجعلك سميعا بصيرا؟ ألم أجعل لك مالا و
ولدا؟ فيقول: بلى، فيقول الله تبارك وتعالى: فانظر ما قدمت لنفسك، قال:
فينظر قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا يقى به وجهه من النار.
71 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد
حديث طويل عن الرضا عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: وانما يجازى من نسيه ونسي لقاء يومه،
بأن ينسيهم أنفسهم كما قال الله تعالى: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم
أنفسهم أولئك هم الفاسقون وقال عز وجل: " فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء
يومهم هذا " أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.
72 - في عيون الأخبار باسناده عن الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي عن آبائه عن
علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله تلا هذه الآية: لا يستوى أصحاب النار
وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون فقال صلى الله عليه وآله: أصحاب الجنة من
أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدى وأقر بولايته، وأصحاب النار من سخط الولاية
292

ونقض العهد وقاتله بعدى.
73 - في أمالي الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى مجدوح بن زيد
الذهلي وكان في وفد قرية ان النبي صلى الله عليه وآله تلا هذه الآية " لا يستوى أصحاب النار
وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون " قال: فقلنا يا رسول الله من أصحاب الجنة؟
قال: من أطاعني وسلم لهذا من بعدى; وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بكف على وهو يومئذ
إلى جنبه فرفعها فقال: الا ان علينا منى وانا منه، فمن حاده حادني ومن حادني أسخط
الله عز وجل.
74 - في مجمع البيان وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ لو أنزلنا
هذا القرآن إلى آخرها فمات من ليلته مات شهيدا.
75 - وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ آخر الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر.
76 - وعن معقل بن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من قال حين يصبح ثلاث
مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات من آخر الحشر وكل الله
به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى، فان مات في ذلك اليوم مات شهيدا، ومن قال
حين يمسى كان بتلك المنزلة.
77 - وعن أبي هريرة قال: سألت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله عن اسم الله الأعظم،
فقال: عليك بآخر الحشر وأكثر قرائتها فأعدت عليه فعاد على.
78 - وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ خواتيم الحشر من ليل
أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجبت له الجنة.
79 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى ميسر عن أبي عبد الله
الصادق عليه السلام قال: إن هذه الآية لكل ورم في الجسد يخاف الرجل ان يؤول إلى شئ
فإذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهر قد أعددت وضوئك لصلاة الفريضة فعوذ بها ورمك
قبل الصلاة ودبرها وهي: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا
من خشية الله " إلى آخر السورة فإنك إذا فعلت ذلك على ما حد لك سكن الورم.
293

80 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا ابن سنان لا بأس
بالرقية والعوذة والنشرة (1) إذا كانت من القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله
وهل شئ أبلغ في هذه الأشياء من القرآن؟ أليس الله تعالى يقول جل ذكره:
" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ".
81 - وباسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام ان رجلا شكا إليه صمما (2)
فقال: امسح يدك عليها واقرأ عليها: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته
خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله
الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله
عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى له ما في السماوات وما
في الأرض وهو العزيز الحكيم ".
82 - وباسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال لي: يا جابر! قلت: لبيك يا بن رسول الله
قال: اقرأ على كل ورم آخر سورة الحشر: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل
لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون *
هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي
لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر
سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح
له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم " واتفل عليها ثلاثا فإنه يسكن
بإذن الله تعالى.
83 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى يعقوب بن جعفر قال: سمعت

(1) النشرة - بضم النون -: رقية يعالج بها المجنون أو المريض سميت بذلك لأنه
ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال.
(2) الصمم: الانسداد في الاذن.
294

موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه و آله انه لا إله إلا هو
الحي القيوم ويسمى بهذه الأسماء: الرحمن، الرحيم، العزيز، الجبار، العلى،
العظيم، فتاهت هناك عقولهم واستخف حلومهم (1) فضربوا له الأمثال، وجعلوا له أندادا
وشبهوه بالأمثال; ومثلوه أشباها، وجعلوه يزول وبحول، فتاهوا في بحر عميق
لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده.
84 - في أصول الكافي باسناده إلى ابن سنان قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام هل كان الله عز وجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال: نعم،
قلت: يراها ويسمعها؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن سألها ولا يطلب
منها هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه
أسماء لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف.
85 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام حديث يقول فيه عليه السلام: وان كنت تقول
هذه الصفات والأسماء لم تزل; فان " لم تزل " محتمل معنيين، فان قلت: لم تزل
عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها و
تقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها
وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه، ويعبدونه وهي ذكره (2) وكان الله
ولا ذكر.
86 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه
قال: لله تسعة وتسعون اسما. فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها الها،
ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكأنها غيره.
87 - وباسناده إلى هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن أسماء الله واشتقاقها:
الله مما هو مشتق؟ فقال: يا هشام الله مشتق من أله، وآله يقتضى مألوها، والاسم

(1) تاه: ضل وتحير. وحلوم جمع الحلم - بالكسر -: العقل.
(2) قال المجلسي (ره): " وهي ذكره " بالضمير أي يذكر بها والمذكور
بالذكر قديم والذكر حادث.
295

غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم
والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد.
88 - وباسناده إلى الحسن بن راشد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: سئل
عن معنى الله؟ فقال: استولى على ما دق وجل.
89 - في مجمع البيان: عالم الغيب والشهادة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
الغيب ما لم يكن والشهادة ما كان.
90 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن تفسير " بسم الله الرحمن الرحيم " قال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم
مجد الله، وروى بعضهم الميم ملك الله، والله اله كل شئ، الرحمن بجميع خلقه
والرحيم بالمؤمنين خاصة.
91 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سألته عن تفسير " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم
ملك والله اله كل شئ والرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.
92 - في الصحيفة السجادية: يا فارج الهم وكاشف الغم، يا رحمن الدنيا
والآخرة ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد.
93 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: القدوس هو البرئ من شوائب الآفات
الموجبات للجهل. السلام المؤمن قال: يؤمن أوليائه من العذاب.
94 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان عليه السلام يقول:
افشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام، ثم
تلا عليهم قول الله عز وجل: " السلام المؤمن المهيمن ".
95 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " المهيمن " أي الشاهد.
96 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا
طويلا وفيه لم يزل حيا بلا حياة، وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا، وملكا جبارا
بعد انشائه للكون.
296

97 - وفيه خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيها: وفى أزليته متعظما بالإلهية،
متكبرا بكبريائه وجبروته.
98 - في أصول الكافي باسناده إلى هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن سبحان الله فقال: انفة الله (1)
99 - وباسناده إلى هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله:
سبحان الله ما يعنى به؟ قال: تنزيه.
100 - في كتاب التوحيد باسناده إلى يزيد بن الأصم قال: سال رجل
عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين ما تفسير سبحان الله؟ ان في هذا الحائط
رجلا إذا كان سئل أنبأ وإذا سكت ابتدء، فدخل الرجل وإذا هو علي بن أبي طالب
عليه السلام فقال: يا أبا الحسن ما تفسير سبحان الله؟ قال: هو تعظيم جلال الله عز وجل و
تنزيهه عما قال فيه كل مشرك، فإذا قالها العبد صلى عليه كل ملك.
101 - وفيه كلام للرضا عليه السلام في التوحيد وفيه الخالق لا بمعنى حركة، و
خالق إذ لا مخلوق.
102 - في نهج البلاغة والخالق لا بمعنى حركة ونصب.
103 - في أصول الكافي باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي
الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وإن كان صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق
اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ.
104 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار
عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عز وجل ثلاث ساعات في الليل وثلاث
ساعات في النهار، يمجد فيهن نفسه، فأول ساعات النهار حين تكون الشمس هذا
الجانب يعنى من المشرق مقدارها من العصر، يعنى من المغرب إلى صلاة الأولى،
وأول ساعات الليل في الثلث الباقي من الليل إلى أن ينفجر الصبح، يقول: انى
انا الله رب العالمين، انى انا الله العلي العظيم، انى انا الله العزيز الحكيم، انى

(1) أي تنزيه الله.
297

انا الله الغفور الرحيم، انى انا الله الرحمن الرحيم، انى انا الله مالك يوم الدين،
انى انا الله لم أزل ولا أزال، انى انا الله خالق الخير والشر، انى انا الله خالق الجنة
والنار: انى انا الله أبدئ كل شئ والى يعود، انى أنا الله الواحد الصمد، انى
انا الله عالم الغيب والشهادة، انى انا الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن
العزيز الجبار المتكبر، انى انا الله الخالق البارئ المصور لي الأسماء الحسنى،
انى انا الله الكبير، قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: من عنده والكبرياء رداؤه. فمن
نازعه شيئا من ذلك أكبه الله في النار ثم قال: ما من عبد مؤمن يدعو بهن، مقبلا
قلبه إلى الله عز وجل الا قضى حاجته، ولو كان شقيا رجوت ان يحول سعيدا.
105 - في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مهران عن الصادق عن
أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي
طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين
اسما مأة الا واحدا من أحصاها (1) دخل الجنة، وهي: الله، الاله، الواحد، الاحد
الصمد، الأول، الاخر، السميع، البصير، القدير. القاهر، العلى، الاعلى،
الباقي، البديع. البارئ، الأكرم، الظاهر، الباطن، الحي، الحكيم، العليم،
الحليم، الحفيظ، الحق، الحسيب. الحميد، الحفى، الرب، الرحمن، الرحيم
الذاري، الرازق; الرقيب، الرؤف، الرائي، السلام، المؤمن، المهيمن،
العزيز، الجبار، المتكبر، السيد، السبوح، الشهيد، الصادق، الصانع، الظاهر
العدل، العفو، الغفور، الغنى، الغياث، الفاطر; الفرد، الفتاح، الفالق
القديم، الملك، القدوس، القوى، القريب; القيوم، القابض، الباسط، قاضى
الحاجات، المجيد، الولي. المنان، المحيط، المبين، المقيت، المصور،
الكريم، الكبير، الكافي، كاشف الضر، الوتر، النور، الوهاب، الناصر، الواسع
الودود، الهادي، الوفي. الوكيل، الوارث، البر، الباعث، التواب،

(1) في كتاب التوحيد معنى قول النبي (ص) لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما
من أحصاها دخل الجنة احصاءها هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها، وليس معنى الاحصاء
عدها وبالله التوفيق " انتهى " (منه عفى عنه).
298

الجليل، الجواد، الخبير، الخالق، خير الناصرين، الديان، الشكور، العظيم،
اللطيف، الشافي.
106 - وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا
عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لله عز وجل تسعة و
تسعون اسما من دعا الله بها استجاب له، ومن أحصاها دخل الجنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من
قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للايمان ونور له بصره ولا
يصيبه فقر أبدا ولا جنون في بدنه ولا في ولده.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ
سورة الممتحنة كان المؤمنون والمؤمنات شفعاء له يوم القيامة.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم
أولياء تلقون أيديهم بالمودة نزلت [في حاطب بن أبي بلتعة ولفظ الآية عام ومعناها
خاص، وكان سبب ذلك ان حاطب بن أبي بلتعة قد أسلم وهاجر إلى المدينة وكان
عياله بمكة وكانت] (1) قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله صلى الله عليه وآله فصاروا إلى عيال
حاطب، وسئلوه ان يكتبوا إلى حاطب يسألوه عن خبر محمد هل يريد ان يغزو
مكة؟ فكتبوا إلى حاطب يسألوه عن ذلك، فكتب إليهم حاطب ان رسول الله صلى الله عليه وآله
يريد ذلك ودفع الكتاب إلى امرأة تسمى صفية، فوضعته في قرونها (2) ومرت
فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره بذلك، فبعث رسول الله أمير المؤمنين

(1) بين المعقفتين انما هو في المصدر دون الأصل.
(2) القرن: الخصلة من الشعر. الذؤابة.
299

عليه السلام والزبير بن العوام في طلبها، فلحقوها فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: أين
الكتاب؟ فقالت: ما معي شئ; ففتشوها فلم يجدوا معها شيئا، فقال الزبير: ما
نرى معها شيئا، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما كذبنا رسول الله صلى الله عليه وآله ولا كذب
رسول الله على جبرئيل، ولا كذب جبرئيل على الله جل ثناؤه; والله لتظهرن الكتاب
أو لأردن رأسك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: تنحيا عنى حتى أخرجه، فأخرجت
الكتاب من قرونها، فأخذه أمير المؤمنين عليه السلام وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله و
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حاطب ما هذا؟ فقال حاطب: والله يا رسول الله ما نافقت ولا
غيرت ولا بدلت، وانى أشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله حقا. ولكن أهلي وعيالي
كتبوا إلى بحسن صنيع قريش إليهم فأحببت ان أجازى قريشا بحسن معاشهم
فأنزل الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى و
عدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة " إلى قوله: لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم
يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير.
4 - في مجمع البيان نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وذلك أن سارة مولاة أبى
عمرو بن صيفي بن هشام أتت رسول الله من مكة إلى المدينة بعد بدر بسنتين،
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: أمسلمة جئت؟ قالت: لا قال: فما جاء بك؟ قال:
كنتم الأصل والعشيرة والموالي، وقد ذهب موالي واحتجت حاجة شديدة فقدمت
عليكم لتعطوني وتكسوني وتحملوني، قال: فأين أنت من شباب مكة؟ وكانت
مغنية نائحة قالت: ما طلب منى بعد وقعة بدر أحد، فحث رسول الله صلى الله عليه وآله بنى
عبد المطلب فكسوها وحملوها وأعطوها نفقة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتجهز لفتح
مكة وأتاها حاطب بن أبي بلتعة فكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير
عن ابن عباس; وعشرة دراهم عن مقاتل بن حيان، وكساها بردا على أن
توصل الكتاب إلى أهل مكة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله يريدكم فخذوا
حذركم، فخرجت سارة ونزل جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي بما فعل فأرسل رسول
الله صلى الله عليه وآله عليا وعمارا وعمر والزبير وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد وكانوا
300

كلهم فرسانا وقال لهم: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان فيها ظعينة (1) معها
كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها، فخرجوا حتى أدركوها في ذلك
المكان الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا لها: أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها
من كتاب، فنحوها وفتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع، فقال
علي عليه السلام: والله ما كذبنا ولا كذبنا وسل سيفه وقال: أخرجي الكتاب والا والله
لأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجه من ذوابتها قد أخبأته في شعرها، فرجعوا
بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأرسل إلى حاطب فأتاه فقال له: هل تعرف الكتاب؟
قال: نعم، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله والله ما كفرت مذ
أسلمت، ولا غششتك مذ نصحتك; ولا أحببتهم مذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين
الأولى بمكة من يمنع عشيرته، وكنت عريرا أي غريبا وكان أهلي بين ظهرانيهم
فخشيت على أهلي فأردت أن اتخذ عندهم يدا، وقد قلت: ان الله ينزل بهم بأسه و
ان كتابي لا يغنى عنهم شيئا، فصدقه رسول الله صلى الله عليه وآله وعذره، فقام عمر بن الخطاب
وقال: دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وما
يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
5 - وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن أبي رافع قال: سمعت
عليا عليه السلام يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا والمقداد والزبير وقال: انطلقوا حتى
تأتوا روضة خاخ فان بها ضعينة معها كتاب فخرجنا وذكر نحوه.
6 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين
عليه السلام لرجل: ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه، وان كنت واليت عوده
فاخرج من ملكه، وان كنت غير قانع برضاه (2) وقدره فاطلب ربا سواه.
7 - وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر قوله تعالى:
" يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا " والكفر في هذه الآية البراءة يقول:

(1) الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج أو عموما.
(2) وفى بعض النسخ " بقضاه " مكان " برضاه ".
301

فيبرأ بعضكم من بعض: ونظيرها في هذه سورة إبراهيم قول الشيطان: " انى كفرت بما
أشركتمون من قبل " وقول إبراهيم خليل الرحمن: كفرنا بكم يعنى تبرأنا منكم.
8 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم
بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن وجوه
الكفر في كتاب الله عز وجل، قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه إلى أن قال
عليه السلام: والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة، وذلك قول الله عز وجل يحكى
قول إبراهيم: " كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله
وحده " يعنى تبرأنا منكم.
9 - وباسناده إلى أبى عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب لله
وابغض لله وأعطى لله عز وجل فهو ممن كمل ايمانه.
10 - ابن محبوب عن مالك بن عطية عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من أوثق عرى الايمان أن يحب في الله ويبغض في الله، ويعطى في الله ويمنع في الله
عز وجل.
11 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحفص بن
البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه،
فيدخله الله عز وجل الجنة بحبكم، وان الرجل ليبغضكم وما يعرف ما أنتم عليه
فيدخله الله ببغضكم النار.
12 - وباسناده إلى الحسين بن أبان عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال: ولو أن
رجلا أبغض رجلا لله لاثابه الله عز وجل على بغضه إياه، وإن كان المبغض في علم الله
من أهل الجنة.
13 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل من لم يحب
على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قوله:
عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله
302

غفور رحيم فان الله أمر نبيه صلى الله عليه وآله والمؤمنين بالبراءة من قولهم ما داموا كفارا.
فقال: " لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم انا براء
مما تعبدون من دون الله " إلى قوله: والله قدير والله غفور رحيم الآية قطع الله عز
وجل ولاية المؤمنين منهم، وأظهر لهم العداوة، فقال: " عسى الله ان يجعل بينكم
وبين الذين عاديتم منهم مودة " فلما أسلم أهل مكة خالطهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
وناكحوهم، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله أم حبيب بنت أبي سفيان بن حرب.
15 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن عقبة
عن إسماعيل بن عباد يرفع الحديث إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ما كان من ولد آدم
مؤمن الا فقيرا ولا كافر الأغنياء، حتى جاء إبراهيم عليه السلام فقال: " ربنا لا تجعلنا فتنة
للذين كفروا " فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة، وفى هؤلاء أموالا وحاجة.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله " عسى الله أن يجعل بينكم " إلى آخره وقد تقدم قريبا.
17 - في مجمع البيان: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين
إلى قوله: يحب المقسطين أي ليس ينهاكم الله عن مخالطة أهل العهد; وقيل:
من آمن من أهل مكة ولم يهاجروا، وقيل: هي عامة في كل من كان بهذه الصفة،
والذي عليه الاجماع ان بر الرجل من يشاء من أهل الحرب قرابة كان أو غير قرابة ليس
بمحرم، وانما الخلاف في اعطائهم مال الزكاة والفطرة والكفارات. فلم يجوزه
أصحابنا وفيه خلاف بين الفقهاء.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله يا أيها
الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن
فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار قال إذا لحقت امرأة من
المشركين بالمسلمين تمتحن بان تحلف بالله انه لم يحملها على اللحوق بالمسلمين
بغض لزوجها الكافر، ولا حب لاحد من المسلمين، وانما حملها على ذلك الاسلام
فإذا حلفت على ذلك قبل اسلامها ثم قال الله عز وجل: " فان علمتموهن مؤمنات فلا
303

ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما انفقوا " يعنى ترد
المسلمة على زوجها الكافر صداقها. ثم يتزوجها المسلم، وهذا هو قوله: ولا جناح عليكم
ان تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن.
19 - في الكافي أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن يعقوب عن مروان
بن مسلم عن الحسين بن الحناط عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان
لامرأتي أختا عازمة على ديننا وليس على ديننا بالبصيرة الا قليل، فان زوجها ممن
لا يرى رأيها، قال: لا ولا نعمة; ان الله عز وجل يقول: " ولا ترجعوهن إلى الكفار لا هن
حل لهم ولا هم يحلون لهن ".
20 - في مجمع البيان قال ابن عباس: صالح رسول الله صلى الله عليه وآله بالحديبية
مشركي مكة على أن من أتاه من أهل مكة رده عليهم، ومن اتى أهل مكة من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله فهو لهم ولم يردوه عليهم، وكتبوا بذلك كتابا وختموا عليه، فجاءت
سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب، والنبي صلى الله عليه وآله
بالحديبية، فجاء زوجها مسافر من بنى مخزوم وقال مقاتل هو صيفي بن الواهب في
طلبها وكان كافرا، فقال: يا محمد أردد على امرأتي فإنك شرطت لنا أن ترد علينا
من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد، فنزلت: " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم
المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الاسلام فامتحنوهن " قال ابن عباس:
امتحانهن أن يستحلفن ما خرجت من بغض زوج، ولا رغبة عن أرض إلى ارض،
ولا التماس دنيا انما خرجت حبا لله ولرسوله فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه وآله ما خرجت
بغضا لزوجها ولا عشقا لرجل منا; وما خرجت الا رغبة في الاسلام، فحلفت بالله الذي
لا إله إلا هو على ذلك، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله زوجها مهرها وما أنفق عليها ولم يردها
عليه، فتزوجها عمر بن الخطاب وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يرد من جاء من الرجال.
ويحبس من جاءه من النساء إذا امتحن ويعطى أزواجهن مهورهن. قال الجبائي:
لم يدخل في شرط صلح الحديبية الا رد الرجال دون النساء ولم يجر للنساء ذكر،
وان أم كلثوم بنت عتبة بن أبي معيط جاءت مسلمة مهاجرة من مكة فجاء أخواها
304

إلى المدينة وسألا رسول الله صلى الله عليه وآله ردها عليهما، فقال صلى الله عليه وآله: ان الشرط بيننا في
الرجال لا في النساء، فلم يردها عليهما، قال الجبائي: وانما لم يجر هذا الشرط
في النساء لأن المرأة إذا أسلمت لم تحل لزوجها الكافر، فكيف ترد عليه وقد وقعت
الفرقة بينهما؟.
21 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أحمد بن
عمر عن درست الواسطي عن علي بن رئاب عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا ينبغي
نكاح أهل الكتاب، قلت: جعلت فداك وأين تحريمه؟ قال: قوله: ولا تمسكوا
بعصم الكوافر.
22 - علي بن إبراهيم عن أبي جعفر عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن
رئاب عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " والمحصنات
من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم " فقال: هذه منسوخة بقوله: " ولا تمسكوا
بعصم الكوافر ".
23 - في تفسير علي بن إبراهيم في رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: " ولا تمسكوا بعصم الكوافر " يقول: من كانت عنده امرأة كافرة يعنى على
غير ملة الاسلام، وهو على ملة الاسلام، فليعرض عليها الاسلام، فان قبلت فهي امرأته
والا فهي برية، فنهى الله أن يمسك بعصمتها.
24 - في مجمع البيان عند قوله تعالى: " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب "
وروى أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام انه منسوخ بقوله: " ولا تنكحوا المشركات
حتى يؤمن " وبقوله: " ولا تمسكوا بعصم الكوافر ".
25 - في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم
الغدير وفيها يقول: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه، " و
لا تمسكوا بعصم الكوافر ".
26 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: واسألوا ما أنفقتم
يعنى إذا لحقت امرأة من المسلمين بالكفار، فعلى الكافر ان يرد على المسلم صداقها،
305

فإن لم يفعل الكافر وغنم المسلمون غنيمة أخذ منها قبل القسمة صداق المرأة اللاحقة
بالكفار، وقال في قوله: وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم يقول:
يعنى يلحقن بالكفار من أهل عقدكم فاسألوهم صداقها، وان لحقوا بكم من نسائهم
شئ فاعطوهم صداقها ذلكم حكم الله يحكم بينكم. واما قوله: وان فاتكم
شئ من أزواجكم يقول: يلحقن بالكفار الذين لا عهد بينكم وبينهم فأصبتم غنيمة
فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما انفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون
قال: وكان سبب نزول ذلك ان عمر بن الخطاب كانت عنده فاطمة بنت أبي أمية بن
المغيرة، فكرهت الهجرة معه وأقامت مع المشركين. فنكحها معاوية بن أبي
سفيان، فأمر الله رسوله أن يعطى عمر مثل صداقها.
وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام " وان فاتكم شئ من أزواجكم "
فلحقن بالكفار من أهل عهدكم فاسألوهم صداقها، وان لحقن بكم من نسائهم شئ
فأعطوهم صداقها " ذلكم حكم الله يحكم بينكم "
27 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال
حدثنا محمد بن الحسن الصفار رحمه الله عن إبراهيم بن هاشم عن صالح بن سعيد
وغيره من أصحاب يونس عن يونس عن أصحابه عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال
قلت: رجل لحقت امرأته بالكفار وقد قال الله عز وجل في كتابه: " وان فاتكم شئ
من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا " ما معنى
العقوبة هيهنا؟ قال: إن الذي ذهبت امرأته فعاقب على امرأة أخرى غيرها يعنى
تزوجها فإذا هو تزوج امرأة أخرى غيرها، فعلى الامام ان يعطيه مهر امرأته
الذاهبة فسألته فكيف صار المؤمنون يردون على زوجها المهر بغير فعل منهم في ذهابها
وعلى المؤمنين ان يردوا على زوجها ما أنفق عليها مما يصيب المؤمنين قال: يرد الامام
عليه أصابوا من الكفار أولم يصيبوا، لان على الامام ان يجبر (1) حاجته من تحت
يده، وان حضرت القسمة فله أن يسد كل نائبه تنوبه قبل القسمة، وان بقي بعد ذلك

(1) وفي المصدر " ان ينجز حاجته.... ".
306

شئ قسمه بينهم، وان لم يبق لهم شئ فلا شئ لهم.
28 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله
مكة بايع الرجال، ثم جاءت النساء يبايعنه، فأنزل الله عز وجل: يا أيها النبي
إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين
ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا
يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم قالت
هند: اما الولد فقد ربينا صغارا وقتلتهم كبارا، وقالت أم حكيم بنت الحارث بن
هشام وكانت عند عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله ما ذاك المعروف الذي أمرنا
الله أن لا نعصينك فيه؟ قال: لا تلطمن خدا، ولا تخمشن وجها، ولا تنتفن شعرا،
ولا تشققن جيبا، ولا تسودن ثوبا، ولا تدعين بويل، فبايعهن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم على هذا، فقالت: يا رسول الله كيف نبايعك! قال: انني لا
أصافح النساء فدعا بقدح من ماء، فأدخل يده ثم أخرجها، فقال: ادخلن أيديكن
في هذا الماء.
29 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن مسلم
الجبلي عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: كيف ماسح رسول الله صلى الله عليه وآله النساء حين بايعهن؟ قال: دعا بمركنه (1) الذي كان
يوضى فيه فصب فيه ماء ثم غمس يده اليمنى فكلما بايع واحدة منهن قال: اغمسي يدك فتغمس
كما غمس رسول الله، فكان هذا مماسحته إياهن.
علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
30 - أبو علي الأشعري عن أحمد بن إسحاق عن سعد بن مسلم قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: أتدري كيف بايع رسول الله صلى الله عليه وآله النساء؟ قلت: الله اعلم وابن
رسوله قال: جمعهن حوله ثم دعى بتور برام (2) فصب فيه ماء نضوحا ثم غمس

(1) المركن: الإجانة التي يغسل فيها الثياب.
(2) التور: اناء يشرب فيه. وبرام: موضع.
307

يده فيه ثم قال: اسمعن يا هؤلاء أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن
ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن،
ولا تعصين بعولتكن في معروف، أقررتن؟ قلن: نعم; فأخرج يده من التور ثم قال
لهن: اغمسن أيديكم: ففعلن فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرة أطيب من أن يمس
بها كف أنثى ليس له بمحرم.
31 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن أبي
أيوب الخزار عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ولا يعصينك
في معروف " قال: المعروف ان لا يشققن جيبا ولا يلطمن خدا; ولا يدعون ويلا، ولا يتخلفن
عند قبر، ولا يسودن ثوبا، ولا ينشرن شعرا.
32 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة الخزاعي
عن علي بن إسماعيل عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول: تدرى ما قوله تعالى: " ولا يعصينك في معروف "؟ قلت: لا قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: إذا أنا مت فلا تخمشي على وجها، ولا ترخى
على شعرا، ولا تنادى بالويل، ولا تقيمي على نائحة; قال: ثم قال: هذا المعروف
الذي قال الله عز وجل.
33 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد
بن محمد عن علي عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله:
" ولا يعصينك في معروف " قال: هو ما فرض الله عليهن من الصلاة والزكاة وما أمرهن
به من خير.
34 - فيمن لا يحضره الفقيه وفى رواية ربعي بن عبد الله انه لما بايع رسول الله
صلى الله عليه وآله النساء واخذ عليهن، دعا باناء فملأه ثم غمس يده في الاناء ثم أخرجها ثم أمرهن
بان يدخلن أيديهن فتغمس فيه.
35 - في مجمع البيان وروى أن النبي صلى الله عليه وآله بايعهن وكان على الصفا وكان
عمر أسفل منه، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة مع النساء خوفا أن يعرفها رسول الله
308

صلى الله عليه وآله، فقال: أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا، فقالت هند: انك لتأخذ
علينا أمرا ما رأيناك أخذته على الرجال، وذلك أنه بايع الرجال يومئذ على الاسلام
والجهاد فقط، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ولا تسرقن فقالت هند: ان أبا سفيان رجل ممسك
وانى أصبت من ماله هنات (1) فلا أدرى أيحل لي أم لا؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت
من مالي فيما مضى وفيما غبر (2) فهو لك حلال، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وعرفها
فقال: وانك لهند بنت عتبة؟ قالت: نعم فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك.
فقال: ولا تزنين فقالت هند: أو تزني الحرة؟ فتبسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه
وبينها في الجاهلية فقال صلى الله عليه وآله: ولا تقتلن أولادكن فقالت: ربيناهم صغارا وقتلتموهم
كبارا فأنتم وهم أعلم، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله علي بن أبي طالب عليه السلام
يوم بدر، فضحك عمر حتى استلقى، وتبسم النبي صلى الله عليه وآله ولما قال: ولا تأتين ببهتان
قالت هند: والله ان البهتان قبيح وما تأمرنا الا بالرشد ومكارم الأخلاق. ولما قال: ولا
يعصينك في معروف، قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا وفى أنفسنا أن نعصيك في شئ
وروى الزهري عن عائشة قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يبايع النساء بالكلام بهذه
الآية ان لا يشركن بالله شيئا، وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وآله يد امرأة قط الا امرأة
يملكها رواه البخاري في الصحيح.
36 - وروى أنه صلى الله عليه وآله كان إذا بايع النساء دعا بقدح فغمس يده فيه، ثم
غمس أيديهن فيه، وقيل إنه كان يبايعهن من وراء الثوب عن الشعبي.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة
الصف وأدمن قرائتها في فرائضه ونوافله صفه الله مع ملائكته وأنبيائه المرسلين.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة

(1) الهنات جمع الهنة بمعنى الشئ.
(2) غبر بمعنى مضى أيضا.
309

عيسى عليه السلام (1) كان عيسى عليه السلام مصليا مستغفرا له ما دام في الدنيا وهو يوم
القيامة رفيقه.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: سبح لله ما في السماوات وما في الأرض
وهو العزيز الحكيم * يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون مخاطبة
لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين وعدوه ان ينصروه ولا يخالفوا امره ولا ينقضون
عهده في أمير المؤمنين عليه السلام، فعلم الله انهم لا يفون بما يقولون، فقال: " لم تقولون
ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله " الآية وقد سماهم الله مؤمنين باقرارهم وان
لم يصدقوا.
4 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن
سالم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن
أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله: " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما
لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ".
5 - في نهج البلاغة والخلف يوجب المقت عند الله والناس، قال الله سبحانه:
" كبر مقتا عند الله أن تقولوا عند الله ما لا تفعلون ".
6 - وفيه قال عليه السلام: كان لي فيما مضى أخ إلى أن قال عليه السلام: وكان يفعل ما يقول
ولا يقول ما لا يفعل.
7 - في الكافي في حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنين عليه السلام
الناس بصفين فقال: ان الله عز وجل دلكم إلى أن قال عليه السلام: وقال جل جلاله:
ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فسووا صفوفكم
كالبنيان المرصوص، فقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على النواجذ فإنه أنبأ
للسيوف على الهام، والتووا على أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة، وغضوا الابصار
فإنه اربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل وأولى بالوقار
ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوها ولا تجعلوها الا مع شجعانكم، فان المانع للذمار

(1) تسمى سورة الصف بسورة عيسى (ع) وسورة الحواريين أيضا.
310

والصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع
الحاجة.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر المؤمنين الذين جاهدوا وقاتلوا في
سبيل الله فقال: " ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " قال:
يصطفون كالبنيان الذي لا يزول.
9 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها
يوم الغدير يقول فيها عليه السلام واعلموا أيها المؤمنون ان الله عز وجل قال: " ان الله يحب
الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " أتدرون ما سبيله؟ انا سبيل الله
الذي نصبني للاتباع بعد نبيه صلى الله عليه وآله.
10 - في مجمع البيان: وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد

(1) الدارع: لابس الدرع. والحاسر - بالمهملات -: الذي لا مغفر له ولا درع
والنواجذ: أقصى الأسنان والضواحك منها. وأنبأ - بتقديم النون على الموحدة -: أي أبعد وأشد دفعا،
قال الفيض (ره) في الوافي: قيل: الوجه في ذلك ان العض على الأضراس يشد شؤون الدماغ ورباطاته فلا
يبلغ السيف مبلغه. والهام جمع الهامة وهي الرأس، قيل: أمرهم بان يلتووا إذا طعنوا
لأنهم إذا فعلوا ذلك فبالحري ان يمور الانسان أي يتحرك عن موضعه فيخرج زالقا وإذا
لم يلتووا لم يمر السنان ولم يتحرك عن موضعه فينخرق وينفذ ويقتل. وأمرهم بغض الابصار
في الحرب لأنه أربط للجأش أي أثبت للقلب لان الغاض بصره في الحرب أحرى أن لا يدهش
ولا يرتاع لهول ما ينظر. وأمرهم بإماتة الأصوات واخفائها لأنه أطرد للفشل وهو
الجبن والخوف وذلك لان الجبان يرعد ويبرق والشجاع صامت وأمرهم بحفظ راياتهم
ان لا تميلوها لأنها إذا مالت انكسر العسكر لأنهم ينظرون إليها وان لا يخلوها عن محام عنها
وان لا يجعلوها بأيدي الجبناء كيلا يجنبوا عن امساكها. والذمار - بالكسر -: ما يلزم حفظه
وحمايته سمى ذمارا لأنه يجب على أهله التذمر له أي الغضب. والحقائق جمع الحاقة وهي
الامر الصعب الشديد ومنه قوله تعالى " الحاقة ما الحاقة ".
311

تعلمون انى رسول الله إليكم روى في قصة قارون انه دس إليه امرأة وزعم أنه زنى
بها ورموه بقتل هارون.
11 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله زاغوا أزاغ الله قلوبهم أي شكك
الله قلوبهم ثم حكى قول عيسى عليه السلام لبنى إسرائيل: انى رسول الله إليكم مصدقا لما
بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه احمد فلما جاءهم
بالبينات قالوا هذا سحر مبين قال: وسأل بعض اليهود لعنهم الله رسول الله صلى الله عليه وآله:
لم سميت أحمد ومحمد وبشيرا ونذيرا؟ فقال: اما محمد فانى في الأرض محمود،
واما أحمد فاني في السماء أحمد منى في الأرض، واما البشير فأبشر من أطاع الله بالجنة،
واما النذير فانذر من عصى الله بالنار.
12 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما
سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام إليه آخر و
سأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل ويعقوب
وهو إسرائيل، والخضر وهو حليقا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح،
ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم أجمعين.
13 - وباسناده إلى صفوان بن يحيى صاحب السابري قال: سألني أبو قرة
صاحب الجاثليق ان أوصله إلى الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك قال: ادخله على فلما
دخل عليه قبل بساطه وقال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا،
ثم قال: أصلحك الله ما تقول في فرقة ادعت دعوى فشهدت لهم فرقة أخرى معدلون؟
قال: الدعوى لهم قال: فادعت فرقة أخرى دعوى فلم يجدوا شهودا من غيرهم؟
قال: لا شئ لهم، قال: فانا نحن ادعينا أن عيسى روح الله وكلمته فوافقنا على ذلك
المسلمون وادعى المسلمون ان محمدا نبي فلم نتابعهم عليه وما أجمعنا عليه خير مما
افترقنا فيه، فقال أبو الحسن عليه السلام: ما اسمك؟ قال: يوحنا قال: يا يوحنا انا آمنا
بعيسى روح الله وكلمته الذي كان يؤمن بمحمد ويبشر به ويقر على نفسه أنه عبد مربوب
فإن كان عيسى الذي هو عندك روح الله وكلمته ليس هو الذي آمن بمحمد صلى الله عليه وآله و
312

بشر به ولا هو الذي أقر لله عز وجل بالعبودية فنحن منه براء، فأين اجتمعنا؟ فقام و
قال لصفوان بن يحيى; قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس؟.
14 - في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدو
أمرك؟ قال: دعوة أبى إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي انه خرج منها شئ أضاءت
منه قصور الشام.
15 - عن أبي جعفر عليه السلام ان لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة أسماء: خمسة في
القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله و
يس ون، الحديث.
16 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أصحاب الملل والمقالات
قال الجاثليق للرضا عليه السلام: ما تقول في نبوة عيسى وكتابه صلى الله عليه وآله هل تنكر منها شيئا
قال الرضا عليه السلام: انا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقرت به الحواريون
وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وبكتابه ولم يبشر به أمته، قال
الجاثليق: أليس انما تقطع الاحكام بشاهدي عدل؟ قال: بلى قال: فأقم شاهدين
من غير أهل ملتك على نبوة محمد لا تنكره النصرانية، وسلنا مثل ذلك من غير أهل
ملتنا، قال الرضا عليه السلام: الان جئت بالنصفة يا نصراني، ألا تقبل منى العدل المقدم
عند المسيح بن مريم؟ قال الجاثليق: ومن هذا العدل؟ سمه لي، قال: ما تقول في
يوحنا الديلمي؟ قال: بخ بخ ذكرت أحب الناس إلى المسيح، قال عليه السلام: فأقسمت
عليك هل نطق الإنجيل ان يوحنا قال: إن المسيح أخبرني بدين محمد العربي و
بشرني به أن يكون من بعده فبشرت به الحواريين فآمنوا به؟ قال الجاثليق: قد
ذكرنا ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل وأهل بيته ووصيه ولم يلخص متى
يكون ذلك؟ ولم يسم لنا القوم فنعرفهم، قال الرضا عليه السلام: فان جئناك بمن يقرأ
الإنجيل فتلا عليك ذكر دين محمد وأهل بيته أتؤمن به؟ قال: سديدا (1) قال
الرضا عليه السلام: لنسطاس الرومي: كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل؟

(1) وفى نسخة البحار " شديدا " بدل " سديدا ".
313

قال: ما أحفظني له! ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال: ألست تقرأ الإنجيل؟
قال: بلى لعمري قال: فخذ على السفر الثالث فإنه كان فيه ذكر محمد وأهل
بيته وأمته فاشهدوا لي، وان لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا، ثم قرأ عليه السلام السفر
الثالث حتى إذا بلغ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وقف ثم قال: يا نصراني انى أسألك بحق المسيح
وأمه أتعلم انى عالم بالإنجيل؟ قال: نعم ثم تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته و
أمته، ثم قال: ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسى بن مريم فان كذبت ما ينطق
به الإنجيل فقد كذبت عيسى وموسى، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل
لأنك تكون قد كفرت بربك وبنبيك وبكتابك، قال الجاثليق: لا أنكر ما قد
بان لي من الإنجيل وانا أقر به، قال الرضا عليه السلام: اشهدوا على اقراره، ثم قال:
يا جاثليق سل عما بدالك، قال الجاثليق: أخبرني عن حواري عيسى بن مريم كم
كان عدتهم وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟ قال الرضا عليه السلام: على الخبير سقطت، أما
الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا وكان أعلمهم وأفضلهم الوقا، وأما علماء النصارى
فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الأكبر بأخ ويوحنا بقرقيسا ويوحنا الديلمي بزجار (1) و
عنده كان ذكر النبي صلى الله عليه وآله وذكر أهل بيته وأمته، وهو الذي بشر أمة عيسى وبنى إسرائيل
به. في عيون الأخبار مثله سواء.
17 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى معاوية بن عمار
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: بقي الناس بعد عيسى عليه السلام خمسين ومأتي
سنة بلا حجة ظاهرة.
18 - وباسناده إلى يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان بين عيسى
ومحمد صلى الله عليهما خمسمأة عام منها مأتين وخمسين عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر،
قلت: فما كانوا؟ قال: كانوا متمسكين بدين عيسى عليه السلام قلت: فما كانوا؟ قال: كانوا مؤمنين

(1) أخ: موضع بالبصرة. وقرقيساء: بلدة: على الفرات سمى بقرقيسا بن طهمورث
وزجار - كما في الأصل وكذا المصدر ونسخة البحار -: مجهول لم نعرف مكانا بهذا الاسم
ولعله مصحف " الرجاز " كشداد كما في العيون واد بنجد وموضع بفارس.
314

ثم قال عليه السلام: ولا تكون الا وفيها عالم.
19 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده
الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم
فيما سأله فقال: لأي شئ سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال
النبي صلى الله عليه وآله: اما محمد فانى محمود في الأرض، واما أحمد فانى محمود في السماء،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله:
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما أن بعث الله عز وجل المسيح قال المسيح عليه السلام
انه سوف يأتي من بعدى نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل عليه السلام يجئ بتصديقي وتصديقكم
وعذري وعذركم.
21 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن
محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لم تزل الأنبياء تبشر بمحمد
صلى الله عليه وآله حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم، فبشر بمحمد صلى الله عليه وآله وذلك
قوله تعالى: " يجدونه " يعنى اليهود والنصارى " مكتوبا " يعنى صفة محمد صلى الله عليه وآله
" عندهم " يعنى في التوراة والإنجيل " يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر " وهو
قول الله عز وجل يخبر عن عيسى: ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه احمد
وبشر موسى وعيسى بمحمد كما بشر الأنبياء صلوات الله عليهم بعضهم ببعض، حتى
بلغه محمدا صلى الله عليه وآله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
22 - وباسناده إلى علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك
وتعالى فقال له في مناجاته: أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى
بن مريم صاحب الأتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب ومن بعده بصاحب
الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر (1) فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على
الكتب كلها، راكع ساجد راغب اخوانه المساكين وأنصاره قوم آخرون،

(1) مر معناه في صفحة. 211 فراجع
315

ويكون في زمانه أزل وزلازل (1) وقتل وقلة من المال، اسمه أحمد محمد
الأمين من الباقين من ثلة الأولين الماضين والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
23 - في من لا يحضره الفقيه وروى يونس بن عبد الرحمن عن عاصم بن
حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: إن اسم
النبي صلى الله عليه وآله في صحف إبراهيم الماحي، وفى توراة موسى الحاد، وفى إنجيل عيسى
احمد، وفى الفرقان محمد، قيل: فما تأويل الماحي؟ فقال: الماحي صورة
الأصنام وماحي الأزلام والأوثان وكل معبود دون الرحمن، قيل: فما تأويل
الحاد؟ قال: يحاد من حاد الله ودينه قريبا كان أو بعيدا، قيل: فما تأويل احمد
قال: حسن ثناء الله عز وجل في الكتب بما حمد من أفعاله، قيل: فما تأويل محمد؟
قال: إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم يحمدونه ويصلون عليه.
24 - في عوالي اللئالي وروى في الحديث أن الله تعالى لما بشر عليه بظهور
نبينا صلى الله عليه وآله قال في صفته: واستوص بأصحاب الجمل الأحمر والوجه الأقمر
نكاح النساء.
25 - في مجمع البيان وصحت الرواية عن الزهري عن محمد بن مسلم
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان لي أسماء انا أحمد وانا محمد وانا الماحي
الذي يمحو الله بي الكفر وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وانا العاقب
الذي ليس بعدى نبي أورده البخاري في الصحيح.
26 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل:
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم قال: يريدون ليطفئوا نور الله ولاية
أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم، قلت: والله متم نوره قال: والله متم الإمامة لقوله: " الذين
آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " فالنور هو الامام.

(1) الأزل: الضيق. والزلازل: البلايا.
316

27 - أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن الحسن (1) و
موسى بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام
قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم " قال: ليطفئوا
ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فأفواههم قلت: " والله متم نوره " قال يقول: والله متم الإمامة
والإمامة هي النور وذلك قوله: " آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " قال: النور هو الامام
28 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمار بن موسى الساباطي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول: لم تخل الأرض من حجة عالم يحيى
فيها ما يميتون من الحق، ثم تلا هذه الآية: " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله
متم نوره ولو كره الكافرون ".
29 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله
متم نوره " قال: بالقائم من آل محمد عليهم السلام حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كله
حتى لا يعبد غير الله وهو قوله عليه السلام يملأ: الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا.
30 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد
بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: " هو الذي ارسل رسوله بالهدى
ودين الحق " قال هو الذي ارسل رسوله بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق
قلت: " ليظهره على الدين كله " قال: يظهر على جميع الأديان عند قيام القائم،
يقول الله: " والله متم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولو كره الكافرون بولاية على "
قلت هذا تنزيل؟ قال: نعم اما هذا الحرف فتنزيل واما غيره فتأويل والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
أقول: وهذا متصل بآخر ما نقلنا عن أصول الكافي سابقا أعني قوله: فالنور هو
الامام; ويتصل هذا المتن به قلت: هو الذي الخ.

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولكتاب جامع الرواة; لكن في الأصل محمد
بن الحسين " مصغرا ".
317

31 - في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن عمران بن ميثم عن عباية انه
سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول: هو الذي ارسل عبده بالهدى ودين الحق ليظهره على
الدين كله اظهروا ذلك بعد؟ قالوا: نعم قال: كلا والذي نفسي بيده حتى لا تبقى
قرية الا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله بكرة وعشيا.
32 - في الكافي وفى حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنين
عليه السلام الناس بصفين فقال: ان الله عز وجل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم وتشفى
بكم على الخير (1) والايمان بالله والجهاد في سبيل الله، وجعل ثوابه مغفرة للذنب و
مساكن طيبة في جنات عدن.
33 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من
عذاب اليم فقالوا: لو نعلم ما هي لنبذلن فيها الأموال والأنفس والأولاد، فقال
الله: تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم إلى قوله
ذلك الفوز العظيم.
34 - في مجمع البيان وسأل الحسن عمران بن حصين وأبا هريرة عن
تفسير قوله تعالى: ومساكن طيبة في جنات عدن فقالا: على الخبير سقطت.
سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك فقال: قصر من لؤلؤ في الجنة، في ذلك القصر سبعون
دارا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت
سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون، على كل فرش امرأة
من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام
في كل بيت سبعون وصيفة (2) قال: ويعطى الله المؤمن من القوة في غداة واحدة
ما يأتي على ذلك كله.
35 - في تفسير علي بن إبراهيم: وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب

(1) أشفى على الشئ أي أشرف.
(2) الوصيفة: الجارية. وفى المصدر " في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة ".
318

يعنى في الدنيا بفتح القائم عليه السلام، وأيضا قال فتح مكة.
36 - في روضة الكافي حدثنا ابن محبوب (1) عن أبي يحيى كوكب الدم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن حواري عيسى صلى الله عليه كانوا شيعته، وان شيعتنا حواريونا، وما
كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا، وانما قال عيسى عليه السلام: من أنصاري إلى الله
قال الحواريون نحن أنصار الله فلا والله ما نصروه من اليهود، ولا قاتلوهم دونه،
وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله صلى الله عليه وآله ينصرونا ويقاتلون دوننا
ويخوفون ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلاد، جزاهم الله عنا خيرا، وقد قال
أمير المؤمنين عليه السلام والله لو ضربت خيشوم (2) محبينا بالسيف ما أبغضونا، والله لو
أدنيت إلى مبغضينا وحثوت لهم من المال ما أحبونا (3).
37 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه، ومتعلم على سبيل نجاة.
أولئك هم الأقلون عددا وقد بين الله ذلك من أمم الأنبياء وجعلتهم مثلا لمن تأخر مثل
قوله في حواري عيسى حيث قال لساير بني إسرائيل: " من أنصاري إلى الله قال الحواريون
نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون " يعنى مسلمون لأهل الفضل فضلهم; ولا
يستكبرون عن أمر ربهم، فما أجابه منهم الا الحواريون.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله " يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله
كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله
آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون * فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة " قال:
التي كفرت هي التي قتلت شبيه عيسى عليه السلام، وصلبته، والتي آمنت هي التي قبلت
فقتلت الطائفة التي قتلته وصلبته وهو قوله: فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم
فأصبحوا ظاهرين.

(1) وقبله: " محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا عن سهل بن
زياد عن ابن محبوب..... اه ".
(2) الخيشوم: أقصى الانف.
(3) كناية عن كثرة العطاء قال في القاموس: حثوت له أي أعطيته كثيرا.
319

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الواجب على
كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الاعلى،
وفى صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله
صلى الله عليه وآله وكان جزائه وثوابه على الله الجنة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة الجمعة
اعطى عشر حسنات; بعدد من أتى الجمعة وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين.
3 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان
عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: القراءة في
الصلاة فيها شئ موقت؟ قال: لا الا الجمعة فإنه يقرء فيها الجمعة والمنافقين.
4 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن منصور
ابن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس في القراءة موقت الا الجمعة يقرأ بالجمعة
والمنافقين.
5 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى
عن سماعة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح
اسم ربك الاعلى، وفى الفجر بسورة الجمعة وقل هو الله أحد، وفى الجمعة بالجمعة
والمنافقين.
6 - الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن فضالة بن
أيوب عن الحسين بن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام بما أقرأ في صلاة الفجر
في يوم الجمعة؟ قال: اقرأ في الأولى بسورة الجمعة. وفى الثانية بقل هو الله أحد،
ثم اقنت حتى تكونا سواء.
320

7 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن جميل عن محمد بن
مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله أكرم بالجمعة المؤمنين فسنها رسول الله
صلى الله عليه وآله بشارة لهم، والمنافقين توبيخا للمنافقين ولا ينبغي تركها، فمن تركها متعمدا
فلا صلاة له.
8 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القراءة في الجمعة إذا صليت وحدي أربعا أجهر بالقراءة؟
فقال: نعم. وقال: اقرأ بسورة الجمعة والمنافقين في يوم الجمعة.
9 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن العلا عن
محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في الرجل يريد ان يقرأ بسورة الجمعة في الجمعة
فيقرأ قل هو الله أحد؟ قال: يرجع إلى سورة الجمعة.
وروى أيضا يتمها ركعتين ثم يستأنف.
10 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن عمر بن
يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من صلى الجمعة بغير الجمعة والمنافقين أعاد الصلاة
في سفر أو حضر وروى لا بأس في السفر ان يقرأ بقل هو الله أحد.
11 - في كتاب علل الشرايع أبى رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في حديث
طويل يقول: اقرأ سورة الجمعة والمنافقين، فان قرائتهما سنة يوم الجمعة في
الغداة والظهر والعصر ولا ينبغي لك ان تقرء بغيرهما في صلاة الظهر، يعنى الجمعة
إماما كنت أو غير امام.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم: يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض
الملك القدوس العزيز الحكيم القدوس البرئ من الآفات الموجبات للجهل.
13 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن
عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومتى علمنا أنه عزيز حكيم
صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وان وجهها غير منكشف.
321

14 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبي
الحسن الأول عليه السلام قال: بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين في سبع
وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم
قال: الأميون الذين ليس معهم كتاب، قال: فحدثني أبى عن ابن أبي عمير عن
معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم "
قال: كانوا يكتبون ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله، ولا بعث إليهم رسولا،
فنسبهم الله إلى الأميين.
16 - في بصائر الدرجات الحسين بن محمد عن أحمد بن هلال عن خلف
بن حماد عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان النبي صلى الله عليه وآله
كان يقرء ويكتب ويقرأ ما لم يكتب.
17 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر الصوفي قال: سألت أبا جعفر
محمد بن علي الباقر فقلت: يا ابن رسول الله لم سمى النبي صلى الله عليه وآله الأمي؟ فقال:
ما تقول الناس؟ قلت: يزعمون أنه انما سمى الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب
فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله، انى ذلك والله يقول: " وهو الذي بعث في
الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " فكيف
كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء ويكتب باثنين وسبعين
أو قال: بثلاث وسبعين لسانا، وانما سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة; ومكة من
أمهات القرى، وذلك قول الله عز وجل: " لتنذر أم القرى ومن حولها ".
18 - وباسناده إلى علي بن حسان وعلي بن أسباط وغيره رفعه عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قلت: ان الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكتب ولا يقرء فقال:
كذبوا لعنهم الله انى يكون ذلك وقد قال الله عز وجل: " وهو الذي بعث في الأميين
رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " فيكون يعلمهم
322

الكتاب والحكمة وليس يحسن ان يقرء أو يكتب، قال: قلت: فلم سمى النبي
الأمي؟ قال: نسب إلى مكة وذلك قوله عز وجل: " لتنذر أم القرى ومن حولها " فأم
القرى مكة فقيل أمي لذلك.
19 - في أصول الكافي وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي عليه السلام كثيرا ما
يقول: اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقرء انا أنزلناه بتخشع
وبكاء، فيقولان: ما أشد رقتك لهذه السورة؟! فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله لما رأت
عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدى; فيقولان: وما الذي رأيت
وما الذي يرى؟ قال: فيكتب لهما في التراب: " تنزل الملائكة والروح فيها
بإذن ربهم من كل أمر " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم
قال: دخلوا الاسلام بعدهم.
21 - في مجمع البيان " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم " وهم كل من بعد الصحابة
إلى يوم القيامة إلى قوله: وقيل: هم الأعاجم ومن لا يتكلم بلغة العرب، فان النبي
صلى الله عليه وآله مبعوث إلى من شاهده والى من بعدهم من العجم والعرب، عن ابن عمر وسعيد بن
جبير وروى ذلك عن أبي جعفر عليه السلام.
22 - وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ هذه الآية فقيل له: من هؤلاء؟ فوضع
يده على كتف سلمان وقال: لو كان الايمان في الثريا لنالته رجال من هؤلاء.
23 - وروى محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم يرفعه قال: جاء الفقراء إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله ان للأغنياء ما يتصدقون وليس لنا ما نتصدق؟
ولهم ما يحجون وليس لنا ما نحج؟ ولهم ما يعتقون وليس لنا ما نعتق؟ فقال: من
كبر الله مأة مرة كان أفضل من عتق رقبة، ومن سبح الله مأة مرة كان أفضل من مأة فرس
في سبيل الله بسرجها وبلجمها، ومن هلل الله مأة مرة كان أفضل الناس عملا في
ذلك اليوم الا من زاد، فبلغ ذلك الأغنياء فقالوه; فرجع الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وآله
فقالوا: يا رسول الله قد بلغ الأغنياء ما قلت فصنعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
323

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
24 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن
الحكم عن المستورد النخعي عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الملائكة
الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد
قال: فيقول: أما ترون إلى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد؟
فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة: " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل
العظيم ".
25 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب مثلا في بني إسرائيل فقال: مثل
الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا قال: الحمار
يحمل الكتب ولا يعلم ما فيها ولا يعمل به كذلك بنو إسرائيل قد حملوا مثل الحمار
لا يعلمون ما فيه ولا يعملون به وقوله: يا أيها الذين هادوا ان زعمتم انكم أولياء
لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين قال: إن في التوراة مكتوب:
أولياء الله يتمنون الموت.
26 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه
عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: جاء رجل إلى أبي ذر فقال: يا أبا ذر مالنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم عمرتم الدنيا
وخربتم الآخرة فتكرهون ان تنقلوا من عمران إلى خراب.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: إن الموت الذي تفرون منه فإنه
ملاقيكم قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس كل امرء لاق في فراره ما منه يفر، و
الاجل مساق النفس إليه والهرب منه موافاته.
28 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: " قل ان الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم " إلى قوله
" تعملون " قال: تعد السنين ثم تعد الشهور ثم تعد الأيام ثم تعد الساعات ثم يعد النفس فإذا
جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
324

29 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى أنه كان بالمدينة إذا اذن المؤذن يوم
الجمعة نادى مناد: حرم البيع لقول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي
للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع.
30 - في مجمع البيان وقرء عبد الله بن مسعود " فامضوا إلى ذكر الله " وروى
ذلك عن علي بن أبي طالب عليه السلام وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
31 - في الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن أحمد بن
محمد عن المفضل بن الصالح عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له:
قول الله عز وجل: " فاسعوا إلى ذكر الله " قال: اعملوا وعجلوا فإنه يوم مضيق على
المسلمين، وثواب أعمال المسلمين على قدر ما ضيق عليهم، والحسنة والسيئة تضاعف
فيه. قال: وقال أبو جعفر عليه السلام: والله لقد بلغني أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كانوا يتجهزون
للجمعة يوم الخميس; لأنه يوم مضيق على المسلمين.
32 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسن
بن علان عن حماد بن عيسى وصفوان بن يحيى عن ربعي بن عبد الله عن فضيل بن
يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن من الأشياء أشياء موسعة وأشياء مضيقة، فالصلوات
مما وسع فيه تقدم مرة وتؤخر أخرى، والجمعة مما ضيق فيها فان وقتها يوم الجمعة
ساعة تزول، ووقت العصر فيها وقت الظهر في غيرها.
33 - محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن العباس بن معروف عن ابن أبي
نجران عن أبي عبد الله عن أبي جعفر عليهما السلام قال: قال له رجل: كيف سميت
الجمعة؟ قال: إن الله عز وجل جمع فيها خلقه لولاية محمد ووصيه في الميثاق،
فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه.
34 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إذا قمت إلى الصلاة انشاء الله فأتها سعيا وليكن عليك السكينة والوقار، فما أدركت
فصل وما سبقت فأتمه، فان الله عز وجل يقول: " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة
من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله " ومعنى فاسعوا هو الانكفاء.
325

35 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " فاسعوا إلى ذكر الله " قال:
الاسراع في المشي، وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " يا أيها
الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع " يقول:
واسعوا أي امضوا ويقال: اسعوا اعملوا لها وهو قص الشارب ونتف الإبط وتقليم
الأظفار والغسل ولبس أنظف الثياب وتطيب للجمعة فهو السعي، يقول الله: " ومن أراد
الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن ".
36 - في مجمع البيان وفرض الجمعة لازم جميع المكلفين الا أصحاب
الاعذار من السفر أو المرض أو العمى أو العرج أو أن يكون امرأة أو شيخا لا حراك به
أو عبدا أو يكون على رأس أكثر من فرسخين من الجامع، وعند حصول هذه الشرائط
لا تجب الا عند حضور السلطان العادل أو من نصبه السلطان للصلاة، والعدد يتكامل
عند أهل البيت عليهم السلام بسبعة، والاختلاف بين الفقهاء في مسائل الجمعة كثير موضعه
كتب الفقه.
37 - في كتاب الخصال وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اطرقوا
أهليكم في كل جمعة بشئ من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة وكان النبي
صلى الله عليه وآله إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم الخميس، وإذا أراد ان يدخل البيت
في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.
38 - فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم
في دينه ودنياه: وفى يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد الا مات.
39 - عن محمد بن رباح القلا قال: رأيت أبا إبراهيم عليه السلام يحتجم يوم الجمعة
فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة؟ قال: اقرأ آية الكرسي فإذا هاج بك
الدم ليلا كان أو نهارا اقرأ آية الكرسي واحتجم.
40 - عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: قلت لأبي الحسن العسكري عليه السلام
حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله لا اعرف معناه؟ قال: وما هو؟ قلت: قوله:
لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه؟ قال: نعم، الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض
326

فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، والاحد كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام; والاثنين
الحسن والحسين، والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، و
الأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وانا، والخميس ابني
الحسن بن علي، والجمعة ابن ابني واليه تجمع عصابة الحق، وهو الذي يملأها
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فهذا معنى الأيام. فلا تعادوهم في الدنيا
فيعادوكم في الآخرة.
41 - في الكافي أحمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستحب إذا دخل وإذا خرج في
الشتاء أن يكون ذلك في ليلة الجمعة.
42 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله: فإذا قضيت
الصلاة فانتشروا في الأرض يعنى إذا فرغ من الصلاة فانتشروا في الأرض قال:
يوم السبت.
43 - في مجمع البيان وروى انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال في قوله: " فإذا قضيت
الصلاة فانتشروا في الأرض " الآية ليست بطلب الدنيا، ولكن عيادة مريض وحضور
جنازة وزيارة أخ في الله.
44 - وروى عمر بن يزيد عن أبي عبد الله قال: انى لا ركب في الحاجة
التي كفاها الله ما أركب فيها الا التماس أن يراني الله أضحى في طلب الحلال; أما
تسمع قول الله عز اسمه: " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل
الله " أرأيت لو أن رجلا دخل بيتا وطين عليه بابه، ثم قال: رزقي ينزل على أكان
يكون هذا؟ اما انه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم، قال: قلت: من هؤلاء؟
قال: رجل تكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له; لان عصمتها في يده
لو شاء أن يخلى سبيلها، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه فيجحده
حقه فيدعو عليه فلا يستجاب، لأنه ترك ما أمر به، والرجل يكون عنده الشئ فيجلس
في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس حتى يأكله ثم يدعو فلا يستجاب له.
327

45 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الصلاة يوم الجمعة والانتشار
يوم السبت.
46 - في محاسن البرقي عنه عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن سنان وأبى أيوب
الخزاز قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " فإذا قضيت الصلاة
فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله " قال: الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم
السبت.
وقال: السبت لنا والاحد لبني أمية.
47 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
وباسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: السبت لنا والاحد لشيعتنا والاثنين لبني أمية
، والثلاثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العباس والخميس لشيعتهم، والجمعة لساير
الناس جميعا وليس فيه سفر، قال الله تعالى: " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض
وابتغوا من فضل الله " يعنى يوم السبت.
48 - في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار
عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي حفص العطار شيخ من أهل المدينة قال: سمعت
أبا عبد الله عليهم السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا صلى أحدكم المكتوبة وخرج
من المسجد فليقف بباب المسجد ثم ليقل: اللهم دعوتني فأجبت دعوتك وصليت
مكتوبك وانتشرت في أرضك كما أمرتني فأسئلك من فضلك العمل بطاعتك واجتناب
سخطك والكفاف في الرزق برحمتك.
49 - في مجمع البيان: واذكروا الله كثيرا أي اذكروه على احسانه إلى
قوله: وقيل معناه: اذكروا الله في تجاراتكم وأسواقكم كما روى عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال: من ذكر الله مخلصا في السوق عند غفلة الناس وشغلهم بما هم فيه كتب الله له
ألف حسنة ويغفر الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر، لعلكم تفلحون
أي لتفلحوا وتفوزوا بثواب النعيم، علق سبحانه الفلاح بالقيام بما تقدم ذكره من
أعمال الجمعة وغيرها.
328

50 - وصح الحديث عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اغتسل يوم الجمعة
فأحسن غسله ولبس صالح ثيابه، ومس من طيب بيته أو دهنه، ثم لم يفرق بين
اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام بعدها أورده البخاري
في الصحيح.
51 - وروى سلمان التيمي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن لله عز وجل في كل
جمعة ستمأة الف عتيق من النار كلهم قد استوجب النار.
52 - وفيه قال جابر بن عبد الله: اقبل عير ونحن نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله
فانفض الناس إليها فما بقي غير اثنى عشر رجلا انا فيهم فنزلت الآية وإذا رأوا تجارة
أو لهوا وقال الحسن وأبو مالك: أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر، فقدم دحية
ابن خليفة بتجارة زيت من الشام والنبي صلى الله عليه وآله يخطب يوم الجمعة; فلما رأوه قاموا
إليه بالبقيع خشية ان يسبقوا إليه، فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله الا رهط فنزلت الآية
فقال صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لو أنه تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم
الوادي نارا.
53 - في عوالي اللئالي وروى مقاتل بن سليمان قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله
يخطب يوم الجمعة إذا قدم دحية الكلبي من الشام بتجارة، وكان إذا قدم لم يبق في
المدينة عاتق الا أتته (1) وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه الناس من دقيق
وبر وغيره، ثم ضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه، فيخرج الناس فيبتاعوا منه،
فقدم ذات جمعة وكان قبل ان يسلم ورسول الله صلى الله عليه وآله يخطب على المنبر، فخرج الناس فلم
يبق في المسجد الا اثنى عشر، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لولا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء
وانزل الله الآية في سورة الجمعة.
54 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا
إليها قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى بالناس يوم الجمعة و

(1) العاتق: الجارية أول ما أدركت أو التي بين الادراك والتعنيس سميت بذلك
لأنها عتقت عن خدمة أبويها ولم يدركها زوج بعد.
329

دخلت ميرة (1) وبين يديها قوم يضربون بالدفوف والملاهي، فترك الناس
الصلاة ومروا ينظرون إليهم، فأنزل الله: " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها "
إلى قوله " والله خير الرازقين ".
أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن
صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير انه سئل عن الجمعة كيف يخطب الامام؟ قال: يخطب
قائما فان الله يقول: وتركوك قائما.
55 - وعنه عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب عن أبي
يعفور (2) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت: " وإذا رأوا تجارة أو لهوا
انصرفوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة " يعنى للذين
اتقوا " والله خير الرازقين ".
56 - في مجمع البيان " انفضوا " أي تفرقوا وروى عن أبي عبد الله عليه
السلام أنه قال: انصرفوا إليها وتركوك قائما تخطب على المنبر، قال جابر
بن سمرة: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب الا وهو قائم فمن حدثك انه خطب
وهو جالس فكذبه.
وسئل عبد الله بن مسعود كان النبي صلى الله عليه وآله يخطب قائما؟ فقال: أما تقرأ
" وتركوك قائما ".
57 - في كتاب الخصال فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي ثلاث يقسين
القلب: استماع اللهو وطلب الصيد واتيان باب السلطان.
58 - عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خصال يفسدن
القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء (3)

(1) الميرة: الطعام يدخره الانسان.
(2) كذا في الأصل وتوافقه المصدر لكن في نسخة البرهان " عن ابن أبي يعفور "
وهو الصحيح.
(3) البذاء: الفحش في القول.
330

واتيان باب السلطان وطلب الصيد.
59 - عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء:
التمتع في النساء، ومفاكهة الاخوان والصلاة بالليل.
60 - في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته: و
كان يقرء في سورة الجمعة: " قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا و
الله خير الرازقين ".
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الواجب على
كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الاعلى. وفى
صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان
جزاؤه وثوابه على الله الجنة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة
المنافقين برئ من النفاق.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك
لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون
قال: نزلت في غزوة المريسيع (1) وهي غزوة المصطلق في سنة خمس من الهجرة،
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج إليها فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء قليلا
فيها، وكان انس بن سيار حليف الأنصار، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا
لعمر بن الخطاب فاجتمعوا على البئر فتعلق دعو سيار (2) بدلو جهجاه فقال سيار
دلوى، وقال جهجاه: دلوى. فضرب جهجاه على وجه سيار فسال منه الدم. فنادى سيار

(1) قال الفيروزآبادي: المريسيع مصغر مرسوع: بئر أو ماء لخزاعة على يوم من
الفرع واليه تضاف غزوة بنى المصطلق.
(2) كذا في الأصل والصحيح كما في المصدر " ابن سيار " وكذا فيما يأتي.
331

بالخزرج ونادى جهجاه بقريش، وأخذ الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة فسمع عبد الله بن أبي
النداء فقال: ما هذا؟ فأخبروه بالخبر، فغضب غضبا شديدا ثم قال: قد كنت كارها لهذا
المسير انى لاذل العرب ما ظننت انى أبقى إلى أن اسمع مثل هذا فلا يكن عندي تغيير
، ثم أقبل على أصحابه فقال: هذا عملكم أنزلتموهم منازلكم، وواسيتموهم بأموالكم
ووقيتموهم بأنفسكم، وأبرزتم نحوركم للقتل فارمل نساؤكم (1) وأيتم صبيانكم
ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم، ثم قال: " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن
الأعز منها الأذل " وكان في القول زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق، وكان رسول
الله صلى الله عليه وآله في ظل شجرة في وقت الهاجرة (2) وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين
والأنصار، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله بن أبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لعلك
وهمت يا غلام؟ قال: لا والله ما وهمت، قال: فلعلك غضبت عليه؟ قال: لا والله
ما غضبت عليه، قال: فلعله سفه عليك؟ فقال: لا والله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
لشقران مولاه: احدج، (3) فأحدج راحلته وركب وتسامع الناس بذلك، فقالوا:
ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليرحل في مثل هذا الوقت، فرحل الناس ولحقه
سعد بن عبادة فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال: و
عليك السلام فقال: ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت؟ فقال: أو ما سمعت قولا
قال صاحبكم؟ قالوا: وأي صاحب لنا غيرك يا رسول الله؟ قال: عبد الله بن أبي
زعم أنه ان رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل؟ فقال: يا رسول الله فإنك
وأصحابك الأعز وهو وأصحابه الأذل، فسار رسول الله صلى الله عليه وآله يومه كله لا يكلمه أحد،
فأقبلت الخزرج على عبد الله بن أبي يعذلونه (4) فحلف عبد الله انه لم يقل شيئا من

(1) أرملت المرأة: مات عنها زوجها.
(2) الهاجرة: مؤنث الهاجر: نصف النهار في القيظ، أو من عند زوال الشمس
إلى العصر، لان الناس يسكنون في بيوتهم كأنهم هاجروا.
(3) الحدج: شد الأحمال وتوثيقها.
(4) العذل: الملامة كالتعذيل.
332

ذلك، فقالوا: فقم بنا إلى رسول الله حتى تعتذر إليه، فلوى عتقه; فلما جن - الليل
سار رسول الله صلى الله عليه وآله ليله كله والنهار فلم ينزلوا الا للصلاة، فلما كان من الغد
نزل رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل أصحابه وقد أمهدهم الأرض (1) من السفر الذي أصابهم
فجاء عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فحلف عبد الله له انه لم يقل ذلك وانه يشهد
ان لا إله إلا الله وانك لرسول الله، وان زيدا قد كذب على، فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله
منه وأقلبت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له: كذبت على عبد الله
سيدنا فلما رحل رسول الله صلى الله عليه وآله كان زيد معه يقول: اللهم انك لتعلم انى لم اكذب
على عبد الله بن أبي، فما سار الا قليلا حتى أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يأخذه من
البرحاء (2) عند نزول الوحي، فثقل حتى كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحي،
فسرى عن رسول الله وهو يسكب العرق عن جبهته (3) ثم أخذ بإذن زيد بن أرقم فرفعه
من الرحل ثم قال: يا غلام صدق قولك ووعى قلبك وأنزل الله فيما قلت قرآنا،
فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين: " بسم الله الرحمن الرحيم إذا
جائك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان
المنافقين لكاذبون * اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون "
إلى قوله: " ولكن المنافقين لا يعلمون " ففضح الله عبد الله بن أبي.
4 - حدثنا أحمد بن ثابت قال: حدثنا أحمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي
حمزة عن أبان بن عثمان قال: سار رسول الله صلى الله عليه وآله يوما وليلة ومن الغد حتى ارتفع
الضحى، فنزل ونزل الناس، فرموا بأنفسهم نياما، وانما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله
أن يكف الناس عن الكلام، قال: وان ولد عبد الله بن أبي اتى رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال: يا رسول الله ان كنت عزمت على قتله فمرني ان أكون أنا الذي أحمل

(1) أمهدهم الأرض أي صارت لهم مهادا فلما وقعوا عليها ناموا.
(2) البرحاء: الشدة والأذى.
(3) سكب الماء: صبه. وفى البحار يسلت بدل يسكب وهو من سلت الخضاب عن يده
مسحه وألقاه.
333

إليك رأسه، فوالله لقد علمت الأوس والخزرج انى أبرهم ولدا بوالدي فانى
أخاف ان تأمر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي ان انظر إلى قاتل عبد الله فأقتل مؤمنا
بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل يحسن لك صحابته ما دام معنا.
5 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن أبي بصير قال: قال طاوس اليماني
لأبي جعفر عليه السلام: اخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحق وكانوا كاذبين قال: المنافقون
حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: " نشهد انك لرسول الله " فأنزل الله عز وجل: " إذا جاءك
المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين
لكاذبون ".
6 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال: قلت له: ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا
قال: إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين، وجعل
من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا، وأنزل بذلك قرآنا فقال: يا محمد إذا
جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد انك لرسول الله والله ليعلم انك لرسوله
والله يشهد ان المنافقين بولاية على لكاذبون، اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل
الله والسبيل هو الوصي انهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا
بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، قلت: ما معنى لا يفقهون؟ قال:
يقول: لا يعقلون نبوتك.
7 - وفى أصول الكافي باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام: وانما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس; رجل منافق يظهر الايمان
متصنع بالاسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدا، فلو علم
الناس انه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدق، ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله
ورآه وسمع منه وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله، وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين
بما أخبره ووصفهم بما وصفهم، فقال عز وجل: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم و
ان يقولوا تسمع لقولهم ثم بقوا بعدهم فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى
334

النار بالزور والكذب والبهتان، فولوهم الأعمال وحملوهم على رقاب الناس و
أكلوا بهم الدنيا، وانما الناس مع الملوك والدنيا الامن عصم الله فهذا أحد الأربعة.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: كأنهم خشب مسندة يقول: لا يسمعون ولا يعقلون يحسبون كل صيحة
عليهم يعنى كل صوت هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون فلما أنبأ الله
رسوله وعرفه خبرهم مشى إليهم عشائرهم (1) وقالوا: لقد افتضحتم ويلكم.
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر لكم فلووا رؤسهم وزهدوا في الاستغفار يقول الله:
وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم ورأيتهم يصدون و
هم مستكبرون.
أقول: قد تقدم في أول السورة في بيان شأن النزول (2) بيان لقوله
عز وجل: " لووا رؤسهم ".
9 - في أصول الكافي متصل بقوله: لا يعقلون نبوتك، قلت: " وإذا قيل لهم
تعالوا يستغفر لكم رسول الله " قال: وإذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية على يستغفر
لكم النبي من ذنوبكم " لووا رؤسهم " قال الله: " ورأيتهم يصدون عن ولاية على و
هم مستكبرون عليه " ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال: سواء عليهم
استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدى القوم الفاسقين
يقول: الظالمين لوصيك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
أقول: قد تقدم في أول السورة في بيان شأن النزول (3) بيان لقوله عز وجل:
يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
10 - في الكافي باسناده إلى الحسن الأحمسي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الله تعالى فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا، اما

(1) وفى المصدر " فلما نعمتهم الله لرسوله وعرفه مسائتهم إليهم والى عشائرهم... اه "
ولكن الظاهر هو المختار في الكتاب.
(2 و 3) مر في حديث تفسير القمي (ره) تجت رقم (3).
335

تسمع قول الله تعالى: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين فالمؤمن يكون عزيزا ولا
يكون ذليلا، ثم قال: المؤمن أعز من الجبل، ان الجبل يستفل منه بالمعاول (1)
والمؤمن لا يستفل من دينه شئ.
11 - وباسناده إلى سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله سبحانه وتعالى
فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه ألم تسمع لقول الله تعالى:
" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا
يعزه الله بالايمان والاسلام.
12 - وباسناده إلى داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا ينبغي
للمؤمن أن يذل نفسه قيل له: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض لما يطبق.
13 - وباسناده إلى مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لا ينبغي للمؤمنين
ان يذل نفسه، قلت: بما يذل نفسه؟ قال: يدخل فيما يعتذر منه.
14 - وبإسناد له آخر إلى سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى
فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه ان يذل نفسه ألم تر قول الله سبحانه و
تعالى هيهنا: " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " والمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا
ولا يكون ذليلا.
15 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقيل للحسن بن علي عليهما السلام: ان
فيك عظمة؟ قال: بل في عزة، قال الله تعالى: " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
16 - في كتاب الخصال عن عبد المؤمن الأنصاري قال: إن الله عز وجل
أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه; والفلاح في الآخرة، والمهابة
في صدور العالمين.
17 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله أعطى المؤمن ثلاث خصال: العزة
في الدنيا، والفلاح في الآخرة، والمهابة في قلوب الظالمين، ثم قرأ: " فلله العزة
ولرسوله وللمؤمنين " وقرء: " قد أفلح المؤمنون " إلى قوله: " هم فيها خالدون ".

(1) الفل: الثلم، والمعاول جمع المعول: " أداة لحفر الأرض.
336

18 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه كف
الأذى عن الناس.
19 - عن معاوية بن وهب قال: رآني أبو عبد الله عليه السلام وانا احمل بقلا، فقال:
انه يكره للرجل السرى (1) ان يحمل الشئ الدنى فيجترأ عليه.
20 - فيمن لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله تعالى: فأصدق وأكن من
الصالحين قال: أصدق من الصدقة، وأكن من الصالحين أحج.
21 - في مجمع البيان عن ابن عباس قال: مامن أحد يموت وكان له مال
فلم يؤد زكاته، وأطاق الحج فلم يحج الا سأل الرجعة عند الموت، قالوا: يا
ابن عباس اتق الله فإنما نرى هذا الكافر يسأل الرجعة؟ فقال: أنا اقرأ به عليكم
قرآنا ثم قرء هذه الآية إلى قوله: " من الصالحين " قال: الصلاح هنا الحج و
روى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
22 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا
أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن
هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله الله: ولن يؤخر الله
نفسا إذا جاء اجلها قال: إن عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء، ويؤخر ما يشاء
فإذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شئ يكون إلى مثلها (2) فذلك قوله: " ولن
يؤخر الله نفسا إذا جاء اجلها " إذ أنزله الله وكتبه كتاب السماوات وهو الذي
لا يؤخره.

(1) السرى: السيد الشريف السخي.
(2) وفى المصدر " إلى ليلة مثلها ".
337

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة
التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها ثم
لا تفارقه حتى يدخل الجنة.
2 - وباسناده عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من قرأ
بالمسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في جوار
النبي صلى الله عليه وآله.
3 - في مجمع البيان أبى كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة
التغابن دفع الله عنه موت الفجاءة.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن
قال: هذه الآية خاصة في المؤمنين والكافرين.
حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن محبوب عن
الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله: " فمنكم كافر ومنكم
مؤمن " فقال: عرف الله عز وجل ايمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها.
5 - في مجمع البيان ولا يجوز حمله على أن الله سبحانه خلقهم مؤمنين وكافرين
لأنه لم يقل كذلك بل أضاف الكفر والايمان إليهم والى فعلهم. وقال النبي صلى الله عليه وآله،
كل مولود يولد على الفطرة تمام الخبر، وقال الصادق عليه السلام حكاية عن الله سبحانه،
خلقت عبادي كلهم حنفاء، ونحو ذلك من الاخبار كثير.
6 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن
الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " فمنكم كافر
ومنكم مؤمن " فقال: عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق
في صلب آدم صلى الله عليه وهم ذر.
338

7 - على عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل قال قال أبو جعفر عليه السلام
حبنا ايمان وبغضنا كفر.
8 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام قال: قلت: أصلحك الله ما تأمرني انطلق فأتزوج بأمرك فقال لي: ان
كنت فاعلا فعليك بالبلهاء من النساء، قلت: وما البلهاء؟ قال: ذوات الخدور
العفائف، فقلت: من هي على دين سالم بن أبي حفصة؟ قال: لا فقلت: من هي على
دين ربيعة الرأي (1) فقال: لا ولكن العواتق اللواتي لا ينصبن كفرا ولا يعرفن
ما تعرفون، قلت: وهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة؟ فقال: تصوم وتصلى
وتتقى الله ولا تدرى ما أمركم فقلت: قد قال الله عز وجل: " وهو الذي خلقكم
فمنكم كافر ومنكم مؤمن " لا والله لا يكون أحد من الناس ليس بمؤمن ولا كافر
قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: قول الله أصدق من قولك. يا زرارة أرأيت قول الله عز وجل:
" خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم " قال: فلما قال عسى قلت: ما هم
الا مؤمنين أو كافرين قال: فقال ما تقول في قول عز وجل " الا المستضعفين من الرجال
والنساء والولدان لا يستطيعون حلية ولا يهتدون سبيلا " إلى الايمان فقلت: ما هم الا مؤمنين
أو كافرين، فقال: والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين، ثم أقبل على فقال: ما تقول في أصحاب
الأعراف؟ فقلت: ما هم الا مؤمنين أو كافرين ان دخلوا الجنة فهم مؤمنون وان دخلوا النار
فهم كافرون، فقال والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة
كما دخلها المؤمنون، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون، و
لكنهم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم الأعمال، وانهم لكما قال الله عز وجل، و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
9 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن سليم مولى طربال
قال: حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة

(1) سالم بن أبي حفصة من رؤساء الزيدية لعنه الصادق (ع) وكذبه وكفره. وربيعة
الرأي من فقهاء العامة.
339

أصناف قال: قلت: تأذن لي ان اكتبها؟ قال: نعم قلت: ما اكتب؟ قال: اكتب أهل
الوعيد من أهل الجنة وأهل النار، " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا و
آخر سيئا " قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: وحشى منهم، قال: واكتب وآخرون
مرجون لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم قال: واكتب الا المستضعفين من الرجال
والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة إلى الكفر ولا يهتدون سبيلا إلى الايمان،
فأولئك عسى الله ان يعفو عنهم: قال: واكتب أصحاب الأعراف. قال: قلت: وما
أصحاب الأعراف؟ قال: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فان ادخلهم النار فبذنوبهم،
وان ادخلهم الجنة فبرحمته.
10 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حماد عن حمزة
بن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة فرق: يؤلون كلهم إلى ثلاث
فرق: الايمان والكفر والضلال وهم أهل الوعيد الذين وعدهم الله الجنة والنار، المؤمنون
والكافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم، والمعترفون
بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأهل الأعراف.
11 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن زرارة
قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن المستضعف فقال: هو الذي لا يهتدى حيلة إلى الكفر
فيكفر، ولا يهتدى سبيلا إلى الايمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع ان يكفر،
فهم الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع القلم.
12 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية ومحمد بن
يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسى عليه السلام
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا
وجعلنا خزائنه (1) في سمائه وارضه لنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عبد الله عز وجل، و
لولانا ما عبد الله.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد

(1) كذا في الأصل وفى المصدر " خزانة " مكان " خزائنه "
340

ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن ربيع عن علي بن سويد
السائي قال: سألت العبد الصالح عن قول الله: ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات
قال: البينات هم الأئمة عليهم السلام.
14 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن
مرداس قال: حدثنا صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد
الكابلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: فآمنوا بالله ورسوله و
النور الذي أنزلنا فقال: يا أبا خالد النور والله الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله إلى يوم
القيامة، وهم والله نور الله الذي أنزل، وهم والله نور الله في السماوات وفى الأرض، و
الله يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار. وهم
والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله عز وجل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم; و
الله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم
لنا ويكون سلما لنا، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم
القيامة الأكبر.
15 - أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط
والحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام
عن قول الله عز وجل: " فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " فقال: يا أبا خالد النور و
الله الأئمة عليهم السلام. يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة
بالنهار، وهم الذين ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم
ويغشاهم بها.
16 - أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن الحسن وموسى بن
عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال: والإمامة هي
النور، وذلك قوله عز وجل: " آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " قال: النور هو
الامام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى جعفر بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام
341

قال: يوم التغابن: يوم يغبن أهل الجنة أهل النار.
18 - في مجمع البيان وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله في تفسير هذا قوله: ما من
عبد مؤمن يدخل الجنة الا أرى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل
النار الا أرى مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة.
19 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان
عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القلب ليرجج (1)
فيما بين الصدر والحنجرة حتى يعقد على الايمان، فإذا عقد على الايمان قر، وذلك قول
الله عز وجل: ومن يؤمن بالله يهد قلبه.
في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن ابن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام مثل ما في الأصول سواء.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وذلك أن الرجل كان إذا أراد
الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تعلق به ابنه وامرأته، وقالوا: ننشدك الله أن تذهب
عنا وتدعنا فنضيع بعدك، فمنهم من يطيع أهله فيقيم، فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم
ونهاهم عن طاعتهم، ومنهم من يمضى ويذرهم، ويقول: اما والله لئن لم تهاجروا
معي لم يجمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشئ ابدا، فلما جمع الله
بينه وبينهم امره الله ان يحسن إليهم ويصلهم، فقال: وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا
فان الله غفور رحيم.
21 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: لا يقولن أحدكم: اللهم إني أعوذ بك
من الفتنة لأنه ليس أحد الا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من
مضلات الفتن، فان الله سبحانه يقول: واعلموا انما أموالكم وأولادكم فتنة.
22 - في مجمع البيان وروى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وآله يخطب فجاء الحسن والحسين عليهما السلام قميصان أحمران

(1) الرج: التحريك والتحرك. والرجرجة: الاضطراب.
342

يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على
المنبر، وقال: صدق الله " انما أموالكم وأولادكم فتنة " نظرت إلى هذين الصبيين
يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ثم أخذ في خطبته.
قال عز من قائل: فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا
23 - في كتاب التوحيد باسناده إلى سهل بن محمد المصيصي عن أبي
عبد الله جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام قال: لا يكون العبد فاعلا ولا متحركا
الا والاستطاعة معه من الله عز وجل، وانما وقع التكليف من الله تبارك وتعالى بعد
الاستطاعة ولا يكون مكلفا للفعل الا مستطيعا.
24 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد
عن محمد بن أبي عمير عمن رواه من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول:
لا يكون العبد فاعلا الا وهو مستطيع، وقد يكون غير فاعل، ولا يكون فاعلا
حتى يكون معه الاستطاعة.
25 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: ما كلف الله العباد كلفة فعل، ولا نهاهم عن شئ حتى جعل لهم الاستطاعة ثم
أمرهم ونهاهم، فلا يكون العبد آخذا ولا تاركا الا باستطاعة متقدمة قبل الامر والنهى،
وقبل الاخذ والترك، وقبل القبض والبسط.
26 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام
بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يكون من العبد
قبض ولا بسط الا باستطاعة متقدمة للقبض والبسط.
27 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين
عن أبي سعيد المحاملي وصفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول وعنده قوم يتناظرون في الأفاعيل والحركات
343

فقال. الاستطاعة قبل الفعل، لم يأمر الله عز وجل بقبض ولا بسط الا والعبد
لذلك مستطيع.
28 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن
مروك ابن عبيد عن عمرو ورجل من أصحابنا عمن سأل أبا عبد الله عليه السلام فقال لي
ان لي أهل بيت قدرية يقولون: نستطيع أن نعمل كذا وكذا ونستطيع ان لا نعمل؟
قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: قل له هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره، وان لا تنسى
ما تحب؟ فان قال: لا، فقد ترك قوله، وان قال: نعم فلا تكلمه أبدا فقد ادعى
الربوبية.
29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أبو الخير
صالح بن أبي حماد قال: حدثني أبو خالد السجستاني عن علي بن يقطين عن أبي
إبراهيم قال: مر أمير المؤمنين عليه السلام بجماعة بالكوفة وهم يختصمون في القدر، فقال
لمتكلمهم: أبا لله تستطيع أم مع الله أم من دون الله تستطيع؟ فلم يدر ما يرد عليه، فقال
أمير المؤمنين عليه السلام: ان زعمت أنك بالله تستطيع فليس لك من الامر شئ، وان زعمت أنك
مع الله تستطيع فقد زعمت أنك شريك معه في ملكه، وان زعمت أنك من دون الله
تستطيع فقد ادعيت الربوبية من دون الله عز وجل، فقال: يا أمير المؤمنين لا بل بالله
أستطيع، فقال: اما انك لو قلت غير هذا لضربت عنقك.
30 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسن زعلان
عن أبي طالب القمي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: أجبر الله العباد على المعاصي
قال: لا، قلت: ففوض إليهم الامر؟ قال: لا، قلت: فماذا؟ قال: لطف من ربك
بين ذلك.
31 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن غير
واحد عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: إن الله أرحم بخلقه من أن يجبر
خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون، قال:
344

فسئلا عليهما السلام هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسع مما بين السماء
والأرض.
32 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن صالح بن سهل عن
بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الجبر والقدر، فقال: لا جبر ولا
قدر ولكن منزلة بينهما فيها الحق التي بينهما، لا يعلمها الا العالم أو من علمها
إياه العالم.
33 - علي بن إبراهيم عن محمد عن يونس عن عدة عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال له رجل: جعلت فداك أجبر الله العباد على المعاصي؟ قال: الله أعدل من أن
يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها، فقال له: جعلت فداك ففوض الله إلى العباد؟
قال: فقال: لو فوض إليهم لم يحصرهم بالامر والنهى، فقال له: جعلت فداك فبينهما
منزلة؟ قال: فقال نعم أوسع ما بين السماء والأرض (1)
34 - محمد بن يحيى وعلي بن إبراهيم جميعا عن أحمد بن محمد بن علي بن
الحكم وعبد الله بن يزيد جميعا عن رجل من أهل البصرة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن الاستطاعة؟ فقال أتستطيع ان تعمل ما لم يكون؟ قال: لا، قال: فتستطيع ان تنتهى
عما قد كون؟ قال: لا، قال: فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فمتى أنت مستطيع؟ قال: لا
أدرى، قال: فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ان الله خلق خلقا فجعل فيهم آلة الاستطاعة، ثم
لم يفوض إليهم; فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل مع الفعل إذا فعلوا ذلك الفعل،
فإذا لم يفعلوه في ملكه لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه، لان الله عز وجل
أعز من أن يضاده في ملكه أحد، قال البصري: فالناس مجبورون؟ قال: لو كانوا
مجبورين كانوا معذورين، قال: ففوض إليهم؟ قال: لا. قال: فما هم؟ قال: علم منهم
فعلا فجعل فيهم آلة الفعل، فإذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين، قال البصري: اشهد أنه
الحق وانكم أهل بيت النبوة والرسالة.
35 - محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أحمد بن

(1) كذا في الأصل وفى المصدر " والأرض " مكان " إلى الأرض " وهو الظاهر.
345

محمد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن صالح النيلي قال،
سألت أبا عبد الله عليه السلام: هل للعباد من الاستطاعة شئ؟ [قال] فقال لي: إذا فعلوا الفعل
كانوا مستطيعين بالاستطاعة التي جعل الله فيهم، قال: قلت: وما هي؟ قال: الآلة مثل
الزنا (1) إذا زنى كان مستطيعا للزنا حين زنا، ولو أنه ترك الزنا ولم يزن كان
مستطيعا لتركه إذا ترك، قال: ثم قال: ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل ولا
كثير، ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعا، قلت: فعلى ماذا يعذبه؟ قال: بالحجة
والآلة التي ركب فيهم، ان الله لم يجبر أحدا على معصية ولا أراد إرادة حتم الكفر
من أحد، ولكن حين كفر كان في إرادة الله أن يكفر، وهم في إرادة الله وفى علمه
ان لا يصيروا إلى شئ من الخير قلت: أراد منهم أن يكفروا؟ قال: ليس هكذا أقول
ولكني أقول: علم أنهم سيكفرون فأراد الكفر لعلمه فيهم، وليست إرادة حتم انما
هي إرادة اختيار.
36 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الفضل بن أبي قرة قال:
رأيت أبا عبد الله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم قنى شح نفسي،
فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو، بغير هذا الدعاء قال وأي شئ أشد من شح النفس
وان الله يقول: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.
37 - في مجمع البيان وقال الصادق عليه السلام: من أدى الزكاة فقد وقى
شح نفسه.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء
سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف
أو يحزن وعوفى من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما; ومحافظته عليهما

(1) وفى المصدر " الزاني " بدل " الزنا ".
346

لأنهما للنبي صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة الطلاق
مات على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.
3 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن
سنان قال: أخبرني الكلبي النسابة قال: دخلت على جعفر بن محمد عليه السلام فقلت له:
أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ فقال: ويحك أما تقرء
سورة الطلاق؟ قلت: بلى، قال: فاقرأ، فقرأت فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة
قال: أترى هيهنا نجوم السماء؟ قلت: لا، قلت: فرجل قال لأمرائه: أنت طالق ثلاثا
قال: ترد إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، ثم قال: لا طلاق الا على طهر من غير جماع
بشاهدين مقبولين، والحديث طويل أخذنا منه الحاجة.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن
لعدتهن واحصوا العدة قال: المخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله والمعنى للناس وهو ما قال
الصادق عليه السلام: ان الله بعث نبيه: بإياك أعني واسمعي يا جارة. (1) وفى رواية أبى
الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " فطلقوهن لعدتهن " والعدة الطهر من الحيض
" واحصوا العدة " وذلك أن يدعها حتى تحيض، فإذا حاضت ثم طهرت واغتسلت طلقها
تطليقة من غير أن يجامعها ويشهد على طلاقها إذا طلقها، ثم إن شاء راجعها ويشهد
على رجعتها إذا راجعها، فإذا أراد طلاقها الثانية فإذا حاضت واغتسلت طلقها الثانية،
واشهد على طلاقها من غير أن يجامعها، ثم إن شاء راجعها ويشهد على رجعتها ثم يدعها حتى
تحيض ثم تطهر، فإذا اغتسلت طلقها الثالثة وهو فيما بين ذلك قبل أن يطلق الثالثة أملك
بها ان شاء راجعها، غير أنه ان راجعها ثم بدا له أن يطلقها عندما طلق قبل ذلك وهكذا
السنة في الطلاق لا يكون الطلاق الا عند طهرها من حيضها من غير جماع كما وصفت،
وكلها رجعت فليشهد، فان طلقها ثم راجعها حبسها ما بدا له، ثم إن طلقها الثانية ثم راجعها
حبسها بواحدة ما بدا له، ثم إن طلقها تلك الواحدة الباقية بعد ما كان راجعها اعتدت ثلاثة

(1) مر بعض ما يتعلق بهذا المثل في المجلد الأول صفحة 140 فراجع.
347

قروء وهي ثلاث حيضات وان لم تكن تحيض فثلاثة أشهر، وإن كان بها حمل فإذا وضعت
انقضى اجلها، وهو قوله واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن
ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن فعدتهن أيضا ثلاثة أشهر وأولات الأحمال أجلهن
أن يضعن حملهن.
5 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد
عليهم السلام " فطلقوهن في قبل عدتهن ".
6 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبان عن أبي
بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: والله لو ملكت من أمر الناس شيئا لأقمتهم
بالسيف والسوط حتى يطلقوا للعدة كما أمر الله عز وجل.
7 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام انه سئل عن امرأة سمعت رجلا طلقها وجحد ذلك أتقيم معه؟ قال:
نعم وان طلاقه بغير شهود ليس بطلاق، والطلاق لغير العدة ليس بطلاق، ولا يحل له
أن يفعل فيطلقها بغير شهود فلغير العدة التي أمر الله عز وجل بها.
8 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة
عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: كل طلاق لا يكون على السنة أو طلاق على العدة فليس
بشئ قال زرارة: قلت لأبي جعفر عليه السلام: فسر لي طلاق الستة وطلاق العدة، فقال:
اما طلاق العدة الذي قال الله تبارك وتعالى: " فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة "
فإذا أراد الرجل منكم ان يطلق امرأته طلاق العدة فلينتظر بها حتى تحيض وتخرج
من حيضتها ثم يطلقها تطليقة من غير جماع بشهادة شاهدين عدلين ويراجعها من يومه
ذلك ان أحب أو بعد ذلك بأيام، وقبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها و
يكون معها، حتى تحيض فإذا حاضت وخرجت من حيضتها طلقها تطليقة أخرى من
غير جماع ويشهد على ذلك، ثم يراجعها أيضا متى شاء قبل ان تحيض ويشهد على
رجعتها ويواقعها وتكون معه إلى أن تحيض الحيضة الثالثة فإذا خرجت من حيضتها
348

الثالثة بغير جماع، ويشهد على ذلك فإذا فعل ذلك فقد بانت منه، ولا تحل له حتى
تنكح زوجا غيره، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
9 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن
سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا أراد الرجل الطلاق طلقها في
قبل عدتها بغير جماع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن ابن رباط وعلي بن إبراهيم
عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم انه سأل أبا جعفر عليه السلام
عن رجل قال لامرأته أنت على حرام أو بائنة اوبتة أو برية أو خلية؟ (1) قال: هذا كله
ليس بشئ، انما الطلاق أن يقول لها في قبل العدة بعد ما تطهر من محيضها قبل ان
يجامعها: أنت طالق أو اعتدى، يريد بذلك الطلاق ويشهد على ذلك رجلين عدلين.
11 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي
نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: الطلاق للعدة ان
يطلق الرجل امرأته عند كل طهر يرسل إليها; اعتدى فان فلانا قد طلقك، قال: وهو
أملك برجعتها.
12 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا بكر
بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي
قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يقع الطلاق الا على الكتاب والسنة، لأنه حد من حدود الله
عز وجل يقول: " إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة " ويقول: " و
اشهدوا ذوي عدل منكم " ويقول: " وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه "
وان رسول الله صلى الله عليه وآله رد طلاق عبد الله بن عمر لأنه كان خلافا للكتاب والسنة.
13 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن
ابن بكير وغيره عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إن الطلاق الذي أمر الله عز وجل في كتابه

(1) البتة: المنقطعة عن الزوج البريئة بالهمزة وقد يخفف أي البريئة من الزوج. وفى
النهاية: امرأة خلية هي التي لا زوج لها.
349

والذي سن رسول الله صلى الله عليه وآله ان يخلى الرجل عن المراة، فإذا حاضت وطهرت من محيضها
اشهد رجلين عدلين على تطليقه وهي طاهر من غير جماع، وهو أحق برجعتها ما لم تنقض
ثلاثة قروء، وكل طلاق ما خلا هذا فهو باطل ليس بطلاق.
14 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف
قال: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن شئ من الطلاق، فقال: إذا طلق الرجل امرأته
طلاقا لا يملك فيه الرجعة فقد بانت منه ساعة طلقها وملكت نفسها ولا سبيل عليها، و
تعتد حيث شاءت ولا نفقة لها، قال: قلت: أليس الله عز وجل يقول: " لا تخرجوهن من
بيوتهن ولا يخرجن "؟ قال: فقال: انما عنى بذلك التي تطلق تطليقة بعد تطليقة (1)
فتلك التي لا تخرج ولا تخرج حتى تطلق الثالثة، فإذا طلقت الثالثة فقد بانت منه ولا
نفقة لها والمراة التي يطلقها الرجل تطليقة ثم يدعها حتى يخلو أجلها فهذه أيضا تقعد في
منزل زوجها ولها النفقة والسكنى حتى تنقضي عدتها.
15 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألته
عن المطلقة أين تعتد؟ قال: في بيتها لا تخرج، وان أرادت زيارة خرجت بعد نصف الليل
ولا تخرج نهارا، وليس لها أن تحج حتى تنقضي عدتها، وسألته عن المتوفى عنها زوجها
أكذلك هي؟ قال: نعم وتحج ان شاءت.
16 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل:
واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة
فقال: الا ان تزني فتخرج ويقام عليها الحد.
17 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن الرضا عليه السلام في قول الله
عز وجل: " ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة " قال: اذاها

(1) أي الرجعية فإنها صالحة لان يرجع إليها في العدة، ثم تطلق، واستدرك الإمام (ع)
ما يوهمه العبارة من التخصيص بمن يرجع إليها ثم يتعلق في آخر الخبر; قاله المجلسي (ره)
في مرآة العقول
350

لأهل الرجل وسوء خلفها.
18 - عن بعض أصحابنا عن علي بن الحسين التيمي عن علي بن أسباط عن محمد بن علي
بن جعفر قال: سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " لا تخرجوهن
من بيوتهن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة " قال: يعنى بالفاحشة المبينة
أن تؤذى أهل زوجها فإذا فعلت فان شاء أن يخرجها من قبل أن تنقضي عدتها فعل.
19 - في مجمع البيان " الا أن يأتين بفاحشة مبينة " قيل هي الايذاء (1)
على أهلها فيحل لهم اخراجها وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
20 - وروى علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الفاحشة أن
تؤذى أهل زوجها وتسبهم.
21 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا علي بن محمد بن حاتم النوفلي
المعروف بالكرماني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدثنا
أحمد بن طاهر القمي قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: حدثنا أحمد بن
مسرور عن سعد بن عبد الله القمي قال: قلت لصاحب الزمان عليه السلام: أخبرني عن الفاحشة
المبينة التي إذا أتت المرأة بها في أيام عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته؟ فقال:
الفاحشة المبينة السحق دون الزنا فان المرأة إذا زنت وأقيم عليها الحد ليس لمن
أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزويج بها لأجل الحد وإذا سحقت وجب عليها الرجم
والرجم خزى ومن قد أمر الله برجمه فقد أخزاه، ومن أخزاه فقد أبعده ومن أبعده فليس لأحد
ان يقربه.
22 - في الكافي ابن محبوب عن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
أحب للرجل الفقيه إذا أراد أن يطلق امرأته ان يطلقها طلاق السنة، قال: ثم قال
وهو الذي قال الله عز وجل: لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. يعنى بعد الطلاق وانقضاء
العدة التزويج لها من قبل ان تتزوج زوجا غيره.

(1) كذا في الأصل وفى المصدر " البذاء " مكان " الايذاء " والبذاء: الفحش
في القول.
351

23 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن
أحدهما عليهما السلام في المطلقة: تعتد في بيتها تظهر له زينتها، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
24 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن عروة عن زرارة
عن أبي جعفر عليه السلام قال: المطلقة تكتحل وتختضب وتطيب وتلبس ما شاءت من
الثياب، لان الله عز وجل يقول: " لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا " لعلها ان تقع في
نفسه فيراجعها.
في مجمع البيان: واشهدوا ذوي عدل منكم قال المفسرون: أمر
ان يشهدوا عند الطلاق وعند الرجعة شاهدي عدل حتى لا تجحد المراة المراجعة
بعد انقضاء العدة، ولا الرجل الطلاق، كان أمرا يقتضى الوجوب وهو من شرائط صحة
الطلاق، ومن قال: إن ذلك راجع إلى المراجعة حملناه على الندب.
25 - في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أبي نجران عن محمد
بن الفضيل قال: كنا في دهليز يحيى بن خالد بمكة وكان هناك أبو الحسن موسى عليه السلام
وأبو يوسف، فقام إليه وتربع بين يديه فقال: يا أبا الحسن جعلت فداك المحرم يظلل؟
قال: لا، قال: فيستظل بالجدار والمحمل ويدخل البيت والخباء؟ قال: نعم، قال:
فضحك أبو يوسف شبه المستهزئ فقال له أبو الحسن عليه السلام: يا أبا يوسف ان الدين ليس
بقياس كقياسك وقياس أصحابك، ان الله تعالى أمر في كتابه في الطلاق وأكد فيه
بشاهدين ولم يرض بهما الا عدلين، وامر في كتابه بالتزويج وأهله بلا شهود فأتيتم
بشاهدين فيما أبطل الله، وأبطلتم شاهدين فيما اكد الله تعالى، وأجزتم طلاق المجنون
والسكران، حج رسول الله صلى الله عليه وآله فأحرم ولم يظلل، ودخل البيت والخباء واستظل بالمحمل
والجدار ففعلنا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله فسكت.
26 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن داود النهدي عن ابن أبي نجران
عن محمد بن الفضيل قال: قال أبو الحسن موسى عليه السلام لأبي يوسف القاضي: ان
الله تبارك وتعالى أمر في كتابه بالطلاق وأكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما الا عدلين،
352

وامر في كتابه بالتزويج فأهمله بلا شهود فأثبتم شاهدين فيما أهمل وأبطلتم الشاهدين
فيما اكد.
27 - في تهذيب الأحكام سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد و
علي بن حديد عن علي بن النعمان عن داود بن الحصين عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سألته عن شهادة النساء في النكاح بلا رجل معهن إذا كانت المرأة منكرة؟ فقال:
لا بأس به ثم قال لي: ما يقولون في ذلك فقهاؤكم؟ قلت: يقولون لا الا بشهادة
رجلين عدلين (1) فقال: كذبوا لعنهم الله، هونوا واستخفوا بعزائم الله وفرائضه،
وشددوا وأعظموا ما هون الله، ان الله أمر في الطلاق بشهادة رجلين عدلين فأجازوا
الطلاق بلا شاهد واحد، والنكاح لم يجئ عن الله في تحريمه فسن رسول الله صلى الله عليه وآله
في ذلك الشاهدين تأديبا ونظرا لئلا ينكر الولد والميراث وقد ثبت عقدة النكاح و
يستحل الفرج ولا ان يشهد.
28 - الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمان بن الحجاج قال:
دخل الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل على أبى جعفر عليه السلام فسألاه عن شاهد ويمين؟
قال: قضى به رسول الله صلى الله عليه وآله وقضى به علي عليه السلام عندكم بالكوفة، فقالا: هذا
خلاف القرآن؟ قال: وأين وجدتموه خلاف القرآن؟ فقالا ان الله تعالى يقول:
" واشهدوا ذوي عدل منكم "؟ فقال لهما أبو جعفر عليه السلام: فقوله: " واشهدوا ذوي عدل
منكم " هو ان لا تقبلوا شهادة واحد ويمين.
29 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عبد الرحمان
بن أبي نجران ومحمد بن علي عن أبي جميلة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من كتم شهادة أو شهد بها ليهدر دم امرء مسلم أو ليزوي مال امرء مسلم (2)
اتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفى وجهه كدوح (3) تعرفه الخلائق باسمه

(1) وفى المصدر والمنقول عنه في الوافي " لا يجوز الا شهادة رجلين عدلين "
(2) أي ليصرفه عنه.
(3) الكدح: الخدش.
353

ونسبه، ومن شهد شهادة حق ليحق بها حق امرء مسلم اتى يوم القيامة ولوجهه
نور مد البصر تعرفه الخلائق باسمه ونسبه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ألا ترى ان الله
تبارك وتعالى يقول: وأقيموا الشهادة لله.
30 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد
بن منصور الخزاعي عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسن عليه السلام قال: كتب إلى
في رسالته: وسألته عن الشهادة لهم فأقم الشهادة لله ولو على نفسك أو الوالدين و
الأقربين فيما بينك وبينهم، فان خفت على أخيك ضيما فلا (1)
الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن إسماعيل بن مهران مثله.
31 - في أصول الكافي باسناده إلى صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
ان من العبادة شدة الخوف من الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى: ومن يتق الله
يجعل له مخرجا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
32 - وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال
: من اتقى الله يتقى; ومن أطاع الله يطاع، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
33 - في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أبى
الله عز وجل الا أن يجعل ارزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون.
34 - وباسناده إلى علي بن السرى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله
عز وجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك أن العبد إذا لم يعرف
وجه رزقه كثر دعاؤه.
35 - وباسناده إلى علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما فعل عمر بن
مسلم؟ (2) قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة فقال: ويحه!

(1) الضيم: الظلم.
(2) يظهر من كلام الوحيد (ره) في تعليقته على منهج المقال انه عمر بن مسلم الهراء الكوفي
أخو معاذ بن مسلم
354

أما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له، ان قوما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزلت:
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " أغلقوا الأبواب و
أقبلوا على العبادة وقالوا: قد كفينا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فأرسل إليهم قال:
ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا: يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة;
قال: إنه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب.
36 - حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد عن محمد
بن زياد عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول
الله عز وجل: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " قال في دنياه.
37 - علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن الحسين وحميد بن زياد عن
الحسن بن محمد الكندي جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحابه
قال: قرأت جوابا من أبى عبد الله عليه السلام إلى رجل من أصحابه: اما بعد فانى أوصيك
بتقوى الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب ويرزقه
من حيث لا يحتسب، فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن
العقوبة من ذنبه، فان الله عز وجل لا يخدع من (1) ولا ينال ما عنده الا بطاعته
إن شاء الله ".
38 - علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي قال: حدثنا من
رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه
من حيث لا يحتسب " قال: هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به
إلينا فيسمعون حديثنا، ويقتبسون من علمنا، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم،
ويتعبون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه إليهم، فيعيه (2) هؤلاء
ويضيعه هؤلاء، فأولئك الذين يجعل الله عز وجل ذكره لهم مخرجا ويرزقهم من حيث
لا يحتسبون.

(1) كذا في الأصل ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الكافي.
(2) وعى الحديث: حفظه وتدبره وقبله وجمعه وحواه
355

39 - سهل عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحفص التميمي قال: حدثني
أبو جعفر الخثعمي قال: لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه أمير المؤمنين و
عقيل والحسن والحسين عليهم السلام وعمار بن ياسر رضي الله عنه فلما كان عند الوداع
قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا ذر انما غضبت لله عز وجل فارج من غضبت له، ان القوم
خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فأدخلوك على الفلا وامتحنوك بالقلاء، والله
لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا ثم اتقى الله جعل له منها مخرجا، لا يؤنسنك
الا الحق ولا يوحشك الا الباطل.
40 - وباسناده إلى عبد الحميد الواسطي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له:
أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الامر حتى ليوشك الرجل أن يسأل في
يده؟ فقال: يا أبا عبد الرحمان أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل له مخرجا؟
بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
41 - في نهج البلاغة واعلموا انه من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن
ونورا من الظلم.
42 - وفيه قيل له عليه السلام: لو سد على رجل باب بيت وترك فيه من أين كان يأتيه
رزقه؟ قال: من حيث يأتيه أجله.
43 - في من لا يحضره الفقيه روى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: من أتاه الله برزق لم يخط إليه برجله ولم
يمد إليه يده، ولم يتكلم فيه بلسانه، ولم يشد إليه ثيابه (1) ولم يتعرض له كان من
ذكره الله عز وجل في كتابه: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث
لا يحتسب ".
44 - في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: قرأ
رسول الله صلى الله عليه وآله " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " قال: من شبهات الدنيا ومن غمرات

(1) أي لم يسافر لأجله.
356

الموت وشدائد يوم القيامة.
45 - وعنه صلى الله عليه وآله: من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل
ضيق مخرجا.
46 - وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال: يرزقه من حيث لا يحتسب أي يبارك
له فيما أتاه.
47 - عن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: انى لا علم آية لو اخذ بها الناس
لكفتهم: " ومن يتق الله " الآية فما زال يقولها ويعيدها.
48 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الصادق عليه السلام أنه قال
في كلام طويل: ان الله تعالى أبى الا يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون.
49 - في عوالي اللئالي وفى الحديث انه لما نزل قوله تعالى: " ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " انقطع رجال من الصحابة في بيوتهم
واشتغلوا بالعبادة وثوقا بما يضمن الله لهم، فعلم النبي صلى الله عليه وآله بذلك فعاب ما فعلوه، و
قال: انى لأبغض الرجل فاغرا فاه (1) إلى ربه: اللهم ارزقني، ويترك الطلب.
50 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال صلى الله عليه وآله: من انقطع إلى
الله كفاه الله مؤنته، ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله إليها.
51 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب محاسن البرقي بلغ عبد الملك
ان سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عند علي بن الحسين عليهما السلام، فعبث يستوهبه منه ويسأله
الحاجة، فأبى عليه فكتب عبد الملك يهدده وانه يقطع رزقه من بيت المال، فأجابه
عليه السلام: أما بعد فان الله تعالى ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون والرزق من
حيث لا يحتسبون.
52 - في كتاب الخصال عن علي بن النعمان باسناده يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال:
قال الله: يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني فيما يصلحك.
53 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: كانت
* س

(1) فغر فاه: فتحه.
357

الحكماء والفقهاء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة: من كانت
الآخرة همته كفاه الله همته من الدنيا الحديث.
54 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم: " ومن يتق
الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله
بالغ أمره ".
55 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره عن الصادق عليه السلام حديث
طويل وفيه: وقال عليه السلام: قال دانيال وذكر كلاما طويلا وفيه الحمد لله الذي من
توكل عليه كفاه.
56 - في مجمع البيان وفى الحديث من سره أن يكون أقوى الناس
فليتوكل على الله.
57 - في كتاب الخصال عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا
معاوية من اعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من اعطى الدعاء اعطى الإجابة، ومن اعطى
الشكر اعطى الزيادة، ومن اعطى التوكل اعطى الكفاية، فان الله عز وجل يقول
في كتابه: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " ويقول: لئن شكرتم لأزيدنكم " ويقول:
" ادعوني استجب لكم ".
58 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه لأبي الصلت: واتق
الله وتوكل عليه في سر امرك وعلانيته " ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره
قد جعل الله لكل شئ قدرا ".
59 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
أحمد بن أبي عبد الله قال: جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له النبي صلى الله عليه وآله: يا
جبرئيل ما التوكل؟ فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطى ولا يمنع، و
استعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ولم يرج و
لم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله، فهذا التوكل، والحديث طويل أخذنا
358

منه موضع الحاجة.
60 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن غير
واحد عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال (1) عن علي بن سويد عن أبي الحسن
الأول عليه السلام قال: سألته قول الله عز وجل: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " فقال:
للتوكل على الله درجات، منها ان تتوكل على الله في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه
راضيا تعلم، انه لا يألوك (2) خيرا وفضلا وتعلم أن الحكم في ذلك له فتوكل على الله
بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وغيرها.
61 - في الاستبصار علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى ان ارتبتم ما الريبة؟ فقال
ما زاد على شهر فهو ريبة فلتعتد ثلاثة أشهر ولتترك الحيض، وما كان في الشهر لم تزد
في الحيض على ثلاث حيض فعدتها ثلاث حيض. (3)
62 - في مجمع البيان: واللائي يئسن من المحيض من نسائكم
فلا يحضن ان ارتبتم فلا تدرون للكبر ارتفع حيضهن أم لعارض فعدتهن ثلاثة أشهر
وهن اللاتي أمثالهن يحضن لأنهن لو كن في سن من لا تحيض لم يكن للارتياب معنى،
وهذا هو المروى عن أئمتنا عليهم السلام.
63 - في جوامع الجامع " اللائي يئسن من المحيض من نسائكم " فلا يحضن
" ان ارتبتم " فلا تدرون لكبر ارتفع حيضهن أم لعارض " فعدتهن ثلاثة أشهر " فهذه
مدة المرتاب فيها وقدر ذلك فيما دون خمسين سنة، وهو مذهب أهل البيت عليهم السلام
64 - في مجمع البيان وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن قال ابن عباس
هي في الطلاق خاصة، وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام.

(1) الحلال - بتشديد اللام: بياع الحل - بالفتح - وهو دهن السمسم.
(2) الألو: التقصير
(3) لهذا الحديث بيان طويل راجع الاستبصار ج 3 ص 325 ط نجف وكتاب الوافي
ج 3 (الجزء الثاني عشر) ص 176
359

65 - في الكافي حميد بن زياد عن ابن سماعة عن الحسين بن هاشم ومحمد
بن زياد عن عبد الرحمان بن الحجاج عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الحبلى
إذا طلقها فوضعت سقطا تم أولم يتم أو وضعته مضغة؟ قال: كل شئ وضعته يستبين
انه حمل تم أو لم يتم فقد انقضت عدتها وإن كان مضغة.
66 - وعنه عن جعفر بن سماعة عن علي بن عمران بن شفا عن ربعي بن عبد الله
عن عبد الرحمن البصري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل طلق امرأته وهي
حبلى وكان في بطنها اثنان فوضعت واحدا وبقى واحد؟ قال: تبين بالأول ولا تحل
للأزواج حتى تتضع ما في بطنها.
67 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب
عن أبي أيوب الخزاز عن بريد الكناسي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن طلاق الحبلى؟
قال: يطلقها واحدة للعدة بالشهور والشهود، قلت له: فله ان يراجعها؟ قال: نعم وهي
امرأته، قلت: فان راجعها ومسها ثم أراد أن يطلقها تطليقة أخرى؟ قال: لا يطلقها
حتى يمضى لها بعد ما مسها شهر، قلت: فان طلقها ثانية واشهد ثم راجعها واشهد على
رجعتها ومسها، ثم طلقها التطليقة الثالثة وأشهد على طلاقها لكل عدة شهر هل تبين منه
كما تبين المطلقة على العدة التي لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره؟ قال: نعم قلت:
فما عدتها؟ قال: عدتها ان تضع ما في بطنها ثم قد حلت للأزواج (1)
68 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي عزيز عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: طلاق الحبلى واحدة وأجلها أن تضع حملها وهو أقرب الأجلين.
69 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن
محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طلاق الحامل واحدة
وعدتها أقرب الأجلين.
70 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المرأة الحبلى يموت زوجها فتضع وتزوج قبل ان يمضى

(1) لهذا الحديث بيان ذكره في المصدر في ذيله فراجع ج 6 ص 82 و 83
360

لها أربعة أشهر وعشرا؟ فقال: إن كان دخل بها فرق بينهما ثم لم تحل له ابدا واعتدت
بما بقي عليها من الأول واستقبلت عدة أخرى من الأخير ثلاثة قروء، وان لم يكن
دخل بها فرق بينهما واعتدت بما بقي عليها من الأول وهو خاطب من الخطاب.
71 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قلت له: المرأة الحبلى يتوفى عنها زوجها وتضع وتتزوج قبل ان تعتد أربعة
أشهر وعشرا؟ فقال: إن كان الذي تزوجها دخل بها فرق بينهما وأتمتها ما بقي من عدتها و
هو خاطب من الخطاب.
72 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم
قال: المطلقة التي للزوج عليها رجعة لها عليه سكنى ونفقة ما دامت في العدة، فإن كانت
حاملا ينفق عليها حتى تضع حملها.
73 - في جوامع الجامع والسكنى والنفقة واجبتان للمطلقة الرجعية بلا خلاف
وعندنا ان المبتوتة (1) لا سكنى لها ولا نفقة، وحديث فاطمة بنت قيس ان زوجها بت طلاقها
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله لا سكنى لك ولا نفقة يدل عليه.
74 - في مجمع البيان ويجب السكنى والنفقة للمطلقة الرجعية بلا خلاف، فأما
المبتوتة ففيها خلاف إلى قوله: وذهب الحسن وأبو ثور إلى أنه لا سكنى لها ولا نفقة وهو
المروى عن أئمة الهدى عليهم السلام وذهب إليه أصحابنا.
75 - في الكافي أبو العباس الرزاز عن أيوب بن نوح وأبو علي الأشعري عن
محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وحميد بن زياد عن ابن سماعة
كلهم عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المطلقة
ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها، انما هي للتي لزوجها عليها رجعة.
76 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المطلقة ثلاثا على السنة هل لها سكنى أو نفقة؟ قال: لا.

(1) المبتوتة: المطلقة باينا، وطلاق البتة طلاق البائن قال الجوهري: يقال: لا افعله
بتة ولا أفعله البتة لكل أمر لا رجعة فيه، ونصبه على المصدر.
361

77 - علي بن إبراهيم عن حماد بن عيسى أو رجل عن حماد بن عيسى عن شعيب عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن المطلقة ثلاثا لها سكنى ونفقة؟ قال: حبلى هي؟
قلت: لا قال: لا.
78 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: المطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها، انما ذلك للتي
لزوجها عليها رجعة.
79 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد وعلي بن إبراهيم عن أبيه
عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: قلت: المطلقة ثلاثا ألها سكنى أو نفقة؟ فقال:
حبلى هي؟ قلت: لا قال: ليس لها سكنى ولا نفقة.
80 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: لا يضار الرجل امرأته إذا طلقها فيضيق عليها حتى تنتقل قبل ان تنقضي عدتها
فان الله قد نهى عن ذلك، فقال: ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن. محمد بن
يحيى عن أحمد بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
قال عز من قائل: وان كن أولات حمل فانفقوا عليهن حتى يضعن حملهن.
81 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن
حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: الحامل اجلها ان تضع حملها، وعليه
نفقة بالمعروف حتى تضع حملها.
82 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى
عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في الرجل يطلق
امرأته وهي حبلى قال: اجلها ان تضع حملها وعليه نفقتها حتى تضع حملها
أقول: تقدم قريبا ما يؤيد هذين الحديثين من رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام
وخبر سماعة.
83 - في الكافي عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال
362

سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة
يصون بعضها بعضا يتجمل بها أيكون مسرفا؟ قال: لا، لان الله عز وجل يقول: لينفق
ذو سعة من سعته.
84 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن
الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله: ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله قال: إن أنفق (1) الرجل على
امرأته ما يقيم ظهرها مع الكسوة، والا فرق بينهما.
85 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار أو غيره عن ابن
فضال عن غالب عن روح بن عبد الرحيم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله عز وجل: " و
من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله " قال: إذا أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة و
الا فرق بينهما
86 - أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن أبي الحسن
عليه السلام قال في قول الله عز وجل " وكان بين ذلك قواما " قال: القوام هو المعروف " على
الموسع قدره وعلى المقتر قدره " على قدر عياله ومؤنته التي صلاح له ولهم، لا يكلف
الله نفسا الا ما آتاها.
87 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق
بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى
الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى
عشر موطنا وموضعا إلى قوله: واما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى:
" فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فنحن أهل الذكر فاسئلوا ان كنتم لا
تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود والنصارى، فقال أبو الحسن عليه السلام:
سبحان الله وهو يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم، ويقولون: انه أفضل من دين
الاسلام؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال

(1) وفى المصدر " إذا أنفق... ".
363

عليه السلام: نعم الذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن أهله، وذلك بين في كتاب الله عز وجل
حيث يقول في سورة الطلاق: فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد
أنزلنا إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات قال: الذكر رسول
الله صلى الله عليه وآله ونحن أهله.
88 - في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: ما يعبأ من أهل هذا
الدين بمن لا عقل له قال: قلت: جعلت فداك انا آتي قوما لا بأس بهم عندنا ممن يصف هذا
الامر ليست له تلك العقول؟ فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله: " يا أولى
الألباب " ان الله خلق العقل فقال له: اقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم
قال: وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك وأحب إلى منك بك آخذ
وبك اعطى.
89 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي
نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبي صلى الله عليه وآله وبناته وكانت تبيع منهن
العطر، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وهي عندهن فقال: إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك
بريحك أطيب يا رسول الله، قال: إذا بعت فأحسني ولا تغشى فإنه أتقى وأبقى للمال،
فقالت: يا رسول الله ما أتيت بشئ من بيعي وانما أتيت أسألك عن عظمة الله عز وجل فقال:
جل جلال الله سأحدثك عن بعض ذلك، ثم قال: إن هذه الأرض بمن عليها عند
الذي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة في (1) وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند الذي
تحتها كحلقة ملقاة في فلاة والثالثة حتى انتهى إلى السابعة وتلا هذه الآية
خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن والسبع الأرضين بمن فيهن ومن عليهن على
ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة في، والديك له جناح في المشرق وجناح في المغرب
ورجلاه في التخوم (2) والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة

(1) القى - بالكسر والتشديد -: الأرض القفر الخالية.
(2) التخوم جمع التخم: منتهى كل ارض.
364

في فلاة في والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة في،
والسبع والديك والصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم كحلقة
في فلاة في، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذاهب
كحلقة ملقاة في فلاة في، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء
على الثرى كحلقة في فلاة في، ثم تلا هذه الآية " له ما في السماوات وما في الأرض
وما بينهما وما تحت الثرى " ثم انقطع الخبر عند الثرى (1) والسبع والديك والصخرة
والحوت والبحر المظلم أو الهواء والثرى ومن فيهن ومن عليه عند السماء الأولى
كحلقة في فلاة في، وسماء الدنيا بمن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة في، و
هاتان السمائان ومن فيهما ومن عليهما عند التي فوقهما كحلقة في فلاة في، وهذه
الثلاثة بمن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة في حتى إلى السابعة وهذه
السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف (2) عن أهل الأرض كحلقة في
فلاة في، وهذه السبع البحر والمكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة في وتلا هذه الآية
" وينزل من السماء من جبال فيها من برد " وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد
عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة في، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال
البرد والهواء عند حجب النور كحلقة في فلاة في، وهذه السبع والبحر المكفوف
وجبال البرد والهواء وحجب النور عند الكرسي كحلقة في فلاة في، ثم تلا هذه الآية
" وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم " وهذه السبع
والبحر المكفوف والجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في
فلاة في، وتلا هذه الآية: " الرحمن على العرش استوى "
وفى رواية الحسن الحجب قبل الهواء الذي تحار فيه القلوب.
90 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل لما
أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة
بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض

(1) قال المجلسي (ره) في البحار: أي انا لم نخبر به أولم نؤمر بالاخبار به.
(2) أي الممنوع عنهم لا ينزل منه ماء إليهم
365

قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى، الحديث.
91 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن قول الله: " والسماء ذات الحبك " فقال:
هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه. فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الأرض و
الله يقول: " رفع السماء بغير عمد ترونها " فقال: سبحان الله! أليس الله يقول: " بغير عمد
ترونها " فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها، قلت: كيف يكون محبوكة ذلك (1)
جعلني الله فداك؟ قال: فبسط كفه اليسرى ثم وقع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا
والسماء عليها فوقها قبة، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها
قبة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة، والأرض الرابعة
فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة و
السماء الخامسة فوقها قبة، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة
فوقها قبة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السادسة فوقها قبة، وعرش
الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة وهو قول الله: " الذي خلق سبع سماوات
طباقا ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن " فاما صحاب الامر فهو رسول الله صلى الله عليه وآله و
الوصي بعد رسول الله قائم على وجه الأرض فإنما يتنزل الامر إليه من فوق السماء بين
السماوات والأرضين، قلت: فما تحتنا [الا ارض واحدة؟ فقال: فما تحتنا] الأرض واحدة
وان الست لهى فوقنا.
92 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن سنان عن عبد الرحيم
قال: ابتداني أبو جعفر عليه السلام فقال: اما ان ذا القرنين فقد خير السحاب واختار الذلول،
وذخر لصاحبكم الصعب، قلت: وما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة
فصاحبكم يركبه; اما انه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع،
خمس عوامر وثنتان خراب.
93 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن

(1) وفى المصدر " قلت: فكيف ذلك جعلني الله فداك... اه ".
366

مهران أو غيره عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إن عليا صلوات الله عليه ملك
ما فوق الأرض وما تحتها، فعرضت له السحابتان الصعب والذلول فاختار الصعب
فكان في الصعب ملك ما تحت الأرض، وفى الذلول ملك ما فوق الأرض. واختار
الصعب على الذلول، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربعا عوامر.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله قال: من قرأ سورة
الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو
يحزن وعوفى من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ومحافظته عليهما، لأنهما
للنبي صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأ سورة: " يا أيها
النبي لم تحرم ما أحل الله لك " أعطاه الله توبة نصوحا.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد
بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله:
يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية قال: اطلعت عائشة وحفصة على النبي
صلى الله عليه وآله وهو مع مارية فقال النبي صلى الله عليه وآله: والله ما أقر بها فأمره الله ان يكفر عن يمينه
قال علي بن إبراهيم: كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت
نسائه، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة، فذهبت
حفصة في حاجة لها، فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله مارية فعلمت حفصة بذلك، فغضبت و
أقبلت رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله هذا في يومى وفى دارى وعلى فراشي فاستحيى
رسول الله صلى الله عليه وآله منها، فقال: كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا و
انا افضى إليك سرا فان أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،
فقالت: نعم ما هو؟ افض، فقال: ان أبا بكر يلي الخلافة بعدى ثم بعده أبوك، فقالت:
367

من أنبأك هذا؟ قال: نبأني العليم الخبير، فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك،
وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: ان عائشة أخبرتني عن حفصة
بشئ ولا أثق بقولها فاسئل أنت حفصة فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي
أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك، وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر:
إن كان هذا حق فأخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت: نعم قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله،
فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه
السورة " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى " إلى قوله: " تحلة ايمانكم "
يعنى قد أباح الله لك ان تكفر عن يمينك والله مولاكم وهو العليم الحكيم.
4 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن
محمد بن سماعة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن رجل قال لامرأته:
أنت على حرام، فقال لي لو كان لي عليه سلطان لا وجعت رأسه وقلت له: الله أحلها
لك فما حرمها عليك؟ انه لم يزد على أن كذب فزعم أن ما أحل الله له حرام،
ولا يدخل عليه طلاق ولا كفارة، فقلت: قول الله عز وجل: " يا أيها النبي لم تحرم ما
أحل الله لك " فجعل فيه الكفارة؟ فقال: انما حرم عليه الجارية مارية (1) وحلف
ان لا يقر بها، فإنما جعل عليه الكفارة في الحلف ولم يجعل عليه في التحريم.
5 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد
بن قيس قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال الله عز وجل لنبيه: " يا أيها النبي لم تحرم ما
أحل الله لك قد فرض الله تحلة ايمانكم " فجعلها يمينا وكفرها رسول الله صلى الله عليه وآله،
قلت: بم كفر؟ قال: أطعم عشرة مساكين، لكل مسكين مد، قلنا: فما حد الكسوة؟ (2)
قال: ثوب يوارى به عورته.
6 - في من لا يحضره الفقيه وفى رواية نضر بن سويد عن عبد الله بن سنان

(1) وفى المصدر " انما حرم عليه جاريته مارية... اه ".
(2) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل " فمن وجد الكسوة... اه ".
368

عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل قال: امرأته طالق ومماليكه أحرار ان شربت حراما
أو حلالا من الطل (1) أبدا فقال: اما الحرام فلا يقربه أبدا ان حلف أو ان لم يحلف (2)
وان الطل فليس له أن يحرم ما أحل الله عز وجل: قال الله عز وجل " يا أيها النبي لم تحرم
ما أحل الله لك فلا يجوز يمين في تحليل حرام ولا في تحريم حلال ولا في قطيعة رحم.
في مجمع البيان واختلف العلماء فيمن قال لامرأته: أنت حرام فقال مالك:
هو ثلاث تطليقات، وقال أبو حنيفة: ان نوى به الظهار فهو ظهار، وان نوى الايلاء فهو
ايلاء، وان نوى الطلاق فهو طلاق بائن، وان نوى ثلاثا كان ثلاثا، وان نوى ثنتين
فواحدة بائنة; وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال الشافعي: ان نوى الطلاق كان
طلاقا أو الظهار كان ظهارا وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال أصحابنا: انه لا يلزم
شئ ووجوده كعدمه، وانما أوجب الله فيه الكفارة، لان النبي صلى الله عليه وآله كان حلف أن
لا يقرب جاريته أولا يشرب الشراب المذكور فأوجب الله عليه أن يكفر عن يمينه و
يعود إلى استباحة ما كان حرمه، وبين ان التحريم لا يحصل الا بأمر الله ونهيه، ولا يصير
الشئ حراما بتحريم من يحرمه على نفسه الا إذا حلف على تركه.
7 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: انى لأكره للرجل أن يموت
وقد بقيت عليه خلة من خلال رسول الله صلى الله عليه وآله لم يأتها فقلت: وهل تمتع رسول الله صلى الله عليه وآله؟
قال نعم. وقرأ هذه الآية: وإذا سر النبي إلى بعض أزواجه حديثا إلى قوله -:
ثيبات وابكارا.
8 - في مجمع البيان وقيل: إن النبي صلى الله عليه وآله خلا في بعض يوم لعائشة مع جاريته
أم إبراهيم مارية القبطية، فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعلمي
عائشة ذلك وحرم مارية على نفسه، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إياه،
فأطلع الله نبيه على ذلك وهو قوله: " وإذا سر النبي إلى بعض أزواجه حديثا " يعنى حفصة

(1) الطل: اللبن.
(2) كذا في الأصل ولم أظفر على الحديث في مظانه في الفقيه ولكن الظاهر " أولم يحلف " كما
في رواية العياشي في تفسير قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات... اه ".
369

عن الزجاج، قال: ولما حرم مارية القبطية أخبر حفصة انه يملك من بعده أبو بكر
وعمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر وأعرض عن بعض ان أبا بكر وعمر يملكان بعدى،
وقريب من ذلك ما رواه العياشي بالاسناد عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي جعفر عليه السلام
الا انه زاد في ذلك ان كل واحد منهما حدثت أباها في ذلك، فعاتبهما [رسول الله] في أمر
مارية وما أفشتا عليه من ذلك، وأعرض عن أن يعاتبها في الامر الاخر.
9 - وفيه قرأ الكسائي وحده " وعرف " بالتخفيف والباقون عرف بالتشديد،
واختار التخفيف أبو بكر بن عياش وهو من الحروف العشرة التي قال: انى أدخلتها في
قراءة عاصم من قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام، حتى استخلصت قرائته يعنى قراءة علي عليه
السلام أقول: قد تقدم فيما نقلنا عن علي بن إبراهيم في بيان سبب النزول بيان لقوله عز وجل:
من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن
عبد الله عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن
تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما إلى قوله: صالح المؤمنين قال: صالح
المؤمنين هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
11 - في مجمع البيان وعن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب: من
المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: عائشة وحفصة أورده البخاري في
الصحيح، ووردت الرواية من طريق العام والخاص أن المراد بصالح المؤمنين
أمير المؤمنين عليه السلام وفى كتاب شواهد التنزيل عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لقد عرف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا أصحابه مرتين، اما مرة فحيث قال: من كنت مولاه
فعلى مولاه، واما الثانية فحيث ما نزلت هذه الآية " فان الله هو مولاه وجبرئيل
وصالح المؤمنين " الآية اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام وقال: يا أيها الناس هذا
صالح المؤمنين.
12 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى محمد بن محمد بن عبد
العزيز قال: وجدت في كتاب أبى عن الزهري عن عبيد الله بن عباس عن ابن عباس
370

قال: وجدت حفصة رسول الله صلى الله عليه وآله مع أم إبراهيم في يوم عائشة، فقالت: لأخبرنها،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اكتمي ذلك وهي على حرام، فأخبرت حفصة عائشة بذلك، فأعلم
الله نبيه فعرفت حفصة أنها أفشت سره، فقالت له: " من أنبأك هذا قال نبأني العليم
الخبير " فآلى رسول الله صلى الله عليه وآله من نسائه شهرا، فأنزل الله عز اسمه " ان تتوبا إلى الله
فقد صغت قلوبكما " قال ابن عباس: فسألت عمر بن الخطاب من اللتان تظاهرتا
على رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: حفصة وعائشة.
13 - في جوامع الجامع وقرأ موسى بن جعفر عليه السلام: وان تظاهر عليه.
14 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) فقد روى من يعتمد عليه من رجال
المخالف والمؤالف ان المراد بصالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد ذكرنا
بعض الروايات في كتاب الطرائف.
قال عز من قائل: عسى ربه ان طلقكن الآية.
15 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمي
قال: دخلت على أبى محمد عليه السلام بسر من رأى فوجدت على فخذه الأيمن مولانا القائم
عليه السلام وهو غلام، وقد كنت اتخذت طومارا وأثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب
المسائل لم أجد لها مجيبا. فقال لي: ما جاء بك يا سعد؟ فقلت: شوقني أحمد بن إسحاق
إلى لقاء مولانا قال: فما المسائل التي أردت ان تسأل عنها؟ فقلت: على حالها يا مولاي، قال:
فاسئل قرة عيني عنها - وأومى إلى الغلام - فقال الغلام: سل عما بدالك منها، فقلت له: مولانا
وابن مولانا انا روينا عنكم ان رسول الله صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين
عليه السلام حتى قال يوم الجمل لعائشة: انك قد أرهجت (1) على الاسلام وأهله بفتنتك، و
أوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك، فان كففت عنى غربك (2) والا طلقتك؟ ونساء
رسول الله صلى الله عليه وآله طلاقهن وفاته، قال: ما الطلاق؟ قلت: تخلية السبيل، قال: فإذا كان
وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله خلت لهن السبيل فلم لا تحل لهن الأزواج؟ قلت: لان الله تبارك

(1) من ارهج الغبار: اثاره
(2) الغرب: الحدة
371

وتعالى حرم الأزواج عليهن، قال: وكيف وقد خلى الموت سبيلهن؟ قلت: فأخبرني
يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله صلى الله عليه وآله حكمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام؟
قال: إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله فخصهن بشرف الأمهات، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة، فأيتهن
عصت الله بعدى بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج واسقطها من تشرف الأمهات ومن
شرف أمومة المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
16 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل
يقول فيه عليه السلام للقوم لما مات عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد جعل رسول
الله صلى الله عليه وآله طلاق نسائه بيده غيري؟ قالوا: لا.
17 - في أصول الكافي باسناده إلى سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
ان لي أهل بيت وهم يسمعون منى أفأدعوهم إلى هذا الامر؟ فقال: نعم، ان الله عز وجل
يقول في كتابه: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها
الناس والحجارة.
18 - في الكافي باسناده إلى عبد الاعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
لما نزلت هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا " قلت: كيف أقيهم؟
قال: تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهاهم الله، ان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك
كنت قد قضيت ما عليك.
19 - وباسناده إلى سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى:
" قوا أنفسكم وأهليكم نارا " كيف نقى أهلنا؟ قال: تأمرونهم وتنهونهم.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى زرعة بن محمد عن أبي بصير قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا
وقودها الناس والحجارة " قلت: هذه نفسي أقيها فكيف أقي أهلي؟ قال: تأمرهم بما
أمرهم الله به وتنهاهم عما نهاهم الله عنه، فان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك
كنت قد قضيت ما عليك.
372

21 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل " قوا
أنفسكم وأهليكم نارا " كيف نقيهن؟ قال: تأمرونهن وتنهونهن قيل له: انا نأمرهن
وننهاهن فلا يقبلن؟ قال: إذا أمرتموهن ونهيتموهن فقد قضيتم ما عليكم.
22 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي وفى خبر آخر عن ابن مسعود قال:
لما نزلت هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس و
الحجارة " تلاها رسول الله صلى الله عليه وآله على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه، فوضع النبي صلى الله عليه وآله
يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه فقال: يا فتى قال: لا إله إلا الله، فتحرك الفتى
فقالها، فبشره النبي صلى الله عليه وآله بالجنة فقال القوم: يا رسول الله من بيننا؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله
أما سمعتم الله تعالى يقول: " ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ".
23 - في روضة الكافي باسناده إلى جابر عن أبي جعفر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله
أخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره، إذا وقف الخلائق وجمع الأولين والآخرين،
أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك من الغلاظ الشداد، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
24 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت
حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح
بألطاف الله تعالى قال الله تعالى فيهم: لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون
25 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن
الأخير عليه السلام عن النصوح ما هي؟ فكتب عليه السلام أن يكون الباطن كالظاهر وأفضل
من ذلك.
26 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: توبوا إلى
الله توبة نصوحا قال: هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة.
27 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان وغير واحد عن أبي عبد الله قال: النصوح
أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل.
وروى أن التوبة النصوح ان يتوب الرجل من ذنب وينوى ان لا يعود إليه ابدا.
373

28 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن
بن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا
أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال ينسى ملكيه ما كتبا
عليه من الذنوب، ويوحى إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحى إلى بقاع الأرض
اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شئ يشهد عليه بشئ
من الذنوب.
29 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد
بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل:
" يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال: يتوب العبد من الذنب
ثم لا يعود فيه.
30 - قال محمد بن الفضيل سالت عنها أبا الحسن عليه السلام قال: يتوب من الذنب
ثم لا يعود فيه، وأحب العباد إلى الله المفتنون التوابون. (1)
31 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن أبي بصير قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال: هو الذنب
الذي لا يعود فيه ابدا، قلت: وأينا لم يعد؟ فقال: يا أبا محمد ان الله يحب من عباده
المفتن التواب.
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن جده الحسن بن
راشد عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، وذكر كما سبق سواء.
32 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة
باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: باب التوبة مفتوح لمن أرادها، فتوبوا إلى الله
توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم.
33 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن
بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم

(1) المفتن: الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب، ثم يعود ثم يتوب; قاله في النهاية
374

قال: أيها الناس ان الذنوب ثلاثة إلى أن قال عليه السلام: واما الذنب الثالث فذنب ستره الله
على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه
نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب.
34 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم
فمن كان له نور يومئذ نجا وكل مؤمن له نور.
35 - وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " نورهم يسعى
بين أيديهم وبايمانهم " قال: أئمة المؤمنين نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم حتى
ينزلوا منازلهم.
36 - في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام يسعى أئمة المؤمنين يوم القيامة بين
أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوهم منازلهم في الجنة.
37 - يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه
قرأ " جاهد الكفار بالمنافقين " قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقاتل منافقا قط انما
كان يتألفهم.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله: " ضرب الله مثلا "
فقال: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين
من عبادنا صالحين فخانتاهما قال: والله ما عنى بقوله: فخانتاهما الا الفاحشة وليقيمن
الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان طلحة (1) يحبها، فلما أرادت ان
تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها
من طلحة.
39 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل
عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: قد كان رسول الله
صلى الله عليه وآله تزوج وقد كان من أمر امرأة نوح وامرأة لوط ما كان، انهما قد كانتا

(1) وفى المصدر " وكان فلان يحبها... اه " وكذا فيما يأتي " فلان " مكان " طلحة "
375

تحت عبدين من عبادنا صالحين، قلت: ان رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي
انما هي تحت يده وهي مقرة بحكمه مقرة بدينه، قال: فقال لي: ما ترى من
الخيانة في قول الله عز وجل: " فخانتاهما " ما يعنى بذلك الا الفاحشة وقد زوج رسول
الله صلى الله عليه وآله فلانا (1)
40 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن
بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: ما تقول في مناكحة الناس فانى قد بلغت
ما ترى وما تزوجت قط قال: وما يمنعك من ذلك؟ قلت: ما يمنعني الا انى أخشى أن لا
يكون يحل لي مناكحتهم فما تأمرني؟ قال: كيف تصنع. أنت شاب أتصبر؟ قلت: اتخذ
الجواري قال: فهات الان فبم تستحل الجواري؟ أخبرني، قلت: ان الأئمة ليست
بمنزلة الحرة ان رابتني الأمة بعتها أو أعتزلها، قال: حدثني فبم تستحلها؟ قال: فلم
يكن عندي جواب، فقلت: جعلت فداك أخبرني ما ترى أتزوج؟ قال: ما أبالي ان
تفعل، قلت: أرأيت قولك ما أبالي أن تفعل، فان ذلك على وجهين تقول لست أبالي
أن تأثم أنت من غير أن آمرك فما تأمرني أفعل ذلك عن أمرك؟ قال: فان رسول الله
صلى الله عليه وآله قد تزوج وكان من امرأة نوح وامرأة لوط ما قص الله عز وجل وقد قال الله
عز وجل: " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من
عبادنا صالحين فخانتاهما " فقلت: ان رسول الله صلى الله عليه وآله ليست في ذلك مثل منزلته،
انما هي تحت يديه وهي مقرة بحكمه مظهرة دينه، أما والله ما عنى بذلك الا في
قول الله عز وجل " فخانتاهما " ما عنى بذلك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
41 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى [هشام بن] سالم عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: قيل له: كيف كان يعلم قوم لوط انه قد جاء لوطا رجال؟ قال: كانت
امرأته تخرج فتصفر; فإذا سمعوا الصفير جاؤوا فلذلك كره الصفير.
42 - في من لا يحضره الفقيه ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله على خديجة وهي لما فيها
فقال لها: بالرغم منا ما نرى يا خديجة فإذا قدمت على ضرائرك فاقرأهن السلام، فقالت: من

(1) يظهر معنى هذا الحديث من الخبر الآتي
376

هن يا رسول الله؟ فقال: مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون فقالت
بالرفاء (1) يا رسول الله.
- 43 في مجمع البيان وجاءت الرواية عن معاذ بن جبل قال: دخل رسول الله
صلى الله عليه وآله على خديجة وهي تجود بنفسها فقال: اكره ما نزل بك يا خديجة وقد جعل الله
في الكره خيرا كثيرا فإذا قدمت على ضرائرك فاقرأيهن منى السلام، قالت: يا رسول
الله ومن هو؟ قال: مريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثم أو حكيمة أخت
موسى عليه السلام - شك الراوي - فقالت: بالرفاء والبنين.
44 - وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل
من النساء الا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت
خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله
45 - في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين، مؤمن آل ياسين، وعلي بن أبي طالب، وآسية
امرأة فرعون.
46 - عن علي بن حمزة عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله أربع
خطط في الأرض وقال: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، و
آسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
47 - في تفسير علي بن إبراهيم ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها
قال: لم ينظر إليها فنفخنا فيه من روحنا أي روح مخلوقة وكانت من القانتين
أي من الداعين.
48 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب حلية الأولياء قال النبي صلى الله عليه وآله:
فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، قال ابن مندة، خاص الحسن و

(1) أي بالسكون والطمأنينة، من رفوت الرجل إذا سكنته أو بمعنى الاتفاق وحسن
الاجتماع يقال ذلك لمن تزوج امرأة.
377

الحسين ويقال: أي من ولدته بنفسها، وهو المروى علي بن موسى عليه السلام والأولى
كل مؤمن منهم.
49 - وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله: ان فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها
على النار.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء " تبارك
الذي بيده الملك " في المكتوبة قبل ان ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفى أمانه
يوم القيامة حتى يدخل الجنة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة تبارك
فكأنما أحيى ليلة القدر.
3 - وعن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: وددت ان تبارك الملك في قلب
كل مؤمن.
وروى ابن أبي الزبير عن جابر وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام
حتى يقرء " ألم تنزيل " " وتبارك الذي بيده الملك ".
4 - وعن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن سورة [من كتاب الله] ما
هي الا ثلثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة، وهي
سورة تبارك.
5 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد
بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن ابن محبوب عن جميل عن عن سدير عن أبي جعفر عليهم السلام
قال سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك
ومن قراها في ليلة فقد أكثر وأطاب ولم يكتب [بها] من الغافلين، وانى لا ركع بها بعد
عشاء الآخرة وانا جالس، وان والدي عليه السلام كان يقرءها في يومه وليلته، ومن قراها
378

إذا دخل عليه ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل،
قد كان هذا العبد يقوم على فيقرء سورة الملك في كل يوم وليلة، وإذا اتياه من قبل
جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد أوعاني سورة الملك، و
إذا اتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقرأ بي
في كل يوم وليلة سورة الملك.
6 - في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الحياة قبل الموت.
7 - في الكافي باسناده إلى موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
الحياة والموت خلقان خلق الله، فإذا جاء الموت فدخل في الانسان لم يدخل في شئ
الا وخرجت منه الحياة.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم الذي خلق الموت والحياة قال: قدرهما و
معناه: قدر الحياة، ثم الموت.
9 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن علي الناصر عن أبيه عن
محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال: قيل للصادق عليه السلام
صف لنا الموت، قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه (1) وينقطع التعب
والألم كله عنه، وللكافر كلسع الأفاعي ولذع العقارب أو أشد، قيل: فان قوما
يقولون إنه أصعب من نشر بالمناشير (2) وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار
وتدوير قطب الأرحية في الأحداق؟ قال: كذلك على بعض الكافرين والفاجرين
بالله عز وجل، الا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلكم الذي هو أشد من هذا الا
ان من عذاب الآخرة (3) فإنه أشد من عذاب الدنيا، قيل: فما بالنا نرى كافرا

(1) نعس الرجل: إذا أخذته فترة في حواسه فقارب النوم
(2) المناشير جمع المنشار: آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه
(3) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في العيون وما في الاخبار " الا من
عذاب الآخرة... اه "
379

يسهل عليه النزع فينطفى وهو يحدث ويضحك ويتكلم، وفى المؤمنين أيضا
من يكون كذلك، وفى المؤمنين والكافرين من يقاسى عند سكرة الموت هذه الشدائد؟
فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، وما كان من شديدة فتمحيصه
من ذنوبه ليرد الآخرة نقيا نظيفا مستحقا للثواب الأبد لا مانع له دونه، وما كان
من سهولة هناك على الكافر فليوف اجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له الا ما
يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله بعد
حسناته، ذلكم بأن الله عدل لا يجور.
10 - في اعتقادات الامامية للصدوق (ره) قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: ما
الموت؟ قال: الموت للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة، و
الاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روايح. وأوطأ المراكب وآنس المنازل، وللكافر
كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها،
وأوحش المنازل وأعظم العذاب.
11 - وقيل لمحمد بن علي الباقر عليه السلام: ما الموت؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم
في كل ليلة، الا انه طويل مدته لا ينتبه منه إلى يوم القيامة.
12 - في مجمع البيان قال أبو قتادة سالت النبي صلى الله عليه وآله [فيما أمر الله] عن
قوله: أيكم أحسن عملا ما عنى به؟ فقال يقول: أيكم أحسن عقلا، ثم قال صلى الله عليه وآله: أتمكم
عقلا وأشدكم لله خوفا وأحسنكم فيما أمر الله عز وجل به ونهى عنه نظرا، وإن كان
أقلكم تطوعا.
13 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله تلا " تبارك الذي بيده الملك " إلى قوله " أحسن
عملا " قال: أيكم أحسن عقلا. وأورع عن محارم الله، وأسرع في طاعة الله.
14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه
واما قوله عز وجل " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " فإنه عز وجل خلق خلقه ليبلوكم
بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة لأنه لم يزل عليما بكل شئ.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم الذي خلق سبع سماوات طباقا قال:
380

بعضها طبق لبعض ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال: يعنى من فساد ثم
ارجع البصر قال: انظر في ملكوت السماوات والأرض ينقلب إليك البصر خاسئا
وهو حسير أي منقطع قوله: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح قال بالنجوم
16 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الإمام محمد بن علي
الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها قال صلى الله عليه وآله بعد ان
ذكر عليا وأولاده عليهم السلام: الا ان أعدائهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور، و
لها زفير كلما دخلت أمة لعنت أختها.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم تكاد تميز من الغيظ قال: أعداء الله كلما القى
فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما
نزل الله من شئ ان أنتم الا في ضلال كبير. (1)
18 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام انه سأله رجل فقال: لأي شئ بعث الله الأنبياء والرسل إلى
الناس؟ فقال: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، ولئلا يقولوا ما جاءنا من
بشير ونذير، وليكون حجة الله عليهم، الا تسمع الله عز وجل يقول حكاية عن خزنة
جهنم واحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل: " ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا
نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان أنتم الا في ضلال كبير "
19 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد
الزراق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا
يقول فيه عليه السلام: وانزل في تبارك " كلما القى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير
قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان أنتم الا في ضلال كبير "،
فهؤلاء مشركون.
20 - في مجمع البيان وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير
وفى الحديث عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الرجل ليكون من أهل الجهاد

(1) كذا في الأصل وفى المصدر بعد قوله " كبير " أي في عذاب شديد.
381

ومن أهل الصلاة والصيام وممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما يجزى يوم القيامة
الا على قدر عقله.
21 - وعن أنس بن مالك قال: اثنى قوم على رجل عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: كيف عقله؟ قالوا: يا رسول الله نخبرك عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير و
تسألنا عن عقله؟ فقال: ان الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وانما يرتفع
العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.
22 - في أصول الكافي باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: هبط
جبرئيل على آدم عليه السلام فقال: يا آدم انى أمرت ان أخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع
اثنين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين فقال آدم عليه السلام:
انى قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل
أمرنا ان نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج.
23 - أحمد بن إدريس عن أحمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبى
عبد الله عليه السلام قال قلت: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان، قال:
قلت: فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل
وليست بالعقل.
24 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من كان عاقلا كان
له دين، ومن كان له دين دخل الجنة.
25 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه
سابقا أعنى " في ضلال كبير " الا ان أولياء هم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة
وأجر كبير.
26 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال قال سليمان بن داود عليهما السلام:
أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما يعلم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد
شيئا أفضل من خشية الله في المغيب والمشهد، والقصد في الغنى و (الفقرظ) وكلمة
الحق في الرضا والغضب، والتضرع إلى الله تعالى على كل حال.
382

قال عز من قائل: وهو اللطيف الخبير.
27 - في أصول الكافي باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن
عليه السلام حديث طويل وفيه فقال: يا فتح انما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف لعلمه بالشئ
اللطيف، أولا ترى وفقك الله وثبتك إلى اثر صنعه في النبات اللطيف ومن الخلق
اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس (1) وما هو أصغر منها ما
لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى، والحدث المولود
من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت والجمع
لما يصلحه وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار (2) والمفاوز والقفار وافهام بعضها عن
بعض منطقها وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها حمرة
مع صفرة، وبياض مع حمرة، وانه ما لا يكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها (3) لا تراه
عيوننا وتلمسه أيدينا، علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج
ولا أداة ولا آلة، وان كل صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل
خلق وصنع لامن شئ.
28 - علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: اعلم علمك الله
الخير وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: واما الخبير فالذي لا يعزب عنه شئ، ولا يفوته
ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء، فعند التجربة والاعتبار علمان ولولا هما ما علم،
لان من كان كذلك كان جاهلا، والله لم يزل خبيرا بما يخلق والخبير من الناس
المستخبر عن جهل المتعلم فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
29 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل
عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم
من يمشى سويا على صراط مستقيم قال: إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية على

(1) الجرجس - بكسر المعجمتين -: البعوض الصغار فهو من قبيل عطف الخاص على العام
(2) لجة البحر: معظمه. واللحاء - بالكسر والمد -: قشر الشجر.
(3) الدميم: الحقير، يقال: رجل دميم وبه دمامة إذا كان قصير الجثة حقير الجثمان.
383

كمن يمشى على وجهه، لا يهتدى لامره، وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم،
والصراط المستقيم أمير المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
30 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سعد بن الخفاف عن أبي جعفر
عليه السلام قال: القلوب أربعة قلت فيه نفاق وايمان; وقلب منكوس وقلب مطبوع، و
قلب أزهر أنور قلت: ما الأزهر؟ قال: فيه كهيئة السراج فاما المطبوع فقلب المنافق
واما الأزهر فقلب المؤمن، ان أعطاه الله عز وجل شكر وان ابتلاه صبر، واما المنكوس
فقلب المشرك، ثم قرأ هذه الآية " أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا
على صراط مستقيم ".
31 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن
عبد الرحمان عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال: دخلت مع أبي جعفر
عليه السلام المسجد الحرام وهو متكئ على فنظر إلى الناس ونحن على باب بنى شيبة فقال:
يا فضيل هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا، يا فضيل
انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم (1)
ثم تلا هذه الآية: " أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا على صراط
مستقيم " يعنى والله عليا والأوصياء عليهم السلام، ثم تلا هذه الآية فلما رأوه زلفة سيئت
وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون أمير المؤمنين عليه السلام يا فضيل لم يسم
بهذا الاسم غير علي عليه السلام الا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا، أما والله يا فضيل ما لله
عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب الا لكم، ولا يتقبل الله الا منكم.
32 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن
جميل بن صالح عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم فقال لي:
إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح عليه السلام أول من يدعى به

(1) قوله (ع) " مسخور بهم " أي مسخرون كالبهايم، مستعمرون للأجانب ولا يدرون ما بهم
ولا يشعرون " مكبين على وجوههم " أي يعثرون كل ساعة على وجوههم وهو كناية عن شدة تحيرهم
وترددهم وغفلتهم وعدم ثباتهم.
384

فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله
قال: فيخرج نوح فيتخطأ الناس حتى يجيئ إلى محمد صلى الله عليه وآله وهو على كثيب المسك
ومعه علي عليه السلام وهو قول الله عز وجل: " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا "
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
33 - في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالأسانيد الصحيحة عن
الأعمش قال: لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عند الله من الزلفى سيئت وجوه الذين
كفروا وعن أبي جعفر عليه السلام فلما رأوا مكان علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله سيئت وجوه الذين
كفروا يعنى الذين كذبوا بفضله.
34 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين
كفروا " قال: إذا كان يوم القيامة ونظر أعداء أمير المؤمنين عليه السلام إليه والى ما أعطاه الله
من الكرامة والمنزلة الشريفة العظيمة وبيده لواء الحمد وهو على الحوض يسقى
ويمنع تسود وجود أعدائه فيقال لهم: " هذا الذي كنتم به تدعون " أي هذا الذي كنتم
به تدعون منزلته وموضعه واسمه.
35 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن
إسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: "
فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " قال: هذه
نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه الذي عملوا ما عملوا، يرون أمير المؤمنين في
أغبط الأماكن فتسئ وجوههم، ويقال له: " هذا الذي كنتم به تدعون " الذي
انتحلتم اسمه.
36 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: فستعلمون من هو في ضلال مبين يا معشر
المكذبين أنبأتكم رسالة ربى في ولاية علي عليه السلام والأئمة من بعده، من هو في ضلال
مبين " كذا أنزلت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
385

37 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية البجلي
عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: قل أرأيتم
ان أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين قال: إن أرأيتم ان أصبح امامكم
غائبا فمن يأتيكم بامام مثله.
38 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن القاسم بن العلا
قال: حدثنا إسماعيل بن علي الفزاري عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب قال:
سئل الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم
بماء معين " فقال عليه السلام: ماءكم أبوابكم الأئمة والأئمة أبواب الله " فمن يأتيكم بماء
معين " أي يأتيكم بعلم الامام.
39 - في عيون الأخبار من الاخبار المنثورة باسناده إلى الحسن بن محبوب
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: لابد من فتنة صماء صيلم (1) تسقط فيها كل بطانة و
وليجة (2) وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدى يبكى عليه أهل السماء وأهل
الأرض وكل حرى وحران (3) وكل حزين لهفان، ثم قال: بابى وأمي سمى
شبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس،
كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين،
كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب، يكون رحمة
على المؤمنين وعذابا على الكافرين.
40 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا
سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم عن معاوية
بن وهب البجلي وأبى قتادة عن محمد بن حفص عن علي بن جعفر عن أخيه
موسى بن جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما تأويل قول الله عز وجل: " قل أرأيتم ان

(1) الصماء: الداهية الشديدة والصيلم: الامر الشديد
(2) بطانة الرجل ووليجته خاصته
(3) أي امرأة حزينة ورجل: حزين.
386

أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين "؟ فقال: إذا فقدتم امامكم فلم تروه
فماذا تصنعون.
41 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " قل أرأيتم
ان أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " فقال: هذه نزلت في الإمام القائم
يقول: إن أصبح امامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو؟ فمن يأتيكم بامام ظاهر يأتيكم
باخبار السماوات والأرض وحلال الله وحرامه، ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه
الآية ولابد ان يجيئ تأويلها.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة
ن والقلم في فريضة أو نافلة آمنه الله عز وجل من أن يصيبه فقرا ابدا، واعاذه الله إذا
مات من ضمة القبر.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرء
سورة ن والقلم أعطاه الله ثواب الذين حسن أخلاقهم.
3 - في كتاب الخصال عن محمد بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا تفسير
أبجد فان فيه الأعاجيب كلها، وهل للعالم جهل تفسيره؟ فقال: يا رسول الله ما تفسير
أبجد؟ قال: اما الألف فآلاء الله إلى قوله عليه السلام: واما النون فنون والقلم وما يسطرون،
فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون.
4 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة أسماء خمسة في
القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن محمد واحمد و
عبد الله ويسن ون.
5 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن أبي العلا الرازي عن أبي
387

عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سئل عن قوله عز وجل: ن والقلم وما يسطرون
واما " ن " فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج واحلى من العسل، قال الله عز وجل
له: كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليس
بحيث تذهب إليه المشبهة ثم قال لها: كونى قلما ثم قال له اكتب فقال له: يا رب وما اكتب؟
قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة، ففعل ذلك ثم ختم عليه وقال: لا تنطقن إلى يوم
الوقت المعلوم
6 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما " ن " فهو نهر في الجنة قال الله عز وجل اجمد فجمد
فصار مدادا، ثم قال عز وجل للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما
هو كائن إلى يوم القيامة، فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من
نور، قال سفيان: فقلت له: يا بن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان
وعلمني مما علمك الله فقال: يا بن سعيد لولا انك أهل للجواب ما أجبتك، فنون
ملك يؤدى إلى القلم وهو ملك، والقلم يؤدى إلى اللوح وهو ملك، واللوح يؤدى
إلى إسرافيل، وإسرافيل يؤدى إلى ميكائيل، وميكائيل يؤدى إلى جبرئيل، و
جبرئيل يؤدى إلى الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم، قال قال لي: قم يا سفيان
فلا آمن عليك.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: إن الله خلق القلم من شجرة
في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكانت أشد
بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب قال: يا رب ما اكتب؟ قال:
اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة
وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق
أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها أو لستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى
الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب، أوليس انما ينسخ من كتاب
388

آخر من الأصل، وهو قوله: انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ".
8 - حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل
عن أبي جعفر عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام أنه قال وقد ارسل إليه عن ابن عباس
يسأله عن العرش -: واما ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله فان الله خلقه
أرباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة أشياء: الهواء والقلم والنور، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
9 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول ما خلق
الله القلم فقال له: اكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.
10 - في مجمع البيان وقيل " ن " لوح من نور وروى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله
11 - وقيل هو نهر في الجنة قال له الله: كن مدادا فجمد وكان أبيض من اللبن
وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.
12 - في بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن
ربعي عن القاسم بن محمد قال إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه فأحسن تأديبه،
فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " فلما كان ذلك أنزل الله
انك لعلى خلق عظيم.
13 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن
إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت
على أبى عبد الله عليه السلام فسمعته يقول: إن الله عز وجل أدب نبيه على محبته فقال " وانك
لعلى خلق عظيم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد
عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ثم ذكر نحوه.
14 - وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لبعض
أصحاب قيس الماصر: ان الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه، فلما أكمل له الأدب
389

قال: " انك لعلى خلق عظيم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك
وتعالى أدب نبيه صلى الله عليه وآله فلما انتهى به إلى ما أراد قال الله له " انك لعلى خلق عظيم "
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
16 - وباسناده إلى بحر السقا قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا بحر حسن الخلق
يسر ثم قال: الا أخبرك بحديث ما هو في أيدي أحد من أهل المدينة؟ قلت; بلى، قال:
بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس في المسجد إذا جاءت جارية لبعض الأنصار وهو
قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي صلى الله عليه وآله فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وآله
شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبي صلى الله عليه وآله في الرابعة وهي خلفه واخذت
هدبة (1) من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل؟ جلست رسول
الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا فما كانت حاجتك إليه؟
قالت: إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لاخذ هدبة من ثوبه يستشفى بها، فلما أردت
اخذها رآني فقام فاستحييت ان آخذها وهو يراني وأكره ان استأمره في
اخذها فأخذتها.
17 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الخلق منيحة (2) يمنحها الله عز وجل خلقه فمنه سجية ومنه نية (3) فقلت: فأيهما
أفضل؟ فقال: صاحب السجية وهو مجبول لا يستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على
الطاعة تصبرا فهو أفضلهما.
18 - وباسناده إلى أبى عثمان القابوسي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إن الله عز وجل أعار أعدائه أخلاقا من أخلاق أوليائه لتعيش أوليائه مع

(1) الهدبة خمل الثوب.
(2) المنيحة: العطية.
(3) السجية: الطبعية، قوله " ومنه نية " أي يكون عن قصد واكتساب وتعمد قاله الفيض
(ره) في الوافي.
390

أعدائه في دولاتهم.
وفى رواية أخرى: ولولا ذلك لما تركوا وليا لله عز وجل الا قتلوه.
19 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضلكم أحسنكم أخلاقا الموطئون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم (1).
20 - فيمن لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام ما حد حسن الخلق؟ قال:
تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن.
21 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام
قال: إن الله عز وجل انزل حورا من الجنة إلى آدم عليه السلام فزوجها أحد ابنيه وتزوج
الاخر إلى الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من
الحوراء، وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان وأنكر أن يكون زوج
بنيه من بناته.
22 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله عز وجل: " انك لعلى خلق عظيم " قال: هو الاسلام.
وروى أن الخلق العظيم هو الدين العظيم.
23 - في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى الصادق عليه السلام أنه قال: وكان فيما
خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان قال له: " يا محمد انك لعلى خلق عظيم ". قال:

(1) الأكناف - بالنون جمع الكنف بمعنى الجانب والناحية، يقال: رجل موطئ
الأكناف أي كريم مضياف، وذكر ابن الأثير في النهاية هذا الحديث هكذا " الا أخبركم بأحبكم
إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون "
قال: هذا مثل وحقيقة من التوطئة وهي التمهيد والتذلل، وفراش وطئ: لا يؤذى جنب
النائم. والاكناف: الجوانب، أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم ولا
يتأذى.
391

السخا وحسن الخلق.
24 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اغسلوا أيديكم في اناء واحد تحسن اخلاقكم.
25 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: " وانك لعلى خلق عظيم " يقول: على دين عظيم.
26 - في كتاب الخصال عن موسى بن إبراهيم عن أبيه باسناده رفعه إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله ان أم سلمة قالت له: بابى أنت وأمي المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان
الجنة. لأيهما تكون؟ فقال: يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله، يا أم
سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة.
27 - في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه
المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من شئ في الميزان أثقل
من حسن الخلق.
28 - في مجمع البيان وروى عنه صلى الله عليه وآله قال: انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
29 - وقال: أدبني ربى فأحسن تأديبي.
30 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عمن حدثه عن جابر قال: قال أبو جعفر
عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن خلص ودى إلى قلبه الا وقد خلص ود
على إلى قلبه، كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك، قال: فقال رجلان من
المنافقين: لقد فتن رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الغلام فأنزل الله تبارك وتعالى: فستبصر
ويبصرون بأيكم المفتون ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين
فأنزلت فيهما إلى آخر الآية.
31 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون "
هكذا نزلت في بنى أمية بأيكم أي حبتر وزفر وعلي عليه السلام.
وقال الصادق عليه السلام: لقى عمر أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا علي بلغني انك تتأول
هذه الآية في وفى صاحبي: " فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون "؟ قال أمير المؤمنين
392

عليه السلام: أفلا أخبرك يا أبا حفص ما نزل في بنى أمية؟ قوله: " والشجرة الملعونة في القرآن "
قال عمر: كذبت يا علي، بنو أمية خير منك وأوصل للرحم.
32 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن
ابن علي الخزاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمان عن أبي عبد الله عن أبي العباس
المكي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن عمر لقى عليا فقال: أنت الذي تقرأ هذه
الآية " بأيكم المفتون " تعرض بي وبصاحبي؟ قال: أفلا أخبرك بآية نزلت في بنى أمية:
" فهل عسيتم ان توليتم " إلى قوله: " وتقطعوا أرحامكم " فقال عمر: بنو أمية أوصل للرحم
منك ولكنك أثبت العداوة لبني أمية وبنى عدى وبنى تيم.
33 - في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن
الوشا عن ابان عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله وذكر كما في تفسير علي بن إبراهيم
الا ان فيه فقال: كذبت، بنو أمية " ا ء "
34 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فلا تطع المكذبين قال في علي عليه السلام
ودوا لو تدهن فيدهنون أي أحبوا ان تغش في علي عليه السلام فيغشون معك ولا تطع كل
حلاف مهين قال: الحلاف: الثاني، حلف لرسول الله صلى الله عليه وآله انه لا ينكث عهدا
هماز مشاء بنميم قال: كان ينم على رسول الله صلى الله عليه وآله ويهمز بين أصحابه.
35 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة
السفاك الدم، وشارب الخمر، ومشاء بنميمة.
36 - عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا أخبركم
بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: المشاؤن بالنميمة، المفرقون بين الأحبة
الباغون للبراء العيب.
37 - في من لا يحضره الفقيه يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة:
العياب، والساعي في الفتنة الحديث.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم: مناع للخير قال: الخير أمير المؤمنين
عليه السلام معتد أثيم أي اعتدى عليه وقوله: عتل بعد ذلك زنيم قال: العتل العظيم
393

الكفر، والزنيم المدعى، وقال الشاعر.
زنيم تداعاه الرجال تداعيا * كما زيد في عرض الأديم الأكارع (1)
39 - في مجمع البيان " عتل بعد ذلك " أي هو عتل مع كونه مناعا للخير معتديا
أثيما وهو الفاحش السئ الخلق وروى ذلك في خبر مرفوع.
40 - وروى أنه سئل النبي صلى الله عليه وآله عن العتل والزنيم فقال: هو الشديد الخلق
الشحيح الأكول الشروب الواجد للطعام والشراب الظلوم للناس، الرحيب الجوف
41 - وقيل: الزنيم هو الذي لا أصل له عن علي عليه السلام.
42 - في جوامع الجامع وكان الوليد دعيا في قريش ادعاه أبوه بعد ثماني
عشرة من مولده جعل جفاه ودعوته أشد معايبه، لان من جفا وقسا قلبه اجترأ على
كل معصية، ولان النطفة إذا خبثت خبث الناشئ منها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: لا
يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولد ولده.
43 - في مجمع البيان وعن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل
الجنة جواظ ولا جعظرى ولا عتل زنيم قلت: فما الجواظ؟ قال كل جماع مناع،
قلت: فما الجعظرى؟ قال: الفظ الغليظ، قلت: فما العتل الزنيم؟ قال: رحب
الجوف سئ الخلق أكول شروب غشوم ظلوم.
44 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد
بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان
عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما معنى قول الله عز وجل: " عتل بعد
ذلك زنيم " قال: العتل العظيم الكفر والزنيم المستهزئ بكفره.
45 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: إذا تتلى عليه آياتنا قال على الثاني
قال: أساطير الأولين أي أكاذيب سنسمه على الخرطوم قال: في الرجعة إذا رجع
أمير المؤمنين عليه السلام ورجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخراطيم،
الانف والشفتان.

(1) المراد من الأديم في البيت: الجلد دبغ أو لم يدبغ. والأكارع: القوائم من الدابة
ويقال للسفلة من الناس الأكارع تشبيها بقوائم الدابة.
394

46 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفى
آخره واما قضى الامر (1) فهو الوسم على الخرطوم يوسم الكافر.
أقول: وقد نقلنا في النمل عند قوله تعالى: " أخرجنا لهم دابة من الأرض " الآية
أحاديث تدل على أن الدابة أمير المؤمنين وانه صاحب العصا والميسم ليسم به المؤمن
والكافر وان ذلك يكون في الرجعة قبل القيامة.
47 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن بحر عن علي بن الحكم عن
أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه
الرزق وتلا هذه الآية إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها
طائف من ربك وهم نائمون.
48 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل
عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: ثم قام إليه آخر فقال:
يا أمير المؤمنين اخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟ قال: آخر
أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن قال: ويوم الأربعاء
أصبحت كالصريم.
49 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد
باسناده إلى الحسن بن سعيد عن أبي الحسن عليه السلام في قوله: يوم يكشف عن ساق ويدعون
إلى السجود قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج (2) أصلاب
المنافقين فلا يستطيعون السجود.
50 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله (ع) انهما قالا في هذه الآية:
أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر لما رهقهم من
الندامة والخزي والذلة " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " أي لا يستطيعون
الاخذ بما أمروا والترك لما نهوا عنه، ولذلك ابتلوا وفى الخبر انه يصير ظهور المنافقين

(1) كذا في الأصل ولم أظفر على الحديث في مظانه في تفسير العياشي.
(2) دمج الشئ دموجا: إذا دخل في الشئ واستحكم فيه.
395

كالسفافيد (1)
51 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود "
قال: يكشف عن الأمور التي خفيت، وما غصبوا آل محمد حقهم " ويدعون إلى السجود "
قال: يكشف لأمير المؤمنين عليه السلام فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر، يعنى قرونها
فلا يستطيعون ان يسجدوا وهي عقوبة، لأنهم لم يطيعوا الله في الدنيا في امره
وهو قوله: " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال: إلى ولايته في
الدنيا وهم يستطيعون.
52 - في جوامع الجامع وفى الحديث تبقى أصلابهم طبقا واحدا أي فقارة
واحدة لا تنثني.
53 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن محمد الطيار قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله عز وجل: وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال
مستطيعون يستطيعون الاخذ بما أمروا به والترك لما نهوا عنه، وبذلك ابتلوا ثم
قال: ليس شئ مما أمروا به ونهوا الا ومن الله عز وجل فيه ابتلاء وقضاء.
54 - وباسناده إلى المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
ما يعنى بقوله عز وجل " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال
وهم مستطيعون.
55 - وباسناده إلى محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
عز وجل: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " قال: تبارك
الجبار ثم أشار إلى قدمه فكشف عنها الإزار قال: " ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون "
قال: أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر شاخصة
أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون.
56 - وباسناده إلى عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول
الله عز وجل: " يوم يكشف عن ساق " قال: كشف ازاره عن ساق ويده الأخرى على

(1) السفافيد جمع السفود - كتور -: حديدة يشوى عليها اللحم.
396

رأسه، فقال: سبحان ربي الأعلى.
57 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا فأذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار وإذا أراد الله
عز وجل بعبد شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به (1) وهو قول
الله عز وجل: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون بالنعم عند المعاصي.
58 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا أحدث العبد
ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج.
59 - في أصول الكافي ابن أبي عمير عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انى سألت الله تبارك وتعالى ان يرزقني مالا فرزقني،
وانى سألت الله ان يرزقني ولدا فرزقني، وسألته أن يرزقني دارا فرزقني، وقد خفت
أن يكون ذلك استدراجا؟ فقال: اما مع الحمد فلا.
قال عز من قائل فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت
60 - في تفسير العياشي عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام كتب أمير -
المؤمنين عليه السلام (2) قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله ان جبرئيل حدثه أن يونس بن متى عليه السلام بعثه
الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة (3) وكان قليل الصبر على
قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوتار النبوة وأعلامها وانه يتفسخ
تحتها كما يتفسخ البعير تحت حمله (4) وانه أقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله و
التصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم
أحدهما روبيل والاخر تنوخا، وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان
قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة وكان تنوخا رجلا مستضعفا

(1) أي يدوم على فعله.
(2) كذا في الأصل لكن في المصدر " وجدنا في بعض كتب... اه "
(3) أي تصبيه البأس والغضب.
(4) تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز ولم يطقه.
397

عابدا زاهدا منهمكا في العبادة (1) وليس له علم ولا حكم وكان روبيل صاحب غنم
يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه،
وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته،
فلما رأى أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكا ذلك
إلى ربه وكان فيما شكا أن قال: يا رب انك بعثتني إلى قومي ولى ثلاثون سنة فلبثت
فيهم ادعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالتىي وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا و
ثلاثين سنة فكذبوني، ولم يؤمنوا بي وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالتي، وقد توعدوني
وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك فإنهم قوم لا يؤمنون، فأوحى الله إلى يونس:
ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين
وانا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبى، لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و
هم يا يونس عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفى عيلتي، أحب أن أتأناهم (2) وارفق
بهم وانتظر توبتهم وانما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة
الماسة منهم وتتأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم بأحلام الرسالة وتكون لهم كهيئة الطبيب
المداوى العالم بمداواة الدواء، فخرجت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسهم
بسياسة المرسلين، ثم سألتني مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدي
نوح كان أصبر منك على قومه وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في
العذر، فغضبت له حين غضب لي وأجبته حين دعاني; فقال يونس: يا رب انما غضبت
عليهم فيك وانما دعوت عليهم حين عصوك فو عزتك لا أنعطف عليهم برأفة أبدا، ولا انظر
إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذبيهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم
عذابك فإنهم لا يؤمنون ابدا فقال الله: يا يونس انهم مأة الف أو يزيدون من خلقي
يعمرون بلادي ويلدون عبادي ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك،
وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وانا الرب الحكيم، وعلمي

(1) انهمك في الامر: جد فيه ولج.
(2) من التأني أي الرفق والمداراة.
398

فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لاتعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا
يونس قد أجبتك إلى ما سألت، انزل العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك
عندي ولا أحمد لشأنك وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع
الشمس، فأعلمهم ذلك، فسر يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
61 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله
إذ نادى ربه وهو مكظوم أي مغموم.
62 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الحجال عن عبد الصمد
ابن بشير عن حسان الجمال قال: حملت أبا عبد الله عليه السلام من المدينة إلى مكة، فلما
انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذاك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله
حيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال: ذاك موضع
فسطاط أبى فلان وفلان وسالم مولى أبى حذيفة، وأبى عبيدة بن الجراح، فلما أن
رأوه رافعا يديه، قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون
فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية: وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما
سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين.
63 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك
بابصارهم لما سمعوا الذكر " قال: لما اخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بفضل أمير المؤمنين عليه السلام
" ويقولون انه لمجنون " فقال الله سبحانه: " وما هو " يعنى أمير المؤمنين عليه السلام
" الا ذكر للعالمين ".
64 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن سلمان عن عبد الله بن
محمد الهمداني عن مسمع بن الحجاج عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفر
عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده
صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا اتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم ماذا دهاك؟ (1)

(1) مضى الحديث بمعناه في صفحة 147 فراجع
399

فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم: قد فعل هذا النبي
فعلا ان تم لم يعص الله أبدا فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم؟ فلما قال المنافقون:
انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه
مجنون؟ - يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله - صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أوليائه فقال:
أما علمتم انى كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر
بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول والحديث طويل أخذنا منه موضع
الحاجة.
65 - في مجمع البيان " ليزلقونك بابصارهم " أي ليزهقونك أي ليقتلونك
ويهلكونك عن ابن عباس وكان يقرءها كذلك وقيل ليصرعونك عن الكلبي، وقيل يصيبونك
بأعينهم عن السدى والكل يرجع في المعنى إلى الإصابة في العين، والمفسرون كلهم
على أنه المراد في الآية، وأنكر الجبائي ذلك وقال: ان إصابة العين لا تصح، قال
علي بن عيسى الرماني: وهذا الذي ذكره غير صحيح لأنه غير ممتنع أن يكون الله تعالى
اجرى العادة بصحة ذلك لضرب من المصلحة، وعليه اجماع المفسرين، وجوزه
العقلاء فلا مانع منه، وجاء في الخبر ان أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله
ان بنى جعفر تصيبهم العين فاسترقي لهم؟ (1) قال: نعم لو كان شئ يسبق القدر
لسبقه العين.
66 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن القداح
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين: رقى النبي صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا فقال: أعيذكما
بكلمات الله التامة وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة، ومن شر كل
عين لامة ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله إلينا فقال: هكذا كان يعوذ
إبراهيم إسماعيل وإسحاق عليهم السلام.

(1) الرقية: العوذة وهي التي تكتب وتعلق على الانسان من العين والفزع والجنون
واسترقاه: طلب ان يرقيه
400

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أكثر من
قراءة الحاقة فان قرائتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله، لأنها
انما نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ومعاوية ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى
الله عز وجل.
2 - في مجمع البيان وروى جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: أكثروا من
قراءة الحاقة في الفرائض والنوافل فان قرائتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله و
رسوله، ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى الله.
3 - أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة الحاقة حاسبه الله
حسابا يسيرا.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: الحاقة ما الحاقة وما ادراك ما الحاقة
قال: الحاقة الحذر بنزول العذاب كذبت ثمود وعاد بالقارعة قال: قرعهم بالعذاب
واما عاد فاهلكوا بريح صرصر أي باردة عاتية قال: خرجت أكثر مما أمرت به
5 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما خرجت ريح قط الا
بمكيال الا زمن عاد فإنها عتت على خزانها، فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت
قوم عاد.
6 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: واما الريح
العقيم فإنها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام ولا شيئا من النبات، وهي ريح تخرج
من تحت الأرضين السبع وما خرجت منها ريح الا على قوم عاد حين غضب الله عليهم، فأمر
الخزان ان يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم، قال: فعتت على الخزان فخرج منها
على مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، قال: فضج الخزان إلى الله عز وجل
من ذلك فقالوا: ربنا انها قد عتت عن أمرنا انا نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك
401

وعمار بلادك قال: فبعث الله عز وجل إليها جبرئيل عليه السلام فاستقبلها بجناحه فردها إلى موضعها
وقال لها: أخرجي على ما أمرت به، قال: فخرجت على ما أمرت به وأهلكت قوم عاد و
كل من بحضرتهم.
7 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى أبى عبد الله
عليه السلام قال: الأربعاء يوم نحس مستمر لأنه أول يوم وآخر يوم من الأيام التي قال الله
عز وجل سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " سخرها عليهم سبع ليال وثمانية
أيام حسوما " قال: كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية أيام حتى هلكوا، قوله:
وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة المؤتفكات البصرة والخاطئة فلانة
وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فأخذهم اخذة رابية والرابية التي
أربيت على ما صنعوا.
وقوله: انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية يعنى أمير المؤمنين وأصحابه
9 - في كتاب معاني الأخبار خطبة لعلى عليه السلام يذكر فيها نعم الله عز وجل عليه
وفيها يقول عليه السلام: الأواني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا ان تغلبوا عليها
فتضلوا في دينكم، إلى قوله: وانا الاذن الواعية يقول الله عز وجل: وتعيها
اذن واعية.
10 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
وباسناده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل: " وتعيها اذن واعية "
قال: دعوت الله عز وجل ان يجعلها اذنك يا علي.
11 - في مجمع البيان " وتعيها اذن واعية " روى الطبري باسناده عن مكحول
انه لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله اللهم اجعلها اذن على ثم قال عليه السلام: فما سمعت
شيئا من رسول الله صلى الله عليه وآله فنسيته.
12 - وروى باسناده عن عكرمة عن بريدة الأسلمي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي
عليه السلام: يا علي أن الله تعالى أمرني ان أدنيك ولا أقصيك، وان أعلمك وتعى وحق
402

على الله ان تعى، فنزل: " وتعيها اذن واعية ".
13 - وأخبرني بما كتب إلى بخطه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار إلى قوله: قال: سمعت
أبا عمر وعثمان بن الخطاب المعمر المعروف بابى الدنيا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب
عليه السلام يقول: لما نزلت " وتعيها اذن واعية " قال النبي صلى الله عليه وآله: سألت الله عز وجل
ان يجعلها اذنك يا علي.
14 - في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام عند نزول هذه
الآية: سألت الله عز وجل ان يجعلها اذنك يا علي، قال: فما نسيت شيئا بعد، وما كان
لي ان انسى.
15 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) بعد أن ذكر عليا عليه السلام فان النبي
صلى الله عليه وآله قال: إنه المراد بقوله تعالى: و " تعيها اذن واعية ".
16 - في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح
المزني عن الحارث بن حضيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام أنه قال في
حديث طويل: انا الذي انزل الله في " وتعيها أذن واعية " فانا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله
فيخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم، فإذا خرجنا " قالوا ماذا قال آنفا ".
17 - في تفسير علي بن إبراهيم وحملت الأرض والجبال قال: وقعت فدك
بعضها على بعض.
18 - في أصول الكافي باسناده إلى يحيى بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت
" وتعيها اذن واعية " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هي اذنك يا علي.
19 - في ارشاد المفيد عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الناس يصاح بهم صيحة واحدة
فلا يبقى ميت الا نشر، ولا حي الا مات الا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة أخرى
فينشر من مات، ويصفون جميعا وينشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار
بمثل الجبال شررا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
قال عز من قائل: والملك على أرجائها.
20 - في نهج البلاغة وليس في اطباق السماوات موضع اهاب الا وعليه ملك
403

ساجد أو ساع حافد (1)
21 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة
قال له اليهودي: فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إن ربى يحمل كل شئ بقدرته، ولا يحمله
شئ، قال: فكيف قوله عز وجل: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية
قال: يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى،
فكل شئ على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة، تحمل كل شئ.
22 - عن حفص بن غياث النخعي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن حملة العرش
لكل واحد منهم ثمانية أعين كل عين طباق الدنيا.
23 - وعن الصادق عليه السلام قال: إن حملة العرش أربعة: أحدهم على صورة ابن آدم
يسترزق الله لبنى آدم، والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير، والثالث على
صورة الأسد يسترزق الله للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق الله
للبهائم، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فإذا كان يوم القيامة
صاروا ثمانية.
24 - في كتاب التوحيد باسناده إلى زاذان عن سلمان الفارسي أنه قال:
سأل بعض النصارى أمير المؤمنين عليه السلام عن مسائل فأجابه عنها، فكان فيما سأله أن قال
له: أخبرني عن ربك أيحمل أو يحمل؟ فقال عليه السلام: ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل،
قال النصراني: وكيف ذلك ونحن نجد في الإنجيل: " ويحمل عرش ربك فوقهم
يومئذ ثمانية "؟ فقال علي عليه السلام: ان الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن
كهيئة السرير ولكنه شئ محدود مخلوق مدبر، وربك عز وجل مالكه، لا انه عليه
ككون الشئ على الشئ، وامر الملائكة بحمله يحملون العرش بما أقدرهم عليه،
قال النصراني: صدقت رحمك الله.
25 - عن علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل في صفة خلق العرش وفيه يقول

(1) الإهاب: الجلد. والحافد. المسرع.
404

عليه السلام: له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم الا الله عز وجل،
يسبحون الليل والنهار لا يفترون.
26 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال:
سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: أخبرني عن قوله: " ويحمل عرش ربك فوقهم
يومئذ ثمانية " فكيف قال ذاك وقلت: انه يحمل العرش والسماوات والأرض؟ قال
أمير المؤمنين عليه السلام: ان العرش خلقه الله تعالى من أنوار أربعة، نور احمر منه احمرت
الحمرة، ونور اخضر منه اخضرت الخضرة، ونور اصفر منه اصفرت الصفرة، ونور
أبيض منه أبيض البياض، وهو العلم الذي حمله الله الحملة، وذلك نور من عظمته
فبعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته و
نوره ابتغى من في السماء والأرض من جميع خلائقه إليه الوسيلة بالاعمال المختلفة
والأديان المتشتتة (1) فكل محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع
لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا، فكل شئ محمول، والله تبارك
وتعالى الممسك لهما ان تزولا والمحيط بهما من شئ (2) وهو حياة كل شئ ونور كل
شئ سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، فالذين يحملون العرش هم العلماء
الذين حملهم الله علمه، وليس يخرج عن هذه الأربعة شئ خلق الله في ملكوته،
وهو الملكوت الذي أراه الله أصفياءه واراه خليله عليه السلام، فقال: " وكذلك نرى إبراهيم
ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " وكيف يحمل حملة عرش الله و
بحياته حييت قلوبهم، وبنوره اهتدوا إلى معرفته؟ والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
27 - أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام أنه قال له أبو قرة - وقد قال عليه السلام: والمحمول ما سوى الله ولم
يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول - فإنه قال: " ويحمل عرش

(1) وفى المصدر " والأديان المشتبهة ".
(2) ضمائر التثنية - على ما قيل - ترجع إلى السماوات والأرض.
405

ربك فوقهم يؤمئذ ثمانية " وقال: " الذين يحملون العرش " فقال أبو الحسن عليه السلام:
العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة، وعرش فيه كل شئ، ثم أضاف الحمل
إلى غيره: خلق من خلقه (1) لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
28 - محمد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حملة العرش - والعرش: العلم -
ثمانية: أربعة منا وأربعة ممن شاء الله.
29 - في تفسير علي بن إبراهيم " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال:
حملة العرش ثمانية لكل واحد ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا.
وفى حديث آخر قال: حملة العرش ثمانية أربعة من الأولين وأربعة من
الآخرين، فاما الأربعة من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، واما
الآخرون فمحمد وعلى والحسن والحسين عليهم السلام، ومعنى يحملون
يعنى العلم.
30 - في مجمع البيان " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " من الملائكة
عن ابن زيد وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله انهم اليوم أربعة. فإذا كان يوم القيامة أيدهم بأربعة
أخرى فيكونون ثمانية.
31 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى من طريق المخالفين في
قوله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم
الا الله، لكل ملك منهم أربعة وجوه، لهم قرون كقرون الوعلة من أصول القرون
إلى منتهاها مسيرة خمسمأة عام، والعرش على قرونهم، وأقدامهم في الأرض السفلى، و

(1) قال المجلسي (ره): قوله " خلق " بالجر بدل من غيره وأشار بذلك إلى أن الحامل
لما كان من خلقه فيرجع الحمل إليه تعالى; قوله: " وهم حملة علمه " أي وقد يطلق حملة العرش
على حملة العلم أيضا، أو حملة العرش في القيامة هم حملة العلم في الدنيا.
406

رؤسهم في السماء العليا ودون العرش سبعون حجابا من نور.
32 - في محاسن البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام ان حملة العرش لما ذهبوا
ينهضون بالعرش لم يستقلوه فألهمهم الله لا حول ولا قوة الا بالله فنهضوا به.
33 - في كتاب التوحيد عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل فيه وقد ذكر عظمة
العرش ما تحمله الاملاك الا بقول لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة الا بالله.
34 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: فأما من أوتي كتابه بيمينه
فإنه قال الصادق عليه السلام كل أمة يحاسبها امام زمانها ويعرف الأئمة أوليائهم وأعداهم
بسيماهم وهو قوله " وعلى الأعراف رجال يعرفون " وهم الأئمة يعرفون " كلا بسيماهم "
فيعطوا أوليائهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بلا حساب، ويعطوا أعداء هم كتابهم
بشمالهم فيمروا إلى النار بلا حساب; فإذا نظر أولياؤهم في كتابهم يقولون لاخوانهم
هاؤم اقرؤا كتابيه انى ظننت انى ملاق حسابيه.
35 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: واما قوله: " ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها "
يعنى يتيقنوا انهم داخلوها وكذلك قوله: " انى ظننت انى ملاق حسابيه " واما قوله
للمنافقين " وتظنون بالله الظنونا " فهو ظن شك وليس ظن يقين.
36 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل
عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله: " انى ظننت انى ملاق حسابيه " وقوله: " يومئذ يوفيهم
الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين " وقوله للمنافقين: " وتظنون بالله
الظنونا " فان قوله: " انى ظننت انى ملاق حسابيه " يقول. انى ظننت انى ابعث فأجاب
وقوله للمنافقين: " وتظنون بالله الظنونا " فهذا الظن ظن شك، وليس الظن ظن يقين، و
الظن ظنان ظن شك وظن يقين، فما كان من أمر معاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من
أمر الدنيا فهو ظن شك فافهم ما فسرت لك.
37 - في تفسير علي بن إبراهيم: فهو في عيشة راضية أي مرضية فوضع الفاعل
مكان المفعول.
407

38 - في مجمع البيان: في جنة عالية وقد ورد الخبر عن عطاء بن يسار عن سلمان
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة أحد الا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية.
قال عز من قائل: كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية.
39 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال: قال يهودي
للنبي صلى الله عليه وآله فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت قال: فما
شرابهم على اثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال: صدقت. والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
40 - وباسناده إلى انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعبد الله بن سلام
وقد سأله عن مسائل: واما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت.
41 - في مجمع البيان وعن زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟
قال: والذي نفسي بيده ان الرجل منهم ليؤتى قوة مأة رجل في الأكل والشرب
والجماع، قال: فان الذي يأكل ويشرب يكون له الحاجة؟ فقال: عرق يفيض مثل
ريح المسك فإذا كان ذلك ضمر له بطنه.
42 - في تفسير علي بن إبراهيم علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن
إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي
جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في الحاقة: وأما من أوتي كتابه بشماله
فيقول: يا ليتني لم أوت كتابيه ولم ادر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما اغنى
عنى ماليه إلى قوله إنه كان لا يؤمن بالله العظيم فهذا مشرك.
43 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد قال: حدثنا
عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: انى لا عرف ما في كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب
الشمال، واما كتاب أصحاب اليمين بسم الله الرحمن الرحيم وقوله: " واما من
أوتي كتابه بشماله " قال: نزلت في معاوية فيقول: " يا ليتني لم أوت كتابيه ولم ادر
408

ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية " يعنى الموت " ما اغنى عنى مالية " يعنى ماله الذي جمعه
هلك عنى سلطانيه أي حجته فيقال: خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه أي اسكنوه
ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه قال: معنى السلسلة السبعون ذراعا في
الباطن هم الجبابرة السبعون.
44 - حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال
لو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا; وضعت على الدنيا لذابت
الدنيا من حرها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
45 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن
الحسين بن أبي العلا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وكان معاوية صاحب السلسلة التي
قال الله عز وجل: " في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * انه كان لا يؤمن بالله
العظيم " وكان فرعون هذه الأمة.
46 - في بصائر الدرجات على عن العباس بن عامر عن ابان عن بشير النبال
عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال كنت خلف أبى وهو على بغلة فنفرت بغلته فإذا شيخ في عنقه سلسلة
ورجله يتبعه، فقال: يا علي بن الحسين اسقني، فقال الرجل: لا تسقه لاسقاه الله
وكان الشيخ م ع وى ه.
47 - الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمي عن
إدريس أخيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا أنا وأبى متوجهان إلى مكة و
أبى قد تقدمني في موضع يقال له ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها،
فقال لي: اسقني قال: فصاح بي أبى لا تسقه لا سقاه الله، ورجل يتبعه حتى جذب سلسلة
جذبه وطرحه في أسفل درك من النار.
48 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن علي بن المغيرة
قال: نزل أبو جعفر عليه السلام بوادي ضجنان فقال ثلاث مرات: لا غفر الله لك، ثم قال لأصحابه:
أتدرون لم قلت ما قلت؟ قالوا: لم قلت جعلنا الله فداك؟ قال: مر معاوية يجر سلسلة قد
أدلى لسانه يسألني ان استغفر له وانه ليقال: ان هذا واد من أودية جهنم.
409

49 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض
على طعام المسكين حقوق آل محمد صلى الله عليه وآله التي غصبوها قال الله عز وجل: فليس
له اليوم هيهنا حميم أي قرابة ولاطعام الا من غسلين قال: عرق الكفار
50 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قال: إنه لقول رسول كريم
يعنى جبرئيل عن الله في ولاية على قلت: وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون
قال قالوا: إن محمدا كذب وما أمره الله بهذا في علي فأنزل الله بذلك قرآنا فقال:
ان ولاية على تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا محمد بعض الأقاويل
لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ثم عطف فقال: " ان ولاية على لتذكرة
للمتقين للعالمين وانا لنعلم ان منكم مكذبين * وان عليا لحسرة على الكافرين * وان
ولايته لحق اليقين * فسبح يا محمد باسم ربك العظيم " يقول: اشكر ربك العظيم الذي
أعطاك هذا الفضل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
51 - في تفسير العياشي عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي:
لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فأظهر ولايته قالا جميعا: والله ما هذا من تلقاء الله
ولا هذا الا شئ أراد أن يشرف به ابن عمه، فأنزل الله عليه: " ولو تقول علينا بعض
الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين
* وانه لتذكرة للمتقين * وانا لنعلم ان منكم مكذبين " فلانا وفلانا " وانه لحسرة على
الكافرين " يعنى عليا " وانه لحق اليقين " يعنى عليا " فسبح باسم ربك العظيم ".
52 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ولو تقول علينا بعض الأقاويل
يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله لأخذنا منه باليمين قال: انتقمنا منه بقوة ثم لقطعنا منه الوتين
قال: عرق في الظهر يكون منه الولد ثم قال: فما منكم من أحد عنه حاجزين
يعنى لا يحجز الله عنه أحد ولا يمنعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله: وانه لحسرة على
الكافرين وانه لحق اليقين يعنى أمير المؤمنين عليه السلام فسبح باسم ربك العظيم
410

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله قال: أكثروا من قراءة
سأل سائل فان من أكثر قرائتها لم يسأل الله تعالى يوم القيامة عن ذنب عمله وأسكنه الجنة
مع محمد إن شاء الله.
2 - في مجمع البيان وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: من ادمن
قراءة سأل سائل لم يسأله الله يوم القيامة عن ذنب عمله وأسكنه جنته مع محمد
صلى الله عليه وآله.
3 - أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة سأل سائل أعطاه
الله ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين على صلواتهم يحافظون.
4 - وأخبرنا السيد أبو الحمد إلى قوله: عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه
عليهم السلام قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم غدير خم قال: من كنت مولاه فعلى
مولاه طار ذلك في البلاد، فقدم على النبي صلى الله عليه وآله النعمان بن الحارث الزهري فقال:
امرتنا عن الله ان نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج و
الصوم والصلاة والزكاة فقبلناها ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت: من
كنت مولاه فعلى مولاه، فهذا شئ منك أو أمر من عند الله؟ فقال: لا والله الذي لا إله إلا هو
ان هذا من الله فولى النعمان بن الحارث وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من
عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله وانزل الله تعالى:
سأل سائل بعذاب واقع.
5 - في أصول الكافي باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله
تعالى: " سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية على ليس له دافع " ثم قال: هكذا والله
نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله.
6 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان
411

عن أبيه عن أبي بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال
له رسول الله صلى الله عليه وآله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم إلى قوله: قال: فغضب الحارث
بن عمرو الفهدي فقال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ان بني هاشم يتوارثون
هرقلا بعد هرقل (1) " فأرسل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم " فأنزل
الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان
الله معذبهم وهم يستغفرون " ثم قال له: يا عمرو أما تبت واما رجليه فقال: يا محمد بل
تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم،
فقال النبي صلى الله عليه وآله ليس ذلك إلى، ذلك إلى الله تبارك وتعالى فقال: يا محمد قلبي
ما يتابعني على التوبة ولكن ارحل عنك فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة
أتته جندلة فرضت هامته (2) ثم اتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: " سأل سائل بعذاب
واقع للكافرين بولاية على ليس له دافع من الله ذي المعارج " قال: قلت: جعلت
فداك انا لا نقرأها هكذا؟ فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وهكذا
هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا
إلى صاحبكم فقد اتاه ما استفتح به، والحديث طويل مذكور في الزخرف عند قوله
تعالى: " ولما ضرب ابن مريم مثلا " الآية.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم " سأل سائل بعذاب واقع " قال: سئل أبو
جعفر عليه السلام عن معنى هذا فقال: نار تخرج من المغرب، وملك يسوقها من خلفها
حتى تأتى دار بنى سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع دارا لبني أمية الا أحرقتها وأهلها،
ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد الا أحرقتها وذلك المهدي عليه السلام.
8 - وفى حديث آخر لما اصطفت الخيلان يوم بدر رفع أبو جهل يده فقال:
اللهم اقطعنا للرحم واتنا بما لا نعرفه فاجئه العذاب، فأنزل الله تبارك وتعالى: " سأل
سائل بعذاب واقع ".

(1) هرقل: اسم ملك الروم أراد بني هاشم يتوارثون ملك بعد ملك
(2) الجندلة واحدة الجندل -: الحجارة; ورضه: دقه. والهامة: رأس كل شئ.
412

9 - أخبرنا أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الله عن محمد بن علي عن علي بن
حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي الحسن عليه السلام في قوله " سأل سائل بعذاب
واقع " قال: سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر وما يلهمون فيها، فقال
النبي صلى الله عليه وآله سالت عن عذاب واقع ثم كفر بان ذلك لا يكون فإذا وقع فليس له دافع
من الله ذي المعارج قال: تعرج الملائكة والروح في صبح ليلة القدر إليه من
عند النبي صلى الله عليه وآله والوصي.
10 - في روضة الكافي باسناده إلى حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام في حديث طويل: قال فان للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا:
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون.
11 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: الا فحاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا، فان في القيامة
خمسين موقفا كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه الآية: " في يوم كان مقداره
خمسين الف سنة ".
12 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه
عن آبائه عن الحسين عليهم السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال: وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله انه اسرى
به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات
مسيرة خمسين الف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
13 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد
سأله رجل عما اشتبه عليه من آيات الكتاب واما قوله: " يوم يقوم الروح والملائكة
صفا لا يتكلمون الا من اذن له وقال صوابا " وقوله: " والله ربنا ما كنا مشركين " وقوله
" ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا " وقوله: " ان ذلك لحق تخاصم أهل
النار " وقوله: " لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد " وقوله: " اليوم نختم على
أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ": فان ذلك في مواطن
413

غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين الف سنة يجمع الله عز وجل
الخلائق في مواطن يتفرقون ويكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض أولئك الذين
كان منهم الطاعة في دار الدنيا الرؤساء والاتباع ويلعن بعض أهل المعاصي الذين
بدت منهم البغضاء وتعاونوا على الاثم والعدوان في دار الدنيا المستكبرين و
المستضعفين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا والكفر في هذه الآية البراءة
يقول: فيبرء بعضهم من بعض ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان " انى كفرت
بما أشركتمون من قبل " وقول إبراهيم خليل الرحمن: " كفرنا بكم " أي تبرأنا
منكم ثم يجتمعون في موطن آخر يبكون فلو ان تلك الأصوات بدت لأهل الدنيا
لأذهلت جميع الخلق عن معايشهم، ولتصدعت قلوبهم الا ما شاء الله، فلا يزالون
يبكون الدم، ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون: " والله ربنا ما كنا
مشركين " فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود،
فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم: " لم شهدتم
علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ " ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون
فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله عز وجل: " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه و
صاحبته وبنيه " فيستنطقون " فلا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا " فيقوم
الرسل صلوات الله عليهم فيشهدون في هذا الموطن، فذلك قوله تعالى: " فكيف إذا
جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " ثم يجتمعون في موطن آخر فيكون
فيه مقام محمد صلى الله عليه وآله وهو المقام المحمود، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن
عليه أحد قبله، ثم يثنى على الملائكة كلهم فلا يبقى ملك الا اثنى عليه محمد صلى الله عليه وآله ثم
يثنى على الرسل بما لم يثن عليهم أحد مثله، ثم يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدء بالصديقين
ثم الشهداء ثم الصالحين، فيحمده أهل السماوات وأهل الأرض وذلك قوله عز وجل:
" عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حق، وويل لمن
لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب، ثم يجتمعون في موطن آخر ويدان بعضهم من
بعض; وهذا كله قبل الحساب فإذا أخذ في الحساب شغل كل انسان بما لديه، نسأل الله
414

بركة ذات اليوم.
14 - وباسناده إلى زيد بن علي عن أبيه سيد العابدين عليه السلام حديث طويل يقول
فيه سيد العابدين عليه السلام: وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها
فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله عز وجل يقول: " تعرج الملائكة والروح إليه ". وفى
الفقيه مثله سواء.
15 - في مجمع البيان " في يوم كان مقداره خمسين الف سنة " وروى أبو سعيد
الخدري قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ما أطول هذا اليوم؟ فقال: والذي نفس
محمد بيده انه ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة
يصليها في الدنيا.
16 - وروى عن أبي عبد الله قال: لو ولى الحساب غير الله لمكثوا فيه
خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة.
17 - وعنه عليه السلام أيضا قال: لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقبل أهل الجنة في الجنة
وأهل النار في النار.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: فاصبر صبرا جميلا أي لتكذيب
من كذب ان ذلك يكون، قوله: يوم تكون السماء كالمهل قال: الرصاص
الذائب والنحاس، كذلك تذوب السماء وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله يبصرونهم يقول: يعرفونهم ثم لا يتسائلون.
19 - وقوله: يود المجرم لو يفتدى من عذاب يؤمئذ ببنيه وصاحبته و
أخيه وفصيلته التي تؤويه وهي أمه التي ولدته قوله: نزاعة للشوى قال: تنزع
عينيه وتسود وجهه تدعو من أدبر وتولى قال: تجره إليها إذا مسه الشر جزوعا
قال الشر هو الفقر والفاقة وإذا مسه الخير منوعا قال: الغنى والسعة وفى رواية أبى
الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثم استثنى فقال: الا المصلين فوصفهم بأحسن
أعمالهم الذين هم على صلاتهم دائمون يقول: إذا فرض على نفسه شيئا من
النوافل دام عليه.
415

20 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة
باب مما يصلح للمسلم في دينه وديناه: لا يصلى الرجل نافلة في وقت فريضة الامن
عذر، ولكن يقضى بعد ذلك إذا أمكنه القضاء، قال الله تعالى: " الذين هم على صلاتهم
دائمون " يعنى الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار، وما فاتهم من النهار بالليل،
لا تقضى النافلة في وقت فريضة، ابدء بالفريضة ثم صل ما بدا لك.
21 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد ومحمد بن يحيى عن أحمد
عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر عليه السلام
عن قول الله عز وجل: " الذين هم على صلاتهم يحافظون " قال: هي الفريضة،
قلت: " الذين هم على صلاتهم دائمون " قال: هي النافلة.
22 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن
زرارة قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام وانا شاب فوصف لي التطوع والصوم، فرأى
ثقل ذلك في وجهي، فقال لي: ان هذا ليس كالفريضة من تركها هلك، انما هو
التطوع ان شغلت عنه أو تركته قضيته، انهم كانوا يكرهون ان ترفع أعمالهم يوما
تاما ويوما ناقصا، ان الله عز وجل يقول: " الذين هم على صلاتهم دائمون " وكانوا
يكرهون ان يصلوا حتى يزول النهار، ان أبواب السماء تفتح إذا زال النهار.
23 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن
مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تعالى فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة
لا يحمدون الا بأدائها وهي الزكاة، بها حقنوا دماءهم وبها سموا مسلمين، ولكن
الله تعالى فرض في أموال الأغنياء حقوقا غير الزكاة، فقال سبحانه وتعالى
والذين في أموالهم حق معلوم فالحق المعلوم غير الزكاة وهو شئ يفرضه
الرجل على نفسه في ماله يجب عليه ان يفرضه على قدر طاقته وسعة ماله فيؤدى
الذي فرض على نفسه ان شاء في كل يوم وان شاء في كل جمعة وان شاء في
كل شهر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
24 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن
416

أبى المعزاء عن أبي بصير قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام ومعي بعض أصحاب
الأموال فذكروا الزكاة فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الزكاة ليس يحمد بها صاحبها
انما هو شئ ظاهر انما حقن بها دمه وسمى بها مسلما ولو لم يؤدها لم تقبل له صلاة
وان عليكم في أموالكم غير الزكاة فقلت: أصلحك الله وما علينا في أموالنا
غير الزكاة فقال: سبحان الله اما تسمع الله عز وجل يقول في كتابه: " والذين
في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم " قال: قلت ماذا الحق المعلوم الذي
علينا؟ قال: هو الشئ يعمله الرجل في ماله يعطيه في اليوم أو في الجمعة أو في
الشهر قل أو كثر غير أنه يدوم عليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
25 - علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن
إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " والذين في أموالهم
حق معلوم * للسائل والمحروم " أهو سوى الزكاة؟ فقال: هو الرجل يؤتيه
الله الثروة من المال، فيخرج منه الألف والألفين والثلاثة الآلاف والأقل و
الأكثر فيصل به رحمه، ويحمل به الكل عن قومه.
26 - عنه عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمان بن
الحجاج عن القاسم بن عبد الرحمان الأنصاري قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن
رجلا جاء إلى أبى علي بن الحسين عليهما السلام وقال له: اخبرني عن قول الله
عز وجل: " وفى أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم " ما هذا الحق المعلوم؟
فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: الحق المعلوم الشئ يخرجه من ماله ليس من الزكاة
ولا من الصدقة المفروضتين، فقال: وإذا لم يكن من الزكاة ولا من الصدقة فما هو؟
فقال: هو الشئ يخرجه من ماله أن شاء أكثر وان شاء أقل على قدر ما يملك، فقال
له الرجل: فما يصنع به؟ قال: يصل به رحما ويقوى به ضعيفا ويحمل به كلا أو يصل به أخا له
في الله، أو لنائبة تنوبه فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
27 - عنه عن ابن فضال عن صفوان بن الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام في قول
417

الله عز وجل: للسائل والمحروم قال: المحروم المحارف (1) الذي قد حرم
كد يده في الشراء والبيع.
28 - وفى رواية أخرى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام انهما قالا: المحروم
الرجل الذي ليس بعقله بأس ولم يبسط له في الرزق وهو محارف.
29 - علي بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن
عبد الله بن القاسم عن رجل من أهل ساباط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لعمار: يا عمار
أنت رب مال كثير؟ قال: نعم جعلت فداك قال: فتؤدى ما افترض عليه من
الزكاة؟ قال: نعم قال: فتخرج المعلوم من مالك؟ قال: نعم، قال: فتصل
قرابتك؟ قال: نعم، قال فتصل اخوانك؟ قال: نعم والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
30 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الحق المعلوم ليس
الزكاة وهو الشئ تخرجه من مالك ان شئت كل جمعة وان شئت كل يوم، ولكل ذي
فضل فضله.
31 - وروى عنه أيضا أنه قال: هو ان تصل القرابة وتعطى من حرمك،
وتصدق على من عاداك.
32 - في محاسن البرقي وروى محمد بن علي عن علي بن حسان عن
عبد الرحمان بن كثير قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام إذ أتاه رجل من الشيعة ليودعه
بالخروج إلى العراق، فأخذ أبو جعفر عليه السلام بيده ثم حدثه عن أبيه بما كان يصنع قال:
فودعه الرجل ومضى فاتى الخبر بأنه قطع عليه فأخبرت بذلك أبا جعفر عليه السلام فقال:
سبحان الله أولم أعظه؟ فقلت: بلى، ثم قلت: جعلت فداك إذا أنا فعلت ذلك اعتد به
من الزكاة؟ قال: لا ولكن ان شئت أن يكون ذلك من الحق المعلوم.
33 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن
عبد الرحمان عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل:

(1) المحارف: المحروم المحدود الذي طلب فلا يرزق وهو خلاف قولك مبارك
418

والذين يصدقون بيوم الدين قال: بخروج القائم عليه السلام.
34 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن
القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا
طويلا يقول فيه عليه السلام بعد ان قال: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله عليه
وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله، وهو من الايمان وذكر قوله
تعالى: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " إلى قوله: " ويحفظن فروجهن "
وفسرها وكل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الآية فإنها
من النظر.
35 - في الكافي باسناده إلى إسحاق بن أبي سارة قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عنها يعنى المتعة فقال لي: حلال فلا تتزوج الا عفيفة، ان الله عز وجل يقول:
الذين هم لفروجهم حافظون فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك.
36 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث
ونكاح بملك يمين.
37 - في الكافي باسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر عليه السلام
عن قول الله عز وجل: الذين هم على صلاتهم يحافظون قال: هي الفريضة
قلت: " الذين هم على صلاتهم دائمون " قال: هي النافلة.
38 - في مجمع البيان " والذين هم على صلاتهم يحافظون " وروى
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال: أولئك أصحاب الخمسين صلاة
من شيعتنا.
39 - وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: هذه الفريضة، من صلاها
لوقتها عارفا بحقها لا يؤثر عليها غيرها كتب الله له براءة لا يعذبه، ومن صلاها لغير
وقتها مؤثرا عليها غيرها، فان ذلك إليه ان شاء غفر له وان شاء عذبه.
40 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل و
419

فيه قال عليه السلام وقد ذكر المنافقين: وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويقربهم ويجلسهم
عن يمينه وعن شماله حتى اذن الله عز وجل له في ابعادهم بقوله: " واهجرهم هجرا
جميلا " وبقوله: فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين
أيطمع كل امرء منهم ان يدخل جنة نعيم كلا انا خلقناهم مما يعلمون.
41 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " عن اليمين وعن الشمال عزين " يقول:
قعود وقوله: " كلا انا خلقناهم مما يعلمون " قال: من نطفة ثم علقة وقوله: فلا أقسم
أي أقسم برب المشارق والمغارب قال: مشارق الشتاء ومشارق الصيف، ومغارب
الشتاء ومغارب الصيف.
42 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد الله بن أبي حماد رفعه إلى
أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عز وجل: " رب المشارق والمغارب " قال: لهما
ثلاثمأة وستون مشرقا، وثلاثمأة وستون مغربا، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه
الا من قابل.
43 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه لابن الكوا واما قوله: " رب المشارق والمغارب " فان لها ثلاثمأة
وستون برجا تطلع كل يوم من برج، وتغيب في آخر، فلا تعود فيه الا من قابل
في ذلك اليوم.
44 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: يوم يخرجون من الأجداث سراعا
قال: من القبر كأنهم إلى نصب يوفضون قال: إلى الداعي ينادون وقوله
ترهقهم ذلة قال: تصيبهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان يؤمن
بالله ويقرء كتابه لا يدع قراءة سورة انا أرسلنا نوحا إلى قومه، فأي عبد قرأها محتسبا
420

صابرا في فريضة أو نافلة اسكنه الله تعالى مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع
جنته كرامة من الله، وزوجه مأتى حوراء وأربعة آلاف ثيب إن شاء الله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء نوح
كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام.
3 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن أحمد
ابن الفضل أبى عمرو الحذاء قال: سائت حالي فكتبت إلى أبى جعفر عليه السلام فكتب إلى:
أدم قراءة " انا أرسلنا نوحا إلى قومه " قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا، فكتبت إليه
اخبره بسوء حالي وأنى قد قرأت " انا أرسلنا نوحا إلى قومه " حولا كما أمرتني ولم
أر شيئا، قال: فكتب إلى: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة " انا أنزلناه " و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر انشاء الله تعالى.
4 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: كان بين آدم ونوح عشرة
آباء كلهم أنبياء، ويقول فيه أيضا وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فإنه ارسل إلى
من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة.
5 - وباسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال الصادق جعفر بن محمد
عليهما السلام: لما أظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوح عليه السلام وأيقن الشيعة بالفرج، واشتدت
البلوى وعظمت الفرية إلى أن آل الامر إلى شدة شديدة نالت الشيعة، والوثوب على
نوح بالضرب المبرح (1) حتى مكث عليه السلام في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجرى
الدم من اذنه ثم افاق، وذلك بعد ثلاثمأة سنة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا و
نهارا فيهربون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، فهم بعد ثلاثمأة
بالدعاء عليهم وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة
أملاك فسلموا عليه ثم قالوا: يا نبي الله لنا حاجة، قال: وما هي؟ قالوا: تؤخر الدعاء على
قومك فإنها أول سطوة الله عز وجل [في الأرض] قال: قد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمأة

(1) أي الضرب الشديد.
421

سنة أخرى، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمأة
أخرى ويئس من ايمانهم، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء
السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا: نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة
وجئناك ضحوة، ثم سألوا مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم إلى مثل ما أجاب أولئك
إليه، وعاد عليه السلام إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم الا فرارا حتى انقضت ثلاثمأة سنة
أخرى تتمة تسعمأة سنة، فصارت إليه الشيعة وشكوا ما نالهم من العامة والطواغيت، و
سألوه الدعاء بالفرج، فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل فقال له: ان الله تبارك
وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة: يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى
يثمر، فإذا أثمر فرجت عنهم، فحمد الله وأثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به فأكلوا
التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا إلى نوح عليه السلام بالتمر وسألوه أن ينجز
لهم بالوعد، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا
النوى فإذا أثمر فرجت عنكم فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث و
ثبت الثلثان - فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا عليه السلام فأخبروه
وسألوه أن ينجز لهم، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه: قل لهم كلوا هذا
التمر واغرسوا النوى، فارتد الثلث الاخر وبقى الثلث، فأكلوا التمر وغرسوا
النوى. فلما أثمر اتوا به نوحا عليه السلام ثم قالوا له: لم يبق منا الا القليل ونحن نتخوف
على أنفسنا بتأخير الفرج ان نهلك، فصلى نوح عليه السلام فقال: يا رب لم يبق من أصحابي
الا هذه العصابة، وانى أخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج، فأوحى الله
عز وجل إليه: قد أجبت دعوتك فاصنع الفلك وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان
خمسون سنة.
6 - في من لا يحضره الفقيه قال علي بن الحسين عليه السلام لبعض أصحابه قل في
طلب الولد: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني
في حياتي ويستغفرني بعد موتى واجعله لي خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا،
اللهم إني استغفرك وأتوب إليك انك أنت الغفور الرحيم، سبعين مرة فإنه من أكثر
422

من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد، ومن خير الدنيا والآخرة، فإنه يقول
فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال
وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا.
7 - في مجمع البيان وروى عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد
ابن يوسف عن أبيه قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام وانا عنده فقال له: جعلت فداك
انى كثير المال وليس يولد ولد فهل من حيلة؟ قال: نعم استغفر ربك سنة في آخر
الليل مأة مرة، فان ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار، فان الله يقول: " استغفروا
ربكم " إلى آخره.
8 - في نهج البلاغة وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق و
رحمة الخلق فقال: سبحانه " استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم
مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين " فرحم الله امرءا استقبل توبته واستقال خطيئته و
بادر منيته.
9 - وفيه وقال عليه السلام لقائل بحضرته استغفر الله: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟
ان الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على
ما مضى، والثاني العزم على الترك إليه أبدا، والثالث ان تؤدى إلى المخلوقين
حقوقهم حتى يلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل
فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها، والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على
السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، و
السادس ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول:
استغفر الله.
10 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه
قال: شكا الأبرش الكلبي إلى أبى جعفر عليه السلام انه لا يولد له، وقال: علمني شيئا،
قال له: استغفر الله في كل يوم أو في كل ليلة مأة مرة، فان الله يقول: " استغفروا
ربكم انه كان غفارا " إلى قوله: " ويمددكم بأموال وبنين ".
423

11 - الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السياري عن عبد الرحمان بن أبي
نجران عن سليمان بن جعفر عن شيخ مدني رواه (1) عن أبي جعفر عليه السلام انه وفد
إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ عليه الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا
ولا يولد له، فدنا منه أبو جعفر عليه السلام فقال له: هل لك أن توصلني إلى هشام وأعلمك
دعاء يولد لك؟ قال: نعم فأوصله إلى هشام وقضى له جميع حوائجه قال: فلما فرغ
قال الحاجب: جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي؟ قال: نعم، قل في كل يوم
إذا أصبحت وأمسيت: سبحان الله سبعين مرة، وتستغفر عشر مرات، وتسبح تسع
مرات، وتختم العاشر بالاستغفار يقول الله عز وجل: " استغفروا ربكم انه كان غفارا *
يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم
أنهارا " فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة، وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر
وأبا عبد الله عليهما السلام، فقال سليمان: فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لي وأبطأ على الولد
منها وعلمتها لأهلي فرزقت ولدا، وزعمت المرأة انها متى تشاء ان تحمل
حملت إذا قالتها، وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يولد لهم فولد لهم ولد
كثيرا والحمد لله.
12 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
وباسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله تعالى، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله
ومن حزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله.
13 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب
مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: أكثر الاستغفار تجلب الرزق.
14 - وفيه عن علي عليه السلام أنه قال: والاستغفار يزيد في الرزق.
15 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى سليمان بن جعفر

(1) وفى المصدر " عن شيخ مدني عن زرارة عن أبي جعفر... اه " وعن بعض النسخ " عن
شيخ مدني عمن رواه. اه "
424

الجعفري عن الباقر عليه السلام ان رجلا شكا إليه قلة الولد وانه يطلب الولد من الإماء
والحرائر فلا يرزق له وهو ابن ستين سنة، فقال عليه السلام: قل كل ثلاثة أيام في دبر
صلواتك المكتوبة صلاة العشاء الآخرة، وفى دبر صلاة الفجر، سبحان الله سبعين
مرة، واستغفر الله سبعين مرة، تختمه بقول الله عز وجل: " استغفروا ربكم انه
كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات
ويجعل لكم أنهارا ".
16 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله لا ترجون لله وقارا قال: لا تخافون لله عظمة.
17 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: سبع سماوات طباقا
يقول: بعضها فوق بعض.
18 - في نهج البلاغة وكان من اقتدار جبروته وبديع لطائف صنعته ان جعل
ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف (1) يبسا جامدا، ثم فطر منه اطباقا، ففتقها سبع
سماوات بعد ارتتاقها، فاستمسك بأمره وقامت على حده.
19 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: رب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده
ماله وولده الا خسارا قال: اتبعوا الأغنياء.
20 - في كتاب علل الشرايع باسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عز وجل
وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا
قال: كانوا يعبدون الله عز وجل فماتوا فضج قومهم، فشق ذلك عليهم، فجاءهم إبليس
لعنه الله فقال لهم: أتخذ لكم أصناما على صوركم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم و
تعبدون الله، فأعد لهم أصناما على مثالهم، فكانوا يعبدون الله عز وجل وينظرون إلى
تلك الأصنام، فلما جاءهم الشتاء والأمطار ادخلوا الأصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون
الله عز وجل حتى هلك ذلك القرن ونشأ أولادهم، فقالوا: إن آبائنا كانوا يعبدون هؤلاء

(1) البحر الزاخر: الذي قد امتد جدا وارتفع والمتراكم: المجتمع بعضه على
بعض. والمتقاصف: الشديد الصوت.
425

فعبدوهم من دون الله عز وجل، فذلك قول الله تبارك وتعالى: " ولا تذرن ودا ولا
سواعا " الآية.
21 - وباسناده إلى بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
سمى العود خلافا لان إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمى العود
خلافا.
22 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي يوسف يعقوب
ابن عبد الله من ولد فاطمة عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي
عبد الله عليه السلام عن أمير المؤمنين حديث طويل ذكر فيه مسجد الكوفة وفيه يقول عليه السلام:
وكان فيه نسر ويغوث ويعوق.
23 - محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق
الغمشاني عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت
قريش تلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب
ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا
ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر;
ثم يلبون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث و
يعوق ونسرا " قال: كان ود صنما لكلب، وسواع صنما لهذيل، وكان يغوث لمراد، وكان
يعوق لهمدان، وكان نسر لحصين.
25 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام: فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ
منها. وفيه فالتفت عن يساره وأشار بيده إلى موضع دار الداريين (1) وهو موضع دار
ابن حكيم وذاك فرات اليوم، فقال لي: يا مفضل وهنا نصبت أصنام قوم نوح عليه يغوث
ويعوق ونسرا.

(1) باليائين أي العطارين.
426

26 - في كتاب الخرائج والجرائح روى عن سليمان بن جعفر قال: كنت عند
الرضا عليه السلام بالحمرا في مشربة مشرفة على البر والمائدة بين أيدينا، فرأى عليه السلام رجلا مسرعا
فرفع يده عن الطعام فما لبث ان جاء فصعد إليه فقال، مات الزبيري، فأطرق إلى
الأرض وتغير لونه، فقال: انى لاحسبه قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس بأكبر
من ذنوبه، قال الله تعالى: مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ثم مد يده فاكل
فما لبث ان جاء مولى له فقال: مات الزبيري قال: فما سبب موته؟ قال: شرب
الخمر البارحة فغرق فيها فمات.
في بصائر الدرجات معاوية بن حكيم عن سليمان ابن جعفر الجعفري قال:
كنت عند الرضا عليه السلام بالحمراء وذكر مثل ما في الخرائج والجرائح سواء.
27 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني
عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه
عليه السلام: وكان نوح صلوات الله عليه رجلا نجارا فجعله الله عز وجل نبيا وانتجبه، و
نوح أول من عمل سفينة تجرى على ظهر الماء، قال: ولبث نوح في قومه الف
سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله عز ذكره، فيهزؤون به ويسخرون منه، فلما رأى
ذلك منهم دعا عليهم فقال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك ان
تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فأوحى الله عز وجل إلى نوح
ان اصنع سفينة وأوسعها وعجل عملها، فعمل نوح سفينة في مسجد كوفة بيده
الحديث.
28 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن
عثمان عن إسماعيل الجعفر عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام:
وقد ذكر نوحا: فأوحى الله عز وجل إليه " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن
فلا تبتئس بما كانوا يعملون " فلذلك قال نوح: ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فأوحى الله
عز وجل إليه: " ان اصنع الفلك ".
29 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت
427

لأبي جعفر عليه السلام: أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال: " رب لا تذر على
الأرض من الكافرين ديارا * انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا
كفارا " قال عليه السلام علم أنه لا ينجب من بينهم أحد قال: قلت: وكيف علم ذلك؟
قال: أوحى الله إليه انه " لن يؤمن من قومك الا من قد آمن " فعندها دعا عليهم
بهذا الدعاء.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال:
حدثنا محمد بن حماد عن علي بن إسماعيل النخعي عن فضيل الرسان عن صالح بن
ميثم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما كان علم نوح حين دعا على قومه انهم لا يلدوا
الا فاجرا كفارا؟ فقال: اما سمعت قول الله لنوح: " انه لن يؤمن من قومك الا من
قد آمن ".
31 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بقي نوح
في قومه ثلاثمأة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه، فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع
الشمس اثنى عشر الف قبيلة من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة،
فقال لهم نوح: ما أنتم؟ فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا،
وان مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمأة عام، ومن سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام
وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت، فنسألك ان لا تدعو على
قومك قال نوح: أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم ستمأة سنة ولم يؤمنوا هم ان
يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، فقال نوح:
من أنتم؟ قالوا: نحن اثنى عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية وغلظ
السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة
خمسمأة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا
مسيرة خمسمأة عام خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسالك ان لا تدعو على
قومك، فقال نوح: قد أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما اتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا هم أن
يدعو فأنزل الله عز وجل: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا
428

يفعلون " فقال نوح: " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا
عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا ".
32 - في كتاب الخصال عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما دعى نوح عليه السلام
ربه عز وجل على قومه اتاه إبليس فقال له: يا نوح ان لك عندي يدا أريد أن أكافيك
عليها، فقال نوح: والله انى ليبغض إلى أن يكون لي عندك يد فما هي؟ قال: بلى
دعوت الله على قومك فأغرقهم فلم يبق لي أحد أغويه، فأنا مستريح حتى ينشؤ قرن
آخر فأغويهم، قال له: فما الذي تريد ان تكافيني به؟ قال له: اذكرني في ثلاث
مواطن فانى أقرب ما أكون من العبد إذا كان في إحداهن: اذكرني عند غضبك،
واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة جالسا ليس
معكما أحد.
33 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا يعنى الولاية من دخل في الولاية
دخل في بيت الأنبياء عليهم السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
34 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن
مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام ان إبراهيم دعا للمؤمنين و
المؤمنات والمذنبين من يومه ذلك [إلى يوم القيامة] بالمغفرة والرضا عنهم، قال:
وأمن الرجل على دعائه: قال أبو جعفر عليه السلام: فدعوة إبراهيم عليه السلام بالغة للمذنبين من
شيعتنا إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (1)
35 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: ولا تزد الظالمين الا تبارا التبار: الخسار.

(1) ومن أراد الوقوف على تمام القصة فليراجع بحار الأنوار ج 12 صفحه 80 - 81
من الطبعة الحديثة
429

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكثر
قراءة قل أوحى إلى لم يصبه في الحياة الدنيا من أعين الجن ولا نفثهم ولا سحرهم
ولا من كيدهم، وكان مع محمد صلى الله عليه وآله فيقول: يا رب لا أريد به بدلا ولا أبغى
عنه حولا.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة
الجن اعطى بعدد كل جنى وشيطان صدق بمحمد وكذب به عتق رقبة.
3 - وروى الواحدي باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما قرء
رسول الله صلى الله عليه وآله على الجن وما رآهم انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه
عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء (1) فرجعت
الشياطين إلى قومهم فقالوا: مالكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا
الشهب، قالوا: ما ذاك الا من شئ حدث؟ فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فمر
النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي صلى الله عليه وآله وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ، وهو
يصلى بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال
بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم وقالوا: انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى
إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله:
قال أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن. ورواه البخاري ومسلم أيضا
في الصحيح.
4 - وعن علقمة بن قيس قال: قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع
النبي صلى الله عليه وآله ليلة الجن؟ فقال: ما كان منا معه أحد فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل " جن السماء " بدل " خبر السماء "
في المواضع والظاهر أنه مصحف.
430

فقلنا: اغتيل رسول الله أو استطير فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء
فقلنا: يا رسول الله أين كنت؟ لقد أشفقنا عليك وقلنا له بتنا الليلة بشر ليلة بات بها
قوم حين فقدناك، فقال: انه أتاني داعى الجن فذهبت أقرئهم القرآن، فذهب
بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، فأما أن يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه.
5 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الجن على ثلاثة اجزاء:
فجزء مع الملائكة وجزء يطيرون في الهواء وجزء كلاب وحيات.
6 - في أصول الكافي بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن يحيى بن مساور
عن سعد الإسكاف قال: أتيت أبا جعفر عليه السلام في بعض ما أتيته فجعل يقول: لا تعجل (1)
حتى حميت الشمس على وجعلت أتتبع الأفياء، (2) فما لبثت ان خرج على قوم
كأنهم الجراد الصفر عليهم البتوت (3) قد انتهكتهم العبادة قال: فوالله لأنساني
ما كنت فيه من حسن هيئة القوم، فلما دخلت عليه قال لي: أراني قد شققت عليك
قلت: والله لقد انسانى ما كنت فيه قوم مروا بي لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي
رجل واحد، كان ألوانهم الجراد الصفر، قد انتهكتهم العبادة؟ فقال: يا سعد رأيتهم؟
قلت: نعم، قال: أولئك اخوانك من الجن قال. فقلت: يأتونك؟ قال: نعم يأتونا
يسألونا عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم.
7 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن إبراهيم بن إسماعيل
عن ابن جبل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط
عليهم (4) ازر وأكسية. فسألنا أبا عبد الله عليه السلام عنهم فقال: هؤلاء اخوانكم
من الجن.

(1) أي كلما استأذنت للدخول عليه يقول لي: لا تعجل فلبثت على الباب حتى حميت
الشمس أي اشتد حرها.
(2) الأفياء، جمع الفئ وهو الظل.
(3) البتوت جمع البت: الطيلسان قوله قد " انتهكتهم " أي هزلتهم.
(4) الزط: بضم الزاء أي صنف من الهنود.
431

8 - أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن ابن
فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الإسكاف قال: أتيت أبا جعفر عليه السلام أريد الاذن عليه،
فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة، وإذا الأصوات قد ارتفعت ثم خرج قوم معتمين
بالعمائم يشبهون الزط، قال: فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك أبطأ
اذنك على اليوم ورأيت قوما خرجوا على معتمين بالعمائم فأنكرتهم؟ قال: وتدري
من أولئك يا سعد؟ قال: قلت: لا، فقال: أولئك اخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا
عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم.
9 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن
سدير الصيرفي قال: وصاني أبو جعفر عليه السلام بحوائج له بالمدينة، فخرجت فبينما أنا
بين فج الروحاء (1) على راحلتي إذا انسان يلوى بثوبه (2) قال: فملت إليه
وظننت انه عطشان، فناولته الادواة (3) فقال لي: لا حاجة لي بها وناولني كتابا طينه رطب،
قال: فلما نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبى جعفر عليه السلام فقلت: متى عهدك بصاحب الكتاب
قال: الساعة وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها ثم التفت فإذا ليس عندي أحد، قال
ثم قدم أبو جعفر عليه السلام فلقيته فقلت: جعلت فداك رجل اتاني بكتابك وطينه رطب؟
فقال: يا سدير ان لنا خدما من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم.
وفى رواية أخرى قال: إن لنا أتباعا من الجن كما لنا اتباعا من الانس.
فإذا أردنا أمرا بعثناهم.
10 - علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عمن ذكره عن محمد
ابن جحرش قال: حدثتني حكيمة بنت موسى قال: رأيت الرضا عليه السلام واقفا على باب
بيت الحطب وهو يناجى ولست أرى أحدا فقلت: سيدي لمن تناجى؟ فقال: هذا

(1) الفج: الطريق الواسع. والروحاء: موضع بالحرمين على ثلاثين أو أربعين
ميلا من المدينة.
(2) أي يشير به.
(3) الإداوة: الاناء الذي يسقى منه.
432

عامر الزهراني أتاني يسألني ويشكو لي فقلت: يا سيدي أحب أن أسمع كلامه. فقال
لي: انك ان سمعت به حممت سنة، فقلت: يا سيدي أحب أن أسمعه فقال لي: استمعي
فاستمعت فسمعت شبه الصفير وركبتني الحمى فحممت سنة.
11 - أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا أمير -
المؤمنين عليه السلام على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهم الناس
أن يقتلوه، فأرسل أمير المؤمنين عليه السلام ان كفوا فكفوا وأقبل الثعبان ينساب (1) حتى
انتهى إلى المنبر، فتطاول فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فأشار أمير المؤمنين إليه: ان يقف
حتى يفرغ من خطبته، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال: من أنت؟ قال: أنا عمر بن
عثمان خليفتك على الجن، فقلت له: جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه؟
قال: نعم.
12 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مالك
ابن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت استأذن على أبى جعفر عليه السلام فقيل: ان
عنده قوما فأثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم ثم اذن
فدخلت عليه فقلت: جعلت فداك هذا زمان بنى أمية وسيفهم يقطر دما؟ فقال يا أبا حمزه
هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم.
13 - وحدثني محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي
حمزة قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فيما بين مكة والمدينة إذا التفت عن يساره
فإذا كلب أسود فقال: مالك قبحك الله ما أشد مسارعتك؟! وإذا هو شبيه بالطائر،
فقلت: ما هذا جعلت فداك؟ فقال: هذا عثمان بريد الجن مات هشام الساعة فهو
يطير ينعاه في كل بلد.
14 - علي بن حسان عن بكر عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم الأحد للجن
ليس تظهر فيه لاحد غيرنا.
15 - محمد عن علي بن حديد عن منصور بن حازم عن سعد الإسكاف قال:

(1) الانسباب: مشى الحية وما يشبهها.
433

أتيت باب أبى جعفر عليه السلام مع أصحاب لنا لندخل فإذا ثمانية نفر كأنهم من أب وأم،
عليهم ثياب زرابي وأقبية طاق (1) وعمائم صفر دخلوا فما احتبسوا حتى خرجوا،
فقال لي: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: أولئك اخوانكم
من الجن أتوا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتوننا وتستفتوننا في حلالكم
وحرامكم.
16 - وعنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الإسكاف قال: طلبت الاذن
على أبى جعفر عليه السلام فبعث إلى: لا تعجل فان عندي قوما من اخوانكم، فلم البث ان
خرج على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط، عليهم أقبية طبقين (2) وخفاف فسلموا ومروا
فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت ما اعرف هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا من عندك؟
قال: هؤلاء قوم من اخوانكم.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى " وإذ صرفنا إليك نفرا من
الجن يستمعون القرآن " إلى قوله " أولئك في ضلال مبين " وكان سبب نزول هذه
الآية ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو
الناس إلى الاسلام، فلم يجبه أحد ولم يجد أحدا يقبله، ثم رجع إلى مكة فلما بلغ
موضعا يقال له: وادى مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمر به نفر من الجن
فلما سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله " ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا انا
سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق والى صراط

(1) الزرابي جمع الزرابي جمع الزربية: الطنفسة المخملة. وطاق: ضرب من الثياب. والطيلسان وقيل:
الأخضر وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار " طاق طاق " بتكرير لفظ الطاق، قال المجلسي (ره)
وقوله " طاق طاق " أي لبسوا قباءا مفردا ليس معه شئ آخر من الثياب كما ورد في الحديث:
الإقامة طاق طاق; أو انه لم يكن له بطانة ولا قطن ثم نقل عن القاموس ما ذكرناه في معنى الطاق ثم
قال: وما ذكرناه أظهر في المقام لا سيما مع التكرار.
(2) قال المجلسي (ره) لعل المراد بالطبقين ان كل قباء كان من طبقين غير محشو
بالقطن.
434

مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به " إلى قوله: " أولئك في ضلال مبين "
فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله شرائع الاسلام،
فأنزل الله على نبيه: قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن " السورة كلها، فحكى
الله قولهم وولى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله منهم وكانوا يعودون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في كل
وقت، فأمر رسول الله أمير المؤمنين عليه السلام أن يعلمهم ويفقههم، فمنهم مؤمنون وكافرون
وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.
18 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن
آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام ان عليا عليه السلام قال لبعض اليهود: ان الشياطين سخرت
لسليمان وهي مقيمة على كفرها; وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه وآله الشياطين بالايمان
فأقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم واحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر
من الا حجة (1) منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب
وعمرو (2) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم " وإذ صرفنا إليك نفرا من
الجن " وهم التسعة " يستمعون القرآن ". أقول وستسمع لهذا تتمة في محله قريبا
انشاء الله تعالى.
19 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وانه تعالى جد ربنا أي بخت ربنا حدثنا
علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن
عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الجن: " وانه تعالى جد ربنا " فقال: كل
شئ كذبه الجن فقصه الله كما قال.
20 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: شيئان يفسد الناس بهما صلاتهم:
قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك، وانما هو شئ قاله الجن بجهالة، فحكى

(1) قال في البحار: " من الا حجة " جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه وفى بعض
النسخ " من الأجنحة " أي الرؤساء، أو اسم قبيلة منهم.
(2) في ضبط هذه الأسماء خلاف راجع البحار ج 10 صفحة 44 من الطبعة الحديثة والمصدر
صفحة 118.
435

الله عنهم وقول الرجل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
21 - في مجمع البيان وعن الربيع بن انس قال: ليس لله تعالى جد وانما قالته
الجن بجهالة، فحكاه الله سبحانه كما قالت، وروى ذلك عن أبي جعفر وأبى عبد الله
عليهما السلام.
22 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعني
يستمعون القرآن فأقبل إليه الجن والنبي صلى الله عليه وآله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم " ظنوا
كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا " ولقد اقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم، فبايعوه على
الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بأنهم " قالوا
على الله شططا ".
23 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام
عن قول الله وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
قال: كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحى إليه الشيطان فيقول: قل للشيطان
فلان قد عاذبك.
أقول: قد سبق قريبا عن كتاب الاحتجاج قول أمير المؤمنين عليه السلام فأقبل
إليه الجن والنبي صلى الله عليه وآله ببطن النخل فاعتذر بأنهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث
الله أحدا.
قال عز من قائل: وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا
24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله حديث طويل عن أمير المؤمنين
عليه السلام يذكر فيه مناقب الرسول صلى الله عليه وآله وفيه: ولقد رأيت الملائكة ليلة ولد تصعد و
تنزل وتسبح وتقدس وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده، ولقد هم إبليس
بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء
الثالثة والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا
السمع فإذا هم قد حجبوا عن السماوات كلها; ورموا بالشهب جلالة لنبوة
436

محمد صلى الله عليه وآله (1).
25 - وعن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل واما أخبار السماء فان الشياطين كانت
تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وانما منعت من
استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء، ويلبس على
أهل الأرض ما جاء هم عن الله لا ثبات الحجة ونفى الشبهة، وكان الشيطان يسترق
الكلمة الواحدة من خبر السماء، ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله خبر
السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط إلى الأرض فيقذفها إلى الكاهن
فإذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحق بالباطل فما أصاب الكاهن من خبر مما
كان يخبر به فهو مما أداه إليه شيطانه مما سمعه، وما أخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه
فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة، فقال: كيف صعدت
الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان
بن داود عليهما السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟ قال: غلظوا لسليمان لما سخروا، وهم
خلق رقيق غذاءهم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع
ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليه الا بسلم أو بسبب.
26 - في نهج البلاغة وأقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى الحسين بن زياد قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام في قوله: وانا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا
فقال: لا والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن علي عليه السلام وقوله:
كنا طرائق قددا أي على مذاهب مختلفة.
أقول: قد تقدم عن علي بن إبراهيم في بيان سبب النزول، فمنهم مؤمنون
وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.
28 - وفيه قوله: فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال: البخس
النقصان، والرهق العذاب، وسئل العالم عليه السلام عن مؤمني الجن أيدخلون

(1) وفى البحار " دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله "
437

الجنة؟ فقال: لا ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنوا الجن
وفساق الشيعة.
29 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت قوله: لما سمعنا الهدى
آمنا به قال: الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه " فلا يخاف بخسا و
لا رهقا " قلت: تنزيل؟ قال: لا، تأويل.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى عبادة بن صهيب عن جعفر بن محمد
عن أبيه عليهما السلام في قول الله عز وجل: فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا أي الذين
أقروا بولايتنا فأولئك تحروا رشدا واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا معاوية
وأصحابه وان لو استقاموا على الطريقة لا سقيناهم ماءا غدقا الطريقة الولاية لعلى.
31 - أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن
سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه
الآية: " وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا " يعنى من جرى من
شرك الشيطان على الطريقة يعنى على الولاية في الأصل عند الأظلة حين أخذ
الله ميثاق ذرية آدم " أسقيناهم ماء غدقا " يعنى لكنا وضعنا أظلتهم في الماء
الفرات العذب.
32 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى
عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام في قول
الله: " وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا " قال: يعنى لو استقاموا على
ولاية أمير المؤمنين على والأوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في امرهم ونهيهم
" لأسقيناهم ماء غدقا " يقول: لأشربنا قلوبهم الايمان، والطريقة هي الايمان بولاية
على والأوصياء.
33 - في مجمع البيان وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر
عليه السلام قول الله: " ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " قال: هو والله ما أنتم عليه " وان
438

لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ".
34 - وعن بريد العجلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: معناه لأفدناهم علما كثيرا
يتعلمونه من الأئمة. 35 - في تفسير علي بن إبراهيم في قوله: لنفتنهم فيه قتل الحسين عليه السلام ومن
يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا
أي الاحد من آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم وليا.
36 - فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد
بن الحنفية: يا بنى لا تقل مالا تعلم إلى قوله: وقال الله عز وجل: " وأن
المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " يعنى بالمساجد الوجه واليدين والركبتين
والابهامين.
37 - في تفسير العياشي عن أبي جعفر عليه السلام (1) انه سأله المعتصم عن السارق من أي
موضع يجب ان يقطع؟ فقال إن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك
الكف، فقال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله: السجود على سبعة أجزاء:
الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع (2) أو المرفق
لم يدع له يد يسجد عليها، وقال الله: " وأن المساجد لله " يعنى به هذه الأعضاء السبعة التي
يسجد عليها " فلا تدعوا مع الله أحدا " وما كان لله فلا يقطع، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
38 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل
عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن عليه السلام في قوله: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله
أحدا " قال: هم الأوصياء.
39 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال:
حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد

(1) يعنى أبا جعفر الثاني محمد بن علي الجواد (ع)
(2) الكرسوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر.
439

أن قال: إن الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقة
فيها: وفرض على الوجه السجود بالليل والنهار في مواقيت الصلاة، فقال: " يا أيها
الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " وهذه فريضة جامعة
على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: " وأن المساجد لله فلا تدعوا
مع الله أحدا ".
40 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل وفيه: وسجد يعنى أبا عبد الله عليه السلام على ثمانية أعظم: الكفين والركبتين
وابهامي الرجلين والجبهة والأنف، وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها وهي التي
ذكرها الله في كتابه فقال: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " وهي الجبهة
والكفان والركبتان والابهامان، ووضع الانف على الأرض سنة.
41 - في تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: المساجد الأئمة صلوات الله عليهم وانه لما قام عبد الله
يدعوه يعنى محمدا يدعوهم إلى ولاية على كادوا قريش يكونون عليه لبدا
يتعاونون عليه.
42 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة
أسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن فاما التي في القرآن فمحمد واحمد
وعبد الله ويس ون.
43 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: قوله: لا أملك لكم ضرا
ولا رشدا قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس إلى ولاية على فاجتمعت إليه قريش،
فقالوا: يا محمد اعفنا من هذا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: هذه إلى الله ليس إلى
فاتهموه وخرجوا من عنده، فأنزل الله عز وجل: قل انى لا أملك لكم ضرا
ولا رشدا.
44 - في تفسير علي بن إبراهيم " لا أملك لكم ضرا ولا رشدا " ان توليتم عن ولايته
440

قل انى لن يجيرني من الله أحد ان كتمت ما أمرت به ولم أجد من دونه
ملتحدا يعنى مأوى الا بلاغا من الله أبلغكم ما أمرني الله به من ولاية علي بن أبي
طالب عليه السلام.
45 - في أصول الكافي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله " ضرا ولا
رشدا " " قل انى لن يجيرني من الله ان عصيته أحد ولن أجد من دونه ملتحدا الا بلاغا
من الله ورسالاته في علي " قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم، ثم قال توكيدا: ومن
يعص الله ورسوله في ولاية على فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا قلت:
حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا يعنى بذلك
القائم وأنصاره، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
46 - في تفسير علي بن إبراهيم " ومن يعص الله ورسوله في ولاية على فان له
نار جهنم خالدين فيها ابدا " قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أنت قسيم الجنة والنار تقول:
هذا لي وهذا لك. قالوا: فمتى تكون ما تعدنا به يا محمد من أمر على والنار؟ فأنزل
الله " حتى إذا رأوا ما يوعدون " يعنى الموت والقيامة " فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل
عددا " يعنى فلانا وفلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن عاص وأصحاب الضغائن من قريش.
47 - وفيه قوله: " حتى إذا رأوا ما يدعون " قال: القائم وأمير المؤمنين عليهما السلام في
الرجعة " فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا " قال: هو قول أمير المؤمنين عليه السلام
لزفر: (1) والله يا ابن صهاك لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب من الله سبق
لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا، قال: فلما اخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكون
من الرجعة قالوا: متى يكون هذا؟ قال الله: " قل يا محمد ان أدرى أقريب ما
توعدون أم يجعل له ربى أمدا ".
48 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن
الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن
أعين يسأل أبا جعفر عليه السلام عن قوله جل ذكره: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا

(1) الزفر هو الثاني كما ورد في غير واحد من الروايات
441

فقال أبو جعفر عليه السلام: الا من ارتضى من رسول وكان والله محمد ممن ارتضاه، واما
قوله: عالم الغيب فان الله عز وجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شئ ويقضيه
في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يقضيه إلى الملائكة، فذلك يا حمران علم موقوف عنده
إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه، فأما العلم الذي يقدره الله عز وجل
ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إلينا، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
49 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم
ابن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عز وجل
علمين علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه وعلما نبذه إلى ملائكة ورسله فما
نبذه إلى ملائكته ورسله فقد انتهى إلينا.
50 - علي بن إبراهيم عن الصالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن ضريس قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن لله عز وجل علمين علم مبذول وعلم مكفوف، فأما
المبذول فإنه ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل الا نحن نعلمه، واما المكفوف
فهو الذي عند الله عز وجل في أم الكتاب إذا خرج نفذ.
51 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن
النعمان عن سويد القلا عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لله
عز وجل علمين علم لا يعلمه الا هو، وعلم علمه ملائكته ورسله عليهم السلام فما علمه
ملائكته ورسله فنحن نعلمه.
52 - علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن أيوب بن نوح عن صفوان بن
يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
الامام إذا شاء ان يعلم علم.
53 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان
عن بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الامام إذا شاء
ان يعلم علم.
442

54 - محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد
المدائني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الامام ان يعلم شيئا أعلمه الله ذلك.
55 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن
محمد عن عبد الله بن القاسم البطل عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أي امام
لا يعلم ما يصيبه والى ما يصير، فليس ذلك بحجة الله على خلقه.
56 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن عبد الله بن
سليمان عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله قال: إن جبرئيل اتى رسول الله صلى الله عليه وآله
برمانتين فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله إحداهما وكسر الأخرى بنصفين فأكل نصفا وأطعم
عليا عليه السلام نصفا، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أخي هل تدرى ما هاتان الرمانتان؟
قال: لا، قال: اما الأولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب واما الأخرى فالعلم أنت شريكي
فيه فقلت: أصلحك الله كيف كان؟ يكون شريكه فيه؟ قال: لم يعلم الله محمدا صلى الله عليه وآله علما
الا وأمره أن يعلمه عليا.
57 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
قال: نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة فأعطاه إياهما، فأكل
واحدة وكسر الأخرى بنصفين فأعطى عليا عليه السلام نصفها فأكلها، فقال: يا علي الرمانة
الأولى التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شئ، واما الأخرى فهو العلم فأنت
شريكي فيه.
58 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد عن منصور
ابن يونس عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نزل
جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة، فلقيه علي عليه السلام فقال: ما هاتان
الرمانتان اللتان في يدك؟ فقال: اما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب، وأما هذه فالعلم
ثم فلقها رسول الله صلى الله عليه وآله بنصفين، فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله نصفها، ثم
قال: أنت شريكي فيه وانا شريكك فيه، قال: فلم يعلم والله رسول الله صلى الله عليه وآله
حرفا مما علمه الله عز وجل الا وقد علمه عليا عليه السلام، ثم انتهى العلم إلينا ثم وضع
443

يده على صدره.
59 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه وألزمهم الحجة بأن خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، وبأن
لهم أولياء تجرى أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، وعرف الخلق اقتدارهم على علم
الغيب بقوله: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول قال
السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن حل محله من أصفياء
الله الذين قال: " فأينما تولوا فثم وجه الله " الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض
على العباد من طاعتهم، مثل الذين فرض عليهم منها لنفسه.
60 - في الخرايج والجرائح روى محمد بن الفضل الهاشمي عن الرضا عليه السلام
نظر إلى ابن هذاب فقال: ان انا أخبرتك انك ستبتلى في هذه الأيام بدم ذي رحم
لك لكنت مصدقا لي؟ قال: لا فان الغيب لا يعلمه الا الله تعالى، قال عليه السلام: أوليس
أنه يقول " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * الا من ارتضى من رسول " فرسول
الله صلى الله عليه وآله عند الله مرتضى، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي اطلعه الله على ما يشاء
من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
61 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار النادرة في
فنون شتى باسناده إلى الحارث بن الدلهاث (1) مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت
أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من
ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه فالسنة من ربه كتمان سره، قال الله تعالى:
" عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * الا من ارتضى من رسول " واما السنة من
نبيه فمداراة الناس، فان الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وآله بمداراة الناس فقال عز وجل:
" خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " واما السنة من وليه فالصبر على البأساء
والضراء قال الله عز وجل: " والصابرين في البأساء والضراء ".

(1) دلهاث - على زنة دحراج - بمعنى الأسد
444

62 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال أمير المؤمنين
عليه السلام: واما الثالثة والثلاثون فان رسول الله صلى الله عليه وآله النقم اذني فعلمني ما كان وما يكون
إلى يوم القيامة، فساق الله عز وجل ذلك لي على لسان نبيه.
63 - في تفسير علي بن إبراهيم " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * الا من
ارتضى من رسول " يعنى عليا المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه قال الله تعالى:
فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال: في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه
علمه ويزقه العلم زقا، ويعلمه الله الهاما، والرصد التعليم من النبي صلى الله عليه وآله " ليعلم
النبي أن قد أبلغوا رسالات ربه أحاط على بما لدى الرسول من العلم واحصى كل
شئ عددا " ما كان وما يكون منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة
أو خسف، أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي، وكم من امام جائر
وعادل يعرفه باسمه ونسبه، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا، وكم من امام مخذول
لا يضره خذلان من خذله، وكم من امام منصور لا ينفعه نصر من نصره.
وفيه وقوله: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * الا من ارتضى
من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " قال: يخبر الله رسوله
الذي يرتضيه بما كان قبله من الاخبار وما يكون بعده من أخبار القائم والرجعة
والقيامة.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة
المزمل في العشاء الآخرة في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع سورة المزمل
وأحياه الله حياة طيبة وأماته ميتة طيبة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرء
سورة المزمل دفع عنه العسر في الدنيا والآخرة.
445

3 - في جوامع الجامع وروى أنه قد دخل على خديجة وقد جئت (1) فرقا فقال
زملوني، فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبرئيل: يا أيها المزمل.
4 - في تهذيب الأحكام محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور
عن عمر بن أذينة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى:
قم الليل الا قليلا قال: أمره الله ان يصلى كل الليل الا أن تأتى عليه ليلة من الليالي لا
يصلى فيها شيئا.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم " يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو
انقص " قال: هو النبي صلى الله عليه وآله كان يتزمل بثوبه وينام، فقال: " يا أيها المزمل قم
الليل الا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا " قال: انقص من القليل أو زد عليه أي على
القليل قليلا.
6 - في مجمع البيان وقيل: إن نصفه بدل من القليل، فيكون بيانا للمستثنى
ويؤيد هذا القول ما روى عن الصادق عليه السلام قال: القليل، النصف، أو انقص من القليل
قليلا، أو زد على القليل قليلا.
7 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن واصل بن
سليمان عن عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ورتل
القرآن ترتيلا قال: قال: أمير المؤمنين عليه السلام: بينه بيانا ولا تهذه هذ الشعر
ولا تنثره نثر الرمل (2) ولكن افزعوا قلوبكم القاسية، ولا يكن هم أحدكم
آخر السورة.
8 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن علي بن أبي حمزة
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان القرآن لا يقرء هذرمة (3) ولكن يرتل ترتيلا، فإذا

(1) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا.
(2) الهذ: سرعة القراءة قال الفيض (ره): أي لا بتسرع فيه كما يتسرع في قراءة
الشعر ولا تفرغ كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل.
(3) الهذرمة: الاسراع في القراءة.
446

مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها; واسأل الله عز وجل الجنة، وإذا مررت بآية فيها
ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار.
9 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان القرآن لا يقرء هذرمة ولكن يرتل ترتيلا، إذا مررت
بآية فيها ذكر النار وقفت عندها وتعوذت بالله من النار، والحديثان طويلان أخذنا
منهما موضع الحاجة.
10 - في مجمع البيان: وقيل: رتل معناه ضعف والرتل اللين عن قطرب
قال: والمراد بهذا تحزين القلب أي أقرأه بصوت حزين، ويعضده ما رواه أبو بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام في هذا، قال: هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك. وروى عن
أم سلمة انها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقطع قراءة آية آية، وعن انس قال: كان
يمد صوته مدا.
11 - وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقال لصاحب القرآن: اقرأ
وأرق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك عن آخر درجة تقرأها
انا سنقلى عليك قولا ثقيلا أي سنوحي إليك قولا يثقل عليك وعلى أمتك إلى قوله
وقيل: قولا ثقيلا نزوله، فإنه صلى الله عليه وآله كان يتغير حاله عند نزوله ويعرق وإذا كان راكبا
تبرك راحلته ولا تستطيع المشي.
12 - وسأل الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله كيف يأتيك
الوحي؟ فقال صلى الله عليه وآله: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس فهو أشد على فيفصم عنى (1)
وقد وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل الملك رجلا فأعى ما يقول، قالت عائشة: انه كان
ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على راحلته فتضرب بجرانها (2) قالت: ولقد رأيته
ينزل في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليرفض عرقا.
13 - وروى العياشي باسناده عن عيسى بن عبيد عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال:

(1) قال الجرزي: أي يقلع عنى.
(2) الجران: مقدم عنق البعير من مذبحه إلى منحره.
447

كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وانما يؤخذ من أمر رسول الله بآخره، وكان من أمر آخر
ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها، ولم ينسخها شئ، لقد نزل عليه وهو
على بغلة شهباء وثقل عليها الوحي حتى وقفت وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد
تمس الأرض.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم في بيان نزول سورة المنافقين فما ساره الا
قليلا حتى أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يأخذه من البرحاء - (1) عند نزول الوحي
عليه، فثقل حتى كادت ناقته تبرك من ثقل الوحي فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يسكب
العرق عن جبهته. (2)
وفيه قوله: " انا سنلقي عليك قولا ثقيلا " قال: قيام الليل وهو قوله:
انا ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا قال: أصدق القول.
15 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن
سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم
قيلا " قال: يعنى بقوله: " وأقوم قيلا " قيام الرجل عن فراشه، يريد به الله عز وجل
لا يريد به غيره.
16 - محمد بن أحمد بن يحيى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن هشام بن
سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا و
أقوم قيلا " قال: قيامه عن فراشه لا يريد الا الله.
17 - في كتاب علل الشرايع أبى رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم
عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
عز وجل: " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " قال: يعنى بقوله: " وأقوم قيلا "
قيام الليل عن فراشه بين يدي الله عز وجل لا يريد به غيره.
18 - في الكافي علي بن محمد باسناده عن بعضهم عليهم السلام قال: في قول الله

(1) البرحاء - كعلماء -: شدة الأذى والمشقة.
(2) سكب الماء صبه. لازم متعد.
448

عز وجل: " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " قال: هي ركعتان بعد المغرب،
يقرء في أول ركعة بفاتحة الكتاب وعشر من أول البقرة وآية السخرة من قوله
" والهكم اله واحد لا إله إلا هو الرحمان الرحيم ان في خلق السماوات والأرض " إلى
قوله: " لايات لقوم يعقلون " وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد، وفى الركعة الثانية
فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر البقرة من قوله: " لله ما في السماوات وما في
الأرض " إلى أن تختم السورة، وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد، ثم ادع بعدها
بما شئت; قال: ومن واظب عليه كتب له بكل صلاة ستمأة الف حجة.
19 - في مجمع البيان " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا "
والمروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام انهما قالا: هي القيام في آخر الليل.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: ان لك في النهار سبحا طويلا يقول: فراغا طويلا لنومك وحاجتك،
قوله: وتبتل إليه تبتيلا يقول: أخلص النية اخلاصا وفيه قوله: " وتبتل إليه تبتيلا " قال:
رفع اليدين وتحريك السبابتين.
21 - في كتاب المعاني الاخبار باسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسى بن
جعفر عليه السلام قال: التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت.
22 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله عليه السلام في
قوله: " وتبتل إليه تبتيلا " قال: الدعاء بإصبع واحدة تشير بها، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
23 - وباسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
هكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
24 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة عن العلاء عن
محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إلى قوله: وقال: والتبتل تحرك السبابة
449

ترفعها إلى السماء وتضعها.
25 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: واما التبتل فايماء بإصبعك
السبابة.
26 - وباسناده إلى محمد بن مسلم وزرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والتبتل
الايماء بالإصبع.
27 - في مجمع البيان وروى محمد بن مسلم وزرارة وحمران عن أبي جعفر
وأبى عبد الله عليهما السلام ان التبتل هذا رفع اليدين في الصلاة.
وفى رواية أبي بصير قال: هو رفع يدك إلى الله وتضرعك.
28 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: فاصبر على ما يقولون
قال يقولون فيك واهجرهم هجرا جميلا وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك
أولى النعمة ومهلهم قليلا قلت: ان هذا تنزيل؟ قال: نعم.
29 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن
محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال:
عليك بالصبر في جميع أمورك، فان الله عز وجل بعث محمدا فأمره بالصبر والرفق،
فقال: " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرني
والمكذبين أولى
النعمة " فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديثان طويلان أخذنا منهما
موضع الحاجة.
30 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل
وفيه يقول عليه السلام بعد ان ذكر المنافقين: وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويقربهم و
يجلسهم عن يمينه وشماله حتى اذن الله عز وجل له في ابعادهم بقوله: " واهجرهم
هجرا جميلا ".
31 - في مجمع البيان وطعاما ذا غصة روى عن حمران بن أعين عن
450

عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله سمع قاريا يقرء هذه فصعق.
32 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يوم ترجف الأرض والجبال
أي تخسف قوله: وكانت الجبال كثيبا مهيلا قال: مثل الرمل ينحدر قوله: فكيف
تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا يقول: كيف ان كفرتم تتقون ذلك اليوم
الذي يجعل الولدان شيبا.
33 - في نهج البلاغة احذروا يوما تفحص فيه الأعمال ويكثر فيه الزلزال
وتشيب فيه الأطفال.
34 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله عن
رسول الله صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه: فيأمر الله عز وجل نارا يقال لها الفلق أشد
شئ في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والأغلال، فيأمرها
الله عز وجل ان تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ، فمن شدة نفختها تنقطع
السماء وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الابصار، وتضع
الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة.
35 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: ان ربك يعلم انك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ففعل النبي
صلى الله عليه وآله ذلك وبشر الناس به فاشتد ذلك عليهم وعلم أن لن تحصوه وكان الرجل
يقوم ولا يدرى متى ينتصف الليل ومتى يكون الثلثان، وكان الرجل يقوم حتى
يصبح مخافة ان لا يحفظه فأنزل الله ان ربك يعلم انك تقوم إلى قوله: " علم أن لن
تحصوه " يقول: متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الآية فاقرأوا ما تيسر من القرآن
واعلموا انه لم يأت نبي قط الا خلا بصلاة الليل، ولا جاء بنى قط بصلاة الليل
في أول الليل.
36 - في مجمع البيان " فاقرأوا ما تيسر منه " روى عن الرضا عليه السلام عن أبيه
عن جده قال: ما تيسر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر.
37 - في كتاب الخصال عن ابن فضال عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام
451

قال ثلاثة يشكون إلى الله تعالى إلى قوله: ومصحف معلق قد وقع عليه
الغبار لا يقرء فيه.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين
ابن سعيد عن زرعة عن سماعة قال: سألته عن قول الله: وأقرضوا الله قرضا حسنا
قال: هو غير الزكاة.
قال عز من قائل: وما تقدموا لأنفسكم من خير - الآية.
39 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة
باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق، وقدموا
ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام
قال: من قرء في الفريضة سورة المدثر كان حقا على الله عز وجل أن يجعله مع
محمد صلى الله عليه وآله في درجة ولا يدركه في حياة الدنيا شقاء أبدا إن شاء الله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة
المدثر أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وكذب به.
3 - قال الأوزاعي: سمعت يحيى بن كثير يقول: سألت جابر بن عبد الله:
أي القرآن انزل قبل؟ قال: يا أيها المدثر، فقلت: أو " اقرأ "؟ (1) فقال جابر:
أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري
نزلت فاستبطنت الوادي فنودي فنظرت امامي وخلفي وعن يميني وشمالي فلم أر أحدا،
ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء يعنى جبرئيل عليه السلام، فقلت:

(1) أراد سورة " اقرأ باسم ربك الذي خلق ".
452

دثروني دثروني فصبوا على ماء، فأنزل الله عز وجل يا أيها المدثر. وفى رواية
أخرى فجثيت (1) منه فرقا حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت: زملوني فنزل
" يا أيها المدثر قم فأنذر ".
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: قم فأنذر قال: هو قيامه في الرجعة
ينذر فيها.
4 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب
مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه تشمير الثياب طهور لها، قال الله تبارك وتعالى:
وثيابك فطهر يعنى فشمر.
5 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وثيابك فطهر " قال: فشمر.
6 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد
ابن عائذ عن أبي خديجة عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عليا
صلوات الله عليه كان عندكم فأتى بنى ديوان فاشترى ثلاثة أثواب بدينار القيمص إلى
فوق الكعب، والإزار إلى نصف الساق، والرداء من بين يديه إلى ثدييه، ومن خلفه
إلى ألييه، ثم رفع يده إلى السماء فلم يزل يحمد الله على ما كساه حتى دخل منزله
ثم قال: هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين ان يلبسوه. قال أمير المؤمنين عليه السلام: و
لكن لا يقدرون أن يلبسوا هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا مجنون ولقالوا مرائي والله
عز وجل يقول: " وثيابك فطهر " قال: وثيابك ارفعها لا تجرها، فإذا قام قائمنا كان
هذا اللباس.
7 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمان
ابن عثمان عن رجل من أهل اليمامة كان مع أبي الحسن عليه السلام أيام حبس ببغداد قال:
قال أبو الحسن عليه السلام: ان الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وآله: " وثيابك فطهر " وكانت ثيابه
طاهرة وانما أمره بالتشمير.

(1) وفى البحار " فخشيت " مكان " فجثيت " وفى بعض النسخ " فحييت ".
453

8 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن
رجل عن سلمة بياع القلانس قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه أبو عبد الله
عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: يا بنى ألا تطهر قميصك؟ فذهب فظننا أن ثوبه اصابه شئ
فرجع فقال: انه هكذا فقلنا: جعلنا فداك ما لقميصه؟ قال: كان قميصه طويلا فأمرته
ان يقصره ان الله عز وجل يقول: " فثيابك فطهر ".
9 - في مجمع البيان وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين
عليه السلام غسل الثياب يذهب الهم والحزن، وهو طهور الصلاة، وتشمير الثياب طهورها، وقد
قال الله سبحانه " وثيابك فطهر " أي فشمر.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " وثيابك فطهر " قال: التطهير هنا
تشميرها، ويقال: شيعتنا يطهرون، قوله: والرجز فاهجر الرجز الخبيث قوله: ولا
تمنن تستكثر وفى رواية أبى الجارود يقول: لا تعط تلتمس أكثر منها.
11 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد
الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اعطى لسانا
ذاكرا فقد اعطى خير الدنيا والآخرة، وقال في قوله تعالى: " ولا تمنن تستكثر " قال: تستكثر ما عملت من خير لله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
12 - في نهج البلاغة وإياك والمن على رعيتك باحسانك، أو التزيد فيما
كان من فعلك، فان المن يبطل الاحسان، والتزيد يذهب بنور الحق.
13 - في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره وأخبرني جماعة عن أبي المفضل
عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن تفسير جابر، فقال: لا تحدث به السفل فيذيعوه أما تقرء كتاب الله فإذا نقر في
الناقور ان منا إماما مستترا فإذا أراد اظهار امره، نكت في قلبه نكتة فيظهر
فقام بأمر الله.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أبو العباس قال: حدثنا يحيى بن زكريا
454

عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله:
ذرني ومن خلقت وحيدا قال: الوحيد ولد الزنا وهو عمر وجعلت له مالا ممدودا
قال: اجلا إلى مدة وبنين شهودا قال: أصحابه الذين شهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله
لا يورث ومهدت له تمهيدا ملكته الذي ملك مهدت له ثم يطمع ان أزيد كلا انه
كان لآياتنا عنيدا قال: لولاية أمير المؤمنين عليه السلام جاهدا ومعاندا لرسول الله
صلى الله عليه وآله فيها سأرهقه صعودا انه فكر وقدر فكر فيما أمر به من الولاية " وقدر " أي
ان مضى رسول الله صلى الله عليه وآله ان لا يسلم لأمير المؤمنين عليه السلام البيعة التي بايعه بها على عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر قال: عذاب بعد عذاب يعذبه
القائم عليه السلام ثم نظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام فعبس وبسر مما أمر به
ثم أدبر واستكبر فقال: ان هذا الا سحر يؤثر قال عمر: ان النبي سحر الناس
لعلى ان هذا الا قول البشر أي ليس هو وحى من الله عز وجل سأصليه سقر إلى
آخر الآية ففيه نزلت.
15 - وفيه أيضا وقال علي بن إبراهيم في قوله: " فإذا نقر في الناقور " إلى قوله
" ذرني ومن خلقت وحيدا " فإنها نزلت في الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا
مجربا من دهاة العرب وكان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وآله وكان رسول الله يقعد
في الحجر ويقرء القرآن، فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة فقال: يا أبا عبد -
شمس ما هذا الذي يقول محمد؟ أشعر هو أم كهانة أم خطب؟ فقال: دعوني اسمع
كلامه فدنا من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد أنشدني من شعرك، قال: ما هو شعر و
لكنه كلام الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه ورسله; فقال: أتل على - منه شيئا فقرء
عليه رسول الله صلى الله عليه وآله " حم السجدة " فلما بلغ قوله: " فان اعرضوا " يا محمد قريش فقل
لهم أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قال: فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة في
رأسه ولحيته، ومر إلى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك، فمشوا إلى أبى جهل فقالوا:
455

يا أبا الحكم ان أبا عبد شمس صبا (1) إلى دين محمد أما تراه لم يرجع إلينا فغدا أبو جهل
إلى الوليد فقال: يا عم نكست رؤسنا وفضحتنا واشمت بنا عدونا وصبوت إلى دين محمد؟!
فقال: ما صبوت إلى دينه ولكني سمعت كلاما صعبا تقشعر منه الجلود، فقال له
أبو جهل: أخطب هو؟ قال: لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه
بعضه بعضا، قال: أفشعر هو؟ قال: لا أما انى لقد سمعت اشعار العرب بسيطها و
مديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر، قال: فما هو؟ قال: دعني أفكر فيه فلما كان
من الغد قالوا له: يا أبا عبد شمس ما تقول فيما قلناه؟ قال: قولوا هو سحر فإنه اخذ
بقلوب الناس، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله في ذلك: " ذرني ومن خلقت وحيدا "
وانما سمى وحيدا لأنه قال لقريش: أنا أتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في
جماعتكم سنة، وكان له مال كثير وحدائق، وكان له عشر بنين بمكة وكان له عشرة
عبيد عند كل عبد ألف دينار يتجر بها، وتلك القنطار في ذلك الزمان، ويقال:
ان القنطار جلد ثور مملو ذهبا، فأنزل الله: " ذرني ومن خلقت وحيدا " إلى قوله:
" صعودا " قال: جبل يسمى صعودا " انه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف
قدر " يعنى خلقه الله كيف سواه وعدله " ثم نظر ثم عبس وبسر " قال: عبس وجهه " وبسر "
قال: ألقى شدقه (2).
16 - في جوامع الجامع وروى أن الوليد قال لبنى مخزوم: والله لقد سمعت
من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن، ان له لحلاوة وان
عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمعذق (3) وانه يعلو وما يعلى، فقالت قريش:
صبا والله الوليد، والله ليصبان قريش، فقال أبو جهل انا اكفيكموه فقعد إليه حزينا
وكلمه بما أحماه، فقام فأتاه فقال: تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يحنق (4)

(1) صبا فلان: خرج من دين إلى دين آخر.
(2) الشدق: زاوية الفم من باطن الخدين.
(3) الطلاوة: الحسن والبهجة والقبول والعذق: النخلة. وأعذق بمعنى أزهر.
(4) حنق: اغتاظ.
456

وتقولون انه كاهن فهل رأيتموه يحدث بما يتحدث به الكهنة؟ وتزعمون أنه
شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط؟ وتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من
الكذب؟ فقالوا في كل ذلك: اللهم لا قالوا له: فما هو؟ ففكر فقال: ما هو الا ساحر
ما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، وما يقوله سحر يؤثر عن أهل بابل
فتفرقوا معجبين منه.
17 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة وحمران ومحمد
بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام ان الوحيد الوليد ولد زنا قال زرارة:
ذكر لأبي جعفر عليه السلام عن أحد بنى هشام أنه قال في خطبة: انا الوليد
الوحيد فقال: ويله لو علم ما الوحيد ما فخر بها، فقلنا له: وما هو؟ قال: من
لا يعرف له أب.
18 - وفيه قيل: " صعود " جبل في جهنم من نار يؤخذ بارتقائه، فإذا وضع يده
عليه ذابت، فإذا رفعها عادت وكذلك رجله، في خبر مرفوع.
19 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه السلام: ان في جهنم جبلا
يقال له صعود، وان في صعود لواديا يقال له سقر، وان في سقر لجبا يقال له
هبهب، كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره، وذلك منازل
الجبارين.
20 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن
بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر، شكا إلى
الله عز وجل شدة حره، وسأله يأذن له ان يتنفس فتنفس فأحرق جهنم.
21 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل
عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " قال:
يستيقنون ان الله ورسوله ووصيه حق، قلت: " ويزداد الذين آمنوا ايمانا " قال:
يزدادون لولاية الوصي ايمانا، قلت: " ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون "
قال: بولاية على قلت ما هذا الارتياب؟ قال: يعنى بذلك أهل الكتاب والمؤمنين
457

الذين ذكر الله فقال له: ولا يرتابون في الولاية قلت: " وما هي الا ذكرى للبشر "
قال: نعم ولاية على، قلت: انها لاحدى الكبر قال: الولاية.
22 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبى حمزة عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: " انها الاحدى الكبر * نذيرا للبشر " قال: يعنى فاطمة عليها السلام.
أقول: في الأصول متصل بآخر ما نقلنا قريبا أعني قوله: قال الولاية قلت
لمن شاء منكم ان يتقدم أو يتأخر قال: من تقدم إلى ولايتنا اخر عن سقر، و
من تأخر عنا تقدم إلى سقر.
23 - وفيه عنه رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اقصر نفسك عما يضرها من
قبل أن تفارقك، واسع في فكاكها، كما تسعى في طلب معيشتك، فان نفسك
رهينة بعملك.
أقول: متصل بآخر ما نقلنا من حديث محمد بن الفضيل عن أبي الحسن
الماضي عليه السلام أعني قوله: تقدم إلى سقر الا أصحاب اليمين قال: هم والله شيعتنا.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: كل نفس
بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين قال: اليمين أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه شيعته،
فيقول لأعداء آل محمد ما سلككم في سقر فيقولون: لم نك من المصلين أي لم نكن
من اتباع الأئمة.
25 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: " لم نك من المصلين " قال:
انا لم نتول وصى محمد والأوصياء من بعده ولا يصلون عليهم.
26 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن
القمي عن إدريس بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية " ما
سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين " قال: عنى به لم نك من اتباع الأئمة الذين قال
الله تبارك وتعالى فيهم: " والسابقون السابقون * أولئك المقربون " الا ترى الناس
458

يسمون الذي يلي السابق في الحلبة (1) مصليا فذلك الذي عنى حيث قال: " لم نك من المصلين "
أي لم نك من اتباع السابقين.
27 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة
عن عقيل الخزاعي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان كان إذا حضر الحرب يوصى
المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها واسكثروا منها وتقربوا بها
فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، وقد علم ذلك الكفار حين سئلوا " ما سلككم في
سقر * قالوا لم نك من المصلين " وقد عرف حقها من طرقها (2) والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
28 - في نهج البلاغة تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها و
تقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، الا تسمعون إلى جواب أهل
النار حين سئلوا " ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين ".
29 - في تفسير علي بن إبراهيم: ولم نك نطعم المسكين قال: حقوق آل
محمد من الخمس لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، وهم آل محمد
صلوات الله عليه، وقوله: فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال: لو أن كل نبي مرسل وكل
ملك مقرب شفعوا في ناصب آل محمد ما شفعوا فيه.
30 - في مجمع البيان " فما تنفعهم شفاعة الشافعين " أي شفاعة الملائكة و
النبيين كما نفعت الموحدين عن ابن عباس. قال الحسن: لم تنفعهم شفاعة ملك
ولا شهيد ولا مؤمن ويعضدها الاجماع على أن عقاب الكفار لا يسقط بالشفاعة، و
عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يقول الرجل من أهل الجنة يوم القيامة:
أي رب عبدك فلان سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفعني فيه، فيقول: اذهب فأخرجه
من النار فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها.

(1) الحلبة: خيل تجمع للسباق.
(2) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول " وقد عرف حقها من طرقها " أي اتى بها ليلا من
الطروق بمعنى الاتيان بالليل; أي واظب عليها في الليالي، وقيل: جعلها دأبه وصنعه،
459

31 - وقال عليه السلام: ان من أمتي من سيدخل الله الجنة بشفاعته أكثر من مضر.
32 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال قلت: فمالهم عن التذكرة معرضين.
قال عن الولاية معرضين.
33 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: فمالهم عن التذكرة معرضين قال: عما
يذكر لهم من موالاة أمير المؤمنين عليه السلام.
34 - في ارشاد المفيد رحمه الله من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام أيها الناس
انى استنفرتكم بجهاد هؤلاء القوم فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تجيبوا، ونصحت
لكم فلم تقبلوا، شهود كالغيب اتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها، واعظكم بالموعظة
البالغة فتنفرون منها كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة.
35 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا منشرة وذلك انهم قالوا: يا محمد
قد بلغنا ان الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه و
كفارته، فنزل جبرئيل على رسول الله وقال: يسألك قومك سنة بني إسرائيل في الذنوب،
فان شاؤوا فعلنا ذلك بهم، واخذناهم بما كنا نأخذ به بني إسرائيل، فزعموا أن رسول الله
صلى الله عليه آله كره ذلك لقومه.
36 - أقول في رواية محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قلت:
كلا انها تذكرة قال: الولاية.
37 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: هو أهل التقوى وأهل المغفرة
قال: هو أهل ان يتقى وأهل ان يغفر.
38 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول
الله عز وجل " هو أهل التقوى وأهل المغفرة " قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا
أهل ان اتقى ولا يشرك عبدي شيئا، وانا أهل ان لم يشرك بي عبدي شيئا أن
أدخله الجنة.
460

39 - وقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أقسم بعزته وجلاله ان لا يعذب أهل
توحيده بالنار.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أدمن قراءة
لا أقسم وكان يعمل بها بعثه الله عز وجل مع رسول الله صلى الله عليه وآله من قبره في أحسن صورة
ويبشره ويضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وآله من قرأ سورة القيامة
شهدت انا وجبرئيل يوم القيامة انه كان مؤمنا بيوم القيامة وجاء ووجهه مسفر على وجوه
الخلائق يوم القيامة.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: لا أقسم بيوم القيامة يعنى أقسم بيوم القيمة
ولا أقسم بالنفس اللوامة قال: نفس آدم التي عصت فلامها الله عز وجل، قوله:
بل يريد الانسان ليفجر امامه قال: يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول: سوف أتوب
فإذا برق البصر قال: يبرق البصر فلا يقدر أن يطرق.
4 - في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي بن
مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على القائم عليه السلام وسؤاله إياه. وفيه: فقلت
يا سيدي متى يكون هذا الامر؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع
الشمس والقمر، واستدار بهما الكواكب والنجوم - فقلت: متى يا بن رسول الله؟ فقال
لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة، معه عصى موسى وخاتم
سليمان يسوق الناس إلى المحشر.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: كلا لا وزر أي لا ملجأ، قوله: ينبأ الانسان
يومئذ بما قدم وأخر بما قدم من خير وشر وما أخر، فما سن من سنة ليستن بها
من بعده فإن كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا، وإن كان
461

خيرا كان له مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئا بل الانسان على نفسه بصيرة
ولو القى معاذيره قال; يعلم ما صنع وان اعتذر.
6 - في من لا يحضره الفقيه روى ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام ما حد المرض الذي يفطر فيه الرجل ويدع الصلاة من قيام؟ فقال: " بل الانسان
على نفسه بصيره " هو أعلم بما يطيقه.
7 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان
عن فضل أبى العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر
سيئا؟ أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك؟ والله عز وجل يقول:
" بل الانسان على نفسه بصيرة " ان السريرة إذا صحت قويت العلانية.
8 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد
قال: انى لا تعشى عند أبي عبد الله عليه السلام إذ تلا هذه الآية: " بل الانسان على نفسه بصيرة *
ولو القى معاذيره " يا أبا حفص ما يصنع الانسان ان يتقرب إلى الله عز وجل بخلاف
ما يعلم الله عز وجل، ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: من أسر سريرة رداه الله
عز وجل ان خيرا فخير، وان شرا فشر.
9 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد
قال: انى لا تعشى مع أبي عبد الله عليه السلام وتلا هذه الآية: " بل الانسان على نفسه بصيرة
ولو القى معاذيره " يا أبا حفص ما يصنع الانسان ان يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم
الله منه، ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: من أسر سريرة ألبسه الله رداها ان خيرا
فخيرا وان شرا فشر.
10 - في الكافي علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق عن الحسن بن علي
ابن سليمان عن محمد بن عمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اتى أمير المؤمنين عليه السلام و
هو جالس بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان، فقال لهم أمير المؤمنين
عليه السلام أكلتم وأنتم مفطرون؟ قالوا: نعم، قال: يهود أنتم؟ قالوا: لا، قال: فنصارى؟
قالوا: لا، قال: فعلى أي شئ من هذه الأديان مخالفين للاسلام؟ قالوا: بل
462

مسلمون قال: فسفر أنتم؟ قالوا لا قال: فيكم علة استوجبتم الافطار لا نشعر بها
فإنكم أبصر بأنفسكم لان الله تعالى يقول: " بل الانسان على نفسه بصيرة " قالوا: بل أصبحنا
ما بنا علة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
11 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله
بن يحيى الكاهلي قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: انا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام
ومعهم خادم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه
الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال: إن كان في دخولكم
عليه منفعة لهم فلا بأس، وإن كان فيه ضرر فلا. وقال " بل الانسان على نفسه بصيرة "
فأنتم لا يخفى عليكم، وقد قال الله عز وجل: " والله يعلم المفسد من المصلح ".
12 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس إذا رجع يعلم أنه
ليس كذلك، والله سبحانه يقول: " بل الانسان على نفسه بصيرة " ان السريرة إذا صلحت
قويت العلانية.
13 - وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام ما حد المرض الذي يفطر صاحبه؟ قال:
" بل الانسان على نفسه بصيرة " هو اعلم بما يطيق.
وفى رواية أخرى هو أعلم بنفسه ذاك إليه.
14 - لا تحرك به لسانك لتعجل به قال ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وآله إذا نزل
عليه القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه إياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة ان ينساه
فنهاه الله عن ذلك.
15 - وفى رواية سعيد بن جبير عنه انه عليه السلام كان يعالج من التنزيل شدة،
وكان يشتد عليه حفظه فكان يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبرئيل من قراءة
الوحي; فقال سبحانه: " لا تحرك به " أي بالوحي أو بالقرآن " لسانك " يعنى القراءة.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فلا صدق ولا صلى " فإنه كان سبب نزولها
463

أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعى إلى بيعة علي عليه السلام يوم غدير خم فلما بلغ الناس وأخبرهم
في علي ما أراد الله أن يخبرهم به رجعوا الناس، فاتكى معاوية على المغيرة بن
شعبة وأبي موسى الأشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعلى بالولاية
ابدا، ولا نصدق محمدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره " فلا صدق ولا صلى * و
لكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * أولى لك فأولى " وعيد الفاسق فصعد
رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر وهو يريد البراءة منه، فأنزل الله: " لا تحرك به لسانك لتعجل به "
فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يسمه قوله: ان علينا جمعه وقرآنه قال: على آل محمد
جمع القرآن وقرائته.
17 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن
عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس انه
جمع القرآن كله كما انزل الا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله الا علي بن أبي
طالب والأئمة عليهم السلام.
18 - في مجمع البيان: فإذا قرأناه أي قرأه جبرئيل عليك بأمرنا فاتبع قرآنه
عن ابن عباس والمعنى أقرأه إذا فرغ جبرئيل من قرائته، قال: فكان النبي صلى الله عليه وآله بعد
هذا إذا نزل عليه جبرئيل عليه السلام أطرق فإذا ذهب قرأ.
19 - في تفسير علي بن إبراهيم: كلا بل تحبون العاجلة قال: الدنيا الحاضرة
وتذرون الآخرة قال: تدعون وجوه يومئذ ناضرة أي مشرقة إلى ربها ناظرة
قال: ينظرون إلى وجه الله أي رحمة الله ونعمته.
20 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد
باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: قال علي بن موسى الرضا عليه السلام في
قوله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة " يعنى مشرقة تنتظر
ثواب ربها.
21 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه: وقد سأله رجل
عما اشتبه عليه من الآيات. فأما قوله عز وجل " وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة "
464

فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء الله عز وجل بعد ما يفرغ من الحساب إلى
نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون ويشربون منه ويدخلون الجنة، فذلك قوله
عز وجل في تسليم الملائكة عليهم: " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " فعند
ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم فذلك قوله: " إلى ربها ناظرة " و
انما يعنى بالنظر إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى.
22 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله مثله سواء إلى قوله " إلى
ربها ناظرة " دون انما يعنى - الخ - وفيه بعد قوله: " ناظرة " والناظرة في بعض
اللغة هي المنتظرة، ألم تسمع إلى قوله تعالى: " فناظرة بم يرجع المرسلون "
أي منتظرة بم يرجع المرسلون.
23 - في مجمع البيان واما من حمل النظر في الآية على الانتظار فإنهم اختلفوا
في معناه على أقوال، أحدها أن المعنى منتظرة لثواب ربها، وروى ذلك عن مجاهد
والحسن وسعيد بن جبير والضحاك وهو المروى عن علي عليه السلام.
في تفسير علي بن إبراهيم قوله: كلا إذا بلغت التراقي قال: يعنى النفس إذا
بلغت الترقوة وقيل من راق قال: يقال له: من يرقيك قوله: وظن أنه الفراق علم أنه
الفراق.
25 - في مجمع البيان " وظن أنه الفراق " وجاء في الحديث ان العبد ليعالج
كرب الموت وسكراته، ومفاصله يسلم بعضها على بعض، يقول: عليك السلام تفارقني
وأفارقك إلى يوم القيامة.
26 - في الكافي باسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله
عز وجل: " وقيل من راق * وظن أنه الفراق " قال: فان ذلك ابن آدم إذا حل به الموت
قال: هل من طبيب انه الفراق وأيقن بمفارقة الأحبة، قال: والتفت الساق بالساق
قال: التفت الدنيا بالآخرة ثم إلى ربك يومئذ المساق قال: المصير إلى رب
العالمين.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم " والتفت الساق بالساق " قال: التفت الدنيا
465

بالآخرة " إلى ربك يومئذ المساق " قال: يساقون إلى الله وقوله: فلا صدق ولا صلى
فإنه كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا إلى بيعة على يوم غدير خم، فلما بلغ
الناس وأخبرهم في علي ما أراد ان يخبر رجعوا الناس، فاتكى معاوية على المغيرة
ابن شعبة وأبي موسى الأشعري ثم اقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعلى بالولاية
أبدا ولا نصدق محمدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره: " فلا صدق ولا صلى * و
لكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * أولى لك فأولى " وعيد الفاسق فصعد
رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر ويريد البراءة منه، فأنزل الله " لا تحرك به لسانك لتعجل به "
فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يسمه.
28 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
وبهذا الاسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سألت محمد بن علي الرضا عليه السلام
عن قول الله عز وجل: " أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى " قال: يقول الله عز وجل
بعدا لك من خير الدنيا، وبعدا لك من خير الآخرة.
29 - في مجمع البيان وجاءت الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ بيد أبى جهل
ثم قال له: " أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى " فقال أبو جهل: بأي شئ تهددني
لا تستطيع أنت ولا ربك ان تفعلا بي شيئا، وانى لاعز أهل هذا الوادي فأنزل الله سبحانه كما
قال له رسول الله صلى الله عليه وآله.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: أيحسب الانسان ان يترك سدى قال
لا يحاسب ولا يعذب ولا يسئل عن شئ.
31 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه
قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت: لم خلق الله الخلق؟ فقال: ان الله تبارك
وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لاظهار قدرته وليكلفهم طاعته،
فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة، ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم
لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم.
32 - وباسناده إلى مسعدة بن زيادة قال: قال رجل لجعفر بن محمد عليه السلام: يا أبا عبد الله
466

انا خلقنا للعجب قال: وما ذلك لله أنت؟ قال: خلقنا للفناء؟ فقال: يا بن أخ خلقنا
للبقاء وكيف تفنى جنة لا تبيد ونار لا تخمد ولكن قل انما نتحول من دار إلى دار.
33 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: ألم يك نطفة من منى يمنى
قال: إذا نكح أمناه.
34 - في مجمع البيان وجاء في الحديث عن البراء بن عازب قال: لما نزلت
هذه الآية: أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله سبحانك
اللهم وبلى. وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
35 - في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته: وكان
إذا قرء " لا أقسم بيوم القيامة " قال عند الفراغ: سبحانك اللهم بلى.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرء هل اتى
على الانسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء وأربعة آلاف
ثيب وحوراء من الحور العين، وكان مع محمد صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام: من قرء سورة هل اتى في كل
غداة خميس زوجه الله من الحور العين مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع
محمد صلى الله عليه وآله.
3 - أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة هل اتى كان جزائه على
الله الجنة وحريرا.
4 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي بن عمر العطار
قال: دخلت على أبى الحسن العسكري عليه السلام يوم الثلاثاء فقال لم ارك أمس؟ قال:
كرهت الحركة في يوم الاثنين قال: يا علي من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء
في أول ركعة من صلاة الغداة: " هل اتى على الانسان " ثم قرء أبو الحسن عليه السلام " فوقاهم الله
467

شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ".
5 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) في سورة الانسان مكية في قول
ابن عباس وضحاك وقال قوم: هي مدنية وهي إحدى وثلاثون آية بلا خلاف يقول
علي بن موسى بن طاوس: ومن العجب العجيب أنهم رووا من طريق الفريقين ان
المراد بنزول سورة هل اتى على الانسان مولانا عليا وفاطمة والحسن والحسين
صلوات الله عليهم، وقد ذكرنا في كتابنا هذا بعض روايتهم لذلك، ومن المعلوم
ان الحسن والحسين عليهما السلام كانت ولادتهما بالمدينة ومع هذا فكأنهم نسوا ما رووه على
اليقين، وأقدموا على القول بأن هذه السورة مكية وهو غلط عند العارفين.
6 - في مجمع البيان حدثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسنى إلى
قوله: وباسناده عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: سألت
النبي صلى الله عليه وآله عن ثواب القرآن فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء
فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثم اقرأ باسم، إلى أن قال: وأول ما نزل
بالمدينة سورة الأنفال ثم البقرة ثم آل عمران ثم الممتحنة ثم النساء ثم إذا زلزلت ثم
الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم سورة الرحمن ثم هل اتى إلى قوله: فهذا ما
انزل بالمدينة.
7 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى
عن علي بن أسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
فقال: كان مقدرا غير مذكور.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم " هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن
شيئا مذكورا " قال: لم يكن في العلم ولا في الذكر، وفى حديث آخر كان في العلم
ولم يكن في الذكر.
9 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن عبد الله بن بكير عن زرارة
قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله: " لم يكن شيئا مذكورا " قال: كان شيئا ولم
468

يكن مذكورا.
10 - وباسناده عن سعيد الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان مذكورا في
العلم ولم يكن مذكورا في الخلق.
11 - وعن عبد الاعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل:
" هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " فقال: كان شيئا
ولم يكن مذكورا.
12 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام
حديث طويل وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: قل: ما أول نعمة أبلاك الله عز وجل
وأنعم عليك بها؟ قال: أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: أمشاج نبتليه قال: ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا.
14 - في نهج البلاغة عالم الغيب من ضمائر المضمرين إلى أن قال عليه السلام:
ومحط الأمشاج من مشارب الأصلاب.
15 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام في
قول الله عز وجل: انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا قال: عرفناه اما
آخذا واما تاركا.
16 - في أصول الكافي باسناده إلى حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قوله عز وجل: " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا " قال: اما آخذ
فهو شاكر واما تارك فهو كافر.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد
بن محمد عن ابن أبي عمير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " انا هديناه السبيل
اما شاكرا واما كفورا " قال: اما آخذ فشاكر واما تارك فكافر.
18 - في مجمع البيان قد روى الخاص والعام أن الآيات من هذه السورة و
هي قوله: ان الأبرار يشربون إلى قوله: وكان سعيكم مشكورا نزلت في علي وفاطمة
469

والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمى فضة، وهو المروى عن ابن عباس
مجاهد وأبى صالح والقصة طويلة جملتها أنهم قالوا: مرض الحسن والحسين فعادهما
جدهما ووجوه العرب وقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا؟ فنذر صوم
ثلاثة أيام ان شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة عليها السلام وكذلك الفضة فبرءا وليس
عندهم شئ، فاستقرض علي عليه السلام ثلاثة أصوع من شعير من يهودي وروى أنه اخذها
ليغزل له صوفا، وجاء به إلى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى علي عليه السلام المغرب
وقربته إليهم فأتاهم مسكين يدعوهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان
اليوم الثاني أخذت صاعا وطحنته واختبزته وقدمته إلى علي عليه السلام فإذا يتيم بالباب يستطعم
فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثالث عمدت الباقي فطحنته واختبزته
وقدمته إلى علي عليه السلام فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان
اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم اتى على ومعه الحسن والحسين عليهم السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله
وبهما ضعف فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل جبرئيل بسورة هل اتى.
19 - وفى رواية عطاء عن ابن عباس ان علي بن أبي طالب عليه السلام آجر نفسه
ليقسى نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا
منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة (1) فلما تم انضاجه اتى مسكين فأخرجوا إليه
الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث
الثالث فلما تم انضاجه اتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا (2) يومهم ذلك
ذكره الواحدي في تفسيره.
20 - وذكر علي بن إبراهيم ان أباه حدثه عن عبد الله بن ميمون عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: كان عند فاطمة عليها السلام شعير فجعلوه عصيدة (3) فلما أنضجوها ووضعوها
بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين: رحمكم الله فقام علي عليه السلام، فأعطاه ثلثا فلم

(1) الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم.
(2) طوى فلان: جاع ولم يأكل شيئا.
(3) العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ.
470

يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم: رحمكم الله فقام علي عليه السلام فأعطاه الثلث، ثم جاء
أسير فقال الأسير: رحمكم الله فأعطاه علي عليه السلام الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه
الآيات فيهم، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عز وجل.
21 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وروى أبو صالح ومجاهد والضحاك
والحسن وعطا وقتادة ومقاتل والليث وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو
ابن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيري والثعلبي والواحدي في تفسيرهم
وصاحب أسباب النزول والخطيب المكي في الأربعين وأبو بكر الشيرازي في نزول
القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام والاشنهى في اعتقاد أهل السنة وأبو بكر محمد بن
أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد وروى أهل البيت عليهم السلام عن الأصبغ
بن نباتة وغيرهم عن الباقر عليه السلام واللفظ له في قوله تعالى: " هل اتى على الانسان
حين من الدهر " انه مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله في جميع
أصحابه وقال لعلى: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال: أصوم
ثلاثة أيام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا
صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن
الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف، فأعطاه جزة
من صوف (1) وثلاثة أصوع من شعير، وقال: تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت
فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما
جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا مسكين على الباب يقول: السلام عليكم
يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله
على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال:
فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين -
اما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين -
يشكو إلينا جائع حزين * كل امرئ بكسبه رهين

(1) الجزة: صوف شاة في السنة
471

فقالت فاطمة:
امرك سمعا يا ابن عم وطاعة * ما في من لؤم ولا وضاعة -
أطعمه ولا أبالي الساعة * أرجوا إذا أشبعت ذا مجاعة -
ان ألحق الأخيار والجماعة * وادخل الخلد ولى شفاعة
ودفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما ولم يذوقوا الا
الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته و
خبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة إذا يتيم على الباب يقول
السلام عليكم أهل بيت محمد، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم
الله من موائد الجنة. فوضع اللقمة من يده وقال:
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم -
قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم -
موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم
فقالت فاطمة:
انى اعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي -
أمسوا جياعا وهم أشبالي
ثم دفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا، لا يذوقون الا الماء القراح،
فلما أصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة
أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا أسير من اسراء المشركين
على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع
علي عليه السلام اللقمة من يده وقال:
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد -
هذا أسير للنبي المهتدى * مكبل في غلة مقيد (1) -
يشكوا إلينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد -
عند العلى الواحد الممجد

(1) الكبل: القيد أو أعظم ما يكون من القيود.
472

فقالت فاطمة:
لم يبق مما كان غير صاع * قد رميت كفى مع الذراع -
وما على رأسي من قناع * الأعباء نسجه بصاع -
ابناي والله من الجياع * يا رب لا تتركهما ضياع -
أبوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين شديد الباع (1)
وأعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم
شئ، فرآهم النبي صلى الله عليه وآله جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام ومعه صحفة (2) من الذهب
مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا (3) تفوح منها رائحة المسك و
الكافور، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة، وخرج الحسين ومعه قطعة
عراق فنادته امرأة يهودية يا أهل بيت الجوع من أين لكم هذا أطعمنيها؟ فمد يده
الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يده ورفع الصحفة إلى السماء، فقال
النبي صلى الله عليه وآله: لولا ما أراد الحسين من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة
في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة، ونزل: يوفون بالنذر وكان الصدقة
في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجة، ونزلت " هل اتى " في اليوم الخامس و
العشرين منه.
22 - وباسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن علي
بن أبي طالب عليهما السلام قال: كل ما في كتاب الله عز وجل من قوله: " ان الأبرار "
فوالله ما أراد به الا علي بن أبي طالب وفاطمة وانا والحسين، لأنا نحن أبرار بآبائنا

(1) يقال: رجل عبل الذرعين أي ضخمهما. والباع: قدر مد اليدين وربما عبر بالباع عن
الشرف والفضل والقدرة.
(2) الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة; قال الكسائي: أعظم القصاع الجفته
ثم القصعة تشبع العشرة; ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجل أو الثلاثة، ثم الصحفة
تشبع الرجل.
(3) العراق - بالضم - جمع العرق: العظم الذي اخذ عنه اللحم.
473

وأمهاتنا، وقلوبنا عملت بالطاعات والبر، ومبراة من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع
فرائضه، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله.
23 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل
فيه وفى ولده ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى آخر السورة
غيري؟ قالوا: لا.
24 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه
عليهما السلام في قوله عز وجل: " يوفون بالنذر " قالا: مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما
صبيان صغيران فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه رجلان فقال: يا أبا الحسن لو
نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما؟ فقال: أصوم ثلاثة أيام شكرا لله عز وجل،
وكذلك قالت فاطمة عليها السلام وقال الصبيان: ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام، وكذلك
قالت جاريتهم فضة، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق
علي عليه السلام إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف، فقال: هل لك أن
تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير؟ قال: نعم فأعطاه
فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث
الصوف ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل
واحد قرصا، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان
وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا مسكين قد وقف بالباب فقال:
السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما
تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال:
فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين -
أما ترين البائس المسكين * جاء إلى الباب له حنين -
يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائعا حزين -
كل امرئ بكسبه رهين * يفعل الخير يقف سمين
474

موعده في جنة دهين (1) * حرمها الله على الضنين -
وصاحب النجل يقف حزين * تهوى به النار إلى سجين -
شرابه الحميم والغسلين
فأقبلت فاطمة تقول:
امرك سمع يا بن عم وطاعة * ما بي من لؤم ولا ضراعة (2) -
غذيت باللب وبالبراعة * أرجو إذا أشبعت من مجاعة -
ان ألحق الأخيار والجماعة * وادخل الجنة في شفاعة
وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا، وأصبحوا
صياما لم يذوقوا الا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته
ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد
قرصا، وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله ثم أتى منزله، فلما وضع الخوان
بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا يتيم من يتامى المسلمين
قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين
أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة، فوضع علي عليه السلام اللقمة
من يده ثم قال:
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم (3) -
قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم -
موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم -
وصاحب البخل يقف ذميم * تهوى به النار إلى الجحيم -
شرابه الصديد والحميم

(1) قوله عليه السلام " دهين " كناية عن النضارة والطراوة كأنه صب عليه الدهن يقال
" قوم مدهنون " عليهم آثار النعم.
(2) الضراعة: الذل والاستكانة والضعف.
(3) الزنيم: اللئيم الذي يعرف بلؤمه.
475

فأقبلت فاطمة عليها السلام وهي تقول:
فسوف أعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي -
أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهما يقتل في القتال -
بكربلا يقتل باغتيال * لقاتليه الويل مع وبال -
يهوى في النار إلى سفال * كبوله زادت في الأكبال
ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا الا الماء القراح،
وأصبحوا صياما وعمدت فاطمة عليها السلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع
الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد قرصا، وصلى علي عليه السلام
المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله ثم اتى منزله فقرب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأول
لقمة كسرها علي عليه السلام إذا أسير من اسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام
عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا؟ فوضع علي عليه السلام اللقمة
من يده ثم قال:
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد -
قد جاءك الأسير ليس يهتدى * مكبلا في غله مقيد -
يشكو إلينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد -
عند العلى الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد -
فأطعمي من غير من أنكد (1) فأقبلت فاطمة عليها السلام وهي تقول:
لم يبق مما كان غير صاع * قد دبرت كفى مع الذراع (2) -
شبلاي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع -
أبوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين طويل الباع - وما على رأسي من قناع * الاعبا نسجتها بصاع

(1) نكد عيشتهم: اشتد وعسر.
(2) الدبر: الجرح.
476

وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين،
وليس عندهم شئ، قال شعيب في حديثه وأقبل على بالحسن والحسين عليهما
السلام نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يرتعشان كالفراخ (1) من شدة الجوع، فلما
بصر بهم النبي صلى الله عليه وآله قال: يا أبا الحسن شد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي
فاطمة فانطلقوا وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت
عيناها (2) فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله ضمها إليه وقال: وا غوثا بالله أنتم منذ ثلاث
فيما أرى فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك، فقال
وما آخذ جبرئيل قال: " هل اتى على الانسان حين من الدهر " حتى بلغ " ان هذا
كان لكم جزاء، وكان سعيكم مشكورا " وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب
النبي حتى دخل منزل فاطمة عليها السلام فرأى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكى و
يقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم؟! فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الآيات
ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله
يفجرونها تفجيرا قال: هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله تفجر إلى دور الأنبياء و
المؤمنين يوفون بالنذر يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجاريتهم
ويخافون يوما كان شره مستطيرا يقول عابسا كلوحا (3)
25 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال: أنشدك
بالله أنا صاحب الآية " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " أم أنت؟
قال: بل أنت.
26 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد
عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عز وجل: " يوفون
بالنذر " الذي أخذ عليهم من ولايتنا.

(1) الفراخ جمع الفرخ: ولد الطائر.
(2) غارت عينه: دخلت في الرأس وانحسفت.
(3) الكلوح بمعنى العبوس.
477

27 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي
الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت قوله: " يوفون بالنذر " قال: يوفون لله بالنذر الذي أخذ
عليهم في الميثاق من ولايتنا.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره
مستطيرا " قال: المستطير العظيم.
29 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب
عن أبي المغرا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت: قوله: ويطعمون الطعام
على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا قال: ليس من الزكاة والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
30 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبي
الحسن عليه السلام قال: ينبغي للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا
هذه الآية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " قال: الأسير عيال:
الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة ان يزيد أسرائه في السعة عليهم، ثم قال: إن
فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء وجعلها عند فلان فذهب بها قال معمر: وكان
فلان حاضرا.
31 - في كتاب الخصال عن المنكدر باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام.
32 - عن أحمد بن عمر الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي الخصال
بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهانة وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع
الدنيا.
33 - في مجمع البيان " ويطعمون الطعام على حبه " أي على حب الطعام،
وفى الحديث عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما من مسلم أطعم مسلما
على جوع الا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عرى الا كساه
الله من خضر الجنة، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق.
478

34 - وفيه وقال أهل التحقيق، القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف، إلى
قوله: وان يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة، لقوله صلى الله عليه وآله لما سئل عن أفضل
الصدقة ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى
إذا بلغت التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا.
35 - في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعني قوله:
عابسا كلوحا: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا " يقول: على شهواتهم للطعام
وايثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين، ويتيما من يتامى المسلمين، وأسيرا من
أسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم: انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم
جزاء ولا شكورا قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله
باضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا
انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
36 - في كتاب الخصال عن أحمد بن عمران الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: أي الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، و
تشاغل بغير متاع الدينا.
37 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي
الحسن علي بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: احتج فيقول: يا رب خلقتني
وهديتني فأوسعت على، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنشر على هذا
اليوم رحمتك وتيسره؟ فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي
أدخلوه الجنة.
38 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرون عثمان عن علي بن
عيسى رفعه قال: إن موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا
موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه يقول عز وجل: فاعمل كأنك
ترى ثواب عملك لكي يكون أطمع لك في الآخرة لا محالة.
479

39 - في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة، ويعطيني الامنة.
40 - وفيه: وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة أمة محمد والفتها منى،
ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.
41 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: من صام
يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.
42 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي بن عمر بن العطار
قال: دخلت على أبى الحسن العسكري عليه السلام يوم الثلاثاء فقال: لم أرك أمس؟ قال:
كرهت الحركة في يوم الاثنين، قال: يا علي من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين
فليقرء في أول ركعة من صلاة الغداة هل اتى على الانسان ثم قرء أبو الحسن عليه السلام
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا.
43 - في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه أعني قوله وطلب ثوابه
قال الله تعالى ذكره: " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة " في الوجوه وسرورا في القلوب
وجزاهم بما صبروا جنة يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه متكئين فيها على
الأرائك والأريكة السرير لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال ابن عباس:
بينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة:
يا رب انك قلت في كتابك " لا يرون فيها شمسا " فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل
فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما،
ونزلت " هل اتى " فيهم إلى قوله: " وكان سعيكم مشكورا "
44 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا "
قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك أن في القيامة لا يكون غدو وعشى، لان الغدو
والعشي انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.
45 - حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: إن
480

الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوئهما من نور عرشه
وحرهما من جهنم فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما.
فلا يكون شمس ولا قمر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
46 - في كتاب الخصال عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق
الثياب، وتورث الداء.
47 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن
إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عز وجل:
ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا من قربها منهم يتناول المؤمن من
النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لولى الله
يا ولى الله كلني قبل ان تأكل هذه قبلي.
48 - في مجمع البيان كانت تلك الأكواب قواريرا أي زجاجا قوارير
من فضة قال الصادق عليه السلام: ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج.
49 - في كتاب الخصال عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني الكوثر وأعطاه
السلسبيل، الحديث.
50 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال
يهودي للنبي صلى الله عليه وآله: فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت
قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال صدقت والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
51 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولدان مخلدون قال: مستورون.
52 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله
عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن إسحاق عن عباس بن يزيد قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام - وكنت عنده ذات يوم: - اخبرني عن قول الله عز وجل:
481

وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ما هذا الملك الذي كبر الله عز وجل
حتى سماه كبيرا؟ قال: إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة ارسل رسولا إلى ولى من
أوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له: قف حتى نستأذن لك، فما يصل إليه
رسول ربه الا بإذن، فهو قوله عز وجل: " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا
كبيرا ".
53 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد
بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن
قول الله عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا علي أن الوفد
لا يكون الا ركبانا إلى قوله: فقال علي عليه السلام يا رسول الله أخبرنا عن
قول الله عز وجل: " غرف مبنية من فوقها غرف " بماذا بنيت يا رسول الله؟ فقال
يا علي تلك غرف بناها الله عز وجل لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها
الذهب محبوكة بالفضة (1) لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب
منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان
مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول الله عز وجل " وفرش مرفوعة "
إذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة
البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الإكليل (2) تحت
التاج قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة
بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، فذلك قوله عز وجل: " يحلون فيها
من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز
سريره فرحا، فإذا استقر لولى الله عز وجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل
بجنانه ليهنئه بكرامة الله عز وجل إياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء

(1) الحبك: الشد والاحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب.
(2) الإكليل: تحت التاج وشبه العصابة تزين بالجواهر.
482

والوصائف: (1) مكانك فان ولى الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء تهيأ له،
فأصبر لولي الله قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشى مقبلة وحولها
وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وهي من مسك
وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ
شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولى الله فهم أن يقوم إليها شوقا فتقول له: يا
ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم، انا لك وأنت لي، فيعتنقان مقدار
خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فإذا فتر بعض الفتور من غير
ملالة نظر إلى عنقها فإذا عليها قلائد من قصب من ياقوت احمر وسطها لوح صفحته
درة مكتوب فيها: أنت يا ولى الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك إليك تناهت نفسي
والى تناهت نفسك، ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء
قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه
استأذن على ولى الله فان الله بعثنا نهننه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب
فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان
حتى ينتهى إلى أول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم
رب العالمين ليهنئوا ولى الله وقد سألوني أن آذن لهم عليه، فيقول الحاجب: انه
ليعظم على أن استأذن لاحد على ولى الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين
الحاجب وبين ولى الله جنتان قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: ان على
باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون ولى الله فاستأذن [لهم فيتقدم القيم
إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم الله
يهنئون ولى الله] فأعلموه بمكانهم [قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على
ولى الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل. فإذا
اذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الموكل به] قال: فيدخل
القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل

(1) الوصفاء جمع الوصيف: الخادم والخادمة.
483

وعز وذلك قول الله عز وجل: " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب " من
أبواب الغرفة " سلام عليكم " إلى آخر الآية قال: وذلك قوله عز وجل: " وإذا
رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا " يعنى ذلك ولى الله وما هو فيه من الكرامة و
النعيم والملك العظيم الكبير، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه
فلا يدخلون عليه الا باذنه، فذلك الملك العظيم الكبير، قال: والأنهار تجرى من
تحت مساكنهم وذلك قول الله عز وجل: " تجرى من تحتهم الأنهار ".
54 - في مجمع البيان " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا " لا يزول
ولا يفنى عن الصادق عليه السلام.
55 - وعن أبي الدرداء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يذكر الناس فذكر الجنة
وما فيها من الأزواج والنعيم وفى القوم اعرابي فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله
هل في الجنة من سماع؟ قال: نعم، يا اعرابي، ان في الجنة نهرا حافتاه
الابكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل
نعيم الجنة.
56 - عن أبي أمامة الباهلي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما من عبد يدخل
الجنة الا ويجلس عن رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت
سمعه الإنس والجن وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.
57 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يا بن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمد
ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدينا،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
58 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل
وفيه قال السائل: فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد الا و
قد افتقد ابنه وأباه أو حميمه أو أمه، فإذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى
النار فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟ قال عليه السلام: ان أهل العلم
484

قالوا: إنهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا ان يكونوا بين
الجنة والنار في أصحاب الأعراف.
59 - في مجمع البيان: عاليهم ثياب سندس خضر وروى عن الصادق عليه السلام
في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها.
60 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد
بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله
عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا علي أن الوفد لا يكونون
الا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، واختصهم ورضى أعمالهم
فسماهم المتقين، ثم قال له: يا علي اما والذي فلق الحبة وبرئ النسمة انهم ليخرجون
من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب مكللة
بالدر والياقوت، وجلائلها الإستبرق والسندس وخطمها جذل الأرجوان (1) تطير بهم
إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم
زفا (2) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها
ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، قال:
فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن ابشارهم (3) الشعر
وذلك قول الله عز وجل: وسقاهم ربهم شرابا طهورا من تلك العين المطهرة
قال: ثم يصرفون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهي عين الحياة

(1) " مكللة " أي محفوفة. وقوله " جلائلها " كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن
في تفسير علي بن إبراهيم " جلالها " وهو بالكسر جمع جل بالضم: وهو للدابة كالثوب للانسان
نصان به " والإستبرق ": الديباج الغليظ. والسندس: الديباج الرقيق. والخطم، اللجام.
والجذل - بالكسر والفتح -: أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والأرجوان
معرب ارغوان.
(2) أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها، أو يسرعون بهم.
(3) جمع بشرة.
485

فلا يموتون ابدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
61 - في أصول الكافي عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن
الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا
قال: بولاية على تنزيلا. قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم. ذا تأويل
62 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: بكرة وأصيلا قال: بالغداة ونصف
النهار ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا قال: صلاة الليل.
63 - في مجمع البيان " وسبحه ليلا طويلا " وروى عن الرضا عليه السلام انه
سأله أحمد بن محمد عن هذه الآية وقال: ما ذلك التسبيح؟ قال:
صلاة الليل.
64 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ان هذه تذكرة
قال: الولاية.
65 - في الخرائج والجرائح عن القائم عليه السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن
إبراهيم المدني: وجئت تسأل من مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله
عز وجل، فإذا شاء شئنا، والله يقول: وما تشاؤن الا أن يشاء الله.
66 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل يقول عليه السلام ولملك
الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه
منسوب إليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه
يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء،
وان فعل امنائه فعله، كما قال: وما تشاؤن الا ان يشاء الله.
67 - في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من
يشاء من عباده الجنة.
68 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: يدخل من يشاء في
486

رحمته قال: في ولايتنا، قال: والظالمين أعد لهم عذابا أليما الا ترى ان الله
يقول: " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قال: إن الله أعز وأمنع من أن
يظلم، وأن ينسب نفسه إلى الظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا
ولايته، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "
قلت: هذا تنزيل؟ قال نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء
" والمرسلات عرفا " عرف الله بينه وبين محمد صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرء سورة
" والمرسلات " كتب ليس من المشركين.
3 - في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: أسرع الشيب
إليك يا رسول الله؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: والمرسلات عرفا قال: آيات يتبع
بعضها بعضا.
5 - في مجمع البيان " والمرسلات عرفا " يعنى الرياح أرسلت متتابعة كعرف
الفرس (1) عن ابن مسعود وابن عباس إلى قوله: وقيل إنها الملائكة أرسلت
بالعرف أمر الله ونهيه في رواية الهروي عن ابن مسعود وأبى حمزة الثمالي
عن أصحاب علي عليه السلام.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم: والعاصفات عصفا قال: القبر والناشرات
نشرا قال: نشر الأموات فالفارقات فرقا قال: الدابة فالملقيات ذكرا قال:
الملائكة عذرا أو نذرا أي أعذركم وأنذركم بما أقول وهو قسم وجوابه انما

(1) العرف: شعر عنق الفرس.
487

توعدون لصادق وان الدين لواقع قوله: فإذا النجوم طمست قال: يذهب
نورها وتسقط.
7 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله صلى الله عليه وآله
عن رسول الله حديث طويل وفيه فيأمر الله عز وجل أن تنفخ في وجوه الخلائق
نفخة فتنفخ; فمن شدة نفختها تنقطع السماء، وتنطمس النجوم، وتجمد البحار،
وتزول الجبال، وتظلم الابصار وتضع الحوامل حملها، وتثيب الولدان من
هولها يوم القيامة.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله: " وإذا النجوم طمست " فطمسها ذهاب ضوءها وإذا السماء
فرجت قال: تفرج وتنشق وإذا الرسل اقتت قال: بعثت في أوقات مختلفة.
9 - في مجمع البيان وقال الصادق عليه السلام: " اقتت " أي بعثت في أوقات
مختلفة.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم لأي يوم أجلت قال: أخرت ليوم الفصل.
11 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ويل يومئذ للمكذبين
قال يقول: ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية علي عليه السلام
ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين قال: الأولين الذين كذبوا الرسل
في طاعة الأوصياء كذلك نفعل بالمجرمين قال: من اجرم إلى آل محمد وركب
من وصيه ما ركب.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ألم نخلقكم من ماء مهين قال: منتن
فجعلناه في قرار مكين قال في الرحم واما قوله: إلى قدر معلوم يقول:
منتهى الاجل.
13 - في نهج البلاغة أيها المخلوق السوي والمنشأ المرعى في ظلمات
الأرحام، ومضاعفات الأستار، بديت من سلالة من طين، ووضعت في قرار
488

مكين، إلى قدر معلوم، وأجل مقسوم، تمور في بطن أمك جنينا، لا تخبر دعاءا
ولا تسمع نداءا.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ألم نجعل الأرض كفاتا احياء و
أمواتا قال: الكفات المساكن وقال: نظر أمير المؤمنين عليه السلام في رجوعه من
صفين إلى المقابر فقال: هذه كفات الأموات أي مساكنهم، ثم نظر إلى بيوت
الكوفة، فقال: هذه كفات الاحياء، ثم تلا قوله: " ألم نجعل الأرض كفاتا *
احياء وأمواتا ".
15 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن
عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حماد بن
عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام انه نظر إلى المقابر فقال: يا حماد هذه كفات الأموات
ونظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الاحياء ثم تلا هذه الآية: " ألم نجعل
الأرض كفاتا ".
16 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن بعض أصحابه
عن أبي كهمس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ألم نجعل الأرض كفاتا *
احياء وأمواتا " قال: دفن الشعر والظفر.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وجعلنا فيها رواسي شامخات
قال جبال مرتفعة.
18 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل في بيان الأيام
وفيه قال: قلت: فالثلثاء؟ قال: خلقت النار فيه، وذلك قوله تعالى: انطلقوا
إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى
من اللهب قال: قلت: فالأربعاء؟ قال: بنيت أربعة أركان النار يوم الأربعاء.
19 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله
عز وجل " أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا " فبلغنا والله أعلم انه إذا استوى
أهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم: ادخلوا إلى ظل ذي
ثلاث شعب من دخان النار، فيحسبون انها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا وذلك
489

نصف النهار.
20 - وفيه وقوله: " انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب " قال فيه ثلاث شعب
من النار وقوله: انها ترمى بشرر كالقصر قال: شرر النار مثل القصور والجبال.
21 - في ارشاد المفيد (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله
وتزفر النار بمثل الجبار شررا.
22 - في روضة الكافي باسناده إلى حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول في قوله عز وجل: ولا يؤذن لهم فيعتذرون فقال: الله أجل واعدل و
أعظم من أن يكون لعبده عذر ولا يدعه يعتذر به، ولكنه فلج فلم يكن له عذر.
23 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ان المتقين في ظلال وعيون قال:
في ظلال من نور أنور من الشمس.
24 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب،
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال: قلت: " ان المتقين " قال:
نحن والله وشيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا وساير الناس منها براء.
25 - في مجمع البيان وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون أي لا يصلون قال،
مقاتل: نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة فقالوا لا ننحنى،
والرواية لا نحنى فان ذلك سبة علينا فقال عليه السلام: لا خير في دين ليس فيه ركوع
وسجود
26 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون " قال:
إذا قيل لهم تولوا الامام لم يتولوه.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء
" عم يتسائلون " لم تخرج سنته إذا كان يد منها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.
490

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء عم يتسائلون
سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.
3 - في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر:
يا رسول الله أسرع إليك الشب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم
يتسائلون.
4 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن
أورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام
في قوله: عم يتسائلون عن النبأ العظيم قال: النبأ العظيم الولاية.
5 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن أبي عمير وغيره عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان الشيعة
يسألونك عن تفسير هذه الآية " عم يتسائلون عن النبأ العظيم "؟ قال: ذلك إلى أن شئت
أخبرتهم وان شئت لم اخبرهم، ثم قال: لكني أخبرك بتفسيرها، قلت: عم يتسائلون؟
قال: فقال: هي في أمير المؤمنين عليه السلام. كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما لله عز وجل
آية هي أكبر منى، ولا لله من نبأ أعظم منى.
6 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين هي خطبة الوسيلة قال عليه السلام فيها:
وانى النبأ العظيم.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام في قوله: " عم يتسائلون عن النبأ العظيم " قال: أمير المؤمنين عليه السلام:
ما لله نبأ أعظم منى، وما لله آية أكبر منى، ولقد عرض فضلى على الأمم الماضية على
اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي.
8 - في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن أبي الحسن علي بن موسى
الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لعلى عليه السلام: يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ
العظيم، وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الاعلى، الحديث.
491

9 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام
شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك
نبينا وعلى أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبر والنبأ العظيم الذي
هم فيه يختلفون.
10 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا
جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيل ومعه جام من البلور الأحمر
مملوء مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام و
ولداه الحسن والحسين، إلى قوله: فلما صارت في كف الحسن عليه السلام قالت: بسم الله
الرحمن الرحيم " عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون " والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
11 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ألم نجعل الأرض مهادا قال: يمهد فيها
الانسان والجبال أوتادا أي أوتاد الأرض.
12 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ووتد بالصخور ميدان أرضه.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم وجعلنا الليل لباسا قال: يلبس
على النهار.
14 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرني لم سمى الليل ليلا؟ قال: لأنه يلايل الرجال من
النساء (1) جعله الله عز وجل ألفة ولباسا وذلك قول الله عز وجل: " وجعلنا
الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا " قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم وجعلنا سراجا وهاجا قال: الشمس
المضيئة وأنزلنا من المعصرات قال: من السحاب ماء ثجاجا قال: صبا على صب
16 - وفيه وقال أبو عبد الله عليه السلام: قرء رجل على أمير المؤمنين عليه السلام " ثم يأتي

(1) لأيله ملايلة: استأجره لليلة.
492

من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " فقال: ويحك أي شئ يعصرون؟
يعصرون الخمر؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها؟ فقال: انما نزلت " عام
يغاث الناس وفيه يعصرون " (1) أي يمطرون بعد سنى المجاعة، والدليل على ذلك قوله:
" وأنزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا ".
17 - في تفسير العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد الله
عليه السلام " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " بالياء (2) يمطرون ثم قال: اما سمعت قوله:
" وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ".
18 - عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل
" عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " مضمومة ثم قال: " وأنزلنا من المعصرات
ماء ثجاجا ".
19 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: جنات ألفافا قال: بساتين ملتفة الشجر.
20 - في مجمع البيان وفى الحديث عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن
جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبى أيوب الأنصاري فقال معاذ: يا رسول
الله أرأيت قول الله تعالى: يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا الآيات فقال: يا معاذ
سألت عن عظيم من الامر ثم ارسل عينيه ثم قال: يحشر عشرة أصناف من أمتي اشتاتا
قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة; وبعضهم
على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق، ووجوههم من تحت،
ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمى يترددون، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون، وبعضهم
يمضغون ألسنتهم تسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم
مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا
من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين

(1) أي " يعصرون بضم الياء.
(2) وفى البحار " بضم الياء ".
493

بصورة القردة فالفتات من الناس (1) واما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت
واما المنكسون على رؤسهم فآكلة الربا والعمى الجائرون في الحكم، والصم
البكم المعجبون بأعمالهم والذي يمضغون بألسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف
أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون
على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين أشد نتنا من الجيف فالذين
يتمتعون بالشهوات واللذات. ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم، والذين هم يلبسون
الجباب فأهل الفخر والخيلاء.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وفتحت السماء فكانت أبوابا
قال: تفتح أبواب الجنان قوله وسيرت الجبال فكانت سرابا قال: تسير الجبال مثل
السراب الذي يلمع في المفازة.
22 - في نهج البلاغة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا
رقراقا ومعهدها قاعا سملقا (2)
23 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ان جهنم كانت مرصادا قال: قائمة
قوله: لابثين فيها احقابا قال: الأحقاب السنين والحقب سنة، والسنة عددها ثلاثمأة
وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد
ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن أبي منصور عن
الأحول عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله " لابثين فيها
احقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * الا حميما وغساقا " قال: هذه في الذين
لا يخرجون من النار.

(1) أي النمامون.
(2) الشم الشوامخ: الجبال العالية وذلها: تدكدكها، وهي أيضا: الصم الرواسخ،
فيصير صلدها وهو الصلب الشديد الصلابة سرابا وهو ما يتراءى في النهار فيظن ماء والرقراق:
الخفيف ومعهدها ما جعل منها منزلا للناس. والقاع: الأرض الخالية، والسملق: الصفصف
المستوى ليس بعضه أرفع وبعضه أخفض.
494

24 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام في
قول الله عز وجل " لابثين فيها احقابا " قال: الأحقاب ثمانية احقاب والحقب ثمانون
سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون.
25 - في مجمع البيان روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يخرج من
النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، والحقب بضع وستون سنة، والسنة
ثلاثمأة وستون يوما، كل يوم ألف سنة مما تعدون فلا يتكلمن أحد على أن
يخرج من النار.
26 - وروى العياشي باسناده عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن
هذه الآية فقال: هذه في الذين يخرجون من النار، وروى عن الأحوال مثله.
27 - ورووا عن علي عليه السلام وكذبوا بآياتنا كذابا خفيفة والقراءة المشهورة
" وكذبوا بآياتنا كذابا " بالتثقيل.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ان للمتقين مفازا قال: يفوزون قوله:
وكواعب أترابا قال: جوار وأتراب لأهل الجنة، وفى رواية أبى الجارود عن أبي
جعفر عليه السلام قال في قوله: " ان للمتقين مفازا " قال: هي الكرامات " وكواعب
أترابا " أي الفتيات النواهد. (1)
29 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل
واحدة عشر أمثالها إلى سبعمأة ضعف، قال الله عز وجل جزاء من ربك عطاء حسابا
وقال: " أولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ".
30 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: يوم يقوم الروح
والملائكة صفا لا يتكلمون الآية قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون

(1) النواهد: النسوة اللاتي كعب ثديهن وأشرف.
495

صوابا، قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا، ونشفع
لشيعتنا، ولا يردنا ربنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
31 - في مجمع البيان " يوم يقوم الروح والملائكة صفا " الآية اختلف في
معنى الروح هنا على أقوال إلى قوله: وروى علي بن إبراهيم باسناده إلى الصادق عليه السلام
قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل.
32 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " يوم يقوم الروح والملائكة صفا "
قال: الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع
الأئمة عليهم السلام.
33 - في مجمع البيان " يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا " وروى
معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن هذه الآية فقال: نحن والله
المأذونون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا، قال: جعلت فداك ما تقولون؟ قال:
نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا رواه العياشي مرفوعا.
34 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام
حاكيا أحوال موقف أهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن أخر فليستنطقون فيفر بعضهم
من بعض، فذلك قوله عز وجل: " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه "
فليستنطقون " فلا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا " فيقول الرسل عليهم السلام
فيشهدون في هذا الموطن فذلك قوله عز وجل: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيدا "
35 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله انا أنذرناكم عذابا قريبا قال في النار
وقال. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا أي علويا
وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المكنى أمير المؤمنين أبو تراب.
36 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عباية بن ربعي قال: قلت لعبد الله
ابن عباس: لم كنى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض وحجة
الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها واليه سكونها، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
496

إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة على من الثواب و
الزلفى والكرامة قال: " يا ليتني كنت ترابا " أي من شيعة علي عليه السلام، وذلك قول الله
عز وجل " ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ".
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء والنازعات
لم يمت الا ريانا ولم يبعثه الله الا ريانا.
2 - في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام من قرءها لم يمت الا ريان، ولم
يبعثه الله الا ريان، ولم يدخل الجنة الا ريان.
3 - أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة والنازعات لم يكن حبسه
وحسابه يوم القيامة الا كقدر صلاة مكتوبة حتى يدخل الجنة.
4 - والنازعات غرقا اختلف في معناه على وجوه: أحدها انه يعنى الملائكة
الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم بالشدة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها
غاية المد وروى ذلك عن علي عليه السلام.
5 - وقيل هو الموت ينزع النفوس وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم " والنازعات غرقا " قال نزع الروح والناشطات
نشطا قال: الكفار ينشطون في الدنيا.
7 - في مجمع البيان " والناشطات نشطا " في معناه أقوال وثانيها انها الملائكة
تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم
عن علي عليه السلام يقال: نشط الجلد نشطا: نزعها.
8 - والسابحات سبحا فيه أقوال: أحدها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين
يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشئ في الماء يرمى به عن
علي عليه السلام.
497

9 - في تفسير علي بن إبراهيم في قوله فالسابقات سبقا يعنى أرواح المؤمنين
تسبق أرواحهم إلى الجنة بمثل الدنيا، وأرواح الكافرين بمثل ذلك إلى النار.
10 - في مجمع البيان " فالسابقات سبقا " فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة
لأنها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح عن مجاهد، وقيل إنها تسبق
الشياطين بالوحي إلى الأنبياء، وقيل: إنها تسبق أرواح المؤمنين إلى الجنة عن علي عليه
السلام ومقاتل. (وثانيها) انها أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها و
قد عاينت السرور شوقا إلى رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته عن ابن مسعود.
11 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال:
كان قوم من خواص الصادق عليه السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصبحة (1) فقالوا:
يا بن رسول الله ما أحسن أديم (2) هذه السماء ونور هذه النجوم والكواكب؟ فقال
الصادق عليه السلام: انكم لتقولون هذا وان المدبرات الأربعة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل
وملك الموت عليهم السلام ينظرون إلى الأرض فيرونكم واخوانكم في أقطار الأرض، و
نوركم إلى السماوات واليهم أحسن من نور هذه الكواكب، وانهم ليقولون كما تقولون:
ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين؟.
12 - في مجمع البيان فالمدبرات أمرا فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة
تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة عن علي عليه السلام.
13 - وثالثها انها الأفلاك يقع فيها أمر الله تعالى فيجرى به القضاء في الدنيا رواه
علي بن إبراهيم، أقسم الله بهذه الأشياء التي عددها، وقيل تقديره ورب النازعات، وما
ذكره بعدها، وهذا ترك الظاهر بغير دليل، وقد قال الباقر والصادق عليهما السلام: ان لله
تعالى ان يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه ان يقسموا الا به.
14 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن
محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل: " والليل إذا يغشى "

(1) كذا في الأصل وفى المصدر " مضحية " مكان " مصبحة "
(2) أديم السماء: وجهها.
498

" والنجم إذا هوى " وما أشبه ذلك قال: إن لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء
وليس لخلقه أن يقسموا الا به.
15 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن علي بن مهزيار قال: قلت لأبي
جعفر عليه السلام: قوله عز وجل: " والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى " وقوله عز وجل:
" والنجم إذا هوى " وما أشبه هذا. فقال: ان لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء
وليس لخلقه أن يقسموا الا به.
16 - وفى تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:
يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال: تنشق الأرض بأهلها، والرادفة الصيحة
يقولون أئنا لمردودون في الحافرة قال: قالت قريش أنرجع بعد الموت
أئذا كنا عظاما نخرة أي بالية تلك إذا كرة خاسرة قال: قالوا هذه على حد
الاستهزاء، فقال الله: انما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة قال: الزجرة
النفخة الثانية في الصور، والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس.
17 - في نهج البلاغة وصارت الأجساد شحبة بعد بضتها، والعظام نخرة
بعد قوتها. (1)
18 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
قوله: " أإنا لمردودون في الحافرة " يقول: في الخلق الجديد واما قوله " فإذا هم
بالساهرة " والساهرة الأرض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم
فاستووا على الأرض.
19 - في مجمع البيان روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله " تبدل الأرض غير
الأرض والسماوات " فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي (2) " لا ترى فيها عوجا
ولا أمتا " ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الأولى،

(1) الشحب: الهلاك. والبض: الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ.
(2) منسوب إلى عكاظ وهي سوق من أسواق العرب كانت تقوم هلال ذي القعدة و
تستمر عشرين يوما وقيل شهرا.
499

ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فحشر فنادى
يعنى فرعون فنادى فقال انا ربكم الاعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى والنكال
العقوبة، والآخرة هو قوله: " انا ربكم الاعلى " والأولى قوله: " ما علمت لكم من اله
غيري " فأهلكه الله بهذين القولين.
21 - في كتاب الخصال عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال املى الله لفرعون
ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الآخرة والأولى، فكان بين أن قال
الله تعالى لموسى وهارون: " قد أجيبت دعوتكما " وبين أن عرفه الإجابة أربعين سنة،
ثم قال: قال جبرئيل عليه السلام: نازلت ربى في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه
وقد قال أنا ربكم الاعلى؟ فقال: انما يقول هذا عبد مثلك.
22 - عن رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن أشد
الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه إلى قوله: وفرعون
الذي قال: " انا ربكم الاعلى " الحديث.
23 - في مجمع البيان " فأخذه الله نكال الآخرة والأولى " بأن أغرقه في الدنيا
ويعذبه في الآخرة، وقيل معناه فعاقبه الله بكلمة الأخرى وكلمة الأولى، فالأخرى قوله:
" انا ربكم الاعلى " والأولى قوله: " ما علمت لكم من اله غيري " فنكل به نكال هاتين
الكلمتين، وجاء في التفسير عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان بين الكلمتين أربعون سنة.
24 - وروى أبو بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال
جبرئيل قلت: يا رب تدع فرعون وقد قال: انا ربكم الاعلى؟ فقال: انما يقول
هذا مثلك من يخاف الفوت.
25 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير الكلبي محمد عن
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا محمد
لو رأيتني وفرعون يدعو بكلمة الاخلاص " آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنوا
إسرائيل وانا من المسلمين " وانا أرسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخافة ان
500

يتوب فيتوب الله عز وجل عليه؟ قال رسول الله: ما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل؟
قال: لقوله انا ربكم الاعلى وهي كلمته الأخرى منهما قالها حين انتهى إلى البحر
وكلمته الأولى " ما علمت لكم من اله غيري " فكان بين الأولى والآخرة أربعون
سنة وانما قال ذلك لقومه " انا ربكم الاعلى " حين انتهى إلى البحر فرآه قد يبست فيه
الطريق فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا وذلك قوله
عز وجل: " وأضل فرعون قومه وما هدى ".
26 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن
سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال لرجل من أهل الشام
: وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان أول ما خلق من خلقه الشئ من الشئ
إذا لم يكن له انقطاع ابدا، ولم يزل الله إذا ومعه شئ وليس هو يتقدمه، ولكنه كان
إذ لا شئ غيره، وخلق الشئ الذي جميع الأشياء منه فجعل نسب كل شئ إلى الماء
ولم يجعل الماء نسبا يضاف إليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت
الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا
بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق
الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما
شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، وذلك
قوله: والسماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها واخرج ضحاها قال:
ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الأرض، ثم نسب الخلقتين
فرفع السماء قبل دحوا الأرض فذلك قوله عز ذكره: والأرض بعد ذلك دحاها يقول
بسطها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
27 - في نهج البلاغة كلام طويل يذكر فيه عليه السلام ابتداء خلق السماوات السبع
وفيه قال عليه السلام: جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا.
28 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن
مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال كذلك
501

ذكر البيت العتيق ان الله خلقه قبل الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.
29 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن صالح اللفائفي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تعالى دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى، ثم
دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالأرض من عرفات، و
عرفات من منى، ومنى من الكعبة.
30 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن
عميرة عن أبي زرارة التميمي عن أبي حسان عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أراد الله تعالى
أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا،
فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا عن زبد ثم دحا الأرض من تحته وهو قول الله تعالى:
" ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ".
ورواه أيضا عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
31 - محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي
حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في المسجد الحرام: لأي شئ سماه الله
العتيق؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض الا له رب وسكان يسكنونه
غير هذا البيت، فإنه لا رب له الا الله تعالى، وهو الحرم. ثم قال: إن الله تعالى خلقه قبل
الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.
32 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة
عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه الأبرش
الكلبي فلقيا أبا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام فقال هشام للأبرش: تعرف هذا؟
قال: لا. قال هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه، فقال الأبرش: لاسئلنه عن
مسألة لا يجيبني فيها الا نبي أو وصى نبي، فقال وددت انك فعلت ذلك فلقى الأبرش
أبا عبد الله عليه السلام فقال يا أبا عبد الله أخبرني عن قول الله " أولم ير الذين كفروا ان السماوات
والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " بما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام أبا
أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا تحد
502

ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح
فضربت الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت ثم
جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته فقال الله تعالى: " ان أول بيت وضع للناس
للذي ببكة مباركا " ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما. أراد أن يخلق السماء أمر
الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان
من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، و
اجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء
على لون الماء العذب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
33 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن
سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاخته عن علي بن الحسين عليهما السلام ونقل حديثا
طويلا يقول فيه عليه السلام: وتبدل الأرض غير الأرض، يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب
بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها أول مرة.
34 - في نهج البلاغة كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة، ولجج بحار
زاخرة; يلتطم أو أذى أمواجها، وتصطفق متقاذفات أثباجها، وترغو زبدا كالفحول
عند هياجها، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه إذ وطأته
بكلكلها، وذل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه
ساجيا مقهورا. وفى حكمة الذل منقادا أسيرا، وسكنت الأرض مدحوة في لجة
تياره، وردت من نخوة بأوه واعتلائه، وشموخ أنفه وسمو غلوائه، وكعمته على
كظة جريئة فهمد بعد نزقاته ولبد بعد زيفان وثباته (1).

(1) كبس الأرض: أي أدخلها في الماء بقوة واعتماد شديد. والمور: مصدر مار: أي
ذهب وجاء. قوله عليه السلام " مستفحلة " أي هائجة هيجان الفحول. واستفحل الامر.
تفاقم واشتد. زخر الماء: امتد جدا وارتفع. والأواذي جمع آذى وهو الموج. وتصطفق:
يضرب بعضها بعضا، والأثباج هيهنا أعالي الأمواج وأصل الثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر
فنقل إلى هذا الموضع استعارة والرغاء: صوت البعير وغيره من ذوات الخف. وجماح
الماء: صعوده وغليانه واصله من جمح الفرس: ركب رأسه لا يثنيه شئ، يقال رجل
جموح لمن يركب هو له فلا يمكن رده، وهيج الماء: اضطرابه. وارتمائه: تلاطمه. وكلكلها:
صدرها. والمستخذي; الخاضع وتمعكت: تمرغت، والكواهل جمع كاهل وهو ما بين
الكتفين والاصطخاب: افتعال من الصخب وهو الصياح والجلبة. والساجي: الساكن. و
حكمة - محركة -: ما أحاط من اللجام بحنك الدابة. قوله عليه السلام " مدحوة "
أي مبسوطة. والتيار: أعظم الموج. ولجته: أعمقه. والبأو: الكبر والفخر. والشموخ:
العلو. قوله عليه السلام " غلوائه " أي غلوه وتجاوزه الحد. وكعمته أي شدت فمه لما هاج،
من الكعام وهو شئ يجعل في فم البعير. والكظة: الجهد والثقل الذي يعترى الانسان عند
الامتلاء من الطعام. وهمد بمعنى سكن. والنزقة: الخفة والطيش. ولبد الشئ بالأرض:
لصق بها. والزيفان: شدة هبوب الريح.
503

35 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل
وفيه قال السائل: فخلق النهار قبل الليل؟ قال: نعم خلق النهار قبل الليل، و
الشمس والقمر والأرض قبل السماء.
قال عز من قائل: اخرج منها ماءها ومرعاها.
36 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى الربيع عن أبي جعفر عليه السلام حديث
طويل وفيه يقول عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء
رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عز وجل على آدم عليه السلام أمر
السماء فتفطرت بالغمام ثم امرها فأرخت عزاليها (1) ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار
وأثمرت الثمار، وتفيهت بالأنهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.
37 - وباسناده إلى محمد بن عطية عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام فان قول الله عز وجل " كانتا رتقا " يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر و
كانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيهما

(1) كناية عن شدة وقع المطر. وقد مر الحديث بمعناه في صفحة 106 من هذا
المجلد أيضا فراجع
504

من كل دابة فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبى بكر الحضرمي عن أبي عبد
الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقد ذكر السماء والأرض وكانتا رتقا مرتوقتين
ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها،
فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات.
39 - في نهج البلاغة وجبل جلاميدها ونشوز متونها وأطوادها، فأرساها
في مراسيها فالزمها قرارتها، فمضت رؤسها في الهواء، ورست أصولها في الماء
فأنهد جبالها عن سهولها، وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع أنصابها فأشهق
قلالها، وأطال أنشازها، وجعلها للأرض عمادا وأرزها فيها أوتادا، فسكنت على
حركتها من أن يميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها (1).
40 - وفيه فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العب ء
المحمول عليها، اخرج به من هوامد الأرض النبات، ومن زعر الجبال الأعشاب،
فهي تبهج بزينة رياضها، وتزدهي بما ألبسته من ريط أزاهيرها، وحلية ما سمطت
به من ناضر أنوارها، وجعل ذلك بلاغا للأنام ورزقا للانعام. (2)

(1) قوله عليه السلام " وجبل جلاميدها " أي خلق صخورها. والنشوز جمع نشز وهو
المرتفع من الأرض. ومتونها: جوانبها وأطوادها: جبالها. قوله عليه السلام فأرساها
في مراسيها أي أثبتها في مواضعها قوله عليه السلام - " فألزمها قرارتها " أي أمسكها حيث
استقرت قوله عليه السلام " فأنهد جبالها " أي أعلاها من نهد ثدي الجارية إذا أشرف وكعب.
قوله عليه السلام " وأساخ... اه " أي غيب قواعد الجبال في جوانب أقطار الأرض، " والأنصاب "
الأجسام المنصوبة. قوله عليه السلام " فأشهق قلالها " جمع قلة وهي ما علا من رأس الجبل.
وأشهقها أي جعلها شاهقة أي عالية. والنشز: المرتفع من الأرض - وقد مر أيضا - " وأرزها "
أي أثبتها فيها.
(2) البرك: الصدر. وبوانيها تثنية بوان - على زنة فعال بكسر الفاء - وهو عمود
الخيمة. وبعاع السحاب: ثقله بالمطر. والعب ء: الثقل. واستقلت أي ارتفعت ونهضت وهو أمد الأرض: التي لا نبات بها. وزعر الجبال جمع أزعر والمراد به قلة العشب والكلاء
وأصله من الزعر وهو قلة الشعر في الرأس. والبهج والسرور. وتزدهي أي تتكبر. والريط
جمع ريطة: كل ملاءة ليست ذات لفقين أي قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة
والأزاهير: النور ذو الألوان. " وسمطت به " علق عليها السموط جمع سمط وهو العقد وفى نسخة
الأصل " شمطت " أراد ما خالط سواد الرياض من النور الأبيض كالأقحوان ونحوه. والناضر
ذو النضارة وهي الحسن والطراوة.
505

41 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن
أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر الدجال ومن يقتله وأين يقتل:
ألا ان بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال: خروج دابة
الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصى موسى عليهما السلام، تضع الخاتم على
وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا
كافر، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك حقا يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى
لك يا مؤمن وددت انى كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها
من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند
ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع، ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت
من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا، ثم قال عليه السلام: لا تسألوني عما يكون بعد هذا،
فإنه عهد إلى حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ان لا أخبر به غير عترتي.
42 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وفيه يقول:
كفى بالموت طامة (1) يا جبرئيل فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من
الموت قوله: يوم يتذكر الانسان ما سعى قال: يذكر ما عمله كله وبرزت الجحيم
لمن يرى قال: أحضرت.
43 - في أصول الكافي باسناده إلى أمير المؤمنين عليه الاسلام حديث طويل يقول فيه
عليه السلام: ومن طغى ضل على عمل بلا حجة. (2)

(1) الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لأنها تطم كل شئ أي تعلوه وتغطيه،
(2) كذا.
506

44 - وباسناده إلى داود الرقي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:
" ولمن خاف مقام ربه جنتان " قال من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله
من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه
ونهى النفس عن الهوى.
45 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن
عبد الله بن عبد الرحمان الأصم عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قال لي أبو الحسن
عليه السلام: اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا (1) قال: وكان أبو عبد الله عليه السلام
يقول. لا تدع النفس وهواها فان هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى داءها، وكف
النفس عما تهوى دواءها.
46 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن
عبد الله بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: الجنة محفوفة
بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة
باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسها لذتها وشهوتها دخل النار.
47 - وباسناده إلى يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: انما أخاف
عليكم الاثنين اتباع الهوى وطول الأمل، اما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق، و
اما طول الأمل فينسى الآخرة.
48 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله
عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد
هواه على هواي الا شتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم أوته
منها الا ما قدرت له، وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر

(1) الوعر: المكان الصلب ضد السهل. قال الفيض (ره): ولعل المراد بصدر الحديث
النهى عن طلب الجاه والرياسة وساير شهوات الدنيا ومرتفعاتها فإنها وإن كانت مواتية على
اليسر والخفض الا ان عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة.
أعاذنا الله وساير المؤمنين من شرور الدنيا وغرورها.
507

عبد هواي على هواه الا واستحفظته ملائكتي، وكفلت السماوات والأرضيين رزقه،
وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة.
49 - وباسناده إلى أبى محمد الوابشي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
احذروا أهوائكم كما تحذرون أعدائكم، فليس شئ أعدى للرجال من اتباع
أهوائهم وحصائد ألسنتهم.
50 - في تفسير علي بن إبراهيم " واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى *
فان الجنة هي المأوى " قال: هو العبد إذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها
مخافة الله ونهى الله ونهى النفس عنها فمكافاته الجنة. قوله: يسألونك إيان مرساها
قال: متى تقوم فقال الله: إلى ربك منتهاها. أي علمها عند الله قوله: كأنهم يوم
يرونها لم يلبثوا الا عشية أو ضحاها قال: بعض يوم
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء عبس و
تولى وإذا الشمس كورت كان تحت جناح الله من الجنان، وفى ظل الله وكرامته وفى جنانه.
ولا يعظم ذلك على الله إن شاء الله.
2 - في تفسير مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأ عبس
جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم عبس وتولى أن جاءه الأعمى قال: نزلت
في عثمان وابن أم مكتوم مؤذن لرسول الله صلى الله عليه وآله وكان أعمى، وجاء إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده فقدمه رسول الله صلى الله عليه وآله على عثمان، فعبس
عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله " عبس وتولى " يعنى عثمان " أن جاءه الأعمى * و
ما يدريك لعله يزكى " أي يكون طاهرا أزكى أو يذكر قال: يذكره رسول الله
صلى الله عليه وآله فتنفعه الذكرى
508

4 - في مجمع البيان قيل نزلت الآية في عبد الله بن أم مكتوم وهو عبد الله بن
شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بنى عامر بن لوى. وذلك أنه اتى رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو يناجى عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبيا و
أمية ابني خلف يدعوهم إلى الله ويرجو اسلامهم، فقال: يا رسول الله أقر بني وعلمني
مما علمك الله، فجعل يناديه وكرر النداء ولا يدرى انه مشتغل مقبل على غيره، حتى
ظهرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله لقطعه كلامه. وقال في نفسه: يقول هؤلاء
الصناديد انما اتباعه العميان والعبيد فأعرض واقبل على القوم يكلمهم، فنزلت
الآيات وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رآه قال: مرحبا بمن عاتبني فيه ربى، ويقول:
هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين، قال انس بن مالك:
فرأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء. وروى عن الصادق عليه السلام قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى أم مكتوم قال: مرحبا لا والله لا يعاتبني الله فيك ابدا وكان
يصنع من اللطف حتى كان يكف عن النبي صلى الله عليه وآله مما يفعل به، قال المرتضى علم
الهدى قدس سره: ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبي صلى الله عليه وآله بل هي
خبر محض لم يصرح به المخبر عنه، وفيها ما يدل على أن المعنى بها غيره، لان العبوس
ليس من صفات النبي صلى الله عليه وآله مع الأعداء المتبائنين فضلا عن المؤمنين المسترشدين
ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة، و
يؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفه عليه السلام: " وانك لعلى خلق عظيم " وقوله: " و
لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك " والظاهر أن قوله: عبس وتولى المراد
به غيره وروى عن الصادق عليه السلام انها نزلت في رجل من بنى أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله،
فجائه ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وعبس وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه، فحكى
الله سبحانه ذلك وانكره عليه.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب عثمان فقال: اما من استغنى
فأنت له تصدى قال: أنت إذا جاءك غنى تتصدى له وترفعه وما عليك الا يزكى
أي لا تبالي أزكيا أو غير زكى إذا كان غنيا واما من جاءك يسعى يعنى ابن
509

أم مكتوم وهو يخشى فأنت عنه تلهى أي تلهو ولا تلتفت إليه.
6 - في مجمع البيان وفى الشواذ قراءة الحسن " آن جاءه " وقراءة أبى جعفر
عليه السلام " تصدى " بضم التاء وفتح الصاد و " تلهى " بضم التاء أيضا.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: كلا انها تذكرة قال: القرآن
في صحف مكرمة مرفوعة قال: عند الله مطهرة بأيدي سفرة قال: بأيدي الأئمة
عليهم السلام كرام بررة.
8 - في مجمع البيان " كرام بررة " وقال قتادة: هم القراء يكتبونها ويقرؤنها،
قال: وروى الفضيل بن يسار عن الصادق عليه السلام قال: الحافظ للقرآن العالم به مع
السفرة الكرام البررة (انتهى).
9 - في تفسير علي بن إبراهيم: قتل الانسان ما أكفره قال: هو
أمير المؤمنين عليه السلام قال: " ما أكفره " أي ما فعل وأذنب حتى قتلوه، أخبرنا أحمد بن
إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن جميل بن دراج عن أبي أسامة
عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " قتل الانسان ماء أكفره " قال نعم.
نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ما أكفره؟ يعنى بقتلكم إياه.
10 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل وفيه " قتل الانسان ما أكفره " أي لعن الانسان.
11 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا من الرواية عنه أعني
قوله: بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنين عليه السلام ونسب خلقه وما أكرمه الله به فقال:
من أي شئ خلقه يقول: من طينة الأنبياء خلقه فقدره للخير ثم السبيل يسره
يعنى سبيل الهدى ثم أماته ميتة الأنبياء ثم إذا شاء انشره قلت: فما قوله: " ثم
إذا شاء أنشره "؟ قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضى ما أمره.
وفيه أي في تفسيره أيضا ثم السبيل يسره قال: يسر له طريق الخير.
قال عز من قائل: ثم أماته فأقبره.
12 - في كتاب علل الشرايع في العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه
510

سمعها من الرضا عليه السلام فان قال: فلم أمر بدفنه؟ قيل: لئلا يظهر الناس على فساد جسده
وقبح منظره وتغير ريحه، ولا تنأذي به الاحياء بريحه وبما يدخل به الآفة والدنس
والفساد، وليكون مستورا عن الأولياء والأعداء فلا يشمت عدو ولا يحزن صديق.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم: كلا لما يقض ما امره أي لم يقض أمير المؤمنين
عليه السلام ما قد أمره، وسيرجع حتى يقضى ما أمره فلينظر الانسان إلى طعامه انا
صببنا الماء صبا إلى قوله: وقضبا قال: القضب ألقت (1) قوله: وفاكهة وأبا
قال: الأب الحشيش للبهائم.
14 - في ارشاد المفيد رحمه الله وروى أن أبا بكر سئل عن قول الله تعالى:
" وفاكهة وأبا " فلم يعرف معنى الأب من القرآن، وقال: أي سماء تظلني أم أي
أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم، اما الفاكهة فنعرفها،
واما الأب فالله أعلم، فبلغ أمير المؤمنين عليه السلام مقاله في ذلك فقال: سبحان الله
اما علم أن الأب هو الكلاء والمرعى؟ وان قوله تعالى " وفاكهة وأبا " اعتداد من الله
بانعامه على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولانعامهم مما تحيى به أنفسهم، وتقوم
به أجسادهم.
أقول قد نقلنا في سورة والنازعات عند قوله عز وجل " اخرج منها ماءها و
مرعاها " ما يكون بيانا لقوله عز وجل: " انا صببنا الماء صبا " إلى قوله: " متاعا لكم و
لانعامكم " فليراجع.
15 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما
سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام رجل يسأله
فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله تعالى يوم يفر المرء من أخيه وأمه
وأبيه وصاحبته وبنيه من هم؟ قال: قابيل وهابيل. والذي يفر من أمه موسى، والذي
يفر من أبيه إبراهيم يعنى الأب المربى لا الوالد، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي
يفر من ابنه نوح وابنه كنعان.

(1) ألقت: الفصفصة، وهي الرطبة من علف الدواب.
511

في كتاب الخصال عن الحسين بن علي عليه السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام
بالكوفة في الجامع إذ جاء إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، وكان فيما
سأله أن قال له: أخبرني عن قول الله تعالى: " يوم يفر المرء من أخيه " وذكر مثل
ما في عيون الأخبار سواء; الا انه ليس فيه يعنى الأب المربى لا الوالد وبعده قال
مصنف هذا الكتاب رحمه الله: انما يفر موسى من أمه خشية أن يكون قصر فيما
وجب عليه من حقها، وإبراهيم انما يفر من الأب المربى المشرك لا من الأب الوالد وهو تارخ
16 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام
عن أهل المحشر: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض; فذلك
قوله عز وجل: " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه "
17 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه
قال شغل يشغله عن غيره.
18 - في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وآله
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يبعث الناس حفاة عراة غرلا (1) يلجمهم العرق و
يبلغ شحمة الاذان، قالت قلت: يا رسول الله وا سوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض إذا جاء؟!
قال: شغل الناس عن ذلك، وتلا رسول الله صلى الله عليه وآله " لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه. "
19 - في محاسن البرقي عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني عن
جعفر عن أبيه عن علي عليه السلام قال: ومن وقر مسجدا لقى الله يوم يلقاه ضاحكا مستبشرا و
أعطاه كتابه بيمينه.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء عبس و
تولى وإذا الشمس كورت كان تحت جناح الله من الجنات، وفى ظل الله وكرامته وفى

(1) الغرل جمع الأغرل: الأقلف وهو الذي لم يختن.
512

جناته ولا يعظم ذلك على الله إن شاء الله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء إذا الشمس
كورت أعاذه الله ان يفضحه حين ينشر صحيفته.
3 - ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب ان ينظر إلى يوم القيامة فليقرء
إذا الشمس كورت.
4 - وروى أبو بكر قال: قلت: يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟ قال: شيبتني هود
والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون وإذا الشمس كورت.
5 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي ذر الغفاري رحمه الله قال: كنت آخذا
بيد النبي صلى الله عليه وآله ونحن نتماشى جميعا، فمازلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت
يا رسول الله أين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى
السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة
الموكلون بها ثم تقول: يا رب من أين أطلع؟ أمن مغربي أم من مطلعي؟ فذلك
قوله عز وجل: " والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " يعنى صنع
الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على
مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وقصره في الشتاء وما بين ذلك في الخريف
والربيع قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو
السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبي صلى الله عليه وآله: فكأني بها قد جلست مقدار ثلاث
ليال ثم لا تكسى ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قوله عز وجل: إذا الشمس
كورت وإذا النجوم انكدرت والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في أفق السماء
ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل من نور
الكرسي، فذلك قوله عز وجل: " جعل الشمس ضياء والقمر نورا ".
6 - في تفسير علي بن إبراهيم " إذا الشمس كورت " قال: تصير سوداء
مظلمة " وإذا النجوم انكدرت " قال: يذهب ضوءها. وإذا الجبال سيرت قال
تسير كما قال: " تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب " قوله: وإذا العشار عطلت
513

قال الإبل تتعطل إذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها قوله: وإذا البحار سجرت قال: تتحول
البحار التي حول الدنيا كلما نيرانا وإذا النفوس زوجت قال: من الحور العين.
7 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " وإذا النفوس زوجت "
قال: اما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، واما أهل النار فمع كل انسان منهم
شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرنائهم.
8 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وإذا الموؤودة
سئلت بفتح الميم والواو وروى عن أمير المؤمنين عليه السلام " وإذا الموؤودة سئلت بأي
ذنب قتلت ". (1)
9 - وفيه ومن قرء " وإذا الموؤودة سألت بفتح السين " جعلت الموؤودة موصوفة
بالسؤال، وبالقول بأي ذنب قتلت. ويمكن أن يكون الله تعالى أكملها في
تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول، ويعضده ما روى عن النبي
صلى الله عليه وآله انه يجئ المقتول ظلما يوم القيامة وأوداجه تشخب دما اللون لون
الدم، والريح ريح المسك، متعلقا بقاتله يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني، و
اما من قرء الموؤودة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة، وانه يسأل
قاطعها عن سبب قطعها، وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يعنى قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن
قتل في جهاد.
وفى رواية أخرى قال: هو من قتل في مودتنا وولايتنا.
10 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الباقر عليه السلام في قوله: " وإذا الموؤودة
سئلت " يقول: أسئلكم عن المودة التي انزل عليكم فضلها مودة ذي القربى،
وحقنا الواجب على الناس، وحبنا الواجب على الخلق، قتلوا موؤدنا بأي
ذنب قتلتمونا.
11 - في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن
عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل

(1) أي بفتح السين في " سئلت " والقاف في " قتلت ".
514

بن حسان وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم قال جل ذكره: " وآت ذا القربى حقه " وكان علي عليه
السلام وكان حقه الوصية التي جعلت والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة.
فقال: " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " ثم قال: " وإذا الموؤودة
سئلت بأي ذنب قتلت " يقول أسئلكم عن المودة التي نزلت عليكم فضلها مودة القربى
بأي ذنب قتلتموهم.
12 - محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن
صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس ان الله تبارك و
تعالى ارسل إليكم الرسول إلى أن قال: ودفنوا في التراب الموؤودة بينهم من أولادهم
أو لا يختارون دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون ثوابا ولا يخافون
والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في
الصحف الأولى.
13 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه
رفعه قال: قال أمير المؤمنين: واما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض
ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه (1) أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي
لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف، ومسحة بكف أو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (2)
فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد
ابن محمد عن علي بن الحكم عن أيمن بن محرز عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: " وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت " قال: من قتل في مودتنا، وقال
علي بن إبراهيم في قوله: وإذا الصحف نشرت قال: صحف الأعمال قوله:

(1) لعله كناية عن ظهور أحكامه وثوابه وحسابه.
(2) نطحه - كمنعه -: أصابه بقرنه. والجماء: الشاة لا قرن لها.
515

وإذا السماء كشطت قال: أبطلت.
15 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفى رواية سليم بن قيس الهلالي
عن سلمان الفارسي وذكر حديثا طويلا وفيه قال علي عليه السلام: ويلك يا بن الخطاب
لو تدرى مما خرجت وفيما دخلت وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك؟ فقال
أبو بكر: يا عمر اما إذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما يشاء فقال علي عليه السلام
لست بقائل غير شئ واحد. أذكركم بالله أيها الأربعة يعنيني والزبير وأبا ذر و
المقداد: أسمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا، ستة من
الأولين وستة من الآخرين، في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل، على ذلك الجب
صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم
من وهج (1) ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقال صلى الله عليه وآله: اما الأولين فابن آدم
الذي قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، والذي حاج إبراهيم في ربه، ورجلان من
بني إسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، اما أحدهما فهود اليهود، والاخر نصر
النصارى، وإبليس سادسهم، والدجال في الآخرين وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة
الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخي وتظاهروا عليك بعدى، هذا وهذا
وهذا حتى عدهم وسماهم؟ فقال سلمان: فقلنا صدقت نشهد انا سمعنا ذلك من
رسول الله صلى الله عليه وآله.
16 - وعن سليم بن قيس الهلالي قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام للزبير وقد ادعى
ان سعيد بن عمرو بن نفيل سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في العشرة: انهم من أهل الجنة:
ووالله ان بعض من سميته لفى تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم; على ذلك
الجب صخرة إذا أراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فلا أقسم
بالخنس قال: أي وأقسم بالخنس وهو اسم النجوم الجوار الكنس قال: النجوم

(1) الوهج - محركة -: اتقاد النار والشمس وحرهما من بعيد.
516

تكنس (1) بالنهار فلا تبين.
18 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن عطية عن
أم هاني الثقفية قال: غدوت على سيدي محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت: يا سيدي
آية من كتاب الله عز وجل " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " قال: نعم المسألة سئلتني
يا أم هاني هذا مولود في آخر الزمان هو المهدى من هذه العترة، يكون له حيرة و
غيبة يضل فيها قوم ويهتدى فيها قوم، فيا طوبى لك ان أدركتيه ويا طوبى لمن أدركه.
19 - في أصول الكافي علي بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن
جعفر البغدادي عن وهب بن شاذان عن الحسن بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق
عن أم هاني قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن قول الله عز وجل:
" فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس " قالت: فقال: امام يخنس (2) سنة ستين و
مأتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، وان أدركت زمانه قرت عينك
20 - عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسن عن عمر بن
يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني قال حدثنا محمد بن إسحاق عن أسيد بن
ثعلبة عن أم هاني قال: لقيت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام فسألته عن هذه الآية
" فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس " قال الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع
علمه من عند الناس سنة ستين ومأتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فان
أدركت ذلك قرت عينك.
21 - في مجمع البيان " بالخنس " وهي النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل
والجوار صفة لها، لأنها تجرى في أفلاكها " الكنس " من صفتها أيضا لأنها تكنس
أي تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها (3) وهي خمسة أنجم: زحل
والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد عن علي عليه السلام. والليل إذا عسعس أي إذا

(1) أي تستر.
(2) أي يستر.
(3) الكناس - ككتاب -: بيت الظبي يستتر فيه.
517

أدبر بظلامه عن علي عليه السلام.
22 - في تفسير علي بن إبراهيم " والليل إذا عسعس " قال: إذا أظلم والصبح
إذا تنفس قال: إذا ارتفع.
23 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما
سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شئ
تنفس ليس له لحم ولا دم؟ فقال: ذاك الصبح إذا تنفس.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الله
بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليه السلام في قوله: ذي قوة عند ذي العرش مكين قال: يعنى جبرئيل قلت: قوله
مطاع ثم امين قال: يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة.
25 - في مجمع البيان وفى الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لجبرئيل:
ما أحسن ما اثنى عليك ربك " ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم امين " فما
كانت قوتك وما كانت أمانتك؟ فقال: أما قوتي فانى بعث إلى مدائن لوط وهي
أربع مدائن، في كل مدينة أربعمأة ألف مقاتل سوى الذراري، فحملتهم من
الأرض حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن
واما أمانتي فانى لم أؤمر بشئ فعدوته إلى غيره.
26 - وفيه عند قوله تعالى: " وما أرسلناك الا رحمة للعالمين " روى أن النبي صلى الله عليه وآله
قال لجبرئيل لما نزلت هذه الآية: هل أصابك من هذه الرحمة شئ؟ قال: نعم
انى كنت اخشى عاقبة الامر فامنت بك لما اثنى الله على بقوله: " ذي قوة عند ذي
العرش مكين ".
27 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الحديث أعنى
قوله يوم القيامة: قلت: وما صاحبكم بمجنون قال: يعنى النبي صلى الله عليه وآله في نصبه
أمير المؤمنين عليه السلام علما للناس.
28 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال في كل يوم من
518

شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم و
أتوب إليه، كتب في أفق المبين، قال: قلت: وما الأفق المبين؟ قال: قاع (1)
بين يدي العرش فيه انهار تطرد، وفيه من القدحان عدد النجوم.
29 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا أعني قوله
" علما للناس " قلت وما هو على الغيب بضنين قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه
بضنين عليه، قلت قوله: وما هو بقول شيطان رجيم قال: يعنى الكهنة الذين
كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم، يتكلمون على
ألسنتهم، فقال: وما هو بقول شيطان رجيم مثل أولئك، قلت قوله: فأين تذهبون
ان هو الا ذكر للعالمين لمن اخذ الله ميثاقه على ولايته عليه السلام قلت: لمن شاء منكم
ان يستقيم قال: في طاعة على والأئمة من بعده قلت قوله: وما تشاؤن الا أن يشاء
الله رب العالمين قال: لا المشية إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس.
30 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد السياري
عن فلان عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن الله جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته،
فإذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله: " وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين ".
31 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن أمير المؤمنين
عليه السلام يذكر فيه جواب بعض الزنادقة عما اعترض به على التنزيل أجاب عليه السلام عما
توهمه من التناقض بين قوله: " الله يتوفى الأنفس حين موتها " وقوله: " يتوفاكم
ملك الموت، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة " بقوله: فمن كان من أهل الطاعة تولت
قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة
النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة " الرحمة والنقمة يصدرون عن امره فعلهم
فعله، وكل ما يأتونه منسوب إليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل
ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب

(1) القاع: ارض سهلة مطمئنة.
519

ويعاقب على بد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال: " وما تشاؤن الا
ان يشاء الله ".
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلاة الفريضة
والنافلة " إذا السماء انفطرت " " وإذا السماء انشقت " لم يحجبه الله من حاجبة،
ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله إليه حتى يفرق من
حساب الناس.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن
قرأها أعطاه الله من الاجر بعدد كل قبر حسنة، وبعدد كل قطرة ماء حسنة، وأصلح
له شأنه يوم القيامة.
3 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء مروى عن الصادق عليه السلام
وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت، و
على النجوم فانتشرت.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: وإذا القبور بعثرت قال: تنشق فيخرج
الناس منها علمت نفس ما قدمت وأخرت أي ما عملت من خير وشر.
5 - في مجمع البيان " علمت نفس ما قدمت وأخرت " هذا كقوله: " ينبأ
الانسان يومئذ بما قدم واخر " وقد مر ذكره وعن عبد الله بن مسعود قال: ما قدمت
من خير أو شر وما أخرت من سنة حسنة استن بها بعده فله اجر من اتبعه من غير أن
ينقص من أجورهم، أو سنة سيئة عمل بها بعده فعليه وزر من عمل بها من غير أن
ينقص من أوزارهم شئ، ويؤيد هذا القول ما جاء في الحديث ان سائلا قام (1)

(1) وفى نسخة الأصل " قدم " بدل " قام ".
520

على عهد النبي صلى الله عليه وآله فسأل، فسكت القوم ثم إن رجلا أعطاه فأعطاه القوم، فقال
النبي صلى الله عليه وآله: من استن خيرا فله اجره ومثل أجور من اتبعه غير منتقص من أجورهم
ومن استن شرا فاستن فعليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم.
قال: فتلا حذيفة بن اليمان علمت نفس ما قدمت وأخرت يا أيها الانسان ما غرك
بربك الكريم أي أي شئ غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته
وخالفته، وروى أن النبي صلى الله عليه وآله لما تلا هذه الآية قال: غره جهله.
6 - وقال أمير المؤمنين: كم من مغرور بالستر عليه ومستدرج بالاحسان إليه
7 - في نهج البلاغة من كلامه عليه السلام قال عند تلاوته " يا أيها الانسان ما غرك
بربك الكريم " ادحض مسؤول حجة وأقطع مغتر معذرة لقد أبرح جهالة بنفسه إياه
يا أيها الانسان ما جرأك على ذنبك وما غرك بربك، وما آنسك بهلكة نفسك،
اما من دائك بلول أم ليس من نومتك يقظة؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك
فلربما ترى الضاحي من حر الشمس فتظله أو ترى المبتلى بألم يمض جسده
فتبكى رحمة له فما صبرك على دائك، وجلدك على مصابك، وعزاك عن البكاء على
نفسك وهي أعز الأنفس عليك، وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة، وقد تورطت
بمعاصيه مدارج سطواته. (1)
8 - في تفسير علي بن إبراهيم: في أي صورة ما شاء ركبك قال: لو شاء ركبك
على غير هذه الصورة.
9 - في مجمع البيان وروى عن الرضا عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لرجل
ما ولد لك؟ قال: يا رسول الله وما عسى أن يولد لي اما غلام واما جارية، قال: فمن
يشبه؟ قال: يشبه أمه أو أباه، فقال صلى الله عليه وآله. لا تقل هكذا ان النطفة إذا استقرت

(1) يقال هذا الامر أبرح من هذا أي أشد. و " جهالة " منصوب على التميز. والبلول
مصدر بل الرجل من مرضه إذا برئ والضاحي لحر الشمس: البارزه ومض بمعنى أحرق. وبيات
نقمة - بفتح الباء -: طروقها ليلا. وتورط: وقع في الورطة وهي الهلاك. والمدارج: الطرق
والمسالك.
521

في الرحم أحضر الله كل نسب بينها وبين آدم عليه السلام، اما قرأت هذه الآية " في أي صورة
ما شاء ركبك "؟ أي فيما بينك وبين آدم.
10 - وقال الصادق عليه السلام: لو شاء ركبك على غير هذه الصورة
11 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الشيرازي في كتابه باسناده إلى
الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال في قوله: " في أي صورة ما شاء ركبك " قال:
صور الله عز وجل علي بن أبي طالب في ظهر أبى طالب على صورة محمد، فكان علي بن أبي
طالب أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الحسين بن علي أشبه الناس بفاطمة
وكنت أشبه الناس (1) بخديجة الكبرى.
12 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام
حديث طويل وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: قل: ما أول نعمة أبلاك الله عز وجل
وأنعم عليك بها؟ قال: أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت إلى
قوله: فما الثالثة قال: إن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب قال: صدقت.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم: كلا بل تكذبون بالدين قال برسول الله
صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وان عليكم لحافظين قال: الملكان الموكلان بالانسان.
14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل
وفيه يقول السائل: فما علة الملكين الموكلين بعباده يكتبون ما عليهم ولهم، والله
عالم السر وما هو أخفى؟ قال: استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا على خلقه ليكون العباد
لملازمتهم إياهم أشد على طاعة الله مواظبة وعن معصيته أشد انقباضا، وكم من عبد يهم
بمعصية فذكر مكانهما فارعوى وكف، فيقول: ربى يراني وحفظني على بذلك
تشهد، وان الله برأفته ولطفه وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة الشياطين وهوام الأرض
وآفات كثيرة من حيث لا يرون بإذن الله إلى أن يجيئ أمر الله عز وجل.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني ابن عن النضر بن سويد عن محمد
بن قيس عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يوما واضعا

(1) كذا في الأصل ولم أقف على الحديث في المصدر.
522

يده على كتف العباس فاستقبله أمير المؤمنين صلوات الله عليه فعانقه رسول الله صلى الله عليه وآله
وقبل بين عينيه ثم سلم العباس على على فرد عليه ردا خفيا فغضب العباس فقال:
يا رسول الله لا يدع على زهوه (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقل ذلك في علي فانى
لقيت جبرئيل آنفا فقال: لقيني الملكان الموكلان بعلى الساعة فقالا: ما كتبا عليه
ذنبا منذ يوم ولد إلى هذا اليوم.
16 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله فصل فيما يذكر من
كتاب قصص القرآن وأسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيصم بن محمد بن الهيصم
النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين دخل عثمان بن عفان على رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال: اخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك
وواحد على الشمال، فإذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على
الشمال للذي على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب فإذا قال ثلاثا قال
نعم اكتب أراحنا الله منه فلبئس القرين ما أقل مراقبته لله عز وجل وأقل استحيائه
منا يقول الله تعالى: " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد " وملكان بين يديك ومن
خلفك يقول الله سبحانه " له معقبات من بين يديه ومن خلفه " وملك قابض على ناصيتك
فإذا تواضعت لله عز وجل رفعك. وإذا تجبرت لله فضحك، وملكان على شفتيك ليس
يحفظان عليك الا الصلوات على محمد، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدب الحية
في فيك، وملكان على عينيك فهذا عشرة املاك في كل آدمي يعدان ملائكة الليل
على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة
على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل قال الله سبحانه " وان عليكم لحافظين "
الآية وقال عز وجل: " إذ يتلقى المتلقيان " الآية.
17 - وفى كتاب سعد السعود أيضا بعد أن ذكر ملكي الليل وملكي النهار
وفى رواية انهما يأتيان المؤمن عند حضور صلاة الفجر، فإذا هبطا صعد الملكان
الموكلان بالليل، فإذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابة الليل، ويصعد

(1) الزهو: الكبر والفخر.
523

الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عز وجل، فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت
حضور اجله، فإذا حضر اجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا
فكم من عمل صالح أريتناه، وكم من قول حسن أسمعتناه، وكم من مجلس خير
أحضرتناه، فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك، وإن كان عاصيا قالا له:
جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ أريتناه وكم
من قول سيئ أسمعتناه، ومن مجلس سوء أحضرتناه، ونحن اليوم لك على ما تكره
وشهيدان عند ربك.
18 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه قال:
سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال:
ريح الكنيف والطيب سواء؟ قلت: لا قال: إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه
طيب الريح، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم فإنه قد هم بالحسنة، فإذا
فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، وأثبتها له وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن
الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فإنه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان
لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه.
19 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن
فضيل بن عثمان المرادي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن الا هالك، يهم العبد بالحسنة فيعملها
فان هو لم يعملها أجل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو
صاحب الشمال: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فان الله عز وجل يقول:
" ان الحسنات يذهبن السيئات. " أو الاستغفار فان هو قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو
عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والاكرام وأتوب
إليه، لم يكتب عليه شئ وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال
صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقي المحروم (1).
20 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن

(1) لهذا الحديث بيان في أصول الكافي ج 2 ص 429
524

زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى
الليل، فان استغفر الله لم يكتب عليه.
21 - علي بن إبراهيم عن أبيه وأبو علي الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا
عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن عبد الصمد بن
بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا اجله الله سبع ساعات
فان استغفر لم يكتب عليه شئ، وان مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة،
وان المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له، وان الكافر
لينساه من ساعته.
22 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد عن أحمد بن محمد بن قيس
أبى نصر عن درست قال: سمعت أبا إبراهيم عليه السلام يقول: إذا مرض المؤمن أوحى
الله عز وجل إلى صاحب الشمال: لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنبا
ويوحى إلى صاحب اليمين: ان اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات
23 - وباسناده إلى سدير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: من أحب ان يمشى
مشى الكرام الكاتبين فليمش جنبي السرير.
24 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل قال سألت أبا عبد
الله عليه السلام عن العلة التي من أجلها وجب التسليم في الصلاة؟ قال: لأنه تحليل الصلاة،
قلت: فلأي علة يسلم على اليمين ولا يسلم على اليسار؟ قال: لان الملك الموكل
يكتب الحسنات على اليمين، والذي يكتب السيئات على اليسار، والصلاة حسنات
ليس فيها سيئات، فلهذا يسلم على اليمين دون اليسار، قلت: فلم لا يقال: السلام
عليك والملك على اليمين واحد، ولكن يقال: السلام عليكم؟ قال: ليكون قد سلم
عليه وعلى من على اليسار، وفضل صاحب اليمين عليه بالايماء إليه، قلت: فلم
لا يكون الايماء في التسليم بالوجه كله ولكن كان بالأنف لمن يصلى وحده وبالعين
لمن يصلى بقوم؟ قال: لان مقعد الملكين من ابن آدم الشدقين (1) فصاحب

(1) الشدق - بالكسر والفتح -: زاوية الفم من باطن الخدين.
525

اليمين على الشدق الأيمن، وتسليم المصلى عليه ليثبت له صلاته في صحيفته، قلت:
فلم يسلم المأموم ثلاثا؟ قال: يكون واحدة ردا على الامام، ويكون عليه وعلى
ملائكته. ويكون الثانية على يمينه والملكين الموكلين به، ويكون الثالثة على من
على يساره والملكين الموكلين به، ومن لم يكن على يساره أحد لم يسلم على يساره
الا أن يكون يمينه إلى الحائط ويساره إلى مصلى معه خلف الامام فيسلم على يساره قلت:
فتسليم الامام على من يقع؟ قال: على ملائكته (1) والمأمونين، يقول لملائكته:
اكتبا سلامة صلاتي لما يفسدها ويقول لمن خلفه: سلمتم وآمنتم من عذاب الله عز وجل، و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
25 - وباسناده إلى محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول إن
حافظي علي بن أبي طالب عليه السلام ليفتخران على جميع الحفظة لكينونتهما مع ذلك انهما
لم يصعدا إلى الله عز وجل بشئ يسخط الله تبارك وتعالى.
26 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا
عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: جاء رجل إلى أبي ذر فقال له: يا أبا ذر كيف ترى حالنا عند الله؟ قال: اعرضوا
أعمالكم على الكتاب ان الله يقول: إن الأبرار لفى نعيم وان الفجار لفى جحيم
فقال الرجل فأين رحمة الله؟ قال: رحمة الله قريب من المسلمين، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
27 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب بالاسناد عن الهذيل عن مقاتل
عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كل ما
في كتاب الله عز وجل من قوله: " ان الأبرار " فوالله ما أراد به الا علي بن أبي طالب و
فاطمة وأنا والحسين، لأنا نحن أبرار آبائنا وأمهاتنا، وقلوبنا علمت بالطاعات و
البر وتبرأت من الدنيا وجيها، وأطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته، و
صدقنا برسوله.

(1) وفى المصدر " على ملكيه " بصيغة التثنية.
526

28 - في مجمع البيان: والامر يومئذ لله وحده أي الحكم له في الجزاء
والثواب والعفو والانتقام، وروى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال
: إن الامر يومئذ لله والامر كله لله، يا جابر إذا كان يوم القيامة بادت (1) الحكام
فلم يبق حاكم الا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء في فرائضه
" ويل للمطففين " أعطاه الله الامن يوم القيامة من النار ولم تره ولم يرها، ولم يمر على جسر
جهنم ولا يحاسب يوم القيامة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من قرأها سقاه الله
من الرحيق المختوم يوم القيامة.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: ويل للمطففين قال: الذين يبخسون المكيال
والميزان. وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت على نبي الله
صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة، وهم يومئذ أسوء الناس كيلا فأحسنوا الكيل فأما الويل فبلغنا
والله أعلم انه بئر في جهنم.
4 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم
بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي
جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وانزل في الكيل " ويل للمطففين " ولم يجعل
الويل لاحد حتى يسميه كافرا، قال الله عز وجل: " فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم "
5 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه وانه رب شئ من كتاب الله عز وجل يكون تأويله على تنزيله، ولا
يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى به إن شاء الله،

(1) باد: هلك.
527

إلى قوله: " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " فسمى فعل
النبي صلى الله عليه وآله فعلا له، ألا ترى تأويله على غير تنزيله؟ ومثل قوله: " بل هم بلقاء ربهم
كافرون " فسمى البعث لقاء وكذلك قوله: " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم " أي
يوقنون " انهم مبعوثون " ومثله قوله: الا أيظن أولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم
أي أليس يوقنون انهم مبعوثون.
6 - وفيه أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام واما قوله:
" ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها " يعنى تيقنوا انهم دخلوها وكذلك قوله
" انى ظننت انى ملاق حسابيه " واما قوله للمنافقين " وتظنون بالله الظنونا " فهو ظن شك
وليس ظن يقين، والظن ظنان ظن شك وظن يقين فما كان من أمر المعاد من الظن
فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو على الشك.
7 - في عوالي اللئالي وفى الحديث انه صلى الله عليه وآله لما قرء يوم يقوم الناس لرب
العالمين قال يقومون حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى انصاف اذنيه.
8 - في مجمع البيان " يوم يقوم الناس لرب العالمين " وجاء الحديث انهم
يقومون في رشحهم إلى انصاف آذانهم، وفى الحديث آخر يقومون حتى يبلغ الرشح
إلى أطراف آذانهم.
وفى الحديث عن سليم بن عامر عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون الشمس بمقدار
ميل أو ميلين، قال سلم: فلا أدرى أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين؟
ثم قال: صهرتهم الشمس فيكونون في العرق بمقدار أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى
عقبه ومنه من يلجمه الجاما. قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يشير بيده إلى فيه قال: يلجمه
الجاما أورده مسلم في الصحيح.
9 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد جميعا عن
القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مثل الناس
يوم القيامة إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب، ليس له من الأرض الا موضع
528

قدرته كالسهم في الكنانة، لا يقدر أن يزول هيهنا ولا هيهنا.
10 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي
نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول: إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، و
خلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه
الآية " كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده
المقربون " وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم
من دون ذلك، قلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية
كلا ان كتاب الفجار لفى سجين وما ادراك ما سجين كتاب مرقوم.
11 - محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف
عن أبي نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول: إن الله عز وجل خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما
خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، وذكر إلى آخر ما سبق وزاد ويل يومئذ
للمكذبين.
12 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن إسماعيل رفعه إلى محمد
ابن سنان عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلقنا من
نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما
خلق منه، ثم قرء " ان كتاب الأبرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب
مرقوم * يشهده المقربون " وان الله تبارك خلق قلوب أعدائنا من طينة من سجين
وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه أبدانهم
قلوبهم تهوى إليهم، ثم قرء " ان كتاب الفجار لفى سجين * وما ادراك ما سجين *
كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين ".
13 - في مجمع البيان عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
سجين أسفل سبع أرضين، وقيل: إن سجين جب في جهنم مفتوح، والفلق جب
529

في جهنم مغطى، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله
14 - وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: اما المؤمنون فترفع أعمالهم
وأرواحهم إلى السماء، فتنفتح لهم أبوابها، واما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى
إذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين، وهو واد بحضر موت يقال
له برهوت.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم " كلا ان كتاب الفجار لفى سجين " قال: ما كتب
الله لهم من العذاب لفى سجين وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: السجين
الأرض السابعة وعليون السماء السابعة.
16 - وباسناده إلى الكلبي عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: " كلا ان كتاب
الفجار لفى سجين " قال: هو فلان وفلان.
17 - وفيه عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة
ويزلف المعتبر، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها
الفلق والسجين.
18 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: " كلا ان كتاب
الفجار لفى سجين " قال: هم الذين فجروا في حق الأئمة واعتدوا عليهم، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
19 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ان الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به، فإذا صعد بحسناته
يقول الله عز وجل: اجعلوها في سجين انه ليس إياي أراد فيها.
20 - باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: مر عيسى بن مريم على قرية قد مات
أهلها وطيرها ودوابها: فقال: اما انهم لم يموتوا الا بسخط، ولو ماتوا متفرقين
لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله ان يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت
530

أعمالهم فنجتنبها فدعا عيسى عليه السلام ربه فنودي من الجو: أن نادهم، فقام عيسى عليه السلام بالليل
على شرف من الأرض فقال: يا أهل هذه القرية، فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح
الله وكلمته، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا
مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب، فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟ قال:
كحب الصبي لامه إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت بكينا وحزنا قال:
كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل المعاصي قال: كيف كان عاقبة
أمركم؟ قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية، فقال: وما الهاوية؟ فقال سجين
قال: وما سجين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الرواية قريبا
أعني قوله: فلان وفلان " وما ادراك ما سجين " إلى قوله: الذين يكذبون بيوم
الدين الأول والثاني وما يكذب به الا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال
أساطير الأولين وهو الأول والثاني كانا يكذبان رسول الله صلى الله عليه وآله.
22 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار
عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من عبد الا و
في قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء، فان تاب
ذهب ذلك السوداء، وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطى البياض
فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير ابدا، وهو قول الله عز وجل كلا بل
ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
23 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض
أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فان الحديث جلاء
للقلوب، ان القلوب لترين كما يرين السيف وجلاءه الحديث.
24 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه السلام: ما شئ أفسد
للقلب من الخطيئة، ان القلب لتواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أسفله
531

أعلاه وأعلاه أسفله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في
قلبه، فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منه وان ازداد زادت فذلك الران الذي ذكره الله
تعالى في كتابه " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
25 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقال الحسن عليه السلام لحبيب بن مسلمة
الفهري: رب مسير لك في غير طاعة، قال: اما مسيري إلى أبيك فلا، قال: بلى و
لكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت
إذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عز وجل: " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا "
ولكنك كما قال " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
26 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه
قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون
فقال: ان الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه يعنى انهم
عن ثواب ربهم محجوبون.
27 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل
عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله: " كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " فإنما يعنى
يوم القيامة انهم عن ثواب ربهم محجوبون.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بما نقلنا من قوله: كانا يكذبان رسول
الله صلى الله عليه وآله إلى قوله: انهم لصالوا الجحيم هما ثم يقال هذا الذي كنتم به
تكذبون رسول الله صلى الله عليه وآله يعنى هما ومن تبعهما.
29 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: " ثم يقال هذا الذي كنتم
به تكذبون " قال: يعنى أمير المؤمنين عليه السلام، قلت: تنزيل؟ قال: نعم، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
30 - محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن أبي
نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت
532

أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عز وجل خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما
خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم
تلا هذه الآية كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين وما ادراك ما عليون كتاب مرقوم
يشهده المقربون.
31 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي نهشل قال: حدثني
محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله
خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم
تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم قرأ هذه الآية " كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين *
وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " والحديثان طويلان أخذنا
منهما موضع الحاجة.
32 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن إسماعيل رفعه إلى
محمد بن سنان عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلقنا
من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا
مما خلق منه أبداننا، وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت
مما خلقنا منه، ثم قرء " ان كتاب الأبرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم
* يشهده المقربون " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
33 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب في كتابه بالاسناد عن الهذيل
عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: كلما في
كتاب الله عز وجل من قوله: " ان الأبرار " فوالله ما أراد به الا علي بن أبي طالب وفاطمة و
انا والحسين، وقد تقدم في سورة الانفطار.
34 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له يا علي أن الله تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال
إلى قوله: وأنت أول من يشرب من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك.
35 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن إبراهيم عن أبي
533

حمزة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة
ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم
36 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن نعيم عن مسمع أبى
سيار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من نفس عن مؤمن كربة إلى قوله: ومن سقاه
شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.
37 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا علي من ترك
الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، فقال على: لغير الله؟ قال: نعم والله صيانة
لنفسه فيشكره الله تعالى على ذلك.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم: يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك
قال: ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه، وقال أبو عبد الله عليه السلام: من ترك
الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، قال: يا ابن رسول الله من تركه لغير
الله؟ قال: نعم صيانة لنفسه.
39 - في مجمع البيان وفى الحديث من صام لله في يوم صائف سقاه الله من الظمأ
من الرحيق المختوم.
40 - وفى وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي من ترك الخمر لله سقاه
الله من الرحيق المختوم.
41 - في تفسير علي بن إبراهيم: وفى ذلك فليتنافس المتنافسون قال: فيما
ذكرناه من الثواب الذي يطلبه المؤمن.
42 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام
قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام: يا بن مريم ولو رأت عينك ما أعددت
لأوليائي الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك شوقا (1) فليس كدار الآخرة دار تجاور
فيها الطيبين، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون مما يأتي يوم القيامة من أهوالها
آمنون، دار لا يتغير فيها النعيم، ولا يزول عن أهلها، يا بن مريم نافس فيها

(1) زهقت نفسه: خرجت.
534

مع المتنافسين فإنها أمنية المتمنين حسنة المنظر. طوبى لك يا ابن مريم ان كنت لها من
العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم لا تبغى بها بدلا ولا تحويلا، كذلك
افعل بالمتقين، وفى هذا الحديث أيضا: فنافس في الصالحات جهدك وفيه فنافس
في العمل الصالح.
43 - في تفسير علي بن إبراهيم: ومزاجه من تسنيم وهو مصدر سنمه إذا رفعه
لأنها أرفع شراب أهل الجنة، أو لأنها تأتيهم من فوق، أشرف شراب أهل الجنة
يأتيهم من عال يتسنم عليهم في منازلهم، وهي عين يشرب بها المقربون وهم آل
محمد صلوات الله عليهم يقول الله: " السابقون السابقون أولئك المقربون " رسول
الله وخديجة وعلي بن أبي طالب وذرياتهم تلحق بهم يقول الله " ألحقنا بهم ذريتهم "
والمقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا، وساير المؤمنين ممزوجا.
44 - وفيه " كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين " إلى قوله: " عينا يشرب بها
المقربون " وهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين
والأئمة عليهم السلام.
45 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الباقر عليه السلام في قوله: " كلا ان
كتاب الأبرار " إلى قوله: " المقربون " وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام.
46 - في تفسير علي بن إبراهيم: ان الذين أجرموا الأول والثاني ومن
تابعهما كانوا من الذين آمنوا يضحكون قيل نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام
وذلك أنه كان في نفر من المسلمين جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله، فسخر منهم المنافقون
وضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع (1)
فضحكنا منه، فنزلت الآية قبل أن يصل على وأصحابه إلى النبي صلى الله عليه وآله عن مقاتل
والكلبي. وذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد
التفضيل باسناده عن أبي صالح عن ابن عباس قال: " ان الذين أجرموا " منافقوا

(1) الأصلع هو الذي انحسر مقدم شعر رأسه.
535

قريش " والذين آمنوا " علي بن أبي طالب عليه السلام.
47 - في تفسير علي بن إبراهيم " ان الذين أجرموا " إلى قوله: " فكهين "
قال: يسخرون.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلاة الفريضة
والنافلة " إذا السماء انفطرت " " وإذا السماء انشقت " لم يحجبه الله من حاجة،
ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله إليه حتى يفرغ من
حساب الناس.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء " انشقت "
اعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: إذا السماء انشقت قال: يوم القيامة.
4 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء مروى عن الصادق عليه السلام:
وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت.
5 - في جوامع الجامع والاذن الاستماع قال عدى:
وسماع يأذن الشيخ له * وحديث مثل ماذى مشار (1)
ومنه قوله عليه السلام: ما اذن الله لشئ كاذنه لنبي يتغنى بالقرآن.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم: وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت
قال: تمد الأرض فتشق فيخرج الناس منها.
7 - في مجمع البيان وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " تبدل الأرض غير
الأرض والسماوات " فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي (2) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.

(1) الماذى: العسل الأبيض. والمشار بمعنى الأبيض.
(2) مر الحديث بمعناه قريبا فراجع.
536

8 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل
يذكر فيه أحوال القيامة وفيه يقول: والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من
يحاسب حسابا وينقلب إلى أهله مسرورا ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب،
لأنهم لم يلبسوا من أمر الدنيا بشئ، وانما الحساب هناك على من تلبس بها هيهنا
ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير.
9 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد
الله، عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن ابن سنان عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل محاسب معذب، فقال له قائل: يا رسول الله فأين قول
الله عز وجل فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلك العرض يعنى التصفح.
10 - في مجمع البيان " فسوف يحاسب حسابا يسيرا " يريد انه لا يناقش في
الحساب ويوقف على ما عمل من الحسنات، وماله عليها من الثواب وما حط عنه من
الأوزار، اما بالتوبة أو بالعفو، وقيل: الحساب اليسير التجاوز عن السيئات والإثابة على
الحسنات، ومن نوقش الحساب عذب، في خبر مرفوع.
11 - وفى رواية أخرى يعرف بعلمه ثم يتجاوز عنه.
12 - وفى حديث آخر: ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله
الجنة برحمته، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: تعطى من حرمك، وتصل من
قطعك، وتعفو عمن ظلمك.
13 - في محاسن البرقي عن الحسن بن علي بن يقطين عن محمد بن سنان عن أبي
الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: انما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة
على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا.
14 - في جوامع الجامع: حسابا يسيرا أي سهلا مهينا لا تناقش فيه وروى
أن الحساب اليسير هو الإثابة على الحسنات والتجاوز عن السيئات ومن نوقش
الحساب عذب.
15 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
537

الحسن بن محبوب عن سدير الصيرفي قال قال أبو عبد الله عليه السلام: في حديث طويل: إذا
بعث الله عز وجل المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه امامه، كلما رأى المؤمن
هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة
من الله عز وجل، حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسير، ويأمر
به إلى الجنة والمثال امامه، فيقول له المؤمن: رحمك الله نعم الخارج خرجت
معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من ربى حتى رأيت ذلك،
فيقول: من أنت؟ فيقول: انا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في
الدنيا، خلقني الله جل وعز منه لأبشرك انتهى.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: واما من أوتي كتابه بيمينه فهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسود بن هلال
المخزومي وهو من بنى مخزوم. واما من أوتي كتابه وراء ظهره فهو اخوه
الأسود بن عبد الأسود بن هلال المخزومي فقتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر.
17 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق
عن عبد الرزاق عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في " وإذا السماء انشقت " واما من أوتي كتابه
وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا انه كان في أهله مسرورا انه ظن أن
لن يحور بلى فهذا مشرك
18 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى صفوان عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: يا جبرئيل أرني كيف يبعث الله تبارك و
تعالى العباد يوم القيامة، قال: نعم فخرج إلى مقبرة بنى ساعدة فاتى قبرا فقال
له اخرج بإذن الله، فخرج رجل ينفض رأسه من التراب، وهو يقول: والهفاه
واللهف الثبور ثم قال: ادخل فدخل، الحديث وهو بتمامه مذكور في الحج عند
قوله تعالى: " يبعث من في القبور ".
19 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فسوف يدعو ثبورا " والثبور الويل " انه
538

ظن أن لن يحور بلى " يقول: ظن أن لن يرجع بعد ما يموت قوله: " فلا أقسم بالشفق "
والشفق الحمرة بعد غروب الشمس والليل وما وسق يقول: إذا ساق كل شئ من
الخلق إلى حيث يهلكوا بها والقمر إذا اتسق إذا اجتمع لتركبن طبقا عن طبق
يقول: حالا بعد حال يقول: لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة
بالقذة (1) لا تخطون طريقهم، ولا يخطى شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع (2)
حتى أن لو كان من دخل حجر ضب لدخلتموه، قالوا: اليهود والنصارى تعنى يا
رسول الله؟ قال: فمن أعنى لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة، فيكون أول
ما تنقضون من دينكم الإمامة وآخره الصلاة.
20 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حنان عن أبيه عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن للقائم غيبة يطول أمدها فقلت له: ولم ذلك يا بن رسول الله؟
قال: لان الله عز وجل أبى ان لا يجرى فيه سير الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم، وانه
لابد له يا سدير من انتهاء مدة غيباتهم، قال الله تعالى: " لتركبن طبقا عن طبق " أي
سير من كان قبلكم.
21 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب
عن جميل بن صالح عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " لتركبن طبقا عن
طبق " قال: يا زرارة أولم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فلان
وفلان وفلان؟
22 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام: وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا
ان المنافقين كانوا يشهدون ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ويدفعون
عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بما عهد به من دين الله، وعزائمه وبراهين نبوته إلى وصيه،
ويضمرون من الكراهية لذلك، والنقض لما أبرمه عند امكان الامر لهم فيه ما قد بينه

(1) القذة: ريش السهم. يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
(2) الباع: قدر مد اليدين وما بينهما من البدن.
539

الله لنبيه مثل قوله: " لتركبن طبقا عن طبق " أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من
الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء، وهذا كثير في كتاب الله عز وجل.
23 - في جوامع الجامع وعن أبي عبيدة لتركبن سنن كان قبلكم من
الأولين وأحوالهم. وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.
24 - في مجمع البيان " لتركبن طبقا عن طبق " أي لتركبن يا محمد سماء
بعد سماء تصعد فيها عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والشعبي والكلبي إلى
قوله: وقيل: معناه شدة بعد شدة، حياة ثم موت، ثم بعث ثم جزاء، وروى
ذلك مرفوعا.
25 - وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون وفى خبر مرفوع عن أبي هريرة
قال: قرء رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا السماء انشقت " فسجد.
26 - في جوامع الجامع روى أن النبي صلى الله عليه وآله قرء ذات يوم " واسجد واقترب
فسجد هو ومن معه من المؤمنين، وقريش تصفق فوق رؤسهم وتصفر فنزلت.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء " والسماء
ذات البروج " في فرائضه فإنها سورة النبيين كان محشره وموقفه مع النبيين و
المرسلين والصالحين.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرءها أعطاه الله
من الاجر بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات.
3 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الأصبغ بن نباته
عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وانا
عنده عن الأئمة بعده فقال للسائل: والسماء ذات البروج ان عددهم بعدد البروج و
رب الليالي والأيام والشهور ان عدتهم كعدة الشهور.
540

4 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد
جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح الكناني عن الأصبغ بن نباتة
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان للشمس ثلاثمأة وستين برجا كل برج منها
مثل جزيرة من جزاير العرب، وتنزل يوم على برج منها، فإذا غابت انتهت إلى
بطنان العرش فلم تزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها، ومعها ملكان
يهتفان معها.
5 - في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذا
دخل عليه رجل من أهل اليمن إلى قوله عليه السلام: يا أخا أهل اليمن عندكم علم؟ فقال
اليماني: نعم جعلت فداك ان في اليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم فقال
أبو عبد الله عليه السلام: وما يبلغ من علم عالمهم؟ قال له اليماني: ان علم عالمهم ليزجر
الطير ويقفو الأثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المجد فقال أبو عبد الله
عليه السلام: فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن. قال اليماني: وما بلغ من علم عالم
المدينة؟ فقال: ان عالم المدينة ينتهى إلى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير ويعلم ما
في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر
عالما، فقال له اليماني: جعلت فداك ما ظننت ان أحدا يعلم هذا أو يدرى ما كهنه؟ قال:
ثم قام اليماني وخرج.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم واليوم الموعود أي يوم القيامة.
7 - في مجمع البيان " واليوم الموعود " يعنى يوم القيامة في قول جميع
المفسرين، وهو الذي تجازى فيه الخلائق ويفصل فيه القضاء.
أقول: وستقف قريبا انشاء الله على حديثين في أن اليوم الموعود يوم القيامة.
8 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان
عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: وشاهد ومشهود قال: النبي
صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين عليه السلام.
9 - في كتاب معاني الأخبار سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل:
541

" وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة.
10 - وباسناده إلى عبد الرحمان بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال
: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة.
11 - وباسناده إلى يعقوب بن سعيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله
عز وجل: " وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم عرفة.
12 - وباسناده إلى محمد بن هاشم عمن روى عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله
الأبرش الكلبي عن قول الله عز وجل: " وشاهد ومشهود " فقال عليه السلام: ما قيل لك؟
فقال: قالوا: شاهد يوم الجمعة ومشهود يوم عرفة، فقال أبو جعفر عليه السلام: ليس
كما قيل لك، الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم القيامة، أما تقرء القرآن قال الله
عز وجل " ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ".
13 - عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن أبي الجارود عن أحدهما
عليهما السلام في قول الله عز وجل " وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود
يوم عرفة، والموعود يوم القيامة.
14 - أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن
الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي
مولى أبى جعفر محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وشاهد
ومشهود " قال: النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم " وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم الجمعة،
والمشهود يوم القيامة.
16 - في مصباح شيخ الطائفة خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير
يقول فيها عليه السلام: ان هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله عليه السلام: ويوم شاهد ومشهود.
17 - في مجمع البيان " وشاهد ومشهود " فيه أقوال: أحدها ان الشاهد
يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وقتادة وروى ذلك عن النبي
صلى الله عليه وآله إلى قوله.
542

18 - وثانيها ان الشاهد محمد صلى الله عليه وآله والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وسعيد بن
المسيب وهو المروى عن الحسن بن علي عليهما السلام.
19 - وروى أن رجلا دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا رجل يحدث
عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فسألته عن الشاهد والمشهود فقال: نعم، الشاهد
يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، فجزته إلى آخر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله
فسألته عن ذلك فقال: اما الشاهد فيوم الجمعة واما المشهود فيوم النحر فجزتهما
إلى غلام كأن وجهه الدينار، وهو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: أخبرني عن
شاهد ومشهود فقال: نعم اما الشاهد فمحمد واما المشهود فيوم القيامة، أما سمعت
الله سبحانه يقول: " يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " وقال:
" ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود " فسألت عن الأول، فقالوا: ابن عباس
وسألت عن الثاني فقالوا: ابن عمر، وسألت عن الثالث فقالوا: الحسن بن علي عليهما السلام
20 - وقيل: الشاهد الأيام والليالي والمشهود بنو آدم، وينشد للحسين بن علي
عليهما السلام:
مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا * وخلفت في يوم عليك شهيد -
فان أنت بالأمس اقترفت إسائة * فقيد باحسان وأنت حميد -
فلا ترج فعل الخير يوما إلى غد * لعل غدا يأتي وأنت فقيد
21 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام عند الصباح والمساء: وهذا
يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد، ان أحسنا ودعنا بحمد، وان أسأنا
فارقنا بذم.
22 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل
القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل
يقول فيه وقد ذكر بخت النصر: وملك بعده مهرويه بن بخت نصر ستة عشر سنة
وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال. وحفر له جبا في الأرض وطرح فيه دانيال
عليه السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين، فألقى عليهم النيران، فلما رأى أن النار ليست
543

تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الأسد والسباع بكل لون من العذاب حتى
خلصهم الله عز وجل منه، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال عز وجل: قتل
أصحاب الأخدود النار ذات الوقود.
23 - في تفسير علي بن إبراهيم " قتل أصحاب الأخدود " قال: كان سببهم ان
الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس وهو آخر من ملك من حمير، تهود
واجتمعت معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف، وأقام على ذلك حينا من
الدهر، ثم أخبر ان بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى و
على حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريامن، فحمله أهل دينه على أن
يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران فجمع من
كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه،
فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية و
الدخول فيها واختاروا القتل. فاتخذ لهم أخدودا وجمع فيه الحطب واشتعل فيه
النار فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة، فبلغ عدد
من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا وأفلت منهم (1) رجل يدعى دوس ذو ثعلبان على
فرس له ركضه، واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل، ورجع ذو نواس إلى ضيعة من جنوده
فقال الله: " قتل أصحاب الأخدود " إلى قوله: " العزيز الحميد "
24 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن مفضل بن
صالح عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم
فقتل أصحابه وأسروا وخدوا لهم أخدودا من نار، ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا
فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، و
أتت امرأة معها صبي لها فهابت النار، فقال لها صبيها: اقتحمي، قال: فاقتحمت النار
وهم أصحاب الأخدود.

(1) أي خلص.
544

25 - في مجمع البيان روى مسلم في الصحيح عن هدية (1) بن خالد عن
حماد بن سلمة عن ثابت بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن صهيب عن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر، فلما مرض الساحر قال: انى
قد حضر أجلي فادفع إلى غلاما أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما وكان يختلف إليه،
وبين الساحر والملك راهب، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره، فكان
يطيل عنده القعود، فإذا بطأ عن الساحر ضربه وإذا ابطأ عن أهله ضربوه فشكا
ذلك إلى الراهب، فقال: يا بنى إذا استبطأك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا
استبطأك أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيهم
دابة عظيمة فظيعة فقال: اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب، فأخذ حجرا
فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فرمى فقلتها ومضى
الناس، فأخبر بذلك الراهب فقال: يا بنى انك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل على،
قال: وجعل يداوى الناس فيبرئ الأكمه والأبرص، فبينما هو كذلك إذ عمى
جليس للملك فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا، فقال: اشفني ولك ماهيهنا، فقال: انا
لا أشفى أحدا ولكن الله يشفى فان آمنت بالله دعوت الله فشفاك، قال: فآمن فدعا
الله فشفاه فذهب فجلس إلى الملك فقال: يا فلان من شافاك؟ فقال: ربى قال: انا؟
قال: لا، ربى وربك الله، قال: أوان لك ربا غيري؟ قال: نعم ربى وربك
الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الغلام، فبعث إلى الغلام فقال: لقد بلغ من
امرك أن تشفى الأكمه والأبرص قال: ما أشفى أحدا ولكن الله يشفى قال: أو
ان لك ربا غيري؟ قال: نعم ربى وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب
فوضع المنشار عليه فنشر حتى وقع شقتين فقال للغلام: ارجع عن دينك فأبى
فأرسل معه نفرا قال اصعدوا به جبل كذا وكذا فان رجع عن دينه والا فدهدهوه (2)

(1) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا والظاهر أنه مصحف " هدبة " بالباء الموحدة
روى عنه البخاري ومسلم وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب وغيره في غيره فراجع.
(2) أي دحرجوه.
545

منه قال: فعلوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل
فتدهدهوا أجمعون وجاء إلى الملك فقال: ما صنع أصحابك؟ فقال: كفانيهم
الله فأرسل به مرة أخرى قال: انطلقوا به فلججوه في البحر، فان رجع والا
فأغرقوه فانطلقوا به في قرقور (1) فلما توسطوا به البحر قال: اللهم اكفنيهم بما
شئت، فانكفأت (2) بهم السفينة وجاء حتى قام بين يدي الملك فقال: ما صنع
أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، ثم قال: انك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به
أجمع الناس ثم اصلبنى على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس،
ثم قال: باسم رب الغلام فإنك ستقتلني، قال فجمع الناس وصلبه ثم أخذ سهما من
كنانته فوضعه على كبد القوس وقال: باسم رب الغلام ورمى فوقع السهم في صدغه (3)
ومات. فقال الناس: آمنا برب الغلام، فقيل له: أرأيت ما كنت تخاف قد نزل
والله بك من الناس، فأمر بالأخدود فخددت على أفواه السكك ثم أضرمها نارا فقال
من رجع عن دينه فدعوه، ومن أبى فاقحموه فيها فجعلوا يقتحمونها، وجاءت امرأة
بابن لها فقال لها: يا أمه اصبري فإنك على الحق.
قال ابن المسيب كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه انهم احتفروا فوجدوا
ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه، فكلما مدت يده عادت إلى صدغه، فكتب
عمر: واروه حيث وجدتموه.
26 - وروى سعيد بن جبير قال: لما انهزم أهل اسفندهان قال عمر بن الخطاب:
ما هم يهود ولا نصارى ولا لهم كتاب وكانوا مجوسا، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: بلى
قد كان لهم كتاب رفع، وذلك أن ملكا لهم سكر فوقع على ابنته - أو قال: على أخته
- فلما افاق قال لها: كيف المخرج مما وقعت فيه؟ قال: تجمع أهل مملكتك و
تخبرهم انك ترى نكاح البنات وتأمرهم أن يحلوه، فجمعهم فأخبرهم فأبوا

(1) القرقور - بالضم -: السفينة الطويلة.
(2) أي فانقلبت.
(3) الصدغ - بضم الصاد - ما بين العين والاذن.
546

ان يتابعوه فخد لهم أخدودا في الأرض وأوقد فيه النيران وعرضهم عليها فمن أبى قبول
ذلك قذفه في النار ومن أجاب خلى سبيله، وقال الحسن كان النبي صلى الله عليه وآله إذا ذكر
عنده أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.
27 - وروى العياشي باسناده عن جابر بن أبي جعفر عليه السلام قال: ارسل علي عليه
السلام إلى أسقف نجران يسأله عن أصحاب الأخدود فأخبره بشئ فقال عليه السلام: ليس
كما ذكرت ولكن سأخبرك عنهم ان الله بعث رجلا حبشيا نبيا وهم حبشية فكذبوه
فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه، ثم بنوا له جسرا ثم ملاه نارا ثم
جمعوا الناس فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين
هؤلاء فليرم نفسه في النار، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت امرأة معها
صبي لها ابن شهر فلما هجمت هابت ورقت على ابنها فنادى الصبي، لا تهاب وارميني
ونفسك في النار، فان هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان
ممن تكلم في المهد.
28 - وباسناده عن ميثم التمار قال: سمعت أمير المؤمنين وذكر أصحاب
الأخدود فقال: كانوا عشرة وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق.
29 - في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته
عن النيران فقال عليه السلام: أربعة: نار تأكل وتشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب
ولا تأكل، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالتي تأكل وتشرب فنار ابن آدم وجميع
الحيوان، والتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود، والتي تشرب ولا تأكل فنار الشجر،
والتي لا تأكل ولا تشرب فهي نار القداحة والحباحب.
30 - في روضة الكافي محمد بن سالم بن أبي سلمة عن أحمد بن الريان
عن أبيه عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قد كان قبلكم قوم يقتلون
ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه
شئ مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا اذى، بل ما نقموا منهم الا أن
يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسئلوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم
547

تدركوا سعيهم.
31 - في جوامع الجامع: ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات أي
أحرقوهم وعذبوهم بالنار وهم أصحاب الأخدود فلهم في الآخرة عذاب جهنم بكفرهم
ولهم عذاب الحريق وهي نار أخرى عظيمة باحراقهم المؤمنين " ولهم عذاب
جهنم " في الآخرة " ولهم عذاب الحريق " في الدنيا لما روى أن النار انقلبت
عليهم فأحرقتهم.
32 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله ذا العرش المجيد فهو الله الكريم المجيد حدثني أبي عن أحمد بن النضر
عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس وعنده
جبرئيل إذا حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال: قال جبرئيل عليه السلام:
ان هذا إسرافيل صاحب الرب وأقرب خلق الله منه، واللوح بين عينيه من ياقوتة
حمراء، فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم ألقاه
إلينا نسعى به في السماوات والأرض.
33 - وفيه قال علي بن إبراهيم في قوله: بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ
قال: اللوح المحفوظ، له طرفان، طرف على يمين العرش على جبهة إسرافيل فإذا
تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فنظر في اللوح فيوحى
بما في اللوح إلى جبرئيل عليه السلام.
34 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى محمد بن يعقوب النهشلي قال:
حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد
عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه
علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن
الله جل جلاله ونقل حديثا طويلا.
وباسناده إلى علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن
جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي
548

بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل
عليهم السلام عن اللوح عن القلم قال: يقول الله عز وجل: ولاية علي بن أبي طالب
حصني فمن دخل حصني امن من ناري.
35 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب العقد، كتب ملك الروم إلى
عبد الملك: أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لأغزونك بجنود
مأة ألف ومأة ألف، فكتب عبد الملك إلى الحجاج ان يبعث إلى زين
العابدين عليه السلام ويتوعده ويكتب إليه ما يقول ففعل فقال علي بن الحسين: ان لله
لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمأة لحظة ليس منها لحظة واحدة الا يحيى فيها و
يميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وانى لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة، فكتب بها
الحجاج إلى عبد الملك فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم، فلما قرأه قال: ما
خرج هذا الا من كلام النبوة.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كانت
قرائته في فرائضه بالسماء والطارق وكانت له عند الله يوم القيامة جاها ومنزلة، وكان
من رفقاء النبيين وأصحابهم في الجنة.
2 - في مجمع البيان عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرأها أعطاه الله
بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: والسماء والطارق قال: الطارق النجم
الثاقب وهو نجم العذاب، ونجم القيامة وهو زحل في أعلى المنزل حدثنا جعفر بن
أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " والسماء والطارق " قال: السماء في هذا الموضع
أمير المؤمنين، والطارق الذي يطرق الأئمة من عند الله مما يحدث بالليل والنهار،
549

وهو الروح الذي مع الأئمة يسددهم قلت، والنجم الثاقب؟ قال: ذاك
رسول الله صلى الله عليه وآله.
4 - في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام
إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن وذكر حديثا طويلا وفيه فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما
زحل عندكم في النجوم؟ قال اليماني: نجم نحس فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا تقولن
هذا فإنه نجم أمير المؤمنين وهو نجم الأوصياء عليهم السلام، وهو النجم الثاقب
الذي قال الله في كتابه، فقال له اليماني: فما يعنى بالثاقب؟ قال: لان مطلعه
في السماء السابعة، وانه ثقب (1) بضوءه حتى أضاء السماء الدنيا، فمن ثم سماه
الله النجم الثاقب.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم: ان كل نفس لما عليها حافظ قال: الملائكة قال
علي بن إبراهيم في قوله: فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافق قال: النطفة
التي تخرج بقوة يخرج من بين الصلب والترائب قال الصلب الرجل والترائب
المرأة وهو صدرها.
6 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكري
عليه السلام سأل عبد الله بن صوريا رسول الله فقال: أخبرني يا محمد الولد يكون
من الرجل أو المرأة؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: اما العظام والعصب والعروق فمن الرجل
واما اللحم والدم والشعر فمن المرأة، قال: صدقت يا محمد، ثم قال: فما بال
الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شئ، ويشبه أخواله وليس فيه من
شبه أعمامه شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيهما علا مائه ماء صاحبه كان الشبه له
فقال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
7 - وعن ثوبان قال: إن يهوديا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: أفلا أسألك عن شئ
لا يعلمه الا نبي؟ قال: وما هو؟ قال: عن شبه الولد بأبيه وأمه، قال: ماء الرجل
أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد

(1) ثقب الكوكب: أضاء.
550

ذكرا بإذن الله عز وجل، ومن قبل ذلك يكون الشبه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل
خرج الولد أنثى بإذن الله عز وجل، ومن قبل ذلك يكون الشبه، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
8 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله حديث
طويل يقول فيه لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل: وإذا سبق ماء الرجل ماء
المرأة نزع الولد إلى أبيه (1).
9 - وباسناده إلى محمد بن عبد الله بن زرارة عن علي بن عبد الله عن أبيه عن جده
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت
تشبهها فإن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله، وإن كانت نطفة الرجل
أكثر جاءت تشبه أعمامه، وقال: تجول النطفة في الرجل أربعين يوما فمن أراد أن
يدعو الله عز وجل ففي تلك الأربعين قبل ان يخلق، ثم يبعث الله عز وجل ملك الأرحام
فيأخذها فيصعد بها إلى الله عز وجل، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى أذكر أم أنثى؟
فيوحى الله عز وجل ما يشاء ويكتب الملك.
10 - وباسناده إلى داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني عن الحسن بن علي
عليهم السلام أنه قال مجيبا للخضر بأمر أمير المؤمنين وقد سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن
مسائل: واما ما ذكرت من أمر الرجل يشبه أعمامه وأخواله فان الرجل إذا اتى
أهل بقلب ساكن وعروق هادئة (2) وبدن غير مضطرب أسكنت تلك النطفة في
تلك الرحم، فخرج الولد يشبه أباه وأمه وان هو اتاها بقلب غير ساكن وعروق
غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم، فوقعت على
عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، فان وقعت على عرق من عروق الأخوال
أشبه الولد أخواله.
11 - وباسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام

(1) نزع الولد إلى أبيه أي أشبهه.
(2) أي ساكنة.
551

فقلت: ان الرجل ربما أشبه أخواله وربما أشبه أباه وربما أشبه عمومته؟ فقال:
ان نطفة الرجل بيضاء ونطفة المرأة صفراء رقيقة فان غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة
أشبه الرجل أباه وعمومته، وان غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله.
12 - وباسناده إلى ابن بكير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قلت له: المولود يشبه أباه وعمه؟ قال: إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة فالولد يشبه أباه
وعمه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل يشبه الولد، أمه وخاله.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم: انه على رجعه لقادر كما خلقه من
نطفة يقدر ان يرده إلى الدنيا والى القيامة، وقوله يوم تبلى السرائر قال: يكشف عنها.
14 - في مجمع البيان والسرائر أعمال ابن آدم والفرائض التي أوجبت
عليه، وهي سرائر بين الله والعبد و " تبلى " أي تختبر تلك السرائر يوم القيامة
حتى يظهر خيرها من شرها ومؤديها من مضيعها روى ذلك مرفوعا عن أبي الدرداء
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ضمن الله خلقه أربع خصال: الصلاة والزكاة و
صوم شهر رمضان والغسل من الجنابة وهي السرائر التي قال الله تعالى: " يوم
تبلى السرائر ".
15 - وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذه السرائر التي ابتلى الله
بها العباد في الآخرة؟ فقال: سرائركم هي أعمالكم من الصلاة والصيام والزكاة
والوضوء والغسل من الجنابة، وكل مفروض، لان الأعمال كلها سرائر خفية فان شاء
الرجل قال: صليت ولم يصل، وان شاء قال: توضأت ولم يتوضى، فذلك قوله: " يوم
تبلى السرائر ".
16 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب
بها يوم الغدير وفيها يقول: إن هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله: ويوم كمال الدين
هذا يوم ابلاء السرائر.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد بن عبيد الله بن موسى
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير في قوله: فماله من قوة ولا ناصر
552

قال: ماله من قوة يهوى بها على خالقه، ولا ناصر من الله ينصره ان أراد به سوءا
والسماء ذات الرجع قال: ذات المطر والأرض ذات الصدع أي ذات النبات.
18 - في مجمع البيان: انه لقول فصل يعنى ان القرآن يفصل بين الحق والباطل
بالبيان عن كل واحد منهما وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.
19 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: ان أراد به سوءا قلت: انهم يكيدون
كيدا قال: كادوا رسول الله صلى الله عليه وآله وكادوا عليا عليه السلام وكادوا فاطمة عليها السلام، فقال الله:
يا محمد انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا لو قد بعث
القائم عليه السلام فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبنى أمية وساير الناس، وفيه
" فمهل الكافرين أمهلهم رويدا " قال: دعهم قليلا.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء
" سبح اسم ربك الاعلى " في فرائضه أو نوافله قيل له يوم القيامة: ادخل الجنة من أي
أبواب الجنة شئت إن شاء الله.
2 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة
ان يقرء في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الاعلى، الحديث.
3 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرءها أعطاه الله عشر
حسنات بعدد كل حرف انزل الله على إبراهيم وموسى ومحمد صلوات الله عليهم
4 - وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب هذه السورة سبح اسم
ربك الاعلى. وأول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل..
5 - عن ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وآله إذا قرء " سبح اسم ربك الاعلى " قال: سبحان ربي الأعلى
، وكذلك روى عن علي عليه السلام.
6 - وفيه قال الباقر عليه السلام: إذا قرأت " سبح اسم ربك الاعلى " فقل: سبحان ربي الأعلى
553

وان كنت في الصلاة فقل فيما بينك وبين نفسك.
7 - وروى العياشي باسناده عن ابن أبي حميصة عن علي عليه السلام قال: صليت
خلفه عشرين ليلة وليس يقرء الا سبح اسم ربك الاعلى. وقال: لو تعلمون ما فيها
لقرأها الرجل كل يوم عشرين مرة، وان من قرءها فكأنما قرء صحف موسى و
إبراهيم الذي وفى.
8 - وفى تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: لما تقدم أمير المؤمنين عليه السلام
الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم سبح اسم ربك الاعلى.
9 - وعن عقبة بن عامر الجهني قال: لما نزلت " فسبح باسم ربك العظيم "
قال رسول الله صلى الله عليه وآله اجعلوها في ركوعكم، ولما نزل " سبح اسم ربك الاعلى " قال:
اجعلوها في سجودكم.
10 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن
عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ في ليلة الجمعة
بالجمعة، وسبح اسم ربك الاعلى.
11 - في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته، فإذا قرء
سبح اسم ربك الاعلى قال سرا: سبحان ربي الأعلى.
12 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة
باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا قرأ تم من المسبحات الأخيرة فقولوا:
سبحان الله الاعلى.
13 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده عليهم السلام أنه قال: وان لله ملكا يقال له: حزقائيل له ثمانية عشر الف جناح
ما بين الجناح إلى الجناح خمسمأة عام، ثم أوحى الله إليه أيها الملك: طر فطار
مقدار عشرين الف عام لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الجناح
والقوة، وأمره ان يطير فطار مقدار ثلثين الف عام لم ينل أيضا، وأوحى الله إليه: أيها
الملك لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوتك لم تبلغ إلى ساق عرشي، فقال الملك
554

سبحان ربي الأعلى، فأنزل الله عز وجل سبح اسم ربك الاعلى فقال النبي صلى الله عليه وآله:
اجعلوها في سجودكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن
محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين
العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة انه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله
عز وجل: " سبح اسم ربك الاعلى " فقال: مكتوب على قائمة العرش قبل ان يخلق
الله السماوات والأرضين بألفي عام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده و
رسوله فاشهدوا بهما وان عليا وصى محمد صلى الله عليه وآله.
وفيه " سبح اسم ربك الاعلى " قال: قل سبحان ربي الأعلى الذي خلق فسوى و
الذي قدر فهدى قال: قال: قدر الأشياء بالتقدير الأول ثم هدى إليها من يشاء.
15 - في مجمع البيان قرء الكسائي " قدر " بالتخفيف وهو قراءة علي عليه السلام
والباقون " قدر " بالتشديد.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: والذي اخرج المرعى قال: أي
النبات فجعله بعد اخراجه غثاء احوى قال: يصير هشيما بعد بلوغه ويسود.
قوله: سنقرئك فلا تنسى أي نعلمك فلا تنسى ثم استثنى فقال: الا ما شاء الله لأنه لا
يؤمن النسيان اللغوي وهو الترك لان الذي لا ينسى هو الله.
17 - في مجمع البيان " سنقرئك فلا تنسى " قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وآله
إذا نزل عليه جبرئيل عليه السلام بالوحي يقرئه مخافة ان ينساه فكان لا يفرغ جبرئيل
عليه السلام من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله، فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك
شيئا قد أفلح من تزكى فان من تطهر من الشرك وقال: لا إله إلا الله إلى قوله:
وقيل: أراد صدقة الفطرة وصلاة العيد وروى ذلك مرفوعا ومتى قيل: على هذا
القول كيف يصح والسورة مكية ولم يكن هناك صلاة العيد ولا زكاة فطر؟ قلنا يحتمل
أن يكون أولها بمكة وختمت بالمدينة.
18 - في أصول الكافي علي بن محمد عن أحمد بن الحسين عن علي بن ريان عن
555

عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام فقال لي:
ما معنى قوله وذكر اسم ربه فصلى فقلت: كلما ذكر اسم ربه قام فصلى، فقال لي
لقد كان الله عز وجل كلف هذا شططا! فقلت: جعلت فداك فكيف هو؟ فقال: كلما ذكر
اسم ربه صلى على محمد وآله.
19 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل " قد أفلح
من تزكى " قال: من اخرج الفطرة. قيل له: " وذكر اسم ربه فصلى " قال: خرج
إلى الجبانة (1) فصلى.
20 - وروى حماد بن عيسى عن حريز عن أبي بصير وزرارة قالا: قال
أبو عبد الله عليه السلام: ان من اتمام الصوم اعطاء الزكاة يعنى الفطرة، كما أن الصلاة على
النبي صلى الله عليه وآله من تمام الصلاة، لأنه من صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له إذا تركها
متعمدا، ولا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبي وآله، ان الله عز وجل قد بدء بها
قبل الصوم قال " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى ".
21 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " قد أفلح من تزكى " قال: زكاة
الفطرة، فإذا أخرجها قبل صلاة العيد " وذكر اسم ربه فصلى " قال: صلاة
الفطر والأضحى.
22 - في مجمع البيان: بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى وفى
الحديث من أحب آخرته أضر بدنياه، ومن أحب دنياه أضر بآخرته.
23 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله
بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
" بل تؤثرون الحياة الدنيا " قال: ولاية شبوية (2) " والآخرة خير وأبقى " ولاية
أمير المؤمنين عليه السلام ان هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى.
24 - باسناده إلى درست بن أبي منصور عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام وهشام

(1) الجبانة: الصحراء.
(2) الشبوة: العقرب والنسبة إليها شبوية قال الفيض (ره): كأنه شبه الجائر بالعقرب
" انتهى " وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار " ولايتهم " مكان " ولاية شبوية ".
556

عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأس كل خطيئة حب الدنيا.
25 - وباسناده إلى مسلم بن عبد الله قال: سئل علي بن الحسين عليهما السلام أي
الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسول
الله صلى الله عليه وآله أفضل من بغض الدنيا، فان لذلك شعبا كثيرة وللمعاصي شعب، فأول
ما عصى الله به الكبر معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص
وهي معصية آدم وحوا عليهما السلام حين قال الله عز وجل لهما: " كلا من حيث شئتما و
لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " فأخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل
ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به إليه،
ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء
وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن
سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقالت الأنبياء والعلماء بعد معرفة
ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيائان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة وأمل
لا يدرك ورجاء لا ينال.
قال مؤلف هذا الكتاب والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ومفادها لا يخفى على
من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد رزقنا الله وإياكم دوام التفكر في حقيقة
أحوال الدارين.
26 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثي عن أبي ذر رحمه الله عن
النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه قلت: يا رسول الله فما في الدنيا مما أنزل الله عليك
شئ مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر اقرأ " قد أفلح من تزكى *
وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * ان هذا لفى
الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى ".
27 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن محمد
بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال لي: يا أبا محمد ان الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا الا وقد أعطاه
557

محمدا، وقال: وقد اعطى محمدا جميع ما اعطى الأنبياء وعندنا الصحف التي
قال الله عز وجل: " صحف إبراهيم وموسى " قلت: جعلت فداك: هي الألواح؟
قال: نعم.
28 - وباسناده إلى مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين
عليه السلام: أيها الناس ان الله تبارك وتعالى ارسل إليكم الرسول صلى الله عليه وآله إلى أن قال:
فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من
ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم.
29 - وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
وقد ذكر المسيح عليه السلام وجرت بعده في الحواريين في المستحفظين، وانما سماهم
الله عز وجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل
شئ، الذي كان مع الأنبياء عليهم السلام، يقول الله عز وجل: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك و
أنزلنا معهم الكتاب والميزان " الكتاب الاسم الأكبر، وانما عرف مما يدعى الكتاب
التوراة والإنجيل والفرقان، فيها كتاب نوح عليه السلام وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم
فأخبر الله عز وجل: " ان هذا لفى الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى " فأين صحف
إبراهيم انما صحف إبراهيم الاسم الأكبر، وصحف موسى الاسم الأكبر.
30 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن
داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في
شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله:
نزل صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين
من شهر رمضان.
31 - في الكافي باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنزلت
التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة من شهر
رمضان، وانزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن
في ليلة القدر.
558

في روضة الكافي أحمد بن محمد بن الكوفي عن علي بن الحسن التيمي
عن علي بن أسباط عن علي بن جعفر قال: حدثني معتب أو غيره قال: بعث عبد الله بن
الحسن إلى أبى عبد الله عليه السلام يقول لك أبو محمد: انا أشجع منك وأنا أسخى منك و
انا أعلم منك فقال لرسوله: اما الشجاعة فوالله ما كان لك موقف يعرف به جبنك من
شجاعتك، واما السخي فهو الذي يأخذ الشئ من جهته فيضعه في حقه، واما العلم
فقد أعتق أبوك علي بن أبي طالب ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وأنت عالم، فعاد
إليه فأعلمه ثم عاد إليه، فقال له: يقول لك انك رجل صحفي فقال له أبو عبد الله
عليه السلام قل له: أي والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائي عليهم السلام.
33 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر
ابن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: عندنا الصحف التي قال الله: " صحف إبراهيم وموسى " قلت: الصحف هي
الألواح؟ قال: نعم.
34 - محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم
الأنصاري الهمداني عن أبي خالد القماط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول:
لنا ولاة من رسول الله صلى الله عليه وآله طهر، وعندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها عن
رسول الله صلى الله عليه وآله.
35 - محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن أحمد بن الحسن التيمي عن فيض
بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضت إليه صحف إبراهيم
وموسى فأتمن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا، فأتمن عليها على الحسن، وائتمن عليها
الحسن الحسين حتى انتهى إلينا.
36 - أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان وشعيب الحذاء عن أبي
بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عندي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى، قال ضريس
أليست هي الألواح؟ قال: نعم.
37 - إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان وغيره عن بشر عن حمران
559

ابن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف
الأولى صحف إبراهيم وموسى؟ قال: نعم قلت إن هذا لهو العلم الأكبر؟ قال: يا حمران
ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم.
38 - إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: عندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من
رسول الله صلى الله عليه وآله.
39 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن
أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام لبعض أحبار اليهود
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله ومناقبه: وأعطى سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم
وصحف موسى عليهما السلام.
40 - في مجمع البيان في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: لما قدم أمير
المؤمنين عليه السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم " سبح اسم ربك الاعلى "
فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن ان
يقرء لقرأ بنا غير هذه السورة، قال: فبلغه ذلك فقال: ويلهم انى لأعرف ناسخه من
منسوخه ومحكمه من متشابهه، وفصله وفصاله وحروفه من معانيه، والله ما من حرف
نزل على محمد صلى الله عليه وآله الا انى أعرف فيمن أنزل وفى أي يوم وأي موضع، ويل
لهم أما يقرؤن " ان هذا لفى الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى " والله عندي ورثتها من
رسول الله صلى الله عليه وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني
عن الحارث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة نحو ما في تفسير العياشي.
41 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذر رحمه الله قال: دخلت
على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته إلى أن قال:
قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال: مأة كتاب وأربعة كتب، انزل
الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين
560

صحيفة، وانزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: يا رسول الله وما كانت
صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها، وكان فيها: أيها الملك المبتلى المغرور
انى لم أبعثك تجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم
فانى لا أردها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له
ساعات: ساعة يناجى فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله
عز وجل إليه، وساعة يخلو فيها لحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك
الساعات، واستحمام للقلوب وتوديع لها، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا
على شأنه، حافظا للسانه، فإنه من حسب كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه،
وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو تلذذ في غير
محرم، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها، عجب
لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ ولمن يرى الدنيا
وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ ولمن أيقن
بالحساب ثم لا يعمل؟
42 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي قال أبو ذر: قلت يا رسول الله
فما كانت صحف إبراهيم عليه السلام؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى
المغرور انى لم أبعثك لتجمع المال بعضه على بعض، وانما بعثتك لترد عنى دعوة
المظلوم فانى لا أردها وإن كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه، وكان فيها
أمثال وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجى
فيها ربه، وساعة يفكر فيها في صنع الله، وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر، وساعة
يخلو فيها بحاجته من الحلال ومن المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن يكون طاعنا
في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون
بصيرا في زمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل
كلامه الا في ما يعنيه، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام؟ قال: كانت
عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالنار ثم ضحك، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح،
561

عجبت لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالا بعد حال وهو يطمئن إليها؟ عجبت لمن
أيقن بالحساب ثم لم يعمل قلت: يا رسول الله فهل في أيدينا شئ مما كان في صحف
إبراهيم وموسى عليهما السلام فيما أنزل الله عليك؟ قال: اقرأ يا أبا ذر " قد أفلح من تزكى *
وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * ان هذا لفى
الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ".
43 - في مجمع البيان روى عن أبي ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء
قال: مأة الف نبي وأربعة وعشرون ألفا قلت: يا رسول الله كم المرسلون منهم؟
قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر وبقيتهم أنبياء، قلت: كان آدم نبيا؟ قال: نعم كلمه الله و
خلقه بيده، يا أبا ذر أربعة من الأنبياء عرب: هو وصالح وشعيب ونبيك، قلت:
يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال: مأة وأربعة كتب، انزل منها على
آدم عشرة صحف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثين
صحيفة، وهو أول من خط بالقلم، وعلى إبراهيم عشر صحائف، والتوراة و
الإنجيل والزبور والفرقان.
44 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى انس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بعثت على اثر ثمانية آلاف نبي منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.
45 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من أحب ان يصافحه مأتا الف نبي وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بن علي
عليهما السلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة
قبره فيؤذن لهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ادمن قراءة
" هل اتاك حديث الغاشية " في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا والآخرة، و
562

آتاه الامن يوم القيامة من عذاب النار.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرءها حاسبه الله
حسابا يسيرا.
3 - في روضة الكافي عن محمد عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت:
هل اتاك حديث الغاشية قال: يغشاهم القائم بالسيف، قال: قلت: وجوه يومئذ خاشعة
قال: خاضعة لا تطيق الامتناع، قال: قلت: عاملة قال: عملت بغير ما انزل الله
قال: قلت ناصبة قال: نصبت غير ولاة الامر قال: قلت: تصلى نارا حامية
قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفى الآخرة نار جهنم.
4 - علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد بن الكناسي قال: حدثنا
من رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل " هل اتاك حديث الغاشية " قال:
الذين يغشون الامام.
5 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن حنان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال لا يبالي الناصب صلى أم زنا، وهذه نزلت فيهم: " عاملة ناصبة *
تصلى نارا حامية ".
6 - علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبى قال أمير المؤمنين عليه السلام: كل ناصب وان تعبد واجتهد
منسوب إلى هذه الآية: " عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية " والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
7 - في كتاب ثواب الأعمال أبى رحمه الله قال: حدثني أحمد بن إدريس
عن محمد بن أحمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن صالح بن سعيد القماط عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كل ناصب
وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الغاية: " عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية ".
8 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم
بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة: قال
563

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل من خالفكم وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه
الآية: " وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية ".
9 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي إسحاق الليثي عن الباقر عليه السلام
حديث طويل يقول فيه أبو إسحاق بعد ان قال: وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم
من يكثر من الصلاة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ويحض
على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام ويقضى حقوق اخوانه ويواسيهم من ماله
ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش؟ وان ناصب على ما هو عليه
مما وصفته من أفعالهم لو اعطى ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن محبة
الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولازال، ولو ضربت خياشيمه (1) بالسيوف
فيهم ولو فعل فيهم ما ارتدع ولارجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من
ذلك وتغير لونه ورأى كراهة ذلك في وجهه بغضا لكم ومحبة لهم، قال: فتبسم الباقر
عليه السلام ثم قال: يا إبراهيم هيهنا هلكت " العاملة الناصبة تصلى نارا حامية تسقى
من عين آنية " ومن ذلك قال عز وجل: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه
هباء منثورا ".
10 - في أمالي الصدوق رحمه الله حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال:
حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن علي
ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام:
كل ناصب وان تعبد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية: " عاملة ناصبة * تصلى نارا
حامية * تسقى من عين آنية * ليس لهم طعام الامن ضريع * لا يسمن ولا يغنى
من جوع ".
11 - في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام: كل ناصب وان تعبد واجتهد
يصير إلى هذه الآية: " عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية ".
12 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن الحسن بن علي

(1) الخياشيم جمع الخيشوم: أقصى الانف.
564

عليهما السلام يتكلم فيه على جمع كثير في مجلس معاوية بن أبي سفيان وعلى معاوية أيضا و
فيه: واما أنت يا عقبة بن أبي سفيان فوالله ما أنت بحصيف (1) فأجاوبك ولا عاقل
فأعاتبك، وما عندك خير يرجى ولا شر يخشى وما كنت ولو سببت عليا لاعير به عليك
لأنك عندي لست بكفو لعبد عبد علي بن أبي طالب فارد عليك وأعاتبك، ولكن الله عز
وجل لك ولابيك ولامك وأخيك بالمرصاد، فأنت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في
القرآن فقال: " عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية * تسقى من عين آنية " إلى قوله:
" من جوع ".
13 - في تفسير علي بن إبراهيم " وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة " وهم
الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لأمير المؤمنين عليه السلام وهو قوله: " عاملة
ناصبة " عملوا ونصبوا فلا يقبل شئ من أفعالهم " وتصلى وجوههم نارا حامية * تسقى
من عين آنية " قال: لها أنين من شدة حرها ليس لهم طعام الا من ضريع قال:
عرق أهل النار وما يخرج من فروج الزواني.
14 - في مجمع البيان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الضريع شئ
يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، وأشد حرا من النار
سماه الله الضريع.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسا، فقال: يا أبا محمد استعد
للحياة الطويلة فان جبرئيل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قاطب (2) وقد كان قبل
ذلك يجئ وهو مبتسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا؟ فقال
يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل فقال: يا محمد ان
الله عز وجل أمر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها الف عام حتى
احمرت، ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، لو أن قطرة من

(1) الحصيف: المحكم العقل.
(2) قطب الرجل: زوى ما بين عينيه وكلح.
565

الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
16 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم
عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عز وجل: " يوم
تبدل الأرض غير الأرض " قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب،
قال الأبرش: ان الناس لفى شغل عن الاكل؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: هم في النار
لا يشتغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم في العذاب فكيف يشتغلون عنه في الحساب
17 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن
عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل
" يوم تبدل الأرض غير الأرض " قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا
من الحساب، فقال له قائل: انهم لفى شغل يومئذ عن الأكل والشرب؟ فقال: ان
الله عز وجل خلق ابن آدم أجوف لابد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا يومئذ
أم في النار؟ فقد استغاثوا والله عز وجل يقول: " وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى
الوجوه بئس الشراب ".
18 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام " يوم تبدل
الأرض غير الأرض " قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب
فقال قائل: انهم لفى شغل عن الأكل والشرب؟ فقال له: ان ابن آدم خلق أجوف
لابد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار؟ فقد استغاثوا فقال " وان يستغيثوا
يغاثوا بماء كالمهل "
19 - وفيه بعد ان ذكر حديثا عن أبي جعفر عليه السلام وفى خبر آخر عنه فقال
وهم في النار لا يشغلون عن اكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب، كيف
يشغلون عنه في الحساب؟
20 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد
الكناسي قال: حدثنا من رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قول الله " هل اتيك حديث الغاشية
566

قال: الذين يغشون الامام إلى قوله عز وجل لا يسمن ولا يغنى من جوع قال: لا
ينفعهم ولا يغنيهم ولا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم ذكر اتباع أمير المؤمنين عليه السلام فقال: وجوه
يومئذ ناعمة لسعيها راضية يرضى الله بما سعوا فيه في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية
قال: الهزل والكذب.
22 - في مجمع البيان وعن عاصم بن ضمرة عن علي عليه السلام انه ذكر أهل
الجنة فقال: يجيئون فيدخلون فإذا أساس بيوتهم من جندل اللؤلؤ وسرر مرفوعة
وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ولولا أن الله تعالى قدرها
لهم لإلتمعت أبصارهم بما يرون، ويعانقون الأزواج ويقعدون على السرر، ويقولون:
الحمد لله الذي هدانا لهذا.
23 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: " ونمارق مصفوفة
قال: البسط والوسائد " وزرابي مبثوثة " قال: كل شئ خلقه الله في الجنة له مثال في الدنيا
الا الزرابي فإنه لا يدرى ما هي؟.
24 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الأرض كيف سطحت
بفتح أوائل هذه الحروف كلها وضم التاء.
25 - في كتاب الخصال عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام، و
كل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة، وكل كلام
ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبرا، وسكوته فكرا، وكلامه ذكرا،
وبكى على خطيئته وأمن الناس شره.
26 - في كتاب التوحيد قال هشام: فكان من سؤال الزنديق ان قال: فما
الدليل عليه؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعا صنعها
ألا ترى انك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبنى علمت أن له بانيا وان كنت لم تر الباني
567

ولم تشاهده وفى أصول الكافي مثله سواء.
27 - في كتاب الإهليلجة المنقول عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في
الرد على من أنكر وجود الصانع قال عليه السلام لمن كان منكرا للصانع: إذا رأيت بناءا
أتقر ان له بانيا، وإذا رأيت صورة أتقر أن لها مصورا؟ قال لابد من ذلك.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله: لست عليهم
بمصيطر قال: بحافظ ولا كاتب عليهم.
وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله الا من تولى وكفر
يريد من لم يتعظ ولم يصدقك وجحد ربوبيتي وكفر نعمتي فيعذبه الله العذاب الأكبر
يريد الغليظ الشديد الدائم ان إلينا إيابهم يريد مصيرهم ثم إن علينا حسابهم
يريد جزاءهم.
29 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا
الله ان يهبه فهو لهم وما كان لنا فهو لهم ثم قرء أبو عبد الله عليه السلام: ان إلينا إيابهم * ثم إن
علينا حسابهم ".
30 - في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن سنان عن سعدان عن سماعة
قال: كنت قاعدا مع أبي الحسن الأول عليه السلام والناس في الطواف في جوف الليل،
فقال لي: يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم
وبين الله عز وجل حتمنا على الله عز وجل في تركه لنا، فأجابنا إلى ذلك، وما كان
بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عز وجل.
31 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال: يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل
الأولين والآخرين لفصل الخطاب، دعى رسول الله صلى الله عليه وآله ودعى أمير المؤمنين عليه السلام
فيكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة خضراء تضئ ما بين المشرق والمغرب، ويكسى
علي عليه السلام مثلها، ويكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة وردية يضئ لها ما بين المشرق و
568

المغرب، ويكسى علي عليه السلام مثله ثم يصعدان عندها، ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب
الناس فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
32 - في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن صباح عن زيد بن الشحام عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال: إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
33 - في من لا يحضره الفقيه في الزيارة الجامعة لجميع الأئمة صلوات الله
عليهم المنقولة عن محمد بن علي الجواد عليه السلام: وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم.
34 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن
بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: واما الذنب الذي لا يغفر فمظالم
العباد بعضهم لبعض، ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال:
وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ومسحة بكف ولو نطحة ما بين
الجماء إلى القرناء فيقضى للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على أحد مظلمة ثم
يبعثهم للحساب (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
35 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يذكر فيه أحوال أهل القيامة يقول فيه عليه السلام: والناس يومئذ على طبقات
ومنازل، فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا، ومنهم الذين
يدخلون الجنة بغير حساب، لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بشئ، وانما الحساب
هناك على من تلبس بها هيهنا، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى
عذاب السعير.
36 - في نهج البلاغة وسئل عليه السلام كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ قال
كما يرزقهم على كثرتهم، قيل: فكيف يحاسبهم ولا يرونه؟ قال: كما يرزقهم ولا يرونه
37 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من اخبار هذه المجموعة

(1) مضى الحديث في تفسير سورة الانفطار فراجع.
569

وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تعالى يحاسب كل خلق الا من أشرك بالله
فإنه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار.
38 - في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قلت له: أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة؟ قال: تجافى عنه العذاب و
الحساب ما دام العود رطبا، انما الحساب والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة
قدر ما يدخل ويرجع الناس، فإنما جعل السعاف لذلك ولا عذاب ولاحساب بعد جفوفها
إن شاء الله.
39 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن جعفر بن إبراهيم عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه فيكون هو الذي
يلي حسابه، فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك
لونه وترتعد فرائصه وتفزع نفسه ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح
روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله للملائكة:
هلموا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرؤنها فيقولون: و
عزتك انك لتعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتكم لكنكم نويتموها فكتبناها
لكم ثم يثابون عليها.
40 - وفيه فقال الصادق عليه السلام: كل أمة يحاسبها امام زمانها، ويعرف الأئمة
أوليائهم وأعدائهم بسيماهم، وهو قوله: " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم
فيعطوا أولياءهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بغير حساب، ويعطوا أعدائهم كتابهم
بشمالهم فيمروا إلى النار بغير حساب.
570

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اقرؤوا سورة
الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة للحسين بن علي عليهما السلام، من قرءها كان مع
الحسين عليه السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأها في ليالي
عشر غفر له، ومن قرأها ساير الأيام كانت له نورا يوم القيامة.
3 - والفجر أقسم الله سبحانه بفجر النهار إلى قوله: وقيل: أراد بالفجر النهار
كله عن ابن عباس وليال عشر يعنى العشر من ذي الحجة عن ابن عباس والحسن
وقتادة ومجاهد والضحاك والسدي وروى ذلك مرفوعا والشفع والوتر قيل:
الشفع لأنه قال: وخلقناكم أزواجا والوتر الله تعالى عن ابن عباس، وهو رواية
أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل الشفع والوتر الصلاة منها شفع ومنها
وتر وهو رواية ابن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم
عرفة عن ابن عباس وعكرمة وضحاك وهو رواية جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل:
الشفع يوم التروية، والوتر يوم عرفة روى ذلك عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام:
4 - في تفسير علي بن إبراهيم " والفجر " قال: ليس فيها واو انما هو " الفجر "
" وليال عشر " قال: عشر ذي الحجة " والشفع " قال: الشفع ركعتان والوتر
ركعة. وفى حديث آخر قال: " الشفع " الحسن والحسين " والوتر " أمير المؤمنين
عليهم السلام. والليل إذا يسر قال: هي ليلة جمع.
5 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله لذي حجر يقول: لذي عقل.
6 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبان الأحمر قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله عز وجل وفرعون ذي الأوتاد لأي شئ سمى ذا الأوتاد؟ فقال:
571

لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه ومد يده ورجليه فأوتدها
بأربعة أوتاد في الأرض، وربما بسطه على خشب منبسط، فوتد رجليه ويديه بأربعة
أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت فسماه الله عز وجل فرعون ذا الأوتاد.
7 - في كتاب الخصال عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال: سمعت النبي
صلى الله عليه وآله يقول: شر خلق الله خمسة: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون
ذو الأوتاد، ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الأمة يبايع
على كفر عند باب لد (1) ثم قال إني: لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول
النبي صلى الله عليه وآله، فلحقت بعلى عليه السلام كنت معه.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله وفرعون ذي الأوتاد عمل الأوتاد التي
أراد ان يصعد بها إلى السماء.
9 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن
مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله: اخبرني الروح
الأمين ان الله لا اله غيره إذا وقف الخلائق وجميع الأولين والآخرين اتى بجهنم
ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاث قناطر الأولى عليها
الأمانة والرحمة، والثانية عليها الصلاة، والثالثة عليها عدل رب العالمين لا اله غيره
فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحم والأمانة، فان نجوا منها حبستهم الصلاة، فان
نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى ان ربك
لبالمرصاد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر عليه السلام حديث ستقف عليه مسندا
قريبا عند قوله تعالى: وجئ يومئذ بجهنم في هذه السورة وفيه مثل ما في روضة
الكافي سواء.
11 - في نهج البلاغة ولئن امهل الله الظالم فلن يفوت اخذه وهوله،

(1) قال الحموي: اللد - بالضم والتشديد -: قرية قرب بيت المقدس من نواحي
فلسطين.
572

بالمرصاد على مجاز طريقة، وبموضع الشجا من مساغ ريقه. (1)
12 - في مجمع البيان " ان ربك لبالمرصاد " وروى عن علي عليه السلام أنه قال إن
معناه ان ربك قادر ان يجزى أهل المعاصي جزاءهم.
13 - وعن الصادق عليه السلام أنه قال: المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها
عبد بمظلمة عبد.
14 - في غوالي اللئالي وقال الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: " وذا النون
إذ ذهب مغاضبا " انما ظن بمعنى استيقن ان الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول
الله تعالى: واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه أي ضيق عليه.
15 - وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث
طويل يقول فيه عليه السلام عند قوله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا " الآية فظن بمعنى استيقن
" ان لن نقدر عليه " أي لن يضيق عليه رزقه ومنه قوله عز وجل " واما إذا ما ابتلاه فقدر
عليه رزقه " أي ضيق عليه وقتر.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على
طعام المسكين أي لا تدعون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وأكلوا مال اتباعهم
وفقرائهم وأبناء سبيلهم.
17 - في مجمع البيان " لا تكرمون اليتيم " وهو الطفل الذي لا أب له، أي
لا تعطونهم مما أعطاهم الله حتى تغنوهم عن ذل السؤال وخص اليتيم لأنه لا كافل لهم يقوم
بأمرهم، وقد قال: انا وكافل اليتيم كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا قال: هي الزلزلة.
19 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى داود بن سليمان قال:
حدثني علي بن موسى عن أبيه عن جعفر عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن

(1) قوله (ع) " مجاز طريقه " أي مسلكه وموضع حوازه. والشجا: ما اعترض في الحلق
من عظم ونحوه. ومساغ: موضع الإساغة.
573

أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل تدرون ما تفسير هذه الآية: " كلا إذ
دكت الأرض دكا دكا " قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين الف زمام بيد
سبعين الف ملك، فتشرد شردة لولا أن الله تعالى حبسها لأحرقت السماوات والأرض
20 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في
التوحيد باسناده إلى علي بن الحسين عن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا
عليه السلام عن قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا فقال: ان الله سبحانه لا يوصف
بالمجئ والذهاب، تعالى عن الانتقال انما يعنى بذلك وجاء أمر ربك والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام واما قوله:
" وجاء ربك والملك صفا صفا " وقوله: " هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي
ربك أو يأتي بعض آيات ربك " فذلك كله حق وليست له جثة جل ذكره كجثة (1)
خلقه وانه رب كل شئ ورب شئ من كتاب الله عز وجل يكون تأويله على غير
تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى
انشاء الله وهو حكاية الله عز وجل عن إبراهيم عليه السلام حيث قال: " انى ذاهب إلى ربى "
فذهابه إلى ربه توجيهه إلى وعبادته واجتهاده، الا ترى ان تأويله غير تنزيله؟ وقال:
" انزل لكم من الانعام ثمانية أزواج " وقال: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد "
فانزاله ذلك خلقه وكذلك قوله: " إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين " أي الجاهدين
فالتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.
22 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان
وانى له الذكرى قال: حدثني أبي عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفر
عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية " وجئ يومئذ بجهنم " سئل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال بذلك اخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا برز للخلائق وجمع الأولين
والآخرين اتى بجهنم تقاد بألف زمام اخذ بكل زمام الف ملك تقودها من الغلاظ

(1) في المصدر " جيئة كجيئة خلقه ".
574

الشداد، لها هدة (1) وغضب وزفير وشهيق، وانها لتزفر الزفرة فلولا ان الله اخرهم
للحساب لأهلكت الجمع، ثم يخرج منها عنق (2) فيحيط بالخلائق البر منهم و
الفاجر. فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا الا ينادى رب نفسي نفسي،
وأنت يا نبي الله تنادى أمتي أمتي، ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليه
ثلاثة قناطر، فأما واحدة فعليها الأمانة والرحم، والثانية فعليها الصلاة، واما
الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره، فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم و
الأمانة، فان نجوا منها حبستهم الصلاة. فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين
وهو قوله: " ان ربك لبالمرصاد " والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم
وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم أعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم،
والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فإذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال: الحمد لله
وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد اياس
بمنه وفضله، ان ربنا لغفور شكور.
23 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده
الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله وقد
سأله بعض اليهود عن مسائل: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت
فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش بحمد ربى جل جلاله، وهي الساعة
التي يصلى فيها ربى، ففرض الله عز وجل على أمتي فيها الصلاة، وقال: " أقم الصلاة
لدلوك الشمس إلى غسق الليل " وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة، فما
من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عز وجل
جسده على النار.
24 - في مجمع البيان " وجئ يومئذ بجهنم " وروى مرفوعا عن أبي سعيد
الخدري قال: لما نزلت هذه الآية تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وعرف حتى اشتد على

(1) الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه.
(2) أي طائفة من النار.
575

أصحابه ما رأوا من حاله، وانطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقالوا: يا علي
لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله فجاء علي عليه السلام فاحتضنه من خلفه وقبل بين
عاتقيه ثم قال: يا نبي الله بابى أنت وأمي ما الذي حدث اليوم؟ قال: جاء جبرئيل
فاقرأني " وجئ يومئذ بجهنم " قال: فقلت يجاء بها؟ قال: يجئ بها سبعون ألف
يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثم أتعرض
لجهنم فتقول: مالي ولك يا محمد فقد حرم الله لحمك على فلا يبقى أحد الا قال:
نفسي نفسي وأن محمدا يقول: أمتي أمتي.
في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي مثل ما في مجمع البيان سواء.
25 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفى رواية سليم بن قيس الهلالي
عن سلمان الفارسي ونقل كلاما طويلا وفيه قال: قال لي عمر بن الخطاب: قل
ما شئت أليس قد عزلها الله عز وجل عن أهل هذا البيت الذين قد اتخذتموهم
أربابا قال قلت فانى اشهد انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: وقد سألته عن هذه
الآية فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد فقال: انك أنت هو، فقال
اسكت اسكت الله نامتك أيها العبد يا بن الخناء فقال لي علي عليه السلام: اسكت يا سلمان فسكت،
ووالله لولا أنه أمرني بالسكوت لأخبرته بكل شئ نزل فيه وفي صاحبه، فلما رأى ذلك
عمر انه قد سكت قال: انك له مطيع مسلم.
26 - في مجمع البيان واما القراءة بفتح العين في يعذب ويوثق فقد وردت
الرواية عن أبي قلابة قال: أقرأني من أقرأه رسول الله صلى الله عليه وآله " فيومئذ لا يعذب
عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد " والمعنى لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر ان قلنا إنه
كافر بعينه، أو تعذيب هذا الصنف من الكفار وهم الذين ذكروا في قوله: " لا يكرمون
اليتيم " الآيات.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق
وثاقه أحد " قال: هو الثاني.
28 - قوله: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية
576

قال: إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله: يا أيتها الفنس المطمئنة ارجعي
بولاية على مرضية بالثواب فادخلي في عبادي وادخلي جنتي فلا يكون له همة
الا اللحوق بالنداء. حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن الحسن
ابن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " يا
أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية " الآية يعنى الحسين
ابن علي عليهما السلام.
28 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن
أبيه عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يا بن رسول الله
هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا والله انه إذا أتاه ملك الموت ليقبض
روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا ولى الله لا تجزع فوالذي بعث محمدا
لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر قال:
ويمثل له رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من
ذريتهم عليهم السلام فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين و
الأئمة عليهم السلام رفقاؤك، قال فيفتح عينيه فينظر فينادى روحه مناد من قبل رب العزة
فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته، ارجعي إلى ربك راضية بالولاية
مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي يعنى محمد وأهل بيته، وادخلي جنتي فما
من شئ أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادى
29 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن
الخطاب الكوفي ومصعب الكوفي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لسدير: والذي
بعث محمدا بالنبوة وعجل روحه الجنة ما بين أحدكم وبين ان يغتبط ويرى السرور
أو تبين له الندامة الا ان يعاين ما قال الله عز وجل في كتابه: " عن اليمين وعن
الشمال قعيد " واتاه ملك الموت بقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فاما
المؤمن فلا يحس بخروجها، وذلك قول الله تبارك وتعالى: " يا أيتها النفس المطمئنة *
ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي " ثم قال:
577

ذلك لمن كان ورعا مواسيا لاخوانه وصولا لهم، وإن كان غير ورع ولا وصول لاخوانه
قيل له: ما منعك عن الورع والمواساة لاخوانك أنت ممن اتخذ المحبة بلسانه و
لم يصدق ذلك بفعله، وإذا لقى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام لقيهما معرضين
مغضبين في وجهه، غير شافعين له قال سدير من جدع [الله] انفه (1) قال أبو عبد الله
عليه السلام: فهو ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان قرائته
في فريضة " لا أقسم بهذا البلد " كان في الدنيا معروفا انه من الصالحين، وكان في
الآخرة معروفا أن له من الله مكانا، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيين والشهداء
والصالحين.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأها
أعطاه الله الامن من غضبه يوم القيامة.
3 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد
بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى: لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد
ووالد وما ولد قال: أمير المؤمنين عليه السلام وما ولد من الأئمة.
4 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: كانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به، ولا شهر
رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وإن كان قتل أباه. ولا لشئ
يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك، فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله:

(1) قال المجلسي (ره): جدع الانف أي قطعه، كناية عن المذلة أي من أذله الله يكون
كذلك ويحتمل أن يكون " من " استفهاما أي من يكون كذلك؟ فقوله: جدع الله انفه جملة
دعائية، فأجاب (ع) بأنه هو الذي ذكرت لك سابقا.
578

" لا أقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد " قال: فبلغ من جهلهم انهم استحلوا قتل
النبي صلى الله عليه وآله وعظموا أيام الشهر حيث يقسمون به فينقضون.
5 - علي بن إبراهيم عن إسماعيل بن مهران عن يونس عن بعض أصحابنا قال:
سألته عن قول الله عز وجل " فلا أقسم بمواقع النجوم " قال: عظم اثم من يحلف
بها، قال: وكان أهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به ويستحلون حرمة الله
فيه، ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة، فقال الله تبارك وتعالى:
" لا أقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد * ووالد وما ولد " قال: يعظمون البلدان
يحلفون به ويستحلون فيه حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله.
6 - في مجمع البيان " لا أقسم بهذا البلد " أجمع المفسرون على أن هذا
قسم بالبلد الحرام وهو مكة " وأنت حل بهذا البلد " تشرف من حل به من الرسول
الداعي إلى توحيده واخلاص عبادته، وقيل معناه وأنت محل بهذا البلد وهو
ضد المحرم، والمراد أنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار، وذلك حين أمر بالقتال
يوم فتح مكة فأحلها الله له حتى قاتل وقتل وقد قال صلى الله عليه وآله: لم تحل لاحد قبلي
ولا تحل لاحد بعدى ولم تحل لي الا ساعة من نهار، عن ابن عباس ومجاهد و
عطا وهذا وعد من الله لنبيه صلى الله عليه وآله أن يحل له مكة حتى يقاتل فيها ويفتحها على يده
ويكون بها يصنع بها ما يريد من القتل والأسر، وقد فعل سبحانه ذلك فدخلها غلبة
وكرها وقتل ابن أخطل وهو متعلق بأستار الكعبة، ومقيس بن صبابة (1) وغيرهما
وقيل: معناه: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلال منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم
فلا يبقى للبلد حرمة حيث هتكت عن أبي مسلم وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام
قال كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه، فقال: " لا أقسم بهذا البلد * و
أنت حل بهذا البلد " يريد انهم استحلوك فيه وكذبوك وشتموك، وكانوا لا يأخذ
الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا

(1) وفي المصدر " سبابة " بالسين لكن الظاهر الموافق للسيرة لابن هشام وغيره
هو المختار.
579

من رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم. " ووالد وما ولد "
يعنى آدم وذريته إلى قوله وقيل آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء وأتباعهم عن أبي
عبد الله عليه السلام.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم " لا أقسم بهذا البلد " والبلد مكة " وأنت حل
بهذا البلد " قال: كانت قريش لا يستحلون ان يظلموا أحدا في هذا البلد ويستحلون
ظلمك فيه " ووالد وما ولد " قال: آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء لقد
خلقنا الانسان في كبد أي منتصبا.
8 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حماد بن عثمان قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام انا نرى الدواب في بطون أيديها الرقعتين مثل الكي فمن أي شئ ذلك؟
فقال: ذلك موضع منخريه في بطن أمه، وابن آدم منتصب في بطن أمه، وذلك
قول الله عز وجل: " لقد خلقنا الانسان في كبد " وما سوى ابن آدم فرأسه في دبره
ويداه بين يديه.
9 - في أصول الكافي علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على
ساق في كبد كما قامت الأشياء، ولكن قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل القائم
بأمرنا فلان.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى الحسين بن أبي يعقوب عن بعض
أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام في قوله أيحسب ان لن يقدر عليه أحد يعنى يقتل في قتله
ابنة النبي صلى الله عليه وآله يقول: أهلكت مالا لبدا يعنى الذي جهز به النبي صلى الله عليه وآله في
جيش العسرة.
وفيه " يقول أهلكت مالا لبدا " قال: اللبد المجتمع.
وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: يقول أهلكت مالا لبدا
قال: هو عمرو بن عبد ود حين عرض عليه علي بن أبي طالب عليه السلام الاسلام يوم الخندق و
قال: فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا، وكان أنفق مالا في الصد عن السبيل الله فقتله
580

علي عليه السلام أيحسب أن لم يره أحد قال: في فساد كان في نفسه. ألم نجعل له عينين
رسول الله صلى الله عليه وآله ولسانا يعنى أمير المؤمنين عليه السلام وشفتين يعنى الحسنين عليهما السلام.
11 - في مجمع البيان وروى عبد الحميد المدائني عن أبي حازم أن رسول
الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله تعالى يقول: يا بن آدم ان نازعك لسانك فيما حرمت عليك
فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق، وان نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد
أعنتك عليه بطبقتين فاطبق، وان نازعك فرجك إلى ما حرمت عليك فقد
أعنتك عليه بطبقتين فاطبق، وهديناه النجدين أي سبيل الخير وسبيل الشر
عن علي عليه السلام.
12 - وروى أنه قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ان أناسا يقولون في قوله: " وهديناه
النجدين " انهما الثديان فقال: لا، هما الخير والشر.
13 - وقال الحسن بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أيها الناس هما نجدان
نجد الخير ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير؟
14 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا أعني قوله: يعنى
الحسن والحسين " وهديناه النجدين " إلى ولايتهما.
15 - في أصول الكافي باسناده إلى حمزة بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: سألته عن قول الله تعالى: " وهديناه النجدين " قال: نجد الخير والشر.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: " وهديناه النجدين "
قال: بينا له طريق الخير وطريق الشر.
17 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد
بن جمهور عن يونس قال: أخبرني من رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل:
فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة يعنى بقوله: فك رقبة ولاية
أمير المؤمنين، فان ذلك فك رقبة.
18 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي
581

عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك قوله:
" فلا اقتحم العقبة " قال: من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة
التي من اقتحمها نجا، قال: فسكت فقال لي: فهلا أفيدك حرفا خير لك من
الدنيا وما فيها؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: قوله: " فك رقبة " ثم قال:
الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك، فان الله فك رقابكم من النار بولايتنا
أهل البيت.
19 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي
عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السلام انى أصبت بابنين
وبقى لي ابن صغير قال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامي مر الصبي فليتصدق
بيده بالكسرة والقبضة والشئ وان قل، فان كل شئ يراد به الله وان قل بعد أن
تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن
يعمل مثقال ذرة شرا يره " وقال: " فلا اقتحم العقبة * وما ادراك ما العقبة * فك
رقبة * أو اطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة " علم الله
عز وجل ان كل أحد لا يقدر على فك رقبة فجعل اطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك
تصدق عنه.
20 - أحمد بن محمد عن أبيه عن جعفر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضا
عليه السلام إذا اكل اتى بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به،
فيأخذ من كل شئ شيئا، فيضع في تلك الصحفة، ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو
هذه الآية: " فلا اقتحم العقبة " ثم يقول: علم الله عز وجل انه ليس كل انسان يقدر على
عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فلا اقتحم العقبة * وما ادراك ما
العقبة " قال: العقبة الأئمة من صعدها فك رقبته من النار.
22 - وفيه " فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة " يقول: ما أعلمك وكل شئ
في القرآن وما ادراك فهو ما أعلمك. حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا
582

عبد الله بن مسعود عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله: " فك رقبة " قال: بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا، ونحن المطعمون
في يوم الجوع والمسغبة.
23 - في مجمع البيان واما المراد بالعقبة ففيه وجوه: أحدها انه مثل ضربه
الله لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في اعمال الخير والشر إلى قوله: وثانيها
انها عقبة حقيقة، قال الحسن وقتادة: هي عقبة شديدة في النار دون الجسر
فاقتحموها بطاعة الله عز وجل، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن امامكم عقبة
كئودا (1) لا يجوزها المثقلون وانا أريد أن أخفف عنكم لتلك العقبة.
24 - وروى مرفوعا عن البراء بن عازب قال: جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال:
يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة، قال: إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت
المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة فقال: أوليسا واحدا؟ قال: لا، عتق الرقبة ان
تتفرد بعتقها، وفك الرقبة ان تعين في ثمنها، والفئ على ذي الرحم الظالم، فإن لم
يكن ذلك فأطعم الجائع، واسق الظمآن، وامر بالمعروف وانه عن المنكر،
فإن لم تطق ذلك فكف لسانك الامن خير.
25 - وروى محمد بن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: ان
لي ابنا شديد العلة قال: مره تتصدق بالقبضة من الطعام بعد القبضة، فان الله تعالى
يقول: " فلا اقتحم العقبة " وقرأ الآيات.
26 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن سعدان بن مسلم العامري عن بعض
أصحابه قال: رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام يأكل فتلا هذه الآية " فلا اقتحم العقبة *
وما ادراك ما العقبة * فك رقبة " إلى آخر الآية ثم قال: علم الله أن ليس كل خلقه
يقدر بعتق رقبة، فجعل لهم سبيلا إلى الجنة باطعام الطعام.
27 - في مجمع البيان: في يوم ذي مسغبة وفى الحديث عن معاذ بن جبل

(1) أي صعبة شاقة المصعد.
583

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أشبع جائعا في يوم مسغب (1) ادخله الله يوم القيامة
من باب من أبواب الجنان لا يدخلها الامن فعل مثل ما فعل.
28 - وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من موجبات المغفرة
اطعام المسلم السغبان (2).
29 - في تفسير علي بن إبراهيم: يتيما ذا مقربة يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله
المقربة قرباه أو مسكينا ذا متربة يعنى أمير المؤمنين عليه السلام مترب بالعلم، وفيه " أو
مسكينا ذا متربة " قال: لا يقيه من التراب شئ.
30 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد
الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أطعم مؤمنا
حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ماله من الاجر في الآخرة، لاملك مقرب و
لانبى مرسل الا الله رب العالمين، ثم قال: من موجبات المغفرة اطعام المسلم
السغبان، ثم تلا قول الله عز وجل: " أو اطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة *
أو مسكينا ذا متربة ".
وفى محاسن البرقي مثله سواء مع زيادة الجنة بعد موجبات و " ثم كان
من الذين آمنوا " أخيرا.
31 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: أصحاب الميمنة أصحاب أمير المؤمنين
عليه السلام والذين كفروا بآياتنا قال: الذين خالفوا أمير المؤمنين عليه السلام هم أصحاب
المشأمة وقال: المشأمة أعداء آل محمد عليهم السلام نار مؤصدة أي مطبقة.

(1) يوم مسغب أو مسغبة أي مجاعة.
(2) السغبان: الجائع.
584

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكثر
قراءة " والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى، وألم نشرح " في يوم أو ليلة لم
يبق شئ بحضرته الا شهد له يوم القيامة حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه و
عصبة وعظامه، وجميع ما أقلت الأرض منه، ويقول الرب تبارك وتعالى: قبلت
شهادتكم لعبدي وأجزتها له، انطلقوا به إلى جناتي حتى يتخير منها حيث ما أحب
فأعطوه من غير من ولكن رحمة منى وفضلا عليه وهنيئا لعبدي.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها فكأنما
تصدق بكل شئ طلعت عليه الشمس والقمر.
3 - في تهذيب الأحكام في الموثق عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الرجل
إذا قرء والشمس وضحاها فختمها أن يقول: صدق الله وصدق رسوله، قلت:
فإن لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ؟ قال: ليس عليه شئ والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة.
4 - في روضة الكافي جماعة عن سهل عن محمد عن أبيه عن أبي محمد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " والشمس وضحاها " قال: الشمس رسول الله
صلى الله عليه وآله به أوضح الله عز وجل للناس دينهم، قال: قلت: والقمر إذا تلاها قال ذلك أمير المؤمنين
عليه السلام تلا رسول الله صلى الله عليه وآله ونفثه رسول الله صلى الله عليه وآله بالعلم نفثا، قال: قلت: والليل إذا يغشاها
قال: ذلك أئمة الجور الذين استبدوا بالامر دون آل الرسول صلى الله عليه وآله، وجلسوا
مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم، فغشوا دين الله بالظلم والجور، فحكى الله
فعلهم فقال: " والليل إذا يغشاها " قال: قلت: والنهار إذا جلاها قال: الامام
من ذرية فاطمة صلوات الله عليها يسأل عن دين رسول الله صلى الله عليه وآله فيجليه لمن سأله،
فحكى الله عز وجل قوله: فقال: " والنهار إذا جلاها ".
585

5 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: أخبرني أبي عن سليمان الديلمي عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " والشمس وضحاها "
ونقل نحو ما نقلنا عن الروضة. وفيه متصل بآخر ما نقل أعني " إذا جلاها " وقوله:
ونفس وما سواها قال: خلقها وصورها فألهمها فجورها وتقواها أي عرفها و
ألهمها ثم خيرها فاختارت.
6 - في أصول الكافي باسناده إلى حمزة بن محمد الطيار عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام وقال: " فألهمها فجورها وتقواها " قال: بين لها
ما تأتى وما تترك.
7 - في مجمع البيان وروى زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى
عبد الله عليهما السلام في قوله: " فألهمها فجورها وتقواها " قال: بين لها ما تأتى وما تترك وفى
قوله: قد أفلح من زكاها قال: قد أفلح من أطاع وقد خاب من دساها قال:
قد خاب من عصى.
8 - وجاء الرواية عن سعيد بن أبي هلال قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرء
هذه الآية " قد أفلح من زكاها " وقف ثم قال: اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها و
مولاها، وزكها أنت خير من زكاها.
9 - في تفسير علي بن إبراهيم " قد أفلح من زكاها " يعنى نفسه طهرها " وقد
خاب من دساها " أي أغواها. حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الله قال: حدثنا
الحسن بن جعفر قال حدثنا عثمان بن عبيد الله الفارسي قال حدثنا محمد بن علي
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " قد أفلح من زكاها " قال أمير المؤمنين عليه السلام زكاه
ربه " وقد خاب من دساها " قال: هو الأول والثاني في بيعته إياه حيث مسح على كفه.
وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله كذبت ثمود بطغواها
يقول الطغيان حملها على التكذيب، وقال علي بن إبراهيم في قوله: " كذبت ثمود
بطغواها * إذ انبعث أشقاها " قال الذي عقر الناقة.
10 - في مجمع البيان والأشقى عاقر الناقة وهو أشقى الأولين على لسان
586

رسول الله واسمه قذار بن سالف وقد صحت الرواية بالاسناد عن عثمان بن صهيب عن
أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: من أشقى الأولين؟ قال
عاقر الناقة قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: قلت: لا اعلم يا رسول الله
قال: الذي يضربك على هذه وأشار إلى يافوخه (1).
11 - عن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلي بن أبي طالب عليه السلام في غزوة
العسرة نائمين في صور من النخل ودقعاء من التراب (2) فوالله ما أهبنا الا رسول
الله صلى الله عليه وآله يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء، فقال: الا أحدثكما بأشقى
الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي
يضربك يا علي على هذه، ووضع يده على قرنه حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته.
12 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو بكر مردويه في فضائل أمير
المؤمنين وأبو بكر الشيرازي في نزول القرآن أنه قال سعيد بن المسيب كان على
يقرء إذ انبعث أشقاها قال: فوالذي نفسي بيده ليخضبن هذه من هذه وأشار بيده
إلى لحيته ورأسه.
13 - وروى الثعلبي والواحدي باسنادهما عن عمار عن عثمان بن صهيب وعن
الضحاك وروى ابن مردويه باسناده عن جابر بن سمرة وعن صهيب وعن عمار وعن
ابن عدي وعن الضحاك والخطيب في التاريخ عن جابر بن سمرة وروى الطبري و
الموصلي عن عمار وروى أحمد بن حنبل عن الضحاك أنه قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي
أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين قاتلك، وفى رواية من يخضب هذه
من هذا.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فدمدم عليهم ربهم بذنبهم قال
اخذهم بغتة وغفلة بالليل ولا يخاف عقباها قال: من بعد هؤلاء الذين أهلكناهم
لا يخافون.

(1) اليافوخ: الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.
(2) الصور: المجتمع من النخل. والدقعاء: التراب الدقيق على وجه الأرض.
587

15 - في مجمع البيان قرء أهل المدينة وابن عامر " فلا يخاف " بالفاء وكذلك
هو في مصاحف أهل المدينة والشام وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكثر قراءة " والشمس
والليل " الحديث وقد تقدم في سورة والشمس.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها أعطاه الله
حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر.
3 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد
ابن مسلم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل: والليل إذا يغشى و " النجم
إذا هوى " وما أشبه ذلك قال: إن لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء، وليس
لخقله أن يقسموا الا به.
4 - في من لا يحضره الفقيه وروى علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر
الثاني قوله عز وجل: " والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى " وقوله عز وجل: " و
النجم إذا هوى " وما أشبه هذا فقال: ان لله عز وجل ان يقسم من خلقه بما شاء، وليس
لخلقه أن يقسموا الا به.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن
عبد الجبار عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا -
جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " والليل إذا يغشى " قال: الليل في هذا الموضع
الثاني غشى أمير المؤمنين عليه السلام في دولته التي جرت له عليه السلام، وأمير المؤمنين
عليه السلام يصبر في دولتهم حتى تنقضي، قال: والنهار إذا تجلى قال: النهار هو القائم
منا أهل البيت إذا قام غلب دولة الباطل، والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس وخاطب
نبيه ونحن، فليس يعلمه غيرنا.
588

6 - في جوامع الجامع وفي قراءة النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وابن عباس
" والذكر والأنثى ".
7 - في مجمع البيان في الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه وآله وقراءة علي بن أبي طالب
عليه السلام " والنهار إذا تجلى وخلق الذكر والأنثى " بغير " ما " روى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
8 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الباقر عليه السلام في قوله: " وما خلق
الذكر والأنثى " فالذكر أمير المؤمنين والأنثى فاطمة عليهما السلام ان سعيكم لشتى
لمختلف فأما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى بقوته وصام حتى وفى بنذره وتصدق
بخاتمه وهو راكع، وآثر المقداد بالدينار على نفسه، قال: " وصدق بالحسنى "
وهي الجنة والثواب من الله بنفسه فسنيسره لذلك بأن جعله إماما في القبر وقدوة
بالأئمة يسره الله لليسرى.
9 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول في تفسير " والليل إذا يغشى " قال: إن
رجلا من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة فكان يضر به فشكا ذلك إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله فدعاه فقال: اعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى فسمع ذلك رجل من
الأنصار يكنى أبا الدحداح فجاء إلى صاحب النخلة فقال: بعني نخلتك بحائطي
فباعه فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله قد اشتريت نخلة فلا بحائطي
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فلك بدلها نخلة في الجنة، فأنزل الله تعالى
على نبيه: " وما خلق الذكر والأنثى * ان سعيكم لشتى * فأما من اعطى " يعنى النخلة
" واتقى * وصدق بالحسنى " بموعد رسول الله صلى الله عليه وآله " فسنيسره لليسرى " إلى
قوله تردى.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: " فأما من
اعطى * واتقى وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى " قال: نزلت في رجل من
الأنصار، كانت له نخلة في دار رجل آخر وكان يدخل عليه بغير اذن فشكا ذلك إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله لصاحب النخلة: بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة،
589

فقال: لا أفعل، فقال: بعنيها بحديقة في الجنة، فقال: لا أفعل وانصرف فمضى إليه
أبو الدحداح واشتراها منه واتى أبو الدحداح إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله خذها
واجعل لي في الجنة التي قلت لهذا فلم يقبلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لك في الجنة
حدائق وحدائق فأنزل الله في ذلك: " فأما من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى "
يعنى أبا الدحداح " فسنيسره لليسرى * واما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى *
فسنيسره للعسرى * وما يغنى عنه ماله إذا تردى يعنى إذا مات.
11 - أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين
بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد عن عبد الاعلى عن أبي الخطاب
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " فأما من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى " قال:
بالولاية " فسنيسره لليسرى * واما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى " فقال.
بالولاية " فسنيسره للعسرى ".
12 - في مجمع البيان روى الواحدي بالاسناد المرفوع المتصل عن عكرمة
عن ابن عباس ان رجلا كانت له نخلا فرعها في دار رجل فقير ذي عيال، وكان الرجل
إذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فرعا سقطت التمر فيأخذها
صبيان الفقير، فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ التمر من أيديهم، فان وجدها
في في أحدهم أدخل إصبعه حتى يأخذ التمرة من فيه، فشكى الرجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اذهب ولقى رسول
الله صلى الله عليه وآله صاحب النخلة فقال: تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان و
لك بها نخلة في الجنة؟ فقال له الرجل: ان لي نخلا كثيرا وما فيه نخلة أعجب إلى
تمرة منها، قال: ثم ذهب الرجل فقال رجل كان يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وآله: يا
رسول الله أتعطيني بما أعطيت الرجل نخلة في الجنة ان اخذتها؟ قال: نعم فذهب
الرجل ولقى صاحب النخلة فساومها (1) منه فقال له: أشعرت ان محمدا أعطاني

(1) ساوم السلعة: غالى بها أي عرضها بثمن ودفع له المشترى أقل منه وهكذا إلى أن يتفقا
على ثمن متوسط بين ما يطلبه البايع ويدفعه الشاري.
590

بها النخلة في الجنة فقلت له: يعجبني تمرها وان لي نخلا فما فيه نخلة أعجب إلى
تمرة منها؟ فقال الآخر: أتريد بيعها فقال: لا الا ان أعطى قال: فما هناك؟ قال:
أربعون نخلة، فقال الرجل: جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة؟ ثم
سكت عنه فقال له: ان أنا أعطيك أربعين نخلة؟ فقال له: اشهد ان كنت صادقا فمر
إلى الناس فدعاهم فاشهدهم بأربعين نخلة، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول
الله ان النخلة قد صارت في ملكي فهي لك، فذهب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صاحب
الدار فقال له: النخلة لك ولعيالك، فأنزل الله تعالى: " والليل إذا يغشى " السورة.
عن عطاء قال: اسم الرجل أبو الدحداح " فأما من اعطى واتقى " وهو أبو الدحداح
" واما من بخل واستغنى " وهو صاحب النخلة وقوله: لا يصليها الا الأشقى هو
صاحب النخلة وسيجنبها الأتقى هو أبو الدحداح ولسوف يرضى إذا دخل
الجنة قال: فكان النبي صلى الله عليه وآله يمر بذلك الحش (1) وعذوقه دانية فيقول: عذوق
وعذوق لأبي الدحداح في الجنة.
13 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
ابن محبوب عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام قال: مر
رسول الله صلى الله عليه وآله برجل يغرس غرسا في حايط فوقف له وقال: ألا أدلك على غرس
أثبت أصلا وأسرع ايناعا (2) وأطيب ثمرا وأبقى قال: بلى فدلني يا رسول الله،
فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
فان لك ان قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهو من
الباقيات الصالحات، قال: فقال الرجل: فانى أشهدك يا رسول الله ان حايطي هذا صدقة
مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة، فأنزل الله عز وجل آيات من القرآن " فاما
من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى ".
14 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مهران بن

(1) الحش: النخل القصير.
(2) أينع الثمر: أدرك وطاب وحان قطافه.
591

محمد عن سعدان بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل " فاما من اعطى
واتقى * وصدق الحسنى " بان الله عز وجل يعطى بالواحد عشرة إلى مأة ألف فما
زاد " فسنيسره لليسرى " قال: لا يريد شيئا من الخير الا يسره الله له " واما من بخل
واستغنى " قال بخل بما آتاه الله عز وجل " وكذب بالحسنى " بان الله يعطى بالواحد
عشرة إلى مأة الف فما زاد " فسنيسره للعسرى " قال: لا يريد شيئا من الشر الا يسره
له " وما يغنى عنه ماله إذا تردى " قال أما والله ما هو تردى في بئر ولا من جبل ولا
من حايط ولكن تردى في نار جهنم.
15 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له قول الله تبارك وتعالى ان علينا للهدى
قال: الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء، فقلت له: أصلحك الله ان قوما من
أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة وانهم ان ينظروا من وجه النظر أدركوه،
فأنكر ذلك قال لهؤلاء القوم: لا يكتسبون الخير لأنفسهم ليس أحد من الناس الا و
هو يحب أن يكون هو خير ممن هو منه، هؤلاء بنو هاشم موضعهم موضعهم وقرابتهم
قرابتهم وهم أحق بهذا الامر منكم، أفترون انهم لا ينظرون انهم لا ينظرون لأنفسهم وقد
عرفتم ولم يعرفوا قال أبو جعفر: لو استطاع الناس لأحبونا.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم " ان علينا للهدى " قال: علينا ان نبين لهم
قوله: فأنذرتكم نارا تلظى أي تتلهب عليهم، حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا
يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في
قوله فأنذرتكم نارا تلظى لا يصليها الا الأشقى الذي كذب وتولى قال: في
جهنم واد فيه نار لا يصليها الا الأشقى فلان الذي كذب رسول الله صلى الله عليه وآله في علي
وتولى عن ولايته، ثم قال: النيران بعضها دون بعض فما كان من نار لهذا
الوادي فللنصاب.
وفيه " لا يصليها الا الأشقى " يعنى هذا الذي بخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسيجنبها
الأتقى الذي قال أبو الدحداح.
592

17 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق
عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في " والليل إذا يغشى " فأنذرتكم نارا
تلظى لا يصليها الا الأشقى الذي كذب وتولى فهذا مشرك.
أقول: قد تقدم فيما نقلنا من مجمع البيان عن ابن عباس بيان للأشقى و
الأتقى فاطلبه.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال الله وما لاحد عنده من نعمة تجزى قال:
ليس لأحد عند الله يدعى ربه بما فعله لنفسه، وان جازاه فبفضله يفعل وهو قوله
الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى أي يرضى عن أمير المؤمنين عليه السلام و
يرضى عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكثر قراءة
" والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى " الحديث وقد تقدم في والشمس والضحى.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأها كان
ممن يرضاه الله، ولمحمد ان يشفع له، وله عشر حسنات بعدد كل يتيم وسائل.
3 - وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سمعته يقول: لا يجمع سورتين في ركعة واحدة الا الضحى وألم نشرح، وألم تر كيف
ولايلاف قريش.
وفيه وروى أصحابنا انا الضحى وألم نشرح وسورة واحدة، لتعلق
إحديهما بالأخرى.
4 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن العلا عن زيد الشحام
قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام الفجر فقرأ الضحى وألم نشرح في ركعة.
593

5 - في مجمع البيان في الشواذ عن النبي صلى الله عليه وآله ما ودعك بالتخفيف و
القراءة المشهورة بالتشديد.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله: ما ودعك ربك وما قلى وذلك أن جبرئيل عليه السلام أبطأ على رسول الله صلى الله عليه وآله
وانه كانت أول سورة نزلت " اقرأ باسم ربك الذي خلق " ثم ابطأ عليه فقالت خديجة
رضي الله عنها: لعل ربك قد تركك فلا يرسل إليك، فأنزل الله تبارك وتعالى
" ما ودعك وما قلى ".
7 - في مجمع البيان وقيل إن المسلمين قالوا ما ينزل عليك الوحي يا رسول
الله؟ فقال: وكيف ينزل على الوحي وأنتم لا تنقون براجمكم (1) ولا تقلمون
أظفاركم، ولما نزلت السورة قال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: ما جئت حتى اشتقت
إليك؟ فقال جبرئيل عليه السلام: وانا كنت أشد إليك شوقا ولكني عبد مأمور وما نتنزل
الا بأمر ربك.
8 - في جوامع الجامع وروى أن الوحي كان قد احتبس عنه أياما فقال المشركون
ان محمدا ودعه ربه وقلاه فنزلت.
9 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن
موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام
في قوله وللآخرة خير لك من الأولى قال يعنى الكرة وهي الآخرة
للنبي صلى الله عليه وآله قلت: قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى قال: يعطيك
من الجنة حتى ترضى.
10 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب تفسير الثعلبي عن جعفر بن محمد
عليهما السلام وتفسير القشيري عن جابر الأنصاري أنه قال: رأى النبي صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام و
عليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول
الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله

(1) البراجم: العقد التي تكون في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ.
594

الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه فأنزل الله: " ولسوف يعطيك ربك فترضى ".
11 - في مجمع البيان وعن الصادق عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على
فاطمة عليها السلام وعليها كساء من ثلة الإبل (1) وهي تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت
عينا رسول الله صلى الله عليه وآله لما ابصرها فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة
فقد انزل الله على " ولسوف يعطيك ربك فترضى " وقال الصادق عليه السلام: رضا جدي ان
لا يبقى في النار موحد.
12 - وروى حريث بن شريح عن محمد بن علي، ابن الحنفية أنه قال: يا
أهل العراق تزعمون أن أرجى آية في كتاب الله عز وجل: " يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم " الآية وانا أهل البيت نقول أرجى آية في كتاب الله " ولسوف
يعطيك ربك فترضى " وهي والله الشفاعة ليعطينها في أهل لا إله إلا الله حتى يقول:
رب رضيت.
13 - وروى العياشي باسناده عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله: ألم يجدك
يتيما فآوى قال: فردا لا مثل لك في المخلوقين فاوى الناس إليك ووجدك
ضالا أي ضالا في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم إليك ووجدك عائلا تعول أقواما
بالعلم فأغناهم الله بك وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قال: من على ربى وهو أهل المن.
14 - وسأل الصادق عليه السلام لم أوتم النبي صلى الله عليه وآله عن أبويه؟ فقال: لئلا يكون
لمخلوق عليه حق.
15 - وفيه " ووجدك ضالا فهدى " قيل في معناه أقوال إلى قوله وثانيها ان
المعنى وجدت متحيرا لا تعرف وجوه معاشك، فهداك إلى وجوه معاشك، فان الرجل
إذا لم يهتد طريق كسبه ووجه معيشته يقال له انه ضال لا يدرى إلى أين يذهب و
من أي وجه يكتسب، وفى الحديث نصرت بالرعب وجعل رزقي في ظل رمحي
يعنى الجهاد.
16 - وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد

(1) الثلة - بفتح الثاء -: الصوف.
595

سألت ربى مسألة وددت انى لم أسئله، قلت: أي رب انه قد كانت أنبياء قبلي منهم
من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيى الموتى؟ قال: فقال ألم أجدك يتيما
فآويتك؟ قال: قلت بلى، قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قال: قلت بلى أي رب،
قال: ألم اشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟ قال: قلت بلى أي رب.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن خالد
بن يزيد عن أبي الهيثم الواسطي عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام في قول الله: " ألم
يجدك يتيما " فاوى إليك الناس " ووجدك ضالا فهدى " أي اهدى إليك قوما لا
يعرفونك حتى عرفوك ووجدك عائلا فأغنى أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك قال
علي بن إبراهيم: في قوله عز وجل " ألم يجدك يتيما فآوى " قال: اليتيم الذي
لا مثل له، ولذلك سميت الدرة اليتيمة لأنه لا مثل لها " ووجدك عائلا فأغنى " قال:
فأغناك بالوحي فلا تسئل عن شئ أحدا " ووجدك ضالا فهدى " قال: وجدك ضالا في
قوم لا يعرفون فضل نبوتك فهداهم الله بك.
18 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عند المأمون في عصمة
الأنبياء عليهم السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام للمأمون وقد قال الله عز وجل لنبيه محمد
صلى الله عليه وآله: " ألم يجدك يتيما فآوى " يقول ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس " ووجدك
ضالا " يعنى عند قومك " فهدى " أي هديهم إلى معرفتك " ووجدك عائلا فأغنى " يقول: بان
جعل دعاك مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يا بن رسول الله.
19 - في روضة الكافي باسناده عنهم عليهم السلام فيما وعظ الله عز وجل به
عيسى عليه السلام يا عيسى انا ربك إلى قوله عز وجل في صفة محمد صلى الله عليه وآله: النور في
صدره، والحق على لسانه، وهو على الحق حيث ما كان أصله يتيم ضال برهة من
زمانه عما يراد به
20 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: فاما اليتيم فلا تقهر أي لا تظلم والمخاطبة
للنبي صلى الله عليه وآله والمعنى للناس.
21 - في مجمع البيان وكان النبي صلى الله عليه وآله يحسن إلى اليتامى ويبرهم و
596

يوصى بهم، وجاء في حديث عن ابن أبي أوفى قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله
فأتاه غلام فقال: غلام يتيم وأخت لي يتيمة وأم لي أرملة (1) أطعمنا مما أطعمك
الله، أعطاك الله مما عنده حتى ترضى قال: ما أحسن ما قلت يا غلام، اذهب يا بلال
فأتنا بما كان عندنا، فجاء بواحد وعشرين تمرة فقال سبع لك وسبع لأختك وسبع
لامك، فقام إليه معاذ بن جبل تمسح رأسه وقال: جبر الله يتمك وجعلك خلفا من
أبيك وكان من أبناء المهاجرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيتك يا معاذ وما
صنعت قال رحمته قال: لا يلي منكم يتيما فيحسن ولايته وضع يده على رأسه
الا كتب الله له بكل شعرة حسنة، ومحى عنه بكل شعرة سيئة، ورفع له بكل
شعرة درجة.
22 - وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مسح على رأس
يتيم كان له بكل شعرة تمر به على يده نور يوم القيامة.
23 - وقال عليه السلام: انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة إذا أتقى الله عز وجل،
وأشار بالسبابة والوسطى.
24 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى خالد الكابلي قال: سمعت
زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول: الذنوب التي تحبس غيث السماء جور
الحكام في القضاء، وشهادة الزور وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة والقرض و
الماعون وقساوة القلوب على أهل الفقرة والفاقة، وظلم اليتيم والأرملة وانتهار السائل
ورده بالليل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
25 - في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا طرقكم سايل
ذكر بالليل فلا تردوه.
26 - وسئل الصادق عليه السلام عن السائل يسأل فلا يدرى ما هو فقال: اعط من
وقعت في قلبك الرحمة له.
27 - وروى الوصافي عن أبي جعفر قال: كان فيما ناجى الله به موسى ان قال

(1) الأرمله: المرأة التي مات زوجها وهي فقيرة.
597

يا موسى أكرم السايل ببذل يسير أو برد جميل انه يأتيك من ليس بأنس ولا جان
ملائكة من ملائكة الرحمن، يبلونك فيما خولتك ويسئلونك مما نولتك (1) فانظر
كيف أنت صانع يا بن عمران.
28 - وقال عليه السلام: اعط السائل ولو ظهر فرس.
29 - وقال رسول الله صلى الله عليه والله: لا تقطعوا على السائل مسئلته، فلو لا ان المساكين
يكذبون ما أفلح من ردهم.
30 - وقال أبو جعفر عليه السلام: لو يعلم السائل ما في المسألة ما سئل أحد أحدا،
ولم يعلم المعطى ما في العطية ما رد أحد أحدا.
31 - وروى عن الوليد بن صبيح قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فجاء سائل
فأعطاه، ثم جاء آخر فأعطاه، ثم جاء آخر فأعطاه، ثم جاء آخر فأعطاه، فقال:
وسع الله عليك.
32 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فاما السائل فلا تنهر " أي لا تطرد قوله
واما ما بنعمة ربك فحدث قال: بما أنزل الله عليك وأمرك به من الصلاة والزكاة
والصوم والحج والولاية وبما فضلك الله به فحدث.
33 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة
باب: ألبسوا ثياب القطن فإنها لباس رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يكن يلبس الشعر و
الصوف الا من علة، وقال: ان الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر
نعمته على عبده.
34 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر الجعفي
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة منصرفه من
النهروان وبلغه ان معاوية يسبه ويعيبه ويقتل أصحابه، فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه
وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه، ثم قال لولا آية من
كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكر في مقامي هذا، يقول الله عز وجل: " واما بنعمة

(1) خوله الله: أعطاه ونوله أيضا بمعناه.
598

ربك فحدث " اللهم لك الحمد على نعمتك التي لا تحصى، وفضلك الذي لا ينسى،
يا أيها الناس انه بلغني ما بلغني وانى أراني قد اقترب أجلى، وكأني بكم وقد جهلتم
أمرى وانى تارك فيكم ما تركه رسول الله صلى الله عليه وآله كتاب الله وعترتي، وهي عترة
الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى يا أيها الناس لعلكم
لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدى الا مفتر، أنا أخو رسول الله وابن عمه وسيف
نقمته وعماد نصرته وبأسه وشدته، انا رحى جهنم الدائرة وأضراسها الطاحنة انا
موتم البنين والبنات، انا قابض الأرواح وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين،
انا مجدل الابطال وقاتل الفرسان وميير من كفر بالرحمن، وصهر خير الأنام،
انا سيد الأوصياء ووصى خير الأنبياء، انا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله و
وارثه، وانا زوج البتول سيدة نساء العالمين فاطمة التقية الزكية البرة المهدية
حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته، وريحانة رسول الله سبطاه خير الأسباط، و
ولداي خير الأولاد، هل أحد ينكر ما أقول؟ أين مسلموا أهل الكتاب، انا رسمي
في الإنجيل اليا وفى التوراة " بريى " وفى الزبور " أرى " وعند الهند " كبكر " وعند
الروم " بطريسا " وعند الفرس " جبتر " وعند الترك " بتير " وعند الزنج " حيتر " وعند
الكهنة " بويئ " وعند الحبشة " بثريك " وعند أمي " حيدرة " وعند ظئرى " ميمون "
وعند العرب " على " وعند الأرمن " فريق " وعند أبى " ظهير " (1) الا وانى مخصوص
في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عز وجل:
" ان الله مع الصادقين " انا ذلك الصادق وانا المؤذن في الدنيا والآخرة
قال الله عز وجل " فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين " انا ذلك المؤذن
وقال " واذان من الله ورسوله " وانا ذلك الاذان، وانا المحسن يقول الله عز وجل
" ان الله لمع المحسنين " وانا ذو القلب يقول الله عز وجل: " ان في ذلك لذكرى لمن
كان له قلب " وانا الذاكر يقول الله عز وجل " الذين يذكرون الله قياما وقعودا

(1) في ضبط بعض تلك الأسماء خلاف راجع المصدر صفحة 58 - 59 - من الطبعة الجديدة.
وفيه شرح للأسماء أيضا.
599

وعلى جنوبهم " ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمى واخى وابن عمى، والله فالق
الحب والنوى لا يلج النار لنا محب، ولا يدخل الجنة لنا مبغض، يقول الله عز و
جل: " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " وانا الصهر يقول الله عز وجل
" وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " وانا الاذن الواعية يقول الله
عز وجل: " وتعيها اذن واعية " وانا السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله عز وجل " و
رجلا سلما لرجل " ومن ولدى مهدى هذه الأمة الا وقد جعلت حجتكم (1)،
ببغضي يعرف المنافقون، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين، هذا عهد النبي الأمي إلى أنه
لا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق، وانا صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله في
الدنيا والآخرة، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي (2) والله لا عطش محبي ولا خاف وليي،
انا ولى المؤمنين والله وليي، حسب محبي أن يحبوا ما أحب الله، وحسب مبغضي
ان يبغضوا ما أحب الله، الا وانه بلغني ان معاوية سبني ولعنني، اللهم اشدد
وطأتك (3) عليه وانزل اللعنة على المستحق آمين رب العالمين، برب إسماعيل و
باعث إبراهيم، انك حميد مجيد، ثم نزل عن أعوادها فما عاد إليها حتى قتله ابن
ملجم لعنه الله.
35 - في أصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد وعدة من
أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين على
عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد إلى
أمير المؤمنين عليه السلام انه قد غم أهله وحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين: على
بعاصم بن زياد فجئ به، فلما رآه عبس في وجهه فقال له: اما استحييت من أهلك؟
أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره اخذك منها؟ أنت أهون
على الله من ذلك، أوليس الله يقول: " والأرض وضعها للأنام * فيها فاكهة والنخل

(1) وفى المصدر " محنتكم " مكان " حجتكم ".
(2) الفرط: العلم المستقيم يهتدى به.
(3) الوطأة: الآخذة الشديدة.
600

ذات الأكمام " أوليس يقول: " مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان "
إلى قوله " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب
إليه من ابتذاله لها بالمقال، فقد قال عز وجل: " واما بنعمة ربك فحدث " فقال
عاصم: يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفى ملبسك على
الخشونة؟ فقال: ويحك ان الله عز وجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم
بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره (1) فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.
36 - أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن
الحصين عن فضل البقباق قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " واما
بنعمة ربك فحدث " قال: الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك، ثم قال: فحدث
بدينه وما أعطاه الله وما أنعم به عليه.
37 - في نهج البلاغة وله عليك اثر ما أنعم الله به عليك.
38 - في مجمع البيان " واما بنعمة ربك فحدث " قال الصادق عليه السلام معناه
فحدث بما أعطاك الله وفضلك ورزقك و أحسن إليك وهداك.
39 - وفى الحديث: من لم يشكر الناس لم يشكر الله، ومن لم يشكر
القليل لم يشكر الكثير.
40 - في الكافي باسناده إلى أبي بصير قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الله
جميل يحب الجمال، ويحب ان يرى اثر النعمة على عبده.
41 - علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا أنعم الله على عبده
بنعمة فظهرت عليه سمى حبيب الله، محدث بنعمة الله، وإذا أنعم الله على عبده بنعمة
فلم تظهر عليه سمى بغيض الله، مكذب بنعمة الله (2).
42 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير رفعه قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: انني لأكره للرجل أن يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها.

(1) التبيغ: الهيجان والغلبة.
(2) وفى المصدر " محدثا بنعمة الله " في الصدر و " مكذبا بنعمة الله " في الذيل.
601

43 - و باسناده إلى بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لعبيد بن زياد:
اظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإياك ان تزين الا في أحسن زي قومك،
فما رئي عبيد الا في أحسن زي قومه حتى قامت.
44 - في محاسن البرقي عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن عمرو بن أبي
نصير قال، حدثني رجل من أهل البصرة قال: رأيت الحسين بن علي عليهما السلام و
عنده ابن عمر يطوفان بالبيت، فسألت ابن عمر فقلت: قول الله: " واما بنعمة ربك
فحدث " قال: امره ان يحدث بما أنعم الله عليه، ثم انى قلت للحسين بن علي
عليه السلام قول الله " واما بنعمة ربك فحدث " قال: امره ان يحدث بما أنعم الله
عليه من دينه.
45 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
حدثني أبي عن جده عن آبائه عليهم السلام قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أحسنوا صحبة
النعم قبل فراقها فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكثر
قراءة " والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى، وألم نشرح " الحديث وقد تقدم
في والشمس وضحيها.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عنه صلى الله عليه وآله قال: من قرأها اعطى من
الاجر كمن لقى محمدا مغتما ففرح عنه.
3 - وروى أيضا أصحابنا ان الضحى وألم نشرح سورة واحدة لتعلق
إحديهما بالأخرى.
أقول: وقد قدمنا في أول الضحى بعض الأحاديث في هذا المعنى فاطلبه.
4 - في مجمع البيان روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله
602

صلى الله عليه وآله: لقد سألت ربى مسألة وددت انى لم أسئله، قلت: أي رب انه قد كان أنبياء
قبلي، منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيى الموتى؟ قال: فقال: ألم
أجدك يتيما فآويتك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قال:
قلت بلى أي رب، قال: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك؟ قال: قلت:
بلى أي رب.
5 - وعن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله فقيل: يا رسول الله أينشرح
الصدر؟ قال: نعم، قالوا: يا رسول الله وهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال نعم التجافي
عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاعداد للموت قبل نزول الموت.
6 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن جميل عن
الحسن بن راشد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " ألم نشرح لك صدرك " قال:
بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم: ألم نشرح لك صدرك قال: بعلى فجعلناه
وصيك. قال: حين فتح مكة ودخلت قريش في الاسلام شرح الله صدره وسره ووضعنا
عنك وزرك قال: بعلى الحرب الذي انقض ظهرك أي أثقل ظهرك ورفعنا لك
ذكرك قال: تذكر إذا ذكرت، وهو قول الناس أشهد ان لا إله إلا الله، وأشهد ان
محمدا رسول الله.
8 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن
آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي
عليه السلام: هذا إدريس عليه السلام أعطاه الله عز وجل مكانا عليا؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان
كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله جل ثناؤه قال فيه: " ورفعنا
لك ذكرك " فكفى بهذا من الله رفعة قال له اليهودي: فقد القى الله على موسى محبة
منه؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك وقد أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله ما هو أفضل من
هذا، لقد ألقى الله عز وجل عليه محبة منه، فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم
إذ تم من الله عز وجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة الا أن يقال أشهد أن لا إله إلا الله واشهد
603

ان محمدا رسول الله، ينادى على المنار، فلا يرفع صوت بذكر الله عز وجل الا رفع
بذكر محمد صلى الله عليه وآله معه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
9 - في مجمع البيان: وفى الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله
في هذه الآية قال: قال لي جبرئيل: قال الله عز وجل: إذا ذكرت ذكرت معي
فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا روى عن عطاء عن ابن عباس قال: يقول
الله تعالى: خلقت عسرا واحدا وخلقت يسرين، فلن يغلب عسر يسرين.
10 - وعن الحسن قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله مسرورا فرحا وهو يضحك ويقول
لن يغلب عسر يسرين " فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا " قال الفراء: ان
العرب يقول ذا ذكرت نكرة ثم أعدتها نكرة مثلها صارتا اثنتين، كقولك إذا
كسبت درهما فانفق درهما فالثاني غير الأول، وإذا أعدتها معرفة فهي هي كقولك:
إذا اكتسبت درهما فانفق الدرهم، فالثاني هو الأولى، ونحو هذا ما قاله الزجاج
انه ذكر العسر مع الألف واللام، ثم ثنى ذكره فصار المعنى ان مع العسر يسرين.
11 - في تهذيب الأحكام ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي عليهم السلام ان
امرة استعدت على زوجها انه لا ينفق عليها وكان زوجها معسرا فأبى علي عليه السلام أن
يحبسه وقال: ان مع العسر يسرا.
12 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: انى لأعرف آيتين من كتاب الله المنزل يكتبان
للمرأة إذا عسر عليها ولدها يكتبان في رق ظبي وتعلقه عليها في حقويها (1) " بسم الله
وبالله ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا سبع مرات يا أيها الناس اتقوا ربكم ان
زلزلة الساعة شئ عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل
ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ".
13 - في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: واعلم أن مع

(1) الرق: جلد رقيق يكتب فيه. والحقو: الخصر.
604

العسر يسرا وان مع الصبر النصر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا ان مع
العسر يسرا.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: " ان مع العسر يسرا " قال: ما كنت
فيه من العسر أتاك اليسر فإذا فرغت فانصب قال: إذا فرغت من حجة الوداع فانصب
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
15 - حدثنا محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد
الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " فإذا فرغت من نبوتك فانصب عليا
والى ربك فارغب في ذلك ".
16 - في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى
ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و
عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل
يقول فيه عليه السلام حاكيا عن رسول الله، صلى الله عليه وآله فاحتج عليهم حين اعلم بموته ونعت
إليه نفسه فقال الله جل ذكره: " فإذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب " يقول: فإذا
فرغت فانصب علمك وأعلن وصيك، فأعلمهم فضله علانية، فقال عليه السلام: من كنت
مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات، ثم قال: لأبعثن
رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار، يعرض بمن رجع يجبن أصحابه
ويجبنونه.
وقال صلى الله عليه وآله: على سيد المؤمنين وقال: على عمود الدين وقال: هذا هو
الذي يضرب الناس بالسيف على الحق بعدى. وقال: الحق مع علي أينما مال.
وقال: انى تارك فيكم أمرين ان أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله عز وجل
وأهل بيتي عترتي أيها الناس اسمعوا وقد بلغت انكم ستردون على الحوض، فأسألكم
عما فعلتم في الثقلين، والثقلان كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي، فلا تسبقوهم فتهلكوا
ولا تعلموهم انهم أعلم منكم.
17 - في مجمع البيان " فإذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب " معناه
605

فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في
المسألة يعطك عن مجاهد وقتادة والضحاك ومقاتل والكلبي وهو المروى عن أبي
جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وقال الصادق عليه السلام: هو الدعاء في دبر الصلاة
وأنت جالس.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ و
التين في فرائضه ونوافله اعطى من الجنة حيث يرضى.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قراها أعطاه
الله خصلتين العافية ما دام في الدنيا، فان مات أعطاه الله من الاجر بعدد من قرأ هذه
السورة صيام يوم.
3 - وعن البراء بن عازب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقرأ في المغرب والتين
والزيتون فما رأيت انسانا أحسن قراءة منه رواه مسلم في الصحيح عن مقاتل
قال عمر بن ميمون: سمعت عمر بن الخطاب يقرأ بمكة في المغرب والتين والزيتون
وطور سينا قال: فظننت انما قرأها ليعلم حرمة البلد، وروى ذلك عن موسى بن
جعفر أيضا.
4 - في كتاب الخصال عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة إلى أن قال: واختار من البلدان
أربعة فقال تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين فالتين المدينة
والزيتون بيت المقدس، وطور سينين الكوفة، وهذا البلد مكة.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم " والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد
الأمين " قال: " التين " رسول الله صلى الله عليه وآله، " والزيتون " أمير المؤمنين عليه السلام " وطور سينين "
الحسن والحسين " وهذا البلد الأمين " الأئمة عليهم السلام.
606

6 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب بعد أن نقل قوله تعالى: " والذين
يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين " وانها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام
خاصة، وان الأزواج فاطمة وذرياتنا الحسن والحسين، قال: وقد روى أن " والتين و
الزيتون " نزلت فيهما.
7 - مقاتل عن مرازم عن موسى بن جعفر عليهما السلام في قوله تعالى: " والتين و
الزيتون " قال: الحسن والحسين، " طور سينين " قال: علي بن أبي طالب، " وهذا البلد
الأمين " قال: محمد صلى الله عليه وآله.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم وقد روى أبو ذر ان النبي صلى الله عليه وآله قال في التين:
لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه هي، لان فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها
فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس، وأما الزيتون فإنه يعتصر منه الزيت الذي يدور
في أكثر الأطعمة وهو ادم; والتين طعام وفيه منافع كثيرة.
9 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب متصل بآخر ما نقلنا أعنى محمدا صلى الله عليه وآله
لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم قال: الأول ثم رددناه أسفل سافلين ببغضه
أمير المؤمنين.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم: " لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم " قال:
نزلت في الأول " ثم رددناه أسفل سافلين. "
11 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قوام الانسان وبقاؤه
بأربعة: بالنار والنور والريح والماء فبالنار يأكل ويشرب. وبالنور يبصر ويعقل،
وبالريح يسمع ويشم، وبالماء يجد لذة الطعام، ولولا أن النار في مقعدته لما هضمت
الطعام والشراب، ولولا أن النور في بصره لما أبصر ولا عقل، ولولا الريح لما التهب نار
المعدة، ولولا الماء لما وجد لذة الطعام.
12 - عن أبي عبد الله عليهم السلام قال: بنى الجسد على أربعة أشياء على الروح والعقل والدم
والنفس، فإذا خرجت الروح تبعها العقل، وإذا رأى الروح شيئا حفظه عليه العقل و
تبقى الروح والنفس.
607

13 - في تفسير علي بن إبراهيم: الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال:
ذاك أمير المؤمنين فلهم اجر غير ممنون أي لا يمن عليهم به.
14 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب متصل بآخر ما نقلنا من قوله:
ببغضه أمير المؤمنين " الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " علي بن أبي طالب فما يكذبك
بالدين ولاية علي بن أبي طالب.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله " فما يكذبك بعد بالدين " قال:
بأمير المؤمنين أليس الله بأحكم الحاكمين.
16 - في مجمع البيان وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ختم هذه قال: بلى وانا على
ذلك من الشاهدين.
17 - في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته وإذا
قرأ " والتين والزيتون " قال: عند الفراغ منها بلى وانا على ذلك من الشاهدين.
18 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين أصحابه من الأربعمأة باب مما
يصلح للمسلم في دينه ودنياه، إذا قرأتم والتين فقولوا في آخرها: ونحن على ذلك
من الشاهدين.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ في يومه
أو ليلته اقرأ باسم ربك ثم مات في يومه أو ليلته مات شهيدا، وبعثه الله شهيدا وأحياه
شهيدا، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل الله عز وجل مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها فكأنما
قرا المفصل كله.
3 - وروى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العزائم: " ألم تنزيل،
وحم السجدة، والنجم إذا هوى، واقرأ باسم ربك " وما عداها في جميع القرآن
608

مسنون ليس بمفروض.
4 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام ان العزائم أربع: " اقرا باسم ربك
الذي خلق، والنجم، وتنزيل السجدة، وحم السجدة ".
5 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرضا عليه السلام:
سمعت أبي يحدث عن أبيه عليه السلام ان أول سورة نزلت بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم
ربك وآخر سورة نزلت " إذا جاء نصر الله "
6 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد عن
منصور بن العباس ومحمد بن الحسن بن السرى عن عمه علي بن السرى عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله " بسم الله الرحمن الرحيم * اقرأ باسم
ربك " وآخره " إذا جاء نصر الله ".
7 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام وانه
كانت أول سورة نزلت " اقرا باسم ربك الذي خلق " الحديث وقد تقدم عند قوله
تعالى: " ما ودعك ربك وما قلى ".
8 - حدثنا أحمد بن محمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا
محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن أبي جعفر عليه السلام
قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد اقرا قال: وما اقرأ؟ قال: " اقرا
باسم ربك الذي خلق " يعنى خلق نورك القديم قبل الأشياء خلق الانسان من علق
يعنى خلقك علقة وشق منك عليا اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم يعنى علم
علي بن أبي طالب عليه السلام علم الانسان ما لم يعلم يعنى علم عليا من الكتاب ما لم يعلم
قبل ذلك.
قال علي بن إبراهيم: في قوله: " اقرأ باسم ربك " قال: اقرأ باسم الله الرحمن
الرحيم الذي خلق " خلق الانسان من علق " قال: من دم " اقرأ وربك الأكرم * الذي
علم بالقلم " قال: علم الانسان بالكتابة التي بها تتم أمور الدنيا في مشارق الأرض
ومغاربها ثم قال: كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى قال. ان الانسان إذا
609

استغنى يكفر ويطغى وينكر.
قوله عز وجل أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى.
9 - في من لا يحضره الفقيه روى عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي
جعفر عليه السلام قال: سألته عن صلاة الضحى؟ فقال: أول من صلاها قومك، انهم كانوا من
الغافلين فيصلونها ولم يصلها رسول الله.
10 - وقال: ان عليا عليه السلام مر على رجل وهو يصليها، فقال علي عليه السلام ما هذه الصلاة؟
قال: أدعها يا أمير المؤمنين؟ فقال علي عليه السلام: أكون انهى عبدا إذا صلى؟.
11 - في مجمع البيان وجاء في الحديث ان أبا جهل قال: هل يعفر محمد
وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم قال: فالبذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن
على رقبته، فقيل له: ها هو ذلك يصلى، فانطلق ليطأ على رقبته فما فجئهم الا
وهو ينكص على عقبيه ويتقى بيديه (1) فقالوا: مالك يا أبا الحكم؟ قال: إن بيني و
بينه خندقا من نار وهولا وأجنحة.
وقال نبي الله صلى الله عليه وآله والذي نفسي بيده لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا
فأنزل الله سبحانه " أرأيت الذي ينهى " إلى آخر السورة رواه مسلم في الصحيح.
12 - وقد روى عن علي عليه السلام انه خرج في يوم عيد فرأى أناسا يصلون فقال:
يا أيها الناس قد شهدنا نبي الله صلى الله عليه وآله في مثل هذا اليوم فلم يكن أحد يصلى قبل
العيد - أو قال النبي - فقال رجل: يا أمير المؤمنين الا تنهى ان يصلوا قبل خروج
الامام؟ فقال: لا أريد ان انهى عبدا إذا صلى، ولكنا نحدثهم بما شهدنا من
النبي أو كما قال.
13 - قال ابن عباس لما اتى أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وآله انتهره رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال أبو جهل: أتنتهرني يا محمد فوالله لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديا منى (2)

(1) نكص على عقبيه: رجع عما كان عليه.
(2) النادي: المجلس. قال الطبرسي (ره): فليدع ناديه أي أهل ناديه يعنى عشيرته
فحذف المضاف.
610

فأنزل الله سبحانه فليدع ناديه.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فليدع ناديه " قال: لما مات أبو طالب
نادى أبو جهل والوليد عليهما لعائن الله: هلموا فاقتلوا محمدا فقد مات الذي كان
ناصره، فقال الله: فليدع ناديه سندع الزبانية قال: كما دعا إلى قتل محمد رسول
الله صلى الله عليه وآله نحن أيضا ندع الزبانية، ثم قال: كلا لا تطعه واسجد واقترب أي لا يطيعون
لما دعاهم إليه لان رسول الله صلى الله عليه وآله اجاره مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف
ولم يجسر عليه أحد.
15 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام حدثنا أبي رضي الله عنه قال:
حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء قال:
سمعت الرضا عليه السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك
قوله تبارك وتعالى: " واسجد واقترب ".
16 - في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الوشا قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله
عز وجل " واسجد واقترب ".
17 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن يعقوب عن ابن رئاب عن أبي
عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قرأ أحدكم السجدة من العزائم فليقل
في سجوده وسجدت لك تعبدا ورقا لا مستكبرا عن عبادتك ولا مستنكفا ولا متعظما بل
انا عبد ذليل خائف مستجير.
18 - فيمن لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: أقرب ما يكون العبد إلى
الله وهو ساجد قال الله عز وجل " واسجد واقترب ". وقد روى أنه يقول في سجدة
العزائم لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله ايمانا وتصديقا، لا إله إلا الله عبودية ورقا
سجدت لك يا رب تعبدا ورقا، لا مستكنفا ولا مستنكرا بل انا عبد ذليل خائف
مستجير، ثم يرفع رأسه ثم يكبر.
19 - في مجمع البيان وفى الحديث عن عبد الله بن مسعود ان رسول الله
611

صلى الله عليه وآله قال: أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا.
20 - في غوالي اللئالي وروى في الحديث انه لما نزل قوله تعالى: " واسجدوا
واقترب " سجد النبي صلى الله عليه وآله فقال في سجوده: أعوذ بالله برضاك من سخطك وبما فاتك
من عقوبتك وأعوذ بك منك حتى لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن سيف بن عميرة عن رجل عن أبي
جعفر عليه السلام من قرء انا أنزلناه في ليلة القدر فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في
سبيل الله عز وجل، ومن قرأها سرا كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرءها عشر مرات
محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه.
2 - وفى أصول الكافي مثله الا ان في آخره ومن قرأها عشر مرات مرت له (1)
على [محو] ألف ذنب من ذنوبه.
3 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ " انا أنزلناه في ليلة
القدر " في فريضة من فرايض الله نادى مناد: يا عبد الله غفر الله لك ما مضى
فاستأنف العمل.
4 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرأها اعطى من الاجر
كمن صام رمضان وأحيى ليلة القدر.
5 - في مهج الدعوات لابن طاوس رحمه الله انه قيل للصادق عليه السلام:
بما احترست من المنصور عند دخولك عليه؟ فقال: بالله وبقراءة انا أنزلناه، ثم
قلت: يا الله يا الله سبعا انى أتشفع إليك بمحمد وآله صلى الله عليه وآله من أن تقلبه لي فمن
ابتلى بذلك فليصنع مثل صنعي ولولا أننا نقرأها ونأمر بقرائتها شيعتنا لتخطفهم الناس
ولكن هي والله لهم كهف.

(1) وفى المصدر " غفرت له... اه ".
612

6 - في كتاب طب الأئمة باسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام
قال: شكا رجل من همدان إلى أمير المؤمنين وجع الظهر وانه يسهر الليل، فقال:
ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلثا " وما كان لنفس ان تموت الا
بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته
منها وسنجزي الشاكرين " واقرأ سبع مرات انا أنزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فإنك
تعافى من العلة إن شاء الله تعالى.
7 - وباسناده إلى بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام وأوصى أصحابه
وأولياءه من كانت به علة فليأخذ قلة جديدة (1) وليجعل فيه الماء، وليسقى الماء
بنفسه، وليقرأ على الماء سورة انا أنزلناه على الترتيل ثلاثين مرة ثم يشرب من
ذلك الماء وليتوض وليمسح به. وكلما انقص زاد فيه، فإنه لا يظهر ذلك ثلاثة أيام
الا ويعافيه الله من ذلك الداء.
8 - في أصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد الأزدي عن رجل عن أبي
عبد الله عليه السلام في العوذة قالت: تأخذ قلة جديدة فيجعل فيها ماء ثم تقرأ عليها انا
أنزلناه في ليلة القدر ثلاثين مرة، ثم تعلق ويشرب منها ويتوضأ ويزاد فيها ماء
انشاء الله تعالى.
9 - في تهذيب الأحكام أبو الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم نادى مناد، تلك الليلة من بطنان العرش:
ان الله تعالى قد غفر لمن اتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة.
10 - محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى
قال: كنت بفيد (2) فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع
قال: فقال لي علي بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضا عليه السلام: من اتى
قبر أخيه المؤمن من أي ناحية يضع يده وقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات

(1) القلة: الحب العظيم. وقيل: الكوز الصغير، ضد.
(2) فيد: منزل بطريق مكة.
613

امن من الفزع الأكبر.
11 - الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: مررت
مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة فقلت لأبي
جعفر عليه السلام: جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة؟ قال: فوقف عليه ثم قال اللهم
ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، واسكن إليه من رحمتك رحمة
يستغنى بها عن رحمة من سواك، والحقة من كان يتولاه، ثم قرأ انا أنزلناه في ليلة
القدر سبع مرات.
12 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الرضا عليه السلام: ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ
عنده " انا أنزلناه في ليلة القدر " سبع مرات الا غفر الله له ولصاحب القبر.
13 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله
حديث طويل وفيه فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله تبارك وتعالى جبرئيل عليه السلام فيهبط في
كبكبة من الملائكة ومعهم لواء اخضر، فيركن اللواء على ظهر الكعبة وله ستمأة جناح،
منها جناحان لا ينشرهما الا في ليلة القدر فيجاوزان المشرق والمغرب ويثبت جبرئيل
الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قاعد وقائم ومصل وذاكر ويصافحونهم
ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل: معشر
الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون: يا جبرئيل ما صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين
من أمة محمد صلى الله عليه وآله فيقول: ان الله عز وجل نظر إليهم هذه الليلة فعفى عنهم وغفر
لهم الا أربعة: فقيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: من هذه الأربعة؟ قال: رجل مات مدمن
خمر، وعاق لوالديه، وقاطع رحم، وشاجن، قيل: يا رسول الله وما الشاجن؟ قال:
الصارمة (1).
14 - في مجمع البيان روى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا كانت
ليلة القدر تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ومنهم جبرئيل، فينزل جبرئيل
ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء في المسجد

(1) كذا في الأصل ومصدر الحديث مخطوط لم أظفر عليه.
614

الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا يدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة الا سلم عليه الا مدمن
الخمر وآكل لحم الخنزير والمتضمخ بالزعفران. (1)
15 - وعنه صلى الله عليه وآله قال: إن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضئ فجرها:
ولا يستطيع فيها ان ينال أحدا بخبل (2) أو داء أو ضرب من ضروب الفساد، و
لا ينفذ فيه سحر ساحر.
16 - وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله رجل من بني إسرائيل
انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله الف شهر، فعجب من ذلك رسول
الله صلى الله عليه وآله عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب جعلت أمتي
اقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال: " ليلة القدر خير من
الف شهر " الذي حمل الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم
القيامة في كل رمضان.
17 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمائة
باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، من قرء: " قل هو الله أحد " من قبل ان تطلع
الشمس ومثلها " انا أنزلناه " ومثلها آية الكرسي منع ماله مما يخاف، من قرء " قل
هو الله أحد " و " انا أنزلناه " قبل ان تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وان جهد
إبليس، إذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: اللهم بارك لامتي في بكورها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من بيته الآيات
الآخرة من آل عمران وآية الكرسي وانا أنزلناه وأم الكتاب، فان فيها قضاء
الحوائج للدنيا والآخرة، إذا كسا الله مؤمنا ثوبا [جديدا] فليتوض وليصل ركعتين
يقرأ فيهما أم الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وانا أنزلناه في ليلة القدر،
وليحمد الله الذي ستر عورته وزينه في الناس، وليكثر من قول: لا حول ولا قوة
الا بالله العلي العظيم، فإنه لا يعصى الله فيه، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له و

(1) التضمخ: التلطخ بالطيب ونحوه والاكثار منه.
(2) الخبل - بالتحريك -: فساد الأعضاء. الجنون.
615

يستغفر له ويترحم عليه.
18 - في الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن غير واحد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: من قرأ انا أنزلناه ثنتين وثلثين مرة في اناء جديد ورش بثوبه
الجديد إذا ألبسه لم يزل يأكل في سعة وما بقي.
19 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة عمة أبى محمد
الحسن عليه السلام انها قالت امرني أبو محمد عليه السلام بالمبيت عنده ليلة ولد القائم عليه السلام، فكنت
مع نرجس أم القائم عليه السلام فلم أزل ارقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي
لا تقلب جنبا عن جنب إلى جنب، حتى إذا كان آخر الليل وقت الفجر وثبت فزعة
فضممتها إلى صدري وسميت عليها فصاح إلى أبو محمد عليه السلام وقال: اقرأي عليها انا أنزلناه
في ليلة القدر، فأقبلت اقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر بي الامر
الذي أخبرك به مولاي، فأقبلت اقرأ عليها كما امرني فأجابني الجنين من بطنها
يقرأ مثل ما اقرأ وسلم على قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
20 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ان الله اختار من الليالي ليلة القدر، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
21 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه
يقول عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن ربه جل جلاله أنه قال: اقرأ " انا أنزلناه "
فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة.
22 - وباسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي
عبد الله قال: من نام (1) في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة
وهي ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها تكتب وفد الحاج، وفيها يكتب الأرزاق
والآجال، وما يكون من السنة إلى السنة، قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر

(1) كذا في الأصل وفى المصدر " من لم يكتب له.. اه " مكان " من نام... اه ".
616

لم يستطع الحج؟ فقال: لا، قلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم
من شئ هكذا الامر.
23 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى المفضل بن عمر قال ذكر أبو
عبد الله عليه السلام انا أنزلناه في ليلة القدر قال: ما أبين فضلها على المشهود قال: قلت: و
أي شئ فضلها؟ قال: نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها، قلت: في ليلة القدر
التي نرتجيها في شهر رمضان؟ قال: نعم هي ليلة قدرت فيها السماوات والأرض، و
قدرت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها.
24 - في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن عبدوس عن
محمد بن زاوية عن أبي علي بن راشد قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك انك
كتبت إلى محمد بن الفرج تعلمه ان أفضل ما يقرء في الفرائض بانا أنزلناه وقل هو الله
أحد، وان صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر، فقال عليه السلام: لا يضيقن صدرك بهما فان
الفضل والله فيهما.
25 - سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت
إلى أبى جعفر عليه السلام انى قد لزمني دين فادح (1) فكتب إلى أكثر من الاستغفار
ورطب لسانك بقراءة انا أنزلناه.
26 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن أحمد بن
الفضل أبى عمر الحذاء قال: سائت حالي فكتبت إلى أبى جعفر عليه السلام، فكتب إلى
أدم قراءة " انا أرسلنا نوحا إلى قومه " قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا فكتبت إليه
اخبره بسوء حالي وانى قد قرأت " انا أرسلنا نوحا إلى قومه " حولا كما أمرتني
ولم أر شيئا؟ قال: فكتب إلى قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة انا أنزلناه
قال: ففعلت فما كان الا يسيرا حتى بعث إلى أبى داود فقضى عنى ديني واجري على
وعلى عيالي، ووجهني إلى البصرة في وكالة بباب كلاء (2) واجري على

(1) فدحه الدين: أثقله.
(2) الكلاء - ككتان -: موضع بالبصرة ويقال لكل ساحل نهر.
617

خمسمأة درهم، وكتبت من البصرة على يدي علي بن مهزيار إلى أبى الحسن
صلوات الله عليه، انى كنت سألت أباك عن كذا وشكوت كذا وانى قد نلت الذي
أحببت، فأحببت أن تخبرني يا مولاي كيف اصنع في قراءة " انا أنزلناه " اقتصر
عليها وحدها في فرائضي وغيرها أم اقرأ معها غيرها؟ أم لها حد أعمل به؟ فوقع
عليه السلام وقرأت التوقيع: لا تدع من القرآن قصيره وطويله ويجزيك من قراءة " انا
أنزلناه " يومك وليلتك مأة مرة.
27 - علي بن محمد رفعه قال: الختم على طين قبر الحسين عليه السلام ان يقرأ عليه
" انا أنزلناه في ليلة القدر ".
28 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمر الشامي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق
السماوات ولا ارض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره، وهو شهر رمضان وقلب شهر
رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر
بالقرآن.
29 - وباسناده إلى المسمعي انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصى ولده: إذا دخل
شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب
وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.
30 - وباسناده إلى أبى الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله
في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس انه قد أظلكم شهر
فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان الحديث.
31 - وباسناده إلى عبد الله بن عبد الله عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال:
ناد في الناس، فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس
ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور ليلة فيه خير من الف
شهر الحديث.
618

32 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: الغسل
في سبعة عشر موطنا ليلة سبع وعشرة من شهر رمضان إلى قوله: وليلة ثلاث وعشرين
يرجى فيها ليلة القدر.
33 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: التمسها ليلة إحدى
وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من رمضان.
34 - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله انه ذكر شهر رمضان فقال رجل:
فيه ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: نعم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
35 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نصر عن حماد عن الحلبي
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه ان
شاء إلى غيره، وذلك أن ليلة القدر تكون فيها في عامة ذلك ما شاء الله أن يكون
36 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد
ابن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر
الثاني عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال: لابن العباس ان ليلة القدر في كل سنة، و
انه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ابن
عباس: من هم؟ قال: انا واحد عشر من صلبي.
37 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبى عليه السلام: قلت لابن عباس: أنشدك هل
في حكم الله جل ذكره اختلاف؟ قال: فقال: لا فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا
أصابعه بالسيف حتى سقطت، ثم ذهب واتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به إليك و
أنت قاض كيف أنت صانع؟ قال: أقول لهذا القاطع: اعطه دية كفه. وأقول لهذا
المقطوع: صالحه على ما شئت وابعث به إلى ذوي عدل، قلت. جاء الاختلاف في
حكم الله عز ذكره ونقضت القول الأول، أبى الله عز ذكره ان يحدث في خلفه شيئا
من الحدود وليس تفسيره في الأرض، اقطع قاطع الكف أصلا ثم اعطه دية الأصابع
هذا حكم الله ليلة ينزل فيها امره ان جحدتها بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله
فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب، قال: فلذلك عمى
619

بصرى؟ قال: وما علمك بذلك فوالله ان عمى بصره الا من صفقة جناح الملك، قال
فاستضحكت ثم تركته يوم ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت. يا بن عباس ما تكلمت
بصدق مثل أمس. قال لك علي بن أبي طالب: ان ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل
في تلك الليلة أمر السنة، وان لذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: من هم؟
فقال: انا واحد عشر من صلبي أئمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت الا مع رسول
الله صلى الله عليه وآله فتبدا لك الملك الذي يحدثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي
حدثك به على ولم تره عيناه ولكن وعا قلبه ووقر في سمعه ثم صفقك بجناحه فعميت،
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
38 - محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر
الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول:
" انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عز وجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى أن قال:
ثم قال في بعض كتابه: " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " في انا
أنزلناه في ليلة القدر، وقال في بعض كتابه " وما محمد الا رسول قد خلت من
قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله
شيئا وسيجزى الله الشاكرين " يقول في الآية الأولى ان محمدا حين يموت يقول
أهل الخلاف لأمر الله عز وجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة
أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا لم تذهب فلابد أن يكون
لله عز وجل فيها أمر وإذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد.
39 - في مجمع البيان جاءت الرواية عن أبي ذر أنه قال: قلت يا رسول الله
ليلة القدر هي شئ يكون على عهد الأنبياء ينزل فيها فإذا قبضوا دفعت؟ قال: لا بل
هي إلى يوم القيامة.
40 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن
أذينة عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفر عليه السلام عن
620

قول الله تعالى: " انا أنزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل
سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، الحديث وسيأتي بتمامه إن شاء الله تعالى.
41 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن السياري عن بعض أصحابنا عن
داود بن فرقد قال: حدثني يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن ليلة القدر؟
فقال: اخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لو رفعت
ليلة القدر لرفع القرآن.
42 - أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد
ابن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أرى
رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بنى أمية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن
الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول
الله مالي أراك كئيبا حزينا؟ قال: يا جبرئيل انى رأيت بنى أمية في ليلتي هذه يصعدون
منبرى من بعدى يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا
انى ما اطلعت عليه، فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل بآي من القرآن يؤنسه بها
قال: " أفرأيت ان متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما اغنى عنهم ما كانوا
يمتعون " وانزل عليه انا أنزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر
خير من الف شهر جعل الله تعالى ليلة القدر لنبيه عليه السلام خيرا من ألف شهر ملك بنى أمية.
43 - في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن
علي بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: هبط جبرئيل عليه السلام
على رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله كئيب حزين فقال: يا رسول الله مالي أراك كئيبا
حزينا؟ فقال: انى رأيت الليلة رؤيا قال: وما الذي رأيت؟ قال: رأيت بنى أمية
يصعدون المنابر وينزلون منها؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشئ من هذا و
صعد جبرئيل إلى السماء ثم أهبطه الله جل ذكره بآي من القرآن يعزيه (1) بها
قوله: " أفرأيت ان متعناهم سنين * ثم جائهم ما كانوا يوعدون * ما اغنى عنهم ما كانوا

(1) أي يسليه بها.
621

يمتعون " وأنزل الله جل ذكره " انا أنزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر *
ليلة القدر خير من الف شهر " للقوم فجعل الله ليلة القدر [لرسوله] خير من ألف شهر.
44 - في سند الصحيفة السجادية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبى حدثني
عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله أخذته نعسة وهو على منبره فرأى
في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة (1) يردون الناس على أعقابهم القهقرى
فاستوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل عليه السلام بهذه
الآية " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن
ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا " يعنى بنى أمية قال: يا جبرئيل أعلى عهدي
يكونون وفى زمني؟ قال: لا ولكن تدور رحى الاسلام من مهاجرك فتلبث بذلك
عشرا، ثم تدور رحى الاسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك
خمسا، ثم لابد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثم ملك الفراعنة، قال: وأنزل
الله تعالى في ذلك " انا أنزلناه في ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر " يملكها
بنو أمية ليس فيها ليلة القدر، قال: فاطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله ان بنى أمية تملك
سلطان هذه الأمة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى
يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا
أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم.
45 - في مجمع البيان وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله
رجل من بني إسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب من
ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب
جعلت أمتي أقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال: " ليلة
القدر خير من ألف شهر " الذي حمل الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولامتك
من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.
46 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي ره عن الحسن بن علي عليهما السلام حديث

(1) نزى بمعنى وثب.
622

طويل يقول فيه لمعاوية ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا
أخذوا مال الله بينهم دولا، وعباده خولا وكتابه دخلا (1) فإذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا
حقت اللعنة عليهم ولهم، فإذا بلغوا أربعمائة، وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع
من لوك تمرة (2) فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: احفظوا أصواتكم فان الوزغ تسمع، وذلك حين رآهم رسول الله
صلى الله عليه وآله ومن يملك بعده منهم هذه الأمة يعنى في المقام، فساء ذلك وشق عليه،
فأنزل الله عز وجل (3) في كتابه " ليلة القدر خير من الف شهر " فاشهد لكم واشهد
عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الألف شهر التي اجلها الله عز وجل في كتابه.
47 - في الكافي أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن
العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن علامة ليلة
القدر؟ فقال: علامتها أن تطيب ريحها، وإن كانت في برد دفئت (4) وإن كانت في
حر بردت فطابت.
48 - في مجمع البيان وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله قال في ليلة القدر: انها
ليلة سمحة لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع.
49 - في أصول الكافي وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره
ليلة القدر أول ما خلق الدنيا إلى قوله: قال: وقال رجل لأبي جعفر عليه السلام: يا بن
رسول الله لا تغضب قال: ولا اغضب، قال: أرأيت قولك في ليلة القدر إلى قوله:
قال السائل: يا بن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال:

(1) الخول: العبيد والإماء. والدخل: العيب والغش والفساد، قال الطريحي (ره)
وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمور لم تجر بها السنة.
(2) لاك لوكا - اللقمة -: مضغها أهون المضغ وأدارها في فمه.
(3) وفى المصدر زيادة وهي قوله: " فأنزل الله في كتابه: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك
الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن يعنى بنى أمية، وأنزل أيضا في كتابه.. اه ".
(4) أي سخنت
623

اتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فإذا أتت ليلة ثلاث وعشرين
فإنك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.
50 - محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: انا أنزلناه في
ليلة القدر صدق الله عز وجل انزل القرآن في ليلة القدر الحديث ستسمع تمامه
إن شاء الله.
51 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن محمد عن سهل بن زياد
جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قبض أمير المؤمنين
عليه السلام: قام الحسن بن علي في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على
النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: أيها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون و
لا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في ليلة التي قبض فيها وصى موسى يوشع بن
نون، والليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
52 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن
داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن في ثلاث وعشرين من
شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
53 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله عن محمد بن القاسم
عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل
القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين
سنة، ثم قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: انزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
54 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات
624

والأرض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر،
ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.
55 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم
ابن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنزلت
التورية في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة مضت من.
شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشر مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن
في ليلة القدر.
56 - وباسناده إلى حمران انه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا أنزلناه
في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر
فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر.
57 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة
عن حسان بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: التمسها ليلة
إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين.
58 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري
عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير: جعلت
فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟ فقال: في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين
قال: فإن لم أقو على كلتيهما فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، قلت: فربما رأينا الهلال
عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى، فقال: ما أيسر أربع ليال
تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني (1) فقال: ان ذلك
ليقال، فقلت: جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج
فقال لي: يا أبا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما
يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في

(1) سيأتي حديث الجهني تحت رقم 67.
625

كل واحدة منهما مأة ركعة واحيهما ان استطعت إلى النور (1) واغتسل فيهما قال:
قلت: فإن لم أقدر على ذلك وانا قائم؟ قال: فصل وأنت جالس، قال: قلت:
فإن لم أستطع قال: فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل أول الليل بشئ من النوم، ان
أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد (2) الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر
رمضان، كان يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله المرزوق.
59 - وباسناده إلى حمران انه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا
أنزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان
في العشر الأواخر.
60 - محمد بن يحيى عن أحمد محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: وغسل ليلة إحدى وعشرين وغسل ليلة ثلاث
وعشرين سنة لا تتركها، فإنه يرجى في إحديهن ليلة القدر.
61 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله
المؤمن عن إسحاق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسألونه، يقولون: الأرزاق
تقسم ليلة النصف من شعبان؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك الا في ليلة تسعة عشر من
شهر رمضان، واحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، فان في تسعة عشر يلتقى الجمعان،
وفى ليلة إحدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفى ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما
أراد الله تعالى من ذلك، وهي ليلة القدر التي قال الله تعالى " خير من ألف شهر " قال:
قلت: ما معنى قوله: يلتقى الجمعان؟ قال: يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره
وارادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين؟ قال: إنه يفرقه
في ليلة إحدى وعشرين امضاؤه، ويكون له فيه البداء، فإذا كانت ليلة ثلاث و
عشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.
62 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة

(1) قال الفيض (ره): النور كناية عن انفجار الصبح بالفلق.
(2) الصفد: القيد والشد.
626

قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: التقدير في ليلة القدر تسعة عشر والابرام في ليلة إحدى
وعشرين، والامضاء في ليلة ثلاث وعشرين.
63 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن أبي جميلة عن
رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها (1).
64 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن ربيع المسلى وزياد
ابن أبي الحلال ذكراه عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في تسعة عشر من شهر
رمضان التقدير، وفى ليلة إحدى وعشرين القضاء، وفى ليلة ثلاث وعشرين ابرام
ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه وسيفعل ما يشاء في خلقه.
65 - أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أيوب بن
يقطين أو غيره منهم عليهم السلام دعاء العشر الأواخر تقول في الليلة الأولى إلى أن قال: و
تقول في الليلة الثالثة يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر ورب الليل و
النهار، الدعاء.
66 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن حمران عن سفيان بن السمط
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الليالي التي يرجى فيها من شهر رمضان؟ فقال: تسع عشرة
واحدى وعشرين وثلاث وعشرين، قلت: فان أخذت انسانا الفترة أو علة ما المعتمد عليه
من ذلك؟ فقال: ثلاث وعشرين.
67 - وفى رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن أحدهما عليه السلام قال: سألته عن
الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان؟ فقال: ليلة تسع عشرة وليلة
إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وقال: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني

(1) قال المجلسي (ره). قال الوالد العلامة: الظاهر أن الأولية باعتبار التقدير أي
أول السنة التي يقدر فيها الأمور لليلة القدر، والاخرية باعتبار المجاورة، فان ما قدر في السنة
الماضية انتهى إليها كما ورد ان أول السنة التي يحل فيها الأكل والشرب يوم الفطر، أو أن عملها
يكتب في آخر السنة الأولى، وأول السنة الثانية كصلاة الصبح في أول الوقت، أو يكون أول السنة
باعتبار تقدير ما يكون في السنة الآتية وآخر السنة المقدر فيها الأمور.
627

وحديثه أنه قال لرسول صلى الله عليه وآله: ان منزلي ناء عن المدينة، فمرني بليلة ادخل فيها
فأمره بليلة ثلاث وعشرين قال: مصنف هذا الكتاب رحمه الله: واسم الجهني عبد الله بن
أنيس الأنصاري. انتهى.
68 - في أصول الكافي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يا بن
رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال: إذا اتى شهر رمضان فاقرء
سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فإذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فإنك ناظر إلى تصديق
الذي سألت عنه.
69 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن
سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج
تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، الحديث وستقف عليه بتمامه
إن شاء الله.
70 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة عن عبد الواحد
بن المختار الأنصاري قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن ليلة القدر؟ قال: في ليلتين ليلة
ثلاث وعشرين واحدى وعشرين، فقلت: أفرد لي إحديهما فقال: وما عليك ان تعمل
في ليلتين هي إحديهما.
71 - وعن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام اخبرني بليلة القدر فقال:
ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين.
72 - وعن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي على قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين
73 - وقيل إنها ليلة سبع وعشرين عن أبي بن كعب وعايشة وروى عن
ابن عباس وابن عمر قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تحروها ليلة
سبع وعشرين.
74 - وعن زربن حبيش قال: قلت لأبي يا أبا المنذر من أين علمت أنها ليلة سبع
وعشرين؟ قال: بالآية التي أنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وآله قال: تطلع الشمس غداتئذ
628

كأنها طشت ليس لها شعاع.
75 - وروى عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: التمسوها
في العشر الأواخر في تسع بقين أو سبع بقين أو خمسين بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة.
76 - وروى أنها ليلة الفرقان في صبيحتها التقى الجمعان وروى مرفوعا عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان.
77 - قال أبو سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت هذه الليلة ثم
أنسيتها، ورأيتني اسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل
وتر قال: فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وآله انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين
من صبيحة إحدى وعشرين أورده البخاري في الصحيح.
78 - وعن علي عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان.
79 - عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول
الله: انى رأيت في النوم كان ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى؟ فقال صلى الله عليه وآله: أرى
رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر
شيئا فليقم ثلاث وعشرين وعن عمر بن الخطاب أنه قال لأصحاب رسول الله
صلى الله عليه وآله: قد علمتم ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر
الأواخر وترا.
80 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن علي بن
أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت:
لا يا رسول الله، فقال: ان الله تبارك وتعالى قدر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة،
فكان فيما قدر عز وجل ولايتك وولاية الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة.
81 - وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام " انا أنزلناه في
ليلة القدر " قال: ما أبين فضلها على الشهور، قال قلت: وأي شئ فضلها؟ قال نزلت
ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها، قلت في ليلة القدر التي ترتجيها في شهر رمضان؟ قال نعم
هي ليلة القدر قدرت فيها السماوات والأرض، وقدرت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها.
629

82 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي قال
سليمان للرضا: ألا تخبرني عن " انا أنزلناه في ليلة القدر " في أي شئ نزلت؟ قال:
يا سليمان ليلة القدر يقدر الله عز وجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة، من حياة
أو موت أو خير أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان:
الآن فهمت جعلت فداك.
83 - وفى باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من
الرضا عليه السلام فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟ قيل: لان
شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن [وفيه فرق بين الحق و
الباطل كما قال الله عز وجل: شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس و
بينات من الهدى والفرقان] وفيه نبئ محمد صلى الله عليه وآله وفيه ليلة القدر التي هي خير
من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في
السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ولذلك سميت ليلة القدر.
84 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة
عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله
تعالى: " انا أنزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر
رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر، قال الله تعالى:
" فيها يفرق كل أمر حكيم " قال: يقدر في ليلة القدر كل شئ يكون في تلك السنة
(الليلة خ ل) إلى مثلها من قابل، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل ورزق،
فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة، وستقف على تمامه إن شاء الله تعالى عند قوله عز وجل: " ليلة القدر
خير من الف شهر. "
85 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن
رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: وسأل عن ليلة القدر؟ فقال:
تنزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما
630

وما يصيب العباد، وأمره عنده موقوف وفيه المشية، فيقدم ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء و
يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
86 - في تفسير علي بن إبراهيم أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن
عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة و
الروح والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في
تلك السنة، فإذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص أمر الملك أن يمحو ما شاء،
ثم أثبت الذي أراد قلت: وكل شئ هو عنده ومثبت في كتاب؟ قال: نعم قلت:
فأي شئ يكون بعده؟ قال: سبحان الله ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى.
87 - أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن
سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله: " ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها " قال: إن عند الله كتبا
موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر، فإذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شئ يكون
إلى مثلها، فذلك قوله عز وجل: " ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها " إذا أنزله وكتبه
كتاب السماوات، وهو الذي لا يؤخره.
88 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن
سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق كل أمر حكيم لم يحج
تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان. لان فيها يكتب وفد الحاج و
فيها تكتب الأرزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة قال: قلت: فمن لم يكتب
في ليلة القدر لم يستطع الحج؟ فقال: لا، فقلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست
في خصومتكم في شئ، هذا الامر.
89 - في أصول الكافي محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن
زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش
عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله: كان علي بن الحسين عليه السلام
يقول: " انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عز وجل أنزل القرآن في ليلة القدر " وما
631

ادراك ما ليلة القدر " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا أدرى قال الله عز وجل ليلة القدر خير
من الف شهر ليس فيها ليلة القدر.
90 - في الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق
بن عمار عن المسمعي انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصى ولده إذا دخل شهر رمضان
فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين
يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.
91 - وباسناده إلى أبى الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله
الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد
أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر، وهو شهر رمضان، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
92 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله
عليه السلام قالوا: قال له بعض أصحابنا - قال: ولا اعلمه الا سعيد السمان - كيف تكون
ليلة القدر خير من الف شهر؟ قال: العمل فيها خير من العمل في الف شهر ليس
فيها ليلة القدر.
93 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة
ومحمد بن مسلم عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: " ليلة القدر خير
من ألف شهر " أي شئ عنى بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة
وأنواع الخير خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولولا ما يضاعف الله تبارك
وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات. والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
94 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ليلة القدر خير من ألف شهر " قال:
رأى رسول الله صلى الله عليه وآله كأن قرودا تصعد منبره فغمه ذلك، فأنزل الله سورة القدر
" انا أنزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر "
تملكه بنو أمية ليس فيها ليلة القدر.
632

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن الكافي وعن سند
الصحيفة السجادية، وعن مجمع البيان، وعن كتاب الاحتجاج لبيان سبب النزول
ما فيه بيان لقوله عز وجل: " ليلة القدر خير من ألف شهر " فليراجع فهو مسطور
سابقا على هذا الترتيب.
95 - في أصول الكافي وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي عليه السلام كثيرا ما يقول:
اجتمع التيمي والعدي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقرأ " انا أنزلناه " بتخشع وبكاء،
فيقولان: ما أشد دقتك لهذه السورة؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله لما رأت عيني ووعى
قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدى، فيقولان: وما الذي رأيت؟ قال: فيكتب لهما
في التراب تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر قال: ثم يقول هل
بقي شئ بعد قوله عز وجل: " كل أمر "؟ فيقولان: لا فيقول: هل تعلمان من
المنزل إليه بذلك؟ فيقولان: أنت يا رسول الله، فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة
القدر من بعدى؟ فيقولان: نعم قال فيقول: فهل ينزل ذلك الامر فيها؟ فيقولان
نعم قال: فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندري فيأخذ برأسي ويقول إن لم تدريا
فادريا، هو هذا من بعدى، قال: فإن كان ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
من شدة ما يداخلهما من الرعب.
96 - محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر
الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وذكر كلاما طويلا بين الياس والباقر عليهما السلام
وفى أثنائه قال الياس للباقر عليه السلام: ما سألتك عن امرك وبي منه جهالة غير انى أحببت
أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك وسأخبرك بآية أنت تعرفها ان خاصموا بها
فلجوا (1) قال: فقال له أبى ان شئت أخبرتك بها! قال: قد شئت قال: إن شيعتنا ان
قالوا لأهل الخلاف لنا: ان الله عز وجل يقول لرسوله صلى الله عليه وآله انا أنزلناه في ليلة القدر
إلى آخرها فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو

(1) أي ظفروا.
633

يأتيه به جبرئيل عليه السلام في غيرها؟ فإنهم سيقولون: لا فقل لهم: فهل كان لما علم بد من أن
يظهر؟ فيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله من علم الله
عز ذكره اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل
خالف رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فيقولون: نعم، فان قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم، فقل
لهم: ما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم، فان قالوا: من الراسخون في العلم؟
فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
صاحب ذلك، فهل بلغ أولا؟ فان قالوا: قد بلغ فقل: فهل مات صلى الله عليه وآله والخليفة من
بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله مؤيد
ولا يستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله الا من يحكم بحكمه، والا من يكون مثله الا النبوة، و
إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من أصلاب الرجال
ممن يكون بعده، فان قالوا لك: فان علم رسول الله صلى الله عليه وآله كان من القرآن، فقل:
" حم والكتاب المبين، انا أنزلناه في ليلة القدر " إلى قوله: " انا كنا مرسلين " فان
قالوا لك لا يرسل الله عز وجل الا إلى نبي فقل: هذا الامر الحكيم الذي يفرق
فيه هو من الملائكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض،
فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية،
فان قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل
لهم بد من سيد يتحاكمون إليه؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم، فقل: " الله ولى
الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " إلى قوله " خالدون " ولعمري ما في
الأرض ولا في السماء ولى لله عز ذكره الا وهو مؤيد، ومن أيد لم يخط وما في الأرض
عدو لله عز ذكره الا وهو مخذول ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لابد من تنزيله
من السماء يحكم به أهل الأرض، كذلك لابد من وال، فان قالوا: لا نعرف هذا فقل:
قولوا: ما أحببتم، أبى الله عز وجل بعد محمد أن يترك العباد ولا حجة عليهم (1)

(1) لهذا الحديث وكذا الأحاديث الآتية المنقولة عن أصول الكافي شرح طويل عن
المجلسي (ره) راجع ج 7 من كتاب بحار الأنوار صفحة 201 - 206 ط كمباني.
634

97 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال الله عز وجل: في ليلة القدر:
" فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين
انما هو شئ واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز وجل و
من حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في
ليلة القدر إلى ولى الامر تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و
كذا، وفى أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم
علم الله عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من
الامر، ثم قرأ: " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر
ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم. "
98 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه
يقول: " انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عز وجل أنزل القرآن في ليلة القدر: و
ما ادراك ما ليلة القدر " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا أدرى قال الله عز وجل: " ليلة القدر
خير من الف شهر " ليس فيها ليلة القدر قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: وهل تدرى لم هي خير
من الف شهر؟ قال لا قال: لأنها تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر وإذا اذن
الله عز وجل بشئ فقد رضيه إلى قوله ثم قال في بعض كتابه " واتقوا فتنة لا تصيبن
الذين ظلموا منكم خاصة " في " انا أنزلناه في ليلة القدر " وقال في بعض كتابه: " وما
محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن
ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " يقول في الآية الأولى:
ان محمد حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز وجل: مضت ليلة القدر مع رسول
الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا: لم تذهب
فلا بد أن يكون لله عز وجل فيها أمر، وإذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد.
99 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه
تفلحوا، فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وانها
لسيدة دينكم، وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا " بحم والكتاب، انا أنزلناه
635

في ليلة مباركة انا كنا منذرين " فإنها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
100 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما
خلق الله الدنيا، ولقد خلق فيها أول نبي يكون وأول وصى يكون، ولقد قضى أن يكون
في كل سنة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد
ذلك فقد رد على الله عز وجل علمه لأنه لا يقوم الأنبياء والرسل والمحدثون الا أن تكون
عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة من الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل عليه السلام
قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة عليهم السلام، قال: اما الأنبياء
والرسل صلى الله عليهم فلا شك ولابد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى
آخر فناء الدنيا أن تكون على وجه الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من
أحب من عباده، وأيم الله لقد نزل الروح والملائكة بالامر في ليلة القدر على آدم،
وأيم الله ما مات آدم الا وله وصى وكل من بعد آدم من الأنبياء قد اتاه الامر فيها، ووضع
لوصيه من بعده، وأيم الله إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الامر في تلك الليلة من
آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله ان أوص إلى فلان، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فضل ايمان المؤمن
بحمله " انا أنزلناه " وبتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الانسان
على البهائم وان الله عز وجل ليدفع بالمؤمنين بها على الجاحدين لها في الدنيا لكمال
عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا اعلم أن
في هذا الزمان جهاد الا الحج والعمرة والجوار.
101 - قال: وقال رجل لأبي جعفر عليه السلام: يا بن رسول الله لا تغضب على قال: لماذا؟
قال: لما أريد ان أسئلك عنه، قال: قل، قال: ولا تغضب؟ قال ولا اغضب قال: أريت قولك
في ليلة القدر: وتنزل الملائكة والروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول
الله صلى الله عليه وآله قد علمه، أو يأتونهم بأمر كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه وقد علمت أن رسول
الله صلى الله عليه وآله مات وليس شئ من علمه الا وعلي عليه السلام له واع؟ قال أبو جعفر عليه السلام: مالي
ولك أيها الرجل ومن أدخلك على؟ قال: أدخلني عليك القضاء لطلب الدين
قال: فافهم ما أقول لك ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى به لم يهبط حتى اعلمه الله
636

جل ذكره ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في
ليلة القدر، وكذلك كان علي بن أبي طالب عليه السلام قد علم جمل العلم وباقي تفسيره
في ليالي القدر كما كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله قال السائل: أو ما كان في الجمل تفسير
قال بلى ولكنه انما يأتي بالامر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبي صلى الله عليه وآله و
إلى الأوصياء افعل كذا وكذا، لأمر قد كانوا علموه، أمروا كيف يعملون فيه؟
قلت: فسر لي هذا، قال: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وآله الا حافظا لجملة العلم وتفسيره
قلت: فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال: الامر واليسر فيما كان قد علم،
قال السائل: فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟ قال: هذا مما قد
أمروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سئلت عنه الا الله عز وجل، قال السائل: فهل يعلم،
الأوصياء ما لم يعلم الأنبياء؟ قال: لا وكيف يعلم وصى غير علم ما أوصى الله إليه؟
قال السائل: فهل يسعنا ان نقول إن أحدا من الوصاة يعلم ما لم يعلم الاخر؟ قال:
لا لم يمت نبي الا وعلمه في جوف وصيه، وانما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر
بالحكم الذي يحكم به بين العباد، قال السائل: وما كان علموا ذلك الحكم؟
قال: بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون امضاء شئ منه حتى يؤمروا في ليالي
القدر: يصنعون إلى السنة المقبلة، قال السائل: يا أبا جعفر لا أستطيع انكار هذا.
قال أبو جعفر عليه السلام: من أنكره فليس منا في شئ، قال السائل: يا أبا جعفر أرأيت
النبي صلى الله عليه وآله هل كان يأتيه في ليالي القدر شئ لم يكن علمه؟ قال: لا يحل لك ان
تسأل عن هذا، اما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبي ولا وصى الا والوصي
الذي بعده يعلمه اما هذا العلم الذي تسأل عنه، فان الله عز وعلا أبى ان يطلع
الأوصياء عليه الا أنفسهم.
102 - وقال: أبو جعفر عليه السلام: لما ترون من بعثه الله عز وجل: للشقاء على
أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه
للعدل والثواب من الملائكة، قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شئ أكثر من الملائكة
قال كما شاء الله عز وجل، قال السائل: يا أبا جعفر انى لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث
637

لانكروه؟ قال: وكيف ينكروه قال: يقولون إن الملائكة عليهم السلام أكثر من الشياطين؟
قال صدقت افهم عنى ما أقول، انه ليس من يوم ولا ليلة الا وجميع الجن والشياطين
يزورون أئمة الضلال وتزور امام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر، فهبط
فيها من الملائكة إلى ولى الامر خلق الله - أو قال قبض الله - عز وجل من الشياطين بعددهم
ثم زاروا ولى الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا
وكذا، فلو سأل ولى الامر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى
يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التي هو عليها، وأيم الله ان من صدق بليلة القدر
ليعلم انها لنا خاصة، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام حين دنا موته: هذا وليكم من
بعدى، فان أطعتموه رشدتم ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر. ومن آمن
بليلة القدر ممن على غير رأينا فإنه لا يسعه في الصدق الا أن يقول إنها لنا، ومن
لم يقل فإنه كاذب، ان الله عز وجل أعظم من أن ينزل الامر مع الروح والملائكة
إلى كافر فاسق، فان قال: إنه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشئ
وان قالوا: إنه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون ينزل شئ إلى غير شئ، وان قالوا: وسيقولون
ليس هذا بشئ فقد ضلوا ضلالا بعيدا.
وفى الحديث كلام يسير حذفناه لعدم مسيس الحاجة إليه
103 - محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي
الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: مامن ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه الا بدأ بالامام
فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الامر.
104 - علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق العلوي عن محمد بن زيد الرزامي
عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قلت: جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل؟ قال:
الروح أعظم من جبرئيل، ان جبرئيل عليه السلام من الملائكة وان الروح هو خلق أعظم
من الملائكة عليهم السلام، أليس يقول الله تبارك وتعالى تنزل الملائكة والروح
638

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن كتاب معاني الأخبار
في بيان معنى ليلة القدر، ثم ما نقلناه عن عيون الأخبار، وعن الكافي، وعن
تفسير علي بن إبراهيم، وعن كتاب علل الشرايع، ما فيه بيان لقوله عز وجل:
" تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر " فليراجع وهو مسطور سابقا
بهذا الترتيب.
105 - في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن أبي عمير الهمداني عن
يونس عن داود بن فرقد عن أبي المهاجر عن أبي الهذيل عن أبي جعفر قال: قال
يا أبا هذيل انا لا نخفى علينا ليلة القدر، ان الملائكة يطوفون بنا فيها.
106 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد بن النضر بن سويد عن الحسن
بن موسى عن سعيد بن يسار قال: كنت عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول أبى
عبد الله عليه السلام فقلت له: سله عن ليلة القدر. فلما رجع قلت: سألته؟ قال: نعم فأخبرني
بما أردت وما لم أرد فقال: ان الله يقضى فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الأرض
فقلت: إلى من؟ قال: إلى من ترى يا عاجز - أو يا ضعيف -.
107 - عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن نطفة الامام من الجنة، وإذا وقع من بطن أمه إلى الأرض وقع وهو واضع
يده على الأرض رافع رأسه إلى السماء، قلت جعلت فداك ولم ذاك؟ قال: لان مناديا
يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الاعلى: يا فلان بن فلان ثبت
فإنك صوتي من خلقي وعيبة علمي لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني
وأحللت جواري، ثم وعزتي وجلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي وان أوسعت عليهم
في دنياي من سعة رزقي، قال: فإذا انقضى صوت المنادى اجابه هو: شهد الله انه لا إله إلا هو
والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، فإذا قالها
أعطاه العلم الأول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.
108 - الحسن بن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عباس بن جريش انه
عرضه على أبى جعفر عليه السلام فأقر به. قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: ان القلب الذي
639

يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن، قيل: وكيف ذاك يا أبا عبد الله؟ قال:
يشق والله بطن ذلك الرجل ثم يؤخذ قلبه ويكتب عليه بمداد النور ذلك العلم،
ثم يكون القلب مصحفا للبصر ويكون الاذن واعية للبصر، ويكون اللسان مترجما
للاذن، إذا أراد ذلك الرجل علم شئ نظر ببصره وقلبه فكأنه تنظر في كتاب،
فقلت له بعد ذلك، فكيف العلم في غيرها أيشق القلب فيه أم لا؟ قال: لا يشق ولكن
الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل إلى الاذن انه تكلم بما شاء الله
من علمه والله واسع عليم.
109 - عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله
عن يونس عن عمرو بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أرأيت من لم يقر بما يأتكم
في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده؟ قال: إذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا
فلم يثق به فهو كافر، واما من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع، ثم قال أبو عبد الله
عليه السلام: يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين.
110 - وفيه بعدان قال الحسن بن أحمد عن أحمد بن محمد عن العباس بن جريش
عن أبي جعفر عليه السلام:
وبهذا الاسناد قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة
والروح الذي كانوا يهبطون في ليلة القدر، قال: ففتح لأمير المؤمنين عليه السلام بصره،
فرآهم في منتهى السماوات إلى الأرض يغسلون النبي صلى الله عليه وآله معه ويصلون عليه ويحفرون
له والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا فوضعوه، فتكلم وفتح لأمير المؤمنين عليه السلام
فسمعه يوصيهم، فبكى وسمعهم يقولون لا يألونه جهدا وانما هو صاحبنا بعدك الا انه
ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه، قال. فلما مات أمير المؤمنين رأى الحسن و
الحسين عليهما السلام مثل الذي كان رأى ورأيا النبي صلى الله عليه وآله أيضا يعين الملائكة مثل الذي
صنعه بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، ورأى النبي وعليا
يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك،
ورأى النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات علي بن الحسين
640

عليه السلام رأى محمد بن علي عليه السلام مثل ذلك، ورأى النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن والحسين
عليه السلام يعينون الملائكة حتى إذا محمد بن علي عليه السلام رأى جعفر مثل ذلك ورأى
النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام يعينون الملائكة حتى
إذا مات جعفر ورأى موسى عليه السلام مثل ذلك وهكذا يجرى إلى آخرنا.
111 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال علي عليه السلام في صبيحة أول ليلة
القدر التي كانت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله: سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم
بما يكون إلى ثلاثمأة وستين يوما من الذر فما دونها وما فوقها، ثم لأخبرتكم بشئ
من ذلك لا بتكلف ولا برأي ولا بادعاء في علم الا من علم الله تبارك وتعالى وتعليمه،
والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان الا فرقت
بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.
112 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام انه سئل أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر
هل تمضى تلك السنة وبقى منه شئ لم تتكلموا به؟ قال: لا والذي نفسي بيده لو أنه
فيما علمنا في تلك الليلة ان انصتوا لأعدائكم فنصتنا فالنصت أشد من الكلام.
113 - أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن
فرقد قال: سألته عن قول الله عز وجل: " انا أنزلناه في ليلة القدر * وما ادراك
ما ليلة القدر " قال: ينزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود، قلت
له: إلى من؟ قال: إلى من عسى أن يكون، ان الناس في تلك الليلة في صلاة
دعاء ومسألة، وصاحب هذا الامر في شغل نزول الملائكة إليه بأمور السنة من غروب
الشمس إلى طلوعها من كل أمر سلام هي له إلى أن يطلع الفجر.
114 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام إذا دخل شهر رمضان: ثم فضل
ليلة واحدة من لياليه على ليالي على ليالي ألف شهر وسماها ليلة القدر، تنزل الملائكة والروح
فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام دائم البركة إلى طلوع الفجر على ما يشاء من عباده
بما أحكم من قضائه.
115 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله
641

عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: " انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عز وجل
انزل القرآن في ليلة القدر إلى أن قال: سلام هي حتى مطلع الفجر يقول تسلم
عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في أوائل ما نقلنا في بيان هذه
السورة مما أخذنا من كتاب جعفر بن محمد الدوريستي، ثم ما أخذنا من مجمع البيان
بعده بلا فصل، ما يصلح أن يكون بيانا لقوله عز وجل: " سلام هي حتى مطلع الفجر ".
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة
" لم يكن الذين " كان بريئا من الشرك، وادخل في دين محمد صلى الله عليه وآله وبعثه الله
عز وجل مؤمنا وحاسبه حسابا يسيرا.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأها كان
يوم القيامة مع خير البرية مسافرا ومقيما.
3 - عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو يعلم الناس ما في " لم
يكن الذين كفروا " لعطلوا الأهل والمال وتعلموها، فقال رجل من خزاعة: ما
فيها من الاجر يا رسول الله؟ قال: لا يقرأها منافق أبدا ولا عبد في قلبه شك في الله
عز وجل، والله ان الملائكة المقر بين ليقرؤونها منذ خلق الله السماوات والأرض
لا يفترون من قرائتها، وما من عبد يقرأها بليل الا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه
ودنياه، ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فان قرأها نهارا أعطى عليها من الثواب مثل
ما أضاء عليها النهار وأظلم عليه الليل.
4 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر قال: رفع إلى أبو الحسن عليه السلام مصحفا وقال لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت
فيه: " لم يكن الذين كفروا " فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم و
642

أسماء آبائهم، قال: فبعث إلى: ابعث إلى بالمصحف.
5 - في تفسير العياشي عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: مما
قال هارون لأبي الحسن موسى عليه السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي؟
قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال:
أخذت منه عامرة ولا يأخذها الا معمورة، فقال: أين شيعتك فقرأ أبو الحسن عليه السلام:
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة
قال: فنحن كفار؟ قال: لا ولكن كما قال: " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا
وأحلوا قومهم دار البوار " فغضب عند ذلك وغلظ عليه.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب "
يعنى قريشا " والمشركين منفكين " قال: هم في كفرهم حتى تأتيهم البينة.
7 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: البينة محمد صلى الله عليه وآله.
8 - في مجمع البيان " حتى تأتيهم البينة " اللفظ لفظ الاستقبال ومعناه
المضي وقوله: " البينة " يريد محمدا صلى الله عليه وآله عن ابن عباس ومقاتل وقوله: رسول
من الله بيان للبينة وتفسيرها، أي رسول من حبل الله يتلو عليهم صحفا مطهرة
يعنى مطهرة في السماء ولا يمسها الا الملائكة المطهرون من الأنجاس عن الحسن
والجبائي وهو محمد صلى الله عليه وآله أتاهم بالقرآن ودعاهم إلى التوحيد والايمان فيها أي
في تلك الصحف كتب قيمة أي مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق من الباطل
وقيل مطهرة عن الباطل والكذب والزور يريد القرآن عن قتادة ويعنى
بالصحف ما تضمنه الصحف من المكتوب فيها ويدل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وآله كان يتلو
عن ظهر قلبه لا عن كتاب، وقيل معناه رسول من الملائكة يتلو صحفا من اللوح
المحفوظ عن أبي مسلم.
9 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: وما تفرق
الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جائتهم البينة قال: لما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله
بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده قوله: حنفاء قال: طاهرين قال: قوله: ذلك
643

دين القيمة أي دين قيم ان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار
جهنم خالدين قال: انزل الله عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين
أولئك هم شر البرية ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية
قال: نزلت في آل محمد عليهم السلام.
10 - في مجمع البيان وفى كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبى القاسم الحسكاني
رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالاسناد المرفوع إلى يزيد بن شراحيل
الأنصاري كاتب علي عليه السلام قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا
مسنده إلى صدري فقال: يا علي ألم تسمع قول الله تعالى: " ان الذين آمنوا وعملوا
الصالحات أولئك هم خير البرية "؟ هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا
اجتمعت الأمم للحساب يدعون غرا محجلين.
11 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى جابر بن عبد الله قال:
كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله: قد اتاكم اخى
ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم
الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنه أولكم ايمانا معي وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله،
وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية، قال: فنزلت: " ان
الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " قال: فكان أصحاب محمد
صلى الله عليه وآله إذا اقبل علي عليه السلام قالوا: جاء خير البرية.
12 - وباسناده إلى المنذر بن محمد ان أباه أخبره عن علي بن موسى الرضا
عن أبيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي
طالب صلوات الله عليهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من هدهد الا وفى جناحه
مكتوب بالسريانية: آل محمد خير البرية.
13 - وباسناده إلى يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين قال: دخلت
على أبى جعفر فقلت له: جعلت فداك يا بن رسول الله انى وجدت في كتب أبى ان
عليا قال لأبي ميثم أحبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا وابغض مبغض آل
644

محمد وإن كان صواما قواما فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: " الذين
آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " ثم التفت إلى وقال: هم والله أنت
وشيعتك يا علي، وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين متوجين، فقال أبو جعفر:
هكذا هو عيان في كتاب على.
14 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال الباقر عليه السلام: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لعلى مبتدئا: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك خير البرية "
هم أنت وشيعتك، وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك شباعا
مرويين غرا محجلين.
15 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وآله: انا
أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين، وانا خير
البرية وسيد ولد آدم.
16 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن
الحكم عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأقبل جعفر عليه السلام; فقال أبو جعفر:
هذا خير البرية أو أخير.
17 - أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن يونس بن
يعقوب عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأقبل جعفر عليه السلام فقال: هذا خير البرية.
18 - أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن فضيل بن عثمان عن طاهر
قال: كنت قاعدا عند أبي جعفر فأقبل جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: هذا خير البرية
19 - في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد
ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم، و
الملائكة اخوانكم في الخير، فإذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير
البرية، دياركم لكم جنة (1) وقبوركم لكم جنة للجنة خلقتم وفى الجنة نعيمكم

(1) الجنة - بضم الجيم -: الستر.
645

والى الجنة تصيرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - وفى محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن بعض الكوفيين عن عنبسة
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك
هم خير البرية " قال: هم شيعتنا أهل البيت.
21 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) من كتاب محمد بن العباس
بن مروان في تفسير قوله تعالى: " أولئك هم خير البرية " وانها في مولانا علي عليه السلام و
شيعته، ورواه مصنف الكتاب من نحو ستة وعشرين طريقا أكثرها من رجال ونحن
نذكر منها طريقا واحدا بلفظها.
حدثنا أحمد بن محمد المحذور قال: حدثنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن
الكندي قال: حدثني محمد بن مسكين قال: حدثني خالد بن السرى الأودي قال:
حدثني النضر بن الياس قال: حدثني عامر بن واثلة قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام
على المنبر بالكوفة وهو أجيرات مجصص فحمد الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو
أهله وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس سلوني فوالله لا تسألوني عن آية من كتاب
الله الا حدثتكم عنها متى نزلت بليل أو أنهار أو في مقام أو في سفر أم في سهل أم في جبل
وفيمن نزلت أفي مؤمن أو منافق وما عنى بها أخاص أم عامة ولئن فقدتموني
لا يحدثكم أحد حديثي، فقام إليه ابن الكوا فلما بصر به قال بتعنت لا تسأل تعلما
هات سل: فإذا سئلت فاعقل ما تسأل عنه فقال يا أمير المؤمنين اخبرني عن قول الله
عز وجل: " الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " فسكت أمير المؤمنين
فأعادها ثانية ابن الكوا فسكت فأعادها الثالثة فقال علي عليه السلام ورفع صوته: ويحك يا بن
الكوا أولئك نحن واتباعنا يوم القيامة غرا محجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم.
22 - في تفسير علي بن إبراهيم: جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من
تحتها الأنهار لا تصف الواصفون خير ما فيها خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم
يريد رضى الله أ عمالهم ورضوا عنه رضوا بثواب الله ذلك لمن خشي ربه يريد لمن
يخاف ربه وتناهى عن معاصي الله عز وجل.
646

23 - في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد
بن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم والملائكة
اخوانكم في الخير فإذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم
لكم جنة وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم، والى الجنة تصيرون، و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تملوا من
قراءة " إذا زلزلت الأرض " فان من كانت قراءته في نوافله لم يصبه الله بزلزلة أبدا
ولم يمت بها، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا، فإذا مات أمر به إلى الجنة،
فيقول الله عز وجل: عبدي أبحتك جنتي فأسكن منها حيث شئت وهويت، لا ممنوعا
ولا مدفوعا.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها فكأنما قرا
البقرة وأعطى من الاجر كمن قرأ ربع القرآن.
3 - وعن أنس بن مالك قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله رجلا من أصحابه فقال: يا
فلان هل تزوجت؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به. قال: أليس معك قل هو الله
أحد؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك قل يا أيها الكافرون؟ قال:
بلى قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت؟ قال: بلى قال: ربع القرآن
ثم قال: تزوج تزوج تزوج.
4 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن أبيه، عمن
ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تملوا من قراءة " إذا زلزلت الأرض زلزالها "
فإنه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله عز وجل بزلزلة أبدا، ولم يمت بها
647

ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، وإذا مات نزل عليه ملك كريم من
عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول: يا ملك الموت ارفق بولي الله، فإنه كان كثير ما
يذكرني ويذكر تلاوة هذه السورة، وتقول له السورة مثل ذلك، ويقول ملك
الموت: قد أمرني ربى ان اسمع له وأطيع ولا أخرج روحه حتى يأمرني بذلك،
فإذا امرني أخرجت روحه، ولا يزال ملك الموت عنده حتى يأمره بقبض روحه،
وإذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنة، فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج
ثم يشيع روحه إلى الجنة سبعون الف ملك يبتدرون بها إلى الجنة.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم; إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت
الأرض أثقالها قال: من الناس وقال الانسان مالها قال: ذلك أمير المؤمنين عليه السلام.
6 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى تميم بن حاتم قال: كنا مع علي عليه
السلام حيث توجهنا إلى البصرة قال: فبينما نحن نزول إذا اضطربت الأرض; فضربها
علي عليه السلام بيده الشريفة وقال لها: مالك؟ ثم اقبل علينا بوجهه الكريم ثم قال لنا: اما
انها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز لأجابتني ولكنها
ليست بتلك في روضة الكافي علي بن محمد عن صالح عن محمد بن سنان عن ابن
مسكان عن أبي بكر الحضرمي عن تميم بن حاتم مثل ما في كتاب العلل بتغيير يسير
غير مغير للمعنى المقصود.
7 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى هارون بن خارجة رفعه عن فاطمة
عليها السلام قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبى بكر وفزع الناس إلى أبى بكر وعمر
فوجدهما قد خرجا فزعين إلى علي عليه السلام، فتبعهما الناس إلى أن قال: انتهوا إلى باب
علي عليه السلام فخرج عليهم عليه السلام غير مكترث لما هم فيه (1) فمضى واتبعه الناس
حتى انتهى إلى تلعة (2) فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة
ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم علي عليه السلام: كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف

(1) يقال " هو لا يكترث لهذا الامر " أي لا يعبأ به ولا يباليه.
(2) التلعة: التل.
648

لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ قال: فحرك شفتيه ثم ضرب الأرض بيده الشريفة ثم قال:
مالك؟ اسكني فسكنت بإذن الله، فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم أولا حيث خرج
إليهم، قال لهم: فإنكم قد تعجبتم من صنعي؟ قالوا: نعم، قال: انا الرجل
الذي قال الله: " إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * و
قال الانسان مالها " فانا الانسان الذي يقول لها مالك " يومئذ تحدث اخبارها "
إياي تحدث.
8 - في مجمع البيان وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وآله قال: أتدرون ما
اخبارها؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: اخبارها ان تشهد على كل عبد وأمة بما
عملوا على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا فهذا اخبارها.
9 - وروى الواحدي باسناده مرفوعا إلى ربيعة الحرشي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم
وليس فيها أحد يعمل خيرا أو شرا الا وهي مخبرة به.
10 - وقال أبو سعيد الخدري: إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالاذان، فانى
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا تسمعه جن ولا انس ولا حجر الا يشهد له.
11 - في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة روى أبو حمزة الثمالي عن أبي -
جعفر عليه السلام قال: قرأت عند أمير المؤمنين عليه السلام: " إذا زلزلت الأرض زلزالها " إلى أن
بلغ قوله: " وقال الانسان مالها * يومئذ تحدث اخبارها " قال: انا الانسان
إياي تحدث اخبارها.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم " يومئذ تحدث اخبارها " إلى قوله:
" اشتاتا " قال: يجيئون اشتاتا مؤمنين وكافرين ومنافقين، ليروا أعمالهم قال:
يقفوا على ما فعلوا ".
13 - في توحيد المفضل المنقول عن جعفر بن محمد عليهما السلام في الرد على
منكري الصانع: الحمد لله مدبر الأدوار، ومعيد الأكوار، طبقا عن طبق وعالما بعد
عالم، ليجزى الذين أساؤا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى عدلا منه
649

تقدست أسماؤه، وجلت آلاؤه، ولا يظلم الناس شيئا ولكن أنفسهم يظلمون. يشهد
بذلك قوله عز وجل: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
في نظائر لها في كتابه.
14 - في مجمع البيان في بعض الروايات عن الكسائي " خيرا يره وشرا يره "
بضم الياء فيها وهو رواية ابان عن عاصم أيضا وهي قراءة علي عليه السلام.
15 - وعن أبي عثمان المازني عن أبي عبيدة قال قدم صعصعة بن ناجية جد
الفرزدق على رسول الله صلى الله عليه وآله في وفد بنى تميم فقال: بأبي أنت [وأمي] يا رسول
الله أوصني قال: أوصيك بأمك وأبيك ودابتك (1) قال: زدني يا رسول الله
قال: احفظ ما بين لحييك ورجليك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما شئ بلغني
عنك فعلته؟ فقال: يا رسول الله رأيت الناس يموجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب
غير أنى علمت أنهم ليسوا عليه فرأيتهم يئدون بناتهم (2) فعرفت ان الله عز وجل
لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون وفديت ما قدرت.
وفى رواية أخرى انه سمع: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره " فقال: حسبي ما أبالي ان اسمع من القرآن غير هذا.
16 - وقال عبد الله بن مسعود: أحكم آية في القرآن " فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره " إلى آخر السورة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسميها الجامعة.
17 - في روضة الكافي كلام لعلى عليه السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول
فيه عليه السلام: واعلم يا بن آدم ان وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة،
يوم لا تقال فيه عثرة، ولا يؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لاحد
فيه مستقبل توبة، ليس الا الجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا
مثقال ذرة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة
من شر وجده.

(1) كذا في الأصل وفى المصدر " وأدانيك ".
(2) وأد بنته: دفنها في القبر وهي حية.
650

18 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " يقول: إن كان من أهل النار و
قد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة انه كان عمله لغير
الله، " ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " يقول: إن كان من أهل الجنة رأى ذلك الشر يوم
القيامة ثم غفر له.
19 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي
عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السلام انى أصبت
بابنين وبقى لي بنى صغير؟ فقال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامي: مر الصبي
فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشئ وان قل فان كل شئ يراد به الله وان قل بعد
ان تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول: " فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره * ومن
يعمل مثقال ذرة شرا يره " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - في أصول الكافي باسناده إلى مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مأة عام، وانه لينظر إلى أزواجه
في الجنة يتنعمن.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة
العاديات وأدمن قراءته بعثه الله عز وجل مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة خاصة و
كان في حجره ورفقائه.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال من قرأها اعطى من
الاجر عشر حسنات، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا.
3 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره إبراهيم بن إسحاق الأحمري قال:
651

حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغراء العجلي قال: حدثني الحلبي قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله عز وجل والعاديات ضبحا قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن
الخطاب في سرية فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه أصحابه، فلما انتهى إلى
النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي: أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين
والأنصار، فوجهه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له: أكمن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين،
قال: فانتهى علي عليه السلام إلى ما أمره رسول الله صلى الله عليه وآله فسار إليهم، فلما كان عند وجه
الصبح أغار عليهم فأنزل الله عليه نبيه صلى الله عليه وآله " والعاديات ضبحا " إلى آخرها.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيد بن موسى قال:
حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله في قوله: " و
العاديات ضبحا " قال: هذه السورة نزلت في أهل وادى اليابس، قال: قلت: وما
كان حالهم وقصتهم؟ قال: إن أهل وادى اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس و
تعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا أن لا يتخلف رجل عن رجل، ولا يخذل أحد أحدا ولا
يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد، ويقتلوا محمدا صلى الله عليه وآله وعلي بن
أبي طالب عليه السلام (1) فنزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله فأخبره بقصتهم وما
تعاقدوا عليه وتوافقوا وأمره أن يبعث أبا بكر إليهم في أربعة آلاف فارس من
المهاجرين والأنصار، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر
المهاجرين والأنصار ان جبرئيل قد اخبرني ان أهل وادى اليابس اثنى عشر ألفا قد
استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله
حتى يقتلوني واخى علي بن أبي طالب، وأمرني ان أسير إليهم أبا بكر في أربعة آلاف
فارس فخذوا في امركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم
الاثنين إن شاء الله فأخذ المسلمون في عدتهم وتهيئوا وامر رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر
بأمره، وكان فيما امره به انه إذا رآهم ان يعرض عليهم الاسلام فان بايعوا والا واقفهم
فاقتل مقاتليهم واسب ذراريهم واستبح أموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى أبو بكر ومن

(1) وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البرهان " محمدا وعليا عليهما السلام ".
652

معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى
انتهوا إلى أهل وادى اليابس، فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزل أبو بكر وأصحابه
قريبا منهم خرج إليهم من أهل وادى اليابس مأتا رجل مدحجين بالسلاح (1) فلما صادفوهم
قالوا لهم: من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه، فخرج
إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر صاحب رسول
الله صلى الله عليه وآله، قالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: امرني صلى الله عليه وآله ان اعرض عليكم الاسلام
وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم مالهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا
وبينكم، قالوا له: واللات والعزى لولا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع
أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع أنت ومن معك واربحوا
العافية، فانا انما نريد صاحبكم بعينه وأخاه علي بن أبي طالب، فقال أبو بكر
لأصحابه: يا قوم القوم أكثر منكم اضعافا واعد منكم وقد نأت داركم عن اخوانكم
من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله بحال القوم، فقالوا له جميعا: خالفت يا
أبا بكر رسول الله صلى الله عليه وآله وما امرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول
الله صلى الله عليه وآله، فقال: انى اعلم ما لا تعلمون والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانصرف
وانصرف الناس أجمعون.
فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بمقالة القوم له وما رد عليهم أبو بكر فقال صلى الله عليه وآله: يا أبا بكر
خالفت امرى ولم تفعل ما أمرتك وكنت لي والله عاصيا فيما أمرتك، فقام النبي
صلى الله عليه وآله وصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر المسلمين انى أمرت أبا بكر
ان يسير إلى أهل وادى اليابس وان يعرض عليهم السلام ويدعوهم إلى الله فان أجابوا
والا واقعهم وانه سار إليهم وخرج منهم مأتا رجل، فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به
انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع امرى، وان جبرئيل امرني
عن الله ان أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على
اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك فإنه قد عصا الله وعصاني وأمره بما أمر به

(1) المدحج: الشاك في السلاح.
653

أبا بكر، فخرج عمر والمهاجرين والأنصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصدونهم في
مسيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا بحيث يراهم ويرونهم، وخرج إليهم مأتا
رجل فقالوا له ولأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد
ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم، ورجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه، فصعد النبي
صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف
وانصرف المسلمون معه مخالفا لأمري عاصيا لقولي، فقدم عليه فأخبره مثل ما اخبره
به صاحبه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت
قولي وعملت برأيك ألا قبح الله رأيك، وان جبرئيل عليه السلام قد امرني ان ابعث علي بن
أبي طالب في هؤلاء المسلمون وأخبرني ان الله يفتح عليه وعلى أصحابه فدعا عليا
عليه السلام وأوصاه بما أوصى أبا بكر وعمر وأصحابه الأربعة آلاف، وأخبره ان الله سيفتح
عليه وعلى أصحابه.
فخرج على ومعه المهاجرون والأنصار وسار بهم غير سير أبى بكر وعمر
وذلك أنه أعنف (1) في السير حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم
(2) فقال لهم: لا تخافوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد امرني بأمر وأخبرني ان الله سيفتح
على وعليكم فأبشروا فإنكم على خير والى خير، فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا
على ذلك السير المتعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم أمر أصحابه
ان ينزلوا، وسمع أهل وادى اليابس بمقدم علي بن أبي طالب وأصحابه فخرج إليه
منهم مأتا رجل شاكين في السلاح، فلما رآهم علي عليه السلام خرج إليهم في نفر من
أصحابه فقالوا لهم: من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون؟ قال: انا علي بن أبي
طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله واخوه ورسوله إليكم أدعوكم إلى شهادة ان لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله، ولكم ان آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على

(1) أي أشد ولم يرفق بهم.
(2) حفى الفرس: دقت حافره من كثرة السير.
654

المسلمين من خير وشر، فقالوا له: إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ
حذرك واستعد للحرب العوان (1) واعلم انا قاتلوك وقاتلوا أصحابك والموعود
فيما بيننا وبينك غدا ضحوة وقد اعذرنا فيما بيننا وبينك، فقال لهم علي عليه السلام: ويلكم
تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا أستعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول
ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف علي عليه السلام إلى مركزه، فلما جنه الليل
أمر أصحابه ان يحسنوا إلى دوابهم ويقضموا (2) ويسرجوا، فلما انشق عمود
الصبح صلى بالناس بغلس (3) ثم غار عليهم وبأصحابهم فلم يعلموا حتى وطئتهم الخيل
فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب
ديارهم واقبل بالأسارى والأموال معه، فنزل جبرئيل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما
فتح الله على على وجماعة المسلمين، وصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه
وأخبر الناس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم انه لم يصب منهم (4) منهم الا
رجلان ونزل فخرج يستقبل عليا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه
على ثلاثة أميال من المدينة، فلما رآه على مقبلا نزل عن دابته ونزل النبي صلى الله عليه وآله حتى
التزمه وقبل ما بين عينيه فنزل جماعة من المسلمين إلى علي عليه السلام حيث نزل رسول
الله صلى الله عليه وآله واقبل بالغنيمة والأسارى وما رزقهم الله من أهل وادى اليابس ثم قال جعفر
بن محمد صلى الله عليه وآله:: ما غنم المسلمون مثلها قط الا أن يكون من خيبر فإنها مثل خيبر وانزل
الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة " والعاديات ضبحا " يعنى بالعاديات الخيل تعدو
بالرجال، والضبح صيحتها في أعنتها ولجمها.
5 - في مجمع البيان " والعاديات ضبحا " قيل هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله

(1) الحرب العوان: التي قوتل فيها مرة، والحرب العوان أشد الحروب.
(2) القضم: أكل الشئ اليابس. واللفظ كناية.
(3) الغلس - بفتحتين -: ظلمة آخر الليل.
(4) أي لم يقتل منهم. وفى البرهان " لم يقتل منهم " مكان " لم يصب منهم ".
655

إلى قوله: وقيل هي الإبل حين ذهب إلى غزوة بدر، تمد أعناقها في السير فهي تضبح أي
تضبع روى ذلك عن علي عليه السلام.
6 - وروى أيضا انها إبل الحاج تغدو من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة
إلى منى واختلف الروايات فيه فروى عن أبي صالح أنه قال: قاولت فيه عكرمة
فقال عكرمة: قال ابن عباس: هي الخيل في القتال فقلت انا: قال علي عليه السلام: هي الإبل
في الحج وقلت: مولاي اعلم من مولاك.
7 - وفى رواية أخرى ان ابن عباس قال: هي الخيل ألا تراه قال: فاثرن
به نقعا فهل تثيره الا بحوافرها، وهل تضبح الإبل انما تضبح الخيل، فقال علي عليه السلام:
ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا الا فرس أبلق للمقداد بن الأسود.
8 - وفى رواية أخرى لمرثد بن أبي مرثد الغنوي وروى عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس أنه قال: بينما انا في الحجر جالس إذ اتاني رجل فسأل عن " العاديات
ضبحا " فقلت له: الخيل حين تغزو في سبيل الله ثم تأوى إلى الليل فيصنعون طعامهم
ويورون نارهم، فانفتل عنى وذهب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وهو تحت سقاية زمزم
فسأله عن " العاديات ضبحا " فقال: سألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم سألت عنها ابن
عباس، فقال: الخيل حين تغزو في سبيل الله قال: فاذهب فادعه لي، فلما وقف على
رأسه قال: تفتى الناس بما لا علم لك به؟ والله إن كانت لأول غزوة في الاسلام بدر و
ما كان معنا الا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات
الخيل؟ العاديات ضبحا الإبل من عرفة إلى المزدلفة ومن مزدلفة إلى منى، قال
ابن عباس: فرغبت عن قولي ورجعت إلى الذي قاله علي عليه السلام.
9 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال علي بن إبراهيم في قوله: " والعاديات
ضبحا " أي عدوا عليهم في الضبح، ضباح الكلاب صوتها فالموريات قدحا كانت
بلادهم فيها حجارة فإذا وطيتها سنابك الخيل (1) كاد تنقدح منها النار فالمغيرات
صبحا أي صبحهم بالغارة.

(1) السنابك جمع السنبك - كقنفذ -: طرف الحافر.
656

10 - وفيه متصل بآخر ما نقلناه من الحديث السابق أعنى قوله ولجمها " فالموريات
قدحا * فالمغيرات صبحا " فقد أخبرك انها غارت عليهم صبحا قلت: قوله إن
الانسان لربه لكنود قال: الكفور وانه على ذلك لشهيد قال: يعنيهما قد
شهدا جميعا وادى اليابس وكانا لحب الحياة حريصان قلت: قوله: فاثرن به
نقعا قال: يعنى الخيل يأثرن بالوادي نقعا فوسطن به جمعا قد شهدا جميعا
وادى اليابس.
11 - وفيه متصل بقوله قريبا أي صبحهم بالغارة " فأثرن به نقعا " قال: ثارت
الغبرة من ركض الخيل " فوسطن به جمعا " قال: توسط المشركون بجمعهم.
12 - في مجمع البيان في الشواذ قراءة علي عليه السلام " فوسطن " بتشديد السين
13 - " ان الانسان لربه لكنود " روى أبو امامة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أتدرون
من الكنود؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: الكنود الذي يأكل وحده ويمنع
رفده ويضرب عبده.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: بجمعهم " ان الانسان لربه
لكنود " أي كفور وهما الذين أمرا وأشارا على أمير المؤمنين عليه السلام ان يدع الطريق
مما حسداه وكان على صلوات الله عليه قد اخذ بهم على غير الطريق الذي اخذ فيه
أبو بكر وعمر، فعلما انه يظفر بالقوم، فقال عمرو بن العاص لأبي بكر: ان عليا غلام
حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق مسبع (1) لا يأمن فيه من السباع، فمشيا إليه وقالا
له: يا أبا الحسن هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق؟ فقال
لهما أمير المؤمنين عليه السلام: الزما رحالكما وكفا عما لا يعنيكما واسمعا وأطيعا فانى
اعلم بما اصنع فسكتا، قوله وانه على ذلك لشهيد أي على العداوة وانه لحب الخير
لشديد يعنى حب الحياة حيث خافوا السباع على أنفسهما فقال الله عز وجل: أفلا يعلم
إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور أي يجمع ويظهر ان ربهم بهم
يومئذ لخبير

(1) أي تكثر فيه السباع.
657

15 - وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث أعني قوله: حريصان قلت: قوله:
" أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير " قال:
نزلت الآيتان فيهما خاصة، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به، فأخبر الله خبرهما و
فعالهما; فهذه قصة أهل وادى اليابس وتفسير العاديات.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ وأكثر
من قراءة القارعة آمنه الله عز وجل من فتنة الدجال ان يؤمن به ومن قيح جهنم (1) يوم
القيامة إن شاء الله.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قراها ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: القارعة ما القارعة وما ادريك ما القارعة
يرددها الله لهولها وفزع بها الناس وتكون الجبال كالعهن المنفوش قال:
العهن: الصوف.
4 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول
فيه عليه السلام: ومعنى قوله: فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه فهو قلة
الحسنات وكثرته.
5 - وفيه في احتجاج أبى عبد الله عليه السلام قال السائل: أوليس توزن الأعمال؟ قال:
لا لان الأعمال ليست أجساما وانما هي صفة ما عملوا، وانما يحتاج إلى وزن
الشئ من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها، وان الله لا يخفى عليه شئ،
قال: فما معنى الميزان؟ قال: العدل قال: فما معنا في كتابه " فمن ثقلت موازينه "
قال: فمن رجح عمله.
6 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط

(1) القيح: المدة البيضاء التي لا يخالطها دم.
658

عن العلا عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله ثقل على أهل
الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الله عز وجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته
في موازينهم يوم القيامة.
7 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن
مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: ما في الميزان شئ أثقل من الصلاة على محمد و
آل محمد، وان الرجل لتوضع أعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلاة
فيضعها في ميزانه فيرجح.
8 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيه
عليه السلام: واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خف ميزان ترفعان منه; وثقل ميزان توضعان فيه
9 - في نهج البلاغة ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله شهادتين تصعدان القول وترفعان العمل، لا يخف ميزانه توضعان فيه، ولا
يثقل ميزان ترفعان منه.
10 - في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: إن الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وان
الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة.
11 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل
عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله: من ثقلت موازينه وخفت موازينه فإنما يعنى
الحسنات توزن الحسنات والسيئات والحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان
12 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن
جده الحسن بن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في تفسير سبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وقوله: لا إله إلا الله
يعنى بوحدانيته لا يقبل الله الأعمال الا بها، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها
الموازين يوم القيامة.
659

13 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أبي عمير عن عيسى الفراء
عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبو جعفر عليه السلام: من
كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه.
14 - وروى المفضل عن الصادق عليه السلام أنه قال: وقع بين سلمان الفارسي رحمة الله
عليه وبين رجل حضره فقال الرجل لسلمان: من أنت وما أنت؟ فقال سلمان: اما
أولى وأولك فنطفة قذرة، واما آخرى وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم
القيامة ونصبت الموازين فمن ثقلت موازينه فهو الكريم، ومن خفت موازينه فهو اللئيم.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم: فأمه هاوية قال: أم رأسه يقلب في النار على
رأسه، ثم قال: وما ادريك يا محمد ماهية يعنى الهاوية ثم قال: نار حامية،
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ
سورة التكاثر في فريضة كتب الله له ثواب أجر مأة شهيد، ومن قرأها في نافلة
كتب له ثواب خمسين شهيدا، وصلى معه في فريضته أربعون صفا من الملائكة
إن شاء الله.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي ومن قرأها لم يحاسبه الله بالنعيم الذي
أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطى من الاجر كأنما قرأ الف آية.
3 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد
ابن بشير عن عبد الله الدهقان عن درست عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من قرأ ألهاكم التكاثر عند النوم وقى فتنة القبر.
4 - في مجمع البيان وروى قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال:
انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: ألهاكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالي
مالي ومالك من مالك الا ما اكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت أورده
660

مسلم في الصحيح.
5 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:
والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير
6 - في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام قال بعد تلاوته ألهاكم التكاثر حتى
زرتم المقابر يا له مراما ما ابعده، وزورا ما أغفله، وخطرا ما أفظعه، لقد استخلوا
منهم أي مدكر، وتناوشوهم من مكان بعيد، أفبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد
الهلكى يتكاثرون؟ يرتجعون منهم أجسادا خوت، وحركات سكنت، ولا يكونوا
عبرا أحق من أن يكون مفتخرا، ولا يهبطوا بهم جناب ذلة أحجى من أن
يقوموا بهم مقام عزة، لقد نظروا إليهم بابصار العشوة، وضربوا منهم في غمرة
جهالة، ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية، والربوع الخالية، لقالت
ذهبوا في الأرض ضلالا، وذهبتم في أعقابهم جهالا، تطؤون في هامهم وتستنبتون
في اسجادهم وترتعون فيما لفظوا وتسكنون فيما خربوا (1)
7 - في مجمع البيان: كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون قال الحسن
ومقاتل هو وعيد بعد وعيد، قيل: معناه سوف تعلمون في القبر ثم سوف تعلمون في
الحشر، رواه زربن حبيش عن علي عليه السلام، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى
نزلت ألهاكم التكاثر إلى قوله: كلا سوف تعلمون يريد في القبر ثم كلا سوف

(1) المراد بالمرام هو ما كان مقصدهم من التفاخر من اثبات الفخر والمنقبة لأنفسهم فبين
(ع) ان ذلك المرام بعيد جدا لان الفخر بالميت كالفخر بالجماد. قوله (ع) " وزوروا ما أغفله "
المراد بالزور: الزائرون للمقابر المتفاخرون بهم، اسم للواحد والجمع. و " تناوشوهم " أي
تناولوهم. قوله (ع) " يرتجعون... " أي يطلبون رجوع أجسادهم وقد " خوت " أي خلت من
الأرواح. والجناب: الفناء. والحجى: العقل والفتنة. والعشوة: سوء البصر بالليل
وغمرة الشئ: شدته ومعظمه. والربوع جمع الربع: الدار حيث كانت والمنزل. والهام جمع
الهامة: الرأس " وتستنبتون. " من النبات. أي تزرعون النبات في أجسادهم. واللفظ:
الرمي من الفم يقال: لفظت الشئ: رميته من فمي
661

تعلمون بعد البعث.
8 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال ابن عباس قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله
" ألهاكم التكاثر " قال: التكاثر الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وشدها
في الأوعية " حتى زرتم المقابر " حتى دخلتم قبوركم " كلا سوف تعلمون " لو قد دخلتم
قبوركم " ثم كلا سوف تعلمون " لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم كلا لو
تعلمون علم اليقين قال: وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم.
9 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله: " لو تعلمون علم اليقين " قال: المعاينة.
10 - في مجمع البيان قرأ ابن عامر والكسائي " لترون " بضم التاء وروى ذلك
عن علي عليه السلام، والباقي " لترون " بالفتح.
11 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى
جسر جهنم ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال: عن خمس عن شبع البطون، وبارد
الشراب، ولذة النوم، وظلال المساكين، واعتدال الخلق. وروى في اخبارنا
ان النعيم ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
12 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن
عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة فدعا بطعام مالنا
عهد بمثله لذاذة وطيبا وأتينا بتمر ننظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل:
لتسئلن عن هذا النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام
ان الله عز وجل أكرم وأجل ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسئلكم عنه، ولكن
يسئلكم عما أنعم به عليكم بمحمد صلى الله عليه وآله وبآل محمد عليهم السلام.
13 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد
الجوهري الحارث بن جرير عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت
على أبى جعفر عليه السلام فدعا بالغدا فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أطيب منه و
لا أنظف فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا
662

قلت: جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف، ولكني ذكرت الآية في كتاب
الله عز وجل " ولتسئلن يومئذ عن النعيم " قال أبو جعفر عليه السلام انما يسئلكم عما أنتم
عليه من الحق.
14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، و
بان لهم أولياء تجرى أفعالهم واحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون، وهم
النعيم الذي يسأل عنه، ان الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم،
قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن حل محله من أصفياء -
الله الذين قال: " فأينما تولوا فثم وجه الله " الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله وفرض على
العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.
15 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده في حديث طويل قال: سأل
أبو حنيفة أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال:
القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى
يسئلك عن كل اكلة اكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما
النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا
ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم اخوانا بعد ان كانوا
أعداءا وبنا هداهم الله للاسلام وهو النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم
الذي أنعم به عليهم وهو النبي وعترته.
16 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق
عليه السلام اللهم وكما كان من شأنك يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو
كل يوم في شأن، ان أنعمت علينا بموالاة أولياءك المسؤول عنها عبادك فإنك قلت
وقولك الحق: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " وقلت: " وقفوهم انهم مسؤولون ".
17 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن
محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: قول الله:
663

" لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال: تسئل هذه الأمة عما أنعم الله عليهم برسول الله
ثم بأهل بيته.
18 - في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن عباس الصوفي الكاتب قال:
كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقي،
فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول الله عز وجل: " ثم لتسئلن يومئذ عن
النعيم " اما هذه النعيم في الدنيا وهو الماء البارد؟ فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته:
كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال
غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هو طيب النوم، ولقد حدثني أبي
عن أبيه أبى عبد الله عليه السلام ان أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل: " لتسئلن
يومئذ عن النعيم " فغضب وقال: ان الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم
به، ولا يمن بذلك عليهم، ولإمتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف
إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوقين به؟ ولكن النعيم حبنا أهل البيت و
موالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة، لان العبد إذا وفى بذلك أداه إلى
نعيم الجنة الذي كان لا يزول ولقد حدثني بذلك أبى عن أبيه عن محمد بن علي
عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة ان لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله،
وانك ولى المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك. فمن أقر بذلك وكان معتقده صار
إلى النعيم الذي لا زوال له.
19 - في كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن أبي عبد الله
عليه السلام انه سئل عن " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، و
الميم ملك الله، قال: قلت: الله، قال: الألف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري
عن أبي عبد الله في قوله: " لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال إن الله أكرم ان يسأل مؤمنا
664

عن اكله وشربه.
21 - عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ثلاثة أشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن، طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة
صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.
22 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
بالاسناد قال: قال علي عليه السلام في قول الله عز وجل: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم "
قال: الرطب والماء البارد.
23 - في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل نعيم مسؤول عنه
صاحبه الا ما كان في غزو أو حج.
24 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: من ذكر
اسم الله على الطعام لم تسئل عن نعيم ذلك الطعام.
25 - في مجمع البيان " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " الصحة والفراغ، عن
عكرمة ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: نعمتان مغبون فيهما كثير
من الناس الصحة والفراغ.
26 - وقيل: هو الامن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد، وروى ذلك عن أبي
جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وقيل: يسئل عن كل نعيم الا ما خصه، الحديث، وهو
قوله: ثلاث لا يسئل عنها العبد: خرقة يوارى بها عورته وكسرة يسد بها جوعته، و
بيت يكنه من الحر والبرد.
27 - وروى أن بعض الصحابة أضاف النبي صلى الله عليه وآله وجماعة من أصحابه فوجدوا
عنده تمرا وماء باردا فأكلوا، فلما خرجوا قال: هذا من النعيم الذي تسئلون عنه.
28 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى حفص الصائغ عن جعفر
بن محمد عليهما السلام في قوله: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال: نحن من النعيم.
665

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ و
العصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه، ضاحكا سنه قريرا عينه حتى
يدخل الجنة.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي ومن قرأها ختم له بالصبر، وكان مع أصحاب
الحق يوم القيامة.
3 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقر عليهما السلام
عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها وفي علي والله نزلت سورة العصر:
" بسم الله الرحمن الرحيم والعصر " إلى آخره.
4 - في مجمع البيان وقيل: إن في قراءة ابن مسعود " والعصر ان الانسان لفى
خسر وانه فيه إلى آخر الدهر " وروى ذلك عن علي عليه السلام.
5 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل
ابن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عز وجل: والعصر
ان الانسان لفى خسر قال: العصر عصر خروج القائم عليه السلام " ان الانسان لفى خسر "
يعنى أعدائنا الا الذين آمنوا يعنى بآياتنا وعملوا الصالحات يعنى بمواسات الاخوان
وتواصوا بالحق يعنى الإمامة وتواصوا بالصبر يعنى بالعترة.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم " والعصر ان الانسان لفى خسر " قال: قسم بان
الانسان خاسر وقرأ أبو عبد الله عليه السلام " والعصر ان الانسان لفى خسر وانه في إلى آخر
الدهر الذي آمنوا وعملوا الصالحات وأتمروا بالتقوى وأتمروا بالصبر. "
7 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثني يحيى بن زكريا عن علي بن حسان
عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " الا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه،
حيث قال: " ان الانسان لفى خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يقول
666

آمنوا بولاية أمير المؤمنين " وتواصوا بالحق " ذرياتهم ومن خلقوا بالولاية وتواصوا
بها وصبروا عليها.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ ويل
لكل همزة في فريضة من فرايض الله بعد الله عنه الفقر، وجلب عليه الرزق، و
يدفع عنه ميتة السوء.
2 - في مجمع البيان وفى حديث أبي من قرأها أعطى من الاجر عشر حسنات
بعدد من استهزء بمحمد صلى الله عليه وآله وأصحابه.
3 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال:
المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر إلى أن قال: واما العقرب فكان رجلان همازا لمازا (1)
فمسخه الله عقربا.
4 - وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي أبي طالب عليهم السلام قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هي ثلاثة عشر: الفيل والدب إلى أن قال صلى الله
عليه وآله:
واما العقرب فكان رجلا لداغا لا يسلم من لسانه.
5 - في عوالي اللئالي وقال صلى الله عليه وآله: رأيت ليلة الاسراء قوما يقطع اللحم
من جنوبهم ثم يلقمونه، ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم فقلت: يا
جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون، وفى تفسير علي بن
إبراهيم نحوه.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم: ويل لكل همزة قال: الذين يغمز الناس ويستحقر
الفقهاء وقوله لمزة يلوى عنقه ورأسه ويغضب إذا رأى فقيرا أو سائلا الذي جمع مالا

(1) الهمز: الطعن. واللمز: العيب، قيل: والفرق بينهما هو ان الهمزة: الذي يعيبك
بظهر الغيب واللمزة; يعيبك في وجهك، وقيل: الهمزة: الذي يؤذى جليسه بسوء لفظه
واللمزة: الذي يكسر عينه على جليسه ويشير برأسه ويؤمى بعينه.
667

وعدده قال: أعده ووضعه
7 - في كتاب الخصال عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سمعت الرضا عليه السلام
يقول: لا يجتمع المال الا بخمس خصال: بخل شديد وأمل طويل، وحرص غالب، و
قطيعة رحم، وايثار الدنيا على الآخرة.
8 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق عليه السلام انه جاء
إليه رجل فقال له بابى أنت وأمي عظني موعظة. فقال عليه السلام: إن كان الحسنات
حقا فالجمع لماذا؟ وإن كان الخلف من الله عز وجل حقا فالبخل لماذا؟ والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
9 - في تفسير علي بن إبراهيم: يحسب أن ماله أخلده ويبقيه ثم قال: كلا
لينبذن في الحطمة والحطمة النار التي تحطم كل شئ، ثم قال: وما ادارك
ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة قال: تلتهب على الفؤاد
قال أبو ذر رضي الله عنه: بشر المتكبرين بكى في الصدور وسحب على الظهور (1)
قوله: انها عليهم مؤصدة قال: مطبقة في عمد ممددة قال: إذا مدت العمد عليهم اكلت
والله الجلود.
10 - في مجمع البيان وروى العياشي محمد بن النعمان الأحول عن حمران
بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في
النار ويقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا وما نحن وأنتم الا سواء؟ قال:
فيأنف لهم الرب تعالى، فيقول للملائكة: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ثم يقول
للنبيين: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ويقول الله: انا ارحم الراحمين اخرجوا
برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ثم مدت العمد و
أوصدت عليهم وكان والله الخلود.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ في

(1) الكي: احراق الجلد بحديدة ونحوها. والسحب: الجر على وجه الأرض.
668

فرايضه ألم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان
من المصلين، وينادى له يوم القيامة مناد: صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه،
أدخلوه الجنة ولا تحاسبوه فإنه ممن أحب الله وأحب عمله.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قرأها عافاه الله أيام حياته من
المسخ والقذف.
3 - وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح، والم تر كيف
ولايلاف قريش.
4 - وعن ابن العباس عن أحدهما عليهم السلام قال: " ألم تر كيف فعل ربك "
و " لايلاف قريش " سورة واحدة.
5 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام
قال: المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر إلى أن قال: واما الفيل فكان ينكح البهائم
فمسخه الله فيلا.
6 - وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هي ثلاثة عشر: الفيل والدب إلى أن قال
صلى الله عليه وآله: اما الفيل كان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا.
7 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن الحسن وعلان عن أبي
الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فاما الفيل فإنه كان ملكا زناء لوطيا.
8 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال علي بن الحسين عليه السلام كان أبو طالب
يضرب عن رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه إلى أن قال: فقال أبو طالب: يا بن أخ إلى
الناس كافة أرسلت أم إلى قومك خاصة؟ قال: لا بل إلى الناس أرسلت كافة الأبيض
والأسود والعربي والعجمي، والذي نفسي بيده لأدعون إلى هذا الامر الأبيض و
الأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولأدعون السنة فارس والروم
فحيرت قريش واستكبرت وقالت: أما تسمع إلى ابن أخيك وما يقول والله لو
669

سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من ارضنا، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا،
فأنزل الله تبارك وتعالى " وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم
حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ " إلى آخر الآية وانزل في قولهم لقلعت الكعبة
حجرا حجرا " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " إلى آخر الآية.
9 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
لما ان وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بابل لعبد المطلب
فساقوها، فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا
عبد المطلب بن هاشم قال: وما يشاء؟ قال الترجمان: جاء في إبل له ساقوها
يسئلك ردها؟ فقال ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت إلى بيته
الذي يعبده لأهدمه وهو يسألني اطلاق إبله؟ اما لو سألني الامساك عن هدمه
لفعلت ردوا عليه إبله فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك؟ فأخبره فقال عبد
المطلب: انا رب الإبل ولهذا البيت رب يمنعه فردت عليه إبله وانصرف عبد المطلب
نحو منزله، فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود فحرك الفيل رأسه، فقال له:
أتدري لم جاءوك؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال عبد المطلب: جاؤوا بك لتهدم بيت
ربك افتراك فاعل ذلك؟ فقال برأسه: لا، فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما
أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى وامتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند
ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا؟ فقال: أرى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه
بصرك أجمع؟ فقال له: لا ولا شك ان يصيب، فلما ان قرب قال: هو طير كثير ولا
اعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف (1) أو دون حصاة الخذف
فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما تريد الا القوم حتى لما صار فوق رؤسهم

(1) الخذف - بالمعجمتين -: الرمي بحصاة أو نواة أو نحوهما تؤخذ بين السبابتين
يرمى بها.
670

أجمع ألقت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة (1) رجل فخرجت من دبره فقتلته
فما انفلت منهم الا رجل واحد يخبر الناس، فلما ان اخبرهم ألقت عليه فقتلته.
10 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن
محمد بن حمران وهشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اقبل صاحب الحبشة
بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بابل عبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب إلى
صاحبهم يسأله رد إبله عليه، فاستأذن عليه فاذن له، وقيل: إن هذا شريف قريش أو
عظيم قريش فهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وأدناه، ثم قال لترجمانه: سله ما
حاجتك؟ فقال له: ان أصحابك مروا بابل لي فاستاقوها فأحببت ان تردها على قال
فتعجب من سؤاله إياه رد الإبل وقال: هذا الذي زعمتم انه عظيم قريش وذكرتم عقله
يدع ان يسألني ان انصرف عن بيته الذي يعبده اما لو سألني ان انصرف عن هده (2)
لانصرفت له عنه فأخبره الترجمان بمقالة الملك، فقال له عبد المطلب: ان
لذلك البيت ربا يمنعه، وانما سألتك رد أبلى لحاجتي إليها، فامر برده عليه ومضى
عبد المطلب حتى لقى الفيل على طرف الحرم فقال له: محمود، فحرك رأسه فقال
له أتدري لما جئ بك؟ فقال برأسه: لا، فقال جاؤوا بك لتهدم بيت ربك فتفعل؟
فقال برأسه: لا، قال: فانصرف عبد المطلب وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم فلما
انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع من الدخول، [فضربوه
فامتنع]، فأداروا به نواحي الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم، فلم يدخل وبعث
الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذى برأس
الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد، الا رجل هرب
فجعل يحدث الناس بما رأى إذا طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال: هذا الطير منها و
جاء الطير حتى حاذى برأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.
11 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن

(1) الهامة: الرأس.
(2) الهد: الهدم الشديد.
671

بن محبوب عن جميل بن دراج عن أبي مريم عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول
الله عز وجل: وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل قال كان طير
ساف (1) جاءهم من قبل البحور رؤسهم كأمثال رؤس السباع، وأظفارها كأظفار
السباع من الطير، مع كل طائر ثلاثة أحجار، في رجليه حجران، وفى منقاره حجر، فجعلت
ترميهم بها حتى جدرت أجسامهم فقتلهم بها، وما كان قبل ذلك رؤى شئ من الجدري ولا رأوا
ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا
حضر موت وهو واد دون اليمن ارسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين، قال: وما رأى
في ذلك الوادي ماء قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة، قال: فلذلك سمى حضر موت
حين ما توافيه.
12 - في مجمع البيان أجمعت الرواة على أن ملك اليمن الذي قصد هدم
الكعبة هو أبرهة بن الصباح الأشرم.
13 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام حديث
طويل يذكر فيه آيات النبي صلى الله عليه وآله وفيه: ومن ذلك ان أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة
إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب: ان لهذا البيت ربا يمنعه، ثم
جمع أهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن، فأرسل الله تبارك وتعالى طيرا
أبابيل ورفعهم عن مكة وأهلها.
14 - في الكافي ولد النبي صلى الله عليه وآله لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع
الأول في عام الفيل مع الزوال، وروى أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث
بأربعين سنة.
15 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده قال: لما ان قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة
لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها، فأخذوا سرحا (2) لعبد المطلب بن

(1) سف الطائر: مر على وجه الأرض.
(2) السرح: المال السائم.
672

هاشم فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فاذن له، وهو في قبة ديباج على
سرير له، فسلم عليه فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه، فراعه حسنه وجماله
وهيئة، فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟
قال: نعم أيها الملك كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء، فقال له أبرهة
لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك، ثم أجلسه معه على سريره
وقال لسايس فيله الأعظم وكان فيلا أبيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بأنواع الدر
والجواهر، وكان الملك يباهى به ملوك الأرض: أتيني به فجاء به سايسه وقد زين
بكل زينة حسنة، فحين قابل [وجه] عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه وأطلق
الله لسانه بالعربية، فسلم على عبد المطلب، فلما رأى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا
فقال: ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد الملك: فيم جئت؟ فقد بلغني سخاؤك و
كرمك وفضلك، ورأيت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضى ان انظر في حاجتك
فسلني ما شئت وهو يرى أنه يسأله في الرجوع عن مكة؟ فقال له عبد المطلب: ان أصحابك
غدوا على سرح لي فذهبوا به فمرهم برده على قال: فتغيظ الحبشي من ذلك وقال
لعبد المطلب لقد سقطت من عيني جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك
وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جبل؟ وهو البيت الذي يحج إليه
من كل صقع في الأرض (1) فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك؟ فقال له
عبد المطلب: لست برب البيت الذي قصدت لهدمه وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك
فجئت أسئلك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم، فقال
الملك: ردوا عليه سرحه وانصرف إلى مكة واتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش
لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ وإذا تركوه رجع مهرولا،
فقال عبد المطلب لغلمانه: ادعوا إلى ابني فجئ بالعباس فقال: ليس هذا أريد، ادعوا لي
ابني فجئ بأبي طالب، فقال: ليس هذا أريد ادعوا لي ابني فجئ بعبد الله أب
النبي صلى الله عليه وآله فلما أقبل إليه قال: اذهب يا بنى حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك

(1) الصقع: الناحية.
673

ناحية البحر فانظر أي شئ يجئ من هناك وأخبرني به، قال: فصعد عبد الله أبا قبيس
فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل والليل، فسقط على أبى قبيس ثم صار إلى
البيت فطاف سبعا ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله إلى أبيه
فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بنى ما يكون من أمرها بعد فأخبرني به، فنظرها
فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب
وهو يقول: يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم، قال: فأتوا العسكر
وهم أمثال الخشب النخرة وليس من الطير الا ومعه ثلاثة أحجار في منقاره ويديه،
يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل
ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق باستاره وقال:
يا جابس الفيل بذى المغمس * حبسته كأنه مكوس (1)
في مجلس تزهق فيه الأنفس
فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة:
طارت قريش إذا رأت خميسا * فظلت فردا لا أرى أنيسا -
ولا أحس منهم حسيسا * الا أخا لي ماجدا نفيسا -
مسودا في أهله رئيسا
16 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى مريم عن أبي جعفر عليه السلام " وأرسل
عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل " فقال: هؤلاء أهل مدينة كانت على
ساحل البحر إلى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيل ويأتون المنكر
فأرسل الله عليهم طيرا جائتهم من قبل البحر رؤسهما كأمثال رؤس السباع، وابصارها
كابصار السباع من الطير، مع كل طير ثلاثة أحجار حجران في مخاليبه وحجر في
منقاره، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم الله عز وجل بها، وما كانوا قبل ذلك
رأوا شيئا من ذلك الطير ولا من الجدر، ومن انفلت منهم انطلقوا حتى بلغوا حضر موت

(1) قال الفيروزآبادي: المغمس - كمعظم ومحدث -: موضع بطريق الطائف فيه قبر أبى
رغال دليل أبرهة ويرجم، وقال: المكوس - كمعظم -: حمار.
674

واد باليمن، ارسل الله عز وجل عليهم سيلا فغرقهم ولا رأوا في ذلك الوادي ماءا قبل
ذلك، فلذلك سمى حضر موت حين ماتوا فيه.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم " ألم تر " ألم تعلم يا محمد " كيف فعل ربك بأصحاب
الفيل " قال: نزلت في الحبشة حين جاؤوا بالفيل ليهدموا به الكعبة، فلما ادنوه من
باب المسجد قال له عبد المطلب: تدرى أين يؤم بك؟ قال: برأسه لا، قال: اتوا بك لتهدم
كعبة الله أتفعل ذلك؟ فقال برأسه: لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا
عليه بالسيوف وقطعوه " فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل " قال: بعضها على اثر بعض " ترميم بحجارة
من سجيل " قال: كان مع كل طير ثلاثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في مخاليبه، وكانت
ترفرف على رؤسهم وترمى في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم
وتنقض أبدانهم فكانوا كما قال الله فجعلهم كعصف مأكول قال: العصف التين
والمأكول هو الذي يبقى من فضلة.
قال الصادق عليه السلام: وأهل الجدري من ذلك الذي أصابهم في زمانهم جدري.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال من أكثر قراءة
لايلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد
النور يوم القيامة.
2 - في مجمع البيان وفى حديث أبي من قراها اعطى من الاجر عشر حسنات
بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها.
3 - وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح، والم تر كيف
ولايلاف قريش.
4 - وعن أبي العباس عن أحدهما عليهما السلام قال: " ألم تر كيف فعل ربك، ولايلاف "
675

سورة واحدة.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم: لايلاف قريش ايلافهم قال: نزلت في قريش
لأنه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام،
وكانوا يحملون من مكة الأدم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشتروا
بالشام الثياب والدرمك (1) والحبوب وكانوا يتألفون في طريقهم ويثبتون في الخروج
في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك، فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله
استغنوا عن ذلك لان الناس وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وحجوا إلى البيت، فقال الله:
فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع لا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام
وآمنهم من خوف يعنى خوف الطريق.
6 - في مجمع البيان وقال سعيد بن جبير مر رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أبو بكر
بملأهم ينشدون:
يا ذا الذي طلب السماحة والندى * هلا مررت بآل عبد الدار -
لوان مررت بهم تريد قراهم * منعوك من جهد ومن اقتار (2)
فقال لأبي بكر: أهكذا قال الشاعر؟ قال: لا والذي بعثك بالحق بل قال:
يا ذا الذي طلب السماحة والندى * هلا مررت بآل عبد مناف -
لوان مررت بهم تريد قراهم * منعوك من جهد ومن ايجاف (3) -
الرايشين وليس يوجد رايش * والقائلين هلم للأضياف (4) -
والخالطين غنيهم بفقيرهم * حتى يصير فقيرهم كالكافي -
والقائلين بكل وعد صادق * ورجال مكة مسنتين عجاف (5) -

(1) الدرمك: الدقيق الحوارى أي الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق.
(2) الأقتار: الفقر وضيق المعيشة.
(3) الايجاف: سرعة السير.
(4) راشه: أعانه وأغناه.
(5) المسنتون: الذين أصابتهم السنة وهي الجوع والقحط والعجاف: من العجف وهو
الهزال والضعف.
676

سفرين سنهما له ولقومه * سفر الشتاء ورحلة الاصياف
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة
" أرأيت الذي يكذب بالدين " في فرايضه ونوافله قبل الله عز وجل صلاته وصيامه،
ولم يحاسبه بما كان معه منه في الحياة الدنيا.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قراها غفر الله له إن كان للزكوة مؤديا.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم أرأيت الذي يكذب بالدين قال: نزلت في
أبى جهل وكفار قريش فذلك الذي يدع اليتيم أي يدفعه عن حقه ولا يحض على
طعام المسكين أي لا يرغبه في اطعام المساكين ثم قال: فويل للمصلين الذين هم
عن صلاتهم ساهون قال: عنى به تاركون، لان كل انسان يسهو في الصلاة، قال
أبو عبد الله عليه السلام: تأخير الصلاة عن أول وقتها لغير عذر.
4 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب
مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: ليس عمل أحب إلى الله عز وجل من الصلاة، فلا
يشغلنكم عن أوقاتها شئ من أمور الدنيا، فان الله عز وجل ذم أقواما فقال: " الذين
هم عن صلاتهم ساهون " يعنى انهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
5 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن
الفضيل قال: سألت عبدا صالحا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " الذين هم عن صلاتهم
ساهون " قال: هو التضييع.
6 - في مجمع البيان " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " وهم الذين
يؤخرون الصلاة عن أوقاتها عن ابن عباس ومسروق، وروى ذلك مرفوعا، وقيل
يريد المنافقين الذين لا يرجون ثوابا ان صلوا، ولا يخافون عليها عقابا ان تركوا،
فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها، فإذا كانوا مع المؤمنين صلوها رياءا وإذا لم يكونوا
677

معهم لم يصلوا، وهو قوله: الذين هم يراؤن عن علي عليه السلام وابن عباس.
7 - وروى العياشي باسناده عن يونس بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته
عن قول الله: " الذين هم عن صلاتهم ساهون " أهي وسوسة الشيطان؟ فقال: لا كل أحد
يصيبه هذا ولكن ان يفعلها ويدع ان يصلى في أول وقتها.
8 - وعن أبي أسامة زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " الذين
هم عن صلاتهم ساهون " قال: هو الترك لها والتواني عنها.
9 - وعن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال: هو التضييع.
10 - في جوامع الجامع ولا يكون الرجل مرائيا باظهار العمل الصالح إن كان
فريضة، فمن حق الفرايض الاعلان بها وتشهيرها لقوله عليه السلام: ولا غمة في فرايض
الله لأنها شعار الدين واعلام الاسلام.
11 - وقوله عليه السلام: من صلى الخمس جماعة فظنوا به كل خير.
12 - وقوله عليه السلام لأقوام لم يحضروا الجماعة: لتحضرن المسجد أو لأحرقن
عليكم منازلكم.
13 - ولان تاركها يستحق الذم والتوبيخ فوجب إماطة التهمة بالاظهار، وإن كان
تطوعا فالأولى فيه الاخفاء لأنه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه، فيكون أبعد
من الرياء فان أظهره قاصدا للاقتداء به كان حسنا، فان الرياء ان يقصد باظهاره ان
يراه الناس فيثنوا عليه بالصلاح، على أن اجتناب الرياء أمر صعب الا على المخلصين
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: الريا اخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على
المسح الأسود (1).
14 - في تفسير علي بن إبراهيم: الذين هم يراؤن فيما يفعلون ويمنعون الماعون
مثل السراج والنار والخمير وأشباه ذلك من الآلات الذي يحتاج إليه الناس.
15 - وفى رواية أخرى الخمس والزكاة.
16 - في مجمع البيان " ويمنعون الماعون " اختلف فيه فقيل هو الزكاة

(1) المسح - بكسر الميم -: البلاس يقعد عليه. الكساء من شعر.
678

المفروضة عن علي عليه السلام، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
17 - وقيل هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس (1) والقدر وما لا يمنع
كالماء والملح وروى ذلك مرفوعا.
18 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن
سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: والماعون أيضا هو القرض يقرضه، والمتاع
يعيره، والمعروف يصنعه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
19 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا
عن أبي بصير قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام ومعنا بعض الأموال فذكروا الزكاة
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الزكاة ليس يحمد بها صاحبها، وانما هو شئ ظاهر انما
حقن الله بها دمه وسمى بها مسلما، ولو لم يردها لم تقبل له صلاة، وان عليكم في
أموالكم غير الزكاة، فقلت: أصلحك الله وما علينا ما في أموالنا غير الزكاة؟ فقال:
سبحان الله اما تسمع الله عز وجل يقول في كتابه " والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل
والمحروم " إلى قوله وقوله عز وجل: " ويمنعون الماعون " هو القرض يقرضه
والمعروف يصنعه ومتاع البيت يعيره ومنه الزكاة، فقلت له: ان لنا جيرانا إذا
أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه، فعلينا جناح أن نمنعهم؟ فقال: لا ليس عليكم
جناح ان تمنعوهم إذا كانوا كذلك.
20 - في من لا يحضره الفقيه ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله ان يمنع أحد الماعون
جاره وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة، ووكله إلى نفسه ومن
وكله إلى نفسه فما أسوء حاله.

(1) الفأس: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية " تبر "
679

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء
" انا أعطيناك الكوثر " في فرايضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة، وكان محدثه
عند رسول الله صلى الله عليه وآله في أصل طوبى.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قرأها سقاه الله من انهار الجنة وأعطى
من الاجر بعدد كل قربان قربه العباد في يوم عيد، ويقربون من أهل الكتاب والمشركين.
3 - خاطب الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله على وجه التعداد لنعمه عليه فقال
انا أعطيناك الكوثر اختلفوا في تفسير الكوثر فقيل هو نهر في الجنة عن عايشة وابن
عمر قال ابن عباس لما نزل: " انا أعطيناك الكوثر " صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقرأها
على الناس فلما نزل قالوا: يا رسول الله ما هذا الذي أعطاكه الله؟ قال: نهر في الجنة
أشد بياضا من اللبن وأشد استقامة من القدح حافتاه قباب الدر والياقوت، ترده طير
خضر لها أعناق كأعناق البخت (1) قالوا: يا رسول الله ما أنعم تلك الطير قال: أفلا
أخبركم بأنعم منها؟ قالوا: بلى قال من اكل الطائر وشرب الماء (2) وفاز برضوان الله
4 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نهر في الجنة أعطاه الله نبيه عوضا من ابنه.
5 - وقال أنس: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى اغفاء ثم
رفع رأسه متبسما فقلت: ما أضحك يا رسول الله؟ قال: أنزلت على آنفا سورة فقرأ سورة
الكوثر، ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، قال: فإنه نهر
وعدنيه ربى عليه خير كثير، هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد نجوم
السماء فيختلج القرن منهم فأقول: يا رب أمتي؟ (3) فيقال: انك لا تدرى ما أحدثوا

(1) البخت: الإبل الخراسانية.
(2) الألف واللام في " الطائر " والماء للعهد.
(3) وفى المصدر " يا رب انهم من أمتي... اه ".
680

بعدك أورده مسلم في الصحيح.
6 - وقيل هو الشفاعة رووه عن الصادق عليه السلام.
7 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة
باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: انا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومعي عترتي على
الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا، وليعمل بعملنا، فان لكل أهل نجيبا ولنا نجيب
ولنا شفاعة، ولأهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض، فانا نذود عنه
أعداءنا ونسقى منه أحباءنا وأولياءنا، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا حوضنا
فيه مثعبان (1) ينصبان من الجنة، أحدهما من تسنيم والاخر من معين، على حافتيه
الزعفران، وحصاه اللؤلؤ [والياقوت] وهو الكوثر.
8 - عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أعطاني الله
تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا، أعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل، الحديث
9 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الحسين بن أعين اخى مالك بن أعين
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا ما يعنى به؟
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الخير نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه
من ساق العرش; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسين بن يزيد
النوفلي عن الحسين بن أعين وذكر مثل ما كتاب معاني الأخبار سواء.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل ذكرناه بتمامه
أول الاسراء وفيه يقول صلى الله عليه وآله: ثم مضيت مع جبرئيل فدخلت البيت المعمور فصليت
فيه ركعتين ومعي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد، وآخرين عليهم ثياب خلقان،
فدخل أصحاب الجدد وجلس أصحاب الخلقان، ثم خرجت فانقاد لي نهران نهر يسمى
الكوثر ونهر يسمى الرحمة، فشربت من الكوثر واغتسلت من الرحمة، ثم انقاد
لي جميعا حتى دخلت الجنة.

(1) المثعب: مسيل الماء.
681

11 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في مكالمة
بينه وبين اليهود وفيه قالوا: نوح خير منك؟ قال النبي صلى الله عليه وآله ولم ذاك؟ قالوا:
لأنه ركب في السفينة فجرت على الجودى؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: ولقد أعطيت أنا أفضل
من ذلك، قالوا وما ذاك؟ قال: إن الله عز وجل أعطاني نهرا في السماء مجراه من
تحت العرش وعليه ألف ألف قصر، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، حشيشها الزعفران
ورضراضها (1) الدر والياقوت وأرضها المسك الأبيض، فذلك خير لي ولامتى، و
ذلك قوله تعالى: " انا أعطيناك الكوثر " قالوا: صدقت يا محمد، وهو مكتوب في
التوراة: هذا خير من ذاك.
12 - في أمالي الصدوق (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه قال علي عليه
السلام: يا رسول الله أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فطلبت في
البيت ماء فلم أجد الماء، فبعثت الحسن كذا والحسين كذا، فأبطئا على فاستلقيت على
قفاي فإذا انا بهاتف من سواد البيت: قم يا علي وخذ السطل واغتسل، فإذا انا بسطل
من ماء مملو، عليه منديل من سندس، فأخذت السطل واغتسلت ومسحت بدني بالمنديل،
ورددت المنديل على رأس السطل، فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة
فأصابت هامتي، فوجدت بردها على فؤادي فقال النبي صلى الله عليه وآله: بخ بخ يا بن أبى طالب
أصبحت وخادمك جبرئيل، اما الماء فمن الكوثر، واما السطل والمنديل فمن الجنة
كذا اخبرني جبرئيل كذا اخبرني جبرئيل.
13 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن العباس
قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله " انا أعطيناك الكوثر " قال له علي بن أبي طالب: ما
هو الكوثر يا رسول الله؟ قال: نهر أكرمني الله به، قال علي عليه السلام: ان هذا النهر
شريف فأنعته لنا يا رسول الله، قال: نعم يا علي الكوثر نهر يجرى تحت العرش ماؤه
أشد بياضا من اللبن واحلى من العسل وألين من الزبد، حصاه الزبرجد والياقوت
والمرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله
.

(1) الرضراض: ما صغر ودق من الحصى.
682

عز وجل، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله على جنب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: يا علي هذا النهر
لي ولك ولمحبيك من بعدى.
14 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن يوسف بن مازن الراسبي
انه لما صالح الحسن بن علي عليهما السلام عذل وقيل: يا مذل المؤمنين ومسود
الوجوه فقال عليه السلام: لا تعذلوني فان فيها مصلحة، ولقد رأى النبي صلى الله عليه وآله في منامه
تخطب بنو أمية واحد بعد واحد، فحزن فنزل جبرئيل بقوله: " انا أعطيناك الكوثر "
" وانا أنزلناه في ليلة القدر ".
15 - في تفسير علي بن إبراهيم " انا أعطيناك الكوثر " قال: الكوثر نهر في
الجنة اعطى الله محمدا عوضا عن ابنه إبراهيم عليه السلام.
16 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن
جعفر عن آبائه عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: السخي محبب في السماوات محبب في
الأرض، خلق من طينة عذبة، وخلق ماء عينيه من ماء الكوثر، والبخيل مبغض في
السماوات، مبغض في الأرض، خلق من طينة سبخة وخلق ماء عينيه من ماء العوسج (1)
17 - في مجمع البيان: فصل لربك وانحر عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول في قوله: " فصل لربك وانحر " هو رفع يديك حذاء وجهك. وروى عنه
عبد الله بن سنان مثله.
18 - وعن جميل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: " فصل لربك وانحر " فقال بيده
هكذا يعنى استقبل بيديه حذاء وجهه القبلة في افتتاح الصلاة.
19 - وروى عن مقاتل بن حيان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام
قال: لما نزلت هذه السورة قال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: ما هذه النحيرة التي
امرني بها ربى، قال: ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك
إذا كبرت، وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت، فإنه صلاتنا
وصلاة الملائكة في السماوات السبع; فان لكل شئ زينة وان زينة الصلاة رفع

(1) السبخة: الأرض المالحة. والعوسج: الشوك.
683

الأيدي عند كل تكبيرة.
قال النبي صلى الله عليه وآله: رفع الأيدي من الاستكانة. قلت: وما الاستكانة؟ قال:
ألا تقرأ هذه الآية: " فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " أورده الثعلبي والواحدي
في تفسيريهما.
20 - واما ما رواه عن علي عليه السلام ان معناه ضع يدك اليمنى على اليسرى حذاء النحر
في الصلاة فمما لا يصح عنه، لان جميع عترته الطاهرين عليهم السلام قد رووه عنه بخلاف ذلك،
وهو ان معناه ارفع يدك إلى النحر في الصلاة.
21 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن حماد عن حريز عن
رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: " فصل لربك وانحر " قال: النحر الاعتدال في
القيام أن يقيم صلبه ونحره.
22 - في عوالي اللئالي وروى عن مقاتل عن حماد بن عثمان قال: سألت الصادق
عليه السلام ما النحر؟ فرفع يده إلى صدره فقال: هكذا ثم رفعهما فوق ذلك فقال: هكذا استقبل
القبلة في استفتاح الصلاة.
23 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن علي عليه السلام حديث
طويل يقول فيه عليه السلام واما أنت يا عمرو بن العاص الشانئ اللعين الأبتر فإنما أنت
كلب (كنت ظ) أول أمرك، ان أمك لبغية وانك ولدت على فراش مشترك، فتحاكمت فيك
رجال قريش منهم أبو سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة، وعثمان بن الحارث، و
النضر بن الحارث بن كلدة، والعاص بن وايل، كلهم يزعم انك ابنه، فغلبهم عليك
من بين قريش ألأمهم حسبا وأخبثهم منصبا وأعظمهم بغية، ثم قمت خطيبا وقلت انا
شانئ محمد، وقال العاص وائل: ان محمد رجل أبتر لا ولد له، فلو قد مات انقطع ذكره،
فأنزل الله تبارك وتعالى: ان شأنك هو الأبتر وكانت أمك تمشى إلى عبد قيس تطلب البغية،
تأتيهم في دورهم ورحالهم وبطون أوديتهم.
24 - في كتاب الخصال فقال أبو ذر رحمه الله أنا أحدثكم بحديث سمعتموه
ألستم تشهدون ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: شر الأولين والآخرين اثنا عشر، ستة
684

من الأولين وستة من الآخرين؟ إلى أن قال: واما الستة من الآخرين فالعجل وهو نعثل
وفرعون وهو معاوية، وهامان هذه الأمة زياد، وقارونها وهو سعيد (1) والسامري
وهو أبو موسى عبد الله بن قيس لأنه قال كما قال سامري قوم موسى " لامساس " أي
لا قتال، والأبتر وهو عمرو بن العاص.
25 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد وفيه
عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص فقال عمرو: يا أبا الأبتر وكان الرجل في
الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمى أبتر، ثم قال عمرو: انى لأشنأ محمدا أي أبغضه،
فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله: " انا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * ان شانئك "
أي مبغضك عمرو بن العاص " هو الأبتر " يعنى لا دين له ولا نسب.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام من قرأ: " قل يا
أيها الكافرون، وقل هو الله أحد " في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولد
وإن كان شقيا محى من ديوان الأشقياء، وأثبت في ديوان السعداء; وأحياه الله سعيدا
وأماته شهيدا وبعثه شهيدا.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قرأ " قل يا أيها الكافرون " كأنما
قرأ ربع القرآن، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك ويعافى من
الفزع الأكبر.
3 - وعن أنس بن مالك قال: سأل النبي صلى الله عليه وآله رجلا من أصحابه فقال: يا
فلان هل تزوجت؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به، قال: أليس معك قل هو الله
أحد؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن قال: ليس معك " قل يا أيها الكافرون "؟
قال: بلى قال: ربع القرآن، قال: ليس معك " إذا زلزلت "؟ قال: بلى قال: ربع القرآن
ثم قال: تزوج تزوج تزوج.

(1) أي سعيد بن العاص.
685

4 - وعن جبير بن مطعم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أتحب يا جبير إذا
خرجت من سفر أن تكون من أمثل أصحابك هيئة وأكثرهم زادا؟ قلت: نعم بأبي
أنت وأمي يا رسول الله، قال: فاقرأ هذه السور الخمس: " قل يا أيها الكافرون، وإذا
جاء نصر الله والفتح. وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس "
وافتتح قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم قال جبير: وكنت غير كثير المال،
وكنت اخرج مع من شاء الله ان اخرج فأكون أكثرهم همة وأقلهم زادا حتى
ارجع من سفري ذلك.
5 - وعن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه انه اتى النبي صلى الله عليه وآله فقال جئت يا رسول
الله لتعلمني شيئا أقوله عند منامي، قال: إذا أخذت مضجعك فاقرأ " قل يا أيها الكافرون "
ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك.
6 - الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يقول: " قل يا أيها الكافرون " ربع
القرآن وكان إذا فرغ منها قال: ا عبد الله وحده، ا عبد الله وحده.
7 - وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قلت: " لا أعبد ما
تعبدون " فقل ولكني ا عبد الله مخلصا له ديني، وإذا فرغت منها فقل: ديني
الاسلام ثلاث مرات.
8 - وروى داود بن الحصين عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قرأت " قل يا أيها الكافرون "
فقل: يا أيها الكافرون وإذا قلت: " لا أعبد ما تعبدون " فقل ا عبد الله وحده وإذا قلت: " لكم
دينكم ولى دين " فقل ربى الله وديني الاسلام.
9 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة
بهذا الاسناد قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة
السفر فقرأ في الأولى: " قل يا أيها الكافرون " وفى الأخرى " قل هو الله أحد " ثم قال:
قرأت لكم ثلث القرآن وربعه.
10 - وفى باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته وكان إذا قرأ: قل
يا أيها الكافرون قال في نفسه سرا: يا أيها الكافرون، فإذا فرغ منها قال: ربى
686

الله ديني الاسلام ثلاثا.
11 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان
ابن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبى عليه السلام يقول: " قل هو الله أحد "
ثلث القرآن " وقل يا أيها الكافرون " ربع القرآن.
12 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن صفوان
بن يحيى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من قرأ إذا آوى إلى فراشه
" قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد " كتب الله عز وجل له براءة من الشرك.
13 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة قال:
حدثني معاذ بن مسلم عن ابن عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تدع ان تقرأ قل هو الله أحد
وقل يا أيها الكافرون في سبع مواطن: في الركعتين قبل الفجر، وركعتي
الزوال، والركعتين بعد المغرب، وركعتين من أول صلاة الليل، وركعتي الاحرام
والفجر إذا أصبحت بها.
14 - وفى رواية أخرى انه يبدأ في هذا كله بقل هو الله أحد وفى الركعة الثانية
بقل يا أيها الكافرون الا في الركعتين قبل الفجر فإنه يبدأ بقل يا أيها الكافرون ثم يقرأ
في الركعة الثانية بقل هو الله أحد.
15 - الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن فضالة بن
أيوب عن الحسين بن عثمان عن عمرو بن أبي نصر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
الرجل يقوم في الصلاة فيريد أن يقرأ سورة قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون
فقال: يرجع من كل سورة الا من قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون.
16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن بعض
أصحابنا قال: قال أحدهما عليهما السلام: يصلى الرجل ركعتي الطواف طواف الفريضة و
النافلة بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون
17 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن عمرو بن يزيد أنه قال: شكوت إلى
أبى عبد الله عليه السلام السهو في المغرب فقال: صلها بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون
687

ففعلت فذهب عنى.
18 - روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال له: اقرا قل هو الله أحد
وقل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك، وقل هو الله أحد نسبة
الرب عز وجل.
19 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى سعيد بن مينا عن غير
واحد من أصحابه ان نفرا من قريش اعترض لرسول الله صلى الله عليه وآله: عتبته بن ربيعة و
وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة والعاص بن سعيد فقالوا: يا محمد هلم فلنعبد ما
تعبد فتعبد ما نعبد فنشرك نحن وأنت في الامر، فان يكن الذي نحن عليه الحق
فقد أخذت بحظك منه، وان يكن الذي أنت عليه الحق فقد أخذنا بحظنا منه فأنزل الله
تبارك وتعالى قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد
إلى آخر السورة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - في قرب الإسناد باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام في " قل يا أيها الكافرون
* لا أعبد ما تعبدون " أعبد ربى ولى ديني، ديني الاسلام عليه أحيى وعليه أموت
إن شاء الله.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير قال: سأل
أبو شاكر أبا جعفر الأحول عن قول الله: " قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا
أنتم عابدون ما أعبد * ولا انا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد " فهل يتكلم الحكيم
بمثل هذا القول ويكرر مرة بعد مرة؟ فلم يكن عند أبي جعفر الأحول في ذلك جواب
فدخل المدينة فسأل أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك، فقال كان سبب نزولها وتكرارها
ان قريشا قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: تعبد آلهتنا سنة ونعبد الهك سنة، وتعبد آلهتنا سنة
ونعبد الهك سنة، فأجابهم الله بمثل ما قالوا فقال فيما قالوا: تعبد آلهتنا سنة " قل يا أيها
الكافرون * لا أعبد ما تعبدون " وفيما قالوا: نعبد الهك سنة " ولا أنتم عابدون ما أعبد "
وفيما قالوا تعبد آلهتنا سنة " ولا انا عابد ما عبدتم " وفيما قالوا وتعبد الهك سنة " ولا
أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولى دين " قال: فرجع أبو جعفر الأحول إلى
688

أبى شاكر فأخبره بذلك، فقال أبو شاكر: هذا حملته الإبل من الحجارة، قال: وكان
أبو عبد الله عليه السلام إذا فرغ من قرائتها يقول: ديني الاسلام ثلاثا.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ " إذا
جاء نصر الله والفتح " في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه وجاء يوم القيامة
ومعه كتاب ينطق، قد أخرجه الله من جوف قبره، فيه أمان من جسر جهنم ومن النار
ومن زفير جهنم، فلا يمر على شئ يوم القيامة الا بشره وأخبره بكل خير حتى يدخل
الجنة، ويفتح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمن ولم يخطر على قلبه.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قرأها فكأنما شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله
فتح مكة.
3 - وعن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت السورة كان النبي صلى الله عليه وآله يقول كثيرا:
سبحانك اللهم اغفر لي انك أنت التواب الرحيم.
4 - وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله بالآخرة لا يقوم ولا يقعد ولا يجيئ
ولا يذهب الا قال: سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه، فسألناه عن ذلك؟
فقال: انى أمرت بها، ثم قرأ إذا جاء نصر الله.
5 - وفى رواية عايشة انه كان يقول: سبحانك اللهم وبحمدك استغفر الله وأتوب
إليك قال مقاتل: لما نزلت هذه السورة قرأها صلى الله عليه وآله على أصحابه ففرحوا واستبشروا،
وسمعها العباس فبكى فقال صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا عم؟ فقال: أظن أنه قد نعت إليك
نفسك يا رسول الله، فقال: انه لكما تقول، فعاش بعدها سنتين ما رؤى فيهما ضاحكا
مستبشرا قال: وهذه السورة تسمى سورة التوديع.
6 - وقال ابن عباس: لما نزلت " إذا جاء نصر الله والفتح " قال صلى الله عليه وآله: نعيت إلى
نفسي بأنها مقبوضة في هذه السنة.
689

7 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرضا عليه السلام:
سمعت أبي يحدث عن أبيه عليهما السلام: ان أول سورة نزلت " بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ
باسم ربك " وآخر سورة نزلت " إذا جاء نصر الله ".
8 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن سهل بن زياد عن منصور بن العباس
عن محمد بن العباس بن السرى عن عمه علي بن السرى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول
ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ بسم ربك وآخره " إذا
جاء نصر الله ".
9 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى محمد بن عمر بن علي
عن أبيه عن جده قال: نزلت على النبي صلى الله عليه وآله " إذا جاء نصر الله والفتح " قال: يا علي
لقد جاء نصر الله والفتح، فإذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد
ربك واستغفره انه كان توابا، قال: يا علي أن الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في
الفتنة من بعدى، كما كتب عليهم جهاد المشركين معي، فقلت: يا رسول الله وما
الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون ان لا إله إلا الله وانى رسول
الله وهم مخالفون لسنتي وطاعنون في ديني، فقلت: فعلام نقاتلهم يا رسول الله وهم
يشهدون ان لا إله إلا الله وانك رسول الله؟ فقال: على احداثهم في ديني وفراقهم لأمري
واستحلالهم دماء عترتي. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم: إذا جاء نصر الله والفتح قال: نزلت بمنى
في حجة الوداع " إذا جاء نصر الله والفتح " فلما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعيت إلى
نفسي، فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس ثم قال: نصرا لله امرءا سمع مقالتي فوعاها
وبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه فليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه
منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم، اخلاص العمل لله، والنصيحة لائمة المسلمين
واللزوم لجماعتهم، فان دعوتهم محيطة من ورائهم، أيها الناس انى تارك فيكم ما ان تمسكتم
به لن تضلوا ولن تزلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير انهما
لن يفترقا حتى يردا على الحوض كإصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه ولا أقول كهاتين وجمع
690

بين سبابته والوسطى فتفضل هذه على هذه.
11 - في جوامع الجامع وعن جابر بن عبد الله انه بكى ذات يوم فقيل له في
ذلك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: دخل الناس في دين الله أفواجا وسيخرجون
منه أفواجا أراد بالناس أهل اليمن، ولما نزلت قال صلى الله عليه وآله: الله أكبر جاء نصر الله
والفتح، وجاء أهل اليمن قوم رقيقة قلوبهم الايمان يمان والفقه يمان والحكمة
يمانية وقال: أجد نفس ربكم من قبل اليمن.
12 - في مجمع البيان " قصة فتح مكة " لما صالح رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا عام
الحديبية كان في أشراطهم انه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وآله دخل فيه،
فدخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وآله ودخلت بنو بكر في عقد قريش وكان بين
القبيلتين شر قديم، ثم وقعت فيما بعد بين بنى بكر وخزاعة مقاتلة فرفدت قريش
بنى بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مسخفيا وكان من أعان
بنى بكر على خزاعة بنفسه عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو، فركب عمرو بن
سالم الخزاعي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة وكان ذلك مما هاج فتح مكة،
فوقف عليه وهو في المسجد بين ظهراني القوم فقال:
لأهم انى ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا (1) -
ان قريشا أخلفوك الموعدا * ونقضوا ميثاقك الموكدا -
وقتلونا ركعا وسجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حسبك يا عمرو ثم قام فدخل دار ميمونة وقال: اسكبي
لي ماء، فجعل يغتسل وهو يقول: لا نصرت ان لم أنصر بنى كعب وهم رهط عمرو بن

(1) الناشد: الطالب والمذكر. والأتلد: القديم - وفى بعض الكتب بعد قوله
" ميثاقك الموكدا ":
وزعموا أن لست تدعو أحدا * فانصر هداك الله نصرا أبدا -
واع عباد الله يأنوا مددا * فيهم رسول الله قد تجردا -
أبيض كالبدر ينمى أبدا * ان سيم خسفا وجهه تربدا
691

سالم، ثم خرج بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول
الله صلى الله عليه وآله فأخبروه بما أصيب منهم ومظاهرة قريش بنى بكر عليهم ثم انصرفوا راجعين
إلى مكة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله قال للناس: كأنكم بأبي سفيان قد جاء ليشدد العقد
ويزيد في المدة وسيلقى بديل بن ورقاء فلقوا أبا سفيان بعسفان (1) وقد بعثته قريش
إلى النبي صلى الله عليه وآله ليشدد العقد فلما ألقى أبو سفيان بديلا قال: من أين أقبلت يا بديل
قال: سرت في هذا الساحل وفى بطن هذا الوادي قال: ما أتيت محمدا؟ قال:
لا فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان: لئن كان جاء من المدينة لقد علف بها النوى
فعمد إلى مبرك ناقته وأخذ من بعرها ففت فرأى فيه النوى فقال: أحلف بالله لقد جاء بديل
محمدا ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد احقن دم قومك
واجر بين قريش وزدنا في المدة، فقال: أغدرتم يا أبا سفيان؟ قال: لا قال: فنحن
على ما كنا عليه، فخرج فلقى أبا بكر فقال: اجر بين قريش قال: ويحك واحد يجير
على رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ثم لقى عمر بن الخطاب فقال له مثل ذلك، ثم خرج فدخل على
أم حبيبة فذهب ليجلس على الفراش فأهوت إلى الفراش فطوته فقال: يا بنية أرغبة
بهذا الفراش عنى؟ فقالت نعم هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وآله ما كنت لتجلس عليه وأنت
رجس مشرك، ثم خرج فدخل على فاطمة فقال: يا بنت سيد العرب تجيرين بين قريش
وتزيدين في المدة فتكونين أكرم سيدة في الناس؟ فقالت: جواري جوار رسول الله فقال
أتأمرين ابنيك ان يجيرا بين الناس؟ قالت: والله ما بلغ ابناي ان يجيرا بين الناس وما يجير
على رسول الله أحد، فقال: يا أبا الحسن انى أرى الأمور قد اشتدت على فانصحني، فقال: أنت
شيخ قريش فقم على باب المسجد واجر بين قريش ثم ألحق بأرضك، قال: وترى ذلك
مغنيا عنى شيئا؟ قال: لا والله ما أظن ذلك ولكن لا أجد لك غير ذلك، فقام أبو سفيان في المسجد
فقال: أيها الناس انى قد أجرت بين قريش ثم ركب بعيره فانطلق، فلما أن قدم على
قريش قالوا: ما وراك فأخبرهم بالقصة فقالوا: والله ان زاد ابن أبي طالب على أن
لعب بك فما يغنى عنا ما قلت، قال: لا والله ما وجدت غير ذلك، قال: فأمر رسول الله

(1) عسفان - كعثمان -: موضع بين مكة والمدينة، بينة وبين مكة مرحلتان.
692

صلى الله عليه وآله بالجهاد لحرب مكة وامر الناس بالتهيؤ وقال: اللهم خذ العيون والاخبار عن
قريش حتى نبغتها (1) في بلادها، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش فأتى رسول الله
صلى الله عليه وآله الخبر من السماء، فبعث عليا عليه السلام والزبير حتى اخذا كتابه من امرأة وقد
مضت هذه القصة في سورة الممتحنة.
ثم استخلف رسول الله صلى الله عليه وآله ابارهم الغفاري وخرج عامدا إلى مكة لعشر مضين
من شهر رمضان سنة ثمان في عشرة آلاف من المسلمين ونحو من أربعمأة فارس ولم
يتخلف من المهاجرين والأنصار عنه أحد وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
وعبد الله بن أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وآله بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة،
فالتمسا الدخول عليه فلم يأذن لهما فكلمته أم سلمة فيهما فقالت: يا رسول الله ابن عمك و
ابن عمتك وصهرك؟ قال: لا حاجة لي فيهما اما ابن عمى فهتك عرضى، واما ابن عمى
وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال، فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بنى له
فقال: والله ليؤذنن لي أو لاخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا
وجوعا، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله رق لهما فأذن لهما، فدخلا عليه فأسلما فلما
نزل رسول الله صلى الله عليه وآله مر الظهران وقد غمت الاخبار (2) عن قريش فلا يأتيهم عن
رسول الله صلى الله عليه وآله خبر خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام و
بديل بن ورقاء يتجسسون الاخبار، وقد قال العباس للبيد: يا سوء صباح قريش، والله
لئن بغتها رسول الله صلى الله عليه وآله في بلادها فدخل مكة عنوة انه لهلاك قريش إلى آخر
الدهر، فخرج على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: اخرج إلى الأراك لعلى أرى حطابا
أو صاحب لبن أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وآله فيأتونه فيستأمنونه،
قال العباس: فوالله انى لأطوف في الأراك التمس ما خرجت له إذا سمعت صوت أبى -
سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء، وسمعت أبا سفيان يقول: والله ما رأيت
كاليوم قط نيرانا؟ فقال بديل: هذه نيران خزاعة، فقال أبو سفيان: خزاعة ألام من

(1) من البغتة.
(2) مر الظهران: موضع على مرحلة من مكة. وغم عليه الامر: خفى.
693

ذلك، قال: فعرفت صوته فقلت: يا أبا حنظلة يعنى أبا سفيان فقال: يا أبو الفضل؟
فقلت: نعم قال: لبيك فداك أبي وأمي ما وراك؟ فقلت: هذا رسول الله وراك قد جاء
بما لا قبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين، قال: فما تأمرني؟ فقلت: تركب عجز
هذه البغلة فأستأمن لك رسول الله صلى الله عليه وآله، فوالله لئن ظفر بك ليضربن عنقك
فردفني فخرجت أركض به بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله، فكلما مررت بنار من نيران
المسلمين قالوا: هذا عم رسول الله صلى الله عليه وآله على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى مررت بنار
عمر بن الخطاب. فقال: يعنى عمر يا أبا سفيان الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد
ولا عقد، ثم اشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وركضت البغلة حتى اقتحمت باب القبة و
سبقت عمر بما يسبق به الدابة البطيئة الرجل البطئ فدخل عمر فقال: يا رسول الله
هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه، فقلت:
يا رسول الله انى قد أجرته ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذت برأسه، وقلت:
لا يناجيه اليوم أحد دوني فلما أكثر فيه عمر قلت: مهلا يا عمر ما تصنع هذا بالرجل
الا انه رجل من بنى عبد مناف، ولو كان من عدى بن كعب ما قلت هذا؟ قال: مهلا يا
عباس فوالله لاسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من اسلام الخطاب لو أسلم، فقال
صلى الله عليه وآله: اذهب فقد آمناه حتى تغدو به على بالغداة، قال: فلما أصبح غدوت به على
رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآه قال: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟
فقال: بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأكرمك وأرحمك وأحلمك، والله لقد ظننت ان
لو كان معه اله لاغنى يوم بدر ويوم أحد، فقال: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك ان
تعلم انى رسول الله؟ فقال: بأبي أنت وأمي اما هذه فان في النفس منها شيئا؟ قال
العباس: فقلت له؟ ويلك اشهد بشهادة الحق قبل ان تضرب عنقك فتشهد، فقال صلى
الله عليه وآله للعباس: اذهب يا عباس فاحبسه عند مضيق الوادي حتى تمر عليه
جنودا لله، فحبسه عند خطم الجبل (1) بمضيق الوادي ومر عليه القبايل

(1) الخطم والخطمة: رعن الجبل وهو الانف النادر منه، أمر (ص) بحبسه في الموضع
المتضايق الذي يزحم الخيل بعضها بعضا فيراها جميعا وتكثر في عينه بمرورها في ذلك الموضع
الضيق، فان الانف النادر من الجبل يضيق الموضع الذي يخرج فيه.
694

قبيلة قبيلة وهو يقول: من هؤلاء [من هؤلاء؟] وأقول: أسلم وجهينة وفلان حتى مر رسول
الله صلى الله عليه وآله في الكتيبة الخضراء (1) من المهاجرين والأنصار في الحديد لا يرى
الا الحدق فقال: من هؤلاء يا أبا الفضل؟ قلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وآله في المهاجرين و
الأنصار، فقال يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما؟ فقلت: ويحك انها
النبوة فقال: نعم إذا، وجاء حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلما
وبايعاه فلما بايعاه بعثهما رسول الله صلى الله عليه وآله بين يديه إلى قريش يدعوانهم إلى الاسلام
وقال: من دخل دار أبي سفيان وهي بأعلى مكة فهو آمن، ومن دخل دار حكيم وهي
بأسفل مكة فهو آمن، ومن أغلق بابه وكف يده فهو آمن.
ولما خرج أبو سفيان وحكيم من عند رسول الله صلى الله عليه وآله عامدين إلى مكة بعث
في أثرهما الزبير وأمره على خيل المهاجرين وأمره أن يغرز رايته بأعلى مكة
بالجحون، وقال: لا تبرح حتى آتيك ثم دخل صلى الله عليه وآله بمكة وضرب خيمته هناك،
وبعث سعد بن عبادة في كتيبة من الأنصار في مقدمته وبعث خالد بن الوليد فيمن كان
أسلم من قضاعة وبنى سليم وأمره أن يدخل من أسفل مكة ويغرز رايته دون البيوت،
وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله جميعا أن يكفوا أيديهم ولا يقاتلوا الا من قاتلهم، وأمرهم
بقتل أربعة نفر: سعد بن أبي سرح، والحويرث بن نفيل وابن خطل (2) و
مقيس بن صبابة، وأمرهم بقتل قينتين كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وقال:
اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة; فقتل علي عليه السلام الحويرث بن نفيل
واحدى القينتين وأفلتت الأخرى، وقتل مقيس بن صبابة في السوق وأدرك ابن خطل
وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد
عمارا فقتله، وسعى أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله واخذ غرزه (3) فقبله ثم قال:

(1) كتبية خضراء: إذا غلب عليها لبس الحديد، شبه سواده بالخضرة والعرب تطلق الخضرة
على السواد.
(2) واسمه عبد الله.
(3) أي ركابه.
695

بأبي أنت وأمي اما تسمع ما يقول سعد؟ أنه يقول:
واليوم يوم الملحمة * اليوم تسبى الحرمة (1)
فقال صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: أدركه فخذ الراية منه وكن أنت الذي يدخل بها
وادخلها ادخالا رفيقا، فأخذها علي عليه السلام وادخلها كما أمر، ولما دخل رسول الله
صلى الله عليه وآله مكة دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، واتى
رسول الله صلى الله عليه وآله ووقف قائما على باب الكعبة فقال: لا إله إلا الله وحده، انجز وعده،
ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، الا ان كل مال ومأثرة (2) ودم يدعى فهو تحت
قدمي هاتين الا سدانة الكعبة وسقاية الحاج، فإنهما مردودتان إلى أهليهما، الا ان
مكة محرمة بتحريم الله لم تحل لاحد كان قبلي ولم تحل لي الا ساعة من نهار وهي
محرمة إلى أن تقوم الساعة، لا يختلى خلاها (3) ولا يقطع شجرها، ولا ينفر
صيدها، ولا تحل لقطتها الا لمنشد، ثم قال: الا لبئس جيران النبي كنتم لقد كذبتم و
طردتم وأخرجتم وآذيتم ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني فاذهبوا فأنتم
الطلقاء فخرج القوم كأنما انشروا من القبور ودخلوا في الاسلام، وكان الله سبحانه
أمكنه من رقابهم عنوة، كانوا له فيئا فلذلك سمى أهل مكة الطلقاء وجاء ابن الزبعرى
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال:
يا رسول الاله ان لساني * راتق ما فتقت إذ أنا بور (4) -
إذ أباري الشيطان في سنن * الغى ومن مال مثله مثبور (5) -
من اللحم والعظام لربى * ثم نفسي الشهيد أنت النذير.
13 - وعن ابن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله يوم الفتح وحول البيت ثلاثمائة

(1) الملحمة: الوقعة العظيمة والقتل.
(2) المأثرة: المفاخرة.
(3) الخلا - مقصورا -: النبات الرقيق ما دام رطبا، واختلاؤه: قطعه.
(4) رجل بور: أي هالك.
(5) قوله أباري أي أعارض وأجارى. والسنن: وسط الطريق والثبور: الهلاك.
696

وستون صنما، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: " جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد "
" جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ".
14 - وعن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة أبى ان يدخل البيت
وفيه الألهة، فأمر بها فأخرجت صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وفى أيديهما الأزلام،
فقال صلى الله عليه وآله: قاتلهم الله اما والله لقد علموا انهما لم يستقسما بها قط.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى علي بن شجرة عن بعض أصحاب أبي
عبد الله عليه السلام قال: إذا قرأتم " تبت يدا أبى لهب وتب " فادعوا على أبى لهب فإنه
كان من المكذبين الذين يكذبون النبي صلى الله عليه وآله وبما جاء به من عند الله عز وجل.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قرءها رجوت ان لا يجمع الله بينه وبين
أبى لهب في دار واحدة.
3 - سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم الصفا
فقال: يا صباحاه (1) فأقبل إليه قريش فقالوا: مالك؟ فقال: أرأيتم لو أخبرتكم
ان العدو مصبحكم أو ممسيكم اما تصدقون؟ قالوا: بلى، قال: فانى نذير لكم بين
يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك لهذا دعوتنا جميعا فأنزل الله هذه السورة أورده
البخاري في الصحيح.
4 - ويروى عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت هذه السورة أقبلت العوراء

(1) قال ابن منظور: والعرب تقول: إذا نذرت بغارة من الخيل تفجؤهم صباحا: يا
صباحاه، ينذرون الحي أجمع بالنداء العالي ثم ذكر الحديث وقال: هذه كلمة تقولها العرب
إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح; فكأن القائل:
يا صباحاه يقول قد غشينا العدو.
697

أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفى يدها فهر (1) وهي تقول:
مذمما أبينا * ودينه قلينا * وأمره عصينا (2)
والنبي صلى الله عليه وآله جالس في المجلس ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر
قال: يا رسول الله قد أقبلت وانا أخاف ان تراك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن تراني
وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال وقرا: " وادا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين
لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا " فوقفت على أبى بكر ولم تر رسول الله فقالت: يا
أبا بكر أخبرت ان صاحبك هجاني؟ فقال: لا ورب البيت ما هجاك، فولت وهي
تقول " قريش تعلم انى بنت سيدها ".
5 - وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قال: صرف الله سبحانه عنى ثم إنهم يذمون مذمما
وانا محمد.
6 - وفيه عند قوله تعالى: " وانذر عشيرتك الأقربين " وعن ابن عباس قال: لما
نزلت هذه الآية صعد رسول الله صلى الله عليه وآله على الصفا فقال: يا صباحاه، فاجتمعت إليه
قريش فقالوا: مالك فقال؟ أرأيتكم ان أخبرتكم ان العدو مصبحكم وممسيكم ما كنتم
تصدقونني؟ قالوا: بلى قال: " فانى نذير لكم بين يدي عذاب شديد " قال أبو لهب:
تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟ فأنزل الله عز وجل تبت يدا أبى لهب.
7 - في قرب الإسناد باسناده إلى أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل
يذكر فيه آيات النبي صلى الله عليه وآله وفيه: من ذلك ان أم جميل امرأة أبى لهب أتته حين نزلت سورة
تبت ومع النبي صلى الله عليه وآله أبو بكر بن أبي قحافة، فقال: يا رسول الله هذا أم جميل محفظة
أي مغضبة تريدك ومعها حجر تريد ان ترميك به؟ فقال: انها لا تراني فقالت: لأبي بكر
أين صاحبك؟ قال حيث شاء الله قالت: جئته ولو أراه لرميته فإنه هجاني واللات والعزى
انى لشاعرة فقال أبو بكر: يا رسول الله لم ترك، قال: لأضرب الله بيني وبينها حجابا.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم " تبت يدا أبى لهب " قال: أي خسرت لما اجتمع

(1) الفهر: حجر قدر ملاء الكف.
(2) كانت قريش تسمى رسول الله (ص): مذمما. وقلينا أي أبغضنا.
698

مع قريش في دار الندوة وبايعهم على قتل محمد رسول الله (ص) وكان كثير المال فقال الله:
ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب عليه فتحرقه وامرأته قال: كانت
أم جميل بنت صخر وكانت تنم على رسول الله (ص) وتنقل أحاديثه إلى الكفار حمالة الحطب
أي احتطبت على رسول الله (ص) في جيدها أي في عنقها حبل من مسد أي من نار
وكان اسم أبى لهب عبد مناف فكناه الله لان منافا صنم يعبدونه.
9 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا ومنا خير نساء العالمين
ومنكم حمالة الحطب.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من مضى به
يوم واحد فصلى فيه خمس صلوات ولم يقرء بقل هو الله أحد قيل له: يا عبد الله لست من
المصلين.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قرأها فكأنما قرء ثلث القرآن، وأعطى
من الاجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
3 - وعن انس بن مالك قال: سأل النبي صلى الله عليه وآله رجلا من أصحابه فقال: يا
فلان هل تزوجت؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به قال: أليس معك " قل هو الله
أحد "؟ قال: بلى، قال ربع القرآن، قال: أليس معك: " قل يا أيها الكافرون "
؟ قال: بلى قال: ربع القرآن قال: أليس معك " إذا زلزلت "؟ قال: بلى قال:
ربع القرآن، ثم قال: تزوج تزوج تزوج.
4 - وفى الحديث انه كان يقال لسورتي " قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد "
المقشقشتان (1).

(1) وقال في وجه تسميتهما بذلك ما لفظه: سميتا بذلك لأنهما يبرئان من الشرك والنفاق،
يقال: تقشقش المريض من علته إذا أفاق وبرئ، وقشقشه: أبرأه، كما يقشقش الهناء الجرب.
699

5 - في عيون الأخبار باسناده إلى عبد العزيز بن المهتدى قال: سألت الرضا
عليه السلام عن التوحيد فقال: كل من قرأ " قل هو الله " وامر بها فقد عرف التوحيد قلت:
كيف يقرأها؟ قال: كما يقرء الناس، وزاد فيه: كذلك الله ربى، كذلك الله ربى،
كذلك الله ربى.
6 - وفى باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته وكان إذا قرأ " قل هو الله أحد "
قال: هو أحد، فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربنا ثلاثا.
7 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام رأيت الخضر عليه السلام في المنام
قبل بدر بليلة فقلت له: علمني شيئا انصر به على الأعداء، فقال: قل: يا هو يا من لا
هو الا هو، فلما أصبحت قصصتها على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: يا علي علمت الاسم
الأعظم، فكان على لساني يوم بدر. وان أمير المؤمنين عليه السلام قرأ قل هو الله أحد لما
فرغ قال: يا هو يا من لا هو الا هو اغفر لي وانصرني على القوم الكافرين.
8 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من مضت
له جمعة ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد ثم مات مات على دين أبى لهب.
9 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اصابه مرض أو شدة ولم يقرأ
في مرضة أو شدته بقل هو الله أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو
من أهل النار.
10 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يدع ان يقرأ في دبر الفريضة بقل هو الله أحد فإنه من قرأها جمع الله له خير الدنيا
والاخر وغفر له ولوالديه.
11 - وباسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرأ قل هو الله
أحد مأة مرة حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة.
12 - وباسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: إن النبي صلى الله عليه وآله صلى
على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملائكة تسعون ألف ملك، وفيهم جبرئيل عليه السلام
يصلون عليه فقلت له: يا جبرئيل بما استحق صلاتك عليه؟ فقال: بقراءة قل هو الله أحد
700

أحد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا.
13 - وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من آوى إلى فراشه فقرأ قل هو الله أحد
إحدى عشر مرة حفظ في داره وفى دويرات حوله.
14 - وباسناده عن عبد الله بن حي قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من
قرأ قل هو الله أحد عشرة مرة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وان رغم
أنف الشيطان.
15 - وباسناده عن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلام يقول: من
قرأ قل هو الله أحد بينه وبين جبار منعه الله منه بقراءته بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن
شماله، فإذا فعل ذلك رزقه الله خيره ومنعه شره.
16 - وباسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل
له: يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك.
17 - وباسناده إلى سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مضت
به ثلاثة أيام لم يقرأ فيها قل هو الله أحد فقد خذل ونزع ربقة الايمان من عنقه، فان مات
في هذه الثلاثة أيام كان كافرا بالله العظيم.
18 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن حصين ان النبي صلى الله عليه وآله بعث سرية و
استعمل عليها عليا عليه السلام فلما رجعوا سألهم فقالوا: كل خير غير أنه قرأ بنا في كل
الصلاة بقل هو الله أحد، فقال: يا علي لم فعلت هذا؟ فقال: لحبي لقل هو الله أحد، فقال
النبي صلى الله عليه وآله: ما أحببتها حتى أحببك الله عز وجل.
19 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرا قل هو الله أحد
مرة واحدة فكأنما قرأ ثلث القرآن، وثلث التوراة، وثلث الإنجيل، وثلث الزبور.
20 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال عليه السلام: واما
الحادية والستون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي مثلك مثل قل هو الله أحد من
أحبك بقلبه فكأنما قرا ثلث القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرا
ثلثي القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرا القرآن كله
701

21 - وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه وكل
الله به خمسين الف ملك يحرسونه ليلته.
22 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي الدنيا المغربي
قال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ قل هو الله
أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن
قراها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله.
23 - في صحيفة الرضا وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مر على
المقابر وقرا قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة ثم وهب اجره للأموات اعطى من الاجر
بعدد الأموات.
24 - في أصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من قال هذه الكلمات عند كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده:
أجير نفسي ومالي وولدي وأهلي وداري وكل ما هو منى بالله الواحد الاحد الصمد
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأجير نفسي ومالي وولدي وكل ما هو منى برب
الفلق من شر ما خلق إلى آخرها، وبرب الناس إلى آخرها، وبآية الكرسي إلى آخرها.
25 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يكره ان يقرأ قل
هو الله أحد بنفس واحد.
26 - وباسناده إلى صالح بن سليمان الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته
يقول ما من أحد في حد الصبي يتعهد في كل ليلة قراءة قل هو الله وقل أعوذ برب الفلق و
قل أعوذ برب الناس كل واحد ثلاث مرات، وقل هو الله أحد مأة مرة، فإن لم يقدر
فخمسين الا صرف الله عز وجل عنه كل لمم أو عرض من اعراض الصبيان، والعطاش (1)
وفساد المعدة وبدور الدم ابدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه

(1) اللمم: ضرب من الجنون. والعطاش - بالضم -: داء لا يروى صاحبه ولا يتمكن من
ترك شرب الماء طويلا.
702

بذلك أو تعوهد (1) كان محفوظا إلى يوم يقبض الله عز وجل نفسه.
27 - وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مفضل احتجز
من الناس كلهم ببسم الله الرحمن الرحيم وبقل هو الله أحد، اقرأها عن يمينك وعن
شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك، وإذا دخلت على سلطان
جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات واعقد بيدك اليسرى، ثم لا تفارقها حتى
تخرج من عنده.
28 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن
بكير عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذكر السورة من الكتاب يدعو
بها في الصلاة مثل قل هو الله أحد، فقال: إذا كنت تدعو بها فلا بأس.
29 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة
عن أبي هارون المكفوف قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد سبع آيات، وقل هو الله أحد
ثلاث آيات، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
30 - أبو داود عن علي بن مهزيار باسناده عن صفوان الجمال قال: سمعت أبا عبد
الله عليه السلام يقول: صلاة الأوابين الخمسون كلها بقل هو الله أحد.
31 - وباسناده إلى مثنى الحناط عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
من صلى أربع ركعات بمأتي مرة قل هو الله أحد في كل ركعة خمسون مرة لم ينفتل و
بينه وبين الله ذنب الا غفر له.
32 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن البرقي عن سعدان عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد خمسين
مرة لم ينفتل وبينه وبين الله ذنب.
33 - محمد بن يحيى باسناده رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من صلى
ركعتين بقل هو الله أحد في كل ركعة ستين مرة، انفتل وليس بينه وبين الله ذنب

(1) قال المجلسي (ره): كان الترديد من الراوي أو يكون المراد يقرأ عليه إذا لم يمكنه
القراءة والأخير أظهر.
703

34 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من صلى
المغرب وبعدها أربع ركعات ولم يتكلم حتى يصلى عشر ركعات يقرا في كل ركعة
بالحمد وقل هو الله أحد كانت عدل عشر ركعات.
35 - احمد عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي عمر بن بزيع قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام (1) وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها
بصفرة قل هو الله أحد.
36 - علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان النصف من شعبان فصل
أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله مأة مرة.
37 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام: من أحب ان يخرج من الدنيا
وقد تخلص من الذنوب كما يتخلص الذهب الذي لا كدر فيه ولا يطلبه أحد بمظلمة
فليقل في دبر الصلوات الخمس نسبة الرب تبارك وتعالى (2) اثنى عشر مرة ثم يبسط
يده ويقول: اللهم إني أسئلك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك و
أسئلك باسمك العظيم وسلطانك القديم ان تصلى على محمد وآله محمد، يا واهب العطايا
يا مطلق الأسارى يا فكاك الرقاب من النار أسئلك ان تصلى على محمد وآل محمد،
وان تعتق رقبتي من النار، وان تخرجني من الدنيا آمنا وأن تدخلني الجنة سالما،
وان تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا انك أنت علام الغيوب
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا من المغيبات مما علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرني ان
أعلم الحسن والحسين عليهما السلام.
38 - في مصباح الكفعمي روى أن النبي صلى الله عليه وآله لذعته عقرب وهو في الصلاة
فلما فرغ قال لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره الا لذعته وتناول نعله فقتله بها،
ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح ذلك عليها ويقرأ التوحيد والمعوذتين.

(1) وفى الوافي " أبى جعفر (ع) " مكان " أبى عبد الله (ع) ".
(2) يعنى سورة التوحيد وفى وجه تسميته بذلك بيان للمحدث الكاشاني (ره) في الوافي
ذكره في كتاب التوحيد ج 1 صفحة 80 فراجع ان شئت.
704

39 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر
عليه السلام قال: شكوت إليه وجع أضراسي وانه يسهر بي الليل، قال: فقال: يا أبا بصير
إذا أحسست بذلك فضع يدك عليه واقرأ سورة الحمد وقل هو الله أحد ثم اقرأ " وترى
الجبال جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ انه خبير بما يفعلون "
فإنه يسكن ثم لا يعود.
40 - وباسناده إلى عمر بن يزيد الصيقل عن الصادق عليه السلام قال شكى إليه رجل
من أوليائه الفراغ فقال: كتب له أم القرآن وسورة الاخلاص والمعوذتين ثم
تكتب أسفل ذلك أعوذ بوجه الله العظيم وبعزته التي لا ترام وبقدرته التي لا يمتنع
منها شئ من شر هذا الوجع ومن شر ما فيه، ثم نشر به على الريق بماء المطر، تبرأ
بإذن الله تعالى.
41 - وباسناده إلى سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من لم
تبرئه سورة الحمد وقل هو الله أحد لم يبرأه شئ، وكل علة تبريها هاتين السورتين
42 - في مجمع البيان وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أيعجز
أحدكم ان يقرء ثلث القرآن في ليلة؟ قلت: يا رسول الله ومن يطيق ذلك؟ قال: اقرأوا
قل هو الله أحد.
43 - وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ قل هو الله أحد مرة بورك عليه،
ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله، فان قراها ثلاث مرات بورك عليه وعلى
أهله وعلى جميع جيرانه، فان قرأها اثنتي عشرة مرة بنى له اثنى عشر قصرا في الجنة
وتقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصر أخينا، فان قراها مأة مرة كفر عنه ذنوب
خمس وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، فان قرأها أربعمأة مرة كفرت عنه
ذنوب أربعمأة سنة، فان قرأها الف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له.
44 - وعن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكى
إليه الفقر وضيق المعاش، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا دخلت بيتك فسلم إن كان فيه
أحد; وان لم يكن فيه أحد فسلم واقرأ قل هو الله أحد مرة واحدة ففعل الرجل فأفاض الله
705

عليه رزقا حتى أفاض على جيرانه.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد ذكرنا طرفا من الاخبار في أوائل ما ذكرنا
في سورة الجحد، فيه بيان لهذه السورة وفضل قرائتها فليراجع.
45 - في مجمع البيان وروى في الحديث لكل شئ نسبة ونسبة الله
سورة الاخلاص.
46 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن
سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل علي بن الحسين صلوات الله عليه
عن التوحيد فقال: ان الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون،
فأنزل الله تعالى: قل هو الله أحد والآيات من سورة الحديد إلى قوله " عليم بذات الصدور "
فمن رام وراء ذلك فقد هلك.
47 - أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن [أبى]
أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن اليهود سألوا رسول الله
صلى الله عليه وآله فقالوا: انسب لنا ربك، فلبث ثلاثا يجيبهم ثم نزلت قل هو الله أحد إلى آخرها.
48 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكري
عليه السلام: سأل عبد الله بن صوريا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرني عن ربك ما هو؟
فنزلت قل هو الله أحد إلى آخرها فقال ابن صوريا: صدقت يا محمد، والحديث
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
49 - في الخرايج والجرايح قال أبو هاشم: قلت في نفسي اشتهى ان اعلم ما
يقول أبو محمد عليه السلام في القرآن أهو مخلوق أم غير مخلوق؟ فاقبل على وقال:
أو ما بلغك ما روى عن أبي عبد الله عليه السلام لما نزلت قل هو الله أحد خلق الله أربعة
آلاف جناح، فما كانت تمر بملاء من الملائكة الا خشعوا لها، وقال: هذه نسبة
الرب تبارك وتعالى.
50 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين
عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: نسبة الله عز وجل قل هو الله.
706

51 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل ذكرته
بتمامه أول الاسراء مسندا وفيه يقول أبو عبد الله عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن
الله جل جلاله أنه قال له: اقرأ قل هو الله أحد كما أنزلت فإنها نسبتي ونعتي.
52 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام حديث
طويل ذكرنا بتمامه أول الاسراء أيضا وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وعن الله جل جلاله: ثم أمره ان يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم
" قل هو الله أحد الله الصمد " ثم أمسك عنه القول فقال رسول الله صلى الله عليه وآله قل هو الله أحد
الله الصمد فقال: قل: " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " فامسك عنه القول
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك الله ربى، كذلك الله ربى، كذلك الله ربى.
53 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن عبيد قال: دخلت على الرضا
عليه السلام فقال لي: قل للعباسي يكف عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلم الناس بما
يعرفون، ويكف عما ينكرون. وإذا سألوك عن التوحيد فقل كما قال الله عز وجل:
" قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد " وإذا سألوك
عن الكيفية قل كما قال الله عز وجل: " ليس كمثله شئ " وإذا سألوك عن السمع فقل
كما قال الله عز وجل " هو السميع العليم " كلم الناس بما يعرفون.
54 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها
انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، قال قائل: فلم وجب عليهم
الاقرار والمعرفة بان الله واحد أحد؟ قيل: لعلل، منها انه لو لم يجب عليهم الاقرار
والمعرفة لجاز أن يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى
الصانع لهم من غيره، لان كل انسان منهم لا يدرى لعله انما يعبد غير الذي خلقه، و
يطيع غير الذي أمره، فلا يكون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم
أمر آمر ولا نهى ناه إذا لا يعرف الامر بعينه ولا الناهي من غيره.
ومنها انه لو جاز أن يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين أولى بان يعبد ويطاع
من الاخر، وفى إجازة ان يطاع ذلك الشريك إجازة ان لا يطاع الله، وفى إجازة
707

ان لا يطاع الله عز وجل كفر بالله وبجميع كتبه ورسله، واثبات كل باطل، وترك
كل حق وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال، والدخول في كل معصية والخروج
من كل طاعة. وإباحة كل فساد وابطال كل حق.
ومنها انه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس ان يدعى انه ذلك الاخر
حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه، ويصرف العباد إلى نفسه، فيكون في ذلك أعظم
الكفر وأشد النفاق.
55 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى البختري وهب بن وهب عن أبي عبد الله
الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي الباقر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى:
" قل هو الله أحد " قال: قل أي أظهر ما أوحينا إليك ونبأناك بتأليف الحروف التي
قرأناها لك ليهتدى به من القى السمع وهو شهيد، و " هو " اسم مكنى ومشار إلى
غائب فالهاء تنبيه عن معنى ثابت، والواو إشارة إلى الغايب عن الحواس، كما أن
قولك " هذا " إشارة إلى الشاهد عند الحواس، وذلك أن الكفار نبهوا عن آلهتهم بحرف
إشارة الشاهد المدرك، فقالوا: هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالابصار، فأشر أنت
يا محمد إلى الهك الذي تدعو إليه حتى نراه وندركه ولا نأله فيه. فأنزل الله تبارك
وتعالى " قل هو الله أحد " فالهاء تثبيت للثابت، والواو إشارة إلى الغايب عن درك
الابصار، ولمس الحواس; وانه تعالى عن ذلك بل هو مدرك الابصار ومبدع الحواس
56 - وفيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام: الله معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق
ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك الابصار والمحجوب عن الأوهام والخطرات.
57 - قال الباقر عليه السلام: معناه المعبود الذي اله الخلق عن درك مائيته والإحاطة
بكيفيته، ويقول العرب: اله الرجل إذا تحير في الشئ فلم يحط به علما، ووله: إذا
فزع إلى شئ مما يحذره ويخافه، فالإله هو المستور عن حواس الخلق.
58 - وفيه كلام للرضا عليه السلام في التوحيد وفيه أحد لا بتأويل عدد.
59 - قال الباقر عليه السلام: الاحد الفرد المتفرد والاحد والواحد بمعنى واحد،
وهو المتفرد الذي لا نظير له، والتوحيد الاقرار بالوحدة وهو الانفراد، والواحد
708

المتباين الذي لا ينبعث من شئ، ولا يتحد بشئ، ومن ثم قالوا: إن بناء العدد من
الواحد وليس الواحد من العدد، لان العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين،
فمعنى قوله: " الله أحد " أي المعبود الذي يأله الخلق عن ادراكه والإحاطة بكيفيته، فرد
بالإلهية متعال عن صفات خلقه.
60 - وباسناده إلى المقدام بن شريح بن هاني عن أبيه قال: إن أعرابيا قام
يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: ان الله واحد؟ قال:
فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده، من القوم،
ثم قال: يا أعرابي: ان القول في أن الله واحد على أربعة أقسام فوجهان منها لا يجوزان
على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه، فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل
واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا لا يجوز لان مالا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد،
ألا ترى انه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به
النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك وتعالى، واما
الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا، و
قول القائل انه ربنا عز وجل إحدى المعنى يعنى به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم
كذلك ربنا عز وجل.
61 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد المختار
الهمداني ومحمد بن الحسن عن عبد الله الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد
الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: وهو اللطيف الخبير السميع
البصير الواحد الاحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، لو كان كما
يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق ولا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ
فرق بين من جسمه وصوره وانشأه إذ كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا، قلت:
أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الاحد الصمد، وقلت: لا يشبهه شئ والله واحد
709

والانسان واحد، أليس قد تشابهت الوحدانية؟ قال: يا فتح أحلت (1) ثبتك الله
انما التشبيه في المعاني، فاما في الأسماء فهي واحدة وهي دلالة على المسمى، وذلك أن
الانسان وان قيل واحد فإنه يخبر انه جثة واحدة وليس باثنين، والانسان نفسه
ليس بواحد لان أعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة ومن ألوانه مختلفة غير واحد، و
هو أجزاء مجزاة ليست بسواء، دمه غير لحمه ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه و
شعره غير بشره وسواده غير بياضه، وكذلك ساير جميع الخلق، فالانسان واحد في
الاسم ولا واحد في المعنى، والله جل جلاله هو واحد لا واحد غيره لا اختلاف فيه و
لا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان، فاما الانسان المخلوق المصنوع المؤلف من اجزاء مختلفة
وجواهر شتى غير أنه بالاجتماع شئ واحد، قلت: جعلت فداك فرجت عنى فرج الله
عنك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
62 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال
: من صفة القديم انه واحد أحد صمد أحدى المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة.
63 - في نهج البلاغة الاحد لا بتأويل عدد.
64 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى أبو هاشم داود بن القاسم
الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: " قل هو الله أحد " ما معنى الاحد؟ قال:
المجمع عليه بالوحدانية. اما سمعته يقول: " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض
وسخر الشمس والقمر ليقولن الله " بعد ذلك له شريك وصاحبة؟
65 - في مجمع البيان وعن عبد خير قال: سأل رجل عليا عليه السلام عن تفسير هذه
السورة فقال: هو الله أحد بلا تأويل عدد، الصمد بلا تبعيض بدد.
66 - في أصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن
محمد بن الوليد ولقبه شباب الصيرفي عن داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي
جعفر الثاني عليه السلام ما الصمد؟ قال: السيد المصمود إليه (2) في القليل والكثير.

(1) أي أتيت بالمحال.
(2) أي المقصود إليه.
710

67 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن عيسى عن يونس
بن عبد الرحمن عن الحسن بن السرى عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سألت أبا
جعفر عليه السلام عن شئ من التوحيد؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى أسماؤه التي يدعى بها،
وتعالى في علو كنهه، واحد توحد بالتوحيد في توحده (1) ثم اجراه على خلقه فهو
واحد صمد قدوس، يعبده كل شئ ويصمد إليه كل شئ، ووسع كل شئ علما
فهذا هو المعنى الصحيح (2) في تأويل الصمد لا ما ذهب إليه المشبهة ولو كان تأويل
الصمد في صفة الله عز وجل المصمت لكان مخالفا لقوله عز وجل: " ليس كمثله شئ "
لان ذلك من صفة الأجسام المصمتة التي لا أجواف لها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا،
فاما ما جاء في الاخبار من ذلك فالعالم عليه السلام أعلم بما قال " انتهى ".
68 - في كتاب التوحيد قال الباقر عليه السلام: حدثني أبي زين العابدين عن أبيه
الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال الصمد الذي لا جوف له، والصمد الذي لا ينام، والصمد
الذي لم يزل ولا يزال.
قال الباقر عليه السلام: كان محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) قال: الصمد القائم
بنفسه الغنى عن غيره، وقال غيره: الصمد المتعالى عن الكون والفساد، والصمد
الذي لا يوصف بالتغاير.
قال الباقر عليه السلام: الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناه.
قال: وسئل علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام عن الصمد؟ فقال: الصمد الذي
لا شريك له، ولا يؤده حفظ شئ ولا يعزب عنه شئ.
69 - قال وهب بن وهب القرشي: قال زين العابدين عليه السلام: الصمد الذي إذا
أراد شيئا قال له كن فيكون، والصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها اضدادا واشكالا
وأزواجا وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند.
70 - قال وهب بن وهب القرشي: وحدثني الصادق جعفر بن محمد عن أبيه

(1) للمجلسي (ره) لهذا الكلام بيان طويل راجع المصدر ج 1: 123.
(2) هذا من كلام الكليني (ره).
711

الباقر عن آبائه عليهم السلام ان أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي عليه السلام يسئلونه
عن الصمد فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فلا تخوضوا في القرآن و
لا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قال
في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار، وان الله سبحانه قد فسر الصمد فقال:
الله أحد الله الصمد، ثم فسره فقال: " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " وستسمع
تمام هذا الخبر عند قوله " لم يلد " الخ إن شاء الله تعالى.
71 - قال وهب بن وهب القرشي سمعت الصادق عليه السلام يقول: قدم وفد من أهل
فلسطين على الباقر عليه السلام فسئلوه عن مسائل فأجابهم، ثم سئلوه عن الصمد؟ فقال: تفسيره
فيه الصمد خمسة أحرف، فالألف دليل على انيته، وهو قوله عز وجل: " شهد الله انه
لا إله إلا هو " وذلك تنبيه وإشارة إلى الغايب عن درك الحواس، واللام دليل على
إلهيته بأنه هو الله، والألف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان، ولا يقعان في السمع،
ويظهران في الكتابة ودليلان على أن إلهيته لطيفة خافية لا يدرك بالحواس، ولا
يقع في لسان واصف، ولا اذن سامع، لان تفسير الاله هو الذي اله الخلق عن درك
ماهيته وكيفيته بحس أو بوهم، لابل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس، وانما يظهر
ذلك عند الكتابة، فهو دليل على أن الله سبحانه أظهر ربوبيته في ابداع الخلق وتركيب
أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه، كما أن
لام الصمد لاتبين ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس، فإذا نظر إلى الكتابة
ظهر له ما خفى ولطف، فمتى تفكر العبد في ماهية الباري وكيفيته اله فيه وتحير ولم
تحط فكرته بشئ يتصور له، لأنه عز وجل خالق الصور، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له
انه عز وجل خالقهم ومركب أرواحهم في أجسادهم، واما الصاد فدليل على أنه عز وجل
صادق وقوله صدق وكلامه صدق; ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ووعد
بالصدق دار الصدق، واما الميم فدليل على ملكه وانه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا
يزول ملكه; واما الدال فدليل على دوام ملكه وانه عز وجل دائم تعالى عن الكون و
الزوال، بل هو الله عز وجل مكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن.
712

ثم قال عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي اتاني الله عز وجل حملة لنشرت التوحيد
والدين والاسلام والشرايع من الصمد، وكيف بي بذلك ولم يجد جدي أمير المؤمنين
عليه السلام حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء (1) ويقول على المنبر: سلوني قبل
ان تفقدوني، فان بين الجوانح منى علما جما، هاه هاه، لا أجد من يحمله، الا وانى
عليكم من الله الحجة البالغة " فلا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما
يئس الكفار من أصحاب القبور " ثم قال الباقر عليه السلام: الحمد لله الذي من علينا ووفقنا
لعبادته الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وجنبنا عبادة الأوثان
حمدا سرمدا وشكرا واصبا.
72 - وباسناده إلى الربيع بن مسلم قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام وسئل عن الصمد
فقال: الصمد الذي لا جوف له.
73 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن اليهود سألوا
رسول الله فقالوا: انسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم، ثم نزلت هذه السورة إلى آخرها
، فقلت: ما الصمد؟ فقال: الذي ليس بمجوف.
74 - أبى رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى عن ابن فضال عن الحلبي وزرارة عن أبي عبد الله عليه السلم قال: إن الله
تبارك وتعالى أحد صمد ليس له جوف، وانما الروح خلق من خلقه نصر وتأييد وقوة
يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين.
75 - وباسناده إلى هارون بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: في حديث
طويل: والله نور لا ظلام فيه وصمد لا مدخل فيه.
76 - وفيه قال وهب بن وهب القرشي: وحدثني الصادق جعفر بن محمد عن
أبيه الباقر عن أبيه عليهم السلام ان أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي عليهما السلام يسألونه
عن الصمد، فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فلا تخوضوا في القرآن
ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من

(1) الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب.
713

قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار، وان الله سبحانه قد فسر الصمد فقال:
الله أحد الله الصمد ثم فسره قال: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لم يلد لم
يخرج منه شئ كثيف كالولد وساير الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، ولا
شئ لطيف كالنفس ولا يتشعب من البداوات (1) كالسنة والنوم، والخطرة والهم و
الحزن والبهجة، والضحك والبكاء والخوف والرجاء، والرغبة والسأمة، والجوع
والشبع، تعالى ان يخرج منه شئ وان يتولد منه شئ كثيف أو لطيف، و " لم
يولد " لم يتولد من شئ ولم يخرج من شئ كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها
كالشئ من الشئ والدابة من الدابة، والنبات من الأرض، والماء من إلينا بيع، و
الأثمار من الأشجار، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين،
والسمع من الاذن، والشم من الانف، والذوق من الفم، والكلام من اللسان، و
المعرفة والتميز من القلب، وكالنار من الحجر، لابل هو الله الصمد الذي لا من شئ
ولا في شئ ولا على شئ، مبدع الأشياء وخالقها، ومنشئ الأشياء بقدرته، يتلاشى
ما خلق للفناء بمشيته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه، فذلكم الذي لم يلد ولم يولد، عالم
الغيب والشهادة الكبير المتعال ولم يكن له كفوا أحد.
77 - وفيه متصل بآخر ما نقلنا من جواب الباقر عليه السلام لأهل فلسطين أعني قوله
واصبا وقوله عز وجل " لم يلد ولم يولد " يقول: لم يلد عز وجل فيكون له ولد
يرثه في ملكه، ولم يولد فيكون له والد يشركه في ربوبيته وملكه ولم يكن له كفوا
أحد فيعازه في سلطانه.
78 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: الذي لم يولد فيكون في العز مشاركا، و
لم يلد فيكون موروثا مالكا.
79 - وباسناده إلى مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله الذي
لم يلد فيولد ولم يولد فيشارك.
80 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام أيضا وفيها: تعالى عن أن يكون له كفو فيشبه به.

(1) البداوات: الآراء المختلفة، ولعله أراد به الحالات المختلفة.
714

81 - وباسناده إلى يعقوب السراج عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله الذي لم
يلد فيولد ولم يولد فيشارك.
82 - وباسناده إلى يعقوب السراج عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث لم يلد
لان الولد يشبه أباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن له من خلقه كفوا أحدا، تعالى
عن صفة من سواه علوا كبيرا.
83 - وباسناده إلى حماد بن عمرو النصيبي قال: سألت جعفر بن محمد
عليهما السلام عن التوحيد؟ فقال: واحد صمد أزلي صمدي لاظل له يمسكه، وهو
يمسك الأشياء بأظلتها، لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن له كفوا أحد.
84 - وباسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه قال: واعلم أن الله
تبارك وتعالى واحد أحد صمد لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك.
85 - في مجمع البيان وعن عبد خير قال: سأل رجل عليا عليه السلام عن تفسير
هذه السورة، فقال: هو الله أحد بلا تأويل عدد، الصمد بلا تبعيض بدد، لم يلد
فيكون موروثا هالكا، ولم يولد فيكون الها مشاركا ولم يكن له من خلقه كفوا أحد
86 - في نهج البلاغة لم يولد سبحانه فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون
مورثا هالكا.
87 - وفيه لم يلد فيكون مولودا، ولم يولد فيصير محدودا، أجل عن اتخاذ الأبناء
88 - وفيه ولا كفو له فيكافيه.
89 - في أصول الكافي باسناده إلى حماد بن عمرو النصيبي عن أبي عبد الله
عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن
له كفوا أحدا.
90 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " لم يلد " أي لم يحدث، وقوله:
" ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " قال: لا له كفو ولا شبه ولا شريك ولا ظهير ولا معين
715

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أوتر
بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك.
2 - في مجمع البيان وفى حديث أبي ومن قرأ: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ
برب الناس فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله على الأنبياء.
3 - وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنزلت على آيات لم ينزل
مثلهن المعوذتان أورده مسلم في الصحيح.
4 - وعنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يا عقبة الا أعلمك سورتين هما أفضل القرآن؟
قلت: بلى يا رسول الله، فعلمني المعوذتين ثم قرأ بهما في صلاة الغداة وقال لي: اقرأهما
كلما قمت ونمت.
5 - في أصول الكافي باسناده إلى سليمان الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام قال:
سمعته يقول: ما من أحد في حد الصبي يتعهد في كل ليلة قراءة قل أعوذ برب الفلق و
قل أعوذ برب الناس، كل واحد ثلاث مرات، وقل هو الله أحد مأة مرة، فإن لم
يقدر فخمسين، الا صرف الله عز وجل عنه كل لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش
وفساد المعدة وبدور الدم أبدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه بذلك
أو تعوهد كان محفوظا إلى يوم قبض الله عز وجل نفسه (1).
6 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن
صفوان الجمال قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام المغرب فقرأ بالمعوذتين في الركعتين.
7 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن
داود بن فرقد عن جابر مولى بسطام قال أمنا أبو عبد الله عليه السلام في صلاة المغرب،
فقرأ المعوذتين ثم قال: هما من القرآن.

(1) مر الحديث بمعناه في صفحة 702
716

8 - في مجمع البيان الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله اشتكى شكوة شديدة ووجع وجعا شديدا فأتاه جبرئيل و
ميكائيل عند رجليه فعوذه جبرئيل بقل أعوذ برب الفلق، وعوذه ميكائيل بقل أعوذ
برب الناس.
9 - أبو خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو
شاك فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله أحد.
10 - وروى أن النبي صلى الله عليه وآله كان كثيرا ما يعوذ الحسن والحسين بهاتين السورتين.
11 - وروى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قرأت قل أعوذ برب
الفلق فقل في نفسك: أعوذ برب الفلق، وإذا قرأت قل أعوذ برب الناس فقل في نفسك
أعوذ برب الناس.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كان سبب نزول المعوذتين انه وعك (1) رسول الله صلى الله عليه وآله فنزل عليه جبرئيل
بهاتين السورتين فعوذه بهما.
13 - حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف
بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان ابن مسعود كان يمحو
المعوذتين من المصحف؟ فقال: كان أبى يقول: انما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهو
من القرآن.
14 - في كتاب طب الأئمة عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من أراد انسان بسوء فأراد ان يحجزه الله بينه وبينه، فليقل حين يراه أعوذ
بحول الله وقوته من حول خلقه وقوتهم، وأعوذ برب الفلق من شر ما خلق، ثم يقول:
ما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله " فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو
رب العرش العظيم " صرف الله عنه كيد كل كائد ومكر كل ماكر وحسد كل حاسد،
ولا يقولن هذه الكلمات الا في وجهه فان الله يكفيه بحوله.

(1) الوعك: الحمى
717

15 - عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه رأى مصروعا فدعا بقدح فيه ماء ثم قرأ
الحمد والمعوذتين ونفث في القدح ثم أمر فصب الماء على رأسه ووجه فأفاق، وقال
له: لا يعود إليك ابدا.
16 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان جبرئيل اتى النبي صلى الله عليه وآله وقال له: يا محمد قال: لبيك
يا جبرئيل، قال: إن فلان سحرك وجعل السحر في بئر بنى فلان فابعث إليه يعنى
البئر أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك وهو عديل نفسك حتى يأتيك بالسحر،
قال: فبعث النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب وقال: انطلق إلى بئر ازوان فان فيها
سحرا سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي فأتني به قال عليه السلام: فانطلقت في حاجة رسول
الله صلى الله عليه وآله فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنها الحناء من السحر، فطلبته مستعجلا حتى
انتهيت إلى أسفل القليب فلم أظفر به، قال الذين معي: ما فيه شئ فاصعد، فقلت:
لا والله ما كذبت وما كذبت وما نفسي به مثل أنفسكم يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم طلبت
طلبا بلطف فاستخرجت حقا فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فقال: افتحه ففتحته وإذا
في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليها أحد وعشرون عقدة، وكان
جبرئيل عليه السلام انزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي
اقرأها على الوتر، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلما قرء آية انحلت عقدة حتى فرغ منها،
وكشف الله عز وجل عن نبيه ما سحر وعافاه (1)
17 - ويروى ان جبرئيل وميكائيل عليهما السلام آتيا إلى النبي صلى الله عليه وآله فجلس
أحدهما عن يمينه والاخر عن شماله، فقال جبرئيل لميكائيل ما وجع الرجل؟ فقال
ميكائيل: هو مطبوب (2) فقال جبرئيل عليه السلام: ومن طبه؟ قال: لبيد بن عاصم اليهودي
ثم ذكر الحديث إلى آخره.

(1) في هذا الحديث وأضرا به كلام للطبرسي (ره) وغيره وسيأتي كلامه بعد حديث
مجمع البيان فانتظر.
(2) المطبوب: المحسور.
718

18 - وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن؟
فقال: نعم هما من القرآن، فقال الرجل: ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا
في مصحفه؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: أخطأ ابن مسعود أو قال: كذب ابن مسعود هما
من القرآن قال الرجل: فأقرأ بهما يا بن رسول الله في المكتوبة؟ قال: نعم، وهل
تدرى ما معنى المعوذتين وفى أي شئ أنزلتا؟ ان رسول الله صلى الله عليه وآله سحره لبيد بن
أعصم اليهودي فقال أبو بصير: وما كاد أو عسى ان يبلغ من سحره؟ قال أبو عبد الله
الصادق عليه السلام: بلى كان النبي صلى الله عليه وآله يرى أنه يجامع وليس يجامع، وكان يريد
الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده، والسحر حق وما يسلط السحر الا على العين و
الفرج، فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره بذلك، فدعا عليا عليه السلام وبعثه ليستخرج ذلك من
بئر ازوان، وذكر الحديث بطوله إلى آخره.
19 - في مجمع البيان قالوا إن لبيد بن أعصم اليهود سحر رسول الله صلى الله عليه وآله
ثم دفن ذلك في بئر لبنى زريق، فمرض رسول الله صلى الله عليه وآله فبينا هو نائم إذا اتاه ملكان
فقعد أحدهما عند رأسه والاخر عند رجليه، فأخبراه بذلك وانه في بئر ازوان في
جف طلعة وتحت راعوفة، والجف قشر الطلع، والراعوفة حجر في أسفل البئر يقوم
عليها الماتح (1) فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وبعث عليا عليه السلام والزبير وعمارا فنزحوا
ماء تلك البئر ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف، فإذا فيه مشاطة رأس وأسنان من
مشط، وإذا معقد فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالأبر، فنزلت هاتان السورتان،
فجعل كلما يقرء آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله صلى الله عليه وآله خفة، فقام فكأنما أنشط
من عقال، وجعل جبرئيل يقول: بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من حاسد و
عين، والله تعالى يشفيك ورووا ذلك عن عايشة وابن عباس. وهذا لا يجوز لان من
وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله: " وقال الظالمون
ان تتبعون الا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا " ولكن يمكن
أن يكون اليهودي أو بناته على ما روى اجتهدوا على ذلك فلم يقدروا عليه، واطلع

(1) الماتح: الذي يستخرج الماء من البئر.
719

الله نبيه على ما فعلوه من التمويه حتى استخرج، وكان ذلك دلالة على صدقه صلى الله عليه وآله و
كيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم، ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا
من المؤمنين مع شدة عداوتهم له.
20 - وفيه وقيل: إن سجين جب في جهنم مفتوح، والفلق جب في جهنم مغطى
رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام
حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل
الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المتقين، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم
الأرضين السابعة وفيه الفلق والسجين.
22 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال: حدثني
رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال. سمعته يقول: أن أشد الناس عذابا يوم
القيامة سبعة نفر: أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم عليه السلام
في ربه واثنان من بني إسرائيل هودا قومهما ونصراهما، وفرعون الذي قال: انا
ربكم الاعلى، واثنان من هذه الأمة أحدهما شرهما في تابوت من قوارير تحت الفلق
في بحار من نار.
23 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا محمد بن القاسم عن محمد
بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن معاوية بن وهب قال: كنا عند أبي عبد الله
عليه السلام فقرأ رجل: قل أعوذ برب الفلق فقال الرجل: وما الفلق؟ قال: صدع في
النار فيه سبعون الف دار، في كل دار سبعون الف بيت، في كل بيت سبعون
الف اسود، في جوف كل اسود سبعون الف جزء من سم، لابد لأهل النار ان
يمروا عليها.
24 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله صلى عليه وآله
قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: اخبرني أيعذب الله عز وجل خلقا بلا حجة؟
فقال: معاذ الله، قلت: فأولاد المشركين في الجنة أم في النار؟ فقال: الله تبارك و
720

تعالى أولى بهم، انه إذا كان يوم القيامة وجمع الله عز وجل الخلائق لفصل القضاء
يأتي بأولاد المشركين فيقول لهم عبيدي وإمائي من ربكم وما دينكم وما أعمالكم؟
قال: فيقولون: اللهم ربنا أنت خلقتنا ولم نخلق شيئا، وأنت أمتنا ولم نمت شيئا،
ولم تجعل لنا ألسنة ننطق بها ولا اسماعا نسمع ولا كتابا نقرؤه ولا رسولا فنتبعه، و
لا علم لنا الا ما علمتنا، قال: فيقول لهم عز وجل: عبيدي وإمائي ان أمرتكم بأمر
أتفعلونه؟ فيقولون: السمع والطاعة لك يا ربنا، قال: فيأمر الله عز وجل نارا يقال
لها الفلق أشد شئ في جهنم عذابا فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والأغلال،
فيأمرها الله عز وجل ان تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ، فمن شدة نفختها تنقطع
السماء وتنطمس النجوم وتجمد البحار وتزول الجبال وتظلم الابصار وتضع الحوامل
حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
25 - في تفسير علي بن إبراهيم " قل أعوذ برب الفلق " قال: الفلق جب في
جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره، سأل الله أن يأذن له أن يتنفس، فاذن له فتنفس
فاحرق جهنم قال: وفى ذلك الجب صندوق من نار يتعوذ أهل تلك الجب من حر
ذلك الصندوق وهو التابوت، وفى ذلك التابوت ستة من الأولين وستة من الآخرين،
فاما الستة من الأولين فابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود إبراهيم الذي القى إبراهيم
في النار، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل، والذي هود اليهود
والذي نصر النصارى، واما الستة من الآخرين فهو الأول والثاني، والثالث والرابع،
وصاحب الخوارج وابن ملجم ومن شر غاسق إذا وقب قال: الذي يلقى في الجب
يقب فيه (1).
26 - في جوامع الجامع: " ومن شر غاسق " وهو الليل إذا اعتكر ظلامه من
قوله " إلى غسق الليل " ووقوبه دخول ظلامه في كل شئ، بقال: وقبت الشمس إذا
غابت. وفى الحديث: لما رأى الشمس قد وقبت؟؟؟؟ هذا حين حلها يعنى صلاة المغرب.

(1) أي يدخل فيه. والوقوب: الدخول.
721

27 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عيسى عن الحسن
بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة
عليهم السلام وصفاتهم قال عليه السلام بعد ان ذكر الامام: لم يزل مرعيا بعين الله، يحفظه ويكلؤه
بستره، مطرود عنه حبائل إبليس وجنوده، مدفوعا عنه وقوب الفواسق، ونفوث
كل فاسق (1)
28 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير رفعه في قول الله عز وجل:
من شر حاسد إذا حسد قال: اما رأيته إذا فتح عينيه وهو ينظر إليك هو ذاك.
29 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن الحسد فقال:
لحم ودم يدور في النار، إذا انتهى إلينا يئس وهو الشيطان.
30 - في أصول الكافي على ابن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن القداح
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: رقى النبي صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا
فقال: أعيذ كما بكلمات الله التامات وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة و
الهامة ومن شر كل عين لامة (2) ومن شر حاسد إذا حسد ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله إلينا
فقال: هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل واسحق عليهم السلام.
31 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد ان يغلب القدر.
32 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن سليمان السلطي قال: حدثنا
علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن
محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن
أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كاد الحسد أن يسبق القدر،

(1) النفث: النفخ.
(2) السامة: ذات السم والهامة واحدة الهوام ولا يقع هذا الاسم الا على المخوف. والعين
اللامة: التي تصيب بسوء.
722

33 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يا بنى
لكل شئ علامة تعرف بها ويشهد عليها إلى قوله: وللحاسد ثلاث علامات يغتاب
إذا غاب ويتملق إذا شهد ويشمت بالمصيبة.
34 - عن الحارثي عن أبي عبد الله عليه السلام لا يؤمن رجل فيه الشح والحسد و
الجبن، ولا يكون المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا.
35 - عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا حسد الا في اثنين رجل
آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو
يقوم آناء الليل وآناء النهار.
36 - عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا سماعة لا ينفك المؤمن
من خصال أربعة من جار يؤذيه وشيطان يغويه ومنافق يقفو أثره ومؤمن يحسده ثم
قال: يا سماعة اما أنه أشد هم عليه قلت: كيف ذلك؟ قال: إنه يقول فيه القول
فيصدق عليه.
37 - وباسناده إلى حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي تسعة أشياء: الخطأ والنسيان وما اكرهوا عليه ومالا يطيقون
وما لا يعلمون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر والوسوسة في الخلق ما لم
ينطق بشفة.
38 - وباسناده إلى عمران الأشعري باسناده يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام
قال: ثلاثة لم يعر منها نبي ومن دونه الطيرة والحسد والتفكر في الوسوسة في
الخلق (1)،

(1) قال الصدوق (ره) بعد ذكر الحديث ما لفظه: قال مصنف هذا الكتاب: معنى الطيرة
في هذا الموضع هو أن يتطير منهم واما هم فلا يتطيرون، وذلك كما قال الله عز وجل عن قوم صالح:
قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله وكما قال آخرون لأنبيائهم انا تطيرنا بكم لئن لم
تنتهوا لنرجمنكم الآية واما الحسد في هذا الموضع هو أن يحسدوا لا انهم يحسدون غيرهم وذلك
كما قال الله عز وجل: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب *
723

39 - عن زيد بن علي عن علي عليه السلام قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حسد
من يحسدني فقال: يا علي أما ترضى ان أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت وذرارينا
خلف ظهورنا وشيعتنا عن ايماننا وشمائلنا.
40 - في صحيفة الرضا عليه السلام وباسناده قال: حدثني علي بن الحسين عليهما السلام
قال: أخذنا ثلاثة عن ثلاثة أخذنا الصبر عن أيوب، والشكر عن نوح والحسد عن
بنى يعقوب.
41 - في روضة الكافي على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي مالك الحضرمي
عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لم ينج منها نبي فمن دونه
التفكر في الوسوسة في الخلق والطيرة والحسد الا ان المؤمن لا يستعمل حسده.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أوتر
بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له: يا عبد الله ابشر فقد قبل الله وترك.
2 - في مجمع البيان الفضل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله اشتكى شكوة شديدة فأتاه جبرئيل وميكائيل، فقعد جبرئيل عند
رأسه وميكائيل عن رجليه، فعوذه جبرئيل عليه السلام بقل أعوذ برب الفلق، وعوذه
ميكائيل عليه السلام بقل أعوذ برب الناس.
3 - أبو خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله
وهو شاك فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله أحد، وقال: بسم الله أرقيك والله يشفيك
من كل داء يؤذيك خذها فلتهنيك فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ

(1) * والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما واما التفكر في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم بأهل الوسوسة لا غير
ذلك كما حكى الله عن الوليد بن المغيرة المخزومي: انه فكر وقدر فقتل كيف قدر يعنى قال للقرآن
ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر.
724

برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في
صدور الناس من الجنة والناس.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قد ذكرنا في أوايل ما أسلفنا في قل أعوذ
برب الفلق ما فيه بيان شاف لهذه السورة أيضا فليراجع.
4 - في مجمع البيان وقوله: " من شر الوسواس " فيه أقوال: أحدها ان
معناه إلى قوله: وثانيها ان معناه من شر ذي الوسواس وهو الشيطان كما جاء في
الحديث انه يوسوس فإذا ذكر العبد ربه خنس (1).
5 - وروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الشيطان
واضع خطمه (2) على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس، وإذا نسي التقم فذلك
الوسواس الخناس.
6 - وروى العياشي باسناده عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن الا ولقلبه في صدره أذنان، اذن يتنفس فيها
الوسواس الخناس فيؤيد الله المؤمن بالملك، وهو قوله: سبحانه " وأيدهم
بروح منه ".
7 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال الصادق عليه السلام: ما من قلب الا وله أذنان
على أحدهما ملك مرشد، وعلى الأخرى شيطان مفتر، هذا يأمره وهذا يزجره، و
كذلك من الناس شيطان يحمل الناس على المعاصي كما يحمل الشيطان من الجن.
8 - وفيه عن العالم عليه السلام حديث طويل ذكر فيه عليه السلام: ما طلب إبليس من الله
اجابته له وفيه قال: قال: يا رب زدني قال جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا
قال: حسبي وقد ذكرنا أكثر الحديث في أول الأعراف (3)
9 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن

(1) الخنوس: الاختفاء بعد الظهور.
(2) الخطم: أنف الانسان ومن الدابة: مقدم أنفها وفمها.
(3) راجع المجلد الثاني صفحة 9 - 10.
725

الحكم عن سيف بن عميرة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن
الا ولقلبه أذنان في جوفه، اذن ينفث فيها الوسواس الخناس، واذن ينفث فيها الملك
فيؤيد الله المؤمن بالملك فذلك قوله: " وأيدهم بروح منه "
10 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى
عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اكل حبة من الرمان أمرضت
شيطان الوسوسة أربعين يوما
11 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: لما نزلت هذه
الآية " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " صعد
إبليس جبلا بمكة يقال له ثوير، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا
يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال:
انا لها بكذا وكذا، قال: لست لها، فقام آخر فقال: مثل ذلك، فقال لست لها،
فقال الوسواس الخناس: انا لها قال: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا
الخطيئة فإذا وقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال: أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة.
12 - في كتاب الخصال فيما أوصى به النبي عليا عليهما السلام يا علي ثلاث من الوسواس
اكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان واكل اللحية.
13 - عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: أربعة من الوسواس: اكل الطين،
وفت الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبى بكر الحضرمي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي صلوات الله عليه: يا علي القرآن
خلف فراشي في الصحف الحرير والقراطيس فخذوه وأجمعوا ولا تضيعوه كما ضيع
اليهود التوراة، فانطلق على صلوات الله عليه فجمعه في ثوب اصفر ثم ختم عليه في
بيته وقال: لا ارتدى حتى اجمعه فإنه عليه السلام كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير
رداء حتى جمعه.
15 - قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن الناس قرؤا القرآن كما انزل الله
726

عز وجل ما اختلف اثنان.
16 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر
عليه السلام قال: ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن الا وصى محمد صلوات الله عليهما.
قد تم الجزء الخامس حسب تجزئتنا من كتاب تفسير نور الثقلين وبه تم
الكتاب بعون الله الملك الوهاب وقد وقع الفراغ من طبعه
وتصحيحه والتعليق عليه في الخامس والعشرين من شهر
صفر الخير سنة 1385 على يد العبد المذنب
الفاني السيد هاشم بن السيد حسين الحسيني
المحلاتي المشتهر برسولي عفى عنه
وعن والديه بحق محمد وآله
727